
Super User
هل تحاول أوروبا طمأنة إيران بضمانات الحد الأدنى؟
ترتكز الاستراتيجية الإيرانية المبدئية على الخطوات المتفق عليها في نظام رفع العقوبات تبعاً للقرار الدولي 2231، ما يعني رفع مستوى التبادل التجاري مع أوروبا إلى الحد الأقصى أو بحجم موازٍ تقريباً لحجم التبادل التجاري مع الصين، الذي بلغ العام الماضي نحو 37 مليار دولار، فيما لامس حجم التبادل التجاري مع أوروبا عام 2017 الـ 21 ملياراً.
المحادثات الجارية بين إيران والدول 4+1 بشأن الاتفاق النووي، يبدو أنها لا تسير بالشكل السلبي أو المتشائم المسيطر على المشهد الإعلامي المواكب لتطورات الأوضاع منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، فللأطراف كافة، ودون استثناء، مصالح حيوية بتبني نقاش عقلاني بعيد من التوتر والتصعيد من أجل التوصل إلى حلول تحد من تأثير القرار الأميركي على عجلة الاقتصاد الإيراني وعلى مصالح الدول والشركات التي وقعت، أو التي تبدي رغبة التوقيع على عقود تجارية مع إيران.
وقد تُرجمت هذه القناعة في فيينا، حيث عقد اللقاء الأول من نوعه لهذه المجموعة منذ توقيع الاتفاق في 15 تموز/يوليو 2015، في قصر "كوبورغ" الذي استضاف نقاشات ما قبل التوصل إلى الاتفاق.
في القاعة الرئيسية لهذا القصر حصل نقاش تفصيلي بين ممثلي روسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيران حول أنجح السبل الواجب اتباعها للحفاظ على العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية الإسلامية والمجموعة الدولية، وكيفية استمرار بيع المنتجات الإيرانية من النفط والغاز والمشتقات النفطية الأخرى، وكيفية استمرار التحويلات المالية واستمرار علاقات النقل البحري والبري والجوي ورفع مستوى الاستثمار الدولي في إيران، الذي لم يصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب، إيرانياً، تبعاً لنظام رفع العقوبات وإعادة دورة الحياة الطبيعية للاقتصاد الإيراني.
وترتكز الاستراتيجية الإيرانية المبدئية على الخطوات المتفق عليها في نظام رفع العقوبات تبعاً للقرار الدولي 2231، ما يعني رفع مستوى التبادل التجاري مع أوروبا إلى الحد الأقصى أو بحجم موازٍ تقريباً لحجم التبادل التجاري مع الصين، الذي بلغ العام الماضي نحو 37 مليار دولار، فيما لامس حجم التبادل التجاري مع أوروبا عام 2017 الـ 21 ملياراً.
لكن الواقعية الإيرانية التي أخذت بعين الاعتبار القدرات القصوى لدول الاتحاد الأوروبي وهامش حركة هذه الدول في ظل التهديدات الأميركية للشركات الأوروبية، اختارت سياسة الخطوة خطوة إذ تبدأ الخطوة الأولى بتثبيت مستوى التبادل الحالي، وهو بالمناسبة مرتفع جداً مقارنة مع العام 2016 (13,4 مليار دولار) وأقل من 5 مليارات خلال فترة الحصار، قبل الانتقال في المرحلة التالية إلى رفع حجم التبادل إلى مداه الأقصى.
أوروبا الغربية تعتقد أن بإمكانها تثبيت مستوى التبادل التجاري في مستوياته الحالية على الرغم من العقوبات الأميركية المنتظرة وتهديد الشركات الأوروبية الكبرى بالانسحاب من السوق الإيرانية، لكن هذا الاعتقاد يبقى في إطار المعلن للرأي العام، فالأوروبيون مقتنعون بأن الحد الأقصى لهامش حركتهم في ظل التهديدات الأميركية يبقى متواضعاً ولأسباب عدة:
- الاقتراح الأوروبي بأن الشركات الكبرى المعرضة للعقوبات الأميركية كتوتال وأنجي الفرنسيتين وسيمنس الألمانية وأليانز الأوروبية المتخصصة بالشؤون المصرفية والتأمين وغيرها، يمكن استبدالها بشركات صغيرة الحجم للالتفاف على العقوبات الأميركية.
لكنه اقتراح يبقى نظرياً والمطلوب خلال نقاشات الأسابيع الفاصلة حتى موعد اللقاء الوزاري للمجموعة الدولية أن تقدم أوروبا ضمانات على إمكانية قيام هذه الشركات بالمهام ذاتها للشركات الكبرى.
- أوروبا غير واثقة حتى الآن من قدرتها على ضمان تأمين التحويلات الإيرانية عبر النظام المالي العالمي "سويفت" لأن هذه التحويلات تمر جميعها عبر نيويورك، وهي معرضة بالتالي للعقوبات الأميركية، وفي حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات على التحويلات عبر هذا النظام، فستجد أوروبا نفسها أمام خيار صعب التحقيق يفرض استحداث نظام موازٍ للنظام المالي الحالي محصور بالتبادلات مع إيران يعتمد اليورو علمة للتبادل ويتولى البنك المركزي الأوروبي مهمة التحويل مباشرة إلى إيران من دون المرور عبر نيويورك.
لكن لهذا القرار تداعيات سياسية واحتمال رد فعل عنيف من قبل الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته يواجه تعقيدات تقنية، إذ تبقى قدرات البنك المركزي الأوروبي على ضخ كميات هائلة من العملة الأوروبية في الأسواق محدودة جداً.
- لا يواجه قطاع النفط الإيراني مشكلة في تصريف المنتجات والمشتقات النفطية إلى الخارج، فالجزء الأكبر من هذه المنتجات لا تزال وجهته دول آسيوية في مقدمتها الصين وكوريا الجنوبية (مع تراجع استيراد الهند من النفط الإيراني مؤخراً واستبداله بنفط أميركي). وقد تنجح شركات أوروبا الصغيرة بالحلول مكان الشركات الكبرى في مجال التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما، لكن تبقى أوروبا عاجزة عن تقديم المخارج لقطاعات أخرى يحتاج إليها الاقتصاد الإيراني.
ولا يتضح من هي الشركات التي ستحل محل "ايرباص" و"بوينغ" في تزويد إيران بالطائرات المدنية، ومن هي شركات السيارات التي ستحل محل "رينو" و"بيجو" في إنتاج السيارات الإيرانية، ومن سيزود إيران بقطع غيار لطائراتها المدنية الحالية.
بدائل إيران عن التبادل التجاري مع أوروبا موجودة من خلال التوجه شرقاً، فإن الأسواق الروسية والصينية والآسيوية عامة مفتوحة أمام الإيرانيين منذ مرحلة ما قبل رفع العقوبات. وقد ارتفع حجم التبادل التجاري بشكل كبير مع هذه الدول وخصوصاً مع الصين (أكبر شريك لإيران تليه تركيا فروسيا) إلى الحدود القصوى خلال العام 2017 وتطور الاستثمار وارتفاع مستوى التبادل التجاري بين إيران وهذه الدول لن يتأثر بالعقوبات الأميركية إلا في الجزئية المتعلقة بالتحويلات المالية التي لا تزال تمر عبر نيويورك.
لكن دور روسيا والصين تبرز أهميته هنا كأسواق وسيطة بين أوروبا وإيران في عملية الالتفاف على العقوبات الأميركية. وإشارات التعاون الأوروبي – الروسي لإنقاذ الاتفاق النووي من السقوط عمدتها زيارتا أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية وايمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي إلى روسيا قافزين فوق المواقف الأوروبية المتشددة تجاه موسكو في ملفات حساسة كالأزمة السورية وأوكرانيا والموقف من ضم روسيا للقرم.
بعد ثلاثة أسابيع وبدعوة إيرانية يلتقي وزراء خارجية المجموعة الدولية وإيران من دون الولايات المتحدة، للإطلاع على ما ستنجزه فرق العمل والخبراء التابعين للأطراف الستة خلال الأسابيع الفاصلة، وسيتسلم محمد جواد ظريف حزمة الاقتراحات المقدمة من الدول الأوروبية والصين وروسيا وعندها ستحدد إيران إذا كانت أوروبا تلبي الضمانات الكافية لبقاء الاتفاق.
موسى عاصي ـــ جنيف
البلدان الإسلامية وقضية نقل السفارة الأمريكية .. أبرز العوائق وخيارات المواجهة
من المؤكد أن قضية فلسطين بعد تنفيذ الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لوعده بنقل السفارة الأمريكية من مدينة "تل أبيب" إلى مدينة القدس الشريفة، أصبحت هي القضية الأكثر أهمية التي تشغل أذهان الكثيرين في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ويمكننا أن نرى بأنه للمرة الأولى هناك استجابة مشتركة وموحدة لحكومات الدول الإسلامية في معارضتها لهذا القرار غير القانوني، على الرغم أنه بمراجعة السجل التاريخي، نرى بأنه على مرّ العقود الماضية لم يكن هناك أي تطابق بين مجالي الرأي والعمل لتلك الدول الإسلامية ونظرا لاستعانة بعض الحكومات ببعض سياسات الاحتجاج المؤقتة، لتحقيق بعض من أهدافها، فلقد قاد هذا التهاون البلدان الإسلامية إلى عدم قدرتها على تحقيق ولو قدر يسير من حقوق فلسطين ومنع العدوان الإسرائيلي من تحقيق مآربه.
ومع ذلك، ففي هذه اللحظة التاريخية والحسّاسة التي يُحيك الكيان الصهيوني فيها خططه للاستيلاء على كامل أراضي فلسطين والمسجد الأقصى (باعتبارها تراثاً إسلامياً ودينياً مشتركاً للمسلمين)، فإن الحكومات الإسلامية قد اتخذت مرة أخرى قراراً مشتركاً لدعم الفلسطينيين، وبناءً على ما صرّح به بعض المسؤولين الأتراك في الاجتماع الطارئ لرؤساء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامية من أجل فلسطين (بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمنظمة الدول الإسلامية)، فلقد تم اتخاذ عدة آليات للتعامل مع قضية نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس الشريف.
وبطبيعة الحال، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، ما هي الإمكانيات التي تمتلكها هذه البلدان الإسلامية والتي قد تستعين بها للتعامل مع هذه القضية؟
إن الدول الإسلامية تضم حوالي 25٪ من سكان العالم، حيث يبلغ عدد المسلمين تقريبا 2 مليار شخص حول العالم ولديهم حصة تعادل 12٪ من التجارة العالمية ولهم وجود مهم في المنظمات الدولية ويبلغ عدد الدول الإسلامية تقريباً 57 دولة تملك الكثير من المناطق الاستراتيجية في العالم، خاصة في الشرق الأوسط ولو قامت هذه الدول بالاتحاد واستخدام مواردها وثرواتها المعدنية والنفطية وإمكاناتها العسكرية الكثيرة و...، فإنها سوف تتغلب على كل التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تعصف ببعض الدول الإسلامية ولن يكون بمقدور أي قوة في العالم الوقوف في وجههم.
ومع ذلك وبالنظر إلى حقائق العالم الموضوعية، فإنه يجب الاعتراف بأن هذا الطريق يواجه مجموعة من العقبات وخاصة لتلك الدول الإسلامية القابعة تحت الهيمنة الأمريكية. ففي المقام الأول، يجب على الدول الإسلامية الامتناع عن الاستمرار في دعم أمريكا التي تعتبر أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم وهذا الشيء رأيناه خلال الفترة السابقة عندما قامت بعض البلدان الإسلامية بخفض دعمها لقرارات أمريكا واللجوء إلى مبدأ الحيادية في محادثات السلام تلك التي دعت إليها واشنطن وهذه الاستراتيجية بطبيعة الحال سوف تبني حاجزاً أمام تلك السياسات الأمريكية وسوف تعوق عملية تنفيذ نقل السفارة إلى مدينة القدس الشريف، وهنا يجب التطرق إلى أن حق النقض "الفيتو" الأمريكي لن يسمح بتبني قرارات مناهضة لـ "إسرائيل" وداعمة للفلسطينيين في مجلس الأمن، كما أن وجود قاعدة اقتصادية قوية بين الدول الإسلامية سيساعد على منح التعويضات المالية الكافية لتلك البلدان الإسلامية المحاصرة اقتصادياً.
من ناحية أخرى، إن وجود حكومات دكتاتورية تابعة للغرب ولأمريكا، تنتهج وتتبع سياسات واشنطن وتدعم سياساتها الداعمة لـ "إسرائيل" في المنطقة، يمكن أن يكون أيضاً عقبة رئيسة أخرى أمام عملية التوحّد الفعلي بين الدول الإسلامية لتبنّي سياسات عقابية ومناهضة لمنع تنفيذ عملية نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس وحول هذا الموضوع يمكن الإشارة إلى السعودية والإمارات والبحرين وحتى مصر، لكن وعلى الرغم من كل هذه العقبات، يمكن القول هنا بأنه إذا ما اتخذت الحكومات الإسلامية الآن العديد من الإجراءات الحاسمة تجاه تلك البلدان المسيئة والداعمة لقرارات واشنطن، فإن تلك الدول الإسلامية ستكون قد وجّهت ضربة قوية وقاسية لحكومة أمريكا.
وفي سياق متصل ينبغي الإشارة هنا إلى أن "ترامب" استطاع الحصول على مفتاح البيت الأبيض وذلك عن طريق إطلاقه للكثير من الوعود الانتخابية الزائفة بتحسين الاقتصاد الأمريكي ووضع الشعب والحدّ من إنفاق واشنطن السنوي ومساعداتها للدول وللمنظمات الدولية ولهذا فإن دولاً مثل باراجواي وغواتيمالا، اللتان من المحتمل أن تفرض عليها الدول الإسلامية عقوبات اقتصادية، تعلمان أنهما لا تستطيعان الاعتماد على وعود المعونات الاقتصادية الأمريكية ومن ناحية أخرى، على الرغم من أن أمريكا تمتلك حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، إلا أنه أولاً، تتحمل واشنطن تكلفة سياسية باهظة نظراً لاستخدامها لحق النقض "الفيتو" المتكرر ضد القرارات التي تحظى بتأييد قوي من أعضاء الأمم المتحدة وثانياً، إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية في "لاهاي" وإصدار حكم ضدّ نقل السفارة، وبذلك سيتم إدانة العمل غير القانوني لأمريكا رسمياً، وهذا الأمر سيقللّ من مستوى امتثال الحكومات الصغيرة للإجراءات الأمريكية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه إذا لم تتخذ الحكومات الإسلامية الآن أي إجراءات حاسمة مع تلك البلدان الأصغر من أمريكا التي قررت دعم عدوان الكيان الصهيوني، مثل باراجواي وغواتيمالا، فإنها ستكرر بالتأكيد مثل هذا التحرك في المستقبل القريب وسوف تقدّم الكثير من الدعم للحكومتين الأمريكية و"الإسرائيلية".
الإسلام دين التواصل
إن المراجع لمصادر الإسلام، من خلال القرآن الحكيم والأحاديث الشريفة، يرى بكلِّ وضوح وجلاء، حقيقة وهي: أن كثيراً من وصايا الإسلام وواجباته وأحكامه تدعو إلى إزالة الحجب القائمة بين الأفراد، بين الإنسان وأخيه الإنسان.
إن الإسلام لم يأتِ لهدمِ الإنسانية، إنما جاء بهدف هدم الحواجز التي يمكن أن تفصل الإنسان عن أخيه في الإنسانية، أو أخيه في الإيمان، مثل العصبيات بسائر أقسامها وأسمائها، والكبر والغرور والحقد والحسد وسوء الظن... هذه القائمة الطويلة السوداء من الصفات السيئة التي جاء الإسلام للقضاء عليها واجتثاثها من جذورها.
وقد تتعجب من قول الرسول صلى الله عليه وآله:
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
ولكن المجتمع الذي لا أخلاق له، والذي يفصل بين أبنائه الحسد والبغضاء والكبر، ولا يثق المرء بأخيه، والذي لا يقوم على قاعدة الحب والإخلاص والصفاء، هذا المجتمع لا يمكن أن يرتقي أو يبني حضارة، إن مجتمع التقاطع والحقد والحسد والبغضاء ليس مجتمعاً إسلامياً وإن سُمّي كذلك...
إذن فالإسلام يدعو إلى مجتمع المحبة والتواصل والتعاون والإخاء والتكافل مجتمع ليس فيه الحواجز النفسية والاجتماعية بين أبنائه، متشابك داخلياً، وآنئذ يستطيع هذا المجتمع أن يكون مصداقاً لقوله تعالى:
?وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا?.
وأن يكون:
?وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ?1.
وأن يكون:
"مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعت سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
فإذا ما تكاتف المجتمع داخلياً، وأمِن من داخله، فحينئذ من السهولة أن ينتصر على أعدائه، أما إذا كان المجتمع مقاطعاً بعضه بعضاً، فحينئذ على هذا المجتمع السلام، ولن يستطيع أن ينتصر على أعدائه.
والتاريخ، والإسلامي منه بالخصوص، يؤكِّد لنا هذه الحقيقة، أن المسلمين تراجعوا حينما تقاطعوا، وإذا أرادوا الرجوع إلى ميدان قيادة الأمم فما عليهم إلا أن يتواصلوا ويتكاتفوا.
وهذا التواصل ينبغي أن يبدأ في الأسرة والعائلة، أي بين الأرحام، ليكون البيت الداخلي آمناً، ومن ثمَّ ينجرّ
الكلام إلى الوحدة والتواصل الاجتماعي الإسلامي بشكل عام والإنساني بشكل أعم.
عبادات تواصلية
حتى العبادات الإسلامية التي ظاهرها الفردية، فإنّها تضمنت معان اجتماعية، خذ مثالاً الصلاة: فعندما يصلي الإنسان المسلم بمفرده، هل يعني ذلك أن هذه الصلاة هي صلاة فردية؟ لا، لأن الصلاة وإن كانت إقامتها بصورة فردية أحياناً، إلا أن مضمونها اجتماعي.
خذ مثلاً: عندما يقرأ المصلي سورة الفاتحة، فإنه يصل إلى آيات:
?مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ?.
فهنا نجد أن الصيغة صيغة الجماعة، نعبد نستعين إهدنا، وليست هي صيغة المفرد، أعبد أستعين إهدني.
فضلاً عن أن الإسلام حثّ على إقامة الصلاة جماعة وفي المسجد، وهذا يشير إلى أهميّة التحرك والنشاط الاجتماعي التواصلي في الإسلام الحكيم.
وهكذا عبادة الحج، فإن الحج صورته صورة جماعية، فمنذ انطلاق الإنسان من بلده إلى عودته من الحج ترافقه المعاني الاجتماعية، والإشارات التواصلية.
وهكذا الصوم والزكاة، ترى فيهما المعاني الاجتماعية التواصلية فإذن الإسلام اجتماعي تواصلي، يدعو إلى المحبّة والتكاتف والتعاون.
من کتاب الارحام والجیران شبکة المعارف
ومن الأمور التي أكّد عليها هذا الدين العظيم صلة الرحم، وهذا ما سنتحدث عنه في العناوين اللاحقة.
الغرب المتقاطع
إذا عرفت منهجية الإسلام في العلاقة مع الآخر، وكونه اجتماعياً، فعرِّج بنظرك صوب الغرب لترى كيف يعيش الغرب من هذه الناحية.
إن مراجعة دقيقة للمجتمع الغربي يؤكِّد لك، بما ليس فيه شك، إلى أنه مجتمع فرداني وأناني الإتجاه، فإنه لا يفهم إلا من خلال مصالحه الضيقة، والفرد فيه مكلّف بتحسين حاله بمفرده، وليس مسؤولاً عن الآخرين، وبالنتيجة فإن قيمه ومصالحه متعلقة به، ولا يخدم بها بني الإنسان، مهما بعد منه أو قرب، حتى ولو كان ابنه من صلبه أحياناً، ولا تعدو أن تكون القيم والمصالح آلة اقتصادية مثلها مثل بقية الآلات، لا دخل لمعنى الإنسان أو الإنسانية ومصيره فيها بشيء.
والمؤسف المبكي أن روحيّة الغربيين قد غزتنا، وأصبحت هويّة المسلمين وأصالتهم وروحيتهم الاجتماعية والتواصلية في مهب الرياح الغربية الفاسدة، فالهجوم الثقافي شرس واسع النطاق.
فينبغي على المسلم في هذا الصراع إثبات الذات وصون الهوية الثقافية والتمسك بمبادئ الإسلام الأصيلة.
مفوضية الإنتخابات بالعراق تنفي إمكانية التلاعب بنتائج الاقتراع
أبلغ "مجلس القضاء الأعلى" العراقي مفوضية الانتخابات قبول الشكاوى المقدمة من المعترضين ليتسنى للمتضررين الطعن.
رئيس لجنة تقصي الحقائق البرلمانية عادل نوري صرّح أن "الناخب قال شيئاً في الانتخابات ونتائج المفوضية قالت شيئاً آخر"، مضيفاً أنه على الحكومة والجهات الدولية "عدم الاعتماد على نتائج الانتخابات لوجود أدلة موثقة على التلاعب بها".
من جهتها، أبدت "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات" استعدادها لتقديم الوثائق المتعلقة بعقود المعدات التي استخدمت، مشيرة إلى تأكدها من "نقل البيانات بشكل آمن ومشفر مع تقديم تقارير فنية تظهر عدم إمكانية اختراقها".
المفوضية العراقية أضافت أنه "تم تجهيز خوادم بيانات جديدة لا ترتبط بأي شبكة داخلية أو خارجية"، وكذلك "طباعة تقارير في محطات الاقتراع وتزويد وكلاء الأحزاب بها في جميع المحطات في اليوم نفسه".
المفوضية قالت إن انتخابات الخارج والتصويت المشروط لمخيمات النازحين "لا يمثل سوى 2% من عدد محطات الاقتراع"، معلنة أنها ألغت أعداداً كبيرة من محطات تصويت الخارج والنازحين "بعد التحقق والشكاوى الحمراء".
المفوضية العراقية اعتبرت أن الحديث عن إمكانية اختراق بيانات المفوضية والتلاعب بنتائج الاقتراع "عار من الصحة وغير دقيق"، مؤكدة استعدادها استقبال أي جهة حكومية أو قضائية أو تشريعية مكلفة قانونياً لتزويدها بالبيانات.
وفي سياق متصل، أكد رئيس شورى "حزب الفضيلة الاسلامي" هاشم الهاشمي خلال لقاء مع رئيس "تحالف الفتح" الانتخابي هادي العامري، أكد على ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن.
الطرفان أكدا أيضاً ضرورة الالتزام بالمواعيد الزمنية والسقوف الدستورية لإنجاز الاستحقاقات الانتخابية.
العامري والهاشمي شددا على ضرورة اعتماد السبل والوسائل القانونية في التعامل مع الطعون المتعلقة بالعملية الانتخابية.
كما دعا الطرفان جميع الاطراف الفائزة في الانتخابات إلى المشاركة في الحوارات القائمة لتشكيل الحكومة.
يذكر أن "تحالف سائرون" فاز في الانتخابات البرلمانية العراقية بـ 54 مقعداً، يليه "تحالف الفتح" بـ47 مقعداً، وتحالف النصر بـ42 مقعداً، في حين بلغت الشكاوى 1416 شكوى بينها 30 حمراء.
وكان زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر قد أكد بعد لقائه السيد عمار الحكيم على أنه سيتم تشكيل حكومة أبوية، فيما أشار الأخير إلى أنّ "الحكمة وسائرون سينطلقان للتباحث مع القوى الأخرى لتشكيل الحكومة".
وكان مسؤول المكتب السياسي للسيد الصدر ضياء الأسدي قد قال للميادين إنه ليس هناك علاقة سرية بين السعودية والسيد الصدر عدا عن الزيارات المعلنة، وهو لن يسمح باستخدام العراق كمنصة للهجوم على أي من دول الجوار، وإن "التيار الصدري وشركاؤه لن يخضعوا لرغبات أميركية"، مؤكداً أن"بيننا وبين إيران علاقات ثابتة".
إمام مسجد "الزيتونة": أمتنا تشكو الوهن والتشتت ونأمل أن تستيقظ
حذر الشيخ هشام بن محمود، إمام وخطيب جامع "الزيتونة" التاريخي في العاصمة تونس، من أن "العالم الإسلامي يشكو من الوهن والتشتت والفرقة"، مبينا أن دوره "تقلص أمام قوة الغرب فكريا وماديا وإعلاميا".
واعتبر "بن محمود" في مقابلة مع الأناضول، أن "الأمة (الإسلامية) غير مؤهلة لفرض وجودها، فهي لم تعد تعتني بشبابها عبر تكوينهم (تأهيلهم) وتزويدهم بالعلم والمعرفة".
لكنه أعرب عن أمله أن "تستيقظ الأمة الإسلامية يوما ما، ويعود لها شأنها، ويصبح موقفها أكثر قدرة على التأثير في العالم".
وعما تشهده فلسطين من مجازر إسرائيلية، قال إن "العيب ليس في غيرنا الذي يعتدي علينا، وإنما فينا لأننا فرطنا في ديننا وفي مؤهلاتنا الذهنية، ولم نعد قادرين على مزاحمة العالم الذي أصبح يقيس الأمور بالثواني، في حين ما زلنا نحن نحدّث بالسنين (في إشارة إلى التطور العلمي)".
وأضاف: "الفلسطينيون اليوم يعيشون اضطهادا، والشعوب الإسلامية مطالبة اليوم بالتسلح بالعلم والتطور، وأن تفرض نفسها لا كمستهلك وإنما كفاعل ومبدع.. وحينها سيحترمنا غيرنا".
وفي 14 مايو / أيار الجاري وعقبها بأيام، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة دامية بحق متظاهرين سلميين على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 65 فلسطينيا وجرح أكثر من ثلاثة آلاف آخرين، أثناء الاحتجاجات على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
وأشار الشيخ إلى أن "البيانات التي تصدر في كل مرة لتندد بما يحدث في فلسطين من ظلم واستبداد، تعد موقفا لا بد منه ولكنه غير كاف".
** أمة تشكو الوهن والفرقة
ووصف "بن محمود" واقع الأمة الإسلامية اليوم بأنه "يشكو الكثير من الوهن والفرقة والنزاع والتقاتل، ومن عدم القدرة على فهم مقاصد الدين الإسلامي الذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم من منطلق العزة".
وتابع: "رسولنا الكريم أرادنا أن نكون خير أمة أخرجت للناس، ولكننا اليوم أمة متقاتلة مدمرة لبعضها البعض، ومفرقة ومشتتة".
وناشد قائلا: "يجب أن تكون هناك وقفة للعالم بمفكريه وعلمائه وشبابه ونخبه وشعوبه الإسلامية، ليقفوا لحظة من الزمن".
ومضى: "لا يمكن أن نحول خلافنا في الفكر إلى دمار أوطاننا، وهذا إشكال كبير في العالم العربي، فنحن نقوض أوطاننا بأيدينا، وهو ما لاحظناه في عديد البلدان الإسلامية".
وأشار أن "تونس اهتمت منذ قديم الزمان عبر سماحة وتفتح (جامع) الزيتونة والصادقية (أول مدرسة ثانوية عصرية في تونس تأسست عام 1875) وحتى بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي (1881 ـ 1956) بالجانب التعليمي والتثقيفي للشعب، جعلت منه يتقبل تحولات ما بعد الثورة (يناير / كانون الثاني 2011) ويعيش بتناغم رغم الاختلافات".
ولفت إلى أن شهر رمضان كان مؤشرا لبعدين افتقدتهما الأمة اليوم، الصبر وهو أساسي، والاتصال كما عودنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
** "الاندفاع الديني" دمر الأوطان بدل بنائها
وحذر الشيخ من أن "التطرف ـ موجود في كل الأديان وهو اندفاع غير مدروس ـ أصبح حجة على الإسلام، وسبيلا لدمار الأوطان بدلا من بنائها.. فكلما اقترف أي جرم في أي مكان أصبح ينسب للإسلام، وهو ما يجب أن نصححه".
وأضاف: "أمر طبيعي أن تكون مندفعا، ولكن يجب تهذيب هذا الاندفاع بالكلمة الصادقة لتغير الاتجاه فيصبح اندفاعا نحو البناء، بعيدا عن كل أشكال التطرف وهدم الأوطان".
وأردف: "انتكسنا عندما سلمنا شبابنا لوسائل التواصل (الاجتماعي) الجديدة بعدم مراقبتهم، إذ أصبحت تستغل براءة الأطفال لشحنهم بشحنات مدمرة لأجيالنا".
ولفت إلى أن "السلفية إن كانت تعني اتخاذ وسائل تجاوزها الزمن، فيصبح الأمر غير منطقي.. قد يفسد مسيرة الإنسانية وقد يكون عالة على الإسلام، أما إذا كانت اتباعا واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله فنعم العمل".
** "الزيتونة" معقل التسامح والنضال والتعايش
وعن الدور الذي يؤديه جامع "الزيتونة"، أوضح الشيخ أن "الزيتونة يعد كعبة الشمال الإفريقي، وهو أكبر الجامعات الإسلامية رسوخا وتأصلا، ويؤدي دوره منذ قرون، إذ توالت عليه العصور والحضارات والدول وكان في كل مرحلة يخطو خطوة إلى الأمام".
ووفقا للشيخ، فإن "الجامع كان معقلا لتناغم الفقه الإسلامي والبعد المقاصدي للدين، كما تعايش فيه مذهبان كبيران هما المالكي والحنفي، وهي عجيبة، إذ لا نزاع ولا خلاف بين المذاهب بل كان هنالك تناغم واتصال بين علماء الزيتونة".
واعتبر الشيخ أن ذلك "يدل على مدى الرحمة والتسامح والوئام ومدى رقي الفكر لدى الشعب التونسي والشعوب الإسلامية عموما".
ولفت إلى أن "الجامع كان يقوم بهذا الدور العلمي خاصة في العهد الحفصي (1229 ـ 1574م)، الذي انتظم فيه العمل من حيث تنظيم دروس أخذت أبعادا ثلاثة، مرحلة أولى وثانية ثم التعليم العالي".
وبحسب بن محمود، "فقد كان للزيتونة إضافة إلى الجانب الدعوي بعد نضالي، إذ كان معقل الحركة الوطنية في تونس، كما كان يؤوي الزعماء والتظاهرات والاعتصامات".
واختتم بالقول: "اليوم عاد إشعاع الجامع من حيث الخطابة والإسهامات العلمية، وتنظيم الدروس، وفي رمضان سينظم كل يوم ثلاثاء موكب مهيب لتلاوة سرد البخاري، ومسلم، وكتاب الشفاء في باب الشفاء".
ويعود تأسيس "الزيتونة" إلى عام 79 هجرية (699 ميلادية) على يد أحد قادة الفتوحات الإسلامية حسان بن النعمان، وهو معلم يحمل ثراء وتاريخا وأبعادا حضارية وفكرية يشهد عليه العالم العربي والإسلامي في كامل أنحاء العالم.
"النهضة" التونسية تدعم الإبقاء على حكومة الشاهد
دعمت حركة "النهضة" التونسية، الأحد، موقف رئيسها راشد الغنوشي القاضي بالإبقاء على حكومة يوسف الشاهد في الفترة الحالية.
أعلن ذلك عبدالكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة "النهضة"، عقب انتهاء اجتماع للمجلس.
وقال الهاروني إن المجلس (أعلى هيئة بالحركة ويتكون من 150 عضوا) أكد دعمه لموقف الغنوشي، الذي أعلنه خلال الاجتماع الأخير للأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج، القاضي ببقاء حكومة يوسف الشاهد والمحافظة على الاستقرار في البلاد.
كما فوّض المجلس الغنوشي لمواصلة التفاوض مع بقية الأطراف الموقّعة على وثيقة قرطاج من أجل الوصول إلى قرار توافقي موحّد.
وبيّن الهاروني أن حركة النهضة تنتصر للاستقرار، وأنها ستحاول إقناع بقية شركائها في وثيقة قرطاج بوجهة نظرها خلال اجتماعهم، الإثنين.
وشدّد على ضرورة مواصلة الحوار للوصول إلى توافق حول النقاط الخلافية.
وأبرز رئيس المجلس أن هناك اتفاقا على الحاجة إلى حكومة سياسية لا يترشح أعضاؤها للانتخابات الرئاسية والتشريعية عام 2019، لتتفرغ إلى معالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، حتى في حالة بقاء الشاهد رئيسا للحكومة.
وتعقد الأطراف الموقّعة على وثيقة قرطاج، الإثنين، اجتماعا بمقر رئاسة الجمهورية التونسية بقصر قرطاج.
ومن المنتظر أن يحسم الاجتماع مصير حكومة الشاهد بمواصلتها مع إجراء تعديلات على تركيبتها، أو بتغييرها بالكامل.
ويترأس يوسف الشاهد الحكومة التونسية منذ أغسطس/آب 2016.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي دعا الباجي قائد السبسي الأطراف الموقعة على "وثيقة قرطاج لتحديد أولويات حكومة الوحدة الوطنية"، في يوليو/ تموز 2016، إلى الاجتماع للتداول في أوضاع البلاد.
وفي مارس/آذار الماضي، شكّل الموقعون على الوثيقة لجنة خبراء لصياغة وثيقة جديدة، تتكون من 18 عضوا، تحدد أولويات جديدة اقتصادية واجتماعية.
وتم الاتفاق، خلال أعمال لجنة الخبراء، على 63 نقطة في "وثيقة قرطاج 2" تتعلق بالبرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للفترة المقبلة، وتعذر الوصول إلى اتفاق حول مصير حكومة الشاهد.
ويشارك في صياغة "وثيقة قرطاج 2 " حزب حركة نداء تونس ( لبيرالي- 56 نائبا من اصل 217) وحركة النهضة ( 68 نائبا – إسلامي) والاتحاد الوطني الحر ( 12 نائبا- لبيرالي) وحزب المبادرة الوطنية ( 3 نواب- دستوري) والمسار الديمقراطي الاجتماعي ( يسار – لا نواب له).
كما تشارك أربع منظمات، وهي: الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (الأعراف)، والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري (اتحاد المزارعين)، والاتحاد الوطني للمرأة التونسية.
كيف ننزل البركة في منازلنا؟
نقص البركة في النفس والمال والولد مدار حديث شبه يومي بين أفراد العائلة
فلنبحث عن البركة من جديد من خلال 18 وسيلة مضمونة لنعيد البركة إلى حياتنا.
أسباب البركة :
1 - قراء ة القرآن :
كما يقول الله تبارك وتعالى : {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام : 92]
فالقرآن جعله الله بركة من خلال اتباع تعاليمه وقراءته وتحكيمه والتداوي به..
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (البيت الذي يذكر فيه القرآن تسكنه الملائكة، وتهجره الشياطين، ويتسع بأهله ويكثر خيرًا).
2 - التقوى والإيمان بالله :
يقول تعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاء ِ وَالأرْضِ} [الأعراف : 96]،
ويتضح لنا من قول الله تعالى أن الإنسان المؤمن التقي سوف يشعر بالبركة في حياته وفي زوجته وفي أولاده.
3 - البسملة :
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله - تعالى - عند دخوله، وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه : لا مبيت لكم ولا عشاء)
إذًا فذكر الله و البسملة لا بد أن يبدأ بهما الإنسان في كل شيء حتى عند الاقتراب من الزوجة يقول: (اللهم!.. جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا)..
فإذا رزق بمولود في تلك الليلة بارك الله له فيه لأن أي عمل لا يبدأ باسم الله فهو أبتر أي مقطوع البركة.
4 - الاجتماع على الطعام وبعض الأطعمة :
كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (كلوا جميعًا ولا تفرقوا، فإن البركة في الجماعة.. فطعام الواحد يكفي لاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة)..
وكذلك هناك بعض أنواع الطعام فيها بركة، مثل:
- اللبن
- العسل
- الزيت
- التمر
5 - السحور :
كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (تسحروا، فإن في السحور بركة)..
6-الصوم
والمراد في البركة الأجر والثواب، ولكي يكون الإنسان مرتاحًا في الصوم.
7 - ماء زمزم :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إن ماء زمزم مباركة، إنها طعام طعم وشفاء سقم).
8 - ليلة القدر :
يقول الله تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة ٍ مُبَارَكَة ٍ} [الدخان : 3]
ويعني ليلة القدر، فهي خير من ألف شهر.
9- العيدان :
تقول أم عطية : كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى تخرج البكر من خدرها فيكن خلف الرجال، (يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته).
10- المال الحلال :
فالله - تعالى - طيب لا يقبل إلا طيبًا
يقول سهل رحمه الله في آكل الحرام : عصت جوارحه شاء أم أبى ومن أكل الحلال أطاعت جوارحه ووفقت للخيرات.
11 - كثرة الشكر والحمد :
قال تعالى : {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم : 7].
12 - الصدقة :
كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (صدقة السر تطفئ غضب الرب).
13 - البر وصلة الرحم :
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار، يعمرن الديار ويزدن في الأعمار).
14 - التبكير في طلب الرزق :
فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (بورك لأمتي في بكورها)..
15 - الزواج :
يعتبر الزواج من الوسائل الجالبة للبركة على الزوج والزوجة
كما يقول الله تعالى : {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاء َ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور : 32]
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (التمسوا الرزق في الزواج).
16 - إقامة الصلاة :
يقول الله تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاة ِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَة ُ لِلتَّقْوَى} [طـه : 132].
17 - التوكل على الله :
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا).
18 - الاستغفار :
يعتبر الاستغفار مصدرًا للبركة
كما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب).
ميركل من بكين: ألمانيا والصين تؤيدان الاتفاق النووي مع إيران
قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، اليوم الخميس، إن ألمانيا والصين تؤيدان الاتفاق النووي مع إيران، رغم انسحاب الولايات المتحدة منه.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع لي كي تشيانغ، رئيس الوزراء الصيني، في قاعة الشعب الكبرى في بكين، عقب جلسة مباحثات جمعتهما صباح اليوم.
وقالت ميركل "ألمانيا والصين تؤيدان الاتفاق النووي مع إيران".
وتابعت "ألمانيا ملتزمة بالاتفاق مع إيران.. لقد تفاوضنا حول هذا الاتفاق لسنوات قبل أن نتمكن من التوصل إليه".
ومضت قائلة "هذا الاتفاق غير مثالي، لكن البدائل ستكون أكثر غموضا".
وحول ملف التجارة، قالت ميركل "ألمانيا والصين يعتمدان على العمل في الأطر متعددة الأطراف"، مضيفة "نحن نريد تجارة حرة وعادلة تستند لقوانين ثابتة".
وتابعت "برلين وبكين يجب أن يكثفا تعاونهما على كافة المستويات".
ومضت قائلة "المحادثات الثنائية تهدف إلى ايجاد حلول للمشاكل، واستغلال الفرص المشتركة"، مضيفة "من المهم أن نطلق حوار بين بلدينا في كل المجالات، من التطور التقني لحقوق الإنسان".
وفي وقت سابق اليوم، وصلت ميركل بكين في زيارة تستمر يومين.
ومن المقرر أن تلتقي في وقت لاحق اليوم بالرئيس الصيني شي غين بينغ، في بكين.
وفي اليوم الثاني والأخير لزيارتها، الجمعة، ستسافر ميركل إلى مدينة شنتشن جنوبي البلاد، حيث ستفتتح مركزا للابتكار تابع للغرفة التجارية الألمانية.
وفي 8 مايو الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب اعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على إيران والانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في 2015، ويقيد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية مقابل رفع العقوبات الغربية عنها.
ما يربط الابن بابيه .. علاقة الصداقة ام علاقة الابوة؟!
كثيرة هي العلاقات الاجتماعية داخل كل اسرة فهناك علاقة الاخ باخيه وعلاقة الزوج بزوجته وعلاقة الابناء ببعضهم وعلاقة البنت باحد والديها ومن بين هذه العلاقات علاقة الابن بوالده فما نوع هذه العلاقة بين الاثنين هل هي علاقة ابوية فقط ام علاقة صداقة ام علاقة اسمية لاتتوجها معاني الانسانية وفضائل الصفات، هذا ما سنعرفه في هذا الاستطلاع الاتي الذي اجريناه مع مجموعة من الابناء والاباء داخل اسرنا العراقية الكريمة.
لقاءنا الاول مع السيد (محسن كريم 45 سنة، معلم) حدثنا قائلا ممكن ان احكم على العلاقة التي تربطني بولدي هي علاقة الابوة والصداقة معا فانا له الاب والصديق في الوقت نفسه اذ اتقاسم معه همومه واحزانه واشاركه افراحه ومسراته وادخل في خبايا نفسه واحاول ترتيب افكاره ومساعدته في تخطي الصعاب التي قد يمر بها اثناء سير حياته كلنا يعرف ظرفنا الحالي ولا سبيل لخروج الابن لهذا الشارع المملوء بالمخاطر والموجات الغابرة التي تاخذ بيد الابن يمينا وشمالا وحاولت دائما واحاول ان اكن لولدي السد المنيع له من شرور الايام ومخاطر محنتنا الحالية.
كما حدثنا السيد (مرتضى هاشم 55 سنة، كاسب) قائلا:
مع بالغ الاسف وشديد الحزن قد أبعدتني مشاغل الحياة وظروف لقمة العيش الصعبة ومهام ادارة البيت عن الاهتمام بامر ولدي وما ارى نفسي الا وقد اخذه الشارع مني واصدقاء السوء الذين خلقوا منه صبي شديد التمرد لوالده يرفض سماع كلامه والإصغاء لاوامره ووجدت نفسي وقد فقدت السيطرة عليه اذ انه كبر بما فيه الكفاية ولم يعد بوسعي السيطرة عليه لكن أعود وأقول ان السبب الرئيسي والأول والأخير لفقدان علاقتي بولدي هو ظروف الحياة وعدم مقدرتي ضرورة فهم مصادقة الابن منذ الصغر.
كان لنا هذا الحديث مع مجموعة من الأبناء الذي بدأناه مع (كرار حيدر 20 سنة، طالب جامعي) ان اهم ما يمكن ان تبنى عليه علاقة الاب بولده هو الاحترام وما زال الاحترام قائما بين الاثنين فلا خوف على هذه العلاقة فانا من جهتي احترم والدي بوجوده او عدم وجوده لان بوجود الاحترام تتحقق افضل معاني العلاقات واسمى غاياتها وهو يخرج لعمله مطمئنا على ولده الذي يحترمه بغيابه ويسعى لدوام صحبته بوالده وعدم مخالطتها باي شائبة من الشوائب.
واضاف (احمد عبد الامير 22 سنة، عامل) قائلا:
من جهتي انفذ كل ما يرغب به والدي واطيع اوامره واسمع كلامه وانجز كل متطلباته لكن هذا بدافع الخوف الذي زرعه بداخلي ووالدي استخدم طيلة فترة حياته معي القسوة والمعاملة الصعبة اذ انه فرض ابوته قسرا علي على الرغم من انني الولد الوحيد له لكن لمجرد خروجه من البيت افعل ما يحلو لي وكأنني كنت سجينا وتحررت.
وقد حدثنا (محمد عبد المطلب 19 سنة طالب في الصف السادس الادبي) قائلا:
باختصار شديد يمكن القول بان والدي ان حضر لايعد وان غاب لايفتقد فوجوده او عدم وجوده سواء اذ انه منشغل باهواء نفسه ومتطلباته الدنيوية والبحث عن ارقى ماركات الملابس والعطور واحدث اجهزة الموبايل وهذه الأمور شغلته عن ادارة البيت ومعرفة أمور ولده وسد احتياجاته هو بأبسط عبارة لايعرف في أي مرحلة دراسية اكون وماهي اهم حقوقي عليه.
وأضاف الدكتور في علم الاجتماع (عبد الامير حسين) قائلا:
ان أساس علاقة الابن بوالده تبدأ منذ نعومة اضفاره اذ ان نوع العلاقة التي تربط الاثنين تقع بالثقل الاكبر على عاتق الوالد حيث ان الطفل منذ الصغر يكون كورقة بيضاء يكتب عليها الابوين ما يشاءان او هو كعجينة بيد الاب يصوغها بإشكال مختلفة حيث يرغب فإذا ما أراد الوالد بان تكون علاقته بولده علاقة صداقة وأبوة. تمكن ذلك من الصغر فنلاحظ في بعض الأحيان تعمد الأب بإخراج ابنه معه الى عمله ومرافقته له في جلساته مع الكبار وجلوسه معه في المجالس وهنا يتربى الطفل على مبادئ وأفكار والده ويصبح له الأب والصديق معا في حين ان هناك مجموعة من الآباء ترفض حب الأبوة والصداقة وتقبل بمبدأ التسليط والقسوة والعناد مع أبناءهم ويرى الأب بأنه اكبر من مرافقة ابنه أو أن يقبل به صديق صغير وهكذا تدريجيا يلتجأ هذا الابن الى الشارع ومرافقة أصدقاء السوء ويمكن ان نقول ان صياغة العلاقة تعود على الوالد قبل الولد.
قضايا الأبناء وموقف الآباء .. قبل فوات الآوان
منذ وقت بعيد.. مبكّر، مبكرا جدا.. دق الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) جرس الانذار في بيوتنا كلّها: ((بادروا أحداثكم (صبيانكم) بالحديث قبل ان تستبقكم اليهم المرجئة)).
وإذا أريد لنا أن نضع هذا الحديث في مصطلحات معاصرة، فأمامنا العناوين الأربعة التالية:
1) المبادرة.
2) المسؤولية إزاء الابناء.
3) التربية والتعليم.
4) التنافس التربوي أو (الصراع التربوي) مع التيارات الضالّة والمنحرفة.
وإذا أريد لنا أيضاً أن نعرّف كل عنوان، نقول:
- المبادرة:هي أية فعاليّة تنطوي على التحرّك الذاتي (الدافع الذاتي) وعلى (الإحساس بالمسؤولية وعلى (السرعة) الممكنة و(التبكير) والا فان هناك من (يتربّص) لـ(يقتنص) أو (يفترس)!
- الأحداث: هم الفتيان والفتيات الذين تفتحت مداركهم لاستيعاب ما حولهم، أو ما يصطلح عليهم بالشريعة بـ(الصبيان المميزين) وربما اريد بهم الصبيان في سن السابعة، فما بعدها. وقد يراد بهم من هم في سنّ المراهقة.
- الحديث: هو التربية على ما هو نافع وصحيح واجتناب ما هو فاسد وسيئ.
- قبل ان يسبقكم اليهم المرجئة: وهو ما يكن الاصطلاح عليه بنظرية (نفي الفراغ) فما لم يملأ ـ أي فراغ تربوي ـ بالصحيح الصالح، يملأ بالسقيم الطالح، أمّا رأيت لو أنّك تركت حديقة المنزل دون عناية ومتابعة لاحتلّت الأعشابُ والحشائش الضارّة والطفيليات أرضَ الحديقة في غزوٍ يوحي بالابتلاع والاستحواذ؟!
وقفات قصيرة عند كلّ عنوان:
- المبادرة:
يقول امير المؤمنين علي (عليه السلام) في وصية لابنه الحسن (عليه السلام):
((أَيْ بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً وَ رَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ وَ أَوْرَدْتُ خِصَالاً مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بِي أَجَلِي دُونَ أَنْ أُفْضِيَ إِلَيْكَ بِمَا فِي نَفْسِي أَوْ أَنْ أُنْقَصَ فِي رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ فِي جِسْمِي أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ اَلْهَوَى وَ فِتَنِ اَلدُّنْيَا فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ اَلنَّفُورِ وَ إِنَّمَا قَلْبُ اَلْحَدَثِ كَالْأَرْضِ اَلْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْهُ فَبَادَرْتُكَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ وَ يَشْتَغِلَ لُبُّكَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ مِنَ اَلْأَمْرِ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ اَلتَّجَارِبِ بُغْيَتَهُ وَ تَجْرِبَتَهُ فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ اَلطَّلَبِ وَ عُوفِيتَ مِنْ عِلاَجِ اَلتَّجْرِبَةِ فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيهِ وَ اِسْتَبَانَ لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْهُ)).
ما يهمنا في المبادرة هنا نقطتان:
أ. العمل من قبل المربيّ قبل أن يدركه الموت (أداؤه لواجبه ومسؤوليته في أوانها).
ب. الاسراع بتربية الصبي قبل ان يقسو قلبه وتتكلّس مشاعره، ويشتغل عقله بغير ما ينبغي.
انظر إلى تشبيه (قلب الصبي) بـ(الأرض الخالية) الجاهزة لأن تغرس فيها ما تشاء، والا ينبري لها غيرك ممن قد لا يسرك زرعه، أو ممن يُرسل على زرعك ناراً فيحرقه.
- التربية عند الصغر:
قديما قال أهل الحكمة: ((العلم في الصغر كالنقش في الحجر)) وهل تمحى نقوش الفراعنة والبابليين والآشوريين والكنائس القديمة والمساجد العتيقة.. تشيخ الايام وهي باقية..
وقديما قالت العرب: ((من ادّب ولده صغيرا سُرّ به كبيرا)).
قال رسول الله (صلي الله عيله و اله و سلم): ((ما نحل (اعطى هدية) والدٌ من نُحلٍ (هدايا) أفضل من أدب حسن)).
وينسب لعلي (عليه السلام) قوله:
حرّض بنيك على الأداب في الصغر كيما تقرّ بهم عيناك في الكبر.
- الحديث:
كل ما تُحدّتُ به أبناءك وبناتك من (خير القول) و(صالح العمل) هو حديث.. ولا يخفى انطواء (الحديث) على (الحداثة) ايضا.. هناك تلازم بين الاثنين فالأحاديث الرتيبة والجامدة والتي لا تعتمد الايضاح والتمثيل والشاهد والرقم والقدوة المتحرّكة مملّة ومنفّرة أحيانا.
- (المُرجئة) اليوم:
كلّ تيار منحرف .. أو فئة ضالّة، أو مدرسة أخلاقية هابطة، أو توجّه افسادي فاضح، أو قناة فضائية مسمومة، أو موقع اباحي.. هو (مرجئة) أي فرقة، أو فريق مارق لا يلتزم النهج الإسلامي الصحيح.. فما لم يملؤه (الرحمن) بالطيب الصالح يملؤه (الشيطان) بالخبيث الفاسد.. فلنبادر قبل فوات الأوان..
قصة واقعية:
أحد الآباء يعمل وقتاً كاملاً ويعمل خارج اوقات الدوام بل وفي العطل ايضا.. حين يعود الى بيته يكون منهكا تماما.. يخرج احيانا وابنه نائم.. ويعود وابنه نائم.. ذات يوم بقي الطفل ساهرا ينتظر عودة ابيه.. فلما اراد الأب الذهاب للنوم.. استدعاه ابنه الى غرفته.. وقال: ابتِ هل لك ان تاتي الى غرفتي .. لي معك حديث..
دخل الاب مستغربا من طلب ابنه.. هنا سأله الابن: ابتاه.. كم تأخذ أجرا على الساعة؟!
قال الاب: عشرة دولارات.
مدّ الابن يده الى تحت وسادته واخرج عشرة دولارات مما كان قد ادخره من مصروفه .. قدمها لابيه والاب مندهش.. قال له: ما هذا؟
قال الابن: خذ هذه العشرة دولارات واعطني ساعة من وقتك!!
مقترحات:
- اغتنم وقت ما بين الصلاتين للحديث مع ابنك .. انه انسب الاوقات.
- اغتنم فرصة الذهاب الى المدرسة والعودة منها في السيارة او في الرحلات العائلية حتى القصير منها.. لتقديم ولو مفهوم تربوي واحد.
- استدعه الى غرفتك.. أو اذهب اليه الى غرفته عند الضرورة.
- لا اجد ان اوقات مشاهدة التلفاز او تناول الطعام أو الدراسة مناسبة لحديث تربوي، لا تقل كلمتك والبال مشغول بغيرها، ربما بعد الفراغ من الطعام وانتم جلوس على المائدة.. أو للتعليق السريع على مشهد أو موقف تلفازي سلبي أو حتى ايجابي.
- الدعوة إلى جلسة طارئة اذا استدعى الأمر التنبية على أو مناقشة مسألة عامة تهم الجميع.
- اصطحاب الأولاد إلى مجالس الوعظ والذكر، فرّب وعظ يأتي من غريب يكون له يكون وقع أكبر من وعظ القريب، وقد يعزّزه ويرسخه.
التجربة تقول: اذا اتسعت مساحة التعليم والتربية والمتابعة تقلصت مساحة اللوم وعض الاصابع والندم وجلد الذات وتأنيب الضمير.