Super User

Super User

الأربعاء, 16 أيار 2018 07:05

على مفترق طرق

يضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم برمّته على مفترق طرق وسط تساؤلات عما إذا كانت أوروبا قادرة على اتخاذ خط مستقلّ لنفسها عن السياسة الأميركية.

بعد مضيّ بضعة أشهر على رئاسته الولايات المتحدة، والأوامر التنفيذية التي يباهي بتوقيعها، رغم تناقضها مع كلّ المواثيق والأعراف الدولية، وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم برمّته على مفترق طرق.

والصفّ الأول من الدول على هذا المفترق هم حلفاؤه التقليديون في أوروبا لأنّ شكل العالم وتحالفاته سيعتمدان على الموقف الذي سوف تتخذه وتستقرّ عليه هذه الدول الأوروبية. ولا شك في أن العدوان الذي شنّه الكيان الصهيوني على المواقع العسكرية السورية، وادعاءات هذا الكيان السريعة والكاذبة بأن عدوانهم كان ردّاً على هجموم إيراني، لا شك في أن هذا العدوان يهدف أولاً، وقبل كلّ شيء، لجرّ الأوروبيين إلى تبنّي بعبع الخطر الإيراني وضرورة انسياقهم وراء السيد الأميركي في انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، وتكريس حالة سطوة القوّة الغربية.

السؤال هنا هو ما إذا كانت القيادات الأوروبية تتمتّع بالجرأة والشجاعة لتتخذ خطاً مستقلّاً في سياساتها، أم أنها لا تجرؤ إلا أن تكون تابعاً كما درجت على ذلك منذ الحرب العالمية الثانية. وفي الصفّ الثاني على هذا المفترق تقف الولايات المتحدة ذاتها بحزبيها وكونغرسها الواقعين تحت ابتزاز وضغينة اللوبي الصهيوني، كما هي حال ترامب نفسه. هل سيستمرّ الأميركيون بالتزام الصمت تجاه سياساتٍ الهدف الوحيد منها هو دعم الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي، أم أن يقظةً ما ستشهدها الولايات المتحدة كي تعلن أنها دولة مستقلة عن الاحتلال الصهيوني في قرارها السياسي، وأنها قادرة على صنع قراراتها بما يتناسب ومصالح شعبها، بعيداً عمّا خطّط له الصهاينة لتحقيق أهداف الصهيونية العدوانية التوسّعية.

لقد كان لافتاً أنّ ردود الفعل الصادرة عن الكيان الصهيوني كانت احتفالية بامتياز، وصلت إلى درجة التمجيد بهذا القرار، ولم يكن خافياً على أحد أنّ الكيان الصهيوني اعتبر قرار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني بما يناقض إرادة كلّ الأطراف الذين فاوضوا للتوصّل إلى هذا الاتفاق، اعتبر هذا القرار انتصاراً للكيان الصهيوني نفسه، ربما حتى على الذين يعتقدون أنهم يحكمون في واشنطن. وتبع هؤلاء حكّام الخليج الذين عبّروا عن ارتهانهم للإرادة الصهيونية في مناسبات سابقة، وأعادوا تأكيد ذلك بعد إعلان ترامب انسحابه. ولكن، ومقابل هؤلاء، وقفت أوروبا وروسيا والصين، والأهمّ وقفت إيران، معلنةً تمسّكها بهذا الاتفاق بكلّ حكمة ورباطة جأش من منظور مَن يرى التاريخ بماضيه ومستقبله أهمّ من حضور ترامب الطارئ على هذا التاريخ. لقد خسرت الولايات المتحدة في هذا الانسحاب قيمة دولية مهمة، ألا وهي مصداقيتها. فمن ذا الذي سيثق بعد اليوم بتوقيع الوزراء والرؤساء الأميركيين على أيّ وثيقة دولية، أو باحترام أيّ اتفاق يمكن أن يُبرَم معهم، إذا كان هذا الاتفاق الذي فاوضت من أجله ستٌ من كبرى دول العالم، وتمّت المصادقة عليه بقرار من مجلس الأمن قد تمّ التنكر له بهذه الطريقة التي لا تليق بأيّ دولة أو أيّ طرف، حتى لو كان صغيراً أو هامشياً، بينما استوعبت إيران الصدمة بسرعة مذهلة، وتصرّفت كدولة تحترم شركاءها، وتحترم توقيعها، وتحترم التزاماتها الدولية، وبهذا فقد ربحت إيران مصداقية حتى داخل الولايات المتحدة نفسها، بينما خسرت الولايات المتحدة مصداقيتها في العالم أجمع، وحتى داخل الولايات المتحدة أيضاً.

إذا استذكرنا أنّ الكيان الصهيوني هو الذي روّج للحرب على العراق، وهو الذي نشر الأكاذيب والافتراءات حول امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، إلى أن ورّط الولايات المتحدة في حرب خاسرة على كلّ الصعد، وهو ذاته اليوم الذي يروّج للأكاذيب حول سوريا وإيران، فلا شك في أن الشعب الأميركي أو بعضاً منه، على الأقلّ، بدأ برؤية خطورة هذا الكيان عليه، والسياسات التي لا ينفكّ يورّط فيها الولايات المتحدة، مرةً تلو أخرى، ولذلك فإنّي أعتقد أنّ هذا الكيان يقف على مفترق الطرق أيضاً في الولايات المتحدة الأميركية، ولن أستغرب إذا ما عبّر الشعب الأميركي في انتخاباته النصفية المقبلة عن استيائه الشديد من سياسات ترامب، وارتهانه لسياسات الكيان الصهيوني، وانسياق الصهاينة الجمهوريين وراء ترامب، واضعين بذلك خضوعهم لابتزاز اللوبي الصهيوني في درجة أعلى من مسؤولياتهم تجاه الولايات المتحدة، ومصالحها، ومصداقيتها.

في السياسة تستغرق الظواهر وقتاً حتى تنضج، وحتى يتحوّل الشعور أو الفكرة إلى عمل ملموس، ولذلك فإني أرى ما حدث في الثامن من أيار عام 2018، والتوقيع الذي فاخر به ترامب أمام كاميرات التلفاز، أراه مفترقاً خطِراً لمَن كان وراءه ولمن قام به، ومفترقاً عظيماً لمَن استوعبه، وسيطر على ردود فعله، واستمرّ في دراسة الحالة قبل أن يتخذ قراراً بالتحرّك. التحدّي الأول والأهم الذي تواجهه أوروبا اليوم هو إما أن تثبت أنّها دول مستقلّة ذات سيادة، وأنها مساهمة حقيقية وموثوقة في السياسة الدولية، وإمّا أن تبرهن للمرة الأخيرة أنها مجرّد تابع للولايات المتحدة وإسرائيل، وبهذا لن يقيم لها أحد بعد ذلك وزناً في الحسابات الدولية. القادة التاريخيون هم الذين يرَون ما الذي سيسجّله التاريخ، وليس فقط ماذا يصنع اليوم أو غداً، ولا أعلم كم من هؤلاء يقود اليوم في أوروبا أو العالم. سؤال مفتوح نترقّب الجواب عليه من خلال متابعة تداعيات مواقف الدول على قرار ترامب.

بثينة شعبان  مفكرة عربية

أعلنت الهيئات المختصة في كل عدد من الدول العربية، اليوم الثلاثاء، أن بعد غد الخميس هو أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1439 هجرية في هذه الدول.

وقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، في بيان، إنه لم تثبت رؤية هلال شهر رمضان هذه الليلة، وعليه يكون غدا الأربعاء هو الـمتمم لشهر شعبان، ويكون بعد غـدٍ الخميس هو أول أيام شهر رمضان المبارك.

وفي الأردن، قال مفتي عام المملكة، محمد الخلايلة، إن غدا الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان، والخميس هو أول أيام شهر رمضان المبارك، وفق التلفزيون الرسمي.

كما أعلنت لجنة تحري رؤية الهلال بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية أن غدا الأربعاء، هو المتمم لشهر شعبان، وأن الخميس هو أول أيام شهر رمضان.

وقالت هيئة الرؤية الشرعية في البحرين إنه "تعذر رؤية هلال رمضان، والأربعاء متمم لشهر شعبان، وبعد غد الخميس أول أيام الشهر الكريم".‎

وفي الكويت، أعلنت هيئة الرؤية الشرعية أن بعد غد الخميس هو أول أيام شهر رمضان المبارك، لتعذر رؤية هلال الشهر الليلة.

فيما ذكرت وسائل إعلام سعودية بتعذر رؤية هلال رمضان.

ولم تعلن السعودية رسميًا بعد نتيجة استطلاع رؤية الهلال حتى الساعة 18:26 "ت.غ".

وفي اليمن، أعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد، في بيان، أنه تعذر رؤية هلال شهر رمضان، وعليه يكون غدا الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان، وبعد غد الخميس هو غرة شهر رمضان المبارك.

كما أعلنت دار الإفتاء المصرية، في بيان، تعذر رؤية هلال شهر شهر رمضان الليلة، ومن ثم يكون غدا الأربعاء هو اليوم المكمل لشهر شعبان، ويكون بعد غد الخميس هو غرة شهر رمضان المبارك.

وفي السودان، قال مجمع الفقه الإسلامي، في بيان، إن غدا الأربعاء هو اليوم المكمل لشهر شعبان، وبذلك يكون بعد غد الخميس هو أول أيام شهر رمضان.

وكذلك في العراق، قال ديوان الوقف السني، في بيان، إن "يوم غد الأربعاء متمم لشهر شعبان، ويوم الخميس سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك".

ولم يصدر حتى الساعة 18:26 "ت.غ" أي إعلان عن الوقف الشيعي بشأن بداية شهر رمضان

نظّم مواطنون ومنظمات مدنية في تركيا، وقفات احتجاجية في عدد من المدن التركية، ردًا على نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس.

فقد نظّم مواطنون ومنظمات مدنية وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الإسرائيلية في أنقرة.

وشارك في الوقفة الاحتجاجية مواطنون أتراك إلى جانب أعضاء منصة الحريات الدينية التركية (منظمة مجتمع مدني)، وحشد من ممثلي منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية الرئيسية.

ورفع المحتجون أمام مقر السفارة الإسرائيلية العلم الفلسطيني ورددوا هتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

واتخذت الشرطة التركية تدابير أمنية في محيط السفارة وأغلقت الطرق المؤدية لها ولم يسمح للنشطاء بالاقتراب من ممتلكات السفارة.

وقال المسؤول في منصة الحريات الدينية التركية، حسن قرمان، إن "الذهنية الصهيونية والإمبريالية أراقتا دماء الأبرياء في فلسطين؛ في الوقت الذي يستعد فيه العالم الإسلامي لاستقبال شهر رمضان المبارك".

وشدد قرمان على أن "إسرائيل ليست دولة مشروعة، وأنها منظمة إرهابية". داعيًا بلدان العالم الإسلامي لاتخاذ خطوات ملموسة، والدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني والوقوف في وجه الانتهاكات الإسرائيلية.

وفي مدينة ملاطية شرقي تركيا، نظم مواطنون ومنظمات مدنية وقفة احتجاجية على نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى مدينة القدس.

وردد المواطنون الذين تجمعوا أمام مسجد الحاج يوسف التاريخي وسط المدينة، هتافات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

كما احتشد المواطنون الأتراك أمام القنصلية الأمريكية في مدينة أضنة جنوبي تركيا، احتجاجًا على نقل السفارة إلى القدس.

وقال رئيس فرع أضنة في جمعية الدفاع عن حقوق المضطهدين التركية (مظلومدر) محمد علي أونال، في بيان تلاه أمام الحشد، إن الأتراك لا يعترفون بقرار الولايات المتحدة وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه هذا الظلم والاضطهاد.

كما نظم مجموعة من المواطنين الأتراك مسيرة في مدينة بورصة (غرب)، لدعم مسيرة العودة واستنكارًا لنقل الولايات المتحدة سفارتها في تل أبيب إلى القدس.

ويتظاهر منذ الصباح، آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، احتجاجًا على نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس، وإحياءً للذكرى الـ 70 للنكبة.

وأسفرت التظاهرات عن ارتقاء 55 شهيدًا، فيما جرح نحو 2770 آخرين، جراء الاعتداءات الإسرائيلية، بحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة بقطاع غزة.

ويأتي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس تنفيذًا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي حدد الموعد ليتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، وهو تاريخ "نكبة" الشعب الفلسطيني.

وأعلن ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017، القدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل سفارة بلاده إليها، ما أشعل غضبًا في الأراضي الفلسطينية، وتنديدًا إسلاميًا وعربيًا ودوليًا.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن حصيلة ضحايا المجزرة الإسرائيلية في غزة منذ أمس بلغت 62 شهيداً، و3188 مصاباً.

وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 60 فلسطينياً، أمس، وفلسطينيين اثنين اليوم، قرب السياج الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل.

وكان هؤلاء الضحايا يحتجون مع آخرين على نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل، أمس، من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ويحيون الذكرى السبعين لـ"نكية" قيام دولة إسرائيل، في 15 مايو/ أيار 1948، على أراضٍ فلسطينية محتلة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، في بيان، إن "حصيلة الجرحى منذ أمس 3188، فيما بلغ عدد الشهداء 62 شهيداً فلسطينًيا، سقط اثنان منهم اليوم".

وأوضح أن شهيدي اليوم هما "ناصر أحمد محمود غراب (51 عامًا)، وبلال بدير حسين الأشرم (18 عامًا)".

وجاء نقل السفارة تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول الماضي، اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة، عام 1967، ولا ضمها وإعلانها مع القدس الغربية، في 1980، "عاصمة موحدة وابدية" لها.

طالب الرئيس الأمريكي زعماء الدول العربية دفع التكاليف لحكومة بلاده وذلك لضمان أمن الدول الخليجية من التهديد الإيراني والسلوك العدائي لها.

 وأعلنت مصادر مقرّبة من البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل 11 مطلباً إلى زعماء الدول العربية، مشيراً فيها إلى أن هذه الدول تدين بأمنها لأمريكا، كما طلب منهم استرجاع تكاليف حكومة بلاده إضافة إلى وجوب دفع التكاليف لضمان استمرار أمنهم وذلك وفقاً لتقرير صحيفة الرأي الكويتية.

وما يلفت النظر في مضمون هذه الرسالة أن الرئيس ترامب وصف إيران بأنها تمثّل تهديداً رئيسياً للدول العربية، إذ سعى الأول من خلال استراتيجية إيران فوبيا، إلى تحريك الدول العربية لدفع تكاليف حكومة بلاده، وقال الرئيس الأمريكي أيضاً في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس النيجيري "إننا لم نعد نريد أن نستمر في القيام بدور شرطي العالم، حيث إنّ أمريكا أنفقت منذ قرون مبالغ طائلة لتكون شرطي العالم، وهذا لا ينبغي أن يكون أولوية لنا، نريد الحفاظ على أنفسنا وإعادة بناء بلدنا".

وقد أشار ترامب في هذين الموقفين إلى نقطتين: الأولى، استرجاع التكاليف التي اُنفقت على أمن الدول الأخرى، والثانية إعادة هذه التكاليف للاستفادة منها في مجال الاستثمار في أمريكا، وإعادة بناء البلد، وهو ما أعلن عنه ترامب أيضاً خلال حملته الانتخابية إذ قال إن أولويته هي أمريكا.

لقد أدرك ترامب جيداً التنافس والعداء العقيم وعديم الفائدة بين إيران والسعودية، وحاول من نقطة الضعف هذه، أن يحقق هدفه، أي استرجاع الـ 7 تريليون دولار التي كانت أمريكا قد انفقتها كما تزعم في الشرق الأوسط، وذلك من خلال زيادة وضع الحطب على نار العداء الإيراني السعودي، بدعوى ضمان أمن السعودية والدول الحليفة لها ضد التهديد الإيراني.

ولكن من الملاحظ أن ترامب نفسه يعترف بأن هذه التكاليف لم تؤدِ إلى أي إنجاز، وهذا الاعتراف بحدّ ذاته يشير إلى أن مزاعم الرئيس والمسؤولين الأمريكيين حول تهديد إيران لأمن الدول العربية هو كذب وافتراء، وأن مشكلتهم الأمنية تكمن في أماكن أخرى، حيث لا يمكن للقوات الأجنبية حلّها، وسيكون القضاء على هذه التهديدات ممكناً من خلال قادة الدول العربية نفسهم.

وقال الرئيس باراك أوباما قبل نهاية ولايته كرئيس للحكومة الأمريكية، وتحديداً في سياق لقاءاته المختلفة مع زعماء الدول العربية ومنها قمة كامب ديفيد، إن القادة العرب يجب ألّا يتوقعوا أن ترسل أمريكا قوات إلى بلادهم متى ما واجهتهم مشكلات، وقال إن مشكلة هذه الدول هي وجود جيش من الشباب العاطلين عن العمل الذين يُساقون إلى الجماعات المتطرفة ومن ثم يصبحون تهديداً لغيرهم نتيجة لعدم توفر سبل العيش الكريم وعدم المشاركة السياسية إضافة إلى انعدام الحريات المدنية لديهم.

ولكن بطبيعة الحال فقد اعترف أوباما بهذه الحقيقة، ولكنه لم يشر إلى الحقيقة الثانية، وهي أنّ التهديد الخارجي الرئيسي لهم يتمثّل بوجود الكيان الإسرائيلي الغاصب الذي يحتل الأراضي الفلسطينية ويتوسع في ذلك وكذلك احتلال أجزاء من الأراضي المصرية والأردنية والسورية واللبنانية وتهديد الأماكن المقدسة للإسلام بما في ذلك القدس والمسجد الأقصى، واتباع سياسة تقسيم دول المنطقة، بما في ذلك سوريا والعراق، وتوسيع نفوذهم من النيل إلى الفرات، حيث أصبحت إسرائيل بذلك التهديد الرئيسي للدول العربية.

 ألم يحن الوقت لهذه الدول لإعادة تعريف تهديداتها الأمنية والتعرف عليها، وسدّ الطريق أمام سوء تصرف ترامب ونتنياهو لتدمير المنطقة، وجرّ الدول العربية إلى الفتنة وسرقة ثرواتهم؟

أعلن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، أن بلاده بصفتها رئيسًا للقمة العربية، ستدعو لعقد اجتماع للجامعة العربية على مستوى الوزراء، للخروج بموقف عربي موحد ضد الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال اتصاله هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء. بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وافا".

وأدان الملك سلمان، الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وأكد وقوف بلاده إلى جانب الفلسطينيين لانتزاع حقوقهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وارتكب الجيش الإسرائيلي أمس الإثنين، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينياً (بينهم شهيدان اليوم) وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، ويحيون الذكرى الـ 70 لـ"النكبة" الفلسطينية.

فتحت النتائج الأولية للانتخابات العراقية الصادرة عن المفوضية المستقلة للانتخابات الليلة الماضية، الباب على مصراعيه لبدء سلسلة من التكهنات الجديدة عن مستقبل العراق وكيف ستكون سياسة هذا البلد "الداخلية والخارجية" بعد أن نفض عن ترابه قذارة "داعش".

ظهر في النتائج الأولية للمفوضية المستقلة تقدم ملحوظ لائتلاف "سائرون" بقيادة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في عشر محافظات، ليتبعه تحالف "الفتح" بقيادة هادي العامري، وجاء تحالف بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي في المرتبة الثالثة من حيث عدد الأصوات.

كيف تمكّن الصدر من كسب أصوات العراقيين؟!

من المعروف أن مقتدى الصدر "44 عاماً" ينحدر من أسرة دينية عريقة، إذ كسب والده لقب آية الله العظمى وهو أعلى درجة دينية في الإسلام بحسب المذهب الشيعي؛ هذا الأمر أسس له منبراً قوياً لمخاطبة الشعب العراقي ولكون الرجل يملك فن الخطابة والتأثير على الناس من خلال التقرّب منهم ومن مشكلاتهم والحديث عن أمور حساسة يعاني منها العراق، وما زاد شعبيته إلى نسب كبيرة هو عداؤه العلني للتدخل الأمريكي في العراق، وقاد الصدر أنصاره لمواجهة العدوان الأمريكي وامتد الأمر إلى مواجهة مسلّحة معهم، لدرجة أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أعلن أن الصدر عدو رسمي لأمريكا موجّهاً قوات التحالف لاعتقاله أو قتله قائلاً لا يمكن أن نسمح لرجل واحد بتغيير مسار البلاد.

وبعد ذلك قاد انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق، وهذا ما أكسبه ثقة الشعب العراقي لكون هذا الشعب حساس جداً لهذا الموضوع، فجميع العراقيين كانوا على يقين بأن أمريكا هي سبب دمار بلادهم وتخريب بنيتها التحتية وخلق تنظيم "داعش" الإرهابي الذي عاث فساداً في البلاد وكلف العراق عشرات الشهداء وآلاف الجرحى.

ولم يكتفِ الصدر بالدفاع عن وحدة العراق بل انتقلت تصريحاته النارية إلى الدفاع عن سوريا التي هددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسبوع الأول من الشهر الماضي بقصفها بصواريخ ذكية، حينها خرج مقتدى الصدر ليستنكر تصريحات ترامب، مشدداً على أنه لن يتهاون تجاه المساس بالمقدسات الإسلامية في سوريا، وأشار إلى أن العراق لن يسمح بتوسع الحرب مع سوريا، قائلاً "نحن نبدي للحكومة العراقية استعدادنا لحماية الحدود الغربية لكي نبعد الشر الأمريكي بل الاحتلال الأمريكي لسوريا".

وبعد قصف واشنطن لدمشق دعا الصدر لمظاهرات حاشدة نصرةً للسوريين، وفي الأمس استنكر الصدر، احتفالات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف الأمريكي الضمني بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل".

ونشر مقتدى الصدر، تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال فيها "وصمة عار أخرى للاستعمار والاستكبار العالمي مع افتتاح بناية الشر الأمريكية في القدس الأقدس في فلسطين الإباء والجهاد.. وما ذلك إلا دليل آخر على تمعّنها في إضرار الشعوب وأذيتهم وميولها للكيان الإسرائيلي الغاصب ومعاداتها للأديان السماوية"، وأضاف، "كلّي أمل بأن يأتيها الردّ السماوي الإلهي وخصوصاً إذا كان ردّ المسلمين ردّاً حازماً يساوي فعلها الشنيع".

وهنا يتقاطع الصدر إلى حد كبير مع تحالف "الفتح" الذي يقوده العامري، والذي حلّ في المرتبة الثانية، ويشاع حالياً بأن الصدر سيكون له يد كبيرة في تشكيل الحكومة الجديدة، التي قد يكون فيها فرصة جديدة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، إذ يتعين على الفائز بأكبر عدد من المقاعد، أياً كان، التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية كي يحظى بأغلبية برلمانية، ويجب تشكيل الحكومة خلال 90 يوماً من إعلان النتائج الرسمية، ولهذا ترجّح مصادر خاصة "التحالف بين العبادي والصدر" لضمان بقاء العبادي رئيساً للحكومة لولاية ثانية، فهو الأقرب من حيث السياسات والتوجهات الداخلية والخارجية من الصدريين.

وحسب التقديرات الأولية في بغداد فإن شكل التحالفات المقبلة يمكن أن يتلخّص في مسارين الأول يتمثل بائتلاف سائرون بزعامة مقتدى الصدر والنصر بزعامة حيدر العبادي في حال تحالفهما وهو الأمر الأقرب من التحقق فيما بعد، وقد يلتحق بهذا التحالف ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي.

أما المسار الآخر فيكون من تحالف محتمل بين قائمة الفتح بزعامة هادي العامري ودولة القانون بزعامة المالكي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وبعض القوى الصغيرة ذات التوجه المشابه.

وفي الوقت الحالي ينشط العملاء الأمريكيون في العراق ويقومون بجولات عديدة لكسب تحالفات جديدة أو لإغواء الفائزين وتقديم وعود وهمية لهم مثل تقديم الدعم والقوة العسكرية وغيرها من الخدع التي يمارسها الأمريكي دائماً وأبداً، ومثال ذلك حالياً مبعوث الرئيس الأمريكي إلى العراق "بريت مكغورك" والسفير الأمريكي في العراق "دوغلاس سيليمان" اللذان يجولان على الزعماء السياسيين في العراق من بغداد إلى أربيل في تحرّك نشط لافت للأمريكيين يهدف بشكل واضح إلى التأثير في شكل التحالفات المقبلة داخل البرلمان.

وبكل الأحوال لا نعتقد بأن أمريكا سيكون لها مكان بين العراقيين بعد الفضائح المتتالية التي يتم نشرها حول تورطها في دعم داعش وفشلها الذريع في تقديم أي شيء إيجابي للعراقيين على مدار عقد ونصف من الزمن، ورغم كل التبدلات السياسية لمقتدى الصدر إلا أن هناك أمر ثابت سياسي وحيد وهو العداء لأمريكا، لذلك لن يكون للأمريكيين مستقبل في العراق طالما أن أقوى تحالفين نجحا في الانتخابات، يعاديان واشنطن.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول إن مشروع "صفقة القرن" له 3 أضلع هم ترامب ونتياهو وبن سلمان وفي حال سقوط أحدهم يسقط المشروع، ويعتبر أن إسرائيل لم تتجرأ في الرد على الهجوم الصاروخي قبل أيام لأنها تبلغت أن الرد حينها سيكون في قلب فلسطين المحلتة.

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن أميركا تثبت من جديد أن كل ما يعنيها هو مصالحها أولاً ومصالح إسرائيل ثانياً، وأضاف أن "أي قيم إنسانية لا مكان لها في خلفيات صنع القرار الأميركي، وأي اتفاقيات لا قيمة أخلاقية لها أو قانونية عند الحكومات الأميركية المتعاقبة".

وشدد السيد نصر الله على أنه بعد كل التجارب مع الأميركيين "فمن الحماقة الوثوق بتعهدات أميركا أو وعودها"، مضيفاً "أميركا أثبتت أنها لا تراعي حتى مصالح حلفائها كما فعلت بحق الأوروبيين في مجلس الأمن".

وقال نصر الله إن أميركا أهملت مصالح حلفائها، متسائلاً والحال كذلك "هل نتوقع منها أن تراعي مصالح الدول العربية مثلاً؟".

واعتبر أن التجربة الأميركية في الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1) تؤكد أن التفاوض ليس هو طريق الحل في الصراع مع إسرائيل.

وحول ذكرى النكبة الفلسطينية التي تصادف الثلاثاء، رأى السيد نصر الله أن هذه النكبة "وصمة عار على جبين العالم وهي مستمرة منذ 70 عاماً إلى اليوم"، معتبراً أن ما يحكى عن "صفقة القرن" هو تحدٍ كبير ويفيد بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولا عودة للاجئين وأن غزة هي عاصمة دولة فلسطين، وأكد أنها بمثابة "تصفية نهائية للقضية الفلسطينية".

واعتبر السيد نصر الله أنه من مستلزمات "صفقة القرن"مواصلة الضغط على سوريا والتلويح بالحرب ضد لبنان، وأيضاً الضغط على إيران وهو الضغط الذي يبلغ ذروته في السياسة والاقتصاد، وتبدى في الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي والتلويح بعقوبات جديدة، مضيفاً أن مشكلتهم مع إيران ليست الصواريخ بقدر ما هي الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية.

وفي هذا المجال، شدد نصر الله على أن "أسوأ ما يفعله بعض دول الخليج هو التغطية الدينية والشرعية للاستسلام لإسرائيل.. وأن المصيبة تكمن في دخول السعودية على خط التغطية الدينية للاستسلام والتطبيع مع إسرائيل".

كما تناول السيد نصر الله الوضع في قطاع غزة، معتبراً أنها تواجه حالة تجويع، والوضع المأساوي فيها يكاد يقترب من الوضع اليمني، وأضاف "الضغط متواصل على كل الفلسطينيين في الداخل والخارج بهدف الحصول على توقيعهم الثمين".

وأكد الأمين العام لحزب الله أن أي رهان على أنظمة عربية أو منظمات حقوق إنسان هو خاسر والواجب الرهان على الشعوب والمقاومة، معتبراً أن "المطلوب لتعطيل صفقة القرن ألا يمنح الفلسطيني توقيعه ولا أي من الفصائل الفلسطينية، والمطلوب من محور المقاومة بدوله وأحزابه وشعوبه الصمود ولو اشتدت التحديات والظلم".

وقال نصر الله "المشروع الحالي (صفقة القرن) له 3 أضلع هم ترامب ونتنياهو وبن سلمان وسقوط أحدهم يزيل المشروع بكامله"، وأضاف "كل مشاريع الأضلع الثلاثة فشلت وكل التهويل الإسرائيلي حكي فاضي"، بحسب تعبيره.

وفي الشأن السوري أكد السيد نصر الله أن الجيش السوري يخوض اليوم آخر معاركه في مخيم اليرموك وحي القدم، ويقترب من تأمين العاصمة دمشق على نحو كامل، وفي كلمته بالذكرى الثانية لاستشهاد القائد في المقاومة مصطفى بدر الدين، قال "نستعيد ذكرى شهدائنا مع اقترابنا من تحقيق النصر الكامل في سوريا"، وأضاف "الانتصار الحقيقي في سوريا صنعه بالدرجة الأولى السوريون، وأما الحلفاء فكان لهم شرف المساهمة".

وتطرق السيد نصر الله إلى الهجوم الصاروخي الذي استهدف إسرائيل من الأراضي السورية قبل أيام، معتبراً أنه "أحد أشكال الرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل على سوريا وعلى من فيها سواء كان المستهدف الجيش السوري أو الوجود الإيراني أو أي من الحلفاء، مضيفاً "الرسالة التي أوصلها هذا الهجوم الصاروخي أنه لا يمكن للإسرائيلي أن يستمر في سياسته العدوانية واستباحة سوريا من دون ردٍ بعد اليوم، وأنه سيكون هناك رد في الزمان والمكان والطريقة المناسبين".

وكشف السيد نصر الله أن إسرائيل لم تتجرأ على الرد "لأنها تبلغت أن الرد الصاروخي الثاني سيكون في قلب فلسطين المحتلة، وليس فقط في الجولان السوري المحتل"، وتابع "مرحلة جديدة في الصراع مع إسرائيل أسسّ لها هذا الهجوم الصاروخي النوعي على الجولان المحتل الذي حصل بالرغم من التهديد الإسرائيلي المتواصل".

واعتبر نصر الله أن هذه التجربة أثبتت كذب إسرائيل بدليل عدم جهوزية جبهتها الداخلية لأي حرب، كاشفاً في هذا السياق أن 55 صاروخاً أطلق على الجولان المحتل وإسرائيل تحاول التمويه حول خسائرها.

ورأى السيد نصر الله أن "ليلة الصواريخ تقول للعالم بأننا لن نترك سوريا مستباحة ومسؤوليتنا تثبيت هذه المعادلة.. نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا وأهم ما حصل أخيراً يتمثل في كسر الهيبة الإسرائيلية".

وعن الموقف الخليجي من العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا، اعتبر نصر الله أن هذا الموقف "معيب ومخزي، وليس هناك أقبح من ذلك"، متطرقاً إلى موقف البحرين الذي أعلنه وزير خارجيته، مشدداً على أن موقف البحرين الحقيقي يعبر عنه شعب البحرين "وليس وزير خارجيتها ومواقفه القبيحة".

وعن القائد مصطفى بدر الدين قال السيد نصر الله "كان لنا شرف الشراكة في انطلاق نواة للمقاومة في العراق من خلال الشهيد بدر الدين، الذي تحمل المسؤولية في ملفات عديدة من الصراع مع العدو إلى العراق".

وأضاف "خرج القائد الشهيد منتصراً في معاركه ومن ضمنها ملف الشبكات الإرهابية وسياراتها المفخخة في لبنان، وساهم في انتصار العراق على الإرهاب بالإضافة إلى مشاركته الباسلة على الجبهة السورية".

وعن مشاركته في سوريا قال نصر الله "كان المطلوب أن تكون سوريا مثل إدلب وأفغانستان حيث التشتت بلا أفق، لكن الشهيد القائد كان مقتنعاً بصوابية المعركة في سوريا فتخلى عن كل شيء لتحمل المسؤولية".

وعن الوضع الداخلي اللبناني بعد الانتهاء من الانتخابات التشريعية فيه، أكد السيد نصر الله أن يجب الانتظار بضعة أيام لمعرفة الحجم الحقيقي للكتل النيابية، وأن رئاسة المجلس النيابي محسومة للرئيس نبيه بري ولا مشكلة بنيابة الرئيس والتوجه إلى التوافق.

وقال المصلحة الوطنية في لبنان تقتضي تأليف حكومة حقيقية في جو من التعاون والتوافق والتفاهم.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "حماس" حركة مقاومة وليست منظمة إرهابية"، في رده على اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

جاء ذلك في تغريدة نشرها أردوغان باللغة الإنجليزية على حسابه في موقع "تويتر"، اليوم الثلاثاء.

وقال أردوغان في تغريدته: " تذكير لنتنياهو.. حماس ليست إرهابية والفلسطينيون ليسوا إرهابيين".

وأضاف: "حماس هي حركة مقاومة تحمي أرض فلسطين ضد المحتلين".

وتابع: "العالم يتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الظالمين".

يؤكد التربويون أن من أهم عوامل نمو الطفل هو اللعب الذي ينمي حواسه وجسده وعقله كونه نشاطاً ينغمس فيه الأطفال بحماسة بالغة من تلقاء انفسهم، ويمضون ساعات طويلة في ممارسته.
ومن خلال اللعب تتم عملية التنشئة الاجتماعية وتكوين الهوية ، بإيصال المفاهيم الثقافية والمعلومات وتطوير المهارات. ومع ان التربويين وعلماء النفس يختلفون في تفسيراتهم لدوافع اللعب عند الطفل، الا انهم يتفقون علي ضرورة حرص الآباء، باختلاف أعمارهم وطبقاتهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، علي تخصيص أوقات يومية للعب مع أطفالهم.
المربون الإيطاليون يتساءلون عن كمية الوقت الذي يمضيه الأب للعب مع أبنائه؟ وإذا كان بعض الآباء يتذكر عدد الحكايات التي رواها لابنه؟ وكم عدد المرات التي فتح فيها الأب الأبواب أمام مخيلة أطفاله نحو عالم الفنون كالرسم والموسيقي باعتبار الطفل متذوقاً صعباً ومشاهداً مهماً، لانه ينتظر علي الدوام من يشبع رغباته وحاجاته واستعداداته للارتقاء؟ وكم اتخذ من المبادرات العملية في المشاركة بألعاب مستوحاة من واقع المجتمع بعيدة عن ما تفرضه الألعاب الاستهلاكية الأجنبية المستوردة التي تستوعب فقط الوسائل والتقنيات الإلكترونية ؟
لعب الآباء مع أبنائهم تكاد تكون معدومة في جميع مجتمعات العالم، مع انها تعد واحدة من أهم الوسائل التربوية التي علي الأهل القيام بها كواجب يساهم في تطوير مهارات الأطفال وتنمية خيالهم ومعارفهم واستيعاب مفاهيم مجتمعهم وادراك العناصر المكونة له.
في الماضي كان الأب هو المصدر الأساس للتربية، اذ كان يشكل مع الام، العنصر الوحيد في تنشئة الطفل الاجتماعية، الا ان هذا الدور بدأ يضيق شيئاً فشيئاً داخل واقع اجتماعي يتحرك ويتغير بسرعة مذهلة، الأمر الذي جعله يلجأ بنفسه الي وسائل الاتصال الجماهيري وبخاصة البرامج التلفزيونية المتخصصة التي سمّاها الإيطاليون بعالم (تفريخ تربوي) للأجيال الجديدة، من اجل العثور علي الوسائل الكفيلة في التعامل التربوي مع الأطفال. تلك المكانة التي كان يحتلها الأب لم تعد علي ما كانت عليه في السابق، لم يعد المصدر الوحيد للتربية، فالانتشار الكمي والنوعي لوسائل الاتصال وللتلفزيون علي وجه الخصوص سمح لسلطات تربوية جديدة بإدخال كل أشكال المعرفة التربوية بإيجابياتها وسلبياتها الي داخل البيت لتساهم بالقيادة التربوية.
تغيرات في مجتمعاتنا
يتحتم علي الأب ان يكون له حضور فعال في حياة أبنائه ، وهذا الحضور يتمثل في وصايا المربية الإيطالية الشهيرة ماريا مونتيسوري التي اعتبرت التربية التي يمارسها الأب والمقرونة باللعب، نشاطاً يعيشه الطفل من خلال وسائل ومواد تعليمية (العاب) تشمل ثلاثة مجالات: الحياة العملية، الإدراك الحسي، التنمية الأكاديمية، إذ تتطور الألعاب من البسيط الي الأكثر تعقيداً، والاهم من هذا من البيئة المباشرة للطفل لتصل الي التجريد.
آباء اليوم عليهم إدراك الدور الذي تعدي مهمة الإنجاب، فعالم اليوم البشري يشكل ظاهرة مركبة تخضع لكثير من الاعتبارات غير البيولوجية التي تحمل في طياتها مسؤوليات تكميلية يعــتمد علي إنجازها البقاء العضوي للمجتمع واستمراريته الحضارية، وهذه المسؤوليات تعدت أيضا التربية الجسدية المرتكزة إلي توفير الغذاء والراحة والحماية الي مهمة التربية الاجتماعية والنفسية بكل ما تحويه من قيم ومعارف ومواقف ومهارات وغيرها من مقومات الشخصية.
وهكذا فإن عملية التغيير الكبيرة التي تمر بها مجتمعاتنا، هي تغيرات غير عادية انبثقت منها انتقالات حضارية أدت الي ظهور أنماط جديدة في حياة ترتبت عليها نتائج ومهمات اجتماعية عميقة، فالأب عليه ان يدرك ان التغيرات المتزايدة هي نتيجة اهتمام الإنسان بإخضاع جميع وجوه حياته الي عقلانية العلم والتكنولوجيا المتقدمة، فوسائل الاتصال الجماهيري، بدءا بالصحافة ، وانتهاء بالتلفزيون والكومبيوتر، رسمت منعطفات أساسية في تاريخ الانسانية، وفتحت مراحل تاريخية جديدة في تطور المجتمعات، وخلقت نمطاً جديداً من الإنسان فأصبح للأب حضور تحتمه القيم والأعراف الجديدة، حتي في أول لحظات الولادة في صالات الإنجاب، وهو يشارك في تهيئة المسلتزمات الأساسية للطفل الوليد كإعداد الحليب والتناوب بالسهر..الخ
وأكدت آخر استطلاعات الرأي في مجلة "صحة" الإيطالية ان الأطفال يعانون من قلة حضور الآباء في حياتهم اليومية، اذ ان 15 في المئة من الآباء يقضون معدل 30 دقيقة يومياً مع أولادهم، وأكثر الألعاب التي يؤديها الأب عادة مع طفله لا ترتقي الي المستويات المطلوبة، لان الآباء لا يحملون اي قناعة أو رغبة في ممارستهم هذه، ولهذا السبب فان الأطفال يفضلون الأجداد والجدات، كونهم قادرين علي المرونة والتعاطف المطلوبين من الطفل.
ويقول طبيب الأطفال مارشيللو بيرناردي مؤلف كتاب "مغامرة البحث عن طريق لآباء اليوم" ان "التحالف ما بين الأب وابنائه داخل العائلة له وجود حقيقي في العديد من العوائل في مختلف أنحاء العالم، فالأب الجيد يجب ان يدرك ان عليه احترام الآخرين وان يكون في الوقت نفسه في موقع احترام الآخرين الذين حوله، وان يعرف كيف يحب من دون انتظار المقابل وان يكون مقتدراً علي الاحتفاظ بقراراته ووعوده مع أطفاله، ومن شأن المشاركة الدائمة في اللعب مع الأطفال ان تقـوي مـثل هـذا الدور".
وحول عملية اللعب مع أطفاله، يقول بيرناردي:
أدوات اللعب تطورت علي مر العصور من الدمية الي وسائل المواصلات كالسيارة والقطار والطائرة الي الكومبيوتر والإلكترونيات وأدوات الفضاء... الخ، والطفل يتعامل معها ويكتشفها بلذة كبيرة، فيستوعبها ويدخل ضمن أنظمتها الداخلية، فتصبح جزءاً من شخصيته لتكون هويته الثقافية، عملية اللعب سهلة للغاية الا انها في الوقت نفسه مهمة للغاية من الأم والأب علي حد سواء، اللعب هو أداة إيجابية في تقويم عقلية الطفل وشخصيته ونموهما، ولهذا السبب فإن الألعاب المتكلفة التي تعتمد علي السرعة والشعور بكونها واجباً علي الأب تأديتها علي مضض، ينصح بالابتعاد عن ممارستها لأنها تسبب عكس متطلباتها التربوية المرجوة".
ويقول البروفسور بينديتو فيرتيكي من جامعة لاسبينسا (المعرفة) في روما: "علاقة الطفل مع البالغ أساسية في عملية التربية منذ بدايات الأشهر الأولي في حياة الطفل، وابتداء من عمر 3 سنوات وما فوق فان عامل نوعية اللغة المستخدمة يكون ضرورياً. لنفترض مثلاً وجود اثنين من الآباء داخل حافلة نقل ومعهما أطفالهما، عندما تتوقف الحافلة بصورة مفاجئة، فإن الأبوين يحذران طفليهما بأن يمسكا بقوة بالكرسي او الأعمدة الحديدية داخل الحافلة، وعندما يسأل الأول أباه عن السبب يجيبه بنعم، اما الأب الثاني فيقول لابنه انه خلاف ذلك سيسقط. فالطفل الثاني هنا يتعلم كيفية تكوين حوار، اما الطفل الأول فلا يتعلم ذلك. والعملية نفسها تنطبق علي برامج الأطفال والعابهم فاذا كانت الألعاب مقتصرة علي الأجهزة التكنولوجية والتي تستخدم لغة سهلة للغاية لأجل عملية تشغيلها أمام الطفل، فتلك التي تكتفي بإجابات قاطعة لا تقدم للطفل الا القليل في تعلم الحوار وادارته، أما تلك التي تسهب بالإيضاح فتكون قادرة علي إثراء عقله.
وكما يوحي التربويون فان الطفل لا يحتاج الي من يوقظ فيه الإحساس بالجمال، لأنه متذوق لكل الفنون بفطرته و كل ما يحتاجه هو من يغذي هذا الإحساس بالمثيرات من خلال الألعاب بشكل مبدع ودؤوب، والأب قادر علي ممارسة هذا الدور السهل أياً كان عمره ومستوي ثقافته، شرط توافر الرغبة. وعليه إيجاد حال من التوازن بين الألعاب الفولكلورية والألعاب الجديدة التي تعتمد علي التكنولوجيا، كما يجب توافر المكان، حتي في المساحات الضيقة داخل البيت، وعليه التنويع بهذه الألعاب وان يساهم بها جسدياً كالألعاب الرياضية بمختلف أنواعها وتلك المتصلة بالفولكلور والتراث والألعاب الفنية التركيبية، والخشبية، والعاب الكلمات والمكعبات، وألعاب الدمي... الخ.