
Super User
سيناء في ذكرى تحريرها
في يوم 25 من نيسان/ أبريل من كل عام تحتفل مصر بذكرى تحرير شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الصهيوني، حيث أنه وطبقاً لاتفاقية كامب ديفيد، فقد تم الانسحاب الصهيوني من كامل الأرض المصرية عام 1982 ومن يومها تحتفل مصر بيوم التحرير.
وبعيداً عن الشجون المرتبطة باتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني عام 1979، فلنا أن نكتب قليلاً عن الأرض المصرية التي شهدت المعارك مع الكيان الصهيوني، من أول العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم حرب حزيران/ يونيو عام 1967، وحرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، ولا تزال دماء الشهداء في الأرض السيناوية تدلّ على أهميتها لمصر ولشعبها، ولا تزال دماء الشهداء في الحرب الكبرى التي تقودها مصر ضد الإرهاب تنادي بتطهير أرض الفيروز من الإرهاب العالمي المتمدّد في المنطقة العربية.
لقد شهدت سيناء عبر التاريخ موجات الهجرات إلى مصر، موجات الغزو، والفتوحات الإسلامية، وتشهد في السنوات الماضية أخطر حرب تقودها مصر ضد الإرهاب العالمي متعدّد الجنسيات، كما ذكرنا آنفاً.
تقع شبه جزيرة سيناء في غرب آسيا، في الشمال الشرقي لمصر، أي أن مصر تقع جغرافياً في قارتي أفريقيا وآسيا، وتشكّل سيناء 6% من مساحة مصر الإجمالية، وتحتل موقعاً جغرافياً مهماً، فهي حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا، وتشترك في حدودها الجغرافية الشرقية مع قطاع غزّة في فلسطين المحتلة وخليج العقبة، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسّط، ومن الغرب خليج السويس وقناة السويس، ومن الجنوب البحر الأحمر.
إن سيناء أرض مقدّسة، ذُكرت في القرآن والتوراة، حيث تشهد كل بقعة بها بهذه القداسة، فقد مر عليها الأنبياء منذ عهد نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، وجاء من أحد أبوابها نبيّ الله يوسف وأبوه نبيّ الله يعقوب وإخوته، داخلين آمنين مُطمئنين في بلد الأمن والأمان عليهم السلام.
وعاش بنو إسرائيل وهم أبناء نبيّ الله يعقوب أخوة يوسف الصدّيق في أرض "جاشان" فى وادي الطميلات الممتد من محافظة الشرقية إلى مدينة الإسماعيلية، في منطقة مدينة بلبيس الحالية، وخرجوا منها في رحلة خروجهم.
كما لجأت العائلة المقدّسة العذراء والمسيح، تطلب العائلة الأمان وباركت أرضها، من رفح إلى الفرما، شرق بورسعيد الحالية وأشرق على أرضها نور الحضارة الإسلامية، وقيل بأن النبي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، جاء جبل موسى في رحلة الإسراء والمعراج.
وأرض سيناء هي التي استقبلت قبائل بني إسرائيل بعد أن عبر بهم نبيّ الله موسى عليه السلام خليج السويس، ليعيشوا في أرض التيه 40 عاماً، عندما عبدوا العِجل الذهبي، وعندما لم يستجيبوا للنصائح الموسوية، والوصايا العشر الإلهية، التي أرسلها الله إلى موسى من فوق جبل الطور.
ولا يزال حتى اليوم ما يُعرف بـ"جبل المناداة"، وأيضاً "جبل المناجاة"، الأول عندما طلب موسى أن يرى الله، وعندما تجلّى الله، اندك الجبل، أما جبل المناجاة القريب من الطور، فهو مكان ظهور النار المقدّسة لموسى وهو عائد من أرض مدين.
وفي المنطقة البحرية بين خليجي العقبة والسويس حدث اللقاء بين موسى والخضر، وأرض التيه تقع في جنوب سيناء، قريباً من مدينتيّ الطور وشرم الشيخ، وقد ذكر الله سيناء في سورة التين، قال تعالى وهو يقسم"وطور سينين".
وفي سفر الخروج من العهد القديم، ورد إسم سيناء، فمن فوق جبل سيناء عاش موسى النبيّ 40 يوماً كان يسمع صوت الرب، وهو يُملي عليه الشريعة وكيفيّة العبادة ويُعطيه الوصايا العشر على لوحين من الحجر مكتوبة، ولكن بعد 40 يوماً قال الرب لموسى النبيّ "إذهب إنزل لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من أرض مصر، زاغوا سريعاً عن الطريق، صنعوا لهم عِجلاً مسبوكاً وسجدوا وذبحوا له وقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر، فالآن أتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم".
وتركت الديانات آثارها على الأرض السيناوية، حيث توجد آثار مسيحية وإسلامية في سيناء، مثل دير سانت كاترين، وأول كاتدرائية في سيناء بوادي فيران، ودير الوادي في طور سيناء، وقلالي المتوحدين الأوائل في سيناء، منذ القرن الرابع الميلادي في وادي الأعوج بطور سيناء، والكنائس المُكتشفة على طريق العائلة المقدّسة في شمال سيناء، والآثار الإسلامية ومنها قلعة نخل في وسط سيناء، وقلعة الجندى برأس سدر، ونقش السلطان الغورى في طريق الحجّ القديم للقادمين من مصر وشمال إفريقيا إلى أرض الحجاز المقدّس.
كما تُعرف سيناء بأنها أرض الفيروز، لأنه يوجد فيها أفضل وأفخم أنواع الفيروز في العالم، حيث اكتشف المصريون القدماء الفيروز على أرضها وشرعوا باستخدامه في تزيين التماثيل والمعابد، كما إنها غنية بالثروات المعدنية المختلفة كالبترول، والحديد، والنحاس، والفوسفات، وقد ورد في بعض المصادر التاريخية أن شبه جزيرة سيناء كانت تُعرف قديماً باسم مدرّجات الفيروز.
أما إسم سيناء فتذكر بعض المصادر التاريخية أنه مشتقٌ من إسم الإله المصري القديم "سين"، وهو إله القمر، والذي انتشرت عبادته في غرب آسيا، والجدير بالذكر أن المنطقة قد قامت فيها حضارات مختلفة مثل الحضارة النُبطية، والحضارة الرومانية والحضارة الإسلامية، بالإضافة للآثار الفرعونية القديمة.
لكل ذلك تُعتبر سيناء مدينة مقدّسة، كما أنها من أهم المواقع المُرتبطة بالأمن المصري والأمن العربي والإسلامي بصفة عامة، والاحتفال بخروج آخر جندي صهيوني من سيناء، يُعتبر يوماً يستحق الاحتفال، ويأتي الاحتفال والدولة المصرية تخوض الحرب ضد جحافل الإرهاب المرتبط بالمخابرات الصهيونية العالمية، ودائماً ما تنتصر مصر في سيناء، ومن ثم سوف تنتصر في الحرب اليوم كما انتصرت بالأمس القريب والبعيد جداً على السواء..
علي أبو الخير كاتب مصري.
عريقات: الجانب الفلسطيني لن يكون طرفا بأي خطة سلام يطرحها ترامب
أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، اليوم الإثنين، أن الجانب الفلسطيني لن يكون طرفا في أي خطة سلام يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاء ذلك في بيان لعريقات ردا على تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي الجديد، مايك بومبيو، دافع فيها عن إعلان بلاده الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ودعا خلالها الجانب الفلسطيني للعودة لطاولة المفاوضات.
وأضاف المسؤول الفلسطيني الرفيع: "كيف يمكن تحقيق السلام وفى نفس الوقت يتم إسقاط ملف القدس وملف اللاجئين الفلسطينيين من طاولة المفاوضات؟ إن هذا الحديث معيب ومرفوض كليا".
وتابع: "حقوق شعبنا لا تقع في إطار المساومات والصفقات المالية المشبوهة ولا الصفقات السياسية التي لا تستند إلى قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
وفي السياق، ندد عريقات بما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن خطة السلام التي سيطرحها ترامب، "ستتضمن تعويضات مالية للفلسطينيين".
وشدد على أن "فلسطين لا تباع ولا تشترى بالمال".
وفي وقت سابق اليوم، دافع وزير خارجية الولايات المتحدة، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان، عن قرار رئيس بلاده دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال بومبيو، "نحن ندعم حل الدولتين وإعلان الولايات المتحدة (بشأن القدس) لم يذكر حدودا". وتابع "دعونا الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات. من المهم تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
كما أقر بأحقية الإسرائيليين في الدفاع عن أنفسهم ودعم بلاده لهم في ذلك.
وفي السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.
ومساء أمس الأحد، وصل بومبيو، إلى الأردن، المحطة الأخيرة من جولته الخارجية الأولى، بعد توليه منصبه الجديد خلفا لريكس تيلرسون.
وبدأ الوزير الأمريكي، جولته للمنطقة بزيارة إلى السعودية، ومنها إلى إسرائيل؛ لبحث عدد من القضايا الإقليمية في المنطقة أبرزها ملف البرنامج النووي الإيراني.
أبو الغيط: فشل إجراء الانتخابات الليبية يمدد الأزمة
حذَّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الإثنين، من أن "فشل إجراء الانتخابات في ليبيا قبل نهاية العام، سيمدد الأزمة".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، للمجموعة الرباعية، عقب اجتماع بالقاهرة لبحث الأزمة الليبية.
وقال أبو الغيط في المؤتمر، إن "المسألة الليبية بالغة التعقيد، وهناك تفكير على التركيز على عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال الشهور المتبقية من العام الجاري".
وشدد أبو الغيط، أن هناك فرصًا لنجاح عقد الانتخابات قبل نهاية العام.
وحذَّر من أن "فشل إجراء الانتخابات الليبية، قبل نهاية العام سيمدد الأزمة ويؤثر عليها".
وأشار أبو الغيط إلى أن "الأمم المتحدة هي رأس الحربة في المصالحة الليبية، ويدعمها الاتحادين الأوروبي والإفريقي والجامعة العربية".
وتضم الرباعية كلا من أبو الغيط، وفدريكا موغريني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وغسان سلامة الممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا، وبيير بويويا رئيس بوروندي الأسبق والممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي إلى مالي والساحل.
المودّة والرحمة في الزواج الإسلامي
الزواج، سنة بشريّة قبل أن تكون من سنن الأنبياء، فالإنسان يتوق لإشباع حاجاته الغريزيَّة، الجنسيَّة والاجتماعيّة، فهو الوسيلة الوحيدة السليمة من الآفات والتي تصلح لبناء الأُسرة ومنها بناء المجتمع السليم، وإشباع الغريزة الجنسية بالطرق الصحّية والشرعيّة والتي تضمن دوام الجنس البشري بتشريعات عادلة متوازنة. ففضلاً عن الاطمئنان الناتج عن الإحساس بالرضا بكون العبد في طاعة الله مادام متزوجاً ويسير في الطريق الذي رسمته الشرائع الربّانيّة، نرى أنّ الزواج يساعد على علاقة أفضل بين العبد وبين ربِّه، يقول النبي صلى الله عليه وآله:
))ركعتان يصليهما متزوَّج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره.((
وهذه الأفضليّة قد تكون راجعة لحالة الاطمئنان النفسي الذي يشعر به المتزوَّج نتيجة الاستقرار الجنسي، وإحساسه بكونه في الطريق الصحيح لتكوين العائلة، وهو ما يجعله في نظر المجتمع شخصاً يُعتمد عليه، وعضواً )رسميّاً( في العائلة الكبرى التي تُحيط به، والنسيج المجتمعي الذي يحتضنه. إضافة إلى ذلك، فالمردود الصحّي على المتزوَّج صار واضحاً في الأوساط الطبيّة بلا تشكيك، فالكثير من الدراسات الطبيّة أثبتت أنّ المتزوجين أقل عرضة للأمراض، وخصوصاً العصبيّة منها، فعلى سبيل المثال، أُعلن عن دراسة طبية في فنلنده أُجريت على أكثر من خمسة عشر ألف شخص قد تعرضوا لأزمات قلبية ما بين عامي 1993 إلى 2002 حيث توفي منهم نحو ما يقرب من ثمانية آلاف مُصاب في خلال 28 يوماً من النوبة، وبعد تحليل نتائج البحث كان خَطَر النوبات القلبية لدى الرجال العازبين قد وصلت إلى نسب تتراوح بين 58إلى 66 %، بينما كانت العازبات تتراوح نسبتهن ما بين 60إلى 65 %. وأوضح الباحثون أن العلاقات الاجتماعية للمتزوِّجين تبدو أفضل من غير المتزوجين وهذا يعزز من صحَّتهم بشكل أكبر)))، وقد بيّنت دراسات أُخرى أن العلاقة الشرعيَّة بين الزوجين في الزواج الناجح تساعد في:
- حرق السعرات الحراريّة بانتظام مما له مردود صحّي كبير على الطرفين.
- إفراز هرمون السعادة )الأوكسيتوسين( عند الطرفين مما يساعد بتقليل ضغوط الحياة اليومية كثيراً.
- تنشيط الدورة الدمويّة عند الزوجين.
- تأخير الشيخوخة وأعراضها من خلال إفراز الجسم لهرمونَي الأستروجين والبروجسترون اللذين يزيدان من الخصوبة، ويحافظان على حيويّة الجلد والبشرة.
- تقليل فرص إصابة الرجال بأمراض البروستاتا عند الرجال.
- تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب والكوليسترول وأن ضغط الدم المسجل خلال 24 ساعة لدى الأزواج والزوجات السعداء في زواجهم كان أقل بأربع درجات منه عند العازبين.
- تحفيز جهاز المناعة عند الزوجين وإدامة مقاومة الجسم للأمراض.
- تعزيز مقوِّمات الجَمَال عند المرأة، فالدراسات الطبية تبيِّن أن الزواج له مردود صحّي على مفاتن المرأة بما لا يقاس معه عند العزباء.
- تقوية الجهاز العضلي، يعمل اللقاء بين الزوجين على تقوية الجهاز العضلي فهو يقي من هشاشة العظام في النساء بعد سن اليأس لأنه يساعد على إفراز هرمون الاستروجين.
- كذلك يعمل الزواج على تحسين حاسة الشم، وخاصة بعد العملية الجنسية، حيث يتم إفراز هرمون )البرولاكتين( بكمياتٍ كبيرةٍ ويؤدي ذلك إلى تطوير خلايا عصبيةٍ جديدةٍ في مركز الدماغ الخاص بحاسة الشم.
فالمردود النفسي والعضوي على الزوجين اللذين يتمتعان بزواج مستقرٍّ قد يفوق ما يعرفه البشر بكثير. ومن هنا فالتشجيع على الزواج، والزواج المبكّر له من الدواعي ما يجعله أولويّة لمن ينشد المجتمع المستقر الآمن.
وفي المقابل فحالة عدم الاستقرار التي يعيشها الأعزب قد تجرُّ الخراب على المجتمع، فكثرة العوانس والعزّاب في المجتمع يعني كثرة المشاكل الفرديّة والمجتمعيّة التي ستؤثر على الحياة العامّة الدينية والنفسيّة والاجتماعية والاقتصادية ككل. فبدل اعتماد ميزانيات ضخمة لمعالجة الآثار التي تسببها مشاكل الأفراد والناتجة عن عدم الشعور بالاستقرار يحسن اعتماد برامج مساعدة الشباب على الزواج المبكِّر وتوفير ما يساعدهم في إدامة الحياة المستقرة لمعالجة أسباب المشاكل التي يعاني منها المجتمع بدل معالجة النتائج الوخيمة التي تتشظَّى عن تأخير الزواج وانتشار العزوبيّة.
يقول تعالى:
}واَللَّه جعَلََ لَكُم منِ أَنفُْسكُِم أَزْواَجًا
وجَعَلََ لَكُم منِ أَزْواَجِكُم بنَيِن وحَفََدةًَ
ورَزََقَكُم منِ الطَّيِّباَت أَفَبِالبْاَطلِِ يؤُمْنِوُن وبَنِعِمْةَ اللَّه همُ يكَْفُروُن {)))
عبد الرحمن العُقيلي / بغداد
انتقال "الاستقلال" المغربي للمعارضة..هل يعزل "العدالة والتنمية"؟
قرر حزب "الاستقلال" (المحافظ) في المغرب الاصطفاف في المعارضة، بعد عام من "المساندة النقدية" للحكومة، التي يقودها حزب "العدالة والتنمية" (إسلامي)، ولا يشارك فيها "الاستقلال".
ظلت وضعية الحزب في المشهد السياسي "ضبابية"، بعد "الإبعاد الاضطراري" له من المشاركة في الحكومة، بسبب اعتراض أطراف في الحكومة الحالية على مشاركته، يتزعهما عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار (يمين)، بسبب موقفهم من حميد شباط، الأمين العام السابق لـ"الاستقلال".
وللحزب 46 مقعدا في البرلمان المغربي من إجمالي 395، تجعله ثالث أكبر قوة في البر لمان المغربي.
ويعود الأصل القريب لعلاقة "الاستقلال" بالحكومة إلى فترة تسمى في أدبيات السياسية المغربية بمرحلة "البلوكاج"، وتعني "عرقلة" جهود عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، الأمين العام السابق لـ"العدالة والتنمية"، لتشكيل حكومة جديدة.
وعُين بنكيران رئيسا للحكومة، في أكتوبر/ تشرين أول 2016، عقب تصدر حزبه الانتخابات البرلمانية، لكنه لم يتمكن، على مدار ستة أشهر، من تشكيل حكومة؛ بسبب تشبثه بمشاركة حزب "الاستقلال" في حكومته، مقابل رفض بقية أطراف المفاوضات، بقيادة أخنوش.
آنذاك أعلن "الاستقلال" رغبته في المشاركة في حكومة بنكيران، مستغربا اعتراض أخنوش، قبل أن تتخذ أطراف أخرى تصريحات لحميد شباط، أمين عام "الاستقلال"، يقول فيها إن "موريتانيا تاريخيا أرض مغربية"، ذريعة أقوى لاستبعاد الحزب من مفاوضات تشكيل الحكومة.
وهو موقف وضع بنكيران في حرج كبير، خاصة بعدما دخلت أطراف كثيرة على خط تصريح شباط، واعتبار وزارة الخارجية المغربية أن هذا التصريح "غير مسؤول"، و"تهديد للمصالح العليا للمغرب".
وفي ما اعتُبر "رفع للحرج" عن بنكيران في تشبثه بمشاركة "الاستقلال"، خصوصا بعدما أوفده العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى موريتانيا للقاء رئيسها محمد ولد عبد العزيز، لـ "تبديد أي سوء تفاهم" عقب تصريحات شباط، جدد "الاستقلال" في اجتماع استثنائي لمجلس الوطني (أعلى هيئة تقريرية)، نهاية 2016، قراره المشاركة في حكومة بنكيران.
لكن الحزب قال "إن قتضت الظروف التي سيسجلها التاريخ بدون شك على الجميع، فإنه يلتزم بمساندة الحكومة"، مضيفا أنه "على رئيس الحكومة المعين (بنكيران) أن يعرف أن الفريق الاستقلالي بالبرلمان (46 نائبا من أصل 395) سيكون إلى جانبه عند طلب الثقة وعرض البرنامج الحكومي".
** حكومة العثماني
غير أن حكومة بنكيران لم تتشكل خلال ستة أشهر من تكليفه، فعين الملك، في مارس/ آذار 2017، سعد الدين العثماني، التي كان حينها رئيس المجلس الوطني لـ"العدالة والتنمية"، خلفا لبنكيران.
حكومة العثماني لم تتأخر في التشكل، فبعد أقل من ثلاثة أسابيع من تعيينه أعلن عن حكومته، لكن دون حزب "الاستقلال"، رغم أنه استقبل قيادة الحزب في المشاورات الأولية، والتي جددت خلالها "رغبة الاستقلال في أن يكون ضمن الأغلبية الحكومية"، ودعمه لـ"العدالة والتنمية".
ظل "الاستقلال" على موقفه بمساندة الحكومة، بقيادة "العدالة والتنمية"، استمرارا للدعم الذي أعلنه لبنكيران، وهو الموقف الذي كان يقوده شباط، رغم "امتعاض" الحزب من طريقة "تخلى" العثماني عنه.
واعتُبرت مساندة "الاستقلال" دعما لـ"العدالة والتنمية" أكثر منه دعما للحكومة، بالنظر إلى أن باقي الأحزاب المشكلة للحكومة كانت ضد مشاركة "الاستقلال"، باستثناء حزب التقدم والاشتراكية (يسار).
وبتعيين الحكومة، انطلقت تحركات قياديين في "الاستقلال" لإزاحة شباط من قيادة الحزب، فيما ظل الأخير يعتبر أن هذه التحركات "مدعومة من أطراف خارج الحزب"، عقابا له على "كشف" ما يصفه بـ"مؤامرة 8 أكتوبر (تشرين أول) 2016".
ويقول شباط إن رؤساء ستة أحزاب، بينهم هو نفسه، أربعة منهم في الحكومة الحالية، تداعوا إلى اجتماع ليلة 8 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أي بعد يوم من إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، ليبحثوا إعلان رفضهم الجماعي المشاركة في حكومة يرأسها "العدالة والتنمية"، وتوجيه التماس إلى الملك لتعديل الدستور، وهو ما يقول شباط إنه رفضه، وانفض الجمع دون قرار.
لكن مناوئي شباط استطاعوا الإطاحة به من الأمانة العامة للحزب، في المؤتمر أكتوبر/ تشرين أول 2017، وتم انتخاب نزار بركة خلفا له.
وأرجأ الحزب مناقشة موقفه من الحكومة حتى أول اجتماع لمجلسه الوطني بعد المؤتمر، مع تسجيل عدد من قيادات الحزب، بينهم بركة، أن مساندة الحكومة دون المشاركة فيها "ليس بالموقف السياسي السليم"، داعيا إلى "عدم الارتهان" إلى "العدالة والتنمية".
فيما عقد "العدالة والتنيمة" مؤتمره، نهاية 2017، وانتخب العثماني أمينا عاما له، خلفا لبنكيران، كما خلفه في الحكومة، وبذلك غاب قائدا دعوة التقارب بين الحزبين (شباط وينكيران) عن قمرة قيادة حزبيهما.
** قرار القيادة الجديدة
في 22 أبريل/ نيسان الجاري، وتحت القيادة الجديدة، قرر المجلس الوطني لـ"الاستقلال"، انتقال الحزب إلى صفوف المعارضة، في الوقت الذي لم تسع فيه القيادة الجديدة لـ"العدالة والتنمية" إلى أي خطوة تقارب تجاه "الاستقلال".
وقال "الاستقلال" إن مجلسه الوطني "قرر بالإجماع الاصطفاف في المعارضة، وهي معارضة استقلالية وطنية، وذلك بعد قيامه بتحليل موضوعي للأداء الحكومي وللوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وسجل الحزب "بكل أسف" ما وصفه بـ"هدر الحكومة الواضح وغير المفهوم لزمن الإصلاح، وتلكئها في استكمال منظومة الإصلاحات، التي جاء بها روح ونص دستور 2011".
فيما اكتفت الحكومة بالقول، على لسان المتحدث باسمها، القيادي في "العدالة والتنمية"، مصطفى الخلفي، الخميس الماضي، إن خروج "الاستقلال" إلى المعارضة "حق طبيعي للحزب، وجزء من الحياة الديمقراطية لبلادنا".
وشدد الخلفي على أن هذا القرار "لا ينقص من تقديرنا لمكانة الاستقلال في الحياة السياسية ودوره في المستقبل".
** اغتراب "العدالة والتنيمة"
في قراءته لقرار "الاستقلال" الاصطفاف في المعارضة، قال محمد مصباح، الباحث المغربي في معهد "تشاتام هاوس" بلندن، للأناضول، إن "هذا القرار تحكمه مسألتان، أولاهما تغير قيادة الحزب بانتخاب نزار بركة، أمينا عاما، خلفا لشباط الذي كان قد أعلن التحالف مع العدالة والتنمية برئاسة بنكيران، ودعمه للحكومة".
والمسألة الثانية، وفق مصباح، هي "أن التقدير الداخلي للحزب دفعه إل نتيجة مفادها أنه ليس من مصلحته أن يكون عمليا في المعارضة ويدعم الحكومة، رغم أنه غير مشارك فيها".
واعتبر أن نتائج هذا القرار هو المزيد من "عزل" حزب "العدالة والتنمية" في المشهد السياسي داخل الحكومة وخارجها.
واعتبر أن "العدالة والتنمية يواجه معارضة حتى داخل الحكومة، يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار، والأحزاب المتحالفة معه، وهي حزب الحركة والشعبية (يمين)، وحزب الاتحاد الاشتركي (يسار)، وحزب الاتحاد الدستوري (يمين)".
وشدد الباحث المغربي على أن قرار حزب الاستقلال "سيؤدي إلى اغتراب حزب العدالة والتنمية وسط المشهد السياسي، رغم أنه يقود الحكومة".
وختم مصباح بأنه "لم تبق هناك حدود واضحة بين الأغلبية والمعارضة"، وقرار حزب الاستقلال يزيد من "حالة الارتباك" في الحياة السياسية الحالية.
هل تمهد اجتماعات المجلس الوطني لإعلان فلسطين "دولة تحت احتلال"؟
قبل نحو أسبوع من اجتماعات المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي تنطلق اليوم الإثنين في رام الله، أدلى قيادي بالمنظمة بتصريح حول القرارات المتوقعة، ما أثار جدلا كثير، وترك العديد من الأسئلة على الساحة الفلسطينية.
فالثلاثاء الماضي، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنا عميرة، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، إن "المجلس الوطني قد يفوّض مجلس المنظمة المركزي، بصلاحيات اتخاذ قرارات تشريعية وقانونية حال غياب التشريعي".
التصريح، اعتبره محللون سياسيون ومراقبون "قد يمهد للتخلص" من المجلس التشريعي ضمن خطوات قد تؤدي إلى "إلغاء" اتفاق أوسلو وحلّه والسلطة، و"إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال (تحميل إسرائيل مسؤولية الأراضي الفلسطينية)".
وعند توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فوّض المجلس الوطني لمنظمة التحرير، المجلس المركزي للمنظمة بإنشاء السلطة الفلسطينية لتكون جهازا إداريا يدير شؤون الفلسطينيين ولها رئيس ومجلس تشريعي منتخبيْن.
والمجلس الوطني لمنظمة التحرير أو ما يطلق عليه المجلس الوطني الفلسطيني، أعلى سلطة تنفيذية تمثل الفلسطينيين بالداخل والخارج.
أما المجلس المركزي، فهو بمنزلة جهاز تنفيذي ينتخبه "الوطني" من أجل متابعة قراراته وتنفيذها، في حين تشكل المجلس التشريعي بعد توقيع اتفاق أوسلو وإنشاء السلطة عام 1994.
وتعليقاً على تصريح عميرة، يقول المحلل السياسي جهاد حرب، إن المجلس الوطني من صلاحياته منح "المركزي" صلاحيات تشريعية، لكن ليس بمقدوره إلغاء المجلس التشريعي؛ لأن ذلك يجب أن يسبقه إلغاء اتفاق أوسلو.
وهذا، كما يقول حرب، "من المستبعد؛ فلا منطق بإلغاء التشريعي، إلا إذا كان هناك تفكير بمرحلة دولة تحت الاحتلال".
وفي حديثه للأناضول، يشير أن صدور قرار من هذا النوع سيحمل رسائل عديدة أخرى؛ أبرزها حركة "حماس"، مفادها أنه "لم يعد هناك وجود شرعي لنوابها المنتخبين في المجلس التشريعي".
وعام 2006 أجريت انتخابات برلمانية في الأراضي الفلسطينية، أسفرت عن فوز "ساحق" للحركة بمقاعد المجلس التشريعي، حيث حصلت على 76 مقعدا من أصل 132، ولم يعقد المجلس منذ 2007 إثر الأحداث التي أدت إلى الانقسام بين "فتح" و"حماس".
وبموجب القانون الخاص بمنظمة التحرير يصبح نواب المجلس التشريعي أعضاء في المجلس المركزي.
ويعقد المجلس الوطني اجتماعا يبدأ الإثنين ويستمر حتى 3 مايو/أيار، دون مشاركة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، اللتان رفضتا دعوة لهما بهذا الخصوص، وانتقدتا عقده في مدينة رام الله، الواقعة تحت "الاحتلال الإسرائيلي".
وإضافة إلى "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أعلنت الجبهة الشعبية (ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير بعد حركة فتح) بشكل نهائي اعتزامها عدم المشاركة في اجتماعات الوطني، ودعت إلى تأجيله، دون أن تذكر سببا محددا لذلك، فيما قررت الجبهة الديمقراطية المشاركة.
يشار أن آخر جلسة اعتيادية للمجلس الوطني عقدت عام 1996، لكنه عُقد لمرة واحدة طارئة عام 2009.
ويتكون المجلس الوطني من 750 عضوا تم دعوتهم لحضور جلسته في رام الله لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة ومجلس مركزي جديد للمنظمة، ووضع برنامج سياسي جديد، بحسب ما أعلن رئيس المجلس سليم الزعنون قبل نحو شهر.
وبحسب المحلل السياسي "حرب"، فإن "إنهاء أو حل أو شطب المجلس التشريعي يعني إنهاء وشطب وإزالة رئاسة السلطة التي اقترنت به؛ ففي اللحظة التي تنتهي فيه ولاية التشريعي تنتهي ولاية رئيس السلطة".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد صرح أكثر من مرة، أنه لا يمكن استمرار وجود السلطة "بدون سلطة حقيقية" بسبب الإجراءات الاسرائيلية، وألمح لإمكانية حلها، وإعادة الصلاحيات لمنظمة التحرير تمهيدا لإعلان فلسطين دولة تحت احتلال.
وليس ببعيد عن حرب، يرى المحلل السياسي أشرف عكة، أن "قرار إعطاء صلاحيات تشريعية للمجلس المركزي يعني أن هناك تخطيطا لنقل السلطة إلى مرحلة الدولة.
وفي حديثه للأناضول، يقول إن "مؤسسات المنظمة هي من ستقوم بالعملية التشريعية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية التي تحاول تقويض السلطة".
ويشير عكة أن هذه الخطوة قد تعني "مسخ منظمة التحرير لكي تقوم بأدوار السلطة، لكن تحت مظلة العملية السياسية المأمولة التي تراهن على نقل السلطة إلى مرحلة الدولة تحت الاحتلال".
الخطوة ذاتها، يصفها الكاتب والمحلل السياسي سميح شبيب، بأنها "ستكون جريئة وفي اتجاه صحيح، لاسيما أنها تنسجم مع تصريحات المسؤولين في السلطة، وبينهم الرئيس الفلسطيني، والذين أجمعوا على أن السلطة أصبحت بلا سلطة ولا معنى لوجودها".
ويشير شبيب أن "نشوء السلطة كان بقرار من منظمة التحرير لكي تكون ذراعا من أذرعتها، لكن ما حصل كان العكس، وأصبحت هي التي تقود، وألغت إلى حد كبير دور المنظمة".
ويعتقد في حديث للأناضول "أن الوقت قد حان للتراجع عن هذه الخطوة وإعادة الهيبة للمنظمة".
ويضيف: "إن كان هناك قرارات ستؤخذ في هذا السياق، فلا تعني بالضرورة إلغاء اتفاق أوسلو، وإنما تحويل مؤسسات السلطة إلى أجهزة تابعة للمنظمة، وإعادة الدور الريادي لأخيرة، ثم يتم لاحقا إعلان انتهاء أوسلو، وفلسطين دولة تحت الاحتلال".
ويؤكد شبيب أنه "لا يمكن القول إن القرار جاهز وسيتخذ وينفذ فورا، لكن من الممكن اتخاذه وتأجيل تنفيذه وإبقائه ورقة في يد المجلس المركزي".
ووفق شبيب، فإن "إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال يعني أن يتم إلقاء كافة المسؤوليات التي تتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة على كاهل إسرائيل، وذلك وفق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الدولية".
كما أن الإعلان من الناحية المعنوية، وفق المتحدث، "سيثبت الحقوق الفلسطينية استنادا إلى القوانين الدولية ويجعل من الصعب التحايل عليها مثل حدود فلسطين التي لا تريد إسرائيل الاعتراف بها لكنها واضحة استنادا إلى قرار مجلس الامن 242 الذي طالب الأخيرة بالعودة إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران قبل حرب 1967".
استقالة قادة المعارضة السورية، المسمار الأخير في نعش SNC!
أعلن عدد من أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض أو ما يعرف SNC (المعارضة المسلحة) استقالاتهم يوم الخميس الماضي، وقدّم كلٌّ من جورج صبرا وسهير الأتاسي وخالد خوجة استقالاتهم بنفس الوقت إلى رئيس الائتلاف في حين تعيش سوريا اليوم أوضاعاً جيدة لمصلحة دمشق، حيث استطاع الجيش السوري وحلفاؤه توجيه ضربات قاسية لجميع التنظيمات الإرهابية بما فيها داعش والنصرة وقوى المعارضة المسلّحة، كما استطاع بعد 7 سنوات أن يبعد الخطر عن مدينة دمشق بعد إخراج تنظيم جيش الإسلام ما يبشّر بأن الأزمة السورية قد تنتهي عمّا قريب، إلا أنه بسبب التدخل المباشر لداعمي المعارضة بقيادة أمريكا والسعودية وتنفيذهم عدواناً ثلاثياً غاشماً على دمشق الشهر الماضي قد يسهم بزعزعة الاستقرار وإطالة الأزمة السورية من جديد، وفي هذا السياق يطرح عدد من الباحثين عدة تساؤلات من بينها، ما هي الأسباب الرئيسية لاستقالة قادة المعارضة البارزين للنظام السوري في الوضع الحالي؟ وكيف سيؤثر ذلك على المعادلات المعقدة التي تحكم الأزمة السورية في المستقبل؟
الائتلاف الوطني السوري والخلافات المتكررة
المعارضة السورية المسلّحة أو الائتلاف الوطني السوري المعارض هو مجموعة من الأعضاء يطالبون بتغيير النظام في سوريا وإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، ولقد تشكّل في شهر نوفمبر عام 2012 في قطر واعترفت به مجموعة من الدول المناوئة للنظام السوري كمجلس التعاون الخليجي وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وغيرها من البلدان والكيانات، وذلك قبل تشكيل اللجنة الوطنية العليا (HNC) في ديسمبر 2016.
يقع مقر SNC في اسطنبول ومن الشخصيات البارزة التي مرّت عليه: معاذ الخطيب، أول رئيس للائتلاف السوري، وكان في السابق إمام جماعة في الجامع الأموي في دمشق، واستقال من منصبه في أبريل / نيسان 2013، لأسباب تتعلق بالضغوط المفروضة عليه وعدم وجود الحرية في اتخاذ القرارات دون الرجوع إلى الداعمين.
بعد استقالة الخطيب، تم انتخاب أحمد الجبرا ليكون رئيساً للائتلاف المعارض، إلا أنه لم يستمر في منصبه أكثر من عام، واضطر إلى التنحي في يوليو / تموز 2014 لنفس الأسباب، ومع رحيل الجبرا، شغل هذا المنصب كلّاً من هادي البحر (يوليو 2014) ثم خالد الخجائي (يناير 2015)، أنس البداح (مارس 2016) ورياض السياف (مايو 2017).
ويقول محللون إن أحد الأسباب الرئيسية للانشقاقات التي تحصل بين أعضاء SNC هي أن الائتلاف حالياً ليس له أي تأثير ملموس على الساحة السياسية السورية، حيث أصبح دوره محدوداً للغاية، ما أدّى إلى فقده الكثير من الدعم الدولي والإقليمي.
ومن ناحية أخرى، أدّت التحديات والاختلافات الموجودة بين الفصائل السياسية للائتلاف إلى فشل المجلس الوطني في اتخاذ قرارات مهمة، فخلال الأسابيع القليلة الماضية عقدت اللجنة السياسية (أعلى جهاز ائتلاف) اجتماعات كثيرة لم يخرج عنها أي نتائج مهمة.
ويرى باحثون أن استقالة صبرا وأعصاء آخرين تعود إلى عدة أسباب وهي عدم فاعلية الائتلاف وعدم قدرته على التأثير في الميادين العسكرية خاصة على صعيد وقف هزائم المعارضة المسلحة منذ هزيمة حلب الشرقية في العام 2016، وبسبب غياب الآلية الضرورية للمحاسبة ضمن الائتلاف، كما أنه لم يملك الرؤية الواضحة للوضع في سوريا وإلى أين ستؤول الأمور.
وعلى هذا الأساس يمكن القول إن ازدياد الخلاف بين أعضاء الائتلاف وغياب الدعم الخارجي وهدر الوقت من الأسباب الرئيسة التي أدّت إلى استقالة صبرا ورفاقه من الائتلاف المعارض.
ضغوط الداعمين
منذ بداية الأزمة السورية، لعبت دول خارجية كأمريكا والسعودية وقطر وغيرها، دوراً سلبياً في سوريا واضعة نصب أعينها إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد وتقسيم سوريا مهما كلف الثمن ما ساهم في تعميق الأزمة وإطالة أمدها.
ومن أجل تحقيق مصالحهم ومطامعهم قاموا بتقديم الدعم السياسي والمالي لشتى أنواع المعارضة المسلحة (السياسية والعسكرية ذات الإيديولوجيات المختلفة) في سوريا، ما أدّى إلى فرض أجندتهم على قادة المعارضة ما يعني تقييد حريتهم في اتخاذ قرارات مصيرية دون الرجوع إليهم، وفي هذا السياق كتب صبرا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنّه "لم يعد ائتلافنا الذي ولد في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وحمل أمانة الإخلاص لمبادئ الثورة وأهداف الشعب... ولأنّ طرائق العمل والتدابير المعتمدة لا تحترم الوثائق والقرارات، ولا تلتزم إرادة الأعضاء والرؤية الوطنية السورية المستقلة... وبسبب التناقضات الحالية بين مكوناته وأعضائه".
من جهتها، قالت الأتاسي، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سورية، أصبح متطابقاً مع المسار الروسي الذي يقف إلى جانب بشار الأسد ويقوّض الحل السياسي الفعلي والجوهري، فيحيله إلى تقاسم سلطات ومنافع لقوى وشخصيات ودول"، وعلى سبيل المثال أيضاً نذكّر باستقالة الخطيب الذي أعلن بعدها أن كلّاً من السعودية والإمارات أجبرتاه على تقديم استقالته من الائتلاف.
ختاماً، أمام هذه الظروف الحالية وانقلاب معادلة الميدان لمصلحة الدولة السورية وحلفائها، وعدم نجاح مباحثات جنيف نتيجة عدم واقعية المعارضة وداعميها في الشروط التي وضعوها من أجل حل الأزمة، تأتي استقالة صبرا ورفاقه كالمسمار الأخير في نعش المعارضة السورية.
الانتخابات البرلمانية العراقية.. لمحة عن الأحزاب المشاركة
من المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية العراقية في الـ 12 مايو 2018 المقبل ووفقاً لما أعلنته اللجنة الانتخابية الوطنية العراقية، فلقد تم في البداية تسجيل 240 حزباً وكياناً سياسياً للمشاركة في هذه الانتخابات البرلمانية ولكن في نهاية المطاف تم تقسيم تلك الأحزاب والكيانات السياسية إلى 88 ائتلافاً وحزباً سياسياً وسوف تتنافس هذه الائتلافات وهذه الأحزاب السياسية على 238 مقعداً برلمانياً في العراق وفي هذه الأثناء، يمكن اعتبار مسألة التنافس بين الحركات السياسية في إقليم كردستان العراق إلى جانب مسألة التنافس بين التيارات السياسية العربية، واحدة من أهم أجزاء عملية الانتخابات البرلمانية التي ستعقد في العراق.
لقد لعبت الكتلة الكردية منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا دور الوسيط في الحكومة العراقية ويبدو أن تقرّب هذه الكتلة الكردية من بعض التحالفات والأحزاب العربية الرئيسية، مثل ائتلاف "نصر" و"بدر" أو حتى الحكومة المركزية، يمكن أن يكون له دور بارز في الحكومة العراقية المستقبلية ولهذا، فإن نتائج الانتخابات في المناطق الكردية تُعدّ ذات أهمية كبيرة في سباق الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، لكن النقطة البارزة هنا والمتعلقة بالأحزاب الكردية، هي أن هذه الأحزاب لن تتمكن من الحصول على مقاعد برلمانية كثيرة كما كانت في الماضي وذلك بسبب ضعفها وخسارتها للكثير من المناطق مثل "كركوك" ومناطق أخرى في مدينة "صلاح الدين" و"نينوى" و"ديالي"، وبهذا أصبح من الصعب عليهم الفوز بأصوات الناخبين في هذه المناطق ولربما نشاهد في الأيام المقبلة فقدانهم للكثير من أصوات الناخبين في المناطق التي يسيطرون عليها في وقتنا الحالي ونظراً لهذا كله، فإننا سنقوم بتسليط الضوء أكثر على الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة وسنقوم بدراسة الأبعاد والتفاصيل والأحزاب والائتلافات المتنافسة على النحو التالي.
عدد الناخبين والأحزاب المتنافسة والمقاعد البرلمانية
أعلنت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق، بأن هنالك 3،144،730 شخصاً مؤهلين للمشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية، ووفقاً لما صرّح به الأستاذ "مازن عبد القادر"، رئيس هيئة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية في إقليم كردستان، فإن هناك 25 كياناً سياسياً سيشارك في الانتخابات البرلمانية العراقية، يتألفون من 19 حزباً سياسياً وأربعة تحالفات واثنين من المرشحين المستقلين ويبلغ عدد المرشحين الإجمالي من بين هذه الكيانات السياسية، 503 مرشحين، منهم 357 مرشحاً من الرجال و 146 مرشحاً من النساء وفي هذه الانتخابات البرلمانية العراقية خُصص لمحافظة "دهوك" 12 مقعداً ولمحافظة "السليمانية" 18 مقعداً ولمحافظة "أربيل" 16 مقعداً وفي كل واحدة من هذه المحافظات الثلاث، تم تخصيص مقعد للطائفة المسيحية وفي ضوء هذه التفاصيل، فإنه من المتوقع أن تكون هناك منافسة شرسة على الـ 46 مقعداً في هذه المحافظات الكردية الثلاث.
الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي
أصبح الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بقيادة "مسعود بارزاني"، الزعيم السابق لمنطقة كردستان العراق، خلال العقد الماضي وخاصة بعد ظهور حركة "كوران" في عام 2009، أكبر وأقوى حزب كردي في الساحة السياسية العراقية وفي الدورة الانتخابية السابقة استطاع هذا الحزب الحصول على 25 مقعداً في البرلمان العراقي وبهذا أصبح هذا الحزب أحد أكبر التيارات السياسية المؤثرة في العراق وتُرجّح بعض التقارير بأن هذا الحزب الذي سيشارك بالرمز الانتخابي رقم 182، سيتمكن من الحصول على 24 مقعداً في الانتخابات البرلمانية المقبلة وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "حوار الرافدين".
الاتحاد الوطني الكردستاني
كان الاتحاد الوطني الكردستاني منافساً قوياً للحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي وقد لعب دوراً قيادياً خلال العقود الأخيرة في الساحة السياسية لكردستان العراق ولفتت بعض التقارير الإخبارية بأن هذا الحزب خسر بعضاً من قاعدته التنافسية في السنوات القليلة الماضية، بسبب انفصال حركة غوران في عام 2009 وتحالف الديمقراطية والعدالة في عام 2017 عنه وسيشارك هذا الحزب في الانتخابات البرلمانية التي ستعقد في الـ 12 مايو المقبل بالرمز الانتخابي رقم 182 وسيواجه حزب الجيل الجديد، التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة ومن المحتمل أن يتمكن هذا الحزب من الفوز بـ 15 مقعداً، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "حوار الرافدين".
حركة "كوران"
سوف تشارك حركة "كوران" الكردية، التي فازت بستة مقاعد في الانتخابات البرلمانية لعام 2014، بالانتخابات البرلمانية التي ستعقد في الـ 12 مايو المقبل، جنباً إلى جنب مع تياري الجماعة الإسلامية الكردية وتحالف الديمقراطية والعدالة ومن المتوقع أن تتمكن هذه الحركة، بقيادة "عمر سيد على" والتي ستشارك في هذه الانتخابات بالرمز الانتخابي رقم 142 من الحصول على 18 مقعداً، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "حوار الرافدين".
تحالف الديمقراطية والعدالة
أُنشئ تحالف الديمقراطية والعدالة في عام 2017 بعد انفصال "برهم أحمد صالح" عن حزب الاتحاد الوطني الكردي ولقد حظي "برهم" الذي يعدّ من الشخصيات الكردية المشهورة والمتعلمة، بمحبة واسعة بين جيل الشباب الكردي الجديد وعلى هذا الأساس، استطاع هذا الشخص إنشاء حزب جديد في المناطق الكردية، وفي الوقت الراهن، تشير بعض التقارير وبعض استطلاعات الرأي العام التي أجرتها مؤسسة "حوار الرافدين"، بأن تحالف الديمقراطية والعدالة الذي سيشارك في هذه الانتخابات بالرمز الانتخابي رقم 153، سيتمكن من الفوز بـ 18 مقعداً في هذه الانتخابات البرلمانية.
الاتحاد الإسلامي الكردستاني
سيشارك الاتحاد الإسلامي الكردستاني برئاسة "صلاح الدين بهاء الدين" بالرمز الانتخابي رقم 175 في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "حوار الرافدين"، فإنه من المحتمل أن يفوز هذا الحزب بأربعة مقاعد نيابية في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة.
الجماعة الإسلامية الكردستانية
يمثل حزب الجماعة الإسلامية الكردية، برئاسة "علي بابير"، الطبقة الدينية التقليدية في منطقة كردستان العراق وسيشارك هذا الحزب في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة جنباً إلى جنب مع حزب الاتحاد الوطني بالرمز الانتخابي رقم 102.
الجيل الجديد
حزب الجيل الجديد هو عنوان لحركة سياسية جديدة تم تأسيسها بقيادة "شاسوار عبد الواحد"، رجل الأعمال ومالك لسلسلة شركات "ناليا" في عام 2017 وسيشارك هذا الحزب في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة بالرمز الانتخابي رقم 120 ومن المتوقع أن يتمكن هذا الحزب من الفوز والحصول على مقعد واحد في البرلمان العراقي.
الوجود غير العادي للائتلافات والأحزاب العربية في انتخابات إقليم كردستان البرلمانية
أفادت العديد من التقارير الإخبارية بأن بعض الائتلافات والأحزاب العربية ستشارك في الانتخابات البرلمانية التي ستعقد في المناطق الكردية ووفقاً لهذه التقارير، فإن هنالك حوالي 56 شخصية كردية رشّحت نفسها في إطار ثلاثة أحزاب عربية في الانتخابات البرلمانية العراقية التي ستعقد في إقليم كردستان وبشكل عام، فإن هؤلاء الـ 56 شخصية ستمثل جميع الأحزاب العربية في محافظات "أربيل" و"السليمانية" و"دهوك" وسيمثل 25 مرشحاً من تلك الشخصيات الكردية، حزب "النصر" تحت قيادة حيدر العبادي و17 مرشحاً سيمثلون حزب الحكمة تحت قيادة عمار الحكيم و9 مرشحين منهم سيمثلون الائتلاف الوطني العراقي.
بَقِيَّتُ اللَّـهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
بمناسبة میلادالامام المهدی المنتظر
وأشرقت سماء الدنيا بالوليد العظيم والمصلح الأكبر الذي يعيد للإسلام بهجته ونعمته على الناس، وينقذ الإنسان من ظلمات الجور والطغيان، وكان من عظيم ألطاف الله عليه وعنايته به أن أخفى حمله وولادته كما أخفى ولادة نبيه موسى بن عمران، فقد روى المؤرخون أن الإمام الزكي الحسن العسكري عليه السلام دعا عمته السيدة الجليلة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السلام، وهي من العلويات العابدات التي تضارع جدتها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام في عفتها وطهارتها، فلما مثلت عنده، قابلها الإمام بمزيد من الحفاوة والتكريم، وقال لها: "يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي، فإن الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه، خليفتي من بعدي..."
وغمرت السيدة حكيمة موجات من الفرح والسرور، والتفتت إلى الإمام قائلة: "جعلت فداك يا سيدي الخلف ممن؟..."
فقال لها الإمام عليه السلام: "من سوسن...".
ونظرت السيدة حكيمة إلى سوسن فلم تر عليها أثرا للحمل، فقالت للإمام: "إنها غير حامل"، فتبسم عليه السلام وقال لها: "إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل، فإن مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادته، لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى، وهذا نظير موسى"، وقامت السيدة حكيمة من عند الإمام، فلما حان وقت صلاة المغرب والعشاء أدت الصلاتين ثم تناولت الإفطار مع السيدة سوسن، وبعد ذلك عمدت إلى فراشها فنامت، ثم استيقظت ونظرت إلى سوسن فلم تر عليها أثر الولادة، ولما حل الهزيع الأخير من الليل، نهضت فأدت صلاة الليل، وحينما بلغت الركعة الأخيرة وهي صلاة الوتر، وثبت السيدة سوسن وهي فزعة فأدت صلاة الليل، وبعد الفراغ منها أحست بالطلق، وبادرت نحوها السيدة حكيمة قائلة: "هل تحسين شيئا".
فأجابتها بفزع واضطراب: "إني لأجد أمرا شديدا..".
وقابلتها السيدة حكيمة بعطف وحنان قائلة: "لا خوف عليك إن شاء الله الأرض من رجس الطغاة وجور المستبدين، ويقيم حكم الله في الأرض. وفرح الإمام الحسن الزكي كأشد ما يكون الفرح بوليده المبارك، وجعل يرد مقالة الظالمين من حكام بني العباس الذين زعموا أنهم سيقتلونه ويحرمونه من النسل، قائلا: "زعم الظلمة أنهم يقتلوني ليقطعوا هذا النسل، فكيف رأوا قدرة الله...".
* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص 26-28.