Super User

Super User

الأحد, 29 نيسان/أبريل 2018 09:48

الحذر من الأبحاث المهدوية غير العلمية

البحث في القضايا المهدويّة محصورٌ بأهل الاختصاص فقط . هناك اليوم من يقوم بأعمالٍ علمية. فلا ينبغي الغفلة عن هذه الأعمال العلمية المتلازمة مع الدقّة بما يتعلّق بقضية الانتظار وقضية عصر الظهور.

ويجب اجتناب عمل العوام والجهلة بشدّة. فمن الأشياء التي يمكن أن تُشكّل خطراً كبيراً مثل هذه الأعمال التي هي بعيدة عن المعرفة والتي لا ترجع إلى سندٍ بما يتعلّق بقضية إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. وهو ما سيُشكّل فرصة مناسبة للأدعياء الكاذبين. فالأعمال غير العلمية وغير الموثّقة والتي لا تعتمد على المصادر والمدارك المعتبرة هي أوهامٌ وخيالاتٌ صرفة. ومثل هذه الأمور تُبعد الناس عن حالة الانتظار الحقيقية، وتُهيّئ الأرضية للأدعياء الكاذبين والدجّالين. فيجب اجتناب هذه الأمور بشدّة.
على مرّ التاريخ ظهر أدعياءٌ. بعض المُدّعين قاموا بتطبيق إحدى العلامات على أنفسهم أو على أحد الأشخاص ، وكلّ هذه أخطاء. إنّ بعض الأشياء التي ترجع إلى علامات الظهور ليست قطعية وهي أمورٌ لم ترد في الروايات المعتبرة التي يمكن الاعتماد عليها. وهناك روايات ضعيفة لا يصحّ الاستناد إليها، وتلك الموارد التي يمكن الاستناد إليها لا يُمكن تطبيقها بسهولة.
لقد وُجد دوماً من كان يُطبّق هذه الأشعار الصادرة عن شاه نعمة الله ولي على مرّ السنين وفي موارد عديدة على أشخاصٍ مختلفين على مرّ القرون. وهذا ما شاهدته بنفسي. قد يأتي شخص ويقول لقد رأيتُ رجلاً بطريقة ما. وما قد رآه في الواقع هو شخص ما. ثم يأتي زمان آخر - لنفرض بعد مئة سنة - فيجد شخصاً آخر ينطبق عليه نفس الأمر. هذا خطأٌ وهذه أعمالٌ مُضلّة وتُوقع في الأخطاء. فعندما يقع الانحراف والخطأ فسوف تُهجر الحقيقة ويُشتبه الأمر فيها، وتتهيّأ الوسيلة لإضلال أذهان الناس.

لهذا ينبغي اجتناب عمل العوام والاستسلام للشائعات العامّية بشدّة. وليكن العمل علمياً قويّاً موثّقا بالمدارك والأسانيد. وهو بالطبع عمل أهل هذا الفنّ، وليس عمل أي إنسان. بل ينبغي أن يكون من أهله ومن أهل الحديث والرجال والأسانيد، ومن أهل الفكر الفلسفي. فليعلم ويتعرّف إلى الحقائق وعندها يمكن أن يدخل في هذا الميدان ويقوم بالأعمال التحقيقية. ويجب الاعتناء بجدّية في هذا القسم من العمل مهما أمكن لكي يُفتح الطريق بمشيئة الله أمام الناس. وكلّما استأنست القلوب بمقولة المهدوية وتعرّفت إليها وأضحى حضور هذا العظيم بالنسبة لنا ــ نحن الذين نعيش في عصر الغيبة محسوساً أكثر ونشعر به أكثر ويتعمّق ارتباطنا به ــ فسيكون أفضل بالنسبة لعالمنا ولتقدّمنا نحو تلك الأهداف.

* من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في الأساتذة و الخريجين المتخصصين في "المهدوية" ــ 09/07/2011

الأدلة التي توجب اليقين بولادة الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه) عديدة، ومن ضمنها الأحاديث والنصوص. ويوجد من ضمن الأحاديث أحاديث عديدة مسلّم لها عند الفريقين الإمامية وغيرهم، وتدلّ على ولادته سلام الله عليه، ولكن من دون أن ترد في خصوص الإمام المهدي وبعنوانه، فهي تدلّ على ولادة الإمام من دون أن تنصبّ على هذا الإتجاه، من أهمها:

حديث الثِقْلين أو الثَقَلَين، الذي هو حديث متواتر بين الإمامية والإخوة العامة، ولا مجال للمناقشة في سنده، حيث قاله النبي (صلى الله عليه وآله) في مواطن متعدّدة: في حجة الوداع، في حجرته المباركة، في مرضه، وفي...، فإذا رأينا اختلافاً في بعض ألفاظ الحديث فهو ناشئ من اختلاف مواطن تعدّد ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) لهذا الحديث. ونص الحديث هو:

«إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، أحدهما أكبر من الاخر، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض»([1]).

لاحظوا: «ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، يعني أن الكتاب مع العترة، من البداية، من زمان النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أن يردا عليه الحوض.

وهذا يدلّ على أنّ العترة الطاهرة مستمرة مع الكتاب الكريم، وهذا الاستمرار لا يمكن توجيهه إلاّ بافتراض أنّ الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) قد ولد ولكنه غائب عن الاعين، إذ لو لم يكن مولوداً وسوف يولد في المستقبل لافترق الكتاب عن العترة الطاهرة، وهذا تكذيب ـ استغفر الله ـ للنبي (ص)، فهو يقول: «ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض» هذا لازمه أنّ العترة لها استمرار وبقاء مع الكتاب إلى أن يردا على النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا لا يمكن توجيهه إلاّ بما قلت: إن الإمام المهدي سلام الله عليه قد ولد ولكنه غائب، وإلاّ يلزم الإخبار على خلاف الواقع. وهذا حديث واضح الدلالة، يدل على ولادة الإمام سلام الله عليه، لكن كما قلت هذا الحديث لم يرد ابتداءاً في الإمام المهدي، وإنّما هو منصبّ على قضيّة ثانية: «وإنّهما لن يفترقا»، لكن نستفيد منه ولادة الإمام بالدلالة الالتزامية.

وقد يقول قائل: لنفترض أن الإمام (عجل الله تعالى فرجه) لم يولد، ولكن في فترة الرجعة التي ستقع في المستقبل يرجع الإمام العسكري (عجل الله تعالى فرجه)، ويتولد آنذاك الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، إن هذه فريضة ممكنة وعلى أساسها يتم التلائم بين صدق الحديث وافتراض عدم ولادة الإمام (عجل الله تعالى فرجه).

وجوابنا: أن لازم هذه الفريضة تحقق الافتراق بين العترة الطاهرة والكتاب الكريم في الفترة السابقة على فترة الرجعة، ففي هذه الفترة لا وجود للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ولا وجود للعترة وقد تحقق فيها افتراق الكتاب الكريم عن العترة الطاهرة.
 
* الشيخ محمد باقر الإيرواني - بتصرّف

[1] - راجع: المستدرك للحاكم 3: 109، المعجم الكبير للطبراني 5: 166 ح 4969، تاريخ بغداد 8: 442، حلية الأولياء 1: 355، مجمع الزوائد 9: 164، وغيرها كثير جداً.

رصدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عدة نقاط لأبرز تداعيات انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، الذي أبرمته بلاده ضمن مجموعة من القوى العالمية، مع إيران.

وأشارت الشبكة في تقرير أعدته بعنوان "من الخاسر الحقيقي جراء انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني؟" إلى أن شركات أمريكية وأوروبية ستتضرر كثيرًا من الانسحاب؛ فضلًا عن الاقتصاد الإيراني نفسه.

وسبق أن وصف ترامب الاتفاق بأنه "الأسوأ على الإطلاق"، وتعهد بالانسحاب منه.

والآن، يهدد ترامب برفض التوقيع على تمديد الالتزام بالاتفاق النووي في موعده المقرر في 12 مايو/أيار المقبل، حيث يجب على الرئيس الأمريكي توقيع وثيقة بتجميد العقوبات كل 120 يومًا.

وسلط التقرير الضوء على النقاط التالية باعتبارها أبرز الأطراف المتضررة من الانسحاب المحتمل:

القطاعات ذات الصلة بالنفط

تمتلك إيران رابع أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم؛ فضلًا عن نحو خمس احتياطيات الغاز الطبيعي.

وزادت البلاد من الإنتاج منذ تخفيف العقوبات إلى حوالي 3.8 مليون برميل في اليوم، بمقدار مليون برميل نفط يوميًا بشكل إضافي على معدل عام 2015، قبل التوقيع على الاتفاق.

وفي هذا الإطار، فإن فرض عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية من شأنه أن يؤثر على المعروض العالمي من النفط، وقد يتسبب في ارتفاع الأسعار.

وقد ارتفع السعر بالفعل بنسبة 14% هذا العام إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات.

 

وقال جو مكمونيجل، كبير محللي سياسات الطاقة في مركز "Hedgeye Risk Management" للأبحاث الأسبوع الماضي، إن "السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار هو سياسة الرئيس ترامب تجاه إيران".

وأضاف أن "الوضع يتعلق بكمية كبيرة من النفط معرضة للخطر، وأن أي تهديد لها ينذر بارتفاع الأسعار".

بوينغ وإيرباص

أكبر الصفقات التي تم توقيعها مع شركات أجنبية حتى الآن كانت مع شركتي "بوينغ" و"إيرباص" لتحديث أسطول إيران المتهالك من الطائرات.

ووقعت "بوينغ" صفقة بقيمة 8 مليارات دولار، لبيع 80 طائرة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية بعد رفع العقوبات، ومن المقرر تسليم أول دفعة من الطائرات خلال العام الجاري.

وقالت "بوينغ"، إن "مبيعات طائراتها إلى إيران ستدعم مباشرة عشرات الآلاف من الوظائف في الولايات المتحدة".

وأشارت الشركة إلى أن 100 ألف موظف في "بوينغ" سيستفيدون من تلك الصفقة.

كما وافقت مؤخرًا على بيع 30 طائرة طراز "737MAX "  بقيمة 3 مليارات دولار لشركةAseman Airlines ، وهي شركة إيرانية أخرى.

كما استفادت أيضا الشركة المنافسة لبوينغ في أوروبا "إيرباص" من رفع العقوبات، حيث وافقت الأخيرة على بيع 100 طائرة إلى إيران مقابل 10 مليارات دولار أمريكي.

وأوضح التقرير، أن هذه المبيعات قد تصبح على المحك إذا أعاد ترامب فرض العقوبات، لأن "إيرباص" تستخدم أجزاء وقطع غيار أمريكية الصنع.

جنرال إلكتريك وفولكس فاغن وتوتال

في حين أن العديد من الشركات الأجنبية الكبرى ظلت تتخوف من إقامة علاقات تجارية مع إيران بسبب إمكانية عودة العقوبات، فقد قرر عدد منها خوض مغامرة الاستثمار بالفعل.

ووقعت شركة "توتال" اتفاقًا بقيمة ملياري دولار، للمساعدة في تطوير "حقل غاز الشمال" (جنوب فارس) العملاق بالاشتراك مع شركة النفط الوطنية الصينية "سي. إن. بي. سي".

لكن الشركة الفرنسية حذرت من أن اتباع نهج صارم من ترامب يمكن أن "يغتال" تلك الصفقة.

كما فازت شركة جنرال إلكتريك (GE) الأمريكية بعقود بملايين الدولارات من الطلبات من إيران عام 2017، وفقًا لوثائق الشركة، عن أعمالها في مجال النفط والغاز.

وفي عام 2017، أعلنت شركة فولكس فاغن الألمانية، أنها ستبيع السيارات في إيران لأول مرة منذ 17 عامًا.

شركات الطيران والفنادق

استفادت شركات الطيران من الانفتاح على إيران كوجهة تجارية وسياحية منذ تخفيف العقوبات.

وبشكل خاص، استأنفت شركات الطيران الأوروبية مثل الخطوط الجوية البريطانية ولوفتهانزا الألمانية بتسيير رحلات مباشرة إلى البلاد.

كما استفادت سلسلة فنادق عالمية من ذلك الانفتاح، حيث كانت مجموعة فنادق "أكور" الفرنسية أول سلسلة فنادق دولية تفتح فرع لها في إيران وذلك في عام 2015.

كما أعلنت كل من "ميليا" الإسبانية، و"روتانا" الإماراتية عن خطط لفتح فنادق في إيران.

وتوصلت إيران ومجموعة دول (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، في 14 يوليو/ تموز 2015، إلى اتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية، وأقرت خطة عمل شاملة مشتركة، جرى الإعلان في 6 يناير/ كانون الثاني 2016 بدء تطبيقها.

ونصت الخطة على رفع العقوبات المفروضة على إيران على خلفية برنامجها النووي من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبالمقابل تعهدت طهران بالحد من أنشطتها النووية ووضعها تحت الرقابة الدولية.‎

وينص الاتفاق على أن بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية تسقط تدريجيًا اعتبارا من 2025.

وهناك خلاف حول الملف الإيراني بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، حيث هدد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، فيما تدافع بعض الدول الأوروبية عن الحكومة الإيرانية، وتقول إنها ملتزمة بالاتفاق.

مصطفى كامل

تسعى الإدارة الأمريكية بعد تصريحات ترامب حول نيته سحب القوات الأمريكية من سوريا إلى استبدالها بقوات عربية معظمها من دول الخليجیة، وقد لاقت هذه الدعوة قبولاً من السعودية وأطراف خليجية أخرى، بينما قوبلت باستهجان وترقّب من الدولة السورية وحلفائها، وعدم الأخذ بجدية الطرح الأمريكي، كون الإدارة الأمريكية مترددة لدرجة التناقض في الداخل الأمريكي، ولعدم واقعية الطرح وعدم إمكانية تحقق ذلك في الميدان السوري، ولرفض سوريا والحلفاء هذه الدعوة شكلاً ومضموناً، ليس فقط حق سوريا السيادي بل أيضاً لأن الاحتلال الأمريكي في الأصل مخالف للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، فعلى ما يبدو إن التحالف الأمريكي المزعوم لمحاربة الإرهاب هو تحالف مشبوه دعم الجماعات الإرهابية ولم يكن جاداً يوماً بمحاربة الإرهاب.

والسؤال المطروح: ما وراء هذا الطرح الأمريكي وما خلفياته وخطورته على المنطقة وما الخطط الأمريكية؟

يبدو كما يعتقد الكثير من الباحثين، بأن هناك عمىً استراتيجيا أمريكياً بعد الفشل لمعظم الخطط الأمريكية في الحرب غير المعلنة على الدولة السورية والتي لم تعد محلية أو إقليمية بل تشكّل صراعاً دولياً  بين قوى عظمى، ومواجهة بين محاور دولية خاصة بعد العدوان الثلاثي الذي فشل في تحقيق أهداف القوى المعادية لسوريا، وربما غيّر مجرى الأحداث لمصلحة حلفاء سوريا، وبالتالي تسارع أمريكا للانتقال إلى خطط جديدة يبدو بأنها غير مدروسة وتدل على تخبط أمريكي، والطرح الأمريكي الجديد بتشكيل قوة عسكرية عربية يعتقد الأمريكي بإمكانية تحقيقه ما هو إلا أوهام، رغم التنسيق العالي المستوى بين أمريكا والسعودية والكيان الإسرائيلي، فهم يهدفون من وراء ذلك إلى:

1-توريط دول المنطقة بصراعات وحروب قد تصل حدّ الحرب بين السعودية ومن معها وإيران ومن معها؛ لأن دخول قوات من دون موافقة سوريا ومعها محور المقاومة يعني ببساطة حرباً لن تبقي ولن تذر ويتم من خلالها استنزاف المنطقة لسنوات قد تطول، تذكّرنا بالحرب العراقية الإيرانية وبشكل أكثر كارثية على دول المنطقة برمتها.

2-نهب ثروات المنطقة لمصلحة تجارة السلاح والمصانع وشركات الأسلحة الأمريكية والغربية عموماً.

3-إثارة النزاعات الإثنية والطائفية في حرب الرابح الوحيد فيها هو أمريكا والغرب والكيان الإسرائيلي، بينما الخاسر الوحيد هو شعوب المنطقة. وستؤدي لانتشار السلفية الجهادية والحركات والتنظيمات الإرهابية وانتعاشها، والاستثمار بها ودعمها لتفتيت الدول العربية والإسلامية وتشويه القيم الإسلامية من خلال التحريض والدعم بحيث تطول الحرب من أجل إعادة رسم الخرائط وفق المصالح الغربية الاستعمارية بشكلها الجديد ولتصبح الدول المشاركة في الحرب قابلة للتقسيم على أسس طائفية وإثنية وما بعد الدولة الوطنية الحالية.

قد يكون من المستبعد نجاح هذا المخطط الأمريكي "الجهنمي" نتيجة الأحداث والتطورات التي لا تصبّ في مصلحة الأمريكي مع صعود قوى دولية استفادت من التخبط الأمريكي خلال السنوات السبع السابقة وبعد تقهقر الإرهاب والتغيرات التي حصلت بالمنطقة بعد الفشل الأمريكي في إسقاط محور المقاومة وعلو كعب محور مكافحة الإرهاب بقيادة روسية وخلفها الصين، واستغلال التراجع الأمريكي على الصعيد العالمي من خلال انسحاب أمريكا من بعض المنظمات وتراجع الدعم الأمريكي لقوات حفظ النظام بنسبة 30%والتهديد بالانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة والفشل الأمريكي في العديد من الملفات الدولية والتقدم التكنولوجي العسكري الروسي الذي يجبر الأمريكيين على الجلوس لاحقاً على طاولة مستديرة الند للند، والقبول بعالم متعدد الأقطاب، واقتناع الأمريكي والفرنسي والبريطاني بأن زمن البلطجة ولى بلا رجعة.

لذلك يمكن القول بأن ما تخطط له الإدارة الأمريكية ليس قدراً محتوماً ولا يمكن تطبيقه بعد كل التغيرات والأحداث التي تجري بالمنطقة والعالم وفي سوريا خاصة، وبعد العمى الاستراتيجي وحتى التكتيكي على مستوى العالم الذي تعاني منه السياسة الأمريكية.

الباحث السياسي طالب زيفا

قال رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، السبت، إن حركته "لن تسمح للديكتاتورية وأصوات الردة أن تعود مجددا" إلى تونس.

جاء ذلك في كلمة له أمام حشد من أنصاره بولاية صفاقس جنوبي البلاد، في إطار الحملة الانتخابية تحضيرا للانتخابات البلدية المقررة في 6 مايو/أيار المقبل.

وأضاف الغنوشي أن "بعض الأصوات الاستئصالية التي مكنتها النهضة من رخص لأحزابها (لم يذكرها) تريد اليوم حل حركة النهضة (68 مقعدا بالبرلمان من أصل 217)، وهي واهمة".

وتابع: "انتزعنا حق الانتخابات البلدية، ويوم 6 مايو سيكون تحقيقا لهدف عظيم من أهداف الثورة وهو توزيع السلطة وتمكين كل منطقة من التخطيط لنفسها".

وأشار إلى أن بلاده تتجه نحو خطوة كبيرة، وهي "تحرير العملاق التونسي المقيد بأغلال المركزية المقيتة؛ فتركيز الحكم المحلي أولويتنا خلال هذه الفترة، ومن ثم ستكون حرب لا هوادة فيها عن الفساد والمفسدين".

وفي 14 أبريل/نيسان الجاري، انطلقت رسميا حملات المرشحين في الانتخابات البلدية التونسية، الأولى منذ ثورة عام 2011.

وتستمر الحملات إلى 4 مايو/أيار المقبل، فيما تجرى الانتخابات يوم 6 من نفس الشهر، وفق ما تم تحديده في ديسمبر/كانون الأول 2017.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنّ العدد النهائي للقوائم المقبولة لخوض الانتخابات البلدية بلغ 2074 قائمة؛ منها 1055 حزبية، و860 مستقلة، و159 ائتلافية.

وتجاوز العدد الإجمالي للمرشحين 50 ألفًا، 52% منهم دون سن 35 عامًا، يتنافسون على عضوية 350 دائرة بلدية

كما بلغ عدد الناخبين المسجلين 5 ملايين و369 ألفًا، دون احتساب المغتربين، الذين لا تشملهم الانتخابات البلدية.

ومن المقرر أن يعلن عن النتائج الأولية في 7 مايو، والنهائية بعد يومين، كحد أقصى

يشار إلى أن 36 ألف و495 عسكرياً وأمنياً سيدلون بأصواتهم لأول مرة في تاريخ تونس، غدا الأحد.

الأحد, 29 نيسان/أبريل 2018 05:52

اختراق الموساد للسودان!

من جديد تتوتّر العلاقات بين مصر والسودان... هذه المرة وعلى مدار أسبوع كامل، هو الأسبوع الماضي، يتفاقم سوء العلاقات  وتتوتّر، وشائجها، ويأتي التوتّر هذه المرة ممثلاً في الفصل الجديد من فصول أزمة "سد النهضة" الذي نؤكد من الآن أنه سيكون أخطر مهدّد للأمن القومي المصري في عصر السيسي؛ يأتي هذا الفصل متمثلاً في ممالأة  حكومة السودان للنظام الحاكم في أثيوبيا؛ وعدم احترامهما معاً للدعوة الجديدة للاجتماع الثلاثي في القاهرة والتي كان موعدها الجمعة 20/4/2018؛ ولم ترد أو حتي تعتذر كل من أثيوبيا أوالسودان؛ على دعوة سامح شكري وزير خارجية مصر في تصرّف وصفه المراقبون بالجلافة والاستهانة بقيمة ومنزلة مصر مع سوء نيّة مُبيّت للانتقاص المؤكد من حقوقها المائية التي بدأت تتعرّض للخطر من جرّاء امتلاء خزانات سد النهضة، إنه تواطئ سوداني شديد الوضوح، هذا ويجمع المتابعون للملف على أن الموساد الإسرائيلي ليس بعيداً أيضاً عنه، سواء في أثيوبيا... أو السودان...

وهنا الخطر الذي بات يحتاج إلى دقّ للنواقيس مصرياً، بدلاً من دفن الرؤؤس في رمال حُسن النوايا والبلاهة السياسية التي نتعامع بها مع أزمة سد النهضة منذ ست سنوات مضت؛ وفي هذه الأزمة وغيرها من أزمات علاقة مصر بالسودان لا ينبغي لنا أن نستبعد الأدوار الخفية لإسرائيل وأدوارها غير المباشرة في اختراق كل من أثيوبيا والسودان..

ولنفتح ملف قضية الاختراق الإسرائيلي للسودان تحديداً لأن اختراقه لأثيوبيا بات تحصيل حاصل ومؤكّد، لنفتح ملف الموساد في السودان علي اتّساعه وعمقه التاريخي والراهن فماذا تقول الحقائق المرة ؟  

*بداية وعلى مدى الشهور الماضية، وردت أخبار  عن تقارب سوداني – إسرائيلي وعن تصريحات تحبّذ التطبيع مع الكيان الصهيوني ولا تري فيه خطراً أو عاراً، والأمر امتد من حكومة البشير في الخرطوم والتي لم يكفها تورّطها منذ ثلاث سنوات في مذابح وجرائم العدوان على اليمن، ومنها جريمة اغتصاب النساء في اليمن، خدمة للإمارات والسعودية... فتوسّعت في أدوارها المخالفة لعروبتها، لتدعو إلى التطبيع صراحة مع الكيان الصهيوني، ووصل أمر التطبيع إلى  المتمردين في دارفور، وأيضاً  تلك الدولة التي اقتطعت في الجنوب منذ 9/1/2011 وسُميت بـ"جمهورية جنوب السودان"، ولوحظ منذ شهور هروب أعداد من السودانيين من أبناء دارفور إلى الكيان الصهيوني عبر سيناء، واستطاعت أجهزة الأمن المصرية ضبط بعضهم، والبعض الآخر وصل بالفعل إلى تل أبيب. ويسعى الآن إلى إنهاء إجراءات حصوله على الجنسية الإسرائيلية، والسؤال هل الأمر تطبيعاً وعلاقات؟ (بالفعل يمثل مفاجأة)، أم أنه مرتّب جيداً ومنذ فترة؟ وهل هذا الهروب المتتالي للسودانيين نحو إسرائيل، له علاقة خفيّة بوجود إسرائيلي سرّي في المناطق التي أتوا منها وتحديداً من دارفور؟ وما هي  إن صحّ فعلً  جذور هذا الوجود ومخاطره؟

**تساؤلات حاولنا أن نبحث عن إجابة لها فوجدنا كماً هائلاً من المعلومات والأسرار الخطيرة لهذا الدور الإسرائيلي، وتحديداً للموساد، في تلك البلاد الفقيرة والتي يقال إن البترول قد بدأ يتفجّر منها. وأن هذا الوجود للموساد يرتبط بفكرة تطويق البلاد العربية وتحديداً مصر من الجنوب لاحتمالات حروب مستقبلية، وتصبح دارفور، بل وغالب دول جنوب الصحراء وعلى رأسها أثيوبيا وسد النهضة، ساحة كبرى لتصفية الخلافات والصراعات بين إسرائيل والعرب.

فنحن إذن، أمام مخطط أكبر من لاعبيه المحليين، سواء كانوا أهل دارفور أو أهل الحكم في الخرطوم، أو أولئك في الجنوب الذين يتقاتلون الآن على سلطة وثروة في بلد يعاني أهله معاناة شديدة! ولكي نفهم أبعاد هذ المخطط الإسرائيلي  جيداً، لا بد من التنقيب عن بعض المعلومات المفيدة في ملفه الغامض والخطر في آن واحد...

فماذا تقول تلك المعلومات؟، في البداية يحدّثنا التاريخ أن السودان كان من بين الدول المرشّحة لتوطين اليهود قبل فلسطين، فقد قدم اليهودي "واربورت"، الخبير بشؤون الفلاشا عام 1900م، اقتراحاً إلى اللورد "كرومر" في القاهرة بذلك.

***********

وقدّم يهودي آخر هو "أبراهام جلانت" نفس الاقتراح عام 1907م إلى رئيس المنظمة الإقليمية اليهودية وبالتالي، كان السودان محط اهتمام اليهود منذ أكثر من 100 عام، ولكنه تركز بشكل أكبر على الجنوب حيث الأرضية المُهيأة لتحقيق أطماعهم في السيطرة على منابع النيل والإيفاء بوعد إسرائيل الكبرى.

*وقد أدركت الحركة الشعبية لتحرير السودان ذلك جيداً، فتفانت في نسج خيوط التقارب والتعاون معها، وبدأت زيارات زعمائها تتكرّر إلى إسرائيل، واستطاعت إسرائيل أن تدرّب حوالي 20 ألف مقاتل متمرّد على حدود أوغندا الشمالية، وأن تقيم جسراً جوياً إلى مناطق التمرّد في مارس 1994، كما أنه توفد باستمرار خبراءها العسكريين إلى الجنوب، حتى بعد أن قاموا باغتيال جون قرنق رغم علاقاته التاريخية معهم، ولكنهم كانوا يريدون تدمير السودان وإدخاله في حروب وفتن.

***********                                                         

*إن أواصر هذا التعاون تتأكد بصورة أكبر حين نعلم أن من بين قادة التمرد "ديفيد بسيوني" اليهودي الأصل، والذي كان مرشّحاً لرئاسة حكومة الجنوب، التي أعلن عن تكوينها التمرّد في نيسان/ أبريل من العام 2001، بل إن متحف ما يسمّى زوراً وكذباً بمحرقة ضحايا النازية "الهولوكوست" أعلن في نيويورك تضامنه مع الجنوبيين المسيحيين وقال "إنهم يتعرّضون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، وكون لجنة تعرف بـ"لجنة الضمير"، يرأسها اليهودي "جيري فاولر" لهذا الغرض، وأقامت اللجنة معرضاً ملحقاً بالمتحف يصوّر "مآسي حرب الجنوب"، كما يبذل اللوبي اليهودي مع اليمين الديني ضغطاً منظماً على الإدارة الأميركية ومجلس الشيوخ، لتبني مشروع حركة التمرد.

*وفي كتاب وثائقي صدر عام 2002 عن مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب للعميد في المخابرات الإسرائيلية "موشي فرجي" بعنوان "إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان"، يوضح الكاتب أن "بن غوريون" أسس الانطلاقة لفرضية رئيسية أقام عليها الإسرائيليون تعاونهم ودعمهم غير المحدود للأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي.

وقد أصدر بن غوريون أوامره إلى أجهزة الأمن للاتصال بزعامات الأقليات في العراق والسودان وإقامة علاقات مختلفة معها، وقد سبق ذلك إيجاد محطات اتصال في كل من إثيوبيا، أوغندا، كينيا، زائير.

وكان القرار الإسرائيلي بدعم حركات التمرّد وكان جون جارنج صلة الوصل الرئيسية، حيث قُدم له الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي والإعلامي، وانتشرت شبكات الموساد في شمال العراق وجنوب السودان وجمعت المعلومات عن الأوضاع العامة في كل من الحيّزين الجغرافيين، ومعلومات خاصة عن قرنق الحاصل على درجة الماجستير من جامعة "إيفا" في الولايات المتحدة الأميركية.

وقد استمر هذا الدعم الإسرائيلي بكل أنواعه في ظل حكومات، من بيغين ورابين إلى نتنياهو 2018، كما أن ضباطاً من أصل إثيوبي يخدمون في الجيش "الإسرائيلي"، تولّوا مهمة تدريب الجيش الشعبي السوداني وتسليحه، ووُضعوا تحت تصرّف قرنق ومن تلاه من حّكام تلك الجمهورية الوليدة.

************

*ولم يقتصر الدور الإسرائيلي في الجنوب فقط، بل امتد أيضاً إلى دارفور، في هذا السياق نذكر جذور التدخّل استناداً إلى حقائق عدّة منها ما قاله د. مصطفى عثمان إسماعيل وزير خارجية السودان من (1998-2005) في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة عام 2004م، لبحث أزمة دارفور، حيث اتهم إسرائيل صراحة بلعب دور رئيس في تصعيد الأحداث في دارفور، حيث قال "إن المعلومات التي لدينا تؤكد ما تردّد في أجهزة الإعلام من وجود دعم إسرائيلي، وأن الأيام القادمة ستكشف عن الكثير من الاتصالات الإسرائيلية مع المتمردين.

بل إن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة "تسيبي ليفني"، أعلنت بتبجّح في 24/05/2006 م إن حكومتها ستساعد في إيجاد حل للأزمة في اقليم دارفور السوداني، وذلك خلال لقاء جمعها مع عدد من السفراء الأفارقة في تل أبيب حيث ناقشت معهم الأزمة في الإقليم..

ولم تكن الاتهامات لإسرائيل سودانية فقط، فقد كشفت أجهزة الأمن الأردنية عن وجود إثنين من مهرّبي الأسلحة يحملون جوازات سفر إسرائيلية، تبيّن من التحقيقات التي تمت معهما تورّطهما في تهريب أسلحة لمتمرّدي دارفور، وأن من بين المتهمين رجل يعمل بصورة مباشرة مع "داني ياتوم" الإبن الأصغر لمدير الموساد السابق، وهو الذي أدلى بمعلومات مؤكّدة تفيد بتورّطه و"شيمون ناور"، وهو صاحب شركة استيراد وتصدير إسرائيلية، في تهريب أسلحة لإقليم دارفور.

 *********

إن الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي من وراء ذلك الدعم لمتمرّدي دارفور، كما كانت الحال مع متمرّدي الجنوب ولحُكام إثيوبيا وضلوعهم في مخطط سد النهضة، هو انفصال دارفور أولاً، ثم تفتيت السودان وغيره من دول القارة الإفريقية التي تمثل مجتمعة العمق الاستراتيجي لمصر التي لاتريدها إسرائيل قوية مستقرة مكتفية مائياً واقتصادياً، بغضّ النظر عمن يحكمها.

إن الاختراق الإسرائيلي للسودان، جنوبه وشماله شرقه وغربه، بات واضحاً وجلياً، الحقائق بشأنه تترى، وهي تحتاج إلى مواجهة عربية جادة، وإلى قطع الطريق أمام دعوات التطبيع التي تتزايد، والتي يقودها الموساد ويغذّيها، خاصة مع حكومات عربية وإفريقية، ليس فحسب فاقدة للشرعية، بل للحسّ العروبي والإنساني النبيل.

 رفعت سیداحمد

بحث خبراء سياسيون اليوم السبت، في جلسة تابعة لـ "منتدى الجزيرة الثاني عشر" بالعاصمة القطرية الدوحة، حصيلة الأزمة الخليجية بعد مرور عام عليها.

جاء ذلك ضمن فعاليات منتدى الجزيرة الذي حمل عنوان "الخليج )الفارسي)والعرب والعالم في سياق التطورات الجارية"، بمشاركة نخبة من القادة والسياسيين والمثقفين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم.

فيما حملت الجلسة الخاصة عنوان "عام على الأزمة الخليجية مساراتها وحصيلتها".

وبدأت الأزمة الخليجية في 5 يونيو / حزيران 2017، حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها "إجراءات عقابية" بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.

وقال ماجد الأنصاري أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، "منطقة الخليج)الفارسي) مستقرة مقارنة مع من حولها كمنطقة الشام، لكنها مرت بأزمات كثيرة استطاعت بمنظومتها السياسية والاجتماعية التحكم بها وحلها".

وأضاف الأنصاري أنه "بسبب الأزمة الخليجية وضعف قرار المملكة العربية السعودية، وجدت بعض القوى (لم يحددها) فرصة لها لزيادة نفوذها في المنطقة".

من جهته، رأى فيصل أبو صليب، أستاذ مشارك في العلوم السياسية في جامعة الكويت، أن الأزمة الخليجية غير مسبوقة، "لأنها تعدت المسار السياسي الرسمي إلى الشعوب، وأحدثت شرخا لا يمكن أن يعالج بشكل سريع".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن "محاولة عزل قطر عن محيطها الإقليمي، لم تنجح بسبب قوة العلاقات القطرية السياسية والتجارية على المستوى العالمي".

واستدرك قائلا "لكن تم تحجيم دور قطر على المستوى الإقليمي، بسبب انشغالها بمعالجة آثار الحصار وأمنها القومي".

من ناحية أخرى، اعتبر عبد الله الغيلاني الأكاديمي المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، أن "هناك استهدافا جوهريا للسيادة القطرية".

وأضاف أنه "لا تزال هناك مراهنة من دول الحصار على الاستنزاف التدريجي للتحول والاستجابة".

وتابع، رغم وجود أزمات حدودية في الماضي، إلا أنها لم تشهد هذا المستوى من قبل.

اكد وزراء خارجية ايران وروسيا وتركيا في ختام اجتماعهم في موسكو على استمرار التعاون للقضاء التام على داعش وجبهة النصرة وباقي التنظيمات الارهابية المرتبطة بالقاعدة او داعش في سوريا.

اصدر وزراء خارجية ايران (محمد جواد ظريف)، روسیا (سيرغي لافروف)، وتركيا (مولود جاويش اوغلو) باعتبارها الدول الضامنة لعملية آستانا في ختام اجتماعهم الثاني في موسكو اليوم السبت حول التطورات على الساحة السورية بيانا مشتركا يتكون من 12 بندا.

واكد البيان المشترك مجددا على التزام الدول الثلاث بسيادة واستقلال ووحدة الاراضي السورية، والالتزام باهداف ومبادئ ميثاق الامم المتحدة، وشدد على ضرورة احترام الجميع لهذه المبادئ.

کما شدد البيان على عزم الدول الثلاث على تعزيز التعاون الثلاثي على اساس البيانات المشتركة الصادرة عن رؤساء ايران وروسيا وتركيا بتاريخ 22 نوفمبر 2017 و4 ابريل 2018.

واشار البيان الى توافق الوزراء الثلاثة على مضاعفة الجهود المشتركة لتسهيل التوصل الى تسوية سياسية في سوريا وفق الآفاق التي حددها قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254 والاستفادة الكاملة من الآليات المتعددة المهام لصيغة آستانا.

واشاد البيان الى كفاءة صيغة آستانا باعتبارها العملية الدولية الوحيدة التي استطاعت عن طريق الجهود المشتركة في مكافحة الارهاب، من تقليل حدة العنف وتوفير الظروف المساعدة لتسوية سياسية ومن بينها تسهيل اجراء الحوار السوري السوري الشامل والمساعدة على تحسين الاوضاع في سوريا، حيث اتفق الوزراء الثلاثة على عقد المؤتمر الدولي القادم حول سوريا في شهر حزيران /يونيو 2018 في آستانا.

واكد البيان المشترك على اهمية دور عملية آستانا في ضمان التقدم الحقيقي في التوصل الى حل سياسي في سوريا عن طريق عملية شاملة واقامة انتخابات حرة ونزيهة بقيادة وادارة السوريين والمبنية على الارادة الحرة للشعب السوري بحيث تؤدي الى صياغة دستور لصالح الشعب السوري وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة جميع السوريين المؤهلين تحت إشراف الأمم المتحدة، وفي هذا السياق ستعقد مشاورات مشتركة ومنتظمة بين ممثلي ايران وروسيا وتركيا مع المبعوث الاممي الخاص في شؤون سوريا من اجل الاسراع في عقد اجتماع لجنة الدستور في جنيف على اساس توصيات مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي وبالتنسيق مع الدول الثلاث الضامنة.

واعلن وزراء خارجية الدول الثلاث عزمهم على استمرار التعاون من اجل القضاء التام على داعش وجبهة النصرة وجميع الافراد والجماعات والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة او داعش في سوريا والتي تم تعريفها من قبل مجلس الامن الدولي، وإعادة تأكيد نجاح جهودهم الجماعية في مكافحة الإرهاب، وطلب البيان من جميع الجماعات المسلحة المعارضة قطع ارتباطاتها بشكل كامل مع الجماعات الارهاية الآنفة الذكر.

كما أكد البيان المشترك على تظافر الجهود من اجل تقليل حدة التوتر، والالتزام بالحفاظ على اتفاق وقف اطلاق النار والذي ساهم بشكل مؤثر في تراجع اعمال العنف على الصعيد الميداني وتقليل المعاناة الانسانية.

ورفض البيان الوزاري جميع محاولات خلق حقائق جديدة في الميدان بحجة مكافحة الإرهاب، واعرب عن عزمه المبنى على مواجهة الاجراءات التي تستهدف تقويض السيادة السورية ووحدة اراضيها وزعزعة الامن القومي للدول المجاورة.

وادان البيان اي شكل من اشكال استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، مطالبا اجراء تحقيق فوري ومهني في اي تقرير بهذه الشأن وفقا لمعاهدة حظر انتشار وانتاج وتخزين واستخدام الاسلحة الكيمياوية، وتدميرها من قبل منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية باعتبارها المرجعية الدولية الرئيسية المعنية للتأكد من استخدام الاسلحة الكيمياوية.

وشدد البيان على استمرار المساعي المشتركة من اجل المحافظة على سلامة المدنيين وتحسين الاوضاع الانسانية عن طريق تسهيل وصول المساعدات الانسانية بشكل سريع وآمن وبدون اية قيود الى جميع المحتاجين في انحاء سوريا، وتنفيذ آليات لبناء الثقة بين اطراف الازمة وكذلك المساعدة على تطبيع الاوضاع في جميع انحاء سوريا، ومنها تهيئة الظروف لعودة النازحين في الداخل والخارج الى مناطقهم.

ورحب البيان باقتراح  الجمهورية التركية بشأن عقد الاجتماع الثاني لمجموعة تحرير المعتقلين والمختطفين، وتسليم جثث القتلى والتعرف على المفقودين، في تركيا في المستقبل القريب.

ودعا البيان، المجتمع الدولي وقبل كل شيء الامم المتحدة ومؤسساتها الانسانية الى مضاعفة مساعداتها الى سوريا لصالح جميع السوريين، ومن بين ذلك تسهيل عمل فرق ازالة الالغام، واعادة احياء البنى التحتية الاساسية، والمرافق الاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على التراث التاريخي.

رأى تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم السبت، أن إيران تدرك تبعات أي ضربة توجهها إلى إسرائيل، ومع ذلك فإن الأخيرة تستعد لمثل ذلك السيناريو بشكل كبير، مع جهلها كيف ومتى تأتي تلك الضربة.

وأوضح التحليل أن خيارات طهران متعددة في الرد على مقتل 7 من ضباطها، بينهم مسؤول عن مشروع للطائرات دون طيار، في غارة إسرائيلية على مطار "التيفور" العسكري وسط سوريا، في 9 أبريل / نيسان الجاري.

ومن بين تلك الخيارات، بحسب الصحيفة، أن ينفذ الضربة "حزب الله" عبر الحدود اللبنانية، أو أن تأتي على شكل صواريخ طويلة المدى تطلقها إيران من أراضيها، أو من خلال استهداف مصالح إسرائيلية في الخارج.

إلا أن التحليل يستبعد الخيار الأول، في ظل الاستحقاق الانتخابي الذي يشهده لبنان في 6 مايو / أيار المقبل، وتبعاته، حيث سيتم انتخاب برلمان جديد، وربما فضل حزب الله في هذه الفترة عدم الظهور أداة في يد إيران.

أما بشأن إطلاق صواريخ بشكل مباشر تجاه إسرائيل، فإن ذلك سيثبت ادعاءات خطورة المشروع الصاروخي الإيراني، ويزيد الضغوط الدولية على طهران، خصوصا في ظل التهديد الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي، ومطالبة واشنطن بتعديله ليشمل مشروع الصواريخ الباليستية، وتدخلات إيران في الشرق الأوسط.

وترى الصحيفة أن الجبهة السورية هي الخيار الأمثل بالنسبة إلى إيران في هذه المرحلة، وهو ما يفسر التأهب الإسرائيلي الكبير على الحدود مع الجولان، وعمل قيادة أركان الجيش على تصميم كافة سيناريوهات الحرب المحتملة.

ويواجه ذلك الاحتمال مخاوف طهران من فقدان نفوذها في سوريا، وتمكن إسرائيل من حشد الدعم الدولي لإنهائه إثر أي ضربة من ذلك النوع.

وعن الدور الروسي لضبط الأوضاع على تلك الجبهة، تقول "هآرتس" إن تل أبيب لا تثق بموسكو، إذ أن للأخيرة حساباتها الخاصة في المنطقة، على حد تعبيرها.

ومؤخرا، تبادل الجانبان التهديدات إثر قرار روسيا تزويد نظام الأسد بمنظومة "إس ـ 300" المضادة للطائرات، وإعلان إسرائيل أنها ستقصفها أثناء نقلها إلى موقع تمركزها في سوريا.

أقفل صناديق الاقتراع  في 6 دول عربية، كإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من عملية تصويت اللبنانيين في الخارج والتي تجري لأول مرة في تاريخ لبنان، تجاوزت نسبة الاقتراع الـ 65 في المئة. 

وبحسب إحصاءات وزارة الخارجية، فإن نحو 12ألف مُغترب أدلوا بأصواتهم في 32 قلم إنتخابي موزعة في الدول العربية على الشكل التالي: الإمارات (5166 ناخب)، السعودية (3186 ناخب)، الكويت (1878 ناخب)، قطر (1832 ناخب)، عُمان (296 ناخب)، مصر (257 ناخب).

عمليات الاقتراع نقلت مباشرة على الهواء عبر غرفة عمليات مركزية تمّ انشاؤها في مقر وزارة الخارجية في العاصمة بيروت، بوجود ممثلين عن الهيئات الرقابية المحلية والدولية.

وشهدت الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، المحطة الأولى في هذا الإقتراع التاريخي الذي يمارسه المنتشرون اللبنانيون ممن تسجلوا للإدلاء بأصواتهم في الخارج في ست دول عربية.

ويبلغ عدد الناخبين في أقلام الاقتراع في الدول العربية الست: 12615 ناخباً من أصل 82970.

عمليات الاقتراع جرت بإشراف السفراء والقناصل اللبنانيين في تلك الدول بالتنسيق بين وزارتي الخارجية والداخلية على أن تنقل المغلفات وأوراق الإقتراع إلى المصرف المركزي اللبناني في بيروت، ويصار إلى حقظها للسادس من أيار / مايو المقبل موعد إجراء الإنتخابات في لبنان، ومن ثم يصار إلى فرزها في لجان القيد، وتضاف إلى النتائج بحسب الدوائر الإنتخابية الـ15 التي أقرّها القانون الإنتخابي.

وأعرب وزير الخارجية جبران باسيل عن إرتياحه لإنطلاق عملية إقتراع المغتربين للمرة الأولى في لبنان، وقال إن "تجربة الانتخابات جديدة علينا كوزارة خارجية والموظفون بتصرف الداخلية وينفذون ما هو مطلوب منهم والمغتربون يشاركون بصنع مستقبل لبنان من خلال مشاركتهم بالاقتراع".

وفي حديث قال باسيل "نعمل على تأمين وسائل الشفافية والاطلاع على العملية من خلال مواكبة اقتراع المغتربين بشكل مباشر".

ودعا باسيل الجميع "للمشاركة في الانتخابات مهما كانت الصعوبات"، مشيراً إلى أن "لبنان المقيم يتلاحم مع لبنان المغترب".

وعن أهمية هذه العملية رأى أنها "استعادة اللبنانيين في الخارج للبنان وللبنانيتهم وهذا هو الأساس والباقي تفاصيل انتخابية نتابعها".

وعن التنسيق مع وزارة الداخلية، قال "كل الآلية لإجراء الانتخابات وضعتها وزارة الداخلية ونحن ننفذ ما هو مطلوب منا.. نحن نتابع كل سفارتنا في الخارج، والسفراء والديبلوماسيون يقومون بالعمل الذي زودتهم به وزارة الداخلية بدءاً من العازل وصولاً إلى الأوراق.. نحن اليوم موظفون لدى الداخلية، ونعم أنا موظف لدى جميع اللبنانيين في النهاية أنا أقبض مالاً منهم".

وأشار وزير الخارجية إلى أن "الدولة تعاقدت مع شركة البريد السريع وهي مسؤولة بشكل كامل عن صناديق الاقتراع بعد تسلمها ونقلها إلى المطار حيث يتسلمها فريق شكل من وزارتي الداخلية والخارجية تمهيدا لنقلها إلى مصرف لبنان".

هذا ويقترع اللبنانيون المنتشرون في بقية العالم يوم الأحد المقبل، أي قبل أسبوع من إنطلاق الإنتخابات البرلمانية على الأراضي اللبنانية.

ويذكر أن أرقام المُسجّلين من المغتربين للمشاركة في الإستحقاق الإنتخابي جاءت متواضعة مقارنة مع أعداد اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم حيث تسجل فقط نحو 82 ألفاً من أصل ملايين اللبنانيين المغتربين، وذلك رغم التسهيلات اللوجستية والمادية التي منحتها وزارة الخارجية للمغتربين.