
Super User
غارات إسرائيلية على غزة وارتفاع عدد شهداء "جمعة الشباب الثائر
تعرّض قطاع غزة لسلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق غرب دير البلح يأتي ذلك بعد استهدافها قاربين في ميناء غزة بصاروخين كان قد تمّ تجهيزهما لاستقبال سفن كسر الحصار.
وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن القصف استهدف موقعاً لحركة حماس.
هذا وإتّهم مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل بإطلاق أكاذيب في مجلس الأمن الدوليّ تتعلّق بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة .
منصور وجّه تحدّياً لهما بالقبول بلجنة تحقيق دولية مستقلة محايدة للنظر في ما يحدث بناء على طلب كلّ من الأمين العامّ للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبيّ .
يأتي ذلك بعد "جمعة الشباب الثائر في يوم الجمعة الخامس لمسيرات العودة الكبرى على حدود قطاع غزة، ورفع المشاركون أعلام فلسطين وأحرقوا الإطارات المطّاطية عند الشريط الحدوديّ، كما نُصبت الخيام مسافة 50 متراً على طول السلك الفاصل استعداداً للمسيرة الكبرى منتصف الشهر المقبل.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت استشهاد 4 فلسطينيين، كما أعلنت أن إجمالي الإصابات بلغ 168، منها 85 إصابة تعاملت معها المستشفيات و83 تعاملت معها النقاط الطبية، مشيرةً إلى أن الفلسطينيين المصابين استهدفوا بالرصاص الحي والرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع.
.. إصابة عدد من الشباب بالاختناق من قنابل الغاز التي أطلقها الاحتلال على المشاركين في فعاليات على الحدود الشرقية لقطاع
وأفاد مراسلون بأن قوات الاحتلال بدأت تطلق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين عند الشريط الشائك في قطاع غزة.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية عن قيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف قاربين في ميناء غزة بصاروخين ولم ينتج عنه إصابات، فيما أفاد مراسل الميادين بسماع أصوات انفجارات هزت المناطق الغربية لدير البلح وسط قطاع غزة، ناتجة عن غارات إسرائيلية.
فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش الإسرائيلي قيامه بمهاجمة موقع لحركة حماس في غزة.
الاعتداءات الإسرائيلية استهدفت أيضاً الطواقم الطبية والإعلامية المشاركة في مسيرة العودة، حيث تعرضت مراسلة الميادين في غزة الزميلة لنا شاهين لحالة إغماء جراّء استخدام الغازات السامة من قبل سلطات الاحتلال، وقد تعافت بعد تقديم الإسعافات اللازمة لها.
مراسلنا من منطقة خان يونس أشار إلى أن قوات الاحتلال استحدثت عدداً من الثكنات العسكرية المقابلة لمخيمات العودة عند الحدود مع القطاع.
من جهتها، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة "هذه أرضنا ولن نتركها رغم الاعتداءات"، مؤكدةً أن الاعتداءات الإسرائيلية لن تنال من المقاومة ولا من إرداة القتال لدى الفلسطينيين.
كما لفتت أبو دقة "نحن نُقتل بسلاح أميركي وبريطاني وما يجري في سوريا والعراق واليمن تتمة لما يجري في فلسطين".
وكالة معاً الإخبارية الفلسطينية أفادت من جهتها بأن الشبان الفلسطينيين أحدثوا صباح أمس الجمعة ثغرة في السياج الفاصل شرق مخيم العودة شرق جباليا شمال قطاع غزة.
وذكرت الوكالة أن ثلاثة شبان على الأقل وصلوا إلى السياج الفاصل، وبدأوا بقصه وتمكّنوا من العودة بعد إحداث ثغرة فيه.
ولادة علي بن الحسين الأكبر(ع) (11/ شعبان/ السنة 33 هـ)
ولد علي الأكبر(ع) في الحادي عشر من شعبان سنة (33 هـ)، وقيل 41 أو 35، والأصح ما قدمناه([1])، أبوه الإمام أبو عبد الله الحسين(ع) ، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وكانت أمها ميمونة بنت أبي سفيان أخت معاوية، وعمة يزيد، ولهذا عرض عليه الأمان لمّا برز للقتال، رعاية لرحمه من يزيد بن معاوية، غير أنه رفضه وقال: «إن قرابة رسول الله(ص) ، أحقّ أن ترعى»([2]).
يكنّى بأبي الحسن، ويلقّب بـ (الأكبر) تمييزاً له عن أخيه علي الأصغر(ع) ، وهو الإمام زين العابدين(ع) ، الذي كان يصغره بعدة سنوات([3]).
كان (ع) من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خلقاً، كان يشبه جده رسول الله(ص) ، في الخَلق والخُلق والمنطق([4])، كما ورد ذلك عن أبيه الحسين(ع) .
الظاهر أنه (ع) لا عقب له، إذ لا يوجد ما يؤكّد زواجه، وإن ما ورد في بعض زياراته تخصيصه وأولاده بالسلام، ولعله من زيادة النسّاخ، والله العالم بالحال([5]).
استشهد (ع) مع أبيه الحسين(ع) في كربلاء، وكان أول شهيد فيها من بني هاشم([6]).
فضائل علي الأكبر(ع) :
1- أخلاقه الرفيعة:
لما طلب علي الأكبر(ع) من أبيه الرخصة في القتال، وخرج إلى الميدان، رفع الحسين رأسه إلى السماء وقال: «اللهم اشهد على هؤلاء القوم، فإنه قد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه»([7]).
إن ما ذكره الحسين(ع) من حسن خُلق علي(ع) ، ومنطقه إلى درجة كان في ذلك أشد الناس شبهاً برسول الله(ص) ، تُعد شهادة من المعصوم، الذي لا ينطق إلاّ حقاً وصدقاً في حق علي(ع) .
وقد قال الله في حق نبيه (ص) ، : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)([8])، وكان علي الأكبر شبيهاً لجده المصطفى (ص) ، في ذلك الخلق الذي امتدحه به ربه.
2- الإيمان الواعي العميق:
كان علي الأكبر(ع) يتمتع بأعلى مستويات الوعي الإيماني، فقد جرى حوار بين الإمام الحسين(ع) وابنه الأكبر، وذلك بعد أن علم الحسين وصحبه ما جرى على مسلم بن عقيل في الكوفة.
سمع الأكبر أباه الحسين يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين.
سأله علي عن استرجاعه، فقال له الحسين(ع) : إني خفقت برأسي فعنَّ لي فارس وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا.
فقال علي الأكبر: لا أراك الله سوءاً ألسنا على الحق؟ فقال الحسين: بلى والذي إليه مرجع العباد. فقال علي (ع) : إذن لا نبالي أن نموت محقين، فقال الحسين: جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده([9]).
فنظرية علي في هذه الوثيقة التاريخية واضحة بالنسبة للحياة والممات، حيث أن الممات على الحق لا ضير فيه ما دام على الحق، فعلي(ع) لا ينظر إلى أنه يموت أو يحيى، وإنما كان معيار تفكيره وميزان عقله الحق، وجادته، وما دام هو على جادة الحق فلا يبالي أجاءه الموت، أو قدم بنفسه إلى الموت.
([2]) واقعة كربلاء في الوجدان الشعبي: 118.
([6]) أعيان الشيعة 8: 206، ومقاتل الطالبيين: 80.
تقوى الله وانفتاح أبواب الفرج
من أبرز الآيات التي تتحدث عن تقوى الله عز وجل، وأثر ذلك في حياة الإنسان، آية "ومن يتق الله..." في سورة الطلاق، حيث إن هذه الآية المليئة بمداليل التوحيد الأفعالي، والتي في قراءتها والتأمل بها حياة قلوب المتألمين والمهمومين في هذه الحياة الدنيا، تربط بين تقوى الله تعالى وبين انفتاح أبواب الفرج وتسهيل الأمور ووصول الرزق غير المحتسب.
ويتعرض السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان لهذه الآية في تفسيره، ويبين بالدقة ما هي التقوى التي توجب تحقق ما رُبط بها من نتائج بحال أتى بها الإنسان على الوجه المطلوب. يقول قدس سره:
بالنظر إلى إطلاق آية سورة الطلاق في نفسها مع الغض عن السياق الذي وقعت فيه فقوله: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" مفاده أن من اتقى الله بحقيقة معنى تقواه، ولا يتم ذلك إلا بمعرفته تعالى بأسمائه وصفاته ثم تورعه واتقاؤه بالاجتناب عن المحرمات وتحرز ترك الواجبات خالصا لوجهه الكريم، ولازمه أن لا يريد إلا ما يريده الله من فعل أو ترك، ولازمه أن يستهلك إرادته في إرادة الله فلا يصدر عنه فعل إلا عن إرادة من الله. ولازم ذلك أن يرى نفسه وما يترتب عليها من سمة أو فعل ملكاً مطلقا لله سبحانه يتصرف فيها بما يشاء وهو ولاية الله يتولى أمر عبده فلا يبقى له من الملك بحقيقة معناه شئ إلا ما ملكه الله سبحانه وهو المالك لما ملكه والملك لله عز اسمه. وعند ذلك ينجيه الله من مضيق الوهم وسجن الشرك بالتعلق بالأسباب الظاهرية "ويجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، أما الرزق المادي فإنه كان يرى ذلك من عطايا سعيه والأسباب الظاهرية التي كان يطمئن إليها وما كان يعلم من الأسباب إلا قليلا من كثير كقبس من نار يضئ للانسان في الليلة الظلماء موضع قدمه وهو غافل عما وراءه، لكن الله سبحانه محيط بالأسباب وهو الناظم لها ينظمها كيف يشاء ويأذن في تأثير ما لا علم له به من خباياها. وأما الرزق المعنوي الذي هو حقيقة الرزق الذي تعيش به النفس الانسانية وتبقى فهو مما لم يكن يحتسبه ولا يحتسب طريق وروده عليه.
وبالجملة هو سبحانه يتولى أمره ويخرجه من مهبط الهلاك ويرزقه من حيث لا يحتسب، ولا يفقد من كماله والنعم التي كان يرجو نيلها بسعيه شيئا لأنه توكل على الله وفوض إلى ربه ما كان لنفسه "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" دون سائر الأسباب الظاهرية التي تخطئ تارة وتصيب أخرى "إن الله بالغ أمره" لأن الأمور محدودة محاطة له تعالى و"قد جعل الله لكل شئ قدرا" فهو غير خارج عن قدره الذي قدره به. وهذا نصيب الصالحين من الأولياء من هذه الآية. وأما من هو دونهم من المؤمنين المتوسطين من أهل التقوى النازلة درجاتهم من حيث المعرفة والعمل فلهم من ولاية الله ما يلائم حالهم في إخلاص الايمان والعمل الصالح وقد قال تعالى وأطلق: "والله ولي المؤمنين" آل عمران: 68، وقال وأطلق: "والله ولي المتقين" الجاثية: 19. وتدينهم بدين الحق وهي سنة الحياة وورودهم وصدورهم في الأمور عن إرادته تعالى هو تقوى الله والتوكل عليه بوضع إرادته تعالى موضع إرادة أنفسهم فينالون من سعادة الحياة بحسبه ويجعل الله لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، وحسبهم ربهم فهو بالغ أمره وقد جعل لكل شئ قدرا. وعليهم من حرمان السعادة قدر ما دب من الشرك في إيمانهم وعملهم وقد قال تعالى: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" يوسف: 106، وقال وأطلق: "إن الله لا يغفر أن يشرك به" النساء: 48. وقال: "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا" طه: 82، أي لمن تاب من الشرك وقال وأطلق: "واستغفروا الله إن الله غفور رحيم" المزمل: 20. فلا يرقى المؤمن إلى درجة من درجات ولاية الله إلا بالتوبة من خفي الشرك الذي دونها. والآية من غرر الآيات القرآنية وللمفسرين في جملها كلمات متشتتة أضربنا عنها.
ثم يستعرض صاحب الميزان مجموعة من الروايات المتعرضة لهذه الآية، نذكر بعضاً منها:
عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا: من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية. قال: أتلوت كتاب الله عز وجل؟ "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" وقال: " ولئن شكرتم لأزيدنكم " وقال: "ادعوني أستجب لكم".
عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" قال: في دنياه.
عن سالم بن أبي الجعد قال: نزلت هذه الآية: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" في رجل من أشجع أصابه جهد وبلاء وكان العدو أسروا ابنه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اتق الله واصبر، فرجع ابن له كان أسيرا قد فكه الله فأتاهم وقد أصاب أعنزا فجاء فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي لك.
* آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي (قدسره) - بتصرّف
خصائص المجتمع المهدويّ
إنّ المجتمع المهدويّ هو ذلك العالم الّذي يأتي فيه إمام الزّمان ليصلحه، وهو المجتمع نفسه الّذي ظهر من أجله جميع الأنبياء (عليهم السلام)، أي أنّ كلّ الأنبياء كانوا مقدّمة لذلك المجتمع الإنسانيّ المثاليّ، والّذي سيتحقّق في نهاية الأمر بواسطة وليّ العصر المهديّ الموعود(عج). مثل بناءٍ شامخٍ، يأتي شخصٌ فيُسطّح الأرض ويُزيل منها الأشواك والعوائق، ثمّ يأتي شخصٌ آخر من بعده ويصنع فيها الأسس، ثمّ يأتي شخصٌ آخر ليضع فيها الأعمدة والأركان، وهكذا شخصٌ بعد آخر، يأتون لعمارة الجدران، حتّى يصل هذا القصر المرتفع، وهذا البنيان الرفيع إلى شكله النهائيّ. لقد جاء الأنبياء الإلهيّون، ومنذ بداية تاريخ البشريّة، واحدًا بعد آخر، من أجل أن يُقرّبوا المجتمع والبشريّة خطوةً خطوة نحو ذاك المجتمع المثاليّ وذاك الهدف النهائيّ. لقد نجح الأنبياء جميعهم، ولم يفشل أيّ واحدٍ من رسل الله على هذه الطريق، وفي هذا المسير. لقد كان حملًا على عاتق هؤلاء المأمورين الشّامخين، وكلّ واحدٍ منهم تقدّم به خطوةً نحو المقصد والهدف النهائيّ، وسعوا بكلّ جهدهم من أجل القيام بهذا العمل. وعندما كانوا يصلون إلى آخر حياتهم، كان هناك من يأتي من بعدهم ليضع هذا الحمل على عاتقه، ويتقدّم به مسافةً أخرى، مقتربًا بذلك من ذلك الهدف. ووليّ العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف هو وارث الأنبياء الإلهيّين جميعهم، فعندما يأتي ستكون الخطوة الأخيرة على طريق إيجاد ذلك المجتمع الإلهيّ.
ولو أنّنا دقّقنا في الكتب الإسلاميّة وفي المصادر الإسلاميّة الأساس، للاحظنا خصائص ذلك المجتمع جميعها.
فدعاء النّدبة، مثلا، يذكر خصائص ذلك المجتمع. فعندما يقول: "أين معزّ الأولياء ومذلّ الأعداء" فذلك المجتمع هو مجتمعٌ يكون فيه أولياء الله أعزّاء، وأعداء الله أذلّاء، أي أنّ القيم والمعايير الحاكمة في ذلك المجتمع تكون هكذا. "أين المُعَدُّ لإقامة الحدود"1، ففي هذا المجتمع تُطبَّق الحدود الإلهيّة وتُراعى كلّ الحدود الّتي عيّنها الله تعالى والإسلام في مجتمع إمام الزمان.
إنّ إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف يبني مجتمعه على هذه الأسس والخصائص:
1- إزالة الظّلم والطّغيان، وتحقيق العدالة:
لا ينبغي أن يكون في هذا المجتمع الّذي يكون في زمان وليّ العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، أيّ ظلمٍ وجور، فلن يكون أيّ ظلمٍ اقتصاديّ أو سياسيّ أو ثقافيّ، أو أيّ نوعٍ آخر في ذلك المجتمع. يجب اقتلاع كلّ الاختلافات الطبقيّة، وكلّ أنواع التمييز وعدم المساواة والتسلّط والهيمنة. ورد في الروايةٍ: "القائم منّا منصورٌ بالرّعب، مؤيَّدٌ بالنّصر، تُطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب"، ما يعني أنّ كلّ الحكومات الظّالمة والأجهزة الجائرة ستكون مرعوبةً منه.
في روايةٍ أخرى أيضًا: "إذا قام قائمنا اضمحلّت القطائع، فلا قطائع"2، فتلك القطائع الّتي تمنحها الحكومات المستكبرة في العالم لأتباعها وحلفائها، وذلك الكرم الحاتميّ الّذي يحصل من جيوب الشّعوب، سوف يتوقّف تمامًا في العالم. وقد كانت القطائع في الماضي بشكلٍ، وهي اليوم بشكل آخر. كانت في الماضي بحيث إنّ الخليفة أو السّلطان يمنح أرضًا أو صحراء أو قريةً أو مدينةً أو حتّى ولايةً لشخصٍ ما، فيقول له اذهب هناك وافعل ما يحلو لك فيها، خذ من أهلها الجبايات والخراج، واستعمل مزارعها واستفد منها، وكلّ فائدة مادّية هي لك، وكان عليه طبعًا أن يعطي السّلطان حظّه. واليوم، هي بصورة الاحتكارات النّفطيّة والتجاريّة والصّناعيّة والفنّية المختلفة، وكلّ هذه الصّناعات الكبرى وهذه الاحتكارات الّتي جعلت الشعوب مسكينةً، هي في الواقع في حكم القطائع الّتي أُشير إليها، وفيها كانت تُمارس كلّ أنواع الرّشاوى والمحاباة. إنّ هذا البساط الّذي يقتل البشر ويقضي على الفضيلة سوف يُطوى، وسوف توضع أسباب الاستفادة والنّفع بيد النّاس جميعهم.
وفي روايةٍ أخرى ناظرة إلى الوضع الاقتصاديّ يقول: "ويسوّي بين النّاس حتّى لا ترى محتاجاً إلى الزكاة"3، ما يعني أنّه لن يبقى هناك أيّ فقير يحتاج إلى زكاة أموالكم، وبالطّبع سيكون لهذه الزّكاة مصرفها في الأمور العامّة، لا للفقراء، لأنّه لن يبقى هناك أيّ فقير. ومثل هذه الرّوايات ترسم الجنّة الإسلاميّة والعالم الواقعيّ. وليس هذا الأمر مشابهًا لتلك المدن الفاضلة الّتي صنعها بعضٌ في خيالاتهم وأوهامهم، كلّا.
2- الارتقاء بمستوى الفكر البشريّ:
المقصود بالإرتقاء على المستويين العلميّ الإنسانيّ والمعارف الإسلاميّة. ففي زمن وليّ العصر، لن يوجد في العالم كلّه، أيّ أثرٍ للجهل والأميّة والفقر الفكريّ والثقافيّ. هناك يتمكّن النّاس من معرفة الدّين معرفة صحيحة، وقد كان هذا من الأهداف الكبرى للأنبياء، وقد أشار إليه أمير المؤمنين عجل الله تعالى فرجه الشريف، في خطبة نهج البلاغة الشريفة: "...ويثيروا لهم دفائن العقول..."4. لقد جاء في رواياتنا أنّه عندما يظهر وليّ العصر، فإنّ المرأة تجلس في بيتها، وتفتح القرآن، وتستخرج منه حقائق الدّين، وتفهمها. فماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أنّ مستوى الثّقافة الإسلاميّة والدّينيّة يرتقي إلى درجة أنّ الأفراد جميعهم، وأبناء المجتمع كلّهم، والنّساء اللواتي لا يشاركن في ميدان الاجتماع، على سبيل الفرض، ويبقين في بيوتهنّ، فإنّهنّ يتمكّنّ من أن يصبحن فقيهات وعارفات بالدّين، فيتمكّنّ من فتح القرآن وفهم حقائق الدّين بأنفسهنّ. المجتمعٍ المهدويّ يكون فيه الجميع ـ نساءً ورجالًا - وعلى المستويات كافّة، قادرين على فهم الدّين والاستنباط من الكتاب الإلهيّ، فكم سيكون هذا المجتمع نورانيًّا، ولن يبقى فيه أيّ نقطة ظلام وظلمانيّة. فهذه الاختلافات كلُّها في وجهات النّظر والتحليل، لن يبقى لها أيّ أثرٍ في ذلك المجتمع.
3- إستخراج القوى والطاقات الطبيعية جميعها:
القوى الطّبيعيّة جميعها والطّاقات البشريّة كلّها في حالة انبعاثٍ، فلا يبقى أيّ شيءٍ في باطن الأرض لا يستفيد منه البشر. فهذه الإمكانات الطّبيعيّة المعطّلة كلّها، وهذه الأراضي الّتي يمكن أن تُغذّي الإنسان كلّها، وهذه الطّاقات والقوى الّتي لم تُكشف بعد كلّها، كتلك الطّاقات الّتي بقيت عبر قرون التّاريخ، كالقدرة النوويّة والطّاقة الكهربائيّة، كانت، وعبر قرون عمر هذا العالم، في باطن الطّبيعة، ولم يكن البشر يعرفونها، ثمّ بعد ذلك قاموا باستخراجها بالتّدريج. فالطّاقات والإمكانات اللامتناهية كلّها الموجودة في باطن الطّبيعة هي من هذا القبيل، وسوف تُستخرج في عصر إمام الزمان.
ورد في الرواية أنّه "تُطوى له الأرض"، أي أنّها ستكون بيده، وفي قبضة قدرته. وتظهر تلك الكنوز، وتبلغ سلطته مشرق العالم ومغربه.
"فلا يبقى خرابٌ إلّا قد عم"5، أي أنّ هذه السّلطة سوف تُنفَق في عمارة الأرض، لا في السّيطرة على ثروات البشر وفي استضعافهم. وفي نقاط العالم كلّها لن يبقى أيّ نقطةٍ من الخراب إلّا وستُعمّر، سواءٌ كانت خرابات حصلت على أيدي البشر أو بسبب جهلهم.
4- جعل الأخلاق والفضيلة محوراً للمجتمع:
إنَّ المحور في عصر إمام الزمان هو محور الفضيلة والأخلاق. فكلّ من كان صاحب فضيلة أخلاقيّة أكثر، سيكون مقدّمًا وسبّاقًا.
هناك رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه السلام يقول فيها: "حتى إذا قام القائم، جاءت المزايلة، وأتى الرجل إلى كيس أخيه، فيأخذ حاجته، فلا يمنعه"6، وهي إشارة إلى أخلاق المساواة بين البشر، وإلى الإيثار. وتُبشّر هذه الرّواية بنجاة البشر من تسلّط البخل والحرص الّذي كان أكبر سببٍ لشقاء البشريّة. وهذا في الحقيقة علامةٌ على ذلك النّظام الإسلاميّ السالم أخلاقيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا في ذلك الزّمان. فلا يوجد أيّ قهرٍ وإجبارٍ في البين، بل إنّ البشر أنفسهم ينجون من البخل الإنسانيّ والحرص البشريّ، وستتحقّق مثل هذه الجنّة الإنسانيّة.
إنّ كلّ تلك الشّعارات الإسلاميّة هي جميعًا قابلة للتّطبيق، ونحن في الجمهورية الإسلاميّة نشعر أنّ هناك قدرة وقلباً وفكراً متّصلاً بالوحي والتأييد الإلهيّ، ومعصوماً يُمكنه يقينًا أن يُحقّق مثل هذا الوضع، وسوف تقبل البشريّة على ذلك حتمًا. هذه هي حالة ذلك العالم.
* جمعية المعارف الإسلامية
-1 العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج99، ص 107.
-2 م.ن، ج 17، ص 222.
-3 العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج 52، ص 390.
-4 نهج البلاغة، ص43.
-5 نهج البلاغة، ص43.
-6 الحر العامليّ، محمد بن الحسن، وسائل الشّيعة، تحقيق ونشر مؤسسة أهل البيت عليهم السلام، قم، الطبعة الأولى، 1409هـ، ج 5، ص 121.
ما هي خطط واشنطن للتدخل في الانتخابات العراقية ؟!
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية والحدث الأكبر الذي ينتظره العراقيون منذ خروج العراق من آفة الإرهاب، طفت على السطح مرة أخرى وكالعادة مشاريع البيت الأبيض في محاولة منه لتعكير مزاج الناخب العراقي والتأثير على الرأي العام للشارع لحثهم على مقاطعة الانتخابات على الأقل، أو عدم انتخاب من يلائم المواطن العراقي واحتياجاته. وبطبيعة الحال لن يهدأ بال أمريكا ولن تقف مكتوفة الأيدي حتى تنفّذ مشروعها الأسود للتأثير على الانتخابات بما يناسب مصالحها، لذلك سنستعرض في هذا المقال المشروع الأمريكي للتدخل والتأثير على الانتخابات العراقية.
أ: محاولة تأجيل الانتخابات البرلمانية:
كانت الآلية الأولية لواشنطن لمواجهة إجراء الانتخابات في العراق هي إثارة بعض الأطراف الداخلية لتأجيل الانتخابات البرلمانية، لهذا السبب سعت بعض الأطراف السنية التي ترى أن الظروف الحالية للبلاد لا تلائمها لإجراء الانتخابات ولا تصبّ في مصلحتها، إلى تغيير موعد الانتخابات تحت ذرائع مختلفة، ولكن في نهاية المطاف، قالت المحكمة الاتحادية العراقية العليا إن موعد الانتخابات لن يتغير.
ب: توجيه اتهامات لإيران وروسيا:
يمكن ملاحظة المخاوف الأمريكية بشأن نتائج الانتخابات العراقية في التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الذي اتهم إيران بالتدخل في الانتخابات العراقية ووصف شعبية الأحزاب الشيعية في العراق أنها نتيجة لمحاولات إيران للتأثير على العملية الانتخابية. إن قلق أمريكا إزاء الانتخابات العراقية يتضح أكثر عندما نرى واشنطن تتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات العراقية.
هذه المواقف تُطرح في ظروف استنتجت أمريكا فيها أن إجراء الانتخابات العراقية في موعدها المحدد يمكن أن يعزز الأحزاب المؤيدة لإيران ويزيد من تأثير إيران على القرارات السياسية العراقية.
هذه هي نفس السياسة التي تتبعها بعض الأطراف الموالية للغرب في العراق، على سبيل المثال، ادّعى نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، في لقاء متلفز، أنه لا ينبغي على إيران التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، ومع غض الطرف عن جميع الممارسات الإرهابية للسعودية في العراق، أعرب علاوي عن أمله أن تتحرك بغداد نحو إقامة علاقة استراتيجية مع السعودية، وقال إن السعودية هي الراعي الرئيسي للاعتدال في المنطقة.
ج: خلق صراع في الداخل الشيعي:
إحدى أهم خصائص هيكلية الأحزاب في الانتخابات الحالية هي كثرة الائتلافات الانتخابية الشيعية، والتي لم يسبق لها مثيل مقارنة بالفترات السابقة، وعلى الرغم من أن هذا النهج يمكن اعتباره عاملاً إيجابياً من خلال حضور الشارع الشيعي وتوجهه إلى صناديق الاقتراع، لكن أحد أهم الجهود التي بذلتها واشنطن في هذه الدورة هو زيادة الخلاف بين الشيعة، كما أن دولارات البترول السعودي هي المساهم الرئيسي في هذا المشروع.
د: خلق منافسين ضد الشيعة:
تسعى أمريكا منذ فترات سابقة إلى بذل جهود من أجل تحالف التيارات المدنية مع التيارات الليبرالية لتشكيل كتلة كبيرة ضد التيارات الشيعية.
وفي هذا السياق، اتهم حسن كاظمي قمي، السفير الإيراني الأسبق في العراق، وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية "CIA" بمحاولة دعم بعض التيارات في العملية الانتخابية، قائلاً إن هذا الدعم يُقدم بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال المنظمات غير الحكومية. ويعتقد أن هذه الجهود جاءت نتيجة فشل السياسات الأمريكية في المنطقة.
ولعل السؤال المطروح هو: لماذا يتم اعتبار زيادة التيارات الشيعية في الانتخابات عاملاً في تعزيز وجود الشيعة وتعزيز نفوذ التيارات الشيعية في الساحة السياسية العراقية، في حين تعتبر زيادة التيارات السنية عاملاً في تشتت أصواتهم الانتخابية.
في الإجابة على هذا السؤال، يجب القول إن كثرة الأطراف السياسية في صناديق الاقتراع ستكون مفيدة عندما يكون لهذه التيارات القوة اللازمة لتتحد مع بعضها البعض بعد الانتخابات لتشكيل مجموعات كبيرة، الأمر الذي أثبته الشيعة في الانتخابات الأخيرة والمؤشرات السياسية تظهر أن هذا الاحتمال مرتفع للغاية في الانتخابات الحالية أيضاً.
هـ: جهد أمريكي لتوحيد الأكراد والسنة ضد الشيعة:
ربما كان فشل الجهود الأمريكية في خلق تحالف بين السنة هو الذي أدّى إلى بدء مساعي لتوحيد السنة والأكراد في العراق، لكن من الواضح أن هذه الخطة قد فشلت منذ البداية، في حين لا تزال مسألة عودة قوات البيشمركة إلى كركوك تشكل خلافاً كبيراً بين حكومة بغداد وبعض الأحزاب التي تحكم كردستان العراق، وخاصة حزب البارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي في شمال العراق، وقضية الاستفتاء الانفصالي.
و: محاولة إنجاح زيارة محمد بن سلمان إلى العراق:
إن الحديث عن زيارة محتملة لمحمد بن سلمان إلى العراق هو جزء آخر من سيناريو التدخل الأمريكي، وقد كان نشر هذا الخبر من قبل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كافياً لهذه الزيارة المحتملة لإثارة الرأي العام العراقي، لهذا السبب نفت الحكومة العراقية لاحقاً هذه الزيارة، معلنة أنه لم يتم تعيين موعد لزيارة ابن سلمان حتى موعد الانتخابات البرلمانية.
ز: زرع اليأس في الشارع لمقاطعة الانتخابات:
إن إحباط الشعب العراقي من المشاركة في الانتخابات هو وسيلة أخرى للتدخل في العراق، من أجل إثبات عدم جدوى هكذا نظام للناس، فضلاً عن منع تشكيل حكومة قوية تتغلب على مشكلات العراق الحالية، مثل القضاء على تنظيم داعش، تنمية الاقتصاد وإعادة إعمار ما خلفته سنوات الحرب، وخلق فرص العمل، واستتباب الاستقرار والأمن الكامل، وحل المشكلات الاقتصادية ومكافحة الفساد في البلاد.
ويمكن اعتبار طرح ادعاءات مثل التدخل الإيراني في الانتخابات البرلمانية والإلحاح على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في الأشهر الأخيرة، ضمن السياق ذاته.
كما يمكن اعتبار تصريحات بعض المسؤولين عن إمكانية التلاعب بالأصوات في الانتخابات البرلمانية وتزويرها، جزءاً من خطة الإحباط لمقاطعة الانتخابات، ويأتي في هذا الاتجاه مسألة التشكيك في أداء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وادعاء انحياز هذه الهيئة المستقلة التي تعمل تحت إشراف مراقبين دوليين.
بطبيعة الحال، من غير المرجح أن تكون هذه الخطة جزءاً من سيناريو لما بعد الانتخابات للقيام بثورة ملونة في العراق وبدء اضطرابات جديدة، والتي اُحيكت حتى بالنسبة للدول المستقرة في المنطقة، بما في ذلك إيران وروسيا.
مع هذه التفسيرات، يمكن أن تكون الانتخابات البرلمانية العراقية، بقدر ما بإمكانها الإسهام في تطوير هذا البلد وإحياء العلاقات السياسية والاقتصادية في العراق والنهوض بالتنمية الوطنية وتشكيل حكومة أغلبية، وبإمكانها أيضاً أن تكون خطيرة عليهم إذا غفل عنها المجتمع المدني والجماعات السياسية في العراق، بسبب مؤامرة الغرب والأنظمة العربية على العراق، وبالتالي، يجب على التيارات الوطنية، إلى جانب التنافس السليم مع بعضهم البعض، استخدام ذكائهم لتجنب الوقوع في الفخ الغربي كخلق انشقاقات بين التيارات السياسية وزعزعة الأمن.
مشروع قانون أمريكي لنزع سلاح حزب الله .. الخلفيات والأهداف
فيما لا يفصل لبنان إلا القليل عن موعد إجراء الانتخابات النيابية المقررة في 7 مايو 2018، يعتزم نائبان في مجلس الشيوخ الأمريكي تقديم مسودة قانون إلى الكونغرس لنزع سلاح حزب الله.
قدم النائب الديمقراطي توم سيوزي والنائب الجمهوري آدام كينزينغر مشروع قانون مشترك يمكن القول إنه يستهدف محور المقاومة ويرمي إلى ضرب الاستقرار السياسي في لبنان أيضاً، ويلزم القانون هذا، لو تم التصديق عليه، مدير فرع المعلومات الداخلية في أمريكا بالتشاور مع وزير الخارجية حول تقييم مدى القوة الصاروخية والتكتيكية والدفاعية لحزب الله مقابل تقييم نجاح مهمة اليونيفيل، وتقييم الدعم الخارجي لحزب الله، ومدى نفوذه في التطورات الاقليمية ورصد المصادر المالية لشراء أسلحته وتوفير الميزانية وإعداد تقرير مفصل عن الطرق والأساليب التي يستخدمها الحزب لشراء الأسلحة.
ويمكن التأكيد مجدداً أن مشروع هذا القرار جاء لخدمة الكيان الصهيوني وحفظ مصالحه في منطقة غرب آسيا التي يتبوّأ محور المقاومة فيها مكانة خاصة.
ويؤكد معدّا المشروع أنه يستند إلى القرار الأمريكي الصادر في عام 1997 والذي يضع حزب الله في قائمة الجماعات الإرهابية في وقت يعلم القاصي والداني أن حزب الله لعب دوراً حيوياً منذ بدء تأسيسه في 1980 في الحياة السياسية في لبنان، حيث دحر الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000 ودخل الحياة السياسية في إطار ائتلاف 8 آذار في عام 2009 وأعلن رسمياً أنه ينشد قيام حكومة ديمقراطية ويدافع عن مجيء حكومة ديمقراطية ويطالب بانتخابات حرة ولا يدعو إلى استخدام القوة العسكرية في الداخل وإن هذه القوة موجهة للدفاع عن حدود لبنان أمام الاعتداءات الإسرائيلية.
والسؤال المطروح الآن: لماذا يتم طرح مشروع القرار الأمريكي ضد حزب الله الآن وفي هذا التوقيت بالذات، وقبل وقت قصير من موعد إجراء الانتخابات النيابية؟ وللإجابة يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:
توفير الأمن الاستراتيجي للكيان الإسرائيلي
إن أهداف مشروع هذا القرار ترتبط بمكانة ونفوذ اللوبي الصهيوني في أمريكا الذي يؤثر على قرارات الكونغرس ورئاسة الجمهورية، والآن حينما نرى الكيان الإسرائيلي يقف أمام مستقبل مجهول فإننا سنجد اللوبي الصهيوني يسعى إلى توفير أمن استراتيجي لهذا الكيان لأن أصحاب هذا اللوبي يعلمون بأن انتهاء الأزمة السورية يضعهم أمام موجة من الأخطار المحتملة ولذلك يسعون إلى تقويض قدرات حزب الله كأكبر جهة مناهضة للكيان الإسرائيلي، وقد رأينا أيضاً أن مجلس النواب الأمريكي قام في العام الماضي بوضع قانون يفرض عقوبات مالية على حزب الله.
تهيئة الأرضية القانونية لنزع شرعية حزب الله
أحد الأهداف الخفية لمشروع قرار نزع سلاح حزب الله هو تهيئة الظروف لتغيير الدستور اللبناني (الذي يؤكد شرعية وجود المقاومة) ونزع الشرعية عن حزب الله، القرار الأمريكي الجديد يدعو إلى تقييم أداء قوات اليونيفيل والقول بأن مهمة اليونيفيل كانت ناجحة وينبغي استبدال حزب الله بقوات اليونيفيل.
تشديد الضغط على محور المقاومة
لقد اشتد الضغط على محور المقاومة مع مجيء دونالد ترامب إلى السلطة في أمريكا، فترامب ورغم زعمه بأنه يريد مواجهة روسيا وكوريا الشمالية، لكنه وإدارته يركزان على محور المقاومة وإيران لإضعافهما بشتى الوسائل وهذا يظهر جلياً في أداء وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي الأمريكي.
والآن نجد بأن المشرّعين الأمريكيين يريدون أيضاً تشديد الضغط على محور المقاومة الذي سجّل نجاحات باهرة خلال السنوات الماضية في منطقة غرب آسيا.
الجبير: على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات الأميركية في سوريا
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنه على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات الأميركية في سوريا.
ورأى الجبير كما نقلت وكالة "واس " السعودية أنه وعقب تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء فإنه "يجب على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات العسكرية الأميركيى في سوريا وأن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك، وذلك قبل أن يلغي الرئيس الأميركي الحماية الأميركية لدولة قطر والمتمثلة بوجود القاعدة العسكرية على أراضيها" .
وأكد الجبير أنه "لو قامت الولايات المتحدة بسحب الحماية الأميركية المتمثّلة بالقاعدة العسكرية من قطر فإن النظام سيسقط هناك خلال أقل من أسبوع" .
توازياً، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً رغبته في سحب جنوده من سوريا، وقال إن بلاده دفعت 7 مليارات دولار خلال 18 عاماً في الشرق الأوسط، معتبرا أن على الدول الثرية أن تدفع مقابل ذلك.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قال ترامب إن "هناك دولاً لن تبقى لأسبوع واحد من دون الحماية الأميركية"، داعياً إيّاها إلى دفع ثمن لذلك".
خطة أوروبا الاستراتيجية للحفاظ على الاتفاق النووي عند انسحاب أمريكا
في حين لم يتبق الكثير من الوقت حتى 12 مايو، أي الموعد الذي يتعين على دونالد ترامب اتخاذ قراره النهائي بتمديد تعليق العقوبات على إيران أو عدم تمديد العقوبات، يبدو أن أوروبا تبذل جهودها الأخيرة لإنقاذ هذا الاتفاق، وفي هذا السياق حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دونالد ترامب من أنه غير قادر على الخروج من الاتفاق النووي دون خطة "ب “.
إن ضغوط دونالد ترامب أصبحت أكثر جدية وقلقاً بالنسبة للدول الأوروبية من أجل "تصحيح" الاتفاق النووي مع إيران قبل انتهاء الأيام الأخيرة من قراره بالخروج أو البقاء في الاتفاق، لذلك تبذل أوروبا مساعيها الأخيرة لإقناع ترامب للبقاء في الاتفاق، خوفاً من فقدان الجهود الدبلوماسية ومستقبل علاقاتها الاقتصادية مع إيران.
وفي هذا الصدد، قال إيمانويل ماكرون، الذي سافر إلى واشنطن للقاء دونالد ترامب، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأسبوع الماضي إنه لا يوجد هناك أي خطة بديلة للاتفاق النووي الدولي مع إيران، لكنه شدد على أن هذا الاتفاق ليس "كاملاً" ولكنه الخيار الأفضل في الوقت الراهن.
وأضاف ماكرون: "يجب أن نحافظ على هذا الاتفاق لأنه أفضل من خلق وضع مشابه لكوريا الشمالية، لست راضياً عن الوضع في إيران، أنا لا أتفق مع الصواريخ الباليستية الإيرانية والنفوذ الإيراني، لكن موقفي هو ألّا تخرجوا من الاتفاق النووي مادام لا وجود لبديل أفضل منه".
كما من المقرر أن تبحث ميركل خلال زيارتها إلى أمريكا آخر الملفات حول اتخاذ قرار بشأن الاتفاق النووي وذلك أثناء لقائها بالرئيس الأمريكي ترامب، ومع ذلك، هناك سؤال مهم آخر يطرح نفسه، وهو يتعلق بالإجراء الذي يمكن أن تتخذه أوروبا إذا اتخذ ترامب قراره النهائي قبل الموعد.
تواجه أوروبا الآن قضيتين أساسيتين: فمن ناحية، تعتقد دول مثل إيطاليا والنمسا أن فرض عقوبات أوروبية خارج حدود الاتفاق النووي لا يمكن أن يمنع العداء الأساسي لترامب وحكومته تجاه إيران والاتفاق النووي، ومن ناحية أخرى تشعر الدول الأوروبية بالقلق من أن فرض عقوبات جديدة في هذا الوقت سوف تُفسره إيران أنه تقصير من قبل أوروبا تجاه أمريكا وبالتالي ستنعدم أي ثقة بين إيران وأوروبا، وهذا ما جعل أوروبا في وضع شديد التعقيد.
وقد شددت مؤخراً مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أنه يجب دراسة أي مخاوف تتعلق بالأنشطة الصاروخية والإقليمية لإيران خارج إطار الاتفاق النووي، وقالت إن أوروبا حالياً تفرض عقوبات على إيران في هذا الصدد أيضاً، ويمكنها فرض المزيد من العقوبات في الوقت المناسب، لكنها شددت على أن هذه القضية ليس لها علاقة بـ 12 مايو، وقرار ترامب.
وفي هذه الظروف يتعين على أوروبا أن تضع وتنفذ بسرعة استراتيجيتها الأساسية حول الاتفاق النووي. وتم الإفصاح عن فقرات هذه الاستراتيجية من قبل عضو مجلس العلاقات الخارجية في أوروبا، إيلي جرانيماي، وكورنيليوس أدبار، باحث في مجلس العلاقات الخارجية، في جلسة البرلمان الأوروبي في 12 أبريل، وباختصار، فإن محتويات هذه الاستراتيجية هي كما يلي:
1-إن تعيين بولتون وبومبيو في البيت الأبيض يعني أن عداء الحكومة الأمريكية للاتفاق النووي جوهريٌ ولا يرتبط فقط بـ "تصحيح" الاتفاق. لذلك، شجعت تلميحات أوروبا المبدئية في مسايرة حكومة ترامب على "تصحيح" الاتفاق النووي من خلال رفع سقف التوقعات إلى الحد الذي تفرضه أمريكا بقدر ما تستطيع، ليتحتم على أوروبا أن تلغي الاتفاق برمته.
2 -نتيجة لذلك، يجب على أوروبا اتخاذ جميع الخطوات تجاه أمريكا من الآن فصاعداً، بعناية وعلى أساس الالتزامات المتبادلة والثنائية.
- إحدى النقاط الرئيسية لهذه الاستراتيجية، هي إجراءات أوروبا السريعة لطرح خطة انسحاب أمريكا المحتملة من الاتفاق النووي من خلال الرجوع إلى قانون لائحة الحظر "Blocking Regulation " الذي يحظر على الشركات الأوروبية مسايرة أي عقوبات أمريكية ثانوية.
- العمل بسرعة لجعل اليورو يأخذ محل الدولار في التبادلات التجارية والاقتصادية مع إيران وإطلاق استثمارات بنك اليورو في هذا الاتجاه.
- إنشاء تحالف أوروبي بقيادة أوروبا لدعم الاتفاق النووي الذي سيشمل، إضافة إلى روسيا والصين، دولاً آسيوية رئيسية أخرى مثل اليابان والهند وكوريا أيضاً.
6 -إعداد حزمة مقترحة لإيران من قبل أوروبا بعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي، يجب أن تكون الحزمة مشجعة وشاملة من أجل إبقاء إيران في الاستراتيجية التي التزمت بها حتى الآن ومنع عودة أنشطة إيران النووية إلى شكلها السابق -الذي يعني انسحاب إيران من الاتفاق-.
- يبدو أن السعودية، وليس إيران، مترددة في الدخول إلى الملفات الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط، لذا بدلاً من التركيز فقط على الأنشطة الإقليمية الإيرانية، يتعين على أوروبا إقناع السعودية وحلفائها بالدخول في حوار أمني في الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن أجزاءً من هذه الفقرات المقترحة قد نُفذت، على ما يبدو، على جدول الأعمال، كمثال على ذلك، استبدال الدولار باليورو في الاقتصاد الإيراني الذي تم تنفيذه عملياً وبشكل رسمي، وهو جزء من الاستراتيجية التي اقترحها البرلمان الأوروبي في 12 أبريل.
قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.. ما هي أبرز التحديات؟
أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في ديسمبر الماضي عزمه نقل السفارة الأمريكية من مدينة "تل أبيب" إلى مدينة القدس الشريف وهذا القرار يُعدّ من أهم القرارات العنصرية التي يقوم بها هذا الرئيس المتهور ومن المحتمل أن يكون لهذا القرار تأثير عميق وسلبي على القضية الفلسطينية القديمة وخلال الأيام القليلة الماضية أكد الرئيس "ترامب" مرة أخرى أنه حريص ومتحمس لنقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى مدينة "القدس" الشهر المقبل (مايو) ومن المقرر أن يتم افتتاح السفارة الأمريكية المؤقتة في الـ "14 مايو" المقبل ولكن بالنظر إلى التطورات الحالية التي تشهدها المنطقة وخاصة تلك التي تحدث في الأراضي الفلسطينية، فإن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيواجه بالتأكيد الكثير من التحديات والصعاب.
مسيرة العودة؛ وردود أفعال المقاومة الفلسطينية
لقد ازداد التماسك الداخلي بين الفصائل والأحزاب الفلسطينية بشكل كبير، منذ إعلان قرار الرئيس "ترامب" نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس الشريف ولهذا فإن مسيرة العودة التي قام بها الفلسطينيون خلال الأيام الماضية مهمة للغاية ويذكر أن الفلسطينيين في قطاع غزة بدؤوا مسيرتهم يوم الجمعة 30 مارس 2018 الموافق للذكرى الخامسة والخمسين ليوم الأرض وقد جاءت هذه المسيرة تحت اسم "مسيرة العودة" وعلى الرغم من أن الفلسطينيين يخرجون في مظاهرات كل عام مطالبين بحقهم في العودة وإعادة جميع أراضيهم المنهوبة، إلا أن مسيرة هذا العام كانت ذات أهمية خاصة وذلك بسبب اعتراف أمريكا بمدينة القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني.
وفي هذه المسيرة أكد الفلسطينيون أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 194، الذي تشير الفقرة 11 منه على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم ولقد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية هذه المسيرة وحتى وقتنا الحالي إلى 39 شهيداً وجرح أكثر من 4600 شخص أيضاً.
وفي سياق متصل أفادت بعض التقارير الطبية بأن هناك أكثر من 130 جريحاً حالتهم الصحية حرجة جداً. من ناحية أخرى، دعا "إسماعيل هنية"، زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الجمعة الماضية كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى الخروج والمشاركة في المسيرة الحاشدة والاعتصام والتخييم في جميع حدود المناطق الفلسطينية المحتلة في ذكرى الاحتلال الفلسطيني التي ستوافق الخامس عشر من الشهر المقبل (15 مايو)، وأعرب قائلاً: " لقد وصلت مرحلة التهديد "احتجاجات العودة" إلى نهايتها.
من جهته دعا "هنية" الأمة الإسلامية والعربية إلى دعم مظاهرات العودة ودعا أيضاً جميع أحرار العالم إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني لكي يتمكنوا من العودة إلى وطنهم، الذي طُردوا منه منذ 70 عاماً وهذا الأمر يعني أن شعب فلسطين لن يتخلى عن أراضيه ولن يستسلم لقرار الرئيس "ترامب" بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني.
إن موجة المعارضة لهذا القرار الأمريكي والتعامل اللاإنساني والعنيف لقوات الجيش الصهيونية مع المتظاهرين الفلسطينيين، لم تقتصر على الرأي العام للمنطقة والأمة الإسلامية وإنما تجاوزت ذلك بكثير، فعلى سبيل المثال، أعلنت الممثلة اليهودية "ناتالي بورتمان" قبل عدة أيام بأنها ترفض الذهاب إلى "إسرائيل" والمشاركة في الاحتفال السينمائي وتسلّم جائرة قدرها مليون دولار وذلك احتجاجاً على أعمال العنف التي قامت بها قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة "غزة" وهذا الأمر سوف يزيد بدوره من شدة الضغوطات على الرئيس "ترامب"، ولذلك، ففي حال استمرار هذه الاحتجاجات والمسيرات الشعبية، فإن الرئيس "ترامب" سيضطر لإعادة النظر في ذلك القرار المثير للجدل.
أبرز التحديات التي تواجه قرار "ترامب"
إن قرار الرئيس "ترامب" لا يستند إلى أي أساس قانوني ولقد تمت إدانته بشدة في المجتمع الدولي وحول هذا السياق عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في كانون الأول / ديسمبر جلسة خاصة تتعلق بمناقشة آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط ولاسيما قضية القدس وفي هذا الاجتماع، كانت أمريكا في عزلة تامة ولقد تحدث كل الحضور تقريباً عن معارضتهم لقرار الرئيس "ترامب" بشأن القدس وفي نهاية هذا الاجتماع وفي خطوة غير مسبوقة وصف ممثلو فرنسا وألمانيا والسويد وبريطانيا وإيطاليا قرار أمريكا بشأن القدس بأنه "غير قانوني ويخالف قرارات مجلس الأمن" و"غير مناسب" ولقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة التصويت لإدانة نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس حيث إن عدد الأصوات الموافقة على هذا التصويت 128 صوتاً مقابل 9 أصوات مخالفة ومن بين الدول التي عارضت التصويت على إدانة قرار "ترامب" بشأن القدس، هي غواتيمالا وهندوراس والكيان الصهيوني وجزر مارشال وميكرونيزيا وجزر نافار وجزيرة باولو والتوغو وأمريكا.
في الواقع، إن قرار الرئيس "ترامب" بنقل عاصمة بلاده إلى مدينة القدس الشريف يواجه أيضاً حاجزاً باسم القرارات الأممية والحماية القانونية للدول الغربية.
جامعة الدول العربية وقضية فلسطين
في نهاية المطاف، اختتمت مساء يوم أمس الأحد أعمال القمة العربية العادية الـ 29 والتي عقدت بمدينة الظهران السعودية مؤكدة بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن القدس المحتلة وأكد البيان أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة وتقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية وضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وعلى هذا الأساس تم إطلاق اسم "قمة القدس" على هذه القمة العربية التي كان من المقرر أن تقوم السعودية فيها بتمهيد الطريق لتكثيف عملية تطبيع الدول العربية مع إسرائيل ولكن عزوفها عن القيام بهذا الشيء يعكس حقيقة أن القادة العرب ما زالوا خائفين من ردود أفعال الشعوب الإسلامية والعربية وبالتالي، فلقد أصبح من الواضح أنهم لا يجرؤون على القيام بالتطبيع مع الكيان الصهيوني علناً.
ولكن الآن وبعد أن أكدت القمة العربية الأخيرة معارضتها لقرار "ترامب" بالاعتراف بمدينة القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني، فإن عيون الشعوب المسلمة والمجتمع الدولي موجّهة نحو ردة فعل هذه الدول العربية في حال قامت أمريكا الشهر القادم بتنفيذ قرارها بشأن القدس؟.
نظراً لامتلاك الدول العربية موقع جيوسياسي حساس يقع في مركز الطاقة العالمية، فإن لديها القدرة على ممارسة الكثير من الضغوطات على الرئيس الأمريكي "ترامب" والكيان الصهيوني، لإجبارهما على تغيير مسار الأحداث التي تشهدها المنطقة ولكن إذا ما اكتفت تلك الدول العربية بالإعلان عن معارضتها لقرار أمريكا وحمايتها لحقوق الفلسطينيين ولم تقم باتخاذ أي إجراءات عملية، فإن ذلك الإعلان سيبقى في مستوى الخطابات والبيانات السابقة وعليه فإننا سنشهد افتقار هذه الجامعة العربية لمصداقيتها وفي الواقع، ستكون هذه القضية واحدة من أبرز التحديات التي ستواجه الرئيس "ترامب" وذلك لأن رؤساء الدول العربية لا يجرؤون على دعم هذا القرار علانية
الرئيس روحاني: تقويض الاتفاق النووي سيكلف اميركا ثمنا باهظا
أكد الرئيس الايراني حسن روحاني بان تقويض الاتفاق النووي من قبل اميركا سيكلفها افدح ثمن فيما سيكلف ذلك ايران ادنى ثمن.
وفي كلمته اليوم الثلاثاء خلال لقائه حشدا من النخب في محافظة اذربيجان الشرقية والافتتاح المتزامن لمشاريع بنى تحتية واقتصادية قال الرئيس روحاني، من الممكن ان يقوموا بتقويض الاتفاق النووي فلا بأس في ذلك اذ ان لنا برنامجنا؛ وهم في هذه الحالة سيدفعون افدح ثمن من الناحية الاخلاقية والسياسية على مستوى العالم فيما سيكون الثمن الذي ندفعه نحن ضئيلا للغاية.
واضاف، ان ترامب قال خلال الخمسة عشر شهرا منذ مجيئه الى سدة الحكم بانه يريد تقويض الاتفاق النووي الا انه لم يستطع ان يفعل ذلك لان ثمنه سيكون باهظا، اذ انه وقبل ان تتخذ ايران القرار ستقوم اوروبا وحلفاءها بادانة اميركا.
واضاف الرئيس روحاني، ان من المهم لنا اليوم بان جميع دول العالم باستثناء عدد من الدول تقول بانه يجب ان يبقى الاتفاق النووي وان من الخطا خروج اميركا منه ، وذلك يعني انتصار الشعب الايراني.
واعتبر ان احد منجزات الاتفاق النووي هو اجهاض محاولة اثارة الخوف من ايران واضاف، ان اثارة الخوف من ايران في المجال النووي قد فشلت وقد اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان جميع انشطة ايران سلمية الطابع واغلق ملف "بي ام بي" المعروف وفيما لو ارادوا اليوم الا يفوا بعهدهم فانهم سيدفعون ثمنا باهظا وهذا هو مكمن نجاحنا.
** قرارات حاسمة في مجال العملة الصعبة
وقال الرئيس الايراني، لقد اتخذنا بشان العملة الصعبة قرارات حاسمة خلال الاسابيع الاخيرة لاننا نعلم بان العدو كان يستهدف ذلك وكان يعتزم اثارة التوتر في سوق العملة الصعبة، ولقد دعم الجميع هذه القرارات ولو لم يفعلوا ذلك لما كان بامكاننا ان نحقق النجاح.
واشار الى ان عددا قليلا من السماسرة النفعيين قد تضرروا من هذا المشروع وقال، انه علينا ان ناخذ بالاعتبار مصالح 80 مليون شخص وليس 30 الفا.
واكد الرئيس روحاني انه لا ينبغي علينا ان نفكر ابدا بان البلاد ستواجه في هذا العام او في الاعوام القادمة معضلة كبرى وسنقوم بحل المشاكل بدعم بعضنا بعضا.