
Super User
ما هي رسائل اتصال رئيس الوزراء البحريني بأمير قطر؟
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدء الأزمة الخليجية، وفي اختراق كبير لحصار قطر الذي بدأ في العام 2017، عمد رئيس وزراء مملكة البحرين، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، للاتصال بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقد تزامن اتصال المسؤول البحريني، الذي أكّد أنه كان للتهنئة بحلول شهر رمضان الكريم، مع إجراء سعودي تمثّل بترحيب الرياض بالمواطنين القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة هذا العام.
وقد أوضحت وزارة الحج والعمرة تخصيص مسار إلكتروني خاص بالمعتمرين القطريين بتوجيهات ومتابعة من الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفق البيان السعودي.
السعوديّة رفضت القيام بمثل هذه الخطوات في العام 2017 و2018، لكنّ فشل الحصار على قطر، ونجاح الأخيرة في الإمساك بزمام المبادرة دفع بالرياض وغيرها من الدول للتخفيف من إجراءاتها ضدّ قطر، شرط ألّا يُظهر هذا الأمر الضعف الخليجي.
لكن، وبعد ساعات على اتصال الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، سارع وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة إلى شنّ هجوم على الدوحة، مؤكداً أن "الاتصال الذي جرى بين رئيس وزراء البحرين وأمير دولة قطر لا يمثل الموقف الرسمي للمملكة".
لم يقتصر كلام وزير الخارجيّة البحريني على ذلك، بل عمد إلى الدفاع عن الإمارات في تغريدة نشرها على حسابه في موقع "تويتر": "نعلم بأنه ليس من سياسة الإمارات رفع القضايا في المحاكم الدولية وإن كانت على حق، إنما قطر هي التي لم تتردد في السابق في رفع القضايا في كل مكان، وباستخدام الأوراق المزوّرة وبالغش والخداع دون أي رادع"، ويشير كلام خالد آل خليفة إلى الجلسة القضائية التي شهدتها محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، حول اتهام قطر للإمارات بممارسة التمييز العنصري بحق القطريين على خلفية اندلاع الأزمة الخليجية.
تحمل هذه التطورات المتسارعة في الأزمة الخليجية أبعاداً ودلالات على أكثر من صعيد، منها ما يرتبط بالداخل البحريني، ومنها ما يتعدّاه إلى الواقع الخليجي، يمكن الإشارة إلى هذه الأبعاد بجملة من النقاط، أبرزها:
أولاً: يخطئ من يرى بأن هذا الاتصال بادرة خير لحلحلة الأزمة الخليجية، إذ يؤكد اتصال رئيس الوزراء الانقسام الداخلي في العائلة الحاكمة في البحرين، ولاسيّما بعد تأكيد وزير الخارجيّة البحريني على أنّه لا يمثّل المملكة.
باتت معروفة توجّهات رئيس الوزراء البحريني في الحوار والتقارب مع جماعة الإخوان المسلمين، واستقبال أبرز قيادتهم إعراباً عن الوقوف إلى جانبهم في أوقات الشدّة، فضلاً عن عدائه مع الإمارات، لذلك يعزّز هذا التصرّف من الرجل القوي في المملكة، كما تصفه العديد من مراكز الأبحاث، الحديث القائل بمعارضته لحصار قطر كونه يرتبط بأجندات خارجيّة، سعوديّة إماراتيّة، ولاسيّما أنّه تعرّض لمحاولة انقلاب فاشلة من الجناح المدعوم إماراتياً وسعوديّاً.
نرى أن صراعاً يلوح في القصر الملكي بين الملك من جهة، ورئيس الحكومة من جهة أخرى، وقد يصل هذه المرّة إلى محاولة الانقلاب مجدّداً على آل خليفة بعد فشله في الانتخابات البلدية والتشريعية التي عُقدت في نوفمبر من العام الماضي.
ثانياً: الاتصال البحريني أزعج الجانب الإماراتي كثيراً كونه يتزامن مع بدء أولى جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي، للنظر في شكوى أبو ظبي، التي تطالب فيها الدوحة بسحب شكواها أمام لجنة مكافحة جميع أنواع التمييز العنصري في جنيف من جهة، ولاسيّما أنه صدر من رئيس الوزراء البحريني من جهة أخرى، فقد نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في يونيو من العام الماضي، عن مصادر، أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقفان مع ملك البحرين، ويرغبان في تهميش رئيس وزرائه.
وأضافت تلك المصادر: إن ابن زايد "يسعى إلى مزيد من النفوذ في البحرين، ويعتبر الملك صديقاً وحليفاً مقرّباً له". لذلك، سارع وزير الشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش للهجوم على قطر بعد الاتصال الهاتفي عبر تغريدة له، مؤكداً أن "أزمة الدوحة طالتها وأنهكتها، وقوّضت سيادتها، وأحد الأسباب هو فقدان الجرأة والشجاعة اللازمة للمراجعة والتراجع عن سياسات أضرت بقطر وجيرانها، وأما اللجوء للإعلام والأخبار الكاذبة والتحرّك الدبلوماسي والمسار القانوني، فهو منطق العاجز المتكابر، وهذه رسالة لاهاي"، ليرّد مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطري، أحمد سعيد الرميحي، بعنف على قرقاش، قائلاً: "بل جرجرتكم بالمحاكم الدولية هو سلوك حضاري لا تفهمونه.. ومناسبة أيضاً لتعريتكم وكشف ألاعيبكم، وانتهاكاتكم الصارخة ضد المواطن القطري".
ثالثاً: بعيداً عن الإجراء البحريني وما تلاه من تجاذب، يشير الموقف السعودي الأخير إلى تراجع المملكة عن سياساتها السابقة التي أثبتت فشلها، بل عزّزت من دعم الشعب القطري لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد، هناك من قرأ في هذه الخطوة رسالة مبطّنة من ولي العهد السعودي للتهدئة الإعلامية والسياسية بين الدوحة والرياض، فقد أزعجت السياسة الإعلامية لقناة الجزيرة كثيراً الأمير ابن سلمان فيما يتعلّق بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وبالتالي تعدّ هذه الخطوة رسالة للتهدئة الإعلامية مع الرياض على أقلّ تقدير، كون الخلاف القطري الإماراتي لا يزال آخذاً بالاتساع.
روحاني: في الاتفاق النووي امّا ان نربح جميعاً او نخسر جميعاً
وأفادت وكالة مهر للأنباء إن الرئيس الإيراني حسن روحاني أشار صباح اليوم في اجتماع الحكومة إلى الإجراءات الامريكية غير القانونية والمعادية للاتفاق النووي، موضحاً إن سنة كاملة مضت على الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي ورفض واشنطن لقرار 2231 الاممي، واليوم ايران ستتخذ قرار استراتيجي لصالح الشعب الإيراني.
وأضاف روحاني إن الاتفاق النووي كان قرارا وطنيا على مستوى البلاد ولم يكن قراراً على مستوى أفراد أو تيارات بل كان قرار نظام الجمهورية الإسلامية، والشعب الإيراني هو من اتخذ قراره عبر صناديق الانتخابات قبل الاتفاق النووي وبعده.
امريكا والصهاينة والرجعية ضد مصلحة العالم والمنطقة
وأردف الرئيس الإيراني إن أعداء إيران كانوا ضد الاتفاق النووي منذ بدايته وأقصد هنا المتطرفين في امريكا والصهاينة والقوى الرجعية في المنطقة، مشدداً على إن الاتفاق النووي كان من مصلحة العالم والمنطقة.
وأوضح روحاني إن انتقاد الاتفاق النووي ممكن للجميع إلا إن الصهاينة والرجعيين والمتطرفين في امريكا يحاولون منذ البداية تقويض هذا البناء العظيم والوقوف في وجه اتفاق دولي يصب في مصلحة الجميع.
وأوضح روحاني إن ايران أعلنت بشكل واضح قبل 7 أشهر إن استراتيجية طهران واضحة، التزام بالتعهدات مقابل الالتزام بالتعهدات، نكث العهود مقابل نكث العهود، التهديد مقابل التهديد، والاجراء ممقابل الإجراء، وعليه سنتخذ اليوم أول خطوة حازمة في مسير الاتفاق النووي.
إيران ستخصب اليورانيوم دون قيود في حال لم تحصل على نتيجة
وأضاف روحاني ان إيران بعثت برسائل للاطراف الـخمس في الاتفاق النووي بشأن الخطوات الجديدة التي ستتخذها طهران في اطار الاتفاق وذلك ليس الخروج منه، موضحا بالقول : سنوقف منذ اليوم بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل ، ونمهل الاطراف الـخمس المتبقية في الاتفاق النووي 60 يوما لتنفيذ تعهداتهم.
ونوه الرئيس الإيراني إلى إنه في حال انتهاء هذه المهلة دون إي نتيجة فإن إيران ستقوم بإجرائين آخرين الأول هو انتاج اليورانيوم المخصب دون القيد المحدد في الاتفاق النووي وهو 3.67% والثاني اتخاذ قرارات فردية فيما يخص تحديث مفاعل أراك للماء الثقيل، واستكمال ما كنا قد بأناه قبل الاتفاق النووي.
الاتفاق النووي يحتاج إلى عملية جراحية
وأردف روحاني إن الاتفاق النووي يحتاج إلى عمملية جراحية، فالمسكنات لم تفي بالغرض خلال سنة واحد، مردفاً كنا ومازلنا دعاة سلام واعتدال ولن نكون المبادرين بالحرب أبداً، لكننا لم ولن نخضع لقوى الاستكبار، وسنرد بشكل حازم على كل معتدي.
مستعدون للمفاوضات لتنفيذ الاتفاق النووي بشكل أفضل
أكد روحاني على إن الاتفاق النووي هو نفسه الاتفاق النووي، دون إي كلمة أقل أو كلمة أكثر، فإيران غير مستعدة لتغيير إي شي ولكن مستعدون لبحث تنفيذ الاتفاق النووي بشكل أفضل، فنحن لم نترك طاولة الحوار.
من جهة ثانية أشار روحاني إلى دور إيران في تعزيز الأمن في المنطقة من خليج فارس غلى البحر المتوسط ومن بحر قزوين إلى البحر الأحمر، موضحاً ما قدمته إيران في مكافحة الإرهاب. منوهاً إلى دور طهران في مكافحة المخدرات وتصدي لموجات الهجرة نحو أوروبا.
ايران لا تختار طريق الحرب
وأردف روحاني الطريق التي اختارناه اليوم ليس طريق الحرب بل طريق الدبلوماسية، ليس طريق العداء للعالم بل طريق الدبلوماسية، مضيفاً إن الاتفاق النووي كان بالنسبة لنا معادلة رابح - رابح ولن يصبح أبداً رابح - خاسر ولكن اذا كان لا بد حدوث أمر ما فالنتيجة هي خاسر - خاسر.
قائد الثورة يدعو الى تعزيز الخطاب الثوري من خلال زيادة المعرفة في المجتمع
دعا قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الى ترويج قضية "العدالة" و"محاربة الطواغيت" بين افراد الشعب في مختلف انحاء البلاد وتعزيز الخطابات الثورية من خلال زيادة المعرفة في المجتمع.
وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن الموقع الاعلامي لقائد الثورة ان سماحته وخلال استقباله اليوم الأربعاء ألفين من طلبة وأساتذة ومدراء الحوزات العلمية في ايران اعتبر أن مهمة رجال الدين والحوزات العلمية هي بيان التعاليم الاسلامية والسعي لتحقيقها في الجتمع مؤكداً على ان علماء الدين باعتبارهم ورثة الأنبياء يجب عليهم أن يجاهدوا في سبيل اقامة القسط وتحقيق التوحيد.
وأشار قائد الثورة الإسلامية في هذا الاجتماع إلى حاجة انسان اليوم إلى التعاليم الدينية المتميزة وكذلك إقبال العالم الإسلامي وحتى اخرى مجتمعات غير اسلامية على هذه التعاليم معتبراً مهمة الحوزات العلمية في هذا المجال أكبر من الماضي موضحا: لا يمكن مقارنة الاهتمام الذي يصب اليوم على القضايا الدينية ورجال الدين بالماضي و قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران.
واضاف ان الفكرة التي تروج بان الناس في مختلف انحاء العالم قد أعرضوا عن التعاليم الدينية خاطئة وبل زاد الاقبال على المعرفة الدينية.
ورأى ان التشييع الجماهيري لجثمان رجل الدين الذي سقط شهيدا بمدينة همدان هو مثال واضح على احترام واقبال ابناء الشعب على الدين وعلماء الدين مصرحاً ان مثل هذه النماذج أو المشاركة الواسعة للشباب في صلاة الجماعة وحضورهم الخطابات والاحتفالات الدينية من بين حقائق ايران الاسلامية ما تظهر التزام افراد الشعب بالقيم الدينية وثقتهم برجال الدين معتبراً بعض الدعايات السلبية التي تشكك في ايمان والتزام الناس او التي تروج الاعراض عن رجال الدين تخالف الحقيقة ولا تنسجم مع المعايير والابحاث العلمية.
ووصف آية االه الخامنئي الحوزات العلمية بأنها مراكز لتعليم الاسلام وترسيخ مبادئه في المجتمع مضيفاً ان ترويج المعارف الدينية جزء من مهمة الحوزات العلمية والجزء الآخر من هذه المهة هي تحقيق التعاليم الدينية في حياة الناس.
واستشهد قائد الثورة بالآيات القرآنية عن قيام الانبياء بالجهاد ومقاتلة اعداء الله مؤكدا ان مهمة النبي لا تقتصر على بيان التعاليم الدينية ولهذا السبب جاهد نبي الاسلام (ص) وقاتل لاقامة القسطة وتحقيق التوحيد ومن أجل تطبيق الاسلام بمعناه الشامل والكامل.
ولفت سماحته قائلاً: العلماء أيضاً بصفتهم ورثة الأنبياء مكلّفون ببذل الجهود في المجتمع والحياة اليومية وذروة هذه الجهود بذلها الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) باعتباره حكيم حقيقيّ.
وانتقد الإمام الخامنئي بعض القائلين بأن دعم الحوزة للإمام الخميتي في تأسيسه النظام الإسلامي لم يكن ضمن مهامّ ومسؤوليات الحوزة وعلّق سماحته على ذلك قائلاً: العمل الذي مارسته الحوزة والكبار فيها في مرحلة النضال التي انتهت بتشكيل الجمهورية الإسلامية كان بدقّة من ضمن المسؤوليات الذاتية والكيانيّة للحوزة.
وأوضح سماحته مبيّناً مسؤوليات الحوزة في الوقت الراهن: بعد تشكيل النظام الإسلامي ينبغي أن تنشأ الحكومة الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ومن ثمّ المجتمع الإسلامي، وبعد ذلك الحضارة الإسلامية الحقيقيّة وتقع على الحوزات في هذا المسار مسؤوليات ثقيلة وينبغي من خلال التعمّق والتفكير أن تُدرك هذه المسؤوليات وتوضع الخطط وتُبذل الجهود من أجل النهوض بها.
رداً على الانسحاب الأميركي.. إيران تعلّق بعض التزاماتها بالاتفاق النووي
أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن مهلة 60 يوماً للدول الأعضاء بالاتفاق النووي لتنفيذ تعهداتها.
وأكد المجلس في بيان له أن إيران ستبدأ من اليوم بتعليق تنفيذ بعض الاجراءات بإطار الاتفاق النووي، وهي لن "تتعهد حاليًا بمراعاة المحددات المرتبطة باحتياطات اليورانيوم المخصب وباحتياطات الماء الثقيل"، وذلك لمدة 60 يوماً.
وختم المجلس "عندما تلبى مطالبنا سنستأنف تطبيق هذه الاجراءات من جديد".
الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن بلاده لا تريد الخروج من الاتفاق "ولكن اليوم نخطو خطوة جديدة في الاتفاق النووي".
واعتبر روحاني أن "انهيار الاتفاق النووي خطر على إيران والعالم"، مشدداً "وهو لن يستبدل وفق ما تريد الولايات المتحدة".
وأوضح أنه "إذا كان الاتفاق النووي لأمن المنطقة والسلام العالمي يجب على الجميع أن يطبقه وأن يدفع تكاليفه".
روحاني لفت إلى أن طهران أرسلت رسائل إلى الأطراف الخمسة في الاتفاق بشأن خطواتها الجديدة في سياق الاتفاق النووي.
القوات المسلحة الإيرانية قالت من جهتها "نحذّر الاعداء من أن أي تحرك محتمل لهم سيقابله رد من قبل الشعب والقوات المسلحة"، مؤكدة "ندعم الإجراء الأخير الذي أعلنته الحكومة الإيرانية حول الاتفاق النووي".
مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية سلّم سفراء الدول الأعضاء في الاتفاق النووي رسالة الرئيس الإيراني، والتي تتضمن القرارات التي اتخذها المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حول ايقاف تنفيذ بعض التعهدات.
وكان ظريف قد أعلن أن طهران ستقلص التزاماتها "الطوعية" بموجب الاتفاق النووي.
لافروف وظريف يتمسكان بالاتفاق النووي ويتهمان واشنطن بالسعي إلى تقسيم سوريا
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران التزمت بتعهداتها في الاتفاق النووي إلا أن واشنطن لم تفعل ذلك.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو قال ظريف إن بلاده وروسيا متمسكتان بالاتفاقية، بينما الدول الأوروبية تتحدث بالأمر ولكنها لا تفعل شيئاً حيال ذلك.
وحول سوريا أكد ظريف أن منصة أستانة هي الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في هذا البلد.
وقال ظريف "نحن التزمنا بتعهداتنا في الاتفاق النووي إلا أن واشنطن لم تفعل ذلك إن نهج الولايات المتحدة تخريبي، ويجب عدم الاستمرار فيه ودور روسيا هنا مهم جداً، وواشنطن تخلت عن مسؤولياتها في الاتفاقات الواحدة تلو الأخرى".
بدوره قال لافروف إن على جميع المشاركين في خطة العمل في الاتفاق النووي تنفيذ تعهداتهم.
وأضاف لافروف "بعض الدول الأوروبية تحاول تقديم أفكار لا علاقة بها بخطة العمل المشتركة حول الاتفاق النووي، يجب على شركائنا الأوروبيين تنفيذ تعهداتهم في الاتفاق من خلال تنفيذ آلية نقل الأموال التي أعلنوها".
ورأى لافروف أن الاتفاق النووي أصبح هشّاً عندما تخلت عنه واشنطن "ونحن أكدنا تمسكنا بقرارات مجلس الأمن وروسيا أعلنت التزامات ستنفذها".
وفي الملف السوري نصح لافروف الدول التي تنتقد إطار أستانة "بعدم عرقلة عمل تشكيل اللجنة الدستورية".
لافروف اتهم الولايات المتحدة "بمحاولة تقسيم سوريا من خلال توطين الكرد في الأراضي التي تعيش فيها القبائل العربية".
وأكد لافروف "نحن مع أن يحصل الكرد على حقوقهم ولكن واشنطن تحاول تجزئة سوريا من خلال محاولة فصلهم يحاولون لعب الورقة الكردية كما يجري في المناطق التي تقع تحت سيطرة واشنطن في سوريا".
لافروف وقبيل بدء اجتماعه بظريف قال إن "السلوك الأميركي تجاه معاهدة الاتفاق النووي غير مقبول"، مشيراً إلى أن موسكو تقدر التزام طهران بالاتفاق.
من جانبه أعلن ظريف أنه يحمل رسالة مكتوبة من الرئيس حسن روحاني إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول قرار إيران بشأن الاتفاق النووي.
الكرملين قال من جهته "نحن الآن نرى عواقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي"، مضيفاً أنه "من السابق لأوانه التحدث عن عقوبات على إيران فيما يتعلق بالاتفاق النووي".
فرنسا: إذا لم تلتزم ايران بتعهداتها في الاتفاق النووي فسنعود إلى نظام العقوبات
وفي أول رد أوروبي على الإعلان الإيراني، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه "إذا لم تلتزم إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي فسنعود إلى نظام العقوبات".
أما وزيرة الدفاع الفرنسية فرأت أنه "ما من شيء أسوأ من خروج إيران من الاتفاق النووي والأوروبيون يريدون استمرار الاتفاق".
ورحب مجلس الدوما الروسي من جانبه بالموقف الإيراني "المستعد للحوار مع الأوروبيين" مشيرًا إلى أنه "على الأميركيين اظهار ذلك أيضًا".
وحمّل مجلس الدوما الموقف الاميركي مسؤولية تعليق ايران بعض تعهداتها في الاتفاق النووي، معتبرًا أن "الموقف الايراني ليس انسحابًا من الاتفاق النووي ولكن خطوة دبلوماسية".
وأكدت الخارجية الصينية من جانبها أنه "يجب تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران بالكامل وكل الأطراف تتحمل مسؤولية هذا الأمر"، معتبرةً أن "إيران تنفذ التزاماتها النووية بالكامل في الوقت الراهن".
ودعت الخارجية الصينية "جميع الأطراف في الاتفاق النووي مع إيران إلى الوفاء بالتزاماتها".
تركيا تستضيف أكبر اجتماع دولي لمكافحة التنظيمات الإرهابية
استضافت العاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء، أكبر اجتماع لمجموعة العمل الخاصة بمكافحة الإرهاب، التابعة للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وجرى الاجتماع بعيدا عن وسائل الإعلام، بمشاركة 51 دولة، والأمم المتحدة، و11 منظمة دولية، و170 منظمة مدنية.
وبحسب مصادر دبلوماسية للأناضول، تطرق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إلى القصور في عملية مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل "داعش"، وتنظيم "بي كا كا/ ي ب ك" الإرهابي.
وأشار تشاووش أوغلو، أن عملية إخراج المقاتلين الإرهابيين من جنسياتهم تعتبر كمكافحة مؤقتة للإرهابيين، حيث أن ذلك سيؤدي في المستقبل الطويل إلى خلق مشكلات أمنية في أماكن تواجدهم.
وأكد تشاووش أوغلو، أن القضاء على التنظيمات الإرهابية يتطلب القضاء على الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهورهم، كما يجب مكافحة الإرهاب بكل الوسائل.
وشدد تشاووش أوغلو، على ضرورة محاكمة المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيمات الإرهابية وعدم تركهم خارج حدود بلادهم في سوريا والعراق، للعمل على إعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
أول تعليق أوروبي على القرارات الإيرانية بشأن الاتفاق النووي
قال الاتحاد الأوروبي أنه يتابع "بقلق القرارات الإيرانية بشأن الاتفاق النووي ونقيم تداعياتها مع أعضاء اللجنة المشتركة"، على حد تعبيره.
وتابع الاتحاد الأوروبي "ما زلنا ملتزمين بشكل كامل بخطة العمل المشتركة والشاملة مع إيران والتي تهدف إلى تعزيز أمن المنطقة والحد من الانتشار النووي"، على حد قوله.
هذا وتشتكي ايران عدم وفاء بالوفاء بالتزاماتهم في الاتفاق النووي وخاصة في القطاعين المالي والمصرفي، وموقفهم الضعيف جدا ورضوخهم أمام الادارة الامريكية التي انسحبت من الاتفاق النووي وأعادت الحظر على ايران وفرضت عقوبات على التعامل المصرفي والنفطي مع ايران.
يذكر ان الرئيس الایراني حسن روحاني أبلغ اليوم رسميا رؤساء مجموعة 4+1 ( الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا + ألمانيا)، بتعليق ايران بعض تعهداتها في اطار الاتفاق النووي، وذلك عبر خطابات وجهت لسفراء الدول الخمس في طهران.
وسلم مساعد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، سفراء دول 4+1 في طهران الخطابات الرسمية، بعد دعوتهم رسميا للوزارة صباح اليوم الاربعاء.
تشبيه الإيمان بالحياة
قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَ﴾[الأنعام: 122].
قد يقول القائل: إنَّ الآية شبَّهت الإيمان بالحياة، والكفر بالموت، مع أنَّ الكافرين والملحدين في هذا العصر أكثر ثراءً ورفاهية من المؤمنين والعابدين.
الجواب: ليس المراد بالحياة في هذه الآية أن يعيش الإنسان في النعيم والرفاهية، فيأكل طيّباً، ويلبس ثميناً، ويشرب سائغاً... إن الرفاهية لا تناط بالكفر ولا بالإيمان، وإلا كان المؤمنون سواء في الشرق والغرب من حيث الحضارة والرفاهية، وكذلك الملحدون والكافرون. إن للرفاهية أسباباً وملابسات لا تمتّ إلى الإيمان والكفر بسبب.. وإنما المراد بالحياة في الآية، الإيمان والشعور الديني الذي يدفع بصاحبه إلى القيام بالواجب كإنسان مسؤول عن سلوكه، يحاسب عليه، ويكافأ على إحسانه بالثّواب، وإساءته بالعقاب.
ولو كان الإنسان غير مسؤول عن شيء، لكانت الشرائع والقوانين ألفاظاً بلا معان.. ومتى سلّمنا بأنّ الإنسان مسؤول، ولا يترك سدى، يلزمنا حتماً أن نسلم بأنّه مسؤول أمام من لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون.. ولو كان هذا السائل مسؤولاً، لوجب وجود سائل له، وهكذا إلى ما لا نهاية.
ومن كفر بوجود السائل الأعلى الّذي يسأل ولا يسأل، فقد كفر بالمسؤوليّة ونفاها من الأساس، لأنه لا مسؤوليّة من غير سائل، ومن كفر بالمسؤوليّة، فقد كفر بالحياة الاجتماعية.
وتقول: أجل، إن الإنسان مسؤول، ولكن ليس من الضروريّ أن يكون السائل هو الله، فللناس أن يختاروا هيئة منهم يكون الإنسان مسؤولاً أمامها.
ونسأل بدورنا: إذا أخطأت هذه الهيئة، فمن يسألها ويحاسبها؟ وإن قيل: الوجدان، قلنا: أوّلاً الوجدان أمر معنويّ لا عينيّ. وثانياً: أن الوجدان مشاع يدّعيه كلّ واحد، فلماذا يترك هذا لوجدانه دون ذاك؟ إذاً، لا سائل غير مسؤول إلا الله وحده، فمن آمن بالله وألزم نفسه بشريعته وأحكامه، فقد سار على بصيرة من أمره في عقيدته وسلوكه، وإلا كان مثله كمن يمشي في الظلمات ليس بخارج منها.
﴿كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[الأنعام: 122]. أي مثل ما زيّن للمؤمنين أعمالهم، أيضاً زيّن للمشركين أعمالهم، والفرق أنّ تزيين أولئك انعكاس عن الواقع، وتزيين هؤلاء وهم وخيال.
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَ﴾[الأنعام: 123]. المراد بالقرية كلّ مجتمع من الناس قلّ أو كثر، والمعنى أنّه كما وجد في مجتمعك يا محمّد رؤوس للإجرام تمكر وتنصب العداء لدين الله، كذلك وجد في المجتمعات السابقة، ويوجد في اللاحقة أيضاً، رؤساء يمكرون بأمّتهم، ويقفون موقف العداء للحقّ وأهله.
وتسأل: ظاهر الآية يدلّ على أن الله سبحانه هو الذي جعل أكابر المجرمين يجرمون ويمكرون بأهل الحقّ، مع العلم بأنّه تعالى ينهى عن المكر والإجرام، ويعاقب عليهما، فما هو التّأويل؟.
الجواب: إنّ القصد من هذه النّسبة إليه جلّ ثناؤه، هو الإشارة إلى أنّ مشيئة الله قضت بأن تقوم السنن الاجتماعيّة على أساس التناقض بين المحقّين والمبطلين، بين أرباب السلطان المعتدين، وبين الناس المعتدى عليهم، ولا مفرّ من هذا التناقض والصراع إلا بالقضاء على المجرمين، ولا بدّ أن يتم ذلك، وتعلو كلمة الحقّ على أيدي دعاة العدل والصلاح، مهما تضخّم الباطل واستطال. وقد سجّل سبحانه ذلك في كتابه، حيث قال عزّ من قائل: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلً}[فاطر: 43]. إنّ هذا التكرار تأكيد قاطع بأنّ العاقبة للمتقين على المجرمين، مهما طال الزمن، وبهذا نجد تفسير قوله تعالى: ﴿لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾[الأنعام: 123].
﴿وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ﴾ [الأنعام: 124].
اختلف المفسّرون في معنى هذه الآية، على قولين: الأوّل أن أكابر المجرمين من العرب اقترحوا على محمّد (صلى الله عليه وآله) أن يأتيهم من المعجزات مثل ما أوتي موسى من فلق البحر، وعيسى من إحياء الموتى. القول الثاني: أنهم قالوا له: لن نؤمن حتى ينزل علينا الوحي كما نزل على الأنبياء. وقال الرازي: هذا القول مشهور بين المفسّرين. ونحن نرجّحه على الأوّل، لأن سياق الآية يدلّ عليه، حيث ردّ سبحانه على أكابر المجرمين بقوله: ﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام: 124].
بالإضافة إلى أنّ طلبهم أن ينزل الله الوحي عليهم، يتلاءم مع حسدهم لرسول الله.
قال تعالى في الآية 54 من سورة النساء: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: 54]. وفي مجمع البيان وغيره، أنّ الوليد بن المغيرة قال للنبيّ (صلى الله عليه وآله): "لو كانت النبوّة حقّاً، لكنت أولى بها منك، لأني أكبر منك سنّاً، وأكثر منك مالاً".
ومعنى قوله: ﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ﴾ واضح، وهو أنه تعالى يختار لرسالته من يصلح لها من خلقه، ومحمد أكرم خلق الله وأشرفهم.
﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ﴾، لأنهم استعلوا وتعاظموا، فاستحقّوا الجزاء بالاحتقار والإذلال. وفي بعض الروايات: أن المتكبرين يحشرون في صورة الذرّ، يطأهم الناس بأقدامهم جزاءً على تعاظمهم في الدنيا ﴿وعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ﴾.
فالصغار جزاء التكبر، والعذاب جزاء المكر والخداع. وبكلمة، إن الله سبحانه يعامل أرباب النوايا الخبيثة، والأهداف الفاسدة، بعكس ما يقصدون ويهدفون.
التفسير الكاشف - الشيخ محمد جواد مغنية
الفرصة الذهبية في شهر رمضان المبارك
النص التالي هو مجموعة مقاطع من كتاب: «مدينة الله؛ شهر رمضان وأسرار الصيام» لسماحة الشيخ علي رضا بناهيان، وهو يتضمن مقتطفات مؤثرة من سماحته حول هذا الشهر الكريم...
ما ينبغي أن يكون شعورنا تجاه شهر رمضان؟
• طيب، إن هذا الشهر المبارك مع ما ينطوي عليه من روعة وجمال، والذي دعانا إلى ضيافة الله، وجعل الله مضيّفنا، فما ينبغي أن يكون شعورنا تجاهه؟ وبأي قلب يجب أن نستقبل رمضان؟ فمع وجود كل هذه الوعود الإلهية الرائعة في هذا الشهر، هل ينبغي أن نستقبل شهر رمضان بشوق وفرح وحسب؟ أو أن للخوف والخشية محلا في هذا البين؟
• لا شك في أن أول ما يتبادر إلى القلب هو الاغتباط بلذّة توفيق الحضور في مثل هذه الضيافة الكريمة. ولكن كلما كان الشوق مصحوبا بالخوف، سبقه الخوف في إظهار نفسه وكأنه يطلب من الإنسان أن عالج الخوف وأرح بالك منه أولاً، ثم أسرع إلى شوقك. وأنتم تعلمون جيدا أن الخوف إنما ينبثق من القلب الشائق وإن الشوق هو الذي يفرض على الإنسان الخوف من المخاوف والمخاطر وأن لابدّ من معاملتها بكلّ حكمة وعقل.
هيبة شهر رمضان
• نحن إن كنّا قد صدّقنا بالحضور بين يدي المضيّف في هذه الضيافة، وأدركنا عظمة ربّ شهر رمضان، سيعتري قلبنا الخوف ـ بلا شك ـ من سوء الأدب في هذا المجلس العظيم، مضافا إلى شعور الاغتباط بهذه الضيافة. كما أنه قبل الاستعداد للحضور في هذا الحفل العظيم، ستعترينا الرهبة من تجلّي كل هذه العظمة أمام وجودنا الحقير.
• ألم يقل الإمام السجاد (عليه السلام) في دعاء وداع شهر رمضان: «وَ[ما] أَهْیَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِینَ» [الصيفة السجادية/الدعاء45] فمن أين أتت هذه الهيبة؟ من الواضح أنها ناجمة من التقرّب إلى محضر ربّ العالمين، وإما ناشئة من أهمية مراعاة آداب شهر رمضان وأداء أعماله، لئلّا يتعدّى الضيف الأدبَ على ساحة القدس الربوبي أو على مجلس ضيافته الكريم.
• عندما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتحدث مع جابر بن عبد الله عن بركات شهر رمضان، عرّج على شروطه وآدابه وقال: «یَا جَابِرُ هَذَا شَهْرُ رَمَضَان مَنْ صَامَ نَهَارَهُ وَ قَامَ وِرْداً مِنْ لَیْلِهِ وَعَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ وَکَفَّ لِسَانَهُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ کَخُرُوجِهِ مِنَ الشَّهْر» فاسترّ جابر من ثمرات شهر رمضان وبشاراته وقال: «یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا الْحَدِیثَ» فأجابه النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: «یَا جَابِرُ وَ مَا أَشَدَّ هَذِهِ الشُّرُوطَ» [الکافي، ج4، ص87، باب أدب الصائم، ح 2]، ففي الواقع أراد النبي (صلى الله عليه وآله) أن يلفت نظر جابر إلى أهميّة شهر رمضان وخطره. ولا شكّ في أن النبي (صلى الله عليه وآله) يريد من أتباعه أن يكونوا في قلق مراعاة آداب شهر رمضان أكثر من البهجة والتمتع ببركات هذا الشهر وبشاراته.
عدم الاسترخاء من طبيعة مجلس الضيافة
• من شأن كلمة «الضيافة» أن تلفتنا إلى بعض أوجه الصعوبة في شهر رمضان. لأن الإنسان بطبيعة الحال لا يمكنه أن يسترخي ويكون على راحته في مجلس الضيافة ـ حتى وإن كان زاخراً بالعطايا ـ كما إذا كان في بيته، ولذلك وبسبب اقتضاءات مراعاة الأدب، يعاني من بعض القيود التي لا وجود لها في بيته. مهما كان مجلس الضيافة ممتعا ومريحا للإنسان مع ذلك لا يسعه أن يفعل كلّ شيء، وبقدر أهمية المجلس وشموخه، ينشغل الإنسان عن راحته بالانتفاع من هذا المجلس.
الخوف من فقد فرصة شهر رمضان الذهبية
• أليس شهر رمضان فرصة ذهبية؟ أولسنا بحاجة وشوق شديدين إلى هذه الفرصة؟ إذن لابدّ أن نخشى ذهاب هذه الفرصة وعدم انتفاعنا بها. كلما كانت هذه الضيافة أعزّ علينا يزداد خوفنا من ضياعها وتعترينا الهواجس والأسئلة أن: هل سأنتفع بشهر رمضان بأفضل انتفاع؟ أم سأكون في شهر رمضان المبارك من زمرة الذين لا يكون نصيبهم فيه سوى الجوع والعطش؟ وهل ستلبّى احتياجاتنا الكثيرة في هذا الشهر؟... وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي تتبادر إلاّ إلى المشتاقين وأولي الهمم العالية. إلا اللهمّ إذا كنّا مُتخَمين بالنعم المعنوية وأصبحنا غير مضطرّين إلى المزيد منها وأصبح شهر رمضان لنا شهر نزهة وتبديل جوّ فعند ذلك سنكون بغنى من هذا القلق. فإن هذا الكلام من السخافة والتفاهة بمكان بحيث لا يستحقّ الاعتناء. إذ عندما نرى أولياء الله يلتمسون ويتضرّعون إلى الله من أجل كسب ذرة من عنايات الله سبحانه، والحال أن كسب رضا الله ليس بأمر عسير عليهم، فتكليف باقي الناس معلوم.
• ولكن من باب ذكر شيء في هذا المقام، أقول إن حالنا لا يخلو من حالين؛ فإما لسنا من أهل العرفان والعبادة، فعند ذلك من الواضح أن سنكون مضطرّين ومحتاجين، وإن لم نشعر بذلك نحن. وإن كنّا من أهل ذلك، فمن المؤكد أن قد أصبحنا من المحبين إلى مناجاة الله واكتساب عنايته بحيث نصبح متعطّشين إلى نيل المزيد من ألطاف الله ورحمته.
• فإذن اسمحوا أن نستعرض عبر عبارات واضحة هواجسنا وعواملها:
هواجس الدخول
1ـ نقصان ما ننجزه من عمل
• أولا يودّ الصالحون من الناس أن ينجزوا جميع أفعالهم بشكل جيّد. فإذا أنجزوا فعلا ما لا يحبون أن يكون ناقصا ومليئا بالعيوب. ورمضان كل سنة عبارة عن فعل وأثر نتركه في عالم الوجود، ونحن سوف نواجه هذا الإنجاز يوم القيامة. وحتى إن أنجزت أشهر رمضان القادمة بشكل جيّد لا تعوّض عن نواقص شهر رمضان الحاضر. فلكلٍّ علامة وسمة مستقلّة. الخوف من عدم إنجاز شهر رمضان بالمستوى المطلوب هو شيء متعارف لدى هؤلاء.
2ـ أن يكون مستوى أوج ارتفاعنا منخفضًا
• ثم إذا كان شهر رمضان أوج صلاحنا وحسننا، وعادة ما لن نحصل على حالة أفضل مما كنا نعيشها في شهر رمضان، وبطبيعة الحال كل درجة سوف نحصل عليها في شهر رمضان، سنحصل على أقلّ منها في غيره من الشهور، فهذه الحقيقة مما تبعث خوفا في نفوس أولي الهمم العالية خشية من أن يكون مستوى أوج تحليقهم وأوج إنسانيّتهم منخفضًا مما يأباه بعد النظر وعلوّ الهمّة.
3ـ عدم مراعاة حرمة شهر رمضان
• كلما ازداد شهر رمضان قدسية ورفعة لدى محبي الله، تصبح أهمية مراعاة حرمة هذا الشهر ومعرفة قدره مدعاة لخوفهم. طبعا لكل من هذه الهواجس طعم خاص. وإن بعض هذه الهواجس كهذا الخوف ليس بمرّ ولا مكروه بل حلو وممتع. وهذا الشعور يشبه بشعور العاشق الذي يخاف على هدية حبيبه، فهو يحافظ عليها بشدّة خشية إصابتها بصدمة.
4ـ الشقاء
• المفترض في شهر رمضان هو أن تشملنا المغفرة الإلهية، وإنها من الأهمية بمكان بحيث قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):«فَإِنَّ الشَّقِيَ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِیمِ» [عيون أخبار الرضا/ج1/ص295] أليس هذا يكفي لخوفنا من عدم الغفران، وعدم العفو والتكفير عن سيئاتنا وأن نخرج من شهر رمضان بنفس مساوئنا؟ وليت شعري أين تطهّر هذه الأقذار إن لم تطهّرها عين رمضان؟
5ـ قبول العمل
• إن كان المفترض هو أن يكون شهر رمضان شهر عبادتنا وأن تعرض طاعاتنا وعباداتنا على محضر إله العالمين سبحانه وتعالى، أليست عظمة مقام ربوبيّته وأبهته مدعاة لخوفنا من قلة قيمة أعمالنا؟ أ وليس من شأن علوّ مرتبة بارئ الخلق سبحانه وتعالى أن ترتجف قلوب عباده خوفا من عدم قبول عملهم؟!
لماذا لم يهتمّ البعض لقبول أعمالهم؟
• ترى بعض الناس إذا قاموا بعبادة ما مثل الصلاة، لا يهتمّون بعد بأنه هل رضي الله بهذه الصلاة أم لا؟ وهل رضي بصوم شهر رمضان هذا أم لا؟ مع أنهم يحملون مثل هذا الهمّ والقلق لكثير من قضايا حياتهم الأخرى. كأنهم يطلبون الله، وقد سمعوا منه كلاما شديدا اضطرهم إلى القيام بهذه العبادة، وكأنهم يرون أن هذه العبادة على علّاتها كافية وزائدة على من أمرهم بها!
• هم لا يعلمون أن الله ينظر إلى مشاعر عباده، فإذا كان أحد غير مهتمّ لقبول عمله، فهو في الواقع يقوم بأعماله كرها. ولا قيمة لهذا العمل عند الله بعد.
• ما قيمة عبادات العبد عند الله، إذا رأى عبده يرمي عباداته صوب ربه بغير مبالاة وهو غير مهتمّ لوصولها إلى الهدف وقبولها من قبل المعبود، والحال أن المهمّ لدى الله قبل العمل وبعد العمل وفي أثناء العمل هو العبد نفسه وإقباله إلى الله وقلبه العاشق لربّه. ومن هنا ترى کم من صائم ليس له من صيام شهر رمضان إلا الجوع والظمأ.
• مثل الأجير الذي فرضوا عليه حرث الأرض. فبعد أن حرث الأرض كرها لا ينظر إلى عين صاحب العمل باحثا عن رضاه، بل ينظر إلى يده ليستلم أجره. وإن كان لا يتوقّع الأجر وكان يعتبر صاحب العمل ظالما لا يؤجره بشيء، فسوف يرمي المسحاة أمام رجله ويذهب.
• هل تعلمون متى نكون غير مبالين بنتيجة أعمالنا ولا يعترينا القلق من أن هل سينال عملنا رضى الله أم لا؟ أضرب مثالا قاسيا مع طلب المعذرة، لأنه بمنزلة الضربة القاضية لمن يريد أن يكون مقاوما لهذا الكلام ولا يتأثر.
• إن دخل على بيتنا فقير مسكين، وأردنا أن نعطيه طعاما، فبما أن شخصية هذا الفقير غير مهمّة لدينا، وكنا بصدد تقديم بعض فضائل الطعام له، عند ذلك لا نهتمّ بثمن الإناء الذي نصبّ الطعام فيه، وبأنه هل سيعجبه الإناء أم لا. ولا سيّما إن كنّا قد أعطيناه الطعام مع الإناء ولم نتوقّع منه إرجاعه. فنحن في هذا المقام غير مهتمّين باستحسان الفقير عملَنا وأسلوبَ ضيافتنا، بل نريد أن نعطيه شيئا ليذهب ويبتعد.
• لا شك في أن الخروج من هذه الهواجس وغيرها التي لم نحصها، لا يمكن إلا بمدد ربّ العالمين. كما أن الدخول في وادي الخوف إنما يتحقق عبر حبّ المعبود ومعرفته.
• يا له من إنسان رفيع الهمّة والنظر، وهو ذاك العبد الذي يقلق لنتيجة عمله وآخر فعله منذ البداية، ويردد هذا الدعاء القرآني بمشاعر مزيجة من الخوف المصحوب بالعشق والمعرفة منذ دخوله في شهر رمضان: «وَقُل رَبِّ اَدخِلنِي مُدخَلَ صِدقٍ وَ اَخرِجنِي مُخرَجَ صِدقٍ وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطَاناً نَصِیراً» [الإسراء/80]
سماحة الشيخ علي رضا بناهيان
خمس صفات خاصّة بالمؤمنين
{إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَـناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَـوةَ وَممّا رَزَقْنَـهُمْ يَنفِقُونَ * أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقَّاً لَّهُمْ دَرَجَتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ} سورة الانفال.
الآيات ـ محل البحث ـ تذكر صفات المؤمنين بحق في عبارات موجزة غزيرة المعنى.
فيشير الذكر الحكيم في هذه الآيات إلى خمس صفات بارزة في المؤمنين: ثلاث منها ذات جانب معنوي وروحاني وباطني، واثنتين منها لها جانب عملي وخارجي...
فالثلاث الأُولى عبارة عن «الإحساس بالمسؤولية» و «الإِيمان» و«التوكل».
والإثنتان الأُخريان هما الإِرتباط بالله، والإِرتباط بخلق الله سبحانه.
فتقول الآيات أوّلا: (إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم).
و«الوجل» حالة الخوف التي تنتاب الإِنسان، وهو ناشيءٌ عن أحد أمرين: فقد ينشأ عند إدراك المسؤولية وإحتمال عدم القيام بالوظائف اللازمة التي ينبغي على الإِنسان أداؤها بأكمل وجه امتثالا لأمر الله تعالى.
وقد ينشأ عند إدراك عظمة مقام الله، والتوجه إلى وجوده المطلق الذي لا نهاية له، ومهابته التي لا حدّ لها.
وتوضيح ذلك: قد يتفق للإِنسان أن يمضي لرؤية شخص عظيم هو ـ بحق ـ جدير بالعظمة من جميع الجوانب، فالإِنسان الذي يمضي لرؤيته قد يقع تحت تأثير ذلك المقام وتلك العظمة، بحيث يحس بنوع من الرهبة في داخله ويضطرب قلبه حتى أنّه لو أراد الكلام لتعلثم، وقد ينسى ما أراد أن يقوله، حتى لو كان ذلك الشخص يحب هذا الإِنسان ويحب الآخرين جميعاً ولم يصدر عنه ما يدعو إلى القلق.
فهذا الخوف والإِضطراب أو المهابة مصدرها عظمة ذلك الشخص، يقول القرآن الكريم في هذا الصدد: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
كما نقرأ في آية أُخرى من قوله تعالى: (إنّما يخشى الله من عباده العلماء).
وهكذا فإن العلاقة قائمة بين العلم والخوف أيضاً، وبناءً على ذلك فمن الخطأ أن نعدّ أساس الخوف والخشية عدم أداء الوظائف المطلوبة فحسب.
ثمّ تبيّن الآية الصفة الثّانية للمؤمنين فتقول: (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً).
إنّ النمو والتكامل من خصائص جميع الموجودات الحية، فالموجودات الفاقد للنمو والتكامل إمّا أن يكون ميتاً أو في طريقه إلى الموت. والمؤمنون حقّاً لهم إيمان حيّ ينمو غرسه يوماً بعد يوم بسقيه من آيات الله، وتفتح أزهاره وبراعمه، ويؤتي ثماره أكثر فأكثر، فهم ليسوا كالموتى من الجمود وعدم التحرك، ففي كل يوم جديد يكون لهم فكر جديد وتكون صفاتهم مشرقة جديدة...
وهذه الدّرجات مبهمة لم يعين مقدارها وميزانها، وهذا الإِبهام يشير إلى أنّها درجات كريمة عالية.
وللمؤمنين إضافة لدرجاتهم رحمة من الله ومغفرة ورزق كريم.
والحق أنّنا ـ نحن المسلمين ـ الذين ندّعي الإسلام وقد نرى أنفسنا أُولي فضل على الإسلام والقرآن، نتهم القرآن والإِسلام جهلا بأنّهما سبب التأخر والإنحطاط، وتُرى لو أنّنا طبقنا فقط مضامين هذه الآيات محل البحث على أنفسنا و التي تمثل صفات المؤمنين بحق، ولم نتكل على هذا وذاك، وأن نطوي كل يوم مرحلة جديدة من الإِيمان والمعرفة، وأن نحس دائماً بالمسؤولية لتقوية علاقتنا بالله وبعباده فننفق ما رزقنا الله في سبيل تقدم المجتمع، أنكون بمثل ما نحن عليه اليوم؟!
وينبغي ذكر هذا الموضوع أيضاً، وهو أنّ الإِيمان ذو مراحل ودرجات، فقد يكون ضعيفاً في بعض مراحله حتى أنّه لا يبدو منه أي شيء عملي مؤثر، أو يكون ملوّثاً بكثير من السيّئات. إلاّ أنّ الإِيمان المتين الراسخ من المحال أن يكون غير بناءً أو غير مؤثر ومايراه البعض من أن العمل ليس جزءاً من الإِيمان، فلإقتصارهم على أدنى مراحل الإِيمان.
* تفسير الأمثل _ سورة الأنفال/ اية الله مكارم الشيرازي.
ماذا وراء التهويل الأميركي بالتصعيد ضد إيران؟
التقارير الاستخبارية المزعومة بشأن أنشطة ضد المصالح الأميركية، يستخدمها جون بولتون لإشباع رغبة "إسرائيل" والسعودية والإمارات في جرّ ترامب والبنتاغون إلى التصعيد العسكري، لكن إيران الواثقة من قدرتها على مواجهة العقوبات والتصدّي لأسوأ الاحتمالات في حال حدوثها، لا تتأثر بالتهويل والحرب النفسية.
جون بولتون يستند إلى تقارير استخبارية تزعم بملاحظة خطط أنشطة إيرانية "تجعل واشنطن أن تعتقد بعملية تصعيد إيران لضرب المصالح الأميركية ومصالح حلفائها"، كما يقول. وفي التفصيل تذكر صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن هذه الأنشطة تستهدف القوات والمصالح الأميركية براً وبحراً في العراق، وربما في سوريا. وتستهدف أيضاً القوات الأميركية في الكويت والخليج وباب المندب.
لكن "نيويورك تايمز" التي تنقل الخبر تلاحظ أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أدلّة ملموسة، وهو ما يطالب به رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيت ماكينزي، على الرغم من الطلب بتزويده المزيد من الوحدات العسكرية على سبيل الاحتياط بناءً على المعلومات الأولية.
بيان الادعاء بالمعلومات الاستخبارية يصدر عن مكتب بولتون، على غير المألوف في حالات مماثلة يُصدر بياناتها البيت الأبيض والبنتاغون. لكن بولتون يفرض في مزاعمه ما سمّاه القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شانهان "إعادة تمركز للعتاد رداً على مؤشرات بتهديد جاد من قبل إيران"، وهو ما دعا إليه بولتون "كإجراء وقائي لحماية القوات الأميركية والقوات الصديقة من إيران".
في هذا السياق يُعلن بولتون عن توجه حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس أبراهام لنكولن" مع طرادات وقاذفات من منطقة القيادة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط إلى المتوسط والخليج" ويشير إلى أن أميركا لا ترغب بالحرب لكن أي هجوم سيقابل بقوّة شديدة.
معلومات موقع "أكسيوس" الأميركي تفيد بأن التقارير الاستخباراتية هي تقارير إسرائيلية. وفي كل الأحوال من المستبعد أن تكون تحركات بولتون بعيدة عما وصفه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الباءات الثلاثة وهي بنيامين نتانياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد. وهذه الباءات الثلاثة التي يمكن إضافة إليها مايك بومبيو ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس، تعمل مع الفرق التابعة لها على اختلاق الادعاءات المزيفة للضغط على ترامب وعلى البنتاغون للتدخل العسكري وعدم الاكتفاء بالعقوبات الاقتصادية والاعتداءات السياسية سواء ضد فنزويلا أم ضد إيران. فهذا التوجه يعبر عنه السفير الأميركي في روسيا بقوله "كل حاملة طائرات في مياه المتوسط تعادل 100 ألف طن من الدبلوماسية العالمية" في إشارته إلى حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" التي دخلت إلى قبالة الساحل السوري مع 5 سفن حربية قبل أكثر من أسبوعين.
واقع الحال لا يقدّم التهديد الأميركي بحاملة الطائرات، ولا تؤخر في تغيير المعادلات، ولهذا يصفها المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كيوان خسروي بأنها عملية استعراضية وبأن بولتون لا يفقه العمل العسكري. فإيران قادرة في الظروف الحالية على بيع نفطها ويمكنها الحفاظ على اقتصادها، كما يؤكد ظريف.
وعلى الرغم من كل الضغط الأميركي في العقوبات وتلويح بولتون بالتصعيد العسكري، لا تزال البحرية الأميركية ملتزمة بالتنسيق مع "حرس الثورة" بالدخول إلى مضيق هرمز ولا تدّعي أميركا بأنها ستتدخل بأي شكل من الأشكال لمنع السفن الإيرانية أو المحملة بالنفط الإيراني من عبور المضيق، وفي البحار والمحيطات. فهي تفرض عقوبات على الشركات العالمية وعلى الدول التي تشتري النفط الإيراني، ولم تنصاع الصين وتركيا وبعض الدول الأخرى ووجدت إيران طرقاً رمادية لتسويق النفط.
في المقابل، تحصّن إيران قدراتها على التصدّي إذا تعرّضت لعدوان أميركي، وأنها قادرة على هزيمة أعدائها، بحسب تأكيد قائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي، وبحسب ما توعّد به كل من قائد فيلق القدس ومستشار المرشد لشؤون التصنيع العسكري. فهي تسعى إلى منع أي محاولة لإشعال الحرب مع إيران وإشعال المنطقة. لكن إذا حاول بولتون الانتحار فمن المستبعد أن تقدم على إنقاذه على حساب مصالحها واستقرار المنطقة. وفي هذا الأمر لا تأخذ إيران بالحرب النفسية وتزييف بولتون، إنما تنظر بالوقائع إذا حاول ترامب والبنتاغون الانجرار إلى التصعيد ويكون عندها لكل حادث حديث ولكل مقام مقال.
قاسم عز الدين