Super User

Super User

اتخذ الرئيس الاميركي دونالد ترامب، قرارا بعدم تمديد الاعفاءات النفطية المستثناة لثمانية من زبائن النفط الايراني، بهدف تصفير صادرات النفط الايرانية التي تشكل اقل من ثلث ميزانية الدولة، هذا القرار سيؤدي بلا شك الى إشكالات دولية وإقليمية نظرا لترابط المصالح الدولية وتعقيداتها.

ان القرار الاميركي وما شابهه من قرارات ضد ايران بهدف زيادة الضغط عليها، تجسد إنعكاسا لمدى الشعور المتخبط لترامب وإدارتة والمخاوف الصهيونية ومن يدور في فلكهم من مشيخات الخليج الفارسي، خصوصاً بعد المشاهد الميدانية التي فاجأتهم باستراتيجيات وتكتيكات عسكرية غير متوقة لساحة المعارك لجبهة المقاومة سواء في العراق وسوريا واليمن، حيث تكبد الحلف الصهيواميركي وبعض دول الخليج الفارسي مرارة المعركة، ومني بهزيمة تجاوزت كل حساباته الذهنية التي أنفق لها الكثير من الوقت والاموال لدراستها وتنظيمها، الامر الذي ادى الى انهيار دوافعه الداخلية.

إن انهيار الدوافع الداخلية لدى الحلف الصهيواميركي، أدت بالتالي الى اختلاط المسارات المرسومة لتنفيذ خطط إستراتيجية مستقبلية، وأصبحت خطواتها أكثر تعقيداً، ومستوى نجاحها النهائي أكثر إستحالة، من قبيل مخطط "الشرق اﻷوسط الجديد" بتقسيماته الجديدة وصفقة القرن لضمان امن الكيان الصهيوني وتسييده على المنطقة، وصولا الى حلف الناتو العربي الموجه بالأساس ضد ايران وجبهة المقاومة.

هذا الانهيار في الدوافع الداخلية، دفع الحلف الصهيواميركي الى اللجوء الى الدوافع الخارجية من خلال العديد من المؤتمرات التي يعقدها هنا وهناك، ومحاولات استقطاب أكبر عدد من الدول من خلال الزيارات المكوكية المكثفة لكبار المسؤولين اﻷميركان، وقرارات أخرى متفردة كاﻹنسحاب من اﻹتفاق النووي، وآخرها الحظر اﻹقتصادي الذي هو بحد ذاته ليس جديدا وانما جربته أميركا مرارا وثبت عدم جدواه. لكن هذه القرارات لها أثر عكسي قد يتسبب في حدوث كوارث اقتصادية كبرى، واضطرابات قد يمتد اثرها من الشرق الاوسط الى انحاء العالم كافة.

وبما ان قرارات ترامب هذه كانت متفردة وناتجة عن تخوفات صهيونية، ومهما كانت اسبابها ودوافعها، الا ان آثارها سلبية، قد تقود العالم الى حافة حرب عالمية ثالثة يتضرر منها العالم بأسره وليس فقط ايران، لذلك نجد ان الجانب الواقعي لهذه القرارات انها غير منطقية وغير مقبولة. وبناءً عليه فإن الغالبية سواء داخل اميركا او الغالبية الدولية، منزعجة من تهويلات وقرارات ترامب التي ستؤدي الى اﻹضرار بمصالح دول صناعية كبيرة تعتمد على النفط اﻹيراني، والتي تتصادم مع وجهة النظر الأميركية ذات اﻷهداف السياسية في تركيع الدول، وبسط نفوذها والهيمنة على مصادر الطاقة العالمية.

لذلك فإن توجه الحلف الصهيواميركي السعوإماراتي (نظرا لانضمام السعودية والامارات الى لعبة ترامب الخطرة باعلانهما الاستعداد لسد نقص النفط الايراني في الاسواق) نحو العنف من أقصر الطرق للإنهيار الذاتي مهما كانت توصيفاتهم، والمقدمات في حربهم النفسية عن قوة الجيش الأميركي والتقنية التكنولوجية ﻷسلحتهم وصواريخهم وطائراتهم، وإذا بلغ الجنون بترامب والكيان الصهيوني بالهجوم على إيران فلن يحظى بإستجابة دولية، وستنعكس آثارها عليهم بالخسارة المنكرة.

والتجربة التي خاضها هذا الحلف في حروبه في العراق وسوريا واليمن ونتائجها في هزائمهم المتتالية هي خير دليل من سيكون الرابح في النهاية. كما ان ايران اثبتت قدرة ومرونة عالية على التأقلم طيلة العقود الاربعة الماضية، بل قابلية على زيادة قوتها وقدراتها وتأثيرها الاقليمي والعالمي رغم كل الضغوط بدءا من الحصار والحرب وكل انواع الضغوط، ومن جرب المجرب حلت به الندامة!

متاهات التناوب، عنوان حول المغرب للباحثة رقية المصدق، رصدت فيه الحركة السياسية المغربية وتجربة ما يُعرَف بدولة المخزن في هذه الحركة، وقد وجدت العنوان ملائماً للحالة السودانية، التي تراوح مكانها بين العسكر وأحزاب اليمين، كما في إطار الشعارات والمطالب نفسها منذ عقود.
كانت السودان قد خضعت لحُكم ثنائي بريطاني مصري في نهاية القرن التاسع عشر، وذلك تحت تأثيرات متعدّدة، كبوابة لإفريقيا الإستوائية من جهة، كما بسبب الصراع على القطن وغيره.
ومع تفاعُل الأهالي مع الحراك السياسي المصري وانتفاضة 1919، وكذلك بسبب تقاليد الكفاح السودانية ضد الإستعمار البريطاني، شهدت السودان سلسلة من الانتفاضات الشعبية، الوطنية والطبقية، وكان ملاحظاً في كل مرة عدم انخداع الأهالي بالوعود والمشاريع البريطانية المزعومة للإصلاح الدستوري، واتّساع قاعدة العمل السياسي الحزبي بكل تياراته.
وكما وفّرت انتفاضة 1919 المصرية بيئة إقليمية لكل ذلك، ساعدت حركة الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر واحترامها لإرادة السودانيين، على استقلال السودان وإعلانه جمهورية مستقلّة عام 1956.
منذ ذلك الحين دخل السودانيون في تناوبات موضوعية بين الأحزاب والعسكر، تكاد تكون سِمة خاصة بهذه التجربة بما يشبه التناوب الدائري بين الأحزاب نفسها، كما بينها وبين العسكر، كما في شعاراتها ومطالبها، كما لو أن السودان يدور في فراغ.
ولا بد قبل مقاربة هذه التجربة من الوقوف عند موضوعين:
1- أبرز التيارات السياسية والنقابية التي تُدير هذا التناوب أو تخضع له.
2- الخاصرة الجنوبية.


أحزاب السودان
بين الأعوام 1945 و1950، شهدت السودان ميلاد أهم القوى الحزبية التي لاتزال تتحكّم به، ويمكن تقسيمها إلى قوى تختلط فيها أنماط مذهبية بعائلات نافِذة قبلياً واجتماعياً واقتصادياً، مثل حزبي الأمّة والإتحاد الديمقراطي، وقوى ذات بُعد آيديولوجي مثل الشيوعيين والإسلاميين، بالإضافة إلى تجربة نقابية مُبكرة وحيوية:
1- ولِدَ حزب الأمّة من رحم طائفة الأنصار وبقيادة عائلة المهدي (الهادي ثم الصادق)، وهي عائلة ثرية من ملاّك الأراضي والكومبرادور، مما يفسّر مرونتها في العلاقة مع الإنكليز والأميركان والسعودية.
وقد تولّى الحزب الحكومة أكثر من مرة، عبر عبدالله خليل والصادق المهدي نفسه، وكان الحزب مُصنّفاً ضمن ما يُعرَف بخط الإستقلال عن مصر، حتى أن حكومته خلال العدوان الثلاثي تردّدت في إدانة العدوان.
2- أما الإتحاد الديمقراطي، فهو مُحصّلة اندماج قوى عديدة، وقد ولِدَ من رحم طائفة الختمية بقيادة عائلة الميرغني، وكان يضمّ فئات اجتماعية متنوّعة بين البرجوازية المتوسّطة والكبيرة.
وقد تولّى الحزب رئاسة الحكومة أكثر من مرة عبر إسماعيل الأزهري، وكان مُصنّفاً ضمن ما يُعرَف بالخط الإتحادي مع مصر، إذ كان يطالب حتى لحظة الإستقلال بدولة فدرالية مصرية سودانية.
3- القوى اليسارية والقومية (شيوعيون، ناصريون، بعثيون) وقد ظلّ الحزب الشيوعي لفترةٍ طويلةٍ أكثرها تنظيماً وفعالية، فالحزب الذي تأسّس عام 1946، لفت الإنتباه إلى الموارد الكبيرة للسودان وضرورة استثمارها وطنياً، بالإضافة لاهتماماته بالحركة العمالية وخاصة عمال السكك الحديد وكذلك الطلبة والجيش، بل إنه اتّهم بتدبير محاولة الانقلاب العسكري عام 1971 التي استولت على الحُكم لعدّة أيام، قبل نجاح النميري بالعودة إلى السلطة بدعم من السادات والقذافي وإعدام الضباط الذين قادوا المحاولة (هاشم العطا وبابكر النور وآخرون)، بالإضافة لأمين عام الحزب عبد الخالق محجوب وآخرين من رفاقه.
4- الإسلاميون بكل تياراتهم، من الجماعات الصوفية إلى السلفيين إلى الإخوان والتحرير إلى الإخوان الجمهوريين، ولعلّ أبرز هذه التعبيرات هي: أولاً، الأوساط الإخوانية، وتعود إلى نهاية الأربعينات قبل أن تتبلور تحت عناوين جبهوية في محطّاتها المُتعاقِبة من الجبهة الإسلامية عام 1955، إلى جبهة الميثاق الإسلامي عام 1965، إلى الجبهة الإسلامية القومية عام 1988 (القومية بالمعنى المحلي).
ورغم أن صعود الجبهة الإسلامية ظهر بعد سقوط النميري وفترتي سوار الذهب وحكومة المهدي، إلا أن هذا الصعود بدأ عملياً خلال السنوات الأخيرة للنميري، الذي استعان بالإخوان على طريقة السادات في مصر، لمواجهة الشارع واليسار، فضلاً عن تزامُن تعاون الإخوان مع النميري مع انفتاحه على تل أبيب (صفقة الفلاشا اليهود)، وعلى بريطانيا والولايات المتحدة، كما شكّل الإخوان غطاء أيديولوجياً للنميري في مُلاحقة (الإخوان الجمهوريين) وإعدام قادتهم.
بالمُحصّلة، تمكّن الإخوان من الإستيلاء على السلطة نفسها عبر انقلاب عسكري طالما ندّدوا به، وقد نظّمه حسن الترابي ونفّذه العميد عمر البشير سنة 1989، قبل أن يختلف الرجلان ويؤسّس كل منهما إطاراً خاصاً به.
ثانياً، المجموعة الإسلامية الثانية التي تركت بصمات فكرية أكثر منها سياسية، هي مجموعة (الإخوان الجمهوريون) بزعامة الشيخ محمود طه الذي أعدمه النميري بغطاء من الترابي بتهمة الردّة.
وقد عُرِفَ الشيخ طه بانفتاحه على خليط من الأفكار الإشتراكية والليبرالية والواقعية والعقلانية، التي ترفض تعدّد الزوجات وتطالب بالمساواة في الإرث بين الجنسين، وبتأميم المصالح الكبرى وبالتوسّع في إعمال العقل حتى لو اصطدم مع الشرع.
5- الأوساط النقابية، وخاصة التجمّع المهني، وتعود بدايات هذه الأوساط إلى نشاط العديد من النقابات العمالية المبكرة، كما إلى مؤتمر الخرّيجين 1936، وما تلاه من جبهات واتحادات نقابية موسّعة لعبت على الدوام دوراً مهماً في كفاح الشعب السوداني.

الخاصرة الجنوبية
كان جنوب السودان قبل انفصاله يشكّل ربع المساحة وربع السكان، ويحتوي على موارد كبرى بينها النفط ومساحات واسعة من الزراعات المختلفة مثل القطن.
وهو ديموغرافياً يتكوّن من قبائل نيلية وسودانية مختلفة، أشهرها الدينكا والنوير والشلوك، ويشمل ثلاث مديريات كبرى، هي بحر غزال، وأعالي النيل والمديرية الإستوائية.
أيضاً، وبالرغم من حملات التبشير المعروفة وبخلاف تصويره من قِبَل أحزاب اليمين السوداني كمنطقة تمرّد مسيحية، إلا أن نسبة المسيحيين لا تزيد عن نسبة المسلمين، وإنهما مجتمعتان لا تزيدان عن 40% مناصفة، مقابل أغلبية من الأرواحيين.
وتعود جذور الجماعات المسلّحة في الجنوب والبيئة القبلية الخاصة بكل منها إلى عوامل متعدّدة، منها التحريض والتمويل الخارجي المتعدّد المصالح (أميركا، بريطانيا، فرنسا)، ومنها السياسات التمييزية والطائفية لقوى اليمين في الشمال، إذ نعرف أن النزعات الإتحادية المحدودة عند الجنوبيين كانت تتلاشى في كل المرات التي استولى فيها غُلاة اليمين على السلطة في الخرطوم، سواء كانوا من العسكر مثل عبود والبشير، أم كانوا من الأحزاب، وهو الأمر الذي أدّى إلى انفصال الجنوب خلال الحُكم الإخواني كما هو معروف.

ما أشبه يوم السودان بأمسه
بعد سلسلة من التناوبات الحكومية بين الإتحاد الديمقراطي برئاسة الأزهري، وبين حزب الأمّة برئاسة عبد الله خليل، ممثّل المهدي، أطاح انقلاب عبود العسكري بالحُكم المدني 1958 وأطلق العنان لحيتان السوق والضرائب، وردّ على التبشير المسيحي في الجنوب بخطاب من الكراهية الطائفية المُضادّة في الشمال.
بالمقابل، كان ردّ الشارع واسعاً على ديكتاتورية عبود، وخاصة الجبهة الوطنية للنقابات بالإضافة لإضراب عمال السكة وتمرّدات عسكرية هنا وهناك، انتهت جميعها عام 1964 بعزل عبود وتشكيل حكومة مدنية برئاسة سر الختم خليفة وبمشاركة كل الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعي، وقامت بإلغاء الطوارىء والإفراج عن المُعتقلين وتصفية العناصر المحسوبة على عبود من الجهاز الحكومي، ووضع خطط باستثمار الموارد الكبرى في البلاد بتعاون مع الإتحاد السوفياتي.
وقبل أن تكرّس الحكومة نفسها وسياساتها الجبهوية أعلن الإخوان المسلمون وحزبا الأمّة والإتحاد الانسحاب منها وطالبوا بانتخابات نيابية، أسفرت عن أغلبية لحزب الأمّة ثم الإتحاد مقابل 11 نائباً للحزب الشيوعي، وكلّف الصادق المهدي بتشكيل الحكومة، وسط اتهامات له بالتواطؤ أصلاً مع انقلاب عبود.
وقبل أن يُعلن المهدي بالتوافق مع الحزب الإتحادي وعواصم الحلف الإسلامي بقيادة السعودية، تحويل السودان إلى جمهورية إسلامية ما يساهم في تفجير المسألة الجنوبية، أطاح الجيش بقيادة النميري بالحكومة سنة 1968 ولكن هذه المرة بأصابع ناصرية.
ويشار هنا إلى أن مصر عبد الناصر وفي إطار الردّ على العدوان الذي نفّذه الكيان الصهيوني في حزيران 1967، لعبت دوراً في انقلاب النميري في السودان كما في انقلاب القذافي في ليبيا.
وقد ظلّ النميري وفيّاً للقاهرة طيلة سنوات الرئيس عبد الناصر، فأعلن السودان جمهورية ديمقراطية وسنّ قانون للضرائب يطال الشرائح العليا بالإضافة لسلسة من الإجراءات الشعبية، منها تأميم العديد من المصالح الكبرى وتوسيع التعليم ومظلّة التأمين الصحي والإجتماعي، وتعرّض بسبب ذلك لتمرّد مسلّح في جزيرة أبّا مقرّ الإمام الهادي، زعيم الأنصار الذي قُتِل في قصف الجزيرة وإخماد التمرّد.
ومن المؤسف أن ما فشل الأميركان والرجعية في تحقيقه خلال زعامة عبد الناصر، انتهى مع الانقلاب الساداتي بعد وفاته، وتحوّل النميري إلى ظلّ سوداني لهذا الانقلاب، ومن ذلك فتح النظام والمؤسّسة العسكرية أمام الإخوان وتحالفاتهم، ما أسّس لاحقاً وبعد عهدين قصيرين لسوار الذهب والصادق المهدي، للانقلاب العسكري الإخواني سنة 1989 برعاية حسن الترابي وقيادة عمر البشير.

الإخوان في السلطة ، الفشل الكامل
بعد سنوات قليلة من الخطاب الإخواني الذي ذاع خلال سنوات ما يُعرَف بالربيع العربي والذي هاجم الجمهوريات العربية وانقلاباتها العسكرية، هاهي تجربتهم في السودان تقدّم أسوأ مثال على حُكم سياسي عرفه العرب في تاريخهم الحديث (الفساد ، ارتفاع الأسعار، البطالة، نفوذ الشركات، التبعية، الذرائعية، والبراغماتية ، واللعب على الحبال، وتفسّخ الدولة من دارفور إلى انفصال الجنوب).
والأسوأ من ذلك كله، أن كل هذا الجوع والقهر الطبقي والإجتماعي الذي تركه الإخوان وحُكمهم في السودان، كان في بلد غنّي بالموارد، بل أن تقارير الفساد حول حُكمهم، تشير إلى أنهم لم يكتفوا بإطلاق يد الشركات لتنهب وتستغلّ عمال وفقراء السودان، بل وضعوا يدهم على قطاعات واسعة من القطاع العام بإسم إعادة الهيكلة والخصخصة.
وبالمُجمل وحتى يغادر السودانيون متاهات التناوب بين العسكر وأحزاب اليمين، لا بديل عن مواصلة الضغط الشعبي من أجل ضمانات جبهوية وقانونية واجتماعية وسياسية، تستعيد مناخات الحكومة الأولى لسر الختم خليفة، وتستفيد من تجاربها، وتمنع قوى اليمين والرجعية والليبراليين وجماعات الربيع المشبوهة من إعادة السودان إلى تلك المتاهات.

 

موفق محادين، كاتب ومحلل سياسي أردني

هدد زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، السبت، باستهداف السفارة الأمريكية في بغداد إذا "تورط" العراق بصراع واشنطن مع طهران.

ونشر الصدر بيانا عبر حسابه على "تويتر"، دعا فيه إلى "إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد حال تورط العراق في هذا الصراع لكبح الغطرسة والاستعمار العالمي وإلا فإن السفارة ستكون في نطاق المقاومة مجددًا"، على حد وصفه.

ويتزعم الصدر كتلة "سائرون" التي تصدرت الانتخابات العامة العراقية الأخيرة، ولديها 54 مقعدا بالبرلمان من أصل 329.

وعبر الصدر ، في بيانه، عن قلقه إزاء "قضية الصراع (إيران مع الاتحاد الثنائي) الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

واعتبر أنه "بين الغاز الإيراني وأصول العراق والخوف من العقوبات الرعناء أصبح العراق عرضة للإذلال بين المتسابقين".

وطرح الصدر في بيانه عشرة بنود وصفها، بأنها "حلول للخروج من عنق هذه المشكلة" ومن بينها: "إرسال وفود إلى الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وإلى السعودية وإلى الاتحاد الأوروبي للضغط على (الاتحاد الثنائي) لإخراج العراق من هذه الفوضى".

وذكر الصدر في بيانه أيضا أن "في حال استمرار (الاتحاد الثنائي) بالإضرار بالعراق وشعبه وأمنه، فعلى الحكومة التعامل بالمثل قدر الإمكان وان تدافع عن نفسها ضد الاحتلال الأمريكي الصهيوني في الأراضي العراقية وغيرها حفاظا على هيبة العراق وشعبه".

وتتضمن البنود أيضا، "تشكيل أفواج عراقية وطنية من الجيش والشرطة حصراً وبإشراف من رئيس الوزراء لحماية الحدود بصورة دقيقة من أي تدخل من أي جهة كانت".

كذلك طالب الصدر بـ"انسحاب الفصائل العراقية المنتمية للحشد الشعبي وغيرهم من سوريا ورجوعهم إلى العراق فورا وبلا تأخير".

وأيضا طالب بـ"إيقاف الحرب في اليمن والبحرين وسوريا فورا وتنحى حكامها على الفور والعمل على تدخل الأمم المتحدة من أجل الإسراع بإقامة الأمن فيها والاستعداد لإجراء انتخابات نزيهة بعيدًا عن تدخل جميع البلدان وحمايتهم من الإرهاب".

كما دعا إلى "توقيع اتفاقية ثنائية بين العراق وإيران تنص على احترام السيادة لكلا الطرفين أو اتفاقية ثلاثية مع السعودية لإضفاء أجواء السلام ولو جزئيا".

واقترح الصدر"إرسال وفد إلى المرجعيات المهمة في العراق وخارجه وعلى رأسهم شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان".

وتتصاعد حدة التصريحات بين واشنطن وطهران على خلفية فرض الأولى حزمة عقوبات على الثانية.

أشاد رئيس وممثل قائد الثورة في بعثة الحج الايرانية علي قاضي عسكر بالحجاج الايرانيين ووصفهم بأنهم سفراء الثورة الاسلامية ويحملون رسالة الوحدة.

ووصف قاضي عسكر، في كلمته أمام ملتقى تدريب الحجاج في محافظة طهران اليوم السبت، الحجاج الايرانيين بأنهم سفراء الثورة الاسلامية ومذهب أهل البيت عليهم السلام.

وأكد على ضرورة أن يحمل الحجاج رسالة الوحدة، مشددا علد أن الحج ليس مكانا للنزاع بين المسلمين الشيعة والسنة والجميع يتسمون بالأخوة.

ونوه الى أن عدد النساء الايرانيين المشاركات في الحج خلال العام الجاري أكثر من الرجال حيث يمثلن بحجابهن القيم السامية للثورة الاسلامية وتراثها الرفيع.

ولفت الى إنه لا ينبغي للحجاج أن يشعروا بالهواجس حيث تم الاتفاق مع الجانب السعودي أن الحج لا يرتبط بالعلاقات السياسية بين البلدين.

واوضح، إنه رغم عدم وجود علاقات سياسية واغلاق السفارة والقنصلية الايرانية في السعودية إلا أن هذا الموضوع لا يبعث على القلق حيث ان مكتب ممثلية منظمة الحج والزيارة ينشط في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

واشار الى ان الحجاج الايرانيين حظیوا بالكرامة والاحترام التامين خلال العامين الماضيين، موضحاً: أن إساءات كانت توجّه الى المقدسات الاسلامية الشيعية في البقيع سابقا كما كانت تحدث مشاكل في الطرق الا إن مثل هذه الحوادث لم تقع خلال العامين الماضيين وباتت الاجواء افضل من السابق.

قال مصدر في المعارضة السودانية ، السبت، إن قوى "إعلان الحرية والتغيير" والمجلس العسكري اتفقا على تشكيل "مجلس رئاسي سيادي" لإدارة الفترة الانتقالية.

وأضاف المصدر، رافضا الكشف عن هويته، أن المجلس سيتكون من عسكريين ومدنيين، دون تفاصيل إضافية.

وفي وقت سابق السبت، أعلن ممثلون عن "العسكري الانتقالي" وقوى "الحرية والتغيير" تفاؤلهم بإمكانية الوصول إلى تقارب في وجهات النظر بشأن القضايا الخلافية، وأبرزها إشراك المدنيين في مجلس سيادي بالمرحلة المقبلة.

وفي 11 أبريل/نيسان الجاري، عزل الجيش السوداني "عمر البشير" من الرئاسة بعد 3 عقود من حكمه البلاد، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.

وشكّل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط خلافات مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.

افتتح معرض طهران الدولي الـ 32 للكتاب صباح اليوم الثلاثاء برعاية وزير الثقافة والارشاد الاسلامي عباس صالحي وبحضور عدد من المعنيين بالشؤون الثقافية في مصلى "الامام الخميني (ره)" بطهران.

إن معرض طهران الدولي الـ 32 للكتاب افتتح فعالياته صباح اليوم الثلاثاء برعاية وزير الثقافة والارشاد الاسلامي عباس صالحي وبحضور عدد من المعنيين بالشؤون الثقافية في مصلى "الامام الخميني (ره)" بطهران.

ويشارك في هذه الدورة من معرض طهران للكتاب 3200 ناشر باجمالي 440 الف عنوان كتاب، من ضمنهم 2400 ناشر محلي بـ 300 الف عنوان كتاب فيما البقية هم من الناشرين الاجانب وعددهم 800 يشاركون بـ 140 الف عنوان كتاب.

والناشرون الاجانب المشاركون في المعرض يمثلون 30 دولة فيما اختيرت الصين ضيف شرف في هذه الدورة حيث تشارك بوفد يضم 150 شخصا.

ويقام المعرض تحت شعار "القراءة تمنح الاستطاعة" خلال الفترة من 24 نيسان /ابريل لغاية 4 ايار /مايو القادم. /انتهى/

أكثر من 800 شخص بين قتيل وجريح، هي حصيلة التفجيرات التي وقعت الأحد في سريلانكا، وكان عدد كبير منهم من المسيحيين الكاثوليك المحتفلين بعيد الفصح، بالاضافة الى مدنيين آخرين قضوا في تفجيرات في فنادق كبرى وأماكن أخرى. وألقت الحكومة السريلانكية باللوم على منظمة إرهابية هي "جماعة التوحيد الوطنية"، على الرغم من أنها لم تعلن مسؤوليتها، ثم قامت داعش باعلان مسؤوليتها وادّعت انها ردًا على مجزرة نيوزيلندا بالرغم من ان الضحايا في الفنادق ليسوا مسيحيين.

ويشكل المسيحيون(7,4%) إحدى الأقليات الدينية في سريلانكا التي تدين الغالبية العظمى من سكانها بالبوذية (70%)، وهم أقل عددًا من الأقليات الأخرى فيها كالهندوس (12,6%) والمسلمين(9,7%).

ولقد هزّت التفجيرات الرأي العام المحلي والعالمي، بالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تعاني الاقليات بشكل عام من تمييز وإضطهاد في سريلانكا، فالمسلمون كانوا قد تعرضوا في السابق أيضًا الى اعتداءات واضطهاد وإحراق مساجد من قبل مجموعات عرقية متطرفة.

ويعتبر الشعور بالتهديد الوجودي أهم ما يميز الشعور القومي في سيرلانكا، إذ إن الصراع مع قومية "التاميل" المدعومة من الهند، والتي شكّلت هاجسًا إنفصاليًا دائمًا لسيرلانكا، فرض نفسه على هذه الجزيرة الصغيرة، مما جعلها في حالة تأكيد مستمر على الذات والتوجس من الآخر.وشهدت الفترة الممتدة منذ عام 1983 وحتى 2009، حربًا أهلية سريلانكية دارت أحداثها ما بين حركة “نمور التاميل”، التي تعرف بالحركة السريلانكية الانفصالية الهندوسية، والحكومة “السنهالية”. وطالبت الحركة الانفصالية بدولة تاميلية مستقلة، إلا أنها هُزمت بشكل كامل عام 2009، وانتهى حلمها بالدولة المستقلة.

وبعد هزيمة حلفائها التاميل، إزداد قلق الهند مما يجري في المنطقة مع إعلان الصين "مبادرة الطريق والحزام" التي تعني مزيدًا من التوسع الصيني في المنطقة. ولقد وقّعت سريلانكا اتفاقية مع الصين بقيمة 1,1 بليون دولار تحصل بموجبها الصين على نسبة 70% من أسهم ميناء "هامبانتوتا" في الجنوب، والإشراف على تطويره. وبحسب الاتفاقية، تتولى البحرية السريلانكية مراقبة المياه وعدم السماح لأية بحرية أجنبية بأن تجعل هذا الميناء الذي يقع على طريق الشحن الرئيس بين آسيا وأوروبا، قاعدة لها أو أن تجري فيه أنشطة ذات طابع عسكري. ويضاف الى ذلك، القلق الهندي من تحركات بحرية الصينية ووجود غواصاتها النووية في المياه الاقليمية لسريلانكا ما يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

ولا ينفصل الصراع السياسي الداخلي في سريلانكا عن صراع الاستراتيجيات الدولية والتنافس بين الصين والهند في المنطقة والتي يختلف الساسة في سريلانكا حولها، فينقسم السريلانكيون حول الموقف من الإتفاقيات مع الصين التي استغلت عدم قدرة سريلانكا على سداد ديونها لتسيطر على أصولها السيادية.

وكما في معظم دول العالم، تقف الإقليات بشكل تلقائي مع السلطات الحاكمة، كونها تعتبر الضامن لها ولوجودها مقابل حركات إنفصالية أو تغييرية قد تجعل وجودها في مهب الريح، وهكذا دفع كل من المسلمين والمسيحيين ثمنًا باهظًا لوقوفهم الى جانب الحكومة السريلانكية، فعلى سبيل المثال قام التاميل في وقت سابق بطرد المسلمين من مناطق الشمال والشرق، وأخرجوهم قسرًا من قراهم وتمّ تهجيرهم من 130 قرية في الشمال.

في كل الأزمنة، تدفع الأقليات عادةً ثمن الصراع السياسي المحلي أو صراع الاستراتيجيات الدولية والاقليمية في منطقة معينة... وكما في المشرق، حيث دفع مسيحيوه دائمًا ثمن صراع الاستراتيجيات الكبرى في المنطقة، يبدو استهداف المسيحيين في سريلانكا اليوم (بغض النظر عن فاعله) جزءًا من الصراع المحلي الدائر في سريلانكا (المرتبط بالاستراتيجيات الاقليمية)، وذلك باعتبارهم موالين للحكومة، ولأنهم الحلقة الأضعف الذي يمكن معه إيلام الحكومة السريلانكية وزعزعة الاستقرار وضرب الإقتصاد كنوع من الصراع على السلطة..

ليلى نقولا، أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

كلام الحرب يُحلِّقُ عالياً هذه الأيام في أجواء الشرق الأوسط، بعد إصرار واشنطن على الذهاب بعقوباتها الإقتصادية إلى نهاية المطاف، على الدول التي تستورد النفط الإيراني، ونعني بها الصين وتركيا وتايوان والهند وكوريا الجنوبية وإيطاليا واليونان. ينبغي على هذه الدول أن تَكُفَّ عن استيراد النفط الإيراني إبتداء من 2 أيار/مايو المقبل وإن لم تفعل فستتعرَّض لعقوباتٍ اقتصاديةٍ أميركيةٍ بحسب البيت الأبيض.

الحرب الإقتصادية في عُرْف واشنطن ترمي إلى تطويع الجمهورية الإسلامية وحملها على تغيير سياستها في الشرق الأوسط. بَيْدَ أن إعلان الاستنفار في حالته القصوى في الأسطول الخامس الأميركي المُقيم في البحرين وتعيين الحرس الثوري في خانة الإرهاب، فضلاً عن حجم العقوبات وتوفير الدعم للمعارضة الإيرانية، يوحي برغبةٍ أميركيةٍ بتغيير النظام أو على الأقل حِرمانه في مرحلةٍ أولى من الوسائل الإقتصادية الضرورية لسياسته الخارجية.

بالمقابل تردُّ إيران بالقول إنها ستواصل بيعَ نفطها ولن تفلح واشنطن بتطويعها. وتُعَيّنُ بدورها القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط في خانة الإرهاب ، وتضعُ على رأس الحرس الثوري الإيراني القائد المُتشدّد حسين سلامي وترفع الإستنفار في قوّاتها إلى الحد الأقصى.

يجري ذلك في ظلّ خطاب حَرْبَجي من الطرفين، وصل إلى ذروته في الأيام الأخيرة، كما لاحظنا في تصريحاتٍ أميركيةٍ عاليةِ النبرة، إذ هدَّد جون بولتون الإيرانيين بالقول "أنتم تصفوننا بالشيطان الأكبر ويجب أن تعلموا أنه في حال تَعرُّضِكم لقواتنا أو لحلفائنا وأصدقائنا في المنطقة، فإننا سنريكم الجحيم". من جهته حذَّر وزير الخارجية مايك بومبيو "إن أقفلتم مضيق هرمز فسنفتحه بالقوّة"، وكان ترامب قد هدَّد في وقتٍ سابقٍ "ستتعرّض إيران لعقوباتٍ لم يسبق لأحدٍ أن تعرَّض لها في التاريخ".

الردّ الإيراني جاء موازياً على لسان القادة العسكريين حيث أكَّد قاسم سليماني قائد فيلق القدس مُخاطباً الأميركيين. "خضتم حرباً وأرسلتم 110 آلاف جندي إلى أفغانستان من دون جدوى. أنتم اليوم تتوسّلون طالبان للخروج من هذا البلد وتجرؤون على تهديدنا؟!" وأضاف مُحِذّراً ترامب "تهدّدنا بحربٍ لا مثيل لها في التاريخ. هذا كلام ملاهي الليل ولا يمكن أن يتلفَّظ به إلا نادِل بار، وبالتالي لا يفعل سوى أن يحطّ من قَدْر الأُمّة التي تمثلها. ولن يتشرَّف رئيسنا بالردّ عليك. أنا الجندي سليماني أردّ أقول لكم لقد فعلتم ما تستطيعون ضدّنا ولم تحصلوا على أية نتيجة خلال العشرين سنة الماضية.. أنا قاسم سليماني سأواجهكم بفيلق القدس. كن واثقاً أنه لا تمرّ دقيقة من دون أن نفكِّر بتدميركم. إعلموا إننا على مقربة منكم وسنأتي إليكم من حيث لا تتوقّعون".

قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد، حسين سلامي معروف هو الآخر بتصريحاته الهجومية، فقد سبق له أن هدّد نتنياهو بالقول "عليك أن تتعلَّم السباحة فقد لا يسعفك الوقت للهروب من بلدك إلا بواسطة العوم". وكان سلامي قد أكّد في 19 شباط/فبراير الماضي أن إيران تتهيّأ لتحطيم أميركا وإسرائيل وشركائهم  بقوله "حربنا المقبلة لن تكون محلية أبداً".

على الرغم من القاعدة العربية الشهيرة التي تقول بأن "الحرب أولها كلام" فإن التصعيد الذي رأينا بعض أبرز ملامحه قد لا يكون مدخلاً إلى حرب طاحنة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، ذلك أن لغة المُخاطبة بين الطرفين كانت دائماً عدوانية ولكن الكلام نفسه يمكن أن يُمهّد لحربٍ غير مسبوقة. الأمر الذي يستدعي ألقاء الضوء على فرضيات المُجابهة المسلحة وفرضيات التسوية في الآن معاً.

نبدأ من فرضيات الحرب التي تُبنى على واقع أن إيران مُحاطة من كل حدودها بقواعد عسكرية أميركية بانتظار ساعة الصفر، لاقتلاع الجمهورية الإسلامية باعتبارها الحاجز الأخير في الشرق الأوسط أمام النفوذ الأميركي المُطلَق. ويحلم اليمين الأميركي المُتشدِّد بتوفير بيئةٍ آمِنةٍ لإسرائيل تليها صفقة القرن وعودة مضمونة للولايات المتحدة الأميركية إلى الشرق. والمُلاحَظ أن تل أبيب والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تدفع بهذا الاتجاه، فضلاً عن الخبراء العسكريين الذين يرون أن وسائل الدفاع الإيرانية ضعيفة وأنه من السهل تحطيم الأسطول البحري الإيراني خلال يومين، في حين لن يجد الطيران الحربي الأميركي مقاومة إيرانية مهمة.

تبدو هذه الفرضية وردّية الملامح لأنها تُهمِلُ القياس إلى نتائج حربيّ أفغانستان والعراق التي انتهت بكارثتين تعاني واشنطن من سوء إدارتها حتى اليوم، ناهيك عن كون إيران بلداً عملاقاً يحتل موقعاً استراتيجياً في الشرق الأوسط لا نظير له، ويملك وسائل جدّية في الدفاع عن نفسه وعلى رأسها 750 ألف جندي يمكنهم إلحاق أكبر الأذى بعدوهم، ناهيك عن احتمال توسّع الحرب لتشمل المنطقة بكاملها.

أما فرضيات التفاوض فتنطلق من المثال الكوري الشمالي حيث انتهى التصعيد اللفظي بين الطرفين الأميركي والكوري إلى الجلوس حول  طاولة المفاوضات. ويُعزّز هذه الفرضية أن إيران ليست أفغانستان طالبان التي كانت معزولة عالمياً ، وهي ليست عراق النظام السابق الذي أنهكته الحروب. ناهيك عن أن حرباً أميركية على إيران من الممكن أن تتدحرج نحو حربٍ عربيةٍ إسرائيليةٍ مع محور المقاومة مع ما يعنيه ذلك من جحيم اقليمي تصعب السيطرة عليه. هذا إذا أهملنا عزلة ترامب الدولية وانشقاق الأميركيين حوله، وكلفة الحرب الإقتصادية والبشرية فضلاً عن احتمال ارتفاع أسعار النفط نحو أرقام قياسية جديدة. لهذه الأسباب يمكن القول إن إشعال الحرب قد يتمّ بقرارٍ ارتجالي وعقولٍ أميركيةٍ مُلتهبة.

بين المخرج من النزاع الإيراني الأميركي بواسطة الحرب أو التفاوض هناك مساحة مهمة للخروج ب  "هدنة" ناجمة عن تجميد مُتبادَل للنزاع على الأرض من دون تراجع أيّ من الطرفين عن مواقفه. والهدنة مفيدة لترامب في الحفاظ على صورته كرئيسٍ قوي لا يلين، ومفيدة أيضاً لإيران بوصفها قوّة لا يُستهان بها ولا تجرؤ القوّة الأكبر في العالم على محاربتها. وفي هذه الحال يمكن للطرفين الإتفاق على تخفيف التوتّر بينهما عبر حل إحدى القضايا العالِقة في المنطقة كالحرب اليمنية القابلة للحل بما يحفظ ماء الوجه لكل الأطراف.

ثمة مخرج آخر ليس بعيداً عن الهدنة ويكمُن في مقاومة الصين وتركيا والهند للإملاءات الأميركية، وبالتالي كَسْر إرادة ترامب في فرض خياراته عليها والانتقاص من سيادتها، وفي هذه الحال يمكن لطهران أن تلتفَّ على العقوبات الأميركية بوسائل عديدة.

تبقى الفرضية الأخيرة التي تُبنى على أن يستغل طرف ثالث حال التوتّر وبالتالي يرتكب عملاً عدائياً يؤدّي بدوره إلى اشتعال الحرب خصوصاً ألا علاقات سرّية بين البلدين تتيح خطاً هاتفياً أحمر لتفادي الوقوع في أفخاخٍ من هذا النوع.

كائناً ما كان مصير الأزمة الراهنة بين إيران والولايات المتحدة فإن الخروج منها سيُغيِّر وجه الشرق الأوسط.

 

فيصل جلول، باحث لبناني مقيم في فرنسا

جدد وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، ونظيره الجزائري صبري بوقادوم دعوتهما إلى عقد اجتماع عاجل لآلية المبادرة الثلاثية مع مصر بشأن الوضع في ليبيا.

ودعا الوزير التونسي مصر، بهدف وضع حد لتدهور الأوضاع الأمنية على الساحة الليبية، والعودة للمسار السياسي في أقرب وقت.

وقالت الخارجية التونسية، في بيان اليوم الجمعة، إن ذلك جاء خلال الزيارة التي يجريها حاليا وزير الخارجية الجزائري إلى تونس بهدف التنسيق والتشاور بين البلدين لا سيما فيما يخص الوضع المتدهور في ليبيا، في ضوء التطورات الخطيرة في العاصمة طرابلس وانعكاساتها المباشرة على أمن واستقرار المنطقة.

ودعا الوزيران الأطراف الليبية إلى الوقف الفوري للاقتتال حقنًا لدماء الليبيين وتجنيب الشعب الليبي مزيدًا من المعاناة، مؤكدين على أهمية عودة الأطراف الليبية إلى الحوار الليبي -الليبي الشامل، والمحافظة على المسار السياسي كسبيل أوحد لحل الأزمة الليبية وفقا لأحكام الاتفاق السياسي من أجل إنهاء المرحلة الانتقالية، وإتمام الاستحقاقات الانتخابية برعاية الأمم المتحدة.

وشدد الوزيران على مواصلة دعم البلدين للجهود الأممية بإشراف المبعوث الأممي، غسان سلامة، لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا تستند إلى التوافق بين كافة الأطراف وبما يحفظ أمن واستقرار وسيادة ليبيا.

يواصل آلاف السودانيين اعتصامهم للأسبوع الثالث على التوالي أمام مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في العاصمة الخرطوم.

المعتصمون يتمسّكون بنقل السلطة إلى حكومة مدنية، فيما يتوقّع أن تعقد قوى إعلان الحرية والتغيير اجتماعاً لتأليف لجنة مصغّرة للحوار مع المجلس العسكري.

كما شارك الآلاف من المتظاهرين في أداء صلاة الجمعة خارج وزارة الدفاع بالخرطوم.

من جهته أعلن التحالف الديمقراطي للمحامين أنه بالتعاون مع القضاة سيعلن الإضراب عن العمل في المحاكم كافةً يليه إعلان الإضراب الشامل في البلاد من دون تحديد التاريخ.

المتحدث باسم تجمّع المهنيين السودانيّين، رشيد سعيد يعقوب، أكّد استمرار التظاهرات والاعتصامات حتى تحقيق مطالب الحراك السوداني.

وفي اتصال أكد يعقوب مواصلة التفاوض مع المجلس العسكري، لكنه أبدى رفض التجمع محاولات المجلس العسكري فرض أمر واقع.