
Super User
الجزائر بين وعي الجيش والشعب وانحطاط النخبة السياسية
يبدو الانتقال السلس في الجزائر عالقاً عند عقدة التقدّم من إنجاز المادة 102 من الدستور، إلى الدخول في تطبيق المادتين السابعة والثامنة المتعلقتين بمصدر الشعب للسلطة كما طلبت المؤسسة العسكرية. فالخطوة الأولى تم أنجازها تحت ضغط الشعب والجيش التي استجابت لها الرئاسة، لأنها خطوة إجرائية تجسدت بإعلان شغور منصب الرئاسة وانتقال صلاحياتها إلى رئيس مجلس النواب لفترة انتقالية لا تتعدى ثلاثة أشهر. لكن تطبيق المادتين التاليتين ليس إجرائياً فهما مسألة فلسفية مبدأيه يعوز تطبيقها التوافق السياسي بين الأحزاب والتيارات السياسية على اختيار شخصيات موثوقة لقيادة المرحلة الانتقالية في رئاسة الدولة والحكومة.
الحراك يرفض بقاء الباءات الأربعة كما ترفضها الأحزاب والتيارات السياسية، وهي أسماء رؤساء الدولة والحكومة ومجلسي الدستوري والتشريعي. والتعويل في ذلك على أن يقوم الجيش بالضغط على الرؤساء لتقديم استقالاتهم وهو أمر بمتناول يده مع بعض العقبات، لكنه يرفض بدوره أن تتحمل المؤسسة العسكرية مسؤولية تنصيب القيادات السياسية في الدولة والحكومة للمرحلة الانتقالية. ولعله يتمهّل بعض الشيء لكشف خواء الأحزاب والتيارات السياسية التي فقدت ثقة الشعب، في عجزها عن تحمّل مسؤولية التوافق فيما بينها على أسماء شخصيات وعلى حلول عملية ملائمة والطلب بعدها من المؤسسة العسكرية مواكبة الاجماع الوطني والمصلحة العليا.
لا نقاش في الجزائر وخارجها على أن الجيش الجزائري مؤسسة عسكرية وطنية. وهي الدرع الحصين للدولة تحرص على القيام بدورها على خير ما يرام في التصدي لأطماع الدول الغربية والإقليمية التي تهدّد الجزائر بتمدد التدخلات إليها من مواقع تلك الدول في ليبيا ومالي. وفي هذا الأمر تتمايز المؤسسة العسكرية الجزائرية عن مؤسسة الجيش في السودان مثلاً، التي يعوّل كبار ضباطها على "أفريكوم" وعلى الاتحاد الأوروبي والسعودية والامارات في نجاح الانقلاب. وتتمايز أيضاً رئاسة عبد العزيز بوتفليقة عن رئاسة عمر البشير، بأن الجزائر تعاني من البطالة والفساد ومن البيروقراطية الإدارية في نهب المال العام. لكنها لا تعاني من الجوع كالسودان على الرغم من وفرة المياه وخصوبة أراضيه التي باعها البشير بحفنة من الدولارات للدول الطامعة بثروات السودان. ولم يفتت بوتفليقة ولايات الجزائر بحروب دموية مصيرية، ولا تعاني الجزائر من التبعية السياسية للدول الغربية في القضايا الإقليمية والدولية، التي تستأجر الجيش السوداني لمؤازرة حرب الإبادة ضد الشعب اليمني.
لكن المؤسسة العسكرية الجزائرية طالها من الأحزاب والتيارات السياسية الجزائرية ما طال الشعب والدولة من غربة الأحزاب والنخبة عن الشعب ودولته، تحت تأثير الوصفات الفكرية الغربية السائدة بشأن السلطة والدولة والعسكر وما يسمى الانتقال إلى النظام الديمقراطي. فالنخبة السياسية المعارضة في الجزائر وفي البلاد العربية عامة أوقعت نفسها تحت هذا التأثير، أسيرة حرب مفتعلة بين المعتقدات الإسلامية والمعتقدات العلمانية خلافاً لإرث مجاهدي الجزائر وحركات التحرر من أجل الاستقلال. وفي هذا السياق تتسابق التيارات والنخبة السياسية على ندب حظها بتخلف الشعب عن تقديم الطاعة والولاء لنخبة افتراضية. بينما تتبنّى بمعظمها تفكيك دور الدولة الراعية المؤدية للاستبداد بحسب مقولة ما بعد الحداثة الغربية، وتعرِض عن دور الدولة القومي في التصدي لحل قضايا المحيط الإقليمي على نقيض إرث المجاهدين الجزائريين في الدفاع عن فلسطين والتحرر العربي والافريقي والطموح لتوحيد المغرب العربي.
في إطار التحريض لتهشيم ركائز الدولة الوطنية، تتلقى المؤسسة العسكرية الجزائرية نصيباً باتهامها أنها سند سلطة الاستبداد في الفترة السابقة. في حين أن المؤسسة تدخلت بناء على مطلب مظاهرات مليونية لدعم عبد العزيز بوتفليقة وتحقيق المصالحة بعد سنوات الجمر. وبينما يهتف الحراك الجزائري "الجيش والشعب خاوة خاوة"، يشكك بعض النخبة السياسية بالمؤسسة العسكرية لدرجة أن مؤسس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي يدعو في رسالة للمؤسسة إلى رحيل الفريق أحمد قايد صالح مع "أقطاب النظام الاستبدادي".
ربما تتعمد المؤسسة العسكرية النأي بنفسها في الوقت الراهن عن الضغط والتدخل لعزل الباءات الأربعة، لمزيد من عزل التيارات والنخبة السياسية التي فقدت ثقة الشعب والحراك. وفقدت ثقة الجيش في عجزها عن الارتقاء إلى وعي الشعب والجيش لتغليب المصلحة العليا الراهنة على المصالح الحزبية الضيقة. ففي لحظة عزلها والاستغناء عن خدماتها في اعتماد الشعب على وعيه، تطمح الأحزاب والتيارات إلى النفوذ في السلطة والمحاصصة في الحكومة، وفق ما يجري تداوله سواء في اجتماعات اللقاء التشاوري بين الأحزاب، أم في لقاءات "فعاليات قوى التغيير" والأحزاب. ولا ريب أن المؤسسة العسكرية تواكب وعي الشعب للتوافق على قيادة موثوقة يؤيدها الحراك مثل الاستفتاء على شخصيات المرحلة الانتقالية.
قاسم عزالدين، كاتب لبناني وباحث في الشؤون الدولية والإقليمية
من خصائص دولة الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه(
سنذكر من خلال الفقرات الآتية بعض خصائص وصفات دولة صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه)، وهذه الصفات والخصائص هي الطموحات الّتي تترقبها كلّ المجتمعات البشرية والآمال الّتي ينتظرها الجميع، والّتي ستتحوّل إلى الأرض الواقع في دولة الإمام المباركة، وهذه الخصوصيّات مستفادة من الآيات والروايات:
1 - تمتاز حكومته (عجل الله تعالى فرجه) بأنّها حكومة عالميّة تملك الشرق والغرب سواء، فيكون - الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه) - الوارث الحقيقي للأرض وما عليها، وله الحاكميّة المطلقة.
2 - وتكون حكومته على أساس العقيدة الإسلاميّة الًّتي تستقي فكرتها من القرآن العظيم، ويكون حكمه مرضيّاً عند اللّه تعالى وعند النّاس جميعاً، لأنّ الدّين عند اللّه الإسلام، فطابعها طابع إسلامي، وشعارها التوحيد والإعتراف بنبوّة النبيّ الخاتم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم والولاية لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).
3 - الدستور الأساسي لهذه الدولة هو القرآن الكريم.
4 - زوال الخوف واستقرار الأمن والطمأنينة في هذه الدولة.
5 - العدالة الإجتماعية هي المعلم البارز في الدولة المهدويّة في جميع نواحي الحياة، فيحيى الأرض بها.
6 - ظهور بركات الأرض والسّماء، فتظهر المعادن والخزائن، وتكون من حقّ الأئمّة كلّها، فيقسمها الإمام بين النّاس بالسويّة.
7 - ازدياد المنتوج الزراعي على أثر بركات السّماء، فتبدو الأرض كلّها خضراء جميلة مليئة بالثروة الزارعيّة.
8 - وعلى الصعيد السياسي والجماهيري تكون كلمة النّاس واحدة، وكلّهم يعيشون مطمئنّين تحت راية الامام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه).
9 - وورد في بعض الروايات المعتبرة أنّ منادياً ينادي في يوم الظهور: «يا أهل العالم اليوم يوم العدل والخلاص».
10 - بروز التقدم الصناعي والتكنولوجي على أثر تكامل العقول وانتشار العلوم الجديدة عن الإمام (عجل الله تعالى فرجه).
11 - اتصال المدن بعضها مع البعض الآخر فلا توجد مناطق نائية توتر حالة الأمن أو تخيف النّاس.
12 - خلوّ النّاس من الرذائل والمفاسد الأخلاقيّة كالحسد والكذب والبغضاء، وامتيازهم بالأخلاق والصدق والطيب والآداب وطهارة القلوب والسلوك.
13- زوال الآفات المدمرة والأمراض الخطيرة.
14 - خلّو النّاس من الفقر، بل يمتاز الجميع بالثراء العريض على أثر التقدم الإقتصادي وفاعليه الأسواق العالميّة، وتوزيع الثروة بشكل عادل.
15 - التقدم الطبّي والصحّي هو الآخر من خصائص الدولة، فيمتاز أناس ذلك الزمان بطول العمر على أثر التطوّر الروحي والصحّي.
16 - اللغة العربيّة هي السائدة في جميع هذه الدولة العظيمة باعتبارها لغة القرآن - الدستور ـ.
17 - وبعد نزول عيسى بن مريم عليهما السلام من السّماء واقتدائه بالإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه) يؤمن جميع النصاري بالمهديّ ويدخلون الإسلام ويعترفون بالنبيّ الخاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم وهكذا كافة أصحاب الأديان والكتب السماويّة.
18 - إجتماع علماء العالم كلّهم وإتّصالهم بالإمام المهديّ وعرض طاقاتهم الفكريّة والتقنية، وجعلها تحت خدمته بعد إيمانهم الكامل به (عجل الله تعالى فرجه).
19 - ولشدّة الأمن والسلم تتعايش الحيوانات المفترسة مع الحيوانات الأليفة بكلّ ثقة دون أن يؤذي إحداها الأخرى، وهذا ببركة الإمام (عجل الله تعالى فرجه).
20 - وتظهر في دولته المباركة كلّ مزايا الرجال الشريفة وانسانيّتهم الراقية القائمة على أساس المحبّة والرأفة.
21 - لا تعدّي في تلك الدولة المباركة، فكلّ حقّ يصل إلى صاحبه دون أيّ إضرار.
22 - ويتمّ تطبيق الأحكام الإسلاميّة القرآنيّة في جميع أركان الدولة المهدويّة الشريفة، من أبسط الأحكام الشرعيّة إلى أكبرها وأشدّها وأهمّها.
23 - وتتكوّن دولته في ظهوره الشريف من 313 رجلاً و50 إمرأة يتصلون به (عجل الله تعالى فرجه) وبين بقيّة القواعد الشعبيّة.
24 - ويتمّ حلّ جميع المشاكل دون أيّ تأخير.
25 - وتكون أكثر الأمور الكونيّة مطيعة للإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه) كالماء والهواء والزمان وبقيّة المخلوقات الاُخرى.
كانت هذه نماذج مختصرة وسريعة جدّاً لخصائص دولة الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه) وامتيازاتها، وبعض الآثار الكونيّة والإجتماعيّة الَّتي ستظهر في دولة الحقّ بفضل المهديّ (عجل الله تعالى فرجه) المبشَّر به (عجل الله تعالى فرجه) وبدولته من قبل أنبياء اللّه جميعاً وأئمّة أهل البيت عليهم السلام الّذين بشّروا المنتظرين لدولة الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه)، وحتّى الأموات الّذين انتظروا الإمام المهديّ، ثمّ ماتوا فإنّ اللّه تعالى يحييهم بإذنه وقدرته في دولة الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه)، فهم الّذين كانوا يدعون باستمرار: «اللهمّ أرنا الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة» .
الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة، الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني
الكتب السماويّة وفكرة ظهور المصلح العالمي
لا تختصّ فكرة ظهور المصلح العالمي بالمسلمين فقط، بل إنّ جميع الأديان والكتب الإلٰهيّة - حتّى بعض النظم - بشّرت بمنجي العالم في آخر الزمان، والذي سيجعل الدنيا مليئة بالعدل والإنصاف.
كما ورد في القرآن الكريم: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)[1].
إختلف المفّسرون للقرآن الكريم في كلمة (الذِّكْرِ)، فمنهم من قال: «إنّها تطلق علي جميع الكتب السماويّة النازلة من قِبل الله عزّ وجلّ على الأنبياء»[2].
وقال آخرون: «بأنّ المراد منها هو التوراة»[3].
وعلى كلّ حال، فإنّ الكتب السماويّة بشّرت بأنّ الصالحين وأولياء الله في النهاية سيحكمون كلّ العالم.
وكتب الاُستاذ محمّد رضا الحكيمي: «بأنّ فكرة ظهور المصلح في آخر الزمان من الاُصول الأساسية منذ العصور القديمة، وكانوا يذكرونها بشكل دائم، ونحن اليوم وبعد مرور عدّة قرون نجد ما يدلّ على ذلك من خلال الآثار التي تركها الماضون»[4].
وكتب أحد العلماء المعاصرين يقول: «الفتوريسم في الحقيقة تعني الإعتقاد بفترة آخر الزمان وانتظار ظهور المنجي، عقيدة ثابتة ومسلّمة ومقبولة لدى الأديان السماويّة، كاليهوديّة والزرادشتيه والمسيحيّة بمذاهبها الأصليّة الثلاثة الكاثوليك والبروتستانت والارتذوكس ـ وكلّ الأديان السماويّة بشكل عام، والدين الإسلامي بشكل خاصّ. وقد تمّ بيانها بشكل كامل، وبسط البحث بهذا الصدد في أبحاث علم الأديان قسم دراسة الكتب السماويّة»[5].
ويقول الاُستاذ الحكيمي: «إنّ في الكتب وآثار زرادشت والزرادشتيّة ذكرت مسائل كثيرة حول آخر الزمان وظهور الموعود، من جملتها: كتاب اوستا، وكتاب زند، وكتاب رسالة جاماسب، وداتستان دينيك ورسالة زردشت. وهكذا ورد في الكتب المحرّفة لليهود والعهد القديم ومثل كتاب النبيّ دانيال (عليه السلام)، وإنجيل لوقا، وانجيل مرقس، وإنجيل برنابا، ومكاشفات يوحنّا، فهي مع كونها محرّفة فقد ورد فيها أحاديث حول المنجي الموعود[6].
ولا شكّ هذه الكتب لو لم تحرّف لذكر فيها حقائق أوضح وأكثر من ذلك حول المصلح العالمي، ورغم ذلك نقول: لو لم يذكر في الكتب السماويّة السابقة أي إسم وعلامة عن الموعود، لقلنا أيضاً: إنّ الله عزّ وجلّ تحدّث عن المهدي المنتظر في كلّ الكتب السماويّة؛ لأنّ القرآن الكريم صرّح بأنّ المصلح العالمي ومنجي البشريّة قد ذكر في الكتب السماويّة السابقة، كما مرّ عليك.
الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر، الشيخ محمد جواد الطبسي
أردوغان يهنئ العالم الإسلامي بليلة النصف من شعبان
هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، العالم الإسلامي بمناسبة ليلة النصف من شعبان، التي تصادف الجمعة/ السبت.
وتمنى أردوغان في تغريدة عبر "تويتر" أن تكون ليلة النصف من شعبان مناسبة خير للشعب التركي والعالم الإسلامي والإنسانية جمعاء.
وقال "أتمنى من الله عز وجل أن تكون ليلة النصف من شعبان التي تبشر بقدوم شهر رمضان المبارك، وتملأ الرحمة الإلهية فيها السماء والأرض وسيلة خير لأمتنا والعالم الإسلامي والإنسانية جمعاء".
وأضاف: "أهنئكم بهذه الليلة".
ويحيي المسلمون في أصقاع الأرض ليلة النصف من شعبان بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن والدعاء عقب صلاة المغرب وحتى دخول صلاة فجر اليوم التالي.
ولهذه الليلة أهمية خاصّة لدى المسلمين لورود أحاديث نبوية تبيّن فضلها.
أولوية العدالة في مرحلة الظهور
قد يبدو للوهلة الأولى أن تطهير الأرض من الظلم والمعاصي والقضاء على الطواغيت والظلمة أمراً غير ممكن، وكأن أهل الأرض قد ألفوا الظلم والمعاصي، وأن المظلومين لا نصير ولا صوت لهم. وليس من السهل نصرة الحق. وكأن العالم قد اعتاد على الوجود المشؤوم للظلم حتى أن البشرية لا تذكر لنا مرحلة تاريخية كانت الأرض فيها خالية من الظلم.
من جهة أخرى فإن حكمة الله تعالى قد اقتضت أن تجري حياة الإنسان على أساس الفطرة الموهوبة له من الله تعالى والتي ينتج عنها إرادة العدالة ورفض الظلم.
وأما الظلم فيتحول نحو الفناء مع ظهور الإمام المهدي (عج) ويترك مكانه للعدل، وتحل العدالة الاجتماعية ارجاء المعمورة حيث تكون مرحلة الظهور مرحلة اثمار جهد وسعي الأنبياء والأولياء فيتذوق الناس طعم العدالة العذب.
لقد توجه الإمام (عج) بعد ولادته بالدعاء قائلاً: "... اللهم انجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، وأملأ الأرض لي عدلاً وقسطاً"[1].
لم يتم التأكيد في الأحاديث التي تتناول ظهور الإمام (عج) على مسائل التوحيد ومواجهة الشرك والكفر الاعتقادي كما تم التأكيد على ايجاد العدالة واجرائها، والسبب في ذلك حاجة المجتمع البشري الكبير للعدالة.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا قام القائم (عج) حكم بالعدل وارتفع الجور في أيامه وآمنت به السبيل وأخرجت الأرض بركاتها وَرُدَّ كل حق إلى أهله"[2].
يقول الإمام الحسين (عليه السلام): "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزَّ وجلَّ ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً كذلك سمعت رسول الله يقول"[3].
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "أما والله ليُدْخلن [القائم] عليهم عدالة جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر"[4].
ويقول الإمام الرضا (عليه السلام): "فإذا خرج وضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحدٌ أحداً"[5].
حسين الهي نجاد - مبلغان
[1] اكمال الدين واتمام النعمة، ج2، ص428؛ بحار الأنوار، ج51، ص13.
[2] بحار الأنوار، ج52، ص338؛ الارشاد، ص334.
[3] اكمال الدين واتمام النعمة، ج1، ص318.
[4] الغيبة للنعماني، ص159؛ اثبات الهداة، ج3، ص544؛ بحار الأنوار، ج52، ص362.
[5] كمال الدين، ص372؛ بحار الأنوار، ج52، ص321.
مسلمون يحيون ليلة النصف من شعبان في مدن أوروبية
أحيى المسلمون في العديد من مدن العالم، مساء الجمعة، ليلة النصف من شعبان التي تُبشر بقدوم شهر رمضان المبارك.
واكتظت المساجد بالوافدين من المصلين، لإحياء هذه المناسبة الدينية، في كل من البوسنة والهرسك، ومقدونيا الشمالية، وألمانيا.
وأحيى مسلمو البوسنة ليلة النصف من شعبان، في مسجد "غازي خسرو بك" في العاصمة سراييفو، عقب صلاة العشاء، بحضور حشود غفيرة من المواطنين.
فيما أحيى هذه المناسبة المسلمون في مقدونيا الشمالية، بمسجد مصطفى باشا في العاصمة سكوبيه، حيث نظمت إدارة المسجد برنامجًا خاصًا، تخللته فقرات تُليت فيها آيات من الذكر الكريم، فضلًا عن الأناشيد والابتهالات الدينية.
ونظمت الاحتفالية في سكوبيه، بالتعاون ما بين الاتحاد الإسلامي في مقدونيا الشمالية، ومستشارية الشؤون الدينية في السفارة التركية.
وأما في ألمانيا، فأحيى المسلمون المناسبة الفضيلة، في المسجد المركزي التابع للاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في مدينة كولن.
ويحيي المسلمون في أصقاع الأرض ليلة النصف من شعبان بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن والدعاء عقب صلاة المغرب وحتى دخول صلاة فجر اليوم التالي.
رئيس الوزراء الباكستاني يبدأ الاحد زيارة رسيمة إلى إيران
يبدأ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان زيارة رسمية إلى إيران يوم الاحد المقبل المصادف 21 أبريل نيسان الجاري تستغرق يومين،
وتأتي زيارة رئيس الوزراء عمران خان لإيران التي ستكون زيارة أولى له تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها اليوم الجمعة بأن رئيس الوزراء عمران خان سيعقد خلال تواجده في طهران مباحثات مع القيادات الإيرانية في مقدمتهم قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي والرئيس حسن روحاني لتناول العلاقات الثنائية بين باكستان وإيران وسبل تنميتها، وقال البيان بأن عدة الوزراء سيرافقون رئيس الوزراء عمران خان خلال الزيارة.
نقل الرئيس السوداني المعزول إلى سجن كوبر بالخرطوم
قال مصدران من عائلة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير يوم الأربعاء إنه نقل من مقر الإقامة الرئاسي إلى سجن كوبر في العاصمة الخرطوم.
وقال مصدر في السجن إن البشير محتجز في حبس انفرادي تحت حراسة مشددة.
وعزل الجيش البشير بعد احتجاجات امتدت لأسابيع بلغت ذروتها بالاعتصام أمام مجمع وزارة الدفاع.
وما زالت الاحتجاجات مستمرة ويقول قادتها إنها لن تتوقف قبل أن يسلم المجلس العسكري الانتقالي الحاكم السلطة لقيادة مدنية قبل إجراء انتخابات.
ويطالب تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الانتفاضة إلى تغيير شامل لإنهاء القمع العنيف للمعارضة وتطهير البلاد من الفساد والمحسوبية وتخفيف أزمة اقتصادية تفاقمت في السنوات الأخيرة من حكم البشير.
وذكرت وكالة السودان للأنباء يوم الأربعاء أن المجلس العسكري الانتقالي وجه بنك السودان المركزي ”بمراجعة حركة الأموال اعتبارا من الأول من أبريل (نيسان)“ وحجز الأموال التي تكون محل شبهة، في خطوات أولية نحو التصدي للفساد.
وأضافت الوكالة أن المجلس وجه أيضا ”بوقف نقل ملكية أي أسهم إلى حين إشعار آخر مع الإبلاغ عن أي نقل لأسهم أو شركات بصورة كبيرة أو مثيرة للشك“.
وقال المصدران من عائلة البشير، الذي يبلغ من العمر 75 عاما، إنه كان محتجزا تحت الحراسة المشددة في المقر الرئاسي الموجود داخل المجمع الذي يشمل أيضا وزارة الدفاع، قبل نقله إلى سجن كوبر في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
ويقع السجن إلى الشمال مباشرة من وسط الخرطوم على النيل الأزرق وضم آلاف السجناء السياسيين خلال حكم البشير القمعي وهو أسوأ السجون السودانية سمعة.
وأُفرج على الأقل عن بعض السجناء السياسيين منذ الإطاحة بالبشير، وبينهم بعض رموز تجمع المهنيين السودانيين.
وتولى عوض بن عوف وزير الدفاع السابق، وهو إسلامي مثل البشير، رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في البداية ثم استقال بعد يوم واحد من توليه هذا المنصب.
ويرأس عبد الفتاح البرهان المجلس العسكري في الوقت الراهن وتعهد بإجراء انتخابات في غضون عامين. وكان البرهان دخل في حوار مرتجل مع محتجين في شوارع العاصمة.
* جماعة متمردة توقف العدائيات
أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، وهي حركة متمردة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بجنوب البلاد، في بيان يوم الأربعاء وقف كل العدائيات حتى نهاية يوليو تموز ”كبادرة حسن نية“ بعد الإطاحة بالبشير.
وقال رئيس الحركة عبد العزيز آدم الحلو يوم الأربعاء إن هذه الخطوة تهدف لتسهيل ”التسليم الفوري والسلس للسلطة للمدنيين“.
وسعت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال لإسقاط البشير وتسعى إلى حكم ذاتي لولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإعادة توزيع الثروة والسلطات السياسية في البلاد.
وحكم البشير السودان بقبضة حديدية على مدى 30 عاما بعد الاستيلاء على السلطة في انقلاب عسكري مدعوم من الإسلاميين.
وقال وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية أوكيلو أوريم يوم الأربعاء إن أوغندا ستبحث منح حق اللجوء للبشير رغم الاتهامات الموجهة إليه من المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف لرويترز في كمبالا ”أوغندا لن تجد حرجا على الإطلاق في بحث طلب يقدمه البشير“.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق البشير في اتهامات تتعلق بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية أدت لمقتل ما يقدر بنحو 300 ألف شخص خلال تمرد في إقليم دارفور بغرب السودان بدأ في عام 2003.
* الجيش: لن نرسل البشير للمحكمة الجنائية الدولية
قال عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري في السودان يوم الجمعة إن المجلس لن يسلم البشير ليحاكم، مشيرا إلى أن الرئيس المعزول قد يمثل للمحاكمة داخل البلاد.
وقال أوريم إن البشير لم يتصل بعد بأوغندا بغرض لجوئه المحتمل لكنه أضاف أنه لا يوجد ضرر في بحث منحه اللجوء السياسي.
وأحجم متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، التي تتخذ من لاهاي مقرا، عن التعليق ”على موقف افتراضي“.
والدول الأعضاء في المحكمة، ومن بينها أوغندا، ملزمة قانونا بتسليم المتهمين إذا دخلوا أراضيها.
وتحدى البشير المحكمة وزار عددا من الدول الأعضاء فيها. ونشبت خلافات دبلوماسية عندما زار دولة جنوب أفريقيا في عام 2015 والأردن في عام 2017 وأحجم البلدان عن اعتقاله لتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في هولندا.
وانتقد الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني المحكمة الجنائية الدولية في السابق ووصفها بأنها أداة تستخدمها العدالة الغربية مع الأفارقة وتعهد ذات يوم بحشد الدول الأفريقية وراء الانسحاب من المعاهدة التأسيسية للمحكمة.
ويوم الثلاثاء، أعفى رئيس المجلس العسكري الانتقالي البرهان أكبر ثلاثة مسؤولين بالنيابة العامة من مناصبهم، بعدما طالب المحتجون بتغيير شامل في السلطة القضائية ضمن خطوات نحو تشكيل حكومة مدنية.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين إلى حل المجلس العسكري الانتقالي وتشكيل مجلس حكم مدني مؤقت يضم ممثلين للجيش.
ويوم الاثنين، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي المجلس العسكري الانتقالي إلى تسليم الحكم لسلطة انتقالية بقيادة مدنية في غضون 15 يوما وإلا فسيخاطر بتعليق عضوية البلاد في الاتحاد.
لكن وفدا من السعودية والإمارات التقى البرهان في الخرطوم يوم الثلاثاء، مما يشير إلى أن المجلس العسكري الانتقالي سيحظى بدعم من الحليفين الخليجيين القويين.
وبصفته قائد القوات البرية السودانية، أشرف البرهان على القوات السودانية المشاركة في العدوان العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن، وله علاقات وثيقة مع مسؤولين عسكريين كبار في الخليج الفارسي.
وسارعت الإمارات، العضو الرئيسي في التحالف، إلى الترحيب بتعيين البرهان وقالت إنها ستبحث التعجيل بالمساعدات للسودان. وبعد قليل من تعيين البرهان، قالت السعودية إنها ستزود السودان بقمح ووقود وأدوية.
تشاووش أوغلو: سنواصل إبلاغ واشنطن بعدم صحة العقوبات على إيران
أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، مواصلتهم إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية بعدم أحقية العقوبات المفروضة على إيران.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني، جواد ظريف عقب لقائهما في العاصمة أنقرة، الأربعاء.
وبيّن أن بلاده أبلغت المسؤولين الأمريكيين برفضها عقوبات الولايات المتحدة في كل المحافل الدولية.
وقال: "سنواصل إبلاغ الأمريكيين بعدم صحة العقوبات المفروضة على إيران".
وأشار إلى إجراء وزراء الدفاع خلوصي أكار والخزانة والمالية براءت البيراق، والتجارة روهصار بكجان، زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا.
وأضاف: "بحث وزراؤنا مسألة العقوبات (على إيران) مع الجانب الأمريكي. كما التقى البيرق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أمس). خلال هذه الاجتماعات. نقل زملاؤنا قلقنا وأفكارنا بشأن هذه القضية إلى الأطراف التي اجتمعوا معهم. المهم هنا هو التضامن والتصميم فيما بيننا".
كما أوضح أن سياسات التهميش المتبعة ضد إيران ليست صحيحة، وأن أنقرة تعمل مع طهران وموسكو لإيجاد حل للأزمة السورية بالطرق السياسية.
وجدد تأكيده على معارضة أنقرة للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، مبينا أن معاقبة الشعب الإيراني ليس أمرا صائبا، وأن العقوبات تزج أمن المنطقة وازدهارها الاقتصادي في خطر.
وفيما يخص إدراج الولايات المتحدة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني على لائحة التنظيمات الإرهابية، قال تشاووش أوغلو، إن هذه الخطوة خاطئة وخطيرة للغاية.
وأردف قائلاً: "في العلاقات الدولية لا يوجد صداقة دائمة وكذلك لا يمكن أن تدوم العداوة، لذا يجب أن يكون الاحترام وتحقيق المصالح المشتركة أساس تلك العلاقات".
وعن فحوى محادثته مع نظيره الإيراني ووفده المرافق، أوضح تشاووش أوغلو أن الاجتماع تناول العلاقات الثنائية بكافة أبعادها، وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين.
ولفت إلى وجود تعاون بين وزارتَي داخلية البلدَين فيما يخص مكافحة الإرهاب وعمليات التهريب وعبور المهاجرين غير النظاميين على الحدود.
وردا على سؤال حول مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، قال الوزير التركي، إن التنظيم لم يعد يسيطر على أي بقعة جغرافية في سوريا والعراق.
ودعا تشاووش أوغلو إلى مكافحة أيديولوجية داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، مبينا أن مثل هذه التنظيمات تستغل عامل الدين للقيام بأعمالها الإرهابية.
وتطرق تشاووش أوغلو إلى اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، قائلا: "قلنا مرارا وتكرارا بأن القرارات الأمريكية الأحادية الجانب تلحق أضرارا بالنظام الدولي القائم، وهذه الخطوة متناقضة مع القوانين الدولية، وتساهم في تصعيد التوتر بالمنطقة".
وذكر بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بذل جهودا كبيرا لحل أزمة مرتفعات الجولان، عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء في تركيا قبل عدة سنوات.
وكانت إيران ومجموعة الدول (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، توصلت منتصف 2015 إلى اتفاقية لتسوية ملف طهران النووي، والعقوبات المفروضة عليها، أُقرت في إطارها خطة عمل شاملة مشتركة، بدأ تطبيقها في 6 يناير/ كانون الثاني 2016.
والعام الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب واشنطن من الاتفاق، ثم أعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، تشمل المتعاملين معها من مختلف دول العالم، أفرادا وشركات.
طول عمر الامام المهدي عليه السلام
قد يقال ان طول العمر بهذه المدة مستبعد وغير واقع عادة , وقد مضى عليه الآن مايزيد عن الف سنة.
وهنا نقول : ان الاستبعاد ليس دليلاً, وقد قامت الادلة العقلية والنقلية على ولادته وغيبته في محلها, فهل يجوز ان تدفع بالاستبعاد ؟ مع انه لا استبعاد في ذلك بعد نص القرآن العظيم على مثله في نوح وانه قال (فَلَبِثَ فيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسينَ).
وفي رواية عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه عاش الفاً واربعمائة وخمسين سنة , وعاش آدم تسعمائة وثلاثين سنة كما هو مذكور في التوراة , وعاش شيث تسعمائة واثنتي عشرة سنة .
وجاءت الروايات ببقاء الخضر الى الآن . قال الطبرسي في (اعلام الورى) : (اجمعت الشيعة واصحاب الحديث , بل الامة بأسرها على ان الخضر موجود في هذا الزمان , حي كامل العقل , ووافقهم على ذلك اكثر اهل الكتاب), إنتهى .
وكذلك الياس وادريس . ونص القرآن الكريم على بقاء عيسى عليه السلام ورفعه الى السماء . وجاءت الروايات المتفق عليها بين الفرقين على انه ينزل عند خروج المهدي عليه السلام ويصلي خلفه , فكيف جاز بقاء المأموم طول هذه المدة وحياته وامتناع بقاء الامام , هذا مع ماصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : (كل ماكان في الامم السالفة يكون في هذا الامة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة).
وجاءت روايات الفريقين بحياة الدجال وهو كافر معاند مضل وبقائه الى خروج المهدي عليه السلام فيقتله المهدي عليه السلام, فكيف امتنع في ولي الله ماوقع مع عدو الله ونسبة معتقده الى الجهل وسخافة العقل.
ونص الكتاب العزيز على بقاء ابليس الى يوم القيام وهو غاو مضل ؟ وقد صنف ابو حاتم السجستاني كتاباً خاصاَ بالمعمرين .
وقد نص القرآن الكريم على بقاء اصحاب الكهف احياء وهم نيام, فلبثوا في رقدتهم الاولى ثلثمائة سنين وازدادوا تسعاً كما نطق به القرآن العظيم . فايهما اعجب واغرب وابعد بقاء رجل يأكل ويشرب ويمشي وينام ويستيقظ ويبقى مدة طويلة ؟ ام بقاء اشخاص نيام في مكان واحد لايأكلون ولايشربون؟ وقد نص القرآن الكريم على اماته عزير مائة عام ثم احيائه وطعامه لم يتنسه ولم يتغير, فايهما اعجب هذا ام بقاء المهدي عليه السلام ؟
وقد شاهدنا في زماننا بقاء الاجسام بعد الموت محفوظة بالادوية إلوفاً من السنين، فالملك الذي اخرج من صيدا وهو في تابوت مغموراً بالماء لم يفقد من جسمه شيء , ونقل بتابوته الى القسطنطينة في عهد السلطان عبد الحميد العثماني , وتاريخه قبل المسيح عليه السلام , وشاهدنا في مصر اجسام الفراعنة محنطة باقية من عهد موسى عليه السلام او قبله باكفانها والتماسيح المحنطة والمعزى والحنطة والخبز وغير ذلك . وبهذه السنين استخرج في مصر احد الفراعنة المسمى (توت عنخ آمون) وجسمه لم يبل ومائدته امامه عليها الفواكه , فاذا جاز على الله تعالى ان يلهم عباده معرفة الادوية الحافظة لأجسام الموتى والحيوانات وغيرها ألوفاً من السنين , اما يجوز عليه ان يطوّل عمر شخص ويبقيه حياً زماناً طويلاً؟
وقد ضرب السيد ابن طاووس في كتاب (كشف المحاجة) مثلاً لرفع استبعاد بقاء المهدي حياً بين الناس مدة طويلة وهم لا يعرفونه حين حصلت بينه وبين بعض علماء بغداد من اهل السنة مناظرة في ذلك , فقال : لو ان رجلاً حضر الى بغداد وادعى انه يستطيع المشي على الماء وضرب لذلك موعداً اترى ان احداً من اهل بغداد كان يتخلف عن ذلك الموعد ؟ لاشك انه لايتخلف احد , او يتخلف النادر، واذا قال انه في اليوم الثاني يريد ان يفعل ذلك فلا شك انه لايحضره الا القليل, واذا تكرر ذلك منه كثيراً لاينظر اليه احد ولايستغرب منه ذلك , فكذلك أمر المهدي عليه السلام.
واقول : انه في زماننا ونحن بدمشق جاء خبر بان طيارة عثمانية تريد المجيء الى دمشق ولم تكن الناس رأت الطائرات, فلم يبق بدمشق احد الا خرج للنظر اليها , فلما جاءت ثانياً وثالثاً قل المتفجرون الى ان صارت الطائرات اليوم بمنزلة الطيور لاينظر اليها احد ولايستغرب امرها .
السيد محسن الامين العاملي قدس سره