Super User

Super User

وافق قائد الثورة الاسلامية، على منح صفة "شهداء الخدمة" للمسعفين الذين توفوا في حادث انقلاب زورق في منطقة كميشان بمحافظة كلستان (شمال شرق البلاد) خلال اداء مهامهم الاغاثية، علما ان عددا منهم من السنة.

وأفادت وكالة انباء فارس، ان قائد الثورة الاسلامية، وافق على منح صفة "شهداء الخدمة" للمسعفين المتطوعين الذين توفوا في حادث انقلاب زورق في مدينة كميشان. وقد كان عدد من هؤلاء المسعفين من اهل السنة.

وكان ممثل الولي الفقيه في محافظة كلستان رفع طلبا الى سماحة آية الله السيد علي الخامنئي بمنح صفة "شهيد الخدمة" للمسعفين المتطوعين المتوفين في حادث انقلاب الزورق في السيول التي اجتاحت منطقة كميشان.

وفي مساء 26 آذار/مارس 2019، انقلب زورق كان يحمل عددا من المسعفين المتطوعين لإغاثة المنكوبين بالسيول كانوا يحاولون منع دخول الفيضانات الى مدينة كميشان، وتوفي اثر الحادث 6 من المسعفين.

الجدير بالذكر ان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وخلافا لما يثيره الاعلام المعادي، يتعامل بمساواة مع اتابع المذاهب الاسلامية، سواء من السنة او الشيعة، وينظر اليهم نظرة واحدة، على انهم جميعا ابناء وطن واحد، متساوون في الحقوق والواجبات.

الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2019 05:48

الوجودية: معناها وبعض ثغراتها

إذا أردنا معرفة الوجوديّة الملحدة على وجهها وفي صورتها الكاملة، فلا بدّ أن نعرف أوّلاً ماذا أراد الوجوديون بكلمة الوجود التي هي المصدر لكلمة الوجودية.

معنى الوجوديّة
ومن الواضح أنّ الوجود في اللّغة خلاف العدم، والوجودي خلاف العدمي، ولكن هذا المعنى، على عمومه، غير مراد لهذه الطائفة الوجودية، وإنما أرادوا بالوجود خصوص الوجود الإنساني و(الأنا). وأيضاً ليس المراد بالوجود الإنساني عندهم وجود هذا الجسم كما نراه وكفى، بل المراد وجود ما يفعله الإنسان عن وعيٍ منه وحريّةٍ وإرادة، وغير مفروض عليه من الخارج تكويناً ولا تشريعاً، بحيث يكون الإنسان بنفسه فاعل الفعل والواضع والمشرّع لحكمه في آن واحد.

وبأسلوب آخر، إن الإنسان لا يكون ولن يكون موجوداً بحقّ، إلا أن يعرف ويفكّر، وتفيض أفعاله من ذاته، من وعيه وحريته وإرادته وحده لا شريك له، منسلخاً عن كل عرف ودين وعقل ـ غير عقله ـ وبهذا دون سواه، يحقق وجوده وماهيته وصفاته كإنسان، وإلا فهو بالحشرة أشبه، حتى ولو ملأ الدنيا بناءً وأفعالاً، طالما كان ذلك بدافع من خارجه لا من أعماقه...

فلسفة الوجوديّة
والآن، وبعد أن مهّدنا بطائفة من أقوال الوجوديين، واستضأنا بها على ما يدينون، نعرض ما ترتكز وتقوم عليه فلسفتهم فيما يلي:

1 ـ إنَّ كلَّ فردٍ من الإنسان هو أمَّة في نفسه وعالم برأسه. ولماذا؟ لأنَّ الصدف قذفت به في هذا الوجود، وتركته في خضم من الطوفان أو كريشة في مهب الريح، لا شيء ينجده ويهديه إلا نفسه وحدها.. وكلّ ما حوله ويحيط به من أديان ومذاهب وأنظمة وشرائع وآداب وفلسفات، إن هي إلا وهم وخيال وعدم وفراغ. وعليه ـ وهذي هي الحال ـ أن يصنع نفسه من خلال فعله كمشرّع ومنفّذ غني عن كلّ نصح وهداية، متحرر من كلّ تبعة ومسؤولية.. أبداً لا يُسأل عما يفعل، لأنه هو المالك لذاته والرقيب عليها وحده لا شريك له.

وبكلمة، إن الفرد لا يكون إنساناً بالمعنى الحقيقيّ لهذه الكلمة، إلا إذا انطلق في أفعاله من أصل وجوده وأنانيّته، لا يستوحي ولا يستعين بشيء من خارجه على الإطلاق، فإذا عمل بدافع من الخارج، فقد انتقل من وجوده الواقعيّ إلى عالم الوهم والخيال.

2 ـ يرفض الوجوديون فكرة الماهية والطبيعة القبلية للإنسان، وهي التي أشار إليها ابن سينا بقوله: "هبطت اليك من المحلّ الأرفع"، وديكارت بكلمته الشهيرة: "أنا أفكر إذاً أنا موجود"، حيث اعتبر التفكير ممكناً من غير أداة، وجعله أصلاً والجسم فرعاً. والكثير من مؤمني الفلاسفة يشاركون الوجوديين في هذا الرفض، ولكن يختلفون معهم في تحديد ماهية الإنسان، فغير الوجوديين من الفلاسفة، يرون الحرية صفة للنفس ومظهراً من مظاهرها، أما الوجوديون ـ كما يبدو من ظاهر كلامهم ـ فيحصرون الماهية بالحرية المطلقة من كلّ قيد، إلا الحرص على حرية الآخرين، لأن اطلاق الحرية واستبداد الإرادة، يؤدّي حتماً في النهاية إلى تحطيم حرية الجميع من الأساس، اللّهمّ إلا حرية الأقوياء وإرادتهم، وعندئذٍ تسود شريعة نيتشه والغاب...

ولسارتر كلمة هتف لها وهنّأه عليها العديد من الكتّاب، وهي "لسنا أحراراً في أن لا نكون أحراراً"، وعلى أساسها، بنى سارتر حكمه بأنّ الوجودية فلسفة إنسانية.

الوجودية فلسفة إباحية
ونحن لا نشكّ في أن لا إنسانية بلا حرية، ولكن نتساءل: هل الهدف من الحرية أن يكون للإنسان القدرة على تنفيذ ما يراه أحسن وأصلح له ولغيره، ويتحمّل المسؤولية كإنسان مستقلّ وعاقل، أو أن الهدف من الحرية أن يسترسل المرء مع سفهه وأهوائه، يُفسد ويفجر، ويخون ويمكر، ثم يبرّر مفاسده وآثامه بقوله: (أنا حر)، ويكون قوله هذا حجة كافية ومعذرة وافية؟ ثم هل وجد الإنسان ليعيش ويحيا فوضوياً بلا تنظيم ونظام ولا إلزام والتزام؟ وإذاً ما الفرق بينه وبين وحش الغاب؟ وهل في الكون مجتمع بغير قانون؟ وإذا كان الشيوعيون قد أمموا وسائل الإنتاج جبراً لفقر البائسين كما يزعمون، فهل أمّم الوجوديون الأديان والشرائع والآداب والأخلاق ليبرّروا فوضى (الخنافس والهيبيين) وشذوذهم، وفساد الأشقياء وإجرامهم؟

وليس هذا التساؤل تحاملاً أو تهكّماً أو خيالاً، بل تفسيراً لقول سارتر: "إن خير الإنسانية هو ما يراه الإنسان أنّه خيرها، فإذا رأى أنّ الخير الإنساني يكمن في الانضمام إلى الكاثوليكية، فهو صحيح من الناحية الوجودية المنطقية، وإذا رأى العكس، فهو صحيح كذلك". إن كل ما تطلبه منا الأخلاق الوجودية عند سارتر، هو أن نقرر فحسب ـ أنظر كتاب "سارتر مفكراً وإنساناً"، ص 225 وما بعدها.

والذي نفهمه من هذا الكلام، أنه لا حقّ ولا عدل ولا خير على الإطلاق، إلا ما يراه الإنسان الفرد ويريده، فإن أراد هذا الشيء بالذات فهو صحيح، وإن كرهه فهو فاسد، لا لشيء إلا لأنه أحبّ أو كره، فإن عدل عمّا كان قد أحبّ بالأمس وكرهه الآن، يصبح الصحيح فاسداً، أو ما كره يصير الطالح صالحاً! فالمقياس هو المشيئة والإرادة، ولا شيء سواها،حتى ولو كانت بلا عقل وعلم!. هذا هو الابتكار والإبداع!.

ولا كلام بعد هذا الكلام، إلا أن يقال: إن الوجودية فلسفة إباحية شيطانية، لأن الشيطان قد تعهّد بتزيينها وترويجها، فتقتحم قلوب الشباب المتفسّخ المتمزّق بلا استئذان، ومن غير عسر وحرج، حيث الجاذبية في الشّهوات والملذّات أقوى منها في أيّ شيء آخر، قال الإمام أمير المؤمين(عليه السلام): "الحقّ ثقيل مريء، والباطل خفيف وبيء".

وأيضاً قال سارتر في كتاب "الوجود والعدم"، ما معناه أن الإنسان يبرر كلّ فعل يقدم عليه أو يحجم عنه، فإذا أراد الانتحار، صاغ كلاماً منمَّقاً يحتّمه ويوجبه، ونفس الشيء إذا حرص على حياته.. وقد يدمن على الخمر والقمار، فيخلق لنفسه الأعذار، فإذا أقلع عنهما، جمع عشرات الأدلة على خير ما صنع، وإذا عاد إليهما كما كان وزيادة، ألبس الأدلة ثوباً جديداً يبرّر العودة والأوبة!.

ونحن نقول لسارتر: فمن فمك ندينك، فإذا كانت أفعال الناس وأقوالهم مجرّد تصورات ذهنية وإيحاءات ذاتية لا تمتّ بسبب إلى الواقع، فكذا فلسفة الوجودية ضلال وخيال لا أصل لها في الواقع ولا أساس.. والحقّ أن الوجودية ليست فلسفة أو علماً أو مجموعة من المبادئ تهدف إلى معقول، وانما هي شطحة أو غلطة أو نزعة أو حيرة وما أشبه، والوصف الأخير بها أجدر وأليق، لأنها ترى الكون بما فيه ومن فيه غربة وغثياناً ولغواً وعبثاً لا معقولاً!...

 

"فلسفة الأخلاق" للشيخ محمد جواد مغنية

الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2019 05:45

كيف نكسب الإخلاص؟

الإخلاص: ضدّ الرياء، وهو صفاء الأعمال مِن شوائب الرّياء، وجعلها خالصةً لله تعالى.

وهو قوام الفضائل، وملاك الطاعة، وجوهر العبادة، ومناط صحّة الأعمال، وقبولها لدى المولى عزّ وجل.

وقد مجّدته الشريعة الإسلاميّة، ونوّهت عن فضله، وشوّقت إليه، وباركَت جهود المتحلّين به في طائفة مِن الآيات والأخبار: قال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدً﴾[الكهف : 110]، وقال سُبحانه: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾[الزمر: 2، 3]، وقال عزَّ وجلّ: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾[البيّنة : 5].

وقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): "مَن أخلص لله أربعين يوماً، فجَّر الله ينابيع الحكمة مِن قلبه على لِسانه".

وقال الإمام الجواد (عليه السلام): "أفضل العبادة الإخلاص".

وعن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "الدنيا كلّها جهل إلّا مواضع العِلم، والعِلم كلّه حجّة إلّا ما عُمِل به، والعمَل كلّه رياءٌ إلّا ما كان مخلِصاً، والإخلاص على خطر، حتّى ينظُر العبد بما يُختَم له".

وقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): "يا أبا ذرّ، لا يفقه الرجل كلّ الفقه، حتّى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثُمّ يرجع إلى نفسه، فيكون هو أحقر حاقرٍ له".

فضيلة الإخلاص
تتفاوت قِيَم الأعمال بتفاوت غاياتها والبواعث المحفّزة عليها، وكلّما سمَت الغاية، وطهُرَت البواعث مِن شوائب الغشّ والتدليس والنفاق، كان ذلك أزكى لها، وأدعى إلى قبولِها لدى المولى عزّ وجلّ.

وليس الباعث في عرف الشريعة الإسلامية إلاّ (النيّة) المحفّزة على الأعمال، فمتى استهدفت الإخلاص لله تعالى، وصَفَت مِن كدر الرّياء، نبلت وسعدت بشرف رضوان الله وقبوله، ومتى شابها الخِداع والرّياء، باءت بسخَطِه ورفْضِه.

لذلك، كان الإخلاص حجَراً أساسيّاً في كيان العقائد والشّرائع، وشرطاً واقعيّاً لصحّة الأعمال، إذ هو نظام عقدها، ورائدها نحو طاعة الله تعالى ورضاه.

وناهيك في فضل الإخلاص، أنّه يُحرّر المرء من إغواء الشيطان وأضاليله: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾[ص: 82، 83].

عوائق الإخلاص
وحيث كان الإخلاص هو المنار الساطع الذي ينير للناس مناهج الطاعة الحقّة، والعبوديّة الصادقة، كان الشيطان ولوعاً دؤوباً على إغوائهم وتضليلهم بصنوف الأماني والآمال الخادعة: كحبّ السمعة والجاه، وكسب المحامد والأمجاد، وتحرّي الأطماع المادّيّة التي تمسخ الضمائر وتمحق الأعمال، وتذرها قفراً يباباً من مفاهيم الجمال والكمال وحلاوة العطاء.

وقد يكون إيحاء الشيطان بالرّياء هامساً خفيفاً ماكراً، فيمارس الإنسان الطاعة والعبادة بدافع الإخلاص، ولو محّصها وأمعن فيها، وجدها مشوبةً بالرياء.

وهذا مِن أخطر المزالق، وأشدّها خفاءً وخداعاً، ولا يتجنّبها إلاّ الأولياء الأفذاذ.

كما حُكي عن بعضهم أنّه قال: "قضَيت صلاةَ ثلاثين سنة كنت صلّيتها في المسجد جماعةً في الصفّ الأوّل، لأنّي تأخّرت يوماً لعُذرٍ، وصلّيت في الصفّ الثاني، فاعترتني خَجْلةٌ مِن الناس، حيث رأوني في الصفّ الثاني، فعرفت أنَّ نظر الناس إليّ في الصفّ الأوّل كان يسرّني، وكان سبب استراحة قلبي".

نعوذ بالله مِن سُبات الغفلة، وُخِدَع الرياء والغرور. من أجل ذلك، يحرص العارفون على كتمان طاعاتهم وعباداتهم، خَشية من تلك الشوائب الخفيّة.

فقد نُقل: أنّ بعض العبّاد صام أربعين سنةً لم يعلَم به أحد مِن الأباعد والأقارب، كان يأخذ غذاءه فيتصدّق به في الطريق، فيظنّ أهله أنّه أكل في السوق، ويظنّ أهل السوق أنّه أكل في البيت.

كيف نكسب الإخلاص؟
بواعث الإخلاص ومحفّزاته عديدة، تلخصّها النقاط التالية:
1 - استجلاء فضائل الإخلاص السالفة، وعظيم آثاره في دنيا العقيدة والإيمان.
2 - إنّ أهمّ بواعث الرياء وأهدافه، استثارة إعجاب الناس، وكسب رضاهم، وبديهي أنّ رضا الناس غايةٌ لا تُدرك، وأنّهم عاجزون عن إسعاد أنفسهم، فضلاً عن غيرهم، وأنّ المُسعِد الحقّ هو الله تعالى الذي بيده أزِمّة الأُمور، وهو على كلّ شيء قدير، فحريٌّ بالعاقل أنْ يتّجه إليه ويخلص الطاعة والعبادة له.
3 - إنّ الرياء والخِداع سرعان ما ينكشفان للناس، ويسفران عن واقع الإنسان، ممّا يفضح المرائي ويعرّضه للمقت والازدراء.

ثوب الرّياء يشفّ عمّا تحته فإذا التحفتَ به فإنّك عاري..

فعلى المرء أنْ يتّسم بصدق الإخلاص، وجمال الطويّة، ليكون مثلاً رفيعاً للاستقامة والصّلاح.

فقد جاء في الآثار السالفة: "إنْ رجلاً مِن بني إسرائيل قال: لأعبدنّ الله عبارة أُذكَر بها. فمكث مدّةً مبالِغاً في الطاعات، وجعَل لا يمرّ بملأٍ من الناس إلاّ قالوا: متصنّعٍ مراءٍ، فأقبل على نفسه وقال: قد أتعبت نفسك، وضيّعت عُمرك في لا شيء، فينبغي أنْ تعمل لله سُبحانه. وأخلص عمله لله، فجعل لا يمرّ بملأٍ من الناس إلاّ قالوا ورع تقيّ".

الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2019 05:42

كيف نشرح الحقائق الصعبة للأطفال؟

دخلت والدة أحد التلاميذ الى الروضه تسأل عن ابنها وكان عمره 4 او 5 سنوات كانت المعلمة تناقش تدهور وضع التلميذ. فالسنة الماضية، كان الأول على صفه. وكانت تفتخر به المعلمة. ولكن هذه السنة، لا يستمع، ولا كأنه موجود في الصف، لا يتفاعل ولا يشارك.
فما كان من الأم الا أن قالت لها: ظروف خاصة بالعائلة.
حاولت المعلمة أن تسأل عن هذه الظروف. لأنها بالتأكيد ستساعد على معرفة مشكلة التلميذ وحلها.
قالت الأم: توفيت أخته في الصيف.. قلبها كان ضعيفاً مما اضطرها الى إجراء عملية جراحية. بدأ يبكي لأتفه الأسباب.. وأهمل دراسته.. وعندما حاولت الأم معرفة سبب مايحدث له، علمت منه أنه كان يلوم نفسه على مرض أخته .. ويعتقد أنه المسبب له لأنه يتشاجر دائماً معها.
والأصعب من هذا.. عندما توفيت وسأل عنها، أجابوه بأنها توفيت. وعندما سأل أين هي موجودة الآن؟ قالوا له: سنقول لك عندما تكبر. وهنا بدأ يشعر بأن أخته موجودة حوله.. يخاف من الجلوس وحده في الغرفة، لا يجرؤ على فتح الأماكن المغلقة (كالخزانة) لأنه يتخيل وجود أخته هناك.
هل هكذا نشرح حقيقة الموت للطفل؟ ماذا لو قالت له الأم: كل الإخوة يتشاجرون ويضربون بعضهم بعضاً إلا أن ذلك لادخل له بمرض أختك فهي قد ولدت بقلب ضعيف ونحن مضطرون أن نجري لها هذه العملية لتشفى ان شاء الله.
وألم يكن الأفضل أن يقولوا له حقيقة دفنها؟ حتى لا يعيش هذا الهاجس الذي يراوده؟
ماذا لو مرض الطفل؟ واحتاج الى علاج ما؟ أو الى جراحة؟ كيف نتصرف؟ هل نخبره بما سيحدث له أثناء العملية وبعدها؟ لو أخبرناه بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنه لن يشعر بأي ألم.. وعندما يعايش التجربة سيفقد ثقته بأهله.. وسيعتبر بأنهم يكذبون عليه.
ماذا لو...اخبرناه باختصار عن الألم الذي سيشعر به؟ وأنه سيستمر فترة قصيرة وسيزول؟ أي نعده ليواجه التحدي الذي سيقابله.. ولايضر أن يحتج الطفل ويبكي معبراً عن خوفه، فإن ذلك أفضل من أن يذهب الى المستشفى مسروراً ضاحكاً، ليخرج منها باكياً مجروحاً ممن كان يثق بهما وهما والداه. وقد يسبب له ذلك عقدة نفسية تجعله يخاف الذهاب الى الطبيب مستقبلاً .

ماذا لو تطلق أهل الطفل؟
لا يخفَ على أحد أن هناك نسبة من الأطفال تشعر بأنها معنية في طلاق أهلها. وأن ذلك يؤثر سلباً عليهم.

عند الطلاق ماذا يحدث؟
يقول الأب للطفل: طلقت أمك لأنها ليست جيدة.
والأم: تطلقت من أباكم لأنه ليس جيداً.
والأقسى من ذلك أن بعض الأهل يستخدمون ويوظفون أطفالهم في قضية الطلاق ويطلبون منهم أخذ موقف منهم.
أليس من الأفضل أن:
يأتي الوالدين ليحاورا الأطفال: ويشرحا باختصار حقيقة ما يجري بينهما؟ مؤكدين لهم أن لاعلاقة لهم بهذه الخلافات، وأنهما لن يتوقفا عن حبهم ورعايتهم حتى لو انفصلا بالطلاق؟
- هل نخاف على أطفالنا من حقائق حياتية؟
- وهل من الأفضل أن نخفي الحقائق؟ أو شرح الحقيقة كما هي، ولكن بأسلوب تستوعبه عقولهم الصغيرة؟

ادان امام الجمعة لاهل السنة في مدينة قروة بمحافظة كردستان ايران ماموستا هاشم نوري، خطوة الرئيس الاميركي ترامب بتصنيف الحرس الثوري منظمة ارهابية، معتبرا ان اميركا هي ذاتها اكبر راعية وداعمة للارهاب في العالم.

وفي تصريح ادلى به لوكالة انباء "فارس" في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان قال ماموستا هاشم نوري، لقد شهدنا خلال الايام الاخيرة احدى جرائم الرئيس الاميركي الخبيث ضد الشعب الايراني والتي تمثلت بتصنيف الحرس الثوري منظمة ارهابية.

واضاف، لقد شهدنا خلال الاعوام الاربعين الماضية الكثير من الممارسات الحاقدة من قبل الاميركيين ضد الشعب الايراني وان الحركة السخيفة الاميركية الاخيرة مدانة من قبل كل الشعب الايراني وحتى المجتمع الدولي.

وتابع ماموستا نوري، ليلعم قادة اميركا بانهم وبمثل هذه الممارسات سيصبحون اكثر كراهية يوما بعد يوم وان شعبنا يصبح اكثر تفاؤلا تجاه الحرس الثوري، ذلك لان الحرس الثوري وقف بكل قوة امام داعش وقام بدحرهم.

وقال، علينا ان نعلم بان اميركا هي ذاتها اكبر دولة راعية وداعمة للارهاب في العالم لانها تعمل في الدول الاسلامية على نهب ثرواتها واثارة التفرقة في صفوفها، وتؤدي الى المجازر واراقة الدماء من خلال بيعها الاسلحة الحربية لبعض الجهات.

واكد ماموستا نوري بان الحرس الثوري هو اليوم القوة الاقوى في العالم وبامكانه الوقوف بكل قواه امام الاميركيين وأضاف، ان الامام الراحل اكد بان اميركا لا يمكنها ارتكاب اي حماقة واليوم بعد 40 عاما تمتلك بلادنا افضل واقوى الاسلحة.

وقال في الختام، ان وصم الحرس الثوري بالارهاب امر مدان لانه نابع من صلب الشعب وان مثل هذه الوقاحات لن تقلل ذرة من مكانة واقتدار هذه القوة الشعبية.

قالت حركة "حماس" الفلسطينية، السبت، إن الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة فتح محمد اشتيه "فاقدة للشرعية" و"خطوة عملية لتنفيذ صفقة القرن".

وأضافت الحركة، في بيان أن تشكيل حركة "فتح لتلك الحكومة يعد "استمرارا لسياسة التفرد والإقصاء، وتعزيز للانقسام".

وتابعت: "هذه الحكومة الانفصالية فاقدة للشرعية الدستورية والوطنية، وستعزز من فرص فصل الضفة عن غزة كخطوة عملية لتنفيذ صفقة القرن"، في إشارة إلى خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المرتقب إعلانها رسميا.

وأكدت أن "مواجهة التحديات التي باتت تعصف بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها فرض صفقة القرن وتنفيذها، يتطلب تصويب هذه المسارات الخاطئة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتحمل مسؤولياتها كافة تجاه أبناء شعبنا".

ودعت حماس "إلى انتخابات عامة رئاسية وتشرعيه ومجلس وطني ودعوة الإطار القيادي الفلسطيني للانعقاد؛ للاتفاق على إستراتيجية وطنية لمواجهة التحديات كافة".

وفي وقت سابق اليوم، أدت الحكومة الفلسطينية الجديدة، برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتيه، اليمين أمام الرئيس محمود عباس في رام الله وسط الضفة الغربية.

كان اشتية قال إن 6 فصائل ستشارك في الحكومة القادمة، وهي "فتح"، و"فدا"، و"جبهة النضال الشعبي"، و"حزب الشعب الفلسطيني"، وجبهتا التحرير (العربية والفلسطينية).

بينما أعلنت حركة المبادرة الفلسطينية والجبهتان (الديمقراطية والشعبية) لتحرير فلسطين عدم المشاركة بالحكومة.

وكلف الرئيس محمود عباس، في 10 مارس/آذار الماضي، محمد اشتية، بتشكيل حكومة، خلفا لرامي الحمد الله، في ظل تعثر عملية إنهاء الانقسام، وسط تبادل للاتهامات بين "حماس" و"فتح".

ومنذ العام 2007، يسود انقسام سياسي فلسطيني بين "فتح" و"حماس"، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في إنهائه.

الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2019 05:29

توفير الكساء في المنظومة القيمية للاسلام

الكساء أمر لابدّ منه لستر عورة الإنسان وصون كرامته وإنسانيته، لذلك أسهبت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام): في تبيان الثواب الأخروي الذي ينتظر من يسهم في سد حاجة المعوزين من الكساء ليقيهم قوارص زمهرير الشتاء، أو ليظلهم من لوافح هجير الصيف اللاهب. وفي هذا يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «من كسا أخاه كسوة شتاءٍ أو صيف، كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة، وأن يهوّن عليه سكرات الموت، وأن يوسِّع عليه في قبره، وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبُشرى»[1].

وعنه (عليه السلام): «من كسا آخاه المؤمن من عري كساه الله من سندس الجنّة واستبرقها وحريرها، ولم يزل يخوض في رضوان الله ما دام على المكسوّ منه سلك»[2].

وعنّه (عليه السلام) في حديث آخر: «من كسا مؤمناً ثوباً من عري كساه الله من إستبرق الجنّة، ومن كسا مؤمناً ثوباً من غنى لم يزل في سترٍ من الله ما بقي من الثوب خرقة»[3].

فهذه الأحاديث المختلفة الألفاظ والمتفقة في المضمون، تكشف عن أن مسألة توفير الكساء هي بمثابة القطب من الرحى في توجهات أهل البيت (عليهم السلام) الاجتماعية.

وحول هذه الفقرة بالذات كانت لأمير المؤمنين (عليه السلام) مواقف من الإيثار رائعة، فهو يرقع مدرعته حتى يستحيي من راقعها، وكان بإمكانه أن يلبس أفخر الملابس، ولكنه لم يفعل حرصاً على التكافل مع فقراء المسلمين والتأسي بهم.

عن الإمام الصادق (عليه السلام): «خطب علي (عليه السلام) الناس وعليه إزار كرباس غليظ مرقوع بصوف، فقيل له في ذلك، فقال: يخشع القلب، ويقتدي به المؤمن»[4].

وكان(عليه السلام) يقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه[5].

  وكان (عليه السلام) يؤثر غيره على نفسه في اللباس، ففي خبر طويل عن الأصبغ ابن نباتة أنه اشترى ثوبين؛ ثوب بأربعة دراهم، وثوب بثلاثة دراهم، وقال لغلامه قنبر: اختر، فاختار الذي بأربعة، ولبس هو الذي بثلاثة[6].

  كلّ ذلك لأنّه يؤثر على نفسه، ويفضل مصلحة غيره على مصلحته، وكان حفيده الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) إذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته في الشتاء. وإذا انقضى الصيف تصدق بكسوته في الصيف. وكان يلبس من خير الثياب. فقيل له: تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا يليق به لباسها، فلو بعتها وتصدقت بثمنها ؟ فقال (عليه السلام): «إني أكره أن أبيع ثوباً صليت فيه»[7].

والأئمة: عموماً كانوا يحثّون شيعتهم على تحقيق أعلى درجة من التعاون والإيثار في هذا الشأن، قال الإمام الباقر(عليه السلام) لأحد أصحابه: «يا إسماعيل، أرأيت فيما قِبَلكم إذا كان الرجل ليس له رداء وعند بعض إخوانه فضل رداء يطرحه عليه حتى يصيب رداءً؟ فقلت: لا، قال: فإذا كان له إزار يرسل إلى بعض إخوانه بإزاره حتى يصيب إزارا، فقلت: لا، فضرب بيده على فخذه ثم قال: ما هؤلاء بإخوة»[8].

وهكذا نجد مسألة توفير الكساء تتصدر سلّم الأولوية أيضاً كحاجة أساسية ينبغي تأمينها للمحتاجين.
 

قالت إن الثورة "لن تنتهي بمجرد استبدال واجهات النظام وأقنعته الخادعة" وشددت على استمرار الاعتصامات والعصيان المدني حتى تحقيق مطالب الشعب

أعلنت المعارضة السودانية، مساء السبت، رفضها لأول بيان للرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، مشددة على استمرار الاعتصامات والعصيان المدني حتى تحقيق سبعة مطالب.

وأعلن البرهان، في بيان السبت، أنه سيتم تشكيل مجلس عسكري لتمثيل سيادة الدولة (جرى تشكيله لاحقا)، وحكومة مدنية متفق عليها من الجميع، خلال مرحلة انتقالية تمتد عامين كحد أقصى.

وردا على ذلك البيان، قالت قوى "إعلان الحرية والتغيير" المعارضة، في بيان مشترك، إن "بيان الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي لم يحقق أيٍ من مطالب الشعب".

وأضافت: "ثورتنا لن تنتهي بمجرد استبدال واجهات النظام وأقنعته الخادعة؛ فالخطوة الأولى في إسقاط النظام تتأتى بتسليم السلطة فورا، ودون شروط لحكومة انتقالية مدنية (...) تدير المرحلة الانتقالية لفترة 4 سنوات".

وأعربت قوى المعارضة عن تمسكها بسبعة مطالب، هي: الاعتقال والتحفظ ومحاكمة كل قيادات جهاز الأمن والاستخبارات، و"هي قيادات معروفة بارتكاب جرائم ضد الشعب".

ودعت إلى "إعادة هيكلة جهاز الأمن والمخابرات"، و"حل مليشيات النظام من كتائب ظل ودفاع شعبي وشرطة شعبية وغيرها".

وكذلك "التحفظ والاعتقال الفوري لكل القيادات الفاسدة في الأجهزة والقوات النظامية وغيرها من المليشيات والمعروفة بارتكاب جرائم ضد المواطنين في مناطق النزاع المسلح بدارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وتقديمهم لاحقا لمحاكمات عادلة"، وفق للبيان.

وشددت على ضرورة "حل كافة أجهزة ومؤسسات النظام والاعتقال الفوري والتحفظ على كل قياداته الضالعة في جرائم القتل والفساد المالي، على أن تتم محاكماتهم لاحقا".

كما دعت المعارضة إلى "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والعسكريين فورا، بمن فيهم الضباط الذين انحازوا للثورة".

وأخيرا شددت على ضرورة "الإعلان الفوري عن رفع كل القوانين المقيدة للحريات".

وقالت قوى المعارضة إنه "لا تراجع عن مطالب الثورة، ولا مجال للقبول بالوعود دون الأفعال".

وزادت بقولها: "فاعتصاماتنا بالعاصمة القومية، أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة وقبالة مقار حامياتها ووحداتها في أقاليم السودان، قائمة ولن تنفض، وإضرابنا وعصياننا المدني مستمر" حتى تحقيق المطالب.

وأدى ثمانية من أعضاء المجلس العسكري الانتقالي، اليمين الدستورية، مساء السبت، أمام كل من رئيس المجلس ورئيس هيئة القضاء، وذلك غداة أداء رئيس المجلس اليمن، الجمعة، خلفا لعوض بن عوف.

وهؤلاء الأعضاء الثمانية هم ستة من الجيش وعضو من الشرطة والثامن من المخابرات.

وعقب صدور بيان البرهان الأول، عقد المجلس العسكري اجتماعا مع وفد من المعارضة، بمقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، مساء السبت، لبحث العملية الانتقالية، عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير (1989- 2019)، الخميس الماضي.

وأعلن عضو وفد المعارضة، عمر الدقير، عقب الاجتماع، أن الوفد طالب بمشاركة مدنيين مع المجلس العسكري في المجلس الرئاسي الانتقالي، وسيقدم قائمة بأسماء مدنيين إلى رئيس المجلس، الأحد.

وأضاف: طالبنا بحكومة مدنية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ومحاكمة عادلة لجميع المتورطين في الفساد وسفك الدماء‎‎، وإعادة هيكلة جهاز الأمن التابع للنظام‎، وإعادة جميع مقار حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا إلى الشعب‎.

ولليوم الثامن على التوالي، واصل آلاف السودانيين، السبت، الاعتصمام أمام مقر قيادة الجيش؛ لـ"الحفاظ على مكتسبات الثورة"، في ظل مخاوف من أن يلتف عليها الجيش كما حدث في دول عربية أخرى، وفقا للمحتجين.

وأعلنت قيادة الجيش السوداني، الخميس الماضي، عزل واعتقال البشير، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تنديدا بالغلاء ثم طالبت بإسقاط النظام الحاكم منذ ثلاثين عاما.

أعلنت السعودية، السبت، دعمها خطوات المجلس العسكري الانتقالي في السودان‎، داعية الشعب هناك إلى تغليب المصلحة الوطنية.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، أنه سيتم تشكيل مجلس عسكري لتمثيل سيادة الدولة (جرى تشكيله لاحقا)، وحكومة مدنية متفق عليها من الجميع، خلال مرحلة انتقالية تمتد عامين كحد أقصى.

وفي أول تعليق رسمي من السعودية منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير (1989- 2019)، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (واس) بأن المملكة "تعلن دعمها للخطوات التي أعلنها المجلس العسكري الانتقالي والوقوف إلى جانب الشعب السوداني".

وأشارت إلى أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وجه بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية إلى السودان تشمل أدوية ومشتقات بترولية وقمح.

وأدى 8 من أعضاء المجلس العسكري الانتقالي اليمين الدستورية، مساء السبت، أمام كل من رئيس المجلس ورئيس هيئة القضاء، وذلك غداة أداء رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، الجمعة، خلفا لوزير الدفاع عوض بن عوف.

وهؤلاء الأعضاء الثمانية هم ستة من الجيش وعضو من الشرطة والثامن من المخابرات.

وعقب صدور بيان البرهان الأول، عقد المجلس العسكري اجتماعا مع وفد من المعارضة، بمقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، مساء السبت، لبحث العملية الانتقالية، عقب الإطاحة بالبشير، الخميس الماضي.

وأعلن عضو وفد المعارضة، عمر الدقير، عقب الاجتماع، أن الوفد طالب بمشاركة مدنيين مع المجلس العسكري في المجلس الرئاسي الانتقالي، وسيقدم قائمة بأسماء مدنيين إلى رئيس المجلس، الأحد.

وأضاف: "طالبنا بحكومة مدنية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ومحاكمة عادلة لجميع المتورطين في الفساد وسفك الدماء‎‎، وإعادة هيكلة جهاز الأمن التابع للنظام‎، وإعادة جميع مقار حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا إلى الشعب"‎.

ولليوم الثامن على التوالي، واصل آلاف السودانيين، السبت، الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش؛ لـ"الحفاظ على مكتسبات الثورة"، في ظل مخاوف من أن يلتف عليها الجيش كما حدث في دول عربية أخرى، وفقا للمحتجين.

وأعلنت قيادة الجيش السوداني، الخميس الماضي، عزل واعتقال البشير، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تنديدا بالغلاء ثم طالبت بإسقاط النظام الحاكم منذ ثلاثين عاما.

رئيس اللجنة السياسية عمر زين العابدين يعرض في مقولة "جيش الكومبارس" صورة وردية، تتناقض مع بيان المجلس العسكري الذي قدّمه رئيس المجلس الفريق عوض بن عوف. لكن التحفظ على إعلان أعضاء المجلس العسكري الذي أطاح بالبشير، ربما يؤجل بحسب التوقعات ظهور دور الرجل الأقوى في الانقلاب صلاح عبد الله غوش المدعوم على الأرجح من بعض الدول الغربية والخليجية.

ما تكشفه شبكة سي أن إن الأميركية عن اللقاء الأخير بين عمر البشير وقادة الأجهزة الأمنية، يدل على ما وصفه تجمّع المهنيين بأنه انقلاب على الانقلاب رضخ له البشير بقوله "على بركة الله" إذ لم يعد أمامه خيار آخر تحت ضغط تصاعد الاحتجاجات الشعبية من جهة وضغط قياداته العسكرية والأمنية وربما أيضاً بعض السفارات الغربية والخليجية من جهة أخرى.

المجلس العسكري يتحفظ على أسماء أعضائه وعددهم وهوياتهم لسبب جلل على أغلب الظن. فاللقاء الأخير مع البشير الذي حمله على العزلة "في مكان آمن" بحسب تعبير ابن عوف، أجراه قادة الأجهزة الأمنية الأربعة التي تسرّب منها أسماء رئيس المجلس العسكري ابن عوف ونائبه كمال عبد المعروف الماحي وهو نائب رئيس أركان الجيش. وتسرّب إلى جانبهما ببعض التحفّظ اسم المفتش العام للقوات المسلّحة عبد الفتاح برهان وقائد القوات البحرية عبد الرحمن المطري. وبينما اعتذر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" عن الانتماء إلى المجلس العسكري طمعاً بأن يصبح رئيساً في الانتخابات كما يطمح، غابت أصداء الرجل القوي في العلاقة مع بعض الدول الغربية والخليجية الفريق صلاح عبد الله غوش مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني.

ما أثار موجة من التشكيك بالانقلاب بين المحتجين، يعود إلى أن عوض بن عوف هو ساعد البشير الأول وبطله العسكري منذ اللحظة الأولى حتى الحرب في دارفور حيث سقط نحو 300 ألف قتيل. وفي هذا المسار صعد نفوذ ابن عوف كما صعدت مكانة "حميدتي" الذي أنشأ قوات الدعم السريع المؤلفة من قبيلة الزريقات الرعوية لحماية تجارة قطعان الإبل بين تشاد والسودان ودارفور والجنوب الليبي والمتمددة إلى ولاية النيل الأزرق. وفي سبيل تسهيل استثمار الامارات والسعودية في الأراضي الزراعية وتجارة الحبوب خارج السودان، تلقى "حميدتي" الدعم السخي في الحرب التي تؤدي لنزوح الرعاة والمزارعين عن أراضيهم والاستيلاء على آلاف الهكتارات من أرزاقهم. لكنه أذاع صيته بتضخيم أسطورة الرجل الفاحش الثراء الذي يوزع الأموال على الفقراء والمحتاجين في الشمال.

مدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله غوش، أثبت براعته الأمنية مع انقلاب البشير ولا سيما في العام 1989 حين صعدت موهبته بأنه صاحب "بيوت الأشباح" (السجون السرية) التي طالت تعذيب أخيه بسبب تعاطفه مع الحزب الشيوعي السوداني. وفي مرحلة لاحقة شاع في السودان اتهامه بالتنسيق مع الاستخبارات الأميركية والأوروبية في ملف "المجاهدين العرب" وبات الرجل الأمني القوي المرحّب به في وكالات الدول الغربية ما أخاف البشير من صعوده وأدى إلى اتهامه بتدبير انقلاب مع الدول الغربية في العام 2013.

عودة غوش إلى استلام جهاز المخابرات في شباط/ فبراير عام 2018، يبدو أنها جاءت بناء على نصيحة رئيس الاستخبارات الأميركية وقتذاك مايك بومبيو الذي كان يشرف على إنشاء محطة لوكالة الاستخبارات الأميركية في إطار قوات"أفريكوم" التي تعمل على "التدريب والتخطيط والتنسيق لمكافحة الإرهاب" ومكافحة الهجرة الافريقية نحو أوروبا.

في هذا السياق استقبلته أوروبا قبيل الانقلاب في اجتماع أمني في باريس في شهر ت2/ أكتوبر الماضي وفي مؤتمر ميونيخ للأمن في شهر آذار/ مارس الماضي حيث أجرى لقاء سرياً على هامش المؤتمر مع رئيس الموساد يوسي كوهين بحسب موقع "ميديل إيست إيه" البريطاني. لكن الخارجية السودانية نفت حصول اللقاء بينما يتسرّب عن مصدر عسكري على الموقع نفسه أن اللقاء هو في إطار مؤامرة دبرها حلفاء إسرائيل في الخليج لتنصيبه رئيساً عندما يتم اسقاط البشير. ونقل موقع "أفريكا إنتيليجنس" المقرّب من الأروقة الأميركية بأن غوش هو خليفة البشير المفضّل في أميركا.

رئيس اللجنة السياسية عمر زين العابدين ربما يعبّر عن مشاعر صغار الضباط في الجيش السوداني الذين ينتمون إلى مدرسة سوار الذهب في "جيش الكومبارس" الذي ينتظر "زول" يرشد المجلس العسكري إلى ما ينبغي عمله لتنفيذ مطالب الشعب السوداني. لكن رئيس المجلس العسكري عوض بن عوف الذي أطنب ذهاب الجيش للحرب على اليمن "من أجل حماية الحرمين الشريفين"، قد يكون مع بعض كبار الضباط على موجة مدرسة البشير في تدبير الانقلاب. ومن خلف الستار ربما ينام مدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله غوش على حرير الدعم الأميركي والأوروبي وحلفاء إسرائيل الخليجيين، ريثما تخفت أصداء تهديده "بخمسة جيوش تنتظر ساعة الصفر كي تتقدم نحو العاصمة والقضاء على احتجاجات التخريب والفوضى".

فالمتغيرات في السودان لا تقتصر على انتظار ردود الفعل من المتظاهرين والقوى السياسية وتجمع المهنيين والتحالفات الأخرى، إنما تتعدى ذلك إلى انتظار بروز التباينات الكبيرة بين كل من صغار الضباط وقيادات الجيش العسكرية وقيادة المخابرات والأمن.

قاسم عزالدين