
Super User
ردود فعل دولية وعربية على العدوان الثلاثي الذي استهدف سوريه
الخارجية الروسية والإيرانية والكوبية تدين العدوان الثلاثي بقيادة أميركية على سوريا، ومسؤولون أميركيون يعتبرون أن ترامب يجر واشنطن إلى حافة حرب عالمية ثالثة، ويلقون باللوم على الكونغرس. حزب الله يؤكد وقوفه الثابت مع الشعب السوري وقيادته وجيشه.
حمّلت وزارة الخارجية الروسية وسائل الإعلام الغربية بعض المسؤولية عن العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا، واعتبرته قائماً على تقارير تلك الوسائل.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم السبت إن "قصف دمشق جاء في لحظة حصول البلاد على فرصة لمستقبل سلمي"، مضيفة أن "القصف استهدف عاصمة دولة ذات سيادة تحارب الإرهاب منذ أعوام".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دان بشدّة العدوان الثلاثي على سوريا، مؤكّداً أن "ضرب دمشق يعتبر عدواناً واضحاً ضدّ دولة ذات سيادة وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة".
وأشار بوتين إلى أن بعض الدول الغربية تجاهلت بسخرية إرسال بعثة التحقيق بالكيميائي واتخذت إجراءات دون انتظار نتيجة التحقيق.
من جهته، قال السفير الروسي لدى واشنطن إن "كل العواقب ستلقى على عاتق واشنطن ولندن وباريس بعد الضربات العسكرية على سوريا".
خامنئي: الهجوم على سوريا جريمة ورئيسا أميركا وفرنسا ورئيسة وزراء بريطانيا مجرمون الامام
المرشد الأعلى الإيراني الامام خامنئي أكد أن المقاومة في وجه أميركا وعملائها تمكّنت من إنقاذ سوريا والعراق وستنقذهما بعد ذلك أيضاً، مشيراً إلى أن منفذي العدوان اليوم والذين ارتكبوا الجرائم في سوريا والعراق وأفغانستان لن يجنوا شيئاً.
كما رأى أن الهجوم على سوريا جريمة وأن رئيسا أميركا وفرنسا ورئيسة وزراء بريطانيا مجرمون.
خامنئي اعتبر أن "قول ترامب أن الهجوم على سوريا هو بسبب الأسلحة الكيميائية كاذب"، مشيراً إلى "أنهم لا يعارضون الأسلحة الكيميائية واعتداؤهم هو لتحقيق اهدافهم الاستكبارية".
كذلك عزى الرئيس الإيراني حسن روحاني العدوان إلى "غضب الأميركيين من هزيمة الإرهابيين المدعومين منهم في الغوطة الشرقية".
روحاني وخلال استقبال المرشد الإيراني للمسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى طهران، أوضح أن "نتيجة الاعتداءات الأميركية على المنطقة هي الدمار والخراب"، لافتاً إلى أن "الدول التي شنت العدوان على سوريا تبحث عن مبررات لتواجدها العسكري في المنطقة".
روحاني رأى أن "أميركا وفرنسا وبريطانيا لم يتعلموا الدروس التي تلقوها في السنوات السابقة".
كما أكد روحاني مواصلة إيران دعمها لحكومات المنطقة التي طلبت المساعدة في مواجهة الإرهاب.
بدورها، دعت الخارجية الإيرانية المؤسسات والمنظمات الدولية والدول المستقلة في العالم إلى "إدانة تحرك الولايات المتحدة الأحادي الجانب ضد وحدة أراضي سوريا وسيادتها"، مؤكدة أن عليها "العمل لمواجهة هذا السلوك الدولي الفوضوي".
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها، إن "العدوان سيؤدي دون شك إلى إضعاف بنية السلام والأمن الدوليين وسيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وسيقوي الإرهاب والتطرف".
وحمّل البيان "مسؤولية التبعات الدولية والإقليمية لهذه المغامرة للدول المشاركة بالعدوان، خاصة أنهم أقدموا على التحرك العسكري دون وجود أي دليل، وقبل إعلام منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية.
بيان الخارجية الإيرانية اعتبر أن هذا العدوان جاء "للتعويض عن فشل الإرهابيين وهزيمتهم في الغوطة الشرقية". ولفت إلى أن "العدوان يوضح المعايير المزدوجة والسياسات المنحازة الأميركية لجميع العالم أكثر من السابق، خاصة وأنها قبل أيام قد حالت دون حتى إدانة إسرائيل التي تسببت بسيلان دماء آلاف الفلسطينيين في غزة طوال الأسابيع الماضية".
الحرس الثوري الإيراني رأى أن هذا السلوك لن يضعف محور المقاومة بالتأكيد بل سيقويه ويعزز احتمالات التصدي للتدخلات.
المساعد السياسي للحرس الثوري الإيراني يدالله جواني رأى أن العدوان لن يغير الأوضاع لكن سيجعلها أكثر تعقيداً.
وأكد جواني أن هذا السلوك وهذه التصرفات لن تضعف محور المقاومة بالتأكيد بل ستقويه وتعزز احتمالات التصدّي للتدخلات.
جواني أشار إلى أنه على أميركا أن تكون قد أخذت العبر من تدخلاتها بأن مرحلتها في غرب آسيا قد انتهت، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة قد صرفت خلال 17 عاماً الماضية 7 ترليون دولار ولم تحصل على شيء، ومؤكداً أن صرف المزيد لن يعود عليها إلا بمزيد من الخسائر.
المساعد السياسي للحرس الثوري الإيراني قال إنه إذا كان الأميركيون يظنون أنهم يقللون من خسائرهم بأموال السعودية فهم مخطئون بالتأكيد. واشار إلى أن تجارب السنوات الماضية أثبتت أن تدخلات واعتداءات أميركا وإسرائيل وحتى الحروب بالوكالة من خلال المجموعات التكفيرية والإرهابية التي تهدف إلى إضعاف محور المقاومة أدت إلى تقويته.
رئيس لجنة الامن القومي و السياسة الخارجية بالبرلمان الايراني علاء الدين بروجردي اعتبر بدوره أن الهجوم على سوريا يهدف "لحفظ كرامة واشنطن المهدورة".
ولفت بروجردي إلى أن "مواصلة أميركا لهذه اللعبة سيجعلها تتلقى رد فعل".
مستشار المرشد الإيراني لشؤون الصناعات الدفاعية حسين دهقان قال إن "ماكرون و ترامب مجرمان"، معتبراً أن "الدول التي مهدت بمواقفها الارضية لهذا العدوان مدانة".
دهقان أكد أن "المقاومة حية و باقية طالما أن هناك عدوان و احتلال و قتل للأبرياء و الشعوب سترد بالوقت والشكل المناسب على الاعتداء عليها".
في السياق، اعتبر المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن "دمشق باقية بقوة في محور المقاومة ".
عبد اللهيان أكد أن "العمليات العسكرية لأميركا و بريطانيا و فرنسا في سوريا نقض واضح لميثاق الأمم المتحدة وهكذا تحركات أدت سابقاً الى انتشار الإرهاب في ليبيا و العراق و أفغانستان".
"مثلث الإرهاب وتل ابيب والرياض هو وسيلة تدخل أميركا في المنطقة"، أضاف عبد اللهيان.
الرئيس اللبناني: نرفض استهداف أي دولة عربية
الرئيس اللبناني ميشال عون عبّر عن رفض لبنان أن تُستهدف أي دولة عربية باعتداءات خارجية بمعزل عن الأسباب.
ورأى عون في التطورات الأخيرة "جنوحاً الى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة السورية".
حزب الله: العدوان استكمال واضح للاعتداء الصهيوني على سوريا
من جهته، أكد "حزب الله" أن العدوان الثلاثي على سوريا انتهاك صارخ للسيادة السورية وكرامة الشعب السوري وشعوب المنطقة، معلناً وقوفه الصريح والثابت إلى جانب الشعب السوري وقيادته وجيشه الباسل.
وأضاف "حزب الله" في بيان له أن "العدوان يمثل تأييداً صريحاً ومباشراً لعصابات الإجرام والقتل والإرهاب التي طالما رعاها وموّلها"، معتبراً أنه "استكمال واضح للاعتداء الصهيوني الأخير على سوريا".
وشدد حزب الله على أن الذرائع والمبررات التي استند إليها أهل العدوان هي ذرائع واهية لا تستقيم أمام العقل والمنطق، وتستند إلى مسرحيات هزلية فاشلة، مشيراً إلى أن هذه الذرائع تمثل غاية الاستهتار والإهانة بما تبقى من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
"حركة أمل" رأت في بيان أن تداعيات العدوان ستطال منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يأتي في توقيت مشبوه.
كما رأى البيان أن العدوان يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداء على الدولة السورية.
الفصائل الفلسطينية تتضامن مع سوريا في وجه العدوان
حركة فتح من جهتها أصدرت بياناً حول العدوان قالت فيه "نقف بلا تحفظ مع وحدة الأراضي السورية ونرفض المساعي الهادفة إلى تفتيتها والمسّ بوحدتها".
وأكدت الحركة أن الحل الوحيد للصراع في سوريا يكمن في الخيار السياسي بين كافة أطراف الصراع، وبعيداً عن التدخلات والضغوط الخارجية.
كما دعت الحركة إلى وقفة احتجاجية داعمة لسوريا رفضاً للعدوان, ولرفع الصوت عالياً أمام العدوان الثلاثي الغاشم.
وطالبت الحركة على لسان منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم من دول العالم أن تقف إلى جانب أطفال فلسطين الذين يتعرضون للقتل اليومي على يد المحتل الإسرائيلي مثلما تدّعي وقوفها إلى جانب أطفال سوريا، مشيرة إلى أنه قد آن الأوان لوقف المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بدل اختلاق الأزمات وانتهاك سيادة الدول والعمل على تدميرها.
حركة الجهاد الإسلامي دانت العدوان الثلاثي على سوريا رافضة "أي تساوق مع هذا العدوان الخطير" وشاجبة "سماح بعض الدول بفتح أجوائها وأراضيها أمام الطيران المعادي".
الجهاد رأت أن الهدف الحقيقي للعدوان هو توفير مزيد من الدعم لاسرائيل وتشجيع سياساتها الإرهابية ابحق الشعب الفلسطيني.
ورأت الحركة أن أميركا تسعى من خلال سياساتها إلى "إدامة الفوضى وتفكيك المنطقة".
الجبهة الديمقراطية دانت بدورها العدوان، مؤكدة أنه جاء ضد وحدة سوريا وتماسكها.
وأشارت الجبهة إلى أن العدوان يشكل استجابة لمواقف اليمين المتطرف داخل الإدارة الأميركية.
الصدر يعلن عن تظاهرة تنديداً بالعدوان على سوريا
كذلك أعلن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر عن تظاهرة ستخرج غداً في العراق تنديداً بالعدوان الثلاثي ودعماً للشعب السوري.
الصدر رأى أن تداعيات العدوان على سوريا "كارثية ليس فقط على سوريا بل على العراق والمنطقة".
الحوثي: عدم احترام السيادة بات سمة أميركية
رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي دان من جهته العدوان، مشيراً إلى أنه ينم عن عدم احترام للقانون الدولي ويمثل اختراقاً فاضحاً له.
ورأى الحوثي أن عدم الالتزام بالقانون الدولي واحترام السيادة بات سمة أميركية وهو ما يعاني منه الشعب اليمني طيلة العدوان المستمر عليه.
كما رأى الحوثي أن أفضل رد على العدوان يكون بقصف السعودية المموّلة وإسرائيل المشاركة، وفق ما قال.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني حسين العزي إن صنعاء تابعت بحزن وغضب شديدين ما تتعرض له شقيقتها دمشق من عدوان ثلاثي سافر من دون أي مبرر أو مسوّغ قانوني.
واعتبر أن ما قامت به الدول الثلاث يعدّ عملاً غير مشروع وانتهاكاً صارخاً لقواعد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
ودعا العزي جميع الأحرار إلى إدانة هذا العمل البربري الجبان، مؤكّداً أن لسوريا العظيمة قيادة وشعباً وجيشاً مطلق الحق في اختيار الوسيلة المناسبة للرد على العدوان.
الخارجية الكوبية: عدوان بربري سيزيد من حدة الصراع في المنطقة
الخارجية الكوبية بدورها اصدرت بياناً بعد دقائق قليلة من العدوان، أكدت فيه أن هذا العمل الأحادي الجانب والذي تمّ خارج إرادة مجلس الأمن يشكل "انتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولدولة ذات سيادة", محذرةً من أن هذا العدوان يأتي ليزيد من حدة الصراع القائم في سوريا والمنطقة بأكملها.
وعبر البيان الخارجية الكوبية عن تضامن الحكومة الثورية في جمهورية كوبا مع الشعب والحكومة السوريين في وجه هذا العدوان البربري، وما نتج عنه من خسائر بشرية ومادية.
مسؤولون أميركيون مستاؤون من قرار ترامب بشنّ عدوانه على سوريا
القرار الأميركي بشنّ عدوان ثلاثي على سوريا، أثار استياء شخصيات أميركية أيضاً، حيث أشار المرشح الرئاسي السابق السيناتور بيرني ساندرز، إلى أن "الكونغرس وليس الرئيس هو من يمتلك المسؤولية الدستورية عن شنّ الحرب"، مشيراً إلى أنه "يجب على المجتمع الدولي التمسك بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية".
وقال ساندرز إنه "من غير الواضح كيف أن ضربات ترامب غير الشرعية وغير المصرح بها على سوريا تحقق ذلك الهدف".
زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر شدد من جهته أنه "على إدارة ترامب أن تكون حذرة بشأن عدم إدخال البلاد في حرب أكبر في سوريا".
أما عضو مجلس الشيوخ لولاية فرجينيا الجمهوري ديك بلاك، فاعتبر أنه "من المحزن سماع أن ترامب قد اختار قصف سوريا"، محذراً من أن "أميركا على حافة الحرب العالمية الثالثة، وتعرض حياة الجنود الأميركيين للخطر وليس لديها جدول واضح".
بدوره، قال نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، الديمقراطي آدم شيف إن "الافتقار إلى الإذن القانوني لهذه االضربات، مثلما حدث في عام 2017، هو خطأ ليس فقط هذه الإدارة، بل أيضاً للإدارات السابقة"، ملقياً باللوم على الكونغرس الذي "تنازل عن طواعية عن دوره في الموافقة على العمل العسكري أو رفضه".
النائب الجمهوري جاستين أماش أكد أن "الضربات ضد سوريا غير دستورية، وغير قانونية، ومتهورة"، لافتاً إلى أنه "يجب على رئيس مجلس النواب القادم أن يستعيد صلاحيات الكونغرس في منح تفويض الحرب على النحو المنصوص عليه في الدستور"، متهماً رئيس مجلس النواب الحالي بول رايان "بالتخلي تماماً عن واحدة أهم مسؤولياته".
أما رئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان فبرر قرار واشنطن بأنها "اتخذت إجراءات حاسمة بالتنسيق مع حلفائها، المتفقين جميعاً على أن استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية لا يمكن أن يمرّ دون رد".
السعودية تؤيد العدوان على سوريا
وفي أول موقف لها بعد العدوان الثلاثي، أعلنت وزارة الخارجية السعودية تأييد المملكة للعملية معتبرة أن "العملية العسكرية تأتي رداً على استمرار النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيمائية المحرمة دولياً ضد المدنيين الأبرياء بما فيهم الأطفال والنساء".
وحملت السعودية "النظام السوري مسؤولية هذه العمليات العسكرية، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد النظام السوري".
مصر تطالب بتحقيق دولي في "مزاعم الكيميائي"
وإذ عبرت مصر عن "تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار"، أعربت في الوقت عينه عن "قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار علي سلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر".
كما أكدت مصر "رفضها القاطع لاستخدام أية أسلحة محرمة دولياً على الأراضي السورية، مطالبة بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية".
قائد الثورة: الهجوم على سوريا جريمة وقادة اميركا وبريطانيا وفرنسا مجرمون
وصف قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، الهجوم الذي شن على سوريا فجر اليوم بالجريمة معتبرا ان الرئيسين الاميركي والفرنسي ورئيسة وزراء بريطانيا مجرمون وقد ارتكبوا جريمة في سوريا.
وقال سماحة القائد خلال استقباله صباح الیوم السبت كبار المسؤولين الايرانيين وسفراء الدول الاسلامية في طهران بمناسبة المبعث النبوي الشريف، "إنّني أعلن بصراحة أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، رئيس جمهورية فرنسا ورئيسة وزراء بريطانيا مجرمون وقد ارتكبوا جريمة. لن يحقّقوا أيّ مكسب. كما أنّهم تواجدوا خلال الأعوام الماضية في العراق، سوريا وأفغانستان وارتكبوا هذا النوع من الجرائم ولم يحقّقوا أيّة مكاسب".
وأوضح قائد الثورة: ان هؤلاء الذي كانوا يدعمون بالأمس داعش بصورة علنية وخفية، اليوم يزعمون انهم كانوا يتصدون لداعش والحقوا الهزيمة بها! هذا كذب، هذا الامر ليس صحيحا، لم يتدخلوا مطلقا.
واضاف سماحته: ان الرئيس الاميركي ادعى قبل عدة ساعات ان بلاده استطاعت الحاق الهزيمة بداعش في سوريا، هذه كذبة واضحة ومفضوحة.
واشار قائد الثورة الى ان الغربيين تدخلوا وساعدوا في انقاذ العناصر الرئيسية في تنظيم داعش الارهابي المحاصرين، وسابقا ايضا كان لهم دور مؤثر في تاسيس داعش.
واوضح سماحته ان اموال السعودية وامثالها استطاعت ان تنشئ الجماعات الارهابية الشريرة وتفتك بالشعبين العراقي والسوري، الا ان المقاومة في مواجهة امريكا وعملائها استطاعت انقاذ هذين البلدين، وهذا ما حصل بعد ذلك.
وتابع قائد الثورة: قبل عدة ايام، قال الرئيس الاميركي انهم انفقوا 7 تريليون (دولار) في منطقة غرب آسيا – حسب قوله الشرق الاوسط- ولم يجنوا اي شيء، صحيح ما يقوله، لم يكسبوا شيئا، وبعد ذلك فمهما تنفق اميركا في هذه المنطقة لن تجدي منه نفعا.
واكد قائد الثورة ان أهم واجب للامة الاسلامية هو العودة الى رسالة البعثة النبوية اي التوحيد، موضحا ان الاعتقاد بالتوحيد يعني رفض الظلم والدفاع عن المظلوم، ولهذا السبب فان الجمهورية الاسلامية الايرانية متواجدة في اي مكان يوجد فيه مظلوم بحاجة الى المساعدة.
واشار سماحته الى ان اصرار الجمهورية الاسلامية الايرانية في الدفاع عن القضية الفلسطينية يكمن في هذا الاطار، مضيفا: ان التصدي في مواجهة الظالم، سيؤدي بالتأكيد الى التطور، والمثال البارز على ذلك هو الشعب الفلسطيني الذي كان في البداية شعب ضعيف، لكن اثر الصمود تحول الشعب الفلسطيني الى شعب مقتدر يهدد الكيان الصهيوني الذي يشعر بالضعف والعجز في مواجهة الشعب الفلسطيني.
وشدد قائد الثورة على ان هذه المواجهة ستسفر عن انتصار الفلسطينيين على الصهاينة وعودة الشعب الفلسطيني الى ارضه.
واعتبر سماحته ان تواجد الجمهورية الاسلامية الايرانية في منطقة غرب آسيا الى جانب فصائل المقاومة وسوريا بانها تندرج في اطار نصرة المظلوم، مضيفا: ان الزعم بان الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها نزعة توسعية، هي اكذوبة وتتنافى مع الحقيقة، فايران الكبيرة والمزدهرة والموحدة ليست لديها اية نية للتوسع في المنطقة واي منطقة في العالم.
وتابع سماحته قائلا: ان سبب تواجد ايران في سوريا ومنطقة غرب آسيا، هو مساعدة المقاومة في مواجهة الظلم، وان جبهة المقاومة بفضل المساعدات المقدمة وبسالة القوات السورية استطاعت من الحاق الهزيمة بالارهابيين الذين احتضنتهم امريكا والدول الغربية وعملائهم من امثال السعودية.
واكد سماحة آية الله الخامنئي على ضرورة توخي الشعوب والدول الاسلامية الحذر واليقظة في مواجهة مثل هذه الاحداث، مضيفا: ان الاميركيين لايستهدفون سوريا والعراق وافغانستان فحسب، وانما يريدون توجيه ضربة الى الامة الاسلامية والاسلام، واستنادا الى ذلك فان على الدول الاسلامية ان لا تكون في خدمة اهداف اميركا وبعض الدول الغربية المعتدية.
واضاف: ليس من الفخر بالنسبة لبلد اسلامي مثل السعودية أن يشير الرئيس الاميركي الحالي علنا في حملته الانتخابية بانها "بقرة حلوب"، لا توجد مذلة اكثر من ذلك بحيث يحصل على أموال بلد ويسميها بهذه الطريقة.
واشار قائد الثورة الى اكاذيب الرئيس الاميركي بان الهجوم على سوريا يأتي ردا على استخدام الاسلحة الكيميائية، مضيفا: انهم (الاميركان) لايعارضون استخدام السلاح الكيميائي او اي سلاح آخر ضد الشعوب المسلمة والشعوب المظلومة، كما انهم يدعمون القصف اليومي ضد الشعب اليمني، وخلال فترة الحرب التي فرضت على ایران (من النظام العراقي 1980 - 1988) دعموا صدام ايضا الذي استخدم السلاح الكيميائي واسفر عن استشهاد واصابة الآلاف من الشعبين الايراني والعراقي.
واعتبر سماحته سلوك اميركا وبعض الدول الغربية بانه ناجم عن الاهداف الاستعمارية و"الديكتاتورية الدولية"، مضيفا: بطبيعة الحال فان الانظمة الديكتاتورية ستخفق في اي مكان بالعالم، كما ان من المؤكد ان اميركا ستفشل في تحقيق اهدافها في المنطقة.
واوضح آية الله الخامنئي ان صمود الشعب الايراني وصلابته ناتجة عن تجربة 40 عاما من المقاومة والصمود، مضيفا: ان هذه التجربة علمتنا ان التراجع سيشجع العدو، وان الصمود سيؤدي الى تراجعه.
واكد قائد الثورة في الختام على ان تراجع الاستكبار والقوى المتغطرسة في العالم بسبب الصمود والمقاومة في مواجهتها هي "سنة الهية"، معربا عن أمله في انتصار شعوب العراق وسوريا وافغانستان وفلسطين وميانمار وكشمير في المستقبل القريب.
الهجوم الثلاثي على سوريا: هل يستحق الرد؟
بعد نحو اسبوع من التهديدات الأميركية والبريطانية والفرنسية، جاء الهجوم الثلاثي على سوريا كما هو متوقع، حيث لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن عنه حتى سارع وزير دفاعه جميس ماتيس إلى تأكيد انتهائه، في مؤشر واضح إلى أن من يقف خلفه لا يريد التصعيد المفتوح منه، بل حفظ ماء الوجه بالدرجة الأولى، خصوصاً بعد أن أصبحت مصداقيته على المحك.
من حيث المبدأ، هذا الهجوم كان أشمل من ذلك الذي استهدف قاعدة الشعيرات قبل نحو عام، لكن من الناحية العسكرية كان الأخير أقوى، نظراً إلى أنه لم يكن متوقعاً، بينما ما حصل فجر اليوم كان العالم ينتظره، في وقت كانت السلطات السورية قد اتخذت الإجراءات اللازمة للحد من نتائجه.
انطلاقاً من هذا الواقع، يمكن الحديث عن 4 نقاط أساسية بعد هذا الهجوم، من أجل فهم حقيقة ما حصل:
أولاً: الهدف منه لم يكن عسكرياً، بل سياسياً وإعلامياً بالدرجة الأولى، بعد التطورات التي شهدتها الساحة السورية في الآونة الأخيرة، لا سيما لناحية إنهاء العمليات العسكرية في محيط العاصمة دمشق، مع خروج الجماعات المعارضة المسلحة من الغوطة الشرقية، حيث الجهات الدولية الداعمة لها أرادت أن تقول أنها لا تزال حاضرة في هذه الساحة.
ثانياً: التوازنات على الساحتين الإقليمية والدولية باتت واضحة على نحو لا يقبل الشك، في حين أن الولايات المتحدة وحلفاءها غير قادرين على قلب الطاولة، خشية الانتقال إلى المواجهة المفتوحة التي لا يمكن توقع نتائجها، فواشنطن أثبتت اليوم، أكثر من أي يوم مضى، أنها سلمت بالعودة الروسية إلى الساحة العالمية من البوابة السورية، وبأنها غير قادرة على تكرار السيناريو العراقي في العام 2003.
ثالثاً: التحالف الروسي-الإيراني-السوري يملك الكثير من نقاط القوة، التي دفعت الجانب الأميركي إلى التفكير ملياً قبل القيام بأي خطوة غير محسوبة النتائج، في ظل تواجده المكشوف على الساحتين السورية والعراقية معاً، وبالتالي لا يمكن له المجازفة بحياة الآلاف من الجنود الأميركيين المتواجدين هناك، بعد أن كان ترامب قد تحدث عن صواريخ "ذكية" و"قوية" و"جميلة".
رابعاً: يستطيع الجانب السوري، بعد إسقاط دفاعاته العسكرية قبل فترة قصيرة طائرة حربية إسرائيلية، أن يتباهى بقدرات تلك الدفاعات، التي أسقطت اليوم العديد من الصواريخ في الهجوم الثلاثي الجديد، في رسالة قد تكون تداعياتها أقوى من الهجوم نفسه، كما أنه من الناحية السياسية يستطيع القول أن هذا أقصى ما يمكن أن تقوم به القوى المعارضة له.
بناء على ذلك، تتوقع واشنطن، في هذه اللحظات، ألاّ تكون هناك أي ردة فعل على ما قامت به، بالشراكة مع لندن وباريس، لا سيما أنها لم تتجاوز الخطوط الحمراء، بل اكتفت بالقول أنها استهدفت المراكز العسكرية، التي تزعم أنها استخدمت في الهجمات الكيميائية، التي لم تنتظر نتائج التحقيقات بها ورفضت انتظار ما سيصدر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هذا الإطار.
وسط كل ذلك، يبقى السؤال المنطقي عن إمكانية الرد على هذا الهجوم الثلاثي في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد الإشارات التي أرسلها المحور المقابل، في الأيام السابقة، بأن ما بعد توجيه أي ضربة عسكرية لن يكون كما قبله، فهل يعتبر أنه لا يستحق أي رد معاكس، لا سيما أنه لم يتجاوز الخطوط الحمراء، أم يذهب إلى تصعيد غير متوقع؟.
الاحتمال الأكبر هو أن هذا المحور غير راغب أيضاً في الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، لكنه في المقابل لن يتردد في تصعيد العمليات العسكرية ضد الجماعات المعارضة، التي يعتبرها الأداة الأساسية بيد القوى الإقليمية والدولية المعادية له، بالإضافة إلى فرض معادلات جديدة على مستوى أوسع.
في المحصلة، حجم الهجوم الثلاثي يؤكد أن المطلوب منه كان حفظ ماء وجه واشنطن وباريس ولندن معاً، لكن عملياً لا يمكن الرهان على نتائجه في توازن القوى الموجود اليوم على الساحة السورية، فهل يكون بداية النهاية للحرب المشتعلة منذ العام 2011؟.
عدوان ثلاثي أميركي بريطاني فرنسي.. ومنظومات الدفاع الجوي السوري تتصدى للصواريخ وتسقط معظمها
أعلن وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس أن العدوان المشترك مع فرنسا وبريطانيا على سوريا قد انتهى، بعد قصف مجموعة أهداف فجر السبت. وأكد ماتيس أنه "ليس للولايات المتحدة تخطيط لأي غارات جديدة، لكن والقرار يعود لترامب في المستقبل".
وأوضح ماتيس أن "الهدف من الضربات إضعاف القدرات العسكرية السورية على صنع الأسلحة الكيميائية". وتابع "استخدمنا في الاستهداف ضعفي الأسلحة التي استخدمناها العام الماضي في الهجوم على الشعيرات، والضربة كانت قوية".
رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد، قال بدوره "في الوقت الحالي انتهى القصف على سوريا".
فيما نقلت وكالة "فرانس برس"، عن جنرال أميركي آخر قوله إن "الضربات في سوريا كانت مركزة لتجنب استهداف القوات الروسية".
بدورها، نقلت "سي أن أن" عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله إن "الرد الأميركي الثابت كما وصفه الرئيس ترامب قد يشمل تحركات عسكرية جديدة بالإضافة إلى إجراءات ديبلوماسية وتدابير اقتصادية ".
وأضاف المسؤول أن "البعد العسكري للهجوم اليوم انتهى لكن الخيارات العسكرية الأخرى لاتزال مطروحة على الطاولة، ومن ضمنها الرد على أي استخدام آخر للأسلحة الكيميائية".
الرئاسة الفرنسية قالت من جهتها إن مقاتلات "ميراج" و"رافاييل" مع 4 مدمرات شاركت في العملية العسكرية ضد سوريا.
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قالت في مؤتمر صحافي لها "يجب ألا نسمح باستخدام الأسلحة الكيميائية بشكل عشوائي في سوريا"، مشيرة إلى أن الهجوم على سوريا هو في مصلحة الأمن البريطاني، وأنه رسالة حول عدم السماح باستخدام السلاح الكيميائي.
واعتبرت أن "الضربة في سوريا كانت صائبة"، وفق ما قالت.
رئيسة الوزراء شددت "نسعى إلى إضعاف قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي ونسقنا العملية مع باريس وواشنطن".
الدفاعات الجوية السورية تصدّت للعدوان الذي استهدف أيضاً مبنى الأبحاث العلمية السوري في دمشق.
وإن الطائرات المعتدية على سوريا انطلقت من "قاعدة العديد" القطرية، فيما أطلق 30 صاروخ توماهوك وكروز من البحر.
وصدر بيان رسمي للجيش السوري أعلن فيه أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا أطلقوا حوالى 110 صواريخ باتجاه أهداف سورية.
التلفزيون السوري أكّد اسقاط الدفاعات الجوية السورية لـ 13صاروخاً بمنطقة الكسوة في ريف دمشق. وقال شهود عيان إن منطقة برزة بدمشق أصيبت في العدوان أيضاً. فيما قالت موسكو إنه تمّ إطلاق نحو 100صاروخ على سوريا جرى اعتراض عدد منها.
وزارة الدفاع الروسية قالت من جهتها إن أكثر من مئة صاروخ عابر أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من البحر والجو على سوريا، مشيرة إلى أنه تمّ اعتراض 71 صاروخاً، وأنه تمّ توجيه 30 صاروخاً إلى مواقع في برزة وجرمانا وتمّ إسقاط 7 منها. ولفتت إلى أنه تمّ توجيه الضربة في اليوم الذي كان مقرراً فيه أن يبدأ عمل بعثة تقصي الحقائق حول مزاعم الكيميائي.
وأوضحت الدفاع الروسية أن قاعدتا حميميم وطرطوس شاركتا في صدّ الهجوم الصاروخي على سوريا.
الدفاع الروسية شددت "علينا بحث مسألة إعادة تزويد صواريخ "أس "300 لسوريا بعدما حصل اليوم".
موفدة الميادين إلى دمشق قالت إن المواقع التي استهدفها العدوان هي مركز البحوث في حي برزة ومستودعات الرحيبة في القلمون، والمطار الشراعي في الديماس باللواء 41 دفاع جوي قاسيون، ومنطقة الكسوة، موقع جمرايا البحوث العلمية ومصياف حمص.
وأوضحت مراسلتنا أن كل ما ينشر عن أهداف أخرى غير صحيح، وأن العدوان لم يستهدف مطاري الضمير والمزة وغيرهما.
وزارة الدفاع البريطانية كانت قد أعلنت أن 4 طائرات من نوع "ترنيدو راف" اشتركت في العدوان واستهدفت منشآت قرب منطقة حمص.
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي صرحت عند انطلاق العدوان على سوريا بأنه "لا بديل عن استخدام القوة ضد النظام في سوريا"، مضيفة بأن "الضربات ستكون محدودة".
بالتزامن، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "الضربات الفرنسية تستهدف القدرات الكيميائية للنظام السوري".
العدوان الثلاثي على سوريا جاء ردّاً على مزاعم الهجوم الكيميائي في دوما في الغوطة الشرقية قبل أيام.
ونقل مراسلون في واشنطن عن مراقبين قولهم إن "لجنة أميركية إسرائيلية حددت الأهداف في دمشق، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهرّب من القضايا الداخلية بالتصعيد ضد سوريا".
الجدير ذكره، أن العدوان الثلاثي على سوريا سبقه عدوان إسرائيلي على مطار "تي فور" العسكري السوري في ريف حمص في 9 نيسان/ أبريل الجاري. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن البيت الأبيض قوله إن إسرائيل أبلغت الأخير مسبقاً بأنها سوف تقصف المطار.
نصر الله للإسرائيليين: ارتكبتم خطأً تاريخياً بقصف مطار التيفور
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول لمن يتحدثون عن العروبة: هل العروبة باتت التخلي عن الشعب الفلسطيني والتبعية للاميركي؟ وهل هي في شن السعودية حرب مدمرة على اليمن؟ مؤكداً أن "العدوان الإسرائيلي على مطار تيفور في ريف حمص مفصل تاريخي يفتح مساراً جديدا في المواجهة"، ويقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفكر بالعدوان على محور في رصيده العديد من الانتصارات فيما رصيد الولايات المتحدة مليء بالهزائم، ومعركتها لن تكون مع الأنظمة والجيوش بل مع الشعوب في المنطقة".
سأل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذين يتحدثون عن العروبة: هل العروبة باتت التخلي عن الشعب الفلسطيني والتبعية للاميركي؟ وهل العروبة هي التسويق لصفقة القرن والقدس عاصمة لاسرائيل؟
وقال في مهرجان الوفاء للوعد، في الضاحية الجنوبية لبيروت "لمن يتحدثون عن العروبة: هل العروبة هي في شن السعودية حربا مدمرة على اليمن"؟
وإذ أكد أن العاصمة اللبنانية بيروت كانت تحمل القضايا العربية في مسرحها وشعرها وأدبها واحتضان القضية الفلسطينية، ذكّر أن "أهلها فرضوا بالرصاص على جنود الاحتلال الخروج من العاصمة مذلولين".
وشدد نصر الله على وجوب" الحفاظ على النسيج الاجتماعي لبيروت وهذا من أولوياتنا"، مشدداً على أن "المنافسة في بيروت يجب أن تكون على خدمتها فهناك الكثير من الهموم التي يعرفها جميع المرشحين".
وفي وقتٍ رأى فيه أن "لبنان لطالما احتاج إلى الوفاق الوطني، وذلك يكون عبر التلاقي الدائم بين مكوّنات الشعب اللبناني"، أكد على "أن من أهم الانجازات في التحالف مع التيار الوطني الحر كان في التلاقي"، لافتاً إلى أن التفاهم والتحالف معه لا يعنيان أنهما أصبحا حزباً واحداً".
وفي السياق، أكد نصر الله أننا "لا نريد حرباً أهلية في لبنان بل سلماً أهلياً يعزله عن حروب المنطقة، مذكراً أن "من أرسل الإرهابيين إلى سلسلة لبنان الشرقية والانتحاريين إلى الضاحية أراد افتعال حرب أهلية"، محذّراً من أن "في الخارج من لا يزال يخطط لحرب أهلية في لبنان على غرار خططهم لتدمير سوريا والعراق واليمن".
مع كل انتصار كبير في سوريا تتكرر مسرحيات استخدام الكيميائي
وحول العدوان الإسرائيلي على مطار تيفور في ريف حمص اعتبر نصر الله إنه "تعمّد إسرائيلي بالقتل لا سابقة له منذ 7 سنوات"، قائلاً "إن المسؤولين الإيرانيين هم الذين سيقررون ماذا سيفعلون ردّاً على قتل إسرائيل عمدا عناصر الحرس الثوري".
وفي الوقت نفسه، أكد الأمين العام لحزب الله نصر الله أن "على الإسرائيليين أن يعرفوا أنهم ارتكبوا خطأ تاريخياً وأقدموا على حماقة كبرى باعتدائهم"، مشدداً على أن "العدوان الإسرائيلي مفصل تاريخي يفتح مساراً جديدا في المواجهة".
وحول اتهام دمشق باستخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية قال نصر الله "معلوماتنا المؤكدة أن ما جرى في دوما هو عبارة عن مسرحية بشأن استخدام الكيميائي، ومع كل انتصار كبير في سوريا تتكرر مسرحيات استخدام الكيميائي".
وفي حين رأى أن "تهديدات ( الرئيس الأميركي دونالد) ترامب تدل على أننا أمام مشهد جديد من مشاهد الاستكبار الأميركي"، أكد أن "ترامب يريد أن يفرض نفسه على كل دول العالم وجرّها إلى خياراته، لذا يحقّ لكل دول العالم أن تقلق من إدارة أميركية غير منسجمة تعيش حيرة استراتيجية".
وبسبب ذلك، قال "نصر الله يحقّ لكل الدول العالم أن تقلق من إدارة يقودها رئيس ذو شخصية انفعالية كترامب مذكّراً أن مواقف الرئيس الاميركي "تحكمها العقلية التجارية والأموال والصفقات"، والرجل مأزوم جرّاء مشاكله الداخلية والتحقيقات التي يقودها المحقق الخاص مولر".
وقال الأمين العام لحزب الله إن "ولي العهد السعودي مستعد لأن يدفع الأموال للإدارة الأميركية من دون تردد"، رغم أن "الغموض يلفّ الموقف الأميركي نتيجة شخصية ترامب الانفعالية والتجارية والمأزومة والإدارة غير المنسجمة".
وفي الإطار، أردف قائلاً "يجب وضع كل الفرضيات بشأن الموقف الأميركي في سوريا في ظل الإدارة الحالية"، لكنه أكد "أن كلّ التغريدات الترامبية والهوليوودية لن تخيف سوريا وإيران وروسيا وكل شعوب المنطقة".
وختم بقوله "ترامب يفكر بالعدوان على محور في رصيده العديد من الانتصارات فيما رصيد الولايات المتحدة مليء بالهزائم، ومعركتها لن تكون مع الأنظمة والجيوش بل مع الشعوب في المنطقة".
انتخابات برلمان العراق.. 320 حزبا وإئتلافا وقائمة يتنافسون على 328 مقعدا
بدأت صباح اليوم السبت، الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية العراقية التي يتنافس فيها آلاف المرشحين؛ للحصول على مقاعد البرلمان البالغ عددها 328.
والانتخابات البرلمانية العراقية 2018 هي الأولى التي تجري في البلاد، بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011.
وهي كذلك رابع انتخابات منذ الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003، والتي ستجري في 12 مايو/أيار المقبل لانتخاب أعضاء مجلس النواب (البرلمان) الذي بدوره ينتخب رئيسي الوزراء والجمهورية.
ويتنافس في الانتخابات 320 حزبا سياسيا وائتلافا وقائمة انتخابية، موزعة على النحو التالي: 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفًا انتخابياً، وذلك من خلال 7 آلاف و367 مرشحا.
وهذا العدد أقل من مرشحي انتخابات عام 2014 الماضية الذين تجاوز عددهم 9 آلاف.
**توزيع المقاعد على المحافظات
وتتوزع المقاعد البرلمانية على المحافظات العراقية الـ18 استنادا إلى التعداد السكاني لكل منها.
فالعاصمة العراقية بغداد تأخذ 71 مقعدا، ونينوى 34، والبصرة 25، وذي قار 19، والسليمانية 18، وبابل 17، وأربيل 16، والأنبار 15.
في حين يكون من نصيب ديالى 14 مقعدا، وكركوك 13، والنجف ودهوك وصلاح الدين 12 مقعدا لكل منهم، والديوانية وكربلاء وواسط 11 مقعدا في كل محافظة، وتأخذ ميسان 10 مقاعد، والمثنى 7.
ويحق لـ24 مليون عراقي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات من أصل 37 مليون نسمة، وذلك من خلال البطاقة الالكترونية التي يجري اعتمادها للمرة الأولى، في مسعى لسد الطريق أمام التلاعب والتزوير.
ويحق أيضا للعراقيين المتواجدين في 19 دولة هي: الأردن ومصر وأستراليا وإيران وألمانيا والسويد وتركيا ولبنان وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وهولندا وبلجيكا ونيوزلندا والنمسا وفنلندا والدنمارك والإمارات، المشاركة في الانتخابات.
وتمتد ولاية البرلمان أربع سنوات.
وكانت آخر انتخابات تشريعية قد جرت في 30 أبريل/نيسان عام 2014.
وتشغل النساء ما نسبته 25 في المائة على الأقل، من عدد مقاعد البرلمان، فيما تخصص 9 مقاعد للأقليات ضمن نظام "الكوتا".
ومقاعد الأقليات هي: المكون المسيحي: 5 مقاعد (أربيل، دهوك، نينوى)، المكون الشبكي: مقعد واحد (نينوى)، المكون الإيزيدي: مقعد واحد (نينوى)، المكون الصابئي: مقعد واحد (بغداد)، المكون الفيلي: مقعد واحد (واسط).
ومنذ البدء بتنظيم انتخابات برلمانية في العراق عام 2006، عقب إسقاط النظام السابق 2003، برئاسة صدام حسين، يجري التوافق بين المكونات الرئيسية على توزيع المناصب الرئيسية الثلاث في البلاد.
ويشغل الأكراد رئاسة الجمهورية والطائفة الشيعية رئاسة الوزراء، فيما رئاسة البرلمان تكون من نصيب الطائفة السنية.
ولأول مرة، تعمل أطراف سياسية، وعلى رأسها الكتلة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، على تشكيل حكومة أغلبية سياسية، خلافا للعرف السائد، وهو ما يلقى اعتراضا من أطراف أخرى، خاصة السنة والأكراد.
**أهم الكتل والتحالفات المتنافسة:
-تحالف النصر والإصلاح:
يرأسه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ويضم أكثر من 18 كتلة وتيارا وهي في الغالب كتل سياسية شيعية؛ أبرزها "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي"، بزعامة همام حمودي، و"تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، إلى جانب عدد من الكتل السنية الصغيرة.
ويقول العبادي إن "تحالفه (النصر والإصلاح ) عابر للطائفية"، على الرغم أنه تعرض لتصدع مبكر بعد أن قرر الائتلاف الذي يضم الأذرع السياسية للحشد الشعبي (قوات شيعية حكومية) الانسحاب منه.
وتولى العبادي رئاسة الوزراء في 2014 من نوري المالكي، الحليف الوثيق لإيران، والذي تعرض لانتقادات واسعة من الساسة العراقيين بعد انهيار الجيش أمام سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على ثلت أراضي البلاد.
واختار العبادي "النصر والإصلاح" اسما لتحالفه لـ"تذكير العراقيين بأن البلد تحت قيادته تمكن من هزيمة داعش واستعادة كامل أراضيه بعد ثلاث سنوات من الحرب الطاحنة"، التي انتهت نهاية العام الماضي.
-ائتلاف دولة القانون
يرأسه نائب رئيس الجمهورية الحالي ورئيس الوزراء السابق (2006 - 2014) نوري المالكي، ويضم 9 أحزاب وكتل شيعية.
وهي "حزب دعاة الاسلام- تنظيم العراق"، و"حركة النور - الانتفاضة والتغير"، و"تيار الوسط"، وحركة "البشائر الشبابية"، وكتلة "معا للقانون"، و"الحزب المدني"، و"التيار الثقافي الوطني"، و"تجمع أمناء بلدنا"، وتيار "ولائيون" الإسلامي.
-ائتلاف الفتح
ويضم 18 كيانا من أجنحة سياسية لفصائل الحشد الشعبي؛ أبرزها منظمة "بدر" بقيادة هادي العامري، و"جماعة عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي.
-تحالف سائرون
يقوده حزب "الاستقامة الوطني" الذي أسسه رجل الدين الشيعي والمعارض البارز، مقتدى الصدر، إلى جانب أحزاب علمانية مثل "الحزب الشيوعي" العراقي، وحزب "الدولة العادلة"، و"الشباب" وغيرهم.
-تحالف التضامن العراقي
شكله السياسي العراقي ومحافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، برئاسة أخيه أسامة نائب رئيس الجمهورية.
ويضم التحالف 11 كيانا سياسيا؛ بينها "كتلة المشروع العربي" التي يتزعمها السياسي ورجل الأعمال خميس الخنجر، وكذلك حزب "الحق"، بزعامة النائب في البرلمان، أحمد المساري.
-ائتلاف الوطنية
يضم 26 كيانا سياسيا، بينها قوى سنية بارزة؛ أبرزها الأحزاب التي يتزعمها رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ورئيس "الكتلة العربية" في البرلمان، صالح المطلك، ورئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي.
ويتزعم الجبوري (سني) حزب "التجمع المدني للإصلاح"، في حين يتزعم المطلك (سني) "الجبهة العربية للحوار"، ويتزعم علاوي حزب "الوفاق الوطني" العراقي.
ورغم أن علاوي شيعي ليبرالي فإنه دأب على خوض الانتخابات البرلمانية في العراق ضمن تحالفات مع القوى السنية منذ إسقاط النظام العراقي السابق في 2003.
-قائمة السلام الكردستانية
وتضم الحزبين الحاكمين في إقليم شمالي العراق وهما: "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" إلى جانب "الحزب الشيوعي الكردستاني – العراق".
-القائمة الوطنية
وتضم الأحزاب المعارضة في إقليم الشمال وهي: "حركة التغيير"، و"الجماعة الاسلامية الكردستانية_العراق"، و"التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة".
-جبهة تركمان كركوك
وتضم "الجبهة التركمانية العراقية"، وحزب "توركمن ايلي"، وحزب "العدالة" التركماني، و"الحركة القومية" التركمانية.
إطلاق سراح المعتقلين بالسودان.. بين الدوافع والدلالات المستقبلية
أصدر البشير، الثلاثاء، قرارًا جمهوريًا، بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في البلاد؛ استجابة لمناشدة أحزاب الحوار الوطني
حراك سياسي شهده السودان خلال الأيام القليلة الماضية؛ جراء أحداث سياسية، وجدت صدى واسعًا، وصعدت من وتيرة التوقعات للمقبل، ولعل قمة هذه الأحداث، هو قرار الرئيس السوداني عمر البشير إطلاق سراح المعتقلين بالبلاد كافة.
وأصدر البشير، الثلاثاء، قرارًا جمهوريًا، بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في البلاد؛ استجابة لمناشدة أحزاب الحوار الوطني.
وأوضح أن ذلك "يجيء تعزيزًا لروح الوفاق والوئام الوطني والسلام، التي أفرزها الحوار الوطني، ولإنجاح وتهيئة الأجواء الإيجابية، بما يفتح الباب لمشاركة جميع الأحزاب السياسية في التشاور حول القضايا الوطنية، ومتطلبات المرحلة القادمة وخطوات إعداد الدستور الدائم للبلاد".
وأطلق الرئيس السوداني، مبادرة للحوار الوطني في 27 يناير/كانون الثاني 2014، توصلت إلى توصيات بتشكيل حكومة وفاق وطني، والإعداد لدستور دائم متوافق عليه.
وشاركت في الحوار الوطني قوى سياسية وحركات مسلحة، وقاطعته قوى سياسية ذات ثقل، وحركات مسلحة.
وقرار إطلاق سراح المعتقلين، لا يمكن قراءته بعيدًا عن حدثين اَخرين؛ أولهما، طلب الأحزاب المشاركة في الحكم إطلاق سراح المعتقلين، ودفعها بالبشير مرشحًا في انتخابات 2020.
وقال وزير الإعلام أحمد بلال، أول أمس الإثنين، إن "الكتل المشكلة للحكومة توافقت على أن إنفاذ مخرجات الحوار الوطني يتم بتواجد الضامن الأساسي للحوار، وهو الرئيس السوداني، لذلك تعلن توافقها على إعادة ترشيحه للمنصب في الانتخابات المقبلة".
والثاني، هو إعلان رئيس قطاع التنظيم بحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، وزير الحكم الاتحادي، حامد ممتاز، أن حزبه سيرشح البشير لولاية ثالثة، وهو الاعلان الرسمي، الأول من نوعه، الذي يصدر من مسؤول بالحزب الحاكم.
وأمس الثلاثاء، نقلت وسائل إعلام محلية عن "ممتاز" قوله، إن "الرئيس البشير هو مرشح الحزب للرئاسة في الانتخابات المقبلة، ومؤسسات الحزب ستجيز ذلك في الأوقات والآجال المحددة".
حديث "ممتاز" جاء بعد أن شهدت الفترة الماضية، أحاديث عن تباينات داخل الحزب الحاكم بشأن ترشيح البشير، عقب رفض مجلس شورى "المؤتمر الوطني" (مجلس الشورى يضم 400 عضو، وينتخب أعضاء المكتب القيادي للحزب، أعلى هيئة حزبية)، توصية بترشيح البشير في اجتماعه الأخير في يناير/كانون الثاني الماضي.
إلا أن رئيس مجلس الشورى، كبشور كوكو، نفى أن يكون الأمر كذلك، وقال آنذاك، إن "ترشيح رئيس الجمهورية لدورة رئاسية جديدة في 2020، ليس من ضمن أجندة اجتماعات شورى الحزب، ويطلع برسم السياسات العامة وتقييم الأداء السياسي وإجازة اللوائح والنظم".
وبالنظر إلى هذه التطورات السياسية، التي لا يمكن أن تتم قراءتها بمعزل عن بقية القضايا، فهناك أكثر من قضية تتداخل مع إطلاق سراح المعتقلين، وتعتبر سببًا له، وترصد الأناضول 3 أسباب للقرار، حسب مراقبين للشأن السوداني.
تمهيد الأجواء:
قرار الإفراج عن المعتقلين حسب بعض المراقبين، يأتي في سياق تهيئة الأجواء السياسية وخلق حالة توافق سياسي لإعادة ترشيح عمر البشير لولاية ثالثة.
وذلك لأن القرار تزامن مع بداية جلسات انعقاد دورة البرلمان السوداني السابعة، التي انطلقت مطلع إبريل/نيسان الجاري، وتشهد هذه الدورة طرح قوانين لإجازتها.
وقال رئيس لجنة التشريع والعدل في البرلمان السوداني، الفاضل الحاج سليمان، في وقت سابق، إنه "لا يوجد ما يمنع تغيير الدستور السوداني من أجل إعادة ترشيح الرئيس عمر البشير لفترة رئاسية جديدة".
وناشد وزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف، الأربعاء، "الأحزاب السياسية لضرورة الانخراط في العمل السياسي والمشاركة في إقرار الدستور كاستحقاق قانوني مهم".
وتعمل البلاد بدستور 2005، الذي جاء وفق اتفاق السلام الشامل، وعلى ضوئه منح جنوب السودان "حق تقرير المصير"، الذي أدى لاحقًا لانفصاله عبر استفتاء شعبي عام 2011.
وأوضح يوسف، أن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين جاء استجابة لمناشدات عديدة من القوى السياسية، لافتًا إلى أن "مجلس الوزراء، سيعقد جلسة طارئة، الأحد المقبل، لمناقشة توصيات الحوار الوطني والتعديلات المتنوعة على القوانين، قبل إيداعها منضدة البرلمان".
وأشار الوزير والقيادي بالحزب الحاكم، إلى أن حديث الرئيس أمام البرلمان مؤخرًا، عن دستور دائم يحدد الواجبات والحقوق، ونظام الحكم يأتي ضمن التزامه بتوصيات الحوار الوطني.
وتوقع "حراكًا نشطًا للأحزاب السياسية، لإجازة الدستور قبل الانتخابات إذا توافقت عليه هذه الأحزاب".
زيارة الخبير المستقل:
بعض الناشطين السياسيين، لم يخفوا فرحتهم بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وذهبوا للإشارة إلى أن إطلاق سراحهم، متربط بزيارة الخبير المستقل التابع للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أريستيد نونوسي إلى البلاد السبت المقبل، لتقييم تنفيذ التوصيات المقدمة إلى الحكومة من آليات حقوق الإنسان.
وقال نونوسي في بيان، الثلاثاء، إن "زيارتي إلى السودان تهدف إلى دراسة الخطوات التي اتخذتها الحكومة للتقيد بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، ومناقشة المجالات الممكنة للتعاون التقني".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، مدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، ولاية الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان أريستيد نونونسي لمدة عام.
ويرى بعض المتابعين أن استباق زيارة الخبير المستقل، بإطلاق سراح المعتقلين، حتى تقطع الحكومة السودانية الطريق أمامه في أن يعكس صورة سلبية لأوضاع حقوق الإنسان في البلاد ما يكلفها قرارات سالبة أخرى.
والخرطوم نجت مرارًا من العودة للبند الرابع (بند الدول الأكثر انتهاكًا لحقوق الإنسان) الخاص بتعيين مقرر خاص لمراقبة ورصد سلوك الدولة، وتمكنت في عام 2009 بمعاونة الولايات المتحدة من الخروج من هذا البند بعد أن خضعت له منذ 1993، قبل أن يُفرض عليها البند العاشر (الإشراف).
وأفرجت السلطات السودانية، الثلاثاء، عن عشرات المحتجزين خلال الفترة الماضية، عقب اندلاع احتجاجات بعدة مدن تنديدًا بالغلاء، بعد إقرار إجراءات اقتصادية، أدت إلى ارتفاع أسعار السلع بما فيها الخبز، وضمت قائمة المحتجزين، قادة أحزاب معارضة.
الضائقة الاقتصادية:
يري مراقبون أن إطلاق سراح المعتقلين، يشبه "مناورة سياسية" لفك الخناق عن الأزمات التي يواجهها النظام السياسي، وأبرزها الضائقة الاقتصادية، لذلك عمدت الحكومة إلى السير باتجاه آخر حتى تخفف من وطأة الضغط الاقتصادي عليها، وصرف النظر عنه، إلى الشأن السياسي.
وهي خطوة تمضي ليكون البشير مرشحًا للرئاسة في 2020؛ لا سيما بعد تدخله المباشر في القرارات الاقتصادية وترأسه لجنة ضبط سعر الصرف، لوقف تدهور العملة السودانية امام الدولار بعد أن تجاوزت حاجز 42 دولار في الآونة الأخيرة.
وكانت موازنة 2018 في السودان، أفرزت أزمات متعددة، طالت حياة المواطن المعيشية في ظل ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية، وتذبذب أسعار الصرف، مع بوادر شح في بعض السلع.
وبلغ عجز موازنة العام الجاري 28.4 مليار جنيه (4.11 مليارات دولار)، ما تشكل نسبته 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويعاني السودان، منذ انفصال جنوب السودان عام 2011، من ندرة في النقد الأجنبي، لفقدانه ثلاثة أرباع موارده النفطية، وتساوي 80% من موارده من النقد الأجنبي.
رغم أن كل المؤشرات تسير باتجاه أن البشير هو مرشح الحزب الحاكم الأقوى لفترة رئاسة جديدة، هي الثالثة له، هناك عقبات أخرى في الطريق منها تعديل الدستور، والوضع الاقتصادي المتأزم، وإحلال السلام في البلاد، وإشراك المعارضة في العمل السياسي وتراجعها عن هدفها المعلن "إسقاط النظام".
وفي 8 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن الرئيس السوداني التزام حكومته بإجراء الانتخابات المقررة عام 2020 في أجواء توافقية كاملة وإعداد دستور دائم للبلاد.
ولأكثر من مرة أكد البشير نيته عدم الترشح مجددًا في الانتخابات المقررة عام 2020، مشيرًا أنه سيبتعد حينها عن عالم السياسة، بعد أن يسلم السودان لخليفته خاليًا من الحروب.
إلا أن جولاته الأخيرة في ولايات وسط وغرب السودان، شهدت تأييدًا واضحًا من حكام هذه الولايات، وفي أكثر من حشد تلقى البشير "وثيقة بيعة"، وقابل هتافات أنصاره "سير.. سير يا بشير"، و"البشير رمز الشجرة"، (رمزه الانتخابي عام 2015)، بالابتسامة والرضا والتلويح بالنصر.
وانتخب البشير في 2010، ثم أعيد انتخابه ثانية في 2015، لدورة رئاسية تنتهي 2020، دون احتساب الفترات السابقة منذ يونيو/حزيران 1989.
خروج الإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة (28/ رجب/ السنة 60 هـ)
لما مات معاوية، وبويع لابنه يزيد بالخلافة كتب إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبة يخبره بموت معاوية، كتاباً صغيراً فيه: «أما بعد فخذ حسيناً، وعبد الله بن عمر، وابن الزبير، بالبيعة أخذاً ليس فيه رخصة حتى يبايعوا، والسلام»([1])، فبعث الوليد إلى مروان يستشيره، فقال: «أرى أن تدعوهم الساعة، وتأمرهم بالبيعة، فإن فعلوا قبلت منهم، وكففت عنهم، وإن أبوا ضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية..».
وسار الحسين إلى الوليد، وبعد ما نعى إليه معاوية واسترجع، قرأ عليه كتاب يزيد، وما أمره فيه من أخذ البيعة منه، فقال له الحسين(ع): إني لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سراً حتى أبايعه جهراً فيعرف ذلك الناس، ولكن نصبح وتصبحون، فقال مروان للوليد: والله لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت من على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه، احبس الرجل فلا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه، فوثب إليه الحسين(ع): ، وقال: أأنت تقتلني أو هو؟! كذبت والله وأثمت، والله لو رام ذلك أحد لسقيتُ الأرض من دمه قبل ذلك، فإن شئت ذلك فرم أنت ضرب عنقي إن كنت صادقاً. ثم أقبل الحسين على الوليد فقال: أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الرحمة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب خمر، قاتل النفس، معلن بالفسق، فمثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أينا أحقّ بالخلافة والبيعة([2]).
ووصل خبر تباطؤ الوليد في أمر الحسين(ع): إلى يزيد فعزله وولى مروان ابن الحكم - كما في بعض المصادر -([3]).. وفي بعضها، أن يزيد أرسل إلى الوليد يشدد في أمر الحسين(ع): ويطلب بعث رأسه إن لم يبايع، وتكون للوليد عنده الجائزة العظمى([4]).
فأرسل الوليد الرجال إلى الحسين(ع): ليحضر فيبايع، فقال لهم الحسين: أصبحوا ثم ترون ونرى، فخرج من تحت ليلته، وكانت ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب متوجهاً نحو مكة، ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه وجلّ أهل بيته إلا محمد بن الحنفية، حيث كلّفه الحسين(ع): بمراقبة الأوضاع في المدينة، وإخباره بها وقد كتب وصيته ودفعها إليه:
هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب، إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية، أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً (ص) عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأنّ الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي(ص) ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبـر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين. هذه وصيتي يا أخي إليك، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب([5]).ولما فصل متوجهاً دعا بقرطاس وكتب فيه لسائر بني هاشم:
من الحسين بن علي بن أبي طالب، إلى بني هاشم: أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلّف لم يبلغ مبلغ الفتح، والسلام([6]). ثم ودّع (ع): قبر جدّه وأمه وأخيه، وسار بركبه تلقاء مكة المكرمة .
([1]) في مقتل الحسين للخوارزمي: فخذ الحسين... بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه والسلام، 262.
([2]) مقتل الحسين لأخطب خوارزم: 267.
([3]) الإرشاد للشيخ المفيد: 183.
الإسراء والمعراج (27 / رجب/ السنة 3 للبعثة)
الإسراء والمعراج (27 / رجب/ السنة 3 للبعثة) ([1])
لا إشكال ولا خلاف في وقوع الإسراء، وأن الله تعالى أسرى بنبيه (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ويدلّ عليه قوله تعالى:«سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»([2]). وكذا معراجه(ص) من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا، ويمكن الاستدلال على ثبوته بأحد الدليلين الآتيين أو بكليهما: الأول: بعض من آيات سورة النجم الثاني: كثرة الأخبار الواردة في المعراج.
الدليل الأول: الآيات من سورة النجم، قال تعالى: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى أَ فَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى» ([3]).
فإنّ هذه الآيات تحكي رؤية النبي(ص) لجبرئيل على هيئته الواقعية والأصلية، لأن جبرئيل كان يصغر كلما أراد الهبوط إلى النبي(ص) ([4])، ولكن هذه المرة رآه على صورته الأصلية بالأفق، ثم أخذ جبرئيل يقترب من النبي(ص) ويدنو منه حتى كان بينهما ما بين قاب قوسين أو أدنى.
ولكي تدلّ هذه الآيات على المعراج، يلزم رجوع الضمير في قوله:« وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلى» وفي سائر الآيات إلى النبي(ص) ليصبح المعنى؛ أن النبي(ص) عندما كان بالأفق رأى جبرئيل على صورته الأصلية. أما لو رجع الضمير إلى Sذو مرةR الذي هو جبرئيل - كما استظهره بعض المحققين وأدعى وجود رواية صحيحة الإسناد على ذلك - فلا دلالة فيها على المعراج أبداً.
الدليل الثاني: كثرة الأخبار الواردة في المعراج، والتي يمكن دعوى تواترها القطعي، بحيث لا تدع مجالاً للشك في وقوعه.
وما قد يقال: هناك تعارض بين آية الإسراء، وبين الروايات الدالة على المعراج، على اعتبار أن الآية تدل على أن انتهاء السريان كان إلى المسجد الأقصى، ولم يكن سير بعده.
والجواب: إن الآية بصدد بيان الرحلة الأولى بين المسجدين، ولم تنف وجود رحلة أخرى، فما تعطيه الروايات غير ما تعطيه الآية.
وبعد هذا فلا يبقى مجال للتشكيك في الإسراء والمعراج، وأن مجرد عدم تعقل خصوصياتهما من قلة الزمن الذي وقعا فيه، أو ما شاكل ذلك لا يذهب بحقانيتهما، بعدما عرضناه من أدلة.
نعم إن كان خلاف ففي أمرين:
الأمر الأول: في تاريخهما: حيث ذهب مشهور المؤرخين إلى أنهما وقعا قبل الهجرة بمدة وجيزة، كستة أشهر، كما عن بعضهم، أو بسنة كما عن بعض آخر، أو بسنتين كما عن ثالث، وهناك من قال بوقوعهما بعد الهجرة([5]) ولكنه نادر جداً، ومخالف لكون الإسراء، من المسجد الحرام الذي دلت عليه الآية.
في قبال ذلك ما ذهب إليه جماعة منهم الزهري من أنهما في السنة الثانية من البعثة([6])، وقيل في الخامسة، وقيل في الثالثة([7]).
والأرجح وقوعه في السنة الثالثة أو الرابعة للبعثة لوجوه، منها:
أولاً - ما روي عن علي(ع) قال: «إن الإسراء قد كان بعد ثلاث سنين من مبعثه»([8]).
ثانياً - ما روي عن ابن عباس، وسعد بن مالك، وسعد بن أبي وقاص، والإمام الصادق(ع) ، وعمر بن الخطاب، وعائشة: من أن النبي (ع) قال لعائشة - حينما عاتبته على كثرة تقبيله ابنته فاطمة -: نعم يا عائشة؛ لما أسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنة، فناولني منها تفاحة، فأكلتها، فصارت نطفة في صلبي، فلما نزلتُ واقعتُ خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، ففاطمة حوراء إنسية، وكلما اشتقت إلى الجنة قبّلتها([9]).
وقد ثبت بالتحقيق أنّ فاطمة قد ولدت بعد البعثة بخمس سنوات، فلابد وأن يكون الإسراء والمعراج، على ضوء هذه الرواية - قبل ذلك بأكثر من تسعة أشهر، فتكون حادثة الإسراء والمعراج في السنة الرابعة إن حملت خديجة بعدها مباشرةً، وإن احتمل - لأجل الرواية الأولى تأخر الحمل عن ذلك بسنتين.
الأمر الثاني - اختلفوا أيضاً في أن الإسراء والمعراج كانا جسمانيين، أم روحانيين، بمعنى هل فعلاً خرج النبي (ص) بجسمه من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم عرج بجسمه إلى السماء، فكان كلّ ما رآه بجسده، أو أنها كانت رؤيا رآها (ص) في نومه؟
يرى البعض: أنهما كانا بالروح فقط في عالم الرؤيا، كما روي عن عائشة قولها: ما فقدت جسد رسول الله (ص) ([10])، وعن معاوية: أنها رؤيا صالحة([11])، وحكي مثله عن الحسن البصري([12]).
لكن الصحيح - على ما ذهب إليه الإمامية والكم الساحق من الجمهور - أنه إنما كان بالروح والجسد معاً، ولم تكن عائشة زوجة له(ص) ، آنذاك إذ أن زواج النبي(ص) بها كان في السنة الأولى أو الثانية من الهجرة، والإسراء والمعراج على ما ذكره أبعد الأقوال في السنة الثانية عشر من البعثة، فلا يصح الأخذ بقولها، وأما معاوية فلا يعتمد على قوله، بعد ما علم من محاربته للدين ورموزه.
أضف إلى ذلك، أن الآية تذكر: «سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ»([13]) ولفظ العبد إنما يطلق على مجموع الروح والجسد، فلو كان مناماً، لكان حق الخطاب: (سبحان الذي أسرى بروح عبده)، وأيضاً لو كانت مجرد رؤية صالحة ذكرها النبي(ص) للمشركين لما أنكروها عليه، ولما ضجّ الناس حتى أدى ذلك إلى ارتداد بعض من أسلم، خصوصاً أن الرؤيا الصالحة كثيراً ما كانت تحصل في مجتمع مكة، وأيضاً رووا أن المشركين سألوا النبي(ص) عن عدد أعمدة المسجد الأقصى، وعن علامة صدق قوله، فأخبرهم بعددها بعد أن أظهر له جبرئيل المسجد نصب عينيه، وذكر لهم سقاء قافلتهم، وضياع جمل من جمالها، وهذا المطلب لا يتأتى منهم لو كان النبي (ص) قد أدّعى مجرّد الرؤيا، بل يكشف عن أنّ معراجه (ص) كإسرائه كان بروحه وجسده معاً، ومن هنا، ولعدم إيمان المشركين وتصديقهم به طلبوا منه (ص) ما طلبوه.
بعض ما رآه النبي في المعراج:
قال رسول الله (ص) - في حديثه عن معراجه لما رأى النار -: ثم مضيت، فإذا أنا بقوم يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطّه الشيطان من المس..
ثم مضيت، فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث، يأكلون اللحم الخبيث، ويدعون الطيب، فقلت من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء يأكلون الحرام ويدعون الحلال وهم من أمتك يا محمد([14]).
3- وقال (ص) لعلي وفاطمة (عليها السلام) فيما رآه في معراجه:
رأيت امرأة معلّقة بشعرها يغلي دماغ رأسها.
ورأيت امرأة معلّقة بلسانها والحميم يصب في حلقها.
ورأيت امرأة معلّقة برجليها في تنور من نار.
ورأيت امرأة يُحرق وجهها ويداها، وهي تأكل أمعاءها.
ثم طلبت فاطمة(عليها السلام) منه (ص) أن يبين لهما الذنوب التي اقترفتها كل واحدة فاستوجبت هذا العذاب، فقال:
أما المعلقة بشعرها، فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال.
وأما المعلقة بلسانها، فإنها كانت تؤذي زوجها.
وأما المعلقة برجليها، فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها.
وأما التي كانت تأكل لحم جسدها، فإنها كانت تزين بدنها للناس([15]).
وهُناك أشياء أخرى متنوعة رآها النبي (ص) في معراجه فمن أراد الإطلاع علهيا فليراجع الكتب المدونة في هذا الموضوع ومنها المصدر المذكور.
([1]) وهُناك قولان آخران في المسألة، أحدهما أن الإسرائ والمعراج كانا في 17 من شهر رمضان، والقول الثاني 17 من شهر ربيع الأول.
([4]) المعراج للسيد دستغيب: 32.
([7]) البداية والنهاية 3: 108.
([9]) ميزان الاعتدال 2: 297، وتاريخ بغداد 5: 87.
المبعث النبوي المبارك (27 / رجب / لأربعين خلت من عام الفيل)
اليوم 27 من رجب كان بعثة النبي (ص) وهبوط جبرئيل بالرسالة على أشهر الأقوال([1]) ومن الأعمال الواردة في هذا اليوم العظيم، الغسل، الصيام،زيارة النبي وزيارة أمير المؤمنين(عليهما السلام) وغيرها من الأعمال يمكنك مراجعة مفاتيح الجنان للإطلاع عليها.
وقد اختلف علماء المسلمين في اليوم والشهر الذي وقع فيه المبعث النبوي على أقوال خمسة ذكرها المجلسي في بحار الأنوار، ومنشأ الاختلاف، الخلط بين مبدأ حدث النبوة، ومبدأ نزول القرآن؛ إذ مما لا يمكن التشكيك فيه أن نزول القرآن على قلب النبي(ص) كان في ليلة القدر في شهر رمضان، قال تعالى:« إِنّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مّبَارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنذِرِينَ»([2])، وقال: «شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِيَ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ» ([3])، وقال:« إِنّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ([4]). ومع هذه البديهة، اتفقت كلمة الإمامية على أن مبعث النبي(ص) في السابع والعشرين من رجب، مع أن النبي(ص) إنما بُعث بالقرآن، إذ ترافق مع بعثته نزول بعض الآيات من سورة (اقرأ) كما هو المشهور بين المفسرين، وعليه فكيف يمكننا التوفيق بين ذينك الأمرين؟!
ذكر المحققون وجوهاً للتوفيق بين المبعث في رجب، وبدء نزول القرآن في شهر رمضان، ارتقت بعد ذلك إلى مستوى النظريات التي لها أصحابها ومتبنيها وإليك أشهرها:
نظرية النزولين:
ذهب جماعة من أرباب الحديث إلى أن القرآن الكريم نزل في ليلة القدر جملة واحدة إلى السماء الرابعة، أي البيت المعمور - كما ورد في روايات الخاصة - أو إلى بيت العزة - كما ورد في روايات العامة - وبعد ذلك بدأ نزوله في (27 رجب) على رسول الله(ص) حسب المناسبات، طول عشرين أو ثلاثة وعشرين عاماً.
قال الشيخ الصدوق: نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور، في السماء الرابعة، ثم نزل من البيت المعمور في مدة عشرين سنة، وأن الله أعطى نبيه العلم جملة واحدة، ثم قال له: «وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ» ([5])([6]).
وقال المجلسي تعقيباً عليه: Sقد دلت الآيات على نزول القرآن ليلة القدر، والظاهر نزوله جميعاً فيها، ودلت الآثار والأخبار على نزول القرآن في عشرين أو ثلاث وعشرين سنة. وورد في بعض الروايات أن القرآن نزل في أول ليلة من شهر رمضان، ودلّ بعضها على أن ابتداء نزوله في المبعث، فيجمع بينها بأن في ليلة القدر نزل القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى السماء الرابعة (البيت المعمور) لينزل من السماء الرابعة إلى الأرض تدريجاً. ونزل في أول ليلة من شهر رمضان جملة القرآن على النبي (ص) ليعلمه هو، ولا يتلوه على الناس، ثم ابتدأ نزوله آية آية وسورة سورة في المبعث أو غيره ليتلوه على الناس([7]).
واستدلّ على هذه النظرية بجملة من الروايات، منها - ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق(ع) قال: Sيا مفضّل، إن القرآن نزل في ثلاث وعشرين سنة، والله يقول:« شهر رمضان الذي أُنْزِلَ فيهِ القُرآن» ([8])، وقال: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ»([9])، وقال: «لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ» ([10]).
قال المفضل: يا مولاي فهذا تنزيله الذي ذكره الله في كتابه، فكيف ظهر الوحي في ثلاث وعشرين سنة.
قال (ع): Sنعم يا مفضّل، أعطاه الله القرآن في شهر رمضان، وكان لا يبلّغه إلاّ في وقت استحقاق الخطاب، ولا يؤديه إلاّ في وقت أمر ونهي، فهبط جبرئيل بالوحي، فبلّغ ما يؤمر به، وقوله:« لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ» ([11]).
ومنها ما رواه العياشي عن إبراهيم أنه سأل الصادق(ع) عن قوله تعالى:« شهر رمضان الذي أُنْزِلَ فيهِ القُرآن» ([12])، كيف أنزل فيه القران، وإنما أنزل القرآن في طول عشرين سنة من أوله إلى آخره؟! فقال A: Sنزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم أنزل من البيت المعمور في طول عشرين سنةR([13]).
وهذه النظرية هي المشهورة بين المحققين وقد اختارها الصدوق والمجلسي والعلامة الطباطبائي في (الميزان)([14])، والطبري في (تفسيره)([15])، والسيوطي في (إتقانه)([16])، كما هو مروي عن عطية الأسود عن ابن عباس، وأسند إلى جابر بن عبد الله الأنصاري([17])، وغيرهم.
بماذا بعث النبي محمد(ص) ([18])
بعث الله تعالى نبيّه محمّداً(ص) على حين فترة من الرسل خاتماً للنبيين وناسخاً لشرائع من كان قبله من المرسلين إلى الناس كافة أسودهم وأبيضهم عربيهم وعجميهم وقد ملئت الأرض من مشرقها إلى مغربها بالخرافات والسخافات والبدع والقبائح وعبادة الأوثان.
فقام(ص) في وجه العالم كافة ودعا إلى الإيمان بإله واحد خالق رازق مالك لكل أمر، بيده النفع والضر، لم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل ولم يتخذ صاحبة، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
بعثه آمراً بعبادته وحده لا شريك له مبطلاً عبادة الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع ولا تعقل ولا تسمع ولا تدفع عن أنفسها ولا عن غيرها ضراً ولا ضيماً، متمماً لمكارم الأخلاق حاثاً على محاسن الصفات آمراً بكل حسن ناهياً عن كل قبيح.
سهولة الشريعة الإسلامية وسماحتها
واكتفى من الناس بأن يقولوا لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت ويلتزموا بأحكام الاسلام. وكان قول هاتين الكلمتين ( لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله ) يكفي لأن يكون لقائله ما للمسلمين وعليه ما عليهم.
سمو التعاليم الإسلامية
وبعث بالمساواة في الحقوق بين جميع الخلق، وأنّ أحداً ليس خيراً من أحد إلا بالتقوى. وبالاُخوّة بين جميع المؤمنين وبالكفاءة بينهم: تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، وبالعفو العام عمن دخل في الاسلام.
وسنّ شريعة باهرة وقانوناً عادلاً تلقّاه عن الله تعالى فكان هذا القانون جامعاً لأحكام عباداتهم ومعاملاتهم وما يحتاجونه في معاشهم ومعادهم وكان عبادياً اجتماعياً سياسياً أخلاقياً لا يشذّ عنه شيء مما يمكن وقوعه في حياة البشر مستقبلاً ويحتاج اليه بنو آدم، فما من واقعة تقع ولا حادثة تحدث إلاّ ولها فى الشريعة الإسلامية أصل مسلّم عند المسلمين ترجع اليه.
على أن العبادات في الدين الاسلامي لا تتمحض لمجرد العبادة ففيها منافع بدنية واجتماعية وسياسية فالطهارة تفيد النظافة، وفي الصلاة رياضة روحية وبدنية، وفي صلاة الجماعة والحج فوائد اجتماعية وسياسية ظاهرة، وفي الصوم فوائد صحية لا تنكر، والاحاطة بفوائد الاحكام الإسلامية الظاهرة فضلاً عن الخفية أمر متعذّر أو عسير.
ولما في هذا الدين من محاسن وموافقة أحكامه للعقول وسهولتها وسماحتها ورفع الحرج فيه والاكتفاء بإظهار الشهادتين ولما في تعاليمه من السمو والحزم والجد دخل الناس فيه افواجاً وساد أهله على أعظم ممالك الأرض واخترق نوره شرق الارض وغربها ودخل جميع أقاليمها وأقطارها تحت لوائه ودانت به الأمم على اختلاف عناصرها ولغاتها.
ولم يمض زمن قليل حتى أصبح ذلك الرجل الذي خرج من مكة مستخفياً وأصحابه يعذّبون ويستذلون ويفتنون عن دينهم ، يعتصمون تارة بالخروج إلى الحبشة مستخفين واُخرى بالخروج الى المدينة متسللين، يدخل مكة بأصحابه هؤلاء في عمرة القضاء ظاهراً لا يستطيعون دفعه ولا منعه ولم تمض إلاّ مدة قليلة حتى دخل مكة فاتحاً لها وسيطر على أهلها من دون أن تراق محجمة دم بل ولا قطرة دم فدخلوا في الاسلام طوعاً وكرهاً وتوافدت عليه رؤساء العرب ملقيةً إليه عنان طاعتها وكان من قبل هذا الفتح بلغ من القوة أن بعث برسله وسفرائه إلى ملوك الأرض مثل كسرى وقيصر ومن دونهما ودعاهم إلى الاسلام وغزا بلاد قيصر مع بُعد الشقة وظهر دينه على الدين كله كما وعده ربه حسبما صرّح تعالى بذلك في سورة النصر، والفتح وغيرهما وكما تخبرنا بذلك كتب التاريخ.
ولم يقم هذا الدين بالسيف والقهر كما يصوّره من يريد الوقيعة فيه بل كما أمر الله تعالى:« ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ» ([19]) ولم يحارب أهل مكة وسائر العرب حتى حاربوه وأرادوا قتله واخرجوه، وأقر أهل الاديان التي نزلت بها الكتب السماوية على أديانهم ولم يجبرهم على الدخول في الاسلام.
القرآن الكريم
وانزل الله تعالى على نبيّه حين بعثه بالنبوّة قرآناً عربيّاً مبيّناً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد أعجز النبي(ص) به البلغاء وأخرس الفصحاء وتحدّاهم فيه فلم يستطيعوا معارضته وهم أفصح العرب بل واليهم تنتهي الفصاحة والبلاغة، وقد حوى هذا الكتاب العزيز المنزل من لدن حكيم عليم من أحكام الدين وأخبار الماضين وتهذيب الاخلاق والأمر بالعدل والنهي عن الظلم وتبيان كل شيء ما جعله يختلف عن كل الكتب حتّى المنزّلة منها وهو ما يزال يتلى على كر الدهور ومر الأيام وهو غض طري يحيّر ببيانه العقول ولا تملّه الطباع مهما تكررت تلاوته وتقادم عهده، وقد كان القرآن الكريم معجزة فيما أبدع من ثورة علمية وثقافية في ظلمات الجاهلية الجهلاء وقد أرسى قواعد نهضته على منهج علمي قويم، فحثّ على العلم وجعله العامل الأوّل لتسامي الانسان نحو الكمال اللائق به وحثّ على التفكير والتعقّل والتجربة والبحث عن ظواهر الطبيعة والتعمق فيها لاكتشاف قوانينها وسننها وأوجب تعلّم كل علم تتوقف عليه الحياة الاجتماعية للانسان واهتم بالعلوم النظرية من كلام وفلسفة وتاريخ وفقه وأخلاق، ونهى عن التقليد واتباع الظن وأرسى قواعد التمسك بالبرهان، وحثّ القرآن على السعي والجد والتسابق في الخيرات ونهى عن البطالة والكسل ودعا إلى الوحدة ونبذ الفرقة. وشجب العنصرية والتعصبات القبلية الجاهلية.
وأقرّ الإسلام العدل كأساس في الخلق والتكوين والتشريع والمسؤولية وفي الجزاء والمكافأة ، وهو أوّل من نادى بحق المساواة بين أبناء الإنسان أمام قانون الله وشريعته وأدان الطبقية والتمييز العنصري وجعل ملاك التفاضل عند الله أمراً معنويّاً هو التقوى والاستباق إلى الخيرات، من دون أن يجعل هذا التفاضل سبباً للتمايز الطبقي بين أبناء المجتمع البشري.
وبالغ الإسلام في حفظ الأمن والمحافظة على الأموال والدماء والأعراض وفرض العقوبات الشديدة على سلب الأمن بعد أن شيّد الأرضية اللازمة لاستقرار الأمن والعدل وجعل العقوبة آخر دواء لعلاج هذه الأمراض الاجتماعية بنحو ينسجم مع الحرية التي شرّعها للإنسان. ومن هنا كان القضاء في الشريعة الإسلامية مرتكزاً على إقرار العدل والأمن وإحقاق الحقوق المشروعة مع كل الضمانات اللازمة لذلك. واعتنى الإسلام بحفظ الصحة والسلامة البدنية والنفسية غاية الاعتناء وجعل تشريعاته كلها منسجمة مع هذا الأصل المهم في الحياة.
([1]) راجع بحار الأنوار 18: 190.
([7]) بحار الأنوار 18: 253-254.
([13]) تفسير العياشي 1: 80/184.
([14]) راجع تفسير الميزان، تفسير سورة القدر.
([16]) الإتقان في علوم القرآن 1: 39- 40.
([17]) نقله عنهما الطبري 2: 84- 85.
([18]) تجد هذا البحث في سيرة النبي n للسيد محسن الأمين العاملي في كتابه أعيان الشيعة.