
Super User
البعثة النبوية: تهذيب النفوس وإثارة دفائن العقول
ما أريد أن أقوله اليوم هو إنّ للبعثة (النبوية) جهاتاً وأبعاداً. حُزم النور التي سطعت على البشريّة من هذا الحدث - البعثة - ليست واحدة أو اثنتين، لكن البشريّة اليوم بأمسّ الحاجة لقضيتين ناجمتين عن البعثة: إحداهما إثارة الأفكار والتفكير، والثانية تهذيب الأخلاق. لو توفرت هاتان المسألتان فسوف تؤمّن المطالب المزمنة للبشرية. سوف تؤمّن العدالة والسعادة والرفاه الدنيوي. المشكلة الأساسية كامنة في هذين الجانبين.
أ- تهذيب النفوس
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق"1، وقال القرآن الكريم: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾2. وبعد التزكية يقول: ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾، هذا هدف سامٍ. تزكية النفوس وتطهير القلوب والارتقاء بالأخلاق البشرية وإنقاذ البشر من قمامة المعضلات الأخلاقيّة والضعف الأخلاقي والشهوات النفسية. هذا مقصد وهدف.
ب- إثارة التفكير
وقضيّة التفكّر أيضاً قضيّة أساسيّة ومهمّة، وهي لا تختصّ بنبيّنا، فكل الأنبياء بعثوا لإحياء القوّة العاقلة وطاقة التفكير لدى البشر. يقول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة في نهج البلاغة: "ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته،... ويثيروا لهم دفائن العقول"3، بعث الأنبياء ليستثيروا دفائن العقول وليستخرجوا كنوزها عند البشر في ذواتهم وبواطنهم.
نحن البشر لدينا موهبة تفكير عظيمة كامنة في داخلنا. حينما لا نتدبّر في الآيات الإلهية، وفي تاريخنا، وفي ماضينا، وفي الأمور والقضايا المختلفة التي حدثت للبشرية، وفي مشكلات الماضي، وفي عوامل الانتصارات الكبرى للشعوب، نبقى محرومين من الكنوز المعنوية التي أودعها الله فينا. "ويذكروهم منسي نعمته،... ويثيروا لهم دفائن العقول"، البشريّة اليوم بحاجة لهذين الأمرين.
* من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء مسؤولي الدولة وسفراء وممثلي البلدان الإسلاميّة ــ 18/6/2012م
1- مجموعة ورّام، ج 1، ص 89.
فتح حصون خيبر بيد علي بن أبي طالب(ع) (24/ رجب/ السنة 7 هـ)
حين شجّع يهود خيبر جميع القبائل العربية على محاربة الحكومة الإسلامية، والقضاء عليها، واستطاع جيش الأحزاب المشترك بمساعدة يهود خيبر أن يتحركوا في يوم واحد من مختلف مناطق الجزيرة العربية لاجتياح المدينة، واستئصال المسلمين في أكبر تحالف عسكري، واتحاد نظامي من نوعه في ذلك العصر، كانت خيانتهم ولؤمهم يدعو النبي(ص) أن يقضي على بؤرة المؤامرة، ومركز الفساد والخطر، وأن يجرد سكانها جميعاً من السلاح، كل ذلك لما كان منهم من خيانة العهد، ونقض المعاهدة التي أجراها النبي(ص) مع جميع اليهود القاطنين حول المدينة([1]).
كما أنّ هناك خطراً آخر كان يهدّد الحكومة الإسلامية، وهو أن النبي كان قد أرسل إلى ملوك العالم وسلاطينه يدعوهم بشكل قوي إلى الإسلام، فلم يكن من المستبعد أن يستغلّ (كسرى) و (قيصر) يهود خيبر فيتعاونوا جميعاً للقضاء على الإسلام، أو أن يحرك اليهود ذينك الملكين ضد الإسلام، كما حرّكت من قبل المشركين ضد هذا الدين.
ومن هنا رأى رسول الله(ص) إنّ من الحكمة، بل ومن الضرورة بمكان أن يطفئ شرارة الخطر هذه إلى الأبد، ولهذا فقد أمر(ص) المسلمين بالتهيّؤ لغزو خيبر آخر مراكز اليهود في الجزيرة العربية، وقال لأصحابه: «لا تخرجوا معي إلا راغبين في الجهاد وأما الغنيمة فلا»، فاستخلف رسول الله(ص) على المدينة نميلة بن عبد الله الليثي([2]).
وفي بداية المسير تصور البعض أن النبي(ص) يقصد شمال المدينة لتأديب قبائل غطفان وفزارة الذين تعاونوا مع اليهود في معركة الأحزاب، لما وجدوه متوجهاً نحو الشمال، ولكنه عندما وصل إلى منطقة (الرجيع) عرج بجيشه صوب (خيبر)، وبهذا قطع الطريق على الإمدادات العسكرية من ناحية الشمال إلى خيبر، بقطع خط الارتباط بين قبائل غطفان وفزارة ويهود خيبر، مع أنّ حصار خيبر طال مدة شهر تقريباً لم تستطع القبائل المذكورة أن تمدّ حلفاءها اليهود بأيّ شيء([3]).
لقد خرج مع النبي (ص) إلى خيبر ما يقارب من ألف وستمائة مقاتل، بينهم مائتا فارس([4])، وعندما أشرف(ص) على خيبر قال داعياً ربه: «اللهم ربّ السماوات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما أذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّها، وشرّ أهلها، وشرّ ما فيها»([5]).
وكانت حصون خيبر سبعة وهي: (ناعم) و(القموص) و(الكتيبة) و(النطاة) و(شق) و(الوطيح) و(سلالم)، وقد شيدت هذه الحصون بحيث يسيطر سكانها على خارج الحصن سيطرة كاملة، وكانوا يستطيعون إبعاد أي عدو، وإفشال أي محاولة تهدف للاقتراب من الحصن([6]).
وكانت خطة النبي في بداية التحرك قطع النقاط والطرق الحساسة ليلاً عن كل حصن من هذه الحصون، وفعلاً خرج مزارعوا خيبر وعمالهم إلى أراضيهم في الصباح وإذا بهم يفاجؤون بجنود الإسلام حول حصونهم، وقد سدّوا عليهم جميع الطرق، فأفزعهم ذلك، وخافوا خوفاً شديداً، فأدبروا وهم يقولون: محمد والجيش معه. وبادروا فوراً إلى إغلاق أبواب الحصون وإحكامها.
ولكن على الرغم من كلّ التكتيك العسكري لليهود والحصانة الكبيرة، والقتال المستميت فقد استطاع المسلمون فتح أكثر هذه الحصون، وكان أول حصن فُتح هو (ناعم) ثم (القموص) الذي كان يرأسه أبناء أبي الحُقيق، وأُسرت فيه (صفية بنت حُيي بن أخطب)، التي صارت فيما بعد من زوجات رسول الله(ص) ، ثم فتح (الكتيبة) وبعده (النطاة)..
واستعصت باقي الحصون كسلالم والوطيح على المسلمين، فبعث رسول الله(ص) أبا بكر وأعطاه رايته البيضاء على رأس جماعة من المقاتلين، ولكنه سرعان ما رجع، ولم يفتح واحداً منها، وكان كل من أبي بكر والجيش يلقي اللوم على الآخر، ويتهمه بالجبن والفرار، فبعث النبي في اليوم الآخر عمر بن الخطاب، فسرعان ما عاد فزعاً مرعوباً([7])، أو يجبّن أصحابه، وأصحابه يجبّنونه([8])، فأغضب النبي(ص) ذلك، فجمع الناس وقال لهم:
«لأعطينّ الراية غداً إلى رجل يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسولهُ، يفتح الله على يديه، كرّار غير فرّار»([9]).
بات الأصحاب وكل واحد منهم يتمنى أن يكون صاحب هذا الوسام الخالد، وفي الصباح نادى النبي(ص) : أين علي؟ فقيل: يا رسول الله به رمد، وهو راقد بناحية،
فقال (ص) : إئتوني بعلي، فأمرّ - رسول الله(ص) يده الشريفة على عيني علي(ع) ودعا له بخير فعوفي من ساعته، ثم دفع اللواء إلى علي، وقال له: اذهب ولا تلتفت. فوقف علي(ع) ومن دون أن يلتفت، قال لرسول الله (ص) : وعلى ماذا أقاتلهم، قال (ص): على الإسلام أو الجزية([10]).
لمّا وصل علي إلى الحصون كان قد ارتدى درعاً قوياً، وحمل ذا الفقار، وأخذ يهرول بشجاعة منقطعة النظير والجند خلفه، حتى ركز راية النبي البيضاء على الأرض تحت الحصن، فلما رأى اليهود دنوه نحو الحصن أخذ يخرج كبار صناديدهم، وكان أول من خرج إليه أخو مرحب ويدعى الحارث، فتقدم إلى علي وصوته يدوي في ساحة القتال، بحيث تأخر من كان خلف علي من الجند فزعاً وخوفاً([11])، ولكن سرعان ما جندله أمير المؤمنين بسيفه ورمى به جثة هامدة على الأرض، فغضب مرحب (بطل خيبر المعروف) لقتل أخيه، فخرج من الحصن وهو غارق في السلاح، قد لبس درعاً يمانياً، -وقيل داودياً، ووضع على رأسه خوذة منحوتة من حجارة خاصة، وتقدم نحو علي كالفحل الصؤول يرتجز، ويقول:
قد عَلِمَت خيبرُ أني مرحبُ |
|
شاكي السِّلاح بطلٌ مجربُ |
فأجابه علي(ع) مرتجزاً:
أنا الذي سمّتني أمي حيدرة |
|
ضرغامُ أجام وليثٌ قسورة |
فأخذا يتبادلان الضربات بالسيوف، وقعقعتها تثير الرعب والفزع في قلوب المشاهدين، وفجأة هبط سيف بطل الإسلام القاطع على المفرق من رأس مرحب قدّت خوذته نصفين ونزلت على رأسه وشقته نصفين إلى أسنانه.
لقد كانت هذه الضربة من القوة بحيث أفزعت أكثر من خرج مع مرحب من أبطال اليهود وصناديدهم ففروا من فورهم، ولجأووا إلى الحصن، وبقي جماعة فقاتلوا علياً منازلة حتى قتلهم جميعاً، ثم لاحق الفارين منهم حتى باب الحصن، فضربه عند الحصن رجل من اليهود فطاح ترسه من يده، وجاءته السهام تترى فقلع باباً على الحصن وأخذ يتترس به عن نفسه، فلم يزل ذلك الباب في يده وهو يقاتل حتى فتح الله على يديه، ثم ألقاه من يديه حين فرغ، وقد حاول ثمانية من أبطال الإسلام، ومنهم أبو رافع مولى رسول الله(ص) أن يقلبوا ذلك الباب، أو يحركوه من مكانه فلم يقدروا على ذلك([12]).
يقول اليعقوبي في (تاريخه): إنّ الباب الذي قلعه علي(ع) كان من الصخر، وكان طوله أربعة أذرع وعرضه ذراعين([13])، وكان هذا الباب يفتحه (22) رجلاً، ويغلقه مثلهم([14]).
وقد نقل المؤرّخون قضايا عجيبة حول قلع باب خيبر، وخصوصياته، ومواصفاته، وعن بطولات علي(ع) في هذا الفتح، وجميعها لا تتمشى ولا تتيسر مع القدرة البشرية العادية، وفي هذا الصدد يقول علي(ع) : «ما قلعتها بقوة بشرية، ولكن قلعتها بقوة إلهية ونفس بلقاء ربها مطمئنة راضية»([15]).
وعاد علي(ع) إلى النبي(ص) منتصراً ظافراً، وفي هذه الأثناء وصل جعفر بمن معه من المهاجرين من الحبشة، فاستقبله النبي(ص) وقال: «ما أدري بأيّهما أنا أسرُّ بفتح خيبـر أم بقدوم جعفر». فسلام الله على الإمام علي (ع) وأخيه جعفر لما قدّماه للنبي(ص) وللإسلام.
([2]) سيد المرسلين، للسبحاني 2: 387- 388.
([3]) السيرة النبوية، لابن هشام 2: 33.
([4]) أمالي الشيخ الطوسي: 164.
([5]) السيرة النبوية، لابن هشام 1: 335.
([7]) تاريخ الطبري 2: 300، والسيرة الحلبية 2: 35.
([9]) عبارة مشهورة جداً بين المؤرخين، راجع صحيح البخاري.
([12]) تاريخ الطبري 2: 94، عن سيرة ابن هشام 2: 349، وعنه تاريخ الخميس 2: 47-50.
([14]) وفي هذا يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج:
يا قالع الباب الذي عن هزّه |
|
عجزت أكف أربعون وأربع |
قراءة في أبعاد رسالة الإمام الخامنئي إلى اسماعيل هنية
في ظل الظروف المتسارعة التي تدفع بها القوى الكبرى في المنطقة، لا تستطيع أن تقف على الحياد أو أن تتجاهل ما يجري، لأن الأحداث المتتالية تضخمت لدرجة يجب أن تحدد موقفك مما يجري وإلا لن يرحمك التاريخ الذي يصنعه أبطال هذه المرحلة.
ومن بين هذه الأحداث تبرز القضية الفلسطينية إلى الواجهة بطريقة غير مسبوقة لتكون الفيصل في تحديد مسارات الأمة في المرحلة القادمة، نذكر هذا الكلام لأن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لا يريد أن يكون مثل أسلافه بل يريد أن يصنع تاريخاً جديداً وأن يظهر فيه بطلاً أسطورياً يخلده التاريخ، ولكي يتحقق ذلك لا بدّ من اللعب على أوتار القضية الأكثر حساسية والتي تمس الأمة الإسلامية جمعاء ألا وهي "القضية الفلسطينية"، لذلك سارع الرئيس الأشقر إلى إعلان قرارات لم يسبقه عليها أحد من نقل السفارة إلى القدس إلى إعلان القدس عاصمة لـ"اسرائيل" تمهيداً للوصول إلى "صفقة القرن"، وبين القرارات الثلاثة كان لا بدّ للدول الإقليمية من أن تحدد موقفها مما يجري لأن ترامب لم يعطِ فرصة لأحد بأن يكون حيادياً في هذه المسألة وهنا تكمن إيجابية القرار في معرفة من يدعم "القضية الفلسطينية" بشكل حقيقي وعملي دون إطلاق تصريحات خلبيّة لا تعود على الشعب الفلسطيني بأي منفعة.
قرار ترامب كشف المستور عن الجميع وأظهر صدق النوايا، وكان أول المنسحبين من دعم هذه القضية "السعودية، الإمارات ومصر" لتتبعهم فيما بعد "الأردن" بنسب أقل، نظراً لكون الأخيرة واقعة بين نارين، نار الداخل الذي يعج بالفلسطينيين ونار الخارج الذي تمثله واشنطن والتي لا يمكن معاندتها من قبل الأردن الذي يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة، في المقابل برز نجم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم القضية الفلسطينية والذي لم ينطفئ أساساً لأن مواقف الجمهورية بقيت ثابتة منذ نجاح الثورة الإسلامية وحتى اللحظة، فهناك دائماً دعم معنوي ومادي لهذه القضية التي تعتبرها إيران قضية مركزية بالنسبة لها، وهي اليوم تدفع ثمن دعمها لها ومع ذلك لم تقبل بالتخلي عنها بالرغم من جميع الضغوط والإغراءات التي قدمت لها.
ويثبت ذلك الخطاب الذي أرسله رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية إلى الإمام الخامنئي لشكره على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية حيث أثنى في رسالته حينها على إرشادات قائد الثورة الإسلاميّة لحركة المقاومة، واستطرد قائلاً: سنقوم بإطلاق انتفاضة شعبيّة مدويّة داخل الضفّة الغربيّة والقدس وسنبطل من خلالها مفاعيل مؤامرة طاغوت العصر (ترامب) وحكام النفاق في العواصم البعيدة والقريبة الرامية إلى إنهاء قضية فلسطين بإذن الله.
واليوم يأتي الرد من قبل الإمام علي الخامنئي، حيث شدد في خطابه على مواقف الجمهورية الإسلامية الثابتة فيما يخص الدعم الكامل لفلسطين ومجاهديها وأشار السيد الخامنئي إلى أنّ علاج قضية فلسطين يكمن في تقوية الجناح المناضل والمقاوم في العالم الإسلامي وتفعيل الكفاح ضدّ الكيان الغاصب والداعمين له وأكّد الإمام الخامنئي قائلاً: السّير في اتّجاه عقد مفاوضات مع الكيان المخادع والكاذب والغاصب خطيئة عظيمة لا تُغتفر تُؤدي إلى تأخّر انتصار الشعب الفلسطيني ولا تحمل في طيّاتها سوى الخسران لذاك الشعب الذي يرزح تحت وطأة الظّلم، وأضاف: "خيانة بعض القادة العرب التي تنكشف حاليّاً بشكل تدريجي تنشد أيضاً تحقيق هذا الهدف".
ما هي أبعاد هذه الرسالة ولماذا الآن؟!
أولاً: الأمور أصبحت على المحك والإمام الخامنئي يدرك جيداً خطورة الموقف ويعلم أن الفلسطينيين يعيشون ظروفاً صعبة جداً ويقارعون العدو الصهيوني وحيدين، لذلك جاءت هذه الرسالة لكي تطمئن أبناء الشعب الفلسطيني بأن الجمهورية الإسلامية تساندكم وتقف معكم كما السابق ولن تثنيها الضغوط عن توجيه الدعم المطلوب.
ثانياً: السعودية ماضية أكثر من أي وقت مضى للتطبيع مع كيان الاحتلال وهذا بحد ذاته يشكل صفعة قوية لأبناء فلسطين وطعنة بالظهر، خاصة أن المملكة السعودية تعتبر نفسها قائدة للأمة الإسلامية ولكن كيف يكون ذلك وهي اليوم تتخلى عن أهم قضايا هذه الأمة وتتطبع مع عدوها الحقيقي، والأغرب من هذا أن ولي العهد "ابن سلمان" هاجم حركات المقاومة وعلى رأسها حماس في خطوة تعدّ خطيرة جداً في الصراع العربي - الإسرائيلي الذي على ما يبدو أن السعودية تحاول إنهاءه بأي طريقة لتجنب المواجهة مع ترامب والوصول إلى بعض المصالح الشخصية.
ثالثاً: قراءة الإمام الخامنئي للأحداث دائماً تثبت بأنها صحيحة ودقيقة، فلطالما دعا الإمام لمواجهة العدو الصهيوني وعدم التفاوض معه، لأنه لن يجلب أي نتيجة ودعا أيضاً للجهاد مراراً وتكراراً ضد العدو الصهيوني، حيث قال سماحته في إحدى المرات: " الجهاد من أجل استرجاع الأراضي الفلسطينية المحتلة واجب إسلامي".
هذه القراءة أثبتت صحتها عندما حاول الرئيس الراحل ياسر عرفات التفاوض مع الصهاينة في العديد من المناسبات، وماذا كانت النتيجة؟ هل تمكن من استعادة حقوق الشعب الفلسطيني أو حتى تحقيق السلام؟ بالتأكيد "لا" لأن طبيعة الكيان الإسرائيلي "عدوانية" ولا تفهم معنى "السلام" وبالتالي لا يمكن استرجاع الحق الفلسطيني إلا من خلال المقاومة، وأكثر من ذلك يمكننا القول بأن التفاوض والتنازلات ليس عملياً وليس له صفة قانونية، لأن النظام الصهيوني احتل أرض الشعب الفلسطيني عنوة ويعيش اليوم في مكان لا تربطه به أي جذور تاريخية أو ثقافية.
الجميع يعلم أيضاً بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حاول مراراً وتكراراً التفاوض مع الصهاينة، وماذا كانت النتيجة؟!، زيادة الاستيطان، قتل أعداد كبيرة من الفلسطنيين كما حدث مؤخراً خلال مسيرة العودة، إعلان قرارات جديدة تغتصب المزيد من أراضي الفلسطينيين، واليوم يريدون الاعتداء على عاصمة فلسطين "القدس" واعتبارها عاصمة لـ"اسرائيل"، فهل حقاً يمكن التفاوض مع هؤلاء؟!.
السيد نصرالله: الاميركيون والصهاينة عملوا على التخلص من المقاومة في لبنان بأي شكل من الاشكال
اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن الله ان الاميركيين والصهاينة عملوا على التخلص من المقاومة في لبنان بأي شكل من الاشكال، لافتا الى ان المقاومة هي التي طردت المحتلين الصهاينة من لبنان.
وقال السيد نصرالله في كلمة القاها في مهرجان "الوفاء للنصر" الذي اقيم اليوم الاحد في بلدة النبطية جنوب لبنان: أوجه التحية لشعب غزة المقاوم والصامد والمرابط وقد زحف إلى حدود القطاع وعبر عن حضوره الشجاع والفدائي في وجه الاحتلال.
واضاف : أوجه التحية إلى الشعب اليمني بمناسبة صموده في مواجهة العدوان الغاشم بالرغم من الجرائم والتجويع.
وقال الأمين العام لحزب الله إن الإسم والعنوان "لائحة الأمل والوفاء"، أتخذ عمدا بما له من دلالات، أولا الأمل بالمسقبل وبكل ما هو آت والأمل بالنصر وبالإصلاح وبالقدرة على مواجهة التحديات والتغلب عليها إنطلاقا من ثقافتنا وايماننا بوعد الله وثقتنا بوعده وبتوكلنا عليه وباعتقادنا الجازم بقول إن تنصروا الله ينصركم.
وأضاف السيد نصرالله إن هذا الإسم "ينطلق هذا الايمان أيضاً من الايمان بالشعب لأنه شعب حي أثبت من خلال كل التجارب أنه عصي على اليأس وهو كجبال لبنان الشامخة يواجه كل الأعاصير”، وشدد على أن “الأمل جزء من عقيدتنا وثقافتنا وتربيتنا وتكويننا النفسي وهذا ما نريد أن نعززه في كل حدث ومعركة".
وأضاف السيد نصرالله أن “الوفاء أيضا أصلا في إيماننا وثقافتنا واليوم الوفاء هو لكل المضحين، لشعبنا المضحي والصامد والوفي، ولكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن هذا البلاد، ولكل شهيد في المقاومة وفي حركة أمل وحزب الله وفي القوى الإسلامية والوطنية، ولكل شهيد في الجيش اللبناني والجيش السوري وفصائل المقاومة الفلسطينية، والوفاء لعائلاتهم الشريفة ولكل جريح من جرحاهم، ولكل الأسرى الذين عانوا في سجون الاحتلال والذين هجروا من ديارهم ودمرت ديارهم”، وقال إن “الوفاء مع هؤلاء جميعا لامامهم وسيدهم وملهمهم ومعلمهم الاول سماحة الامام السيد موسى الصدر والوفاء لكل قادتنا الشهداء”. ودعا السيد نصرالله إلى أن “نكون جميعا في موقع الأمل والوفاء ونريد أن نستمر في هذا الموقع”، وتابع “هذه اللائحة بما تجمل هي تحمل هذا المعنى وتستطيع بكل قوة أن تعبر عن هذه الدلالات”.
ووصف الأمين العام لحزب الله المجلس النيابي في لبنان بأنه أم المؤسسات في الدولة، وقال إن له صلاحيات واسعة جدا ومهمة جدا، واعتبر أن المجلس النيابي في لبنان قد يكون من القليل من المجالس في العالم من يتمتع بهذه الصلاحيات، “هو ينتخب الرئيس ويسمي رئيس الحكومة ويمنح الثقة للحكومة ويقر الموازنة ويضع القوانين الناظمة لكل شؤون الحياة”.
وتحدث السيد نصرالله أن الملف الأول بالنسبة إلى أهل الجنوب بشكل خاص وأهل البقاع الغربي وراشيا، هو التهديدات الإسرائيلية والصراع مع هذا العدو، وتابع “نحن أمام عدو يمارس العدوان وعدو يطمع بأرضنا وخيراتنا، الجنوب خصوصاً واجه معانات كبيرة مع هذا العدو على مدى سنوات طويلة، والأجيال الجديدة في لبنان يجب أن تعرف جيدا هذه الحقيقة”، وأوضح أن هذه المعاناة بدأت قبل 1948 وتكرست هذه المعاناة بعد قيام كيان الإحتلال، الأجيال الجديدة يجب أن تعرف هذه الحقيقة”.
وقال الامين العام لحزب الله “في كل تلك هذه التجربة وهذا الملف، من الذي أخرج المحتلين من لبنان؟ إذا كان أحداً على الكرة الأرضية يقول إن عاملاً آخر غير عامل المقاومة فليقدم الدليل”، واكد السيد حسن نصرالله أن “كل الشعب يعرف أن الذي أخرج المحتلين من لبنان هم المقاومون وعشبهم الذي صبر معهم وقدم التضحيات”، وأن “المقاومة أنجزت التحرير في العام 2000 ببركة الوحدة والتكامل والمحبة بين حزب الله وحركة أمل وجهود المقاومين جميعا”.
وأشار السيد نصرالله إلى أنه وبعد العام 2000، و”الاسرائيلي ومن خلفه الاميركي وكل ذلك الحلف أدرك أن هناك قوة حقيقية في لبنان هي المقاومة وهي استطاعت أن تدخل إلى وجدان اللبنانيين وأن تخرج الاسرائيلي بلا قيد أو شرط من أرض لبنان، ونجحت أن تدخل المنطقة إلى عصر الانتصارات وأن تحي روح المقاومة وثقافة المقاومة على امتداد الامة وبالتالي يجب أن نتخلص منها”.
وأوضح السيد نصرالله أن “التآمر بدأ على المقاومة منذ العام 2000، والخطوة الأولى كانت بالانسحاب المفاجىء من زاوية عدم تبليغ جيش لحد وشبكات العملاء بالإنسحاب وتركهم لمصيرهم عمداً، وهو يعلم أن هؤلاء ينتمون إلى طائفة واحدة هي العمالة، وإن كانوا يضمون شيعة وسنة ودروز ومسيحيين، والعمالة كانت عابرة للطوائف، ومن أغلب المدن والبلدات في الشريط الحدودي، وتقديره كان يقضي بأن المقاومة عندما تتدخل هذه المنطقة سوف ترتكب المجازر وتقيم المحاكم الميدانية وتحرق البيوت وتسلب الأموال، وبالتالي يتم تحويل العرس الوطني إلى جنازة والنصر إلى فتنة وحرب أهلية، لكن تم التغلب على هذا، وأهلنا في الجنوب وكل المقاومين الذين كانوا يقاتلون معكم بوعيكم وحكمتكم واخلاقكم الكريمة أصقطون هذه الفتنة”.
وتحدث الأمين العام لحزب الله عن المحاولة الثانية في التآمر على المقاومة، وأوضح أن هذه المحاولة ترهيبية وبالتحديد بعد أحداث 11 أيلول، وأوضح أنه “جاء مندوب أميركي من أصل لبنان وكان مرسلا من ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت وأبلغني أنهم حاضرون أنتم تدخلون في الحكومة والسلطة ونعطي لكم مليارات الدولارات بشرط العمل لدى الأميركان على المستوى الأمني والتخلي عن مقاومة العدو الإسرائيلي”، وأوضح أن المندوب الأميركي هو الصحافي الأميركي اللبناني جورج نادر، وقال الأمين العام إن “غلطتي كانت عدم أخذ الورقة”.
وأعلن السيد نصرالله أن المحاولة الثالثة كانت في العام 2005، بعد خروج القوات السورية من لبنان نتيجة الأحداث التي حصلت، وأضاف “عرض علينا كل شي من الولايات المتحدة وبعض الدول الإتحاد الأوروبي، وعندما رفضنا قيل لنا ماذا سنقول لكل هذه الدول، عرض علينا كل ما يطمح اليه حزب سياسي في لبنان من سلطة ومشاريع وأموال على أمل أن يؤدي ذلك إلى إنتهاء المقاومة”.
وتابع السيد نصرالله أنه “في العام 2006 كانت الحرب من أجل سحق المقاومة بعد فشل الحوار معها لتأسيس شرق أوسط جديد وفشل هذا الأمر، وصولا إلى أحداث سوريا التي بدأت في العام 2011، وأحد الاهداف الأساسية، بحسب ما نعتقد، هو ضرب المقاومة في لبنان وحركات المقاومة في المنطقة”.
وأوضح السيد نصرالله أن “الأخطر في كل ما كان يخطط للمقاومة في لبنان كان هو القتال الداخلي، هو جعل الجيش يصطدم في المقاومة”، وكشف السيد نصرالله أنه “في العام 2005 قام الأميركان بدراسات واستطلاعات داخل مؤسسات الجيش اللبناني حول ما إذا كانت القيادة والضباط والجنود جاهزين للذهاب إلى قتال ضد المقاومة، وهي حصلت على أساس تركيب طائفي، من خلال سؤال الضباط والرتباء والجنود على أساس طائفي، ووجدوا في ذلك الوقت أن هذا الجيش لن يقبل أن يذهب إلى قتال مع المقاومة وهذا كان أحد أسباب السرعة في الذهاب إلى الحرب الإسرائيلية في العام 2006”.
وقال الأمين العام لحزب الله إنه “في العام 2006 وخلال حرب تموز، هناك من عمل على هذا الخيار لضرب المقاومة، الحكومة في ذلك الوقت ورئيسها أعطى قرارا لقيادة الجيش في قلب حرب تموز بمصادرة أي شاحنة تأتي من البقاع إلى الجنوب وتحمل السلاح إلى المقاومة وتمت مصادرة الشاحنة الأولى ومن أعطى القرار كان يراهن على القتال بين المقاومة والجيش في حرب تموز، لكن حكمة الطرفين والتدخل السياسي في ذلك الوقت هو من أدى إلى لملمة الموضوع وبصعوبة بسبب إصرار رئيس الحكومة في ذلك الوقت على قراره”.
وأوضح السيد نصرالله أنه “بعد العام 2006 عندما استقال الوزراء من الحكومة، وزراء أمل وحزب الله، اجتمعت الحكومة من أجل مناقشة ملف شبكة إتصالات المقاومة حتى صلاة الصبح من أجل أخذ قرار بنزع شبكة السلكي التابعة للمقاومة وأعطيت الأوامر للجيش لتفكيكها ولو بالقوة والهدف كان بالعام 2008 هو أن يؤدي ذلك إلى الدخول في مواجهة بين الجيش والمقاومة”، وشدد على أنه في لبنان وفي خارج لبنان وفي أميركا والانظمة الخليجية من عاد اليوم ليكون رهانا على هذا الصدام وهذه المعركة، والضمانة هي الحضور القوي في الدولة.
وأشار السيد نصرالله إلى أنه “من يشكل الضمانة هو قيادة الجيش وضباط الجيش وجنود الجيش، لذك المطوب التحصين السياسي للمقاومة وذلك يتم من خلال الحضور القوي، ويجب أن تكون القوى المؤمنة في المقاومة حاضرة بقوة في المجلس النيابي من أجل قطع كل الأيادي التي تطمح بخيرات لبنان ويجب أن يكون حضورها قوي في الحكومة وفي الرئاسات”.
وشدد السيد نصر الله على أن “الملف مع الإسرائيلي لم ينته حتى اليوم، لدينا ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والإسرائيلي الذي يفاوض ويريد أن يفاوض هل سيرد لنا مزارع شبعا؟ وملف النفط والغازم وملف التهديدات الإسرائيلية الدائمة بشن حرب على لبنان”، وأضاف “في مقابل ذلك لدينا معادلتنا القوية، الجيش والشعب والمقاومة كي نستطيع مواجهة كل هذه التحديات”. ولفت السيد نصرالله إلى أنه “في بعض اللوائح المنافسة هناك أصدقاء ولكن هناك أيضا أعداء وأهل الجنوب أول في كل الدوائر لأن هذه الموضوع يمس أمنكم وكرامتكم وحياتكم وبالتالي يجب أن يكون أهل الجنوب حاسمين في خياراتهم الإنتخابية”.
آية الله خامنئي: المرحلة الراهنة مرحلة عزة للجمهورية الإسلامية الإيرانية
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي خامنئي، اليوم الأحد، أن المرحلة الراهنة مرحلة عزة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، منوّهاً بالأمن والاقتدار الذي تنعم به البلاد.
وأشار آية الله خامنئي خلال استقباله كبار قادة وكوادر القوات المسلحة الإيرانية، إلى ضرورة أن تصب النشاطات والإجراءات المتخذة في القوات المسلحة في إطار الأهداف المنشودة، مؤكداً ضرورة التركيز على تربية وتأهيل الكوادر الجديدة في القوات المسلحة .
واعتبر سماحته المرحلة الراهنة "مرحلة عزة للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مؤكداً " أن سبب الهجمات الحالية غير المسبوقة ضد النظام الإسلامي هو القدرة المتزايدة لهذا النظام، لأن الاعداء شعروا بالخطر الشديد من هذه القدرة المتزايدة فكثفوا من هجماتهم، وشدد آية الله خامنئي بالقول: رغم أنف الأعداء فإن قوة النظام الإسلامي ستزداد يوماً بعد يوم .
كما قدم قائد الثورة الإسلامية التهاني بمناسبة الأعياد ولاسيما أعياد شهر رجب وقال: إن أشهر "رجب وشعبان ورمضان" وبسبب الأيام المباركة فيها تعدّ عيداً لعباد الله المخلصين وهذا ما يفرض على الجميع استغلال هذه الأشهر المباركة والنهل من أجوائها المعنوية.
وفي مستهل هذا اللقاء رفع رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري تقريراً إلى قائد الثورة الإسلامية القائد العام للقوات المسلحة حول الإنجازات والنشاطات التي حققتها وقامت بها القوات المسلحة خلال العام الماضي وقال: لقد قطعنا عهداً على أنفسنا بأن نعزز الجهود والنشاطات الجهادية وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة .
الابتسامة
عندما يتعرّض الإنسان للمواقف المبهجة والسعيدة فإنّ ردّة فعله العفويّة والمباشرة والتلقائيّة تكون الابتسامة، وهي لغةٌ يفهمها العالم أجمع، حتّى أنّه يقال عنها بأنّها عالميةٌ تماماً مثل اللغة الإنجليزية المفهومة أينما ذهب الإنسان عبر العالم، وتعدّ الابتسامة رسولاً صادقاً إلى القلوب من حول الإنسان، خاصّةً تلك التي تخرج من أعماقه، والقادرة على تغيير منحنى يومهم السيّئ وبثّ الأمل والتفاؤل فيهم، وهي حركةٌ بسيطةٌ إلّا أنّ لها مدلولاتٍ ومعانٍ وأبعادٍ وتأثيراتٍ عميقةً جداً، وقد رُوِيَ عن الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم أنّه ساوى في حديثه بين الابتسامة والصدقة، لما لها من أهميّةٍ في زرع المحبة والود في النفوس، وقد قيل أيضاً أن ابتسامة المهزوم تفقد المنتصر لذّة انتصاره، وقد قيل ابتسم أولاً تسعد لاحقاً، وغيرها من الأقوال الصحيحة والواقعية، وفي هذا المقال سنتطرق للحديث عن فوائد الابتسامة، بالإضافة إلى ذكر بعض المقولات والحكم المتداولة عن موضوع الابتسامة بالشرح والتوضيح
فوائد الابتسامة
- للابتسامة دورٌ مهمٌ وأهميةٌ كبيرةٌ في حياة الإنسان وحياة الناس من حوله، ونذكر من فوائدها مثالاً لا حصراً ما يلي:
- تلعب الابتسامة دورا مهما في زيادة الشعور الجيد والتفكير الايجابي.
- تنشّط الدماغ وتحرك أربعاً وأربعين عضلةً عند الإنسان، خاصةً تلك الموجودة حول الفم والعضلات الموجودة أيضاً حول العينين.
- تؤثّر في الآخرين عن طريق إسعادهم وبثّ مشاعر الفرحة والبهجة إليهم.
- تجعل الشخص محبوباً بين الناس.
- تضفي الجاذبية على الإنسان.
- تخلّص الإنسان من الاضطرابات النفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب كما تزيل التفكير السلبي، بسبب دورها المهم في تحفيز الهرمونات.
- تساعد الإنسان على تخطي بعض مواقف حياته المفصلية والصعبة، مثل الزواج والحصول على عملٍ ووظيفةٍ وغيرهما من الأمثلة الأخرى.
- تقود الشخص للضحك وهو أمرٌ مفيدٌ للصحة حسب ما أثبتته الدراسات الحديثة.
- تعد أسلوباً من أساليب التعامل واللباقة مع الناس.
- تقلّل من الجهد والتعب وتعطي شعوراً بالطاقة والحيوية. تنشر الطاقة الإيجابية بين الناس حيث يعتبرها الكثيرون بمثابة عدوى.
- للابتسامة دورٌ مهمٌ في بناء العلاقات وتقويتها.
أقوال عن الابتسامة
هناك العديد من المقولات التي تناولت موضوع الابتسامة، فكثرت هذه الاقوال وسنستعرض منها القليل، كالتالي:
- الأم تيريزا: "السلام يبدأ بابتسامة".
- شكسبير: "عندما يبتسم المسروق فإنّه يسرق شيئاً من اللص".
- فيليس ديلر: "الابتسامة هي المنحنى الذي يجعل كلّ شيء مستقيماً".
- القائل غير معروف: "أعط الناس ابتسامةً فقد يكون هذا أفضل ما يجده أحدهم طوال يومه".
البعثة النبوية منهج حياة من أجل سلام البشرية ورفاهها
البعثة دين وحياة
بعثة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) كانت دعوة للتوحيد قبل كل شيء. والتوحيد هذا ليس مجرد نظرية فلسفية أو فكرية، إنما هو منهج حياة للبشرية. إنه يعني تحقيق حاكمية الله على حياة الإنسان وقطع أيدي القوى المختلفة عنها.
فإن تحقق التوحيد في حياة المجتمع الإسلامي والإنساني بمعناه الحقيقي الذي أراده الإسلام ـ والذي حمل رسالته جميع الأنبياء ـ فستبلغ البشرية السعادة الحقيقية والفلاح الدنيوي والأخروي.(1)
ولكن لو أردنا أن نفسّر البعثة ومضمونها اللامتناهي تفسيراً مجملاً وفي جملة واحدة، علينا القول بأن: البعثة إنما هي من أجل الإنسان :مصير الإنسان وهداية الإنسان.(2)
البعثة حرب على "الجاهليّة"(3)
من هذا الكمّ الهائل لدروس البعثة ، هو أنّ البعثة جاءت لمواجهة الجاهليّة. والجاهليّة في النصوص والثقافة الإسلاميّة هي الحقبة التي سبقت بزوغ نبوّة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). ولا يُتصوّرنّ أنّ الجاهليّة كانت مختصّة بالجزيرة العربيّة وبالعرب في مكة والحجاز ، بل كانت عامة وشاملة. فإنّ إيران في ذلك اليوم والإمبراطورية الرومانية آنذاك كانتا غارقتين في غياهب الجاهليّة. وقد ظهر الإسلام وجاءت البعثة لتواجه هذه الجاهليّة برمّتها. كما وأنّ معنى الجاهليّة لا يتلخّص في فقدان العلم، بل يفوق معناها ذلك بكثير [كما جاء] في التعابير والأدبيّات الإسلاميّة. وإنّ فقدان العلم يشكّل جزءًا من الجاهليّة. أما الجاهليّة بمعناها الواسع، فهي عبارة عن غلبة القوى الشهوية والغضبية الإنسانية وحاكميّتها على بيئة الحياة. وهي تعني أن المجتمعات البشريّة التي غالبًا ما تتأثر بالنزعات الشهوية والغضبية لحكامها تتبلور بطريقة تتضاءل فيها الفضائل، وتسود فيها الرذائل.
البعثة: كبحُ القوى الشهوية والغضبية
ولكم أن تلاحظوا بيئة الجزيرة العربية، وعلى غرارها سائر البيئات أيضًا، حيث كانوا غارقين في بحر الشهوات الجامحة. ومن جانب آخر، فقد بلغ نفس هؤلاء المنقادين لشهواتهم، في مقام القسوة والتدمير وسفك الدماء، حدًّا لا يخطر على قلب بشر، حيث كانوا يقتلون أولادهم: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِعِلْمٍ﴾ [الانعام/140]. إذ قد بلغت القسوة بهم أن لا يرحموا حتى أولادهم فضلًا عن أولاد الآخرين وقتل الأبرياء من النساء والأطفال الأبرياء. هذه هي الجاهليّة: الشهوة من جانب والغضب من جانب آخر. وقد وقعت بيئة الحياة أسيرة بيد هاتين القوتين الجامحتين دون رادع. فجاء الإسلام لتغيير ذلك. وقد نهض الإسلام لمواجهة كلّ هذا الواقع البشع؛ ﴿لِلْعَالَمِينَ نَذِيرً﴾ [الفرقان/1]، حيث خاطب العالم بأجمعه في هذا الإنذار.
جاهليّة معاصرة أخطر من الجاهلية الأولى
والجاهليّة لها وجودها في العالم المعاصر، وما علينا إلا أن نفتح أعيننا لنعرف الجاهليّة. فهذا المعنى نفسه موجود اليوم: الانغماس دون حدود في الشهوات؛ دون أي رادع وأي منطق. والمنطق السائد اليوم في العالم الغربي هو "الرغبة" [الميل]. فإن سألتَهم: لماذا تروّجون للشذوذ الجنسي؟ لأجابوا: هذه هي ميول بشرية. هذا هو منطقهم! وإنّ هؤلاء الذين لا يرعوون ويمضون قدمًا في الانغماس في الشهوات، ولا يقفون عند حدّ في ممارسة الشهوات الجنسية والنزوات البشرية المختلفة، عندما يصل الأمر إلى قسوة القلب تراهم يتصرّفون بنفس الطريقة، حيث يقتلون الناس، ويريقون دماء الأبرياء، ويقمعون الشعوب دون أيّ ذنب.
والفرق بينها وبين الجاهليّة في الصدر الأول ـ الجاهليّة الأولى على حدّ التعبير القرآني ـ هي أن الجاهليّة المعاصرة مسلّحة ومزوّدة بسلاح العلم والمعرفة. فهذا العلم الذي يسوق الإنسان إلى الفلاح والنجاح، أصبح أداةً لشقاء الإنسان وشقاء المجتمعات البشرية.
(1) من كلمة للإمام الخامنئي في مسؤولي النظام بمناسبة المبعث النبوي الشريف بتاريخ 24/09/2003
(2)من كلمة للإمام الخامنئي في مسؤولي النظام بمناسبة عيد المبعث النبوي السعيد بتاريخ 18/10/1998
(3) كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في مسؤولي الدولة والنظام الإسلامي وسفراء الدول الإسلامية بمناسبة يوم المبعث الشريف_16-05-2015
الفلسطينيّون يشيّعون شهداء الجمعة الثانية لمسيرة العودة في غزة
شيّع الفلسطينيون اليوم السبت شهداء الاعتداءات الإسرائيلية على مسيرة العودة في قطاع غزة، في حين ارتفع عدد الشهداء إلى 10والجرحى إلى نحو في الجمعة الثانية من مسيرات العودة الكبرى التي أطلقوا عليها اسم "جمعة الكاوتشوك".
وبلغ عدد الشهداء والإصابات خلال ثمانية أيام متواصلة من مسيرة العودة 29 شهيداً و 2850 إصابة منها 1296 بالرصاص الحي والمتفجر لازال منها 79 خطيرة.
إحصائية الجمعة الثانية من #مسيرة_العودة_الكبرى: 10 شهداء و 1354 اصابة، منها 491 بالرصاص الحي و المتفجر، و لازال 33 جريح منها بحالة خطيرة
وذكر المراسلون في غزة أنّ الاحتلال استخدم قنابل الغاز البعيدة المدى في محاولة لتفرقة المتظاهرين شرق القطاع، واستخدمت طائرتان عسكريتان إسرائيليتان في إطلاق هذه القنابل على المتظاهرين المدنيين.
انتخابات لبنان والخيارات الكبرى للدولة
يميّز لبنان عن سائر دول الشرق الأوسط، قِدَم الديمقراطية وتداول السلطة فيه منذ نشأته. وتعود أسباب هذا التميّز المُبكر إلى جملة من الأسباب، أهمها تركيبته الفريدة التي سمحت لأبنائه بالانفتاح على العالم، والتفاعُل مع الحضارات ومع الوحدات السياسية والقوى الكبرى المُمثّلة لهذه الحضارات عبر سنوات طويلة.
لقد كانت لكلٍ من المكوّنات اللبنانية علاقة مُميّزة مع واحدة من القوى الكبرى على الأقل، وقد ساعدت هذه القوى في تسريع تطوّر هذه المكوّنات، على مستويي العِلم ونقل التجارب.
لكن النظام السياسي اللبناني الذي استفاد من جانب مما سبق، عانى حتى اليوم من غدّة خبيثة تمنعه من التطوّر المستمر، ومن بناء دولة المؤسّسات العادِلة. فقد شكّلت الطائفية – وانعكاساتها السياسية- العامل الأبرز في إعاقة آمال اللبنانيين عن التحقّق، وهدر الجهود المبذولة في هذا المجال.
ويُشكّل التنوّع المجتمعي مصدر غنىً بارزاً للبنان، الذي يؤدّي وجود 18 طائفة فيه (معظمهم من المسيحيين والمسلمين) إلى اختزان ثقافات وتجارب عالية القيمة. فضلاً عن تجربة حزبية عريقة منذ تأسيس الدولة، حتى تمثّلت اليوم بحوالى 86 جمعيةً سياسية تشمل مختلف الأفكار والعقائد المعروفة في العالم. لكن دخول الانتماءات الفرعية على هذه التجربة، أفرغها من الجزء الأكبر من مفاعيلها الإيجابية، وحوّلها إلى مصنع أزمات مُتكرّرة ومستمرة. فأنتجت مع عوامل أخرى حروباً أهلية متقطّعة ومُدمّرة.
وقد أنتجت التجربة اللبنانية على أثر الحرب الأهلية (1975-1990) نظاماً سياسياً يقوم على الديمقراطية التوافقية، بحيث أُعيد في "اتفاق الطائف 1989" توزيع الصلاحيات على الرئاسات الثلاث، وثبت العرف الذي يقضي بإعطاء رئاسة الجمهورية للمسيحيين الموارنة، ورئاسة البرلمان للمسلمين الشيعة، ورئاسة الحكومة للمسلمين السنّة. وبالإضافة إلى ذلك، أخذ هذا التوزيع بعين الاعتبار عدم إعطاء صلاحيات لأية رئاسة تؤدّي بها إلى التسلّط على الآخرين، وبالتالي تسلّط الطائفة التي تنتمي إليها على الطوائف الأخرى. وبالفعل فإن قدرة أشخاص السلطة وطوائفهم على السيطرة والتفرّد بالقرار لم تعد مُمكنة، لكن الأثر المُعاكِس كان بإبطاء عجلة الدولة، وشيوع المُحاصصة، وتجذّر الطائفية، وتعزيز المحسوبيات على حساب دولة المؤسّسات. لكن ذلك كله لم يكن وليد مرحلة "الديمقراطية التوافقية" بالأساس، وبالتالي لا يمكن تحميلها وِزر الأمر كله. لكن الأكيد أن هذه "التوافقية" باتت تحتاج إلى تنقيتها من تلك الموبقات أعلاه، حتى تصل إلى تحقّق مفهوم "التوافق على الصالح العام" فقط.
ويزيد من فَداحة المشكلة، ارتباط معظم الأحزاب اللبنانية بقوى خارجية تعمل ضد المصلحة السيادية اللبنانية، وتعارض في مضمون أدائها السياسي تحصين الدولة وحماية الشعب من الأخطار المُحيطة بهما، وخصوصاً الخطر الإسرائيلي الذي يُهدّد لبنان منذ نشأة الكيان الإسرائيلي وحتى اليوم، في أرضه وجوّه وبحره وثرواته وسلامة أبنائه.
القوى السياسية الرئيسة
في ظلّ هذا النظام السياسي المُتعثّر، يعيش الكثير من الأحزاب اللبنانية انفصاماً في خطابها المعبّر عن مشروعها السياسي، فتجدها تُنادي بدولة المؤسّسات ورفض الطائفية وضرورة الإصلاح، وتُمارس في الواقع سياسةً مُعاكِسة تماماً، تعزّز الطائفية وتبيح الفساد.
وعلى العكس من مواثيقها، تمارس معظم الأحزاب اللبنانية سياسة رعاية مصالح الطوائف المُشكّلة لها، فيما تعاني الأحزاب غير الطائفية من مشكلات تنظيمية مُعقّدة، ومن تدهور كبير في منسوب جماهيريتها. وكلما زادت حماوة الاستحقاقات الدستورية، أو الملفات المفتوحة للنقاش في البلد، يشتدّ العَصَب الطائفي وتُعاد الكرّة ضمن دوّامة لا تنتهي.
وقد شكّل العام 2005 نقطة تحوّل في الحياة السياسية اللبنانية بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وعودة الأحزاب المسيحية الرئيسة إلى نشاطها عقب خروج الجيش السوري من لبنان. لكن هذا الخروج أدّى أيضاً إلى غياب الضابط الخارجي الذي كان يرعى انتظام العلاقات بين الأحزاب كافة. فانقسم لبنان بين فريقي 8 و14 آذار، انضوى في الفريق الأول الفريق المؤيّد لمحور المقاومة، بينما جمع الفريق الثاني حلفاء الدول الخليجية والغرب.
وإن كان عدد الأحزاب والجمعيات السياسية اللبنانية يُقارب 86 حزباً وحركة وتياراً وجمعية سياسية، فإن التنظيمات المؤثّرة في الحياة السياسية بصورةٍ فاعِلة لا يتعدّى عددها 15، أبرزها: تيّار المستقبل، حركة أمل، حزب الله، القوات اللبنانية، التيّار الوطني الحر، الحزب التقدمي الاشتراكي، الكتائب اللبنانية، تيّار المردة، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب الديمقراطي اللبناني وحزب البعث العربي الاشتراكي. وهي أحزاب تمتلك تجربةً طويلة في السياسة المحلية، إلى جانب كونها تتمتّع بعلاقاتٍ خارجية تُساعد في تقوية نفوذها وحمايتها ضمن التوازنات الدقيقة قي هذا البلد.
لكن التجربة الحزبية في لبنان وعلى قِدَمها، فإنها تبقى عاجزة عن تداول السلطة بصورةٍ ديمقراطية سليمة ضمن نظام يسير بنجاح، حتى داخل أطرها الحزبية نفسها. فنجد الكثير منها يعتمد التوريث السياسي، الذي يتجاوز مواثيقها ليُرسّخ الهوية العائلية فيها.
ويلعب النظام الانتخابي المنصوص عليه في قوانين الانتخاب المُتعاقِبة دور المُسهّل لهذا التوارث العائلي، وحتى الحزب. فلا نلحظ اختلافاً كبيراً بين أعضاء المجالس النيابية المُتعاقبة.
الأنظمة الانتخابية
اعتمد لبنان منذ نشأته نظام الانتخاب الأكثري، الذي يُعطي الفائز بالأغلبية المُطلقة الحق بالمقعد النيابي بمجرّد فوزه بهذه الأغلبية، حتى لو بفارِق صوتٍ واحدٍ، ويُقصي في الوقت نفسه المرشّح الحاصِل على 49.9% من الأصوات، والذي كان يُعتبر جائراً في الحال اللبنانية القائمة على التوافق، وعلى التنوّع الكثيف في التركيبتين الاجتماعية والسياسية.
وشهد لبنان عدداً من قوانين الانتخاب الأكثرية منذ ستينات القرن الماضي، أكثرها شهرة ما عُرِف اصطلاحاً بـ"قانون الستين" بالإشارة إلى اعتماده لأول مرة عام 1960. وقد أُعيد اعتماد هذا القانون مُعدّلاً في الانتخابات الأخيرة عام 2009.
ومع وجود تطابُق بين كل القوانين السابقة بخصوص طريقة احتساب الأصوات وفرزها، نظراً لوحدة النظام الانتخابي، كانت الفوارق تتمثّل بحجم الدوائر وطريقة تقسيمها، وتوزيع المقاعد النيابية عليها، على أسُس سياسية وطائفية، وخدمةً لنتيجةٍ يُراد لها أن تكون متوقّعة، أو مضمونة.
فاللافت أن مفاوضات إقرار القوانين الانتخابية في لبنان تشبه إلى حدٍ كبير طُرق المفاوضات في تشكيل الحكومات، أي أنها تسعى إلى حسم النتيجة قبل الوصول إلى يوم الانتخابات، وقد دَرَجَ أن تصبح متوقّعةً إلى درجةٍ كبيرةٍ هوية الفائزين بمجرّد إقرار القانون الانتخابي.
حتى أن قوانين انتخابية تُسمّى باسم سياسيين مستفيدين منها، أو فُصّلت لأجلهم في السابق. لكن المرحلة الجديدة التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 صعّبت من مهمة الاتفاق على قوانين الانتخابات، وصعّبت أكثر من ذلك مهمة الوصول إلى قانون انتخاب عصريٍ وعادل.
لكن القانون الانتخابي الأخير الذي صدر عن مجلس النواب اللبناني في صيف 2017، والذي تُجرى على أساسه الانتخابات المقبلة في 6 أيار، اختلف عن سابقيه بصورةٍ واضحة.
قانون الانتخاب الجديد.. نسبية ولكن!
اعتمد قانون الانتخاب الجديد النظام النسبي لأول مرة في تاريخ لبنان، ولكن ضمن صيغة "ملبننة" وفريدة، لا يوجد مثيل لها حول العالم. ففي حين دَرَجَت الأنظمة النسبية في العالم على اعتماد دوائر موسّعة، يلحظ القانون الانتخابي اللبناني الجديد 15 دائرة انتخابية، في بلدٍ مساحته 10452 كلم مربع، وكثافته السكانية تقارب 5 ملايين فقط.
وقد تم تقسيم الدوائر مع الأخذ بالاعتبار الحسابات السياسية للقوى المُكوّنة لمجلس النواب الحالي، وللهواجس الطائفية لهذه القوى. وتكمن الإشكالية الكبرى في مطلب بعض القوى المسيحية الأساسية بأن ينتخب المسيحيون نوابهم، والمسلمون نوابهم. ولما كان هذا الطرح الطائفي قد رُفِض من قوى وازِنة مثل حزب الله وحركة أمل، فقد جرت تعديلات على القانون بحيث ضمّن القانون تنوّعاً طائفياً محدوداً في معظم الدوائر.
ويقوم القانون الجديد على القوائم الانتخابية، مع لحظ ضرورة ترشيح كل لائحة لمرشّحين في 40% من المقاعد في الدائرة الانتخابية الواحدة كحدٍ أدنى، مع توزيعهم على المذاهب التي توجد لها مقاعد في الدائرة. وأضاف القانون فكرة الصوت التفضيلي الواحد، بحيث يقوم الناخِب بختيار لائحة واحدة من اللوائح، وتفضيل نائبٍ واحدٍ منها.
وبذلك تكون آلية الفرز قد فرضت التنافُس ليس بين اللوائح فحسب، بل بين المرشّحين من اللائحة نفسها، الذين أصبحوا مُرغمين على جذب الأصوات لمصلحتهم ضمن اللائحة الواحدة.
وبذلك خلَطَ القانون الجديد الأوراق بشكلٍ هستيري، يُعبّر عنه بالمواقف السياسية غير المُنضبطة، والتي تزيد حملوتها وتفلّتها مع اقتراب يوم الانتخاب، هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى وضع القانون الجديد الأحزاب أمام ضرورة خلط التحالفات السياسية بصورةٍ مُغايرة لما كانت عليه الاصطفافات منذ عام 2005. فلا نجد تحالفاً تاماً وشاملاً كل الدوائر الانتخابية بين حزبين سياسيين، مع استثناءٍ واحدٍ يمثله التحالف بين حزب الله وحركة أمل في كل الدوائر المرشّحين فيها، وهما بالمناسبة طرفا المقاومة الأساسيان.
وبعيداً من هذا الاستثناء، نجد الأحزاب الكبرى تتحالف في دوائر معيّنة، وتتخاصم في دوائر أخرى، كحالة انفصام فريدة تشبه فرادة الحياة السياسية اللبنانية. وهنا تبدو الحاجة أكثر إلحاحاً لتطوير هذا النظام الانتخابي في الدورات المقبلة، لتوسيع الدوائر، والاتجاه نحو تحالفات كبرى تقترب من نماذج التحالفات الانتخابية في الدول التي تعتمد النظام النسبي حول العالم.
الملفات المؤثّرة في الانتخابات
واللافت في هذه الانتخابات أيضاً، أن الملفات المؤثّرة فيها تختلف بصورةٍ واضحةٍ عن المفات التي كانت مؤثّرةً في الدورتين السابقتين عام 2005 و2009، ففي الدورتين المذكورتين كان الصراع السياسي على أشدّه بين فريق المقاومة وفريق 14 آذار، وعلى عناوين تتعلّق باغتيال الرئيس الحريري، والعلاقة مع سوريا، ووجهة السياسة الخارجية للدولة، في جو من القُطبية الثنائية المتينة التي لم يحد عنها أحد من الأحزاب الكبرى.
بينما تشهد الانتخابات الحالية حضوراً أكبر للملفات المعيشية، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتراجعاً للملفات السياسية، مع بقاء قوى معيّنة كتيّار المستقبل والقوات اللبنانية على خطابهما التصعيدي ضد المقاومة، وسوريا، لشدّ عَصَب الناخبين المسيحيين والسنّة، الذين تشير التقديرات المطروحة اليوم إلى أن اهتمامهم لم يعد منصّباً على مسألتي العلاقة مع سوريا وسلاح المقاومة.
وتحضر في هذه الانتخابات الصفقة السياسية بين تيّاري المستقبل والوطني الحر، التي أوصلت الرئيس ميشال عون إلى سدّة رئاسة الجمهورية، والرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة. واستتبعت بعد ذلك بتفاهم شبه تام بين التيّارين على الملفات الاقتصادية، بعد أن كان التيّاران على طرفي نقيض في هذا المجال على وجه الخصوص، الأمر الذي عبّر عنه عون بإصدار كتاب "الإبراء المستحيل" الذي يوثّق لارتكابات فريق الحريري وصفقات حكوماته، والذي تم تجاوزه بعد هذا التحالف السياسي الحاكِم حالياً، والذي لم يُترجم انتخابياً في كل الدوائر، بل اقتصر على الدوائر التي يجد فيها الطرفان فائدة من تحالفهما.
ومن ضمن هذا السياق، يستعر الخلاف مع فريق المقاومة على ملفات مثل تأمين الكهرباء، وسلسلة الرتب والرواتب للموظفين، والخدمات والتوظيف في الدولة، وغيرها...
ويبقى ملف الكهرباء العنوان الأبرز في الانقسام السياسي اليوم، حيث يقف كل من حزب الله وحركة أمل والقوات اللبنانية وتيّار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي، في مواجهة رغبة التيّار الوطني الحر وتيّار المستقبل بشراء الكهرباء من بواخر عائِمة أجنبية، لفترة محدودة، بينما يُنادي الفريق الرافض بضرورة بناء المعامل، وتأمين حلٍ نهائيٍ لهذه المشكلة المُزمنة في لبنان، ويُلمّحون إلى شُبهات فساد وسوء إدارة بخصوص استقدام الكهرباء من البواخر.
ولكن هذا الانقسام لا يشمل القوى نفسها عند الحديث عن الخيار الدفاعي اللبناني، فهنا نجد الاصطفاف يعود ليشبه اصطفافات الانتخابات السابقة، حيث يقف فريق المقاومة في مواجهة الفريق الذي كان يُسمّى بـ14 آذار، مع اعتماد التيّار الوطني الحر لخطابٍ مُسايرٍ للفريقين. فهو تارةً يؤيّد حق لبنان في المقاومة والحفاظ على قوّته والدفاع عن حقوقه، وتارةً أخرى يُرسل برسائل طمأنة للفريق الآخر المُتحالف معه حديثاً، توحي برغبته في تغيير الوجهة، وإن كان حتى اللحظة يُحافظ على ورقة التفاهُم التي وقّعت بين السيّد حسن نصرالله والجنرال ميشال عون عام 2006.
النتائج المُتوقّعة والخيارات الكُبرى للدولة
تشير قراءات الوقائع الانتخابية على الأرض، وطبيعة القانون الانتخابي إلى تغيّرات مُحتمَلة في التوازنات داخل المجلس النيابي المقبل. فهذا القانون يعطي فرصة الدخول إلى مجلس النواب لكل القوى التي تحصل على حاصِل انتخابي يؤهّلها لذلك. ومن بين هذه القوى حلفاء المقاومة الذين كان النظام الأكثري يُقصيهم عن البرلمان، بحُكم مواجهتهم للموجة الطائفية التي استحكمت في البلاد خلال الفترة السابقة.
ومن بين هؤلاء يتوقّع الخبراء الانتخابيون، كما تشير الإحصاءات المتوافرة حتى اليوم، إلى أنهم سيدخلون إلى المجلس النيابي بعددٍ وازنٍ. واللافت في هذا السياق أن هؤلاء الحلفاء للمقاومة موزّعون على كل الطوائف اللبنانية، ما قد يساهم في حال حصوله بإراحة المقاومة، وبإخراجها من الاتهامات التي تلقّتها في المرحلة السابقة بحصريّة تمثّلها شعبياً ضمن طوائف بعينها.
فعلى الساحة السنّية بات من المؤكّد فوز بعض حلفاء المقاومة، في دوائر اعتُبرت حتى الآن ضمن سيطرة تيّار المستقبل، مثل بيروت وصيدا، المدينتان اللتان سيطر المستقبل على تمثيلهما في المرحلة الماضية. في حين أن الساحة المسيحية تشهد معارك ستسمح بالتأكيد لحلفاء المقاومة بالتمثّل بنسبٍ كبيرة، بالإضافة إلى ضمان تحالف حركة أمل وحزب الله لمعظم مقاعد الطائفة الشيعية في البرلمان، إن لم يكن جميعها.
ويتوقّع المراقبون تراجعاً ملحوظاً لحجم تمثّل القوى المؤيّدة للغرب، التي كانت تمتلك أغلبية برلمانية في الدورتين السابقتين، وفي الحكومات المُنبثقة عن البرلمان. حيث تشير تقديراتهم إلى احتمال ارتفاع حصّتي حزب الله وحركة امل من 27 نائباً من أصل 128 هم مجموع أعضاء مجلس النواب، إلى حدود 38 نائباً في المجلس المقبل. في حين يحصل حلفاء المقاومة الآخرون على ما يقارب 32 نائباً، من ضمنهم نواب التيّار الوطني الحر. وهذا يعني حصول الفريق المؤيّد للمقاومة على أغلبية نيابية، ستُسهم في ما لو تحقّقت في إنهاء 13 عاماً من الحصار الداخلي على المقاومة، وتعطي قواها المقدرة على المناورة واليد الطولى في تشكيل الحكومة المقبلة وتسمية رئيسها.
وبالتالي وجود فرصةٍ تاريخية بانطلاقة جديدة وقوية للعهد الذي يرأسه الرئيس ميشال عون بعد الانتخابات النيابية، في ما لو تجاوز فريق المقاومة مأزقه الداخلي المُتمثّل بخلافات التيّار الوطني الحر وحركة أمل والتي زادت من توتّرها مواقف رئيس التيّار (وصهر عون) وزير الخارجية جبران باسيل ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي طالت ارتداداتها حزب الله خلال مرحلة الترشيحات، حيث رفض التيّار البرتقالي ضمّ مُرشّحي الحزب إلى لوائحه في دوائر معيّنة مثل دائرة جبيل وكسروان ذات الثقل الشعبي له، ولو من خلال مرشّح واحد. وعليه فإن الكرة بعد الانتخابات ستكون في ملعب رئيس الجمهورية، الذي يقف على تقاطعات مهمة بين فريقي المقاومة، وحلفائه الآخرين كتيّار المستقبل. ومن خلال الروحية التي ينتهجها عون بعد الانتخابات سوف يتحدّد مصير البلاد لأربع سنوات مقبلة، فإما تكون استمراراً للتناحُر والخلافات، أو أنها ستكون مرحلةً يسودها التفاهم واستيعاب كل القوى في الحُكم، ضمن النموذج التوافقي اللبناني. مع ترجيح صعود خيار المقاومة في لبنان على المستوى الاستراتيجي، بنتيجة هذه الانتخابات.
نور الدين اسكندر
شهداء وأكثر من 1000 جريح في مسيرات يوم العودة
الفلسطينيون يخرجون بكثافة في جمعة أطلقوا عليها اسم "جمعة الكوشوك" ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت الأسبوع الماضي في فلسطين بذكرى يوم الأرض، والاحتلال يعتدي على المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز ويوقع عشرات المصابين في صفوفهم، والقائد العام لحركة حماس في غزة يحيي السنوار يقول من مسيرة العودة "إننا نسير على نهج الشهيد ياسر عرفات".
توافد آلاف الفلسطينيين إلى خيام مسيرة العودة المقامة شرق قطاع غزة قرب السياج الفاصل ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض الأسبوع الماضي.
وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 8 متظاهرين ووقوع 1356جريحاً بينهم 118 طفلاً و78 إمرأة، متحدثةً عن إصابات بالرصاص الحي، وأن قوات الاحتلال استهدفت النقاط الطبية والإسعاف شرق رفح بقنابل الغاز.
وذكر المراسلون, في غزة أنّ الاحتلال استخدم قنابل الغاز البعيدة المدى في محاولة لتفرقة المتظاهرين شرق القطاع، واستخدمت طائرتان عسكريتان إسرائيليتان في إطلاق هذه القنابل على المتظاهرين المدنيين.
وقام شبّان بإحراق الإطارات قرب السياج الفاصل تزامناً مع تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية على علو منخفض فوق السياج.
كما حرق متظاهرون صوراً للملك السعودي وولي العهد محمد بن سلمان في تعبير عن غضب الفلسطينيين من تصريحات الأخير التي أكد فيها "حقّ اليهود في إقامة دولتهم".
ونشرت قوات الاحتلال طواقم إطفاء ومراوح عملاقة لتشتيت الدخان الصادر من الإطارات المشتعلة، في وقتٍ تحدثت القناة العاشرة عن مشاركة 13 ألف متظاهر على طول حدود قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية خرجت مسيرات شعبية وأشعل متظاهرون النيران بالإطارات في الخليل والبيرة ورام الله.
ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #جمعة_الكوشوك للتظاهر في الجمعة الثانية لإطلاق مسيرة العودة، والتركيز على حرق إطارات السيارات لحجب الرؤية أمام قناصة جنود الاحتلال الإسرائيلي في مظاهرة سلمية لتجنب سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والإصابات.
وبحسب صحيفة هآرتس فإنّ تقديرات الجيش الإسرائيلي تتوقع خروج 50 ألف فلسطيني اليوم في 5 نقاط مختلفة بالقرب من السياج الفاصل مع قطاع غزة.
وحثّ مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إسرائيل على ضمان عدم استخدام "القوة المفرّطة" مع الفلسطينيين.
وقال السنوار من مسيرة العودة غزة "لن تجوع ولن تتخلى عن المشروع الوطني، ونحن خرجنا اليوم وسنخرج على مدار الأيام المقبلة وسنفاجئ شعبنا ولينتظروا زحفنا القريب".
وقال المسؤول الفلسطيني "اذا انفجر الوضع في غزة فسوف ينفجر في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ونحن نخرج اليوم لنقول للعالم أجمع إن غزة حرة".
من جهته، قال القيادي في حركة حماس صلاح البردويل إن الشعب الفلسطيني خرج اليوم بسبب شعوره أن حقوقه في مهب الريح، مشيراً إلى أن "هناك مؤامرة تحضّر على حقوق الشعب الفلسطيني بعد سبعين عاما من النضال".
وإذ أكد أن "لاطريق أمامنا سوى العودة إلى ديارنا بعيداً عن صفقة القرن وغيرها من المؤامرات، رأى أنه إذا لم يضع العالم جهده لحل القضية الفلسطينية سيجد العدو نفسه أمام مأزق كبير.
لجان المقاومة اعتبرت أن الشعب (الفلسطيني) يخوض معركة الدفاع عن الثوابت وسيُفشل بصموده كل المخططات التصفوية للقضية الفلسطينية، وهو يؤكد أن المقاومة خيار استراتيجي لا بديل عنه في مواجهة الاحتلال.
الناطق باسم حماس فوزي برهوم قال إن "ما يحدث في غزة ليس مجرد مظاهرات بدأت وستنتهي بل رسالة شعب فهم متطلبات المرحلة جيداً، فأخذ القرار بيده وفجّر ثورته وشقّ طريقه نحو الحرية وكسر الحصار وإنتزاع حقوقه، وسيستمر حتى يحدث تحوّل كبير ومحطة فاصلة في تاريخ الصراع مع الإحتلال".
الرئاسة الفلسطينية: تأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي
وفي ردود الفعل الفلسطينية، أكد عضو المجلس الثوري في حركة فتح محمد الحوراني أن هناك رفض رسمي وشعبي فلسطيني واضح لصفقة القرن، مشيراً إلى أن موقف حركة فتح يقوم على العمل السياسي بموازاة كافة ادوات النضال الملائمة للمرحلة الحالية.
الحوراني شدد أن "أي رهان على إسرائيل لتغيير عقليتها بشأن الحقوق الفلسطينية هو وهم، ورأى أن علينا درس احتمالية إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية والعودة إلى الشعب الفلسطيني ليحدد خياراته".
من جهته، قال مسؤول الدائرة السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر إن "صفقة القرن ولدت ميتة ولا يمكن أن تمر، وأن بعض الامراء في الخليج(الفارسی) يتوهم أن الفرصة مؤاتية لتصفية القضية الفلسطينية".
وإذ رأى "أن السعودية تريد محاربة ايران على حساب الشعب الفلسطيني من خلال فتح علاقات مع اسرائيل"، اكد الطاهر أن ولي العهد السعودي "ارتكب خطأ استراتيجياً ورهانه على اسرائيل هو رهان خاسر".
وعبرّت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لعمليات القتل والقمع، التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة الهبة الجماهيرية الشعبية السلمية، التي أدت إلى سقوط 8 شهداء ومئات الجرحى في قطاع غزة.
وطالبت في بيان لها، مندوب دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وفي الجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، بالتحرك الفوري مع كافة الأطراف الدولية للعمل على وقف هذه الوحشية والقتل المتعمد لجيش الاحتلال في مواجهة أبرياء عزل، خرجوا في مسيرة سلمية للدفاع عن حقهم بالعيش والحرية والكرامة.
وجددت، التأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل، في مواجهة جيش الاحتلال الذي يستخدم القتل والقمع لإسكات صوت الحق والعدل الفلسطيني.
المسيرة مستمرة..والمقاومة جاهزة للدفاع عن الشعب
وهدد جيش الاحتلال مساء الخميس بتنفيذ عمليات استهداف داخل قطاع غزة وذلك "للحيلولة دون تحول الاحتجاجات إلى مظاهرات أسبوعية".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن "الجيش مستعد للرد بقوة إذا ما جرت أعمال استفزازية على السياج الأمني" واتهم حركة حماس بمحاولة تنفيذ هجمات تحت غطاء مسيرة العودة.
وتعليقاً على تهديدات الاحتلال قال القيادي في حماس محمود الزهار "المقاومة جاهزة للدفاع عن شعبنا في حال تمادى الاحتلال..سنسقط صفقة القرن والرهان عليها خاسر".
وأضاف الزهار "صفقة القرن إلى زوال..هي صفقة لا أساس لها على أرض الواقع وهي محاولات أميركية إسرائيلية للالتفاف على قضيتنا، والشعب الفلسطيني كتب شهادة وفاة صفقة القرن بمسيرة العودة".
وبحسب الزهار فإنّ "الرسالة واضحة" وهي رسالة من دون سلاح تعامل معها الاحتلال بإجرام.
من جهته قال عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة إنّ إسرائيل حاولت بكل الطرق وقف المسيرات، مضيفاً أنّ هذا الحراك الجماهيري أعاد للقضية الفلسطينية موقعها "وهذا يزعج أميركا وإسرائيل"، مؤكداً استمرار الفلسطينيين في مسيرتهم مهما كانت التضحيات وأنّ "الاحتلال إلى زوال".
وكان قد خرج عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرة العودة الكبرى في عموم فلسطين وقام الاحتلال بقمعها بالرصاص الحي وقنابل الغاز ما أدى إلى سقوط شهداء ومئات الجرحى في أكثر من منطقة في قطاع غزة إضافة إلى عشرات الإصابات بالضفة الغربية.
وبحسب المصادر الطبية فإنّ عدد الشهداء منذ الجمعة الماضية بلغ 20 شهيداً وأكثر من 1500 إصابة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم استشهاد الشاب ثائر محمد رابعة 30 عاماً متأثراً بجراح أصيب بها الجمعة الفائتة شرق جباليا في شمال قطاع غزة، سبق ذلك استشهاد شابين فلسطينيين أمس أحدهما متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام فيما أصيب الآخر برصاص الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة الخميس.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة أن الشاب شادي حمدان الكاشف (34 عاماً) استشهد صباح الخميس متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام شرق رفح، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
فيما أعلن مدير الإسعاف والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي أيمن السحباني أن جثمان شاب فلسطيني وصل أيضاً لمجمع الشفاء الطبي بعد استشهاده برصاص الاحتلال، ولاحقاً أعلنت وزارة الصحة أن الشهيد هو مجاهد نبيل الخضري (25 عاماً) من سكان مدينة غزة.
وكان الشهيد الخضري كتب على صفحته على فيسبوك "لن نبالي بالقيود بل سنمضي للخلود".