Super User

Super User

الأحد, 08 نيسان/أبريل 2018 05:00

كيف ينبغي النظر إلى عمل المرأة؟

اعتبر الإسلام الأسرة حجر الزاوية في المجتمع. وهذا الاعتبار هو قاعدة النقاش في الحقوق والواجبات بين الأفراد الذين يعيشون في ظلّها، أي الزوج والزوجة والأبناء. ولا يمكن أن ننظر إلى حقّ أيّ منهم بمعزل عن حقوق الآخرين ووجودهم في هذا الكيان المهمّ، في المنظور الإسلاميّ. وينطبق هذا المنظور على عمل المرأة، مثل ما ينطبق على حقّ الأبناء في الرعاية، أو على واجبهم تجاه الوالدين في برِّهما والإحسان إليهما.

فإذا كان معظم فقهاء المسلمين، خصوصاً في هذا العصر، قد أكدّوا على عدم تعارض عمل المرأة خارج المنزل مع الإسلام، وأنّ هذا العمل هو حقّ لها، إذا أرادت ذلك، وأنّه تعبير عن إنسانيّتها، أو حتّى عن حاجة المجتمع مشاركة نصف أفراده، فإنّ السؤال الذي يطرح في هذا المجال، وفي المجتمعات الإسلامية تحديداً: ما مدى تأثير عمل المرأة على الأسرة؟ خاصّة إذا توافقنا أنّ وجود هذه الأسرة هو ما ينبغي المحافظة عليه والتضحية من أجله.

ولا بدّ أن نذكّر هنا أنّ الأسرة هي المكان الأوّل والأهمّ، الذي تترسّخ فيه العلاقات الاجتماعيّة، وفي داخله تتحقّق الرعاية العاطفيّة والنفسيّة؛ ومن التجربة التي يعيشها الأولاد، تتشكّل صورتهم الإيجابيّة أو السلبيّة عن العالم الخارجيّ. وتحقيق الأمن في الأسرة، هو أساس الشخصية المتوازنة التي سيحصل عليها الأبناء؛ ومن المفترض أن نستحضر ذلك كلّه عندما نبحث في عمل المرأة؛ لأنّ تأثيراته تطال هذا الكيان الأسريّ في معظم الأحيان، وتطال تفاعلاته كلّها.

إنّ ما أشرنا إليه، من انخراط المرأة في سوق العمل، في كثير من المجتمعات الإسلاميّة، إنّما يعود إلى مجموعة من الأسباب أو التغيّرات: كارتفاع مستوى تعليم المرأة، وحاجة الأسرة الاقتصاديّة، وتراجع القيم التي كانت ترفض عمل المرأة، والتأثّر بالأفكار الغربيّة في هذه القضية.

مّما تقدم يفترض القول إنّ النقاش لم يعد حول جواز عمل المرأة أم لا، بل في انعكاس هذا العمل على الأسرة. وهذا ما ينبغي بحثه وإيجاد المخارج أو الحلول المناسبة له. فاذا كان الأطفال في سنواتهم الأولى من العمر بحاجة إلى رعاية المرأة واهتمامها، وعاطفتها، فالأولويّة هنا، هي لبقاء الأمّ إلى جانبهم. ومتى تجاوزوا هذه المرحلة، تتبدّل الأولويّات؛ فمع دخولهم إلى المدرسة، تصبح الحاجة إلى وجودها بحانبهم عند عودتهم... اللّهمّ إلاّ إذا كانت مهنة المرأة – كما في بعض الحالات – مثل الكتابة، أو الترجمة، أو سواها لا تفترض خروجاً منظّماً من المنزل. وليس من اليسير، في ظلّ أنظمة العمل، ومنطق استغلال طاقة العامل أو الموظّف إلى الحدّ الأقصى، أن تتمكّن المرأة من التحكّم في دوام عملها بحيث تحافظ عليه، وعلى وجودها في الأسرة في الوقت المناسب، إلى جانب أطفالها وزوجها.

فنعلم أنّ معظم المؤسّسات التي تعمل فيها المرأة، لا تراعي هذا الاعتبار، ولا يشكّل هاجساً لها؛ وغالباً ما ترضخ المرأة الأمّ، لاعتبارات، وشروط، ومواعيد عمل، واجتماعات المؤسّسة التي تعمل فيها، ثمّ تحاول أن تكيّف حاجات أسرتها وحاجاتها الشخصيّة، مع تلك المواعيد وليس العكس.

وقد دلّت التجارب والدراسات الحديثة على الصعوبات النفسيّة والجسديّة والاجتماعيّة، التي تعانيها المرأة، جرّاء هذه الضغوط المزدوجة من عملها ومن أسرتها في وقت واحد؛ أي إنّ حلّ هذه المشكلة ليس قراراً فرديّاً بيد المرأة أو الزوج، بل هو قرار المجتمع ومؤسّساته، التي ينبغي أن تتيح للمرأة المتزوّجة عملاً، بدوام جزئيّ، يتيح لها المشاركة المهنيّة، واختبار قدراتها وتعليمها، والحصول على عائد مادّيّ تحتاج إليه، والمحافظة على ارتباطها بأسرتها. وعلى المؤسّسات الإسلاميّة أن تقدّم نموذجاً في هذا المجال، بحيث تتمكّن المرأة من اختيار ما يناسبها من ساعات عمل يوميّة، على قاعدة المشاركة في حماية الأسرة، بدل المساهمة أو الانخراط في التيار الجارف، الذي بات يقدّم حقوق الأفراد ومصالح كلّ واحد منهم (الرجل، المرأة، الأولاد) على مصلحة الأسرة وتماسكها وأولويّة بقائها... وهذا يتيح من جانب آخر في ظلّ تفاقم البطالة، فرص عمل جديدة للشباب، تتيح لهم التفكير في الزواج، الذي يشهد بدوره تراجعاً ملحوظاً؛ لأسباب اقتصاديّة بالدرجة الأولى.

* د.طلال عتريسي - بتصرّف

الأحد, 08 نيسان/أبريل 2018 04:57

كيف استغلّت إسرائيل وعد ترامب؟

خطوات عدة استخدتها إسرائيل للاستفادة من قرار ترامب بشأن القدس على مستويات عدة، من استكمال الاستيطان إلى القوانين الجائرة في الكنيست وصولاً إلى الضغط على الرئاسة الفلسطينية للقبول بأبو ديس عاصمة لفلسطين بدلاً من القدس.

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على القرارات الإسرائيلية التي تم اتخاذها بعد إعلان دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2017 اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، ضارباً عرض الحائط جميع القوانين والأعراف الدولية. وعلى إثر هذا القرار توالت وتسارعت وتيرة القرارات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، حيث قدّمت أميركا لإسرائيل الغطاء لتنفيذ سياساتها القائمة على تكريس الاحتلال في الضفة، والتمادي بتنفيذ سبعة عشر قراراً مند الإعلان عن الوعد وحتى منتصف آذار/مارس 2018، وتتمثّل هذه القرارات في التالي:

القرار الأول: قرار بناء 14 ألف وحدة استيطانية بعد يومين من قرار ترامب، حيث أعلن وزير الإسكان والأشغال العامة الإسرائيلي، يوآف جالانت في 7كانون الأول/ديسمبر2017، أنه قرّر المضيّ في مخطّط لبناء 14 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس. حيث صرّح جالانت وفقاً لصحيفة معاريف العبرية بأنه "استناداً إلى اعتراف ترامب التاريخي، قرّرت بناء المزيد من الوحدات السكنية في القدس". وفي 25آذار/مارس2018 أعلنت بلدية الاحتلال في القدس أنها تعتزم بناء 600 وحدة استيطانية جديدة في جبل المكبر.

القرار الثاني: قرار حزب الليكود في نهاية كانون الأول/ديسمبر2017 الذي نصّ على فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات وامتداداتها في الضفة والقدس وضمّها إلى إسرائيل.

القرار الثالث: مصادقة الكنيست في الأول من كانون الثاني/يناير 2018على مشروع قانون القدس الموحّدة، الذي ينصّ على أنه لا يمكن نقل القدس الشرقية إلى الفلسطينيين إلا بموافقة ما لا يقلّ عن 80 نائباً.

القرار الرابع: مصادقة الكنيست في 3كانون الثاني/يناير2018 بالقراءة الأولى على قانون عقوبة الإعدام لمنفّذي العمليات الفدائية التي أدّت إلى مقتل مستوطنين وجنود، وهو ما اعتبره نواب عرب في الكنيست ترخيص قانون بقتل الفلسطينيين.

القرار الخامس: إصدار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان في الأول من شباط/فبراير 2018 قراراً بفرض السيادة الإسرائيلية على جميع أنحاء القدس، والذي تمثّل بإغلاق وتمديد إغلاق المؤسّسات الفلسطينية العامة في القدس.

القرار السادس: مُصادقة الحكومة الإسرائيلية بالإجماع في الرابع من شباط/فبراير 2018 بتشريع بؤرة حافات جلعاد الاستيطانية العشوائية غرب نابلس، بالإضافة إلى بناء آلاف المساكن الاستيطانية خلال الأشهر الأخيرة.

القرار السابع: صادقَ الكنيست في 12شباط/فبراير2018، على تطبيق القانون الإسرائيلي على مؤسّسات التعليم العالي في مستوطنات الضفة، وينصّ القانون على إخضاع الجامعات الواقعة في المستوطنات المُقامَة في الضفة لوزارة المعارف الإسرائيلية مباشرة، بعد أن كانت خاضعة للجيش الإسرائيلي. وهي ثلاث مؤسّسات أكاديمية إسرائيلية؛ جامعة أريئيل وكلية إلقانا قرب سلفيت، وكلية ألون شبوت في بيت لحم. وجامعة أريئيل تأسّست سنة 1982، تحت إشراف أكاديمي من جامعة بار إيلان، وتخضع للأوامر العسكرية والمدنية التي يوقّعها قائد قوات جيش الاحتلال في الضفة.

القرار الثامن: صادقت الحكومة الإسرائيلية على مشروع استيطاني توسيعي في حائط البراق في محيط المسجد الأقصى في منتصف شباط/فبراير 2018. يُعتَبر هذا المشروع الأضخم في ساحة البراق منذ عام 1967، المشروع على أرض وقفيّة تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من حائط البراق على آثار القصور الأموية.

القرار التاسع: صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع، في18شباط/فبراير2018، على مشروع قانون سلب مُخصّصات الأسرى وعائلات الشهداء من عائدات الضرائب التي تحوّلها إسرائيل للسلطة الفلسطينية المُتعارَف عليها بالمقاصّة. وينصّ القانون على قيام وزير الأمن بتقديم مُعطيات سنوية عن فاتورة الرواتب التي تحوّلها السلطة الفلسطينية للأسرى وعائلات الشهداء من أجل خصم قيمتها من عائدات الضرائب الفلسطينية. وفي 21 شباط/فبراير 2018 وافقت لجنة الشؤون الخارجية والحرب في الكنيست على المشروع، وفي 5آذار/مارس2018 تمت المُصادقة عليه بالقراءة الأولى.

القرار العاشر: قرّرت بلدية القدس التابعة للاحتلال في بداية شباط/فبراير2018 عزمها الشروع بجباية أموال من الكنائس كضرائب على عقارات وأراض تملكها في أرجاء المدينة المقدّسة لأول مرة من احتلال القدس الشرقية. وقالت صحيفة معاريف في 27شباط/فبراير2018، إنه تم تشكيل لجنة لصوغ حل لمسألة ضرائب الكنائس وتم الاتفاق على تجميد القرارات التي اتّخذت لحين انتهاء عمل اللجنة والتوصّل إلى حل. وقد أعلنت كنائس القدس في24شباط/ فبراير2018، إغلاق كنيسة القيامة بسبب الإجراءات الضريبية الإسرائيلية.

القرار الحادي عشر: أقرّت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع مشروع قانون جديد تقدّمت به وزيرة العدل في إسرائيل أيلت شاكيد في25شباط/فبراير2018 يهدف إلى تقليص حجم القضايا المعروضة على المحكمة العليا الإسرائيلية وتطبيع حياة الفلسطينيين مع المستوطنين الذين يعيشون في الضفة. وتتمثّل أحد الأهداف الرئيسة لهذا التشريع بالقضاء فعلياً على الخط الأخضر في كافة المسائل المُتعلّقة بالقضايا القانونية.

القرار الثاني عشر: أقرّت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الكنيست الإسرائيلي في 25شباط /فبراير2018، مشروع قانون بشأن احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، حيث ينصّ مشروع القانون على منح قائد المنطقة في جيش الاحتلال صلاحية تأخير تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين تقتلهم إسرائيل إلى عائلاتهم، كما ينصّ على ضرورة عدم إقامة جنازات جماهيرية للشهداء الفلسطينيين. أقرّ الكنيست مشروع القانون في 7 آذار/مارس2018 بالقراءتين الثانية والثالثة.

القرار الثالث عشر: خطّة وزيرة القضاء الإسرائيلية إيليت شاكيد لضمّ الضفة الغربية، حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست في نهاية شباط/فبراير2018، أن لجنة حكومية إسرائيلية ترأسها شاكيد وافقت على مشروع قانون يهدف إلى توسيع نطاق اختصاص المحاكم المركزية الإسرائيلية على جزء من الضفة تودّ أن تضمّه إلى إسرائيل.

القرار الرابع عشر: إقرار 11 مشروعاً استيطانياً، فقد كشفت جمعية العاد الاستيطانية في الثالث من آذار/مارس2018 أن المشاريع الاستيطانية الجديدة التي تم إقرارها ستُحال للتنفيذ، ومن هذه المشاريع بناء مشروع ترفيهي استيطاني يشمل خط أوميجا للتزلّج الهوائي، والذي يبدأ من منطقة جبل المكبر باتجاه سلوان. ومطعماً جنوب مدينة القدس بالقرب من الأسوار التاريخية، وتلفريك في منطقتيّ سلوان والطور إلى باب الأسباط على أراضي مقبرة باب الرحمة.

القرار الخامس عشر: قانون سحب الجنسية، حيث أقرّت اللجنة الداخلية في الكنيست في 5 آذار/ مارس2018، بالقراءتين الثانية والثالثة مشروع قانون سحب الجنسية الإسرائيلية من مُنفّذي العمليات. ويمنح القانون الحكومة الإسرائيلية، حق سحب الجنسية الإسرائيلية من أيّ مواطن عربي من سكان القدس، في حال تنفيذه لعملية فدائية، وفي 7 آذار/مارس2018.

القرار السادس عشر: صادقت اللجنة الوزارية للتشريع، في11آذار/مارس2018 على قانون القومية، ويهدف القانون إلى جعل المحكمة العليا تفضّل الطابع اليهودي للدولة على القِيَم الديمقراطية عندما يحصل تناقض بينهما، بيد أن كلمة ديمقراطية لا تظهر حالياً في مشروع القانون، ويتضمّن مشروع القانون بنداً يسمح بإقامة بلدات لليهود فقط، ومنع غير اليهود من السكن فيها.

القرار السابع عشر: مُصادقة وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منتصف آذار/مارس 2018 على مُخطّط استيطاني لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة. حيث يقضي المُخطّط بإنشاء مشروع شبكات خطوط السكك الحديدية لربط المستوطنات المُقامة في الضفة ببعضها.

بعد قرار ترامب تمت زيادة السيطرة الإسرائيلية على الضفة بالتزامن مع زيادة فرض المزيد من القوانين التي تسارع عملية تهويد الضفة والقدس. إن هذه القرارات السابقة باطلة لأن الضفة الغربية محتلة، والمستوطنات المقامة عليها غير شرعية وغير قانونية وفق القانون الدولي، فقد صدر في كانون الأول/ديسمبر 2017 عن مجلس الأمن الدولي قرار رقم 2334 أكّد على عدم شرعية كل أشكال الاستيطان وطالب إسرائيل بوقفه.

لقد ترافق مع سلسلة القرارات الإسرائيلية السابقة العديد من القرارات الأميركية التي تم الإعلان عنها قبيل وبعد إصدار وعد ترامب ومن هذه القرارات التالي:

القرار الأول: قرار إغلاق ممثليّة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، فقد أرسلت الخارجية الأميركية رسالة إلى المكتب في واشنطن، تُبلغ فيها السلطة الفلسطينية أنها لا تنوي التوقيع على إذن السماح للمكتب بمواصلة عمله في واشنطن، ما لم تُستأنَف المفاوضات السلمية مع إسرائيل وتتوقّف السلطة عن مُلاحقة مسؤولين إسرائيليين لمُقاضاتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية. وفي 24تشرين الثاني/نوفمبر2017 صرّح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن المكتب في واشنطن سيبقى مفتوحاً للبحث في السلام مع إسرائيل، قبل أن يستأنف نشاطاته بالكامل، وأن واشنطن قد ترفع هذه القيود بعد 90 يوماً في حال قيام البلدين بإطلاق مفاوضات جادّة بهذا الشأن.

القرار الثاني: قرار تحديد موعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس، حيث قرّرت الإدارة الأميركية في 23شباط/فبراير 2018 نقل السفارة من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة بحلول منتصف أيار/مايو من العام الجاري، والذي يتزامن مع الذكرى الـ70 لنكبة سنة 1948.

القرار الثالث: قرار استهداف قضية اللاجئين الفلسطينيين، قرّر ترامب خفْض الدعم الأميركي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للنصف، عبر تجميد نصف مُخصّصات الدعم من أجل القضاء على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، الذي يُعدّ من أهم الملفات في إطار ما يُعرَف بـالحل النهائي. فبعد أشهر من تحريض إسرائيلي تولاّه بنيامين نتنياهو شخصياً عندما أطلق حملة تحريض، في يونيو/ حزيران 2017، لتفكيك الأونروا ولدمج أجزائها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وهذا القرار يُمهّد لأكبر أزمة مالية توضَع فيها المنظمة الدولية التي تعاني أساساً من أزمة مالية خانِقة، إذ إنه يمسّ أكثر من خمسة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين من الذين هجّر آباؤهم وأجدادهم من ديارهم في العام 1948.

القرار الرابع: قرار خفض المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية، حيث صادق الكونغرس الأميركي في23آذار/مارس2018 على قانون حجب المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية، في حال استمرت السلطة بدفع مُخصّصات الأسرى والشهداء. حيث قام ترامب بالتوقيع على القانون في نفس اليوم الذي صادق فيه الكونغرس على القرار.

إن سلسلة القرارات التي بدأ ترامب باتّخاذها منذ وصوله إلى البيت الأبيض، المدعومة من قِبَل بعض الدول العربية، تهدف إلى تمرير صفقة القرن، والضغط على الفلسطينيين للقبول بالمزيد من التنازلات لصالح إسرائيل.

وعلى إثر قرار ترامب نقْل السفارة الأميركية إلى القدس، تم عقد المجلس المركزي الفلسطيني في دورته ال 28 في منتصف كانون الثاني/يناير2018 بعد أربعين يوماً من القرار، الذي أعاد التأكيد على قراراته السابقة في الدورة الـ 27 لسنة 2015، وأكّد على قطع التنسيق الأمني وغيره من القرارات التي بقيت حبراً على ورق ولم يُطبّق منها أيّ قرار حتى اليوم. فلم تقم السلطة التنفيذية بتنفيذ ما تم اتّخاذه من قرارات، حيث اجتمعت اللجنة التنفيذية وكلّفت الحكومة بإعداد دراسة حول آليات تحديد العلاقة السياسية والأمنية والاقتصادية مع إسرائيل. مع العِلم أن اللجنة التنفيذية للمنظمة هي أعلى جهة تنفيذية، ويجب أن تتّخذ القرار وتُحيله للحكومة للتنفيذ وليس لإبداء الرأي. في الوقت الذي قامت فيه إسرائيل منذ إعلان ترامب باتّخاذ وتنفيذ أكثر من عشرات القرارات المصيرية، لم تُقدم القيادة الفلسطينية على تنفيذ قرار واحد لمواجهة قرار ترامب، ما فتح شهيّة الاحتلال لمواصلة المُصادقة على القرارات والتي سوف تتواصل في ظل الواقع الفلسطيني والعربي والعالمي الذي يشجّع إسرائيل على تصفية القضية الفلسطينية. فمتى ستُنفّذ السلطة قرارات المركزي، أم سوف يعقد المركزي في الدورة 29 سنة 2020 ليُعيد التأكيد على تنفيذ قرارات الدورات السابقة ؟

كما تمت الإشارة إليه سابقاً، بأن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أعلنت في 3شباط/فبراير2018، بأنها قرّرت تشكيل لجنة عُليا لتنفيذ قرارات المجلس المركزي، وهنا تنطبق مقولة "إذا أردت أن تقتل موضوعاً أو مشروعاً أحله إلى لجنة". إذا كان قرار منح القدس لإسرائيل لايستدعي وقف التنسيق الأمني، فما هو القرارالذي يمكن أن تتّخذه إسرائيل لتُقدم السلطة الفلسطينية على قطع التنسيق الأمني؟

فبدلاً من قطْع التنسيق الأمني، تمت زيادة وتيرته. وبدلاً من مقاطعة إسرائيل، ازدادت اللقاءات بين الطرفين، فقد التقى رئيس الوزراء رامي الحمد الله في 14شباط/ فبراير2018 مع مُنسّق الإدارة المدنية يؤاف بولي مردخاي. وفي 18شباط/فبراير2018 التقى الحمد الله، مع وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون. فكل هذه اللقاءات تتناقض مع ما تم اتّخاذه من قرارات.

وعلى المستوى العربي والإسلامي: فقد تم عقد العديد من الاجتماعات والقمم، وكان أولها اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في 9 كانون الأول/ديسمبر 2017، ومن ثم تم عقد الاجتماع الخامس لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في الأول من شباط/فبراير 2018 في دورة غير اعتيادية، وغيرها الكثير من الاجتماعات. حيث صدرعن هذه الاجتماعات العديد من المواقف والتصريحات التي لم تتعد الشجب والاستنكار الخجول، ولم ترتق أبداً إلى مستوى الحدث الذي اجتمعوا عدّة مرات من أجله، فلم يصدر عن كافة الاجتماعات والقمم قرار واحد بقطع العلاقات مع أميركا وإسرائيل على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي مثل إغلاق السفارات، ومُقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية، وإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية المُتعلّقة في الغاز والنفط على سبيل المثال.

أما خلف الكواليس، فقد اتّخذ البعض العربي وبالتحديد السعودية العديد من المواقف والمطالب الضاغِطة، فقد طالبوا الرئيس محمود عباس بالقبول بأبو ديس عاصمة فلسطين بدلاً من القدس، والموافقة على صفقة القرن التي تُنهي القضية الفلسطينية. بالإضافة إلى الضغط على حركات المقاومة الفلسطينية وبالتحديد على حركة حماس، فقط صرّح وزير خارجية السعودية في أكثر من مناسبة أن حركة حماس والجهاد الإسلامي حركات إرهابية ومُتطرّفة ولا تريد السلام، ودعا حركة حماس إلى الوقوف مع السلام والابتعاد عن إيران. وهذا ما أسعدَ إسرائيل حيث اقتبس مردخاي، في صفحته على الفيس بوك أقوال الجبير ونشر: إذا كان هذا هو أيضاً تعريف السعوديّين لحماس، فنحن متّفقون معهم. ويُذكر أن مصر والسعودية طالبتا وزير الخارجية الفلسطينية بعدم الطلب منهما الوقوف ضد أميركا، والأردن أعرب أن سوء الوضع الاقتصادي في المملكة يعود إلى الموقف الأردني من القدس. وفي ظلّ كل هذه القرارات التي تستهدف القدس والقضية الفلسطينية، وقّعت كل من مصر والأردن اتفاقيات شراء الغاز الفلسطيني المُغتصَب من إسرائيل.

عقل صلاح  كاتب فلسطيني وباحث مُختص بالحركات الأيديولوجية

الأحد, 08 نيسان/أبريل 2018 04:56

ترامب: حان وقت انسحابنا من سوريا

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، إن الوقت حان لانسحاب بلاده من سوريا.

وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي، إن "الولايات المتحدة أنفقت 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط".

وأشار أن "السعودية مهتمة جدا بقرارنا"، وقال "حسنا، إذا كانت الرياض ترغب ببقائنا في سوريا، فيجب عليها دفع تكاليف ذلك".

وأكد أن "تواجد قواتنا في سوريا مكلف للغاية بالنسبة إلينا، ويخدم مصالح دول أخرى أكثر مما يساعدنا".

وأضاف "أريد أن أعيد قواتنا إلى ديارها، أريد أن أبدأ بإعادة بناء أمتنا".

وأوضح ترامب: "مهمتنا الأساسية هناك هي التخلص من "داعش"، ولقد أنجزنا هذه المهمة تقريبا.. سنتخذ قرارا في وقت سريع جدا".

ويأتي حديث ترامب عن الخروج من سوريا، تأكيدا لما قاله في خطاب ألقاه الخميس الماضي في ولاية أوهايو.

وقال ترامب آنذاك أمام العشرات من أنصاره في أوهايو "سنخرج قريبا من سوريا".

وفي ديسمبر / كانون الأول الماضي، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بوجود ألفي جندي أمريكي في سوريا.

وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا مكونا من أكثر من 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل "داعش" في العراق وسوريا منذ قرابة 4 سنوات.

الأحد, 08 نيسان/أبريل 2018 04:15

الصحوة الفلسطينية...ميزان الحق والباطل

في الذكرى 42 ليوم الأرض في فلسطين، شهد هذا اليوم احتجاجات واسعة من الشعب الفلسطيني الذي نظّم مظاهرات سلمية هائلة جابت الضفة الغربية والقدس وغزة، كما شهد أيضاً قمعاً وحشيّاً وعنيفاً من قبل الكيان الصهيوني، فخلال اليومين الماضيين، قتلت الآلة العسكرية الصهيونية بدم بارد 16 متظاهراً (وهو عمل لم يسبق له مثيل منذ عام 2014) وأصابت المئات منهم في ظل صمت دولي وعربي.

وفي كل عام، يتظاهر الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية وغزة والقدس بذكرى استيلاء الصهاينة على آلاف الهكتارات من الأراضي الفلسطينية في الجليل في 30 مارس / آذار 1967. وينصبّ التركيز الرئيسي في هذه المسيرات على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى المدن والقرى التي طُردوا منها منذ تاريخ النكبة عام 1948. لكن احتجاجات الأمس كانت مختلفة إلى حد ما في طبيعتها، والسبب في ذلك يمكن ربطه في التطورات الأخيرة في المنطقة والتغيير في المعادلات الفلسطينية وخطة التطبيع العربية الإسرائيلية.

أثر نقل السفارة الأمريكية في تكثيف الاحتجاجات

بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته الجديدة لحل النزاع العربي "الإسرائيلي" حول فلسطين، والمعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي على إثرها تم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، انتفض الفلسطينيون من جديد في وجه الصهاينة واشتعلت المواجهات بينهم أكثر من ذي قبل، حيث يمثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بنظرهم اعترافاً بسيادة "إسرائيل" على هذه المدينة المهمة والاستراتيجية، وبعبارة أخرى نهاية الجهود الماضية لتشكيل دولة فلسطينية مستقلة.

وعلى الرغم من أن قضية نقل السفارة كانت موضع خلاف واسع النطاق على المستويين العالمي والإقليمي، إلا أن تل أبيب حاولت تحقيق أقصى استفادة من الدعاية والمنافع السياسية في محاولة لبث اليأس وفقدان الأمل في قلوب الشعب الفلسطيني بشأن إحياء حقوقه. ومن أجل تحقيق ذلك، كشف الصهاينة عن علاقاتهم السرية مع بعض الدول العربية كالسعودية والإمارات والبحرين، معلنين عن بداية عصر جديد من العلاقات بين "إسرائيل" والعرب، حيث عملوا سوياً على زيادة الضغوط على الفلسطينيين عبر ممارسة الضغط على حركة فتح، وقطع المساعدات المالية لبعض وكالات الإغاثة الفلسطينية (الأونروا) وكذلك تعليق المساعدات المالية الأمريكية للسلطة الفلسطينية في محاولة للضغط على الفلسطينيين للقبول بالعرض الأمريكي، ولكن على الرغم من كل هذه الضغوط، إلا أن المظاهرات الضخمة للشعب الفلسطيني في يوم الأرض كانت رسالة واضحة مفادها أنهم سيبقون على عهدهم للقدس وفلسطين.

نهاية الوساطة الأمريكية

بعد اتفاقية كامب ديفيد، حاولت العديد من الحكومات الأمريكية دائماً تصوير نفسها كشخصية وسطية بين العرب والكيان الإسرائيلي. لكن نتيجة هذه السياسة لم تكن مرضية للشعب الفلسطيني حتى الآن، لأن الإسرائيليين استوطنوا كل الأرض ولم يبقَ للفلسطينيين سوى 15% منها، بالإضافة إلى التهجير القسري للفلسطينيين من ارضهم الذي أدى إلى إخراج أكثر من 66% منهم من فلسطين أي ما يقارب 6 ملايين فلسطيني منتشرون في أنحاء البلدان العربية، وأمام هذه الوقائع كانت واشنطن تقف دائماً إلى جانب تل أبيب. لذلك، كانت إحدى رسائل الشعب الفلسطيني في مظاهرات يوم أمس موجهة إلى أمريكا، وموجهة إلى الداخل الفلسطيني بأن أمريكا كانت ولا تزال تقف إلى جانب العدو ولم تقدم أي شيء للشعب الفلسطيني، وهذا ظهر جلياً يوم أمس بعد جلسة مجلس الأمن المخصصة للأوضاع في فلسطين، حيث لم يستطع مندوب أمريكا إخفاء موقف واشنطن الداعم لجريمة الجندي الصهيوني ضد الفلسطينيين.

رسالة إلى الدول العربية

في السنوات الأخيرة، استسلم العرب تماماً للعدو الصهيوني ونسوا القضية الفلسطينية، وعلى النقيض من ذلك أخذ بعضهم يغيرون مواقفهم تجاه إسرائيل باعتبارها صديقاً وليست عدواً، وهذا بدا واضحاً من مواقف السعودية تجاه قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس حيث اكتفت بنقد شفهي، كما أنها لم تقم بأي إجراء عملي يمكن أن يساهم في توحيد الرأي العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، بل على العكس تماماً ذهب ولي عهدها محمد بن سلمان إلى واشنطن ليلتقي سراً برئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ليقول اليوم إن الإسرائيليين لديهم الحق في العيش على أرضهم.

ومن هذا المنطلق أظهرت الاحتجاجات الفلسطينية على مدى الأشهر القليلة الماضية، وخاصة احتجاجات اليومين الماضيين، أن المؤسسات والحركات الفلسطينية وصلت أخيراً إلى نتيجة مفادها أن الدول العربية وفي مقدمتها الدول التي وافقت على صفقة القرن لن تقدم ولن تأخر في المساعدة على حل قضيتهم، وأصبحوا على يقين بأنه يجب عليهم الاعتماد على أنفسهم لأنهم يمثلون خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية والرهان مكتوب عليهم، وباستطاعتهم اغتنام الفرصة من جديد وتحويل التهديد إلى انتصار كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في 8 ديسمبر 2017.

مستقبل الاحتجاجات الفلسطينية

من المتوقع أن تستمر المظاهرات، وستكون القاعدة الاجتماعية والسياسية لحركة المقاومة في فلسطين أقوى بكثير من ذي قبل لأن الشعب الفلسطيني يرى أن أراضيه في خطر، ولا يمكن مواجهة هذا الخطر بالوعود بتقديم مساعدات مالية أو بالتهديد بالتوقف عن تقديم المساعدة المالية، بل يجب على الشعب الفلسطيني أن يتوحد أكثر من ذي قبل وأن ينبذ الفرقة والتفرقة التي يحاول الصهيوني بثّها فيما بينهم، كمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله المحسوب على حركة فتح، في غزة واتهام حماس بالعملية، لأنها الوحيدة القادرة اليوم على الوقوف أمام ما تقوم به الإدارة الأمريكية والصهيونية، وأمام ما يقوم به محمد بن سلمان من تطبيع علني مع العدو الصهيوني، كما أن استمرار هذه النهضة سيكتب لها النجاح وستكون أكبر انتصار يحققه الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 48 لأنها ستعيد تصويب بوصلة العرب نحو القدس وستعيد الصراع إلى سابق عهده صراع بين العرب و"إسرائيل" وليس كما يريده الغرب صراع فلسطيني "إسرائيلي"

شخصية السيدة سكينة(عليها السلام)

اسمها - على المشهور - أميمة، وقيل: آمنة، ولقّبت بسكينة([1])، أبوها الإمام أبو عبد الله الحسين(ع) سبط رسول الله، وسيد شباب أهل الجنة، والإمام إن قام وإن قعد، وأمها - بالاتفاق - الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعية([2])، المرأة الوفية للحسين، والتي لم تبق بعد واقعة الطف إلا عاماً - على الأغلب - ثم ماتت حزناً وكمداً على زوجها وإمامها، وقد هبّ لخطبتها أجلاء العرب وشيوخهم، فكانت تقول لبني هاشم:

والله لا أبتغي صهراً بصهركم

 

حتى أوسد بين الرمل والطين([3])

وكانت في ذلك العام الذي عاشته بعد الحسين باكية حزينة، حتى أنها اقتلعت سقف بيتها وبقيت تحت حرارة الشمس، ولما كانت تسألها زينب(عليها السلام) عن فعلها هذا، تقول: كيف أستظل بظل وبعيني رأيت جسد الحسين تصهره رمضاء كربلاء([4]).

ترعرعت سكينة(عليها السلام)  في حجر هذه الأم، وتغذّت من فكر الحسين، وارتشفت من أخلاقه وعلمه وقداسته، حتى أن الحسين(ع)  كان شغفاً بها وبأمها، لما وجده فيهما من الإخلاص والإيمان والفضيلة، وقد قال فيهما؛ - على ما رواه البعض -:

لعمري إنني أحب داراً

 

تكون بها سكـينة والرباب

أحبهما وأبذل جلّ مالي

 

وليس لعاتب عندي عتاب([5])

وكان هذا الحب قد أوجد روابط الإيمان والتعلّق بالله تعالى في نفس سكينة، حتى بلغت من التقوى والانقطاع مبلغاً جعلت الحسين(ع)  يعرض عن زواجها لمّا خُطبت؛ لأنها لا تصلح إلا للانقطاع والتبتل، حيث قال (ع) : «أما سكينة فغلب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح للرجال»([6])، وقيل تزوّجها مصعب بن الزبير وذكر لها صاحب كتاب الأغاني أزواجاً أخر([7]).

وقد ذكر جميع المؤرخين أنها (عليها السلام)  كانت قد خرجت مع أبيها الحسين إلى كربلاء ورأت بأم عينها مقتل أبيها وأعمامها وإخوتها، وكانت صابرة محتسبة، كما أنها آخر
من ودعت الحسين(ع)  في حملته الأخيرة والتي نادى فيها: «يا سكينة يا فاطمة يا زينب (يا أم كلثوم) عليكنّ مني السلام»، فنادته سكينة: يا أبه استسلمت للموت؟ فقال: «كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين»، فقالت: يا أبه ردّنا إلى حرم جدنا، فقال (ع): «هيهات لو ترك القطا لنام»، فتصارخن النساء، ثم أقبل على أخته زينب، وقال لها: «أوصيك يا أخية بنفسك خيراً، وإني بارز إلى هؤلاء القوم». فأقبلت سكينة وهي صارخة، وكان يحبها حباً شديداً، فضمّها إلى صدره ومسح دموعها، وقال:

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي

 

منك البـكاء إذا الحمام دهاني
ما دام مني الـروح في جثماني
تأتينه يا خيـرة النّسوان([8])

وبعد مقتل الحسين(ع)  تحمّلت مرارة السبي من أرض الطف إلى الكوفة، ومنها إلى الشام، ولشدة ما كانت عليه من الصون والحجاب، لما دخلوا الشام قالت لسهل بن سعد الساعدي (صاحب رسول الله(ص): قل لصاحب هذا الرأس - أي حامل رأس الحسين - أن يقدم الرأس أمامنا حتى ينشغل الناس بالنظر إليه، ولا ينظروا إلى حرم رسول الله(ص)([9]).

رجعت مع الإمام زين العابدين ونساء العترة إلى المدينة، وبقيت فيها عابدة زاهدة، كان قد غمرها الحزن على أبيها وأهلها حتى أدركتها الوفاة، في يوم الخميس (5 ربيع الأول سنة 117هـ)، ودفنت في المدينة([10]).

 

 

([1]) أعيان الشيعة 3: 491، نقله عن الكثير من المؤرخين، والأغاني لأبي الفجر الأصفهاني 14: 166.

([2]) نفس المهموم: 528.

([3]) الأغاني 14: 160، نقله عنه في نفس المهموم: 528.

([4]) الكامل في التاريخ، لابن الأثير 4: 88.

([5]) مقاتل الطالبيين: 90.

([6]) إسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار): 21.

([7]) راجع أعيان الشيعة 3: 492 وكتاب الأغاني 16: 99.

([8]) منتخب الطريحي: 316، ونفس المهموم: 346.

([9]) بحار الأنوار 10: 223.

([10]) أعيان الشيعة 3: 492، ونفس المهموم: 530.

موفد إلى قمة أنقرة الثلاثية بين رؤساء تركيا وإيران وروسيا يفيد بأن رؤساء تركيا وإيران وروسيا سيؤكدون التزامهم بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، والبحث في إجراءات جديدة لتثبيت نظام التهدئة فيها بالإضافة إلى معالجة مسألة الخروقات في مناطق خفض التصعيد الثلاث، النووي، بالتزامن مع تصريحات لمساعد بوتين مؤداها أن زعماء الدول الثلاث خلال قمة أنقرة يضبطون المواقف لتنفيذ قرار مجلس الأمن لوقف النار بسوريا.

أفاد موفد الميادين إلى قمة أنقرة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني سوف يستعرضان ملفات العلاقات الثنائية ويتبادلان وجهات النظر حول قضايا الساعة في لقاء بينهما على هامش القمة الثلاثية في أنقرة التي من أولوياتها الإصلاح الدستوري في سوريا، والبحث في إجراءات جديدة لتثبيت نظام التهدئة فيها بالإضافة إلى معالجة مسألة الخروقات في مناطق خفض التصعيد الثلاث.

كما لفت إلى أن رؤساء تركيا وإيران وروسيا سيؤكدون التزامهم بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها.

وقال موفدنا إن بوتين سيؤكد لروحاني التزام موسكو التام بالاتفاق النووي مع إيران.

وقال إن بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيضعان عن بعد عبر الفيديو حجر الأساس في مشروع محطة أكويو الكهرذرية.

وتأتي قمة أنقرة الثلاثية بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا ضمن إطار محادثات أستانة واستكمالاً للمفاوضات والتعاون الثلاثي حول سوريا والتي كان آخرها مؤتمر سوتشي في روسيا.

وكان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية التركية، أعلن في 31 آذار/ مارس الماضي أن العاصمة أنقرة ستحتضن في 4 نيسان/ ابريل المقبل قمة ثلاثية بين رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني وذلك لمناقشة الأزمة السورية.

بالتزامن، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن بلاده تعوّل على بحث إمكانية لقاء بوتين وترامب نظراً لضرورته.

وقال إن زعماء روسيا وتركيا وايران خلال قمة أنقرة يضبطون المواقف لتنفيذ قرار مجلس الأمن لوقف النار بسوريا.

وحول الاتفاق النووي أضاف أوشاكوف إن استثمارات الشركات الروسية في تطوير حقول إيران تقيّم بـ 50 مليار دولار، لافتاً إلى أن المهمة الرئيسية لروسيا تتمثل بالحفاظ على الإتفاق النووي الإيراني.

وتابع قوله إن سوريا تنفّذ التزاماتها في الإتفاق النووي وهذا ما تؤكده الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي سياق متصل قال الكرملين اليوم الإثنين إن نقاشات للإعداد والتخطيط لقمة مقترحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب لم تعقد بعد منذ أن اقترح ترامب عقد الاجتماع خلال محادثة هاتفية في 20 آذار/ مارس.

وقال أوشاكوف إن "في ضوء تلك الأحداث من الصعب مناقشة احتمال عقد قمة".

الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر تعلن فوز عبد الفتاح السيسي رسمياً بفترة رئاسية ثانية، بأغلبية 97% من الأصوات، وبنسبة مشاركة بلغت 41%، ورئيسها يقول إنها لم تتلقَ أي طعون من مرشحي الرئاسة ما دفعها لإعلان السيسي رئيساً.

تعهّد الرئيس عبد الفتاح السيسي، للشعب المصري، بأن يظل على عهده معه، وذلك بعد إعلان فوزه في انتخابات الرئاسة.

وقال "السيسي"، في كلمته للشعب المصري، عقب فوزه بولاية رئاسية ثانية، مساء الاثنين، "أعدكم أن أظل على عهدي معكم، غير مدخرًا لجهد من أجل رفعة وطننا العظيم، ساعيًا لبناء مؤسساته بكل ما أؤتيت من قوة وعزيمة، عاقدًا العزم على تحقيق التنمية".

وأضاف "أعدكم بأن أعمل لكل المصريين دون تمييز من أي نوع، فمن أعطاني ثقته لا يختلف أبدًا عمن فعل غير ذلك"، متابعًا: "مصر تسع كل المصريين، طالما أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية.

وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر فوز عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية ثانية تستمر حتى 2022، بأغلبية 97% من أصوات الناخبين، وأفادت أن "نسبة الإقبال في الانتخابات الرئاسية بلغت 41%"

وقال رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مؤتمر صحفي إن "الانتخابات الرئاسية شهدت تصويت 157 ألف و60 ناخباً في الخارج، و24 مليون و97 ألف و92 ناخباً، بنسبة 41.5%"، لافتاً إلى أن "السيسي تمكن من الفوز في الانتخابات، بعدما حصد 21 مليون و835 ألف 837 بنسبة 97.08% من الأصوات الصحيحة".

وأضاف أن "ما حصل عليه منافسه موسى مصطفى موسى كان أكثر من 665 ألف بنسبة 2.92%".

وأشارت الهيئة أنها لم تتلق أي طعون من مرشحي الرئاسة، وهو ما دفعها للإعلان عن السيسي رئيساً للجمهورية.

وفور إعلان النتائج الرسمية قال البيت الأبيض في بيان له إن الرئيس ترامب هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على إعادة انتخابه، مؤكداً أن الطرفين "أكدا  على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر والنهوض بهذه الشراكة والتصدي للتحديات المشتركة".

وكانت الانتخابات الرئاسية المصرية قد انطلقت في 26 آذار/ مارس واستمرت 3 أيام، وتنافس خلالها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى.

وكانت النتائج الأولية لفرز الأصوات في المحافظات قد توقعت تقدّماً كبيراً للسيسي على حساب منافسه، وكان السيسي قد علّق على الأمر بالقول إن "أصوات المصريين ستظلّ شاهدة على أنّ إرادتهم تفرض نفسها بقوة لا تعرف الضعف"، واصفاً عبر حسابه على فيسبوك عملية التصويت بـ "الدليل الدامغ على عظمة الأمة المصرية".

وكانت وسائل الإعلام المحلية قد قالت إنّ "أهمية الانتخابات تكمن في إيصال رسالة بأن مصر تستعيد قوتها في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية".

ويحق لأكثر من 59 مليون مصري الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية.

أقر مجلس النواب (البرلمان) المصري، الإثنين، نهائيًا، قانون إنشاء المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف.

وأوضح البرلمان، في بيان ، أنه "وافق بصفة نهائية اليوم في جلسة عامة، على مشروع القانون المقدم من الحكومة، بأغلبية الثلثين (لم يحدد العدد) من نواب البرلمان (596 عضوًا)، باعتباره من القوانين المكملة للدستور".

ووفق القانون المصري، ينتظر القانون عقب الموافقة البرلمانية النهائية أن يحال لرئيس الدولة للتصديق عليه أو الرفض، ولم يرفض الرئيس عبد الفتاح السيسي قوانين من قبل.

وبحسب البيان فإن مشروع القانون يهدف إلى "حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره وتعزيز القدرات لمواجهة الإرهاب باعتباره تهديداً للوطن والمواطنين مع حماية الحقوق والحريات".

ويشكل المجلس برئاسة رئيس الجمهورية وعضوية 21 مسؤولًا أبرزهم: رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء وشيخ الأزهر وبابا الإسكندرية ووزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، ورئيس المخابرات العامة، ومن بينهم 3 شخصيات يختارهم الرئيس، وفق المصدر ذاته.

وينعقد المجلس الجديد بدعوة من رئيسه مرة كل شهرين وكلما دعت الضرورة لذلك.

ويقضي القانون بإلغاء قرار رئيس الجمهورية، العام الماضي، بشأن إنشاء المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف، ليَحِلْ محله المجلس الجديد، الذي يهدف إلى العمل على وضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليًا وخارجيًا كل 5 سنوات.

وأعلن السيسي نيته تشكيل المجلس (القديم)، عقب عمليتين إرهابيتين ضد كنيستين شمالي البلاد يوم 9 أبريل / نيسان 2017 أسفرتا عن مقتل وإصابة العشرات، قبل أن يشكله فعليًا في يوليو/ تموز من العام ذاته.

وشهدت مصر، خلال السنوات الأربع الماضية "هجمات إرهابية" طالت دور عبادة ومدنيين وقوات شرطة وجيش بعدة مناطق لا سيما شمال سيناء.

كما تشهد مصر حاليًا تنفيذ قوات الجيش والشرطة خطة "المجابهة الشاملة"، التي انطلقت 9 فبراير/ شباط الماضي تحت عنوان "سيناء 2018"، وتستهدف مواجهة مسلحين بسيناء (شمال شرق) ودلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، دون تحديد مدة العملية.

وانطلقت العملية العسكرية الأحدث في ظل حالة الطوارئ التي بدأت في أبريل/نيسان2017، وتم تجديدها للمرة الثالثة 13 يناير/كانون الثاني الماضي لمدة 3 شهور تنتهي خلال أيام.

فقد ذكر المؤرخون والمفسرون، في سبب تحويل القبلة أن النبي(ص) حين قدم المدينة كان يتوجه إلى بيت المقدس([1])، حين عبادته ما كان يفعل ذلك طوال وجوده في مكة فصار اليهود يعيّرونه، ويقولون: أنت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا، أو كانوا يقولون: تخالفنا يا محمد في ديننا وتتبع قبلتنا([2]).

فشق هذا الكلام على رسول الله (ص)  واغتم من ذلك غماً شديداً، وكان قد وعده الله تعالى سابقاً بتحويل القبلة، فخرج في جوف الليل يقلّب وجهه في السماء، ينتظر أمر الله تعالى في ذلك، وأن يكرمه بقبلة تختص به، فلما أصبح وحضرت صلاة الظهر - وقيل العصر - وكان في مسجد بني سالم([3])، صلى النبي بأصحابه ركعتين، فنزل جبرئيل، فأخذ بعضديه فحوله إلى الكعبة، فاستدارت الصفوف خلفه، فأنزل الله عليه: «قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ»   ([4]).

فصلى ركعتين إلى الكعبة، فقالت اليهود - الذين شقّ عليهم ذلك - والسفهاء ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها([5]) وإلى هذا أشار قوله تعالى:«  وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاّ لِنَعْلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلَىَ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاّ عَلَى الّذِينَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَءُوفٌ رّحِيمٌ»   ([6]).

وقد سئل الإمام العسكري(ع) عن سبب تحويل القبلة فأجاب: إن هوى أهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله أن يبين متبع محمد من مخالفه باتباع القبلة التي كرهها ومحمد يأمر بها، ولما كان هوى أهل المدينة في بيت المقدس، أمرهم بمخالفتها والتوجه إلى الكعبة، ليبين من يتبع محمداً فيما يكرهه، فهو مصدقه وموافقه..([7]).

إن الكعبة التي رفعت قواعدها على يدي بطل التوحيد وناشر لوائه النبي العظيم (إبراهيم الخليل (ع)  كانت موضع احترام وتقديس من المجتمع العربي، فقد كان العرب يحبون الكعبة ويعظمونها غاية التعظيم على ما هم عليه من الشرك والفساد، فكان اتخاذه قبلة من شأنه كسب رضا العرب، واستمالة قلوبهم، وترغيبهم في الإسلام تمهيداً لاعتناق دين التوحيد ونبذ الأوثان والأصنام.

وأيضاً كان تغيير القبلة واحداً من مظاهر الابتعاد عن اليهود واجتنابهم.

 

 

([1]) إذن بيت المقدس أو مسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين ولازال يحظى بقداسة عندهم وهو ثالث المساجد الذي يستحب شد الرحال إليه وهو اليوم تحت احتلال واغتصاب الصهاينة المجرمين القادمين من أنحاء العالم ونسأل الله أن يأتي ذلك اليوم الذي يتحرر من أيدي الغاصبين ليستطيع المسلمون أن يزوره ويتعبدوا فيه.

([2]) مجمع البيان 1: 255.

([3]) وقد اشتهر هذا المسجد اليوم بمسجد ذي القبلتين وهو من المساجد العامرة التي يقصدها الزوار.

([4]) البقرة: الآية 144.

([5]) بحار الأنوار 19: 114، و195، و202، وإعلام الورى: 71، وتفسير القمي 1: 63.

([6]) البقرة: الآية 143.

([7]) بحار الأنوار 19: 197، وتفسير الميزان 1: 333.

السبت, 16 آذار/مارس 2019 06:06

الأيام البيض (13-14-15 من كل شهر)

عن الإمام الصادق(ع) : «أعطيت هذه الأمة ثلاثة أشهر لم يعطها أحد من الأمم؛ رجب وشعبان وشهر رمضان، وثلاث ليال لم يعطى أحد مثلها؛ ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة وليلة خمس عشرة، من كل شهر»([1]).

فضل صيام هذه الأيام

 وعن الإمام الصادق(ع) : «من صام أيام البيض من رجب كتب الله له بكلّ يوم صيام سنة وقيامها ووقف يوم القيامة موقف الآمنين»([2]). وفي الرواية أنه قال آدم(ع): «يا ربّ أخبرني بأحبّ الأيام إليك وأحبّ الأوقات، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا آدم أحبّ الأوقات إليّ يوم النصف من رجب، يا آدم تقرّب إليّ يوم النصف من رجب بقربان وضيافة و صيام ودعاء واستغفار»([3]).

أعمال يوم النصف من رجب

1- الغسل.

2- زيارة الإمام الحسين(ع) .

3- صلاة سلمان: يصلي منها في هذا اليوم عشر ركعات يسلم بعد كل ركعتين، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، و «ُلْ هُوَ اللهُ أَحَد» ٌ([4]) ثلاث مرات، و«قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ» ([5]) ثلاث مرات.

فإذا سلّم رفع يديه وقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً».

4- أن يصلي أربع ركعات يقرأ فيها ما يشاء ويسلم بعد كل ركعتين، فإذا سلّم بسط يديه، وقال الدعاء التالي: «اللهم يا مذلّ كلّ جبّار، ويا معزّ المؤمنين أنت كافي..».

5- أن يقرأ بعد صلاتي الظهر والعصر، الحمد (مائة مرة)، وسورة الإخلاص (مائة مرة)، وآية الكرسي (عشر مرات)، ثم يقرأ بعد ذلك سورة الأنعام، وبني إسرائيل، والكهف، ولقمان، ويس، والصافات، وحم السجدة، وحم عسق، وحم الدخان، والفتح، والواقعة، والملك، ون، و«إِذَا السّمَآءُ انشَقّتْ»  ([6])، وما بعدها إلى آخر القرآن.

6- قراءة دعاء أم داوود.

وغيرها من الأعمال، عليك بمراجعة مفاتيح الجنان للإطلاع عليها.

 

 

([1]) وسائل الشيعة 8: 24 باب استحباب صلاة الليالي البيض، وإقبال الأعمال 655.

([2]) الإقبال 656.

([3]) الإقبال: 657.

([4]) سورة التوحيد: الآية 1.

([5]) سورة الكافرون: الآية 1.

([6]) سورة الانشقاق: الآية 1.