
Super User
وفاة شيخ الأبطح أبي طالب(ع) (26/ رجب/ السنة 10 للبعثة)
كان شيخ البطحاء أبو طالب(ع) الدرع الواقية لرسول الله(ص) منذ بزوغ شمس الرسالة إلى يوم قبضه الله إليه، حيث وقف كالسدّ المنيع يحول بين الوثنية - وهي القوّة التي كانت حينذاك تمسك بمقدّرات مكة - وبين تحقيق أهدافها في وأد الرسالة السماوية والدعوة إليها.
وله في هذا السبيل مواقف مشهورة تفوق الإحصاء، فلقد كان المحامي والناصر لرسول الله(ص) ، وحدب عليه منذ طفولته، وقد نصره بيده ولسانه، وواجه المصاعب الكبيرة، والمشاق العظيمة في سبيل الدفع عنه، والذود عن دينه ورسالته.
وهو الذي كان يقدمه على أولاده جميعاً، وقد أرجعه بنفسه من بصرى الشام إلى مكة، لما أخرجه في تجارته، وحذّره الراهب بحيرى من اليهود بعدما علم عن مستقبله([1])، وهو الذي رضي بعداء قريش بأجمعها له، وبمعاناة الجوع والفقر والنبذ الاجتماعي، ورأى الأطفال - أطفال بني هاشم - يتضوّرون جوعاً، حتى اقتاتوا ورق الشجر في الشِعب والحصار، بل لقد عبّر صراحة أنه على استعداد لأن يخوض حرباً طاحنة، تأكل الأخضر واليابس، ولا يسلم محمداً لهم، ولا يمنعه من الدعوة إلى الله، بل لا يطلب على الأقل منه ذلك.
وهو الذي وقف ذلك الموقف البطولي من جبابرة قريش وصناديدها حينما جاءه
النبي (ص) وقد ألقت عليه قريش سلا ناقة، فأخذ أبو طالب سيفه، وأمر حمزة أن يأخذ السلاء، وتوجه إلى القوم، فلما رأوه مقبلاً عرفوا الشّر في وجهه، ثم أمر حمزة أن يلطخ سِبالهم واحداً واحداً، ففعل، والقوم دون حراك([2]).
وفي الشعب كان يحرس النبي بنفسه في الليل، ويأمر جميع بني هاشم بتوالي حراسته في النهار، وكان ينقله من مكان إلى آخر، ويجعل ولده علياً في موضع النبي، أو جعفراً أو غيره، حتى إذا كان أمر أصيب ولده دونه([3]).
وكان يدفع قريشاً عنه باللين تارة، وبالشدة أخرى، وينظم الشعر السياسي والديني ليحرك العواطف، ويدفع النوازل، ويهيئ الأجواء لإعلاء كلمة الله ونشر دينه، وحماية أتباعه.
ولقد افتقد النبي(ص) مرة، فبحث عنه - وكان ذلك عندما أسري بالنبي(ص) - فلم يجده فجمع ولده ومواليه، وسلّم إلى كل رجل منهم مُدية، وأمرهم أن يباكروا الكعبة، فيجلس كل رجل منهم إلى جانب رجل من قريش ممن كان يجلس بفناء الكعبة، وهم يومئذٍ سادات أهل البطحاء، فإن أصبح ولم يعرف للنبي(ص) خبراً، أو سمع فيه سوءاً، أومأ إليهم بقتل القوم، ففعلوا ذلك، فأقبل رسول الله(ص) إلى المسجد مع طلوع الشمس([4]).
وواضح أن الإلمام بكل مواقف أبي طالب(ع) وتضحياته الجسام يحتاج إلى وقت طويل، وجهد بليغ، لكنه (ع) قد ختم كل هذه التضحيات بوصيته لبني هاشم بحمايته والذود عنه([5])، ووقف ذلك القلب الكبير، والمؤمن العظيم في السنة العاشرة للبعثة، ففقد النبي(ص) بفقده نصيراً قوياً، وعزيزاً وفياً، وسداً منيعاً بوجه كل أعدائه، ولعظيم الخطب، وجليل المصاب أطلق على العام الذي توفي فيه، هو وخديجة (عام الحزن).
منزلة أبي طالب ومقامه:
لأبي طالب(ع) منزلة عظيمة في الإسلام، وقد ورد عن الأئمة العظام أحاديث كثيرة بعلو قدره، وإليك بعضها:
عن أبي عبد الله الصادق(ع) أن رسول الله (ص) قال: «إن أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الكفر، فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين»([6]).
وعن الإمام الحسين(ع) ، عن أمير المؤمنين(ع) : «أنه كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله، وأبوك معذّب في النار. فقال له: مه فضّ الله فاك، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله. أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟! والذي بعث محمداً بالحق، إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن ونور الحسين ونور ولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا..»([7]).
وعن أبي بصير ليث المرادي قال: قال الباقر(ع) : «.. والله إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفّة ميزان، وإيمان هذا الخلق في كفّه ميزان لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم»([8]).
إيمان أبي طالب(ع)
من المؤسف حقاً أن يقع الكلام - بعد الموجز الذي قدمناه في جهاده ونصرته لدين الله ونبيه (ص) - بين المسلمين في إيمان أبي طالب(ع) ، أفلا ينبئ جهاده عن إسلامه، ونصرته عن شدة اعتقاده؟ أوليس سلوك المرء حاكياً عن ما جُبلت عليه نفسه، علاوة على التصريحات البليغة والواضحة التي سبكها أبو طالب في قوالب شعرية تمثل إيمانه واعتقاده، وإليك غيضاً من فيض منها:
قال (سلام الله عليه) في رسالة أرسلها إلى النجاشي يحثّه على حسن جوار من هاجر إليه من المسلمين:
ليعلمْْ خيار الناس أنّ محمداً |
|
وزيرٌ([9]) لموسى والمسيح ابن مريم
|
أتـانا بهديٍ مثل ما أتيا به |
|
فكـل بأمر الله يهدي ويعصم |
وقال مخاطباً النبي (ص):
والله لن يصلوا إليك بجمعهم |
|
حتى أوسَّد في التراب دفينا |
قال الثعلبي بعد نقل هذه الأبيات: وقد اتفق على صحّة نقل هذه الأبيات عن أبي طالب: مقاتل، وعبد الله بن العباس، والقسم بن محضرة، وعطاء بن دينار([12]).
وأشعاره كثيرة جداً، ومعظمها صريح في إيمانه وإسلامه، وبيان لكون نصرته عن عقيدة وإيمان، لا عن حمية نسب - كما يدعيه البعض -.
وبعد هذا تسقط جميع المرويات التي رواها العامة عن كفر أبي طالب، وأنه في ضحضاح في النار([13])، وللإطلاع على كل ذلك راجع (الغدير) للعلامة الأميني: ج7/444-550، (والصحيح من سيرة النبي الأعظم: 3/228 - 259)، و(إيمان أبي طالب)، للشيخ المفيد.
([1]) تاريخ ابن عساكر 1: 269-272.
([2]) السيرة الحلبية 1: 291- 292، وسيرة دحلان 1: 202 وبحاشية السيرة الحلبية.
([3]) البداية والنهاية 3: 84، ودلائل النبوة: للبيهقي 2: 312، وتاريخ الإسلام 2: 104-141.
([4]) تاريخ اليعقوبي 2: 62، ومنية الراغب: 75.
([5]) تاريخ الخميس 1: 339، وأسنى المطالب: 5، والسيرة الحلبية 1: 375.
([6]) شرح النهج لابن أبي الحديد 14: 70.
([9]) نقل المحدث القمي في منتهى الآمال، عن قصص الأنبياء للراوندي، وإعلام الورى بدل (وزير) (نبي) ويُمكن أن يكون المراد من الوزير - على فرض ورودها في شعره- التالي.
([10]) نقلها في مستدرك الحاكم 2: 623، والمصادر السابقة.
([11]) تاريخ ابن كثير 3: 42، وفتح الباري 7: 153، والإصابة 4: 116، وشرح ابن أبي الحديد 3: 306.
8 ومضات براقة حول الحياة الزوجية
الومضة 1: بإجراء صيغة العقد وقبول ميثاق الزواج، فإنّ الفتاة والشاب اللَّذين كانا أجنبيين بالأمس يصبحان اليوم زوجاً وزوجة. تأتلف أسرة جديدة، وتنمو خلية جديدة في جسد المجتمع الإنساني.
الومضة 2: إنّ الزوج والزوجة متساويان ومتناظران في الجوهر الإنساني والروح الإلهية في نظر الخالق الحكيم، وسهم كل منهما من الحقيقة البشرية هو بنفس المقدار، إلاّ أن الحكمة الإلهية وضعت هذا الجوهر الملكوتي في صدفين أرضيين متفاوتين، وبناءين متمايزين ومحتاجين إلى بعضهما.
الومضة 3: هذه الزوجية هي القانون الشامل والسنَّة الجامعة والجميلة التي تحكم على خلق هذا العالم، والزواج هو أحد أروع علامات جمال معمار الوجود، يعني اتصال عمودين لتشييد بناء الأُسرة، واتصال كفّتين لإعداد ميزان الحياة الإنسانية.
الومضة 4: كنا نشاهد أحياناً الرجل يعتبر المرأة مخلوقاً من الدرجة الثانية، إلاّ أنه لا يوجد مخلوق من الدرجة الثانية، فكلاهما متماثلان ولكل منهما حق المساواة في أمور الحياة، إلاّ في الموارد التي فرَّق الله تعالى فيها بين الرجل والمرأة، والتي هي لمصلحة معينة وليست بنفع الرجل وبضرر المرأة، فلابد أن يعيشا في البيت مثل شريكين ورفيقين.
الومضة 5: الإسلام يعتبر الرجل قوّاماً والمرأة ريحانة، وليس هذا تجرّؤاً على الرجل ولا على المرأة، ولا تضييعاً لحق المرأة، ولا تضييعاً لحق الرجل، بل الرؤية الصحيحة لطبيعة كل منهما.
الومضة 6: إنّ ميزانهما متساوٍ، أي عندما نضع الجنس اللَّطيف الجميل ومانح السكينة والجمال المعنوي لمحيط الحياة في كفة، ونضع صاحب الإدارة والعمل والمعتمد والمتحرك وملاذ المرأة في الكفّة الأخرى للميزان، تتساوى هاتان الكفتان، ليس ذاك راجحاً على هذا، ولا هذا راجحاً على ذاك.
الومضة 7: يتبع البعض مسلكاً خاطئاً، وليس هذا خاصاً بالنساء، فبعض الرجال أيضاً يقولون: تعالوا لنتبادل ما في كفّتي الميزان، نبدل دور المرأة والرجل، وإذا فعلنا ذلك ما هي النتيجة؟ لن نجني سوى الخطأ وإتلاف البستان الذي بُني على الجمال والإحسان، لا نحصد شيئاً غير ذلك، تنقطع المنافع المطلوبة منهما، وتنتشر اللامبالاة في محيط الأُسرة، ويفقد تودُّد كل من الرجل والمرأة إلى الآخر، وتضيع كلُّ تلك المحبة والعشق الذي هو أساس كل شيء.
الومضة 8: قد يحدث أحياناً أن يأخذ الرجل دور المرأة في البيت، وتصبح المرأة هي الحاكم المطلق تتأمّر على الرجل، إفعل هذا ولا تفعل ذلك، والرجل يسلم لها خانعاً، رجل كهذا لا يصلح ملاذاً للمرأة، فهي بحاجة إلى ملاذ قوي وأحياناً يجبر الرجل المرأة على أشياء من قبيل التبضُّع للمنزل والتعامل مع المراجعين، لماذا؟ لأنه مشغول وليس لديه وقت، فالملاك هو عدم وجود الوقت الكافي، فيقول: الآن يجب أن أذهب إلى الدائرة، يجب أن أذهب إلى العمل، فعلى الزوجة أن تقوم بهذه الأعمال، أي يوكل الأعمال الثقيلة والمملّة إلى الزوجة، وطبعاً يمكن أن تنشغل بها بضعة أيام إلاّ أنه ليس عملها.
* من كلام الإمام الخامنئي (حفظه المولى)
وقت نزول القرآن وموعد البعثة النبوية
قد يسأل سائل هذا السؤال: إذا كان القرآن قد نزل في شهر رمضان فكيف تكون البعثة النبوية في شهر رجب؟
يمكن أن يُجاب عنه بما يلي:
أولاً: إن هناك ما يدل على نزول القرآن إلى اللوح المحفوظ.. ثم هناك ما يدل على نزوله إلى السماء الدنيا، ثم سورةً سورة، ثم صارت تنزل الآيات تدريجاً.. وعلى هذا فيمكن القول بأن النزول الدفعي للقرآن قد كان في شهر رمضان، وفي ليلة مباركة، هي ليلة القدر. ثم بدأ في السابع والعشرين من شهر رجب ينزل سورةً سورة، وتدريجاً..
ثانياً: بالنسبة إلى البعثة في شهر رجب نقول: إنه لا يجب أن تكون البعثة مقترنة بنزول القرآن، فيمكن أن يبعثه الله في شهر رجب، ثم يبدأ نزول القرآن بعد شهر، أو شهور، أو أكثر، أو أقل، لأن البعثة هي مجرّد أن يُخبر جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله بأنه نبيّ، وقد يخبره بذلك منذ صغره، كما كان الحال بالنسبة للنبي عيسى عليه السلام، حيث قال فور ولادته: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)[1].. وكل فضيلة ثبتت لنبي من الأنبياء، فهي ثابتة لنبينا صلى الله عليه وآله، كما دلت عليه الروايات.. وقد يكون المراد من البعثة، هو بعثته كرسول وهي تتحقق بإخباره ولو في آخر حياته.. بأنه مبعوث إلى قومه، أو إلى البشرية كلها.. ولا يحتاج ذلك إلى نزول قرآن.. وفي هذه الحال قد يكون القرآن قد نزل عليه قبل ذلك بسنوات.. كما أن من الممكن أن ينزل القرآن على النبي صلى الله عليه وآله مذ كان نبياً أي منذ صغره، أو بعد ذلك بسنة أو بسنوات..
وثالثاً: إن الأوضح والأقرب في موضوع النزول الدفعي والتدريجي للقرآن هو: أن القرآن قد نزل دفعةً واحدة على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكنّه لم يؤمَر بتبليغه، ثم صارت السورة، ثم الآيات تنزل تدريجاً بحسب المناسبات.. وربّما يُستأنَس لهذا الرأي ببعض الشواهد مثل ما ورد في رواية المفضّل، عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «أعطاه الله القرآن في شهر رمضان، وكان لا يبلِّغه إلا في وقت استحقاق الخطاب، ولا يؤدّيه إلا في وقت أمر ونهي الخ..»[2].
رابعاً: إن النبيّ كان نبياً منذ صغره، أو قبل ذلك، فقد رُوي عنه أنه قال: «كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد»[3]. فلا مانع من أن يكون القرآن قد نزل عليه منذ بدء نبوَّته، ثم صار ينزل عليه صلى الله عليه وآله نجوماً بعد أن بلغ الأربعين، لكي يبلّغه للناس.
* السيد جعفر مرتضى العاملي - بتصرّف
[1] - سورة مريم الآية 30 .
[2] - البحار ج 89 ص 38 .
[3] - كتاب التاج ج 3 ص 229 .
من الواجبات التربويّة للأبوين تجاه الأبناء
يحتاج الأبناء في مراحلهم الأولى إلى رعاية ومتابعة حثيثة من الآباء. فتشكل البنية الأخلاقية والسلوكية عند الأبناء يعتمد في أغلبه على هذه الفترة الأولى الحساسة من أعمارهم. والعوامل التربوية، التي تساهم في تشكيل هذه البنية والتي سيكون لها الأثر في تحديد مسار الأبناء ومستقبلهم، كثيرة. ولكننا نشير إلى إثنين منها في هذه المقالة المقتضبة:
1 - حسن اختيار المعلّمين والمربّين:
ينبغي للأهل أن يراعوا الدّقّة في انتخاب المدرسة والمعلّمين والمربّين لأولادهم، وأن يكونوا على علاقة متينة ولصيقة مع المدرسة والمعلّمين والمربّين أثناء تواجد أولادهم في المدرسة. بالإضافة إلى التنسيق مع الهيئة التعليمية والتربوية بشكلٍ تامّ في إيصال المفاهيم الإسلاميّة والتربية الدينيّة لأولادهم. والسعي لإزالة أيّ تعارض وتضاد بين المدرسة والبيت؛ لناحية التربية الدينية.
2 - المساعدة في اختيار الأصدقاء:
إنّ الأصدقاء والرفاق هم قدوةٌ سلوكيّة وتربويّة لأبنائنا. إذ يرغب الفتيان والفتيات بنحو طبيعيّ في إقامة علاقات صداقة، ويحبّون أن يتّخذوا من هم في سنّهم أصدقاء لهم، وأن يعمّقوا أواصر الصداقة معهم، ولكن لبراءتهم، ولغلبة انفعالاتهم؛ وعدم الالتفات إلى مصالحهم؛ فإنّه من الممكن أن تشتبه عليهم الأمور في انتخاب الأصدقاء، فينتقون أفراداً غير مناسبين لمعاشرتهم. من هنا، تكمن وظيفة الوالدين في أنْ يساعدوا الأبناء، وأن يوضّحوا لهم خطر رفقاء السوء، والأضرار الناجمة عن مصادقتهم، وأن يحذّروهم بأسلوب منطقيّ واستدلالي ومحبِّ من معاشرة الأفراد غير الصالحين والإفراط في بعض الصداقات.
وقد وردت العديد من الروايات التي تحثّ على اختيار الصديق الجيّد، وترك أصدقاء السوء. روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "انظر إلى كلّ من لا يفيدك منفعة في دينك؛ فلا تعتدنّ به، ولا ترغبن في صحبته؛ فإنّ كلّ ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحل وخيم عاقبته"[1]؛ ليؤكّد أنّ الصحبة الحقيقية هي الصحبة التي تتّجه نحو الله تعالى.
وممّا لا شكّ فيه أنّ زيارة الوالدين للعوائل المتديّنة والخلوقة والملتزمة بالأحكام الشرعيّة، واصطحاب الأولاد إلى المساجد والمحافل ذات الطابع الدينيّ والتربوي، وأمثال ذلك، يساعد بنحو غير مباشر على أن يجد الأولاد أصدقاء مناسبين لهم.
* المصدر: التربية الاسرية - بتصرّف
[1] بحار الانوار،ج71، ص191.
مصر تدرج "ولاية سيناء" و300 شخص على قوائم الإرهاب
نشرت الجريدة الرسمية في مصر، يوم أمس حكماً أصدرته محكمة للجنايات الأسبوع الماضي، بإدراج جماعة "ولاية سيناء" الموالية لتنظيم داعش الارهابي، وأكثر من 300 شخص متهمين بالانتماء لها، على قوائم الإرهاب.
وكانت جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي تنشط في محافظة شمال سيناء أعلنت مبايعة "داعش" عام 2014، وأطلقت على نفسها اسم "ولاية سيناء".
وكانت محكمة أدرجت الجماعة باسمها القديم على قائمة الكيانات الإرهابية في 2015، فيما تشير بيانات القوات المسلحة ووزارة الداخلية إلى الجماعة باسم "أنصار بيت المقدس".
وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الكثير من الهجمات، التي أسقطت المئات من قوات الجيش والشرطة والمدنيين في شمال سيناء ومناطق أخرى بالبلاد، خلال السنوات القليلة الماضية.
وجاء في نص القرار "قررت المحكمة: أولا إدراج جماعة «ولاية سيناء» بقائمة الكيانات الإرهابية لمدة 3 سنوات، تبدأ من تاريخ صدور هذا القرار مع ما يترتب على ذلك من آثار".
كما نص القرار على إدراج 319 متهما على قائمة الإرهابيين لمدة 3 سنوات.
وتجري محاكمة هؤلاء المتهمين في قضية تنظرها محكمة أمن الدولة العليا منذ العام الماضي، بتهم أبرزها الانتماء لجماعة "ولاية سيناء"، وتجنيد عناصر لها والترويج لأفكار تنظيم "داعش"، وشن هجمات ضد قوات الجيش والشرطة والمسيحيين.
ووفقا لقانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين الذي صدر عام 2015، فإن إدراج أي جماعة أو أشخاص على هذه القوائم يتبعه تلقائياً التحفظ على الأموال والمنع من السفر.
ويحق للأشخاص الذين تدرجهم محاكم الجنايات على قائمة الإرهابيين الطعن على القرار أمام محكمة النقض، وهي أعلى محكمة مدنية في البلاد.
كما نشرت الجريدة الرسمية قراراً أصدرته محكمة جنايات القاهرة، الأربعاء الماضي، برفع أسماء 14 شخصاً كانوا يحاكمون في إحدى القضايا من قائمة الإرهابيين، بعد أن ثبت عدم تورطهم في تقديم دعم مادي إلى جماعة الإخوان، التي تحظرها مصر.
وبعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، أدرجت مصر جماعة الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية.
فيتو روسي ضد مشروع القرار الأميركي بشأن سوريا
استخدمت روسيا حق النقص الفيتو ضد مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي يدعو لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في مدينة دوما قبل أيام، وييتهم السلطات السورية بانتهاك قرار مجلس الأمن رقم 2118.
وعارضت بوليفيا القرار أيضاً، فيما امتنعت الصين عن التصويت، ووافقت عليه 12 دولة.
وبعد ذلك صوتت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا و4 دول أخرى ضد مشروع القرار الروسي، فيما صوتت 6 دول لصالح القرار وامتنعت دولتان عن التصويت.
مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري تحدث في كلمته عن جرائم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا النووية والكيميائية والجرثومية.
وهاجم الجعفري مندوبة بريطانيا كارين بيرس التي وصفت سكان دوما بأنهم شعب. وإقتبس كلامه من شكسبير، فقال إن "الكذب يشوهك فكن صامتاً أو أسكت".
مندوبة بريطانيا قالت إنه "ليس من صلاحية الروس الذهاب إلى دوما والمعاينة"، على حدّ تعبيرها.
فرد عليها الجعفري قائلاً "لماذا لم تقل هذا لنفسها عندما أخذت عينات من خان شيخون إلى مخابر بريطانية وفرنسية بدون تنسيق مع جيم وبعثة تقصي الحقائق؟.
وكانت بريطانيا قد وقعت قبل فترة إتفاقاً مع ولي عهد السعودية لبيع أسلحة بمئة مليار دولار.
وتابع الجعفري "الفرنسي روع بالصور، لكنه لم يرّوع من صور قتل الطائرات الفرنسية في قرية طوخار في عام 2016، ولم يرها".
الجعفري قال أيضاً إن "الخارجية السورية وجهت دعوة لحضور بعثة تقصي الحقائق والوقوف على الحقائق". وأشار إلى أن "سوريا تتطلع لأن تقوم بعملها بشفافية، مؤكداً أنه "عندما تصل بعثة الحقائق ستصل إلى أي مكان تريده بعد تحرير دوما".
وأضاف أن "مقدمي مشروع القرار الأميركي لا يريدون الحقيقة ومعرفة إذا حصل هجوم كيميائي في دوما بل يريدون آلية تخدم أجنداتهم"، مشيراً إلى أن الدول الغربية هي التي أفشلت آلية التحقيق المشتركة بتسييس عملها، فأصدرت تقارير مفبركة من مصادر مفتوحة معتمدة على مجموعات إرهابية مثل النصرة والخوذات البيضاء".
وأعطى مثلاً على ذلك فقال إن "هذا الأمر مشابه قبل عام عندما إعتدت أميركا على الشعيرات بحجة السلاح الكيميائي في خان شيخون، لكنهم منعوا خبراء آلية التحقيق من زيارة خان شيخون ومن أخذ عينات".
وتابع "القرار لكم اليوم، والشعوب هي الحكم على ممارستكم.. وأدعوكم لخيار الإنتصار لنظام عادل يؤمن بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها"، مؤكداً أن "سوريا حريصة على التعاون مع منظمة حظر الأسلحة".
وختم الجعفري قائلاً "أساطيلهم موجودة في شرق البحر المتوسط لاستغلال الفيتو للعدوان"، مؤكداً أن "العدوان لن يحيدنا عن ممارسة واجبنا في الحفاظ على سيادة سوريا وصدّ أي عدوان مهما كان مصدره.. ولن نسمح تكرار ما فعلوه بالعراق وبليبيا".
مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال إن "الولايات المتحدة تحاول الخداع مجدداً، وإن أصحاب مشروع القرار الأميركي.. يعولون على عدم تبنيه لاستغلال ذلك في مهاجمة سوريا".
وأضاف "قدمنا قراراً لا يحتاج إلى جدل.. التهديد يوجه من قبلكم وليس من روسيا ونرى أحداثاً حزينة وخططاً تضعونها لسوريا، وهذا دليل على أن الأميركيين يضمرون شراً برفض هذا القرار"، مؤكداً أن "روسيا وسوريا ستحميان بعثة تقصي الحقائق".
واعتبر نيبينزيا أن مشروع القرار الأميركي "لا يمت بأي صلة إلى التحقيق في الهجوم المزعوم في دوما"، مؤكداً عدم العثور على أي آثار للهجوم الكيميائي المزعوم في دوما.
وأكد نيبينزيا أن روسيا موجودة في سوريا "تلبية لدعوة من الحكومة الشرعية بينما أنتم تدعمون الإرهابيين".
المندوبة الأميركية قالت إن "هذه سادس مرة يستخدمون الفيتو ضد مشروع قرار يتعرض للكيميائي السوري.. رفضوا إدخال أي تعديل على مشروع القرار". وأضافت أن "بعثة تقصي الحقائق وصلت إلى دوما ولا تحتاج إلى قرار.. القرار الروسي يضع الحكومة السورية والروس في موقع القيادة وتحديد أين يسمح بالتحقيق وأين لا يسمح".
نائب مندوب الصين قال من جهته، "ندعم إرسال بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة الحظر.. دعمنا القرار الروسي لهذه الغاية".
أما مندوب السويد فأعرب من جهته عن الأسف لعدم إعتماد القرار الوسط الذي قدمته روسيا لدعم بعثة تقصي الحقائق، وقال "خاب الأمل لعدم الإتفاق".
ودعا المشروع الأميركي لإنشاء آلية تحقيق مستقلة مشتركة لمدة عام في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما، كما طلب من سوريا التعاون التام مع هذه الآلية.
وعبر مشروع القرار عن القلق من استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما في 7 نيسان/ابريل الجاري، وأدان استخدام هذه الأسلحة.
كما اعتبر المشروع الأميركي أن امتلاك سوريا لأي أسلحة كيميائية يعد انتهاكاً للقرار 2118 (القاضي بنزع مخزون سوريا من المواد الكيميائية)، وانتهاكاً لعضوية سوريا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وكان دبلوماسيون أكدوا أن روسيا أبلغت أعضاء بمجلس الأمن رفضها مسودة القرار الأميركي بشأن إجراء تحقيق بشأن الكيميائي بسوريا، وأنها ستطرح مشروع قرار بشأن الكيميائي في سوريا للتصويت بعد تصويت المجلس على المشروع الأميركي.
وأفاد مراسلون بأن مشروع القرار الروسي يدعو لإنشاء آلية تحقيق مشتركة من مستوى موضوعي ومن عدة مناطق جغرافية.
تزايد التنسيق الأمني بين "إسرائيل ومصر" بسيناء
قال خبير أمني إسرائيلي، إن الجيش المصري قد ينجح في حسم المعركة أمام "داعش" في سيناء خلال العام الجاري 2018، في ظل ما تقدمه أجهزة المخابرات الغربية والإسرائيلية للدولة المصرية من مساعدات ومعلومات.
ابنا: وأوضح يوسي ميلمان في صحيفة "معاريف"، أن "داعش" حاول أن يجعل من شبه جزيرة سيناء معقلا جديدا له، لكنه لم ينجح، وتجلى ذلك منذ أوائل 2018، حيث تراجعت قدراته بصورة ملحوظة، مع العلم أنه نجح بتوجيه ضربات موجعة للدولة المصرية في شمال سيناء، باستهداف رجال الجيش، الشرطة، المخابرات، من خلال سيارات مفخخة، وتمكن في البداية من فرض سيطرته نسبيا على شمال سيناء، والعريش وقرب حدود غزة.
وأكد في مقاله أن موافقة "إسرائيل" على إدخال مصر للمزيد من قواتها العسكرية، البرية والجوية، إلى سيناء، بما يخالف اتفاق التسوية بينهما لعام 1979، دور كبير في الإطاحة بتنظيم "داعش".
ورغم الصعوبات التي واجهها العسكر المصريون ورجال الأمن في السنوات الأخيرة أمام "داعش"، لكن الصرامة التي أبداها الرئيس عبد الفتاح السيسي أحدثت تحولا في المعركة، في ظل توفر جملة معطيات عديدة، لعل أهمها ما وفرته أجهزة الاستخبارات الغربية، ومنها "إسرائيل"، للدولة المصرية.
وأوضح أن المنظومات الأمنية والاستخبارية في الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، "إسرائيل"، قدمت معلومات أمنية حساسة لنظيرتها المصرية ساعدتها في المواجهة الدائرة بسيناء.
وأشار ميلمان، وهو وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن منتصف شباط/ فبراير الماضي، شهد انعقاد قمة الأمن بمدينة ميونيخ الألمانية، وعقد على هامشها وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار ووزير المخابرات المصرية عباس كامل سلسلة لقاءات مكثفة مع رجال استخبارات كبار في الغرب، وتعهدوا للمصريين بتقديم معلومات أمنية حساسة عن تنظيم "داعش"، لاسيما في مجال حروب السايبر والتنصت، وتدريب العناصر الأمنية المصرية على التقنيات الأمنية المطلوبة.
كما قدمت "إسرائيل" نصيبها في هذه المعركة، حيث توفر وحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" معلومات أمنية حساسة، بفعل اعتمادها على خاصية التنصت والتجسس الهاتفي واختراق شبكات التواصل الاجتماعي، وتم نقل هذه المعلومات للمخابرات المصرية.
وشارك سلاح الطيران الإسرائيلي بسلسلة هجمات جوية على أهداف "داعش" بسيناء، وقدم جهاز الأمن العام الشاباك المكلف بحماية "إسرائيل" من أي هجمات معادية مصدرها سيناء، مساهمته لمصر.
وختم بالقول: المصلحة الإسرائيلية من هذه المساعدة الأمنية لمصر واضحة، لأنها الحليف الاستراتيجي لـ "إسرائيل" في العالم العربي، مما يفسر سبب الهدوء الأمني الكبير على طول الحدود المشتركة بينهما البالغ طولها 200 كيلومترا.
وبجانب اتفاق التسوية القائم بينهما منذ أربعة عقود، فإن هناك تعاونا سريا في المجالات الاستخبارية والأمنية، بجانب قاسم مشترك آخر بين القاهرة وتل أبيب يتعلق بالتعامل مع قطاع غزة.
شهادة الإمام موسى الكاظم(ع) (25/ رجب/ السنة 183 هـ)
شخصية الإمام الكاظم(ع)
ولد أبو الحسن موسى(ع) في الأبواء بين مكة والمدينة في يوم الأحد السابع من شهر صفر سنة 128هـ([1])، وقيل: (129هـ)([2])، أبوه الإمام الصادق رئيس المذهب، ومعجزة الإسلام، ومفخرة الإنسانية على مرّ العصور وعبر الأجيال، وأمه حميدة التي طلب الإمام الباقر(ع) من عُكاشة الأسدي أن يشتريها من نخّاس كان قد عيّنه له، وعين وقت مجيئه، فلما جاءه بها، سألها الباقر(ع) عن اسمها، فقالت: حميدة، فقال: حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة. وقال الإمام الصادق(ع) في وصفها: حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، ما زالت الملائكة تحرسها حتى أُدّيت إليّ، كرامة من الله لي، والحجة من بعدي([3]).
كان الإمام الكاظم(ع) أسمر شديد السمرة، ربع القامة، كثّ اللحية، حسن الوجه، نحيف الجسم، تحكي هيبته هيبة الأنبياء، وبدت في ملامح شكله سيماء الأئمة الطاهرين من آبائه، فما رآه أحد إلا هابه وأكبره([4]).
تولى منصب الإمامة بعد شهادة أبيه الإمام الصادق(ع) ، وكان عمره عشرين سنة، وكان ذلك في سنة (148هـ)، ودامت (35 سنة).
وقد ورد الكثير من النصوص على إمامته، منها ما رواه ابن مسكان عن سليمان بن خالد، قال: دعا أبو عبد الله أبا الحسن(ع) يوماً ونحن عنده، فقال لنا: عليكم بهذا بعدي، فهو والله صاحبكم بعدي([5]).
كُنّي بأبي الحسن، وأبي إبراهيم، وأبي إسماعيل، وأبي علي([6])، وله ألقاب تعكس شخصيته، وتنبئ عن سجاياه وفضله، فقد لقّب بـ: الصابر، والزاهد، والعبد الصالح، والسيد، والوفي، والأمين، والكاظم، وباب الحوائج، وبالأخيرين اشتهر، يقول شيخ الحنابلة أبو علي الخلاّل: ما همّني أمر فقصدت قبر موسى ابن جعفر إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب([7]).
عاصر الإمام الكاظم(ع) أربعة من خلفاء بني العباس: المنصور الدوانيقي، ومحمد المهدي، وموسى الهادي، وهارون الرشيد، وله مع كل واحد منهم حوادث عظيمة يضيق المقام بذكرها.
حراسته للجامعة الجعفرية وحمايتها:
أتاح ضعف الدولة الأموية، وولادة الدولة العباسية للإمام الصادق(ع) تأسيس جامعته الإسلامية الكبرى التي غذّت المسلمين على اختلاف مشاربهم، وأثرت المكتبة الإسلامية بعلوم كثيرة، كاد المسلمون - لولا جهوده (ع) - ينسلخون عن إسلاميتهم ويضيع إيمانهم لكثرة الشبهات، ولا رادّ يردها.. غير أنه بعد وفاة الصادق(ع) كانت قد قويت شوكة الدولة العباسية، وتفرغت لآل علي(ع) فبدأت بالقتل والسجن لأتباعهم، وكل من يتصل بهم، فكانت ترصد تحركات أبناء الإمام الصادق وبالأخص الإمام الكاظم(ع) ، وقد بثت الجواسيس في كل مكان، وفرضت المراقبة على كثيرين، حتى أن رجال الشيعة الذين لا يعرفون بتنصيص الإمام الصادق على ابنه الكاظم، يخافون أن يسألوا عن الإمام بعد الصادق([8])، ومن هنا كانت فترة الإمام الكاظم من أحلك الفترات التي مرَّت على أهل البيت(عليهم السلام) وأصعبها، ولكن مع هذا كله فقد كان همّ الإمام (ع) الحفاظ على ما أسسه أبوه وبناه، وهو الجامعة الإسلامية الكبرى، فأخذ يواصل التدريس في داره لمجموعة من خواصه.
قال ابن طاووس: كان جماعة من خاصة أبي الحسن موسى(ع) من أهل بيته، وشيعته يحضرون مجلسه، ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف، وأميال، فإذا نطق(ع) بكلمة، أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه فيها([9]).
وقال السيد أمير علي: قد توفي الإمام جعفر الصادق(ع) (عام 148هـ) في المدينة غير أن مدرسته ولحسن الحظ لم تنته، بل حافظت على ازدهارها بقيادة خليفته وابنه موسى الكاظم(ع) ([10]).
الإمام والتحرك السياسي
لقد كابد المسلمون عموماً، والعلويون وشيعة آل البيت الويلات جراء الحكم العباسي المتغطرس، فقد قاسوا ظلم المنصور طيلة (22) عاماً([11])، تحمّلوا خلالها الاضطهاد والعناء، وبعد موته خلفه ابنه محمد المعروف بالمهدي، وكانت سيرته في بداية الأمر حسنة، حيث أطلق سراح العلويين من السجون، ووزع الأموال على الناس حتى ساد الرفاه الاقتصادي في أرجاء الدولة العباسية([12]).
ولم يستغرق ذلك إلا سنة واحدة حتى غيّر سيرته، وراح يحيي مجالس اللهو والمجون، وسادت إثر ذلك الميوعة والتحلل في المجتمع الإسلامي، فقد ذاع شعر بشار([13])، وحفظ الناس تغزّله بالنساء([14])، وانتشرت الرشوة انتشاراً عظيماً([15])، وأمر المهدي بجباية أسواق بغداد، وشدّد على أخذ الخراج، وعمد إلى ظلم الناس والإجحاف بحقهم، واشتد الضغط عليهم([16]).
وواصل ابنه موسى الملقّب بالهادي سيرة أبيه، فقد كان شاباً خليعاً ماجناً، لم يكن متمتعاً بشيء من المؤهلات الأخلاقية، فكان شارباً الخمر، وقاسي القلب، سيء الأخلاق، صعب المرام([17]).
لقد واصل الهادي سيرة أجداده في الضغط على العلويين وبني هاشم، وضيق عليهم منذ بداية خلافته حتى أحدث الرعب والخوف بينهم من خلال مطاردته المستمرة لهم، وأمر باعتقالهم في جميع الأرجاء وإحضارهم إلى بغداد([18]).
أثارت هذه المضايقات الأحرار من بني هاشم ودفعتهم إلى مواجهة الاضطهاد، وراحت تنمو حركة مناهضة للحكم العباسي بقيادة الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن المجتبى(ع) والملقّب (الحسين شهيد فخ).
ما أن ثار الحسين التحق به الكثير من الهاشميين، وأهل المدينة، وقاتلوا قوات الهادي معه حتى أجبروهم على التراجع، ثم قاموا بتجهيز أنفسهم، وانطلقوا نحو مكة كي يستغلوا اجتماع الناس هناك خلال موسم الحج، فأرسل إليهم الهادي جيشاً كثيفاً، والتقى الجيشان في أرض فخ، ونشبت حرب طاحنة، فاستشهد فيها الحسين، وجماعة من سادات بني هاشم، وتفرّق بقية جيشه([19]).
إن فشل شهيد فخ أدّى إلى مأساة مريرة ومؤلمة، أوجعت قلوب شيعة أهل البيت، وقد بلغ أثر هذه المأساة وفداحتها حداً دفع بالإمام الجواد(ع) أن يقول بعد عدة سنوات: «لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ»([20]).
ولم تكن هذه الثورة بلا اتصال مع الإمام الكاظم(ع) ، وقد كانت هناك روابط قوية بين شهيد فخ وبين الإمام، وعلى الرغم من أنه (ع) كان يتنبأ بفشل الثورة، غير أنه لما شعر أن الحسين مصمم على المضي قال له: «إنك مقتول، فأجدّ الضّراب، فإن القوم فسّاق، يظهرون إيماناً، ويضمرون نفاقاً وشركاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعند الله عز وجل احتسبكم من عصبة»([21]).
وكان الهادي يعلم بأن الإمام الكاظم هو الملهم والمرشد الروحي لبني هاشم ولهذه الثورة، فكان يقول: «والله ما خرج حسين إلا عن أمره، ولا اتّبع إلاّ محبته؛ لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت، قتلني الله إن أبقيت عليه»([22]).
لقد حزن الإمام الكاظم على الحسين شهيد فخ كثيراً، خصوصاً عندما جاؤوا برأسه إلى المدينة، فأبّنه بقوله: «والله كان مسلماً صالحاً صواماً، كثير الصلاة، محارباً للفساد، آمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر، ولم يكن مثله بين أهله»([23]).
وكانت حكومة هارون الرشيد أكثر من سوابقها في التشديد على الإمام وأتباعه، فلقد كان هارون مخادعاً، يظهر نفسه للناس - وبمساعدة قاضيه أبي يوسف - بأنه الحاكم الورع العادل، وعلى الرغم من انفتاح الدنيا له إلاّ أنه كان يشعر بميل الناس إلى الإمام الكاظم(ع) حتى قال له ذات مرة - عندما التقيا في الحج - هل أنت من بايعه الناس خُفية ورضوا به إماماً؟ فقال الإمام (ع): «أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم»([24]).
ولشدة ما خافه هارون الرشيد على سلطانه سجنه في البصرة عند عيسى بن جعفر، ثم نقله إلى بغداد عند الفضل بن الربيع، ثم عند الفضل بن يحيى، ثم عند السندي بن شاهك، وكان أقسى ما لاقاه عند السندي بن شاهك، حتى دسّ السم إليه برطب مسموم بأمر من الرشيد، فقبض في يوم (الجمعة 25 رجب سنة 183هـ).
وحسب أوامر السلطة وضع جثمان الإمام (ع) على جسر الرصافة في بغداد وأمر السندي جلاوزته أن ينادوا: هذا إمام الرافضة ما عرفوه، وقد حاول هارون بهذا الأسلوب بالإضافة إلى احتقار الشيعة وإذلالهم، التعرف على أتباع الإمام ومناصريه، وحين سمع سليمان بن أبي جعفر عمّ الخليفة أمر أبناءه بأخذ الجنازة من الشرطة وأمر في الوقت أن ينادى في شوارع بغداد: ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر([25]).
([4]) أخبار الدول: 12، وعمدة الطالب: 185، والأعيان 4: 9.
([5]) الإرشاد للمفيد 1: 219، والكافي 1: 247.
([10]) مختصر تاريخ العرب: 209.
([14]) حياة الإمام موسى بن جعفر 1: 436.
([16]) حياة الإمام موسى بن جعفر 1: 442.
([18])) تاريخ اليعقوبي 3: 142.
([19]) الكامل في التاريخ 9: 93، عن الطبري.
([21]) أصول الكافي 1: 366، ومقاتل الطالبيين: 298.
([25]) لمزيد المعرفة بهذه القضية راجع: كمال الدين: 38، عيون أخبار الرضا وعنهما في بحار الأنوار 48: 228.
الأبعاد القانونية لانسحاب "ترامب" من الاتفاق النووي والآثار المترتبة على ذلك
قام مركز أبحاث الكونغرس الأمريكي بإعداد تقرير لمناقشة ما إذا كان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوقيع عليه في 14 يوليو/تموز 2015، بين طهران والدول العظمى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا "5+1"، والذي بدأ تطبيقه في 16 يناير/كانون الثاني 2016، يُعدّ أمراً قانونياً أم لا ولقد توقعت العديد من وسائل الإعلام الغربية وفقاً لتصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الأخيرة، بأن الحكومة الأمريكية سوف تنسحب من الاتفاق النووي في غضون الأسابيع القليلة المقبلة وفيما يلي سنلقي الضوء أكثر على ما جاء في هذا التقرير الأمريكي.
أبرز الاعتبارات القانونية للانسحاب من الاتفاق النووي
إن الاتفاق النووي يركز على سلسلة من "الإجراءات الطوعية" التي تحتم على الدول العظمى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا "5+1"، إلغاء جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقرارات مجلس الأمن ضد إيران ولكن يجب القول هنا بأنه لم يقم أحد من تلك الأطراف بالتوقيع على هذا الاتفاق النووي ولم يتضمن هذا الاتفاق أحكاماً نصّية بالموافقة عليه أو تنفيذه ولكن تلك الأطراف قامت بإلغاء بعض العقوبات على إيران في 16 يناير 2016، في اليوم الذي أطلق عليه "يوم التنفيذ".
لقد تعامل الجهاز التنفيذي التابع للولايات المتحدة مع هذا الاتفاق النووي الذي لم توقع عليه جميع الأطراف، كالتزام سياسي، مستنداً في ذلك إلى "تدابير طوعية" وليس إلى التزامات ملزمة له وهنا يتفق الكثير من الخبراء الأمريكيين مع التقييم الحالي الذي تقوم به الحكومة الأمريكية فيما يخص الاتفاق النووي ويعتقدون بأن الموافقة على هذا الاتفاق النووي في مجلس الأمن قد غير من وضعه القانوني.
وبقدر ما يمكن تصنيف "الاتفاق النووي" على أنه عبارة عن مجموعة من الالتزامات السياسية، فإن انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق وإعادة فرض العقوبات التي أقرتها القوانين الأمريكية ضدّ إيران لن يكون متناقضاً مع القانون الدولي ولكن من المحتمل أن يكون لذلك الانسحاب تبعات وآثار سياسية ومن غير المرجح أن يكون قرار الرئيس "ترامب" بانسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق النووي، يحتاج إلى موافقة الكونجرس الأمريكي أو مجلس الشيوخ.
لقد تم التباحث في مفاوضات الاتفاق النووي حول أن الولايات المتحدة ستقوم بتعليق "العقوبات الثانوية" التي فرضتها القوانين الأمريكية ضد إيران والفرق بين العقوبات الثانوية والعقوبات الأولية هنا هو أن العقوبات الأولية تحظر فقط إقامة تبادلات تجارية أو خدمية أو بناء علاقات اقتصادية مع دول أخرى وبالنسبة للعقوبات الثانوية فهي عقوبات نطاقها واسع جداً، حيث إنها تفرض قيوداً على الأفراد والشركات في البلدان الأخرى التي تتعامل بشكل أو بآخر مع البلد المستهدف.
وفي اليوم الذي تم فيه تنفيذ الاتفاق النووي، قام الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، بإصدار أمر تنفيذي لتعليق جميع الأوامر التنفيذية الخمسة السابقة المرتبطة بفرض عقوبات ثانوية على إيران ويمكن إلغاء أو إجراء هذه الأوامر التنفيذية وفقاً لتقديرات رئيس الجمهورية وبالتالي، فإن القوانين المحلية للولايات المتحدة لا يمكن لها أن تمنع رئيس الجمهورية من إعادة فرض العقوبات على إيران وبالطبع، يجب أن تكون هذه الأوامر أيضاً في إطار قوانين تسمح لرئيس الجمهورية بإصدار أوامر تنفيذية لفرض العقوبات على إيران.
وجزء آخر من العقوبات الثانوية، تم إلغاؤه بموجب تلك التزامات السياسية التي تم التباحث حولها في الاتفاق النووي والتي تم فرضها على الجانب الإيراني بإصدار أمر تنفيذي بموجب قوانين الكونغرس الأمريكي وليس بموجب أوامر تنفيذية ولكن قوانين الكونغرس تلك، تسمح لرئيس الجمهورية وللسلطة التنفيذية، بتعليق العقوبات بموجب شروط معينة وتسري هذه الإعفاءات لمدة تتراوح ما بين 120 يوماً إلى عام واحد (وفقاً للقانون المعني).
لقد استخدمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق "أوباما" سلطتها في اليوم الأول من تنفيذها لهذا الاتفاق النووي وقامت بتعليق هذه الفئة من العقوبات وفي 15 ديسمبر 2016 كان آخر تعليق يقوم به الرئيس "أوباما" وبعد ذلك، لم تلتزم حكومة الرئيس "ترامب" بتلك الالتزامات السياسية ولم تقم بتعليق بعض من تلك العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، بل على العكس من ذلك قامت بالتهديد بالانسحاب من هذا الاتفاق النووي ولقد كان الموعد التالي لتعليق إدارة الرئيس "ترامب" للعقوبات ضد إيران هو في 12 مايو من العام الماضي وهنا تجدر الإشارة إلى أن الرئيس "ترامب" يمكنه استخدام صلاحياته وسلطته، لمنع تمديد رفع العقوبات ضد إيران وإعادة جميع العقوبات التي فرضتها القوانين الأمريكية عليها.
وهنا يكتنف الغموض المشهد حول ما إذا كانت حكومة "ترامب" تستطيع القيام بإلغاء تلك الإعفاءات التي أصدرتها إدارة الرئيس السابق "أوباما" قبل انتهاء صلاحيتها وذلك لأن القوانين الأمريكية لم تتطرق إلى ما إذا كانت الأوامر التنفيذية الجديدة تستطيع أن تقوم بإلغاء تلك الإعفاءات القديمة أم لا.
قرار مجلس الأمن رقم 2231
لقد تضمن "الاتفاق النووي"، بالإضافة إلى تعليق جميع العقوبات الأمريكية التي فرضتها على إيران، بنوداً تطالب برفع جميع قرارات العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي ولقد وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع على القرار رقم 2231 في 20 يوليو 2015 ولقد ألغى هذا القرار جميع قرارات العقوبات السابقة لمجلس الأمن التي كانت مفروضة ضد إيران وتم إلحاق هذا القرار بمعاهدة "الاتفاق النووي" وفي حين كان نص الاتفاق النووي قد كُتب على أساس "التدابير الطوعية"، إلا أن بعض العلماء اقترحوا بأن القرار رقم 2231، قام بتبديل الالتزامات السياسية الطوعية الواردة في الاتفاق النووي إلى التزامات قانونية مُلزمة تحت ميثاق الأمم المتحدة.
ففي القانون الدولي، يعتقد العديد من العلماء أن "القرارات" التي يوافق عليها مجلس الأمن بموجب المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة مُلزمة ولكن "التوصيات" التي يقرّها هذا المجلس في معظم الحالات لا تكون إلزامية وحول هذا السياق يرى العديد من المفكرين والمحللين السياسيين، بأن استخدام عبارات تدل على الأمر مثل "يجب"، تحتم على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالوفاء بالتزامات معينة، في حين أن المصطلحات الأخرى مثل "من المتوقع" أو "سوف" أو "يوصي" ليست ملزمة.
ويتضمن القرار 2231 توصيات غير ملزمة وقرارات ملزمة وليس هناك غموض حول استخدام مجلس الأمن عبارات الالزام لإلغاء قرارات العقوبات السابقة ضد إيران ولقد بدأت الفقرات المتعلقة بهذه البنود بعبارة "تقرر أن" ولكن ما إذا كان القرار 2231، يحتم على الولايات المتحدة الامتثال للقانون الدولي والالتزام بالاتفاق النووي، فإن هذا يعدّ مسألة معقدة وهنا تنص الفقرة 2 من هذا القرار الذي أقره مجلس الأمن: "ندعو جميع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية إلى اتخاذ تدابير مناسبة لدعم عملية إجراء الاتفاق النووي، بما في ذلك اتخاذ إجراءات تتفق مع خطة تنفيذ هذا الاتفاق وهذا القرار والامتناع عن اتخاذ إجراءات تعقد وتمنع تنفيذ الالتزامات المتعلقة بذلك الاتفاق".
وبينما تدعو هذه العبارة جميع الأطراف إلى الالتزام بهذا الاتفاق النووي، إلا أن بعض الخبراء يعتبرون عبارة "يريد"، بأنها عبارة غير ملزمة وتدل فقط على التعقل عند اتخاذ بعض القرارات ويرى آخرون بأن نفس هذه العبارة تدل على ضرورة الالتزام الدولي والتمسك بهذا الاتفاق وهناك فئة ثالثة تقع بين هاتين المجموعتين، تعتقد بأن العبارة تم اختيارها عن قصد لتشكل غموضاً في ذلك الاتفاق.
على مر التاريخ، کان لدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تفسيرات مختلفة لمصطلح "يريد" في قرارات مجلس الأمن ولهذا السبب، فمن غير المحتمل أن يكون هناك إجابة قاطعة للسؤال حول ما إذا كان القرار 2231، سيلزم الولايات المتحدة قانونياً للاستمرار في الاتفاق النووي أم لا.
الخارجية السورية تصف العدوان الإسرائيلي على "التيفور" أنه بتنسيق أمريكي
ردت الخارجية السورية اليوم الاثنين على العدوان الإسرائيلي الأخير على مطار التيفور واصفة إياه بأنه تم بتنسيق أمريكي.
هذا وحذرت سوريا من التداعيات الخطيرة لاعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية ودعمه المستمر للتنظيمات الإرهابية مؤكدة أن العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور بريف حمص ما كان ليتم لولا الدعم للامحدود الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لهذا الكيان.
وبحسب ما جاء في رسالة وجهتها وزارة الخارجية والمغتربين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن اليوم وتلقت سانا نسخة منها "إنه في إطار سياستها القائمة على ممارسة إرهاب الدولة وتقديم الدعم المستمر للمجموعات الإرهابية المسلحة وإمعاناً منها في انتهاك قرار مجلس الأمن رقم /350/ لعام /1974/ المتعلق بفصل القوات وقرارات مجلس الأمن والصكوك الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين الـ/9/ من نيسان /2018/ على الاعتداء مجدداً على أراضي الجمهورية العربية السورية عبر قيام طائرات /اف 15/ إسرائيلية بإطلاق صواريخ من الأجواء اللبنانية على مطار التيفور في محافظة حمص حيث تمكنت وسائط الدفاع الجوي السوري من إسقاط بعض هذه الصواريخ وقد نجم عن هذا الاعتداء استشهاد وجرح عدد من المواطنين السوريين".
وتابعت الوزارة بالقول: "إن هذا الاعتداء الإسرائيلي يشكل رداً غير مباشر على نجاح الجيش العربي السوري في طرد المجموعات الإرهابية المسلحة من ضواحي مدينة دمشق وريفها ومناطق سورية أخرى بعد أن أمعنت هذه المجموعات في قتل أبناء الشعب السوري واختطاف المدنيين واحتجازهم كدروع بشرية وأمطرت دمشق وحدها بما يزيد على ثلاثة آلاف قذيفة خلال ثلاثة أشهر فقط تسببت باستشهاد 155 مواطناً وجرح 865 من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
واستطردت الوزارة بالقول إن "استمرار "إسرائيل" في نهجها العدواني الخطير ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها الإدارة الأمريكية والحصانة التي توفرها لها من المساءلة والتي تمكنها من الاستمرار في ممارسة إرهاب الدولة وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم وأن اعتداءها هذا ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر الأمريكي المبني على فبركات ومسرحيات عملائها التي لم تعد تنطلي على أحد".
وتابعت الوزارة رسالتها بالقول "إن الجمهورية العربية السورية تعيد تحذير "إسرائيل" من التداعيات الخطيرة لاعتداءاتها عليها ودعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية المسلحة واستمرار احتلالها للأراضي العربية بما فيها الجولان السوري المحتل وتحملها كامل المسؤولية عنها مضيفة إن “الجمهورية العربية السورية تؤكد أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليها لم ولن تنجح في حماية شركاء "إسرائيل" وعملائها من التنظيمات الإرهابية كما لم ولن تفلح في إشغال الجيش العربي السوري عن مواصلة الإنجازات التي يحققها في مكافحة الإرهاب.
وقالت "كما تؤكد الجمهورية العربية السورية أنها لن تتوانى عن ممارسة حقها في الدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها بكل الطرق التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي.
واختتمت الوزارة رسالتها بالقول "إن الجمهورية العربية السورية تطالب مجدداً مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وإدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية السافرة ومساءلتها عنها واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات.