Super User

Super User

أغلقت مكاتب الاقتراع في أقصى شرق روسيا أبوابها اليوم الأحد بعد أن كانت فتحتها أمس السبت، حيث توجه الناخبون الروس إلى مراكز الاقتراع في موسكو والجزء الأكثر كثافة سكانية في روسيا للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.

ولفت مراسل الميادين إلى انتهاء عمليات التصويت في المراكز الانتخابية في أقصى شرق روسيا حيث سجلت نسبة إقبال عالية، مشيراً إلى أنها بلغت 70 بالمئة.

الناخبون أدلوا بأصواتهم في 97 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء روسيا بالإضافة إلى 400 مركزٍ خارج البلاد.

مراسل الميادين في موسكو أفاد بأن الشرطة الأوكرانية عملت على منع ناخبين روساً من الاقتراب من السفارة الروسية في كييف للاقتراع.

وتمّ فتح أبواب مراكز الاقتراع في مدينة سان بطرسبورغ، وشبه جزيرة القرم، وجميع مدن المنطقة الفدرالية الوسطي، المنطقة الفدرالية الشمالية الغربية، منطقة حوض نهر الفولغا، المنطقة الفدرالية الجنوبية، ومنطقة شمال القوقاز الفدرالية، وجميع المدن الروسية التي تعيش وفق توقيت موسكو وذلك حتى الساعة الثامنة مساء اليوم.

وأدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصوته في الانتخابات. وكما هو معتاد عليه، ذهب بوتين إلى مركز الاقتراع رقم 2151، والموجود بأكاديمية العلوم الروسية. ولدى اقتراعه قال بوتين "برنامجي هو الصحيح".

ويتنافس في الانتخابات ثمانية مرشّحين في مقدّمهم الرئيس الحاليّ بوتين الذي يتوقّع أن ينال الغالبية الساحقة من الأصوات بحسب استطلاعات الرأي. ويضمن فيها بوتين الفوز بولاية رئاسية رابعة من ست سنوات.

ومن الجدير بالذكر أن التنافس في الانتخابات الرئاسية الروسية بين المرشحين الثمانية يتم إدراج أسمائهم على ورقة الاقتراع وفق الأبجدي: سيرغي بابورين عن "الاتحاد الشعبي الروسي"، ورجل الأعمال بافل غرودينين عن الحزب الشيوعي الروسي، والقومي فلاديمير جيرينوفسكي عن الحزب "الليبرالي الديموقراطي الروسي" والرئيس الحالي فلاديمير بوتين (مستقل)، والمرشحة الليبرالية كسينيا سوبتشاك عن حزب" المبادرة المدنية"، ومكسيم سورايكين عن "شيوعيي روسيا"، والمفوض المعني بحماية حقوق رجال الأعمال في روسيا بوريس تيتوف عن "حزب النمو"، وغريغوري يافلينسكي عن حزب "يابلوكو" الليبرالي.

ويحق التصويت في الانتخابات لأي مواطن من روسيا الاتحادية، بلغ الـ 18 من عمره وبكامل قواه العقلية، ومن غير الموجودين في السجن بقرار من المحكمة.

وحسب معطيات لجنة الانتخابات المركزية، فقد تمّ تسجيل 111 مليوناً و425 ألفاً و443 ناخباً داخل الأراضي الروسية وخارجها، يحق لهم التصويت.

وسيعمل أكثر من 115 ألف عنصر من فرق الإنقاذ وحوالي 19 ألف قطعة من المعدات على ضمان أمن سير الانتخابات الرئاسية في كافة أنحاء البلاد.

وأشرف على التحضير لانتخابات الرئاسة في روسيا وإجرائها لجنة الانتخابات المركزية، واللجان الانتخابية لأقاليم روسيا الاتحادية واللجان المحلية على مختلف المستويات، حيث تعلن اللجنة، بدء التصويت في انتخابات "رئيس روسيا الاتحادية" في 17 أذار/ مارس في تمام الساعة الـ 23:00 بتوقيت موسكو، وهو التوقيت الفعلي لفتح مراكز الاقتراع في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي.

 

زيارة بوتين للقرم تثير اهتمام الغرب

من جهته، الرئيس الروسي أكد من القرم قبيل انتهاء حملته الانتخابية أن سكان شبه الجزيرة استعادوا العدالة التاريخية المنتهكة.

وبعد يومين من إعلان الاتحاد الأوروبي أنه لن يعترف بمشاركة هذه المنطقة في الرئاسيات الروسية توجه بوتين إلى الأهالي وشكرهم على اتخاذ ما وصفه بالقرار التاريخي. هذا القرار بحسب قوله أعاد القرم وسيفا ستوبول إلى حضن الوطن المشترك روسيا الأم.

زيارة بوتين إلى القرم والكلمة التي ألقاها هناك أمام مناصريه لاقت اهتمام بعض الصحف الغربية، حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنه "في اليوم الذي كان فيه بوتين محور الغضب الدولي على خلفية الهجوم الكيميائي على الجاسوس سيرغي سكريبال وصل بوتين إلى القرم في مشهد يثير غضب الغرب أيضاً.

وأضافت الصحيفة أن التجمع في مدينة سيفا ستوبول كان فرصة لبث الحماسة في الناخبين الروس في مكان ينظر كثيرون إليه على أنه أكبر انتصارات بوتين.

أما صحيفة "التايمز" البريطانية فقد سلطت الضوء أيضاً على الزيارة ونشرت مقتطفات من كلمته أمام مناصريه الذين رفعوا الأعلام الروسية وقالت إن "زيارة بوتين بدت كأنها بمثابة توبيخ للغرب ردّاَ على تمديد الاتحاد الأوروبي العقوبات على موسكو ستة أشهر أخرى على خلفية ضم القرم.

هذا وانتقدت السفارة الروسية لدى واشنطن بشدة تصريحات الخارجية الأميركية بشأن شبه جزيرة القرم وعدّتها محاولة سافرة للتأثير في الوضع السياسي بروسيا.

وقالت السفارة الروسية إن الاتهامات المزعومة لموسكو بتقويض النظام الدولي على خلفية زيارة بوتين القرم عارية من الصحة، وهي محاولة أخرى للتأثير في الوضع السياسي الداخلي خلال الانتخابات لكنها لن تنجح.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، إن "قوات الجيش ستهدم قريبًا منزل منفذ عملية الدهس، التي وقعت شمالي الضفة الغربية، الجمعة، وأدت لمقتل عسكريين إسرائيليين (اثنين) وإصابة اثنين آخرين".

وتعهد نتنياهو عبر حسابه بموقع "تويتر" بـ"محاسبة" المنفذ، مضيفا: "لن نسمح للإرهاب بأن يصبح حقيقة قائمة".

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان المتحدث العسكري الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تغريدات عبر "تويتر"، السبت، أن قوات الجيش ستهدم منزل الشاب الفلسطيني (علاء قبها) منفذ عملية الدهس، مشيرا إلى أن المنزل يقع بقرية برطعة، شمال غربي محافظة جنين، شمالي الضفة.

وعادة ما يقوم الجيش الإسرائيلي بإغلاق أو هدم منازل الفلسطينيين الذين ينفذون هجمات، مستندا إلى قانون طوارئ صادر في 1945 أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، رغم الإدانات الدولية والإقليمية المتصاعدة لذلك الإجراء كونه شكلا من أشكال العقاب الجماعي.

من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، اليوم، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستواصل العمل ضد كل من يحاول تنفيذ هجمات".

وأضاف: "لن نرتاح حتى نقدم كل من يتعاون مع الإرهاب إلى العدالة".

واليوم أيضا، قال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، في بيان، إن مرتكب العملية، اعترف خلال التحقيق معه أنه نفذها "بمفرده ولدوافع قومية".

وأمس الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن جنديين قتلا، وأصيب آخران، وصفت حالة أحدهما بالخطيرة، "في عملية دهس" تعرضت لها قوة عسكرية كانت تقوم بحماية عمال قرب مستوطنة "ميفو دوتان"، جنوب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.

فيما ذكرت الوكالة الفلسطينية للأنباء "وفا" أمس، أن الواقعة هي حادث سير بين سيارة فلسطينية وسيارة عسكرية إسرائيلية.

وجاءت هذه العملية عقب مواجهات شهدتها الأراضي الفلسطينية، بين شبان والقوات الإسرائيلية، في إطار الاحتجاجات الرافضة للقرارات الأمريكية بشأن القدس، بالتزامن مع مرور 100 يوم على قرار الرئيس دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

الأحد, 18 آذار/مارس 2018 06:56

شُبهات وتساؤلات حول المرأة (9)

قال بعضٌ: إن الدين الإسلامي اضطهد المرأة، وظلمها بجعل حظها من الميراث نصف حظ الرجل، كما جعل ديتها في القتل نصف ديته، وهذا معناه أن قيمة الرجل في الإسلام أعظم من قيمة المرأة.

* * * * *

إرث المرأة في الجاهلية والغرب:

كانت المرأة في الجاهلية محرومة من الإرث، وكان الذكر هو الوارث الوحيد، وإذا لم يكن بين الأولاد ذكور، ذهب الميراث إلى الأعمام، كما أخرج مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب قال: «والله، إنّا كنّا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمراً، حتّى أنزل الله فيهنّ ما أنزل، وقسم لهنّ ما قسم»([1]).

وكذا المرأة الأروبية في العصور الوسطى حتى عصر النهضة الصناعية الكبرى، فقد كانت محرومة من الإرث عموماً.

الإرث في الإسلام:

جاء الإسلام وجعل أسهم الميراث شاملة للأولاد جميعاً بنات وبنين، عزّاباً ومتزوّجين، إلاّ أنّ حصّة البنات من الميراث نصف حصّة البنين. قال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ)([2]). والسبب في تحديد الإسلام سهم المرأة، وجعله نصف سهم الرجل، الوضع الخاص للمرأة؛ حيث لم يفرض عليها أي نفقة أو كسب، فعندما تكون تحت كنف أبيها تجب نفقتها عليه، وبعد أن تنتقل إلى كنف الزوج لا تتحمل من نفقات حياتها ومعيشتها ومعيشة أولادها شيئاً حتى لو كانت غنية والزوج فقيراً، بل أوجب الشارع على زوجها نفقتها ونفقة عيالها ما دامت على عاتقه، كما فرض على الرجل صداقها ومهرها، وعلى هذا فلا تتكلف المرأة عناء الإنفاق، بينما يتحمل الرجل كل ذلك، ومن هنا، فما يصل إليها من الميراث يبقى لها ومدخر عندها، بينما ما يأخذه الرجل ينفقه عليها وعلى عياله، فاقتضت حكمة الله تعالى أن يوزّع الميراث للرجل مثل حظ الأنثيين، تعويضاً له عما ينفقه ويبذله على أسرته.

وهذا المعنى قريب من الجواب الذي قاله الإمام الصادق (ع)  لابن أبي العوجاء حين اعترض على الإسلام. فقد روى الصدوق في علل الشرائع بسنده عن هشام بن سالم عن الأحول قال: «قال لي ابن أبي العوجاء، ما بال المرأة الضعيفة لها سهم واحد وللرجل القوّي الموسر سهمان؟ قال الأحول: فذكرت ذلك للصادق (ع)  فقال: على الرجال النفقة والعاقلة والجهاد... وعدد غيرها: وليس هذا عليها، فلذلك جعل له سهمان ولها سهم». وروى فيه أيضاً بسنده عن عبد الله بن سنان قال: «قلت للصادق (ع) : لأي علّةٍ صار الميراث للذكر مثل حظّ الأنثيين؟ قال (ع) : لما جعل لها من الصداق». وروى فيه بسنده عن أخيه محمد بن سنان أنه كتب إلى الرضا (ع)  مسائل منها هذه المسألة، فكتب إليه: «علّة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرجال من الميراث، لأنّ المرأة إذا تزوّجت أخذت وأعطاها الرجل، فلذلك وفّر عليه، ولأنّ الأنثى في عيال الذكر إن احتاجت فعليه أن يعولها وعليه نفقتها، وليس على المرأة أن تعول الرجل، وإن احتاج فلا تؤخذ هي بنفقته، فلذلك وفّر عليه»([3]).

إذاً تأخذ المرأة ثلث الثروة الموروثة لتنفقها على نفسها، ويأخذ الرجل ثلثي الثروة لينفقها أولاً على زوجته أي على المرأة، وثانياً على أسرته فأيّهما يصيب أكثر من الآخر بمنطق الحساب والأرقام؟ فهل بقيت بعد ذلك شبهة في القدر الحقيقي الذي تناله المرأة من مجموع الثروة؟ وهل هو امتياز حقيقي في حساب الاقتصاد، أن يكون للرجل مثل حظ الأنثيين، وهو مكلّف بما لا تتكلفه الأنثى؟

على أن هذه النسبة إنما تكون في المال الموروث بلا تعب، فهو يقسم حسب أعدل قانون وصلت إليه البشرية اليوم، وهو «لكلٍ حسب حاجته»، أما المال المكتسب فلا فرق بين الرجل والمرأة، لأنه يتبع مقياساً آخر هو المساواة بين الجهد والجزاء. قال تعالى: (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)([4]).

وهذا الاختلاف في الميراث هو في إرث الأولاد والزوجين، وفي كثير من الفروض يتساوى الرجل والمرأة في الإرث، منها: أن الأبوين يتساويان فيه؛ إذ نصيب كل واحد منهما السدس. ومنها: أن المرأة والرجل من أقرباء الأمّ يتساويان فيه أيضاً.

إذاً فلا ينبغي أن يتوهّم وجود أي ظلم في مسألة تقسيم الإرث بين الذكر والأنثى، وليس معنى قوله: (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ)([5]) أن قيمة المرأة هي نصف قيمة الرجل في حساب الإسلام، كما يفهمه العوام، ويقوله أعداء الإسلام.

لماذا دية المرأة نصف دية الرجل؟

الجواب عن هذه المسألة هو نفس الإجابة عن مناصفة إرثها، ولنا أن نسحب ما أجاب به أولياء الإسلام أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عن شبهة مناصفة إرثها إلى هذه المسألة، أي مناصفة ديتها، إذ الحكمة الجارية للتنصيف جارية في البابين بدون فرق في البين.

ولزيادة التبيين نقول: إن كون دية المرأة ـ وهي العوض المالي عن قتلها ـ نصف ديّة الرجل ممّا حكم به  الفقهاء ويعتبر ـ إلى حد ما ـ من الأحكام المسلمة، ولكنه لا يعدّ تحقيراً للمرأة، لأن قيمة الإنسان ليست بجسمه ودمه حتّى يقيّم على قدر الدية، فلا يوجد فرق بين دية الفيلسوف ودية العامل، لأن الدية في قبال الجسم وليست قبال الروح، فإنّ قيمة الإنسان بروحه وعقله هذا أوّلاً، وأمّا ثانياً: فلأن اختلاف ديّة الرجل والمرأة في الإسلام له علل وأسباب، منها: أن جسم الرجل أقوى من جسم المرأة، وبه يؤمن نفقة العيال، ويتحمّل اقتصاد البيت، كما جاء هذا المعنى بالنسبة إلى مناصفة إرث المرأة، فقتل الرجل في الحقيقة قتل لأسرته؛ لأنه المصدر لرزقها واحتياجاتها، فلذلك كانت ديته ضعف ديتها؛ تغطيةً لنفقات عائلته، وجبراً لما فاتها من خيره وكسبه، بينما قتل المرأة لا يؤثر على الأسرة من الجهات الاقتصادية بشيء، لأن قيام الأسرة ليس على ذمتها، فكانت ديتها تعويضاً عن قتلها فقط.

وبعبارة أخرى Sأن الدية خلافاً لتصور البعض ليست ثمناً للدم، لأن ثمن دم الإنسان بنظر الإسلام يساوي آلاف أضعاف مقدار الدية.. بل يساوي دماء كل البشر لقوله تعالى:(مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنّمَا قَتَلَ النّاسَ جَمِيعاً)([6]).

..وعليه فالدية في الحقيقة جزاء وعقوبة للقاتل، وفي نفس الوقت جبران للخسارة المالية الناشئة من فقد المقتول، فهي عقوبة لردع الناس عن اقتراف القتل، ولكي يحتاط الإنسان في تصرفاته، فلا يرتكب مثل هذا الخطأ الفظيع، وهي جبران للخسارة المالية، لأن فقد القتيل يسبب عجزاً وخللاً لعائلته، فالدية تشغل هذا النقص وتسد هذا العجز، ولما كان الضرر الاقتصادي ناشئاً من قتل النساء وفقدانهن، صارت دية المرأة نصف دية الرجل([7])R.

وفي مقام الجواب عن سؤال قد يثار في البين وهو أن النساء في هذا العصر يشاركن مشاركة فعالة في كثير من الحقول الاقتصادية جنباً إلى جنب الرجل، فهل دية هؤلاء النسوة على النصف من دية الرجل، أم أنها مساوية لديتها؟

يقول آية الله مكارم الشيرازي: Sأشرنا مسبقاً إلى أن لتشريع القانون يلاحظ فيه الحالات العامة والغالبة، لا الحالات الفردية المحدودة، ولا شك في أن مجموع رجال المجتمع أكثر فعالية من مجموع النساء في ذلك المجتمع.

وبتعبير آخر: إن فلسفة وحكمة تشريع القوانين موجودة في الحالة الغالبة والعامة، لا في كل الأفراد، ومع ذلك فإن القانون يطبق على كل الأفراد بلا استثناء حتى أولئك الذين لا تتوفر فيهم حكمة القانون وغاياته. R. ([8]).

 

[1] ـ صحيح مسلم 4: 14.

[2] ـ النساء: 11.

[3] ـ علل الشرائع 2: 293، ط بيروت، جاء ما ذكرناه نقلاً عن مقالٍ تحت عنوان: المرأة في الإسلام والجاهلية، بقلم الشيخ محمد هادي اليوسفي، مجلة رسالة الثقلين العدد 25، سنة 1419هـ .

[4] ـ النساء: 32.

[5] ـ النساء: 11.

[6]ـ المائدة: 32.

[7]ـ بحوث فقهية هامة :148 .

[8]ـ بحوث فقهية هامة: 154.

التفسير نحو من التصديق، لأنّه الحكم بأنّ هذا هو معنىٰ الآية وهو مقصود الله منها، فهذا هو نوع من القضيّة والمسألة. ولذلك فإنّ علم التفسير كالعلوم الاُخرىٰ له مبادئ ومسائل، وكما سبق فإنّه ينبغي أن يؤخذ في تعريفه قيد: «بقدر الطاقة البشريّة».

وإذا أتينا إلى التفسير بالرأي فهو إمّا أن يكون بسبب «الجهل» في مقابل العلم والوعي أو بسبب «الجهالة» في مقابل العقل والورع، حيث انّ أحدهما يرجع الىٰ النقص في العقل النظريّ والآخر يرجع الىٰ النقص في العقل العمليّ. فكلُّ آية تُفسَّر خلافاً للقواعد العلميّة: ﴿يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَة وخلافاً للفضائل النفسانيّة: ﴿يُزَكِّيهِم فتفسيرها تفسير بالرأي، ومن هذه الناحية لافرق بين آيات الدعوة العامّة وآيات الأحكام والمعارف الخاصّة، يعني انّ الأمر الصريح والنص والضروريّ ليس بحاجة الىٰ التفسير سواء كان من سنخ الدعوة والهداية العامّة أو كان ناظراً الىٰ بيان الأحكام الفقهيّة وأمثالها، وأمّا الأمر غير الضروريّ وإنّما هو نظريّ وغير صريح والّذي يدعوا الىٰ الإستفهام والتأمّل فهو يحتاج الىٰ التفسير، وهنا لايصحّ التفسير بالرأي.

ومن التفسير بالرأي التفسير غير المطابق لموازين ومعايير المحاورة والمفاهمة العربيّة وأيضاً غير الموافق لاُصول ولقواعد العلوم العقليّة المتعارفة وكذلك التفسير غير المنطبق مع الخطوط الكليّة للقرآن نفسه و... وامّا التفسير المنهجيّ والعلميّ المصون من الآفات والعيوب المذكورة فهو تفسير جائز وصحيح. والشاهد علىٰ اختصاص التفسير بالرأي بما ذُكر هو انّ النصوص الناهية عن التفسير بالرأي محفوفة بقرائن متعدّدة؛ لأنّه قد جاء في بعض هذه النصوص: «من فسّر القرآن برأيه فقد افترىٰ علىٰ الله الكذب ومن أفتىٰ بغير علم لعنته ملائكة السماء والارض. كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة سبيلها الىٰ النار».[1] ففي هذا الحديث جُعل التفسير بالرأي الىٰ جانب الإفتاء بغير علم، وكلاهما قد اعتبر بدعة. ومن الواضح انّ المقصود من الإفتاء بغير علم هو الإفتاء بالرأي، والاّ فإنّ المجتهد الجامع لشروط الإفتاء وإن كان يبيّن رأيه لكنّ ذلك الرأي العلميّ ليس أبداً مصداقاً للفتوىٰ بغير علم. أمّا في التفسير بالرأي فإنّ الأمر يكون بهذا الشكل.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «قال الله جلّ جلاله: ما آمن بي من فسَّر برأيه كلامي وما عرفني من شبّهني بخلقي وما علىٰ ديني من استعمل القياس في ديني»[2]. ففي هذا الحديث جعل التفسير بالرأي الىٰ جانب تشبيه الخالق بالمخلوق وفي حكم القياس بالدين وكلا الأمرين بعيد عن العلوم المتعارفة والاُصول العلميّة البيّنة، وبالنتيجة فهما من الجهل وليسا من العلم.

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في جواب سؤال حول القضاء والحكومة: «من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ومن فسَّر برأيه آيةً من كتاب الله فقد كفر».[3] في هذا الحديث ذُكر التفسير بالرأي الىٰ جانب الحكم المستند الىٰ الجهل والهوىٰ، أي انّ قضاء الحاكم إذا لم يستند الىٰ العلم الناشئ من الأدلّة والشواهد أو الشهادة واليمين فإنّه مستند الىٰ رأي الحاكم وهواه فحسب. وتفسير القرآن بالرأي هو أيضاً بهذا المعنىٰ، فإذا لم يكن التفسير طبقاً لقانون التفاهم والمحاورة من جهة ومطابقاً للشواهد العقليّة والقرآنيّة من جهة اُخرىٰ وللشواهد الروائيّة في موضع الحاجة وعدم لزوم الدور من جهة ثالثة، فإنّه تفسير مذموم.

ومن الطبيعي أن تكون الشواهد العقليّة والأدلّة العلميّة وما يستنتجه البشر عن طريق العقل لا الوهم والخيال والقياس والظنّ، من جملة مصادر تفسير القرآن وليست جميعها. وعليه فإنّ من اللازم البحث في جميع المعارف القرآنيّة من جهة والتأمّل في جميع الأحاديث وشواهد السيرة وأسباب النزول التابعة من جهة اُخرىٰ. وبهذا تتّضح معاني بعض الأحاديث الناهية عن التفسير بالرأي.

مثلاً، ماجاء عن الإمام الصادق(عليه السلام) من قوله: «ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه [القرآن] إنّ الآية لتنزل أوّلها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متّصل ينصرف علىٰ وجوه».[4] ناظر إلىٰ النهي عن الإستبداد في الرأي في فهم القرآن أو البحث عن كنه وباطن الآيات، أي لايحقّ لأيّ مفسِّر أن يفسّر آية من القرآن اعتماداً علىٰ الشواهد العلميّة والبراهين العقليّة وحدها، ويغفل عن الشواهد النقليّة الأعمّ من القرآنيّة والروائيّة والتاريخيّة، أو أن يقول بالجمع بين الأدلّة العقليّة والنقليّة ويدّعي التوصّل الىٰ معرفة كُنه الآيات ويقول: انّ رأيي موافق لبواطن وأعماق المقصود القرآنيّ. إذاً فمثل هذه الروايات ليست هي بصدد النهي عن أصل التفسير العلميّ ولا تهدف الىٰ منع حجيّة ظواهر القرآن. وكما اُشير سابقاً وهو يظهر أيضاً من التشبيه بالقضاء فإنّ حكم التفسير بالرأي كحكم القضاء بالرأي بين المتخاصمين، إذ انّ هذا الرأي حتّىٰ لو صادف الواقع أيضاً فهو علىٰ الرغم من انّه حكم ذو حُسن فعليّ لكنّ القاضي الجاهل بسبب فقدانه الحسن الفاعليّ ولأجل تجرّيه الوقيح وتجاسره القبيح يستحقّ الجزاء الإلهيّ والعقوبة بالنار. وكذلك حكم التفسير بالرأي. فقد جاء في خصوص باب القضاء: «رجل قضىٰ بحقّ وهو لايعلم فهو في النار»[5] فإذا ما ارتقىٰ رجل سُدّةَ القضاء ظُلماً وزوراً وراح يقضي ويحكم عن جهل فهو من أهل جهنّم، وإن كان حكمه مطابقاً للواقع. نعم يمكن أن تكون عقوبة مثل هذا الحاكم أقلّ من عقوبة الحاكم الّذي يتولّىٰ منصب القضاء بغير علم ويحكم خلاف الواقع أيضاً. وفي مسألة التفسير بالرأي يوجد مثل هذا الفرق أيضاً، ولكنّ أصل الحرمة الفقهيّة وجهنّم الكلاميّة باقية في محلّها. والسبب في منع القضاء بدون علم والتفسير بالرأي هو المبادرة مع الجهل، سواء كان هناك علم بالخلاف أم لا. طبعاً إذا كان لدىٰ مثل هذا المفسِّر علم بالخلاف فإنّ وزره سيغدو أكبر وعقوبته مضاعفة.
 
* آية الله الشيخ جوادي آملي - بتصرّف

[1] . تفسير البرهان، ج1، ص18.
[2] . تفسير البرهان، ج1، ص18.
[3] . نفس المصدر، ص19.
[4] . تفسير البرهان، ج1، ص19.
[5] . البحار، ج75، ص247.

الأحد, 18 آذار/مارس 2018 06:54

كيف نصل إلى أوثق عرى الإيمان؟

 الإيمان ليس على نوع واحد، فعباد الله يختلفون بحسب نوع الإيمان الذي يحملونه. ومن المهم جداً التعرف على هذه الأنواع حتى يعرف الإنسان موقعه وموضعه ومرتبته، وحتى يسعى إلى الحركة والتغيير في سبيل تحسين نوعية إيمانه والرقي به إلى المكانة التي تقربه أكثر من الله عز وجل. وعندما نتكلم عن الإيمان الذي هو أمر باطني ومعنوي، فإن الله عزوجل وأنبياءه وأوصياءه هم المخولون بإعطاء التفاصيل الدقيقة والصحيحة التي تكشف للإنسان هذا البعد الحساس الذي فيه، ومن هنا في سياق الكلام عن أقسام الإيمان سيكون حديث أهل البيت (عليهم السلام) هو الركيزة الأساسية في بيان ذلك.

يمكن تقسيم الإيمان بالنظر إلىٰ رسوخه وثباته أو عدمه إلىٰ ثلاثة أقسام هي:

أولاً: الإيمان الفطري: كإيمان الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام، الذين لا تخالجهم الشكوك، ولا يكونون نهبا للوساوس، لأنّ الله تعالىٰ فطرهم علىٰ الإيمان به واليقين بما أخبرهم عنه من مكنون غيبه.

يقول الإمام الصادق عليه‌السلام: «إنَّ الله جبل النبيين علىٰ نبوتهم، فلا يرتدون أبداً، وجبل الأوصياء علىٰ وصاياهم فلا يرتدون أبداً، وجبل بعض المؤمنين علىٰ الإيمان فلا يرتدون أبداً، ومنهم من أعير الإيمان عارية، فإذا هو دعا وألحَّ في الدعاء مات علىٰ الإيمان»[1].

ثانياً: الإيمان المستودع: وهو الإيمان الصوري غير المستقر الذي سرعان ما تزعزعه عواصف الشبهات ووساوس الشيطان ويُعبر عنه ـ أيضاً ـ بالإيمان المعار كأنما يستعير صاحبه الإيمان ثم يلبسه ولكن سرعان ما ينزعه ويتخلىٰ عنه، ويذهب بعيدا مع أهوائه ومصالحه. عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه‌السلام قال: «أكثر من أن تقول: اللّهمَّ لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير..»[2]. وكان الأئمة عليهم‌السلام يطلبون من شيعتهم الاكثار من هذا الدعاء وذلك أنّ بعض كبار الأصحاب قد تعرضت رؤيته للاضطراب بفعل عواصف الشبهات ودواعي الشهوات، عن جعفر بن مروان قال: إنَّ الزبير اخترط سيفه يوم قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال: لا أغمده حتىٰ أُبايع لعليّ، ثمَّ اخترط سيفه فضارب عليّا فكان ممّن أُعير الإيمان، فمشى في ضوء نوره ثمَّ سلبه الله إيّاه[3].

وفي قوله تعالىٰ: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ..)[4] إشارة إلىٰ هذين القسمين من الإيمان: الثابت والمتزلزل. يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام: «فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرا في القلوب، ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلىٰ أجل معلوم..»[5].

ثالثاً: الإيمان الكسبي: وهو الإيمان الفطري الطفيف الذي نمّاه صاحبه واستزاد رصيده حتىٰ تكامل وسمىٰ إلىٰ مستوىٰ رفيع، وله درجات ومراتب[6].

ويمكن تنمية هذا النوع من الإيمان وترصينه حتىٰ يصل إلىٰ مرتبة الإيمان المستقر، ولذلك ورد في نصائح أمير المؤمنينعليه‌السلام لكميل قوله: «يا كميل إنّه مستقر ومستودع، فاحذر أن تكون من المستودعين، وإنّما يستحقُّ أن تكون مستقراً إذا لزمت الجادَّة الواضحة التي لا تُخرجك إلىٰ عوجٍ ولا تزيلُك عن منهج»[7].

وتجدر الإشارة إلىٰ أنّ للإيمان أربعة أركان يستقر عليها، فمن اتّصف بها كان إيمانه مستقراً، وحول هذه المسألة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام: «الإيمان له أركان أربعة: التوكل علىٰ الله، وتفويض الأمر إلىٰ الله، والرّضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله عزَّ وجل»[8].

كما أنّ للإيمان أربع دعائم معنوية يرتكز عليها، يقول الإمام علي عليه‌السلام: «إنَّ الإيمان علىٰ أربع دعائم علىٰ الصبر واليقين والعدل والجهاد»[9].

وفوق ذلك للإيمان عرىٰ وثيقة تأمن من تمسك بها من السقوط في مهاوي الضلال منها: التقوىٰ والحب في الله والبغض في الله، وتولي أولياء الله، والتبري من أعدائه، ومن الأدلة النقلية علىٰ ذلك، قول الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: «أوثق عرىٰ الإيمان: الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله»[10].

وقد وجه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاصحابه ـ يوماً ـ سؤالاً استفهامياً: “أي عرىٰ الإيمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال: بعضهم الصلاة، وقال بعضهم الزكاة.. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: «لكلِّ ما قلتم فضل وليس به، ولكن أوثق عرىٰ الإيمان: الحبُّ في الله، والبغض في الله، وتولي أولياء اللهوالتبري من أعداء الله»[11].

وأهل بيت العصمة عليهم‌السلام من العرىٰ الوثيقة التي تعصم من تمسك بها عن السقوط في مهاوي الضلال، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام كثيراً ما كان يردد هذه الكلمات: «... أنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقىٰ، وكلمته التقوىٰ...»[12].

لم يكن ذلك منه للتفاخر بل لإلفات النظر إلىٰ أنّ أهل البيت عليهم‌السلام هم العروة الوثقىٰ التي لا انفصام لها، عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: «من أحبَّ أن يتمسك بالعروة الوثقىٰ التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية أخي وحبيبي علي بن أبي طالب فإنّه لا يهلك من أحبه وتولاّه ولا ينجو من أبغضه وعاداه»[13].
 
* الإيمان والكفر وآثارهما علىٰ الفرد والمجتمع - بتصرّف

[1] اُصول الكافي 2: 419 / 5 كتاب الإيمان والكف
[2] اُصول الكافي 2: 73 / 4 كتاب الايمان والكفر.
[3] تفسير العياشي 1: 371.
[4] سورة الانعام 6: 98.
[5] نهج البلاغة، صبحي الصالح: 279 / خطبة 189.
[6] أخلاق أهل البيت عليهم‌السلام، للسيد مهدي الصدر: 100.
[7] تحف العقول: 174.
[8] اُصول الكافي 2: 47 / 2 كتاب الإيمان والكفر.
[9] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 18: 142.
[10] كنز العمال 15: 890 / 43525.
[11] الاختصاص، للشيخ المفيد: 365.
[12] التوحيد، للشيخ الصدوق: 165 باب معنىٰ جنب الله.
[13] معاني الأخبار: 368 ـ 369 باب معنىٰ العروة الوثقىٰ.

الأحد, 18 آذار/مارس 2018 06:52

الآمال والأعمال

الأمنيات والآمال الكاذبة والتافهة أحد الأسباب التي تهيىء الأرضية النفسية للذنب، حيث إن الانسان يطلب السعادة والرقي بدون حركة او عمل ما، ويظل سارحاً في الخيال مرتكباً الآثام والذنوب، ويقول بأن الله جل وعلا هو أرحمّ الراحمين. إن هذا الأمل ليس نقصاً في طريق التكامل فحسب بل أرض مهيئة لإنبات بذور الذنب في نفسية الانسان.

جاء في الآية 218 من سورة البقرة قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

ففي جانب الأمل في هذه الآية الكريمة هنالك الايمان والهجرة والجهاد، وفي المثل القائل في الأسواق: إن المفلس لا يعطى ديناً ولا قرضاً فيجب أن يكون عنده مقدار من المكانة والمال ليطمئن المقابل إليه.

قصة معبرة:

"قال طاووس اليماني: رأيت رجلاً يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب وهو يدعو ويبكي في دعائه فجئته حيث فرغ من الصلاة، فاذا هو علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت له: يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا، ولك ثلاثة ارجو أن تؤمنك من الخوف، احدها انك ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والثانية شفاعة جدك والثالث رحمة الله.

فقال: يا طاووس أما اني ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يؤمنني، وقد سمعت الله تعالى يقول: ﴿فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ (المؤمنون / 101)

وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لأن الله تعالى يقول: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى (الانبياء / 28)

وأما رحمة الله فإن الله يقول: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (الاعراف / 56) ولا أعلم أني محسن (1).

فالنتيجة لابد ان يكون مع الأمل الإيمان والعمل الصالح وإلا فقولنا الحلويات لفظاً لا يجعلنا نتذوقها طعماً.

* الشيخ محسن قراءتي - بتصرّف

(1) بحار الانوار ج 46 ص 89 عوالم ج 18 ص 120.

الأحد, 18 آذار/مارس 2018 06:51

"ديمقراطية العراق .. من فوهة بندقية"

زاد الحديث مؤخراً وطال الجدل، وكثر القيل والقال، بشأن خروج القوات الأجنبية من العراق، وكأن قراراً بديهياً كهذا بحاجة إلى كل هذا الكم من التحليل والتمحيص والاستدلالات لإثبات مساوئ وجود قوات عسكرية على أراض يقول أصحابها إنها ذات استقلال وسيادة.

يقول البعض.. أليس من المخجل والمعيب أن يناقش شركاء العملية السياسية في بغداد وجود قوات عسكرية أجنبية على الأراضي العراقية ؟

البرلمان العراقي حسم كلمته عندما أصدر قراراً يلزم حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي بوضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية الأراضي العراقية بعد انتهاء ملف الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، الحجة التي فتحت أبواب العراق أمام عودة الوجود العسكري الأمريكي بعد مغادرته عام 2011.

وسبق أن قدم البرلمان طلباً إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي للحضور من أجل توضيح المسائل المثارة بشأن الوجود العسكري الأمريكي.

لا يزال البعض يخلط الأوراق من أجل نيل مكاسب سياسية، كتلك المحاولات القائلة بأن ملف "خروج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية" ورقة ضغط على العبادي سياسياً قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها في 12 أيار/مايو المقبل.

ومع أن واشنطن حاولت أن تتهرب من اتفاقياتها مع العراق عام 2011 سعياً منها لإيجاد ذريعة لإبقاء قواتها العسكرية إلا أنها فشلت وسط رفض شعبي وحكومي عراقي آنذاك، ولم تنقضِ سوى ثلاثة أعوام حتى عادت من نافذة القضاء على الإرهاب عام 2014، ورغم انتهاء مسلسل "داعش" لا تزال تناور من أجل البقاء تحت ذرائع مختلفة ومختلقة تنسجم مع مٓن يتلاعب بالثوابت العراقية تحت مظلة الانتخابات المرتقبة.

وبالرغم من أن القضاء على تنظيم "داعش" لم يأتِ إلا بدماء عراقية قدّمها رجالاته من القوات العسكرية والحشد الشعبي، إلا أن البعض من أبناء المنطقة الغربية مازالوا يعتبرون الوجود العسكري الأمريكي مخلّصاً لهم وحامياً لأصواتهم الديمقراطية في المناطق المحررة، وهذا ما يتشبث به صناع "داعش" الذين لا يزالون يتذرعون بمسمى محاربة الإرهاب، وهذا يعيدنا إلى كلمات "جون سوليفان" نائب وزير الخارجية الأمريكي الذي قال "ان الولايات المتحدة لن تكرر خطأ الانسحاب المبكر من العراق" والخروج بنتيجة صارخة، بأن "داعش" خير وسيلة كانت ولا تزال لإعادة الأمريكيين الذين تركوا العراق من أبوابه ليعودوا له من النافذة، فالنافذة هذه مؤمنة ومشرعنة لدى سياسة البعض ممن يتراقصون على أنغام الطائفية.

ومع اقتراب بغداد من رحلة ديمقراطية جديدة، فإن الشارع يتخوف من استمرارية الديمقراطية العراقية المطعّمة بنكهة التدخل الخارجي، حيث إن ما يتجلى من العملية السياسية يفقدها وزن شرعيتها لدى الناخب العراقي، ويزداد التشكيك بالوجود الأمريكي وتعزيز حضوره ودوره في الداخل العراقي، كما أن نشاطه بين شركاء العملية السياسية ينم عن مساعٍ لإدارة الوجه الديمقراطي العراقي بما ينسجم ورغبة واشنطن.

ولعل أكثر ما يخشاه العراقيون المتفائلون بالعملية السياسية رغم رخاوتها ومطباتها، هو أن تتلاعب واشنطن بمقدرات كرسي الحكم في العراق ومستقبله ومرحلته المقبلة المصيرية للبلد بعد انتهاء داعش.

ومما لا شكّ فيه هو أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها الإقليميين يبحثون عن مكانة لهم في العراق الجديد وتحديداً بعد انتهاء ملف داعش وتحرير المناطق الغربية منه، وشرعنة وجودهم بعد طي ملف الإرهاب وذريعة بقائهم.

وكانت قيادات عراقية كشفت قبل أيام عن وجود اتفاق "أمريكي سني" لنشر قوات أمريكية في سهل نينوى وجميع المناطق السنية والمناطق المتنازع عليها للإشراف على الانتخابات المقبلة" ويأتي الاتفاق تحديداً مع "اتحاد القوى".

وحذّر القيادي في تحالف "الفتح" والنائب عن محافظة نينوى "حنين قدو" من عمليات تلاعب واسعة ستحصل في الانتخابات المقبلة لمصلحة "المدعومين أمريكياً". وكان المتحدث باسم ما يدعى بـ "عشائر نينوى العربية" مزاحم الحويت قد كشف في تصاريح سابقة عن تقديم طلب سني "رسمي" إلى الحكومة الأمريكية بشأن إرسال قوات أمريكية للإشراف على الانتخابات المقبلة، مؤكداً أن الجانب الأمريكي وافق على طلبهم.

هنا تقبل واشنطن على تنفيذ مشروعها وسط جو مفعم بالطائفية في الداخل العراقي مع قرب موعد الانتخابات، ما يمهد إلى خطوات تهدف إلى تمزيق البلد سياسياً مروراً بإيجاد حالة من عدم الثقة ما بين بغداد والمنطقة الغربية ما سيدفع إلى وضع متأزم طائفي بامتياز، ختامه "التقسيم".

هنا تتأرجح الديمقراطية وفق ما يتغنى به الغرب والتي تقلدها العراق الجديد، على أكتاف فساد الساسة وانخراط الشارع في الايدلوجيات المذهبية والقومية وصولاً إلى الاقتتال والصراع الداخلي المقيت، إنها ثمار ديمقراطية من فوهة بندقية غربیة.

جاء ذلك في تصريحات لسماحة القائد خلال استقباله حشدا من الشباب والناشئة العازمين على المشاركة في معسكرات "السائرون في طريق النور".

شبکة تابناک الاخبارية: اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، مواهب وطاقات وقدرات جيل الثورة الراهن بانها اكبر مما كانت للجيل الاول واكثر استعدادا لدحر العدو، مؤكدا بان العدو وكما في الاعوام الاربعين السابقة لا يمكنه ارتكاب اي حماقة ضد الشعب الايراني.

جاء ذلك في تصريحات لسماحة القائد خلال استقباله اليوم السبت حشدا من الشباب والناشئة العازمين على المشاركة في معسكرات "السائرون في طريق النور".

يذكر ان برنامج "السائرون في طريق النور" يتضمن تنظيم زيارات يقوم بها المواطنون ومن ضمنهم الشباب والناشئة الى مناطق غرب وجنوب غرب البلاد التي شهدت سوح المعارك والدفاع عن البلاد في مواجهة الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام في الفترة من 1980 الى 1988 .

وقال قائد الثورة، ان القوى الدولية اشعلت حرب الاعوام الثمانية ضد الشعب الايراني بهدف القضاء على الثورة الاسلامية الا ان عظمة وتضحيات وايمان وحكمة وشجاعة ووعي الشباب قد جعلت الحرب تنتهي لمصلحة الشعب وان تصبح الثورة الاسلامية اكثر رسوخا وقوة من الماضي.

وأوضح سماحته، انه حينما تبلورت الثورة الاسلامية ارعبت عظمتها القوى العالمية المعادية، ومن جانب اخر حينما رأو هذه الثورة قد لقيت الترحيب من لدن الشعوب الاسلامية في العالم وفي الدول التي يتولى الحكم فيها رؤساء عملاء لاميركا واطلقت الشعوب الشعارات لمصلحة الثورة الاسلامية، فقد انبروا للقضاء على هذه الثورة مهما كان الثمن.

واضاف، لقد عرفوا بان صدام شخصية تتوفر فيه الارضية اللازمة لايجاد تحرك استعلائي وظالم وانه شخص عدواني.

وتابع قائلا، انه حينما وقعت الثورة الاسلامية لم يكن صدام رئيسا للجمهورية بالعراق لذا فقد اتخذوا الترتيبات اللازمة ليتنحى احمد حسن البكر عن السلطة ويصبح صدام رئيسا لحثه على شن هجوم عسكري على ايران.

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان الجمهورية الاسلامية الايرانية وبايمان شعبها وشبابها تتصدى بنجاح لهجمات الجبهة الاميركية الصهيونية السياسية والمالية والعسكرية والامنية والثقافية الهائلة.

جاء ذلك في تصريح ادلى به سماحة القائد خلال استقباله قبل ظهر اليوم الخميس اعضاء مجلس خبراء القيادة.

واعتبر قائد الثورة، العون الالهي وعدا حاسما وباعثا على الطمأنينة والنشاط لجبهة الحق واشار الى مستقبل ايران الوضاء واضاف، ان تحقق هذا الوعد الالهي رهن باداء المسؤولية من قبل العلماء ومسؤولي البلاد والاجهزة التعليمية والاعلامية في التربية الايمانية للمجتمع والتزامهم العملي بالتقوى وتجنب حياة البذخ وانتهاج العمل الدؤوب وبذل الجهد والصمود.

واشار الى الاهمية السياسية البالغة والمكانة الاستثنائية لمجلس خبراء القيادة واضاف، ان هذا المجلس له في الوقت ذاته جانب علمائي بارز وهو في الواقع مظهر حي للامتزاج بين الدين والسياسة.

واشار آية الله الخامنئي الى الكفاح الشاق والحرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية الضروس التي تخوضها ايران في مواجهة هجمات الاعداء الشاملة واضاف، بطبيعة الحال هنالك من يعترض على هذا الوضع ويتصور بان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي التي شرعت بالحرب الا ان هذا التصور يعد نوعا من الغفلة ذلك لان وجود الجمهورية الاسلامية والدولة الدينية واهداف وطموحات النظام الاسلامي ومنها التوحيد والعدالة الاجتماعية ومكافحة الظلم ودعم المظلوم، قد حدت باعداء الدين لشن الهجمات، مثلما جاء مكررا في القرآن الكريم بان جبهة الحق كانت على الدوام معرضة لهجمات جبهة الباطل على مر التاريخ.

واعتبر سماحته النقطة الثانية في المواجهة المستمرة بين الحق والباطل هي الوعد الالهي الحتمي بانتصار جبهة الحق واضاف، ان تحقق هذا الوعد رهن بالتزام اهل الايمان بشروط كالنية الصادقة والصبر والهمة والصمود.

واعتبر قائد الثورة صمود ونجاحات البلاد في التصدي للهجمات السياسية والمالية والعسكرية والامنية والثقافية لجبهة اميركا والصهيونية الهائلة، بانها تحققت ببركة وجود الايمان والتقوى لدى شرائح واسعة جدا من الشعب والشباب واضاف، ان تضحيات الشعب وظهور اجيال جديدة من الشباب الثوري وامثال الشهيد حججي (الذي استشهد في سوريا على يد ارهابيي داعش)، قد استقطب الى حد بعيد الرعاية والعون من الباري تعالى، حيث ينبغي الارتقاء بالتربية الايمانية للمجتمع من اجل توسيع دائرة الرحمة والعون منه سبحانه.

وصرح سماحة القائد بانه حينما نحظى بالعون الالهي سنتمكن من التصدي لقوى الغطرسة بشجاعة وبفطنة وفاعلية.

واعرب آية الله الخامنئي عن سروره للقوى الثورية الصاعدة وجيل الشباب الواعد في البلاد في جميع المجالات واضاف، ان مجموعات هائلة من الشباب المؤمن والنشط الذي لم ير كذلك مرحلة الامام الراحل والدفاع المقدس (1980-1988) تتابع بصلابة وايمان عميق اهداف الثورة الاسلامية.

ورأى سماحته بان الحركة الشبابية المفعمة بالنشاط في البلاد سترسم لايران مستقبلا وضاء افضل بكثير مما هو عليه اليوم واضاف، بطبيعة الحال فاننا على اطلاع بالمشاكل المعيشية وسائر مشاكل المواطنين لكننا نعتقد في الوقت ذاته بانه لا توجد في البلاد مشكلة غير قابلة للحل، وساتحدث ان شاء الله تعالى حولها مع الشعب في غضون الايام القادمة.

السبت, 17 آذار/مارس 2018 11:00

قضاء الحوائج مفتاح نجاح الأعمال

توجد إشارات عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام): على أن قبول الأعمال العبادية متوقف على قضاء حوائج الإخوان المؤمنين، وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق عليه‌ السلام: «من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتى تقضى له، كتب الله عزّ وجل له بذلك أجر حجّة وعمرة مبرورتين، وصوم شهرين من أشهر الحرم واعتكافهما في المسجد الحرام، ومن مشى فيها بنيّة ولم تقضى كتب الله له بذلك من حجّة مبرورة»[1]. وعنه عليه ‌السلام: «إنّ العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل الله عزّ وجل به ملكين: واحدا عن يمينه وآخر عن شماله، يستغفران له ربّه ويدعوان بقضاء حاجته»[2].
 
ومن أجل أن يتأصّل مبدأ التكافل في وجدان وواقع الناس اتّبع  الإسلام منهج «الترغيب والترهيب» لأجل دفع الأفراد نحو الاتحاد والتعاون والتكافل. فمن جهة الترغيب نجد أحاديث أهل البيت: تُسهب في إيراد الشواهد على الثواب الجزيل الذي ينتظر كلّ من قضى حوائج إخوانه وتبشّره بالأمن يوم الحساب، فعن الإمام الصادق عليه‌السلام: «من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله، كتب الله له ألف ألف حسنة»[3]. وعن الإمام الصادق عليه‌السلام: «من قضى لأخيه المؤمن حاجةً، قضى الله عزّ وجل له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أوّلها الجنة»[4]. وعن الإمام الكاظم عليه‌السلام: «إنّ لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة»[5].

ونجد في الرّوايات معطيات إيجابية يجد ثمراتها الإنسان المؤمن في الدنيا قبل الآخرة كزيادة الرزق، فعن أمير المؤمنين عليه‌السلام: «مواساة الأخ في الله تزيد في الرزق»[6].

وفي مقابل ذلك نجد التحذير الكثير لكل من يقصر في حق إخوانه، ولهذا التحذير والإنذار آثار عملية تتمثّل في المحافظة على الجدار الاجتماعي من أي تصدّع، وفي الحدّ من التحولات الاجتماعية التي تخل بقواعد العيش المشترك، وكشاهد على النمط الأخير ـ أي التحذير ـ يقول الإمام الصادق عليه‌السلام: «من صار إلى أخيه المؤمن في حاجته فحجبه، لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة»[7].

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام: «أيّما رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة، وهو يقدر على قضائها فمنعه إيّاها، عيّره الله يوم القيامة تعييراً شديد، وقال له: أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاؤها في يدك فمنعته إيّاها زهداً منك في ثوابها، وعزّتي لا أنظر إليك اليوم في حاجةٍ معذّباً كنت أو مغفوراً لك»[8]. وعن الإمام الكاظم عليه‌السلام: «من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله، فلم يجره بعد أن يقدر عليه، فقد قطع ولاية الله عزّ وجل»[9].

وهنا نجد أيضاً في الروايات معطيات سلبية لمن أخل بمبدأ الأخوة وما يتطلبه من تكافل وتعاون، فعن الإمام الباقر عليه‌السلام: «من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام له في حاجته، ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر»[10].

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام: «أيّما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخواننا فاستعان به في حاجة فلم يعنه وهو يقدر، ابتلاه الله عزّوجل بأن يقضي حوائج عدوّ من أعدائنا يعذّبه الله عليه يوم القيامة»[11].

وعنه عليه السلام: «ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلاّ خذله الله في الدنيا والآخرة»[12].
  
* التكافل الاجتماعي في مدرسة أهل البيت (ع) - بتصرّف

[1] الكافي 2: 195 / 10 من الباب المتقدم.
[2] الكافي 2: 197 / 6 باب السعي في حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
[3] أصول الكافي 2: 197 / 6 من الباب المتقدم.
[4] أصول الكافي 2: 193 / 1 باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
[5]أصول الكافي 1: 197 / 2 باب السعي في حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
[6] مشكاة الأنوار / الطبرسي: 230.
[7]الاختصاص / منسوب إلى الشيخ المفيد: 31، طبع جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.
[8] الأمالي / الشيخ الطوسي: 99 / المجلس الرابع.
[9]أصول الكافي 2: 366 / 4 باب من استعان به أخوه فلم يعنه من كتاب الإيمان والكفر.
[10] أصول الكافي 2: 366 / 1 من الباب المتقدم.
[11] ثواب الأعمال: 249.
[12] المحاسن / البرقي 1: 99، دار الكتب الإسلامية.