Super User

Super User

الادّعاء أن الدافع للقتل والترويع هو مجرّد القتل فيبدو أمراً تبسيطياً، فإرهابيو القرن الحادي والعشرين يهدفون من خلال المجازر ونشر صوَر وفيديوهات القتل والاغتصاب والسبي، تهجير السكان وإشاعة الصدمة والترويع لإدخالهم في مرحلة "الانهيار الإدراكي" الذي يدفع السكان إلى عدم المقاومة والفرار للسيطرة على الأرض من دون قتال، وهو بالضبط ما فعلته العصابات الصهيونية في القرى الفلسطينية حيث كانت أخبار القتل والحرق والتدمير تسبق الإرهابيين إلى القرى والبلدات، لدفعهم إلى النزوح الجماعي والفرار من أمام آلة القتل الصهيونية القادمة.

يُميّز الباحثون اليوم بين إرهاب جديد وإرهاب قديم، وتُشير بعض الدراسات حول الإرهاب إلى بدايات تشكّل فكرة "الجديد" في مفهوم الإرهاب، إلى أوائل التّسعينات وخاصّة بعد الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك شباط من العام 1993، وهجوم غاز السّارين في مترو الأنفاق في طوكيو عام 1995، ثم أكّد هذا المفهوم الجديد نفسه بعد أحداث 11 أيلول 2001، بينما تشير دراسات أخرى إلى أن المفهوم يعود إلى العام 1986، حين نشرت إحدى المجلات الكندية مقالاً بعنوان "الوجه الخطِر للإرهاب الجديد"، وعرّفته بأنه حرب ضد الغرب من قِبَل شرق أوسطيين، مُدرّبين تدريباً جيداً، مُعبّأين، وينتمون إلى "الأصولية الإسلامية".

وهكذا، نجد أن مؤيّدي مفهوم "الإرهاب الجديد"، يعتمدون على مؤشّرات عدّة للتمييز بين قديم وجديد، أبرزها:

- الدافِع الديني باعتباره السمّة المُميزة للنوع الجديد، ويشيرون تحديداً إلى الإسلام الرّاديكالي، على أساس أنّ الإرهاب القديم كان يهدف إلى تحقيقِ أهدافٍ سياسيةٍ وليست دينية.

- السيطرة على الأرض، فالإرهاب القديم لم يكن يهدف أو يستطيع السيطرة على الأرض بل جلّ ما كان يريده هو التأثير على السلطة السياسية عبر الصدمة والترويع، ويشيرون في هذا الإطار إلى سيطرة داعش على أجزاء كبرى من العراق وسوريا، وسيطرة طالبان على أفغانستان، كتأكيد على هدف الحُكم و"تأسيس الخلافة" بالنسبة للإرهاب الجديد.

- استخدام وسائل أكثر فتكاً وأشدّ ترويعاً من المجموعات التقليدية، فالإرهابي "الجديد" يهدف إلى تدمير المجتمع والقضاء على أعداد كبيرة من السكّان، في حين كان الإرهابي التقليدي يكتفي بانتقاء أهدافٍ مُحدّدة يختارها بدّقة لإحداث تأثير على صانع القرار أو لدفعه إلى تغيير سياساته. إذاً، الإرهابي الجديد يستخدم القتل للقتل أي كغاية بحد ذاته وليس كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية، بحسب رأي بعض الباحثين.

- التمويل، فقد كان الإرهاب التقليدي يتلقى دعماً من مصادر ودول راعية، بينما بات اليوم يؤمّن دخلاً مستقلاً من تجارة الأسلحة والاتّجار بالبشر، وتجارة النفط والقيام بالاستثمارات التجارية، بالإضافة إلى سهولة تلقّي أموال التبرّعات من مُتبرّعين أفراد بعد انفتاح الأسواق المالية وتطوّر وسائل نقل الأموال.

وفي تحليل لما سبق، نجد أن عبارة "الإرهاب الجديد" الذي يحاول الغرب إطلاقها للتمييز بين الحركات المُصنّفة "إرهابية" قديماً بحسب المُصطلح الغربي - والتي كان جزءاً منها حركات التحرّر الوطني من الاستعمار (كالجزائر مثلاً) - وبين الحركات الإرهابية كالقاعدة وداعش وغيرها والتي يدخل تصنيفها ضمن "الحرب على الإرهاب" لتشريعها، ونلاحظ ما يلي:

إن القول إن العامل الديني اليوم هو جديد بالنسبة للدوافع الإرهابية، إنما يغفل قيام العصابات الصهيونية في منتصف القرن العشرين باستخدام الذرائع الدينية لترويع الفلسطينيين وتهجيرهم من إرضهم وقراهم عبر ممارسة الإرهاب والقتل وحرق البيوت، وفي ذلك مزاوجة واستخدام الدين لتغطية الإرهاب، تماماً كما تفعل مجموعات القاعدة وداعش وغيرها اليوم.

أضف إلى ذلك، إلى أن العصابات الصهيونية استطاعت أن تسيطر على العديد من الجغرافيا الفلسطينية وأمنّت للدولة الإسرائيلية التي أنشئت في ما بعد قرار التقسيم 1948، مساحة واسعة من الأراضي لم تكن لتسيطر عليها لو لم تقم تلك العصابات بممارسة الإرهاب على السكان المحليين للسيطرة على أراضيهم بالقوّة.

وفي ما خصّ التمويل والدعم، فقد استطاعت تلك العصابات أن تتلقى دعماً من حكومات "الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وغيرها"، ومن متموّلين يهود عبر العالم، استطاعت التأثير عليهم عبر مؤثّرات ثقافية دينية ورفع شعارات "المظلومية اليهودية" التي تحتاج إلى دعمٍ بشتّى الأشكال والوسائل لرفع الغُبن والظلم عن مجموعات اليهود المنتشرة في العالم وجلبها إلى فلسطين.

أما الادّعاء أن الدافع للقتل والترويع هو مجرّد القتل فيبدو أمراً تبسيطياً، فإرهابيو القرن الحادي والعشرين يهدفون من خلال المجازر ونشر صوَر وفيديوهات القتل والاغتصاب والسبي، تهجير السكان وإشاعة الصدمة والترويع لإدخالهم في مرحلة "الانهيار الإدراكي" الذي يدفع السكان إلى عدم المقاومة والفرار للسيطرة على الأرض من دون قتال، وهو بالضبط ما فعلته العصابات الصهيونية في القرى الفلسطينية حيث كانت أخبار القتل والحرق والتدمير تسبق الإرهابيين إلى القرى والبلدات، لدفعهم إلى النزوح الجماعي والفرار من أمام آلة القتل الصهيونية القادمة.

في النتيجة، لا يبدو أي جديدٍ في إرهاب القاعدة وداعش، بل هو صورة جديدة عن إرهاب مورِس على الفلسطينيين في منتصف القرن العشرين وتمّت تغطيته دولياً بذرائع دينية وأخلاقية. كل ما هو جديد في التمييز بين الإرهاب القديم والجديد، هو تطوّر وسائل التكنولوجيا والاتصالات، بحيث باتت صوَر القتل تنتشر على وسائل التواصل بينما كانت العصابات الصهيونية تبثّها عبر وسائل بدائية "من فم لإذن" أو عبر وسائل الإعلام التقليدية المتوافرة من راديو وتلفزيون.

ليلى نقولا  أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أنها تشعر بـ"قلق" إزاء الأوضاع في مصر قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية، فيما قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن الانتخابات ستُجري بشكل يليق ببلاده.

وخلال مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة الدائم في نيويورك، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة: "نواصل اتصالاتنا مع مصر على كافة المستويات، ونشعر بالقلق إزاء الأوضاع هناك".

تصريح فرحان، الذي لم يوضح فيه طبيعة هذه الاتصالات ولا نتائجها، جاء ردا على أسئلة صحفيين بشأن موقف الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، من حملة توقيفات أمنية طالت معارضين مصريين قبل الانتخابات.

وتجرى الانتخابات الرئاسية المصرية في الخارج أيام 16 و17 و18 مارس/ آذار الجاري، فيما تجرى داخل مصر أيام 26 و27 و28 مارس/آذار الجاري.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري بشأن تصريح المتحدث الأممي من السلطات المصرية، غير أنها عادة ما تقول إن العملية الانتخابية تجرى في أجواء نزيهة.

وخلال اجتماع له مع قادة الجيش والشرطة في مقر وزارة الداخلية، اليوم، قال السيسي إن الانتخابات الرئاسية ستجري بشكل يليق بمصر ويصنع المستقبل والأمل، بحسب التلفزيون الرسمي.

ورفضت الخارجية المصرية الأربعاء الماضي، ما جاء في تقرير لمفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، أعرب فيه عن قلقه العميق بشأن ما أسماه بـ"مناخ التخويف السائد" في سياق الانتخابات.

وردا على هذا التقرير، قالت الخارجية، في اليوم نفسه، إن "ما يتم اتخاذه من إجراءات قانونية ضد أي فرد استند إلى مخالفات قانونية تم اقترافها وفقا لإجراءات قانونية سليمة".

وكان المحامي اليساري، خالد علي، تراجع، في يناير/ كانون الثاني الماضي، عن اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية، ليلحق بالعسكري المتقاعد، الفريق أحمد شفيق، والسياسي محمد أنور عصمت السادات، لأسباب تتعلق بالمناخ السياسي في البلاد.

وفي الشهر ذاته، استبعدت الهيئة الوطنية للانتخابات(مستقلة) اسم رئيس الأركان الأسبق، الفريق سامي عنان، من كشوف الناخبين، بعد أن أعلن اعتزامه الترشح، وذلك إثر إعلان الجيش المصري مخالفته قوانين منظمة للشأن العسكري في البلاد.

ويتنافس في رئاسيات مصر 2018 مرشحان هما، السيسي، الذي يسعى إلى فترة رئاسية ثانية من أربع سنوات، ورئيس حزب الغد(ليبرالي)، موسى مصطفى موسى، الذي أعلن قبيل أيام من ترشحه تأييده السيسي.

اكد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، ان ايران لها موقف صريح وجاد في محاربة التكفير والتطرف والارهاب لا كما يدعي البعض بأنها تدعم التطرف و انها تحارب التطرف باقواله ويرسل جيوشا، ويحارب الارهاب والتطرف بالأموال وغيرها  وقال الشيخ الملا، ان 'المتتبع الى جذور الثورة الاسلامية في ايران منذ اندلاعها عام 1979 الى اليوم، ومنذ قيادة الامام الخميني (قدس سره) والى تولي مرشد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله) لقيادة الثورة الاسلامية في ايران، الذي تصفح في تاريخ هذه الثورة ورجالاتها يتضح انها ثورة الاعتدال وثورة ذم التطرف وصناعة التعايش'.

واضاف الملا، ان 'الجمهورية الاسلامية في ايران كان لها موقف واضح وصريح على المستوى السياسي والديني والشعبي في الاوضاع التي جرت في العراق منذ عام 2003 الى يومنا هذا، وماجرى ايضا في سوريا ومصر وليبيا وأي مكان فيه بؤر الارهاب، والموقف اصبح واضحا من خلال محاربة تنظيم داعش الارهابي هذا التنظيم الذي يشهد لدمويته القريب والبعيد والمؤمن والكافر والصديق والعدو'.

وشدد على أن 'الكل يشهد بأن تنظيم داعش هو من أشد التنظيمات الارهابية اجراما وسفكا للدماء بغض النظر عن كون هذا التنظيم هو صناعة امريكية او اسرائيلية، بالنتيجة انه تنظيم متطرف ومنبوذ من كل العالم، والجمهورية الاسلامية كان لها موقف واضح وصريح في دعم العراق وسوريا لاجل محاربة هذا التنظيم'.

واشار الشيخ الملا 'لابد أن نفرق ما بين دعم الجمهورية الاسلامية لنظام سياسي ودعمها لحرب ضد تنظيم إرهابي، الجانب الذي لايريد الاعداء تسليط الضوء عليه هو أن الجمهورية الإسلامية كانت تريد محاربة هذا التطرف سواء كان في العراق أو غير العراق، أي انها تدعم مشروعا اسلاميا وحدويا ينهي التطرف سواء كان هذا التطرف شيعيا او سنيا'.

ولفت قائلا 'انني سمعت في أحد المؤتمرات للوحدة الاسلامية للسيد الخامنئي (حفظه الله) وهو يتحدث فيه عن التطرف السني والتطرف الشيعي وكان يشير في حديثه الى ان التطرف السني منابعه من امريكا وان التطرف الشيعي منابعه تاتي من بريطانيا'، مشيرا 'هذا يدل على ان الجمهورية الاسلامية في ايران وان هذه الثورة بين جنباتها مشروعا وهو مشروع الوحدة الاسلامي والوقوف مع المظلومين'.

وتابع رئيس جماعة علماء العراق ان 'ما تعانيه الجمهورية الاسلامية اليوم من حصار ومن محاربة وغيرها كل ذلك لانها تقف مع القضية الفلسطينية فهي من الدول الاولي والحكومات والشعوب الاولي التي تقف الى جانب القضية الفلسطينية والمقاومة'.

واكد ان 'الاختبار الاكبر للجمهورية الاسلامية كان موقفها يتجسد من خلال وقوفها ضد تنظيم داعش الارهابي، وانا استغرب غاية الاستغراب عن الذين يتحدثون عن الجمهورية الاسلامية في ايران ويتهمونها في بعض الاحيان بالارهاب، لماذا لايتحدثون بأن الجمهورية الاسلامية وبقيادة السيد الخامنئي كانت من الدول الاولى التي حاربت الارهاب'.

واستطرد 'لا اقول سرا ان العراق كان على جرف من الانهيار الكامل وان العراق يستباح من اوله الى اخره ومن شماله الى جنوبه لولا الموقف الرجولي والاسلامي والانساني من الجمهورية الاسلامية الى العراق وهذا طبعا أتى من القيادة الايرانية ومن السيد الخامنئي مباشرة.' مذكرا 'كذلك المواقف التي جرت في سوريا وكادت سوريا ان تسقط بيد الارهاب من أولها إلى آخرها ولكن صمدت سوريا وصمد شعبها بفضل الله عز وجل اولا وبفضل دعم الجمهورية الاسلامية ثانيا'.

ولفت الملا الى ان 'مواقف الجمهورية الاسلامية تدل على انها صاحبة مشروع ومشروعها يختلف تماما عن الآخرين فالآخرين مشروعهم (فرق تسد) من خلال زرع الفتنة واللعب على اوتار الطائفية'.

وشدد على ان 'الجمهورية الاسلامية اليوم لاتحتاج مني ولا من غيري أن يوضح موقفها من محاربة الإرهاب، وأن ما تعانيه الجمهورية الاسلامية اليوم من حرب وحصار وضغط دولي، سببه انها حاربت التطرف والارهاب والتكفير وعقدت مئات المؤتمرات فأكثر من 300 مؤتمر اقامت في هذه الفترة لاجل نبذ التطرف واحترام الخصوصية ووحدة المسلمين ومنع التكفير وما شابه ذلك'.

واكد ان 'ايران لها موقف صريح وجاد في محاربة التكفير والتطرف والارهاب لاكما يدعي البعض بأنه يحارب التطرف، فهو يحارب التطرف باقواله ويرسل جيوشا للضفة الثانية ويدعم بالاموال وغيرها التطرف والارهاب'.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ سبب إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، هو الاختلاف بشأن الاتفاق النووي الإيراني.

ولفت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أنه اختلف مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون على عدة مواضيع بينها اتفاق إيران النووي.

وقال ترامب في تصريح صحفي مقتضب، "لقد كنّا متوافقين في الواقع، لكننا اختلفنا على أمور. عندما تنظر إلى الصفقة الإيرانية، أعتقد أنها رهيبة، فيما اعتقد هو أنها مقبولة. أردنا إما أن نخرج من الاتفاق أو نعدله، ولكن موقفه كان مختلفاً. بالنتيجة فنحن لم نفكر بنفس الطريقة".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنّ وزير خارجيته الجديد مايك بومبيو، سيسعى إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف ترامب، أنّه ووزير الخارجية الجديد على نفس الموجة دائمًا.

وكان ترامب قد أعلن عبر مدونته في "تويتر"، قبل قليل، عن إقالته لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، مشيرا إلى أنه عين محله مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو وإنه اختار جينا هاسبل نائبة بومبيو لتكون المديرة الجديدة للمخابرات المركزية.

ينطلق "معرض الرياض الدولي للكتاب" الأربعاء القادم تحت شعار "الكتاب.. مستقبل التحول"، بمشاركة نحو 500 دار نشر تقدم أكثر من 60 ألف عنوان كتاب.

وزارة الثقافة السعودية قالت في بيان الأحد إن الدورة الجديدة التي تستمر لعشرة أيام "تشمل أكثر من 60 ألف عنوان كتاب في مختلف فروع المعرفة ولجميع الفئات العمرية".

وإلى جانب عرض وتسويق الكتب يقيم المعرض 50 فعالية تتضمن ورش عمل ولقاءات تدريبية للمؤلفين الجدد، وحوارات فكرية وأمسيات شعرية إضافة إلى حفلات توقيع الكتب.

وقال عبد الرحمن بن ناصر العاصم، المشرف على المعرض، إن من أبرز فعالياته هذا العام "ماراثون الترجمة" الذي يقام بمشاركة واسعة من المترجمين بــ "هدف إثراء النشاط الثقافي في المملكة".

وبينما تحل الإمارات "ضيف شرف" المعرض هذا العام، تكرم وزارة الثقافة السعودية في حفل الافتتاح خمس مبادرات قرائية "أسهمت في خدمة ودعم القراءة والكتاب في المملكة، بهدف إيجاد بيئة عمل ثقافية تنافسية بين المجموعات، وتشجيع المجتمع على العطاء الثقافي والمعرفي".

المعرض يستمر حتى 24 آذار/مارس الجاري بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.

الثلاثاء, 13 آذار/مارس 2018 05:05

شُبهات وتساؤلات حول المرأة (7)

قيل من قديم : إنَّ المرأة هي عنصر الخطيئة والشر، وإن المرأة شيطان صغير، وإن للمرأة يداً في كل جريمة وخطأ يرتكبه الرجال، وقد جاء في بعض النصوص هذا الوصف للمرأة... فيا ترى ما هو معنى ومفهوم الشر في هذه الأقوال والأحاديث.؟

* * * * *

ينظر الإسلام إلى أن الوجود كله خير، لأن الوجود إما أنه هو الله عز وجل، وإما أنه مخلوقاته، وكلها خير. ونستطيع أن نستكشف هذه الحقيقة من خلال الآية التالية، حيث يقول تعالى: (الّذِيَ أَحْسَنَ كُلّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ)([1])، وتؤكد هذه الآية الشريفة أن كل ما خلقه الله فقد خلقه حسناً وخيراً.


أنواع الخير والشر
إن الخير والشر على نحوين:

النحو الأول: الخير المطلق والشر المطلق. أما الخير المطلق فهو الوجود غير المتناهي، وهو وجود الله سبحانه وتعالى، وهكذا سائر الوجودات بالنظر إلى ذواتها. وأما الشر المطلق فهو العدم المطلق.

النحو الثاني: الخير النسبي والشر النسبي. أما الخير النسبي فهو الوجود المحدود، وكذلك الشر النسبي فهو ينطبق على الوجود المحدود. مثلاً وجود الإنسان بما أنه محدود فخيره نسبي وشره نسبي، ومثال الشر النسبي الصدق فهو يتصف بالخير، ولكن في ظروف أخرى يتصف بالشر كما لو تَرَتَّبَت على الصدق مفسدة كبيرة، كتأديته لقتل مؤمن، والكذب أيضاً يتصف بالشر، ولكن في ظروف أخرى يتصف بالخير كما لو تَرَتَّبَت عليه مصلحة معينة، كالإصلاح بين المؤمنين، أو إنقاذ حياة مؤمن، وأيضاً هناك موجودات هي من جهة خير، ومن جهة أخرى شر، كما في الحشرات؛ فإن وجودها من جهة الإنسان شر، ولكن لنفسها خير، وهذا ما يطلق عليه الموجودات والصفات المتصفة بالخير والشر باعتبار الجهات أو الخير والشر الإضافي.

وصف المرأة بالخير والشر:
والآن هل أن وجود المرأة واتصافها بالخير أو الشر من النحو الأول أو الثاني؟ من الواضح جداً أن المرأة كالرجل في أن اتصافها بالخير أو الشر نسبي وبلحاظ الظروف والجهات، فإذا كان وجودهما لأجل الله تعالى، واتصفا بالإيمان والتقوى والعطاء فوجودهما خير، وأما إذا ارتكبا المعاصي والطغيان والتمرد وخلع زيّ العبودية فيتصف وجودهما بالشر، من دون أدنى فرق بين الرجل والمرأة، وأما اتصاف المرأة بالشر محضاً فليس بصحيح لا ذاتاً؛ لأنها من مخلوقات الله المتصفة بالخير، ولا عرضاً دائماً.

أما ما ورد في بعض النصوص من وصف المرأة بالشر، فغير ناظر إلى ذاتها وجنسها وواقع وجودها، بل بلحاظ الافتتان بها والتعلق بها بحيث إذا استخدمت فتنتها عادت بالشر على الرجل وعلى نفسها وعلى المجتمع عموماً.

وأما إذا كبحت جماح شهواتها، وعادت لتكون عنصر توازن واعتدال، وسارت وفق موازين الشرع والعقل والعرف، تصبح مؤمنة فاضلة، بل تفوق الكثيرين من الرجال في الفضل، ولذلك ضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون والسيدة مريم (عليها السلام) من الأولين، وما جاء عن النبي(ع) في حق السيدة خديجة والزهراء(عليها السلام)  من الآخرين.
 


[1] ـ السجدة: 7.

في موقف مشرّف رفضت بطلة الجودو الجزائرية أمينة بلقاضي مواجهة مصارعة إسرائيلية في إطار بطولة العالم للجودو التي تقام حالياً في المغرب، بعد أن اختيرت بحسب القرعة لمواجهتها في وزن أقل من 63 كيلوغرام، الخميس المقبل، إلا أنها فضّلت الإنسحاب.

وتخرّجت بلقاضي من مدرسة الرمشي للجودو وهي بطلة أفريقيا في هذا الوزن.

وقد لقي قرار المصارعة الجزائرية ترحيباً كبيراً بين الجزائريين، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اكتسب الملف النووي الإيراني أهمية كبيرة منذ عدة سنوات، نظراً لتطور طهران في هذا المجال إلى مستويات متقدمة تمكنها من استغلال الطاقة النووية لأغراض سلمية، وشهد هذا الملف تقدماً لا بأس به خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن مع وصول دونالد ترامب إلى رأس السلطة في الولايات المتحدة العام الماضي، تعقدت الأمور من جديد وأخذت منحىً استفزازياً للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

هذا المشهد لم تكن "إسرائيل" بعيدة عنه بل كانت تراقب ما يجري لحظة بلحظة عبر مؤسساتها البحثية ووسائلها الإعلامية وأجهزتها الأمنية لتقويض هذا المشروع ومنعه من التقدم والقضاء عليه بجميع الوسائل المتاحة نظراً لخطورته عليها من وجهة نظرها، فالكيان الإسرائيلي لا يريد أحداً سواه يمتلك هذه التقنية لكي يضمن التفوق العسكري والتكنولوجي في المنطقة ويبعد خطر كل من يهدد وجوده.

ولكي يتحقق ما تصبو له "إسرائيل" تم طرح العديد من الخطط لمواجهة الملف النووي الإيراني، أبرزها ما تحدّث عنه تامير باردو، وهو الساعد الأيمن لرئيس "الموساد" مئير داغان في عام 2003، حيث نقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية حواراً معه، يوم الثلاثاء الماضي، يعتقد الرجل أن لدى إسرائيل ثلاثة خيارات؛ أولها غزو إيران عسكرياً، والثاني إحداث تغيير في النظام في إيران، أما الثالث فهو إقناع القيادة السياسية الحالية بأن الثمن اللازم لمواصلة المشروع النووي أكبر من المكاسب الناتجة عن وقفه. وبما أنّ الخيارين الأول والثاني غير واقعيين، فلم يبق سوى الخيار الثالث وهو اتخاذ إجراءات علنية وسرّية من شأنها الضغط بشدّة على قادة إيران، حتى يقرروا التخلي عن البرنامج النووي.

وبحسب المجلة، كان داغان موافقاً على خطة باردو وطورها إلى مقاربة جريئة خماسية الأضلاع:

الضغط الدبلوماسي الدولي الثقيل، والعقوبات الاقتصادية، ودعم الأقليات الإيرانية وجماعات المعارضة لمساعدتها على الإطاحة بالنظام، وتعطيل شحنات المعدات والمواد الخام النووية، وأخيراً العمليات السرية، بما في ذلك تخريب المنشآت وعمليات الاغتيال المستهدفة للشخصيات الرئيسية في البرنامج النووي.

ولإنجاح الخطة تم إضفاء الطابع الرسمي على التعاون الرباعي بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومكتب الأمن القومي الأمريكي و"الموساد" وجهاز المخابرات العسكرية العامة الإسرائيلية "أمان" من خلال اتفاق تعاون بين قادة البلدين في ذلك الوقت، الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يهدف لتبادل المعلومات الاستخباراتية.

كما أطلقت وكالات الاستخبارات الأمريكية ووزارة الخزانة، إلى جانب وحدة "سبير" التابعة للموساد والمتخصصة في الحرب الاقتصادية، حملة شاملة من التدابير الاقتصادية لإضعاف المشروع النووي الإيراني. كما شرعت الدولتان في محاولة لتحديد المشتريات الإيرانية من المعدات اللازمة للمشروع، ولا سيما المواد التي لا تستطيع إيران تصنيعها، بهدف وقف الشحنات ومنعها من الوصول إلى وجهتها. استمر هذا الأمر لسنوات خلال فترة إدارة بوش إلى عهد باراك أوباما، بحسب "بوليتيكو".

وتناولت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، تفاصيل مقاربة إسرائيلية استهدفت إيران وبرنامجها النووي، أبرزها سياسة اغتيال العلماء، ولفتت المجلة إلى أن النقاشات حول الاتفاق النووي الإيراني طغت على نقاشات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال لقائهما الأخير في واشنطن، حيث اتفق الطرفان على خطورة المشروع النووي الإيراني على أمن إسرائيل.

ولكن هل تمكنت "إسرائيل" وداعموها من منع إيران من التقدم في المجال النووي أو وقف هذا النشاط؟!

كما ذكرنا تحاول واشنطن وتل أبيب الدفع نحو منع هذا البرنامج من إحراز أي تقدم مهما كلف الثمن، لكن هناك عجز واضح في التأثير على طهران لعدة اعتبارات:

أولاً: إيران تعتبر لاعباً لا يستهان به حسب اعتراف الإسرائيليين والأمريكيين ويعتبرونها عنيدة جداً، لكونها وبحسب ادعائهم قامت بتدشين العديد من المنشآت النووية المحصنة جداً أسفل الأرض وفي مناطق متباعدة وبشكل مضلل، ما يجعل من المستحيل على سلاح الجو الإسرائيلي ضرب جميع هذه المنشآت النووية، وهذا الكلام نشرته أيضاً شعبة الاستخبارات الإسرائيلية "أمان".

ثانياً: من الصعب جداً على أجهزة الاستخبارات العسكرية أن تحصل على معلومات دقيقة عن النشاطات النووية الإيرانية وإلى أي درجة تقدّمت، لكون إيران تملك خبرات كبيرة في إحباط عمليات التجسس وقد أحبطت العديد منها خلال السنوات الماضية.

ثالثاً: الحل الوحيد بالنسبة للدول التي تحارب إيران هو مواجهتها اقتصادياً وسياسياً، عبر ممارسة الضغوط عليها في الداخل والخارج، ودعم كل من يقف في وجهها مهما كان انتماؤه، فالصهاينة لا يقبلون بأن يتحداهم أحد في التكنولوجيا والمعلومات والعسكر وبما أن إيران أحرزت ما تخاف منه "إسرائيل" كان لا بدّ من مواجهتها، وفي هذا السياق ترى إسرائيل أنه يتوجب الاعتماد على واشنطن في تجنيد الضغط اللازم على الدول التي تمدّ إيران بالأجهزة والمعدات اللازمة لمنشآتها النووية.

بالرغم من كل فعلته واشنطن وتل أبيب للوقوف في وجه طهران، لم تتمكنا ولا بأي شكل من الأشكال من إضعاف إيران أو حتى ثنيها عن مبادئها التي تعمل عليها منذ انتصار الثورة، فنحن نتحدث عن بلد متماسك يمتلك شعوراً قومياً وحسّاً وطنياً عالياً يصعب اختراقه وقد شاهدنا ذلك في المحاولات الأخيرة لدعم الاحتجاجات في إيران والتي انتهت خلال أسبوع واحد خلافاً لما كان يخطط له الصهاينة والأمريكيون.

الأحد, 11 آذار/مارس 2018 05:46

شُبهات وتساؤلات حول المرأة (6)

وردت في المصادر الإسلامية نصوص تنهى عن مشورة النساء وإطاعتهن، فقد جاء عن النبي (ع)  قوله: «شاوروهنّ وخالفوهن»([1])، وعنه (ع): «من أطاع النساء فقد هلك»([2]).

فهل يمنع الإسلام فعلاً من مشاورة المرأة وإطاعتها؟!.

* * * * *

مشاورة النساء
قبل الإجابة عن هذه الشبهة، ينبغي أن نتعرف إلى نظرية الإسلام في الاستشارة، فنقول: المشاورة هي طلب الرأي من الآخرين في حل مشكلة عند المستشير، وقد دعا إليها الإسلام كثيراً، قال تعالى: «وَأَمْرُهُمْ شُورَىَ بَيْنَهُمْ»  ([3])، وقال تعالى: «وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ»   ([4]).

وقال رسول الله (ص): «لن يهلك امرؤ عن مشورة»([5])، وعن أمير المؤمنين (ع): «لا يستغني العاقل عن المشاورة»([6]).

إلى غير ذلك مما ورد في الحثّ على المشاورة وتحبيبها؛ لكي يسود هذا الأدب الإسلامي الرفيع آراء الناس وقراراتهم، فلا يستبد المرء بفكره، ولا يقنع بنتاج إدراكه دونما مراجعة الآخرين.

والملاحظ في هذه النصوص التي بلغت من الكثرة ما يمكن دعوى تواترهاR، أنها لم تخصص المشاورة بالرجال دون النساء، ودلالة الآيتين على إطلاق حكم المشاورة الشامل للرجل والمرأة واضح، وكذلك إطلاق الروايات.

نعم، وردت في السنة الشريفة أوصاف للمستشار، كالعاقل والخاشع والخائف ربه والرشيد، وذوي العلم والتجارب، ولم يرد ولا في حديث واحد الأمر بتخصيص الاستشارة بالرجال.

علاوةً على ذلك، فإن سيرة النبي (ص) تكشف بوضوح عن أنه لا مانع من مشاورة المرأة  وإطاعتها من حيث إنها امرأة، ففي صلح الحديبية نرى أنه (ص) أخذ بقول المرأة وذلك حين دخل (ع)  خيمة أم سلمة، وكان غاضباً غضباً شديداً، فنهضت إليه وقالت:

يا رسول الله، ما بك؟

فقال (ص):« أمر عجيب!! لقد أمرت الناس مراراً أن ينحروا قرابينهم، ويقصُّّوا شعورهم، ويحلوا أحرامهم، فلم يستجب لأمري أحد، ولم يطيعوني، مع أنهم سمعوا قولي وهم ينظرون إليّ ».

فقالت أم سلمة:« يا رسول الله، قم وانحر قربانك، وسيتبعك الناس حتماً.»

فتناول النبي (ص) السكين وساق الهدي وذبحه، وحين رأى الناس ما فعله (ص) أقبلوا على هديهم ونحروها([7]).

وبعد هذا كله، يمكننا أن نطمئن بأن الإسلام يدعو إلى الاستشارة، ولا يحصرها بالرجال دون النساء، أما تلك الروايات التي تنهى عن مشاورة المرأة، فلا بد فيها من ملاحظة الأمور التالية:

أولاً: أن معظم هذه الأخبار  - إن لم يكن جميعها - لا يمكن الركون إليها لعدم نهوضها وارتقائها إلى مستوى الدليل، لجهالة بعض رواتها أو ضعفهم، ويلاحظ ذلك كل من بحث عن حال رواتها في علم الرجال.

ثانياً: على فرض صدورها، فمن الغريب جداً إرادة ترك مشاورة المرأة التي تعرف بالكياسة والحزم والعقل، والذي يؤكد ذلك ما جاء عن الإمام الصادق (ع) : «إياك ومشاورة النساء إلا من جرّبت بكمال العقل»([8]).

وهذا شيء طبيعي، إذ الإسلام منع من مشاورة الأحمق والبخيل والجبان والكذّاب، سواء أكانت هذه صفات للرجال أم للنساء، وعلى هذا فجميع النصوص التي تمنع من مشاورة المرأة يجب أن تقيد بما ذكره الإمام الصادق (ع)  ، لا أن المراد منها ترك مشورة المرأة بعنوان أنها امرأة، بل يختص المنع لأجل عدم تجربة لها، وهذا كما قد يكون في المرأة يمكن وجوده في الرجل أيضاً، وإنما خصت المرأة بالذكر؛ لغالبية عدم التجربة عندها.

ثالثاً: أن الاستشارة إنما هي طلب الرأي للوصول إلى الصواب، وللوصول إلى ذلك لابد وأن يطلق جانب العقل والتعقل بعيداً عن الانفعالات العاطفية، والمرأة غالباً لا تستطيع أن تتخلص من العاطفة في تفكيرها، فكل ما تراه مشوبٌ بالعاطفة، وبالتالي فلا يمكنها في الأعم الأغلب أن تعطي رؤية واقعية تعقلية محضة فيما تستشار به، في حين ـ وكما قلنا ـ إن المستشير غالباً يطلب نصح المشير لحل مشكلته. وبما أن نظرة المرأة غالباً تشوبها العاطفة، فهي عندما تعطي المشورة لا تنظر إلى أكثر من الواقع القريب الذي تعيش فيه، بينما الرجل فبفضل ما أتاه الله من نظر ثاقب وبما اكتسبه من تجارب في الحياة، فإن مشورته في الغالب تكون أقرب إلى الصواب؛ لأنه ينظر إلى عواقب الأمور بمنظار بعيد.

رابعاً: هناك بعض الموارد التي أثبت الإسلام حق المرأة في استشارتها، كما في مسألة زواجها، فلا يجوز لأحد أن يستقل في أمر زواجها دون أن يستشيرها لتقرر بنفسها.

عدم إطاعة المرأة
وأما بشأن عدم إطاعة المرأة، فالنهي الوارد إنما هو في الأمور التي تخالف الشريعة المقدسة والعقل السليم، التي يكون منشؤها غالباً العواطف والإحساسات والتعلقات، والتي تمنع من اتخاذ تصميم وقرار سليم صائب. ومما يكشف عن إرادة ذلك ما ورد عن رسول الله(ص)«من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في النار، قيل: يا رسول الله، وما تلك الطاعة؟ قال: تطلب منه الذهاب إلى الحمامات والعرسات والعيدان والنيّاحات والثياب الرقاق فيجيبها»([9])، وقد ورد عن الإمام علي (ع)  مثله، وعلى ضوء هذا النص يفسر كل ما ورد فيه النهي بشكل مطلق عن طاعة المرأة.

وأما ما ورد في كلام الإمام علي(ع)   في عدم إطاعة المرأة حتى في المعروف في قوله: «ولا تطيعوهنَّ في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر»([10]) فإنه خارج عن نطاق المعروف الشرعي الواجب امتثاله قطعاً، فالمراد من الحديث - ولو صح أنه من كلام أمير المؤمنين(ع) هو المعروف الجائز والراجح الرائج في المجتمع، ويمكن أن نعبر عنه بالمعروف العرفي، فلا بأس بإطاعة الرجل للمرأة فيه، ولكن لا ينبغي للرجل أن يكثر من الإطاعة للمرأة في هذا النوع حتى لا تستغل كثرة هذه الإطاعة من الرجل فتطمح بإطاعة الرجل لها في جميع متطلباتها، ولو اقتضى ذلك ارتكاب المنكر فهو في الواقع منع وقائي وهو من صلاحيات الرجل ولوازم قيمومته على الزوجة؛ وذلك لمصلحة الحياة الزوجية والأسرة والمجتمع، وسيأتي البحث عن معنى قيمومة الرجل على المرأة وفلسفتها في الأبحاث القادمة إن شاء الله.


[1] ـ بحار الأنوار 77: 167.
[2] ـ بحار الأنوار 77: 167.
[3] ـ الشورى: 38.
[4] ـ آل عمران: 159.
[5] ـ المحاسن 2: 436.
[6] ـ غرر الحكم 441.
[7] ـ أعلام النساء: حياة أم سلمة، الكامل في التاريخ 2: 139 .
[8] ـ بحار الأنوار 103: 253.
 [9]ـ من لا يحضره الفقيه 1: 115.
[10] ـ بحار الأنوار 32: 247.

ما لم يفصح عنه الأميركيون صراحة، خاصة بعد إعلان الاستراتيجية الأمنية الأميركية الجديدة هو الإصرار على الوجود العسكري والنفوذ السياسي في العراق وسوريا، بعد أن باتت إيران مصدراً لتهديد الأمن القومي الأميركي، جنباً إلى جنب مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية كمصادر لتهديد هذا الأمن. فالواضح أن الولايات المتحدة تعمل الآن بعد هزيمة "داعش" في الموصل، وفق ثنائية: محاربة ما تبقى من تنظيم "داعش" والتنظيمات القريبة منه، وتحجيم النفوذ الإيراني للحد من تهديداته المتزايدة، على الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة.

عاد الأميركيون عسكرياً إلى العراق بعد انسحابهم منه نهاية عام 2011، وكان المبرر أو الدافع لهذه العودة، هو القتال ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي استطاع أن يوسع نفوذه بقوة في العراق وسوريا، ويعلن عن تأسيس ما يسمى"دولة الخلافة الإسلامية" من الموصل، في حزيران/يونيو 2014.

فقد تزعّم الأميركيون تحالفاً دولياً لتحرير العراق من "داعش"، وبغض النظر عن تقييم الدور الأميركي في هذه الحرب، وما يروج عن العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بهذا التنظيم الإرهابي، فإن الولايات المتحدة ربطت وجودها الجديد في العراق بالقتال ضد "داعش"، وهذا ما أكدته الحكومة العراقية ورئيسها حيدر العبادي، لذلك كان السؤال الأهم الذي فرض نفسه مباشرة في العراق وخارجه عقب الإعلان العراقي الرسمي عن هزيمة التنظيم على لسان العبادي، في الثامن من أيلول/ديسمبر هو: متى سيخرج الأميركيون من العراق؟ لم يكن الأميركيون بعيدين عن معنى تردد هذا السؤال بكثافة في الأوساط العراقية، مع اقتراب هزيمة "داعش" في الموصل، لذلك بادر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في زيارته الأولى للعراق (20 شباط/فبراير 2017)، بتأكيد أمرين، أولهما: أن "الجيش الأميركي ليس في العراق للاستيلاء على نفطه"، وكان حريصاً على تصحيح ما كان قد ورد على لسان رئيسه دونالد ترامب، من تصريحات أثارت غضب العراقيين، وكان قد تحدث فيها عن حقوق للأميركيين في نفط العراق، وانتقد بشدة قرار سلفه الرئيس السابق باراك أوباما بالانسحاب من العراق.

أما الأمر الثاني فكان تأكيد "دعم بلاده الكامل للعراق في حربه على الإرهاب وفي مجالات أخرى"، وزاد موضحاً: "مجيئنا من أجل دعم العراق وتأكيد استمرار العلاقة، والدعم بعد داعش". هذا يعني أن ماتيس كان حريصاً على إعلان أن هناك أموراً أخرى، غير "داعش"، تفرض الوجود العسكري الأميركي، وأن هذا الوجود سيستمر بعد ذلك.

ما لم يفصح عنه الأميركيون صراحة، خاصة بعد إعلان الاستراتيجية الأمنية الأميركية الجديدة هو الإصرار على الوجود العسكري والنفوذ السياسي في العراق وسوريا، بعد أن باتت إيران مصدراً لتهديد الأمن القومي الأميركي، جنباً إلى جنب مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية كمصادر لتهديد هذا الأمن.

فالواضح أن الولايات المتحدة تعمل الآن بعد هزيمة "داعش" في الموصل، وفق ثنائية: محاربة ما تبقى من تنظيم "داعش" والتنظيمات القريبة منه، وتحجيم النفوذ الإيراني للحد من تهديداته المتزايدة، على الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة.

إذا كانت هذه هي حقيقة النوايا الأميركية، فإن إيران وحلفاءها في العراق يدركون هذه الحقيقة وخطورتها على العراق، وعلى النفوذ والمصالح الإيرانية، لذلك كان التوجه نحو تفجير قضية الوجود العسكري الأميركي في العراق، والمطالبة برحيل الأميركيين اعتماداً على أن هذا الوجود مرتبط بالحرب ضد الإرهاب.

جاءت البداية من فصائل تابعة للحشد الشعبي، وامتدت إلى البرلمان العراقي، ثم دخلت إيران المواجهة مباشرة بتصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني في زيارته للعراق (17 شباط/فبراير 2018)، التي طالب فيها خلال مؤتمره المشترك مع نوري المالكي، نائب الرئيس العراقي والمنافس القوي لرئيس الحكومة حيدر العبادي في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ما سمّاها "جبهة المقاومة الإسلامية" بأن تحول دون انتشار القوات الأميركية تدريجياً في شرقي الفرات، وهو يقصد هنا الوجود العسكري الأميركي في سوريا والعراق.

وقال عقب لقائه مع إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي، إن "أميركا هي أهم مشكلة في الشرق الأوسط"، وإن "إيران والعراق وسوريا، من خلال تعاونهما المستمر، لن تسمح للأميركيين بالنفوذ في مناطق يقطنها الكرد"، وهو يعني التركز العسكري الأمريكي في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية، شرقي نهر الفرات في سوريا، ووجودها في كردستان العراق.

حلفاء إيران في العراق، وخاصة بعض فصائل "الحشد الشعبي" اعتبروا أن تصريحات ولايتي "تحمل ضوءاً أخضر إيرانياً، لخوض مواجهة مع الأميركيين". وهذا ما دفع إلى التساؤل: هل ستقع هذه المواجهة، وهل يمكن أن يدخل "الحشد الشعبي" في معركة مقاومة للوجود العسكري الأميركي في العراق؟ وكيف ستؤثر أجواء الانتخابات العراقية على هذا الاحتمال سلباً أو إيجاباً؟ خصوصاً بعد حدوث مفارقة انتخابية كبرى، بدخول "تحالف الفتح" الذي يضم فصائل في "الحشد الشعبي" شريكاً في "تحالف النصر" الذي يتزعمه رئيس الحكومة حيدر العبادي، بالمشاركة مع "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، لخوض معركة الانتخابات، بدلاً من أن يتحالف "تحالف الفتح" مع ائتلاف "دولة القانون" المنافس، بزعامة نوري المالكي، الذي يطالب برحيل الأميركيين.

هل سيلتزم "الحشد الشعبي" بموقف الحكومة، أم سيخرج عليها ويلبي نداء إيران، ويعيد حساباته مع العبادي ويعود إلى نوري المالكي، ومن ثم يفجر التحالف الانتخابي قبل أن يبدأ؟

أسئلة مهمة تجعل من الوجود العسكري الأميركي محوراً مهماً وحاكماً في الانتخابات العراقية، وتربط بين هذه الانتخابات ومستقبل الوجود العسكري الأميركي في العراق.

د. محمد السعيد إدريس