
Super User
رئيس البرلمان العراقي من الكويت: نرغب بالانفتاح على الدول العربية
قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، اليوم الأحد، إن لدى بلده رغبة جادة بالانفتاح على الدول العربية وتوثيق علاقاتها معها بما يخدم المصالح المشتركة.
جاء ذلك خلال لقائه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الصباح في الكويت التي وصلها الجبوري يوم أمس السبت في إطار زيارة رسمية غير معلنة المدة.
وذكر بيان للبرلمان العراقي ، أن الجانبين بحثا "التطورات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، والجهود العربية والدولية لدعم الاستقرار في المناطق المحررة والعمل على إعمارها وإعادة العوائل النازحة إليها".
ونقل البيان عن الجبوري قوله، إن العراق لديه "رغبة جادة بالانفتاح على أشقائه العرب وتوثيق علاقته مع الجميع وبما يخدم المصالح المشتركة".
وأضاف، "نتطلع لبدء صفحة جديدة مع محيطنا العربي، وأن يكون للدول الشقيقة دور في إعادة تأهيل مدننا المتضررة جراء الإرهاب، وإزالة كل العوائق التي تعترض عودة النازحين إلى مناطقهم المحررة".
وثمن الجبوري، "دعم دولة الكويت حكومة وشعبا للعراق وعلى كافة المستويات لاسيما الملفين الإغاثي والإنساني المقدم للعوائل النازحة".
من جانبه جدد أمير دولة الكويت موقف بلاده الثابت في دعم العراق والوقوف إلى جانبه في حربه ضد الإرهاب، مؤكدا حرص الكويت المشاركة في إعمار المناطق المحررة وتقديم كل أشكال المساعدة وفي كافة المجالات.
وكانت الكويت قد احتضنت منتصف شباط/فبراير الماضي مؤتمرا دوليا للمانحين لإعادة إعمار المناطق المدمرة جراء الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي والتي استمرت ثلاث سنوات وانتهت أواخر العام الماضي.
ويقول العراق إنه بحاجة إلى 88 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
بن سلمان يصل مصر أول محطة خارجية له منذ توليه منصبه كولي عهد السعودية
وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، مساء الأحد، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في يونيو/حزيران الماضي.
وبث التلفزيون المصري مراسم وصول بن سلمان إلى مطار القاهرة على رأس وفد كبير، وكان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال بيان صادر من الديوان الملكي نشرته وكالة الأنباء الرسمية "واس" إن الزيارة تأتي بناءً على توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز واستجابة للدعوة المقدمة له من الرئيس المصري.
وأشار البيان إلى أن بن سلمان سيلتقي خلال الزيارة السيسي "وعدد من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك"
وفيما لم يحدد الديوان الملكي تفاصيل أكثر عن القضايا المطروحة ومدة الزيارة، قال بيان للرئاسة المصرية إن الزيارة ستتواصل لـ3 أيام.
بينما نقلت وسائل إعلام محلية بمصر، عن مصادر (لم تسمها)، في وقت سابق، إن السيسي وبن سلمان "سيبحثان أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وعددا من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة على رأسها تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك".
وزيارة بن سلمان إلى مصر تعد أول زيارة خارجية له منذ تنصيه وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017.
وتأتي الزيارة غداة إقرار المحكمة الدستورية العليا (أعلى محكمة بمصر)، في حكم نهائي، أمس، صحة إقرار اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة والرياض، التي تقضي بأحقية السعودية في جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر.
ولم يعلن بعد موعد لتسليم الجزيرتين من مصر للمملكة.
وسبق أن زار بن سلمان مصر 4 مرات منذ تولي السيسي حكم البلاد (2014)، إحداها في عام 2016 وثلاث أخرى في عام 2015، والتقى آنذاك، السيسي ومسؤولين مصريين.
ومن المقرر أيضا أن يزور ولي العهد السعودي لندن 7 مارس/آذار الجاري، بخلاف زيارة أخرى مقررة لواشنطن في الفترة 19 إلى 22 مارس/آذار الجاري.
وتعد السعودية أكبر داعم اقتصادي وسياسي للسلطات المصرية في السنوات الأخيرة.
القاهرة: اجتماع في لندن الثلاثاء لبحث استراتيجية مواجهة "داعش" فكريًا
أعلنت القاهرة، اليوم الأحد، المشاركة في اجتماع لبحث استراتيجية المواجهة الفكرية والإعلامية لتنظيم "داعش" الإرهابي، في العاصمة البريطانية لندن.
ووفق بيان لوزارة الخارجية المصرية، اليوم، "تشارك مصر في اجتماع مجموعة العمل الخاصة باستراتيجية الاتصال التابعة للتحالف الدولي ضد داعش، والمقرر عقده في لندن الثلاثاء المقبل".
وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد، إن "الاجتماع ينعقد في ظل وجود توافق دولي متزايد بأن الانتصار العسكري على داعش في سوريا والعراق ليس نهاية المطاف، وأنه لا سبيل للقضاء على التنظيم الإرهابي نهائيًا دون تحقيق الانتصار على الساحة الفكرية ودحض خطاب التطرف".
وأوضح أبو زيد، حسب البيان ذاته، أن الاجتماع سيناقش خطة المواجهة الفكرية والإعلامية لتنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية المماثلة من خلال 3 محاور: أولها "بحث مواجهة خطاب التطرف عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو شبكة المعلومات المشفرة، التي تستخدمها جماعات الإرهاب لأغراض التجنيد والتمويل أو الحصول على السلاح".
وتابع أن المحور الثاني "يرتكز على انتقال ساحة المعركة من أرض الواقع إلى العالم الافتراضي وضرورة قيام المؤسسات الدينية المختلفة بإمداد شبكة المعلومات ووسائل الاتصال بأفكار وخطب لنشر صحيح الإسلام المعتدل".
أما المحور الثالث فيركز على "مناقشة مسؤولية وسائل الإعلام التقليدية ودور الصحف المختلفة في الحرب على داعش"، وفق أبو زيد.
وأعلنت مصر، في 9 فبراير/شباط الماضي، تنفيذ عملية عسكرية شاملة عبر تدخل جوي وبحري وبري وشرطي، مواجهة عناصر مسلحة في شمال ووسط سيناء (شمال شرق) ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، دون تفاصيل عن مدة العملية.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، عقد اجتماع وزراء دفاع دول التحلف الدولي ضد داعش في لندن، لبحث آخر التطورات في سوريا والعراق، وتعميق التعاون بخصوص المقاتلين الأجانب الذين يغادرون المنطقة، وقضايا تتعلق بتحقيق استقرار طويل الأمد في العراق عام 2017.
والتحالف الدولي ضد داعش تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، يضم أكثر من 20 دولة، بينها مصر والسعودية، ويهدف لمحاربة داعش، ووقف تقدمه في العراق وسوريا بعدما سيطر التنظيم على مساحات شاسعة في البلدين.
مناورات إسرائيلية - أميركية لمواجهة تهديدات صاروخية!
بدء مناورات إسرائيلية - أميركية لمواجهة في فلسطين المحتلة تحاكي حرباً شاملة ولمواجهة تهديدات صاروخية من عدة جبهات من خلال استخدام منظومات دفاع جوي عدة كـ "حيتس" و"القبة الحديدية"، وتستمر المناورات حتى منتصف الشهر الجاري. وتأتي هذه المناورات في ظل تصاعد حدة التصريحات الإسرائيلية بشأن احتمال اندلاع مواجهات عسكرية على عدة جبهات.
بدأت صباح اليوم الأحد في فلسطين المحتلة مناورات عسكرية ضخمة بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي، تحاكي حرباً على جبهات عدة، كالجبهة مع لبنان وسوريا وغزة، وقد أُطلق عليها اسم "جونيبر كوبرا".
ويشارك في هذه المناورات حوالي 2500 جندي أميركي و2000 جندي إسرائيلي من قسم الدفاع الجوي، وذلك بهدف تحسين جاهزية التصدي لتهديدات صاروخية من خلال استخدام منظومات "حيتس" و"القبة الحديدية" و"مقلاع داود" و"باتريوت".
وتنطلق المناورات المشتركة لمواجهة أية سيناريوهات حرب محتملة على أي من الجبهات الثلاث، وستحاكي وصول قوات أميركية إلى "إسرائيل"، على إثر تعرضها لهجوم صاروخي على جبهات مختلفة، واختبار استخدام منظومات صاروخية مختلفة، وسفن حربية ومقاتلات ومروحيات وطائرات بدون طيار، وستستمرّ حتى منتصف أذار/ مارس الجاري.
ورست السفينة الحربية الأميركية العملاقة "أوس آيو جيما" في ميناء حيفا، حيث تقلّ 30 مقاتلة ومروحية، ونحو 2500 من مشاة البحرية الأميركية.
وتوصف "آفا جيما" بأنها أقوى حاملة طائرات أميركية، ووظيفتها إسناد القوات البرية في الحروب حيث كانت شاركت في حروب كثيرة بينها الحرب الأميركية على العراق والحرب الاسرائيلية الثانية على لبنان.
وسبق أن أجرت الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي سلسلة تدريبات ومناورات تحاكي اندلاع حرب على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وبالتزامن سيبدأ في منطقتي الجليل الأسفل ومرج يزراعيل تمرين مشترك للجيش الاسرائيلي والشرطة، يستمر أربعة أيام.
وتأتي هذه المناورات في ظل تصاعد حدة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن احتمال اندلاع مواجهات عسكرية على عدة جبهات وخاصة لبنان.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مضمون الاتصالات الأميركية بين لبنان وإسرائيل للتوصل لاتفاق حول حقول الغاز والنفط البحرية، وقالت إن "إسرائيل" تتعامل بجدية مع التهديدات اللبنانية الأخيرة على ضوء تسلح "حزب الله" بصواريخ متطورة.
وكان سيناتور أميركي قد كشف عن رغبة إسرائيلية بضرب المدنيين اللبنانيين وشنّ حملة ضد حزب الله اللبناني، في مؤتمر صحفي عقده بعد عودته من الأراضي المحتلّة.
من جهته، أكد قائد الجيش اللبناني جوزف عون أن لبنان جاهز لمواجهة أي عدوان إسرائيلي بكل إمكاناته المتاحة، أو لأيّ محاولة إسرائيلية لقضم جزء من الحدود البرية والبحرية اللبنانية.
ويشار إلى أن هذه هي المرة التاسعة التي تجري فيها هذه المناورات منذ العام 2001، ويعتبر التمرين هذا العام الأكبر للجيش الإسرائيلي والأميركي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
من يقرع الباب یسمع الجواب
حين أصرّ الأميركيون على أسلوبهم المتعالي، واعتقادهم بأنّهم قوّة لا تُقهر، وضع الرئيس بوتين عناصر القوّة الرّوسية على الشاشة كي يروا أنّهم لن يتمكّنوا بعد اليوم من التلاعب بمصير البشر.
حالما أنهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابه السنوي أمام "الجمعية الاتحادية الروسية"، سارعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى الاتصال بالرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، وكذلك فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليتباحثوا ويعبّروا عن قلقهم الجدّي بشأن تصريح بوتين عن الأسلحة النووية، ويؤكّدوا أن هذه التصريحات تحرف المناقشات البنّاءة بين روسيا والغرب.
كما ذهب مسؤولون وإعلاميون إلى اتّهام الرئيس بوتين بإعادة إشعال فتيل الحرب الباردة، ولكنّ الإعلام الغربي، كعادته، تناسى أنّ من بدأ الحديث عن الأسلحة وضرورة تطويرها في خطابه السنوي هو ترامب، الذي قال في خطاب حال الاتحاد في 30 كانون الثاني/يناير 2018: «وكجزء من دفاعنا، يجب علينا أن نُجري تحديثاً ونُعيد بناء ترسانتنا النووية، ونأمل ألّا نضطرّ أبداً إلى استخدامها، بل أن نجعلها قوية جداً، وذات قدرة عالية حتى تردع أيّ أعمال عدوانية تقوم بها أيّ دولة أخرى أو أيّ كيان آخر. ولعلّ يوماً ما في المستقبل ستكون هناك لحظة سحرية تجتمع فيها بلدان العالم لإزالة أسلحتها النووية».
ولكنّ الولايات المتحدة هي التي تقف حجر عثرة في طريق التوصّل إلى اتفاق عالمي شامل لمنع انتشار الأسلحة النووية؛ فقد دعت روسيا مراراً، وآخرها دعوة الوزير لافروف، يوم 28 شباط/فبراير 2018، جميع بلدان العالم إلى الانضمام لعملية نزع السلاح النووي. كان ذلك في كلمة ألقاها لافروف في مؤتمر نزع السلاح في جنيف، حيث عبّر عن قلق موسكو من المواقف الأميركية الجديدة في استراتيجيتها النووية، وخاصّة رفع دور الأسلحة النووية، وخُطط نشر صواريخ القدرة التدميرية المحدودة، التي تحاول أن تطوّق روسيا من كلّ مكان.
فقد قال الرئيس بوتين إنّ واشنطن رفضت كلّ المقترحات الروسية لتسوية قضية منظومة الدرع الصاروخية. وبالعودة إلى خطاب ترامب، فقد طلب من الكونغرس «إنهاء الخفض الخطير لنفقات الدفاع والتمويل الكامل لقواتنا المسلّحة العظيمة». وفي هذا الصّدد، فإنّ زيادة ميزانية الدفاع الأميركية هذا العام، الزيادة فقط، تكاد تُضاهي ميزانية روسيا الدفاعية.
لم يكتفِ ترامب بذلك، بل خصّ روسيا والصين بجرعة من الكراهية والتهديد المبطّن، حين قال: "في جميع أنحاء العالم، نواجه أنظمة مارقة، وجماعات إرهابية، ومنافسين مثل الصين وروسيا، وجميعها تتحدى مصالحنا واقتصادنا وقيمنا، وفي مواجهة هذه الأخطار الرهيبة، فإنّنا نعلم أنّ الضعف أضمن طريق للنزاع، وأنّ القوّة التي لا مثيل لها هي أضمن الوسائل للدفاع الحقيقي المتين عن أنفسنا".
يجب أن نطبّق حقّ الدفاع عن النفس وامتلاك القوّة الرادعة على روسيا أيضاً، التي تواجه أعمالاً استفزازية تمارسها الولايات المتحدة وأوروبا، من عقوبات اقتصادية إلى نشر 400 صاروخ لمنظومة الدرع الصاروخية الأميركية، التي ستنتشر قرب الحدود الروسية، إلى تعليق محادثات الأمن السيبيري، فتمديد العقوبات الأميركية والأوروبية عليها.
لقد أكّد الرئيس بوتين في خطابه أن: "روسيا تطوّر ترسانتها النووية من أجل حثّ الشركاء الغربيين على التفاوض والإصغاء إلى التحذيرات الروسية بشأن عدم جواز الإخلال بميزان القوى الاستراتيجي في العالم. وأنها تطوِّر أسلحة استراتيجية ردّاً على انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة الدفاع الصاروخي المضادّ، ونشرها عناصر منظومة الدرع الصاروخية على الأراضي الأميركية وفي أوروبا وفي المياه بالقرب من السواحل الروسية، إضافةً إلى خططها لنشر صواريخ في اليابان وكوريا الجنوبية".
إنّ التناقض المسعور في تصرّف الإعلام الغربي بين ردود فعله على خطاب ترامب وردود فعله على خطاب بوتين يؤكّد، من دون أدنى شكّ، أنّ الإعلام الغربيّ أصبح إحدى أدوات الحرب للنظام الغربي الاستعماري، وأنّ إحدى أولويات روسيا والصين ودولنا جميعاً يجب أن تكون، أولاً وقبل كلّ شيء، اجتراح أدواتٍ إعلاميّة توصل الأصوات الحقيقية إلى أذان السامعين والمشاهدين والمهتمّين، ولا تدعُ الساحة العالمية فضاءً مفتوحاً لمن يدّعون أنهم يقودون العالم بينما هم ينهبون ثرواته ويُشعلون الحروب في كلّ مكان ويسلبون الدول والشعوب مصادر ثرواتهم المحلّية بقوّة السلاح، وبادّعاءات واهية بالحرص على الحرّية وحقوق الإنسان والمدنيين.
ولكنّ السبب الأساسيّ الذي أثار ذعر الغربيين ودعاهم إلى التناجي بسرعة وقلق بشأن خطاب الرئيس الروسي أنّ خطاب بوتين، المرفق بالصور عن الأسلحة القادرة والمتطورة، كان إيذاناً حقيقياً بأنّ روسيا قطب عالمي جديد لا يمكن الولايات المتحدة أو الغرب أن يتجاهلوه بعد اليوم.
وبما أنّ الغرب وواشنطن بالذات قرّرا أن يركّزا على قوّة السلاح، كما بدا واضحاً من خطاب ترامب، فإنّ بوتين أسمعهما صوت روسيا أيضاً بالقول لهما إنّ ميزانية الدفاع الروسية قد لا تكون عالية لأننا ننتج بكلفة قليلة أسلحة متطوّرة لا يمكنكم ردعها أو اعتراضها. واعترافات المعلّقين في الكيان الصهيوني بأنّ الأسلحة الروسية متقدّمة على الأسلحة الأميركية بجيل أو جيلين يفسّر حالة الهذيان التي أُصيب بها المسؤولون الغربيون بعد خطاب بوتين.
لقد فهم الرئيس بوتين، بقيادته الحكيمة، مغزى كلّ التصريحات الأميركية المتعلّقة بروسيا والسلاح النووي وما تحت النووي، وأظهر لهم بالصورة القدرات الرّوسية لكي يعلموا، أنّهم حين يتحدّثون عن روسيا ويفرضون العقوبات عليها، بينما تُصرّ هي على استخدام عبارة "الشركاء الغربيين"، لكي يعلموا أنّ هذا ليس من منطلق ضعف، بل من منطلق محاولة تجنيب العالم حرباً باردة أخرى أو صداماً نووياً أو غير ذلك، ولكن حين أصرّ الأميركيون على أسلوبهم المتعالي، واعتقادهم بأنّهم قوّة لا تُقهر، وأنّ بلدهم فوق مستوى البلدان، وضع الرئيس بوتين عناصر القوّة الرّوسية على الشاشة كي يروا أنّهم لن يتمكّنوا بعد اليوم من التلاعب بمصير البشر. ولم يُغفل أن يذكر "أنّ روسيا ستردّ فوراً على استخدام السلاح النووي ضدّها أو ضدّ حلفائها إذا ما تعرّضوا لأخطار من القوى الأخرى".
لقد قرع ترامب الباب في خطاب الاتحاد في 30 كانون الثاني/ يناير 2018، وسمع الجواب من موسكو في 1 آذار/ مارس 2018... من يقرع الباب يسمع الجواب.
إنّ القطب الروسي الجديد يخطّ أسلوباً في التعامل ويكسب صدقية تساهم في تعرية القوى الاستعمارية واستهانتها بكرامة الشعوب الأخرى وأمنها وسلامتها.
بثينة شعبان مفكرة عربية
ما يلجم المواجهة بين أميركا والصين
رغم الخطر الصيني الذي تقره استراتيجية الأمن القومي الأميركية إلا أن عدداً من الاقتصاديين الأميركيين يدافع عن العلاقة مع بكين. تجمع أميركا والصين مصالح مشتركة. تحول اعتبارات اقتصادية ومالية دون مواجهة مباشرة وكاسرة بين الطرفين. الصين أكبر دائن للولايات المتحدة. لكن "طريق الحرير" الصيني يهدد التفوق الأميركي. الموقف معقّد. الصين بالنسبة لواشنطن شريك وخصم في آن معاً. هنا مقال يفنّد أبرز المصالح المتشابكة في صراع الدول الكبرى والتحديات التي تنتظر الصين وروسيا. تستند المقالة إلى آراء الخبير الاقتصادي والاستراتيجي البروفسور جاسم عجاقة وهي جزء من ملف "2018.. المخاض العسير".
"دعوا الصين تربح، فهذا جيد لأميركا". هذا خلاصة ما توصّل إليه جوشوا كورلانتزيك من "مجلس العلاقات الخارجية الأميركي" في صحيفة "واشنطن بوست". الصين باتت اليوم أكبر دائن للولايات المتحدة الأميركية. تعتمد الأخيرة على الودائع الصينية في مصارفها. تشابك المصالح الاقتصادية والتجارية بين البلدين وصل إلى مستوى يجعل تبعات أي مواجهة عسكرية صعبة على الطرفين.
رغم ذلك يعتري الغضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ صعوده قمة السلطة في بلاده. هدّد مرات عدة بالتصعيد دون أن ينعكس هذا التهديد بإجراءات عملية على الأرض.
فصادرات الصين إلى الولايات المُتحدة الأميركية تُشكل 19% من إجمالي صادرات الصين (463 مليار دولار أميركي). في حين تُصدّر الولايات المُتحدة الأميركية ما يوازي 115 مليار دولار أميركي للصين. عجز الميزان التجاري الأميركي الناتج من هذا التبادل يبلغ نحو 347 مليار دولار أميركي. بمعنى آخر هناك نحو 347 مليار دولار أميركي تذهب سنوياً من الاقتصاد الأميركي لتصب في الصين.
الجدير ذكره أن شراء الصين لسندات الخزينة الأميركية كان هدفه ربط اليوان الصيني بالدولار الأميركي بشكل غير مباشر. ينتج من ذلك أن ضعف الدولار يُضعف اليوان الصيني تلقائياً. هذا يُعطي أفضلية للصادرات الصينية التي تبقى أسعارها تنافسية مقابل البضائع الأميركية والعالمية.
في الواقع مقولة "دعوا الصين تربح، فهذا جيد لأميركا" ما هو إلا تعبير عن الاستراتيجية التي يدافع عنها عدد من الاقتصاديين الأميركيين. يرى هؤلاء أن المُجتمع الصيني ما زال فقيراً، وبالتالي فإن دخول الأموال إلى الصين سيرفع من المستوى الاجتماعي للصينيين. من شأن هذا الأمر أن يؤدي إلى نشوء سوق تجاري هائل للبضائع الأميركية من منطلق أن الماكينة الإنتاجية الصينية لن تستطيع تلبية الصينيين في هذه الحالة.
المصالح الأميركية.. الصين لا روسيا
من منظور أميركي، تفوق المصالح الصينية الأميركية أهمية المصالح الروسية الأميركية، خصوصاً على صعيد الإستثمارات. باستثناء بعض المدن، ما زال المُجتمع الصيني مجتمعاً فقيراً. عدد من المدن الصينية ما زال يفتقد الكهرباء. من هنا يأتي الاهتمام الأميركي بقطاع الطاقة الصيني. هذا الاهتمام بالصين هو ترجمة للقدرة الاستهلاكية التي سيشكّلها السوق الصيني في حال فتحت الأبواب لرؤوس الأموال الأميركية. لكن هذا التوجه دونه شرط أساسي هو أن تتناسب القوانين الصينية مع الاستثمارات الأميركية وهذه إحدى المطالب الأميركية. القوانين الصينية ما زالت ذات طابع شيوعي لا يتلاءم وطبيعة النظام الرأسمالي الأميركي الذي يُقلّل كثيراً من دور الدولة في الإنتاج. في حين أن النظام الشيوعي يضع كل شيء تحت سيطرة الدولة. هذا الواقع يلجم شهية الأميركيين على الاستثمار في الصين.
في المقابل يرى الأميركيون في السوق الروسي (144 مليون شخص) سوقاً ضعيفاً مع فقدان القدرة الشرائية لقسم كبير من الروس. قلة الإهتمام هذه يُمكن ملاحظتها من خلال العقوبات التي فرضتها الولايات المُتحدة، ولاحقاً الأوربيون، على روسيا كنتاج لسياستها الخارجية.
في مطلق الأحوال يجب معرفة أن المصالح الاقتصادية الأميركية هي المُحرّك الأساسي للسياسة الخارجية الأميركية. بالتالي يُمكن استنتاج الاهتمام الأميركي بالصين أكثر من روسيا.
طريق الحرير.. التنين خارج معقله
عام 2013 أعلنت الصين عن إطلاق "طريق الحرير" الجديد والطموح. في أيار مايو عام 2017 احتفلت بإطلاق مبادرة تحت عنوان "الحزام والطريق". يجري الحديث عن إنفاق صيني بنحو 150 مليار دولار سنوياً في الدول الـ 68 التي وافقت على المشاركة في المبادرة. كثير من الدول التي انضمت إلى المبادرة سبق لها أن انضمت إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية.
"طريق الحرير" هي من أكثر السياسات الخارجية طموحاً. تعمل على الاستثمار في البنى التحتية لمجموعة من الدول التي تمرّ فيها هذه الطريق. ينطوي التخطيط الجديد على طرق بحرية إضافة إلى الطرق البرية. هذه الإستراتيجية تستخدمها الصين حالياً في أفريقيا ومن غير المتوقع أن يكون هناك عائدات قبل سنوات عدة. لكن الصين تعتمد على قدرتها الإنتاجية التي ستُعطيها قدرة تنافسية مقارنة بمعظم الدول حيث ستمر هذه الطريق.
المشروع الضخم الذي يمر عبر عشرات الآلاف من الطرقات البرية والجسور، سيُشكّل تجربة غير مسبوقة لقدرة دولة على تمويل وإنجاز هذا الكم الهائل من مشاريع البنى التحتية. يبقى السؤال عن ردّة فعل الأميركيين. من الواضح أنهم سيكونون من أكثر المتضررين في حال تنفيذه نظراً إلى امتداده إلى قلب الأسواق الأوروبية، والآسيوية والأفريقية.
أسعار النفط.. ما يجمع الخصوم
في حال تحسّن الاقتصاد العالمي فإن تداعياته ستنعكس مباشرة على أسعار النفط. هذا بديهي بحكم أن أسعار النفط ترتبط بثلاثة عوامل: العرض والطلب، وسعر صرف الدولار الأميركي، إضافة إلى المُضاربة في الأسواق المالية.
إذا ما اعتبرنا أن تحسن الاقتصاد العالمي سينعكس على الطلب في ظل اتفاقية لجم الإنتاج التي تتبعها منظمة الأوبك وروسيا، فإن الأسعار سترتفع حكماً. إلا أن ارتفاع الأسعار هذا سيدفع شركات النفط الصخري الأميركي إلى رفع إنتاجها وبالتالي سيزيد العرض ومعه ستُلجم أسعار النفط ويُمكن أن تنخفض من جديد إذا ما تخلّت دول الأوبك وروسيا عن الإتفاقية أو رفعت شركات النفط الأميركية إنتاجها بشكل كبير.
إن أسعار نفط مُرتفعة في ظل بدء تحسّن الإقتصاد العالمي وخاصة الأميركي، سيكون له تداعيات سلبية على هذا النمو. لذا إقتصادياً السعر المنطقي الذي يعكس الطلب والعرض الحالي هو 60 دولار أميركي للخام الأميركي. من هنا نرى أن ارتفاع أسعار النفط سيُقابله ارتفاع في العرض وسيمضي العام 2018 على تأرجح بين 55 إلى 70 دولار أميركي للبرميل الواحد.
بالطبع الدول المُستهلكة للطاقة في ظل تحسّن الإقتصاد ستتضرر من ارتفاع الكلفة. على رأس هذه الدول الصين والهند والولايات المُتحدة الأميركية. لذا يتوقع أن يلعب النفط الصخري الأميركي دوراً أساسياً في لجم هذا الارتفاع. في المقابل ستتحسّن القدرة الاستثمارية في دول الخليج وروسيا وسيكون لهذا الإرتفاع آثار إيجابية على نموها الاقتصادي وعلى عجز موازناتها.
تحديات الصين
بالنسبة إلى الصين هناك مجموعة تحديات تنتظرها عام 2018 هذه أبرزها:
- التحسن في الاقتصاد العالمي يجب أن ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الصيني بحكم أن الناتج المحلي الصيني هو بقسم كبير منه ناتج من التصدير. لذا يبرز التحدي الأول في كيفية تعظيم هذه الاستفادة في ظل وجود عدد من المنافسين من دول جنوب شرق آسيا. انخفاض الاستثمارات الصينية في الفترة التي تلت أزمة عام 2008 ستفرض إعادة النظر بها تحت طائلة فقدان القدرة التنافسية.
- يبقى السوق الداخلي للصين ضعيفاً، ما يجعل الصين عرضة لتقلبات الاقتصاد العالمي. هذا الأمر يفرض على الصين وضع استراتيجية لتطوير هذا السوق ورفع حصته من الناتج المحلّي الإجمالي.
- تحسين الاستثمار والاستهلاك في الصين يبقى رهينة القروض. من هنا يتوجّب على الصين وضع استراتيجية قروض مؤاتية لحاجة السوق الداخلية. يفرض هذا التحدي الكبير تحرير القروض من قيود القانون.
- سعر صرف اليوان الصيني يعدّ المُشكلة الرئيسية التي ستواجهها الصين مع شركائها في التجارة وعلى رأسهم الولايات المُتحدة الأميركية. لذا من المتوقّع أن تزيد الضغوطات على الصين للجم عمليتها الهادفة إلى إضعاف اليوان.
- من المعروف أن البضائع الصينية هي بضائع لا تتمتّع بنوعية اقتصادية عالية. من هذا المُنطلق ستواجه الصين مُشكلة الإنتاج ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة، سيما أن البضائع المُنتجة في الصين باتت تواجه منافسين ينتجون النوعية نفسها وبأسعار موازية.
روسيا في ظل العقوبات
في ما يتعلق بروسيا يمكن الحديث عن أبرز التحديات الاقتصادية هذا العام وفي السنوات اللاحقة على الشكل التالي:
- البحث عن رؤوس أموال أجنبية للاستثمار. بات الاقتصاد الروسي يُعاني نتيجة العقوبات الأميركية والأوروبية التي تمنع على المصارف تمويل مشاريع لمدّة تفوق الستة أشهر. هذا الأمر يحرم الاقتصاد الروسي من فرص الارتفاع النوعي للنمو الاقتصادي.
- في مجال الطاقة، ومع إكتشاف عدد من الحقول الغازية في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المُتوسطّ، باتت روسيا معنية في البحث عن أسواق جديدة لأن المنافسة في الأسواق الأوروبية ستزداد مع الوقت.
- مالياً، تبقى روسيا بحاجة ماسة إلى تنويع اقتصادها لأن الاعتماد على النفط (حتى ولو إرتفعت الأسعار في العام 2018) يجعل من موازنتها رهينة الأسعار، أي يحجب عنها إمكانية الاستثمار ويأكل من احتياطها من العملات الأجنبية.
علي فواز
القوات العراقية تعتقل مسؤول وكالة "أعماق" بالموصل
اعتقلت القوات العراقية، الأحد، مسؤول وكالة "أعماق"، الذراع الإعلامية لتنظيم "داعش" الإرهابي، وعددا من مساعديه في ضواحي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال)، حسب مصدر عسكري.
وقال الرائد في استخبارات الجيش، عبد العزيز عز الدين المعاضيدي، للأناضول، إن "قوة من الجيش العراقي اعتقلت، اليوم، المسؤول الأول عن إدارة وكالة (أعماق) في مدينة الموصل، ويدعى عثمان خالد الأمين".
وأضاف أن "الأمين اعتقل في قرية (اللك) على مشارف مدينة الموصل من جهة الجنوب الشرقي"، دون تفاصيل إضافية.
وأشار إلى أن "المعتقل أدلى بمعلومات فور إلقاء القبض عليه، أفضت إلى اعتقال 6 أفراد (لم يحدد هوياتهم) يتواجدون في القرية ذاتها، كانوا مساعدين له إبان سيطرة داعش على المنطقة".
ولفت المعاضيدي إلى أن "نتائج التحقيقات الأولية مع الإرهابيين، تؤكد مسؤوليتهم عن إدارة الوسيلة الإعلامية (أعماق) التي كانت تعود للتنظيم في الموصل".
وأوضح أن التنظيم كان "يستخدمها في ترويع المواطنين، وبث الخوف والذعر في نفوسهم من خلال نشر أخباره على مدار الساعة، أو نشر مقاطع مصورة لعملياته الإجرامية في منصاته الإعلامية أو طبعها على أقراص صلبة وإجبار السكان على أخذ نسخة منها ومشاهدتها".
واختتم المعاضيدي بالقول إن "القوات الأمنية ستنهي التحقيقات مع الإرهابيين وترسلهم مع إفاداتهم إلى القضاء ليقرر مصيرهم".
ونّوه إلى أن "البحث مستمر لأن هناك فرقًا إعلامية أخرى، كانت تساعد التنظيم في مجال الإعلام وغيرها من المجالات؛ ولا بد من القضاء عليها كونها تعد قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة".
وتأسست وكالة "أعماق" عام 2014 عند ظهور تنظيم "داعش" في المنطقة وسيطرته على أجزاء واسعة من العراق وسوريا وإعلانه ما يسمى "دولة الخلافة".
وتعد الوكالة الذراع الإعلامية للتنظيم، وبثت على مدى سنوات أخبار التنظيم ومقاطع مصورة تروج لـ"داعش" من بينها عمليات إعدام جماعية مروعة.
وأعلن العراق في ديسمبر/كانون الأول 2017 استعادة جميع أراضيه من قبضة "داعش" الذي سيطر عليها في 2014، التي كانت تقدر بثلث مساحة البلاد؛ إثر حملات عسكرية متواصلة استمرت ثلاث سنوات ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات، التي كان يتبعها قبل عام 2014.
"العليا للانتخابات" تسقط 106 قوائم انتخابية منها 5 لـ" نداء تونس"
" الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" في تونس تعلن إلغاء 106 قوائم إنتخابية مقدّمة للانتخابات البلدية، منها خمس قوائم لحزب "نداء تونس".
كشف رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" في تونس محمد المنصري، أنّ الهيئة َألغت 106 قوائم انتخابية مقدّمة للانتخابات البلدية، بينها خمس قوائم تابعة لحزب "نداء تونس".
المنصري قال إنّ سبب الإلغاء هو "عدم مراعاة القوائم لقواعد القانون الانتخابي"، مشيراً إلى أنّ القانون "ينصّ على ضرورة أن تمثّل القوائم الانتخابية الشباب، وأن يكون الترشّح محصوراً بدائرة التسجيل، إضافة إلى وجود توازن بين عدد المقاعد وعدد المترشّحين واحترام مبدأ المناصفة".
من جانبها، نقلت صحيفة "الشروق" التونسية عن المنصري أن عدد القوائم المقبولة مقابل الأخرى الملغاة، 2068 قائمة.
وبينما تم إسقاط خمس قوائم لــ "نداء تونس"، فإن "حركة النهضة"، استجابت للتعديلات المطلوبة ولم يتم إسقاط أية قائمة من قوائمها المرشحة، على حد قول رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
إعلان المنصري جاء خلال الندوة الصحفية المخصصة لتقديم النتائج الأولية للقوائم المقبولة والمرفوضة للانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 6 أيار/ مايو 2018.
ورفضت "الهيئة" أيضاً عدداً من القوائم لأحزاب أخرى منها "حزب التيار الديمقراطي"و"آفاق تونس" و"حركة الشعب".
الأسد: اتهامات الغرب باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ذريعة لمهاجمة الجيش السوري
الرئيس السوري بشار الأسد يقول بعد اللقاء مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة إن "اتهامات الغرب باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا هي ذريعة لمهاجمة الجيش السوري"، مؤكداً أن الغالبية في الغوطة الشرقية يريدون الخروج من كنف الإرهابيين إلى حضن الدولة، ولذلك فإن العملية ضد الإرهاب ستستمر بالتوازي مع فتح المجال للمدنيين للخروج إلى مناطق الدولة".
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن "اتهامات الغرب باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا هي ذريعة لمهاجمة الجيش السوري"
وقال بعد استقباله اليوم الأحد حسين جابري أنصاري كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة والوفد المرافق له إن "الشعب السوري هو صاحب القرار الأخير في أي خيارات سياسية مستقبلية تتعلّق ببلده"، مؤكداً أن الحملة الإعلامية والسياسية ضد سوريا تحت العناوين الإنسانية تهدف بشكل أساسي إلى استنهاض الإرهاب والإرهابيين بعد الضربات المتلاحقة ضدهم".
وإذّ اعتبر أن "الحديث عن الإنسانية بالمنطق الغربي يعني شيئاً وحيداً يترجم في سوريا وهو أن الجيش السوري يتقدم"، قال إن "العدوان التركي الحالي على عفرين دليل جديد على استمرار تركيا بسياستها العدوانية تجاه سوريا، وإثبات آخر على أن الوثوق بهذه السياسة والقائمين عليها أمر غير ممكن".
وأكد الرئيس السوري في ردٍّ على سؤال مراسل الميادين أن "الغالبية في الغوطة الشرقية يريدون الخروج من كنف الإرهابيين إلى حضن الدولة، ولذلك العملية ضد الإرهاب ستستمر بالتوازي مع فتح المجال للمدنيين للخروج إلى مناطق الدولة".
وأردف قائلاً إن "موضوع الكيميائي أصبح من مصطلحات قاموس الكذب الغربي وهو مجرد ابتزاز يستخدم عادة ذريعة لتوجيه ضربات إلى الجيش السوري".
وخلال اللقاء مع أنصاري أكّد الأسد بحسب وكالة "سانا""أهمية التنسيق المسبق والدائم بين سوريا والدول الصديقة حول مختلف القضايا في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة"، مشدداً على "أن الشعب السوري هو صاحب القرار الأخير في أي خيارات سياسية مستقبلية تتعلق ببلده وأن هذا القرار لن يكون بيد أي أحد آخر".
من جانبه، أكّد أنصاري حرص بلاده الدائم على التنسيق والتشاور مع سوريا في مختلف المجالات، مشدداً على أن "أي جهد ستقوم به إيران لدعم الحل السياسي للأزمة في سوريا سيكون بالاتفاق مع القيادة السورية"، مشيراً إلى أن "لسوريا وشعبها مكانة خاصة لدى إيران شعباً وحكومة".
شُبهات وتساؤلات حول المرأة (2)
الشبهة والتسائل الثاني:مكانة المرأة في الشريعة الإسلامية
شنَّ بعض الأقلام حملات على الفكر الإسلامي لتضليل الناس بأن الدين الإسلامي لم يجعل للمرأة مكانةً مرموقة، ولا اعتبرها عضواً مهمّاً في المجتمع، وعلى ضوء هذه الدعايات انطبع في أذهان الكثيرين أن المرأة لا يمكنها الوصول إلى مكانتها الإنسانية إلاّ بالتخلي عن الإسلام، وعن إطاره التشريعي!!.
يجدر بنا أن نلمّ إلمامة سريعة بتاريخ المرأة قبل الإسلام، ثم نبين ما أعطاها الإسلام من حقوق ومكانة في المجتمع،و من خلال هذا العرض نحصل علی جواب الشبهة.
المرأة في عصور ما قبل الإسلام
كانت المرأة قبل الإسلام مضطهدة بأنواع الاضطهاد، فلم تعترف الحضارات القديمة في اليونان ومصر وروما، وإيران بإنسانيتها، إلا بعد ظهور الأديان السماوية، وعلى الرغم من تأكيد هذه الأديان أن المرأة إنسان كالرجل، إلاّ أنها ظلت محرومة من شخصيتها الحقوقية الفردية والاجتماعية، بل كانت على الدوام خاضعة لإرادة الرجل ورغباته([1]).
ففي اليونان القديم كانت تُعدّ ضمن البضائع والسلع التجارية التي تُباع وتشترى في الأسواق، ولا تحق لها الحياة بعد وفاة زوجها. ولم يكن الحال في روما بأحسن مما كانت عليه في اليونان، فقد كان للأب الحق في بيع بناته، بل والقضاء عليهن، وكان ينتقل هذا الحق إلى الزوج بعد دخولها في حبالته، حيث كان يعتبر مالكاً لها بقانون انتقال الملكية إليه. والأسوأ من ذلك ما كانت عليه الهند، حيث كانت المرأة تحرق مع جثمان زوجها؛ كي تتخلص روح الزوج من العزلة والانفراد.([2])
ولم يكن حال المرأة في الجزيرة العربية بأحسن مما كانت عليه في غيرها، فقد شاع في أوساط العرب قانون وأد البنات لأسباب تافهة، كالخوف من وقوعهن بأيدي الأعداء فينجبن لهم من يقاتلونهم بهم، والخوف من الفقر والحاجة، أو من العار، ولو نجا وأفلت بعضهن من هذا القانون الغاشم لواجهت في حياتها احتقار الرجل، وسلبه لوجودها وحقوقها، بل يعتبرها من سائر ما يمتلكه، وتنقل إلى وارثه بعد وفاته، بل كانت في بعض الأوساط ترغم على البغاء لكسب المال.
هذا قليل من كثير مما كانت تتلقاه المرأة في عصور ما قبل الإسلام، وعند الحضارات المختلفة.
مكانة المرأة في الإسلام
جاء الإسلام وألغى كل هذه القوانين والعادات الجاهلية، معلناً الدفاع عن إنسانية المرأة، وحقها الطبيعي في مختلف مجالات الحياة وشؤونها، وطلع فجره بعد هذا الضيم والاضطهاد لتحريرها من هذه القيود الهمجية الوحشية، بدءاً بجزيرة العرب، ومروراً بالعالم أجمع، فغدا الإسلام العظيم المحرر للمرأة من هذا الظلم والاضطهاد.
جاء الإسلام ليقرر أن المرأة والرجل من جنس واحد، وأن أحدهما مكمل للآخر، وأن مصدر خلقتهما واحد، قال تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً)([3]).
وبينما كان بعض الحضارات يرى أن المرأة لا يحق لها أن تتعبد، ويحرّم عليها قراءة الكتب المقدسة، أعلن الإسلام أن المرأة كالرجل تماماً لها كلّ الحق في أن تتدين بالدين، ولها ثوابها كما للرجل ثوابه، قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْ خلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً)([4]) وقال تعالى: (يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)([5]).
وبينما كان الكثير من الرجال يتزوج الثريات اللاتي لا جمال لهن ولا شباب، لا لشيء سوى إرث أموالهن، والسطو على ممتلكاتهن، أعلن الإسلام رفضه لذلك، فقال تعالى: (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثوا النِّساءَ كَرْهاً)([6]).
وفي عصر كان بعض العرب يعذبون النساء كي يتنازلن عن صداقهن ومهورهن في سبيل تحرير أنفسهن، منع الإسلام ذلك وحرمه، فقد قال تعالى: (وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)([7]).
وفي الوقت الذي كان الرجل الذي يريد استبدال زوجته فيقذفها بالفحشاء كي تتنازل عن صداقها، وتخلّص نفسها من تشويه سمعتها السيئة، أعلن الإسلام أن هذا بهتان وإثم عظيم، فقال تعالى: (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً)([8]).
وفي زمان كانت المرأة تباع وتشترى كالبضائع، أو يدفع صداقها إلى وليّها ليتحقق امتلاكها، ألغى الإسلام هذا التصرّف المهين، مؤكداً أن الصداق ملكها، ولا يحق لأحد امتلاكه، وأنه رمز محبة الزوج وتقديره وإخلاصه وصدقه تجاه زوجته، وليس عوضاً عن تملّكها، ولذا عبّر عنه القرآن بالنحلة، قال تعالى: (وَآتوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً)([9])، وهو العطاء عن طيب نفس، كما تقدم الهدية ويُهدى العسل.
وفي الأجواء التي كانت المرأة مقهورة تحت إرادة زوجها، ومسلوبة الهوية والتعبير عن رأيها، جاء الإسلام ليعلن أن لها الحق في التعبير عن رأيها وإرادتها وأنه لا يحق للرجل إلا معاشرتها بالمعروف، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنّ فَعَسَىَ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)([10]).
وفي حين كانت الشعوب لا تعترف بملكية المرأة، أقرَّ الإسلام استقلالها الاقتصادي، وجعلها مالكة لكل ما تكتسبه، قال تعالى: (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)([11])، علماً بأن النساء في بريطانيا حتى عام 1850م، وفي ألمانيا حتى عام 1900م، وفي إيطاليا حتى عام 1919م لم يكن لهن حق في التملك([12]).
وقد كانت الشعوب عموماً تحظر على المرأة المشاركة في النشاط الاجتماعي، فلما جاء الإسلام أكد تمام أهليتها في ممارسة هذا الحق مع الرجال جنباً إلى جنب، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)([13]) وقال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)([14])، بمعنى أنه لهن حق في الاشتراك في القضايا الاجتماعية بقدر ما لهُنَّ من المسؤولية في المجتمع.
ولم يكن للمرأة الحق في التعبير عن رأيها في الشؤون السياسية، في حين أعلن الإسلام حقها في إبداء رأيها، وحقها في الانتخاب والتصويت والمبايعة، فقد قبل رسول الله (ص) بيعة النساء بأمر من الله تعالى، حيث قال: (يَا أَيّهَا النّبِيّ إِذَا جَآءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىَ أَن لاّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنّ وَأَرْجُلِهِنّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنّ اللهَ إِنّ اللهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ)([15]).
وأمام الأفكار الغاشمة التي تعتقدها الشعوب، ومنها أن المرأة مخلوقة لخدمة الرجل فقد رفضها الإسلام مؤكداً نظرية التعاون على البر والتقوى، أكد الإسلام خدمة كل من الرجل والمرأة للآخر، وأن كمال الخلقة في بذل التعاون المتبادل بينهما، قال تعالى: (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ)([16]).
وقد وقف الإسلام في وجه كل دعايات الاحتقار، وقوانين سلب المرأة مكانتها بلزوم تقديرها والتعامل معها بالمعروف، قال تعالى: (وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)([17])، وقال رسول الله(ص): «خيركم خيركم لنسائكم وبناتكم»([18]).
وقال(ص):: (ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم)([19])، وقد كانت المرأة من جملة وصاياه(ص): ، فقد أكد فيها احترامها ومكانتها في الإسلام، حيث خطب(ص): في المسلمين في حجة الوداع، فقال: (أما بعد، أيها الناس.. فإن لكم على نسائكم حقاً، ولهن عليكم حقاً، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان، وإنكم إنّما أخذتموهن بأمانة الله)([20]).
ويكفي دليلاً على ما أولاه الإسلام العظيم لبيان مكانتها سيرة نبينا محمد(ص): معها، فلقد كان يتعامل مع زوجاته وبناته، ونساء المسلمين باحترام فائق وتقدير عظيم، حتى قالت عائشة: «كان رسول الله (ص): فينا كأحدنا»، ولم تصدر إهانة ولا تحقير منه لهن على شيء فعلنه، بل كان يرشد ويعظ بكلمات ملؤها التقدير والتكريم.
وبعد هذه الجولة في تاريخ المرأة المرير، وبيان مكانتها في الإسلام، تبين للجميع جواب الشبهة التي تقرر أن الإسلام حجب المكانة عن المرأة، وسلب القيمة عن شخصها، حيث ظهر جلياً أن الإسلام هو الذي أوصلها إلى مكانتها، وهو الذي منحها القيمة والاحترام والتقدير، كما منح لكل شيء قيمته واعتباره، وهو الذي خلّصها من القوانين والأنظمة والعادات التي تحطُّ من قدرها، وتسلبها حتى حقوقها العامّة والخاصّة.
الهوامش
[1] ـ حقوق المرأة في الإسلام وأوروبا: 27.
[2] ـ روح الدين الإسلامي: 345.
[3] ـ النساء: 1.
[4] ـ النساء: 124.
[5] ـ الحجرات: 13.
[6] ـ النساء: 19.
[7] ـ النساء: 19.
[8] ـ النساء: 20.
[9] ـ النساء: 4.
[10] ـ النساء: 19.
[11] ـ النساء: 32.
[12] ـ روح الدين الإسلامي: 345.
[13] ـ التوبة: 71.
[14] ـ البقرة: 228.
[15] ـ الممتحنة: 12.
[16] ـ البقرة: 187.
[17] ـ النساء: 19.
[18] ـ مستدرك الوسائل 14: 255.
[19] ـ وسائل الشيعة 14: 13.
[20] ـ سيرة ابن هشام: 251.