Super User

Super User

- لطالما شكلت عملية نقل السلاح وتتبعه مهمة صعبة في أغلب الصراعات العسكرية، وكثيرة هي الحالات التي كان ينقل فيها السلاح من جهة الى جهة معادية، ولكن سلاسة انتقال السلاح الأمريكي بين الفرقاء في منطقة الشرق الأوسط يطرح علامات استفهام عديدة.

الجديد هذه المرة ما نشره موقع "ديلي بيست" البريطاني الذي كشف ان قوات عراقية ( قوات الحشد الشعبي) تمكنت من السيطرة على تسع دبابات متقدمة من نوع "أم-1" في بداية عام 2015، وهو ما اعترفت به الحكومة الأمريكية بداية هذا الشهر وقالت إنهما تحاولان استعادتها.

وزعم التقرير أن السلاح الأمريكي استخدم ضد حلفاء واشنطن الأكراد شمال العراق، وهو ما أثار حفيظة واشنطن وسارعت الخطى نحو استعادة ما يمكن استعادته والضغط على الحكومة العراقية في هذا الاطار.

التقرير أكد أن دبابة "أبرامز أم-1"، البالغ وزن الواحدة منها 70 طنا وسعرها حوالي 4.3 ملايين دولار وهي واحدة من الدبابات في ترسانة الجيش الأمريكي وقوات المارينز، وواحدة من أهم الدبابات التي بحوزة حلفائها، وصلت الى الجيش العراقي عبر صفقة تضمن توريد 140 دبابة منذ عام 2008، مشيرا في الوقت ذاته الى أن تنظيم داعش سيطر على عدد منها بعد احتلال الموصل، وبعدها ربما قامت القوات العراقية الرديفة (قوات الحشد الشعبي) باغتنامها بعد معارك مع التنظيم الإرهابي.

وينوه التقرير إلى انتشار عدد من مقاطع الفيديو على الانترنت يظهر عدد من الدبابات الامريكية وعلى واحدة منها علم كتائب حزب الله، وهي جماعة تعدها أمريكا إرهابية، وفي مقطع اخر يظهر دبابة ثانية عليها علم كتائب سيد الشهداء، وهي كتيبة أخرى من الحشد الشعبي، لافتا الى أن قوات الحشد الشعبي نشرت دبابة واحدة ضد مقاتلي البيشمركة خلال المواجهات التي حدثت أثناء السيطرة على كركوك في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وكان هذا في أعقاب إعلان حكومة إقليم كردستان عن الاستفتاء على "الاستقلال".

وفي تحليل لمصدر وصول الأسلحة الامريكية الى جماعات تعدها واشنطن إرهابية أو على الأقل غير حليفة، تشير اغلب الدراسات الى أن هناك عدة سيناريوهات تؤكد أن السلاح الأمريكي الذي ينتشر بكثرة في الشرق الأوسط ينتقل من يد الى أخرى، نتيجة اغراق واشنطن للمنطقة بالسلاح، وقسم من هذا السلاح وصل الى يد تنظيم داعش الإرهابي منذ عملية احتلال الموصل عام 2014 ومارافقها من انهيار كبير لقطعات الجيش العراقي المنتشرة في تلك المنطقة آنذاك، بالإضافة الى ذلك تمكن تنظيم داعش الإرهابي من الاستيلاء على عدد كبير من تلك الأسلحة من معارك خاضها مع القوات الكردية التي تملك كمية كبيرة من الأسلحة الامريكية، أما السيناريو الاخر فهو أن تنظيم داعش الإرهابي حصل على تلك الأسلحة من أمريكا مباشرة، اذ رُصدت أكثر من مرة هبوط طائرات شحن أمريكية في مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي وتم رصد عمليات نقل الأسلحة تلك.

بالاضافة الى ذلك فان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) اعترفت أكثر من مرة بتزويد تنظيم داعش الإرهابي بالسلاح متذرعة ان تلك العمليات تكون عن طريق الخطأ كاسقاط حمولات عسكرية فوق مناطق سيطرة التنظيم بدل من سقوطها في منطقة سيطرة الجيش العراقي.

والسيناريو الرابع لانتقال السلاح الأمريكي الى تنظيم داعش الارهابي هو تمويل بعض دول المنطقة لتلك الجماعات، فلم يعد خافيا على احد كيف مولت وسلحت السعودية وقطر التنظيمات المسلحة في سوريا على اختلاف مشاربها، وكيف سهلت تركيا وصل تلك الأسلحة عبر أراضيها.

ووفقا لأحدى هذا السيناريوهات فان الجماعات الإرهابية حصلت على السلاح الأمريكي وخلال مواجهتها مع الجيشين العراقي أو السوري والقوات المساندة لهما تم اغتنام عدد كبير منها وهو ما يفسر رفع اعلام فرق الحشد الشعبي أو حتى حزب الله اللبناني على تلك الدبابات.

كما اعترفت الادارات أمريكية المتعاقبة بإرسال أسلحة كبيرة الى منطقة الشرق الأوسط، والسعي الى عسكرة المنطقة وهو ما أتاح وصول أسلحة أمريكية متنوعة الى جماعات لا ترغب أمريكا بوصول الأسلحة اليها، منها على سبيل المثال الحشد الشعبي والجيش السوري، بالإضافة الى حزب الله اللبناني.

وعليه يمكن القول أن النظرة العسكرية الأمريكية إلى المنطقة ساهمت الى حد كبير في عسكرتها واغراقها بالسلاح، فواشنطن لطالما لعبت على ملف تأجيج الخلافات في المنطقة، مما أنتج المشهد الدموي الحالي، فلو لم تكن مصانع السلاح الأمريكية المزّود الرئيسي للمشهد القائم، لم حصل ما حصل، ولما كان كل هذا الدم في هذه البقعة من الأرض، ولكن لا يمكن إلقاء اللوم كله على المصانع الأمريكية فحسب، بل تلعب العقلية السياسية تجاه الشرق الأوسط دوراً بارزاً في تعزيز الإرهاب بغية السطوة على ثورات هذه المنطقة الاستراتيجية في العالم، التي تعدّ نقطة عبور إلزاميّة بين القارات الثلاث.

جاء إطلاقُ الجيش السوري لعملية الحسم في الغوطة الشرقية وسط التحولات الجذرية التي طرأت على الأزمة السورية مؤخراً، والتي أدت إلى زحزحتها عن خانة الصراع الإقليمي عبر الوكلاء، لتنقلها بسرعةٍ لافتةٍ إلى خانة الصراع الدولي بين القوى الكبرى.

ليس ثمة شكٍ في أن هذه العملية التي تهدف أساساً إلى تحصين جبهة العاصمة السورية دمشق وتوفير الأمان لحوالي خمسة ملايين مدني سوري يقيمون فيها، ستشكل منعطفاً جديداً في الأزمة السورية يتمثل في جانبين اثنين: الأول هو تفكيك المعادلات الإقليمية التي كرّسها طوال السنوات الماضية المالُ الخليجي وخصوصاً القطري والسعودي عبر تقديم الدعم إلى فصائل الغوطة بهدف إسقاط النظام السوري، وإنهاء جميع مفاعيل هذه المعادلات والقضاء على ما تبقى من ذيول وأذرع كانت تعمل لصالحها. والثاني العمل على بناء معادلات جديدة تتّسق مع طبيعة التغيّرات التي تطرأ على ماهية الصراع، وتكون قادرة على مواجهة تداعيات الصراع الدولي الذي بدأ يرتسم في الأفق السوري.

وقد يفسر ما سبق ظاهرةَ غياب تصاعد مواقف بعض العواصم الدولية مثل واشنطن وباريس ولندن وحتى الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن هذه الدول والجهات حاولت كعادتها العزف على الوتر الإنساني لتبرير مواقفها الرافضة لتحرير غوطة دمشق من جماعات مسلحة بعضها مصنف على قائمة الإرهاب الدولي مثل "هيئة تحرير الشام"، فقد كان من الواضح أن السبب الرئيسي وراء استنفار هذه الدول ضد تحرير الغوطة، يكمن في خشيتها من أن يؤدي نجاح الجيش السوري في السيطرة على الغوطة أو على الأقل تحييد خطرها وتهديدها، إلى إجهاض الخطة الخماسية التي وضعتها هذه الدول بمشاركة كل من السعودية والأردن، الشهر الماضي. وتقضي الخطة بفرض شروط سياسية ودستورية تؤدي في النهاية إلى تغيير النظام السوري. إذ تدرك هذه الدول أن الخطة التي وضعتها تتطلب لإنجاحها وجودَ معادلاتٍ ميدانيةٍ تتيح ممارسةَ ضغوط على العاصمة دمشق، وبالتالي فإن إغلاق ملف الغوطة سواء عسكرياً أو سياسياً سيحرمها من هذه الإمكانية ويجعل من خطتها غير قابلة للتطبيق.

وقد يكون ثمة سبب خفيّ وراء صراخ بعض العواصم ضد عملية الغوطة الشرقية، هو التأثير الإسرائيلي. إذ ستكون إسرائيل من أكثر الأطراف تضرراً جراء تحرير الغوطة الشرقية من "الإرهاب" وما يستتبعه ذلك من تعميق حالة الأمان في محيط العاصمة دمشق، لأنها تدرك أن أي انفراج عسكري لمصلحة الجيش السوري في أي منطقة من المناطق السورية ستكون لها منعكسات سلبية ضدها خاصة في ظل تصاعد التوتر بينها وبين دول محور المقاومة بعد مواجهة العاشر من شباط التي أفضت إلى تغيير قواعد الاشتباك جراء إسقاط الطائرة الاسرائيلية بالدفاعات الجوية السورية. وقد أقرّت الصحافة الاسرائيلية "صحيفة هآرتس على سبيل المثال" بأن هذه التطورات إضافة إلى توجه الجيش السوري نحو الغوطة، قد دفعا بالكيان الصهيوني إلى تغيير سياساته والعمل على زيادة دعمه لأكثر من عشرة فصائل من فصائل الجنوب السوري.

وفي هذا السياق تدل المؤشرات على مدى الأهمية الاستراتيجية لمعركة الغوطة، أن بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، واظبت على تبرير تدخلها في سوريا بمحاولة تضييق ما تسميه "النفوذ الإيراني"، وعليه تبدي هذه الدول اهتماماً خاصاً بالكوريدور البري الذي بات يربط طهران بكل من العراق وسوريا ولبنان.

وانسياقاً وراء هذا المنطق، فإن معركة الغوطة ستؤدي ضمن نتائجها، إلى إنهاء أي خطر في محيط مطار دمشق الدولي والطريق الذي يربطه عبر القلمون الغربي مع بيروت. فالحملة الإعلامية للدول السابقة تظهر مطار دمشق ومحيطه كمركز نفوذ إيراني يُستخدم لنقل المساعدات الإيرانية إلى حزب الله، ما يدل على مدى أهمية معركة الغوطة لاسيما في إجهاض السياسات الأميركية والإسرائيلية، وبالتالي يمكننا أن نتفهم سبب مطالبة بعض الدول بوقف عملية الجيش والإصرار على فرض هدنة في تلك المنطقة.

وبعيداً عن التحريض الإعلامي في الشأن الإنساني، فإن الجيش السوري مدعوماً بموقف روسي مؤيد، يملك حججاً قوية لبدء أي عملية عسكرية في الغوطة أهمها أن فصائل الغوطة لم تستطع الالتزام ببنود اتفاق خفض التصعيد الذي ينص على ضرورة ترحيل "جبهة النصرة" خلال شهر من تاريخ الاتفاق الموقع في شهر آب الماضي. كما أن هذه الفصائل وعلى رأسها "أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام" التي تشكل "جبهة النصرة" عمودها الفقري، عمدت منذ حوالي ثلاثة أشهر إلى التصعيد العسكري ومحاولة السيطرة على مبنى إدارة المركبات في الغوطة الشرقية. هذا علاوة على موقف دمشق المبدئي بأن اتفاقات خفض التصعيد هي اتفاقات مؤقتة ولا تلغي "حق الدولة السورية في استرجاع سيطرتها على كافة الأراضي السورية" كما صرح وزير الخارجية وليد المعلم أمام مجلس الشعب السوري في شهر كانون الأول / ديسمبر.

ولم ترفض "هيئة تحرير الشام" خروج عناصرها من الغوطة الشرقية تنفيذاً لاتفاق خفض التصعيد وحسب، بل أفشلت محاولة قام بها "فيلق الرحمن" في نهاية العام الماضي، بالتنسيق مع لجان المصالحة السورية، لإخراج حوالي مئتي عنصر مبايعين لتنظيم "القاعدة" من مناطق سيطرة الفيلق نحو الشمال السوري، مقابل فتح معبر مع المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري، لكن قيادة "الهيئة" رفضت الاتفاق واعتقلت اللجنة التي كانت تفاوض عليه.

وفيما أظهرت هذه الحادثة عجز "فيلق الرحمن" عن القيام بالمهمة الموكلة إليه بموجب اتفاق خفض التصعيد، كشفت في الوقت ذاته عن وجود كيان تابع لـ "القاعدة" في الغوطة الشرقية غير "هيئة تحرير الشام". وقد كان من اللافت أن أبو همام السوري القائد العسكري العام السابق لـ "جبهة النصرة" والقائد الفعلي حالياً لمجموعات "القاعدة" في سوريا، قد طلب في تعميم صادر عنه قبل يومين "توحيد الجهود" ضد الجيش السوري لإنقاذ الغوطة حسب قوله، وهو ما يثبت أن تنظيم "القاعدة" وليس "هيئة تحرير الشام" فقط، يقاتل ضد الجيش السوري في تلك المنطقة.

عبدالله سليمان علي

وافق مجلس الأمن الدولي بإجماع كامل أعضائه على القرار بشأن الهدنة في سوريا تحت رقم 2401.

وقال ناصر العتيبي مندوب الكويت في المجلس إن الإجماع تحقق بفضل الحرص على التشاور مع الجميع، وأوضح أن القرار يدعو إلى وقف النار لـ 30 يوماً في سوريا بالإضافة إلى الإغاثة الطبية وتسهيل تنقل المسعفين.

من جهته قال مندوب السويد إن مسودة القرار ليست اتفاقاً شاملاً بل تحمل أهدافاً إنسانية، وفسر مشروع القرار بأنه لإدخال المساعدات بقوافل جاهزة للدخول على مدى 30 يوماً، وأنه يطلب رفع الحصار عن المناطق المحاصرة ويستثني مناطق سيطرة داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية".

المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا قال إن المجلس توصل أخيراً لاتفاق على هذا القرار الإنساني، وأضاف إن "مطالبات أعضاء المجلس بالوقف الفوري للنار يجب أن تسبقها اتفاقات في الميدان".

كما رد على الانتقادات التي ساقتها مندوبة الولايات المتحدة في كلمتها، وقال إن مندوبة واشنطن عمدت إلى انتقاد روسيا بدل العمل بشكل ملموس لتحقيق الأهداف الإنسانية.

وأوضح نيبينزيا أن القرار لا ينطبق على العمليات ضد داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، وأنه لا يتعلق بالغوطة فقط، "فهناك الكثير من المناطق التي تشهد اعتداءات من المسلحين ومنها دمشق".

وأبدى المندوب الروسي قلق بلاده الشديد من "التهديدات الأميركية ضد سوريا وسيادتها".

وكانت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية، نيكي هايلي، خلال كلمتها، اتهمت روسيا بتأخير التصويت، وقالت "كل دقيقة تأخير أدت إلى تزايد الآلام في سوريا"، مضيفةً "على روسيا وسوريا وإيران تقديم إجابة واضحة بشأن ما سماه الأمين العام جحيم الأرض".

وعبرت المندوبة الأميركية عن أملها بأن يكون وقف إطلاق النار نافذاً فوراً في كل الأراضي السورية، وقالت "علينا الضغط على نظام الأسد للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار".

من جهته رأى المندوب الفرنسي في المجلس أن الدول الأعضاء "توصلوا إلى حل مُرضٍ رغم اختلاف الآراء"، مشدداً على وجوب "وضع حد فوري لما يحصل في سوريا".

وأكد مندوب فرنسا أن "الحل الوحيد للأزمة الإنسانية في سوريا هو في استعادة الاستقرار والتوصل إلى حل سياسي"، مشيراً إلى أن على الحكومة السورية أن تضمن "وقف الأعمال العدائية والسماح بالمساعدات الإنسانية بدون تأخير".

وكان مراسل الميادين في نيويورك أفاد بقبول روسيا مشروع القرار، بعد حصول تعديلات عليه، وخصوصاً الفقرة الأولى، والتي أصبحت على الشكل التالي: "يطلب من كل الأطراف وقف القتال دون تلكؤ والدخول فوراً في حوار من أجل التطبيق الكامل والشامل لهذا الطلب من كل الأطراف من أجل هدنة إنسانية تدوم 30 يوماً متتالية على امتداد سوريا، ومن أجل إدخال معونات إنسانية وخدمات وإجلاء المرضى والجرحى من الحالات الحرجة بشكل دائم دون عرقلة وفقاً للقوانين الدولية المرعية".

المندوب السوري في الأمم المتحدة أكد أن الحكومة السورية تعاملت بكل جدية مع محاولات التهدئة والتزمت بمقررات "استانة"، وأنها تعاملت بإيجابية مع القرار الدولي لأهمية وقف القتال، ولكنه أكد بالمقابل أن "الإرهابيين لم يلتزموا بأي اتفاق أو تفاهم لوقف النار بدعم من داعميهم الخارجيين، وأنهم خرقوا بشكل لا يصدق اتفاقات وقف التصعيد والحكومة السورية تعاملت بضبط نفس استثنائي".

وأكد الجعفري أن دمشق "ستواصل محاربة الإرهاب أينما وجد في سوريا وبدعم من الحلفاء"، كما قال "لنا الحق بالدفاع عن أنفسنا ضد الاحتلال الأميركي لأرضنا.. وأطالب أميركا وفرنسا وبريطانيا بوقف الدعم للإرهابيين".

وشدد الجعفري على أن "المجموعات الإرهابية تأخذ المدنيين رهائن في الغوطة الشرقية لدمشق"، وأن "نداءات الشعب السوري لا تصل لمندوبي واشنطن ولندن وباريس بينما تصلهم نداءات الإرهابيين".

وردّ الجعفري على مندوب فرنسا بالتأكيد على وجوب تطبيق الهدنة، "ولكن يجب تطبيق 29 قراراً سابقاً من ضمنها 13 قراراً مختصاً بمحاربة الإرهاب"، كما توجه لمندوب بريطانيا بالقول "ربما لم تسمع بالقصص المرعبة التي ارتكبتها بريطانيا بحق العراق والمستعمرات مثل المالديف التي تبعد 10 آلاف كيلومتر عنها"، وكان مندوب بريطانيا قال خلال كلمته "إن الوضع في الغوطة جحيم لا يطاق، والمدنيون يتعرضون لجرائم حرب".

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان على الشعب اللبناني ان يقارب استحقاق الانتخاب بمسؤولية عالية فهذا مصيره الوطني والمحلي. واشار السيد نصر الله الى انه عندما يصبح النواب في المجلس النيابي تصبح مسؤوليتهم على مستوى الوطن ككل. ولفت السيد نصر الله اننا عندما نقترح على الناس تأييد لائحة ما، يجب ان نشرح لهم لماذا، والناس يقيّمون ويتحملون المسؤولية.

وكشف السيد نصر الله ان دائرة بعلبك – الهرمل موضع اهتمام كبير وستكون محط الانظار، ومن اسباب ذلك هوية وانتماء وتاريخ المنطقة مع المقاومة، وكل عنوان المعركة الانتخابية عند الاميركان والسعودية وبعض القوى حزب الله في الانتخابات الى اين؟

كما كشف السيد نصر الله انه عندما تبدأ السفارة الاميركية والسعودية الحديث عن تشكيل اللوائح والدعم المالي فمن اهم المناطق المفتوحة العين عليها هي بعلبك الهرمل، ومسؤوليتنا واضحة تجاه ذلك .

 وشدد السيد نصر الله على ان المعركة الانتخابية ليست مع احد بل عنوانها ان نعمل ونجهد في هذه الدائرة وبذل اقصى الجهد لان نوصل اكبر عدد ممكن من النواب وسأل : هل ننتخب اشخاصا يسلمون البلد للاميركي والنفط للاسرائيلي ويتآمرون على مقاومتنا ويراكمون ديونا على البلد ولا يعالجون الاقتصاد؟ هذا سؤال على المستوى الوطني وليس على مستوى الدائرة والخدمات المباشرة.

واكد سماحته ان من اهم المسائل التي ادعو الى النقاش فيها انه من الممكن ان يتساءل الناس ماذا قدم لنا نواب حزب الله في الفترة الماضية؟ اضاف:  اريد ان اصحح السؤال -وهو سؤال طبيعي ان يطرح اليوم وفي حقيقة الحال عندما ينتخب الناس فإنهم ينتخبون القوى السياسية اذا كان المرشحون من قوى سياسية- السؤال الاصح ان يجلس كل واحد من اهل بعلبك الهرمل الذين سيكونون موضع شغل كبير من اللوائح المنافسة،  ويسال نفسه ماذا قدم لنا حزب الله؟ لان النواب جزء من ماكينة وجهاز حزب الله،  ان يسألوا ماذا قدم لنا حزب الله من عام 82 الى 2018  واذا رسبنا بالامتحان لا ينتخبونا.

اضاف: فليجرِ الناس مراجعة كاملة ويفكروا ماذا قدم حزب الله ومن معه في هذه اللائحة للمنطقة من ال82  معنويا وامنيا وجهاديا وعلى مستوى موقعها بالمعادلة الوطنية والاقليمية وسلامتها واستقرارها وكرامتها وماذا قدم لها على المستوى الثقافي والاجتماعي والخدمات والتنمية وعلى كل صعيد، وليس شرطا ان ناخذ علامات عالية في كل شيء. فلنجر حسابا لمجموع العلامات .

واكد اننا انجزنا للمنطقة ما شاء الله وسنتحدث خلال الشهرين المقبلين بالملموس ، حزب الله ماذا تعني له بعلبك الهرمل وطبيعة العلاقة بين المقاومة وبعلبك الهرمل وعلاقة الوفاء والاندماج والمسؤولية، سيكون ذلك معرض حديثنا وبحثنا كما اكد السيد نصر الله ، الذي اشار الى اننا من اليوم كلنا معنيون ان نحمل هذه المسؤولية، واليوم يجب ان يتحمل اهل بعلبك الهرمل   مسؤولية العمل والتفكير والتبيين في هذه الدائرة التي ستكون العين عليها.

ولفت الامين العام لحزب الله الى ان العنوان الاساسي لوجودنا ونوابنا في المجلس النيابي ولاحقا في الحكومة حماية المقاومة من التآمر عليها، لافتا انه في حرب تموز كان التآمر من داخل مؤسسات الدولة على المقاومة وبالتالي اهم انجاز تحقق ومطلوب من جمهور المقاومة هو المحافظة على المقاومة وحمايتها من المؤامرات.

وكشف ان وزير الخارجية الاميركي تيلرسون اتى الى لبنان ليقول للمسؤولين اللبنانيين هناك مشكلة في لبنان اسمها حزب الله وسلاح حزب الله عليكم حلها . وسأل السيد نصر الله هل كانت اسرائيل تنتظر لو لم يكن لديها ما تخافه ام كانت ستدخل بلوك 8 و9 و10 وتقيم منشآت ولا احد قادر ان يعمل لها شيئا حتى لو كان عنده نية ، القدرة اليوم متاحة للمقاومة وهذا ليس انتقاصا من الجيش ولكن لا يعطونه سلاحا.

وشدد السيد نصر الله على ان هناك تامرا كبيرا على المقاومة، اكبر من اي وقت مضى، ولكي تحمي دم ابنك وانجاز هذه الدماء التي هي استمرارية وقوة المقاومة انت أولى ان تعطي صوتك لتحميها. واكد ان هناك حصادا كبيرا للبنان والمنطقة دفع ثمنه دماء ومسؤوليتنا ان نحافظ عليه ونحميه بقوة.

وكشف السيد نصر الله ان هناك اليوم اكثر من اي وقت مضى وبعد التجربة مع الاسرائيلي ومع التكفيري والتحرير الاول والثاني، هناك اكثرية شعبية لبنانية تؤمن بالمقاومة كاحد عناصر القوة في المعادلة الذهبية.

كلام السيد نصر الله جاء خلال الاحتفال في بعلبك بالذكرى الاربعين لتأسيس حوزة الامام المنتظر (ع)، وتحدث السيد نصر الله عن الحوزة واهميتها  حيث اكد ان هذه الحوزة كانت نقطة تحول في تاريخ البقاع ولبنان. واشار ان السيد عباس الموسوي مؤسس الحوزة كان في شخصيته الابداع والبحث عن الجديد، واول عمل تبليغي منظّم في منطقة البقاع اسسه السيد عباس الموسوي.

واذ اشار السيد نصر الله ان مجموعة من علمائنا وقياداتنا وكبارنا اسسوا حزب الله والسيد عباس كان واحدا منهم وكان فاعلا وناشطا، لفت ان خيار السيد عباس كان تاسيس حوزة علمية لأنه كان يعتبر ان التحول يبدأ من هنا. وكشف السيد نصر الله ان اكثر الجلسات الداخلية لتاسيس حزب الله حصلت في هذه الحوزة وكان للسيد عباس واستاذة وطلاب الحوزة الدور الاساسي في تأسيس هذه الحركة الجهادية المباركة.

أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، بوصول مجموعات جديدة من القوات الشعبية إلى مدينة عفرين، شمال غربي سوريا لدعم الأهالي في مواجهة تنظيم "داعش" وعملية "غصن الزيتون" التركية.

وأشار مراسل "سانا" في عفرين الى أن "المجموعات الجديدة من القوات الشعبية وصلت عبر طريق حلب-نبل إلى منطقة عفرين وذلك بعد نحو 24 ساعة من وصول الدفعة الأولى وانتشارها في النقاط والمراكز المحددة للمساهمة في دعم الأهالي المدافعين عن قراهم ومنازلهم ضد هجمات إرهابيي داعش وعدوان النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية التكفيرية."

وحاولت القوات التركية أمس منع وصول الدفعة الأولى من القوات الشعبية عبر استهدافها بالمدفعية لدى وصولها إلى منطقة عفرين إضافة إلى استهداف الوفود الإعلامية التي تواكبها.

ويأتي تحرك القوات الشعبية بعد اتفاق توصلت إليه الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية الأحد، على دخول القوات الحكومية إلى عفرين لحمايتها والدفاع عنها، حسب مصادر كردية.

تأجلت جلسة مجلس الأمن الدوليّ بشأن وقف إطلاق النار في سوريا حتى مساء اليوم السبت الساعة السابعة بتوقيت القدس الشريف. جاء ذلك بعد تمديد جلسة المشاورات بين روسيا وأعضاء في المجلس بشأن تعديل القرار.

في حين كشف مصدر دبلوماسي سوري رفيع عن انعقاد مشاورات غير رسمية مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن لتقرير مصير جلسة التصويت على مشروع القرار بشأن سوريا، والتي كان من المقرر أن يتم انعقادها مساء الجمعة.

وقال المصدر إن الدول الأعضاء لم يتوصلوا إلى تدوير الزوايا حول القضايا الشائكة، وأن هناك اتصالات بين وزراء الخارجية لحسم أمر جلسة التصويت، مؤكداً وجود احتمالين؛ أولهما أن يتم تأجيل انعقاد الجلسة لحين استكمال المشاورات، وثانيهما أن يصّر الغربيون على الذهاب للتصويت، وعندها سيصطدمون بالفيتو الروسي.

وأضاف المصدر أن الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن "داعمة للتوافق واعتماد قرار، لكنهم خاضعون للدول الغربية الذين يستخدمونهم ورقة للضغط على روسيا والصين".

واعتبر المصدر أن الدول الغربية تتلاعب بمفهوم "المرونة" من خلال تقديم تنازلات صغيرة لفظية ورفض تقديم أي تدوير حقيقي لزوايا الخلاف مع الروس، مشيراً إلى أن "همهم الأوحد هو إنقاذ المسلحين في الغوطة من ساعة الحسم التي تلوح في أفق الساعات القادمة".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن قبل مشاورات الجمعة أنّ موسكو على استعداد للتصويت لصالح مسودة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوزبكي قال لافروف إنّ الولايات المتحدة ترفض تعديل القرار ليشمل ضمانات بأن جماعات المعارضة ستحترم وقف إطلاق النار.

وأكّد الوزير الروسي أن أساس المشاكل في منطقة الغوطة الشرقية وجود تنظيم جبهة النصرة ومجموعات مرتبطة به تستهدف العاصمة دمشق بالقذائف، مضيفاً أنّ الإرهابيين في الغوطة يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية ويدعون بأن الأوضاع الإنسانية سيئة مشدداً على أنّ من يريد ضمان الحقوق الإنسانية للمدنيين في الغوطة عليه أن يضغط على التنظيمات الإرهابية الموجودة هناك.

في سياق متصل، قال مصدر بقصر الإليزيه إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كتبا خطاباً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلبان فيه دعمه لمشروع القرار وضمان عدم عرقلته.

ويتطلب القرار لتمريره 9 أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حق النقض.

وشهدت ساعات مساء الجمعة مشاورات مكثفة بين مندوبي الدول الغربية وموسكو وعلم مراسل   الروسي فاسيلي نيبينزيا ونظيريه الكويتي منصور العتيبي، والسويدي أولوف سكاغ، سبق جلسة التصويت التي كانت مقررة في مجلس الأمن، لبحث الملاحظات الروسية التي لا تزال روسيا تصر على إدخالها على مشروع القرار لكي تدعمه.

والملاحظات الروسية تتعلق بالضمانات التي ستقدمها المجموعات المسلحة ضمن آلية مراقبة لتأمين وقف القتال من كل جانب وعدم استغلاله من أجل تعزيز القدرات العسكرية أو فتح جبهات جديدة لاحقاً.

وتطلب روسيا من الدول ذات النفوذ على التنظيمات الإرهابية المسلحة، الغربية منها والعربية، أن تتحمل مسؤولية انتهاك وقف القتال وضمان تطبيقه والتنسيق مع تلك التنظيمات من أجل ضمان التنفيذ في النواحي الإنسانية المحددة.

وكانت الولايات المتحدة قد رفضت التعديلات الروسية أمس ووصفتها بـ "الإملاءات".

وشكر مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في كلمة له خلال جلسة خاصة بتطورات الغوطة الشرقية بمجلس الأمن الخميس "الجهد الطيب"  للسويد والكويت، لكنه اعتبر أنه " ينقصه عيب كبير وهو عدم التواصل مع سوريا".

وأشار الجعفري إلى أنّ الإرهابيين دأبوا على قصف دمشق بالصواريخ، مذكراً باستشهاد طفلين وإصابة عشرات المدنيين (اليوم الخميس) جرّاء القصف الذي تعرضت له العاصمة.

وذكّر مندوب سوريا أن دمشق "تعاني واقعاً مريراً جرّاء القذائف التي تطلقها المجموعات الإرهابية من الغوطة الشرقية"، لافتاً إلى "أن تعريض حياة 8 ملايين سوري في دمشق للخطر من أجل حماية الإرهابيين في الغوطة الشرقية أمر غير مقبول".

الجعفري أشار إلى أن "البعض في الأمم المتحدة تبنّى تقارير ووجهات نظر المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية"، لافتاً إلى الحكومة السورية سهلّت وصول المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية "رغم تحكّم المجموعات الإرهابية بالمساعدات".

وأكد الجعفري أن الحكومة السورية ستواصل مع حلفائها محاربة الإرهاب وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، متهّماً الأمم المتحدة بأنها تدير ظهرها للعدوان المباشر على مدينة عفرين.

هذا وشدد الجعفري على "أنّ الغوطة وعفرين ستكونان حلباً ثانية، لأن الحكومة السورية لن تقبل بابتزاز المجموعات الإرهابية".

وكان المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا قال في مستهل الجلسة إن المسلّحين في سوريا يتمركزون في المنشآت الطبية والتربوية، مضيفاً أنه يمكن الإطلاع على القصف الذي يطال العاصمة السورية دمشق وزيارة أماكن هجمات المسلّحين.

وأشار المندوب الروسي إلى أن المسلّحين اتخذوا المدنيين في الغوطة الشرقية رهائن ومنعوهم من المغادرة.

وأكد نيبينزيا أن "اتهام الحكومة السورية دائماً لا يساعد عملية السلام في جنيف".

ورأى أن "من يوصفون بالخوّذ البيضاء هم وراء الدسّ والتزوير"، وأنهم "يتبعون لمنظّمات إرهابية".

وتابع نيبينزيا "يقللون من شأن قصف دمشق بحجة غياب التكفاؤ في الغارات والقصف على مزاجهم، عندما مسح التحالف الرقة عن بكرة أبيها لم نسمع أي صراخ بشأن المدنيين، والأميركيون بعد احتلال الرقة لا يأبهون بعودة المدنيين ولا بنزع الألغام التي تقتل العائدين بمعدل كبير".

ولفت المندوب الروسي في مجلس الأمن إلى أن مركز المصالحة الروسي "دعا الإرهابيين إلى إلقاء السلاح والخروج لكنهم رفضوا ذلك أمس الأربعاء"، قائلاً إن "المقاتلين الأجانب لا تعنيهم معاناة المدنيين وهم يسرقون المساعدات".

وأردف مستغرباً إنه "لا يلاحظ نفس الإهتمام بالكارثة الإنسانية الكبيرة في اليمن من قبل الأعضاء كما هو الحال باهتمامهم بالغوطة".

مندوب السويد أولو سكوف أشار  في كلمته إلى أن مشروع القرار السويدي الكويتي يدعو لوقف القتال في الغوطة الشرقية لمدة 30 يوماً، بالإضافة إلى إدخال المساعدات وإخراج الجرحى والمرضى للعلاج وتفادي ضرر أعظم للغوطة وغيرها.

وإذا أشار إلى أن القوافل المحمّلة بالمساعدات الإنسانية جاهزة للدخول، طلب سكوف من الذين شاركوا في مباحثات أستانة وغيرها المساعدة على تحقيق وقف إطلاق النار ، مشدداً على وجوب استخدام آليات الرقابة القائمة لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.

أما ممثلة مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، فقد اتهمت الحكومة السورية بالاعتماد على روسيا "من أجل قهر الشعب الجائع المحاصر في الغوطة الشرقية"، مبديةً دعمها لمشروع القرار السويدي – الكويتي،  ودعت للتصويت فوراً عليه".

بدوره، دان نائب مندوب الصين "استهداف المدنيين وتعريض أرواحهم للخطر" على حد تعبيره، مؤكداً أن "الحل لا بد أن يكون سياسياً من خلال الحوار السوري - السوري بواسطة الأمم المتحدة.

وأكد ممثل الصين أنه "يجب مكافحة كافة المجموعات المسلحة في سوريا التي لها علاقة بالارهاب، وهم لايزالون يشنّون الهجمات" ، داعياً أعضاء مجلس الأمن إلى الوقوف موقفاً موحداً بشأن الوضع في سوريا.

المندوب الفرنسي تحدث عن "فظاعة الهجمات وهول الضحايا والحصار والجوع والمرض".

وقال إن "هدف الحكومة السورية وحلفائها تحطيم إرادة الشعب السوري وإخضاعه بكل الوسائل بما في ذلك استخدام الأسحلة الكيميائية". ودعا إلى "وقف القتال وإجراء تحقيقات بما يجري على الأرض".

إنطلقت الدورة الـــ 23 من "معرض مسقط الدولي للكتاب" مساء أمس الأربعاء بمشاركة 783 دار نشر من 28 دولة تعرض نحو نصف مليون عنوان كتاب على مدى 10 أيام.

وزير الإعلام العماني ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض عبد المنعم بن منصور الحسني، قال في كلمة الافتتاح إن المعرض "حالة معرفية إنسانية نقدم فيها الإنسان في وجهه الأجمل"، وكذلك "يمثل حالة اقتصادية كما هو الحال في معارض الكتب الدولية".

الحسني أضاف "كما احتفينا في الأعوام الماضية بنزوى وصحار، نحتفي هذا العام بصلالة، مدينة التاريخ ورائحة الماضي الجميل".

ومن بين الدول المشاركة مصر والإمارات ولبنان والأردن والكويت والسعودية والبحرين وقطر وتونس والجزائر والمغرب وتركيا وإيران واليابان وباكستان وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة.

المعرض كرم في حفل الافتتاح ثلاث من الشخصيات ذات الإسهامات البارزة في مجالات الدراسات والأنشطة الثقافية والفكرية في عمان، هم الفنانة التشكيلية رابحة محمود والشاعر طارش قطن والخبير البيئي عبد الله بن سيف الغافري الأستاذ بجامعة نزوى.

ويشمل برنامج المعرض الذي يستمر حتى 3 آذار/مارس القادم، أكثر من 150 فعالية ثقافية منها الندوات والأمسيات الشعرية وحفلات توقيع الكتب إضافة إلى أنشطة الطفل.

وتحل مدينة صلالة العمانية ضيف شرف الدورة الــ 23 للمعرض ببرنامج ثقافي يعكس تاريخ المدينة وإسهاماتها في تطور حركة الفكر والثقافة بسلطنة عمان.

وتشير إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عمان، إلى أن المعرض استقبل 826 ألف زائر في دورة 2017 مقارنة مع نحو 682 ألفاً في 2016.

الانتصار المصري على الإرهاب، يعني انتصار مصر على القوى الكبرى، كما يعني بداية النهاية للموجة المغولية/التتارية/الصليبية الجديدة، وعندما ينتهي الإرهاب يمكن أن تقوم قوى المقاومة بالانتصار على الصهيونية، فقد مهّدت مصر الأرض لها، حمى الله مصر والعرب والإسلام والمسلمين من خطر الإرهاب وخطر الاستعمار لأنهما وجهان لعملة واحدة.

منذ فجر يوم الجمعة التاسع من شباط/فبراير 2018، بدأ الجيش المصري بالتعاون مع قوات الشرطة عملية شاملة تحت مُسمّى "سيناء 2018"، حيث كلّف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجيش المصري، بإنهاء الإرهاب الموجود في سيناء، ومواجهة المؤامرات والمُخطّطات التي تستهدف النيْل من مصر وشعبها، وزعزعة الاستقرار والأمن القومي الخاص بمصر، وعلي الفور، أتمّت القوات المسلحة استعداداتها، وبدأت عملياتها، وهي عملية ممتدّة، ليس في شبه جزيرة سيناء وحدها، ولكن عند كل الحدود المصرية في الشمال والجنوب والشرق والغرب، وتشترك في ذلك القوات البحرية والجوية، أي أنها معركة مُتكامِلة، وتُعتبَر امتداداً للحروب التي دافعت فيها مصر عن نفسها وعن المنطقة بأسرها، طوال تاريخها الإسلامي على وجه الخصوص.

ونكاد نجزم أن انتصار مصر على الإرهاب سيكون له رد فعل عربي/إسلامي/عالمي، لأن الإرهاب يُهدّد المنطقة، إرهاب عالمي مُتعدّد الجنسيات، عاث فساداً في سوريا وليبيا واليمن والعراق ومصر في سيناء، كما شهد العالم الأوروبي والأميركي إرهاباً دامياً في باريس ولندن ومدريد ونيويورك وغيرها من المدن التي اعتقدت أنها بمنأي عن الإرهاب، وهي التي ساعدت التكفيريين والإرهابيين وأعطتهم الأسلحة والأموال، ليُمزّقوا المنطقة العربية، ومن ثم صار الأمر وكأنها حرب عالمية ضد قوى الشر الإرهابية والاستعمارية الصهيونية على السواء، ومن هنا تأتي الحرب الأخيرة على الإرهاب وأوكاره في مصر، لتُمهّد الطريق للانتصار على الإرهاب العالمي انطلاقا من الدولة المصرية، وهو أمر له جذوره التاريخيه، وارتباطاته الجغرافية، وهو ما نحاول توضيحه.

من المعروف تاريخياً أن مصر لم تتهدّد من الجهة الغربية أو الجنوبية، التهديد دائماً ما كان يأتي من الشرق والشمال، فدائماً الحملات الاستعمارية أو المغولية جاءت من الشرق حيث الهجوم التتري، ومن الشمال حيث الإغريق والروم قديماً والغرب الأوروبي حديثاً، وتُعتبَر مصر آخر القِلاع العربية/الإسلامية، وأول الخطوط النهضوية للمنطقة العربية، والمحاولة الوحيدة لفتح مصر من الغرب كانت على يد الدولة الفاطمية، وهي ما لا نعتبره غزواً، بل فتحاً في ساحة الإسلام المُترامية الأطراف، وبالتالي لم تسقط قاعدة التهديد للدولة المصرية من الغرب إلا في السبع سنوات الأخيرة، بعد ما يُطلق عليه الربيع العربي، فبعد سقوط الرئيس الليبي الأسبق معمّر القذافي شهدت ليبيا الإرهاب، ومن خلاله هدّد الحدود المصرية الغربية، وفي الجنوب يوجد تهديد مائي من خلال بناء الدولة الأثيوبية سد النهضة، وعلى ذلك الأساس نجد أن الأمر أخطر من السابق، فالتهديد من كل الجهات، وهو ما تتعامل معه الدولة المصرية بالحزم السياسي، عند كل حدود الدولة، وهي الحرب التي نعتقد أن الانتصار فيها سيكون انتصاراً للعرب والمسلمين وكل الإنسانية.

لقد تعرّضت مصر في تاريخها الإسلامي لثلاث غزوات مُدمّرة للشرق العربي بأسره، وتمكنّت من الانتصار على تلك الغزوات المأساوية، فأنقذت العالم الإسلامي من التدمير، ولولاها لقالت كُتب التاريخ :"هنا كان يوجد مسلمون"، كما قال إبن الأثير في تاريخها "الكامل".

في الغزوة الأولي وهي الحروب الصليبية دافعت مصر مع الشام عن الوجود العربي، فحرّرت بيت المقدس عام 1187 بعد تسعين عاماً من الاحتلال الأوروبي للمدينة المُقدّسة في فلسطين، على يد صلاح الدين الأيوبي، وهو رغم مآخذنا السياسية عليه، إلا أنه كانت له البداية في تحرير المسجد الأقصى، وتهيئة النفوس المسلمة للاعتقاد أنه يمكن النصر على الفرنجة طالما توحّدت الجهود وخلصت النيّات.

وفي الغزوة الثانية، حاول الفرنسيون العودة إلى بيت المقدس من خلال احتلالهم لمصر، فجاءت حملة لويس التاسع من خلال ميناء دمياط على البحر المتوسّط، وسارت في نهر النيل فتصدّى لها المصريون في معركة المنصورة، وتمّ أسر الملك لويس عام 1250، وفشلت الحملة على فلسطين عندما أُسِر لويس في دار القاضي ابن لقمان في المنصورة، الذي تحوّل إلى متحف قومي يشهد أن المصريين أسروا أعظم ملوك أوروبا، وهو ما يُساوي رئيس الولايات المتحدة الأميركية في أيامنا المُعاصِرة المأساوية.

وقبيل الانتهاء الصليبي من الشرق العربي، جاء المغول في الغزوة الثالثة، ليجتاحوا العالم بأسره، فغزا المغول والتتار الصين وروسيا والنمسا وباقي أوروبا، كما اجتاح المغول الشرق الإسلامي كله، عاثوا في الأرض فساداً، فاحتلوا خوارزم وسمرقند وبخارى وفارس ودمّروا بغداد عاصمة الخلافة في العراق، ثم عبروا نهر الفرات نحو الشام، وكانوا يعتقدون أن النصر حليفهم كان ظل ممكناً من قبل، ولكن الجيش المصري تمكّن من الانتصار عليهم في معركة "عين جالوت" في فلسطين عام 1260 ميلادية بقيادة القائدين سيف الدين قطز وركن الدين بيبرس البندقداري.

وبعد أن انهزم التتار، انقطعت خطوط الإمداد والاتصال بين الجيش المغولي في الشرق، والجيش المغولي الثاني في أوروبا، ثم حدث التحوّل التدريجي الهائل الغريب، فقد اعتنق المغول والتتار الإسلام، برعاية الشيخ نصير الدين الطوسي في تاريخ رائع ممتد، ليس مجاله الآن، وانتهى الخطر المغولي تماماً، بعد عام واحد من خطره الدامي؟

أي أن مصر تمكّنت من تحرير الأرض نيابة عن العالم الإسلامي والأوروبي على السواء، ثم تمكّنت مصر أخيراً من استرداد عكا عام 1291 ميلادية على يد السلطان أشرف بن قلاوون لينتهي الاحتلال بعد قرنين من الزمان، ولكن الانتصار البطيء (كما قال ويل ديورانت في موسوعة قصة الحضارة) عطّل العقل العربي، فعاش المسلمون في حال ضعف مُزرية تحت خلافة عثمانية لم تستطع أن تدافع عن المسلمين، فقامت الدول الاستعمارية الرأسمالية بالتوغّل التبشيري في الديار الإسلامية.

حتى جاء العصر الحديث فشهد موجات الاستعمار العالمي، وهو ما نعيش فصوله حتى اليوم، نرى الإرهاب العالمي بفكر تكفيري تؤيّده الصهيونية العالمية، لتفكيك الدول المُحيطة بالكيان الصهيوني، كما تؤيّده نفس القوى الرأسمالية الاستكبارية.

وهنا تأتي الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، ونعتقد جازمين أن الانتصار المصري على الإرهاب، يعني انتصار مصر على القوى الكبرى، كما يعني بداية النهاية للموجة المغولية/التتارية/الصليبية الجديدة، وعندما ينتهي الإرهاب يمكن أن تقوم قوى المقاومة بالانتصار على الصهيونية، فقد مهّدت مصر الأرض لها، حمى الله مصر والعرب والإسلام والمسلمين من خطر الإرهاب وخطر الاستعمار لأنهما وجهان لعملة واحدة، وعلى الله قصد السبيل.

________________________________________

علي أبو الخير  كاتب مصري.

والمهدي الموعود ـ عجل الله فرجه ـ هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً كما تواترت بذلك الأحاديث النبوية، وإنجاز هذه المهمة يحتاج الى سيرة قضائية صارمة، لذلك فهو يجسد سيرة جده الإمام علي عليه السلام الشديدة في تتبع حقوق الناس المغصوبة وأخذها من الغاصب حتى لو كانت مخبأة تحت ضرس وحتى لو تزوج بها الحرائر، و: (يبلغ من ردّ المهدي المظالم، حتى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتى يرده)1. فيبلغ من عدله أن (تتمنى الأحياء الأموات)2 أي يتمنوا عودة الأموات لينعموا ببركات عدله.

وتذكر مجموعة من الأحاديث الشريفة أنه عليه السلام يحكم بحكم سليمان وداود في قضائه, أي بالعلم (اللدني) دون الاحتجاج بالبينة3، ولعل ذلك انطلاقاً من مهمته في اقرار العدل الحقيقي دون الظاهري الذي قد تقرّه البينة الظاهرية وإن كان خلاف العدل الحقيقي وهذه حقيقة معروفة وقد شهدها التأريخ الإسلامي والانساني ويشهد التأريخ المعاصر الكثير من مصاديقها حيث يُؤدي الالتزام بالبينات الظاهرية الى غياب العدل الحقيقي وإن أقرت العدل الظاهري. وعلى أي حال. فهذه من خصوصيات عهده عليه السلام وهي تنسجم مع طبيعة الأوضاع العامة لهذا العهد.

سيرته تجاه الأديان والمذاهب:

يزيل الإمام المهدي الموعود ـ عجل الله فرجه ـ مظاهر الشرك كافة ويروج التوحيد الخالص: (ولا يبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله إلاّ عُبد الله فيها ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون)4، ويقوم عليه السلام بعرض الإيمان على الجميع وينهي الحالة المذهبية فيوحد المذاهب الإسلامية ويصلح الله به أمر الأمة ويرفع اختلافها ويؤلّف قلوبها5 على أساس السنة النبوية النقية وما اُخفي أو ضيّع من قيم الإسلام الأصيلة. فهو كما قال جدّه صلى الله عليه وآله: (سنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي)6.

ويُستفاد من بعض الروايات أنه عليه السلام يقوم بإخراج التوارة والإنجيل غير المحرّفين من غار بأنطاكية ويحاجج اليهود والنصارى بهما ويستخرج حُلي بيت المقدس ومائدة سليمان ويردها الى بيت المقدس7، ويدعمه في موقفه هذا عيسى عليه السلام الذي (يحتج به على نصارى الروم والصين)8 حيث يرفض وفود اليهود والنصارى بعد نزوله عندما يأتونه مدعين أنهم أصحابه فيردهم ويصرّح بأنّ أصحابه هم المسلمون فينضم الى مجمع المهدي عليه السلام الأمر الذي يؤدي الى رجوع النصارى عن تأليهه كما يقوم بأداء فريضة الحجّ الى البيت الحرام9 ويُدفن الى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله10.

وتذكر بعض الروايات أن المهدي عليه السلام يخرج التوراة الأصلية من جبال بالشام ويحاجج اليهود بها فيسلم منهم جماعة كثيرة11 (ثم يستخرج تاب ت السكينة من بحيرة طبرية ويُوضع بين يديه في بيت المقدس فيسلم اليهود و لا يبقى على العناد إلاّ القليل منهـم12.

محاربة البدع ونفي تحريف الغالين والمبطلين

وينفي الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ عن الدين التحريفات بصورة كاملة ويزيل كل البدع التي ورثها المسلمون من قرون الابتعاد عن الثقلين والسنة النبوية النقية وتعطيلها وهذا هو هدف ظهوره: (ليمحو الله به البدع كلها ويميتُ به الفتن كلها، يفتح الله به باب كلّ حقّ، ويُغلق به كل باب باطل)13.

وهذا أول مايبدأ به عليه السلام ، فتذكر الأحاديث الشريفة من مصاديقه هدم المقاصير التي ابتدعها بنو أمية في المساجد لعزل الإمام عن المأمومين14، ويعيد مقام ابراهيم عليه السلام الى موضعه الأصلي15 ويزيل عن المساجد كل ما اُبتدع فيها ويعيدها الى السنة الإسلامية الأولى والطريقة المحمدية16.

سيرته الادارية

ويختار المهدي الموعود ـ عجل الله فرجه ـ لحكم الأرض ولاةً هم خيرة أصحابه الذين يتحلّون بأعلى كفاءات الوالي الإسلامي من العلم والفقه والشجاعة والنزاهة والإخلاص17، وهو مع ذلك متابع لأمورهم وطريقة قيامهم بمهامهم ويحاسبهم بشدة فإن: (علامة المهدي أن يكون شديداً على العمال جواداً بالمال رحيماً بالمساكين)18، وفي عهده: (يُزاد المحسن في إحسانه ويُتاب على المسيء)19.

وهو عليه السلام شديد مع المتاجرين بالدين والمقدسات الإسلامية الساعين لإضلال الناس، يردعهم عن ذلك، وممّا يقوم به في بدايات ظهوره هو قطع أيدي سدنة الكعبة بسبب ذلك ويفضحهم أمام الناس لكي لا ينخدعوا بهم, إذ هم (سراق الله)20.

سيرته الجهادية

ويقوم الإمام المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ بالسيف، فظهوره يكون بعد إتمام الحجة البالغة واتضاح الحقائق بالكامل وفتح أبواب الحق وإغلاق الباطل ووقوع المعجزات والكرامات المبرهنة على تمتعه بالتأييد الإلهي ونصرة الملائكة البدريين له وامتلاكه قميص يوسف وعصا موسى وحجره وخاتم سليمان ودرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسيفه ورايته وسائر مواريث الأنبياء عليهم السلام وإظهاره له21 وإتضاح تمثيله الصادق لمنهجهم وسعيه لتحقيق أهدافهم الإلهية وإقرار العدالة السماوية. ومع اتضاح كل ذلك لا يبقى على الباطل إلاّ المنحرفون المفسدون الذين لا يُرجى منهم إلاّ الفساد والأذى والظلم الذي يجب أن تُطهر منه الدولة المهدوية، لذلك نلاحظ في سيرة الإمام الجهادية الصرامة والحزم والحدية في التعامل مع الظالمين والمنحرفين فلا يبقى على الأرض منهم ديّار ولا يسمح لهم بالنشاط الإفسادي.

على أن الأحاديث الشريفة تصرّح بأنّ المهدي المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ يسير بسيرة أبويه رسول الله ووصيه الإمام علي ـ صلوات الله عليهما وآلهما ـ في مجاهدة المنحرفين والمبطلين فلا يبدأ القتال إلاّ بعد عرض الإيمان والدين الحق عليهم22 ومحاججتهم بما ألزموا به أنفسهم كما رأينا في قضية إخراجه التوراة والإنجيل وهذه قضية أخرى مهمة في سيرته الجهادية عليه السلام.

ويُستفاد من الروايات الشريفة أن من سيرته الجهادية تصفية الجبهة الداخلية وهي جبهة العالم الإسلامي من التيارات المحاربة المنحرفة أولاً قبل البدء بمجاهدة القوى الأجنبية، فينهي حركة السفياني ونفوذ البترية والمتأولة الجاهلين والنواصب المضلين المعاندين23 ويعقد لأجل ذلك هدنة مع الروم قبل ان يتوجه لمجاهدة اليهود ثم الروم وقتل الدجال وفتح الأرض كلّها. بل ويعمد قبل البدء بتصفية الجبهة الداخلية بتنظيم صفوف جيشه ويعيّن القادة العسكريين الأكفاء ويعقد لهم الألوية ويذهب بالعاهات والضعف عن أنصاره ويقوّي قلوبهم24 ويملأها إيماناً بالحق الذي يجاهدون من أجله ويبتليهم ويمحصهم،25 ( لكي يتحرك لانجاز مهمته الإصلاحية الكبرى بجيش عقائدي قوي ومنسجم يتحلى بالكفاءة القتالية المطلوبة والقوة المعنوية اللازمة.

سيرته المالية:

يعيد المهدي الموعود ـ عجل الله فرجه ـ نظام (التسوية في العطاء)26 الذي كان سائداً على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم غيّر وبُدّل من بعده وأُبتدعت بدله معايير جديدة أحدثت نظام التفاضل الطبقي بالتدريج بالرغم من التزام الوصي الإمام علي عليه السلام إبان خلافته بنظام التسوية في العطاء وتابعه على ذلك ابنه الحسن عليه السلام في شهور خلافته القليلة لكنه قد غاب بالكامل بعد استشهادهما، وبدأ بنو أمية بالاستئثار بأموال المسلمين وتقييد العطاء من بيت المال بمصالحهم السياسية وتحويله من عطاء شرعي الى رشاو مقيتة يستجلبون بها الأنصار لهم على الباطل أو يشترون به سكوت البعض عن الحق.

والمهدي المنتظر عليه السلام يجعل بيت المال قسمة مشتركة بين المسلمين دونما تفاضل أو تمييز، فالجميع متساوون في الانتفاع من النعم الإلهية والخدمات المستثمرة من الأموال العامة، تطبيقاً لأحد أبعاد العدالة المحمدية المكلّف باقرارها. وتصرح الأحاديث الشريفة بأنه ينهي الحالة الإقطاعية حسب النص القائل: (إذا قام قائمنا اضمحلت القطائع فلا قطائع)27، والمقصود بها الأراضي الزراعية أو غيرها من الثروات والمنافع التي يعطيها الحكام للمقرّبين منهم وقد راجت هذه الظاهرة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وخاصة في عهد الخليفة الثالث وفي العصر الأموي بشكل خاص.

وتتحدث الكثير من الأحاديث عن كثرة عطائه عليه السلام وتعتبرها علامة مميزة له فهو: (يحثو المال حثواً)28 عندما يُعطي من سأله، وهذا وإن كان يشير الى كرمه وكثرة الخيرات والبركات في عصره إلاّ أنها تفصح عن نقطة مهمة أخرى في سيرته الاقتصادية عليه السلام وهي سيرة إغناء الناس بما يكفيهم ويغنيهم ويجعلهم في رفاهيّة من العيش بحيث يتفرّغوا الى الطاعات والعبادة والعمل الإصلاحي الفردي والاجتماعي.

وعليه يتضح أن سيرته في المجال المالي ترتبط بمهمته الإصلاحية وإقامة المجتمع التوحيدي الخالص في تعبده لله تبارك وتعالى فالمراد منها توفير متطلبات ذلك وإزالة العقبات الصادة عنه.

الصورة العامة للدولة المهدوية في النصوص الشرعية

ونصل الآن الى خاتمة هذا الفصل فنعرض فيها على نحو الإجمال أيضاً الصورة التي ترسمها النصوص الشرعية لدولة المهدي الموعود، عجل الله فرجه.

إنّ الدولة المهدوية إنّما تأتي لتحسم عصر المعاناة الذي عاشته البشرية طويلاً وتنهي الظلم والجور الذي ملأ الأرض نتيجة لحكم الطواغيت و حاكمية الأهواء والشهوات والنزعات المادية وبظهور الإمام المهدي المنتظر على مدى القرون. (يفرج الله عن الأمة فطوبى لمن أدرك زمانه). فالله تبارك وتعالى يحقق للأمة المسلمة, ولبني الانسان عامة, كل الطموحات الفطرية السليمة، ويزيل الشرك ويقيم المجتمع الموحّد العابد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والمسارع للخيرات السائر في منازل الكمال ومعارج النور.

وتخرج الأرض بركاتها وكذلك السماء، وما يحصل عليه الناس ليس هو الغنى المادي فحسب بل هو (الاستغناء) حيث (يملأ الله قلوب اُمة محمدصلى الله عليه وآله غنىً ويسعهم عدله)29 أي يحرّرهم من أسر المتطلبات والحاجات المادية المعيشية المحدودة، فالمهدي المنتظر الذي يحرر المسلمين من ذل التبعية للضالّين والمنحرفين، كما صرّح به النص القائل: (وبه يخرج ذل الرق من أعناقكم)30, يحرر البشرية من ذل الحياة البهيمية والخضوع لأسر الشهوات ويفتح أمام الانسان جميع أبواب التكامل والرقي المعنوي والتكامل الروحي فيشهد عصره تطوراً فكرياً وروحياً عالياً كما يشير لذلك الإمام الباقر عليه السلام حيث يقول: (إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم)31، ومما يساعد على ذلك ـ إضافةً الى العامل المهم والرئيسي المتقدم ـ عامل ثانوي هو التطور الهائل الذي يشهده عصره خاصةً في مجال الاتصالات والذي نرى بوادره اليوم طبق القوانين العلمية أيضاً كما يشير الى ذلك الإمام الصادق عليه السلام بقوله: (إن قائمنا إذا قام مدَّ الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد, يكلّمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه)32 ولعل ذلك يكون بوسائل غيبية تمكّنهم منها المراتب الروحية السامية التي يصلون إليها وإن كان ذلك قد أصبح ممكناً بدرجة محدودة اليوم أيضاً عبر وسائل الاتصال الحديثة المتطورة، ولكن من المؤكد ـ استناداً للأحاديث الشريفة ـ أن الكثير من الحقائق والقضايا الغيبية تظهر في عصر الدولة المهدوية ويحظى الكثير من المؤمنين بمراتب عالية من معرفة أسرار الغيب وعلم الكتاب وتجاوز الأسباب والقوانين الطبيعية والكثير من الظواهر التي نعتبرها اليوم من المعجزات غير المألوفة33.

ومع توفير الدولة المهدوية لجميع عوامل التكامل المادي والروحي يقام المجتمع الموحّد الذي يعبد الله تبارك وتعالى بإخلاص فتسود العلاقات الإيمانية المحضة وتحكمه قيم من قبيل البراءة ممن (كان بالرهن أوثق منه بأخيه المؤمن) ومثل أن (ربح المؤمن على المؤمن ربا)34 فحتّى العمل التجاري يكون يومئذ عبادة خالصة لله عز وجل إذ يكون بهدف خدمة عباد الله فقط.

يقول الإمام علي عليه السلام ضمن حديث في وصف جامع لدولة الإمام المهدي العالمية: (... يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعاً وكرهاً، ويملأ الأرض عدلا وقسطاً ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها حتى لا يبقى كافرٌ إلاّ آمن ولا طالح إلاّ صلح ويصطلح في ملكه السباع وتخرج الأرض بركاتها وتنزل السماء بركتها وتظهر له الكنوز، يملك مابين الخافقين أربعين عاماً، فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه)35، أجل في ظل دولة المهدي المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ يتضح للعالمين أن صلاح البشرية وخيرها وتكاملها المادّي والمعنوي إنما يتحقق في ظل رسالة السماء وعلى يدي أولياء الله المعصومين ـ سلام الله عليهم ـ وهذا ما يحققه الله تعالى على يد خاتمهم وخاتم الأئمة الاثني عشر الأوصياء أي المهدي الذي وعد الله به الاُمم: (ولذلك يرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء) كما أخبر عن ذلك جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله36.

________________________________________

1- إثبات الهداة: 2/410.

2- ابن حماد: 102، الطبراني الأوسط: 1 / 136.

3- كمال الدين: 411.

4- ابن حماد، 98، سنن الداني: 101، الحاوي للسيوطي: 2/ 75، لوائح السفاريني: 2/ 2 تاريخ بغداد: 9/ 471، عقد الدرر: 141.

5- غيبة النعماني: 146.

6- مسند أحمد: 2 / 240، صحيح مسلم: 2 / 915، مستدرك الحاكم: 2/ 595.

7- تاريخ البخاري: 7 / 233، مسلم: 4/ 2253، ابن ماجة: 2/ 1357، الترمذي: 4/ 512.

8- تاريخ البخاري: 1 / 263، الترمذي: 5/ 588.

9- ابن حماد: 98، ينابيع المودّة للقندوزي: 3/344.

10- ابن حماد: 99 ـ 100، عقد الدرر: 147، القول المختصر: 24.

11- ملاحم السيد ابن طاووس: 32.

12- اثبات الهداة: 3 / 506.

13- اثبات الهداة: 527.

14- اثبات الهداة: 516 ـ 517.

15- إثبات الهداة: 3/ 494.

16- مسند ابن ابي شيبة: 15 / 199، سنن الدارمي: 101، حاوي السيوطي: 2/ 77.

17- مسند ابن أبي شيبة: 15/199، سنن الدارمي: 101، حاوي السيوطي: 2/77.

18- إثبات الهداة: 3/ 449، 455.

19- إثبات الهداة: 439 ـ 440، 494، 478، 487، وراجع عقد الدرر: 135، الفصول المهمة: 298،

20-  كفاية الأثر: 147، ابن حماد: 98، القول المختصر: 34، برهان المتقي: 152.

21-  الكافي: 8/ 227 وعنه في إثبات الهداة: 3/ 450.

22-  اثبات الهداة: 71.

23-  اثبات الهداة: 71.

24- الكافي: 8/ 167، كمال الدين: 672.

25- مسند أحمد: 3 / 37، ملاحم ابن المنادي: 42، ميزان الاعتدال: 3/ 97.

26- قرب الإسناد للحميري: 39.

27- مسند أحمد: 3 / 80.

28- اثبات الهداة: 3 / 504.

29- مسند أحمد: 3/ 37.

30- الغيبة للطوسي: 185، ح 144

31- إثبات الهداة: 3 / 448، الكافي: 1 / 25، كمال الدين: 675.

32- إثبات الهداة: 3/ 450 ـ 451.

33- راجع مثلاً كمال الدين: 654.

34- مَن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق: 3 / 313، تهذيب الأحكام: 7/ 178.

35- اثبات الهداة: 3/ 524.

36- مستدرك الحاكم: 4 / 465، فتن ابن حماد: 99.

الأربعاء, 21 شباط/فبراير 2018 07:19

معادلة جديدة للمقاومة: جوّ غزة «ليس آمناً»

بعد أسبوع على الصفعة القوية التي وجهها الجيش السوري إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة بإسقاط طائرة مقاتلة للأخيرة، عاودت المقاومة الفلسطينية الكرّة بطريقة أخرى، وفجرت عبوة معلقة بعلم فلسطيني بعدد من جنود وحدة الهندسة على السلك الحدودي جنوب قطاع غزة قدموا لإزالته.

لم تكتفِ المقاومة بتفجير العبوة، التي أدت إلى إصابة 4 جنود، اثنان منهم في حالة الخطر، بل ما إن استعدت إسرائيل للرد بالقصف الجوي، كما اعتادت من ثلاث سنوات، حتى «تصدت الدفاعات الجوية للمقاومة، للطائرات المغيرة بالأسلحة الثقيلة»، كما أعلن الجناح العسكري لحركة «حماس»، «كتائب القسام»، وهو ما عرقل الطيران لساعات قبل أن يعيد الإغارة فجر أمس، وتتصدى له المضادات مجدداً.

وهذه المرة الأولى منذ حرب 2014 التي ينفذ فيها كمين بهذه النوعية، وكذلك المرة الأولى التي تعلن فيها المقاومة قرارها التصدي لطائرات الاحتلال، رغم أنها سجلت محاولات سابقة لم تعلنها. ووفق مصادر محلية، أطلقت النيران أكثر من مرة بالرشاش الثقيل من طراز 14.5 ملم على الطائرات، فيما استخدمت الصواريخ المحمولة على الكتف في الوقت نفسه.

ورغم إعلان وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن «لجان المقاومة الشعبية» من يقف خلف هذه العملية، فإن أياً من الفصائل لم يعلن مسؤوليته. وقال ليبرمان: «سيبقى الحساب مفتوحاً حتى تصفية من يقف خلف الهجوم»، في إشارة إلى نية الاحتلال تنفيذ عمليات اغتيال.

مصدر ميداني في المقاومة قال لـ«الأخبار» إن عدداً من المتظاهرين يوم الجمعة الماضي نصبوا عدداً من الأعلام على السلك الفاصل مع فلسطين المحتلة خلال التظاهرات الأسبوعية التي تقام في أكثر من خمس مناطق. وأشار إلى أن أحد الأعلام كان «شركاً ارتبط بعبوة ناسفة موهت بطريقة احترافية، وقد انفجرت بقوة من الجيش أتت في اليوم التالي».

بجانب سلسلة الغارات الليلية التي استهدفت مواقع تتبع لـ«القسام»، ادعى الاحتلال أنه قصف نفقاً يمتد داخل الأراضي المحتلة بالإضافة إلى مصنع للصواريخ. وفي وقت لاحق، استهدفت مدفعية الاحتلال 4 فتية كانوا قبالة حدود رفح الشرقية (جنوب)، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم انتُشلت جثتاهما صباحاً، هما سالم محمد صباح وعبد الله أيمن أبو شيخة (17 عاماً).

في الليلة نفسها، قال موقع «0404» العبري المقرب من الجيش، إن صاروخاً سقط على منزل في مستوطنة «شاعر هنيغف»، جنوب فلسطين المحتلة، ما أدى إلى أضرار مادية دون إصابات.

تعقيباً على كل ذلك، قال مصدر في المقاومة إن إعلان الأخيرة التصدي للطائرات «يأتي في إطار إرسال رسائل إلى الاحتلال بعدم تجاوز الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك... المقاومة تواصل العمل لمواجهة سلاح الطيران ويمكنها تكرار سيناريوهات حدثت في شمال فلسطين المحتلة».

«يحمل إعلان القسام رسائل إيجابية»، يكمل المصدر، «لمحور المقاومة عنوانها وحدة الهدف والعمل المشترك ضد الاحتلال، وفرض حالة من الردع عليه»، محذراً في الوقت نفسه من أن تنفيذ ليبرمان تهديداته «يعني الذهاب إلى حسابات جديدة تعجّل بالمواجهة العسكرية».

إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر، أمس، أن صاروخاً أطلق من غزة صوب مناطق «شاعر هنيغيف»، في وقت دوّت فيه صفارات الإنذار بالتزامن في «سديروت». كما نقل الإعلام العبري خبر إطلاق قذيفتَي هاون على قوة للجيش تعمل قرب السياج الحدودي شمال القطاع، «لكن من دون إصابات»، فيما يتوقع أن تتصاعد الأحداث إلى ردّ مشابه للرد الذي حدث فجراً.

هاني ابراهيم