Super User

Super User

السبت, 23 كانون1/ديسمبر 2017 08:11

احتجاجات الجزائر دِفاعاً عن القدس

موقف الشعبي للشارع الجزائري يعكس الموقف الرسمي الرافِض لهذا القرار، إذ أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بياناً شديد اللهجة أكّدت من خلاله على دعم الدولة الجزائرية لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني، ورفضها القاطِع لقرار ترامب والذي ترى فيه الدولة الجزائرية انتهاكاً خطيراً وفاضحاً لكل لوائح مجلس الأمن الدولي، ولقرارات الشرعية الدولية، باعتباره يقوِّض جهود بعث مسارات السلام المُتوقّفة منذ مدة طويلة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني.

ارتباط الشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية وحبّه الجارِف لكل ما يتعلّق بها ورفضه كل أشكال التطبيع أو التعاون مع الكيان الصهيوني، والسياسات التي تتّبعها بعض الدول لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية ومنها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المُستفزّ لمشاعر الأمّتين العربية والإسلامية ، والقاضي بنقل السفارة الأميركية من مدينة تل أبيب إلى  مدينة القدس ، وإعلان تلك المدينة التي تُعتبَر جوهر الصِراع العربي الصهيوني عاصمة للكيان الصهيوني المُحتل، في تجاوز صريح وفاضِح لكل القرارات الدولية المُتعلّقة بملفات الحلّ النهائي للقضية الفلسطينية، الشعب الجزائري الغيور على الأقصى انتفض عن بكرة أبيه ، فخرجت تظاهرات مُندِّدة بهذا القرار المُجحِف ، وذلك في العديد من المدن الجزائرية كمدن قسنطينة ووهران ومدن داخلية وجنوبية كالوادي وبوسعادة، كما نُظَّم تجمّع شعبي نصرة للأقصى في القاعة البيضاوية في العاصمة. بعد أن سمحت السلطات السياسية بذلك. حيث امتلأت  القاعة عن آخرها وحضرت هذا التجمّع شخصيات سياسية معروفة. بالإضافة إلى زعماء أحزاب وشخصيات وطنية ومئات الآلاف من المواطنين ، وقد أكّد الحضور على دعمهم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المُستقلّة على كامل تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، ورفع الحضور عدَّة شعارات  داعِمة للقضية الفلسطينية ومنها الجزائر مع فلسطين ظالِمة أو مظلومة ، بالروح بالدم نفديك يا أقصى ، والقدس إسلامية، وكذلك شعار على القدس رايحين شهداء بالملايين.

كما نُظّم الكثير من المسيرات الطلابية وفي مختلف الجامعات الجزائرية كجامعات بوزريعة وبن عكنون ودالي إبراهيم، وكذلك جامعة جيلالي اليابس في سيدي بلعباس وجامعة الحاج لخضر بباتنة في الشرق الجزائري، وكذلك جامعات الأغواط والمسيلة وبجاية وتيزي وزو وتلمسان وعين الدفلى ... الخ، وطالب بعض الطلبة السلطات الجزائرية بالسماح لهم بالجهاد في فلسطين المحتلة بعد أن سئم هؤلاء من التخاذُل الرسمي العربي لعقود، مُعتبرين إيّاه السبب الرئيس في ضياع المسجد الأقصى، كما رفعت الجماهير الجزائرية في ملاعب كرة القدم عدّة صوَر جدارية تُبيّن مدى عشق الشعب الجزائري لفلسطين، كما رفعوا خلال إحدى المباريات  الودّية التي أقيمت فوق أرضية ملعب مدينة عين مليلة صورة للرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية ، وقد كتبت عبارة "وجهان لعملة واحدة" بالانكليزية  أسفل تلك الصورة، في إشارة واضحة إلى أن قرار نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس جاء بتواطؤ سعودي واضح للعيان. وهذا ما أغضب السفير السعودي في الجزائر السيّد سامي بن عبد الله الصالح ، ما جعله يُهدِّد بأن السعودية لن تسكت عن هذا الأمر فور التأكّد من حقيقة هذه الصورة التي تصنع الحدث حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مختلف وسائل الإعلام الجزائرية.

 الموقف الشعبي للشارع الجزائري يعكس الموقف الرسمي الرافِض لهذا القرار، إذ أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بياناً شديد اللهجة أكّدت من خلاله على دعم الدولة الجزائرية لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني، ورفضها القاطِع لقرار ترامب والذي ترى فيه الدولة الجزائرية انتهاكاً خطيراً وفاضحاً لكل لوائح مجلس الأمن الدولي،  ولقرارات الشرعية الدولية، باعتباره يقوِّض جهود بعث مسارات السلام المُتوقّفة منذ مدة طويلة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، وتوالت التصريحات الرسمية الرافِضة لهذا القرار الجائِر ومُندّدة به ، ومنها تلك التصريحات التي أطلقها رئيس المجلس الشعبي الوطني السيِّد السعيد بوحجة ورئيس مجلس الأمّة السيِّد عبد القادر بن صالح، وكذلك فإنَّ كل الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني والفعاليات الشبابية والمجتمعية ، قد أصدرت مئات البيانات التي تصبّ كلها في إطار دعم صمود الشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال الصهيوني بكل أشكاله ، وبأن تكون له عاصمة أبدية إسمها مدينة القدس الشريف، ومنها بيانات لأحزاب وطنية وإسلامية وتروسكية كحزب جبهة التحرير الوطني والجبهة الوطنية الجزائرية وحزب العمال، بالإضافة إلى بيان جمعية العُلماء المسلمين  الدينية والتي اعتبرت هذه الخطوة الأميركية تستهدف كل المُقدّسات الإسلامية وفيها استفزاز واضح  لمشاعر كل المسلمين في العالم، ولا تزال الوقفات السلمية والاحتجاجات مستمرة في الجزائر، فالشعب الجزائري لا يزال يدعم القضية الفلسطينية ما دامت فلسطين محتلة.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يؤكد أنّ محور المقاومة بعد إنجازاته في مواجهة الإرهاب بات لديه الوقت الكافي للتفرغ للصراع مع إسرائيل، وذلك خلال استقباله وفداً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي أبدى استعداد الجبهة للمشاركة في أي فعاليات ضد إسرائيل، وفي وضع خطة مشتركة لمقاومة الاحتلال.

التقى وفد رفيع المستوى من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حيث جرى التأكيد على وضع خطة مشتركة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وخلال اللقاء الذي استمرّ لعدة ساعات وصف الأمين العام لحزب الله الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه "وعد بلفور الجديد"، مضيفاً أن محور المقاومة حقق إنجازات كبيرة في مواجهة الإرهاب، وأنه أصبح لديه الوقت الكافي للتفرغ للصراع العربي الإسرائيلي.

وثمّن نصر الله نضالات الفلسطينيين داعياً للوحدة الوطنية فيما بينهم، مؤكداً في الوقت نفسه على أن الانتفاضة "هي الخيار الذي يُجمع عليه الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والإسلامية".

وقال "حتى تثمر الانتفاضة وتحقق أهدافها، لابد من تجميع طاقات الشعب والتفافه حول الانتفاضة".

وفد "الشعبية" الذي ترأسه نائب الأمين العام للجبهة أبو أحمد فؤاد، وماهر الطاهر، وأبو علي حسن، ومروان الفاهوم، استعرض مع السيد نصر الله الأوضاع العربية والدولية، والوضع الفلسطيني وآخرها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس.

وأبدى الوفد استعداد الجبهة للمشاركة في أي فعاليات ضد إسرائيل، وفي وضع خطة مشتركة لمقاومة الاحتلال.

وكان الأمين العام لحزب الله قد التقى قبل أيام وفداً قيادياً من حركة فتح الانتفاضة وتناول اللقاء الأوضاع في فلسطين المحتلة ومستجدات القرار الأميركي الأخير بخصوص القدس وآخر التطورات في سوريا والمنطقة.

وقد تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات لتعزيز هذه العلاقات والبحث في الوسائل والآليات المناسبة لتعزيز العمل المشترك الذي تقتضيه الظروف والمستجدات الراهنة.

128 دولة تصوت لصالح مشروع القرار المطروح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يدين قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والجمعية تتبنى القرار بأغلبية مطلقة.

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية مطلقة لصالح مشروع قرار يدين إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس "عاصمة لإسرائيل".

وقال مراسل الميادين إن الضغط الأميركي والتهديد بقطع المساعدات نجح في تقليص عدد الأصوات المؤيدة للقرار، حيث امتنعت 35 دولة عن التصويت، واعترضت 9 دول، بينما أيدت 128 دولة القرار.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال الجلسة إن القدس هي مفتاح الحرب والسلم في الشرق الأوسط والعالم أجمع، مضيفاً أن انحياز الوسيط الأميركي إلى إسرائيل يستدعي إنشاء مظلة دولية جديدة لعملية السلام.

واعتبر المالكي أن القرار الأميركي لن يؤثر على وضع مدينة القدس بل على دور الولايات المتحدة كوسيط للسلام، مؤكداً أن القرار يخدم الحكومة الإسرائيلية في مشاريعها الاستعمارية وقوى التطرف والإرهاب.

وذكّر المالكي بأن الأيام القليلة الماضية شهدت انتهاكات إسرائيلية كثيرة بحق الفلسطينيين، وقال "لن يثنينا فيتو أو تهديد أو وعد ديني يوظف لأجل تبرئة الاستعمار والاستيلاء على الأرض".

المندوبة الأميركية التي ألقت كلمتها وانسحبت من الجلسة عقب انتهاء كلمة المندوب الإسرائيلي، قالت إن أميركا هي أكبر دولة مساهمة بالأمم المتحدة وعندما تقدم مساعدات يجب أن تلقى الاحترام ولكنها تلقى الإهانة.

وسائل إعلام إسرائيلية اعتبرت أن التصويت في الأمم المتحدة ضد الاعتراف الأميركي ضربة لترامب وخيبة أمل لإسرائيل، وكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو وصف الأمم المتحدة بأنها بيت أكاذيب، وخلال زيارته مستوطنة أسدود قال إنّ القدس عاصمة إسرائيل سواء رغبت الأمم المتحدة في ذلك أم لم ترغب.

متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتبر أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة انتصار لفلسطين، بينما قالت حركة فتح عقب إعلان نتائج التصويت إنه يمثل "صفعة لترامب ونتانياهو وانتصار للعدالة الدولية وللقدس".

وقال أسامة القواسمي المتحدث باسم الحركة إن القرار الأممي "صفعة للرئيس الأميركي الذي أخذ قراراً مخالفاً للقانون والشرعية الدوليين وهدد بوقف المساعدات عن الدول التي ستصوت لصالح المشروع، كما أنها صفعة لنتنياهو الذي استهزأ بالأمم المتحدة وتعدٌى على كل دول العالم، وانتصارا للعدالة الدولية وللقدس ولنضال شعبنا".

وأشاد القواسمي بدول العالم التي عبرت عن قيمها وأخلاقها وإنسجامها مع القانون الدولي، ولم تخضع للابتزاز والتهديد الأميركي الإسرائيلي.

 حركة "حماس" رحبت بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبرته خطوة في الإتجاه الصحيح وانتصاراً  للحقوق الفلسطينية ونسفاً لإعلان ترامب وتأكيداً على الحق الفلسطيني في المدينة المقدسة.

ودعت الحركة في بيان لها إلى ترجمة هذا القرار عملياً وفعلياً على الأرض وإنقاذ القدس من التهويد والحفريات والإستيطان.

 أما الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري فقد اعتبر في تغريدة نشرها على حسابه على "تويتر" أن القرار الأممي هو "انتصار للقدس وهزيمة لعنجهية ترامب".

من جهتها أعلنت لجان المقاومة الفلسطينية عن أنّ تصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة هو انتصار للحق الفلسطيني وبداية كسر قرار ترامب.

أما حركة الجهاد أكدت على أنّ التصويت في الأمم المتحدة "انتصار لصمود الشعب الفلسطيني وصفعة على وجه أميركا وإسرائيل وهزيمة لهما".

وأضافت الحركة "علينا استثمار القرار الأممي في عزل إسرائيل ومقاطعتها والتصدي للهيمنة الأمريكية"، داعية الشعب الفلسطيني إلى تصعيد انتفاضته واستمرار الغضب في كل مكان.

بدورها، رحّبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلة إنّ "القرار يُشكّل دعم للشعب الفلسطيني في معركته ضد سياسات الاحتلال الصهيوني الاستعمارية المدعومة أميركياً".

وأشارت إلى أن هذا القرار يفضح السياسات الأميركية التي تريد أن تجعل من قراراتها قرارات ملزمة للمجتمع الدولي ذات صفة أعلى من تلك التي تقررها الأمم المتحدة.

ودعت الجبهة الشعبية القيادة الفلسطينية للبناء على هذا القرار ومجمل القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التابعة لها.

كما أكدت الجبهة أن المطلوب هو موقف فلسطيني شديد الوضوح في التعامل مع الاحتلال من خلال الانتهاء من الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي ومن أي التزامات ترتبت عليها،

السبت, 23 كانون1/ديسمبر 2017 08:04

وحدة الأصل الإنساني من منظور الإسلام

إنّ سورة الحُجرات اشتهرت باسم "سورة الآداب والأخلاق" لما تضمّنته من آداب راقية، وأخلاق سامية في التعامل مع أفراد المجتمع. ولذا نجد الإسلام اهتمّ اهتماماً كبيراً بمسألة رعاية الأدب، والتعامل مع الآخرين مقروناً بالاحترام والأدب سواءً مع الفرد أم الجماعة.

فإنّنا حين نقرأ تأريخ حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام ونُمعن النظر فيها نلاحظ أنّهم يراعون أهم النقاط الحسّاسة واللطائف الدقيقة في الأخلاق والآداب حتى مع الأناس البسطاء، وأساساً فإنّ الدين مجموعة من الآداب، الأدب بين يدي الله والأدب بين يدي الرّسول والأئمة المعصومين، والأدب بين يدي الأستاذ والمعلِّم، أو الأب والأم والعالم والمفكّر.

وإذا رجعنا إلى بينات سورة الحجرات وغيرها من السور المباركة نجد أنها تؤكّد وحدة الأصل الإنساني، فكثيراً ما تتكرّر في القرآن صِيغ النداء بـ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ و ﴿يَا بَنِي آدَمَ، مما يشير إلى أنّ الله سبحانه كرّم هذا الإنسان وفضّله على كثيرٍ من خلقه، مُعلناً بذلك مبدأ المساواة بين البشر، فلا فضل لجنس على آخر باعتبار اللون والعنصر والنشأة.

وفي سورة الحجرات بيّن لنا نقطة أخرى في تحديده لوحدة الأصل الإنساني وهو أنَّ هذا الأصل تفرَّعت عنه الشعوب والقبائل والأمم، وأنَّ الهدف من هذا التنوّع بين الناس هو التواصل والتفاهم والتعارف فيما بينهم. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير .1

فالأصل في دين الإسلام أنه دينُ تجمّعٍ وألفة، لا دينَ عزلةٍ وفرارٍ من تكاليف الحياة، ولم يأت القرآن ليدعو المسلمين إلى الانقطاع في دير، أو العبادة في صومعة، بعيداً عن مشاكل الحياة ومتطلّباتها. بل إنّ نزعة التعرّف إلى الناس والاختلاط بهم أصيلة في تعاليم هذا الدين . 2

فقد بيّن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنّ الفضل لمن خالط الآخرين وتعرَّف عليهم ولم يتقوقع على نفسه، وذلك في قوله: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" .3

* كتاب أسوار الأمان.

1 سورة الحجرات، الآية 13.
2 ينظر: خلق المسلم، محمد الغزالي، ص172.
3 مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، علي الطبرسي، الفصل الثاني: في آداب المعاشرة، ص 337.

السبت, 23 كانون1/ديسمبر 2017 08:02

ولاية الأمر والاقتصاد الإسلامي

إن من المزايا المهمة التي إمتاز بها المذهب الاقتصادي الاسلامي هو اشتماله على نحوين من الأحكام: الأولى ثابتة لا تقبل التغيير، والثانية متحركة تتحدد وفقاً لمتطلبات الأهداف العامة وبملاحظة الزمان والمكان وهو ما اصطلح عليه ب (منطقة الفراغ) التي يملؤها ولي الأمر بصفته الحاكم الشرعي في الدولة سواء كان نبياً أو إماماً أو فقيهاً.

ولذا فالتعبير ب (منطقة الفراغ) ليس تعبيراً عن فراغ في التشريع الاقتصادي الاسلامي بمعنى الكلمة، بل هو استيعاب تشريعي ثابت للمتغيرات والتطورات الحتمية مع مرور الزمن في المجتمعات الانسانية. وتقوم فكرة (منطقة الفراغ) على رؤية واقعية عميقة لنوعين من العلاقات الانسانية: علاقة الانسان بالطبيعة وعلاقته بأخيه الانسان.

ولا شك أن العلاقة الأولى في تطور دائم عبر الزمن تبعاً لتطور معارف الانسان وقدراته على الاستفادة من الثروة واستثمارها وسيطرته عليها. في حين أن العلاقة الثانية محكومة بقيم ثابتة وجوهرية، لا تقبل التبديل، وإذا كان التمييز ضرورياً بين النوعين إلاّ أنه لا يمكن إغفال الاثار السلبية التي تخلفها علاقة الانسان بالثروة على علاقته بأخيه الانسان مما يولد أخطاراً على الجماعة باستمرار ولذا كانت ( منطقة الفراغ) من الناحية التشريعية مواكبة لهذا العامل المتحرك والمتطور لدرء الأخطار الناجمة عنه.

ومن هنا لا يصح تقويم المذهب الاقتصادي في الاسلام بمعزل عن تشريع منطقة الفراغ وإلاّ كان ناقصاً.

وقد أوكل الاسلام أمر هذا النوع من التشريعات الى ولي الأمر استناداً الى قوله تعالى:  ﴿أطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولي الأَمرِ مِنْكُمْ[1]. وهذا يعني بالنتيجة أن الصورة التطبيقية الكاملة للاقتصاد الإسلامي ترتبط بوجود نظام الحكم الذي على رأسه ولي الأمر وهو في زماننا الفقيه العادل الجامع للشرائط المتصدي لأمر الدين والأمة.

وفي الحقيقة أن الإشراف والتوجيه للحياة الاقتصادية في المجتمع الاسلامي وتقنين مختلف الأنشطة فيه من المهام الرئيسية لولي الأمر الفقيه وفق أصول الاجتهاد المقررة التي تعطي للمباح صفة ثانوية بحسب الظروف والمصالح يقضي الولي على ضوئها بالوجوب أو الحرمة.

ويمكن في الختام أن نذكر مجموعة من النماذج لصلاحيات ولي الأمر في المجال الاقتصادي لها شواهدها في الحديث والسيرة المطهرة وقد تقدم ذكر بعض منها ونذكر الباقي وهي:

1- منع الاحتكار الذي لا مانع منه بصورة عامة.
فقد جاء في عهد الامام علي عليه السلام لمالك الأشتر رضوان الله عليه: "واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقاً فاحشاً وشحاً قبيحاً واحتكاراً للمنافع وتحكماً في البياعات وذلك باب مضرة للعامة وعيب على الولاة، فامنع من الاحتكار فإن رسول الله صلى الله عليه وآله منع منه، وليكن البيع بيعاً سمحاً بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين في البائع والمبتاع".

2- السماح أو المنع من إحياء الأرض الموات.

3- توجيه الانتاج لتأمين السلع الضرورية والحيوية بما يتلاءم مع خطط التنمية والتطوير.

4- الأحكام المساهمة في إنماء الثروة الزراعية والحيوانية. فعن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: "قضى رسول الله بين أهل المدينة في مشارب النخل أنه لا يمنع فضل ماء وكلاء".

5- توزيع الثروات الطبيعية الخام وتوجيه استثماراتها.

6- التدخل في الأسواق لمنع الصراعات الخطرة.

فعن الامام الصادق عليه السلام أنه سئل عن الرجل يشتري الثمرة المسماة من أرض فتهلك ثمرة تلك الأرض كلها؟ فقال: "قد اختصموا في ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وآله فكانوا يذكرون ذلك فلما راهم لا يدعون الخصومة نهاهم عن ذلك البيع حتى تبلغ الثمرة ولم يحرمه، ولكنه فعل ذلك من أجل خصومتهم".

وفي الختام
هذه هي الصورة العامة الأساسية للمذهب الاقتصادي الاسلامي بشكل موجز وهناك الكثير من التفاصيل والعناوين التي يحتاج الدخول فيها الى دراسات مستقلة على ضوء الأصول والقواعد الفقهية والفكرية ولا شك أن التجربة الرائدة للدولة الاسلامية المباركة في إيران والتي شيّدها الامام الخميني المقدس رضوان الله تعالى عليه تشكل فرصة تاريخية هامة ينبغي متابعتها ومعاضدتها والاستفادة منها لأجل إبراز عظمة هذا الدين وهدايته للبشرية الى طريق الخير والسعادة واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

* المصدر: الإقتصاد الإسلامي، سلسلة المعارف الإسلامية، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

السبت, 23 كانون1/ديسمبر 2017 07:58

أصلحوا بين الناس تكونوا من المحسنين

ذاتُ البين: هي الأحوال والعلاقات التي تكون بين القوم. وإصلاحها: هو تعهّدها، وتفقّدها، وطلب الصلاح لها. فمعنى إصلاح ذات البين هو إصلاح الفساد الذي يحدث بين القوم، أو بين العائلة، أو بين المؤمنين. وهو من معالي الأخلاق، ومكارم الأعمال. وقد أمر به ونصّ عليه في القرآن الكريم والسنّة الشريفة.

قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)[1]. وقال عزّ اسمه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[2].

وفي الحديث في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام للإمامين الحسنين عليهما السلام: (أُوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله، ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإنّي سمعت جدّ كما صلى الله عليه وآله يقول: صلاح ذات البيت أفضل من عامّة الصلاة والصيام)[3].

وفي حديث آخر قال: مرَّ بنا المفضّل، وأنا وخَتَني[4] نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثمّ قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم، فدفعها إلينا من عنده، حتّى إذا استوثق كلّ واحد منّا من صاحبه قال: أما إنّها ليست من مالي، ولكن أبو عبد الله عليه السلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن اُصلح بينهما وأفتديها من ماله، فهذا مال أبي عبد الله عليه السلام[5].

وفي حديثٍ آخر عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: (صدقةٌ يحبّها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقاربٌ بينهم إذا تباعدوا)[6].

وعنه عليه السلام: (من أصلح بين اثنين فهو صديق الله في الأرض، وإنّ الله لا يُعذّبُ من هو صديقه)[7].

وعنه عليه السلام: (أكرم الخلق على الله بعد الأنبياء ؛ العلماء الناصحون، والمتعلِّمون الخاشعون، والمصلح بين الناس في الله)[8].

وعنه عليه السلام: (من أصلح بين الناس أصلح الله بينه وبين العباد في الآخرة، والإصلاح بين الناس من الإحسان. ..)[9] .

وعنه عليه السلام: (ملعونٌ ملعون رجلٌ يبدؤه أخوه بالصلح فلم يصالحه)[10].

وقمّة المصلحين بين ذات البين هم أهل بيت النبيّ وعترته صلوات الله عليهم أجمعين كما تدلّ عليه سيرتهم المباركة.

فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله أصلح بين القبيلتين العربيّتين المعروفتين في المدينة الأوس والخزرج.

وكانت الحرب قد دامت بينهما في الجاهليّة مائة وعشرين سنة، إلى أن جاء دين الإسلام، وهاجر الرسول صلى الله عليه وآله إلى المدينة فآخى بينهما فصاروا إخوة متحابّين.

وعلى سيرة الرسول ولده الإمام الحسين عليه السلام الذي كانت نهضته المقدّسة لطلب الإصلاح في اُمّة جدّه وشيعة أبيه.

وعلى سيرته أيضاً ولده الإمام الصادق عليه السلام، الذي اعتنى بالإصلاح بين المؤمنين حتّى بدفع المال من نفسه.

وتلاحظ نصحه وإصلاحه أيضاً في حديث إبراهيم بن مهزم قال: خرجت من عند أبي عبد الله عليه السلام ليلةً ممسياً، فأتيت منزلي بالمدينة، وكانت اُمّي ـ خالدة ـ معي، فوقع بيني وبينها كلامٌ، فأغلظتُ لها. فلمّا كان من الغد، صلّيت الغداة، وأتيت أبا عبد الله عليه السلام، فلمّا دخلت عليه قال لي مبتدئاً: يا ابن مهزم ما لكَ ولخالدة؟ أغلظتَ في كلامها البارحة، أما علمتَ أنّ بطنها منزلٌ قد سكنته، وأنّ حِجرَها مهدٌ قد غمزته، وثديها وعاءٌ قد شربته؟!
قال: قلتُ بلى.
قال عليه السلام: فلا تغلظ لها[11].

فما أحسن هذه الصفة الممدوحة، إصلاح ذات البيت بين المؤمنين، يفعلها الإنسان تقرّباً إلى الله تعالى، وتحصيلاً لسرور أهل البيت عليهم السلام بصلاح شيعتهم ومواليهم.

فإنّهم يعرفون ذلك ويعلمونه بإذن الله تعالى ويطّلعون عليه كما لاحظته في حديث إبراهيم بن مهزم الآنف الذِّكر، وتعرف مفصّل بيانه في أحاديث علم الإمام عليه السلام[12].

* أخلاق أهل البيت (ع) - بتصرف

[1] سورة الأنفال: الآية 1.
[2] سورة الحجرات: الآية 10.
[3] نهج البلاغة / الرسالة 47. واعلم أنّه فُسّرت الصلاة والصيام في الحديث الشريف بصلاة التطوّع والصوم المستحبّ، كما وأنّ الفرق بين الصلاح لعلّه هو أنّ الإصلاح يكون في صورة وجود الفساد في البين، بينما الصلاح يكون بإيجاده حتّى لو لم يكن فسادٌ في البين، فيسعى في عدم وقوعه، ولعلّه لذلك عُبّر في هذا الحديث الشريف بصلاح ذات البَيْن.
[4] الخَتَن: زوج البنت أو زوج الاُخت يعني النسيب.
[5] اُصول الكافي / ج 2 / ص 209.
[6] اُصول الكافي / ج 2 / ص 209.
[7] جامع الأخبار / ص 185 / ح 141.
[8] جامع الأخبار / ص 185 / ح 142.
[9] جامع الأخبار / ص 185 / ح 143.
[10] بحار الأنوار / ج 74 / ص 236.
[11] بحار الأنوار / ج 74 / ص 76 / ب 2 / ح 69.
[12] لاحظ كتاب في رحاب الزيارة الجامعة / ص 50.

إعلان رونالد ترامب عن استراتيجيته الجديدة للأمن القومي، خصّت إيران والمقاومة بعدائية قصوى يأمل أن تتجنّد لها كل القوة الأميركية العسكرية والسياسية والاقتصادية. بينما وصف عداءه مع دول عظمى كالصين وروسيا بأنه في إطار المنافسة التي يأمل أن يتغلّب فيها بإظهار القوّة الافتراضية. لكن هذه الاستراتيجية العدائية الموعودة قامت إيران والمقاومة بتحجيمها قبل إعلانها، في كشف القوّة الأميركية غير الافتراضية بموازين القوى الحقيقية.

تراوحت التعليقات الأميركية على إعلان ترامب استراتيجيته للأمن القومي، بين مرحّب احتراماً لموقع الرئاسة الأميركية وبين متحفّظ معوّلاً على أهمية استراتيجية في الجزء الذي لم تفصح عنه الوثيقة. وفي خارج أميركا من الدول الغربية زاد إعلان ترامب الضبابية تشكيكاً في عدم كفاءة الإدارة الأميركية على إدراك الفرق بين الرغبة والقدرة على تحقيقها. فالمرحّبون باستراتيجية ترامب أبروزا فضائل واهية كعدد صفحات الوثيقة الذي تجاوز عدد صفحات وثيقة أوباما وغيره. أو فترة إنجازها بسنة واحدة وإلقائه بنفسه وغير ذلك من الشكليات المدرسية كما فنّدت "فورين بوليسي" الأسباب العشرة. وفي الحقيقة لم يجد المحابون المقرّبون من ترامب في مضمون الوثيقة أكثر من إطناب الوعود الانتخابية والسياسة التي اتبعها ترامب طيلة سنة، وهي التي وصفت بأنها غرائبية متهورة لم تؤدِ إلى أحلامه الوردية.

استغرق باراك أوباما في إعداد استراتيجية "التحوّل من الأطلسي إلى الهادىء" حوالي 5 سنوات من العمل الذي اشتركت به كل وكالات الأجهزة الاستخبارية والعسكرية والاقتصادية والجيوسياسية.... بناء على دراسات وورشات عمل لا تنضب في معظم المحاور التي تشي بقراءة التحوّلات العالمية ونقاط القوّة والضعف التي تواجهها أميركا. لكن على نقيض هذا المنحى الجدّي في البحث عن استراتيجية بلد ما، اعتمد ترامب على بنات أفكاره المتولّدة من سرديات ثقافة السوق الشعبوية وبناء على موهبة النجاح في التجارة والمال والأعمال. وكزعيم ملهم بين أترابه اجتهدت حفنة تقتصر كفاءتها على نيل رضى زعيمها في إعداد الوثيقة منهم ستيف بانون وسيباستيان توركا وستيفين مولر وغيرهم على خطى أحلامه. بينما يتحفظ جيمس ماتيس وريكس تيليرسون وماكماستر على بعض التخرّصات، فيما يميل ترامب في نهاية المطاف على هوى نصائح صهره جاريد كوشنير وصديقة العائلة نيكي هايلي.

في تدبيج ما يسميه ترامب وأترابه "وثيقة استراتيجية للأمن القومي"، تتأسس أوهام ترامب على إظهار القوة في حل النزاعات بحسب مخيال كوشنير كما أفصحت هايلي في مجلس الأمن لرفض مشروع القرار المصري الذي أيدته كل دول العالم. "لأن الضعف هو المسار المؤكد للنزاعات" بحسب تعبير الوثيقة. فهي تظن أن المزيد من الدعم الأميركي لإسرائيل وإظهار القوة الأميركية ضد الفلسطينيين والعرب يرغمهم على الإذعان. وهو ما يسعى إليه كوشنير وفريقه بالاستعانة ببعض الدول العربية في التطبيع والسلام مع إسرائيل لفرض أولوية العداء لإيران والمقاومة على الصراع مع إسرائيل. لكن في واقع الأمر ما يجري على أرض الواقع الذي ينطبق عليه "الضعف مسار مؤكد" لعدم حسم الصراع، هو مراهنة بعض الفلسطينيين وبعض العرب على الحل مع إسرائيل من دون تعزيز القوّة. وهو الأمر الذي وصفته الإسرائيلية "دانا فايس" كأن السفير الإسرائيلي في واشنطن "رون دريمر" هو الذي كتب هذا الجزء في استراتيجية ترامب.

إيران والمقاومة تنطلقان في النهج العملي وفي الإدراك التاريخي والمعتقد، أن الضعف هو إذعان للظلم وهدر الحقوق. وفي تعزيز القوة تتحقق الانتصارات والإنجازات التي تتوهم استراتيجية ترامب أنها تقضي عليها بإظهار القوّة اللفظية.  بل هي تحلم بأن إظهار القوة الأميركية يوصلها إلى رؤية الشرق الأوسط ليس كملاذ أمن للإرهاب وغير خاضع لنفوذ أية قوّة معادية للولايات المتحدة بحسب الوثيقة التي تفرض الحفاظ على استقرار سوق الطاقة الدولية وفق تعبير ترامب.

في هذا السبيل يتوعّد ترامب بدعم وتقوية مجلس التعاون والعمل مع الشركاء لحرمان النظام الإيراني من كافة الإنجازات. وفي هذا الإطار يستعرض ما سماه إجراءات تصفية إيران في امتناعه عن تصديق الاتفاق النووي واتخاذ عقوبات على الحرس الثوري. وخلافاً لما يبشّر به ترامب في حل جميع الأزمات اعتماداً على إظهار القوة الافتراضية، تدعو إيران والمقاومة إلى حلول عادلة. ومن أجل العدالة تواجه إيران والمقاومة القوّة الأميركية والإسرائيلية الافتراضية التي تعتمد على التخويف، برفض الإذعان في تعزيز القوّة. فالهوّة بين ترامب وإسرائيل من جهة وبين إيران والمقاومة في الجهة المقابلة هي الهوّة في موازين القوى بين الواقع والعالم الافتراضي. 

قاسم عزالدين

الأربعاء, 20 كانون1/ديسمبر 2017 08:00

استراتيجية ترامب امتداد للمواجهة مع إيران

تطرح استراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكثير من التحديات، أهمها المواجهة مع إيران والعلاقة مع الصين.

على عجلٍ أعدّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجيته للأمن القومي. وهي خلت فعلياً من أي تصور لما ستكون عليه السياسة الأميركية في الأعوام المقبلة، على غرار ما فعل الرؤساء الأميركيون الذين درجوا على صوغ استراتيجيات للأمن منذ عام 1986. فرونالد ريغان ركّز على تدمير ما كان يصفه بـ"إمبراطورية الشر" في إشارة إلى الاتحاد السوفياتي السابق، وخلفه جورج بوش الأب عمل على ترسيخ النظام العالمي الجديد الذي نشأ على أنقاض انهيار جدار برلين، وبيل كلينتون التفت إلى "الخطر" الآتي من الصين ووثق العلاقات عبر الأطلسي، وجورج بوش الإبن بنى استراتيجيته على "الحرب العالمية على الإرهاب"، وباراك أوباما كان متأكداً أن الديبلوماسية هي الطريقة الأفضل للتعامل مع إيران.     

أتى ترامب إلى البيت الأبيض حاملاً معه استراتيجية الإنقضاض على إرث أوباما، فبدأ بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ على رغم كل المناشدات الدولية. وانسحب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهاديء، وأطلق مفاوضات لتعديل اتفاق "نافتا" للتجارة مع المكسيك وكندا. كما انسحبت اميركا من الميثاق العالمي حول الهجرة. كل هذه القرارات يضعها ترامب في خدمة الشعار الذي رفعه "أميركا أولاً". واحتل هذا الشعار حيزاً أساسياً من استراتيجية الأمن القومي الأميركي الجديدة. ومن هنا كان تركيزه على أن روسيا والصين تتحديان زعامة أميركا للعالم، الأمر الذي لن يسمح به وأن الولايات المتحدة تملك من الامكانات والقوة للحفاظ على هذه الزعامة، ولم يفته التذكير بأكبر موازنة دفاعية في العالم تلك البالغة 700 مليار دولار. 

والنقطة الأساسية الأخرى التي أثارها ترامب في استراتيجيته للأمن القومي، هي رفضه الإخلال بـ"التوازن الإقليمي" في العالم. أي أنه لن يسمح للصين بالخروج من المحيط الهاديء، ولا لإيران بالحفاظ على دورها المتنامي في الشرق الأوسط والذي إزداد من خلال انخراط طهران في محاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

وفي حقيقة الأمر، يسخر ترامب استراتيجيته للشرق الأوسط للوقوف في وجه إيران. وما ورد في النص، يمارسه الرئيس الأميركي واقعاً منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض. وحتى إبان حملته الرئاسية، كان ترامب يعتبر الاتفاق النووي هو "أسوأ" اتفاق فاوضت عليه الولايات المتحدة ووعد ب"تمزيقه" إذا فاز في الانتخابات. لكن الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق هي التي حالت حتى الآن بين ترامب والانسحاب الصريح من الاتفاق على غرار الاتفاقات الأخرى التي انسحب منها خلال 11 شهراً من ولايته. 

وتبريراً للعقوبات التي فرضها ترامب على إيران، فإنه يذهب إلى الحديث عن مخالفة طهران لما يسميه "روح" الاتفاق النووي. والذي يعنيه بذلك هو الدور الإقليمي المتعاظم لإيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان. هذا برأي ترامب يشكل خللاً في "التوازن الإقليمي" يجب التصدي له. وكانت إعادة ترميم العلاقات الأميركية-السعودية، التي اهتزت في عهد أوباما، إحدى الوسائل التي يتوسلها ترامب في المواجهة. وأتت قمم الرياض في آيار/ مايو الماضي في هذا السياق. ولهذه الغاية أيضاً يتحدث ترامب عن "صفقة القرن" لإيجاد تسوية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

إذ ان تسوية هذا الصراع بحسب رؤيته، تتيح حشد كل حلفاء أميركا في المنطقة من الخليج إلى إسرائيل ضد إيران. وأولى خطوات "الصفقة" كان الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما تتحدث السعودية من إعداد إدارة ترامب لخطة سلام شاملة لم تكتمل عناصرها بعد وربما يجري طرحها على الأطراف اعتباراً من أوائل العام المقبل.   

ينصبّ تركيز ترامب وإدارته على الوسائل التي تتيح للولايات المتحدة خوض هذه المواجهة الشاملة مع إيران. ويندرج في مسار التصعيد اتهام المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لإيران بأنها هي من زود الحوثيين بالصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على الرياض في 4 تشرين الثاني الماضي. وينضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هذا الجزء من الحملة الأميركية على البرنامج الصاروخي الإيراني، علماً بأن سيد الإليزيه نفسه يدافع بشراسة عن الاتفاق النووي ويؤكد تمسك باريس به. وتسعى إدارة ترامب من خلال التركيز على البرنامج الصاروخي الإيراني، إلى إقناع اطراف دولية بالإنضمام إلى حملة عقوبات جديدة على طهران. ووتناغم الموقفان الفرنسي والأميركي، عندما قال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان   صراحة إن فرنسا غير مرتاحة "للمحور الإيراني الممتد من أفغانستان إلى البحر المتوسط".

وتستخدم واشنطن الساحات الإقليمية للضغط على إيران، وتخشى في الوقت عينه رداً إيرانياً في هذه الساحات. وهذه وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إي" تكشف عن توجيهها رسالة تحذير إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، من مغبة استهداف القوات الأميركية التي ستبقى في العراق بعد زوال "داعش".

وفي سوريا ينتشر الجنود الأميركيون في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد ولا سيما في منطقة دير الزور المحاذية للحدود العراقية. والهدف من ذلك قطع التواصل البري على إيران نحو المتوسط. كذلك تحاول القوات الأميركية عرقلة الممر البري أمام طهران من المناطق الكردية في شمال العراق.   

لا تترك إدارة ترامب ساحة إلا وتحاول من خلالها الضغط على إيران بتهمة "زعزعة الاستقرار" في الشرق الأوسط. ولا تضيف الاستراتيجية المعلنة للأمن القومي الأميركي جديداً على المعركة الدائرة.

واشنطن تستخدم حقّ النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار بشأن القدس، بعد جلسة لمجلس الأمن بشأن مشروع قرار يرفض اعلان ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، والرئاسة الفلسطينية تدين الفيتو وتعدّه "استهتاراً "بالمجتمع الدولي.

استخدمت واشنطن حقّ النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار بشأن القدس، بعد جلسة لمجلس الأمن بشأن مشروع قرار مصري يرفض إعلان ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وصوّتت 14 دولة لصالح مشروع القرار الرافض لإعلان ترامب.

ورفضت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هايلي الاتهامات بأن واشنطن تنسحب من عملية السلام في الشرق الأوسط، معتبرةً أن "تصريحات القادة الفلسطينيين لا تخدمهم وواشنطن قدمت الكثير من اجل الشعب الفلسطيني"، واعتبرت المندوبة الأميركية أن الأمم المتحدة تسيء مجدداً إلى إسرائيل.

وعلى الفور، أدانت الرئاسة الفلسطينية الفيتو الأميركي وعدّته "استهتاراً " بالمجتمع الدولي.

وكانت هايلي قالت في افتتاح الجلسة إن "الولايات المتحدة لن تسمح بمرور القرار 2334 الذي يعتبر غير حيادياً وأسوداً"، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة ستعترض على مشروع القرار وستمارس الفيتو بوجهه".

وقالت في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن للنظر في مشروع قرار بشأن القدس إن "الفلسطينيين رفضوا مقترحات السلام واحداً بعد الآخر"، مضيفة أن" إسرائيل تحملت لعقود حملات عدم الحيادية".

وأشارت إلى أن "نقل السفارة الأميركية إلى القدس لا يعني الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل", لافتةً إلى أن "واشنطن ستنتظر المفاوضات".

وفيما أشار المندوب الفرنسي إلى دعم بلاده للقدس عاصمة لدولتين، شدد مندوب بريطانيا على أن بلاده تدعم القرار الأممي وستصوّت لصالحه.

وكان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف أكد أن "إسرائيل قتلت 22 فلسطينياً في الأشهر الثلاثة الماضية"، لافتاً إلى أن "إسرائيل أطلقت تصريحات مستفزة مطالبة بحدود من البحر إلى النهر".

وقال ميلادينوف إن "قطاع غزة ما يزال يعاني من انقطاع الكهرباء"، مشيراً إلى أن "أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين زادت بعد إعلان ترامب".

وأضاف أن "الوحدات الاستيطانية الإسرائيلية تضاعفت في عام 2017"، منوّهاً إلى أن "النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية تقوّض فرص إقامة دولة فلسطينية قادرة".

وكان مراسل الميادين في نيويورك قال إنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد الإثنين جلسة عادية لمناقشة الأوضاع في فلسطين المحتلة وآخر التطورات المتعلقة بالقدس.

 وفيما أشار المندوب الفرنسي إلى دعم بلاده للقدس عاصمة لدولتين، شدد مندوب بريطانيا على أن بلاده تدعم القرار الأممي وستصوّت لصالحه.

وكان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف أكد أن "إسرائيل قتلت 22 فلسطينياً في الأشهر الثلاثة الماضية"، لافتاً إلى أن "إسرائيل أطلقت تصريحات مستفزة مطالبة بحدود من البحر إلى النهر".

وقال ميلادينوف إن "قطاع غزة ما يزال يعاني من انقطاع الكهرباء"، مشيراً إلى أن "أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين زادت بعد إعلان ترامب".

وأضاف أن "الوحدات الاستيطانية الإسرائيلية تضاعفت في عام 2017"، منوّهاً إلى أن "النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية تقوّض فرص إقامة دولة فلسطينية قادرة".

وكان مراسل الميادين في نيويورك قال إنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد الإثنين جلسة عادية لمناقشة الأوضاع في فلسطين المحتلة وآخر التطورات المتعلقة بالقدس.

المندوب البريطاني: القدس يجب أن تكون عاصمة للجانبين

وأعربت مصر عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد القرار المقدم منها بشأن القدس، بسبب استخدام واشنطن حق النقض "فيتو" ضدّه.

 وذكرت الخارجية المصرية في بيان، مساء اليوم الاثنين، إن "مصر تعرب عن أسفها لعدم اعتماد هذا القرار الهام الذي جاء استجابةً لضمير المجتمع الدولي الذي عبر بوضوح عن رفضه ااعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وكان المندوب المصري في مجلس الأمن قال في كلمته إن القضية الفلسطينية تمرّ في منعطف خطير، معتبراً أن أيّ محاولة لتغيير الحقائق على الأرض في القدس تعتبر إجراءات أحادية تتعارض والقانون الدولي.

وأشار المندوب المصري إلى أن قرارات مجلس الأمن تدين كافة الإجراءات لتغيير الوضع الديموغرافي والجغرافي في القدس، مطالباً جميع الدول بالامتثال إلى القرارات الأممية بشأن القدس.

بدورها، أدانت الخارجية الايرانية الفيتو الأميركي ضد مشروع القرار المصري المقترح في مجلس الأمن الدولي حول القدس، وقال الناطق باسمها بهرام قاسمي إن الفيتو الأميركي ضد مشروع القرار المصري في مجلس الأمن إجراء معارض للأمن والسلام الدوليَين.

وفي لبنان رحبّت وزارة الخارجية بتصويت 14 دولة عضو في مجلس الأمن مع مشروع القرار الذي تقدمت به مصر نيابة عن الدول العربية فيما خص قضية القدس، و"الذي يؤكد على صوابية موقفه في هذا الموضوع ويدفعنا لمزيد من العمل على المستوى الدولي لحشد التأييد لأقتراحات لبنان".

وأسف لبنان "لاستعمال الولايات المتحدة الأميركية لحقّ النقض لإسقاط مشروع القرار، ما يجعل لبنان يأمل ببروز وسطاء جدد فاعلين ويتمتعون بالنزاهة، يمكنهم قيادة السلام العادل والشامل، حتى لا تسقط المنطقة في الحروب"، كما أكد على أن الحل النهائي لمسألة القدس يجب أن يكون استناداً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

في السياق، قال المندوب البريطاني في مجلس الأمن ماتيو رايكروفت أنه ينبغي تحديد وضع القدس من خلال المفاوضات، مشيراً إلى أن القدس يجب أن تكون عاصمة للجانبين.

رايكروفت أكّد أنه لا ينبغي تغيير الطابع الديمغرافي للقدس، معتبراً أن أيّ اجراءات أحادية هي باطلة ولاغية.

ودعا المندوب البريطاني إلى نبذ العنف وضبط النفس والتوصل إلى السلام.

نتنياهو: الحقيقة غلبت الكذب

وفور انتهاء الجلسة واستخدام مندوبة الولايات المتحدة للفيتو ذكرت وسائل اعلام إسرائيلية (موقع والاه) أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شكر اليوم سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي في اعقاب الفيتو على اقتراح القرار المصري في مجلس الأمن وقال على صفحته على موقع فايسبوك "الحقيقة غلبت الكذب".

 بدوره، قال وزير شؤون  الاستخبارات اسرائيل كاتس "صديقتنا الكبيرة نيكي هايلي تثبت مجدداً العلاقة المتينة القائمة بين الدولتين من خلال استخدام الفيتو على قرار مجلس الأمن ضد الاعتراف التاريخي للرئيس ترامب بالقدس كعاصمة لإسرائيل".

حركة المقاومة الإسلامية "حماس تقول في بيان لها إن الفيتو الأميركي في مجلس الأمن يقدّم نموذجًا لممارسة واشنطن سياسة "التسلط والعربدة" على المؤسسات الدولية، مؤكدةً أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، ولن يغير أي قرار أميركي أو إسرائيلي هذه الحقيقة الراسخة.

اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" انعقاد مجلس الأمن اليوم الاثنين  لتحديد موقف المجتمع الدولي من قرار الرئيس الأميركي ترامب والذي أعلن فيه أن القدس عاصمة إسرائيل، "فرصة لتأكيد حقنا الثابت كفلسطينيين في القدس، وكذلك إعادة الاعتبار للقرارات الدولية بالخصوص، والتي اعتادت "إسرائيل" أن تتجاوزها وتضرب بها عرض الحائط، دون رادع أو محاسبة، بل وتتصرّف دائما كدولة فوق القانون".

واستدركت الحركة في بيان لها "لكن للأسف الشديد فإن النتيجة التي خلص إليها اجتماع المجلس واستعمال الولايات المتحدة حق النقض "الڤيتو" ضد القرار، يؤكد أن الرهان على الولايات المتحدة كوسيط نزيه في إيجاد حل للقضية الفلسطينية كان رهانًا خاسرًا ومضيعة للوقت، وهي، أي الإدارة الأميركية، بهذا الموقف تقدم نموذجًا لممارسة سياسة "التسلط والعربدة" على المؤسسات الدولية وقراراتها".

وأكدت الحركة على الآتي:

أولًا: إنّ القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، ولن يغير أي قرار أميركي أو إسرائيلي هذه الحقيقة الراسخة.

ثانيًا: إنّ المساس بوضعية القدس لا يمس الفلسطينيين فقط، بل يمس ملايين العرب والمسلمين حول العالم بما تمثله له هذه المدينة ومقدساتها من مكانة وقدسية.

ثالثًا: سنعمل بكل الوسائل المتاحة لمقاومة هذه القرارات والإجراءات ولن نسمح بتمريرها.

رابعًا: تتحمل الإدارة الأميركية بهذه القرارات المتهورة كل ما سيترتب على ذلك من اضطراب وعدم استقرار في المنطقة، فهم بذلك يصبون الزيت على النار المشتعلة.

خامسًا: نطالب المجتمع الدولي للتحرك الفوري وبكل السبل لمنع أي إجراءات تمس المدينة المقدسة، ووضعها العمراني والسكاني والديني.

سادسًا: نحذّر الاحتلال من أي خطوات يمكن أن تمس الأوضاع في المدينة المقدسة، سواء على المستوى الديموغرافي أم العمراني أم أوضاع المقدسات فيها، وسيدفعون ثمن جرائمهم بحق شعبنا ومقدساته.

سابعًا: نطالب السلطة الفلسطينية والرئيس عباس بانتهاز هذه الفرصة للتخلص من اتفاقيات أوسلو المشؤومة، التي كانت السبب الأساس فيما وصلنا إليه من أوضاع مأساوية، واعتبار المفاوضات جزءًا من الماضي، وكذلك التوقف فورًا عن التنسيق الأمني مع الاحتلال، والالتفات نحو ترتيب بيتنا الفلسطيني وإنجاز الوحدة والمصالحة.

ثامنًا: نهيب بشعبنا أن يبذل الغالي والرخيص لحماية القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بكل السبل، ويشعلها انتفاضة تقض مضاجع الاحتلال.

تاسعًا: نطالب أمتنا العربية والإسلامية على المستوى الرسمي والأهلي بالتحرك الفوري والمستمر لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من هذه الهجمة الصهيو-أميركية.

الجبهة الديمقراطية: الفيتو عدوان جديد

بدورها، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الفيتو الأميركي في مجلس الأمن واعتبرته عدوان جديد على شعبنا و إنحياز سافر لدولة الإحتلال و تحدي لإرادة المجتمع  الدولي.

وقال طلال ابو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أنه إذا صوتت بريطانيا في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار لسحب قرار ترامب حول القدس "تكون قد خطت خطوة للتكفير عن جريمة وعد بلفور".

 من جهته، قال النائب محمد دحلان مسؤول التيار الإصلاحي بفتح عبر فيسبوك إن "إحباط مشروع القرار #المصري الذي يمثل المجموعة العربية بمجلس الأمن الدولي باستخدام الفيتو يفضح حجم الانحياز الأمريكي لمخططات تهويد القدس والتنكيل بالحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني".