Super User

Super User

الأحد, 31 كانون1/ديسمبر 2017 05:49

شروط بغداد للمفاوضات وظروف أربيل الصعبة

يبدو أن المباحثات بين الحكومة المركزية العراقية وسلطات إقليم كردستان دخلت منعطفاً حادّاً بسبب الخلافات العميقة والمتعددة الجوانب بين الطرفين على الرغم من سعي بعض الجهات الخارجية ومن بينها الأمم المتحدة للضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي لإقناعه بإجراء هذه المحادثات.

وخلال الأيام القليلة الماضية قام رئيس حكومة إقليم كردستان "نيجرفان بارزاني" ونائبه "قباد طالباني" بزيارة إلى كل من فرنسا وألمانيا لإقناع المسؤولين في هاتين الدولتين - على ما يبدو - بالتوسط لدى الحكومة العراقية وشخص العبادي للقبول بإجراء المحادثات مع أربيل لحل الأزمة العالقة بين الجانبين.

وتزامنت هذه التطورات مع التظاهرات الشعبية التي تشهدها كردستان احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الإقليم، الأمر الذي زاد من الضغوط على المسؤولين هناك لإجراء محادثات مع بغداد للتوصل إلى حلول للأزمات المستعصية في الإقليم.

وكان نيجرفان بارزاني قد وجّه رسالة إلى العبادي يدعوه فيها إلى الحوار المباشر، معرباً عن اعتقاده بأن الأزمة القائمة بين الإقليم وبغداد لايمكن حلّها عن طريق التصريحات الإعلامية أو المؤتمرات الصحفية.

كما وجّه الرئيس العراقي "فؤاد معصوم" رسائل منفصلة إلى العبادي و"نيجرفان بارزاني" والأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" يدعوهم فيها إلى الإسراع بإجراء محادثات بين أربيل وبغداد، وهذا الأمر يكشف بوضوح عمق الأزمة بين الجانبين.

ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع نشير إلى الشروط التي وضعها العبادي لإجراء المحادثات مع أربيل، والظروف التي يعيشها إقليم كردستان والتي يمكن من خلالها معرفة حجم الصعوبات التي يواجهها مسؤولو الإقليم للخروج من هذه الأزمة.

شروط العبادي

وضع العبادي 13 شرطاً لإجراء المباحثات مع حكومة الإقليم يمكن الإشارة إلى أهمها على النحو التالي:

- التأكيد على ضرورة التمسك بوحدة البلاد والدستور واحترام سيادة الحكومة الاتحادية.

- إلغاء "استفتاء الانفصال" الذي أجراه الإقليم في 25 أيلول/سبتمبر بشكل رسمي وصريح، وليس تجميده.

- تسليم جميع المنافذ الحدودية والمطارات في كردستان للسلطة الاتحادية.

- تسليم واردات الإقليم النفطية وغير النفطية وواردات الجباية والرسوم لمؤسسات الحكومة في الإقليم للدولة في بغداد.

- تسليم كافة المطلوبين الموجودين في الإقليم إلى القضاء العراقي.

- العودة إلى الخط الحدودي الإداري لإقليم كردستان قبيل عام 2003 (أي قبل الاحتلال الأمريكي للعراق).

- ارتباط قوات البيشمركة بوزارة الدفاع العراقية الاتحادية.

- التعهد بعدم إيواء المطلوبين للحكومة المركزية.

- عدم سفر أي مسؤول حكومي كردي إلّا بموافقة الحكومة الاتحادية إسوة بمسؤولي الحكومة في بغداد.

- عدم استقبال أي مسؤول دولي إلّا بعد مروره في بغداد وموافقة الحكومة الاتحادية.

وتؤكد الحكومة العراقية أن هذه الشروط نابعة من الدستور، ويعد الالتزام بها من ضرورات حفظ أمن ووحدة وسيادة البلاد ويصب في تحقيق مصالحها العليا. وبمعنى آخر أنها ليست اجتهادات شخصية أو حزبية أو ما شابه ذلك.

الصعوبات التي يواجهها إقليم كردستان

- تدهور الوضع الاقتصادي خصوصاً بعد تدني أسعار النفط الذي يعد من الموارد الرئيسية للإقليم.

- التنافس السياسي الحاد بين الأحزاب الكردية الرئيسية في الإقليم.

- معارضة أحزاب كردية من بينها حركة التغيير "كوران" و"الاتحاد الإسلامي الكردستاني" لحكومة نيجرفان بارزاني، وانضمامها للمتظاهرين المطالبين بتغيير الأوضاع في الإقليم.

- الفساد الإداري والانتهاكات القانونية من قبل العديد من المسؤولين في الإقليم.

ويعتقد الكثير من المراقبين بأن إجراء "استفتاء الانفصال" في الإقليم قبل ثلاثة أشهر رغم معارضة الحكومة العراقية وبلدان الجوار والمجتمع الدولي كان يهدف في الأساس إلى حرف الأذهان عن المشاكل المتفاقمة في الإقليم في شتى المجالات.

هذه المعطيات وغيرها تؤكد بما لايقبل الشك بأن الإقليم يواجه أزمات حقيقية تحول دون تمكنه من فرض شروط مسبقة لإجراء مباحثات مع حكومة العبادي على عكس الأخيرة التي خوّلها الدستور صلاحيات لفرض هيبتها وتطبيق القانون في كافة أنحاء العراق وفي كافة الميادين.

ومما زاد في حراجة الموقف بالنسبة لمسؤولي إقليم كردستان هو تمكن الحكومة العراقية من فرض سيطرتها على محافظة كركوك الغنية بالنفط، الأمر الذي أضعف كثيراً إمكانية فرض شروط من قبل الإقليم على الحكومة المركزية التي باتت تمسك بزمام الأمور بقوة القانون وتأييد شرائح كبيرة من المجتمع العراقي لإجراءاتها للحدّ من إمكانية تفرد الإقليم بالكثير من القرارات التي تهم كافة مكونات الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وفي مختلف المجالات.

والمؤمل أن تكون لدى حكومة الإقليم الإرادة الكافية لترجيح مصالح البلاد على المصالح الحزبية والفئوية، لأن الدستور العراقي يوجب ذلك من جهة، كما أن ظروف الإقليم لاتسمح بالتفرد بالقرارات المصيرية من جهة أخرى، بالإضافة إلى أن العراق بحاجة ماسة للاستقرار السياسي كي يتمكن من تجاوز أزماته الاقتصادية والمخاطر الأمنية التي لازالت تحيق به رغم الانتصارات الباهرة التي حققتها القوات العراقية والحشد الشعبي والتي تمكنت من الحاق هزائم مرّة بالجماعات الإرهابية والتكفيرية لاسيّما "داعش" وتحرير جميع المدن والمناطق التي كانت تحت سيطرته في السابق

 أدركت واشنطن خطورة الخيار العسكري مع الحشد الشعبي وفشله، والقوّة العراقية الاستراتيجية تعد اليوم معضلة رئيسية لمراكز القرار الأمريكي.

ولعل القناعة بفشل الخيار العسكري، لاسيّما بعد فشل المشروع الأمريكي في تقسيم العراق والذي كان لهذه القوّات "حصة الأسد" في درئه عن بلاد الرافدين، دفعت بواشنطن لاستخدام مسار آخر عنوانه "الاحتواء".

فقد نشرت عدّة معاهد أمريكية تقارير حول مصير الحشد الشعبي في العراق (معهد ستراتفور، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، معهد بروكنجز). التقارير الثلاثة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ركزت على ضرورة احتواء الحشد الشعبي بدلاً من المواجهة معه، لاسيّما في ظل القدرات النوعية التي يمتلكها الحشد، وبصمته الكبرى في الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي.

وفي حين أصدر معهد بروكنجر ورقة بحثية تحت عنوان احتواء "الميليشيات الشيعية: المعركة من أجل الاستقرار في العراق"، كتب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مقالاً تحت عنوان "تعزيز قوات الأمن العراقية"، للكاتبين الأمريكي مايكل نايتس المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران والدول الخليجية، والعراقي إسماعيل السوداني والعميد الركن الذي شغل منصب الملحق العسكري في الولايات المتحدة في الفترة بين 2007 و 2009.

المشروع الأمريكي الجديد يهدف لصهر قوّات الحشد الشعبي في مختلف الوزارات والمؤسسات العراقية عبر محاولات الإغراء والدعم، وبالتالي سلب العراق قوّة استراتيجية لعبت دوراً رئيسياً في القضاء على داعش وإعادة هيبة العراق، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى جملة من النقاط:

أوّلاً: أدركت واشنطن ان لا جدوى من الدخول في مواجهة مباشرة مع الحشد الشعبي صاحب البصمة الكبرى في مواجهة داعش، والأكبر في اسقاط مشروع بارزاني الانفصالي. فرغم إدراك واشنطن وجود بعض الأصوات العراقيّة المناوئة للحشد لأسباب مختلفة، إلا أنها في الوقت عينه تدرك حجم الدعم الشعبي لهذه المؤسسة، سواءً الدينية، السياسية والشعبيّة.

ثانياً: ولعل دخول واشنطن في مواجهة مباشرة مع الحشد الشعبي سينعكس سلباً على المشروع الأمريكي في القضاء على الحشد، سواءً لصالح خسارتها جزءاً كبيراً من الدور السياسي الذي تمتلكه في العراق، أو لناحية الدعم الشعبي لهذه القوّات التي واقف مجلس النواب بأغلبيته الساحقة على قانونها في الأشهر الماضيّة.

ثالثاً: لذلك يبدو أن واشنطن انتقلت من مرحلة الهجوم العسكري على الحشد الشعبي، إلى مرحلة الهجوم الناعم عبر محاولة احتوائه. فقد أظهرت أحدث التقارير الأمريكية نيّة واشنطن صهر الحشد الشعبي في الوزارات العراقيّة المعنيّة في مرحلة ما بعد داعش. على سبيل المثال جاء في تقرير معهد واشنطن "واليوم، لا بدّ من تفكيك قوات الحشد الشعبي" بطريقة مماثلة ودمجها في القوات العسكرية التي تشرف عليها وزارتا الداخلية والدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب". ويضيف الكاتب "وتضمّ "قوات الحشد الشعبي بعض أفضل الجنود العراقيين الذين يستحقون دعماً لا يمكن أن تقدمه سوى هذه الوزارات، مثل التدريب والخدمات الطبية ومعاشات التقاعد العسكرية الخاصة بالإسكان، بالإضافةً إلى الحصول على مساعدات دولية."

رابعاً: شاهد آخر على محاولات الاحتواء هو ما ورد في التقرير نفسه حول "الدمج". ينص تقرير المعهد الأمريكي: إن "دمج عناصر "قوات الحشد الشعبي" في الجيش كأفراد وليس كوحدات كاملة هو الوسيلة الوحيدة لضمان محافظة الدولة على سيطرتها الدائمة على هذه القوات. وبعدها ينتقل التقرير إلى مسألة دمج الأسلحة تحت ذريعة "التوحيد اللوجستي المقترح للعام المقبل" فيقول: "وبالمثل، ليس من المنطقي أن تواصل "قوات الحشد الشعبي" حمل أسلحة ثقيلة مثل الصواريخ المدفعية، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، والبنادق عديمة الارتداد، والآليات المدرعة. ولا بدّ من سحب هذه المعدات على الفور وإعادة توزيعها بين الوزارات القائمة في إطار "قوات الأمن العراقية" كجزء من التوحيد اللوجستي المقترح للعام المقبل".

خامساً: وأما معهد بروكنجز فقد كتب في التوصيات التي قدّمها "احتواء الميليشيات بدل إزالتها" كونه "لا يمكن هزيمة الميليشيات الشيعية في العراق عسكرياً"، كما ورد في نص الورقة البحثية. وتضيف الورقة في الخاتمة: ينبغي على صانعي السياسات الأمريكيين والدوليين أن يركّزوا على الجهات الفاعلة التي تتصوّر في توجّهاتها مؤسسات تعدّدية غير طائفية وتهدف إلى بنائها. وتشمل هذه الجهات الميليشيات الشيعية المتحالفة مع الدولة حتى لو حافظت في المستقبل القريب على بعض من الاستقلالية عن الدولة. فمع الدعم الدولي يمكنها أن تضيّق المساحة التي تنشط فيها نظيراتها المعادية لها.

سادساً: هذه المشاريع ليست بالجديدة على حركات المقاومة. الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك سعى مع الرئيس الحريري الأب إلى محاولة صهر حزب الله في الدولة اللبنانية عبر مناصب سيادية، ولكن الحزب لم يسر في مشروع شيراك، وكانت النتيجة معاكسة تماماً للتوقعات الغربية. لم يقترح شيراك دمج الحزب في الجيش اللبناني، كما في حالة الحشد، بسبب التركيبة الطائفية للجيش التي لا تسمح بدخول هذا العدد من طائفة معيّنة إلى المؤسسة العسكرية اللبنانية.

في الختام، ما فشلت واشنطن في الحصول عليه بالحرب، ستسعى للوصول إليه بالسياسة، وبالتالي لا بد للعراقين من توخّي الحذر، لاسيّما في الانتخابات المقبلة التي تعوّل كل من أمريكا والسعودية على نتائجها كما جاء في توقعات معهد ستراتفور لعام 2018.

كائناً ما كان حجم الضغط الذي يمكن أن يُمارس على سوريا عبر ورقة إعادة الإعمار فإن الخروج من الحرب سيتم تحت السقف الذي ارتسم في ميادين القتال، وقد لا يتأخّر الوقت الذي نرى فيه دستوراً سورياً يكرّس انتصار دمشق و محور المقاومة هذا إذا أردنا التزام الصمت حول احتمال تمدّد نفوذ هذا المحور في المنطقة بأسرها.

يريد الأسد لفت انتباه نظيره الفرنسي إلى أنه خسر الحرب وبالتالي يحتاج إلى اصطفاف من نوع آخر للعودة إلى المسرح السوري

هل انتهت الحرب السورية؟ حدّد الرئيس الفرنسي ماكرون نهايتها في شهر فبراير ـــــــ شباط المقبل ، معتبراً أن القضاء على داعش يمكن أن يتم في هذا التاريخ.

لا يخطئ ماكرون إذ يربط الحرب السورية ببقاء داعش أو زوالها، ذلك أنها الطرف الأساسي الذي شكّل تهديداً جدياً للنظام في سوريا، وفي العراق أيضاً، وبما أن الحرب تحتاج إلى طرفين فإن غياب أحدهما يؤذن حتماً بنهايتها.

لا يعني ذلك أن جبهة النصرة والفصائل الأخرى المُقاتِلة ستزول من الميادين بجرّة قلم. لكن مصيرها  على ما اتضّح ويتضّح من التطوّرات الميدانية آيل للتمركز في ناحية إدلب، الأمر الذي يزيدها  هامشية ويحصرها في موقع هزاز في مواجهة الجيش السوري الخارج من الحرب منتصراً وقوياً من جهة، وتركيا من جهة أخرى التي يختصر ما تبقّى من أدوارها في الحؤول دون خروج الأكراد من الحرب بامتيازات سياسية أو جغرافية أو عسكرية مهمة، وبالتالي فإنها أي تركيا مستعدة للمساومة على رقاب المسلحين المتمركزين على حدودها من دون تعذيب ضمير.

وإذا كانت " الحرب امتداداً للسياسة بوسائل أخرى " على ما يرى كلاوزفيتز فإن هذه القاعدة تنطبق أيضاً على الحرب السورية التي كفت عن أن تكون امتداداً للسياسة السعودية والتركية والأوروبية والأميركية ، منذ مابعد معركة حلب وما تلاها، وهذا الأمر انعكس بقوة على طاولة المفاوضات في أستانة، حيث انفردت إيران وتركيا تحت الرعاية الروسية بتصفية ما تبقّى من الحرب، وقد استبعد الطرفان في هذا السياق، الأوروبيين والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، أي كل الأطراف التي اعتبرت "الحرب السورية" امتداداً لسياستها إزاء النظام السوري ووضعت شرطاً واحداً لوقف الحرب حصرته  برحيل الرئيس بشّار الأسد.

نهاية الحرب السورية في الميادين هي التي حملت الرئيس الأسد على مواجهة "العرض" السلمي للسيّد ماكرون بالقول: لقد موّلت ودعمت الإرهاب ولست في موقع جدير بصنع السلام. بعبارة أخرى يريد الأسد لفت انتباه نظيره الفرنسي إلى أنه خسر الحرب وبالتالي يحتاج إلى اصطفاف من نوع آخر للعودة إلى المسرح السوري. وما يصحّ على ماكرون يصحّ أيضاً على الأطراف الأخرى التي  اشتركت في الحرب على سوريا منذ ست سنوات.

تحت هذا السقف العام يمكن الحديث عن نهاية الحرب السورية. وتحت هذا السقف يجب النظر إلى  مؤتمر جنيف الذي جمع أعداء سوريا وأصدقاءها، خلال الحرب وجبهاتها المنتشرة على مجمل الأراضي السورية ، وبين مؤتمر أستانة الذي استبعد المهزومين في الحرب ومؤتمر سوتشي المقبل الذي يُقدّر له أن يخرج سوريا رسمياً من الحرب ويفتح أبواب السلام الشامل وإعادة الإعمار.

من هذه الأبواب، أي من موقع ما بعد الحرب في الميادين، يمكن النظر إلى الإصلاحات التي جرى الحديث عنها في أستانة ومن قبل في فيينا، باعتبارها محكومة بنتائج الحرب، وهذا يعني تحييد مصير الرئيس السوري عن طاولة المفاوضات، وحصر النقاش بالتعديلات الدستورية وحجم ونوع مشاركة المعارضين بالحكم وفي الحياة السياسية السورية. والراجح في عُرف كاتب هذه السطور أن تتوفر مخارج شبيهة بالمخارج الجزائرية ما يُسمّى " العشرية السوداء" بين 1990 و2000 ، أي تعديل دستوري يتيح مشاركة أحزاب المعارضة في العملية الانتخابية الشاملة لاختيار ممثلي السلطات  التشريعية والتنفيذية في مختلف المستويات الواقعة بين رئاسة الجمهورية والمجالس البلدية.

ثمة من يرى أن قضية إعادة الإعمار تحتاج إلى إجماع دولي وعربي وأن الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة السعودية قد تستخدم هذه الورقة للضغط على الرئيس الأسد والروس والإيرانيين الذين ليس في وسعهم تحمّل كلفة إعادة الإعمار الباهظة، من أجل الحصول على تنازلات كبيرة  ومراكز نفوذ أساسية في نظام ما بعد الحرب.

ما من شك في أن هذه الورقة مهمة للغاية ولا نعرف بعد كيف سيتم التعاطي معها، علماً أن البعض يرى أن بوسع الصين المُقرّبة من دمشق، تولّي هذه الكلفة إن كانت راغبة حقاً في إعادة الاعتبار لطريق الحرير وسوريا محطة أساسية فيه ، لكن هنا أيضاً ليس واضحاً رد الفعل الصيني على عرض افتراضي لا توجد أنباء موثوقة حوله. وهناك من يرى احتمال مشاركة  تركية وروسية وإيرانية في إعادة الإعمار بعد أن يسحب أردوغان عباراته العدوانية ضد سوريا والرئيس الأسد، وإن صحّ ذلك فإنه يكرّس انتصار المحور السوري الإيراني على جبهتي الحرب وإعادة الإعمار ويؤذن بتكوّن محور لا يُقهر في الشرق الأوسط ، كما أنه يحرّر سوريا من الضغط الغربي والخليجي ، لكن هنا أيضاً لا نعرف إن كان أردوغان المعروف بمواقفه البهلوانية قادراً على المواءمة بين مصلحته  في ضبط المسألة "الكردية" السورية وفي تعزيز قدرة المحور السوري الإيراني على الأرض. وهذا ينطبق على روسيا أيضاً التي يهمها الأمن الإسرائيلي والتي لم تنتقد مرة واحدة العمليات العدوانية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.

تبقى إشارة إلى الضغط العكسي الذي يمكن أن ينجم عن تأخّر إعادة الإعمار وبالتالي تأخّر عودة السوريين إلى مدنهم وقراهم ومواصلة البحث عن سبل اللجؤ إلى أوروبا، ومن غير المستبعد أن يكون السيّد ماكرون مهجوساً بهذا الافتراض من خلال عرض السلام والمساهمة في إعادة الإعمار.  

كائناً ما كان حجم الضغط الذي يمكن أن يُمارس على سوريا عبر ورقة إعادة الإعمار فإن الخروج من الحرب سيتم تحت السقف الذي ارتسم في ميادين القتال، وقد لا يتأخّر الوقت الذي نرى فيه دستوراً سورياً يكرّس انتصار دمشق و محور المقاومة هذا إذا أردنا التزام الصمت حول احتمال تمدّد نفوذ هذا المحور في المنطقة بأسرها.

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري يقول إن إيران لم تتوقف عن دعم المقاومة الفلسطينية، وأن ما تقدمه من دعم هو دعم حقيقي وجوهري لاستمرار المقاومة وفعاليتها، ويلمح إلى أن قيادة حركة "فتح" غير قادرة على تطبيق المصالحة الفلسطينية بالمعايير الوطنية القائمة على مواجهة الاحتلال.

قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري إن قاعدة بناء هذه العلاقات الخارجية للحركة هي عدم إدخال القضية الفلسطينية في الصراعات الداخلية للدول الأخرى، وأضاف "اعفونا من أن نكون جزءاً من صراعات المنطقة لنبقى رأس حربة في مواجهة الكيان الصهيوني".

وفي مقابلة له مع قناة القدس، أكّد العاروري أن الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية لم يتوقف، معتبراً إياه مؤشراً على جدية إيران في مواجهة إسرائيل.

وأضاف العاروري أن ما تقدمه إيران من دعم للمقاومة الفلسطينية ليس شكلياً أو رمزيّاً، بل هو دعم حقيقي ومركزي وجهوري لاستمرار المقاومة وفعاليّتها.

وعن ملف تبادل الأسرى، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إن هذا الملف يأتي على سلّم أوليّات الحركة، مؤكداً الجهوزية من أجل إنجاز صفقة تبادل مع إسرائيل، لكنّه لفت إلى أن الإسرائيليين لا يتحرّكون في هذا الاتجاه.

وعن الوضع الفلسطيني الداخلي والمصالحة بين الفصائل، اعتبر العاروي أن قيادة حركة "فتح" غير قادرة على تطبيق المصالحة الفلسطينية بالمعايير الوطنية القائمة على مواجهة الاحتلال، مجدداً التأكيد على أن "حماس" مصرّة على خيار المصالحة وبناء الوحدة الوطنية، وشدد على ألا تراجع عن هذا القرار.

العاروري أشار إلى أن الحركة مستعدة للاستجابة لأية دعوة قد توجهها القاهرة مرّة أخرى، مضيفاً أنها مستعدّة لتقديم تنازلات من أجل إنجاح المصالحة الداخلية، ما عدا التنازلات التي تأتي لمصلحة الاحتلال كسلاح المقاومة.

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" حمّل إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الأولى لجهة تباطؤ سير المصالحة، معتبراً أن استمرار الانقسام يصب في مصلحتهما ويخدمهما سياسياً وميدانيّاً.

السبت, 30 كانون1/ديسمبر 2017 09:46

من هي السيدة فاطمة المعصومة(س)؟

نسب السيدة فاطمة المعصومة
السيدة فاطمة المعصومة هي بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) سابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وهي أخت الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وهما من أم واحدة وهي السيدة "تُكْتَم"، وكانت السيدة تُكْتَم من أفضل النساء في عقلها ودينها 1.

ومما يدلّ على شدة حرص السيدة تُكْتَم على عبادتها وانقطاعها إلى ربها، أنها لمّا ولَدَت الإمام الرضا (عليه السلام) قالت: أعينوني بمُرضعة، فقيل لها: أنقص الدّرُّ؟ ـ أي نقص لبن الرضاع ـ.

قالت: ما أكذب، ما نقص الدّر، ولكن عَلّيَ ورِدٌ 2 من صلاتي وتسبيحي، وقد نقص منذ ولَدْتُ 3.

ولادتها ووفاتها
ولدت السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في الأول من ذي القعدة سنة: 183هجرية، وتوفيت في العاشر من ربيع الثاني سنة: 201 هجرية، وإنما سميت بالمعصومة لورعها وتقواها.

رُوِيَ عَنِ الامام الصَّادِقِ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ حَرَماً وهُوَ مَكَّةُ، أَلَا إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ حَرَماً وهُوَ الْمَدِينَةُ، أَلَا وإِنَّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَرَماً وهُوَ الْكُوفَةُ، أَلَا وإِنَّ قُمَّ الْكُوفَةُ الصَّغِيرَةُ، أَلَا إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا إِلَى قُمَّ تُقْبَضُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِي اسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُوسَى، وتُدْخَلُ بِشَفَاعَتِهَا شِيعَتِي الْجَنَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ " 4.

هذا وقد إزدهرت ببركة وجود قبرها مدينة قم المقدسة والتي هي من معاقل شيعة أهل البيت (عليهم السلام) منذ زمن بعيد، وتأسست فيها حوزة علمية تُعَدُّ اليوم أكبر وأقوى حوزة علمية تشعُّ منها أنوار علوم العترة الطاهرة (عليهم السلام).

* الشيخ صالح الكرباسي

  1. انظر: دلائل الإمامة: 309.
    2. الوِرد: العمل المندوب والمستحب، مقابل الواجب، والجمع: أوراد.
    3. عيون أخبار الرضا: 1 / 15.
    4. بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام)): 57 / 228، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، المولود بإصفهان سنة: 1037، والمتوفى بها سنة: 1110 هجرية، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت / لبنان، سنة: 1414 هجرية.

جمعة يوم غضب رابعة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة تنديداً ورفضاً لقرار الرئيس الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل. القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش يؤكد في حديث للميادين إنه "إذا تمادى الاحتلال فنحن سنرد على العدوان". والقيادي في حماس مشير المصري يدعو إلى التوافق على برنامج وطني تحرري بعيداً عن التسوية والمفاوضات الفاشلة.

تواصلت فعاليات جمعة الغضب الرابعة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وفي مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة في مظاهرات ومسيرات، انطلقت بعد صلاة اليوم الجمعة،.

افادالمراسلون بإطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة لتفريق المتظاهرين في الشجاعية شرق قطاع غزة، حيث وصل الشبّان الفلسطينيون إلى مسافات قريبة جداً من مواقع الاحتلال المحاصرة للقطاع.

كما لفتت إلى انطلاق تظاهرة أخرى من المسجد الأقصى وفي أحياء المدينة القديمة بالقدس.

وفي إحصاء غير نهائي لها تحدثت وزارة الصحة عن 33 اصابة بنيران قوات الاحتلال في المناطق الشرقية لقطاع غزة، و75 اصابة بقنابل الغاز والرصاص المطاطي، حيث تصدى الشبّان لاعتداءات قوات الاحتلال، ووصلوا إلى مسافات قريبة جداً من مواقع الاحتلال المحاصرة للقطاع.

وفي مناطق الضفة الغربية، سجلّت 133 اصابة بعضها بالرصاص الحيّ لقوات الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.

وفي حين شهدت مناطق الخليل تظاهرات حاشدة وقوات الاحتلال قمعتها بعنف شديد، استنفرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عناصرها في محيط مدينة القدس والأقصى استعداداً لمواجهة المتظاهرين الفلسطينيين.

و إن إجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوات الاحتلال في باب العامود ومحيط الأقصى. ولفتت إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت إمرأة مقدسية بعد التعرض لها بالضرب في باب العامود.

وفي بيت إيل برام الله. قوات الاحتلال أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه المتظاهرين والمسعفين، وأشارت إلى إصابة صحفي يقنبلة صوتية، كما تحدثت عن 5 إصابات برصاص الاحتلال في رام الله وشمال مدينة الخليل.

هذا وتصدّى الشبان الفلسطينيون لاعتداءات قوات الاحتلال في رام الله.

وبالتزامن، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إنطلاق صاروخ من غزة أصاب أحد المباني في مستوطنة شاعر هنيغف إصابة مباشرة. وأشارت الوسائل إلى أن منظومة القبة الحديدية اعترضت 3 صواريخ أطلقت من قطاع غزة، فيما تحدث الجيش الإسرائيلي عن انطلاق صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة.

وأن قوات الاحتلال تستهدف مواقع للمقاومة شرق الشجاعية بغزة.

الجدير ذكره أن المظاهرات جرّاء قرار الرئيس الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل أسفرت الجمعة الماضي عن استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة أكثر من 110 آخرين بجروح.

وفي السياق نفسه، مدد المدعي العسكري الإسرائيلي خلال جلسة محاكمة الأسيرة الطفلة الفلسطينية عهد التميمي مدة اعتقالها لمدة 5 أيام أخرى بحجة استكمال التحقيق معها. كما مددّت محكمة الاحتلال اعتقال والدة الأسيرة عهد التميمي 5 أيام وقررت الإفراج عن إبنة عمّها نور بشروط.

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش خلال مشاركته بتظاهرة إنه يجب أن يتحرك الضغط العربي ضد الولايات المتحدة الأميركية.

وأضاف البطش "لا يضيرنا أن يعترف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل فنحن سنواصل المقاومة شاء ترامب أم أبى".

وأكد أن القدس قبلة السعودية وإيران وماليزيا وغيرهم، مشيراً إلى أنه على الجميع الدفاع عنها.

كما رأى أنه "على الرئيس عباس أن يستعين بشعبه لمواجهة القرار الأميركي". وأشار إلى أن أولويات الشعب الفلسطيني هي "انتفاضة القدس"، مؤكداً "إذا تمادى العدو فنحن سنرد على العدوان".

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي كرر تأكيده أن "لا أحد يعطي ضمانات ونحن سنرد على العدو".

بدوره اعتبر القيادي في حماس مشير المصري إلى أن الدفاع عن المسجد الأقصى هو دفاع عن المسجد الحرام، مؤكداً "لن نفرط في المسجد الأقصى أو بشبر من أرض فلسطين".

وقال المصري إن من يراهن على العدو عليهم أن يعيدوا حساباتهم لأن التاريخ لن يرحمهم. وأشار إلى أن المطلوب إتمام استحقاقات المصالحة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية.

ودعا المصري حركة فتح إلى التعامل بإيجابية مع خطوات حماس بشأن المصالحة. كما دعا الحكومة الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها ورفع العقوبات عن أهالي غزة.

القيادي في حماس دعا إلى سحب الاعتراف بالكيان الإسرائيلي وإنهاء مشروع التسوية وعدم المراهنة عليه، مشدداً على ضرورة التوافق على برنامج وطني تحرري بعيداً عن مشروع التسوية والمفاوضات الفاشلة.

وبالنسبة للتنسيق الأمني مع إسرائيل دعا المصري السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق، مطالباً بدعوة الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية.

بدوره، رأى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في حديث خلال مشاركته في تظاهرة برام الله أن ما راهنت عليه إسرائيل والولايات المتحدة قد فشل، وأن الانتفاضة تحولت إلى مقاومة شعبية.

وشدد البرغوثي على ضرورة حسم الخيارات، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن عملية السلام ووساطة ووساطات بعد الآن. كما لفت إلى أن المراهنة على اتفاق أوسلو قد فشلت.

ورأى البرغوثي أن العدو الأكبر للشعب الفلسطيني كان الشعور بالاحباط وأن هذا الأمر عملت عليه الدعاية الإسرائيلية.

وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن السلطة الفلسطينية لن تتأثر في حال قطعت المساعدات الخارجية، مشدداً "يجب ألا نربط نضالنا بقضية المساعدات الخارجية"، ومتمنياً أن توقف واشنطن دعمها.

كما رأى البرغوثي أن محاولات إسرائيل لفرض قيادات جديدة على الفلسطينيين لن تنجح، موضحاً أن المقاومة للاحتلال أصبحت نمط حياة في فلسطين، مطالباً الدول العربية بتقديم الدعم لها.

الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أشار إلى أن الانتفاضة اليوم تأتي في إطار موجات متواصلة حتى الوصول إلى تحرير الأرض.

وفي الختام أكد البرغوثي أنه يجب الاتفاق على استراتيجية وطنية مشتركة لمواجهة الاحتلال، قائلاً "سنهزم نظام التمييز العنصري الإسرائيلي وسنفرض على الاحتلال إقامة دولتنا".

على الرغم من تباعد الأوطان، سكنت فلسطين أفئدة الكثير من الشعراء، الذين تغنوا بها وجعلوا من دماء شهدائها مدادًا لقصائدهم. فلم تَقْدحْ قضية قومية قريحة الشعراء على اختلاف أوطانهم؛ كما فعلت القضية الفلسطينية التي يحتفظ ديوان الشعر العربي لها بالكثير من الرصيد الشعري والأدبي.

وفي المغرب الذي يقع جغرافيًا غير قريب من الأقصى، نحتَ كثير من الشعراء على مملكة الشعر والوجدان "أقصى" قريبًا تلمّسته الجماهير طيلة عقود، خلال الأمسيات الشعرية، والمهرجانات، والدواوين التي اتخذت من فلسطين موضوعًا.

قال محمد علي الرباوي، الشاعر المغربي، والأستاذ بجامعة محمد الأول (حكومية) في مدينة وجدة (شرق) إن "المغربي عامة يعيش القضية الفلسطينية، ربما أكثر مما يعيشها الإنسان العربي في المشرق العربي".

واعتبر ، أن هذا "يؤكده حضور القدس في المخيلة المغربية وفي العقيدة الدينية أيضًا، حيث كان الحاج المغربي لا يتصور أن حجه مقبول إلا إذا خلَلَ وقدَّس أي إذا زار الخليل والقدس".

وأوضح أن تاريخ اهتمام المغاربة بقضية فلسطين يرجع إلى عهد الحركة الوطنية المغربية؛ إبان بداية الحماية الفرنسية بالمغرب، حيث شكلت الحركة الوطنية المغربية، حلقة وصل لمتابعة ما يجري في فلسطين.

وأشار إلى أنه من نتائج هذا الاهتمام أن "كتب الشعراء والقصاصون والفنانون نصوصًا تواكب الحدث الفلسطيني، مثل الأديبة خناثة بنونة في القصة القصيرة، والشاعر حسن المراني، الذي له أكثر من مجموعة شعرية خاصة بالقدس".

وعن تجربته الخاصة، أفاد الرباوي، الذي أصدر أكثر من عشرين ديوانًا شعريًا، أن القضية الفلسطينية أصبحت جزء من ذاته.

وأضاف: "لا يمكن أن أكتب عن فلسطين، إلا إذا تفاعلتْ ذاتي مع ما أعيش. لذلك أعتبر أن قصائدي التي كتبتُ عن فلسطين قصائد ذاتية، ولا اعتبرها قومية أو وطنية، لأن لها علاقة وثيقة بذاتي الخاصة".

وتابع موضحًا: "علاقتي بالقضية (فلسطين) علاقة خاصة. أذكر أنني في أول قراءة شعرية أحييها أمام الجمهور سنة 1970، وكنت معلمًا لم التحق بعد بالجامعة، ولم يكن لي وعي سياسي، صفق الجمهور بحرارة للنصوص التي ألقيتها، لكن في النقاش هاجمني أغلب الحاضرين، لأنهم لاحظوا غياب قصائد عن فلسطين، وعدوا هذا الغياب منقصة في التجربة الشعرية".

وزاد: "بعد هذه القراءات كتبت قصيدة طويلة عنوانها (هل تتكلم لغة فلسطين) سنة 1970، حاولت فيها أن أدافع عن لماذا لم أكتب في تلك المرحلة عن فلسطين، وكيف أنني كنت أؤمن أن فلسطين، لا يمكن أن يرجعها الشعر وإنما الرصاص".

ونوّه إلى أن "هناك أبحاث جامعية تناولت الشعر المغربي في علاقته بالقضية الفلسطينية، من أهمها عمل نشره عميد الأدب المغربي عباس الجراري (مستشار ملكي حاليًا) أواسط السبعينيات، في كتاب خاص يرصد من خلاله علاقة الشعر المغربي بالقضية الفلسطينية".

في عام 2009، نشر الشاعر المغربي، فيصل الأمين البقالي، مجموعة شعرية بعنوان "تراتيل لغزة" تتخذ من أرض فلسطين موضوعا لها.

وفي حديث ، قال إنه لملم قصائدها كما يفعل محبوس كبّلته الجغرافيا أمام شاشات الفضائيات، وهي تنقل حرب غزَّة في سنة 2009، حيث حوّل تمتمات الغضب إلى قصائد تِسْع مهداة إلى غزة.

وأوضح أنها "قصائد متناثرة وأبيات هنا وهناك، شتات لا يؤلف بينه غير التشوّق والتشوّف، وغير الغضب واللّجَب، وغير الألم والأمل".

واعتبر أنه "شتات يشبه الأمة التي تحتضن هذا الشعر، ولكنه شتات منجمع وترجيع مندفع يؤمُّ القبلة الأولى بفتح القاف وضمها.. فهي وصل مع الأرض ضمًا، ومع السماء فتحًا".

وللشاعر البقالي ابن مدينة طنجة، قصائد أخرى عن الأقصى وفلسطين متفرقة في مجموعات شعرية أخرى مثل: "شمس الريم" 2002، و"حائم وعروس" 2005، و"همس المرايا" 2008، و"بيان إلى الوطن" 2011.

وتطرّق البقالي إلى مكانة فلسطين في تجارب الشعراء، قائلًا: "لنا في المغرب عامة، وفي طنجة خاصّة شعراء كُثر، مجيدون توضَّؤوا بدمع الشوق إلى الأقصى، وعتَّقوا الحرف في دنان المحبة، وصقلوا قوافيهم في أوار الغضب، وقد تجري بهم خيل القصيد في كل ميدان، ولكنها أبدا لا تُضَمَّر إلا في ميدان القضية الفلسطينية".

واختتم بالقول "تتنوع (الليلات) عند الشعراء وتبقى (ليلى) الشعر العربي في هذا الزمان القدس وفلسطين، ولستُ بِدْعًا منهم، تتوه القوافي وترْشُدُ عندما تُنِيخُ (تبرك) عند باب القدس".

خلال التفاعلات الأخيرة مع الأحداث الجارية في فلسطين، كتب الشاعر المغربي، أحمد الصمدي، عددًا من القصائد تحولت إلى أعمال فنية أداها، الفنان مروان الهنا.

الصمدي الذي كتب كثيرًا عن فلسطين، قال في حديث للأناضول، إن "الرمزية الوجدانية للقضية تُشَكّل نوعًا من التوجيه القِيمِي للشاعر، حتى أنه يبدو أحيانًا أن الشاعر العربي إذا لم يكن له موقف شعري من القضية الفلسطينية فإنه يفقد البوصلة".

واعتبر أن "الرسالة التي حملها الشعر تجاه القضية الفلسطينية -وما زال بإمكانه أن يحملها- هي إبقاؤها حية في القلوب، باعتبارها قضية إنسانية ووطنية عادلة، وباعتبار ذلك جزءًا من الانتصار للإنسان المظلوم في كل مكان، حيث القصيدة تُعرّف بالقضية وتعلن عن التضامن مع الأحياء هناك".

أما عن تجربته هو، فيجملها بالقول: "أستطيع أن أقول: إني أكتب عن القضية، لكي أستعيد توازني ولا أنهار، أمام هذا العالم المليء بالقهر الفادح".

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميًا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، وقلقًا وتحذيرات دولية.

أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، مساء الجمعة، مسؤوليته عن هجوم استهدف كنيسة مارمينا، جنوبي القاهرة، وأودى بحياة 10 أشخاص في وقت سابق اليوم.،و وفق ما نقلته حسابات محسوبة على التنظيم في موقع "تويتر"، إن "مفرزة أمنية تابعة لداعش نفذت الهجوم على كنيسة مارمينا في (ضاحية) حلوان جنوب القاهرة".

وأشارت إلى مقتل منفذ الهجوم، وسقوط 10 ضحايا بينهم 8 مسيحيين واثنين من الشرطة المصرية.

وصباح اليوم، قُتل 10 أشخاص، بينهم 8 مسيحيون، وأصيب 5 آخرون إثر هجومين مسلحين، استهدفا كنيسة "مارمينا"، ومحلا تجاريا يملكه مسيحي جنوبي القاهرة، وفق مصادر رسمية.

ومساء اليوم، كشفت وزارة الداخلية المصرية عن أن منفذ الهجوم على الكنيسة يدعى "إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى (33 عاما) من حلوان".

ووصفت الوزارة "مصطفى" بأنه من "أبرزالعناصر الإرهابية الهاربة والخطرة وسبق أن نفذ عدة هجمات الفترة السابقة".

أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأربعاء، رأس السنة الأمازيغية، الموافق لـ 12 يناير/ كانون الثاني من كل عام، إجازة رسمية في البلاد لأول مرة.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن الرئيس بوتفليقة أعلن خلال اجتماع لمجلس الوزراء المنعقد اليوم، 12 يناير من كل سنة الموافق لبداية السنة الأمازيغية عطلة (إجازة) مدفوعة الأجر".

وقال بوتفليقة، حسبما نقلت عنه الوكالة، إن "هذا الإجراء على غرار كل الإجراءات التي اتخذت سابقا لصالح هويتنا الوطنية بمقوماتها الثلاث؛ الإسلامية والعربية والأمازيغية، كفيل بتعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي".

ويوافق 12 يناير 2018م، في التأريخ الأمازيغي 12 ينّاير 2968.

ويعود بداية التأريخ الأمازيغي في الجزائر إلى 950 عام قبل ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ويبدأ رأس السنة الأمازيغية في 13 يناير بدل الفاتح منه، بينما تتم الاحتفال ليلة رأس السنة أي في الثاني عشر منه.

وهناك روايتان تاريخيتان تتضاربان حول أصول الاحتفال بهذه المناسبة، تقول الأولى إن "ينّاير" يرمز للاحتفال بالأرض والفلاحة عموما تفاؤلا بعام خير وغلّة وفيرة على الفلاحين وعلى الناس عموما.

أما الرواية الثانية فتقول إنه اليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي "شاشناق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في مصر.

وخلال الأسابيع الأخيرة شهدت محافظات تقع شرق العاصمة الجزائر ويقطنها غالبية أمازيغ البلاد احتجاجات تطالب بترقية اللغة الأمازيغية في المؤسسات التعليمية.

ويأتي قرار الرئيس الجزائري استجابة لمطالب قديمة لأحزاب ومنظمات تمثل أمازيغ الجزائر ظلت تدعو إلى ترسيم رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وإجازة في البلاد.

ومطلع 2017، دعا حزب جبهة القوى الاشتراكية (معارض) إلى ترسيم مناسبة 12 يناير أو رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وعطلة رسمية وهو مطلب ردده خلال السنوات الماضية.

وحزب جبهة القوى الإشتراكية الذي يوصف بأنه أقدم حزب معارض في البلاد أسسه الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد العام 1963 وتعد محافظتي تيزي وزو، وبجاية، وجزء من محافظة البويرة الواقعة شرق العاصمة، والتي يقطنها أمازيغ الجزائر أهم معاقله.

ومطلع 2016، أقر تعديل دستوري أجري بالجزائر، الأمازيغية لغة رسمية ثانية إلى جانب العربية.

والأمازيغية هي اللغة الرئيسية في التعاملات اليومية لسكان منطقة القبائل الكبرى في الجزائر، التي تضم محافظات عدة شرق العاصمة، وينقسمون، وفق باحثين، إلى مجموعات منفصلة جغرافياً، وهم: القبائل في منطقة القبائل (شرق العاصمة)، والشاوية في منطقة الأوراس (جنوب شرق)، والمزاب (المجموعة الأمازيغية الوحيدة ذات المذهب الإباضي) في منطقة غرداية (500 كم جنوب العاصمة).

بالإضافة إلى الطوارق (أقصى الجنوب الشرقي)، والشناوة في منطقة شرشال (90 كم غرب)، وهناك مجموعة بربرية أخرى قرب مدينة ندرومة على الحدود مع المغرب، وتتميز لغتها أو لهجتها بقربها الكبير من الشلحية؛ وهم أمازيغية الشلوح (بربر) في المغرب.

ولا توجد أرقام رسمية بشأن عدد الناطقين بالأمازيغية كلغة، لكنهم مجموعة من الشعوب المحلية، تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غرب مصر) شرقاً، إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً.

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القضاء على "جبهة النصرة" أهم مهمة في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا، مؤكداً أن موسكو تملك معلومات حول حصول مسلحي هذا التنظيم على دعم خارجي.

وأوضح لافروف خلال اللقاء مع  رئيس تيار "الغد السوري" المعارض أحمد جربا في موسكو، اليوم الأربعاء أنه تم توجيه ضربة حاسمة لتنظيم داعش في سوريا، على الرغم من أن بعض المسلحين الهاربين من ساحة المعركة يحاولون إعادة التجمع في روسيا، أو الهروب للخارج، لكنه من الواضح أن المعركة الأساسية باتت في الماضي.

وبالنسبة للحوار السوري، أكّد وزير الخارجية الروسي دعوة المعارضة الخارجية المشاركة في مفاوضات جنيف، لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، مشيراً إلى أن هدف المؤتمر هو إرساء الأسس لإطلاق إصلاح دستوري في سوريا.

كما لفت لافروف إلى أن تنظيم جبهة النصرة يتلقى دعماً من الخارج لمحاربة الجيش السوري.

 من جانبه، أعرب أحمد الجربا عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق وعن أمله بأن تبذل روسيا جهودا لتحسين الوضع هناك، قائلاً "هناك مآس إنسانية على أعلى مستوى، ونأمل بأن تتدخل روسيا بثقلها لعودة الأمور إلى نصابها".

كما تطرّق إلى مسألة مؤتمر الحوار الوطني السوري، قائلاً "سنقيّم معكم هذا الموضوع لنرى كيف ستجري الأمور، وأعرب كذلك عن الأمل بإقامة حوار مباشر بين وفدي المحكومة والمعارضة إلى مفاوضات جنيف".

بالتوازي اتّهم رئيس أركان القوات الروسية فاليري غيراسيموف الولايات المتحدة بتدريب إرهابيّين معظمهم من داعش في قاعدة التنف في سوريا.

وقال غيراسيموف إن القوات السورية حاصرت القاعدة الأميركية في التنف على نحو كامل.

وأضاف أن المتدرّبين الإرهابيين في التنف ينشطون بمسمّيات جديدة بينها جيش سوريا الجديد، وأضاف أن الأميركيين يدرّبون أيضاً مسلّحين في الشدادي بالحسكة، مؤكداً أن روسيا لن تسمح بخروج مسلّحي داعش الأجانب من القتال أحياءً ليغادروا إلى أفريقيا وأميركا وآسيا وأوروبا.