
Super User
وسط غياب منافسين أقوياء للسيسي.. انتخابات رئاسية نهاية آذار/ مارس بمصر
الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر تعلن عن إجراء بلادها انتخابات الرئاسة في الفترة من 26 إلى 28 آذار/ مارس، وستجرى في الخارج من 19 إلى 21 نيسان/ أبريل.
قالت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر اليوم الإثنين إنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجرى داخل البلاد على مدى ثلاثة أيام من 26 إلى 28 آذار/ مارس.
ولم يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تنتهي ولايته في حزيران/ يونيو، موقفه بشأن الترشح للانتخابات حتى الآن لكن من المرجح بشكل كبير أن يسعى للفوز بولاية ثانية وأخيرة مدتها أربع سنوات.
وقال لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، إن المصريين في الخارج سيدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية أيام 16 و17 و18 آذار/ مارس.
وأضاف إنه في حال إجراء جولة إعادة ستعقد في الداخل على مدى ثلاثة أيام من 24 إلى 26 نيسان/ أبريل وفي الخارج من 19 إلى 21 نيسان/ أبريل.
وتابع قوله إن نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات ستعلن يوم الثاني من نيسان/ أبريل، وإذا أجريت جولة إعادة ستعلن النتيجة النهائية يوم الأول من أيار/ مايو.
وتعهد إبراهيم، وهو قاض، بأن تجرى الانتخابات "تحت إشراف قضائي كامل" وبأن تلتزم الهيئة الوطنية للانتخابات بالحيادية والشفافية خلال الانتخابات ودعا المصريين إلى المشاركة في الاقتراع.
وشُكلت الهيئة في وقت سابق هذا العام بموجب قانون أقره مجلس النواب ويتألف مجلس إدارتها من عشرة قضاة.
وستبدأ الهيئة الوطنية للانتخابات في تلقي طلبات الترشح بدءاً من 20 كانون الثاني/ يناير ولمدة عشرة أيام. وستعلن قائمة المرشحين النهائية يوم 20 شباط/ فبراير.
ورغم معاناة قطاع كبير من الشعب المصري بسبب ارتفاع الأسعار ورفع جزء كبير من دعم الطاقة لا يزال الكثير من المصريين يعتبرون بقاء السيسي مهماً للاستقرار في البلاد التي تضرر اقتصادها كثيراً بسبب الاضطرابات التي أعقبت ثورة 2011.
وتواجه إدارة السيسي تحدياً أمنياً كبيراً أيضاً يتمثل في هجمات يشنّها تنظيم داعش.
وأمس الأحد، قال أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق إنه لن يترشح لانتخابات الرئاسة. وكان شفيق يعتبر أقوى السياسيين الذين أعلنوا نيتهم منافسة السيسي في الانتخابات.
وأعلن المحامي الحقوقي البارز خالد علي نيته الترشح هذا العام. وكان علي قد خاض الجولة الأولى من انتخابات 2012 وجاء في مركز متأخر بحصوله على نحو مئة ألف صوت.
وقد يُحرم علي من الحق في الترشح للانتخابات إذا أيدت محكمة استئناف حكماً أصدرته محكمة للجنح في أيلول/ سبتمبر بحبسه ثلاثة أشهر بتهمة ارتكاب فعل خادش للحياء العام. وينفي علي الاتهام ويقول إنه واثق من البراءة.
ويشير مراقبون إلى أن غياب منافسين أقوياء للسيسي قد يؤدي إلى عزوف الناخبين عن الاقتراع.
كيف تضاعف إيمانك؟
هناك عوامل رئيسية تسهم في إيصال الإنسان إلىٰ أعلىٰ درجات الإيمان، يمكن الإشارة إليها بالنقاط التالية:
أولاً: العلم والمعرفة: يقول تعالىٰ: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ..)1.
فالعلم هو الذي يكسب صاحبه الشرف والسؤدد، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «.. لا شرف كالعلم»2 وقال ـ أيضاً ـ موصياً بضرورة اقتران العلم بالأدب: «يا مؤمن إنّ هذا العلم والأدب ثمن نفسك فاجتهد في تعلّمهما، فما يزيد من علمك وأدبك يزيد من ثمنك وقدرك، فإنَّ بالعلم تهتدي إلىٰ ربّك، وبالأدب تحسن خدمة ربّك»3.
فالإمام عليه السلام يضع ميزاناً لا يقبل الخطأ وهو كلّما تصاعد المؤشر البياني للعلم المقترن بالأدب في نفس المؤمن كلما زيد في قيمته ومكانته أكثر فأكثر. ومن أجل ذلك كان العلماء أقرب الناس إلىٰ درجة النبوة، بدليل قول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم: «أقرب الناس من درجة النبوّة أهل العلم والجهاد، أما أهل العلم فدّلوا الناس علىٰ ما جاءت به الرسل، وأما أهل الجهاد فجاهدوا بأسيافهم علىٰ ما جاءت به الرسل»4.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم: «من جاء أجله وهو يطلب العلم لقي الله تعالىٰ ولم يكن بينه وبين النبيين إلاّ درجة النبوة»5.
ثانيا: العمل الصالح: يقول تعالىٰ: (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ)6.
ويقول أيضاً: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)7.
فالإنسان يرتفع بنوعية العمل الذي ينجزه علىٰ صعيد الواقع، ومن هنا ركّزت مدرسة أهل البيت عليهمالسلام علىٰ «الثنائي الحضاري» المتمثل بالإيمان المقترن بالعمل، وفي هذا الصدد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل.. يحبُّ الصالحين ولا يعملُ عملهم...»8.
ثالثاً: الإيثار: يقول عزَّ من قائل: (.. وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ..)9.
وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أشد الخلق حرصاً علىٰ تلك الفضيلة السامية، حتىٰ ورد في الخبر أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما شبع ثلاثة أيام متوالية حتىٰ فارق الدنيا، ولو شاء لشبع ولكنه كان يؤثر علىٰ نفسه10.
وبلغ وصيه الإمام علي عليه السلام القمة في الإيثار، وقد ثمنت السماء الموقف التضحوي الفريد الذي قام به عندما بات علىٰ فراش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم: «.. فأوحىٰ الله إلىٰ جبرئيل وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر الواحد منكما أطول من عمر الآخر فأيُّكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة. فأوحىٰ الله عزَّ وجلَّ إليهما أفلا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فبات علىٰ فراشه يفديه بنفسه فيؤثره بالحياة فأنزل الله تعالىٰ: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)11.
ومن الإيثار ما يكون معنوياً كإيثار الصدق علىٰ الكذب مع توقع الضرر، وذلك من أجلىٰ علائم الإيمان، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الإيمان أن تؤثر الصدق حيثُ يضرك علىٰ الكذب حيثُ ينفعك»12.
رابعاً: الخُلق الحسن: وهو عنوان صحيفة المؤمن13، وأن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنّه لضعيف العبادة كما يقول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم14.
وقد ورد عن الإمام أبي جعفر عليه السلام: «إنَّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً»15. وقال أمير المؤمنين عليه السلام موصياً: «روضوا أنفسكم علىٰ الأخلاق الحسنة فإنَّ العبد المؤمن يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم»16.
إذن فالخلق الحسن أحد مقاييس الإيمان، يصل من خلاله المؤمن إلىٰ مقامات عالية ويحصل به علىٰ أوسمة معنوية رفيعة، فمن حكم ومواعظ أمير المؤمنين عليه السلام: «... عليكم بمكارم الاخلاق فإنها رفعة، وإيّاكم والأخلاق الدّنية فإنها تضع الشريف، وتهدم المجد».
* الإيمان والكفر وآثارهما على المجتمع - بتصرف
________________________________________
1- سورة المجادلة 58: 11
2- نهج البلاغة، صبحي الصالح: 488 / حكم 113.
3- روضة الواعظين، الفتال النيسابوري 1: 11 في فضل العلم.
4- المحجة البيضاء، للفيض الكاشاني 1: 14.
5- كنز العمال 10: 160 / 28831.
6- سورة طه 20: 75.
7- سورة النحل 16: 97.
8- نهج البلاغة، صبحي الصالح: 497 / حكم 150.
9- سورة الحشر 59: 9.
10- تنبيه الخواطر 1: 172.
11- تنبيه الخواطر 1: 173 ـ 174. والآية من سورة البقرة 2: 207.
12- نهج البلاغة، صبحي الصالح: 556 / حكم 58.
13- اُنظر تحف العقول: 200.
14- المحجة البيضاء 5: 93 كتاب رياضة النفس.
15- اُصول الكافي 2: 99 / 1 كتاب الإيمان والكفر.
16- تحف العقول: 111.
خطوات للنساء على طريق نصرة الإمام المهدي (عليه السلام)
إن المرحلة التي يمر بها الإسلام الآن تمثل أخطر المراحل التي مرت بحياة هذا الدين الكريم، حيث أصبح أعداؤه يصرحون علانية بعدائهم له في وسط بلاد الإسلام وبين المسلمين، بل وفي الحواضر الإسلامية دون حياء أو خشية وهذا يكشف عن أمرين كلاهما في غاية السوء. الأول هو العتو والاستهتار والتجبر الذي وصل إليه أعداء الإسلام، والثاني هو الهوان والذل والانكسار الذي وصل إليه واقع المسلمين.
وعندما نؤشر لذلك فلا يعني هذا إسدال للستار على الإسلام وإنهاء صورته _لا سامح الله_ فلا ينبغي بث اليأس في النفوس، ولكننا نريد أن نعيش الصراحة في تقييم واقعنا المرير، وهذه الصراحة هي التي تبناها القرآن الكريم في كشف نقاط الضعف لغرض الوقوف عليها وتحويلها إلى نقاط إيجابية.
إن الإغراءات الدنيوية والمطامع الدنيئة والتمنيات الهابطة استحوذت على نفوس أبناء المجتمع، وقد طوقته من كل جهة فاختارها تاركا الأهداف الجليلة والقيم العالية والآخرة العزيزة، وهذا هو استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ولما كانت المرأة تمثل نصف المجتمع بل أكثر من ذلك إذا _التفتت هي لدورها وقيمتها_، فهي أم من جهة، وزوجة من جهة أخرى، وهي أخت وبنت ومؤازرة ومربية ولها عناوين كثيرة غير ذلك، وإن كل واحد من هذه العناوين له مساحة من التأثير العالي في الواقع ومسرى الأحداث، لذا فإن الخطاب في المجتمع النسوي الواعي وبما يقتضيه هذا الظرف الحرج حتى تتلاحم الصفوف وتتوحد الطاقات من أجل نصرة الحق وأهله وتحقيق الفتح الأكبر بقيادة صاحب العصر والزمان عليه السلام يتلخص بمجموعة نقاط هي:
. 1المزيد من الوعي والإلتفات لإدراك خطر المرحلة الراهنة وما تخطط له قوى الاستكبار العالمي التي لم تكتف بالسيطرة الجزئية، بل تريد إحكام السيطرة على تسمية أولادنا وطريقة عيشنا في بيوتنا. وهذا يقتضي النظر الدقيق والترقب والتوثب لكل مشروع وخطة تطرح في المقام لاكتشاف حقيقتها والأهداف التي تنطوي عليها والنوايا المبيتة حتى لا نعثر بحجر مرتين ولا نلدغ من نفس الجحر الذي لدغنا منه.
. 2الدعوة المكثفة للاستخفاف بالدنيا وترك الملذات الدنيوية والإقبال على الآخرة العامرة الأبدية من أجل إشاعة روح التضحية في الأمة والبذل لأجلها طلبا لمرضاة الله تعالى وإن دور المرأة في بعث الهمم وطرح الفكر الإرشادي في الواقع له الأثر البالغ على النساء والرجال، فما أعظم أن تكون المرأة هي الداعية إلى التضحية من أجل الحق وأهله مقتدية بزينب الكبرى عليه السلام والصالحات من سلفها وخلفها.
. 3بث روح المودة والإخاء بين صفوف المجتمع وتجاوز الخلافات الجزئية التي تعيق التحام الكثير من العوائل، كذلك الدعوة المكثفة إلى التصالح والتراحم بين المتخاصمين.
. 4العمل على إشاعة العفاف والحجاب الواعي والسلوك الطاهر الذي ينتج عنه إبعاد مصادر الإغراء التي تستهلك طاقات المجتمع وتجعله يدور في فلك الرذيلة، لأن العفاف والحياء يبعث القوة والاقتدار والشموخ في نفس المرأة مما يجعلها عنصر قوة وليس عنصر ضعف في صفوف المجتمع.
. 5الدعوة المكثفة إلى الزواج المبني على أسس التقوى والبحث الجاد لتكوين عائلة متقية هدفها رضاء الله، فإن المجتمع المتماسك القوي هو ما تكون روابطه مبنية على مبادئ سامية، وهذا لا يحصل إلا بالترفع عن الطلبات الدنيوية التي لا مبرر لها أو التي تثقل كاهل المؤمنين وتعيق مشاريع الزواج ويلقى اكبر الدور في هذه الفقرة على الآباء والأمهات في تسهيل الخطوات اللازمة لمثل هذا الزواج، فإن الزواج سد لأبواب الشيطان وإغلاق لمنافذ الفتنة وحفظ لطاقات المجتمع وإيجاد لمصادر قوة جديدة في المجتمع.
. 6إعانة الأزواج المؤمنين الذين يحملون أهدافا سامية من خلال التقليل من الطلبات غير الضرورية، بل تقليص حتى الضرورية قدر الإمكان وتهيئة الجو المناسب لهم لإتاحة الفرصة الضرورية من أجل أداء أعمالهم على أكمل وجه، فإن المرأة يمكن أن تحرف المؤمن الواعي عن خطه أو تكون عقبة كؤود في طريقه أو تشغل أغلب طاقاته في طلباتها ومشاكلها اليومية.
إنها لحظات تضحية، وعلى كل مسؤول أن يؤدي ما يستطيع.
فتضحية المرأة المؤمنة بشيء من راحتها ورغباتها من أجل حماية الإسلام في هذه المرحلة الحرجة هو شعور عال بالمسؤولية ووقوف مشرف بوجه الأخطار، وعلى النساء الواعيات حث غيرهن على العلم أو العمل الصالح والإلتفات إلى الخطر الذي يكاد يلف أمة الإسلام.
فما أجمل أن يكون من شروط زواج المرأة أن يكون الزوج من العاملين على رفعة الإسلام والمدافعين عنه والمضحين لأجله.
وما أجمل أن تطالب المرأة الأم والزوجة والبنت والأخت ذويها بالقيام بدورهم لنصرة الإسلام والدفاع عنه بدلاً من أن تطالبهم بالثياب والمتع الدنيوية الرخيصة.
وأخيرا أيتها المؤمنات نقول: هذه الجنة مزينة وفاتحة أبوابها للمطيعين العاملين في سبيل الله تعالى، فهل من مجيب؟
* المصدر: صحيفة صدى المهدي (عليه السلام)، العدد13.
خطاب الامام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من عوائل الشهداء
بسم الله الرّحمن الرّحیم
أرحّب بالإخوة الأعزّاء، والأخوات العزيزات، بعوائل شهداء الدفاع المقدّس وشهداء الثورة. هذا الشعب مدين لأولادكم إلى الأبد. لأنّ كلّ ما حقّقه الشعب في هذه السنوات من عزّة، وأمن، وتطوّر كلّها جميعًا مدينة لهؤلاء الشباب الأعزّاء الذين تخلوا عن البيت والعائلة والأب والأمّ والزوجة والأولاد وأمثال هؤلاء، وقابلوا العدوّ بصدور عارية؛ عدوّ دعمه كلّ العالم يومذاك في مواجهتنا. سواءً الغرب أو الشرق أو الدول الرجعيّة في المنطقة، جميعهم ساندوا ودعموا عدوّنا البعثيّ الخبيث هذا. لو لم يكن يوجد شباب شجعان ومضحّون أمثال أولادكم، فذهبوا وجعلوا من أنفسهم درعًا، وسدًّا في مقابل العدوّ، لكان هذا العدوّ تمدّد إلى داخل البلد، ووصل إلينا ولم يرحم أحدًا. أنتم ترون الآن ماذا يحصل في شمال أفريقيا، في بعض بلدان منطقة غرب آسيا؛ ما حصل في إيران بوجود البعثيّين أسوأ بأضعاف ممّا حصل ويحصل في ليبيا اليوم، وما حصل ويحصل منذ سنوات في سوريا، وحصل في العراق لسنوات وما شابه. ما الذي منع ذلك؟ وما الذي حال دون هذه الخسارة التاريخيّة والوطنيّة الكبيرة؟ إنّهم شبابكم، هؤلاء الشهداء. وبرأيي، إنّ عوائل الشهداء ـ هذا الأب الذي قدّم ثلاثة شهداء، والأمّ التي قدّمت ثلاثة شهداء، البعض قدّم ثلاثة شهداء، البعض اثنين، والبعض الآخر خمسة شهداء أو أكثر ـ لا يقلّون أهميّة عن الشهداء أنفسهم. ذاك الشهيد، كان شابًّا، ذا أحاسيس، متحمّسًا، فتقدّم إلى [المعركة]؛ هذا الأب وهذه الأمّ ربّيا فلذة كبدهما، بذلا جهدًا، تعبا عليه حتّى كبر، ووصل إلى هذا العمر، فذهب أمام عينيهما ليعود جسده، وأحيانًا حتّى جسده لم يعد! بنظري، إنّ شجاعة الآباء والأمّهات وتضحياتهم لا تقلّ عن شجاعة وتضحيات أبنائهم. وأنا أقول لعوائل الشهداء دومًا وأدعو الله بأن لا يحرمنا منهم ولا يخليهم من بين أبناء الشعب. إنّ لعوائل الشهداء حقّ كبير، وهم مهمّون جدًّا لهذا الوطن. وشهداؤنا الأعزّاء أيضًا كذلك؛ والحال إنّ منزلتهم محفوظة عند الله، لكنّ تأثيرهم ووجودهم في البلد هو أيضًا مسألة غاية في الأهميّة.
إنّ العدوّ يتحيّن الفرصة، وينتظر ثغرة لينفذ من خلالها. انظروا إلى هذه الأحداث التي تحدث في هذه الأيّام. كلّ الذين يضمرون السوء للجمهوريّة الاسلاميّة، أولئك الذين يملكون المال، والسياسة، والسلاح، ومن لديهم أجهزة استخباراتيّة، قد وضعوا أيديهم جميعًا في أيدي بعض على أمل أن يخلقوا مشكلة للنظام الإسلامي والجمهوريّة الإسلاميّة والثورة الإسلاميّة. لديّ ما أقوله لشعبنا العزيز فيما يتعلّق بأحداث الأيّام الأخيرة، سأتكلّم به في وقته إن شاء الله تعالى. أي إنّ عداوتهم لا تزال على حالها. والشيء الذي يمكنه أن يحول دون إعمال العداوة، هو روح الشجاعة وروح التضحية وروح الإيمان التي جسّدها أبناؤكم بنحو تامّ. إنّ تعبيري عن محبّتي وتقديري واحترامي لعوائل الشهداء هو تعبير واقعي. فنحن نقدّر الشهيد وعائلة الشهيد ووالد الشهيد وأمّ الشهيد وزوجة الشهيد وابن الشهيد؛ نعلم أيّ حقّ عظيم لهم في عنق البلد والثورة ونظامنا وتاريخنا.
أسأل الله أن يحفظكم جميعًا وأن يحشر شهداءكم مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) وآله.
الدعوة للتفكير والتدبر في الإسلام
من اسس التعاليم القرآنية الدعوة للتفكير والتدبر، ومن نتائج التفكير في مخلوقات الله: التوصل لأسرار الوجود، فمثلا التفكير في أحوال وأعمال الإنسان، نفسه، لأجل أن يمارس وظائفه بصورة أفضل، التفكير في التاريخ، والأجيال السابقة، لأجل التعرف على السنن والقوانين التي وضعها الله تعالى لحياة البشرية.
التفكير السلبي التفكير السطحي والعشوائي عملية متيسرة لكل واحد، ولكن لاينتج أي ثمرة، وأما التفكير الذي يعتمد على الدراسات العميقة، والتجارب، والمحاسبات الدقيقة، ولا أقل من الدراسة الدقيقة لأفكار أرباب الفكر ومنجزاتهم فهو أمر في غاية الصعوبة والتعقيد، ولكن معطياتها ثرة غزيرة، وتعتبر رصيداً كبيراً للروح البشرية.
والإسلام قد اعتبر التوحيد، القاعدة الرئيسية له، والتوحيد أسمى واعظم فكرة عرفها الذهن البشري، وهي تعتمد على تفكير دقيق وعميق، وقد رفض الإسلام التقليد والتبعية في أصول الدين، وبالخصوص في أصل الأصول وهو التوحيد، ودعا إلى التفكير والتحقيق في ذلك، إذن فلابد لمثل هذا الدين، أن يوجه إهتمامه كثيراً للتفكير والتدبر، والتحقيق والبحث، ويخص بهذه المسألة الكثير من الآيات الشريفة، وبالفعل فقد إلتزم بذلك.
والقرآن الكريم، لم يدع مسألة التفكير، مبهمة، مطلقة غائمة، فلم يقل بصورة مجملة، فكروا في أي موضوع شئتم، ففي آية (159) من سورة البقرة يحدد الموضوعات التي يلزم التحقيق والبحث حولها، ويحفز الناس إلى التفكير فيها ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾. فكروا حول السماء والارض، ودوران الفلك، ومسيرة الليل والنهار، إبحثوا عن القوانين الحاكمة في الأجرام والكواكب، تعرفوا على الأرض، وطبقاتها وآثارها، والعوامل التي تؤدي إلى تغيير وضع الأرض بالنسبة للشمس، بصورة شاملة، خلال (24) ساعة، حيث تكون سبباً لحدوث الليل والنهار، إبحثوا حول هذه الحوادث بعمق، إدرسوا علم الفلك، والعلوم التي تبحث حول الأرض ومكوناتها ﴿وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ﴾ وهذه السفن التي تجري في البحر، وتطوي المسافات، وتخوض الأمواج المتلاطمة، وتثري علم الإنسان وتجاربه، تزودوا من هذه النعم الغنية، البحر، والسفن التي تجري فيه دون أن تغرق، والفوائد التي يتوصل اليها الإنسان من خلال الإبحار، كل ذلك تم وفق محاسبات وقوانين معينة، لايتوصل الإنسان إليها إلا من خلال التفكير والدراسة العميقة حولها.
﴿وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ المطر الذي يهطل من السماء للأرض، ومن خلال ذلك يحيي الله الأرض الميتة، وهناك الألوف من الأسرار والحقائق، مخبوءة في هذه العملية، لايتوصل اليها إلا الإنسان المفكر والباحث، الذي يبذل أقصى جهوده الفكرية، في هذا المجال، ليتعرف على الأسرار والحقائق، يتعرف على الجو وكائناته، ويتعرف على خواص المطر والنباتات.
﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ﴾ حركة الرياح وهبوبها، الغيوم المسخرة بين السماء والأرض في حركة دائبة، في كل هذه آيات ودلالات على حكمة الله وجميل صنعه، ولكن ليس لكل أحد، بل لمن يفكر ويبحث في ذلك.
إذا ألف شخص، تجهله، كتاباً، وبعد ذلك كتب إليك رسالة، يخبرك فيها إذا أردت أن تتعرف عليَّ تماماً، عليك بقراءة الكتاب الذي ألفته، ويؤكد على قراءة بعض الأبواب والفصول التي يحددها في رسالته فمن الواضح أنه يلزم قراءة تلك الفصول بدقة وعمق مع الرجوع لإستاذ يفسر لك ما غمض عليك، إذا اقتضى الأمر ذلك، او لكتاب لغوي، والتعرف على لغة الكتاب، والحروف التي كتب بها ذلك الكتاب فمن خلال هذه القراءة الواعية، سوف تتعرف على مؤلفه الذي لم تشاهده، ومن الواضح، أنه لايمكنك التعرف على المؤلف برؤية غلافه فحسب.
إن القراءة العابرة والسطحية، حول عوالم الوجود، والتي تتميز بالتحقيق، والبحث العلمي العميق حولها، كتلك التي يمارسها العلماء في مختلف العلوم، علماء الهيئة والفلك، علماء الأرض، علماء الحياة، علماء النفس، وغيرهم، إن هذه القراءة العابرة تشابه تماماً، قراءة لغلاف الكتاب فحسب، فهي لاتجدي شيئاً، ولا يفهم الانسان منها شيئاً، على العكس من القراءة والدراسة العلمية، والبحوث العميقة، والتفكر في قضية، يعني التحقيق والتفحص، في المعلومات المتواجدة في ذهن الانسان، والتفكير يعني حركة الفكر في المعلومات التي وجدت في الذهن مسبقاً، فالتفكير كالسباحة، التي تتلاعب بالإنسان، هنا وهناك، فلابد أن تتوافر معلومات مسبقة، ليتمكن الإنسان من التفكير فيها، ولابد من وجود ماء، ليتمكن الإنسان من السباحة فيه.
الإنسان الذي تعرف على زهرة، بأن تعرف على جذرها، وساقها، وأوراقها، وكيف تتغذى، وتتنفس، وتنمو، وتتفتح، وتثمر، مثل هذا الإنسان، العالم بهذه الأمور، يمكنه التفكير في هذه الزهرة، وبالقدرة والعلم والحكمة والتدبير والتقدير المحكم في تلك الزهرة، اما ذلك الذي لايعرف من الزهرة إلا شكلها وحجمها فحسب، ولم يعرف الأسرار المخبوءة في أعماقها، لايتمكن من التفكير حولها، ومدى علاقتها بالتقدير والتدبير الحاكم في الكون.
إن رصيد الفكر هو العلم، ويقولون بأن الأمر بالشيء أمر بمقدمته، وبما أنه لايمكن التفكير بدون وجود العلم والمعلومات، إذن الأمر بالتفكير يعني الأمر بالرصيد الذي يسنده، أي الأمر بإكتساب المعلومات الصحيحة والمثمرة، حول المخلوقات، ونستهدف من ذلك كله، القول بأن القرآن الكريم، لم يحث الانسان على التفكير فحسب، بل إنه حدد موضوعات التفكير، في هذه الآية الشريفة، وغيرها من الآيات التي يحفل بها القرآن الكريم.
________________________________________
* العلامة الشهيد مرتضى مطهري - التفكير في التصوّر القرآني
"الشورى" السعودي يطالب برفع نسبة توظيف السعوديات
طالب مجلس الشورى السعودي وزارة العمل في البلاد، برفع نسبة الوظائف المخصصة للنساء، وذلك بزيادة الفرص الوظيفية المخصصة لهن.
جاء ذلك، خلال جلسة عقدها المجلس اليوم الإثنين، ناقش فيها التقرير السنوي لوزارة العمل.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت وزارة العمل السعودية، تطبيق المرحلة الثالثة من تأنيث محال بيع المستلزمات النسائية، في محاولة لخفض معدلات البطالة لدى الإناث.
وتتخذ الدولة العديد من الإجراءات لخفض معدلات البطالة لدى الإناث، ما أدى إلى خفضها من 34.5 بالمائة بنهاية 2016، إلى 32.7 بالمائة نهاية الربع الثالث 2017، وفقا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء في البلاد (حكومي).
وأصدر العاهل السعودي في سبتمبر/أيلول الماضي، أمرا يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة بدءا من يونيو/حزيران القادم و"وفق الضوابط الشرعية".
ومن المتوقع أن يسهم القرار، في زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وخفض معدلات البطالة لديهن.
وطالب المجلس اليوم، الوزارة، بإعادة النظر في استراتيجية التوظيف السعودية ووضع خطة تنفيذية ببرنامج زمني ومؤشرات قياس للأداء.
واستقر معدل البطالة بين السعوديين خلال الربع الثالث من العام الماضي 2017، عند مستواه السابق في الربع الثاني، بنسبة 12.8 بالمائة.
كما اقترح المجلس إنشاء هيئة عامة للاستقدام.
ويعتمد السعوديون بشكل كبير على العمالة المنزلية المستقدمة من الخارج.
ويبلغ عدد العمالة المنزلية في السعودية 2.4 مليون في الربع الثالث 2017.
إيران في عين العاصفة الأميركية.. عداء تاريخي ورغبة جامحة بالانتقام
لم يخفِ الرئيس ترامب حقيقة موقفه الداعم والمؤيد للمظاهرات التي حدثت في إيران في الساعات الأخيرة لأفول العام الماضي وبزوغ العام الجديد، ولم يكترث كالعادة بمجانبة الصواب في ملامسة الأسباب الحقيقية على خلفية تراجع الأوضاع الإقتصادية بقوله مغرداً ".. لقد اتخذ الناس موقفاً حكيماً من أن أموالهم تسرق وتبذر لدعم الإرهاب.. ويبدو أنهم لم يحتملوا ذلك." رافقها تصريح لوزارة الخارجية الأميركية بإلقاء المسؤولية على كاهل القادة الإيرانيين الذين "حولوا البلاد من دولة ثرية.. إلى دولة منهكة اقتصادياً..".
سياسة "تغيير النظام" في إيران هي القاسم المشترك في سياسات واشنطن المتعاقبة
سنحاول باختصار تسليط الضوء على ما تحتله إيران من موقع متقدم في استهدافات الاستراتيجية الأميركية، ومساعي واشنطن المتواصلة لتقويض نظام الحكم واسترداد ما فقدته من نفوذ منذ سقوط الشاه – واحتضانها لنجله والدعوة لعودته برفقة قوى إيرانية معارضة أخرى تناصب طهران العداء، إلى جانب تحشيد "حلفائها" من دول الخليج لزعزعة الاستقرار الداخلي.
بداية، ينبغي النظر إلى سياسة واشنطن "بالحصار وفرضها عقوبات" مشددة على إيران، والمطالبة بالمزيد كلما سنحت الفرصة السياسية، كأحد أسباب الأزمة ولدورها بإعاقة إطلاق جهود التطور الاقتصادي وتحسين سبل المعيشة والاستثمار الداخلي؛ فضلاً عن نفوذ واشنطن لدى "حلفائها" الأوروبيين تحديداً وتحذيرهم بعدم الانفتاح على طهران – حتى بعد التوصل للاتفاق النووي.
في تطور موازي، لفتت الناطق باسم الخارجية الأميركية، هذر ناويرت، (30 كانون أول/ديسمبر 2017) الأنظار إلى شهادة قدمها وزير الخارجية ريكس تيلرسون أمام لجان الكونغرس في شهر حزيران، محورها إيران، بقوله إنه يدعم العناصر الموجودة داخل إيران والتي "ستقود نحو تغيير سلمي في الحكومة".
ربما التطور الأبرز في الآونة الأخيرة ما كشفته في تقريرها يومية وول ستريت جورنال، 4 كانون الثاني/يناير 2018، عن لقاء جمع مستشار الأمن القومي هيربرت ماكماستر بنظيره "الإسرائيلي"، مئير بن شاباط، في البيت الأبيض يوم 12 كانون الأول/ديسمبر 2017، وقّعا فيه على "بروتوكول سري" لتنفيذ خطوات ملموسة ضد إيران "تترجم" الاستراتيجية الأميركية المناهضة لإيران التي أعلن عنها الرئيس ترامب يوم 13 تشرين الأول/اكتوبر 2017.
يشار إلى أن ترامب حصر توجهه آنذاك نحو إيران في محطتين: الأولى تتلخص في الامتناع عن التصديق على التزام إيران بتنفيذ تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي – كما يقتضي القانون الأميركي؛ والثانية التوجه نحو إلغاء الإتفاق من جانب واحد. وذلك بخلاف تصريحات رئيس هيئة الأركان الأميركية جوزيف دانفورد حينئذ بأن "إيران لم تنتهك نصوص الاتفاق".
سياسة "تغيير النظام" في إيران هي القاسم المشترك في سياسات واشنطن المتعاقبة إلى جانب أبرز حلفائها الإقليميين "إسرائيل والسعودية"؛ وقدمت دعماً إعلامياً لا محدوداً لشعارات المحتجين في "الحرية والديمقراطية وتحسين ظروف المعيشة وضد البطالة،" وإعلائها مجتمعة لقوى إيرانية معارضة متمثلة بنجل الشاه، علي رضا بهلوي، ومنظمة "مجاهدي خلق" التي ترعاها واشنطن وباريس بصورة علنية، ودفع مؤيديها للمواجهة خارج إطار الاحتجاج السلمي عله يدفع الطرف الرسمي لمواجهات عنفية تشكل أرضية تدخل مبررة من الأطراف الخارجية، كما شهدت سيناريوهات "الربيع العربي".
"سياسة الولايات المتحدة ينبغي أن تتمحور حول تغيير النظام في إيران"، عبر عنه عضو حزب الشيوخ النافذ عن الحزب الجمهوري توم كوتن، وشاطره الرأي أقطاب اليمين بكافة تلاوينه السياسية. بل انضمت صحيفة واشنطن بوست "الليبرالية" إلى جوقة التأييد بافتتاحية عددها يوم الأول من كانون الثاني الجاري بالزعم أن "..الرئيس ترامب كان على حق لإعلان تأييده للمتظاهرين عبر تغريداته".
ما يعزز الاستنتاجات السابقة أعلاه تعيين إدارة ترامب منتصف العام الماضي (مايكل دآندريا) تسلم وإدارة ملف إيران داخل وكالة الإستخبارات المركزية، كما أوضحه تقرير ليومية نيويورك تايمز، 2 حزيران/يونيو 2017، وتكليفه "بترجمة الموقف المتشدد (للإدارة) تجاه إيران" بخطوات وإجراءات ميدانية تزعزع استقرار وتماسك نظام الحكم في طهران.
بيد أن مهام (دآندريا) ليست الوحيدة في سلسلة سياسات أميركية "ترعاها وكالة الاستخبارات المركزية" ترمي للإطاحة بالنظام الإيراني، ربما ليس في المدى المنظور بل بتشديد الحصار الدولي عليه ورعاية الاحتجاجات الشعبية وإشغاله بقضاياه الداخلية حصراً. جدير بالذكر أيضاً ما صرح به مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مايك بومبيو، منتصف شهر تموز/ يوليو 2017، بأنه استحدث مركز عمليات جديد في مقر الوكالة مهمته "تضييق الخناق" على إيران.
يشار إلى أن من "أبرز" نجاحات (دآندريا) كان إغتيال عماد مغنية "بالتعاون مع إسرائيل،" وإدارته برنامج اغتيالات الكفاءات العلمية الإيرانية، في عهد الرئيس السابق أوباما، قبل أن يوعز الأخير إلى تجميد البرنامج خلال المفاوضات على الملف النووي، وقتل "آلاف الجهاديين مع مدنيين في باكستان وأفغانستان (واليمن) بطائرات من دون طيار،" وفق توصيف الصحيفة المذكورة. كما شارك في اعتقال واستجواب وتعذيب نزلاء معتقل غوانتانامو.
من بين الإجراءات المتداولة داخل إدارة الرئيس ترامب عقب أفول زخم الاحتجاجات الشعبية المناهضة لطهران "إعداد سلسلة إضافية من العقوبات الاقتصادية، وإعادة تفعيل تلك التي رُفعت سابقاً .." مما يعني الإطاحة بالاتفاق النووي، وفق مصادر أسبوعية ذي نيشن الأميركية، 4 كانون الثاني / يناير 2018.
ماذا بعد
استهل نائب الرئيس الأميركي، مايك بينس، مطلع العام الجديد بتوجيه رسالة متلفزة يوم 3 كانون الثاني/ يناير الجاري، شدد فيها على نزعة العداء الأميركية لإيران واتهامها بأنها "الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب عالمياً .. ونريد أن يخرج شعب إيران من تحت (نير) نظام لا يزال يهدد العالم ويهدد بتطوير أسلحة نووية."
وسبق ذلك التاريخ بأيام معدودة توجيه مذكرة جماعية من 22 من ضباط الاستخبارات السابقين إلى الرئيس ترامب وإدارته يعربون فيها عن قلقهم من رفع الإدارة الأميركية منسوب العداء لإيران التي "لا تشكل تهديداً حتمياً" للولايات المتحدة.
ووجهت المجموعة المنضوية تحت لواء ضباط استخبارات مهنيين (يدعون) للتعقل نصيحة للرئيس ترامب بإعادة النظر في خطابه السياسي المستند إلى تصنيف إيران "في مقدمة الدول العالمية الراعية للإرهاب .. والذي نعتبره إدعاءاً خاطئاً وغير دقيق."
كما حثت المذكرة الرئيس الأميركي "الاقتداء بتحذير الرئيس السابق جورج بوش الإبن قبل نحو 15 عاماً، عند نقطة انعطاف تاريخية مشابهة،" وإقراره لاحقاً في مذكراته "محطات قرار" بأنه لم يشعر بالاطمئنان لاتخاذ قرار "بتدمير منشآت نووية لدولة قالت الأجهزة الإستخباراتية الأميركية بأنها لا تملك برنامجاً فاعلاً للأسلحة النووية."
يشكل يوم الثالث عشر من الشهر الجاري تاريخاً مفصلياً فيما يتعلق بمصير الاتفاق النووي أميركيا، إذ من المقرر أن يتخذ الرئيس ترامب قراره بشأن "المصادقة من عدمها" وتحويل المسألة للكونغرس، وفق ضوابط القوانين الأميركية التي صيغت بعد التوقيع الدولي على الاتفاق. ومن المرجح أن يضغط أقطاب مناهضة الأتفاق بقوة على عدم المصادقة وحرمان إيران من استعادة ثرواتها المصادرة وتضييق حيز النمو الاقتصادي المنشود.
عودة لمقابلة نائب الرئيس بينس، 3 الشهر الجاري، أجاب بوضوح شديد حول "التوقعات المستقبلية" بأن ترامب لن يعيد التصديق على الاتفاق النووي (التشديد مضاف)، وسيتعين (عليه) اتخاذ قرار ما إذا كنا سنواصل تعليق العقوبات أم لا؛ مستدركاً أن "العقوبات تؤتي أكلها فيما يخص إيران؛ والإدارة ملتزمة التزاماً مطلقاً بمواصلة استخدام النفوذ الاقتصادي الكامل للولايات المتحدة والعقوبات الاقتصادية ضد إيران .. العقوبات القائمة اليوم تشجع شعب إيران على التحلي بالشجاعة" لمواصلة الاحتجاجات.
"نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض".... أسرار تهدد بقاءه
كتاب "نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض" الذي صدر على أعتاب العام الأول من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب استناداً إلى مقابلات مع شخصيات مقرّبة منه، يثير ضجة واهتماماً، والميادين نت يقدّم قراءة للكتاب المذكور يفنّد فيها تفاصيل...هامة، في وقتٍ يحاول فيه محامي الأخير منع نشر الكتاب الذي يصوّر الأوضاع في البيت الأبيض على أنها مرتبكة والرئيس على أنه أخرق.
يبدو أن معايير ومقاييس الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اختيار فريقه ومستشاريه أكثر ما تخضع لأهوائه ومشاعره الشخصية، جون بولتون أحد الأمثلة على ذلك. هذا ما يكشفه الكتاب الأكثر تداولاً هذه الأيام "نار وغضب" الذي صدر على أعتاب العام الأول من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب استناداً إلى مقابلات مع شخصيات مقرّبة منه وخصوصاً ستيف بانون الذي شغل منصب كبير استراتيجييه قبل إقالته.
ينقل الكاتب مايكل وولف عن بانون أن الأخير دفع باتجاه تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي، وكان الأخير الشخصية المفضلة أيضاً لدى روجر ايلز المدير السابق لقناة "فوكس نيوز" وأحد المقربين من ترامب.
توجه إيلز إلى بانون بالقول إنك تحتاجه، على اعتبار أن لا أحد مثل المندوب الأميركي السابق في الأمم المتحدة جيد لإسرائيل بقدره. فما كان من بانون أن قال إن شارب بولتون سيكون مشكلة لأن ترامب لا يحبّ الشوارب، قبل أن يعدل عن رأيه حين عرف بأن بولتون تسبب بمشكلة في أحد الفنادق بعد مطاردته إحدى النساء. ردّ بانون "إذا أخبرت ترامب بذلك قد يحصل على الوظيفة".
يقول الكاتب إنه في الأسابيع الأولى من رئاسته ظهرت نظرية في أوساط أصدقاء ترامب بأنه لا يتصرّف كرئيس أو أنه يأخذ بعين الاعتبار منصبه الجديد أو يضبط سلوكه من تغريداته الصباحية إلى رفضه متابعة الملاحظات النصية إلى اتصالات الاستعطاف التي يجريها مع أصدقائه، وهي التفاصيل التي سبق أن تداولتها الصحافة.
في الكتاب لا شيء كثيراً تغيّر عن حياة الرئيس الأميركي السابقة في برج ترامب والتي كانت ربما أكثر رفاهية من حياته في البيت الأبيض، وفق الكاتب بدا الأمر وكأن أهمية أنه أصبح رئيساً لم تكن واضحة كثيراً بالنسبة له.
أحد فصول الكتاب الجديد الذي بدأت تطرح الأسئلة عمّا إذا كان سيؤدي إلى محاسبة الرئيس وعزله خصصّه وولف لروسيا لا سيما ما هو مرتبط بدور مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين ما حكي عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية وما تمخض عن ذلك من بروز منطق جديد بأنه يجب طرد فلين ليس بسبب علاقاته مع الروس بل بسبب كذبه على نائب الرئيس بخصوصها وأن ترامب وافق في نهاية المطاف على إقالته. بالرغم من ذلك لم يتخلّ الرئيس الأميركي عن ثقته بفلين، فهو وإن كان مضطراً لإقالته إلا أن الأخير كان لا يزال رجله.
كما تحدث الكاتب أنه في بداية كانون الثاني/ يناير 2017، وقبل تولي ترامب السلطة رسمياً، تناقش كبير استراتيجيي البيت الأبيض السابق ستيف بانون مع روجر آيلز المدير السابق لقناة "فوكس نيوز" حول ترامب بعد انتخابه رئيساً، حول عدم القدرة على التنبؤ بأفعال ترامب وآرائه.
ويقول إن آيلز سأل فجأة "هل يحصل عليه؟" ، فأثار اهتمام بانون، متابعاً إنه يبدو أن هذا سؤال على جدول أعمال اليمين في الولايات المتحدة الأميركية: هل تبنى الملياردير اللعوب قضية العامل الشعبوية؟ وهل فعلاً حصل ترامب على المكان الذي وضعه فيه التاريخ؟
شرب بانون رشفة من الماء ثم قال: "إنه يحصل عليه"، ثم أضاف، بعد تردده ربما لفترة طويلة جداً: "أو يحصل على ما يحصل".
مع نظرة جانبية، واصل آيلز التحديق ببانون، كما لو أنه ينتظره للكشف عن المزيد من أوراقه. فقال بانون "حقاً.. إنه في البرنامج. إنه برنامجه". ثم تطرّق بانون إلى جدول أعمال ترامب: "في اليوم الأول سنننقل السفارة الأميركية الى القدس".
وأشار بانون إلى دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والملياردير شيلدون أديلسون، وهو من اليمين المتطرف ومدافع بشدة عن إسرائيل ومؤيد لترامب.
أضاف بانون: "نحن نعرف أين نتجه في ذلك".
هل يعرف دونالد؟" سأل أيلز بتشكيك. ابتسم بانون مع شبه غمزة، وتابع قائلاً: "دع الأردن يأخذ الضفة الغربية، دع مصر تأخذ غزة. دعهم يتعاملون مع ذلك أو يحاولون الغوص فيه. السعوديون على حافة الهاوية، المصريون على حافة الهاوية، كلهم خائفون حتى الموت من بلاد فارس(يقصد إيران)... اليمن، سيناء، ليبيا... هذا شيء سيء....لهذا السبب روسيا هي مفتاح ذلك....هل روسيا سيئة؟ إنهم الأشرار. لكن العالم مليء بالأشرار ".
"لكن من الجيّد أن نعرف الأشرار هم الأشرار"، قال ايلز. وأوضح بانون أن دونالد ترامب قد لا يعرف ذلك. وقال إن العدو الحقيقي هو الصين. "فالصين أول جبهة في حرب باردة جديدة. وكان قد أُسيء فهم كل شيء في سنوات حكم أوباما - ما كنا نظن أننا فهمناه لكننا لم نفهم على الإطلاق. كان ذلك فشل الاستخبارات الأميركية.
ينقل المؤلف مايكل وولف أن ما أطلق عليه تسمية جهة "جارفانكا"(جاريد – إيفانكا) في البيت الأبيض، أي الزوجان جاريد كوشنير- إيفانكا ترامب صهر ترامب وإبنته، شعرا بشكل متزايد أن الشائعات التي تسربّت من قبل بانون وحلفائه تقوضهما.
وكان جاريد وإيفانكا، حريصين على تعزيز وضعهما كـ"راشدين" في البيت الأبيض، وشعرا بجروح شخصية من هجمات بانون المستترة. كوشنر كان يعتقد، حقيقة حينها، أن بانون سوف يفعل أي شيء لتدميرهما. كان هذا مسألة شخصية لجاريد. فبعد أشهر من دفاعه عن بانون ضد غضب وسائل الإعلام الليبرالية، خلُص كوشنر إلى أن بانون كان معادياً للسامية. وكانت المسألة معقدة ومحبطة حيث كان من الصعب جداً على جاريد التواصل مع عمه ترامب، لأن أحد اتهامات بانون ضد كوشنر، وهو المسؤول في الإدارة عن ملف الشرق الأوسط، أنه لم يكن قوياً بما فيه الكفاية في دفاعه عن إسرائيل.
بعد الانتخابات، أشار مذيع فوكس نيوز، تاكر كارلسون، بخبث، في حوار مع ترامب أنه بإعطاء ملف إسرائيل إلى صهره، لإحلال السلام في الشرق الأوسط، لم يكن ترامب يفعل أي خدمة لكوشنر. "أنا أعلم"، أجاب ترامب، مستمتعاً تماما بالنكتة. فاليهود وإسرائيل كانا أمرين سيئين ضمناً لترامب. فوالد ترامب كان في كثير من الأحيان معادياً للسامية بشكلٍ صاخب. وفي التنافس في نيويورك بين تجار العقارات بين اليهود وغير اليهود، كان آل ترامب بشكل واضح على الجانب الأضعف. ومن المفارقات، أن ترامب قد حقق تقدماً كبيراً في مجال التسويق العقاري في نيويورك، أكبر مدينة يهودية في العالم. لقد جعل سمعته في وسائل الإعلام، الصناعة التي يملك معظمها اليهود. أمّا اليوم فابنته إيفانكا، وهي السيدة الأولى الفعلية، هي السيدة اليهودية الأولى في البيت الأبيض.
يشير المؤلف إلى أن جاريد كوشنر سليل الملياردير والمتسلق الاجتماعي قد رفض في الماضي جميع التوسلات للمساهمة في دعم المنظمات اليهودية التقليدية، ولم يكن أحد أكثر حيرة من جرّاء صعوده المفاجئ إلى منصبه الجديد كالحامي الأكبر لإسرائيل أكثر من المنظمات اليهودية الأميركية. فاليوم، اليهودي العظيم والخير، والموقر عليه أن يتودد إلى جاريد كوشنر الذي كان قبل قليل حقاً لا أحد.
منح ترامب صهره كوشنير ملف إسرائيل لم يكن مجرد اختبار، كان اختباراً يهودياً: كان الرئيس يخصه به لكونه يهودياً، يكافئه لكونه يهودياً، يرهقه بعقبة مستعصية لكونها يهودياً، وأيضاً، لإضعاف الاعتقاد النمطي في الإمكانات التفاوضية لليهود. فقد قال ترامب مراراً إن هنري كيسنجر قال إن جاريد سيكون هنري كيسنجر الجديد، في مزيج بين الإطراء والافتراء.
في الوقت نفسه، لم يتردد بانون في إقناع كوشنر في إمساك ملف إسرائيل، وهذا كان الاختبار الخاص باليمين اليميني. بانون يمكن أن يغري اليهود، اليهود العالميين والمعولمين والليبراليين أمثال كوشنر، لأنه كلما كنت يمينياً متطرفاً، كلما كان ذلك صحيحاً أكثر على إسرائيل. كان نتنياهو صديقاً قديماً لعائلة كوشنر القديمة، ولكن عندما جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى نيويورك في الخريف للقاء ترامب وكوشنر، قال إنه قدم للبحث عن ستيف بانون، وذلك في إشارة من المؤلف إلى التحالف الوثيق بين اليمين المتطرف والصهيونية.
وقال وولف في كتابه إن خطة صهر الرئيس الأميري جاريد كوشنر وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن السلام في الشرق الأوسط كانت تذهب باتجاه عادة ما لا تذهب إليه السياسة الخارجية، مختصراً هذه السياسة بـ "إن تُعطينا ما نريد، نعطيك ما تريد".
وأضاف "بناء على تأكيد لمحمد بن سلمان بأنه سيحمل أخباراً جدّية جيّدة، تمّت دعوته لزيارة البيت الأبيض في آذار/ مارس".
واعتبر أن بن سلمان كان يسخدم دعم ترامب كجزء من لعبة السلطة داخل المملكة العربية السعودية، وأن البيت البيض بقيادة ترامب، الذي أنكر الأمر، كان يسمح له بذلك.
بالمقابل، وبحسب وولف، فإن بن سلمان عرض سلّة من الاتفاقات والإعلانات تتزامن مع زيارة رئاسية مقررة لترامب إلى السعودية، وهي كانت الرحلة الخارجية الأولى لترامب منذ تولّيه الرئاسة الأميركية.
يروي "نار وغضب" أن ترامب وصهره بالكاد تمكنا من احتواء ثقتهما وحماستهما، حيث شعرا أنهما على الطريق باتجاه السلام في الشرق الأوسط، كما شعرت بذلك إداراة أميركية عديدة مرّت من قبل.
ينقل وولف عن أحد الذين تحدثوا مع ترامب مباشرة قبل مغادرته إلى السعودية، المدح الهائل الذي ساقه ترامب لصهره، حيث أكدّ أن الأخير نجح بدفع العرب للوقوف إلى جانب الأميركيين وأن اتفاقاً ما قد حصل.
مرّ موكب ترامب في شوارع الرياض الفارغة، حيث انتشرت صور للرئيس الأميركي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع عبارة "معاً نحن الغلبة"، بحسب ما يروي وولف.
يشير وولف إلى أن حماسة ترامب أدّت إلى مبالغة جوهرية بشأن ما تم الاتفاق عليه واقعيّاً خلال الرحلة إلى السعودية، حيث يقول "خلال الأيام الأخيرة قبل مغادرته، كانت ترامب يقول للناس إن السعوديين سيموّلون وجوداً عسكريّاص جديداً تماماً في المملكة، وسيستبدلون مقرّ القيادة الأميركية الموجودة في قطر. كما أنه سيحصل الخرق الأكبر في المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية".
يتابع وولف "السعوديون اشتروا مباشرة أسلحة أميركية بقيمة 110 مليارات دولار.
ومما ينقله وولف عن المحادثات التي دارت خلال زيارة ترامب إلى الرياض، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خاطب نظيره الأميركي قائلاً "أن شخصية فريدة من نوعها قادرة على القيام بالمستحيل"، فما كان من ترامب إلا أن ردّ على السيسي بقوله "أحببت حذائك"!
وبحسب الكاتب فإن ترامب تجاهل النصائح بخصوص السياسة الخارجية، وأعطى إشارة للهجوم على قطر.
كل هذا تزامن مع الرغبة المتنامية في العائلة الملكية من أجل تحديث المملكة، وهو ما يتناسب مع شخصية بن سلمان المنفتحة، الذي يصفه الكاتب الأميركي بعاشق لألعاب الإلكترونية.
واعتبر أن كون بن سلمان الذي لم يتعلّم ألا داخل بلده، وترامب، لديهما القليل من المعلومات عن كل شيء، فإن هذا الأمر جعل الطرفين يرتاحان لبعضهما بشكل غريب.
يقول وولف في كتابه إن أحداً لم يكن لديه أيّ علم عن كيفية رد ترامب عن ما قيل إنه هجوم كيميائي للحكومة السورية على معارضين سوريا.
ستيف بانون، كبير المستشارين الاستراتيجيين لترامب، بحسب وولف، كان الوحيد الذي اعترض على رد عسكري أميركي على ما حصل في نيسان/ أبريل الماضي في سوريا.
تلك كانت اللحظة بحسب الكاتب الأميركي التي ظهر خلالها الخلاف جليّاً بين بانون من جهة، والتحالف الذ يجمع مستشار الأمن القومي هربرت رايموند ماكماستر مع جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب وغاري دايفيد كوهن.
ومما كان يقوله بانون وقتها ليدعم رأيه، بحسب وولف "إن هجمات أكثر فظاعة وقعت في سوريا غير الهجوم الكيميائي (الذي حدث في خان شيخون) وتسببت بخسائر بشرية أكبر، إذا كنت تنظر إلى الأطفال الذين قُتلوا، يمكنك أن تجد أطفالاً قُتلوا في كل مكان. لماذا تركز على هؤلاء الأطفال"؟
القطاع الخاص السعودي يصرف بدل غلاء لموظفيه
قررت العديد من الشركات والبنوك الكبرى في القطاع الخاص السعودي، صرف بدل غلاء لموظفيهم، خصصت معظمها للموظفين السعوديين فقط، فيما نسبة قليلة قررت صرفها للأجانب أيضا.
جاء ذلك، تماشيا مع صرف الدولة بدل غلاء معيشة للمواطنين من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، بعد رفع أسعار البنزين وتطبيق ضريبة القيمة المضافة.
وتفاعلت ثلاثة بنوك سعودية كبرى، بإعلانها عن صرف بدل غلاء معيشة لمدة سنة، وهي مصرف الراجحي، والبنك الأهلي التجاري، وبنك سامبا.
ومن الغرف التجارية، أعلنت غرفة تجارة وصناعة (الرياض) و(مكة) و(حائل).
وتفاعلت أيضا شركة الاتصالات السعودية (أكبر شركة اتصالات في البلاد)، وشركة السوق المالية السعودية "تداول"، المشغل للبورصة المحلية.
وفي قطاع الإعلام، قررت المجموعة السعودية للابحاث والتسويق (المالكة لصحيفتي الشرق الأوسط والاقتصادية)، وصحيفة الرياض، صرف بدل غلاء معيشة.
وأعلنت العديد من الشركات العاملة في قطاعات مختلفة كالقطاع العقاري، الرعاية الصحية، تكنولوجيا المعلومات، العطور، تأجير السيارات، السياحة، وقطاعات أخرى.
ومطلع العام الجاري، دخلت ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات في السعودية بواقع 5 بالمائة، حيز النفاذ.
وقررت السلطات السعودية الأسبوع الماضي، رفع أسعار البنزين بداية من العام الميلادي الجديد 2018 بنسب تراوحت بين 82 بالمائة و126 بالمائة، كما دخل الإثنين قرار رفع التعرفة لأسعار الكهرباء في البلاد.
وتوقعت الحكومة السعودية أن يرتفع الرقم القياسي لتكاليف المعيشة بنسبة 5.7 بالمائة في 2018، مع تحسن النشاط الاقتصادي وتطبيق بعض التدابير الإيرادية وتصحيح أسعار الطاقة.
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، السبت، أوامر ملكية بصرف علاوة سنوية للمواطنين من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين للسنة المالية التى بدأت مطلع الشهر الميلادي الجاري.
كانت السعودية، أوقفت العلاوة السنوية العام الماضي بسبب تراجع أسعار النفط.
كذلك، قضى الأمر الملكي بصرف بدل غلاء معيشة شهري قدره ألف ريال (266 دولار) للمواطنين من الموظفين المدنيين والعسكريين لمدة سنة.
وتضمنت الأوامر الملكية، صرف مكافأة قدرها خمسة آلاف ريال (1333 دولار) للعسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية للأعمال العسكرية في الحد الجنوبي للمملكة (مع اليمن).
وبحسب الأوامر، تتحمل الدولة ضريبة القيمة المضافة عن المواطنيين المستفيدين من الخدمات الصحية الخاصة، والتعليم الأهلي الخاص.
(الدولار الأمريكي = 3.75 ريال سعودي)
واشنطن تفشل في حشد مجلس الأمن ضد إيران
منذ 28 ديسمبر الماضي، تشهد إيران مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)، احتجاجات على غلاء المعيشة، قبل أن تتحول لاحقًا إلى تظاهرات تتبنى شعارات سياسية
الولايات المتحدة الأمريكية كانت تسعي إلى حشد أعضاء مجلس الأمن وتكثيف الضغط الدولي على طهران، من خلال طرح سجل حقوق الإنسان في إيران على طاولة مجلس الأمن، في جلسة استمرت حتى ساعات فجر اليوم السبت.
كلمات ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس وقبلها الإفادة التي قدمها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة " تاي بروك زرهون" في بداية الجلسة كانت متوازنة ودعت إلى ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع طهران.
واعتبرت روسيا أن مجرد الدعوة الأمريكية لإجراء مناقشة في مجلس الأمن حول ملف حقوق الإنسان والتظاهرات الأخيرة في إيران بمثابة "إساءة استخدام لسطات مجلس الأمن".
"تاي بروك زرهون" مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أكد في إفادته خلال الجلسة أن الأمانة العامة للمنظمة الدولية "أهمية التواصل مع السلطات ألإيرانية في طهران "للمساعدة في منع وقوع أعمال العنف أو الانتقام من المتظاهرين السلميين".
وأشار المسؤول ألأممي في إفادته إلى "المسيرات الواسعة" التي خرجت في العديد من المدن الإيرانية خلال اليومين الماضيين، "مؤيدة للحكومة كما أن الأمين العام تلقى خطابا من الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة اتهم فيه واشنطن بتصعيد تدخلها في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة توفير الدعم للاحتجاجات"، حسب تعبيره.
المندوب الروسي " فاسيلي نيبينزيا" انتقد بشدة نظيرته الأمريكية "نيكي هيلي" وتساءل في بداية إفادته "لماذا تصر الوليات المتحدة على إساءة استخدام السلطات الممنوحة لمجلس الأمن الدولي؟".
ودعا في إفادته خلال الجلسة إلى "ترك الخوض في الشأن الإيراني"، محذرا من مغبة التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وقال موجها كلامه لأعضاء المجلس "نشهد مرة أخرى كيف تستغل واشنطن مجلس الأمن وموضوع اليوم ليس من صلاحيات المجلس".
واستطرد " لقد تسببت التدخلات الأمريكية في انهيار الأنظمة في العراق وسوريا.. إن النهج الأمريكي من خلال استخدام مجلس الأمن أدى إلى الفوضى في ليبيا وسوريا واليمن".
المندوب الفرنسي، "السفير فرانسوا ديلاتر"، حذر من تداعيات التعامل الخارجي مع التظاهرات التي تشهدها إيران بأسلوب يؤدي إلى "تعزيز التطرف" في بلدان المنطقة" على حد تعبيره.
وقال ديلاتر، خلال الجلسة " موقفنا من العنف الذي صاحب التظاهرات الأخيرة في إيران ينبغي أن يكون مناسبا.. رسالتنا هي اليقظة والقلق والدعوة إلى الاحترام الكامل لحرية التعبير... ولكننا نقول لا ... لإشعال الأزمة من الخارج لأنه لن يعزز سوى التطرف، وهو بالتحديد ما نريد تجنبه".
وأكد أن بلاده " تريد أن تحافظ على حوار عملي مع طهران بشأن مجموعة واسعة من القضايا وعلى وجه الخصوص أنشطتها البالستية ودورها في المنطقة".
وأردف قائلا "رسالتنا أيضا هي الدعوة للحفاظ على خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) التي ما زالت أكبر انجاز".