
Super User
رغم نفي ترامب...انتقادات أفريقية لتصريحاته: مهينة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينفي إشارته لبعض الدول بالـ"حثالة"، في حين يؤكد سيناتور ديمقراطي استخدام ترامب للكلمة عدة مرات، ونائب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا تقول إن التصريحات الرئيس الأميركي، مهين بشدة لجنوب أفريقيا، وتشدد على أن الدول التي في محنة ليست حثالة، "، وتشير إلى أن الولايات المتحدة ليست خالية من المشاكل.
نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أشار لبعض الدول مستخدماً كلمة "حثالة"، إلا أن سيناتور ديموقراطي أكد استخدام ترامب للكلمة "عدة مرات".
وقالت جيسي دوارتي نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا إن "التصريحات المنسوبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي يشير فيها لبعض الدول الأفريقية بأنها حثالة الدول، مهين بشدة لجنوب أفريقيا".
وأكدت المسؤولة الكبيرة في الحزب خلال مؤتمر صحفي في إيست لندن بجنوب أفريقيا أن بلدها "ليس حثالة وكذلك هايتي أو أي دولة أخرى في محنة"، وأضافت قائلة: "لن ننجر إلى تصريحات تحطّ بهذا الشكل من شأن أي دولة تعاني من أي نوع من المصاعب الاجتماعية والاقتصادية أو غيرها من الصعوبات".
ولفتت إلى أن "الولايات المتحدة ليست خالية من المشاكل، فهناك بطالة وهناك أناس لا يتمتعون بخدمات الرعاية الصحية".
وكانت رويترز قد نقلت عن مصدرين إفادتهما أن ترامب تساءل أمس الخميس لماذا تريد الولايات المتحدة أن تستقبل مهاجرين من هايتي ودول أفريقية، مشيراًَ إلى بعضها بتعبير "حثالة الدول".
كلام ترامب جاء خلال اجتماع مع نواب من الكونغرس تناول قضية الهجرة، وطرح أحد الحضور أنه على أميركا حماية المهاجرين من هايتي والسلفادور وبلدان أفريقية، لكنه قال إن "على واشنطن استقبال عدد أكبر من مهاجرين من دول مثل النرويج"، داعياً إلى عدم استقبال مهاجرين من هايتي وبلدان وصفها بـ"القذرة" في أفريقيا، خلال
وتسعى إدارة ترامب، الذي تولى السلطة في 20 كانون الثاني/ يناير 2017، إلى تشديد قوانين الهجرة، وطرد من يقيمون في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية، ما يثير انتقادات حقوقية واسعة.
إتساع مفهوم الأدب لجميع العلاقات الإنسانية
الحقيقة أنَّ أدب التعامل مع الآخرين لـه مفهوم شامل، يتسع اتساع العلاقات الإنسانية بين بني البشر. والروابط التي تجمع بين الناس كثيرة، فمن رابطة الدم، إلى رابطة الفكرة والمبدأ، ورابطة العمل والوظيفة، ورابطة الصداقة والصحبة، ورابطة الجنس والعرق، والرابطة التجارية والاقتصادية، ورابطة العقيدة التي تُعدّ من أقوى الروابط وأمتنها. ولكن قوّة رابطة العقيدة، لا تعني أنَّ أدب التعامل مع الآخرين لا يدور إلا في نطاقها، ولا يشمل التعامل مع أصحاب العقائد الأخرى من غير المسلمين، بل إنَّ أدب التعامل يتسع ليشمل الإنسانية كلَّها.
ولا بدّ لنا في هذا السياق من التفريق بين أدب التعامل مع الآخرين وبين الولاء لهم. فإنّ الولاء للقيادة الربّانية وللمسلمين مختلف عن الآداب مع الآخرين. فالتبرّؤ من أعداء الله لا يعني الإساءة في معاملتهم، أو أكل حقوقهم، أو سبّهم والفحش معهم في القول، أو عدم ملاطفتهم. فالولاء هو سلوك الباطن، والمحبة القلبية، وما يترتّب على ذلك من نصرة وإعانة وانقياد للقائد، ومن هنا تكون الآداب أهم وأعظم في من يربطني بيني وبينهم علاقة الولاء فكيف اذا كان هذا الشخص هو الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الذي تجب طاعته والانقياد له بالمطلق وبأعلى الدرجات المتصوّرة فينبغي أن تكون الآداب في العلاقة معه بأعلى الدرجات الممكنه أما عكسها فهو دليل حقيقي على اللاعقل. فالتعامل الحسن، هو سلوك الجوارح والعلاقة الظاهرية ويكون مع كل البشر. أما الولاء فهو بين المسلمين خاصة. ولعلّ ما ورد في سورة الممتحنة، هو من أوضح الآيات التي تُميّز بين الولاء وبين البرّ وحُسن التعامل، يقول تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ .1
وعلى كل حال هناك تعاريف متعدّدة للأدب فهو ما يتولّد من صفاء القلب وحضوره. أو كما عند بعضهم هو مجالسة الخلق على بساط الصدق ومطالعة الحقايق بقطع العلايق. أو هو وضع الأشياء موضعها .
وعرّفه العلّامة الطباطبائي رضوان الله عليه بأنه: الهيئة الحسنة التي ينبغي أن يقع عليه الفعل المشروع إما في الدين أو عند العقلاء في مجتمعهم كآداب الدعاء وآداب ملاقاة الأصدقاء.2
ولا يكون إلا في الأمور المشروعة غير الممنوعة، فلا أدب في الظلم والخيانة والكذب ولا أدب في الأعمال الشنيعة والقبيحة، ولا يتحقّق أيضاً إلا في الأفعال الاختيارية التي لها هيئات مختلفة فوق الواحدة حتى يكون بعضها متلبّساً بالأدب دون بعض، كأدب الأكل مثلاً في الإسلام، وهو أن يبدأ فيه باسم الله ويختم بحمد الله ويأكل دون الشبع إلى غير ذلك، وأدب الجلوس في الصلاة، وهو التورك على طمأنينة ووضع الكفّين على الوركين فوق الركبتين والنظر إلى حجره ونحو ذلك.
وإذا كان الأدب هو الهيئة الحسنة في الأفعال الاختيارية والحسن وإن كان بحسب أصل معناه وهو الموافقة لغرض الحياة مما لا يختلف فيه أنظار المجتمعات، لكنّه بحسب مصاديقه ممّا يقع فيه أشدّ الخلاف، وبحسب اختلاف الأقوام والأمم والأديان والمذاهب وحتى المجتمعات الصغيرة المنزلية وغيرها في تشخيص الحسن والقبح يقع الاختلاف بينهم في آداب الأفعال.
* كتاب أسوار الأمان
الحريري: وجود حزب الله في الحكومة يوفر استقراراً سياسياً
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يقول في مقابلة مع صحيفة أميركية إن علاقات لبنان بإيران ودول الخليج(الفارسي) يجب أن تكون بأفضل شكل ممكن ومن الضروري أن تخدم مصالح لبنان، موضحاً أن قضية حزب الله تحمل طابعاً إقليمياً وأن لبنان وحده لا يستطيع حلها، وأن وجوده في الحكومة يوفر استقراراً سياسياً في البلاد.
أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ضرورة إبقاء لبنان خارج الصراع الدائر بين إيران والسعودية.
وقال إنّ وجود حزب الله في الحكومة يوفر استقراراً سياسياً في البلاد، وفي مقابلةٍ معَ صحيفةِ "وول ستريت جورنال" رأى الحريري أنّ خروج حزب الله من ميادين القتال الخارجية سيتطلّب وقتاً ولا يمكن أنْ يحدث بين ليلة وضحاها، كذلك حذّر اسرائيل من محاولة شنِّ أيِّ عمل عسكريٍّ ضد حزب الله، قائلاً إنّ حرباً كهذه ستأتي بنتائج عكسية.
وفي مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال شدد على أهمية تركيز لبنان على مصالحه الوطنية الخاصة من دون أي تدخل خارجي.
الحريري أشار إلى أن علاقات لبنان بإيران ودول الخليج (الفارسي)يجب أن تكون بأفضل شكل ممكن ومن الضروري أن تخدم مصالح لبنان، موضحاً أن قضية حزب الله تحمل طابعاً إقليمياً وأن لبنان وحده لا يستطيع حلها.
وامتنع رئيس الوزراء اللبناني عن أن الكشف عن تفاصيل مرتبطة بإعلان استقالته من الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي.
واعتبر خلال المقابلة، أن البقاء خارج الخلافات الطائفية في الشرق الأوسط وضمان الأمن الداخلي سيتيحان للدولة اللبنانية تحقيق مستوى نمو اقتصادي يتراوح بين 4 إلى 6 % سنويا، فيما يبلغ هذا المعدل حاليا درجة 1 أو 2 بالمئة.
27 دولة و848 ناشرا في معرض القاهرة الدولي للكتاب
تشارك 27 دولة عربية وأجنبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ 49، التي تقام خلال الفترة من 26 يناير / كانون الثاني الجاري إلى 10 فبراير / شباط المقبل.
وأعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب (حكومية) اليوم الأربعاء، اختيار دولة الجزائر ضيف شرف المعرض.
جاء ذلك في مؤتمر عقده رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، هيثم الحاج علي، اليوم، في القاهرة.
وقال علي، إن "الدورة الـ 49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ستعقد بمشاركة 27 دولة، منها 15 عربية، و10 أجنبية، إلى جانب دولتين إفريقيتين (لم يذكر أسماء الدول المشاركة)، وبحضور 848 ناشرا مصريا وعربيا وأجنبيا وإفريقيا.
وأضاف أن "الجزائر ستكون ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته للعام الجاري والممتدة نحو أسبوعين".
وأوضح أن المعرض الدولي سيخصص جناحا خاصا للطفل، إضافة إلى التعاون مع وزارة التعليم، لتخصيص الأسبوع الأخير من المعرض، والذي يتزامن مع بدء الفصل الدراسي الثاني في مصر، لـ "القراءة في المدارس"، ويتضمن أنشطة تثقيفية بعدة مدارس.
و"معرض القاهرة الدولي للكتاب" ينظم سنويا منذ عام 1969، ويعد أضخم حدث ثقافي في مصر، وأحد أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط.
السودان ومصر.. دائرة من التوترات مركزها مثلث حلايب
منذ عام 2017 والعلاقات السودانية- المصرية تشهد توترات مكتومة على المستوى الرسمي، رغم تأكيدات من الجارتين على متانة وتاريخية العلاقات بينهما.
لكن تصريحات لمسؤولين سودانيين، مؤخرا، أظهرت مدى هذا التوتر، الذي بلغ ذروة، الأسبوع الماضي، باستدعاء الخرطوم لسفيرها لدى القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، للتشاور.
ورغم عدم توضيح أسباب استدعاء السفير، إلا أن النزاع بين الخرطوم والقاهرة على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي قد يكون أحد أبرز دوافع هذه الخطوة.
وتصاعد التوتر والتراشق الإعلامي بين البلدين، عقب زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للسودان، الشهر الماضي، وطلبه من نظيره السوداني، عمر البشير، منح جزيرة "سواكن" (شرق) لتركيا "على سبيل الاستثمار".
واعتبرت وسائل إعلام مصرية أن هذا الطلب يمثل محاولة من السودان وتركيا لتهديد الأمن الإقليمي، وإدخال طرف غريب (تقصد أنقرة) في معادلة أمن البحر الأحمر.
وهي معاجلة إعلامية أبدى وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، اندهاشه منها، وأوضح أن الرئيس أردغان يعني جزيرة "سواكن"، وليس كل منطقة "سواكن".
وشدد غندور على أن الرئيس البشير وافق على الطلب التركي "لتكون هذه منطقة سياحية تعاد سيرتها الأولى، لينطلق منها الحجاج، وتكون سياحة وعبادة (...) هي شراكة استثمارية بين بلدين، وهذا أمر طبيعي".
وتابع: "واضح أن هناك من لا يفهم كيف تدار العلاقات بين الدول، لو لم تكن الزيارة ناجحة جدًا ومهمة جدًا لما أثاروا تلك النقاط، لذلك من يمت بغيظه فليمت".
وتأكيداً على حضور المثلث الحدودي في أعلى قائمة القضايا الخلافية بين البلدين، قال غندور: "قدمنا اعتراضًا للأمم المتحدة على الاتفاقية الموقعة بين الأشقاء في مصر والسعودية، حول ترسيم حدودنا البحرية، ودخول شواطئ سودانية في ذلك التحديد".
و في الإطار التالي نقدم أبرز محطات وقضايا التوتر بين الخرطوم والقاهرة منذ 2017:
** مارس/ آذار 2017
استنكرت الخرطوم معالجة وسائل إعلام مصرية لزيارة الشيخة موزا بنت ناصر، والدة أمير قطر، للسودان.
ورأت الحكومة السودانية أن هذه المعالجة الإعلامية تناولت الحضارة السودانية وضيوف الخرطوم بشيء من "التقليل والإهانة".
وقال وزير الإعلام، المتحدث باسم الحكومة، أحمد بلال عثمان، إن تعليقات في وسائل إعلام أجنبية تسيء إلى الآثار والحضارة السودانية، وشدد على أن الخرطوم ستتعامل مع هذه التعليقات "بكل جدية وحسم".
منعت السلطات السودانية رئيس ومؤسس حزب "مصر القوية" المصري، عبد المنعم أبو الفتوح، من دخول البلاد، للمشاركة في المؤتمر العام لحزب "المؤتمر الشعبي" المعارض، دون أن توضح أسباب منعه.
**أبريل/ نيسان 2017
أعلنت الحكومة السودانية فرضها تأشيرة دخول على المصريين الذكور بين 16 و50 عاما، بعد أن كان مسموحا لكل المصريين دخول جارتهم الجنوبية دون تأشيرة.
وقالت الخرطوم إن هذه الخطوة تأتي تطبيقاً لـ"مبدأ المعاملة بالمثل"، حيث تفرض الحكومة المصرية تأشيرة دخول على الفئات العمرية نفسها من السودانيين.
منعت السلطات في مطار القاهرة الدولي الكاتب الصحفي السوداني، الطاهر ساتي، من دخول مصر، وأعادته إلى السودان.
فيما أعلن مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) في السودان، إبراهيم محمود، أن "استراتيجية الدولة تتمثل في تصفير الصراع مع مصر وكل دول القارة الإفريقية".
وأضاف محمود أن "العلاقات مع مصر تحتاج إلى نظرة ثاقبة ومتأنية، بعيداً عن المجاملات والعواطف".
ومضى قائلا: "حريصون على علاقات جيدة مع كل دول الجوار، وهذا يحتاج إلى جهود".
بعد أيام، احتجزت السلطات المصرية الصحفية السودانية، إيمان كمال الدين، لساعات، قبل أن تعيدها إلى بلدها، دون تقديم أسباب.
وهو ما دفع اتحاد الصحفيين السودانيين (غير حكومي) إلى دعوة السلطات السودانية إلى عدم السماح لنظرائهم من الصحفيين المصرين بدخول السودان.
**مايو/ أيار 2017
قال المركز السوداني للخدمات الصحفية (مقرب من الحكومة) إن "دورية للجيش المصري أطلقت الرصاص على منقبين عن الذهب، في منجم إبراهيم حسين داخل الحدود السودانية قرب وادي العلاقي، فقتلت أحدهم".
وعادة ما تقول القاهرة إن المنقبين السودانيين عن الذهب ينتهكون السيادة المصرية على المثلث الحدودي.
أعلن أمين حسن عمر، مبعوث رئيس السودان للمفاوضات والتواصل الدبلوماسي بشأن إقليم دارفور (غرب)، أن "فصائل متمردة هاجمت دارفور، بعد دخولها من دولتي ليبيا وجنوب السودان، مستخدمة مدرعات وعتادا حربيا مصريا:.
بعدها بأيام، قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن الجيش السوداني صادر عربات ومدرعات مصرية كانت بحوزة مسلحين خلال المعارك بدارفور، في مايو/ أيار الماضي.
وأضاف البشير: "المصريون لم يدعمونا عندما كنا نواجه التمرد المسلح، بحجة أنها شؤون داخلية بكل أسف".
وأضاف: "حاربنا مع المصريين منذ 1967 (ضد إسرائيل)، وظللنا نحارب (ضد المتمردين) لمدة 20 سنة ولم يدعمونا بطلقة، والذخائر التي اشتريناها منهم كانت فاسدة".
ومرارا، نفت القاهرة تقديم أي دعم للمتمردين السودانيين، وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي: "لم ولن نتآمر على السودان أو نتدخل في شؤون اي دولة".
ومع تصاعد حدة التصريحات تجاه القاهرة، قال وزير الخارجية السوداني إن العلاقات مع مصر يجب أن تدار بـ"اقتدار وحساسية".
وأضاف غندور: "لا نريد للعلاقات السودانية المصرية أن تعود للوتيرة التي كانت عليها مطلع التسعينيات من القرن الماضي".
**يونيو/ حزيران 2017
أخضعت سلطات مطار القاهرة الدولي المواطنين السودانيين القادمين إليه للحجر الصحي، خشية من نقلهم وباء "الكوليرا".
وقال مدير الحجر الصحي في المطار، مدحت قنديل، إن "المطار شدد الرقابة الصحية على القادمين من السودان؛ لحماية البلاد من تسلل وباء الكوليرا، تنفيذا لتعليمات منظمة الصحة العالمية".
غير أن منظمة الصحة العالمية نفت إصدارها أي توجيه بإخضاع المواطنين السودانيين المسافرين إلى خارج بلدهم لحجر صحي، خوفا من نقلهم لوباء الكوليرا.
وقالت ممثل المنظمة في السودان، نعيمة حسن القصير، للأناضول، إن المنظمة "لا تنصح أي دولة باتخاذ قرار أحادي لفحص المسافرين الداخليين أو الخارجين من البلد".
**يوليو/ تموز 2017
اتهم مسؤول سوداني محلي قواتا مصرية بـ"الدخول في مثلث حلايب ومطاردة معدنين (منقبين) سودانين، ما أدى إلى وفاة اثنين منهم، وفرار نحو 341 آخرين إلى مدينة (أوسيف) عاصمة حلايب، ومدينة بورتسودان (شرق)".
وأضاف معتمد (محافظ) محلية حلايب (شمال)، عثمان أحمد السمري، للأناضول: أن "أحد المعدنين تُوفي عطشاً جراء هروبه من مطاردات السلطات المصرية، والآخر سقط من منحدر جبلي في مناطق التعدين (شمال)".
**أغسطس/ آب 2017
قال وزير الخارجية السوداني إن "تمصير مثلث حلايب (شمال شرق) لن يعني أنها أراضٍ مصرية"، وإذا لم تُحل هذه القضية "ستظل خميرة عكننة للعلاقات التاريخية بين البلدين".
وأضاف غندور: "على حكومتا البلدين أن تعمل على حلها بعيدًا عن الإعلام".
ومضى قائلًا إن السلطات المصرية "تقوم بتصرفات في حلايب تضايق المواطنين السودانيين، مثل اعتقال المواطنين داخل المثلث".
واتهم ما أسماها "عناصر داخل دولة مصر" بـ"العمل على استخدام قضية حلايب لتعكير الأجواء"، وشدد في الوقت نفسه على أن "حلايب لن تكون سببًا للمواجهات بين البلدين".
** نوفمبر/ تشرين ثاني 2017
تعقيباً على اتهامات من القاهرة للخرطوم بتهديد أمن مصر المائي، صرح وزير الري السوداني، معتز موسى، بأن "السودان لم يتآمر على مصر في قضية بناء سد النهضة (الإثيوبي على نهر النيل)".
وأضاف: "كان السودان واضحاً في مواقفه، ويستند في حديثه عن القضايا الخلافية المتعلقة ببناء السد، على المستندات القانونية".
وتخشى القاهرة أن يؤثر السد الإثيوبي، تحت الإنشاء، سلبا على حصة مصر السنوية، البالغة 55 مليار متر مكعب، من مياه نهر النيل، المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة لها.
وتقول أديس أبابا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، لا سيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، وإنه لن يُضر بدولتي المصب، السودان ومصر.
**ديسمبر/ كانون أول 2017
أعلنت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية أن "كل نسخ خرائط السودان في أرشيف الوزارة منذ عهد الاستعمار البريطاني تثبت تبعية مثلث حلايب وشلاتين للحدود السودانية".
وقالت المتحدث باسم الوزارة، محمد عبد الرحيم جاويش، للأناضول، إن "الخرائط التي نُفذت بها مشروعات لصالح مصر داخل السودان، مثل خزان جبل أولياء (وسط)، والخريطة التي تم بموجبها إغراق مدينة وادي حلفا (شمال) لملء بحيرة السد العالي (المصري- جنوب) تشير إلى تبعية المثلث للسودان".
فيما أعلن سامح صقر، رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والري المصرية، أنه تمت معاينة موقع إنشاء سد كبير فى منطقة شلاتين بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرق)، لتخزين سبعة ملايين متر مكعب من مياه السيول.
وهو ما اعتبره رئيس كتلة نواب دائرة حلايب في المجلس الوطني (الغرفة الأولى لبرلمان السوداني)، أحمد عيسى عمر، "محاولات فاشلة لاستمالة المواطنين وإضفاء الطابع المصري على المثلث المتنازع عليه".
**يناير/ كانون ثانٍ 2018
نقلت وسائل إعلام سودانية عن مصادر إثيوبية لم تسمها، الأسبوع الماضي، أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أبلغ رئيس وزراء إثيوبيا، هيلي ماريام ديسالين، طلب السيسي بدء مفاوضات ثنائية حول سد "النهضة"، برعاية البنك الدولي بصفته جهة محايدة، مع استبعاد السودان من المفاوضات.
وقال وزارة الري السودانية إن الخرطوم لم تتلق أخطارا رسميا بذلك.
بيد أن مسؤولين وبرلمانين سودانيين تعاملوا مع هذه التقارير الصحفية بجدية، ونقلت صحف سودانية، الأحد الماضي، عنهم تدشين مبادرة لوقف إطلاق اتفاق الحريات الأربعة (الدخول، الإقامة، العمل والتملك) بين السودان ومصر.
كما دعا هؤلاء المسؤولون والبرلمانيون الخرطوم إلى اتخاذ خطوات رسمية لمواجهة ما قالوا إنها إساءة توجهها إعلام مصرية إلى السودان.
وأعلن وزير الخارجية المصري، مساء الأحد الماضي، أن سبب استدعاء السودان لسفيره لدى القاهرة هو النزاع حول مثلث حلايب الحدودي.
ورغم نزاع الجارتين على هذا المثلث الحدودي منذ استقلال السودان عام 1956، لكنه كان مفتوحًا أمام حركة التجارة والأفراد من البلدين دون قيود حتى عام 1995، حين دخله الجيش المصري وأحكم سيطرته عليه.
باكستان تعلن تعليق التعاون العسكري والاستخباراتي مع واشنطن
علقت باكستان تعاونها العسكري والاستخباراتي مع الولايات المتحدة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية، الأربعاء، نقلا عن وزير الدفاع الباكستاني خورام داستجير خان.
ونقلت صحيفة "باكستان تودي" المحلية عن داستجير خان قوله: "لقد قمنا بالفعل بتعليق التعاون واسع النطاق مع الولايات المتحدة في المجال العسكري، وفي مجال عمل أجهزة الاستخبارات".
تصريحات الوزير الباكستاني جاءت خلال كلمة ألقاها الثلاثاء في مؤتمر بعنوان "ملامح البيئة الأمنية في باكستان" بمعهد الدراسات الاستراتيجية في العاصمة إسلام آباد.
وقال الوزير إن "الولايات المتحدة تتعرض للهزيمة في أفغانستان رغم إنفاق مليارات الدولارات".
وأشار إلى أن "واشنطن تحاول استخدام باكستان ككبش فداء لتبرير فشلها العسكري هناك".
ولفت "داستجير خان" إلى أن بلاده لا تسعى للحصول على ثمن لقاء ضحاياها، إلا أنها تريد أن يتم الاعتراف بذلك.
من جانبها، قالت السفارة الأمريكية في إسلام أباد إنها لم تُبلغ رسمياً بتعليق التعاون العسكري من قبل الجانب الباكستاني.
وقال المتحدث باسم السفارة، ريتشارد سنيلزير: "لم نتلق أي اتصال رسمي بشأن هذا التعليق"، حسب إذاعة "صوت أمريكا".
وتصاعدت التوترات بين باكستان والولايات المتحدة على خلفية اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسلام آباد بتوفير "ملاذ آمن للإرهابيين الذين تصطادهم الولايات المتحدة في أفغانستان"، وهو ما تنفيه باكستان كليا.
وأعلنت الخارجية الأمريكية، الخميس الماضي، تعليق المساعدات الأمنية للجيش الباكستاني (أكثر من 900 مليون دولار سنويا)، وذلك بعد يومين من حجب واشنطن مساعدات أمنية أخرى بقيمة 255 مليون دولار عن إسلام أباد، على خلفية اتهامات ترامب.
وقالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن إدارة ترامب ستستمر في تعليق المساعدات، إلى أن يقوم جيش إسلام أباد، بـ"تحرك حازم" ضد حركة طالبان وشبكة حقاني الأفغانيتين اللتين تستهدفان جنودًا أمريكيين.
آية الله الخامنئي: مسرحيات "ترامب" الجنونية لن تمر دون رد
توعد قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، الرئيس الاميركي بالرد، مؤكدا ضرورة التمييز بين مطالبات الشعب المحقة واعمال الشغب.
وخلال استقبال سماحته اليوم (الثلاثاء) حشدا من اهالي مدينة قم المقدسة بمناسبة ذكرى انتفاضة اهالي المدينة ضد النظام الملكي البائد في 19 دي (9 كانون الثاني/ يناير عام 1978)، توعد آية الله الخامنئي، الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالرد، وقال ان هذا الشخص لا يتصف بالاتزان على الظاهر، لكن عليه ان يعلم ان هذه المسرحيات الجنونية لن تمر دون رد.
واضاف: ان اميركا تشعر بالسخط للغاية، ليس مني، بل منكم ومن شعب ايران وحكومتها ايضا، وهي ساخطة على الثورة الاسلامية بسبب هزيمتها النكراء امام هذه الثورة العظيمة.
وقال سماحته: ان المسؤولين الاميركيين لجأوا الى التصريحات الجوفاء، حيث يقول رئيسهم ان حكومة ايران تخشى من شعبها. لا ليس كذلك، ان حكومتنا منبثقة عن شعبها وتعمل من اجله، وقد تسلمت زمام الامور بتفويض منه وتعتمد عليه فلماذا انت خائف من الشعب الايراني؟ ولو لم يكن هذا الشعب، فلم تكن هناك حكومة.
واضاف: يقول الرئيس الاميركي ان حكومة ايران تهاب بطش اميركا، "فلو كنا نهابكم كيف استطعنا طردكم من ايران في عقد السبعينات، وها نحن قد طردناكم من المنطقة برمتها في العقد الجاري".
وتابع: ان جميع نشاطات الاعداء شكلت هجمات مضادة للثورة خلال اربعين عاما مضت، وان الشعب الايراني قال لاميركا وبريطانيا والمقيمين في لندن بكل قوة انكم عجزتم هذه المرة ايضا ولن تقدروا في المستقبل ايضا.
واضاف: ان الشعب الايراني حينما رأى ان العملاء لا يتوقفون عن اعمال الشغب، خرج في تظاهرات شملت جميع المدن الصغيرة والكبيرة في مختلف ارجاء البلاد خلال ايام متتالية.
وتابع یقول: ان خروج الشعب الداعم للنظام الاسلامي في ايران ليس طبيعيا ولم يحدث في اي مكان بالعالم، وانا اتحدث كمطلع عليها، حيث ان هذه النشاطات الشعبية المنسقة في مجابهة مؤامرات الاعداء وبهذا النظام والبصيرة والاندفاع والبواعث لم تحدث في اي بلد وهي مستمرة منذ 40 عاما.
وقال آية الله الخامنئي: ان الصراع بين النظام الاسلامي واعدائه لم يحدث منذ عام واحد او ثلاثة او خمسة اعوام، بل يجسد معركة ايران حكومة وشعبا مع الاعداء، ومعركة الاسلام مع مناوئيه، وهي مستمرة ولن تتوقف بعد ذلك ايضا.
واضاف: ان جميع التصرفات التي قام بها الاعداء خلال اربعين عاما مضت هي هجمات مضادة للثورة بسبب انها اقتلعت جذوره السياسية في البلاد، ما ادى بهم الى شن هجمات مضادة بشكل منتظم، اذ يعود اليها بعد ان يمنى بالفشل في كل مرة، لكنه يعجز عن تحقيق هدفه بفضل صمود الشعب وصلابته الوطنية، وفي هذه المرة ايضا وقف الشعب بصلابة وقوة في مواجهة اميركا وبريطانيا والمقيمين في لندن، وقال لهم لقد فشلتم هذه المرة وستؤولون الى الفشل في المرات القادمة ايضا.
واردف سماحته يقول: لقد وضعت تحاليل مختلفة خلال هذه الايام عن الاحداث الاخيرة والتي ضمت عاملا مشتركا يتسم الواقعية وهو ضرورة التمييز بين مطالب الشعب الصادقة والحقة والممارسات الوحشية والتخريبية لمجموعة ما.
وتابع: لو وقف انسان او مجموعة تضم مئة او خمس مئة شخص في مكان ما وقدموا مطالبهم فان هذا الامر يختلف تماما عن استغلال بعض الاشخاص لهذا التحشد وقاموا بالاساءة للقرآن الكريم والاسلام واحراق علم ايران وتدمير مسجد حيث لا يمكن المزج بين هذين الامرين.
وقال سماحته: ان المطالب والاحتجاجات الشعبية طبيعية وكانت على الدوام وجارية حاليا، حيث ان بعض الناس يبدون التذمر من بعض المؤسسات المالية او الاجهزة بسبب مشاكلها، وتصل انباء عن تحشد في مدينة ما امام مؤسسة او مبنى المحافظة او مجلس الشورى، اذ كانت هذه الامور موجودة ولا يعارضها احد وينبغي الاستماع لمطالبهم والاستجابة لها بقدر الاستطاعة.
واضاف: ان الجميع يتحملون المسؤولية ولا أقول يجب "عليهم المتابعة" فأنا مسؤول ايضا وعلى الجميع متابعة مطالبة الشعب فهذه الامور لاصلة لها بمن يحرق علم البلاد او استغلال جماعة لتحشد الناس واطلاق شعارات مناهضة للقرآن الكريم والاسلام ونظام الجمهورية الاسلامية.
وتابع: ان هناك مثلث للاعداء نشط خلال هذه الاحداث ولم يبدأ نشاطاته امس او اليوم وانما حاك مخططاته وفقا لما حصلنا عليه من دلائل معلوماتية والتي برز بعضها في تصريحاتهم وبعضها الآخر بلغتنا عن طرق استخبارية.
وقال: ان هذا المثلث يتمثل احد اضلاعه بالمخططات الاميركية والصهيونية التي وضعت منذ اشهر حيث يتم البدء في المدن الصغيرة والتقدم باتجاه العاصمة والضلع الثاني لهذا المثلث يتمثل بالاموال الطائلة التي تمنحها الانظمة المحاذية للخليج الفارسي، حيث ان هذه الممارسات تتطلب نفقات باهضة والتي لايتقبلها الاميركيون والضلع الثالث لهذا المثلث يتمثل بزمرة المنافقين الارهابية.
واضاف: منذ اشهر كان الاعداء يعدون هذا المخطط وقد اقرت وسائل اعلام المنافقين، خلال هذه الايام، بصلاتهم مع الاميركيين حيث ان هذه الزمرة تقبلت بتقديم خدماتها في تنفيذ هذا المخطط وعقد لقاءات مع هذا الشخص او ذاك وابراز اشخاص ما في الداخل والبحث عنهم وتقديم الدعم لهم لتوجيه دعوات للناس.
وقال: ان الذين يعقدون اجتماعات مع الاميركيين سواء كانوا في الخارج او البعض في الداخل وللاسف عليهم ان يفهموا ان هذا النظام يقف بصلابة وسيتغلب على جميع العقبات بفضل الله تعالى.
دولة الإمام المنتظر عليه السلام
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾.
قد يثير هذا العنوان (دولة الإمام) شيئاً من التساؤل حول التطرق لموضوعه، وبخاصة وان دولة الإمام المنتظرعليه السلام بعد لما تقع، ولما تعش الواقع التاريخي..
فلما هذا الحديث حول الموضوع إذن؟!
بيد أن طبيعة مخطط الموضوع (في انتظار الإمام) حسبما رسمته منهجة البحث، تتطلب ذلك بالنظر إلى النتيجة التي سأنتهي إليها في حديثي الآتي حول (انتظار الإمام) وهي: الإلزام بمسؤولية التمهيد لدولة الإمام المنتظرعليه السلام.
ومن الواضح: أن التمهيد للدولة يتطلب - طبيعياً - التعرف عليها ولو مجملاً:
دولة الإمام هي دولة الإسلام
إن دولة الإمام المنتظر عليه السلام هي دولة الإسلام.. تلك الدولة التي تتجسد في واقعها الموضوعي تطبيقات التشريع الإسلامي كاملة عادلة، وفي مختلف مجالات الحياة: لدى الفرد، وفي الأسرة، وفي المجتمع، وفي الدولة..
والتي تمثلت في حكم نبينا محمد صلى الله عليه وآله، حينما أقام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة.
بين دولة النبي ودولة الإمام:
وهنا.. قد يتساءل: إن الظروف - زماناً ومكاناً - التي عاشتها دولة النبي صلى الله عليه وآله، وأحاطت بها، ولابستها، ربما اختلفت وظروف دولة الإمام المنتظر عليه السلام، ألا يستدعي هذا النوع من الاختلاف، شيئاً من الاختلاف بين الدولتين؟..
وهو تساؤل ينطوي على كبير من الوجاهة، وبخاصة وأن التشريع الإسلامي المدوّن لم يحتو في الكثير من أنظمته التفاصيل الوافية في بيان وسائل وأساليب التطبيقات للأحكام التشريعية في مجال الدولة.. ولم يتضمن في كثير من مواده - دستورية ونظامية - إلاّ الأحكام الكلية والخطوط العامة.
وإن الحياة قد قفزت في تطوراتها المدنية، قفزات هائلة وبعيدة، عادت معها تلكم الوسائل والأساليب للقرون السالفة غير ذات أهمية ونفع.
أقول: إنه تساؤل وجيه لما تقدم.. غير أننا متى أدركنا أن للإمام وظيفة التشريع كما هي للنبي، وليست المسألة لديه مسألة اجتهاد قد يصيب الواقع وقد يخطئ.. وإنما هي مسألة إدراك الأحكام الشرعية بواقعها1.
ولعله إلى هذا تشير الأحاديث المتضمنة دعوة الإمام المنتظر عليه السلام الناس إلى الإسلام جديداً، وهديهم إلى أمر قد دثر فضلّ عنه الجمهور2.
إننا حينما ندرك ذلك لا يبقى لدينا أي مجال لأمثال هذا التساؤل..
على أن الوسائل والأساليب خاصة، هي موضوعات، والموضوعات تختلف تبعاً لتطور الحضارة والمدنية، فتتغير أحكامها وفقاً لتغيرها.. وتغير الحكم تبعاً لتغير الموضوع شيء طبيعي في كل تشريع، إسلامي أو غير إسلامي.
نعم.. هناك فرق واحد بين دولة النبي صلى الله عليه وآله ودولة حفيده الإمام المنتظر عليه السلام، يرجع إلى طبيعة الظروف أيضاً، ومساعدتها في إعداد الأجواء الكافية للتطبيق، وهو في اتساع نفوذ الدولة السياسي.. .
ففي دولة النبي صلى الله عليه وآله لم يتسع نفوذها السياسي اتساعاً يشمل كل العالم، وإن كانت دولة النبي صلى الله عليه وآله عالمية في أهم خصائصها، إلا أن الأجواء الاجتماعية والسياسية آنذاك لم تواتها ظروفهما لتحقيق عالميتها.
عالمية النفوذ السياسي
أما في دولة الإمام المنتظر عليه السلام، فالذي نقرأه في الأحاديث التنبؤية عن المعصومين عليهم السلام: إنها سيشمل نفوذها السياسي العالم كله، تحقيقاً لوعد الله تعالى بعالمية الإسلام، في أمثال الآية الكريمة التالية:
1- (ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون).
2- (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض وليمكّننّ لهم دينهم الّذي ارتضى لهم وليبدّلنّهم مّن بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً).
3- (هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
ففي المروي عن الإمامين زين العابدين والباقرعليهما السلام: (إن الإسلام قد يظهره الله على جميع الأديان عند قيام القائم عليه السلام).
وفي المروي عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه الإمام الباقر عليه السلام: (لم يجيء تأويل هذه الآية (يعني قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً﴾ ولو قد قام قائمنا سيرى من يدركه ما يكون تأويل هذه الآية، وليبلغن دين محمد صلى الله عليه وآله ما بلغ الليل).
وعن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً: (إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة ألاّ إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).
وليست عالمية النفوذ السياسي هي وحدها أبرز معالم دولة الإمام المنتظر عليه السلام فهناك من خصائصها ومعالمها البارزة، غير هذا، مما نقرأه في النصوص التنبؤية الواردة عن المعصومين عليهم السلام.
وربما كان أهمها ما يأتي:
1- عالمية العقيدة الإسلامية (عقيدة التوحيد)، وعمومها لكل فرد من البشر، وتطهير الأرض من كل عقائد الشرك والكفر والضلال والنفاق.
فمما يروى في هذا المجال:
أ- ما عن محمد بن مسلم: قال: قلت للباقر عليه السلام:
ما تأويل قوله تعالى في الأنفال ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه ﴾؟..
قال: لم يجئ تأويل هذه الآية، فإذا جاء تأويلها يقتل المشركون حتى يوحدوا الله عز وجل وحتى لا يكون شرك، وذلك في قيام قائمنا.
ب - وما عن رفاعة بن موسى: قال: سمعت جعفر الصادق عليه السلام يقول في قوله تعالى ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾.. قال: إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة: إلاّ إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله.
ج - ما عن عمران بن ميثم عن عباية: أنه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله).. أظَهَرَ بعد ذلك؟.. قالوا: نعم.. قال: كلا.. فو الذي نفسي بيده، حتى لا تبقى قرية إلا وينادي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله، بكرة وعشياً.
2- عموم العدل والأمن والرخاء.
ومن النصوص المشيرة إليه ما يلي:
أ- إذا قام القائم عليه السلام حكم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها، ورد كل حق إلى أهله، ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان..
أما سمعت الله - سبحانه - يقول: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾..
وحكم بين الناس بحكم داود عليه السلام وحكم محمد صلى الله عليه وآله..
فحينئذ تظهر الأرض كنوزها، وتبدي بركاتها، ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته، ولا بره، لشمول الغنى جميع المؤمنين.
ب - يقاتلون حتى يوحد الله، ولا يشرك به شيئاً، وتخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب لا يؤذيها أحد، ويخرج الله من الأرض نباتها، وينزل من السماء قطرها.
ج - إذا قام قائمنا قسم بالسوية، وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله.
3- انتشار الثقافة والعلم.
ومما يشير إليه من النصوص:
ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام في حديث له: (وتؤتون الحكمة في زمانه، حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وحدة سيرة الإمام والنبي
ومما تقوله النصوص في هذا المجال: وحدة سيرة الإمام المنتظر عليه السلام في دعوته، وسيرة جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في دعوته، بسبب تشابه ظروف الدعوتين الاجتماعية، في طريق التمهيد لتأسيس الدولة..
ومن تلكم النصوص ما يأتي:
أ- عن عبد الله بن عطاء المكي عن شيخ من الفقهاء (يعني أبا عبد الله الصادق عليه السلام):
قال: سألته عن سيرة المهدي، كيف سيرته؟..
فقال: يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله يهدم ماكان قبله، كما هدم رسول الله أمر الجاهلية، ويستأنف الإسلام جديداً.
ب - عن عبد الله بن عطاء: قال: سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام.. فقلت: إذا قام القائم بأي سيرة يسير في الناس؟..
فقال: يهدم ما قبله كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله ويستأنف الإسلام جديداً.
حـ - وعن أبي بصير: قال: سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: في صاحب هذا الأمر شبه من أربعة أنبياء: شبه من موسى، وشبه من عيسى، وشبه من يوسف، وشبه من محمد صلى الله عليه وآله...
فقلت: ما شبه موسى؟..
قال: خائف، يترقب..
قلت: وما شبه عيسى؟..
فقال: يقال فيه ما قيل في عيسى..
قلت: فما شبه يوسف؟..
قال: السجن والغيبة..
قلت: وما شبه محمد صلى الله عليه وآله ؟..
قال: إذا قام سار بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أنه يبيّن آثار محمد.
د - وفي حديث عبد الله بن عطا مع الإمام الباقر عليه السلام:
قلت: بما يسير؟..
فقال: بما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله هدر ما قبله واستقبل3.
________________________________________
1- يقرأ: محمد تقي الحكيم، ص 184.
2- يقرأ: موضوع (الغيبة الكبرى) من الكتاب.
3- دولة القائم المنتظر / العلامة عبد الهادي الفضلي .
خبير أمن قومي لترامب: لا تُعرّض الاتفاق النووي مع إيران للخطر
وقّع 52 خبيرَ أمنٍ قومي في الولايات المتحدة خطاباً نشر اليوم الاثنين يدعو إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى عدم تعريض الاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران للخطر، وضمّت قائمة الموقّعين ضباط جيش متقاعدين وأعضاء في الكونغرس وسفراء سابقين للولايات المتحدة.
وأمام ترامب مواعيد نهائية تتعلق بالاتفاق تبدأ هذا الأسبوع، ومن بينها اتخاذ قرار بشأن إعادة فرض العقوبات النفطية التي ألغيت بموجب اتفاق عام 2015 من عدمه.
وشملت قائمة موقّعي الخطاب الذي أعدّه "التحالف الوطني من أجل الحيلولة دون سلاح نووي إيراني" كلاً من ريتشارد لوغار، وهو جمهوري كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في السابق، وبول أونيل الذي عمل وزيراً للمالية في إدارة الرئيس الجمهوري جورج بوش الإبن، ومايكل هايدن المدير السابق لوكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية، والأميرال إيريك أولسون وهو قائد سابق للقوات الخاصة.
وجاء في الخطاب "لمواجهة التطورات في إيران، الآن وفي المستقبل، يجب على الولايات المتحدة أن تتوخى الحذر من أن تتخذ أي خطوات قد تقوض خطة العمل الشاملة المشتركة أي (الاتفاق النووي) التي ما زالت حيوية للأمن القومي الأميركي".
وأضاف الخطاب أنّه ينبغي ألا يمنع الاتفاق النووي الولايات المتحدة وحلفاءها من مواجهة إيران عند الضرورة من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، والاستقرار الوطني والسلامة الإقليمية للعراق، وتسوية سلمية للحرب في اليمن.
كما أشار خطاب خبراء الأمن القومي إلى أنّ "استراتيجية الولايات المتحدة يجب أن تضمن عدم امتلاك إيران لسلاح نووي وأن لا تشكل إيران أو وكلاؤها كحزب الله خطراً على إسرائيل ولا دول الخليج".
"الأمن والاستقرار الإقليميان وعلاقات أميركا بحلفائها بالشرق الأوسط يجب أن تظل مستقرة ويجب أن تظل هذه المسألة في مقدمة أعمال واشنطن وسياستها" على حدّ تعبير الخطاب.
وكان في وقت سابق قد وجّه مجموعة من ضباط الاستخبارات الأميركيين المتقاعدين مذكرة إلى ترامب نصحوه خلالها بإعادة النظر في خطاب إدارته السياسي لاعتبارها إيران في مقدمة الدول العالمية الراعية للإرهاب، والذي "تعتبره إدّعاءً خاطئاً وغير دقيق".
ايران في صدارة الدول الاسلامية في مجال انتاج المقالات العلمية
صرح مساعد شؤون الابحاث والتكنولوجيا بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الايرانية رضا ملك زادة بان ايران حازت المرتبة الاولى بين الدول الاسلامية في مجال إنتاج المقالات العلمية بإصدارها 52 ألفا و160 مقالة.
وفي تصريح اعتبر ملك زادة بان ايران بتحقيقها هذه المرتبة من حيث عدد وجودة المقالات العلمية قد سبقت الآفاق المستقبلية المرسومة بعشرة اعوام واضاف، رغم ان عدد نفوس ايران يبلغ 1 بالمائة من اجمالي سكان العالم الا ان حصتها في انتاج العلم ارتفع من 0.7 بالمائة في العام 1996 الى 1.8 بالمائة خلال العام الجاري ولها المرتبة 17 في ‘آي.اس.آي’ .
واوضح ان عدد العلماء الايرانيين المتفوقين في مجال الطب قد ارتفع من 180 الى 550 خلال الاعوام الاربعة الماضية.
ولفت الى ان ايران تعد الدولة الرابعة في العالم من حيث عدد الطلبة الجامعيين في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، حيث ينبغي توفير الارضية اللازمة لأنشطتهم واضاف، ان عدد مراكز الابحاث في البلاد ارتفع من 479 قبل 4 اعوام الى 724 في الوقت الحاضر