Super User

Super User

ردود الفعل التي أطلقها ترامب ونتانياهو لحظة اندلاع المظاهرات في إيران، تشي بمراهنة الطرفين على انفجار إيران الداخلي الذي يعوّض عن أزمتهما المشتركة في شنّ عدوانهما من الخارج. لكن إيران التي تعجز أميركا وإسرائيل عن إصابتها بعدوان خارجي، تخضّبت فتحصّنت من نيل العدوان منها في الداخل كما في الخارج.

نتانياهو يحكم بأن إيران تسقط من الداخل وليس من الخارج، في إشارة إلى العجز الأميركي - الإسرائيلي عن غزو إيران. لكن ترامب يتخيّل أن المظاهرات تدقّ ساعة تغيير النظام في إيران، داعياً دول العالم إلى تأييدها للتعبير عن دعم الشعب الإيراني في الحرية، بحسب تعبيره.

ولم تسلك هذه الأماني العارية أبعد من بعض المريدين حول ترامب مثل السناتور الجمهوري لاندسي غراهام، فضلاً عن حفنة مقالات صحفية في واشنطن تفتقد الصدقية والجدّة. فترامب كما نتانياهو هو الأكثر اشمئزازاً للشعب الإيراني بأسره بحيث ينقلب تعاطفه المعسول نقمة فاضحة للدجل، وفق رئيس الأركان السابق الأدميرال مايك مولن.

وهو ما ألمح إليه عدد من المسؤولين المعنيين في أوروبا الذين يأخذون على ترامب بأنه أطاح بحبل التواصل مع إيران وقطع بذلك إمكانية التأثير في الأحداث وحتى تحريفها في اتجاه الدول الغربية حين تدعو الحاجة.

المفارقة أن الدول الغربية التي اجتمعت بين الاتحاد الأوروبي وإدارة باراك أوباما على توقيع الاتفاق النووي مع إيران، لم يكن هدفها التوصل إلى علاقات متكافئة في تبادل المصالح والمحافظة على الاستقرار والسلم العالمي وغير ذلك من الأسس العادلة بين الدول. فمثل هذه البديهيات لا تقرّ بها الدول الغربية مع العالم الآخر ولا سيما إذا كان ندّيّاً.

لكن هذه الدول بعدما استعصت إيران على التطويع، ارتأت الدول الغربية احتواءها لتفريغها من محتواها الندّي على المدى الطويل. وعلى الرغم من المحافظة على الاتفاق النووي والمباحثات الثنائية المتوالية، لم تتقدم خطوة ملموسة في توطيد العلاقات البينية ولم تفتح أفقاً لفتح صفحة ملموسة أكثر نصاعة من الماضي.

ما كانت تسعى إليه هذه الدول تحت تسمية بحث كل الملفات الإقليمية بموازاة الاتفاق على الملف النووي، هو العنوان الذي أصرّت عليه أميركا وأوروبا لأن تنضوي إيران لدعم الغرب، فيما يراه مصالحه الحيوية في الشؤون الإقليمية مقابل السماح لإيران ببعض الحقوق في الملف النووي. وقد تشمل الملفات ما تسميه إسرائيل مباحثات السلام. إضافة إلى ما تسعى إليه الدول الغربية في سوريا والعراق وليبيا فضلاً عما يسمى نبذ العنف لإدانة المقاومة في فلسطين ولبنان وحتى إدانة الحركات الشعبية التي تحارب الجماعات الإرهابية إلى جانب جيوش الدول.

في هذا السياق أرست الدول الغربية الوجه الآخر في فرض الإنضواء تحت المظلة الغربية، في تجريم دعم إيران لأي مقاومة تواجه إسرائيل. وتجريم دعم أي بلد يدافع عن نفسه ضد الإرهاب وضد التفتيت والقتل والغزو، كل ذلك بذريعة أن هذه الأمور الكبيرة هي شأن الدول الغربية وحدها. وأن البلد الذي يصغي إلى حكمة الدول الغربية في الالتفات إلى شؤونه الخاصة لا يلبث أن تغدق عليه نعم الحرية والازدهار بكسب رضى الدول الحكيمة في أميركا وأوروبا صاحبة الشرائع الدولية.

ما يتوجه إليه ترامب للشعب الإيراني في دعوته للإنكفاء على ذاته سبيلاً للحرية والقضاء على الأزمة الاقتصادية، هو وليد وصفة سحرية في الدول الغربية قبل ولادة ترامب والرؤساء الآخرين. لكن هذه الدول تصف لنفسها وصفة نقيضة عما تصفه للدول الاقليمية أملاً بتخفيف أزماتها الاقتصادية الداخلية والحدّ ما أمكن من البطالة والتهميش الاجتماعي.

وعلى الرغم من ذلك تعاني الدول الغربية القوية مثل فرنسا وبريطانيا وأميركا وألمانيا، الظاهرة التي تتفشّى في كل بلدان العالم ومن ضمنها إيران. وقد تكون الأسباب عائدة لتحوّل العالم بشكل عنيف وسريع من الاعتماد على عمل الإنسان إلى الاعتماد على الآلة والتقنيات المعزولة عن دور البشر، كما تبجّل الدول الغربية الحضارة المعاصرة من دون الالتفات إلى المآسي التي تجرّها معها.

الرئيس الإيراني يستخلص من الاحتجاجات في إيران، أن تكون الاعتراضات والانتقادات فرصة وليس تهديداً. وقد يكون الطريق معقداً في ظل ظروف تتفرّد بها إيران. لكن في بعض الأحيان يقول أحد الحكماء إذا ارتبكت عليك الاختيارات، انظر ما تدعو إليه أميركا واختر النقيض.

قاسم عزالدين

تلقّى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اعتبر أن المنطق الذي يضع إيران ضمن محور الشر، هو نفسه عامل التوترات الإقليمية.

وثمّن ماكرون دور الحرس الثوري الإيراني في القضاء على تنظيم داعش، مشيراً إلى أنه لا يمكن إنكار دور الحرس في هذا الإطار.

بدوره قال روحاني إنه يتوقع من الحكومة الفرنسية وفي إطار مكافحة الإرهاب أن تقوم بواجبها تجاه منظمات إرهابية تتخذ من باريس مقرّاً لها، ومن غير المعلوم ما إذا كان روحاني يقصد بذلك منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية التي تتواجد قيادتها في باريس.

من جهة أخرى أكد روحاني أن البرامج الصاروخية الإيرانية لا تنتهك القرارات الدولية أبداً، واعتبر أن السلاح الإيراني هو للدفاع عن البلد فقط "ولن نتردد بامتلاك ما يجب امتلاكه للدفاع عن بلدنا".

روحاني دعا إلى إجراء انتخابات حرّة في العراق، كما وصف انتهاك سيادة لبنان واختراق أجوائه من قبل سلاح الجو الإسرائيلي بغير المقبول أبداً.

أقل من 5 أشهر تفصل التّونسيين عن إجراء أول انتخابات بلدية عقب ثورة 2011 ضد نظام حكم زين العابدين بن علي، في خطوة تمهد لدخول البلاد مرحلة "اللامركزية"، وتضع حدا لتجاذبات سياسية حكمت المشهد العام في الآونة الأخيرة.

رهان تأجل لسنوات، قبل أن يحسم فيه الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، بتوقيعه الأمر الرّئاسي المتعلّق بدعوة الناخبين إلى التصويت في الاقتراع المقرر في 6 مايو/ أيار 2018.

** نحو "اللامركزية" و"الحكم الذاتي"

اقتراع هام تتأهب تونس لإجرائه، ومحطة مصيرية يتوقع من خلالها إرساء مبدأي " اللامركزية" و"الحكم المحلّي"، وهما من المطالب الأساسية التّي نادت بهما الثّورة، من أجل منح البلديات تأشيرة تصريف شؤونها باستقلالية، في إطار الدولة وما يضبطه دستور البلاد.

مبادئ نص عليها الباب السابع من الدستور التونسي الصادر في 2014، والقاضي بأنّ "اللامركزية تتجسد في جماعات محلية، تتكون من بلديات وجهات وأقاليم، يغطي كل صنف منها كامل تراب الجمهورية وفق تقسيم يضبطه القانون."

وكان من المفترض أن تجرى الانتخابات في 2016، غير أن الخلافات بين الكتل البرلمانية حينها حول عدد من فصول القانون المنظم لهذه الانتخابات، وخاصة حق تصويت الأمنيين والعسكريين من عدمه؛ حالت دون ذلك.

** جدل وعقبات

في يناير/ كانون ثان 2017، صادقت تونس على القانون الانتخابي والسماح للأمنيين والعسكريين، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الانتخابات التونسية.

وفي مرحلة أولى، دفع الجدل السياسي الدائر بالبلاد، لجنة الانتخابات المحلية إلى تحديد يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، موعدا لإجراء الانتخابات، قبل تأجيله إلى 25 مارس/آذار، بطلب من أحزاب رأت أنه لا يمكن تنظيم انتخابات وفق المعايير اللازمة في الموعد الأصلي.

ففي أبريل/ نيسان الماضي، طالبت جبهة الإنقاذ والتقدم التي تضم عشرة فصائل سياسية – منها الاتحاد الوطني الحر، ومشروع تونس الذي أنشأه منشقّون من حزب نداء تونس الحاكم – بإرجاء الانتخابات في انتظار إقرار مجلة الجماعات المحلية.

واقترح الإئتلاف بنقل موعد الانتخابات من موعده الأصلي إلى مارس/ آذار 2018.

غير أنّ منسوب الجدل حول موعد إجراء الانتخابات، احتد بشكل أكبر، عقب إعلان شفيق الصرصار، الرئيس السابق لهيئة الانتخابات، في مايو/ أيار الماضي، استقالته وعضوين من الهيئة، إثر خلاف داخل مجلسها قال إنه "يمس المبادئ التي تأسست عليها الهيئة".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، دعت 8 أحزاب تونسية إلى "الإتفاق" على موعد جديد للانتخابات البلدية المقررة في 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، معتبرة أن شروط إنجاح الاقتراع "غير متوفرة" حاليا.

والأحزاب المطالبة بالتأجيل هي: حركة مشروع تونس ( ليبرالي/ 24 نائبا/ 217 نائب)، والمسار الديمقراطي الاجتماعي (يسار)، والحزب الجمهوري (ليبرالي/ نائب واحد)، والبديل التونسي (ليبرالي)، وآفاق تونس ( ليبرالي/ 10 نواب)، إضافة إلى كل من الوطن الموحد (يمين وسط) وحزب العمل الوطني الديمقراطي (يسار) وحزب تونس أولا (وسط).

وبناء على ذلك، تأجلت الانتخابات البلدية في مرة أولى، إلى 25 مارس/آذار المقبل، بطلب من تلك الأحزاب التّي رأت أنه لا يمكن تنظيم انتخابات وفق المعايير اللازمة في الموعد الأصلي، خاصة مع عدم المصادقة على قانون الجماعات المحلية (قانون ينظم الحكم المحلي)، فضلا عن الاستقالات التي شهدتها الهيئة.

ومؤخّرا دعت أبرز الأحزاب التونسية، وهما "نداء تونس" و"النهضة"، فضلا عن "الاتحاد الوطني الحر"، وهو الثلاثي المعروف باسم بـ"الترويكا"، هيئة الانتخابات إلى تحديد موعد للانتخابات البلدية في أجل أقصاه شهر رمضان المقبل (منتصف مايو/أيار 2018)، لتعلن الهيئة، لاحقا، السادس من مايو/ أيار المقبل، موعدا لإجراء الاستحقاق.

** أجندة الإنتخابات

ضبطت هيئة الانتخابات أجندة حدّدت وفقها 15 فبراير/شباط القادم، تاريخ بداية قبول الترشحات، لتغلق يوم 22 من الشهر نفسه، ويتم الإعلان عن القائمات المقبولة في الثالث من مارس/ آذار.

أمّا في 29 من مارس، فيتم قبول مطالب انسحاب المرشحين، فيما ستنطلق يوم 14 أبريل/ نيسان القادم الحملة الانتخابية، لتنتهي يوم 4 أيار/مايو على أن يكون يوم 5 أيار/مايو هو يوم الصّمت الانتخابي.

 

وبحسب الأجندة الانتخابية نفسها، فإن التونسيين مدعوون للتصويت يوم 6 أيار/مايو، في حين يقترع الأمنييون والعسكريون يوم 29 أبريل/نيسان.

 

وسيتم التّصريح بالنّتائج الأولية يوم 9 أيار، وتتولى الهيئة اثر انقضاء الطّعون، الإعلان على النّتائج النّهائية في أجل أقصاه يوم 13 يونيو/ حزيران المقبل.

** بين ضرورة المرحلة والتجاذبات

رغم أن السلطات التونسية أكّدت في العديد من المناسبات، عزمها إجراء الانتخابات البلدية في 2017، إلا أن التجاذبات السياسية فرضت تأجيل الاقتراع إلى حين التوصل لاتفاق توافقي يشمل أكبر عدد ممكن من الفاعلين.

وفي وقت سابق، اعتبر زير الشؤون المحليّة والبيئة بتونس، رياض المؤخر، أن "الحكم المحلي سيكون أداة قاطرة للتنمية والتنمية المستدامة في البلاد"، رغم أنه سبق وأن قال، قبل ذلك، إن "إرساء مسار اللامركزية توجه صعب ومعقد، ولكنه سيعطي التّدبير الحر للبلديات."

تصريحات متضاربة وجدل لم يضع أوزاره حتى وقت قريب، طال أيضا الفصل 6 من القانون الانتخابي المصادق عليه في يناير/كانون الثاني الماضي.

وينص الفصل 6 على حق القوات المسلّحة من جيش وشرطة، لأول مرة في تاريخ البلاد، في التصويت خلال الانتخابات البلدية.

وبمقتضى هذا القانون، تقتصر مشاركة العسكريين وأعوان قوات الأمن الداخلي، على الانتخابات البلدية والمحلية دون سواهما، ولا يمكن لهم تقديم ترشحاتهم لهذا الاقتراع.

ويفرض الاستحقاق الانتخابي المرتقب استعدادات لوجستية هامّة على الأحزاب السياسية المطالبة بتمثيل وجودها في 350 دائرة بلدية، ينتخب فيها أكثر من 7 آلاف عضو بمجالسها البلدية.

الثلاثاء, 02 كانون2/يناير 2018 10:55

معالم المسجد النَّبوي الشريف

المسجد النَّبوي الشريف:
وهو أفضل مسجد على وجه الأرض بعد المسجد الحرام في مكَّة المكرَّمة، والصلاة فيع تُعادل ألف صلاة في غيره من مساجد الدنيا.
وفي النصِّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "الصلاة في مسجدي تعدل ألفَ صلاة في غيره إلاَّ المسجد الحرام فهو أفضل".
وهو الآن كبير جداً، وفي منتهى الفخامة، وذلك بعد العديد من الإضافات والتوسعة عليه عبر التاريخ.
ويشمل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيت علي عليه السلام .
وفي داخله الروضة الشريفة الطاهرة التي تضم الجسد المبارك لمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويمتاز أيضاً بأن فيه روضةً من رياض الجنَّة، وذلك بإجماع المسلمين، وتُقصد على مدار الساعة للفوز بصلاة ٍ عندها.

الروضة الشريفة:
تواتر الحديثُ المعروف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنَّة".
وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "ما بين بيتي ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة".
وفي النصِّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم :"إن منبري على تُرع الجنَّة".
والتُرعة هي الروضة على المكان المترفع خاصة.
قيل عن هذه الروضة الشريفة إنّها تُؤدِّي إلى الجنَّة، أو إنَّها كروضة من رياض الجنَّة في نزول الرحمة، فهي روضة حقيقيَّة.
طولها 22متراً وعرضها 15متراً أي إنَّ مساحتها الإجمالية حوالي 330 مُربَّعاً، وتشمل المرقد الطاهر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمحراب والمنبر وبيت السيدة فاطمة الزهراء عليه السلام ، لذا، فإنَّ الروضة التي يُصلَّي فيها حالياً هي جزء من الروضة بتمامها لدخول بعض أجزاء البناء المقام حول الحُجْرة الشريفة.
وقد مُيِّزت بتغليف أعمدتها بالحجر الأبيض من أسفلها.

المحراب الشريف:
في زمن النَّبي لم يكنْ محرابٌ، إنَّما عُرفت المحارِيبُ بين المسلمين عندما أدخلها عمبر بن عبد العزيز في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنة 88-91 هجرية.
والمحراب في اللغة، صدر المجلس والمكان الرفيع.
والمحراب الذي يراه الزوّار الآن هو من عمارة الأشرف قايتباي، وهو نفيسٌ جميل جداً، وهو من حجر المرمر ومزيَّن بالآيات القرآنية.

أعمدة المسجد الشريف:
المعروفة باسم "أساطين المسجد"، وما زالت في مكانها منذ بُنيت على عهد النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إنَّما كانت من جذوع النَّخل فأصبحت من الرُّخام أو المرمر.

وأشهرها ثمانية دخلت التاريخ:

أ_ الأسطوانة المخلَّقة: أي المطيَّبة، لأنَّها كانت تُطيَّب إكراماً لكونها عند مُصلَّى إكراماً لكونها عند مُصلَّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان يُصلِّي عندها(والخُلُوق هو الطِّيب).
يدخل بعضُها في المحراب النَّبوي الشريف، وكُتب عليها "الاسطوانة المخلَّقة".

ب- اسطوانة المهاجرين: حيث كان المهاجرون يجتمعون عندها.
وهي الثالثة من المنبر، والثالثة من القبر، والثالثة من القِبْلة.
وتُسمَّى "اسطوانة القَرْعة" لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إنَّ في مسجدي لبقعة ً قِبَلَ هذه الاسطوانة، لو يعلم النَّاس ما صلَّوا فيها إلاَّ أنْ تطير لهم قَرْعة"(من شدّة الازدحام والتقاتل للفوز بركعتين في هذا المكان الطاهرة".

ج- اسطوانة التوبة: ويُقال لها أيضاً اسطوانة أبي لبابة الذي خالف أمر الله عزَّ وجل، وذلك في قصة طويلة، واعترف بأنَّه خان الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فخجل أن يرجع إلى النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقصد المسجد وربط نفسه بهذا العمود.... وحلف أن لا يحلَّ نفسه إلاَّ يُحلَّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو تنزلَ توبتُهُ. عندما أشار على يهود بني قُريظة بأن لا ينزلوا على حكم الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنصحهم بعدم الاستسلام... فأخبر جبرائيل النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الخيانة. وقال أو لبابة: فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفتُ أني قد خنتُ الله ورسوله.
قال الله تبارك شأنه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾  سورة الأنفال المباركة، الآية 27.

وفي وقت السحر حيث كان النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة، أنزل الله عزَّ وجلّ: ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ سورة التوبة المباركة، الآية102.

فأطلقه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو خارجٌ لصلاة الصبح، فسمِّيت اسطوانة التوبة.

وعلى كل حال، هذا المكان الشريف له شأنٌ عظيم، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتعبَّد عنده ويُصلَّي، وكان يعتكف هناك.

لذا رُوي استحبابُ إقامة الصلاة والدعاء والجلوس عند هذه الاسطوانة. منْ لا يحضره الفقيه،ج2،ص355.

وموقعها أنَّها الرابعة من جهة المنبر، والثانية من الضريح المبارك، والثالثة من ناحية القِبْلة، مكتوبٌ عليها اسمها.

د- اسطوانة السرير: حيث كان النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم يضع سريره هناك عندما يريد النوم في أقات اعتكافه. وهي الاسطوانة اللاصقة بالشُّباك المطلّ على الروضة الشريفة، بعد اسطوانة التوبة مباشرة من جهة الشرق، وهي أول اسطوانة من جهة القبلة، تتَّصل بالجدار الغربي للحجرة. (وهي التي تلي رأس النبَّي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة).

هـ أسطوانة المحرس (الحرس): أو اسطوانة علي بن أبي طالب عليه السلام السلام حيث كان يقف عندها حارس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
تقع خلف اسطوانة السرير من جهة الشمال.
(تقع عند نهاية الحجرة الشريفة وقبل بيت فاطمة عليه السلام .

و- اسطوانة الوفود: حيث كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلس هناك ليُـقابل الوفود الآتية إليه.
ويجلس هناك كبار الصحابة خاصة من بني هاشم.
تقع هذه الاسطوانة خلف اسطوانة المحرس من الشمال، في منتصف الشباك المطلّ على بيت الزهراء عليه السلام .

ز- اسطوانة جبريل: فإنَّـها باب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان عليٌّ يدخل عليها منه.
(للأسف لا يُمكن إدراك هذا المكان الآن لأنَّه واقعٌ داخل الجدار المحيط بالقبر الشريف).
تقع عند منحرف الجدار الغربي إلى الشمال، في صفِّ اسطوانة الوفود.

ح- اسطوانة التهجُّد: مكان تهجُّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل ليلة، إذا امكفأ النَّاس.
تقع وراء بيت فاطمة عليه السلام من جهة الشمال، وهناك محراب صغير، إذا استقبله المصلِّي، تكون الاسطوانة على يساره باتجاه باب جبرايل عليه السلام .

ط- اسطوانة الحنَّانة: وهو الجذع الذي حنَّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان يخطب عنده الجمعة، عندما قرَّر تركه إلى حيث وُضع له المنبر الجديد... فحنَّ الجذع مرّات وبأصوات عالية حتى خاف الناس، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى مسَّه بيده، فسكن.
والأحاديث في حنين الجذع مشهورة ومنتشرة، والخبر به متواتر.
فهذه الاسطوانات لها مكانة وتاريخ، خاصةً أنَّها شهدت الأحبَّة محمّداً وآلَهُ، فيقفُ المرءُ عندها مُصلِّياً وداعياً ومُتبرِّكاً.
ولا ننسى أنَّ كلَّ المسجد الشريف مباركٌ ومعظَّم، ومن أفضل مساجد الدنيا، كما رأينا ذلك آنفاً.

الصُفَّـة:
وهو المكان الذي جعله رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم للغرباء والمساكين يركنون إليه، حتى إذا جاء المساء فرَّقهم على بيوت المسلمين، ويأخذ بعضاً منهم يتعشَّى عنده.... وكان يُسمَّون أهل الصُّفَّة.

وهذا المكان يقع تحديداً على باب جبرائيل عليه السلام مقابل"محراب التهجُّد"ومنزل فاطمة عليه السلام واضحُ المعالم يراه كلُّ الداخلين إلى المسجد الشريف، مساحته 30 متراً وإرتفاعه نحو 40 سنتم.

ونزلت آياتٌ في أهل الصُّفَّة حيث كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُجالسهم ويأنس بهم ويتحنَّن إليهم كان يُقاسمهم الهدايا والأموال... فأنزل الله سبحانه: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. سورة الكهف المباركة، الآية 28.

وعندما نزلت الآية الكريمة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"الحمد لله الذي جعل في أُمَّتي مَنْ أُمِرتُ أن أصْبِر نفسي معهم".

بيت النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم :
وهي الحجرة الشريفة، ومساحتها أربعة أمتار طولا ً ومثلها عرضاً تقريباً ويتَّصل بعضُ البيت بدار السيدة فاطمة الزهراء عليه السلام وكان ملاصقاً لها. وفاء الوفاء، ج2،ص523.

ولمَّا تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنسائه بنى لهنَّ تسعة بيوت... لكنَّها وللأسف هُدمت في توسعة الوليد بن عبد الملك لأسباب سياسية، حيث كان الناس يتجمَّعون حول الحسن المثنَّى بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان يسكن في بيت فاطمة عليه السلام ، فخاف أن يكون ذلك بداية حركة تمرُّد، فبادر بهدم الحجرات مُتظاهراً بتوسعة المسجد... وعلَّق أحدهم على المشهد بقوله: فما رأيت يوماً كان أكثرَ باكياً من ذلك اليوم.

وقال آخر: والله لوددتُ أنهم تركوها على حالها، ينشأ ناشئ من المدينة، يَقْدُمُ قادمٌ في الآفاق فيرى ما اكتفى به رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته، ويكون ذلك ممَّا يُزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها.

والحجرة الشريفة هي مقبرة رسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وتقع تقريباً بعد تجاوز باب البقيع بخطوات وتمتد طولا ً إلى ما قبل جبرئيل. راجع" معالم مكة والمدينة" للشيخ يوسف رغدا، ص298.

بيت فاطمة عليه السلام :
ويقع بالقرب من اسطوانة جبرائيل بعد اسطوانة الوفود مباشرة، وهو على يسار الداخل من باب جبرائيل عليه السلام (أكثر الزوَّار يدخلون من هناك) فلو سار مستقيماً إلى الأمام، ووصل آخر الحائط الحديدي الواقع على يساره، لكان في موضع الباب.

وفي هذا البيت كان زواج علي من فاطمة عليه السلام ، وفيه وُلد ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين، وفيه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمكث، ويقصده بعد المسجد إذا جاء من سفر، وفيه نزلت آيةُ التطهير.

قبر النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم :
حيث تولَّى تغسيله عليُّ بن أبي طالب عليه السلام والضل بن العبَّاس وأُسامة بن زيد ثمَّ دُفن في الحُجْرة الشريفة، وجُعل الرأسُ الشريف إلى المغرب، ورجلاه إلى المشرق، ووجهُهُ الكريم إلي القِبْلة.
ويقع الآن القبرُ الشريف وبيتُ فاطمة عليه السلام داخل مقصورة واحدة. راجع المصدر نفسه، ص299

قبر فاطمة عليها السلام :
والكلام فيه كثير، حول ما إذا دُفنت في بيتها، أو في البقيع، أو الروضة الشريفة. ورجَّح البعض أنَّها دُفنت في بيتها، كما قال الشيخ الطوسي والشيخ الصدوق وصاحب الجواهر، وهذا يتناسب مع وصيَّتها ودفنها ليلاً دون تشييع. هداية النَّاسكين، ص254.

وكاتب هذه الكلمات يُلفت النَّظر إلى قول أمير المؤمنين في نهج البلاغة: " السلام عليك يا رسول الله عنَّي، وعن أبنتك النازلة في جوارك..." فالنصُّ صريحٌ في المجاورة. نهج البلاغة، الخطبة 202.

ويبقى أنَّ المعالم الإسلامية التي هُدمت بسبب التوسعة، ولم يُحافظ عليها، كثيرة لأنَّ تاريخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته والصحابة والتابيعن والأولياء... كان هناك. يبدو أنَّ موضع قبرها الشريف كان معروفاً حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، فقد ذكر البتنوني في رحلته أنَّه شاهد الضريح المشاد عليه وهو بين البابين المؤديِّيَيْن إلى الدار.

ومن هذه المعالم:

أ- بيت الإمام جعفر الصادق عليه السلام الذي كان موجوداً حتى عشرين سنة من تاريخ كتابة هذه الكلمات كما ذكر بعض الثقات، وبيت أبي أيوب الأنصاري حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند قدومه من مكة، وبيت عبد الله بن عمر، وبيت حسن بن زيد العلوي،.
(تقع من جهة الجنوب، والجنوب الشرقي).

ب- مقبرة عبد الله بن عبد المطَّلب والد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تُوفي في تجارة له في يثرب، ومسجد عثمان بن عفان، والمدرسة الحميديَّة، ومدارس القرآن، ومسجد بلال....

ج- مسجد السيدة فاطمة الصغرى وبيتها، وبيت مروان بن الحكم،...والكثير من المعالم الأخرى.
(تقع من جهة الغرب).

د- بيوت بني هاشم وهي كثيرة، لأنَّ محلَّتهم (حيَّهم) كان هناك، ويمتد من باب جبرائيل إلى البقيع.
وظنِّي أنَّ كلَّ الزوَّار يعرفون هذه المنطقة جيداً، لأنَّها تقع في طريقهم اليومي بين الحرم النَّبوي والبقيع.
وفي تلك الجهة بيت خالد بن الوليد وعثمان بن عفَّان وبيت أبي بكر ومقبرة والد صلاح الدين الأيوبي وعمِّه.
(تقع من جهة شرق المسجد النَّبوي ناحية البقيع) 1.

1- معالم مكة والمدينة / السيد سامي خضرا.

الثلاثاء, 02 كانون2/يناير 2018 10:46

آثارُ الحَجّ

أ - الطّهارَة
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: حُجّوا، فَإِنّ الحَجّ يَغسِلُ الذّنوبَ كَما يَغسِلُ الماءُ الدّرَنَ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: تابِعوا بَينَ الحَجّ والعُمرَةِ، فَإِنّهُما يَنفِيانِ الفَقرَ والذّنوبَ كَما يَنفِي الكيرُ خَبَثَ الحَديدِ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: مَن حَجّ للّهِ ِ، فَلَم يَرفَث ولَم يَفسُق، رَجَعَ كَيَومِ وَلَدَتهُ اُمّهُ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: مَن خَرَجَ حاجّا يُريدُ وَجهَ اللّهِ فَقَد غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخّرَ، وشُفّعَ فيمَن دَعا لَهُ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: معاشِرَ النّاسِ، ما وَقَفَ بِالمَوقِفِ مُؤمِنٌ إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما سَلَفَ مِن ذَنبِهِ إلى وَقتِهِ ذلِكَ، فَإِذَا انقَضَت حَجّتُهُ استُؤنِفَ عَمَلُهُ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: اللّهُمّ اغفِر لِلحاجّ، ولِمَنِ استَغفَرَ لَهُ الحاجّ.
الإمام زين العابدين عليه السلام: الحاجّ مَغفورٌ لَهُ، ومَوجوبٌ لَهُ الجَنّةُ، ومُستَأنَفٌ لَهُ العَمَلُ، ومَحفوظٌ في أهلِهِ ومالِهِ.
الإمام الباقر عليه السلام: مَن أمّ هذَا البَيتَ حاجّا أو مُعتَمِرًا مُبَرّأً مِنَ الكِبرِ رَجَعَ مِن ذُنوبِهِ كَهَيئَتِهِ يَومَ وَلَدَتهُ اُمّهُ، ثُمّ قَرَأَ ﴿فَمَن تَعَجّلَ في يَومَينِ فَلا إثمَ عَلَيهِ...﴾.
الإمام الصادق عليه السلام: مَن حَجّ يُريدُ بِهِ اللّهَ، ولا يُريدُ بِهِ رِياءً ولا سُمعَةً، غَفَرَ اللّهُ لَهُ البَتّةَ.
عنه عليه السلام - في بَيانِ فَضيلَةِ الحَجّ -: إنّ العَبدَ لَيَخرُجُ مِن بَيتِهِ فَيُعطي قَسمًا، حَتّى إذا أتَى المَسجِدَ الحَرامَ طافَ طَوافَ الفَريضَةِ، ثُمّ عَدَلَ إلى مَقامِ إبراهيمَ فَصَلّى رَكعَتَينِ، فَيَأتيهِ مَلَكٌ فَيَقومُ عَن يَسارِهِ، فَإِذَا انصَرَفَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى كَتِفَيهِ فَيَقولُ: يا هذا، أمّا ما مَضى فَقَد غُفِرَ لَكَ، وأمّا ما يُستَقبَلُ فَجِدّ.

ب - الغِنى

رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: حُجّوا لَن تَفتَقِروا.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجّ والعُمرَةُ يَنفِيانِ الفَقرَ، كَما يَنفِي الكيرُ خَبَثَ الحَديدِ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: حُجّوا تَستَغنوا.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: مَعاشِرَ النّاسِ، حُجّوا البَيتَ؛ فَما وَرَدَهُ أهلُ بَيتٍ إلّا استَغنَوا، ولا تَخَلّفوا عَنهُ إلّا افتَقَروا.
الإمام عليّ عليه السلام: إنّ أفضَلَ ما تَوَسّلَ بِهِ المُتَوَسّلونَ إلَى اللّهِ سُبحانَهُ وتَعالى : الإِيمانُ بِهِ وبِرَسولِهِ،... وحَجّ البَيتِ واعتِمارُهُ، فَإِنّهُما يَنفِيانِ الفَقرَ ويَرحَضانِ الذّنبَ.
الإمام زين العابدين عليه السلام: حُجّوا واعتَمِروا تَصِحّ أبدانُكُم، وتَتّسِع أرزاقُكُم، وتُكفَوا مَؤوناتِ عِيالِكُم.
إسحاقُ بنُ عَمّار: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّه ِعليه السلام: إنّي قَد وَطّنتُ نَفسي عَلى لُزومِ الحَجّ كُلّ عامٍ بِنَفسي، أو بِرَجُلٍ مِن أهلِ بَيتي بِمالي. فَقالَ: وقَد عَزَمتَ عَلى ذلِكَ؟ قُلتُ: نَعَم، قالَ: إن فَعَلتَ ذلِكَ فَأَبشِر بِكَثرَةِ المالِ.
عَنهُ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: الحاجّ لا يُملِقُ أبَدًا.
قُلتُ: ومَا الإِملاقُ؟ قالَ: الإِفلاسُ.

ج - النّور

الإمام الصادق عليه السلام: الحاجّ لا يَزالُ عَلَيهِ نورُ الحَجّ ما لَم يُلِمّ بِذَنبٍ.

خَيرُ الدّنيا والآخِرَة

رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: مَن أرادَ الدّنيا والآخِرَةَ فَليَؤُمّ هذَا البَيتَ، فَما أتاهُ عَبدٌ يَسأَلُ اللّهَ دُنيا إلّا أعطاهُ اللّهُ مِنها، ولا يَسأَلُهُ آخِرَةً إلّا ادّخَرَ لَهُ مِنها1.

1-الحج والعمرة في الكتاب والسنة/ العلامة محمد الريشهري

أكد الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، وخطيب المسجد الأقصى، أن مدينة القدس عربية إسلامية، ولن تكون يهودية، منتقدًا "تقصير" الأنظمة العربية الرسمية تجاه قبلتهم الأولى.

وقال صبري في تصريحٍ خاصٍّ، امس الاثنين، لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": إن إعلان الإدارة الأميركية القدس عاصمة للكيان الصهيوني، قضية خطيرة جدا لم تجد الرد المناسب من الأنظمة العربية، مشيرا إلى أن ردهم كان باهتا جدا وأنهم مقصرون تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين.

وأكد الشيخ صبري أن القدس مدينة عربية إسلامية بشرقها وغربها، وأنها عبر التاريخ والأجيال لم تكن يهودية، وستبقى قضية ملياري مسلم، وإن تخلت غالبية دول العالم العربي عنها إلا ما رحم ربي، خاصة أنها مطبوعة في وجدان مئات الملايين من المسلمين ولن يهزها أو يؤثر عليها قرار من هنا أو هناك.

وأكّد شيخ الأقصى، أن المقدسيين دوما في الميدان، ولن يتركوا مدينتهم وأقصاهم، فهم مرابطون داخلها وحولها، وقد أثبتت معركة البوابات الإلكترونية (في تموز/يوليو الماضي) أنهم في خندق المواجهة الأول يبذلون الغالي والنفيس في الدفاع عنها وحمايتها.

وهبّ المقدسيون في اعتصامات على أبواب الأقصى، خاصة باب الأسباط في تموز الماضي، رفضًا لقرار الاحتلال إقامة بوابة إلكترونية، وتمسكوا برفض المرور عبرها، وأقاموا صلاتهم على البوابات قبل أن يرضخ الاحتلال ويفكك بواباته.

وحيّا صبري المرأة الفلسطينية المسلمة المرابطة، "التي وقفت تدافع عن القدس والأقصى في الساحات العامة، وعلى أبواب القدس وفي أروقة الحرم القدسي .. حيث سحلت واعتقلت الكثير منهن، هؤلاء الخنساوات اللواتي كن يدافعن عن كرامة العرب والمسلمين".

كما أكّد الشيخ صبري دور شعبنا وإخواننا من فلسطين المحتلة عام 1948 الذين دافعوا عن عروبة وإسلامية القدس والمسجد الأقصى؛ من خلال رباطهم المستمر في القدس والمسجد الأقصى، وتسيير حافلات دورية إلى المدينة ومسجدها، بالإضافة إلى مساعداتهم ودعمهم المستمر للقدس والأقصى وترميم الكثير من المواقع والأروقة.

وحيّا شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح في سجنه، مشيرًا إلى أنه كان دوما ولا يزال في مقدمة المنافحين عن القدس والمسجد الأقصى، وناشد المؤسسات الحقوقية والإنسانية والسياسية التدخل للإفراج عنه، حيث تسجنه قوات الاحتلال وتحاكمه لنشاطاته في خدمة القدس والأقصى.

واختتم الشيخ صبري حديثه بحض العرب والمسلمين على الالتفاف حول القدس والأقصى وجعلها القاسم المشترك لوحدة الأمة الإسلامية، مثمنا دور المسيحيين في فلسطين والقدس في دعم عروبة المدينة وإسلاميتها ومشاركاتهم الفاعلة في الانتصار لها.

الرئيس الإيراني حسن روحاني يقول إنّ الانتقاد والاعتراض من حقوق الشعب داعياً المتظاهرين إلى أن تكون طريقة انتقادهم مبنية على أساس حلّ مشكلات البلاد وتحسين الأوضاع المعيشية، ويؤكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدّ إيران من رأسه حتى أخمص قدميه.

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنّ الانتقاد والاعتراض من حقوق الشعب داعياً المتظاهرين إلى أن تكون طريقة انتقادهم مبنية على أساس  حلّ مشكلات البلاد وتحسين الأوضاع المعيشية. 

وخلال اجتماع الحكومة الإيرانية مساء اليوم أكد روحاني أنّ النقد يختلف عن العنف وتخريب الممتلكات العامة وألا أحداً يقبل بتخريب الممتلكات العامة وزعزعة الأوضاع الاجتماعية، وأنّ الحكومة والشعب سيحلاّن المشكلات معاً، مشدداً على أنّ انتقادات الشعب ليست اقتصادية فقط وإنّما تشمل الفساد والشفافية.

ويأتي كلام روحاني بعد أيام من تظاهرات حملت مطالب معيشية تحوّل بعضها إلى تظاهرات عنيفة وتخريب للمتلكات الخاصة والعامة في بعض المدن الإيرانية.

الرئيس الإيراني لفت أيضاً إلى أنّ الشعب حرّ في التعبير عن انتقاداته وأنّ على كافة الجهات المعنية توفير الأرضية للانتقاد والاحتجاج القانوني والمسيرات والتجمعات القانونية.

وطالب روحاني بـ "التفكير ملياً من هو المستفيد من الاعتراضات والتظاهرات غير السلمية" في إيران.

وبحسب روحاني فإنّ الشعب الإيراني يتخذ قراراته دائماً وفق مصالحه الوطنية ويتفهّم الموقف الحساس للبلاد والمنطقة وسيعمل على أساس المصالح الوطنية.

وأضاف روحاني أنّ الشعب الإيراني يريد إضافةً إلى حلّ المشكلات الاقتصادية اقتلاع جذور الفساد.

وشكر الرئيس الإيراني القوى الأمنية والشرطية لعدم التعامل بعنف مع المتظاهرين، وطالب المسؤولين شرح مشكلات البلاد كلّ حسب تخصصه للشعب.

وبحسب روحاني فإنّه ليس من الدقة أن توجّه في وسائل الإعلام كافة الانتقادات للسلطة التنفيذية، والإذاعة والتلفزيون يجب أن تعكس صورة كل الشعب وجميع المجموعات.

وأوضح روحاني أنّ حلّ بعض المشكلات ليس سهلاً ويحتاج إلى وقت ويجب أن يتعاون الشعب والحكومة في هذا الإطار، وأضاف أنّ جذور بعض المشكلات الاقتصادية تعود لسنوات وبعضها جديد ويجب التعاون لحلها.

وأكّد الرئيس الإيراني أنّ الحكومة ملتزمة بالتعهدات التي قطعتها في الانتخابات وستبذل كلّ جهدها لحلّ مشكلات الشعب وتحقيق النشاط في البلاد وبين الشباب والنساء والرجال والجامعيين والقرويين.

وفي إطار الرد على تصريحات ترامب الأخيرة بخصوص التطورات الداخلية في إيران قال الرئيس الإيراني "إنّ الذي يعتبر الشعب الإيرانيّ إرهابياً لا حقّ له أن يتدخّل في شؤونه ولا يحق له أن يظهر التعاطف".

وأضاف روحاني "من يريد في أميركا اليوم التعاطف مع شعبنا نَسي أنه قبل أشهر وصف الشعب الإيراني بالإرهابي".

وأشار روحاني إلى أنّ ترامب شخص ضد إيران "من رأسه حتى أخمص قدميه و لا يحق له إبراز التعاطف مع الشعب الإيراني".

واتهم الرئيس الإيراني بعض الدول العربية بعدم احترامها الإيرانيين وحثّهم على التظاهر واستخدام العنف.

عشرات المدن الإيرانية تشهد مسيرات رافضة للتدخل الخارجي ودعماً للقيادة والنظام، والخارجية الإيرانية تقول إن الشعب الإيراني لا يعير أي قيمة "للمزاعم الانتهازية للمسؤولين الأميركيين وتحديداً ترامب".

المتظاهرون في المدن الإيرانية وبينها طهران وقم ومشهد ورشت وهمدان رفعوا شعارات وردّدوا هتافات مندّدةً بأميركا وإسرائيل، وشدّد المتحدثون في التظاهرات على قدرة الشعب الإيراني على إسقاط كل المؤامرات ولا سيما الأميركية والإسرائيلية ودعت إلى الوحدة والوقوف خلف قيادة البلاد، وفي المقدّمة المرشد آية الله السيد خامنئي.

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الشعب الإيراني "لا يعير أي قيمة للمزاعم الانتهازية للمسؤولين الأميركيين وتحديداً ترامب"،  معتبرة أن الحضور "الجماهيري الواعي يشكل عاملاً أساسياً في مواجهة أعداء إيران وفي مقدمتهم إدارة ترامب".

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها اليوم السبت إن "دستور البلاد يسمح للشعب بالتعبير عن مطالبه المدنية في إطار رعاية القانون"، مضيفة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ليست في وضع يسمح لها بالتعبير عن تعاطفها مع الشعب الايراني الكبير والواعي".

وسبق مواقف الخارجية الإيرانية خروج تظاهرات حاشدة صباح السبت في أكثر من مدينة إيرانية رفضاً لمحاولات التدخل الخارجية في البلاد.

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ردّ على واشنطن فأكد أن المسؤولين الأميركيين ليسوا في وضع يسمح لهم بالتعبير عن تعاطفهم مع الشعب الإيراني.

وشدد قاسمي على أن الإيرانيين لا يعيرون أي قيمة للمزاعم الانتهازية للمسؤولين الأميركيين وترامب تحديداً، ويدركون أسباب عداء وحقد  ترامب تجاههم.

بدوره، قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ محسن الأراكي "نتوقع أن يتخذ المسؤولون الإيرانيون موقفاً ضد أميركا والشعب الإيراني كله يقف معهم".

الأراكي وفي كلمة له خلال التظاهرات أعلن أن طهران تواجه هجوماً شرساً من قبل "العدو" على كل مقدساتها و"لا يمكن أن نبقى صامتين حيال ذلك"، داعياً إلى "الصمود أمام كل الهجمات وعدم السماح للعدو بالتغلغل بين صفوفنا المحصنة".

وشدد أن بلاده حكومة وشعباً وجيشاً بقيادة السيد علي خامنئي "تقف يداً واحدة لإفشال مؤامرات العدو".

وتوجه الأمين العام للمجمع العالمي إلى واشنطن بالقول "جربتمونا أكثر من مرة حيث وجهنا لكم أكثر من ضربة لمؤامراتكم وبالتالي ستخسرون"، مضيفاً "إيران أفشلت كل مؤامراتكم في السابق وستفشلها".

هذا وتظاهر عشرات ألاف المؤيدين للحكومة الإيرانية في طهران وفي مدن عدة في محافظات أخرى بينها مشهد شمال شرق البلاد، وذلك بعد يومين من الاحتجاجات على غلاء المعيشة في إيران.

المتظاهرون في المدن الايرانية ومن بينها طهران وقم ومشهد ورشت وهمدان رفعوا الشعارات ورددوا الهتافات المنددة بأميركا وإسرائيل.

وشددت الكلمات على قدرة الشعب الإيراني على إسقاط كل المؤامرات عليه ولاسيما الأميركية والإسرائيلية. ودعت إلى الوحدة والوقوف خلف قيادة البلاد وفي المقدمة المرشد آية الله السيد خامنئي.

وكانت جابت مختلف شوارع المدن الإيرانية تظاهرات منذ الخميس الماضي احتجاجاً على التضخم والبطالة، وأطلقت هتافات سياسية ضد النظام. وهذه التظاهرات الاحتجاجية هي الأكبر منذ سنوات في إيران.

الحرس الثوري الإيراني كان قد أصدر بياناً أمس الجمعة قال فيه إن "البعض يريد إثارة الفتنة داخل البلاد"، داعياً الإيرانيين ليكونوا "فطنين من أجل تبديد أحلام أعداء إيران".

وأكد بيان الحرس الثوري أن "هذه الحرب النفسية تحدث بناءً على الاستراتيجيات الخفية والمعلنة للمثلث الأميركي الصهيوني البريطاني المشؤوم، وبدعم من الرجعيين في المنطقة".

ومع خروج التظاهرات المطلبية في إيران سارعت الإدارة الأميركية إلى دعمها. أما إسرائيل فخرجت بخلاصة أنه لا يمكن هزيمة إيران إلا بزعزعة استقرارها من الداخل.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها إن "واشنطن تتابع تقارير حول احتجاجات سلمية متعددة يقوم بها مواطنون إيرانيون في المدن الإيرانية"، مضيفة أنها "تدين بشدة حملة الاعتقالات ضد المتظاهرين السلميين، وتناشد كافة الدول إعلانها التأييد العلني للشعب الإيراني ومطالبه لاستعادة حقوقه الأساسية ووضع حد للفساد".

الخارجية الأميركية أوضحت في البيان أن "أكثر ضحايا النظام الإيراني هم الشعب الإيراني ذاته، وأن القادة الإيرانيون حوّلوا بلداً ثرياً وغنياً بتاريخيه وحضارته إلى دولة مارقة وووضع اقتصادي مزرٍ"، وفق ما جاء في البيان.

أما رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان فدعا إلى دعم هذه التظاهرات، لافتاً إلى دعم النظام الإيراني للحركات المقاومة التي وصفها "بالإرهابية" بدلاً من معالجة المحنة التي يواجهها مواطنو بلاده.

وفي مقاله على موقع شبكة "فوكس نيوز" دعا الكاتب كريستيان ويتون الإدارة الأميركية إلى تقديم دعم معنوي للمتظاهرين.

واشنطن ليست وحدها من سارع إلى التعليق على ما يحصل في إيران فإسرائيل خرجت بخلاصة وهي أنه لا يمكن هزيمة إيران عسكريً أو سياسياً وبالتالي فإن التوجه إلى زعزعة استقرارها من الداخل هو المهم.

صحيفة جيروزاليم بوست استعادت كلاماً للوزير الإسرائيلي السابق رافي ايتان، وهو الذي عمل مع الموساد، وعرف إيران جيداً بنظر الصحيفة أدرك أنه مع ضربة عسكرية لإيران غير قابلة للتطبيق، ومع احتمال فشل الرئيس الأميركي في تغيير الاتفاق النووي، تبقى الطريقة الحقيقية الوحيدة لوقف إيران استثمار المزيد في تغيير النظام، بحسب المسؤول الإسرائيلي.

اشاد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بدور علماء الدين في البلاد، موضحا انهم لو لم يتواجدوا في الساحة لما قامت الثورة الاسلامية.

وفي كلمة القاها خلال استقباله قبل فترة عددا من مسؤولي ملتقى تكريم ذكرى الشهداء والمضحين من علماء الدين في محافظة قم /جنوب طهران/ والتي بثت اليوم اثناء الملتقى في قم، وصف سماحته الحضور الجاد والواسع لعلماء الدين في سوح الجهاد والكفاح والشهادة في سبيل الله بالمسألة ذات الاهمية البالغة، مشيرا الى مضار ابتعاد بعض علماء الدين عن سوح الكفاح في بعض مراحل تاريخ البلاد، موضحا، انه في بعض مراحل التاريخ ابتعد علماء الدين عن سوح الجهاد في مواجهة المستبدين والمستعمرين مما عاد ذلك بالضرر الا انهم حينما تقدموا في مجابهة اعداء الاسلام وايران وخاضوا سوح الكفاح والثبات نالوا الشموخ حيث شكلت الثورة الاسلامية والنهضة  الكبرى التي قادها الامام الخميني (رض) نموذجا كاملا لهذا الامر.

واكد انه لو لم يدخل علماء الدين في ساحة المواجهة ضد النظام الملكي الطاغي لم تكن الثورة الاسلامية لتتحقق، موضحا ان ايا من الاحزاب والقوى السياسية والمفكرين لم يكونوا قادرين على اسقاط النظام الملكي المستبد وان الحضور الواسع للشعب في الساحة والتضحيات الهائلة والمخلصة التي قدمها في سبيل الله ثمرة لحضور علماء الدين والطبيعة الدينية للثورة.

ولفت الى ان علماء الدين يضطلعون اليوم بمسؤولية التزام الصفة الثورية وتحديد هوية الاعداء والاستعداد لمجابهة مخططاتهم، مردفا ان الشهادة تشكل ارفع مرتبة لدى الله تعالى والتي لا تمنح لاي شخص كان.

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان اميركا هي عدونا الرئيس وادارتها من اكثر الحكومات فسادا وظلما في العالم.

وقال سماحته خلال استقباله اليوم الاربعاء اعضاء مجلس التنسيق للاعلام الاسلامي في انحاء البلاد، ان الاميركيين دعموا الارهابيين وداعش ما استطاعوا، ومازالوا يدعمون داعش وامثال دعش التكفيريين سرا. لقد دعموا الدكتاتوريين وشاه ايران ومازالوا يدعمون آل سعود والانظمة الظالمة في المنطقة، ويدعمون المجرمين الذي يرتكبون المجازر في فلسطين واليمن.

واشار الى الممارسات التعسفية لعناصر الشرطة الاميركية الذين يقتلون النساء والاطفال والشباب السود بلا مبرر ومن ثم تتم تبرئتهم في المحكمة ! . هذا هو جهازهم القضائي ومن ثم يستشكلون على اجهزة القضاء في الدول الاخرى ومنها ايران.

واكد قائد الثورة الاسلامية، ضرورة التوقع بما يريد العدو ان يفعله وقال، اليوم لا حاجة للتكهن، فآلاف مدافع الكذب منهمكة اليوم باطلاق الأكاذيب ضد الشعب الايراني بغية إضعاف ارادته وجعله يشعر باليأس والتشاؤم والاحباط.

واعرب سماحته عن الاسف لان هنالك في داخل البلاد من يفعل ما يفعله العدو وهو تيئيس الشعب وتوجيه التهم والاكاذيب المفضوحة التي تختلق الاعداء واضاف، ان هؤلاء لا تقوى لهم ومن يفعل فعل العدو في الداخل لا تقوى له. ان هؤلاء دينهم ممارسة الالاعيب السياسية وليست سياستهم دينهم.

وقال، ان هؤلاء يسرون العدو بثمن تيئيس الشعب خاصة جيل الشباب، ومنهم من يمتلكون جميع الامكانيات الادارية، اليوم او بالامس، وياتون الان ليتقمصوا دور المعارضة.

واكد قائد الثورة الاسلامية ضرورة النقد المنصف والعقلاني والمسؤول وليس توجيه الاتهامات جزافا لهذا وذاك واضاف، ان النقد يختلف عن توجيه الاتهام الباطل وتكرار كلام العدو.

واعتبر سماحته يوم 30 كانون الاول بانه يوم عظيم جاء دفاعا عن القيم والدين واضاف، لقد صمدنا هنالك دفاعا عن مبدا الانتخابات.

واعتبر آية الله الخامنئي، الاثمان الباهظة التي توظفها اميركا والمشاريع المعقدة التي تنفذها لزرع الخلافات السياسية والمذهبية والقومية واللغوية في ايران بانها عقيمة وفاشلة واضاف، باذن الله تعالى سيحبط الشعب الايراني والنظام الاسلامي مخططات اميركا في جميع المجالات.

وقارن قائد الثورة الاسلامية، الرئيس الاميركي الاسبق ريغان مع الرئيس الحالي قائلا، ان ريغان كان فنانا اكثر من الشخص الراهن (ترامب) واقوى واكثر عقلانية بالطبع واتخذ الاجراء ايضا ضد الشعب الايراني عمليا واسقط طائرة ركابنا، وذهب تاليا الى الجحيم على ما اقترفت يداه، فيما الجمهورية الاسلامية تواصل النمو والتقدم بكل قوة واقتدار.

واكد آية الله الخامنئي، ان هذا المسار سيستمر في الدورة الراهنة للرئيس الاميركي الحالي وسنزرع الحسرة في قلوبهم لمحاولتهم اخراج الجمهورية الاسلامية الايرانية من الساحة او إضعافها.

واضاف، بطبيعة الحال فان بعض المسؤولين الاميركيين بليونتهم الظاهرية وتغطية ايديهم الحديدية بقفازات مخملية، قد تمكنوا في مرحلة ما من الهاء بعضنا الا انهم انفضحوا سريعا واليوم انكشفت تماما حقيقة نوايا اميركا الخبيثة تجاه الاسلام والجمهورية الاسلامية.

وفي جانب اخر من تصريحه اعتبر القائد، الاقتصاد الناهض والمقاوم بانه العلاج لاداة العدو الرئيسية اي الحظر واضاف، انه على المسؤولين ان ياخذوا الاقتصاد المقاوم على محمل الجد وان لا يكتفوا بذكره في الكلام فقط وان يتنبهوا الى ان الاقتصاد المقاوم لا يتناغم مع الوارادات غير المنضبطة وضعف الانتاج الداخلي.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى محاولات اميركا المستمرة لبث الشكوك وسلب الامل والثقة بالنفس من الشعب الايراني، وانتقد بشدة مواكبة بعض الافراد عن قصد او دونه مع اهداف العدو واشار الى تحليلات ودعايات الاعداء الخاوية على مدى 40 اعاما حول إضعاف او هزيمة الجمهورية الاسلامية وقال، انه وبفضل الباري تعالى والاعتماد على يقظة وصمود الشعب، سنمرغ كما في السابق انف الاعداء بالتراب وسنواصل طريق التقدم والشموخ باقتدار في ظل جهود المسؤولين المضاعفة لحل مشاكل الشعب المعيشية والاقتصادية.

واعتبر سماحته الدعاية والاعلام ساحة كالمجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وقال، ان البعض يستاؤون حينما يقال الحرب الاعلامية او الحرب الاقتصادية والثقافية ويقولون ينبغي التحدث عن السلام، في حين ان حرب العدو مع الشعب الايراني في مختلف المجالات هي حقيقة واقعية ولو غفلنا عن هذه الحقيقة فان الطرف الاخر يقظ وراصد ويمضي بمخططه الى الامام.

واكد آية الله الخامنئي، ان الحرب اليوم بالطبع ليست حربا عسكرية لانهم لا ينفذونها، وخسئوا لو ارادوا شن حرب عسكرية.

واعتبر الحرب الناعمة المعادية بانها اخطر من الحرب العسكرية واشار الى السبب الاساس في المعاداة للجمهورية الاسلامية قائلا، ان الثورة الاسلامية وعلى مدى الاعوام الاربعين الماضية قد غيرت الهيكلية والصيغة الخاطئة للسلطة المهيمنة على العالم واثبتت بان شعب ما يمكنه ان لا يكون مهيمنا او خاضعا للهيمنة، لا يستخدم القوة ولا يخضع لها.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى مختلف انواع المؤامرات والضغوط سواء الحرب او الحظر والتهديدات والاتهامات والتغلغل واثارة الخلافات الداخلية لمواجهة الشعب الايراني وقال، ان الشعب الايراني صمد 40 عاما باقتدار وتمكن من التغلب على كل هذه المؤامرات وان يعبر من جميع العقبات.

واشار آية الله الخامنئي الى مصير الصحوة الاسلامية في بعض الدول العربية وشمال افريقيا والتي ادت الى الفتنة والحرب الاهلية والخلافات القومية والمذهبية واضاف، ان الشعب الايراني عبر من جميع المراحل بشموخ واقتدار وان المقاونة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ومصير الصحوة الاسلامية في بعض الدول مقارنة معبرة.

واشار الى استمرار العداء ضد الشعب الايراني وقال، ان المهم هو ان ندرك في كل مرحلة مخطط العدو في المجالات المختلفة وان نبادر على اساسها للوقاية او الدفاع الجيد او الهجوم الاستباقي.

واعتبر سماحته المخطط الاهم للجبهة المقابلة في المرحلة الراهنة هو تيئيس الشعب تجاه المستقبل وسلب الثقة بالنفس منهم عبر تضخيم المشاكل ونقاط الضعف والنواقص واضاف، هنالك اليوم في الاجواء الافتراضية آلاف المدافع التي تطلق نحو الشعب الايراني ولو قيل انه ينبغي الحذر في الاجواء الافتراضية فهو من باب ان لا يتمكن العدو من استخدام هذه الاجواء لاستهداف هوية ووجود الشعب والنظام الاسلامي.

واعتر نشر الاحصائيات الخاطئة والمزاعم الكاذبة وتشويه صورة الشخصيات المقبولة لدى الشعب وانكار نجاحات الثورة الاسلامية، جانبا من الاجراءات التي تتم في الاجواء الافتراضية لبث التشاؤم لدى الشعب خاصة الشباب والناشئة واضاف، للاسف ان بعض الافراد عديمي التقوى في الداخل يفعلون ما يفعله العدو باتهامهم للافراد والاجهزة والسعي للايحاء بصوابية اكاذيب الاجانب المفضوحة.

واضاف، ان هؤلاء الافراد وبدلا من ان يجعلوا سياستهم دينية الطابع، يمزجون دينهم بالاعيب سياسية للوصول الى اهدافهم السياسية الدنيئة والتافهة.

وتابع قائد الثورة الاسلامية، ان هؤلاء الافراد ومن دون مراعاة الله والدين والانصاف يتحدثون في مسار اهداف العدو ويسرون العدو بثمن تيئيس الشعب وجيل الشباب.

واضاف، ان الذين كانت جميع امكانيات البلاد تحت تصرفهم والذين توجد جميع امكانيات البلاد الادارية تحت صرفهم اليوم، لا يحق لهم ان يلعبوا دور المعارضة ويتحدثوا ضد البلاد بل يجب ان يتحملوا المسؤولية، علما بان الشعب واع وان مثل هذه التصرفات لن تؤثر فيه.

واشار الى الخدمات المهمة التي قدمها جميع مدراء الجمهورية الاسلامية من البداية حتى الان واكد قائلا، بالطبع انه الى جانب هذه الخدمات، هنالك سلبيات ايضا حيث ينبغي تقدير الخدمات ونقد السلبيات بصورة منصفة ومسؤولة وعقلانية وليس النقد المترافق مع السباب والاتهامات، ذلك لان النقد وتقبل النقد واجب فيما الاتهام الفارغ والكلام البذيء حرام شرعا.

واكد سماحته ضرورة اليقظة تماما امام اساليب العدو المختلفة ومنها التغلغل في الاجهزة الصانعة والمتخذة للقرار وقال، انه ينبغي التنبه لمخطط العدو وعدم الاخذ بجدية مظاهر الود والمحبة والدعوة للحوار التي يبرزها.

وصرح قائد الثورة بانه لو التزمنا بهذه الامور فان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل حركتها الماضية قدما الى الامام وستتم بهمم المسؤولين وجهودهم  معالجة مشاكل مثل التضخم والركود والمشاكل المعيشية والاقتصادية للمواطنين والتي انا مطلع عليها.