Super User

Super User

جلسة مجلس الأمن المخصصة للبحث في القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تشهد رفضاً واسعاً من قبل الدول العربية والأوروبية والآسيوية للقرار الأميركي، ومنسق الأمم المتحدة لعملية السلام يحذر من انتفاضة ثالثة عقب القرار، فيما تهاجم مندوبة الولايات المتحدة مجلس الأمن وتعتبر أن الأمم المتحدة كانت من أكثر الجهات عدائية لإسرائيل.

شهد مجلس الأمن الدّوليّ رفضاً واسعاً من دول عربية وأوروبية وآسيوية للقرار الأميركيّ الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

منسّق الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف حذّر من أن تصاعد التوتر بعد قرار ترامب بشأن القدس يمكن أن يتحوّل إلى انتفاضة جديدة، مطالباً بالبت في أمر القدس في إطار حل شامل وفق القرارات الأممية.

ملادينوف شدّد على أن حلّ الدولتين هو الحلّ الوحيد محذّراً من إمكانية تدحرج الخطوات الأحاديّة ما يفتح الباب أمام العناصر المتطرّفة -على حدّ تعبيره.

المندوب الفلسطيني في مجلس الأمن رياض منصور اعتبر أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "يهدد بزعزعة الوضع وبتبعات خطيرة"، قائلاً "لا بد من إلغاء هذا القرار"، مؤكداً أنه لا يمكن لطرف واحد احتكار عملية السلام وهو متحيز لسلطة الاحتلال.

وشكر منصور دول المجلس على مواقفها المبدئية من القدس، معتبراً أن على المجلس التصرف كي يعيد ثقة الشعب الفلسطيني بالقانون الدولي. وشدد منصور على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي استمرت في ارتكاب الجرائم والتسلط على الفلسطينيين وتغيير الطابع الديمغرافي للقدس.

مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي قالت إن الرئيس الأميركي "ترامب ملتزم بعملية السلام وأن القرار الأخير لا يغيّر الترتيبات المتعلقة بالقدس".

وأضافت إن واشنطن "لن تقبل تلقي تعليمات من دول لا تتمتع بمصداقية في التعامل بإنصاف مع الفلسطينيين والإسرائيليين"، واتهمت الأمم المتحدة بأنها كانت "من أكثر الجهات عدائية لإسرائيل".

ورأت هايلي أن بلادها لم تتخذ موقفاً بشأن حدود القدس ولا تدعم أي تغييرات على الترتيبات المتعلقة بالأماكن المقدسة.

من جهته، المندوب البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أكد أن "القدس الشرقية محتلة وأن سفارة بريطانيا ستبقى في تل أبيب"، معتبراً أنه لا يجوز الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل قبل اتفاق سلام.

وشدد المندوب البريطاني على وجوب ترك الحدود للتفاوض مع تبادل الأراضي وجعل القدس عاصمة مشتركة للجانبين، وعلى وجوب حلّ قضية اللاجئين والمحافظة على الحرم الشريف على حاله وعلى وصاية الأردن لأماكن العبادة، مؤكداً أن "توسيع المستوطنات عائق في طريق الحل".

المندوب الفرنسي فرانسوا دي لاتر كرر مواقف زميله البريطاني مطالباً بحل شامل، ورفض القرار الأميركي داعياً إلى حل يعيد الاستقرار للشرق الأوسط وللعالم، وحذر من أن القدس قضية يمكن أن تعبئ المتطرفين.

المندوب الروسي في المجلس أشار في كلمته إلى أن موسكو قلقة جداً من القرار الأميركي بشأن القدس، وأوضح أن بلاده طلبت شرحاً من الجانب الأميركي بشأن أسباب نقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس، كما أبدى المندوب الصيني دعم بلاده لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67 عاصمتها القدس الشرقية.

مندوب السويد أولوف سكوغ أكدت رفضها الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، "لأنه يتعارض مع القانون الدولي والقرارات الشرعية الدولية باعتبارها مسألة من قضايا الوضع النهائي".

وشدد المندوب على أن السويد لم تعترف بتاتاً بضم القدس، وأن والإتحاد الأوروبي يؤمن بهذا، مؤكداً أن الاعتراف الأميركي يشعل التوتر في المنطقة وخارجها وردود الفعل ضده قوية. ودعا إلى الإمتناع عن العنف كي لا يتحول الصراع إلى صراع ديني.

أما مندوب مصر في المجلس عمرو عبداللطيف أبوالعطا فقد سرد قرارات مجلس الأمن الملزمة من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأعرب عن استنكار مصر للقرار الأميركي ورفضها لأي آثار مترتبة على ذلك لأنها تعتبره مخالفاً للشرعية الدولية.

وأعرب أبو العطا عن القلق البالغ من التداعيات الناجمة عن القرار على استقرار المنطقة نظراً للمكانة التاريخية والدينية للقدس على الوجدانين العربي والإسلامي.

إمام الجامع الأزهر الشيخ أحمد الطيب يرفض لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، ويقول إنه لا يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب، ويؤكد للمقدسيين الوقوف إلى جانبهم في انتفاضتهم الثالثة.

رفض إمام الجامع الأزهر في مصر الشيخ أحمد الطيب طلباً رسميّاً من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للقائه في الـ 20 من الشهر الحالي.

الطيّب أكد أن "الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيّفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدّساتها"، مضيفاً أن "على الرئيس الأميركي دونالد ترامب التراجع فوراً عن هذا القرار (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل) الباطل شرعاً وقانوناً".

وحمّل إمام الأزهر الرئيس الأميركي مسؤولية إشعال الكراهية في قلوب المسلمين ومحبّي السلام في العالم، متوجّهاً للمقدسيين بقوله "لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيّتكم ومحبّتكم لوطنكم ونحن معكم ولن نخذلكم".

دعا رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، اليوم الأربعاء، جميع المسلمين بمن فيهم الشعب الفلسطيني الى النهضة ضد مؤامرة اعلان القدس عاصمة للصهاينة، مشددا على ان القدس مرتبطة بالعالم الاسلامي وليست محلا لتنفيذ المؤامرات.

وفی تصریح له، قبیل کلمة قائد الثورة الاسلامیة خلال استقباله مسؤولی السلطات الثلاث والضیوف المشارکین فی المؤتمر الدولی للوحدة الإسلامیة الذی عقد فی طهران، اعتبر حسن روحانی ان المشکلات الیوم فی العالم الاسلامی هی نتیجة للابتعاد عن القرآن والوحی، مضیفا: ان الشعوب المسلمة فی المنطقة انتصرت فی مواجهة الإرهابیین وحماتهم المستکبرین والصهاینة، وإن الأعداء بصدد تنفیذ مؤامرة جدیدة.

وأکد روحانی أن علینا ان نتحلى بالوعی والیقظة فی مواجهة أمیرکا والکیان الصهیونی وأذنابهما، وقال: ان الاعداء ومن خلال استغلال أموال المسلمین، حولوا المنطقة الى ترسانات للأسلحة، وزادوا من تدخلاتهم فی المنطقة.

ولفت الرئیس الایرانی الى ان أمیرکا وفی خضم حرب سوریا ضد الارهابیین، قامت بقصف قاعدة جویة فی هذا البلد من أجل مساعدة داعش وسائر الإرهابیین، مضیفا: کلما حقق الشعب السوری نصرا کبیرا، قام الکیان الصهیونی بقصف جزء من الاراضی السوریة بذریعة ما.

وأشار رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الى المؤامرة الجدیدة التی یواجهها العالم الاسلامی، وقال: ان القدس مرتبطة بالإسلام والمسلمین والفلسطنیین، ولا مجال أمام الاستکبار العالمی للقیام بمغامرة جدیدة.

وبیّن روحانی ان الهدف السامی للمسلمین یتمثل فی تحریر فلسطین والقدس، وقال: ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة کانت دوما بصدد إرساء السلام والاستقرار فی المنطقة، وهی تعارض تغییر الحدود الجغرافیة فیها، وقد قدمت العون للشعوب فی مواجهة الإرهاب، وهی ترغب بحل المشکلات عبر الحوار، لکن فی ذات الوقت فإن أی شعب مسلمی بمن فیهم الشعب الایرانی لن یتحمل عدوان الاستکبار والصهیونیة على المقدسات الإسلامیة.

وأردف أن على جمیع المسلمین بمن فیهم الشعب الفلسطینی ان ینهضوا نهضة رجل واحد ضد المؤامرة الکبرى بإعلان القدس عاصمة للکیان الصهیونی، مضیفا: ان الدول الإسلامیة ومنظمة التعاون الاسلامی تقع على عاتقها مسؤولیة کبرى فی هذا المجال.

اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، القضیة الفلسطینیة الیوم هي في مقدمة القضایا السیاسیة للأمة الإسلامیة، وعلى الجمیع أن یبذلوا جهودهم لتحریر الشعب الفلسطینی وإنقاذه، مؤكدا أن فلسطین الحبیبة ستتحرر بالتأكيد.

ولدى استقباله صباح الیوم رؤساء السلطات الثلاث وکبار مسؤولی الدولة والضیوف المشارکین فی مؤتمر الوحدة الاسلامیة لمناسبة ذکرى المولد النبوی الشریف، اعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامیة التمسک بتعالیم خاتم الأنبیاء بأنه شرط لخلاص الأمة الإسلامیة من المشکلات الداخلیة والإقلیمیة والدولیة، مؤکدا: اذا اراد العالم الإسلامی العزة والقوة، فعلیه ان یضع الوحدة والاستقامة فی مقدمة اهتماماته.

وقدم سماحة القائد التهنئة بالمولد النبوی الشریف الى الشعب الایرانی والأمة الاسلامیة وجمیع أحرار العالم، وقال: ان النبی الأعظم (ص) کان رحمة الله لجمیع البشریة، وان اتباعه ینقذ الشعوب من ظلم القوى واستکبارها ومن الخلافات الطبقیة وظلم الطبقة الثریة وسائر الآلام والقیود.

وأشار سماحته الى تأکید الله سبحانه وتعالى للأنبیاء وأتباعهم بشأن الاستقامة والثبات کشرط للنصر، مضیفا: ان الاستقامة الیوم على نهج النبی الأعظم من شأنها ان تحبط المؤامرات الکبرى للاستکبار العالمی.

ووصف سماحة آیة الله الخامنئی، أمیرکا والکیان الصهیونی والرجعیة وأذناب هذه القوى بأنهم یمثلون فراعنة العالم الیوم، وأشار الى محاولاتهم لإثارة الخلافات والحروب داخل الأمة الإسلامیة، وقال: ان بعض الساسة الامیرکان کشفوا عن عمد او غیر عمد انه لابد من إثارة الحرب والصراعات فی منطقة غرب آسیا لکی یحظى الکیان الصهیونی بهامش آمن، ولئلا یتمکن الکیان الدامی للعالم الاسلامی من التطور.

* لا دوافع لدینا للخلافات مع الحکومات المسلمة لکننا نقف بوجه عملاء أمیرکا

وأعرب سماحة القائد عن الأسف الشدید بتبعیة بعض حکام المنطقة للرغبات الامیرکیة، مضیفا: ان الجمهوریة الاسلامیة لیست لدیها ایة دوافع للخلافات مع الحکومات المسلمة، ومثلما تسود الوحدة والأخوة داخل ایران، فنحن نؤمن بضرورة الوحدة فی العالم الإسلامی ونرغب بتطبیقها.

وأکد: ان منطقنا أمام أذناب أمیرکا فی المنطقة یتمثل فی النصیحة، ولسنا بصدد الرد على تصریحات بعض الجهّال، الا اننا ننصحهم أن خدمة الجائرین فی العالم تعود بالضرر علیهم، وحسب تصریح القرآن الکریم، فإن مواکبة الظالمین عاقبتها ستکون الهلاک والدمار.

ورأى سماحة آیة الله الخامنئی ان الهدف النهائی للأعداء من تأسیس الجماعات التکفیریة یتمثل فی إثارة الحرب الطائفیة بین الشیعة والسنة، مضیفا: ان الله سبحانه وتعالى جعل أعداءنا من الحمقى، وهذا أدى الى عدم تحقق هدف أعداء الإسلام ای الحرب الطائفیة، وان شاء الله سوف لن یتحقق فی المستقبل کذلک.

وبیّن سماحة القائد ان الصمود هو رمز النصر امام التکفیریین المتوحشین، مضیفا: ان مواجهتهم، هی مواجهة ضد الظلم وتحریف الإسلام، والآن ایضا فإن أذیالهم أینما کانوا هم عملاء لأمیرکا والصهیونیة، ونحن سنقف فی مواجهتهم.

وعدّ سماحته الوحدة بین الأمة الأسلامیة وصمودها فی مجابهة الصهیونیة وسائر أعداء الإسلام، بأنها تمثل علاج آلام العالم الإسلامی والسبیل للوصول الى القوة والعزة، مؤکدا: ان القضیة الفلسطینیة الیوم هی فی مقدمة القضایا السیاسیة للأمة الإسلامیة، والجمیع مکلفون بأن یبذلوا جهودهم لتحریر الشعب الفلسطینی وإنقاذه.

واعتبر قائد الثورة، الذین یدعون انهم یریدون ان یعلنوا القدس عاصمة للکیان الصهیونی، فهذا ناجم عن عجزهم وفشلهم.. فأیدیهم فی القضیة الفلسطینیة مغلولة، ولا یمکنهم تحقیق أهدافهم، مضیفا: ان العالم الاسلامی لا شک سیصمد أمام هذه المؤامرة، وان الصهاینة بفعلتهم هذه سیتلقون ضربة کبرى، ولا شک فإن فلسطین الحبیبة ستتحرر بالتالی.

واشاد سماحة آیة الله الخامنئی (حفظه الله) بشجاعة الشعب الایرانی وبصیرته واستقامته، فی تجاوز العقبات الصعبة خلال قرابة العقود الأربعة الماضیة، وقال: لیعلم أصدقاء الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وأعداؤها فی أنحاء العالم، أن المشکلات القادمة ستکون أصغر من مشکلات العقود الأربعة الماضیة، وان الشعب الایرانی سیتمکن من إحباطها کلها بقوة أکبر، وسیرفع رایة العزة الإسلامیة على قمم أرفع.

الخميس, 07 كانون1/ديسمبر 2017 06:32

ترامب والقدس في أوهام صفقة القرن

المساعي الأميركية والإسرائيلية من أجل القضاء على كل ما يمت لفلسطين بصلة، ليست اختراعاً جديداً يقوم به ترامب بمباركة المسؤولين ومعظم الزعماء العرب. فقبل أسبوعين نشرت "بي بي سي" وثائق أفرجت عنها الحكومة البريطانية تعود إلى العام 1983، وهي تكشف عن قبول العديد من الزعماء العرب لنقل الفلسطينيين إلى سيناء وغزة وتهجير قسم كبير بجهود رونالد ريغان ومارغريت تاتشر.

تنديدات المسؤولين العرب بإقدام دونالد ترامب على نقل سفارته إلى القدس، تخطاها الرئيس التركي في لحظة جيّاشة حين هدّد بإمكانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لكن رئيس وزرائه بن علي يلدريم عاد على وجه السرعة إلى الواقعية التركية المعهودة، حين استهزأت إسرائيل بعنجهية أردوغان الذي يهدد بمسدس فارغ، بحسب تعبير رئيس معهد دراسات الأمن القومي، عاموس يادلين.

المسؤولون الآخرون يستعيدون عبارات متداولة على مرّ دهر المراهنة على ما يسمى مفاوضات عملية السلام وحل الدولتين. فحذّر الملك السعودي من ضم القدس إلى إسرائيل "من جانب واحد قبل التوصّل إلى التسوية النهائية".

وحذّر بالمثل أمين عام الجامعة العربية من "تقويض حل الدولتين وتعزيز التطرّف والعنف"، واعداً بإصدار الجامعة بياناً شديد اللهجة. ولعل مثل هذه الردود للمسؤولين العرب أدنى من تعليقات الصحف الغربية والأميركية (اندبنت، لوس انجلس تايمز...) التي رأت تهوّراً في الإدارة الأميركية، وهو ما شجبته فيدريكا موغريني التي هاجمها وزير الخارجية الإسرائيلي متهماً أوروبا بأنها "ترشق إسرائيل بالحجارة".

استهون بعض المفاوضين الذين نصحوا ترامب بتأجيل نقل السفارة، معلّلين خطوته بأنه يتصرّف بحسب مزاجه الشخصي الذي سيفرض عليه أن يتراجع فيما بعد، ولا يلغي هذه الأمر استمرارية واشنطن ركناً كبيراً من أركان عملية السلام. وكشف أحدهم بأن ترامب يخضع لابتزاز "شيلدون إدلسون" وهو أحد كبار مموّلي حملته الانتخابية مقابل وعد ترامب بنقل السفارة إلى القدس.

أبعد من التحليلات النفسية لشخصية ترامب المتقلّبة أملاً بذر الرماد في العيون وتهوين تصدّع المراهنة على أميركا وعلى عملية السلام، بات من المعروف أن قرار ترامب اتخذه رئيس فريقه إلى السلام في الشرق الأوسط، جاريد كوشنير، في سياق ما يُطلق عليه خطة "صفقة القرن" وفي إطار اللمسات الأخيرة لإطلاق هذه الخطة في بداية السنة المقبلة.

فمن المتوقع أن يُفصح كوشنير عن هذه الخطة الأسبوع المقبل في واشنطن أثناء الحوار السنوي بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بشأن "السلام في الشرق الأوسط" الذي ينظمه فريق البحث في "بروكينغر أنستيتيشن".

في الأسبوع الماضي كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن ملامح خطة صفقة القرن التي سيعرضها كوشنير ومساعده في فريق عملية السلام "جيسون غرينبلات"، وقد برز فيها ليس فقط ضم القدس إلى إسرائيل بل أساساً العمل على "إنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي" في تجاوز وإلغاء ما كان متعارف عليه في الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني والأرض والمؤسسات وأشكال الوجود التاريخي المعترف به.

فهذه البذرة للقفز فوق أي شكل من أشكال القضايا الفلسطينية جرى غرسها في الرياض أثناء الاحتفاء الباهر بما سمي "الشراكة الاستراتيجية الجديدة" التي باركتها العطاءات والمكارم الملكية. وقد صاغها كوشنير بعبارة الابتعاد عن معضلة انتظار تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي من أجل التطبيع العربي مع إسرائيل وإحلال السلام في الشرق الأوسط.

وعلى العكس من ذلك اعتماد التطبيع والسلام بين العرب وإسرائيل كمدخل للوصول إلى حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي تدريجياً.

في هذا الصدد أوضح موقع "ميدل إيست آي" أن الملك السعودي استدعى الرئيس الفلسطيني إلى الرياض للضغط من أجل قبول أبو ديس عاصمة لفلسطين والتعاون مع إسرائيل مقابل زيادة المساعدات السعودية من 7.5 مليون دولار في الشهر إلى حوالي 20 مليون دولار. وبحسب ما نقله الموقع عن شخصيات فلسطينية، لعب محمد بن سلمان الدور الأساس في هذا العرض على الرئيس الفلسطيني بدعوى اضطرار السعودية إلى الاعتماد على ترامب وإسرائيل من أجل الدفاع عن تهديد وجودي تمثّله إيران وأذرعها في المنطقة.

هذه المساعي الأميركية والإسرائيلية من أجل القضاء على كل ما يمت بفلسطين، ليست اختراعاً جديداً يقوم به ترامب وكوشنير بمباركة المسؤولين ومعظم الزعماء العرب. فقبل أسبوعين نشرت "بي بي سي" وثائق أفرجت عنها الحكومة البريطانية تعود إلى العام 1983، وهي تكشف عن قبول العديد من الزعماء العرب لنقل الفلسطينيين إلى سيناء وغزة وتهجير قسم كبير بجهود رونالد ريغان ومارغريت تاتشر.

ولم يطح الزعماء والمسؤولون بهذه المحاولات، بل أطاحت بها الشعوب وفطرة حق البقاء في الكون والتاريخ، فبن غوريون حلم منذ الأزل بإسرائيل قلب الأمة العبرية والقدس قلب قلبها، متوهماً في ذهنه صورة تعود إلى ما قبل التاريخ بثلاثة آلاف عام. لكن الوهم على هامش التاريخ.

قاسم عزالدين  كاتب لبناني وباحث في الشؤون الدولية والإقليمية

القوى الفلسطينية تعلن عن إضراب شامل في القدس الخميس، والرئيس الفلسطيني يعلن أنّ قرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس "لن يغير من واقع مدينة القدس"، ويشير إلى أنّ فلسطين أكبر من أن يغيّر قرار تاريخها.

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، يمثل إعلاناً للولايات المتحدة بالانسحاب من دورها في رعاية عملية السلام.

وأشار في كلمة له عقب خطاب ترامب إلى أنّ "الموقف العربي والإسلامي موحد لجهة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

الرئيس الفلسطيني قال "نحن بصدد دعوة المجلس المركزي لمنظمة التحرير لتأكيد الموقف الفلسطيني الموحد ووضع كل الخيارات أمامنا".

وأضاف أنّ فلسطين أكبر من أن يغيّر قرار تاريخها، لافتاً إلى أنّ "قرار ترامب لن يغير من واقع مدينة القدس".

بدورها، قالت منظمة التحرير الفلسطينية إنّ "قرار ترامب بشأن القدس يدمر أي فرصة لحل الدولتين".

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، عن إضراب شامل الخميس في القدس، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي، كما أفاد مراسلو الميادين عن تظاهرات احتجاجية على قرار ترامب انطلقت في عدد من المدن الفلسطينية فور انتهاء كلمة ترامب.

حماس: إعلان ترامب يفتح أبواب جهنم على المصالح الأميركية في المنطقة

وفي سياق ردود الفعل على قرار ترامب، ذكرت حركة حماس أنّ إعلان ترامب سيفتح أبواب جهنم على المصالح الأميركية، ووصفت القرار بأنه "اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني".

وقال القيادي في الحركة اسماعيل رضوان إنّ القرار من شأنه أن "يفتح أبواب جهنم على المصالح الأميركية في المنطقة"، داعياً الحكومات العربية والإسلامية إلى "قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الإدارة الأميركية وطرد السفراء الأميركيين لإفشاله".

وفي سياق متصل، اعتبر نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة زياد نخالة أنّ القرار الأميركي هو "إعلان حرب".

وذكر نخالة للميادين أنّ إعلان ترامب  هو "يوم للوحدة في مواجهة العدوان الواضح والذي لا لبس فيه على فلسطين ومقدسات الأمة"، مشيراً إلى أنه "يوم حداد للأمة ويجب النهوض لمواجهة الاستكبار الأميركي". وأضاف  نخالة"واشنطن دولة معتدية ولا رهان إلا على وحدتنا".

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إنّ قرار ترامب هو "إعلان حرب على الأمتين العربية والإسلامية"، مضيفاً أنه على العرب أن يطردوا السفراء الأميركيين من بلادهم.

ولفت في حديث للميادين إلى "أننا نريد أن نرى أفعالاً من العرب وليس أقوالاً"، منوهاً إلى أنه "على السلطة الفلسطينية الانسحاب من أوسلو رداً على ترامب".

فور إعلان الرئيس الأميركي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل" انهالت بيانات الإدانة والاستنكار من كل دول العالم، حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن لا بديل عن حل الدولتين، والرئيس الفرنسي أبدى رفضه لقرار ترامب واعتبره مناقضاً للقرارات الأممية، كما أدانت الخارجية الإيرانية والتركية والمصرية القرار الأميركي.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "لا بديل عن حل الدولتين ولا توجد خطة بديلة"، وأضاف "من اليوم الأول تحدثت بشكل واضح بأن أي قرار يهدد قضايا الحل النهائي سأقف ضده".

وأكد غوتيرش أن القدس من قضايا الحل النهائي التي يجب أن تراعي قرارات الأمم المتحدة، مشدداً على أنه سيبذل أقصى ما في وسعه "لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن فرنسا لا تؤيد قرار الرئيس ترامب "الأحادي" بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعا إلى الهدوء في المنطقة.

وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي في الجزائر "هذا القرار مؤسف وفرنسا لا تؤيده ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وشدد ماكرون على أن وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات..

في حين اعتبر مجلس الاتحاد الروسي قرار ترامب بشأن القدس "خرقاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة وحل الدولتين".

إيران وتركيا تنددان بالقرار الأميركي: غير قانوني وسيشعل انتفاضة جديدة

الخارجية الإيرانية سارعت إلى الإعلان أن القرار الأميركي "غير العقلائي والاستفزازي فيما يخص الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، يكشف عن النوايا المشؤومة لأميركا"، مضيفة في بيان لها أن "القرار الأميركي سيثير مشاعر المسلمين ويشعل انتفاضة جديدة".

وشددت الخارجية الإيرانية على أن القرار الأميركي سيفاقم التطرف والعنف، ومسؤولية ذلك "ستقع على عاتق أميركا والكيان الصهيوني"، وطالبت إيران كل الأوساط الدولية والبلدان المتنفذة خاصة المسلمة منها بمنع تنفيذ هذا الإجراء الأميركي، من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

رئاسة الجمهورية العربية السورية قالت عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إن مستقبل القدس "لا تحدّده دولة أو رئيس بل يحدّده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية التي ستبقى حيّة في ضمير الأمة العربية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

الخارجية التركية بدورها نددت "بالتحرك غير المسؤول للولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإٍسرائيل"، معتبرة أن قرار ترامب بخصوص القدس "غير قانوني وغير مسؤول". فيما تجمع بضع مئات من المتظاهرين خارج القنصلية الأمريكية في اسطنبول احتجاجا على بيان ترامب بشأن القدس.

من جهتها استنكرت الخارجية المصرية القرار الأميركي وأبدت رفضها أي آثار مترتبة عليه، وقالت "أكدت  مصر على أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة".

وأشارت إلى "قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظراً للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي".

وذكرت الوزارة أن القرار ستكون له "تأثيرات سلبية للغاية" على عملية السلام.

شيخ الأزهر بدوره حذر من التداعيات الخطيرة لقرار ترامب وقال إنه تجاهل مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.

الرئيس اللبناني ميشال عون قال إن قرار الرئيس الأميركي يهدد عملية السلام واستقرار المنطقة، وأضاف قرار ترامب "خطير ويهدد صدقية الولايات المتحدة كراعية لعملية السلام في المنطقة، وينسف الوضع الخاص الذي اكتسبته القدس على مدى التاريخ".

ولفت الرئيس عون إلى أن هذا القرار أعاد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الوراء عشرات السنين وقضى على كل محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم، محذراً مما يمكن أن يحدثه القرار الأميركي من ردود فعل تهدد استقرار المنطقة وربما العالم أجمع.

ودعا عون الدول العربية إلى وقفة واحدة لإعادة الهوية العربية إلى القدس ومنع تغييرها.

الحكومة الأردنية اعتبرت اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل "خرقاً للشرعية الدولية والميثاق الأممي".

وزير الخارجية القطري اعتبر أن قرار ترامب يشكل تصعيداً خطيراً وحكماً بالإعدام على كل مساعي السلام.

 

الرئيس الأميركي يعلن عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بشكل رسمي بالقدس "كعاصمة لإسرائيل"، ويؤكد في الوقت ذاته إن الولايات المتحدة ستدعم حل الدولتين في حال توصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى ذلك.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وقال "اتخذت قراراً أنه حان الوقت للاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل".

واعتبر ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض أنه "لا يمكن حل كل المشاكل من خلال الفرضيات الفاشلة نفسها"، وأن الإعلان اليوم "يشكل بداية لمقاربة جديدة تجاه النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وتابع "جرى تمرير قرار الكونغرس بشأن القدس كعاصمة لإسرائيل منذ 20 عاماً إلا أن الرؤساء السابقين تنازلوا عن الأمر"، وأضاف "الرؤساء السابقون اعتقدوا أن تأجيل الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل يساهم في الحل".

وادعى ترامب أن القدس هي "القلب النابض لديمقراطية تعتبر من الأنجح في العالم"، وأضاف "القدس عاصمة أنشأها اليهود في السابق وهي مكان الحكومة الإسرائيلية الحديثة".

واعتبر ترامب أن قراره هذا "لا يهدف إلى الابتعاد عن التزامنا بتسهيل اتفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وتابع "نحن لا نتخذ قرارات بشأن الحلول النهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. والولايات المتحدة ستدعم حل الدولتين في حال توصل الطرفان إلى ذلك".

ورأى ترامب أن الراديكالية تهدد الأجيال المستقبلية وأن أميركا تتصدى لذلك، وشدد على أنه حان الوقت للأصوات الشابة في الشرق الأوسط لتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة.

وأنهى ترامب كلمته بالتوقيع على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

 

ترامب أمام حكومته: قرار نقل السفارة إلى القدس تأخر كثيراً

وكان ترامب قال إن قراره بشأن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس "تأخر كثيراً". وأضاف في اجتماع لحكومته قبيل الإعلان الرسمي عن نقل السفارة "أعتقد أنه تأخر كثيراً.. رؤساء كثيرون قالوا إنهم يريدون فعل ذلك ولم يفعلوا".

المرتقب مساء الأربعاء سيتضمن اعترافاً بالقدس كعاصمة لإسرائيل سيجدد في الوقت نفسه دعم الإدارة الأميركية لحل الدولتين.

أكد الرئيس الايراني حسن روحاني بان ركائز الارهاب الرئيسية في المنطقة قد انهارت.

وفي كلمته اليوم الثلاثاء في ملتقى الوحدة الاسلامية الدولي المنعقد بطهران قال الرئيس روحاني، ان الشعب والجيش العراقي، الشعب والجيش السوري، الشعب والجيش اللبناني، وجميع الذين دعموا هذه الدول في مكافحة الارهاب، هم اليوم يشعرون بالسرور والشموخ لانهيار الركائز الرئيسية للارهاب في المنطقة.

واضاف الرئيس الايراني، ان القسم الاكبر من المؤامرة الكبرى التي خططت لها القوى العالمية والاستكبار والصهيونية ضد شعوب المنطقة قد اجهض، وبطبيعة الحال فان الطريق الذي يمضي فيه المسلمون ضد الارهاب يجب ان يستمر حتى اجتثاث جذور جميع عناصره واذنابه في المنطقة.

وتابع قائلا، ان الذين قاتلوا ضد الارهابيين في العراق وسوريا لهم الفضل الكبير في امن واستقرار المنطقة وفي اعناق شعوب العالم كله. ان هذا الارهاب لم يشكل تهديدا للمنطقة فقط بل للعالم اجمع، وكان يشكل تهديدا لاوروبا واميركا ايضا. لذا ينبغي على الذين يهمهم الامن والاستقرار العالمي ان يكونوا ممتنين وشاكرين للمقاتلين في الخط الامامي للمقاومة ضد الارهاب الا انهم بصدد اضعافهم والتآمر عليهم.

وقال الرئيس الايراني، انه في العام الماضي وفي هذا المكان وبهذه المناسبة تحدثنا معا وكنا مسرورين لتحرير مدينة حلب من يد الارهابيين ولقد قلت في كلمتي في ذلك الوقت باننا سنشهد قريبا انتصارات اخرى في مواجهة الارهاب.                      

وقال الرئيس روحاني، اننا اجتمعنا اليوم في هذه الظروف وقد تحررت الموصل وانهارت قواعد الارهاب وتم تحرير جميع المدن حتى مدينة البوكمال الحدودية الا ان الجانب المر الذي نشهده اليوم هو ان بعض دول المنطقة والدول الاسلامية تكشف اليوم عن تقاربها مع الكيان الصهيوني بكل صلافة.

واضاف، انه ان كانت بعض الدول خلال الاعوام الماضية تتباحث او تتعاطى وتتعاون في السر مع اعداء الاسلام في المنطقة فانها كانت تنكر ذلك لسانا على الاقل وان مثل هذه العلاقة كانت قبيحة ومستهجنة ومقيتة ومذمومة بحيث لم يكن هنالك مسؤول من الدول الاسلامية مستعدا ليقول للشعب صراحة بان اسرائيل صديقتنا والمقاومة في المنطقة عدوتنا.

وقال الرئيس روحاني، الا انهم للاسف يسعون اليوم لتبديل هذا المنكر الكبير الى معروف، لكنني بطبيعة الحال لا يساورني الشك بان شعوب المنطقة ومسلمي العالم سوف لن يسمحوا بتمرير هذا المخطط المقيت. فالشعب الفلسطيني العظيم والشعوب العظيمة في المنطقة والعلماء والنخب والمثقفين والشباب المسلم لن ينسوا ابدا عداء الصهيونية واحتلال ارض فلسطين وان امل الامة الاسلامية كان وسيظل تحرير القدس الشريف.

ونوه الى مؤامرات الاستكبار والصهيونية، ومنها تاسيس الجماعات الارهابية واطلاقها لتفتك بالشعوب واكد بان الجميع يعلم من هم الذين اسسوا القاعدة واضاف، ان الجميع يعلم من هي القوى التي اوجدت الارهابيين في شرق المنطقة، في افغانستان وباكستان وكيف نشروها في المنطقة. الكل يعلم من هم الذين زودوا الارهابيين بالمال والسلاح وقدموا لهم الدعم التقني والاستخباري. لقد ربوا الارهابيين لضرب الاخرين الا ان هؤلاء ارتدوا عليهم هم انفسهم.

ولفت الرئيس الايراني الى ان الاميركيين والصهاينة باطلاقهم الارهابيين في العراق وسوريا قد دمروا الحضارة وزرعوا الرعب والخوف واراقوا دماء الابرياء وهم بذلك قد فوتوا فرصة التنمية واللحاق بركب الحضارة الحديثة عدة سنوات.

وصرح بانه منذ بداية انتصار الثورة وكلما تمكنت الجمهورية الاسلامية الايرانية من المضي في طريق التقدم السمو خلق الاعداء مؤامرة ضدها لتفويت الفرصة عليها واضاف، انه حينما كانت بلادنا تتجاوز المشاكل الداخلية وكانت على اعتاب البناء والاعمار حركوا صدام ليشن حربا على الشعب الايراني لفترة 8 اعوام.

وقال الرئيس الايراني، انه وبعد الانتهاء من الحرب وانهماكنا بالبناء والعمار وفور ان شاهدوا النمو والتقدم المنجز في بلادنا قاموا باطلاق مؤامرة اخرى ضدنا وصوروا القضية النووية وكأنها تشكل تهديدا للمنطقة والعالم.

واضاف الرئيس روحاني، لقد شنوا حربا اقتصادية ضدنا اعواما طويلة واليوم حيث يرون ايران تمضي في مسار النمو والتقدم اخذوا يخططون لمؤامرة اخرى ضد ايران والمنطقة.

اليوم، وهو ذكرى ولادة خاتم الأنبياء (صلّى الله عليه وآله) حسب الرواية المشهورة لمحدّثي الشيعة؛ وذكرى ولادة الإمام جعفر الصادق (عليه الصلاة والسلام) في عام 83 من الهجرة، هو يومٌ عظيمٌ جدًّا للعالم الإسلاميّ.

لم تكن ولادة الرسول الأعظم مجرّد حدث تاريخيّ، بل كانت حدثَا مصيريًّا في مسيرة الإنسانيّة.

علامات الشرك والظلم تتزلزل في نقاط شتى من العالم
فالظواهر التي وقعت تزامنًا مع هذه الولادة الكبرى، كما يروي التاريخ، ما هي إلّا إشارات بليغة لمعنى هذه الولادة وحقيقتها؛ حيث يُنقل أنّ علامات الكفر والشرك في نقاط شتى من العالم تزلزلت، واختلّت أثناء ولادة نبيّ الإسلام الكريم (صلى الله عليه وآله).

فقد انطفأت عند ولادة الرسول (صلى الله عليه وآله) نار معبد فارس، بعد أن كانت متّقدة منذ ألف عام. وتهدّمت الأصنام التي كانت في المعابد، ودُهش الرهبان وخَدَمة المعابد الوثنيّة من هذه الحادثة. كانت هذه ضربة رمزيّة نزلت بالشرك والكفر والنـزعة الماديّة بفعل هذه الولادة. ومن جهة أخرى، تعرّض قصر جبابرة الإمبراطوريّة الإيرانيّة المشركين آنذاك، لحادث معيّن. حيث انهارت شرفات إيوان المدائن الأربع عشرة . وكانت هذه بدورها إشارة رمزيّة أخرى، تفيدُ أنّ هذه الولادة مقدّمة ومنطلق للكفاح ضدّ الطغيان والطواغيت في العالم. فذاك جانب المعنويّة وهداية البشر القلبيّة والفكريّة، وهذا جانب الهداية الاجتماعيّة والعمليّة للبشريّة: الكفاح ضد الظلم والطغيان، وضدّ سيادة الظالمين الباطلة على الناس. هذه هي الإشارات الرمزيّة لولادة الرسول (صلى الله عليه وآله).

ولادة الرسول الأكرم(ص): هدى من الضلال ونور من الظلمات
للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه الصلاة والسلام) في نهج البلاغة، العديد من العبارات في وصف الزمن، الذي ظهر فيه الرسول الأكرم وطلع كالشمس المشرقة. ومن ذلك قوله: "والدنيا كاسفة النور ظاهرة الغرور" . ما كان هناك نور في محيط حياة الناس، كانوا يعيشون في ظلمات: ظلمات الجهل، وظلمات الطغيان، وظلمات الضلال. طبعًا، كان نموذج ومظهر كلّ هذا الظلام تلك المنطقة نفسها، التي ولد فيها الرسول الأكرم ومن ثم بُعث فيها. أي، جزيرة العرب. كان لجميع الظلمات والضلالات والضياع نماذجها في مكّة،. وفي بيئة الحياة العربيّة في جزيرة العرب من أنواع الضلال الفكري والاعتقادي. وذلك الشرك المذلّ للإنسان، وتلك الأخلاق الاجتماعيّة العنيفة، وانعدام الرحمة وقسوة القلب: ﴿وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظلَّ وجهه مسودًّا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون . كان ذلك نموذجًا من أخلاق الإنسانيّة على عهد ولادة الرسول، ثم في زمن بعثته. "و كان بعده هدًى من الضلال ونورًا من العمى" . كانت البشريّة عمياء فتفتّحت عيونها. وكان العالم مظلمًا فتنوَّر بنور وجود الرسول (ص). هذا هو معنى هذه الولادة الكبرى، ومن ثمّ بعثة هذا الإنسان العظيم. لسنا نحن المسلمين فقط مدينين للمنّة والنعمة الإلهيّة، بسبب هذا الوجود المقدّس؛ بل الإنسانيّة كلّها مدينة لهذه النعمة.

هداية الرسول الأكرم(ص) نعمة إلهية ستعم الإنسانية جمعاء
صحيحٌ أنّ هداية الرسول العظيم، طوال قرون متمادية، لم تستغرق بعد البشريّة برمتّها، بيد أنّ هذا المصباح الوضّاء وهذا المشعل المتوهّج -موجود بين البشريّة؛ وهو يهدي البشر على مرّ السنين والقرون، تدريجيًّا نحو ينبوع النور. فإذا نظرنا في التاريخ بعد ولادة الرسول وبعثته (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فسنلاحظ هذا التدبير. سارت الإنسانيّة نحو القيم، وعُرِفت القيم. وهذا ما سينمو وينتشر تدريجيًّا، وتتضاعف شدّته يومًا بعد يوم، إلى أن ﴿يظهره على الدين كله ولو كره المشركون ؛ إن شاء الله، ليستغرق العالم كلّه، وتبدأ البشريّة سيرها الحقيقي في طريق الهداية، والصراط الإلهي المستقيم. والواقع أنّ حياة الإنسانيّة تبدأ منذ ذلك اليوم. وهو اليوم، الذي تكتمل فيه حجّة الله على الناس، وتضع الإنسانيّة أقدامها على هذه الجادة العظيمة.