
Super User
20 ك2 موعدا لبدء تنفيذ «جنيف»
اقترح خبراء إيران ودول مجموعة «5+1» تاريخ 20 كانون الثاني موعداً لبدء تنفيذ اتفاق جنيف حول الملف النووي الإيراني، بينما أكد كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي، إحراز تقدم في مفاوضات الخبراء الاثنين الماضي، مشيراً الى وجود عدة مسائل لم يتوصل الى تفاهم مشترك حولها حتى الآن.
وقال عراقجي، لوكالة «مهر» للأنباء حول اعلان دبلوماسيين غربيين أن اتفاق جنيف سيبدأ تنفيذه من يوم 20 كانون الثاني، «إن الخبراء أحرزوا تقدما جيداً في برنامج تنفيذ اتفاق جنيف، لكن لا تزال هناك بعض المسائل العالقة، التي لا تفاهم مشتركاً بشأنها حتى الآن». واضاف: «إن الاتصالات ستستمر بين الجانبين في غضون الأسبوع المقبل على الصعيد السياسي، ونأمل مع انتهاء المشاورات السياسية البدء قريباً بتنفيذ الخطوة الأولى».
وتابع عراقجي أن الخبراء «سيسلّمون خلاصاتهم الى نواب الوزراء والمدراء السياسيين، لأنه ما زالت هناك مسائل يترتب تسويتها على الصعيد السياسي»، مشيراً الى ان «الخبراء أنهوا عملهم».
وقال المسؤول الإيراني إنه سيعقد «على الأرجح لقاءً الاسبوع المقبل مع أولغا شميت» مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، التي تمثل مجموعة 5+1 في المفاوضات مع ايران.
وبعد يوم من المفاوضات بين خبراء إيران ومجموعة «5+1» انتهت فجر الثلاثاء الماضي في جنيف، أعلن رئيس وفد الخبراء الايرانيين حميد بعيدي نجاد، في تصريحات لوكالة الأنباء الايرانية الرسمية، أن «أحد أهم المقترحات التي جرى الاتفاق بشأنها بصورة مبدئية هو تحديد يوم 20 كانون الثاني، موعداً لتنفيذ برنامج العمل المشترك، الذي بطبيعة الحال ينبغي ان يحظى بموافقة المدراء السياسيين». وفي التاريخ نفسه سيجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل لإلغاء الحظر المفروض على ايران.
وقال نجاد «هناك حالتان او ثلاث حالات ليست ذات طابع فني، بل لها طابع سياسي مهم جداً، وبحاجة الى ان تخضع للدراسة والموافقة النهائية عليها على مستوى المسؤولين السياسيين».
نتنياهو: مصالحنا أساس أي اتفاق
رغم أنه عادة ما تُظهَّر المواقف والخطوات التي يقدم عليها اليمين المتطرف في إسرائيل، سواء داخل الليكود أو الأحزاب اليمينية الأخرى، على أنها جزء من محاولة إرباك المسار السياسي الذي يتبناه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلا أنها في كل الأحوال جزء من الأوراق التي يستفيد منها الأخير في مواجهة المطالب والضغوط الخارجية التي تطالبه بتقديم «تنازلات» على المسار الفلسطيني.
يأتي ذلك انطلاقاً من أن موازين القوى داخل الائتلاف الحكومي لا تسمح له بالذهاب بعيداً في هذا المجال، فضلاً عن أن خطوات كهذه تساعده في تقديم نفسه زعيماً يتبنى فعلاً استراتيجية التسوية مع السلطة الفلسطينية، من خلال ما يقوم من خطوات مضادة تهدف إلى كبح اليمين المتطرف.
ضمن الإطار نفسه، يندرج اعتراض نتنياهو على تصديق اللجنة الوزارية للتشريع على قانون ضم غور الأردن، وفي الوقت نفسه على تصويت وزراء الليكود لمصلحته. وبحسب صحيفة «هآرتس»، أوضح نتنياهو خلال جلسة لوزراء الليكود أن هذا القانون قد يُحدث ضرراً بإسرائيل. ولفتت «هآرتس»، نقلاً عن أحد الوزراء الذين حضروا الجلسة، أن نتنياهو لم يطلب منهم عدم التصويت، لكن تبين من كلامه أنه يتحفظ منه وليس راضياً عن التصويت عليه.
وأضاف نتنياهو، بحسب الوزير نفسه، أن المفاوضات التي تجرى الآن ليست قريبة من لحظة الحسم، ولهذا لا مكان لهذه الإجراءات، لأن المسألة تتصل بقرارات ينبغي أن تصدر عن الحكومة، ولا إمكانية لدفعها قدماً عبر تشريع خاص. وأكد نتنياهو في بداية اجتماع لكتلة «الليكود – إسرائيل بيتنا» في الكنيست، أمس أن «التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين سيكون بعد ضمان مصالح إسرائيل، وفق معادلة الأمن لإسرائيل ونزع السلاح من الفلسطينيين، وإذا تحقق ذلك يُطرح الاتفاق في استفتاء شعبي». وأشار إلى أن «اتفاقاً كهذا سيجري التوصل إليه فقط إذا اعتُرف بإسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي، وفقط إذا تنازل الفلسطينيون عن حلم العودة وباقي مطالبهم في مناطق الدولة اليهودية»، لافتاً إلى أن «الأهم من ذلك هو أن هذا سيكون ممكناً فقط إذا تمكنت إسرائيل من الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية مقابل أي تهديد، وفي جميع الأحوال فإنه إذا جرى التوصل إلى اتفاق، فسنطرحه في استفتاء شعبي».
وأضاف نتنياهو: «لدولة إسرائيل مصلحة استراتيجية في إجراء مفاوضات سياسية، وتمثل فيها أمام أعيننا مصالحنا الحيوية ومن ضمنها ضمان الاستيطان في أرض إسرائيل وأمننا».
من جهة أخرى، رأى وزير المالية، رئيس حزب «يوجد مستقبل»، يائير لابيد، أن الوقت قد حان لانفصال إسرائيل عن الفلسطينيين، مشيراً خلال كلمة أمام مؤتمر مجلة «كلكاليست» الاقتصادية، أن إسرائيل غير معنية بالزواج مع الفلسطينيين، بل تريد الانفصال عنهم، لكونها عاجزة عن استيعاب أكثر من 4 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
في سياق متصل، رأت وزيرة القضاء تسيبي ليفني، أن إسرائيل في السياسة التي تتبعها كمن يضع رأسه في الرمل وتعكس أنها منفصلة عن الواقع الدولي بأسره، محذرةً من النتائج التي ستلحق بإسرائيل. وفي ما يتعلق بتداعيات المسار الفلسطيني، قالت ليفني: «أستطيع القول لكم إن الصراع مع الفلسطينيين هو بمثابة السقف الزجاجي للاقتصاد الإسرائيلي، وعليكم أن تشاهدوا هذا الأمر جيداً، فمن دون حل هذا الصراع ستكون النتائج على الاقتصاد الإسرائيلي سلبية جداً، فالمقاطعة اليوم نحو بضائع المستوطنات، وفي الأيام المقبلة قد تكون ضد إسرائيل بأكملها».
وهاجمت ليفني مشاريع الاستيطان الجديدة متسائلة: «كيف يمكن توضيح موقفنا أمام العالم في الوقت الذي نقول فيه إننا مع حل الصراع على أساس دولتين لشعبين، وبنفس الوقت نطرح عطاءات للبناء في مستوطنات الضفة الغربية؟ كيف يمكن التعامل مع بعض الوزراء الذين يرون أن البناء في المستوطنات مثل البناء في اللد أو هرتسيليا؟ من الصعب توضيح هذا الموقف وهذا التناقض للعالم».
ورأت ليفني أن «المستوطنات ليست جزءاً من أمن إسرائيل، بل تلحق بها الضرر».
من جهة أخرى، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت»، أن الجيش الإسرائيلي يرى في الترتيبات الأمنية التي طرحتها خطة الجنرال الأميركي جون ألان، أنها لا توفر الرد الملائم للتهديدات القائمة والمستقبلية المحدقة بإسرائيل، وأنه بالرغم من عدم رفض إسرائيل للخطة بشكل تام، إلا أن الجيش يرى أن عدم استمرار الوجود العسكري في منطقة غور الأردن، سيحول الضفة الغربية إلى غزة، وأيضاً قد نبقى «عمياناً» إزاء الصواريخ الإيرانية.
وفي ما يتعلق بالعلاقة بين الترتيبات الأمنية والحدود، نقل الموقع أيضاً أن الجيش يرى أنه كلما كانت الترتيبات الأمنية معززة، نستطيع الذهاب في اتجاه مناقشة قضية الحدود مع الفلسطينيين، وما دام لا يوجد توافق على الترتيبات الأمنية، بما فيها الوجود المؤقت للجيش على نهر الأردن.
باريس تتصل بدمشق: ها قد عدنا يا علي مملوك!
باتت التنظيمات المسلحة المتطرّفة تمثل خطراً جدّياً على الدول التي لطالما سهّلت طريقها ودعمتها في سبيل إسقاط النظام السوري. هذا «الخطر المحدق» بفرنسا دفع الأخيرة الى إعادة فتح طرق التواصل مع سوريا، بعد ارتفاع عدد الجهاديين الفرنسيين
يوماً بعد آخر، يزداد الاهتمام الدولي بخطر المجموعات السورية التي تتأثر بتنظيم القاعدة، ما يدفع بعض الدول إلى تجاوز خطوطها الحمراء التي سبق أن رسمتها حول علاقتها بنظام دمشق. دول أوروبية عدة استعادت صلاتها بالنظام السوري. ليس ذلك مفاجئاً، في ظل الحاجة للحصول على معلومات عن المنظمات التابعة لـ «القاعدة»، التي تنتشر في أصقاع العالم، انطلاقاً من سوريا وإليها. وليس غريباً ذلك على دول، كألمانيا والنمسا وإيطاليا، التي لم ترفع صوتها عالياً لإسقاط النظام السوري. باتت هذه المعلومات متداولة على نطاق واسع، في الاوساط الدبلوماسية والامنية، لكن الجديد هو في العودة الفرنسية إلى مكاتب الاستخبارات السورية، ففيما رأت الولايات المتحدة الأميركية أن سوريا «مصدر عدم الاستقرار في المنطقة»، ربطاً بانتشار «المتطرفين» على أراضيها، كشف مصدر سياسي فرنسي «أن باريس أعادت فتح قنوات اتصال مع (رئيس مكتب الأمن الوطني السوري) اللواء علي مملوك، بهدف الحصول على معلومات عن الجهاديين الفرنسيين»، الذين يقاتلون في سوريا، حسبما نشرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية. ونقلت الصحيفة عن تقارير استخبارية أن قرابة ألف فرنسي انضموا إلى الجماعات «الجهادية» بين عامي 2011 و2013، لافتة إلى «انضمام هؤلاء والمقاتلين الأوروبيين إلى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام».
ظلام المعارضة
ميدانياً، فجّرت مجموعات معارضة خطوط الغاز التي تغذي محطتي كهرباء رئيسيتين قرب دمشق وحمص (في منطقة البيطرية في ريف دمشق، وفي بلدة الزارة في ريف حمص)، ما أدى الى انقطاع الكهرباء عن دمشق وحمص وكامل الجنوب السوري، واجزاء من محافظات حماه واللاذقية وطرطوس. وتسّبب التفجير باشتعال حريقين هائلين. وقال وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سليمان العباس في تصريح لـوكالة «سانا»: «إن الاعتداء الإرهابي على خط الغاز العربي في منطقة البيطرية، أدى إلى نشوب حريق وانقطاع الغاز عن محطات توليد الكهرباء بالمنطقة الجنوبية». وأشار إلى ان ورش الصيانة والإصلاح «توجهت إلى مكان الاعتداء للسيطرة على الحريق وعزل الجزء المتضرر من الخط».
من جهته، أعلن مصدر في وزارة الكهرباء «أن الاعتداء الإرهابي على خط الغاز المغذي لمحطتي توليد كهرباء تشرين وديرعلي أدى إلى انقطاع التيار عن المنطقة الجنوبية». وادى الاعتداءان إلى انقطاع الكهرباء عن دمشق والمحافظات الجنوبية والوسطى والمحافظتين الساحليتين.
في موازاة ذلك، تواصلت المعارك بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في مختلف المناطق الساخنة.
وفي مخيم اليرموك، أعلن عن وفاة أكثر من 25 شخصاً منذ بدء حصار المخيم، بسبب فقدان الأدوية والمواد الغذائية. وألغي المؤتمر الصحافي التي كانت تزمع «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــ القيادة العامة» عقده أمس بسبب التطورات الميدانية في المخيم، إذ لم تتوقف الاشتباكات في نهاية شارع اليرموك من جهة الحجر الاسود والحارات الاخرى المتصلة بشارع الثلاثين.
كذلك صعّد الجيش هجومه العسكري على تجمّعات المسلحين بالطائرات الحربية في دوما وحرستا. في المقابل، استهدف المسلحون القسم الغربي من المستشفى الوطني في مدينة جاسم بمحافظة درعا الجنوبية بنيران مدرعة، ما أدى إلى انهيار أجزاء كبيرة منه، وسقوط قتلى وجرحى وفقدان العديد من الأشخاص. وفي دير الزور (شرق سوريا)، نعت «جبهة النصرة» أميرها العسكري عبد الحميد العلي، إثر الاشتباكات مع الجيش السوري. على صعيد آخر، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان لها أمس، ان خمسة موظفين لديها «اختطفوا مساء الخميس من منزل تابع للمنظمة في شمال سوريا، من قبل مجموعة تريد على ما يبدو استجوابهم». وعلمت «الأخبار» أن المخطوفين هم سويدي ودانماركي وبلجيكي وسويسري وبيروفي، وان خاطفيهم ينتمون إلى مجموعة مسلحة تابعة للمعارضة. وجاء في البيان ان «منظمة اطباء بلا حدود على اتصال بكل الفاعلين وبعائلات الزملاء، وتبذل كل ما هو ممكن لاعادة الاتصال» بالخمسة من دون ان تعطي تفاصيل اضافية «لضمان سلامة زملائنا».
على صعيد آخر، وصف «الائتلاف الوطني» المعارض، حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، بأنه معاد لـ «الثورة السورية»، متهماً إياه بمشاركته «مراراً بالتعاون والتنسيق مع قوات النظام في قتل السوريين». وأنه يعمل بأجندات «غير وطنية، تتقاطع مع مصالح النظام السوري».
وفي تطورات قضية الأسلحة الكيميائية، غادرت سفن عسكرية نرويجية ودنماركية قبرص أمس متوجهة الى سوريا. وذكر المتحدث العسكري النرويجي لارس ماغني هوفتن أن السفن س تنقل الحمولات الأولى من الاسلحة المذكورة، تمهيدا لتدميرها على متن باخرة أميركية في البحر.
ويفترض ان تنضم سفن روسية وصينية الى السفن النرويجية والدنماركية في المياه الاقليمية السورية، لمواكبة عملية نقل الاسلحة الى ايطاليا، بحسب التدابير العملانية التي اتفق عليها الاسبوع الماضي في موسكو. وستجمّع المواد والعناصر الكيميائية في مرفأ اللاذقية، بموجب الخطة التي وافقت عليها السلطات السورية، ومجلس الامن الدولي، على ان تنقل الى ايطاليا، ومنها الى متن الباخرة الاميركية المختصة بتفكيك الاسلحة الكيميائية. ويفترض ان تنتهي عملية تدمير الترسانة السورية بحلول حزيران المقبل.
من حق إيران الاطلاع علي التحقيق مع الإرهابي السعودي ماجد الماجد
من حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإطلاع علي سير التحقيق مع الإرهابي السعودي ماجد الماجد قائد ما يسمي بـكتائب عبد الله عزام – فرع تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط، والمعتقل لدي الأجهزة الأمنية اللبنانية، لارتباط تنظيمه بالتفجير الإرهابي الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت مؤخرًا.
هذا ما أكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، في أكثر من حديث صحفي وإذاعي وتلفزيوني
في أعقاب الإعلان عن توقيف هذا الإرهابي العالمي المسؤول عن عدد كبير من الجرائم الإرهابية في العديد من دول المنطقة.
وكانت مخابرات الجيش اللبناني أوقفت الإرهابي السعودي الماجد الأسبوع الماضي بناءً علي معلومات استخباراتية أفادت أن الماجد دخل مستشفي جمعية المقاصد الإسلامية في بيروت والممولة من المملكة السعودية، بعد تدهور وضعه الصحي الناجم عن فشل إحدي كليتيه وتعطلها، مما كان يضطره لإجراء غسيل كلي بصورة دورية في المستشفي نفسه، واللجوء إلي إحدي الشقق السكنية في بيروت للراحة قبل أن يعود أدراجه، إلي مقره السري في عرسال بشمال لبنان أو في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في شرق مدينة صيدا (الجنوب).
ويعتبر الإرهابي السعودي ماجد الماجد المطلوب الأول في جريمة التفجير الإرهابي المزدوج الذي استهدف سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت في ۱۹ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وأسفر عن ۲۶ شهيدًا بينهم المستشار الثقافي الإيراني الشيخ إبراهيم الأنصاري، ونحو ۱۵۰ جريحًا، فضلاً عن مسؤوليته وتنظيمه عن عدد كبير من الجرائم الإرهابية الأخري في لبنان والمنطقة.
وبعد الإعلان عن توقيف الإرهابي السعودي طلبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبشكل رسمي من السلطات اللبنانية المشاركة في التحقيقات معه علي خلفية التفجير الإرهابي أمام السفارة الإيرانية.
وقال الوزير منصور في حديث لصحيفة النهار اللبنانية نشرته اليوم الجمعة: إنه يحق لممثل الأمن الإيراني الموجود في بيروت الاطلاع علي التحقيق مع ماجد الماجد لأنه مرتبط بما جري علي ارض إيرانية تابعة للسفارة، لافتًا إلي أنه سيحيل هذا الطلب اليوم علي كل من وزيري العدل والداخلية.
وفي حديث مع قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC) أعلن الوزير منصور أمس أن الجانب الإيراني طلب عبر مذكرة رسمية موجهة إلي وزارة الخارجية الاطلاع علي التحقيقات مع الموقوف ماجد الماجد باعتبار انه متهم بتفجيرين طالا أرضًا إيرانية (مقر السفارة في بيروت).
وقال منصور: يحق للإيرانيين الاطلاع علي التحقيق وطرح الأسئلة وتزويد الجانب اللبناني بالمعلومات طالما أن التفجير طال أرضًا إيرانية وأودي بحياة إيرانيين.
وجاءت تصريحات الوزير منصور كرد علي رفض المملكة السعودية طلب الجمهورية الاسلامية الايرانية المشاركة في التحقيق اللبناني مع الإرهابي السعودي ماجد الماجد قائد كتائب عبد الله عزام التي تبنت التفجير الإرهابي المزدوج أمام السفارة الإيرانية في بيروت، عبر شريط فيديو مصور للإرهابي التكفيري الفار الشيخ سراج الدين زريقات، تم نشره عبر صفحته علي شبكة تويتر في حينه.
وكشفت صحيفة الجمهورية اللبنانية، اليوم الجمعة، معلومات عن أن السلطات السعودية طلبت من لبنان رفض الطلب الإيراني بحجة أن الإرهابي ماجد الماجد هو مواطن سعودي، زاعمة أيضًا أن هذا الأمر قد يخلق أزمة إضافية في العلاقات بين طهران والرياض.
وأشارت الجمهورية إلي إمكانية إحراج لبنان بين دولة تطالب بالمشاركة في التحقيق وأخري (السعودية) قدّمت هبة بقيمة ۳ مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني.
وفي حديث لصحيفة السفير نشرته اليوم الجمعة علّق السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، علي طلب الجمهورية الإسلامية الإيرانية المشاركة في التحقيق قائلاً: إن هذا الجانب يخص السلطات اللبنانية وخصوصًا أن السعودية لا تعرف متي دخل الماجد إلي لبنان، وجلّ ما نعرفه أنه مطلوب للعدالة السعودية واسمه مدرج ضمن ۸۵ اسمًا ينتمون إلي تنظيم القاعدة عمّمتهم السلطات السعودية.
وذكرت صحيفة الأخبار اليوم أنه بعدما طلبت إيران إشراك ضباط منها في التحقيقات مع الماجد ربطًا بإعلان مسؤولية الكتائب عن التفجيرين الانتحاريين ضد السفارة الإيرانية في بيروت، تلقت الاستخبارات الأميركية تقريرًا مفصلاً عن عملية التوقيف وعن وضعه الصحي، فيما طلبت السعودية رسمياً، أمس، تسليمها الماجد للتحقيق معه وإعادته إلي لبنان.
وقالت الأخبار: إنه فيما يشيع السعوديون بأنهم حصلوا علي موافقة لبنانية سريعة علي طلبهم، تفيد المعلومات بأن هناك مشكلة كبيرة تتعلق بقرار الترحيل. إذ إن المصادر الأمنية تتحدث عن إنذارات بالغة الجدية بأن تنظيم القاعدة بعث بها إلي جهات لبنانية يحمّلها مسؤولية تسليمه الي السعودية أو وفاته من دون توفير العلاج له.
وبحسب الأخبار، بادرت استخبارات الجيش اللبناني إلي فرض إجراءات حماية خاصة، وتم نقل الماجد إلي أمكنة لا يمكن لأنصاره الوصول إليها، وخصوصًا أن معلومات الجيش تفيد بأن هؤلاء مستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية بغية تهريبه من مكان احتجازه.
وكشفت الصحيفة انه بعد توقيف الماجد، عقد اجتماع خاص في مكتب قائد الجيش ضمّه وكبار ضباط الاستخبارات، وتم الاتفاق علي حصر معلومة توقيفه بفريق ضيق، وكيفية المباشرة بالتحقيق معه قبل تدهور صحته. كما خصص طاقم طبي للإشراف علي وضعه الصحي، فيما قالت مصادر أمنية، أمس، إنه لا معلومات جدية تم استخراجها من الماجد بسبب تدهور وضعه الصحي.
بدورها ذكرت صحيفة الديار اليوم أن التحقيقات الأولية مع زعيم كتائب عبد الله عزام في بلاد الشام ماجد الماجد كشفت عن اعترافه بتشكيل شبكات من الانتحاريين لاستهداف مراكز شيعية تابعة لحزب الله في كل المناطق اللبنانية، بالإضافة إلي تفجير الساحة اللبنانية.
وتوقعت الصحيفة صدور بيان رسمي عن الجيش اللبناني قريبا بشأن اعتقال الإرهابي السعودي ماجد الماجد بعد ظهور نتائج فحص الحمض النووي DNA، موضحة أن عينات الـ DNA التي أخذت من ماجد الماجد علي يد أطباء اختصاصيين في مستشفي بدارو العسكري وسط حراسة أمنية مشددة حيث يخضع الموقوف أيضًا لمعاينة صحية دقيقة، أرسلت الي السعودية حيث تم تسليمها إلي قسم مكافحة الإرهاب في المملكة. وستتم مقارنة هذه العينات مع عينات أقربائه وعينات تحتفظ بها السعودية من ذوي ماجد الماجد حيث ستتم مقارنتها مع نتائج فحوص الحمض النووي.
ولفتت الديار إلي أن نتائج الفحص النووي DNA ستصدر في السعودية وسيتم إبلاغ السلطات اللبنانية بها سريعًا بموجب عمليات التنسيق التي حصلت منذ توقيف السعودي علي الأراضي اللبنانية حيث سيتم تحديد هويته.
ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية قولها إن الماجد مصاب بالفشل الكلوي. وأكد أطباء عالجوه في مستشفي المقاصد انه لن يعمر طويلا بسبب انعكاسات ذلك علي نقاوة دمه، لافتة إلي أن هذا الإرهابي هو ثالث قيادي سعودي يتولي منصبًا كبيرًا في كتائب عبدالله عزام، سبقه صالح الفرعاوي وسليمان حمد الحلبي كخبيري متفجرات للكتائب واعتبرتهما الولايات المتحدة إرهابيين عالميين، لكنها لم تطلق هذه الصفة علي الماجد بعد.
تجدر الإشارة إلي أن القضاء اللبناني كان أصدر في العام ۲۰۰۹ حكمًا بحق الإرهابي السعودي ماجد الماجد يقضي بالسجن المؤبد، بتهمة الانتماء إلي تنظيم فتح الإسلام السلفي التكفيري الذي قضي عليه الجيش اللبناني بعد معارك طاحنة في مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان في ۲۰۰۷، استمرت علي مدي ۱۰۷ أيام وأسفرت عن سقوط ۱۶۰ ضابطًا وجنديً من الجيش اللبناني ومقتل أكثر من ۴۰۰ إرهابي من هذا التنظيم .
حذار قتل ماجد الماجد!
الحكايات كثيرة عما قام به السعودي ماجد الماجد، سواء خلال انخراطه في النشاط الواسع لتنظيم «القاعدة»، أو عندما تولى إمارة «كتائب عبد الله عزام»، وصولاً الى دوره في مساعدة قوات «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في سوريا. والأكيد، أن عشرات اللبنانيين والسوريين وغير العرب كانوا ضحايا أعمال إرهابية، كان للماجد دور فيها، تخطيطاً أو تمويلاً أو تجنيداً أو تجهيزاً.
الأمنيون الذين عملوا على ملف الرجل، يشهدون بأن حضوره قوي بين أنصاره ومريديه. وأن العاملين معه، نفذوا أعمالاً تدل على قناعتهم وإيمانهم به، الى حدود الاستعداد للتضحية بأنفسهم من أجله. وكان آخر الأمثلة، الفريق المؤلف من سبعة رجال على الأقل، الذي تولّى عملية تمويه لإعادة الماجد من رحلة علاجية في بيروت إلى مقر إقامته في مخيم عين الحلوة، أو أحد أحياء مدينة صيدا. كان مرافقو الماجد على علم بورود معلومات إلى الأجهزة الأمنية عن مرضه. وهذا ما زاد الشكوك لديهم، ودفعهم إلى اجراءات إضافية، بما في ذلك وضع خطط لإنقاذه إذا تعرّض لمحاولة اعتقال أو قتل. وخسر أربعة عناصر من هذا الفريق حياتهم، مقابل توفير «مناخ آمن» لانتقال الرجل.
الماجد، بحسب الخبراء في هذا النوع من التنظيمات، يملك أسرار مرحلة طويلة تمتد نحو عشر سنوات على الأقل من العمل المباشر. ومن رحلة قادته من السعودية إلى العراق فسوريا ولبنان، كما كانت له جولات في أفغانستان وباكستان. وهو تعرّف على عدد غير قليل من الكوادر الذين التحقوا بتنظيم «القاعدة»، وكان له دوره المحوري في إعادة جمع أعضاء في أطر لامركزية قامت بعد احتلال أميركا لأفغانستان، وتشتت الجسم القيادي لـ «القاعدة».
المعلومات المفترض أنها في حوزته، تشمل الكثير عن فريق كبير من الكوادر، وعن آليات العمل، وعن شكل الخلايا النائمة وأهدافها، وعن التعديلات التي طرأت على العمل بعد الغزو الأميركي للعراق، ثم بعد نشوب الأزمة السورية، كما له معرفة عميقة بآلية وصول الأموال إلى قادة التنظيم وأفراده، وكذلك حول وجهة الانفاق، وحول عناوين سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية ساعدت التنظيم على الحركة في أكثر من مكان، وخصوصاً في لبنان. وهو من أكثر العارفين بجدول «الرحلات الجهادية» الى سوريا قبل نشوب الأزمة وبعده. ولديه أيضاً سجل حول عمليات التجنيد المكثفة التي جرت مع شبان كانوا في فلك الشيخ أحمد الأسير. والأهم أن الماجد، برغم مرضه، ظل على تواصل مع الخلايا التي طلب إليها بدء العمل ضد حزب الله والجيش اللبناني في كل المناطق اللبنانية. ويملك الرجل كل شيء، ربما، عن «بنك الأهداف» الموجود لدى جماعته. وهو فوق كل ذلك، يعرف الأسرار الأهم، حول التقاطعات مع أجهزة وحكومات عربية وغربية، ولا سيما رجال آل سعود في بلاد الشام والعراق.
وبقدر ما كان الماجد هدفاً كبيراً ومركزياً، عملت عليه أجهزة كثيرة في العالم وفي دول المنطقة، وبقدر ما كان توقيفه إنجازاً كبيراً بمعزل عن أسباب نجاحه، فإن ضباباً كثيفاً يلف حالته اليوم، ما يستدعي احتمال القول: إن اعتقاله كان أمراً صعباً على من تولى المهمة، وانه صار عبئاً!
منذ توقيفه ليل الخميس ما قبل الفائت على يد دورية من استخبارات الجيش اللبناني داخل سيارة اسعاف على طريق بيروت ـــ شتورة، لجأ الجيش إلى الصمت المطبق. وربما هذا تدبير تقليدي في عالم أجهزة الأمن، وخصوصاً أن الصيد له خصوصية، وقد تحتاج المؤسسة العسكرية إلى وقت لاتخاذ الاجراءات المناسبة لتأمين مكان توقيفه، وابقائه بعيداً عن أعين وأيدي من لا يريدونه في السجن حياً... أو يريدونه ميتاً!
لكن بعد تسرب الخبر، ظل الغموض يسيطر على اداء الجيش. تصريحات وتسريبات ومعلومات متضاربة، تعود كلها إلى خلاصة واحدة: من الذي يقلق من جراء هذه الخطوة؟ وقد وصل الأمر بعناصر جهاز أمني آخر غير الجيش الى التعبير عن حالة القلق بالقول: جيد انه في قبضة الجيش، فلو كان مع غيره، ولا سيما مع فرع المعلومات، وأصابه سوء، لما كان أحد في العالم سيصدق انه في وضع صحي صعب يقود الى موته!
اليوم، يقف كثيرون في الدولة أمام استحقاق كبير. شائعات كثيرة وتسريبات غير صحيحة تنتشر حول صحة الماجد. من القول انه دخل في غيبوبة شبه كاملة منذ ما قبل توقيفه (وهذا غير صحيح)، الى القول انه واجه تردياً متسارعاً خلال الأيام التي تلت توقيفه، وانه في وضع لا يتيح الاستماع إليه أو استجوابه، وان هناك مؤشرات تقود الى احتمال دخوله في «كوما»، أو أنه يعيش ساعاته الأخيرة.
لكن، ثمة أسئلة ولفت انتباه، من الضروري رفعها الآن، في وجه المسؤولين عامة، لكن في وجه الجيش أساساً، وفي وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي، ومدير الاستخبارات العميد ادمون فاضل، وآخرين في الدولة:
إن حياة الماجد، والوصول الى كنز أسراره، يساويان الكثير الكثير. وان أي محاولة، من قبل جهات خارجية، تأتي على شكل توصيات أو تمنيات أو إشارات للتخلص منه، ستكون الإشارة الأكثر سلبية، وستنعكس على الجيش، وعلى سمعة قيادته، وعلى الوضع الأمني في لبنان. وان مجرد الاستماع الى «السعوديين الجدد» في لبنان، سيرسم علامة استفهام كبيرة حول أمور تتجاوز المصالح الذاتية والآنية. ان ترك الماجد يموت، أو عدم القيام بما يلزم لابقائه على قيد الحياة، سيكون الجريمة الأكبر، التي تساوي جرائم الإرهاب التي قام بها الماجد ورفاقه. وثمة جمهور في لبنان، ولا سيما جمهور المقاومة الموجود اليوم على مهداف هذا التنظيم، سيكون في حال إهمال الماجد، أمام استحقاق الموت المفتوح...
لا شيء يمنع رفع الصوت عالياً والقول: أنقِذوا حياة الماجد، واعملوا على توفير كل مستلزمات بقائه حياً... وحذار، حذار من تركه يموت، مرضاً أو قتلاً!
غطاء أميركي ودعم أردني للعملية العسكرية في الأنبار
بالرغم من مئات السيارات المفخخة التي انفجرت في مختلف أنحاء العراق، وآلاف الشهداء والجرحى الذين كانوا يسقطون في كل شهر، خلال الفترة الأخيرة، لم تتبنّ الحكومة العراقية توجهاً هجومياً من النوع الذي تنفذه هذه الأيام في الأنبار. ليس لأن الأمر لم يكن ضمن جدول أولوياتها، ويمثل مطلباً طاغطاً على الصعيد الشعبي والسياسي الداخلي، بل لارتباطه على نحو مباشر بهامش الحكومة في المبادرة العملانية ربطاً بالعديد من الاعتبارات السياسية الإقليمية والدولية، فضلاً عن حاجتها إلى العديد من عناصر القدرة المطلوب توافرها.
وبناءً عليه، ليس من الصعوبة التكهن بأن العملية العسكرية التي بادر إليها المالكي ما كانت لتجري لولا التقارب الأميركي الإيراني الأخير، رغم اقتصاره على الملف النووي، ولولا تبدل المقاربة الأميركية، تبعاً لذلك، في الرهان على المنظمات المتفرعة عن «القاعدة» في مواجهة محور إيران سوريا، ومعه العراق، وخاصة بعد فشل كل محاولات إسقاط النظام في سوريا.
هذا الفشل وضع الولايات المتحدة، أمام واقع مركب في سوريا: فمن جهة حافظ نظام الرئيس بشار الأسد على قدر من القوة العسكرية التي تبقيه مصدر قوة لمحور المقاومة، وبالتالي فشلت محاولة إضعاف المقاومة وإيران بالمستوى الذي يسمح باحتوائهما. ومن جهة أخرى، تحولت الكثير من المناطق التي انحسر عنها النظام، إلى بؤر لهذه المنظمات التي لو تكرست فسوف تمثل خطرا على المصالح الأميركية والغربية، في المنطقة والعالم، في استنساخ للتجربة الأفغانية الطالبانية.
هذا الواقع، مقرونا، بتطورات تتصل بالملف النووي الإيراني، الذي وإن كان مضمونه موضعيا ومحدوداً، إلا أن ظلاله التي أرخت نفسها على بقية الساحات، ومنها العراق، مثلت أرضية أسهمت في بلورة رؤية أميركية مختلفة إزاء كيفية التعامل مع «القاعدة» بفرعيها السوري والعراقي، باعتبار أنهما يتغذيان من بعضهما بعضاً.
يتضح، بناء على ما تقدم، أن البعد المحلي للهجوم الذي تشنّه القوات العراقية ضد الفصائل الإرهابية في الأنبار لا يمكن فصله عن المناخ الإقليمي والدولي الذي نشأ بعد الانعطافة الأميركية باتجاه إيران. وإذا كان من الطبيعي توقع أن تترك معركة الأنبار، ونتائجها، أثراً مهماً في وضع التنظيمات الرديفة للقاعدة على الساحة السورية، فإن السؤال الذي يبقى مفتوحاً هو حول امتداد الضوء الأخضر الأميركي في محاربة هذه التنظيمات باتجاه بلاد الشام. سؤالٌ لا يبدو أن ما يحصل في العراق يمثل، حتى اللحظة، منطلقاً للإجابة عنه، وخصوصاً أن واشنطن ما زالت تحتاج، في هذه المرحلة، إلى المحافظة على العديد من الأوراق الإقليمية، ومن ضمنها المعارضة السورية المسلحة، في وجه محور المقاومة، الذي يزال الكباش معه عنوان سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.
وبحسب مصادر متابعة للوضع الميداني، فان اجتماعات عدة عقدت بين القيادة العراقية وجهات من بينها الولايات المتحدة، التي قدمت معلومات استخبارية مهمة، وكذلك الاردن، الذي «تعهد» عدم تقديم اي عون للمجموعات المسلحة، وعرض في اجتماع امني عقد في عمان مع العراقيين، أن يقوم بوساطة مع عشائر الانبار ان ارادات الحكومة ذلك.
وتكشف المصادر ان التجديد للاتفاقية الامنية الاميركية – العراقية كان شرطه تقديم كل الدعم في معركة قاسية ضد مجموعات القاعدة في غرب العراق، لكن المصادر تشير الى ان الاميركيين رفضوا ان تتمدد العمليات العسكرية العراقية صوب الحدود مع سوريا، او الدخول الى الاراضي السورية او حتى قصف اهداف لهذه المجموعات داخل سوريا. علما ان السلطات السورية قدمت العون حول تجمعات ومعسكرات للتكفيريين، وهي كانت مستفيدة بقوة من العملية العسكرية للجيش العراقي، التي استهدفت ممرات للالاف من المقاتلين الاجانب الذين يقودون الاعمال الارهابية في سوريا تحت رايتي «داعش» و«جبهة النصرة».
العشائر تحسم
ميدانيا، استعادت الحكومة العراقية السيطرة على منطقتي الفلوجة والرمادي بعد معارك قاسية ضد مجموعات «القاعدة» بمشاركة من ابناء الانبار. النتيجة ما كانت ممكنة لولا اشتراك عشائر الأنبار مع الجيش في الميدان. وهي خطوة جاءت بعد تفاهم بين زعمائها وحكومة نوري المالكي مساء أول من أمس. المؤشرات كلها تتحدث عن ساعات لحسم المعارك في هاتين المدينتين على نحو نهائي، قبل ملاحقة بقية مجموعات «القاعدة» في صحاري الأنبار، حيث لا يزالون يسيطرون على مدينتي القائم وراوة، وحيث التقديرات تشير الى صعوبات تواجه المهمة هناك بسبب تغلغل هؤلاء في صفوف السكان.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تهب فيها العشائر نصرة للمركز. سبق أن حصل ذلك في أواخر 2007 وبداية 2008. وقتها تولت العشائر «تحرير» منطقة الأنبار من جميع عناصر «القاعدة» تحت لواء ما عرف يومها بـ«الصحوات»، وهي ميليشيات أنشئت برعاية أميركية كجزء من تسوية استهدفت فتح الطريق أمام أهل المناطق الغربية للمشاركة في العملية السياسية. وقتها وُضعت العشائر بين سندان التكفيريين، الذين أعلنوا في تلك المناطق «دولة العراق الإسلامية» مع كل ما رافق ذلك من ممارسات ارهابية غير مسبوقة في العراق، ومطرقة حكومة بغداد، فاختارت الأخيرة. تجربة نجحت في استئصال التكفيريين من المنطقة، لكنها أخفقت في دمج العشائر في النظام الجديد الذي سرعان ما أوقف رواتب معظم عناصر تلك الصحوات ولم يف بوعود إدخالهم في المؤسسات العسكرية كما وعد.
وكأن التاريخ يعيد نفسه. حالة الإحباط التي أصابت أهالي الأنبار (يتولى الاعلام الغربي والعربي تعريفهم بالعرب السنة) ما كان يمكن أن تبقى مكبوتة، ولا سيما بعد فشل «القائمة العراقية» في تأليف حكومة واستعادة السلطة المفقودة، برغم فوزها بالعدد الأكبر من مقاعد برلمان 2010. مطالب كثيرة رفعت ووعود أكثر أعطيت لمن ارتضى من زعماء تلك المنطقة التعاون مع حكومة المالكي، من دون أن تلبى. إلى أن جاءت الأحداث السورية، وما رافقها من تأزم إقليمي تفجر تكثيفاً للاعمال الارهابية في بغداد وغيرها من مدن الوسط والجنوب، واعتصامات في المناطق الغربية.
اضطرابات بلاد الشام أعادت التكفيريين إلى المنطقة، مقاتلين وسلاحا وأموالا، والاعتصامات أعادتهم إلى الشوارع ووسط الأهالي. الترجيح الغالب بأن العشائر أرادت، على ما يفيد مطلعون، استخدام هؤلاء المقاتلين للضغط على المركز من أجل تحقيق المطالب. أرادتهم عصا تضرب بها خصومها السياسيين. اتجاه عززته التعبئة الطائفية التي تشهدها البلاد بتحريض ورعاية اطراف خارجية تتقدمها السعودية، التي حاول الغرب الاستفادة منها في معركة اسقاط حكم بشار الاسد، لكن يبدو ان المشكلة الرئيسية تنطلق من كون العشائر غير قادرة على الانسجام مع نهج «القاعدة» فكرا وممارسة، ولا التنظيم قادر على التعايش مع بيئة من دون أن يسعى إلى الهيمنة عليها والتحكم في أبنائها. فانفجر الخلاف مجدداً. صحيح أن عشائر المنطقة تجهد لاستعادة نفوذها كما كان عليه أيام الرئيس الراحل صدام حسين، وهو طموح يصطدم بطريقة نوري المالكي في ادارة السلطة والحديث الدائم عن هيمنته على القرارات كافة، لكن حالما وجدت العشائر نفسها مضطرة إلى الاختيار بين المالكي و«القاعدة»، كان خيارها الطبيعي تفضيل الأول. وهو الذي جعلها تستدعي الجيش وقوات الشرطة لطرد التكفيريين من شوارعها. ولعل حالة الارتباك التي أصابت النواب المستقيلين الـ44 خير مؤشر. إلى جانب من يقفون: المؤسسة العسكرية أم التكفيريين؟
ماذا عن الدور السعودي؟
النفوذ السعودي بين اهل الانبار كبير جدا. وادواته الأموال المتدفقة من المملكة الوهابية الى غرب العراق، لكنها أموال ذهبت في معظمعها الى «المقاتلين الغرباء» عن المنطقة. استعراضهم العسكري في الرمادي والفلوجة قبل يومين خير شاهد. كل تلك المعدات العسكرية التي جابت الشوارع تدل على وجود تمويل غير عادي ويأتي من دول. واهل الانبار بعرفون ان من يمول يريد استخدام هذا السلاح اليوم في مكان اخر، والمقصود واضح: انها معركة سوريا.
تريد الرياض الأنبار عمقاً استراتيجياً لمعركتها في سوريا، وتريد من أبناء المنطقة الذهاب للقتال في بلاد الشام. وهو ما تبين انه مرفوض بقوة من قبل غالبية شيوخ العشائر. هؤلاء يرمون من كل تحركهم استعادة موقعهم في بغداد لا الموت على أسوار دمشق. الغلبة كانت لمصالحهم الخاصة. اقتنعوا على ما يبدو بأن السعودية تريد أن تقاتل الأسد إلى آخر قطرة من دماء أبنائهم.
أمير قبائل الدليم في الأنبار الشيخ علي الحاتم يعد استثناءً. فهو رأى أن «أقاويل المالكي حول وجود القاعدة في ساحة اعتصام الأنبار كاذبة». وشدد على أن «المالكي هو من اتخذ قرار الحرب، لكن قرار انهائها ليس بيده، إلا بعد أن نأخذ كافة حقوقنا المشروعة ويُطلق النائب المخطوف أحمد العلواني»، لكن حتى الحاتم أكد «أننا لن نسمح برفع أي راية غير راية العشائر تحت مسمى الجهاد وأية مسميات أخرى».
اللافت أيضاً كان في اجماع خطباء الجمعة أمس، سنة وشيعة على دعم العملية العسكرية في الأنبار. خطيب كربلاء أحمد الصافي أكد أن «مكافحة القوى الظلامية والإرهاب الذي لا يعرف إلا القتل، مهمة وطنية لا تختص بطائفة دون أخرى». وامام جمعة النجف صدر الدين القبانجي حذر من تسرب عناصر «داعش» إلى المحافظات المحيطة بصحراء الأنبار.
بدوره، حذر إمام وخطيب جامع الكيلاني محمود العيساوي، من أن العراق بات يقف على مفترق طرق يستدعي من الجميع وقفة جادة، وفيما دعا اهالي الأنبار إلى حماية ومساندة القوات الامنية، طالب عناصر الشرطة المتخلفين إلى الصمود والالتحاق بواجبهم.
خطيب صلاة الجمعة الموحدة في ساحة الاعتصام في سامراء الشيخ حسين غازي مثل استثناء بتأكيده أن «عشائر العراق من الجنوب إلى الشمال ترفض ما تقوم به الحكومة من زج للجيش لمقاتلة اخوانهم في الأنبار».
ساعات حرجة
بعد إعادة سيطرة القوات العراقية على مدينة الرمادي، ينتظر أن تُحسم في الساعات المقبلة المعركة في مدينة الفلوجة بعد انتهاء الاستعدادات للمعركة «الحاسمة».
وأعلن محافظ الأنبار احمد خلف الدليمي، في بيان أمس، أن «اعداداً كبيرة من ابناء العشائر أنهوا استعداداتهم لمساندة قوات الشرطة»، مشيراً إلى أن «الساعات القادمة ستشهد تحركنا للقضاء على المجموعات المسلحة»، فيما اعلن المستشار الاعلامي لجهاز مكافحة الارهاب سمير الشويلي أن القوات الامنية سيطرت على 75% من قضاء الفلوجة، لافتا الى ان الفرقة الذهبية تستعد لعملية عسكرية نوعية لطرد مسلحي «داعش» من القضاء. واضاف «نفذنا اليوم (الجمعة) سبع عمليات نوعية في قضاء الفلوجة تمكنا خلالها من قتل 15 قناصا من جنسيات عربية مختلفة، تلقوا تدريباتهم في افغانستان وسوريا»، مشيراً إلى أن «هناك تسابقاً بين قوات الجيش والشرطة والعشائر في مواجهة الجماعات المسلحة». بدورها، أعلنت قيادة عمليات الأنبار، أمس، أن القوات الأمنية قصفت تجمعاً لأكثر من 150 إرهابياً في منطقة عامرية الفلوجة وكبدتهم خسائر فادحة، فيما أشارت إلى رصد تعزيزات لعناصر تنظيم «داعش» في بعض مناطق محافظة الأنبار.
وذكرت مصادر في الشرطة ومستشفى الفلوجة إن ٣٢ شخصاً قتلوا وجرحوا بقصف استهدف أحياء متفرقة من المدينة.
وكان تنظيم «داعش» قد أعلن رسمياً أول من أمس مدينة الفلوجة «إمارة إسلامية» له بعد يومين على سيطرته التامة على جميع احيائها في أعقاب انسحاب الجيش منها.
وبعد سيطرة القوات العراقية على مدينة الرمادي، تجددت الاشتباكات بين مئات المسلحين الإسلاميين الذين يرتدون ملابس سوداء ويرفعون أعلام «القاعدة» ويستخدمون أسلحة آلية وشاحنات مزودة بمدافع مضادة للطائرا، ورجال العشائر في شوارع.
وقال شيخ عشيرة «لا مجال للسماح للقاعدة بالاحتفاظ بأي موطئ قدم لها في الأنبار»، مضيفاً إن «المعركة ضارية وليست سهلة نظراً لأنهم يختبئون في مناطق سكنية».
وقال شهود عيان إن مسلحين اسلاميين في الفلوجة استخدموا مكبرات الصوت بعد صلاة الجمعة ليدعوا المصلين لمساندتهم في صراعهم.
وأضافوا أن رجال العشائر لم يشتبكوا مع المسلحين في الفلوجة، لكنّ مسلحين ملثمين يسيطرون على أجزاء كبيرة من المدينة وأقاموا عدة نقاط تفتيش بها.
بدوره، اعلن رئيس مؤتمر صحوة العراق، الشيخ احمد ابو ريشة، أمس مقتل 62 من عناصر «القاعدة» بينهم امير التنظيم في الأنبار ابو عبد الرحمن البغدادي، غرب بغداد، خلال الاشتباكات. وأضاف ابو ريشة أن قوات العشائر والشرطة «استطاعت حتى الان تطهير قرابة 80 بالمئة من مدن الانبار وتواصل ملاحقة عناصر القاعدة من منطقة إلى اخرى».
محمد (ص) رسول الإنسانية والحرية
ماذا فعل النبي محمد (ص) حتى أصبح عظيماً بهذه الدرجة..
ماذا صنع محمد (ص) للانسان في تلك الفترة من حياته.. حتى نجد أن البشرية كلما يبرز فيها عظماء عباقرة ومفكرون شخصيات تحولوا إلى أقزام بين يدي ذلك العملاق.
حتى يقول فيه البروفسور (ستوبارت):
(إنه لا يوجد مثال واحد في التاريخ الإنساني بأكمله يقارب شخصية محمد!)
(إلا.. ما أقل ما امتلكه من الوسائل المادية وما أعظم ما جاء به من البطولات النادرة، ولو إننا درسنا التاريخ من هذه الناحية، فلن نجد فيه اسماً منيراً كاسم النبي العربي، الذي قدمه للبشرية سابقاً..؟).
وهل لا زالت أمتنا تتمكن أن تستفيد من هذا الذي صنعه الرسول في حياته إذا عرفنا إن الشيء الذي قدمه الرسول للانسانية هو إتيانه بدين جديد شأنه شأن سائر الأديان التي جاء بها الأنبياء قبله، مثل موسى وعيسى..؟
فأنه في هذه الحالة يبقى سؤال انه لماذا أصبح إذن محمد (ص) سيد المرسلين وخاتم الأنبياء..؟
ما هي هذه الميزة الموجودة في خاتم الأنبياء التي لا توجد في غيره ممن سبقه..؟
وإذا اعتبرنا محمداً (ص) كأي مصلح آخر جاء إلى شعبه وأنقذهم من التخلف والانحطاط والحرمان، وأوجد لهم حياة حرة ينعم فيها الناس بالرضاء والمحبة والوئام.
فإذن يجب أن يكون شأنه ـ في هذه الحالة ـ شأن سائر المصلحين الاجتماعيين وهو أن يأتي فترة ويحكم ويحتل صفحات معينة من التأريخ ثم يمر عليه زمن وتطوي تلك الصفحات، وينسى ذلك المصلح، ويخرج من ذاكرة الزمن والأجيال الجديدة إلا أللهم مَن كان همهم هم دراسة التأريخ ورجاله ومَن أراد أن يراجع أوراق التاريخ الصفراء ويقرأ سطورها المنسية فيعثر على اسم رجل كان في فترة كذا وعمل كذا..
إذن ما الداعي إلى أن يعيش محمد (ص) في حياة الناس اليومية.. ويعاصر الزمن ويبقى الناس يرددون اسمه كل يوم؟؟
وهل يحتاج محمد (ص) أن يدخل في حياة الانسان اليومية إلى هذه الدرجة حيث يصاح باسمه كل يوم عشرات المرات.. ويذكر ويصلى عليه؟ وماذا فعله محمد (ص) حتى يظل إلى هذه الفترة يعيش مع الأجيال المتجددة ويحتفلون كل سنة بمولوده ومعراجه وهجرته.. وحروبه وغزواته؟؟
واليوم حيث يطل القرن الخامس عشر على هجرته فتتحول الدنيا إلى مهرجان احتفالاً بهذه المناسبة، نحن نعرف بأن أشخاصاً عظماء زاروا الحياة فترة وعملوا ما عملوا وأنجزوا أعمالاً ضخمة، لكنهم نتيجة قدم الزمن ومرور الأيام والعصور تحولوا إلى فسيفساء جميلة تزين جدار التأريخ وتحولوا إلى مواد أثرية.. أو أساطير مدونة في الكتب التاريخية!
مثل الإسكندر المقدوني المعروف بذي القرنين.. أو سقراط وأفلاطون ونابليون وغاليلو وكوبرينك ونيوتن وأديسون وانشتاين وغيرهم من العلماء والمخترعين والملوك والفاتحين.
إلا أن محمداً (ص) الوحيد الذي يشارك الناس في حياتهم اليومية، ويجوز هذا الذكر الخالد والمعاصرة اليومية لحياة المجتمعات الحديثة.
إنه جزء محسوس من حياة المسلم العادية.. فتراه يصبح على ذكر محمد (ص) ويمسي على ذكر محمد (ص) ويلهج على ذكر محمد (ص).
إنه الانسان الوحيد الذي يعيش في كل زمان وفي كل مكان، لا تخلو أرض من ذكره ولا تخلو لحظة واحدة عمن تلهج شفتاه باسمه المبارك، هل هناك سر..؟
وهل أن محمداً (ص) لا زال حياً بفعل الأمر الذي صنعه للحياة وبفضل الشيء الذي قدّمه للانسان.؟
ويا ترى ما هو؟ وماذا عمل النبي محمد (ص) حتى يستحق كل هذا المجد والخلود؟ وماذا قدم ولا زال لأفراد البشرية.. حتى يتطلب من الانسان أن يذكره كل يوم ويستحضر شخصيته في عبادته وتوجهه لاستقبال كل يوم جديد؟
الجواب:
نحن الآن في عصر الصاروخ والكهرباء..
وفي عصر العقول الإلكترونية والنظريات العلمية الحديثة.
أي أن الانسان سد حاجاته المادية تقريباً، واكتفى من الناحية التكنولوجية والآليات المكانيكية. ويعيش من ناحية الوسائل وطرق الرفاه والمواصلات الحديثة في أرقى المستويات.
ولكن هذه الوسائل والتقنية لبت حاجات الانسان الجسدية فقط أما الحاجات النفسية والروحية فلا زالت بحاجة إلى إشباع ولم تتمكن الحضارة الحديثة بما أوتيت من وسائل وقوة أن تسد هذه الحاجات.
فالحضارة المادية المعاصرة أوصلت الانسان إلى حافة الدمار.. لأنها لا تحمل في طياتها المضمون الانساني.. والهدف الحقيقي.. للكائن الحي.
(ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم).
إن أعظم مهمة في رسالة النبي هي: تحرير الانسان..
تحرير الانسان من القيود التي تبعده عن الحق، تحرير الانسان من الأغلال النفسية (الجبت) والأغلال الاجتماعية والسياسية (الطاغوت).
فشرط الإيمان في رسالة النبي محمد (ص): أولاً الكفر بالجبت والطاغوت..
أي رفض القيود والأغلال، وإزالة الأنظمة الجائرة، ومكافحة الطغاة من الخارج بعد تحرير النفس من أغلال الخوف والجبن والكبر والشهوات في داخل النفس.
إن أعظم ما قام به النبي محمد (ص) وصنعه وقدمه للحياة والانسانية: هو إنه كسر عن الانسان تلك القيود التي كانت تكبل عقله ونفسه، يديه ورجليه، وتمنعه من الانطلاق بحرية في الحياة من أجل تأمين سعادته واستقلاله وكرامته، لقد كانت القيود والأغلال النفسية والخارجية تكبل حياة الانسان كثيرة.. ورهيبة..
وجاء محمد (ص)، برسالة الحرية، وكسر تلك القيود الواحد بعد الآخر.
أول قيد وأعظم غل كان يطوق رقبة الانسان في ذلك العصر:
الجهل والتقليد الأعمى.
أغلال الخرافة والتقاليد الجاهلية..
لقد كان الجهل سائداً في ذلك المجتمع الجاهلي.. وكان ظلاماً مسيطراً على تفكير الناس..
وكان هذا الجهل سبباً لكل الآلام والمشاكل والجرائم التي يعاني منها الانسان في ذلك العصر.
وكان الانسان يرضى بذلك الواقع الفساد والوضع المتردي لأنه كان يجهل طريق السعادة والصلاح في الحياة.
وكان الانسان يرضى بأن يسيطر عليه حفنة من المرابين والتجار.. تحت غطاء الأصنام والأوثان المقدسة.. فكان هؤلاء المظلومون والدجالون يلعبون بعقله ويستنزفون جهوده ويسترقونه ويبقونه عبداً خاضعاً لهم..
لقد كان أغلب الناس في مكة يعيشون عبيداً تحت سيطرة مجموعة من السادة والأغنياء المستكبرين.. وهؤلاء يلهبون ظهور أولئك العبيد بالسياط ويحملون على ظهورهم الأثقال. وهم يئنون تحتها ولا يستطيعون أن يتنفسوا في الهواء الطلق أو يستنشقوا نسمة الحرية.
لقد جاء النبي محمد (ص) إلى مجتمع نصفه عبيد ونصفه سادة مترفون ومستكبرون.. يستعبدون الناس الضعفاء بالقوة ويسرقون جهود ونتاج عملهم ويستنزفون أقصى طاقاتهم ويلقون لهم بفتات موائدهم التي يأكلوها ممزوجة بالذل والهوان.
وبعدما جاء النبي ودعاهم إلى دين التوحيد ورسالة الحرية كانت أول كلمة في رسالة النبي هي كلمة:
(اقرأ).
وهي كلمة العلم..
(اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علّم الانسان ما لم يعلم).
كلمات تتحدث عن العلم والقراءة والقلم وتشرح معلومات عن طريقة خلقة الانسان (علم التشريح والفسلجة)..
إنها رسالة العلم ضد الجهل والخرافة..
في هذا المجتمع الأمي ـ الجاهلي ـ حيث كان الأشخاص الذين يعرفون فيه القراءة والكتابة لا يتجاوزون عدد الأصابع.
وإذا بالرسالة التي تقرع سمعهم تتحدث عن القراءة والكتابة، وعن القلم أداة التثقيف والتعليم.
(ن، والقلم وما يسطرون).
القلم والفكر.
وفي ذلك المجتمع يأتي النبي بحقائق علمية ويصدمهم بها.. حينما كانوا لا يفقهون شيئاً عنها.. تلك الحقائق العلمية التي ذكرها النبي والقرآن، جاء العلم الحديث ليتوصل إلى بعضها اليوم ويكتف بعض أسرارها.
حتى لكأن وعد القرآن بذلك منذ أول يوم حين قال:
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يعلموا إنه الحق).
إن رسالة تتحدث عن العلم والثقافة جاءت لتكسر قيود الجهل والخرافة والتقليد عن عقل الانسان وتفكيره، ألم يعترف أولئك الذين رفضوا قبول دعوة النبي وأتباع رسالته بهذه القيود التي تمنعهم من الإيمان برسالته والقبول بدعوته.
اعترفوا بأن الذي يمنعهم عن قبولهم هو جهلهم بما يقول:
(وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون).
فعقولهم الغارقة في الجهل والظلام لا تفقه قوله، وآذانهم المثقلة بأحاديث الخرافة والأفكار الجاهلية.. تجعل بينهم وبين فهم دعوة النبي وفهم أهدافها هذا الحجاب السميك.
كما إنهم كانوا يبرروا بالتقليد الأعمى للآباء والتعصب لدينهم:
(إنا وجدنا آباءنا على ملة، وإنا على آثارهم مهتدون).
(وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألقينا عليه آباءنا أو لو كان آباءهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون).
وحقاً كانت رسالة النبي رسالة العلم والنور.
فإن أولئك الذين اتبعوا تلك الرسالة، والتفوا حول دعوة النبي، وهم الفقراء العبيد والمستضعفون الذين وجدوا في دعوته الخلاص والمفتاح لباب الحرية والكرامة والهدى.
حرر النبي الانسان من قيود الجهل والظلم والظلام وحطم مقاييس التفرقة العنصرية والتمييز الطبقي بين أبناء المجتمع، وأعطى الانسان شعوراً بالكرامة والسيادة والثقة بنفسه، والمساواة مع أبناء جنسه..
(لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى).
وأصبح المسلمون ـ حملة رسالة العدل والأخوة والمساواة إلى الشعوب الرازحة تحت نير الطغاة والمستعبدين والواقعة تحت وطأة الظلم والتمييز الطبقي..
وهكذا حرر الاسلام شعوب العالم.. عندما حرر الفرد وأشعره بقيمته الانسانية.. وحرره من سيطرة الأسياد والمستكبرين.. والمتحكمين في مصيره..
الاسلام جعل الانسان حراً في اختياره وتقرير مصيره بنفسه فقد وضع الاسلام مقياساً واحداً للحكم والرجوع عليه.. وهو العقل والمنطق..
فالعقل وحدة مقياس للحق والعقيدة.
وإذا تحرر العقل من سيطرة الجهل والشهوات والتظليل والإراء.. فإنه يبصر النور ويهدي الانسان إلى السعادة.
إن القيود المفروضة على عقل الانسان والتي تمنعه من التفكير الحر والصائب هي:
1 ـ قيد الجهل والشهوات والأهواء النفسية.
2 ـ قيد التقليد الأعمى واتباع الآباء.
3 ـ قيد المضللين وأصحاب الأغراض والمصالح المتحكمين في المجتمع.
وهؤلاء يشكلون الطاغوت في اصطلاح القرآن.
والطاغوت الذي أمرنا القرآن بالكفر به وعدم الخضوع له يظهر في ثلاثة وجوه أو يعتمد على ثلاثة أركان هي:
1 ـ القوة.
2 ـ المال.
3 ـ الإعلام.
ويمثلهم في التاريخ فرعون رمز التسلط والطغيان السياسي، وقارون رمز الاستثمار والطغيان الاقتصادي، وبلعم بن باعورا رمز التضليل الإعلامي واستغلال ستار الدين من قبل الرجعية.
فهؤلاء كلهم وقفوا في صف واحد ضد النبي موسى ورسالته التحررية.
وحينما جاء النبي ووجد هذه الفئات المتحكمة في المجتمع ثار في وجه هذه الفئات.. وكسر قيودها المسيطرة على الناس حينئذ.
فثار ضدّ الأصنام وسدنتها الذين كانوا يسيطرون على عقل الانسان وشعوره، ويبتزون طاقاته عن طريق تقديس الأصنام وعبادتها في الكعبة.
لقد كان تجار قريش يستغلون الدين والعبادة المقدسة عند الكعبة للتجارة والمصالح، فكانوا يستغلون السذج والبسطاء، ويظللونهم ويملأون عقولهم بالخرافات والجهل.
وكانت سدانة البيت بيد تجار مكة وأثرياءها.
وكانت المصالح تتركز في يد طبقة من البرجوازيين والأثرياء أمثال أبي سفيان وأبي جهل وأمية بن خلف ورؤساء القبائل.. وهم يسيطرون على كل شيء، ويتحكمون في كل شيء، ويستغلون كل شيء من أجل مصالحهم المادية.
فكان الانسان يعيش تحت سيطرة هذه الطبقة الأرستقراطية، ولا يملك حرية التفكير والتعرف والخروج على هذه المعتقدات والأفكار التي ينشرونها.. وهي: عبادة الأصنام والأوثان وتقديم القرابين والنذور لها، فكانت واردات هذه الأصنام تصب في جيوب أولئك الأغنياء والمستغلين.
بالإضافة إلى مظاهر الميوعة والتحلل والفساد الخلقي التي كانت منتشرة في ذلك الجو الموبوء.. وهي التي كانت تستهوي شباب مكة والعرب فكانت تجلبهم إلى سقو عكاظ.. لاقتراف المجون والتحلل، في سائر المراكز والمحلات..
فكان ينظر النبي إلى هذه المظاهر بعين الاشمئزاز والتقزز، وكان يدعوه هذا المحيط الموبوء والبيئة الفاسدة بل وتلجئه إلى الهروب من مكة واللجوء إلى جبالها وشعابها المقفرة، والاختلاء بنفسه، والتفكير، والانقطاع، والتبتل في غار حراء على بعد ثمانية أميال من مكة في وسط جبل خشن سمي فيما بعد بجبل النور.
كاظم السباعي
الإرهاب يدمي روسيا
شبهت روسيا أمس تفجيرين انتحاريين قاتلين في مدينة فولغوغراد الجنوبية بهجمات متشددين في الولايات المتحدة وسوريا ودول أخرى ودعت إلى تضامن دولي في الحرب على «الإرهابيين».
ورأت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن التفجيرين الإرهابيين في مدينة فولغوغراد يمثلان محاولة لتأجيج العداء الطائفي في المجتمع الروسي. وجاء في الوثيقة التي نشرت على موقع الخارجية أمس: «إن هذه المحاولة الوقحة التي دبرت قبيل الاحتفال بعيد رأس السنة هي محاولة أخرى لفتح «الجبهة الداخلية» وزرع الهلع والفوضى وتأجيج العداء الطائفي والمواجهة داخل المجتمع الروسي». وأضاف البيان: «لن نتراجع وسنواصل بحزم وشدة كفاحنا ضد العدو الشرس الذي لا يعرف أية حدود ولا يمكن وقفه إلا بجهود مشتركة». وأشارت الوزارة إلى أنه «على خلفية الدعوات المتواصلة لقادة الجماعات الإجرامية، مثل دوكو عمروف، إلى توحيد القوى تحت راية «الجهاد» وزج المزيد من المسلحين في الحرب الإرهابية، تصبح واضحة خطورة مواقف بعض الساسة وواضعي التكنولوجيات السياسية الذين لا يزالون يحاولون تقسيم الإرهابيين إلى «صالحين» و«غير صالحين»، حسب المهمات الجيوسياسية التي ينفذونها». وحذرت من أن «مثل هذه التصرفات ادت أكثر من مرة إلى عواقب مأسوية جداً».
إلى ذلك ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن «الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند، اتفقا في اتصال هاتفي، على توطيد التعاون في مكافحة الإرهاب».
وأضافت ان «هولاند أعرب خلال الاتصال، عن تضامنه مع الشعب الروسي عقب التفجيرين اللذين هزا مدينة فولغوغراد الروسية».
من جهتها أعربت الولايات المتحدة أمس عن رغبتها في قيام «تعاون أوثق» مع موسكو لضمان أمن الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي خلال شهر شباط المقبل. وأوضحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كايتلين هايدن أن «الحكومة الأميركية اقترحت على الحكومة الروسية دعماً تاماً وكاملاً من أجل الاستعدادات الأمنية للألعاب الاولمبية في سوتشي، ونحن نرحب بتعاون أفضل لضمان سلامة الرياضيين والمشاهدين والمشاركين الآخرين». وأكدت هايدن أن «الولايات المتحدة تدين الهجومين الارهابيين اللذين هزا مدينة فولغوغراد الروسية وتوجه تعازيها الصادقة الى عائلات الضحايا».
وقد قتل 14 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري استهدف حافلة ركاب كهربائية في فولغوغراد أمس، وهو الثاني الذي تشهده هذه المدينة الواقعة جنوب غرب روسيا في غضون 24 ساعة، حيث أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات مكافحة الإرهاب بتعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء روسيا إثر هذا التفجير الجديد الذي يأتي قبل نحو شهر من موعد دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي التي جعل منها بوتين أولوية وطنية.
وقد أدى تفجير أمس إلى تدمير الحافلة الكهربائية التي كانت موجودة عند موقف قريب من وسط مدينة ستالينغراد سابقاً.
وبحسب وزارة الصحة، فقد لقي أربعة عشر شخصاً على الأقل حتفهم وأصيب 28 آخرون بجروح بينهم ثلاثة أطفال.
وتشير العناصر الاولية للتحقيق في هذا العمل «الارهابي» إلى أن «العبوة الناسفة فجرها انتحاري ذكر»، كما أعلنت لجنة التحقيق الروسية.
وأمر الرئيس فلاديمير بوتين بتعزيز التدابير الأمنية في سائر أرجاء روسيا، كما أعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية التي طلبت أيضاً من سكان المدينة الخروج حاملين أوراقهم الثبوتية. وطلب رئيس جهاز الاستخبارات ألكسندر بورتنيكوف من السكان تفهم هذه «الإجراءات اللازمة».
وكانت المنطقة قد وضعت منذ الأحد في حال الإنذار، وجرى تعزيز التدابير الأمنية في جميع محطات القطارات والمطارات الرئيسية في روسيا بعد انفجار محطة سكك حديد فولغوغراد، وهي من المحطات التي تشهد أكبر حركة ركاب في جنوب روسيا.
وفي معرض ردود الأفعال الدولية على التفجير الإرهابي، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ ببرقية تعزية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب فيها عن تعاطفه مع أسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة العمليتين الإرهابيتين في مدينة فولغوغراد الروسية.
كذلك أعرب الأمين العام لحلف الناتو أندروس فوغ راسموسين عن أسفه لسقوط عشرات الضحايا في التفجيرين اللذين هزا مدينة فولغوغراد في الجنوب الروسي. وكتب راسموسين على صفحته في التويتر: «تفجير مروع ثان في فولوغراد، كل فكري مع الضحايا الأبرياء وأسرهم». ورأت باريس أن استهداف المدنيين ووسائل النقل العام «عمل جبان وهمجي»، وأكدت وقوفها إلى جانب الحكومة والشعب الروسيين في حربهما على الإرهاب.
إسرائيل كذبة لن تتحوّل حقيقة!
على مدار 65 عاماً ونيف تمكّنت دولة الاحتلال من إجراء عملية غسل دماغ مكثفّة للرأي العام العالميّ والمحليّ، بأنّها أقوى دولة في الشرق الأوسط والأكثر تطوراً، مع أعتى جيش في المنطقة. هذا الجيش القادر على إلحاق الهزيمة بالجيوش العربيّة مجتمعة، وواحة الديمقراطية في صحراء الدكتاتوريات العربيّة. لكن خلال وإبّان وبعد العدوان على لبنان في صيف عام 2006 بدأت هذه الأسطورة تتهاوى وتتحطم، وحزب الله اللبنانيّ تمكن بقوته المتواضعة، مقارنة بجيش الدولة التي تتبوأ المكان الرابع عالمياً في تصدير الأسلحة، من تحطيم الدوكترينا، التي وضعها من يُطلق عليه الصهاينة لقب مؤسس الدولة العبرية، ديفيد بن غوريون، والقائلة إنّ حروب إسرائيل يجب أنْ تدور رحاها في أرض العدو، ومن ناحية أخرى، يجب أن تُحسم لمصلحتها خلال أيامٍ معدودة.
العدوان جعل بن غوريون يتقلّب في قبره: الجبهة الداخلية الصهيونيّة، تحوّلت إلى ساحة معركة، لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل يقوم ما يقارب المليون مواطن من الشمال بالنزوح أو بالهروب إلى مركز الدولة الآمن من صواريخ المقاومة، الحرب، خلافاً لنظرية مؤسس الدولة، استمرت 34 يوما، ولم تُحسم: الكيان الصهيونيّ لم ينتصر، حزب الله لم يُهزم.
■ ■ ■
كانت حرب لبنان الثانية علامة فارقة ومفصلية في تاريخ النزاع الدمويّ والدائم بين الحركة الصهيونيّة، ممثلة بصنيعتها الدولة العبريّة، والأمّة العربيّة، بدأت الأسطورة تتحطم، أسطورة الدولة التي لا تُقهر، حاول الكيان احتواء الأزمة، ابتكر المبررات وساق التسويغات وأنشأ لجان التحقيق، لكن بعد مرور أكثر من أربع سنوات على المغامرة غير المحسوبة، كما يقول عرب الاعتدال والتواطؤ والتخاذل، التي خاضتها المقاومة اللبنانية، بقيادة حزب الله، وتحديداً في الثاني من كانون الثاني (ديسمبر) من عام 2010، تبيّن أنّ عصر الهزائم قد ولّى قولاً وقلباً وقالباً، وظهر واضحاً وجليّاً أنّه لا حاجة بعد اليوم إلى الصواريخ والقذائف، ولا إلى الأسلحة التقليدية أوْ غير التقليدية. عود ثقاب، مصحوب ومدعوم بغضب الأرض على ساكنيها، وبإحجام السماء الزرقاء، كان كافياً لكشف حقيقة دولة الاحتلال: واندلع الحريق الأكبر والأشد قسوة في تاريخ إسرائيل فأتى على الأخضر واليابس، وكشف للعالم برمّته، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، عن عورات هذه الدولة، ولن تشفع لهم لجان التحقيق، ولن يساعدهم مهرجان تبادل الاتهامات في ما بينهم، فالحقيقة ناصعة، ومئات آلاف الدونمات المحروقة في الكرمل غير الشامخ، أكبر شهادة، أصدق تأكيد، وتأكيد أصدق، على أنّ الكيان بجبهته الداخلية يُعاني عاهة مستديمة، غير جاهز للحرب، وفي المقابل فإنّ أركانه ليسوا على استعداد للسلام، ووقف سفك دماء الأبرياء بالأسلحة الفتّاكة والمحرمّة دولياً.
■ ■ ■
الجنرال موشيه بوغي يعالون، رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق، ووزير الأمن حالياً قال في كتابه «سبيل طويل قصير» إنّ عرفات مثّل تهديداً إستراتيجياً للدولة العبرية، لافتاً إلى أنّ الزعيم الفلسطينيّ الراحل كان يؤمن بوجوب القضاء على إسرائيل بواسطة عاملين: الأول العامل الديموغرافيّ، والثاني العامل الإرهابيّ، أيْ المقاومة، وبناءً عليه فهو لم يتنازل ولو مرّة واحدة، بحسب يعلون، عن الإرهاب ضدّ الدولة العبريّة، كما يؤكد يعلون أنّ عرفات استخدم اتفاق أوسلو محطة في طريقه لإبادة الكيان، موضحاً أنه تبنّى نظرية خيوط العنكبوت قبل حسن نصر الله وأحمدي نجاد وبشار الأسد. وبحسبه فإنّ نظرية خيوط العنكبوت تقول إنّ إسرائيل دولة عظمى من الناحية العسكريّة، لكنّ المجتمع اليهودي في الكيان مجتمع لا ينقصه أيّ شيء، وبناءً عليه فإنّه لا يريد خوض الحروب، وبالتالي فإنّه بموجب هذه النظرية، يقول يعلون، آمن عرفات وبعده نصر الله ومن ثم نجّاد أنّ الدولة العبريّة مثل خيوط العنكبوت، فمن الخارج تراها قوية، لكن عندما تدخلها تكتشف أنّها ضعيفة جداً وتتفكك. وباعتقادنا جاء حريق الكرمل ليؤكد على نحو غير قابل للتأويل أنّه لا حاجة لعمليات عسكرية ضدّ الكيان لتحويل النظرية العنكبوتية إلى واقع، ولا غضاضة في هذه السياق في تذكير يعلون ومن لف لفه بقول الله تعالى في كتابه الكريم: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (سورة العنكبوت).
■ ■ ■
جميع المحللين الصهاينة، على مختلف انتماءاتهم صبوا جام غضبهم على تقصير وإهمال حكومات الكيان المتعاقبة في كل ما يتعلّق بسلطة المطافئ والإنقاذ، سيارات ملائمة للمتاحف تُستعمل للإطفاء، وأدوات أكل الدهر عليها وشرب تستخدم لإخماد الحرائق، ورئيس الوزراء يتوجه شخصياً إلى زعماء الدول مستنجداً ومناشداً وطالباً المساعدة، وعن هذا قيل سبحان مغيّر الأحوال، الكيان بجلالته وعظمته يلجأ إلى قبرص وتركيا وبريطانيا وفرنسا للحصول على مساعدات في احتواء (الكارثة الوطنيّة)، تستأجر أكبر طائرة في العالم من حليفتها، أميركا، للسيطرة على حريق اندلع في الجبل، ودفعت نصف مليون دولار رسوم استئجار وتأجير. أين سلاح الجو الإسرائيليّ، الذي يتباهى به كل صهيوني ولدته أمّه، شبع حليب العنصرية وتشبّع بكراهية جميع الناطقين بالضاد؟ كتبوا عن الإهمال، أسهبوا في شرح التقصير، ووصلت الوقاحة والعنجهية بأحدهم، أمير أورن، المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» العبريّة، إلى انتقاد حكومته في مقال نشره لأنّها سمحت للطائرة الروسيّة، التي أسهمت إلى حد كبير في إخماد الحريق، بتصوير المواقع الاستراتيجيّة الإسرائيليّة، لكنّهم جميعاً وبدون استثناء لم يضعوا الإصبع على الجرح النازف: ماذا سيحدث لنا ولهم، لنا في الداخل، ولنا العرب في الوطن العربيّ، لو اندلعت، كما يُهددون، حرب شاملة، يجري خلالها، بحسب السيناريوهات التي تُعدّها مراكز أبحاثهم، استعمال الأسلحة غير التقليدية: أي بصريح العبارة الكيميائيّة والبيولوجيّة وحتى النوويّة، التي كشف أنّ إسرائيل تملكها في تصريح غير مسبوق رئيس الكنيست الأسبق، أبراهام بورغ، في مؤتمر عُقد بحيفا، في الرابع من كانون الأوّل (ديسمبر) الجاري.
■ ■ ■
والشيء بالشيء يذكر: مُراقب الدولة العبريّة، إسحاق شابيرا، قال في تقريره الأخير إنّ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة غير جاهزة للحرب، فأكثر من أربعين بالمئة من مواطني هذه الدولة المارقة لا يملكون الكمّامات الواقية، والملاجئ غير حاضرة، والمستشفيات غير محصنّة. أمّا قائد الجبهة الداخليّة في إسرائيل الجنرال إيال أيزنبرغ، فقد صرّح في العاشر من الشهر الجاري قائلاً إنّ الحرب المقبلة يُمكن أن تبدأ بمفاجأة، لذلك يجب علينا الاستعداد أكثر لأيّ مواجهة قادمة، فربّما تبدأ المعركة بسقوط المئات من الصواريخ في قلب إسرائيل، وسقوط تلك الصواريخ سيستمر حتى انتهاء الحرب («يديعوت أحرونوت»)، لكنّ الرياح تجري بما لا تشتهي السفن: العاصفة الثلجيّة التي ضربت المنطقة في الأيام الأخيرة، جاءت لتكشف مرّة أخرى، بالصوت وبالصورة، عن عورات دولة الاحتلال ووهنها: عشرات ألآلاف من البيوت بقيت بدون كهرباء في القدس، عاصمة عروبتكم، الشارع الرئيسيّ والمسّمى الشارع الرقم واحداً، أُقفل أمام حركة السير بسبب الثلوج، ألاف السيارات على راكبيها حوصرت، ولم تتمكّن قوى الإنقاذ من تقديم المساعدة، الشمال كان معزولاً والحياة وصلت إلى حالة من الشلل، المركز عانى الآمرين من إغلاق الشوارع الرئيسيّة، وكالعادة بدأ مسلسل الاتهامات بين السلطات ذات الصلة، تقصير وإهمال، وما إلى ذلك، لكنّ الحقيقة الناصعة كبياض الثلج تقول ما لا يُريدون قوله: العاصفة الثلجيّة أثبتت المثبت وطبّعت المُطبّع: إسرائيل فعلاً، أوهن من بيت العنكبوت، على الرغم من قوتّها المزعومة، لذلك لأنّ الثلج تغلّب عليها بالضربة القاضية، فما بالكم، إذا تعرّضت لقصف صاروخيّ مستمر بحسب السيناريو الذي تحدثّ عنه قائد الجبهة الداخليّة؟ وماذا سيحدث لو تحققّ السيناريو الذي تحدث عنه الجنرال في الاحتياط، عاموس يدلين، والذي قال قبل أسبوعين إنّه في حال اندلاع مواجهة مع حزب الله، فإنّ سوريا وإيران لن تقفا مكتوفتي الأيدي؟ وهذا الزمان وهنا المكان لاقتباس مراكز أبحاثهم وتصريحات أقطاب دولتهم بأنّ ترسانة حزب الله اللبناني العسكريّة تطورّت كماً ونوعاً مرّات عدّة منذ حرب لبنان الثانية، وبالتالي نسأل: حريق الكرمل وعاصفة الثلج، أكدا لكل عاقل أنّ هذه الدولة المُعربدة بامتياز أضعف بكثير ممّا تُحاول الماكينة الإعلاميّة العبريّة والغربيّة تصويرها، فإذا لم تتمكّن من السيطرة على كوارث طبيعيّة، فماذا سيحدث، لا سمح الله، لو اندلعت الحرب وجرى استعمال الأسلحة غير التقليديّة؟
■ ■ ■
الحقّ، الحقّ أقول لكم، قال السيّد المسيح عليه السلام، ونحن نُردد وبصوت عالٍ، بدون صعوبة في التنفس من جراء تلويث الجو من كارثة الكرمل، لكن مع برد قارص بسبب الأحوال الجويّة العاصفة: لم نفرح بحزنهم، لم نحزن بفرحهم، لم ولن نفرح بفرحهم، وبطبيعة الحال لا نحزن بحزنهم. وعلى النقيض، نميل إلى الترجيح بأنّ مقولة الرفيق لينين تنطبق على وضع الدولة العبريّة: عندما تتكرر الكذبة بما فيه الكفاية تتحوّل إلى حقيقة.
زهير أندراوس
نبذة مختصرة عن حیاة الامام الحسن (ع)
هُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْإِمَامُ الزَّکِیُّ سَیِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ،[1] ولد بالمدینة لیلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة،[2] على المشهور[3] بین الخاصة و العامة، و قیل فی شعبان و لعله اشتباه بمولد اخیه الحسین (ع)، سنة ثلاث او اثنتین، و قیل غیر ذلک لکن المشهور الاثبت احد هذین[4]، و کنیته أبو محمد لاغیر کناه به النبی (ص) کما فی أسد الغابة عن أبی احمد العسکری،[5] و جاءت به أمه فاطمة سیدة النساء (ع) إلى رسول الله (ص) یوم السابع من مولده فی خرقة من حریر الجنة نزل بها جبرئیل إلى النبی ( ص) فسماه حسنا و عق عنه کبشا.
القابه: السبط، السید، الزکی ،المجتبى، التقی.[6]
و قبض رسول الله و له سبع سنین و أشهر، و قیل ثمانی سنین، و قام بالأمر بعد أبیه (ع) و له سبع و ثلاثون سنة،[7] قال المفید فی الارشاد: کانت بیعته یوم الجمعة 21 رمضان سنة 40[8]، و أقام فی خلافته ستة أشهر و ثلاثة أیام، و وقع الصلح بینه و بین معاویة فی سنة إحدى و أربعین. و عاد الامام الحسن (ع) إلى المدینة و أقام بها عشر سنین و مضى لرحمة ربه للیلتین بقیتا من صفر سنة خمسین من الهجرة و له سبع و أربعون سنة و أشهر،[9] مسموما سقته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قیس، و کان معاویة قد دس إلیها من حملها إلى ذلک و ضمن لها أن یزوجها من یزید ابنه و أوصل إلیها مائة ألف درهم فسقته السم و بقی مریضا أربعین یوما،[10] و تولى أخوه الحسین (ع) غسله و تکفینه و دفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقیع .[11]
وقد ذکر المترجمون للامام الحسن (ع) مجموعة من خصائصه و مناقبه (ع )؟،منها:
1- تسمیته من قبل الله تعالى
روی عن جابر بن عبد الله قال: لما ولدت فاطمة الحسن (ع) قالت لعلی: سمه. فقال: ما کنت لأسبق باسمه رسول الله (ص)، فقال رسول الله: ما کنت لأسبق باسمه ربی عز و جل، فأوحى الله جل جلاله إلى جبرئیل (ع)أنه قد ولد لمحمد ابن فاذهب إلیه و هنئه و قل له إن علیا منک بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون، هبط جبرئیل فهنأه من الله تعالى جل جلاله، ثم قال: إن الله تعالى یأمرک أن تسمیه باسم ابن هارون، قال: و ما کان اسمه؟ قال: شبر. قال: لسانی عربی، فقال: سمه الحسن فسماه الحسن.[12]
2- انه سید شباب أهل الجنة
عن جابر، قال: قال رسول الله ( ص):« من سره أن ینظر إلى سید شباب الجنة فلینظر إلى الحسن بن علی».[13]
3- هیبته هیبة رسول الله (ص)
و روى ابن علی الرافعی عن أبیه عن جدته زینب بنت أبی رافع قالت: أتت فاطمة (ع) بابنیها الحسن و الحسین إلى رسول الله (ص) فی شکواه الذی توفی فیه، فقالت: هذان ابناک فورثهما شیئا، فقال:" أما الحسن فإن له هیبتی و سؤددی، و أما الحسین فإن له جودی و شجاعتی"، و یصدق هذا الخبر ما رواه محمد بن إسحاق قال ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله (ص) ما بلغ الحسن بن علی ... و لقد رأیت فی طریق مکة نزل عن راحلته فمشى فما من خلق الله أحد إلاّ نزل و مشى حتى رأیت سعد بن أبی و قاص قد نزل و مشى إلى جنبه .[14]
4- انه اشبه الناس بالرسول (ص)
روی عن أنس بن مالک قال: لم یکن أحد أشبه برسول الله (ص) من الحسن بن علی (ع).[15]
5- شدة حب النبی له
صَحِیحِ مُسْلِمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ( ص):" قَالَ لِلْحَسَنِ إِنِّی أُحِبُّهُ اللَّهُمَّ فَأَحِبَّهُ وَ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُ"[16]
وَ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَیْتُ النَّبِیَّ (ص) وَ الْحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ وَ هُوَ یَقُولُ:" اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ".[17]
6- عبادته و زهده
روى فی الامالی: أَنَّه (ع) کَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ فِی زَمَانِهِ وَ أَزْهَدَهُمْ وَ أَفْضَلَهُمْ وَ کَانَ إِذَا حَجَّ حَجَّ مَاشِیاً وَ رُبَّمَا مَشَى حَافِیاً وَ کَانَ إِذَا ذَکَرَ الْمَوْتَ بَکَى وَ إِذَا ذَکَرَ الْقَبْرَ بَکَى وَ إِذَا ذَکَرَ الْبَعْثَ وَ النُّشُورَ بَکَى.[18]
7- بذل ماله فی سبیل الله تعالى
نقل صاحب البحار عن حلیة الاولیاء "أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ (ع) قَاسَمَ اللَّهَ تَعَالَى مَالَهُ مَرَّتَیْن".[19]
8- سخاؤه
عرف عن الامام (ع) السخاء و الکرم و قد وردت فی ذلک الکثیر من الروایات و القصص و انشد بعض الاعراب شعرا فی بیان تلک الخصلة لدى الامام (ع) فقال:
نَحْنُ أُنَاسٌ نَوَالُنَا خَضِلٌ
یَرْتَعُ فِیهِ الرَّجَاءُ وَ الْأَمَلُ
تَجُودُ قَبْلَ السُّؤَالِ أَنْفُسُنَا
خَوْفاً عَلَى مَاءِ وَجْهِ مَنْ یَسَلُ
لَوْ عَلِمَ الْبَحْرُ فَضْلَ نَائِلِنَا
لَغَاضَ مِنْ بَعْدِ فَیْضِهِ خَجِلٌ[20]
وَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ (ع):
إِنَّ السَّخَاءَ عَلَى الْعِبَادِ فَرِیضَةٌ
لِلَّهِ یُقْرَأُ فِی کِتَابٍ مُحْکَمٍ
وَعَدَ الْعِبَادَ الْأَسْخِیَاءَ جِنَانَهُ
وَ أَعَدَّ لِلْبُخَلَاءِ نَارَ جَهَنَّمَ
مَنْ کَانَ لَا تُنْدِی یَدَاهُ بِنَائِلٍ
الرَّاغِبِینَ فَلَیْسَ ذَاکَ بِمُسْلِم[21]
9- تواضعه و حبّه للفقراء
روى ابن شهرآشوب عن کِتَابُ الْفُنُونِ عَنْ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبِ وَ نُزْهَةِ الْأَبْصَارِ عَنِ ابْنِ مَهْدِیٍ:
أَنَّهُ مَرَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ (ع) عَلَى فُقَرَاءَ وَ قَدْ وَضَعُوا کُسَیْرَاتٍ عَلَى الْأَرْضِ وَ هُمْ قُعُودٌ یَلْتَقِطُونَهَا وَ یَأْکُلُونَهَا فَقَالُوا لَهُ هَلُمَّ یَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْغَدَاءِ! قَالَ: فَنَزَلَ وَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا یُحِبُّ الْمُسْتَکْبِرِینَ وَ جَعَلَ یَأْکُلُ مَعَهُمْ حَتَّى اکْتَفَوْا وَ الزَّادُ عَلَى حَالِهِ بِبَرَکَتِهِ (ع) ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى ضِیَافَتِهِ وَ أَطْعَمَهُمْ وَ کَسَاهُمْ .[22]
و أشباه هذه الأخبار کثیرة و فیما أوردناه کفایة، و یکفیه (ع) انه من اهل البیت الذین اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا،[23] و انه (ع) من الجماعة التی باهل بهم الرسول الاکرم (ص) نصارى نجاران[24]، و غیر ذلک العشرات من الایات و الروایات الواردة فی حقهم علیهم السلام عامة وفی حق الامام الحسن (ع) خاصة[25].
الهوامش:
[1] تهذیب الأحکام ،ج6، ص،40.
[2] إعلامالورى، ج1، ص206. صلح الامام الحسن (ع)، ص25.
[3] جعفر مرتضى العاملی، الحیاة السیاسیة للامام الحسن (ع)،ص9.
[4] اعیان الشیعة،ج1،ص562.
[5] نفس المصدر.
[6] صلح الامام الحسن (ع)، ص25.
[7] إعلامالورى،ج1، ص206.
[8] اعیان الشیعة،ج1، ص567 نقلا عن" الارشاد" للشیخ المفید.
[9] المصدر، 207.
[10] اعیان الشیعة، ج1، ص576 ،نقلا عن مقاتل الطابیین و تذکرة الخواص لسبط ابن الجوزی.
[11] إعلامالورى، ص207.
[12] إعلامالورى، ج1، ص211-212، و قال: أورده الأستاذ أبو سعید محمد بن عبد الملک الواعظ فی کتاب شرف النبی مرفوعا إلى جابر.
[13] إعلامالورى، ج1،ص211.
[14] إعلامالورى، ج1، ص212.
[15] بحارالأنوار، ج43، ص338.
[16] بحارالأنوار، ج37، ص74.
[17] نفس المصدر.
[18] الأمالی للصدوق، ص179.
[19] بحارالأنوار، ج43، ص340.
[20] المصدر. و قیل هذه الابیات للحسن (ع) نفسه، قال الفیروزآبادی: الخضل ککتف و صاحب کل شیء ند یترشف نداه و قال الجوهری الخضل النبات الناعم
[21] نفس المصدر، ص343.
[22] المناقب، ج4، ص 24.
[23] انظر: تفسیر آیة التطهیر فی التفاسیر التالیة: المیزان، الامثل، و انظر: آیة التطهیر لکل من الشیخ السبحانی والشیخ محمد مهدی الاصفی.
[24] انظر: تفسیر الایة المذکورة. و ما کتب حول آیة المباهلة.
[25] انظر: موسوعة، فضائل الخمسة من الصحاح الستة للفیروز آبادی.