
Super User
روحاني: لا يمكن الحفاظ على القوة الوطنية دون التواصل مع العالم
الرئيس الإيراني حسن روحاني يقول في "يوم الطالب الجامعي" إن 75 مليون إيراني يرجحون المصالح الوطنية على مصالحهم الشخصية، مؤكداً أنّ الطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم حقوق طبيعية لإيران.
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ الطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم حقوق طبيعية لإيران، وأن "لدينا في ايران 75 مليون يرجحون المصالح الوطنية على مصالحهم الشخصية"، معتبراً في الوقت نفسه أنه "لا يمكن الحفاظ على القوة الوطنية دون التواصل مع العالم".
واعتبر الرئيس روحاني في كلمة القاها السبت في جامعة الشهيد بهشتي في طهران بمناسبة يوم الطالب الجامعي، أن هذا اليوم "يذكر بحادثة وقعت في جامعة طهران قبل ستين عاماً والتضحيات والايثار الذي اتسمت به هذه الشريحة الرائدة في مواجهة الاستعمار والاستبداد".
ووصف هذا اليوم بـ"يوم الحرية والإستقلال والسيادة الوطنية" وقال، إنه قبل 60 عاماً وبعد الملحمة البطولية التي قام بها الطلبة الجامعيون في 7 كانون الاول / ديسمبر 1953 ولحد الآن كان الاساتذة والطلبة الجامعيون في الطليعة على صعيد القيام بالحركات الكبرى والمصيرية في البلاد.
وتابع: "منذ ثورة الدستور (1905) ولحدّ الآن كان الشعب الإيراني لاسيما جيل الشباب والطلبة الجامعيين اضطلعوا بدورٍ رياديٍ على صعد تحقيق السيادة الوطنية والاستقلال ومكافحة الاستبداد والاستعمار".
وأشاد في كلمته بدور جامعة طهران في النشاطات الوطنية بالبلاد واعتبر جميع الجامعات تقف اليوم متلاحمة في الخط الأمامي على صعد مواجهة الاستعمار والاستبداد والتصدي لأي تدخلات أجنبية.
ولفت إلى أن شعارات الطلبة بحق هي شعارات العزة والمطالبة بالحرية والإستقلال والهدف السامي لهذا الشعب وشبانه الغيارى.
وأكد أن "حكومة التدبير والأمل" تبذل قصارى جهودها من أجل الإستفادة المثلى من طاقات الجامعات لصالح البلاد والشعب، إضافة إلى شعوب المنطقة والعالم الإسلامي بل وكافة المستضعفين في العالم.
من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال الرئيس الإيراني إنّه "كان لإيران دور مؤثر في الحيلولة دون وقوع الحرب ضد سورية".
عراقتشي يحذر من إفشال المباحثات النووية و يعرب عن تفاؤله بمستقبلها
عضو الفريق الإيراني المفاوض في الملف النووي ينتقد تصريحات بعض الأطراف بعد اتفاق جنيف مع مجموعة 5+1، محذراً من أن على الطرفين "التنبه كي لا تغلق النافذة التي فتحت"، ومفتشو الوكالة الدولية يصلون إلى طهران للقيام بجولة تفقدية.
حذّر معاون وزير الخارجية الايراني وعضو الفريق الإيراني المفاوض في الملف النووي عباس عراقتشي من إفشال المباحثات النووية، لكنه أعرب عن تفاؤله بمستقبلها.
وانتقد عراقتشي تصريحات بعض الأطراف بعد اتفاق جنيف النووي والتي تحاول إضعاف الإتفاق، خاصةً لجهة القول بأن جزء بسيط من العقوبات تم رفعه، بحسب تعبيره، محذراً من أن على الطرفين التنبه كي لا تغلق النافذة التي فتحت.
لكن عراقتشي وفي مقابلة مع التلفزيون الهولندي، أعرب عن تفاؤله بمستقبل المباحثات النووية، واصفاً الإتفاق الذي حصل في جنيف بأنه اتفاق رابح - رابح.
وحذّر عراقتشي من بعض القوى التي وصفها بـ "السوداء" كإسرائيل وبعض الأطراف.
وفي السياق نفسه، يصل مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء السبت إلى طهران للقيام بجولة تفقدية لمعمل المياه الثقيلة في آراك (وسط ايران).
يذكر إن رئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو وقعا في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بياناً مشتركاً وملحقاً بستة بنود حول إطار التعاون، وينص البيان على تفقد محطة إنتاج المياه الثقيلة في "آراك"، ومنجم غلشين في بندر عباس (جنوب إيران).
وفي سياق متصل، من المقرر أن تعقد يومي الإثنين والثلاثاء القادمين أيضاً في فيينا مباحثات بين خبراء إيران ودول "مجموعة 5+1" لبحث تفاصيل تنفيذ اتفاق جنيف النووي.
تحولات الصوت اليهودي في أميركا
التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية يتناول وبإسهاب العلاقة بين ادراة الرئيس أوباما وتل أبيب، كما يتحدث عن وجهة التحولات الداخلية الأميركية، معتبراً أن انتقاد قادة "اسرائيل" للرئيس الأميركي لا يعني خسارة تلقائية في الإنتخابات الأميركية.
ابتزاز اللوبي "الإسرائيلي" للساسة والسياسيين الأميركيين أمر مسلم به، بل يذهب إلى مديات مهينة في بعض المحطات.
السيناتور اليهودي عن الحزب الديموقراطي شاك شومر، يتقدم كنصل السهم محاولات تخريب الإتفتاح الأميركي على إيران، ثمرة للمتغيرات الدولية ومساعي أميركا لتقليص خسائرها الكونية، من موقعه المؤثر وبالغ الأهمية في عضويته بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ونفوذه الواسع في أوساط الجالية اليهودية. ثمة من ينكر ذاك الواقع والتحولات بالتزامن مع صعود قوى اقليمية، وتنامي قلقلها لا سيما دول الخليج الفارسي، التي فرضتها "استدارة" الإستراتيجية الأميركية الكونية بعيداً عن سياسة القطب الأوحد والإملاءات السياسية السابقة.
التهويل من قدرات ايران المتنامية أضحى "العفريت" الذي يؤرق القوى الإقليمية، سيما وان الكيان الصهيوني يدرك بدقة انشغال سورية في محنتها الداخلية، ومصر تشهد أيضاً تحولات جارية تعيق قدرتهما معاً على التحدي الفعال للهيمنة "الإسرائيلية" في المدى المنظور، بصرف النظر عن برود الالتزام باتفاقيات "كامب ديفيد".
إيران بالنسبة "لإسرائيل" هي العدو الماثل، عززها تصريحات متتالية لبعض أركان الأسرة السعودية بذات المضمون.
تصدعات في مسلمات سابقة
يدرك قادة "إسرائيل" وجهة التحولات الداخلية في الساحة الأميركية، وما تشكله من زعزعة الاعتماد والاستناد التلقائي على دعم لا محدود، شعبياً ومؤسسات حكومية. وبرز في الآونة الاخيرة بعض الإمتعاض العلني داخل صفوف الجالية اليهودية نتيجة "استعداء وتحدي" بنيامين نتنياهو الإدارة الأميركية بعيداً عن الكياسة الديبلوماسية وتنكراً لدور التابع للاستراتيجية الاميركية في الاقليم، كما يعتقد البعض. وقد أصاب الفرضية والمسلمات السابقة بعض الاهتزاز، سيما وان اصطفاف ودعم الجالية اليهودية والحزب الديموقراطي للسياسة "الاسرائيلية" بدا عليها بعض التصدع، ولا نقول نهائي.
أدرك الرئيس اوباما مبكراً ان المضي في إبرام اتفاق "مؤقت" مع إيران سيسبب له متاعب داخلية، بعضها من تيارات داخل الحزب الديموقراطي جنباً إلى جنب مع معسكر الحرب والمحافظين الجدد، وما يمثلونه من مصالح ونفوذ. اللافت أن الإتفاق المؤقت لم يثر ردة فعل معارضة شاملة ومنظمة داخل أوساط الجالية اليهودية، كما درجت العادة، بل شكل فالقاً لشق معارضتها على الرغم من رفض نتنياهو وحكومته للاتفاق جملةً وتفصيلاً.
أضحى الإستخفاف والإحتقار المتبادل بين الرئيس أوباما ونتنياهو مادة دسمة للصحافيين ومتابعين الشأن العام، والتي برزت على الملأ منذ بضع سنوات في إحدى زيارات بنيامين نتنياهو لواشنطن، رافقها رصد بعض المراقبين مغادرة أوباما لقاءه المقرر مع نتنياهو والإنصراف لتناول الطعام مع عائلته، بغض النظر عن دقة الرواية، إلا أنه ينطوي عليها مؤشرات ستطبع علاقتهما المضطربة لاحقاً. بعد بضعة أشهر على تلك الحادثة، "ثأر نتنياهو" بوقاحة فاقعة بازداء النصح لأوباما في لقاء صحافي مشترك بالبيت الأبيض مذكراً مضيفه بسياسة "اسرائيل" الثابتة حول الاستمرار ببناء المستوطنات وأن "عمق اسرائيل قبل عام 1967 لم يتعد 9 أميال (14.5 كلم) والتي لم تكن حدوداً لإرساء السلام، بل لشن حروب متتالية".
وتدنت العلاقة الثنائية مجدداً في أواخر عام 2011 حينما نقل عن الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، قوله لأوباما "لا أستطيع استساغة نتنياهو؛ فهو كذاب ومراوغ،"، ورد أوباما عليه بالقول "أنا مضطر للتعامل معه بوتيرة أكبر مما كان عليك القيام به".
انتقاد قادة "اسرائيل" لا يعني خسارة تلقائية في الإنتخابات الاميركية
في أزمنة سابقة، كان نقد زعيم "إسرائيلي" علنا كفيل بترك تداعيات سياسية على مستقبل الرئيس الأميركي وخسارته لجولة الإنتخابات المقبلة. أما الرئيس أوباما فقد فاز بولاية رئاسية ثانية بجدارة أمام مرشح عن الحزب الجمهوري، ميت رومني، تربطه صداقة شخصية متينة بنتنياهو. وتفوق أوباما على رومني آنئذٍ بالفوز بأصوات الولايات التي تقطنها جاليات يهودية كبرى مثل: نيويورك، فلوريدا وبنسلفانيا.
يجدر التوقف أمام ظاهرة انتقاد اوباما لبنيامين نتنياهو والفوز بأغلبية الأصوات اليهودية في آن معاً. عدة عوامل تتحكم بذلك ذات أبعاد سياسية واجتماعية، لعل أهمها التحولات التي أثرت على أصوات الناخبين اليهود والجالية اليهودية بشكلٍ أعم.
من المفارقة أن الناخبين المؤيدين "لإسرائيل" يتواجدون بكثافةٍ داخل أوساط الكنائس الإنجيلية في الولايات الجنوبية تحديداً الأشد انحيازاً "لإسرائيل" مما قد يجده المرء داخل مراكز التجمع والتعبد اليهودية – كما أشار عدد من استطلاعات الرأي في رصد تلك الظاهرة، أبرزها معهد "بيو" الذي أفاد بأن تطوراً ما طرأ على مشاعر "اليهودي الأميركي العادي .. باستثناء اليهود الأرثوذكس" من مختلف قضايا الشرق الأوسط.
ومضى الاستطلاع بالقول ان اليهودي الأميركي يعاني أزمة هوية "يهوديته،" وأضحى منخرطاً في البوتقة الأميركية بصورةٍ أكبر من انتمائه كيهودي.
وأضاف استطلاع "بيو" أن نحو 71% من اليهود من غير الأرثوذوكس يتزاوجون بأقران من غير اليهود، وزهاء 65% منهم لا يلتزمون بالشعائر اليهودية وارتياد الكنس؛ مما يؤشر على تباين واضح في "دعمهم الأعمى لإسرائيل".
وفيما يتعلق بآراء اليهود الأميركيين من اسرائيل، أفاد "بيو" أن نحو 61% من اليهود يعتقدون بفعاليةٍ حل الدولتين "تعيشان بسلام جنباً إلى جنب"، بينما أعرب نحو 54% من اليهود عن اعتقادهم بثبات معدلات الدعم لإسرائيل كدولة يهودية؛ وانتقاد زهاء 31% منهم الولايات المتحدة لما يعتقدونه بفتور دعمها لإسرائيل.
الأرقام المشار اليها تشكل صدمة للمشاعر السابقة طيلة عقود متتالية "بالدعم الأعمى واللامحدود لإسرائيل"، والتي شهدت اشبه ما يكون بالتماهي بين السياسات الإسرائيلية وتوجهات الغالبية الساحقة من اليهود الاميركيين، والذي من بين مزاياه واعتباراته تحدّر غالبية اليهود في اميركا من أصول أوروبية، أواسط وشرق اوروبا بالتحديد، على غرار معظم المستعمرين اليهود في فلسطين المحتلة. يذكر أن عدداً لا بأس به من يهود أوروبا هاجر إلى فلسطين بهدف استعمارها منذ نهاية القرن الثامن عشر، أتوا من أراضي الإمبراطورية الروسية القيصرية.
من ضمن العوامل التي أدت إلى بعض التحولات الكبرى في العقدين الماضيين تباعد الفجوة بين اليهود "السفارديم"، الآتين من البلدان العربية، واليهود "الاشكناز" المهاجرين من دول أوروبية وأميركية، وتشدد الآراء في المعسكرين. فالمسألة الدينية والتفسير اللغوي لها ومواكبتها مع متطلبات العصر ساهمت في اتساع الهوة بين الطرفين. فاليهودي الاميركي جنح بعيداً عن الالتزام الثابت بالتقاليد اليهودية القائمة على الانعزال والتشدد، مقابل تزمت وتشدد قادة اسرائيل وتمسكهم بحرفية النصوص الدينية.
استطلاع معهد "بيو" أفاد ان ميل اليهود الأميركيين نحو عدم الايمان والتشكيك بوجود بالخالق بلغ نحو ثلاثة أضعاف إزاء الفرد الأميركي العادي من المسألة عينها. أثر السرديات التوراتية والإسقاطات الدينية وثبات نفوذ المتشددين المتدينين من اليهود في الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة أسهم في ابتعاد العلمانيين من اليهود الأميركيين عن السرديات التوراتية الكلاسيكية، ربما بفضل إسهامات المؤرخ شلومو ساند في كتابه "اختراع الشعب اليهودي"، (اصدار 2010) وكتاباته اللاحقة بذات المغزى ولماذ لم يعد يشعر بيهوديته، سبقه العلماني "اسرائيل شاحاك" في كتاباته الناقدة للأساطير اليهودية وخرافتها؛ وكذلك روجيه غارودي في كراسه "الأساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية؛ "وتوكيدا على مقولة كارل ماركس في إسهامه "حول المسألة اليهودية،" 1843 ، نقتطف أشهر ما ورد فيه: "لا يجب أن نبحث عن سر اليهودي في دينه، بل فلنبحث عن سر الدين في اليهودي الواقعي ... ما هو الأساس العملي لليهودية؟ المصلحة العملية والمنفعة الشخصية...،" ويضيف الكراس: "المال هو إله إسرائيل المطماع... هذا هو الإله الحقيقي لليهود... وقومية اليهودي الوهمية هي قومية التاجر، قومية رجل المال".
تيار اليهود العلمانيين إقترب أكثر من سياسة مرنة تبناها بعض أقطاب الحزب الديموقراطي حول مسائل الشرق الأوسط، التي لا تبتعد عن جوهر السياسة الأميركية الثابتة واولويتها في حماية اسرائيل، واثمر تنظيم مواز للوبي اسرائيلي تحت مظلة "جي ستريت"، يدين بالولاء لإسرائيل، ويحبذ انتهاج توجهات أكثر حرفية من المتشددين، وفاز بدعم أوساط يهودية معتبرة.
التحول اليهودي نحو الحزب الجمهوري
من خصائص الحزب الديموقراطي ان تراثه التاريخي يضعه في سياق متسامح وعلماني أكبر مقارنة مع خصمه الحزب الجمهوري – مع التأكيد ان الحزبين يتنافسان على تمثيل مصالح ذات الطبقة الرأسمالية بحماس منقطع النظير.
ورأى البعض في امتعاض مندوبي مؤتمر الحزب الديموقراطي، 2012 لإعادة ترشيح الرئيس أوباما، من محاولة إلزام المؤتمر بنقل السفارة الأميركية من مقرها في تل أبيب الى القدس مؤشراً على نفاذ صبر القاعدة الحزبية من سيطرة الخطاب الموالي لاسرائيل، وابتعاداً عن روحية انفتاح الحزب – مقارنة بنقيض ذلك داخل أروقة المؤتمر العام للحزب الجمهوري الذي انعقد في فترة زمنية قريبة.
التقرب من كنه المستويات الحالية المؤيدة لإسرائيل تشير إلى أنها تجد أرضيتها الخصبة بين أوساط اليهود الأرثوذوكس، لأسباب عقائدية وأساطير تلمودية – والذين ربما يميلون إلى دعم الحزب الجمهوري بوضوح أكبر؛ وكذلك بين الإنجيليين من المسيحيين البروتستانت الذين يمثلون حجر الرحى في دعم اسرائيل على الساحة الأميركية.
وقد دلّت احصائيات معهد "بيو" على توفر نسبة دعم من بين البيض الإنجيليين تمثل "ضعف مثيلتها بين اوساط اليهود"، 82% مقابل 40%، سيما لناحية الاعتقاد بأن "الربّ منح الأرض لاسرائيل". ويضيف "بيو" ان تلك الارقام تدل أيضاً على تدني نسبة الإيمان بالخالق بين اوساط اليهود 72%، مقارنة مع ايمان كافة الانجيليين تقريباً بوجود الخالق. وأردف المعهد انه فيما يخص اعتقاد البعض بمنح الرب الارض "لاسرائيل،" فان نسبة اليهود متدنية ايضا اذ بلغت 55% مقابل 82% بين اوساط الانجيليين. وعليه، استنادا الى استطلاعات "بيو" باستطاعة المرء استنتاج تأييد عدد أكبر من الإنجيليين البيض البروتستانت (69%) لسياسة أميركية تحابي اسرائيل أعلى من تلك بين أوساط اليهود الاميركيين (54%).
تداعيات الهجوم على مركز التجارة العالمي، 11 سبتمبر 2001، أسهمت في ميل المزيد من الانجيليين البروتوستانت البيض لتأييد سياسة أميركية مناهضة للعرب والمسلمين، لاعتقادهم ان الإعتداءات التي قيل ان تنظيم القاعدة وراءها كانت اعتداء على الهوية المسيحية بقدر ما كانت اعتداءً على الأراضي والمعالم الأميركية. وعزز خطل هذا الرأي هجمات قام بها متشددون من الجماعات الاسلامية المختلفة ضد المسيحيين في كل من مصر وسورية، مما فسح المجال مجدداً لإسرائيل استغلال تلك الفجوة لصالحها وتعزيز اواصرها بمجموع المسيحيين الانجيليين.
ولاء الحزام الإنجيلي اقوى في المستوى السياسي
يتم ترجمة وتجسيد تلك المشاعر الى تأييد وجهة نظر اسرائيل دون مناقشة في أغلب الأحيان، سيما وان غالبية الإنجيليين يظهرون نظرة أخف تفاؤلاً من اليهود فيما يتعلق بآفاق التسوية السياسية للقضية الفلسطينية.
وأعربت اقلية من الانجيليين البيض، 42%، عن اعتقادها بقيام تعاون ما بين دولة فلسطينية واسرائيل، مقابل اعتراض 50% منهم؛ ودعم نحو 61% من اليهود لحل الدولتين.
تلك الإرهاصات والتحولات الاجتماعية لم تغب عن اهتمامات القيادات "الاسرائيلية،" يجسدها الحفاوة النسبية التي يتلقاها بنيامين نتنياهو في ترحاله أينما حل على الولايات المتحدة وتصدر شبكة البث المسيحية للتلفزيون لاجراء مقابلات معه، مما يوفر له منصة لمخاطبة قاعدة مؤيديه من الانجيليين.
يضاف الى ذلك عامل نشأته في الولايات المتحدة واتقانه مخاطبتها بسلاسة والتواصل مع القيم والعادات الاجتماعية السائدة.
في المحصلة العامة، يمكننا القول ان تحولا قد طرأ على المشهد السياسي الاميركي نحو اسرائيل. في السابق رافق المواقف السياسية العلنية المؤيدة لاسرائيل امتيازات سياسية لا سيما في ولايات اساسية: نيويورك، فلوريدا، بنسلفانيا، نيوجيرسي وولايات اخرى في الساحل الشرقي. في المقابل، حظيت تلك المواقف المؤيدة لاسرائيل بدعم وتأييد القاعدة الانتخابية في ولايات الوسط الشمالي الزراعية والولايات الجنوبية، معقل العنصرية سابقا والنفوذ الانجيلي راهنا.
هذا لا يعني بالضرورة ان سياسة تأييد الانجيليين البيض لاسرائيل هي ملاصقة للسياسات الاسرائيلية، بقدر ما كانت توجهات اليهود الاميركيين السياسية مرتبطة بالسياسة الاسرائيلية او ارتباط سياسة الحزب الديموقراطي بالسياسة الاسرائيلية. ما ينطوي على هذا التحول هو الاقرار بان النظرة الخارجية للسياسة الاميركية ينبغي عليها ادراك نقاط التقاطع والاختلاف بين القضايا التي تهم الانجيليين المسيحيين والسياسة الاسرائيلية.
عُمان تعارض قيام "الإتحاد الخليجي" وترفض توسعة "درع الجزيرة"
سلطنة عُمان ترفض الإنضمام إلى الإتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي لأسباب سياسية واقتصادية، وتعارض توسعة قوات "درع الجزيرة"، في ظل تمسّك المملكة العربية السعودية بذلك "للحفاظ على مكتسبات دول وشعوب الخليج".
أعلن وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، السبت، في منتدى للأمن الإقليمي في المنامة، أن سلطنة عُمان تعارض مشروع إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي يفترض أن تناقش في قمة هذه البلدان الثلاثاء المقبل في الكويت.
وقال يوسف بن علوي بن عبد الله وهو يتحدث في إطار حوار المنامة، منتدى الأمن الإقليمي الذي يحضره مسؤولون عرب وأجانب "نحن ضد الإتحاد"، مضيفاً: "لن نمنع الإتحاد لكن إذا حصل لن نكون جزءاً منه".
وأوضح بن علوي: "لا نؤيد الاتحاد الخليجي، وتحفظاتنا على الإتحاد لأسباب سياسية واقتصاديه"، كما أكد رفض عُمان توسعة قوات درع الجزيرة، قائلاً: "لسنا في حالة حرب".
ويأتي ذلك في ظل تمسك السعودية عبر وزير الدولة لشؤون الخارجيه السعودية نزار عبيد مدني بالإتحاد الخليجي على أنه "ضرورة للحفاظ على مكتسبات دول وشعوب الخليج"، ولمواجهة التحديات الأمنية، فيما دعا دول الخليج إلى أن تكون "يداً واحدة في مواجهة المخاطر في المنطقة".
خارطة الطريق لتدمير أخطر المواد في الترسانة الكيميائية السورية
وزارة الدفاع الأميركية تكشف عن خارطة طريق لتدمير السلاح الكيميائي السوري على سفينة الشحن "ام في كيب راي" المزوّدة بنظامين للتحليل المائي، ومسؤول أميركي يوضح أنّه "لن يتم على الإطلاق إلقاء شيء في البحر".
كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن خارطة الطريق لتدمير أكثر المواد سامة في الترسانة الكيميائية السورية، حيث من المفترض استخدام سفينة ومصنعين نقالين مع مهلة 45 الى 90 يوماً لمعالجة "مئات الاطنان" من العناصر الكيميائية.
وبدأ البنتاغون الاستعدادات لهذا الأمر وتجهيز سفينة الشحن "ام في كيب راي" بطول 200 متر تنتمي إلى الأسطول الإحتياطي في قاعدته في نورفولك (فرجينيا، شرق) بالمعدات اللازمة للقيام بهذه المهمة التي لم تعد تنتظر سوى موافقة نهائية من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وتقوم وزارة الدفاع الأميركية حالياً بتجهيز السفينة بنظامين للتحليل المائي وهو نوع من مصنع نقال قادر على التخلص من العناصر الكيميائية السورية الأكثر خطورة، أي تلك التي تدخل في صنع غاز الخردل أو السارين أو "في اكس".
ويسمح نظام التحليل المائي بالتفكيك الكيميائي للمادة بواسطة المياه ما يؤدي إلى ظهور جزيئات جديدة تكون أقل سماً.
وعمليات التفكيك ستستغرق ما بين 45 و 90 يوماً. وقال مسؤول أميركي في هذا الصدد إن "هذه التكنولوجيا أثبتت نجاحها، والعناصر الكيميائية وتفاعلها معروف جيداً، إنه أمر آمن ويحفظ البيئة"، مؤكداً أنه "لن يتم على الإطلاق إلقاء شيء" في البحر.
وأضاف أن "وزارة الدفاع لديها خبرة في نزع الأسلحة الكيميائية منذ عقود".
ولا تزال الولايات المتحدة تقوم بتدمير ترسانتها المتبقية من حقبة الحرب الباردة وساعدت روسيا والبانيا وليبيا على التخلص من ترساناتها.
والعناصر الكيميائية التي تعتبر الأخطر ويفترض أن تدمر بحلول نيسان/ ابريل 2014 هي عبارة عن "مئات الأطنان" أي حوالى "150 حاوية" بحسب مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع رفض الكشف عن اسمه. وأعلنت دمشق عن إجمالي 1290 طن من الأسلحة أو المواد الكيميائية.
والحاويات يفترض أن ينقلها الجيش السوري نحو مرفأ اللاذقية بحسب منظمة حظر الأسلحة الكيمائية على أن تنقل لاحقاً عبر سفن نحو ميناء دولة أخرى لم تحدد بعد. فور وصولها الى هذا المرفأ ستنقل الحاويات أولاً خلال مهلة 48 ساعة الى سفينة "كيب راي" التي ستقوم كما يبدو بعملية التخلص منها في المياه الدولية بحسب هذا المسؤول.
العالم ينعى مانديلا: نور كبير خبا
ليس حال العالم قبل الساعة التاسعة من ليل الخميس كما هو بعدها، ليلُ افتقدت فيه الإنسانية أحد أهم رموز النضال المحق. نيلسون مانديلا، رجل انتصر بعد صراع طويل ضد القمع، نعاه العالم بأسره أمس
أشاد عدد من قادة العالم بالرئيس السابق لجنوب أفريقيا، الرمز العالمي نيلسون مانديلا، الذي توفي أول من أمس عن 95 عاماً، حيث اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «مصدر إلهام» للعالم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن مانديلا كان «مصدر إلهام» للعالم. مؤكداً أن «علينا أن نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى إلى جعل العالم افضل».
وفي واشنطن، نعى الرئيس الأميركي باراك أوباما مانديلا، معتبراً أنه كان رجلا «شجاعاً وطيباً»، مشيداً «بإرادته القوية للتضحية بحريته من أجل حرية الآخرين». كما أعلن البيت الأبيض أن اوباما وزوجته ميشيل سيتوجهان إلى جنوب أفريقيا الأسبوع المقبل للمشاركة في مراسم تكريم مانديلا.
في باريس، أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بمانديلا معتبراً أنه «مقاوم استثنائي» و«مقاتل رائع». وفي بيان أصدره قصر الإليزيه، قال هولاند إن مانديلا «كان يجسد شعب جنوب أفريقيا وأساس وحدة وعزة أفريقيا بأكملها».
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن «نوراً كبيراً خبا». وقال على حسابه على «تويتر» إن «نلسون مانديلا كان بطل عصرنا».
كذلك قالت أول امرأة ملونة شغلت منصب رئيس المحكمة العليا فى جنوب أفريقيا بتعيين من نيلسون مانديلا، نافي بيلاي، التي تشغل اليوم منصب مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: «إن ما قام به نيلسون مانديلا لن ينسى، بإيمانه أن الجميع لهم الحق فى حرية التعبير والعيش بكرامة».
من جهتها، أشادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بنيلسون مانديلا معتبرةً أنه «اسم أسهم إلى الأبد في المعركة ضد قمع شعبه». وأضافت «نحن في ألمانيا مع شعب جنوب أفريقيا في حالة حداد في على نيلسون مانديلا» مؤكدةً أن «اسمه سيبقى إلى الأبد ملازماً للمعركة ضد قمع شعبه والنصر على نظام الفصل العنصري».
كذلك أشادت بكين أمس بنيلسون مانديلا «صديقاً مخلصاً للشعب الصيني» الذي عرف أن «يربح احترام وإعجاب الأشخاص في العالم أجمع». وكانت وفاة نيلسون مانديلا أول من أمس أحد المواضيع الأكثر تناولاً في شبكات التواصل الاجتماعي الصينية.
وفي بروكسل، قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إنه «يوم حزين، ليس لأفريقيا وحدها بل للأسرة الدولية بأكملها. نبكي وفاة واحداً من أعظم الشخصيات في عصرنا». أيضاً اعتبر رئيس الوزراء الأسترالي، طوني أبوت، أن العالم سيذكر الرئيس الجنوب أفريقي السابق، نيلسون مانديلا، بأنه زعيم أخلاقي وليس زعيماً سياسياً فقط.
وفي رام الله، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس السابق لجنوب أفريقيا الذي وصفه بأنه «فقيد شعوب العالم أجمع، وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا». وأضاف «جمعتنا مع الزعيم الأممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى الأبد بين الشعبين الفلسطيني والجنوب أفريقي»، مؤكداً أن «مانديلا قائد ومقاتل من أجل حرية شعبه، وكان رمزاً للتحرر من الاستعمار والاحتلال لكافة الشعوب من أجل حريتها».
وقد أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أمس أن مراسم وطنية ستقام للرئيس السابق نلسون مانديلا، في العاشر من كانون الأول في ملعب كرة القدم في سويتو، وسيدفن في الخامس عشر من الشهر نفسه في قريته كونو.
وقال زوما «سنعمل معاً من أجل تنظيم جنازة جديرة بهذا الابن الاستثنائي لبلدنا وأبي أمتنا الفتية».
فرنسا تعود عسكرياً إلى افريقيا من بوابة بانغي
بدأت فرنسا أمس ثاني تدخّل عسكري كبير لها في أفريقيا خلال عام، بعد أن وصل جنودها إلى بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى «لوقف أعمال عنف» أودت بحياة أكثر من 100 شخص هذا الأسبوع. وحشدت فرنسا قوة قوامها 1200 جندي للدخول إلى جمهورية أفريقيا الوسطى بعد ساعات من الحصول على تأييد الأمم المتحدة للمضي قدماً في عملية «سانغاريس» أول من أمس. وسعت السلطات الفرنسية إلى التأكيد أن هدف العملية هو «دعم القوات الأفريقية الموجودة في البلاد لوقف أعمال العنف الدامية».
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إن «تعزيزات فرنسية وصلت إلى بانغي لدعم القوة المقرر أن يصل قوامها إلى 1200 جندي في الأيام المقبلة». وأضاف الوزير أن سرية جند وصلت إلى العاصمة الأفريقية من قاعدة فرنسية في الغابون المجاورة، وأن من المقرر وصول مجموعة من طائرات الهليكوبتر في وقت لاحق.
ووصف لودريان الليلة الماضية بـ«الهادئة» بعد اشتباكات دارت أول من أمس بين المتمردين الإسلاميين السابقين الذين يديرون شؤون البلاد حالياً وبين ميليشيا مسيحية ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزيه.
وأفادت حصيلة أعدّتها بعثة «منظمة أطباء بلا حدود» في أفريقيا الوسطى أن جثث 92 قتيلاً قتلوا بالرصاص أو بالسلاح الأبيض و155 جريحاً موجودون في مستشفى في بانغي منذ بدء موجة القتل الخميس.
تزامناً، افتتحت قمة «السلام والأمن في أفريقيا» أمس في باريس بحضور عدد من القادة الأفارقة الذين استقبلهم الرئيس فرنسوا هولاند في قصر الإيليزيه. ويشارك في القمة التي تستمر يومين قادة نحو أربعين دولة أفريقية، وهي تهدف إلى «ضمان أمن أفريقيا».
من جهة ثانية، دعا المغرب المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة «لتفادي تدهور الأوضاع في دولة أفريقيا الوسطى»، ورحّب بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بنشر بعثة دولية فيها لمدة سنة. وأفاد البيان بأن العاهل المغربي أصدر تعليمات بـ«نشر عناصر من القوات المسلحة الملكية التي ستشكل وحدة الحرس لمكتب الأمم المتحدة المتكامل لبناء السلام في أفريقيا الوسطى (بينوكا)»، مؤكداً أن المغرب «يبقى على استعداد لدعم جمهورية أفريقيا الوسطى في طريقها نحو السلام والاستقرار». وعبّر المغرب عن شكره لفرنسا «على جهودها الدؤوبة لأحلال السلام بالقارة الأفريقية، إن في مالي أو في جمهورية أفريقيا الوسطى».
وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق أول من أمس، بالإجماع، على قرار اقترحته فرنسا، ينص على إنشاء ما يعرف بـ«البعثة الدولية للدعم في جمهورية أفريقيا الوسطى» (ميسكا)، وتضم قوات فرنسية وأفريقية مصرح لها بـ«استخدام القوة لحماية المدنيين في أفريقيا الوسطى، وفرض حظر على تصدير الأسلحة لهذا البلد».
وحدّد القرار مدىً زمنياً لعمل بعثة «ميسكا» بـ 12 شهراً، وأجاز للجنود الفرنسيين في جمهورية أفريقيا الوسطى «اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لدعم القوة الأفريقية لإتمام مهمتها». وأعلن الرئيس الفرنسي في وقت سابق أنه أعطى أوامره بمضاعفة عدد عناصر القوات الفرنسية الموجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى، الذي يبلغ حالياً 600 جندي.
يذكر أنه في شهر آذار الماضي، دخلت أفريقيا الوسطى في دوّامة جديدة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح متمردو «سيليكا»، القادمون من الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة، الرئيس فرانسوا بوزيزيه، وهو مسيحي حكم البلاد لمدّة لمدة 10 سنوات، وكان يتمتع بدعم قوي من الأغلبية المسيحية في أفريقيا الوسطى. وبعد إطاحة الرئيس، نصّب زعيم ميليشيات «سيليكا»، ميشال دجوتوديا، نفسه رئيساً للبلاد.
وانتقد بعض الصحافيين القرار الفرنسي بإرسال جنود إلى أفريقيا الوسطى، وقالوا إن فرنسا تريد أداء دور «شرطي أفريقيا» مجدداً، وهو «أمر مرفوض». بينما دعم آخرون نشر قوات سلام في البلد «لوقف عمليات العنف الدامية بين الطرفين المتصارعين».
اليمن | الجيش يستعيد وزارة الدفاع من «القاعدة»
لم تقتصر الأزمة اليمنية على العوائق السياسية التي يضعها الجنوبيون أو اشتباكات الحوثيين مع السلفيين، بل أصبح تنظيم «القاعدة» حجر الرحى الذي تدور حوله كل الاهتمامات الأمنية المحلية والدولية لوضع حد لعنفه المتشظي في أرجاء البلاد
تزامناً مع وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، لمتابعة أعمال مؤتمر الحوار الوطني والمرحلة الانتقالية في البلاد، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس أن السلطات الرسمية استعادت السيطرة بالكامل على مجمع الوزارة في صنعاء، بعد أن هاجمه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة، ما أدى إلى سقوط 52 قتيلاً، بينهم أطباء وممرضون يمنيون وأجانب.
وقالت وزارة الدفاع إنها استعادت السيطرة بالكامل على مجمع الوزارة في صنعاء، فيما أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم. وأُصيب في الهجوم 167 شخصاً.
وقالت الوزارة إن القوات اليمنية قتلت 11 من المهاجمين.
وأُغلقت كل الطرقات المؤدية إلى الوزارة أمس بآليات مدرعة، حسبما قال شهود.
وقدّر مسؤولون أمنيون عدد المقاتلين الذين نفذوا العملية بما بين 16 و 25، وقالوا إن السلطات لا تزال تبحث عن سيارتين مفخختين في صنعاء قد تستخدمان لشنّ هجمات أخرى.
وتبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أمس الهجوم، في بيان نشره فرعه الإعلامي. وأعلن «القاعدة» على موقع «تويتر» أن هدف الهجوم كان قاعة تحكّم بالطائرات من دون طيار تشن غارات منتظمة على المقاتلين في هذا البلد. وقال إنه وُجِّهت «ضربة قاسية» إلى وزارة الدفاع اليمنية «بعدما ثبت لدى المجاهدين أن المجمع يحوي غرفاً للتحكم بالطائرات من دون طيار، وفيه عدد من الخبراء الأميركيين».
وأضاف التنظيم في بيانه على موقع «مؤسسة الملاحم»: «استمراراً لسياسة استهداف غرف عمليات الطائرات التجسسية، قام المجاهدون بتوجيه ضربة قاسية لإحدى هذه الغرف الكائنة في مجمع قيادة وزارة الدفاع».
وحذّر من أن «مثل هذه المقارّ الأمنية المشتركة أو المشاركة للأميركيين في حربهم ضد هذا الشعب المسلم هي هدف مشروع لعملياتنا في أي مكان كانت».
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الفيليبينية أن سبعة فيليبينيين قتلوا بين موظفي المستشفى، وبينهم طبيب، بينما أدانت الولايات المتحدة، التي كان يزورها وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد، برفقة وفد عسكري بشدة الهجوم «المروع».
وأوصت وزارة الخارجية الأميركية «المواطنين الأميركيين بالإبلاغ عن كل تحركاتهم نحو اليمن أو قربه».
بدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون «بأشد العبارات الهجمات الإرهابية»، وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي في المؤتمر الصحافي اليومي، إن «الأمين العام للأمم المتحدة يدعو جميع الأطراف المعنية في اليمن إلى التعاون الكامل مع لجنة التحقيق التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك بهدف تقديم الجناة إلى العدالة».
وأشار إلى أن «مجلس الأمن أكد في بيانه الأخير بشأن اليمن على استعداده للنظر في اتخاذ مزيد من التدابير أي بمعنى عقوبات، رداً على أي أعمال يقوم بها أفراد أو أطراف يهدفون إلى تعطيل عملية الانتقال السياسي السلمي الجارية حالياً في اليمن».
كذلك، أدانت كل من إيران، وبريطانيا، وفرنسا، الهجوم، واصفة إياه بـ«العمل الإرهابي».
في هذا الوقت، التقى المبعوث الأممي لدى وصوله إلى صنعاء، الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وناقشا العديد من المواضيع المتصلة بترجمة المبادرة الخليجية على أرض الواقع، وإنجاح الحوار الوطني الشامل الذي يشارف على الاختتام بعد تحقيق النجاحات المطلوبة، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وقال المبعوث الأممي، في تصريحات نقلتها «سبأ»: «نحن على يقين بأن اليمنيين سيعملون يداً بيد من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، والعمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وأنهم سيتمكنون من تجاوز أي محاولات تهدف إلى ترويعهم واستهدافهم».
وأشار بن عمر إلى أنه سيسعى خلال هذه الزيارة إلى العمل بالتعاون مع جميع الأطراف من أجل تيسير النقاشات المتعلقة بالقضايا التي ما زالت معلقة في الحوار الوطني للاتفاق على الوثيقة النهائية لمخرجات الحوار باعتبارها أهم أولويات اليمنيين، مؤكداً أن مجلس الأمن يبذل الجهد لتقديم المساعدة لتحقيق هذا الهدف.
وكان من المقرر أن يستأنف فريق «8+8» الخاص بحل القضية الجنوبية أعماله الخميس الماضي، لكن ذلك أُجِّل إلى اليوم السبت لحضور بن عمر أعمال الجلسة.
ويهدف الحوار إلى وضع حلول لـ 9 قضايا تقف وراء أزمات اليمن، بينها قضية الجنوب، وقضية صعدة (شمال)، وبناء الدولة وقضايا ذات صلة بالحقوق والحريات، والعدالة الانتقالية، والتنمية.
الاتحاد الأوروبي: المقاتلون في سوريا خطر علينا
حذّر منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دي كيريشوف من تزايد عدد المقاتلين القادمين من سوريا للعيش والإقامة في أوروبا، معتبراً أن هؤلاء المقاتلين الذين يعدّون بالعشرات يتعلمون القتال في سوريا ويتم تلقينهم تعاليم الإسلام المتشدد، ما سيشكل خطراً حقيقياً على الداخل الأوروبي. وقال كيريشوف، حسبما نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية، «إن عدد القادمين والخارجين من وإلى سوريا في تزايد مستمر، ما يستدعي وقفة صارمة للحد من ذلك». وحذر كيريشوف في مذكرة ستعرض على اجتماع وزراء الداخلية لدول الاتحاد الأوروبي من أن هؤلاء المقاتلين غالباً ما يعتبرون أبطالاً عند فئة من الشباب الأوروبي، ما يعزز فرص انتدابهم والمضيّ في الطريق نفسه. وتنص المذكرة على المزيد من تعزيز الرقابة في المطارات لتتبع حركات هؤلاء المقاتلين، أي متى وكيف ينتقلون إلى سوريا. وتكشف المذكرة عن أن عدد المقاتلين من 11 دولة أوروبية هم بين 1200 و1700 شخص، ولكن التوقعات كانت أنهم لا يتجاوزون الـ 600 إلى 800 شخص في الربيع الماضي، ما يفسر تزايداً مطرداً لأعداد هؤلاء. ونصت المذكرة أيضاً على ضرورة تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة من أجل فرض مزيد من المراقبة على الحدود التركية السورية.
راهبات معلولا: نحن ضيوف!
ظهرت راهبات دير مار تقلا في معلولا، أمس، في شريط فيديو على قناة «الجزيرة». في كلامهن، استعادة للمفردات التي استخدمها اللبنانيون الذين اختطفوا في مدينة أعزاز السورية: نحن لسنا مخطوفات، نحن ضيوف! ضيوف أعزاز بقوا في المعتقل أكثر من 16 شهراً
هو السيناريو نفسه الذي يطلّ في كل مرة يتعرّض فيها أشخاص للخطف على أيدي جماعات سورية معارضة. لم يختلف يوم أمس عن سابقاته، العبارات ذاتها: «لسنا مختطفات»، «ضيافة جيدة» و«معاملة حسنة». تعود الذاكرة الى مختطفي أعزاز اللبنانيين، الذين هم أيضاً كانوا في «ضيافة جيدة» و«غير مختطفين».
مشاعر الطمأنينة والفرح والامتنان طغت، أمس، على مضمون الشريط الذي بثّته قناة «الجزيرة» القطرية. لكن، هل هنّ كذلك فعلاً؟
راهبات دير مار تقلا المختطفات من معلولا واللواتي ظهرن بصحة جيدة، «أكدن سلامتهن» في الشريط، وأنهن خرجن من الدير «لشدة القصف». بالتأكيد، لم تستطع الراهبات التحدّث عن سبب اختفاء صلبانهنّ، هنّ اللواتي رفضن الهرب من الدير مرات عدّة سابقاً. لكن إحداهن قالت إنه سيطلق سراحهن بعد يومين.
خطاب أصرّ عليه مدير المكتب الإعلامي لـ«المجلس العسكري» (التابع لـ«الجيش الحر») في دمشق وريفها، مصعب الخير ـــ أبو قتادة، الذي قال لـ«الاخبار»: «الراهبات (13 و3 مدنيين) لم يختطفن، هن بأيدي الجيش الحر وتم تأمينهن بناءً على طلبهن». وأضاف إن «الكتائب التي حرّرت معلولا هي المسؤولة عن تأمينهن». وأشار الخير إلى أن «الراهبات كنّ في الدير، وبسبب القصف طُلِب من الفصائل الموجودة نقلهن إلى منطقة آمنة، هذه هي كل القصة».
الهجوم على البلدة التاريخية يوم الثلاثاء الماضي شنته «جبهة النصرة»، قبل أن تنضم إليها مجموعات أخرى كـ«لواء الغرباء» و«جبهة تحرير القلمون» وكتائب من «الجيش الحر». غير أن عملية الخطف كانت على يد «النصرة». وبحسب مصادر ميدانية معارضة، دخلت شخصيات من «الجيش الحر» على خط التفاوض مع «النصرة» لإطلاق سراحهن. ويوم أمس، تبنّت «كتيبة أحرار القلمون» خطف الراهبات، وطالبت بالإفراج عن 1000 معتقلة عند النظام السوري مقابل الإفراج عنهن، حسبما نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مهند أبو الفداء، من المكتب الإعلامي. وقالت المجموعة الخاطفة إن مطالبها وصلت إلى النظام السوري، من خلال الفاتيكان بعد تأمين اتصال بين رئيسة دير مار تقلا في معلولا (المختطفة) الأم بيلاجيا سياف والفاتيكان بواسطة هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية. وأوضح أبو الفداء أن هذه المطالب مشتركة بين «جبهة النصرة» و«كتيبة أحرار القلمون». وهنا يعلّق أبو قتادة في حديثه لـ«الأخبار» قائلاً: «هذه الكتيبة (أحرار القلمون) لم نسمع بها من قبل، وأعتقد أنها فصيل وهمي». وفي هذا السياق، أكّدت مصادر إسلامية معارضة لـ«الأخبار» أن الراهبات المختطفات موجودات لدى «جبهة النصرة»، وليس لدى أي جهة أخرى، وأن مقاتلي الجبهة نقلوهن إلى «مكان آمن».
في المقابل، وفي اتصال مع مستشار وزير المصالحة علي حيدر، إيليا سمّان، نفى هو الآخر أن يكون قد سمع بهذه الكتيبة، وقال: «لحد الآن، لا يوجد أي معلومات، كما أنه لم يتواصل معنا أي أحد بخصوص الراهبات». وأشار سمّان الى أنه «سبق أن تعاطينا مع كتائب مسلحة، لكن هذه الكتيبة التي تبنّت الخطف لم نسمع بها إطلاقاً».
بدوره، أمين سر بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق الأب مكاريوس ملوقة، قال لـ«الأخبار» تعليقاً على ظهور الراهبات: «أهم شيء أنهن بخير، واستطعنا الاطمئنان عليهن»، مضيفاً، «لكنهن الى الآن مختطفات، والضيعة نهبت وهدّمت، والراهبات ليس لديهن أي ذنب في ذلك». وقال ملوقة إن «مسلحي النصرة حطّموا كل صلبان الأديرة والكنائس باعتبار أن ذلك كفر»، مضيفاً «من الطبيعي أن يكون كلام الراهبات تحت الضغط وهن مجبرات على ذلك». وأشار الأب ملوقة، وهو من معلولا، إلى أن «الراهبات مختطفات مثل أبنائنا السبعة الشباب الذين خطفوا منذ أيلول الماضي». وكان الهجوم الأول على معلولا في أيلول، واختطف 7 شباب «قاوموا ثلاثة أيام مع الدفاع الوطني الى أن فقدوا الذخيرة واختطفوا». ويتأسف الأب ملوقة لأن المدينة «التي تستقبل 5 ملايين سائح أصبحت مدمرة بالكامل».
في الشريط الذي نشرته «الجزيرة»، ظهرت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف تتحدّث في البداية قائلة: «نحن نطمئن كل العالم المشغول بالهم علينا، (...) ومن أنقذونا من الدير قالوا لنا إن ذلك لأجل سلامتنا وغادرنا الدير، والله سلم الجميع». ويسأل المصور الراهبات: «هل كانت هناك اشتباكات عند خروجكنّ؟»، فردّت الأم بـ«نعم»، وقالت «الله يعطيهم العافية». وأوضحت راهبة أخرى أنهن «13 راهبة و3 مدنيين في فيلا جميلة وعلى قيد الحياة، وسنغادر إن شاء الله عندما ينتهي القصف». وقالت أخرى: «نريد أن يحصل السلام، وذهبنا من شدة القصف، ومن أخذونا هم محبون واهتموا بنا كثيراً ونشكرهم ولم ينقصوا أي شيء علينا». وتوجهت إحدى الراهبات اللبنانيات الى أهلها بالقول: «بعد يومين سيفرج عنا، ونحن بخير». وأضافت راهبة أخرى: «نشكر لهم معاملتهم لنا، ولم نغادر الدير إلا بسبب القصف، والله يهدّئ الأزمة ويوفق الجميع». وناشدت راهبة أخرى «أفرقاء الصراع في سوريا وقف قصف الأماكن المقدسة»، مشيرة الى أنه «لا يمكن إلا أن نشكرهم على الخدمة التي قاموا بها لأجلنا وعلى الخدمة والرفاهية».
وتعليقاً على الشريط المصوّر لراهبات الدير، شكر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام «كل من ساهم في أن يكنّ مرتاحات»، مشيراً الى أنه «إن لم تكن معلولا آمنة فالمكان الآمن الآن هو لدى البطريرك يوحنا العاشر اليازجي». وقال في حديث تلفزيوني: «أطلب من الله أن لا يكون أي إنسان سوري خارج بيته، ونريد أن تكون سوريا جميلة، وكلنا نريد أن تعود سوريا».