
Super User
الشعور الديني لدى الإنسان
الإِيمان بالمبدأ والتوجه إلى ما وراء الطبيعة من الأمور الفطرية التي عجنت خلقة الإِنسان بها، كما عجنت بكثير من الميول والغرائز.
أقول بشكل عام إِنَّ إِدراكات الإِنسان تنقسم إلى نوعين:
1- الإِدراكات التي هي وليدة العوامل الخارجة عن وجود الإِنسان بحيث لولاها لما وقف الإِنسان عليها بتاتاً، مثل ما وقف عليه من قوانين الفيزياء والكيمياء والهندسة.
2- الإِدراكات النابعة من داخل الإِنسان وفطرته من دون أن يتدخل في الإِيحاء عامل خارجي، كمعرفة الإِنسان بنفسه وإِحساسه بالجوع والعطش، ورغبته في الزواج في سن معينة، والاشتياق إلى المال والمنصب في فترات من حياته. تلك المعارف - وإِنْ شئت سميتها بالأَحاسيس - تنبع من ذات الإِنسان وأَعماق وجوده. وعلماء النفس يدّعون أنَّ التوجه إلى المبدأ داخل تحت هذا النوع من العرفان.
إِنَّ علماء النفس يعتقدون بأَنَّ للنفس الإِنسانية أَبعاداً أَربعة يكون كلُّ بعد منها مبدأً لآثار خاصة:
أ- روح الإِستطلاع واستكشاف الحقائق، وهذا البعد من الروح الإِنسانية خلاق للعلوم والمعارف، ولولاه لما تقدم الإِنسان منذ أن وجد في هذا الكوكب، شبراً في العلوم واستكشاف الحقائق.
ب- حبّ الخير، والنزوع إلى البرِّ والمعروف، ولأَجل ذلك يجد الإِنسان في نفسه ميلا إلى الخير والصلاح، وانزجاراً عن الشر والفساد.
فالعدل والقسط مطلوب لكل إنسان في عامة الأَجواء والظروف، والظلم والجور منفور له كذلك، إلى غير ذلك من الأَفعال التي يصفها كل إِنسان بالخير أو الشر، ويجد في أَعماق ذاته ميلا إلى الأَول وابتعاداً عن الثاني، وهذا النوع من الإحساس مبدأٌ للقيم والأَخلاق الإِنسانية.
جـ- عشق الإِنسان وعلاقته بالجمال في مجالات الطبيعة والصناعة فالمصنوعات الدقيقة والجميلة، واللوحات الفنية والتماثيل الرائعة تستمد روعتها وجمالها من هذا البعد.
إِنَّ كل إِنسان يجد في نفسه حبّاً أَكيداً للحدائق الغناء المكتظة بالأَزهار العطرة والأَشجار الباسقة، كما يجد في نفسه ميلا إلى الصناعات اليدوية المستظرفة وحباً للإِنسان الجميل المظهر، وكلها تنبع من هذه الروح التي عجن بها الإِنسان، وهي في الوقت نفسه خلاّقة للفنون في مجالات مختلفة.
د- الشعور الدينى الذي يتأجج لدى الشباب في سن البلوغ، فيدعو الإِنسان إلى الإِعتقاد بأَنَّ وراء هذا العالم عالماً آخر يستمد هذا العالم وجوده منه، وأنَّ الإِنسان بكل خصوصياته متعلق بذلك العالم ويستمد منه.
وهذا البعد الرابع الذي اكتشفه علماء النفس في العصر الأَخير وأَيدوه بالإِختبارات المتنوعة مما ركز عليه الذكر الحكيم قبل قرون وأَشار إليه في آياته المباركات، نعرض بعضها:
أ- (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)(1)
إِنَّ عبارة «فِطْرَةَ الله» تفسير للفظة الدّين الواردة قبلها، وهي تدل بوضوح على أنَّ الدّين - بمعنى الإِعتقاد بخالق العالم والإِنسان، وأَنَّ مصير الإِنسان بيده - شيء خلق الإِنسان عليه، وفُطر به كما خلق وفُطِر على كثير من الميول والغرائز.
ب - (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ)(2)
أيْ عرَّفْنا الإِنسان طريقَ الخير وطريقَ الشر. وليس المراد التعرف عليهما عن طريق الأنبياء بل تعريفهما من جانب ذاته سبحانه، وإن لم يقع في إِطار تعليم الأَنبياء، وذلك لأَنه سبحانه يقول قبله (لَقَدْ خَلَقْنَا الاْنسَـانَ فِي كَبَد *...* أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * ولِسَانًا وشَفَتَيْنِ * وهَدَيْنَـهُ النَّجْدَيْنِ) فالكل من معطياته سبحانه عند خلق الإِنسان وإبداعه.
وهذا إنْ دلّ على شيء فإنما يدل على أنَّ النظرية التي اكتشفها علماء معرفة النفس مما ركّز عليها الوحي بشكل واضح، وحاصلها إِنَّ الدين بصورته الكليَّة أَمر فطري ينمو حسب نمو الإِنسان ورشده، ويخضع للتربية والتنمية كما يخضع لسائر الميول والغرائز.
آية الله الشيخ جعفر سبحاني
1- سورة الروم: الآية 30.
2- سورة البلد: الآية 10.
السودان: تظاهرة في أم درمان باتجاه البرلمان احتجاجاً على فرض الطوارئ
انطلقت تظاهرة في مدينة أم درمان اليوم الأحد باتجاه مقر البرلمان السوداني احتجاجاً على فرض حال الطوارئ.
وكان تجمّع المهنيين السودانيين قد دعا إلى تظاهرات اليوم الأحد، مؤكداً الالتزام بسلمية التظاهرات الساعية إلى التغيير.
كما دعا المتظاهرين إلى رفع اللافتات والأعلام الوطنية "رفضاً لأي التفاف على مطالب المحتجين"، بحسب التجمّع.
إلى ذلك، حكم على 9 سودانيات بالسجن شهراً واحداً، وبـ20 جلدة لكل منهن بسبب مشاركتهن في تظاهرة معارضة غير مرخصة في الخرطوم، ولكن ضغوطاً حقوقية منعت تنفيذ الحكم.
قرار محكمة طوارئ الخرطوم جاء بعد أمر الرئيس السوداني عمر البشير بالإفراج عن جميع المعتقلات المشاركات في الاحتجاجات المعارضة، لكن الحكم على المعتقلات التسع جاء بموجب قانون الطوارئ المعلن نهاية شباط/ فبراير الماضي.
وكان البشير قد أعلن الشهر الماضي حالة الطوارئ، وأقال الحكومة المركزية، وعيّن مسؤولين أمنيين محل حكام الولايات، ووسع صلاحيات الشرطة، ومنع التجمعات العامة دون تصريح.
وشهدت مدن سودانية عدة بينها الخرطوم وأم درمان وبحري وشرق النيل تظاهرت دعا إليها تجمع المهنيين، وفي حين أطلقت الشرطة قنابل الغاز باتجاه المتظاهرين.
الدبلوماسيّة العسكرية الإسرائيلية: أوسع أبواب التطبيع؟
"الدبلوماسيّة العسكريّة" عبارة باتت تتردّد أصدائها في السياسية الإسرائيلية مؤخراً. فبعد سنوات على فشل الدبلوماسيّة السياسيّة للكيان الإسرائيلي في كسر حالة العزلة الكبيرة التي يعيشها في الشرق الأوسط وأفريقيا، سعى الكيان خلال العقد الماضي لاستخدام صفقات السلاح من جهة، والتدريب العسكري من جهة أخرى لتعزيز علاقاته الدبلوماسيّة مع دول العالم.
مؤخراً، وفي الخلاف القائم بين باكستان والهند، ظهر إسم الكيان الإسرائيلي بقوّة بعد أن كتب الصحافي البريطاني المعروف روبرت فيسك مقالة في صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانية تناول فيها الصراع المحتدم بين الهند وباكستان والدور الإسرائيلي في هذا الصراع حيث تعدّ الهند أحد أبرز المستوردين للسلاح الإسرائيلي.
لا تقتصر الصادرات العسكرية الإسرائيلية على الهند، فقد أشار تقرير صادر عن معهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام " سيبري"، أن الكيان الإسرائيلي قد عزز مكانته كأكبر دولة مصدرة للأسلحة لجميع أنحاء العالم. الكيان الذي احتل السابعة عالميا في تصدير الأسلحة، ارتفعت صادرات شركاته لصناعات الأسلحة حوالي 55% على مدار الخمس سنوات الماضية.
في أفريقياً أيضاً، يتربّع التدريب العسكري على رأس الإستراتيجية الإسرائيلية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية، فقد نشرت الصحافة الإسرائيلية قب أشهر تقريرا حول قوات كوماندوز تابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بتدريب قوات محلية في أكثر من 12 بلد أفريقي، كجزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع لتعزيز العلاقات الدبلوماسية في القارة. هذا التدريب العسكري كان أحد أبرز الأسباب لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين تشاد و"إسرائيل" بعد 46 عاما من القطيعة. يقول أحد الخبراء العسكريين الإسرائيليين إن "الدفء الذي يحيط بالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية من جديد أعاد الجيش الإسرائيلي مجددا إلى تدريب عدد من الجيوش الأفريقية.
الشرق الأوسط لم يكن عن هذه الدبلوماسيّة ببعيد، ورغم محاولات التستّر على مثل هذا الأمر حتّى الأمس القريب، إلا أن مفاعيل التعاون العسكري الإسرائيلي مع بعض الدول العربية قد ظهرت نتائجه مؤخراً بمحاولة نقل التطبيع من المرحلة السرية إلى مرحلته العلنية.سعودياً يكثر الحديث عن الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في العدوان على اليمن، فعلى سبيل المثال لا الحصر كشفت مصادر مقرّبة من لجنة الاستخبارات بالكونغرس الأمريكي عن استخدام القوات السعودية أسلحة إسرائيلية الصنع في الهجوم على مدينة الحديدة. في السياق ذاته، تستخدم الرياض برامج مراقبة إسرائيلية للتجسس على مواطنيها. الإمارات أيضاً، أحد أبرز المتعاونين مع الكيان الإسرائيلي في الشقّ التكنولوجي، فقد وقّعت العديد من الشركات الامنية الإسرائيلية عقوداً مع الإمارات حول الأمن الإلكتروني فاقت الـ6 مليار دولار بين أعوام 2007 و2015 وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. كذلك هناك بلدان أخرى كالأردن ومصر تربطها دبلوماسيّة عسكرية مع الكيان الإسرائيل، سواء عبر شراء السلاح، أو عبر قصف الجماعات التكفيرية في سيناء، وقد وصل التطبيع العسكري مع الدول العربية إلى المشاركة في مناورات عسكريّة مشتركة.
الأسباب
هناك جملة من الأسباب تفسرّ قدرة الكيان الإسرائيلي على تعزيز دبلوماسيّته العسكرية. بعض هذه الأسباب ترتبط بالكيان الإسرائيلي، في حين أن الأسباب الأخرى ترتبط بالجهات المطبّعة، سنذكرها بالتوالي:
يستخدم الكيان الإسرائيل جملة من الواجهات للتسويق لنفسه. أول هذه الواجهات ترتبط بالخبرات الأمنية المتطوّرة في "مكافحة الإرهاب"، حيث تعمل على تزويد تلك الدول بوسائل تكنولوجية متطورة للمراقبة والتنصت. التدريب العسكري أيضاً أحد هذه الواجهات حيث يعمد الكيان الإسرائيلي على إنشاء علاقات مع العديد من الدول الإفريقية في هذا المجال، سواء فيما يتعلّق بالإرهاب، أو حتى حتى تدريب وحدات الحرس الرئاسة ووحدات النخبة القتاليّة. يلعب الموساد دوراً واضحاً في هذا الإطار حيث يسعى لاستغلال المعلومات التي يجمعها لتزويد الجهات الإسرائيلية بنقاط الضعف هذه في الدول المستهدفة بغية العبور السلس دون أي عوائق.
فيما يتعلّق بالطرف المقابل، يستغل الكيان الإسرائيلي نقاط ضعف تلك الدول، او بشكل عام التهديدات التي تواجهها للدخول إليها. ففي مسألة الهند يستغل الكيان الصراع القديم مع باكستان. في الشرق الأوسط، يستغل محاولات الأنظمة العربية الملكية لمراقبة شعوبها والتنصت عليها خشية أي تحرّكات قد تهدّد الحكم. يستغل هذه الأمور لتطوير العلاقات معها سراً، ومؤخراً على العلن. وأما في أفريقا المستهدف الأبرز في الدبلوماسيّة العسكريّة فقد استغلّ الكيان الإسرائيلي التهديدات الأمنية كجماعة بوكو حرام أو غيرها للدخول إلى القارّة التي كانت محرّمة عليها دعماً للقضية الفلسطينية.
باختصار يسعى الكيان الإسرائيلي من خلال الدبلوماسيّة العسكرية، أو بالأحرى دبلوماسيّة السلاح وأنظمة التجسس، تسعى لكسر العزلة التي يعيشها، مستفيداً من نقاط القوّة التي يمكلها تكنولوجياً وأمنياً من جهة، والتهديدات التي تعيشها دول الصراع سواءً في الشرق الأوسط أو أفريقيا من جهة أخرى، فما هو الأسلوب الأنجع لمواجهة هذه الدبلوماسيّة؟
السراج: اتفقت مع حفتر على إجراء الانتخابات قبل نهاية 2019
أعلن رئيس حكومة "الوفاق الوطني" الليبي، المعترف بها دوليًا، فائز السراج، الثلاثاء، أنه اتفق مع قائد الجيش خليفة حفتر، في اجتماع أبوظبي الأسبوع الماضي، على "عدم إطالة الفترة الانتقالية، وإجراء الانتخابات قبل نهاية عام 2019".
جاء ذلك في تصريحات للسراج خلال لقائه بعدد من عمداء البلديات بالمنطقة الغربية بالعاصمة طرابلس، حسب بيان للمكتب الإعلامي للسراج.
وقال السراج إن "النقاط الثلاثة التي جرى الاتفاق عليها تتمثل في: عدم إطالة الفترة الانتقالية، وضرورة توحيد المؤسسات والإصرار في ذلك، وإنجاز انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية هذا العام".
وأضاف أن الاتفاق شمل كذلك "توفير المناخ الملائم لإجرائها (الانتخابات)، ودعم جهود المبعوث الأممي (غسان سلامة) في هذا الشأن".
وأشار السراج إلى أن المبادئ غير قابلة للتنازل، تتلخص في مدنية الدولة، والفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة.
وأوضح أن "الوفاق هو مشروع وطني، لا يرتبط بأشخاص أو مناطق أو فترة زمنية، وهو ما يود أن يسود بين الليبيين جميعًا دون استثناء في علاقاتهم على كافة المستويات والتوجهات".
وتابع: "من هذا المنطلق جاء اجتماعنا مع خليفة حفتر في إطار لقاءاتنا وتشاورنا مع جميع الأطراف على الساحة الليبية، من أجل حقن الدماء".
وفي 27 فبراير/ شباط الماضي، عقد اجتماع في أبوظبي، بدعوة من المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، حضره رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، والقائد العام للجيش خليفة حفتر.
واتفق الطرفان، بحسب بيان البعثة الأممية، "على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، وسبل الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها".
ويعد هذا اللقاء الثاني للرجلين بالإمارات، في محاولة لإيجاد حل للأزمة الليبية الممتدة لسنوات.
ومنذ 2011، تعاني ليبيا الغنية بالنفط، صراعًا على الشرعية والسلطة، يتركز حاليًا بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليًا في العاصمة طرابلس (غرب)، وخليفة حفتر، المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).
وفي يناير / كانون الثاني 2016، عقد أول لقاء بين السراج وحفتر، في مكتب الأخير بمدينة المرج شرقي بنغازي.
لقد سقطنا في فخ نصر الله!
وشهد شاهد من أهله، هي لم تكن المرة الأولى التي أكد ويؤكد فيها القادة الصهاينة على صدق وأمانة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في جميع الوعود والتهديدات التي يطلقها خلال خطاباته الموجهة للكيان الإسرائيلي. ليأتي يوم أمس أيضاً ليؤكد المؤكد مرة أخرى، وهذه المرة عبر وثائقي بثته قناة "كان" العبرية تناولت فيه شخصية السيد حسن نصرالله مستعرضة آراء لمجموعة من الخبراء والمسؤولين الإسرائيليين، فيجمعون أنه يمتلك كفاءة خاصة ولا يمكن الاستخفاف به لأنه يمثل التهديد الأكبر على “إسرائيل”.
ومما جاء في الوثائقي أكد الخبراء الصهاينة على مجموعة نقاط حول شخصية السيد حسن وأجمعوا على الآتي:
- لم يكن لدينا معلومات عن نصر الله الذي حول حزبه إلى القصة الأكثر نجاحاً، واختار الكفاءات وكان مميزاً في التعامل مع مقاتليه.
- نصر الله عمل على بناء مجتمع شيعي قوي وأوصله إلى مكان غير مسبوق.
- نصر الله لديه معلومات جيدة عنا، وقد درس عن القيادة الإسرائيلية وتاريخ "إسرائيل" ولم يكن هناك من عرف "إسرائيل" من العرب مثلما عرفها نصرالله.
- نصر الله ليس زعيماً أرسل ابنه للجامعات الأجنبية إنما أرسله إلى ميدان القتال.
- نصر الله ظهر في العام ٢٠٠٠ أمام العرب، كمن طرد الاحتلال من أرضه وكان بذلك المنتصر الأكبر.
- نصر الله ابتدع الكثير من الأساليب الإعلامية في نشر مشاهد القتال ولم يصل أي تنظيم إلى المستوى الذي وصل إليه حزب الله في هذا المجال.
واستعرض مخرج البرنامج رأي رئيس حكومة العدو الإسرائيلي السابق "إيهود أولمرت" في الوثائقي حيث قال الأخير إننا سقطنا بفخ نصر الله الإعلامي وقد أخطأنا ببث خطاباته أثناء الحرب ٢٠٠٦ وكأنه وزير خارجيتنا ورئيس حكومتنا ما سمح له بزرع الشك لدينا، كما أن طريقة الانسحاب المرتبكة والمتخبطة من لبنان عام ٢٠٠٠ كانت أساس خطاب بيت العنكبوت الذي ألقاه نصر الله.
كما يقول الصحافي والمستشرق الإسرائيليّ داني روبينشتاين: "حسن نصر الله هو شخصيّة عظيمة، تشخص لها أبصار الفلسطينيين والشارع العربيّ، بدرجةٍ تفوق عبد الناصر في زمنه، عبد الناصر صمد في حرب حزيران ستة أيام، أمّا حسن نصر الله فقد حبس رُبع سكان إسرائيل في الملاجئ أكثر من أربعة أسابيع".
ومن بين الأمثلة التي ضربها الوثائقي حول صدق الأمين العام ووفائه بوعوده هو ما قاله الأمين العام لحزب الله عن حيازة المقاومة لأشلاء لجنود إسرائيليين قتلوا في حرب تموز 2006، حيث أحدث هذا الكلام بلبلة كبيرة في صفوف قادة العدو وبين أهالي الجنود القتلى.
وفي هذا السياق يقول ممثل الجناح الأكثر تطرفاً في الليكود موشيه فيغلن إن السيد نصر الله أكثر صدقاً من الزعماء الإسرائيليين وأنا لا أخشى من القول إن الجمهور الإسرائيلي عموماً أدرك خلال حرب تموز أنه إذا كان هناك زعيم يمكن تصديقه في هذا الصراع فهو زعيم العدو نصرالله لا قادتنا.
أما الصحافي الصهيوني موتي كرشنباوم فيقول: "قد يفهم من كلامي أنني متطرف لكن لا بد من التأكيد أننا شاهدنا حسن نصرالله صاحب الشخصية التي تعبر عن إنسان متوازن بشكل غير عادي وعميق بفهمه وكبير في عقله وبإحاطته بالأمور والتطورات فهو إنسان منطقي وعقلاني ويمكن القول أيضاً أنه ربما كان صادقاً".
ويشير اللواء إحتياط في جيش العدو الصهيوني "عوزي ديان"، إلى أن "الجمهور في إسرائيل يصدق كل ما يقوله (السيد) نصرالله، هو (السيد نصرالله) يفهم نفسيَّة الشعب في إسرائيل، وهو مطّلع على السياسة الإسرائيليَّة ويعرف كيف يميز بطريقة معمقة على وجه خاص الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، اكثر من ذلك، لديه إدراك عميق جداً لوسائل الإعلام الغربية وهو يعرف كيف يشغلها، مثل خطاب بيت العنكبوت، الذي احتل مكانة في النقاش الإسرائيلي".
وأضاف "ديان": إن "تهديد حزب الله لا يقتصر على الصواريخ التي تغطي كل دولة “إسرائيل”، لافتاً أن حزب الله يملك اليوم صواريخ بر-بحر لا تُعتبر في العالم كسلاح استراتيجي، لكن فيما يتعلق بـ “إسرائيل” هي سلاح استراتيجي جداً، هو سلاح يساعده في مهاجمة حقول الغاز “الإسرائيليَّة”.
ختاماً، يظهر لنا من خلال هذه التصريحات الإسرائيلية مدى الخوف الذي يعيشه الكيان وسكانه من رجل اسمه حسن نصرالله، ونقول لهم إن للسيد رجال لا يهابون الموت، قد وضعوا من الصلاة في القدس هدفاً نصب أعينهم، وهم على استعداد للتضحية بأنفسهم وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق ذلك، فمن منّا لا تنعشه نشوة الانتصار على العدو الإسرائيلي، ولا يدغدغه حلم تحرير فلسطين.
منظومة حزب الله الصاروخية: أبعد من معادلة ردع
شكّلت المنظومة الصاروخيّة لحزب الله مفاجأة من العيار الثقيل لصنّاع القرار السياسي والأمني في الكيان الإسرائيلي.
شبح هذه المنظومة أرسى معادلة الردع القائمة منذ العام 2006، ما سمح للحزب بتطويرها وصولاً إلى الصواريخ الدقيقة التي تحدّث عنها السيد نصرالله مؤخراً.
ورغم بناء حزب الله لقدراته على أكثر من صعيد، وظهور تحدّيات تشغل الكيان الإسرائيلي بين الفينة والأخرى كقضية السيطرة على الجليل، والأمونيا وديمونا والأنفاق لكن الشبح الصاروخي لا يزال ملازماً للكيان الإسرائيلي منذ حرب لبنان الثانيّة، عسكراً وسياسيين ومستوطنين.
لا يكاد يمرّ أسبوع، إلا ويسلط الكيان الإسرائيلي، سواءً عبر المسؤولين، العسكريين منهم والسياسيين أم عبر وسائل الإعلام، الضوء على ترسانة حزب الله الصاروخيّة، ليس آخرهم الباحث الإسرائيليّ في الشؤون الأمنيّة والعسكريّة، الجنرال احتياط عاموس غلبواع، الذي قال "إننا غير قادرٍين على اعتراض صواريخ حزب الله وصواريخ حماس تصل إلى ما بعد حيفا".
ما زاد طينة الإسرائيليين بلّة، هو الغموض الذي يلفّ هذا الأمر، ما دفع بنتنياهو للحديث عن صواريخ حزب الله على منبر الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، ليتّضح لاحقاً وبالصوت والصورة زيف ادعاءات نتنياهو بعد المؤتمر الصفي الذي عقده وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بحضور السفراء الأجانب في بيروت.
اليوم، يبدو الكيان الإسرائيلي مربكاً أكثر من أي وقت مضى، فبعد فشل رهانه في إسقاط سوريا، ومحاصرة حزب الله تدريجياً، تبدو مواقف الكيان متذبذبة فتارةً يهدد باستهداف لبنان وأخرى يقول إنه لا يريد الحرب، تارة يتهم قوات اليونيفل بالتقصير، وأخرى يصوّب على إيران وسوريا.
لم تشغل قضّية الصواريخ الإعلام الإسرائيلي والخطوط الساخنة مع واشنطن فحسب، بل إن شرارة هذه الصواريخ قد طالت مراكز صنع القرار الإسرائيلي ذاته حيث بدا الارتباك واضحاً في التعاطي مع هذه القضيّة الاستراتيجية.
أحد هذه النماذج تمثّلت بانتقاد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، أقوال أدلى بها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو حول وجود عدة عشرات فقط من الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله.
بعيداً عن الخلافات الداخلية التي أشعلتها صواريخ حزب الله في الداخل الإسرائيلي، وبصرف النظر عن حجم الترسانة الصاروخية التي تبدأ من فترة ما قبل الكاتيوشا وتصل إلى ما بعد الدقيقة، تجدر الإشارة إلى النقاط التالية:
أوّلاً: ومن الناحية التقنية أقرّ الكيان الإسرائيلي بعجز الدرع الصاروخيّة متعدّدة السطوح في اعتراض صواريخ حزب الله في سماء فلسطين المحتلّة، بدءاً من كريا شمونة وصولاً إلى إيلات. فقد نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً، نقلاً عن دراسة أعدّها قادة عسكريون أمريكيون لمصلحة المركز اليهودي للأمن القومي لأمريكا حيث توقّعت إطلاق حزب الله يومياً ما بين 1000 و 3000 صاروخ، مع الإشارة إلى الصواريخ التي قصفها حزب الله طوال فترة الحرب في العام 2006 حيث قارب عددها الـ4000.
ثانياً: لا تقتصر مسألة العجز الإسرائيلي في مواجهة صواريخ حزب الله على الشقّ التقني، بل هناك عوائق اقتصاديّة أمام هذا الأمر.
إن تكلفة اعتراض صواريخ حزب الله تبلغ 1.3 مليار دولار لليوم الواحد فقط، أي إن أي حرب مشابهة لحرب تموز ستكون تكلفة الاعتراض تفوق الـ40 مليار دولار، فهل الكيان الإسرائيلي قادر على تحمّل هذه الأعباء الضخمة؟.
ثالثاً: لقد رسمت الترسانة الصاروخية لحزب الله، والتي كانت عنواناً للعديد من الدراسات العسكرية والجامعية، صورة مرعبة عن سقوط ناطحات سحاب في تل أبيب وغيرها من المدن الاسرائيلية، ولاسيّما أن العديد من هذه الدراسات قد أكّدت أن نظام "القبّة الحديديّة" سيكون غير قادر على اعتراض كميات الصواريخ التي سيطلقها حزب الله.
تشير إحدى الدراسات إلى أن حزب الله اليوم بات يمتلك قوة نيران أكثر من 95% من الجيوش التقليدية في العالم.
مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية تنقل عن مسؤولين أمنيين تخوّف الإسرائيليين من سيناريو كارثي قد يحصل، يتمثل في تدمير البنية التحتية المدنية والعسكرية للكيان الإسرائيلي وشلّ الحياة اليومية.
رابعاً: لطالما كان الكيان الإسرائيلي يعيش حالة قلق فيما يخص امتلاك حزب الله للصواريخ الدقيقة، ليؤكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حصول الحزب على صواريخ متطوّرة، وأن المهمّة أنجزت، أي إن الصواريخ الدقيقة باتت في جعبة حزب الله، ومهما فعل الكيان الإسرائيلي في سماء سوريا لن ينجح في الحؤول دون وصول الصواريخ الدقيقة إلى الحزب.
اليوم لا توجد نقطة في الكيان الصهيوني لا تطولها صواريخ حزب الله، وجزء من هذه الصواريخ هي صواريخ نقوطيّة، ولطالما حذّر الكيان من امتلاك حزب الله لمثل هذه الصواريخ، والمفاعيل الكارثية لمثل هذا الأمر.
في الخلاصة، ليس من المبالغة القول إن المنظومة الصاروخيّة لحزب الله هي التحوّل الأبرز في الصراع العربي الإسرائيلي، هذه المنظومة القادرة على استهداف المنشآت الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي، لن تؤثر على معادلة الردع فحسب، بل على طبيعة الحرب المرتقبة.
وزارة الدفاع الروسية تعثر على مقبرة جماعية في مخيم الركبان السوري
كشفت وزارة الدفاع الروسية عن صور التقطتها الأقمار الاصطناعية تؤكد العثور على مقبرة جماعية قرب سياج مخيم الركبان وتوثق الظروف المأساوية للمهجرين السوريين في المخيم حيث تنتشر قوات احتلال أمريكية تمنعهم من العودة إلى مناطقهم الآمنة.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني اليوم أن “صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة قبل أيام رصدت الظروف المأساوية التي يعيش فيها محتجزو مخيم الركبان وأظهرت وجود مقبرة حديثة تحوي 300 قبر جديد في الطرف الجنوبي من المخيم”.
وأشارت الوزارة الى أن “معظم الأبنية في المخيم مؤقتة وغير مناسبة للعيش في فصل الشتاء ما يضطر بعض المهجرين للعيش تحت سقائف” لافتة إلى أن أوضاع المحتجزين” غير صحية حيث تقع أكوام من النفايات بجوار المساكن وتنعدم مخازن للمواد الغذائية ومراكز لتوزيع الأغذية ويحدث تبادل المواد الغذائية وغيرها من السلع في أسواق صغيرة بدائية يسيطر عليها المسلحون”.
وشددت الوزارة في بيانها على أن “مخيم الركبان فقد منذ فترة طويلة وضعه كمركز إيواء وأصبح معتقلا يحتجز بالقوة المدنيين رهائن” مبينة أن “المخيم محاط بجدار طيني وسياج يساعد الفصائل المسلحة الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وعلى رأسها فصيل/مغاوير الثورة/في احتجاز الراغبين بالقوة وتطالبهم بدفع مبالغ باهظة بالدولار الأمريكي مقابل الخروج من المخيم”.
وجددت وزارة الدفاع الروسية تأكيدها “أن قيادة القوات الأمريكية المتمركزة في منطقة التنف تعوق خروج اللاجئين وتضللهم بالقول إن مغادرة المخيم أمر مستحيل من خلال نشر شائعات بأنهم سيواجهون الدمار والتجنيد القسري والاضطهاد”.
ومنعت واشنطن المهجرين السوريين القاطنين في مخيم الركبان بمنطقة التنف من الخروج إلى قراهم وبلداتهم المحررة من الارهاب عبر الممرات الانسانية التي تم افتتاحها لهذه الغاية في بلدتي جليب وجبل الغراب في الـ 19 من الشهر الفائت لمدة 3 أيام في حين نظمت في الأول من الشهر الجاري قوافل لإعادة المدنيين المحاصرين في المخيم طوعا الى أماكن اقامتهم الدائمة لكن قوات الاحتلال الامريكي ومرتزقتها الارهابيين حالوا دون عودتهم واستمرت معاناتهم في ظل ظروف معيشية وصحية وسكنية قاسية
ترامب مهاجما إلهان عمر: يوم مظلم لإسرائيل
هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، النائبة الديمقراطية في مجلس النواب ببلاده إلهان عمر، معتبرا أن تصريحاتها تمثل "يوما مظلما لإسرائيل".
وفي تصريحات سابقة، انتقدت إلهان الدعم الأمريكي لإسرائيل، وأشارت إلى وقوف مؤسسات ضغط "لوبيات" وراء هذا الدعم، وخصوصا لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، في تصريحات اعتبرها البعض في الولايات المتحدة "معادية للسامية".
وفي تغريدة بموقع "تويتر"، وصف ترامب تعليقات إلهان عمر بخصوص إسرائيل بـ "المفزعة".
وأضاف أن "جماعات يهودية أرسلت لتوها عريضة إلى رئيسة مجلس النواب (نانسي) بيلوسي، تطلب منها إبعاد عمر من لجنة العلاقات الخارجية" بمجلس النواب.
واختتم ترامب تغريدته بالقول "يوم مظلم لإسرائيل"، في إشارة إلى ما ذهبت إليه عمر في تصريحاتها.
وفي وقت لاحق الثلاثاء، يعتزم مجلس النواب الأمريكي التصويت على مشروع قرار لإدانة التصريحات السابقة لـ"إلهان عمر"، النائبة الديمقراطية المسلمة بالمجلس، حول دور اللوبي الإسرائيلي بالسياسة الأمريكية.
ورغم اعتذار إلهان لليهود الأمريكيين، عن تصريحاتها، لكنها حذرت من أهمية عدم تجاهل أنشطة جماعات الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة.
لكن لم يشفع الاعتذار لإلهان عمر التي تعرضت لوابل من الانتقادات تتهمها بمعاداة السامية، وذلك من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك من جانب زملائها الديمقراطيين الذين قالوا إن هذا التعليق يلمح إلى مقولة قديمة تفيد بأن اليهود يستخدمون أموالهم بشكل سري للتأثير على الأجندة العالمية، ودعوها للاعتذار.
ووصلت الانتقادات لدرجة مطالبة ترامب وسياسيين آخرين، لـ"عمر" بالاستقالة.
يشار أن مجلس النواب المنتخب حديثا في الولايات المتحدة، شهد لأول مرة عضوية سيدتين مسلمتين، وهما إلهان عمر ذات الأصول الصومالية، ورشيدة طليب فلسطينية الأصل.
قيادي بـ"النهضة": الغنوشي والسبسي اتفقا على إجراء الانتخابات بموعدها
قال قيادي بحركة النهضة التونسية، إن رئيس الحركة راشد الغنوشي، ورئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي، اتفقا خلال لقائهما الإثنين، على أهمية أن تجرى الانتخابات "في وقتها وفي مناخات مناسبة".
وفي تصريح خاص للأناضول، أوضح رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نور الدين العرباوي، الثلاثاء، أن "تنظيم الانتخابات المقبلة كانت من محاور اللقاء".
وأشار إلى "سعي النهضة والنداء أن تتم الانتخابات في وقتها وفي مناخات مناسبة".
وأضاف العرباوي أن "هذا كان محل اتفاق بين الطرفين (الغنوشي والسبسي) خلال اللقاء".
ويُنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الأربعاء، في مؤتمر صحفي، عن موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة المنتظرة في الخريف المقبل.
وأمس الإثنين، أعلن الغنوشي، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، عن لقاء جمعه بنجل الرئيس قائد السبسي، لـ"تباحث الوضع السياسي بالبلاد".
وفي تصريح للأناضول، الإثنين، قال المتحدث باسم "النهضة" عماد الخميري "إن الموضوع الأساسي للقاء الغنوشي بحافظ السبسي، هو بحث "القضايا السياسية الراهنة في تونس"، دون تقديم تفاصيل أخرى.
ومنذ الربيع الماضي، شهدت العلاقات بين حزبي "نداء تونس" (ليبرالي/41 نائبا من أصل 217)، و"النهضة" (إسلامي/ 68 نائبا)، قطيعة، على خلفية رفض الحزب الأخير إقالة حكومة يوسف الشاهد (رئيس الوزراء الحالي).
موقف يقول مراقبون إنه كان من بين الأسباب الكامنة وراء إعلان السبسي، في سبتمبر / أيلول الماضي، إنهاء توافق استمر 5 سنوات بينه وبين حركة النهضة.
مسيرات العودة.. أشعلت الشرارة الأولى لقيام ثورة عالمية ضد الصهيونية
أعلن مفتشو الأمم المتحدة في تقرير لهم بأن عمليات القمع التي قامت بها قوات تابعة للكيان الصهيوني ضد الاحتجاجات السلمية التي شارك فيها الالاف من الفلسطينيين بالقرب من حدود قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل عشرات المحتجين الفلسطينيين وإصابة الكثير منهم، تعتبر جريمة ضد الإنسانية ودعوا المجتمع الدولي إلى محاكمة قوات الأمن الإسرائيلية التي قامت بتلك الأعمال الوحشية.
ووفقاً لذلك التقرير الذي أصدرته لجنة المفتشين التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي الموافق 28 فبراير، فلقد قامت قوات الأمن الإسرائيلية بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين الفلسطينيين ما أدّى إلى استشهاد وجرح العديد منهم، ولفت ذلك التقرير إلى أن أولئك المتظاهرين لم يكونوا يشكلون أي تهديد على أمن "إسرائيل"، إلا أن تلك القوات الإسرائيلية تعمّدت قتلهم بشكل وحشي.
وفي السياق ذاته، أشار هذا التقرير إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية تعمّدت أيضاً إطلاق النار بشكل مباشر على الصحفيين وموظفي الإغاثة والأطفال، وقامت أيضاً "بإطلاق النار بشكل مباشر على ثلاثة مساعدين طبيين"، و"قام قناصون إسرائيليون بقتل صحفيين بدم بارد".
وقالت لجنة المفتشين التابعة للأمم المتحدة بأنها ستزود "ميشيل باتشيليت"، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بكل هذه المعلومات والحقائق وستطالب بإرسال وإحالة نتائج هذه التحقيقات إلى المحكمة الجنائية الدولية في "لاهاي".
"إسرائيل" تسجّل رقماً قياسياً فيما يتعلق بالإدانات الدولية
بعد نشر تقرير لجنة المفتشين التابعة للأمم المتحدة، ردّت السلطات الصهيونية بالتشكيك في صحة هذا التقرير وصحة التحقيقات التي قامت بها هذه اللجنة، وقالت بأن هذه التحقيقات ليس لها أساس من الصحة ووجهوا العديد من الاتهامات لمفتشي الأمم المتحدة.
وفي أول رد إسرائيلي، زعمت "كاتيس" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، بأن هذا التقرير معادٍ لـ "إسرائيل" ويكتنفه الكثير من الأكاذيب، ولفتت "كاتيس" إلى أنه لا يمكن لأحد أن يتجاهل حق
"إسرائيل" في الدفاع عن نفسها.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، بأنه يرفض جميع نتائج هذه التحقيقات، حيث قال: "لقد سجّل هذا المجلس رقماً قياسياً جديداً يتعلق بإدانة "إسرائيل" معتمداً في ذلك على الكذب والكراهية".
وفي وقت سابق، أعلن "نيكي هالي"، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة في ديسمبر 2018، أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 700 قرار ضد الكيان الصهيوني، واعترف "هالي" بأن القرارات التي أصدرها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضد "تل أبيب" أكثر من إجمالي قرارات وتقارير هذا المجلس التي قام بإصدارها في ذلك الوقت ضد جميع الدول الأخرى في العالم.
لقد أدّت الإدانات العالمية ضد عمليات القمع والانتهاكات التي قام بها الكيان الصهيوني بحق المتظاهرين الفلسطينيين إلى إجبار القادة في "تل أبيب" على اتخاذ قرار بالانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يونيو / حزيران 2018.
ولقد تكرر هذا الإجراء، عندما قامت واشنطن بالانسحاب مؤخراً من مجلس حقوق الانسان، وهنا يرى النقاد الدوليون بأن الكيان الصهيوني وأمريكا كحكومات متورطة في الكثير من الجرائم ضد الفلسطينيين، فضلوا الانسحاب من هذا المجلس ليتسنّى لهم القيام بمخالفة القوانين الدولية وارتكاب جرائم وحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل من دون أن تتصدى لهم القوانين والأعراف الدولية.
لكن ما يهدد السلطات الصهيونية الآن هو محاولة هؤلاء المفتشين إرسال هذه القضية وهذه النتائج إلى محكمة "لاهاي" الدولية.
"تل أبيب" وكابوس مسيرات العودة
أصبحت مسيرات العودة التي خرجت يوم الجمعة الماضي "الجمعة التاسعة والأربعين"، تحت عنوان "الجمعة بابا الرحمة" بالقرب من الشريط الحدودي المحمي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، كابوساً كبيراً يقض مضاجع المسؤولين الصهاينة، حيث أصبح الصهاينة عاجزين عن مواجهة تلك المسيرات الفلسطينية المسالمة وذلك لأن المجتمع الدولي أدان وبشدة جميع عمليات القمع التي قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية ضد أولئك المتظاهرين خلال الأشهر الماضية.
إن المظاهرات السلمية التي يقوم بها أبناء الشعب الفلسطيني كان لها أثر بالغ على زيادة وعي الرأي العام العالمي، خاصة في الغرب، حول الطبيعة القمعية والجنائية التي ينتهجها الصهاينة، خاصة مع ظهور الشبكات الاجتماعية، واليوم أصبح حلفاء الصهاينة الغربيين، عاجزين وغير قادرين على دعم وتأييد جرائم هذا الكيان الغاصب، ولقد أجبر الرأي العام العالمي هؤلاء الحلفاء على إدانة جميع الجرائم التي قام بها هذا الكيان الغاصب بحق المتظاهرين الفلسطينيين وهذا الأمر أدّى إلى إطلاق متظاهري السترات الصفراء شعارات تدعو إلى دعم هذه المظاهرات الفلسطينية السلمية.
وفي سياق متصل، ندد "جرمي كوربين" زعيم حزب العمال البريطاني بعمليات القمع الوحشية التي تقوم بها قوات الأمن الإسرائيلية بحق المتظاهرين الفلسطينيين العزل، ولهذا فإنه يمكن القول هنا بأن مسيرات العودة تمكّنت من هزيمة جميع المحاولات والخطط التي قام بها الكيان الصهيوني منذ عدة عقود لكسب ودّ الرأي العام الغربي عن طريق نسج الأكاذيب وتزييف الأخبار المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
هذا الأمر شجّع جماعات المقاومة الفلسطينية على الاستمرار في الدعوة للخروج في مسيرات واحتجاجات سلمية.
وفي هذا الصدد، أعرب "أحمد المدلل"، أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، عن ارتياحه لتقرير لجنة المفتشين التابعة للأمم المتحدة، حيث لفت "المدلل" إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها نتائج تدعم هذا المسيرات وتندد بعمليات القمع الإسرائيلية من مفوضية الأمم المتحدة.
وأكد "المدلل" على أن المسيرات لن تتوقف أبداً، إلا إذا تحققت جميع الأهداف وتم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، فضلاً عن اعتراف الغرب بحق العودة إلى الأراضي المحتلة.