Super User

Super User

اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي خلال استقباله اليوم الاثنين الرئيس السوري بشار الاسد، ان دعم سوريا في مواجهة الارهاب هو دعم للمقاومة، لافتا الى ان الجمهورية الاسلامية تفتخر بذلك.

واكد قائد الثورة الاسلامية خلال هذا اللقاء: ان رمز انتصار سوريا وهزيمة اميركا ومرتزقتها في المنطقة يكمن في صمود القايدة والشعب السوري وتمسكهم بالمقاومة، وشدد على ضرورة توخي الحذر حيال المؤامرات في المرحلة المقبلة، وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر مساعدة الحكومة والشعب السوري مساعدة لحركة وتيار المقاومة، وتفتخر بذلك من صميم القلب.

واشار سماحة آية الله الخامنئي الى وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب الشعب والحكومة السورية منذ بداية الازمة، وقال:  استطاعت سوريا بصمودها والتفاف شعبها ان تنتصر في مواجهة تحالف اميركا واوروبا وحلفائهما في المنطقة.

واضاف قائد الثورة : ان انتصار تيار المقاومة في سوريا اثار غضب الأميركيين ومحاولاتهم لحياكة مؤامرات جديدة، واشار الى انموذج في هذا المجال: ان قضية المنطقة العازلة التي تحاول اميركا ايجادها في سوريا، من بين هذه المؤامرات الخطيرة والتي يجب رفضها بشكل قاطع، والتصدي لها.

واعتبر سماحته ان خطة الاميركان للتواجد المؤثر في الحدود بين العراق وسوريا انمودجا آخر من هذه المخططات التآمرية، وقال: واشار سماحة آية الله الخامنئي الى وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب الشعب والحكومة السورية منذ بداية الازمة، وقال:  استطاعت سوريا بصمودها والتفاف شعبها ان تنتصر في مواجهة تحالف اميركا واوروبا وحلفائهما في المنطقة.

واضاف قائد الثورة : ان انتصار تيار المقاومة في سوريا اثار غضب الأميركيين ومحاولاتهم لحياكة مؤامرات جديدة، واشار الى انموذج في هذا المجال: ان قضية المنطقة العازلة التي تحاول اميركا ايجادها في سوريا، من بين هذه المؤامرات الخطيرة والتي يجب رفضها بحزم، والتصدي لها.

واضاف سماحته : ان ايران وسوريا تشكلال عمقا استراتيجيا لبعضهما البعض، وان هوية وقوة تيار المقاومة رهن بهذا التواصل المستمر والاستراتيجي، واستنادا الى ذلك فان الاعداء لن يستطيعوا تمرير مخططاتهم

ولفت قائد الثورة الى الخطأ الذي ارتكبه الاعداء في حساباتهم بشأن سوريا واضاف: ان خطأ الاعداء تمثل في أنهم تصوروا بأن سوريا هي مثل بعض الدول العربية، في حين ان الحركة الشعبية في تلك الدول هي باتجاه المقاومة وفي الحقيقة الثورة ضد امريكا وعملائها.

كما دعا قائد الثورة الاسامية الى تعزيز التواصل الديني وتبادل الزيارات بين علماء الدين الايرانيين والسوريين، مؤكدا على ضرورة المحافظة على روح الصمود وتعزيز قدرات الحكومة والشعب السوري، وقال مخاطبا الرئيس السوري : ان الصمود الذي ابديتموه حولكم الى بطل على صعيد العالم العربي، وبواسطتكم تعززت قدرات المقاومة وسمعتها في المنطقة.

وأكد قائد الثورة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وكما في السابق ستبقى الى جانب الشعب السوري، لانها تعتبر هذا العمل بأنه بمثابة مساعدة لتيار ومحور المقاومة، وتؤمن من صميم قلبها بان دعم المقاومة يعد مفخرة لها.

كما دعا قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء بالتوفيق والنجاح للشعب السوري وبالصحة والعافية للرئيس الاسد وعائلته.

استقبل المرشد الإيراني السيد علي خامنئي اليوم الإثنين الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة عمل قام بها الأخير لطهران.

خامنئي قال للأسد إن "رمز انتصار سوريا وهزيمة أميركا ومرتزقتها هو تحمّل رئيسها وشعبها وإصرارهم على المقاومة"، وأضاف أن "دعم الجمهورية الإسلامية للحكومة والشعب السوريين هو دعم لحركة وتيار المقاومة وهي تفتخر بذلك".

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الإيرانية – السورية حيث تم التأكيد على أن هذه العلاقات كانت العامل الرئيسي في "صمود سوريا وإيران في وجه مخططات الدول المعادية التي تسعى إلى إضعاف البلدين وزعزعة استقرارهما ونشر الفوضى في المنطقة ككل".

وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث أشار الأسد إلى أن تحقيق مصالح شعوب المنطقة يتطلب من "حكوماتها التوقف عن الانصياع إلى إرادة بعض الدول الغربية وانتهاج سياسات متوازنة تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها".

وشدد الجانبان على أن سياسة التصعيد ومحاولة نشر الفوضى التي تنتهجها بعض الدول الغربية، وخاصة ضد سوريا وإيران، لن تنجح في ثني البلدين عن الاستمرار في الدفاع عن مصالح شعبيهما ودعم قضايا المنطقة وحقوقها العادلة.

الأسد التقى أيضاً نظيره الإيراني حسن روحاني، حيث عبّر الرئيسان عن ارتياحهما للمستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد.

وأكد الرئيس روحاني أن "وقوف الشعب الإيراني إلى جانب سوريا كان انطلاقاً من موقف مبدئي بدعم الشرعية التي تقاوم الإرهاب"، وقال إن "انتصار سوريا هو انتصار لإيران وللأمة الإسلامية بأكملها"، مشيراً إلى أن طهران ستستمر بتقديم ما يمكنها للشعب السوري لاستكمال القضاء على الإرهاب والبدء بإعادة الإعمار.

وتناول اللقاء الجهود المبذولة في إطار محادثات "أستانة" لإنهاء الحرب في سوريا، فقد وضع الرئيس روحاني الرئيس الأسد في صورة لقاء سوتشي الأخير الذي جمع الدول الثلاث الضامنة في إطار عملية أستانة.

أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن تصنيف حزب الله كـ "تنظيم إرهابي" من قبل بريطانيا "لن يكون له أثر سلبي على لبنان، وهو أمر اعتدنا عليه من الدول الأخرى".

وبعد لقائه الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في مقر وزارة الخارجية في بيروت كشف باسيل أن "بريطانيا أبلغت لبنان الحرص على العلاقات الثنائية".

وشدّد باسيل على أنه "لو وقف العالم بأجمعه وقال إن المقاومة إرهاب، فهذا لا يجعل منها إرهاباً بالنسبة إلى اللبنانيين"، مؤكداً أنه "طالما أنّ الأرض محتلة تبقى المقاومة محتضنة من مؤسسات الدولة وكلّ الشعب اللبناني".

من جهتها أكدت موغيريني أن موقف بريطانيا بشأن حزب الله هو "شأن سيادي خاص بها ولا يؤثر على موقف الاتحاد الاوروبي تجاه الحزب".

وكانت بريطانيا أعلنت في وقت سابق اليوم أنها تعمل على حظر حزب الله كليّاً إلى جانب جماعات أخرى تصنفها بأنها "إرهابية".

وفي بيان لها اليوم الإثنين، أشارت بريطانيا أنه في حال أقر مجلس العموم مشروع القرار سيبدأ تنفيذه يوم الجمعة المقبل وفي حال أقرت مسودة القانون ستصبح العضوية في حزب الله أو تقديم الدعم له فضلاً عن "أنصار الإسلام" وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" جريمةً جنائيةً قد تصل عقوبتها إلى السجن 10 سنوات.

في المقابل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده لن تضع أيّ حزب لبناني ممثل في الحكومة على قوائم الإرهاب، وأشار ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي برهم صالح إلى أن باريس تعتبر الجناح العسكري لحزب الله تنظيماً إرهابياً، لكنها تتحاور مع الجناح السياسي الممثل في البرلمان.

من جهته رحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالقرار البريطاني، وقال "نثمن موقف حلفائنا البريطانيين بحظر حزب الله والذي لا يزال لديه أيدي ملطخة بالدم الأميركي"، على حد قوله.

بدوره رحّب وزير الأمن الإسرائيلي غلعاد أردان بقرار بريطانيا تصنيف حزب الله "منظمةً إرهابية"، ودعا أردان في تغريدة على تويتر الاتحاد الاوروبي إلى أن يحذو حذو بريطانيا، مضيفاً أن "كل من يريد محاربة الإرهاب يجب ألا يميّز بين الجناح العسكري والجناح السياسي لحزب الله"

الإثنين, 25 شباط/فبراير 2019 06:25

شُبهات وتساؤلات حول المرأة(30)

تولي المرأة لرئاسة الدولة...؟!

منعت المرأة على مر التاريخ من التعاطي مع القضايا السياسية، وهذا يعني حرمانها من الوعي السياسي المطلوب لها، كما منعت من المشاركة في إدارة النظام السياسي الحاكم، والسؤال الذي يطرح هنا لماذا لا يجوز للمرأة أن تتولى قيادة الدولة الإسلامية؟

***

  أهلية المرأة للعمل السياسي

نحن بين فريقين: فريق متشدد ينادي بشعار (ما للمرأة والسياسة؟)، وفريق آخر يرفع شعار (المرأة ودورها السياسي).

والمخالفون لدخول المرأة في العمل السياسي يقولون:إن المرأة خلقت لمهمة واحدة فقط، هي مهمة البيت ولا علاقة لها بخارجه، وهي غير مؤهلة أصلاً للعمل السياسي، بل العمل السياسي مفسدة لها، ولهذا دعاها الإسلام إلى المكث في بيتها.

والمؤيدون لدخول المرأة في العمل السياسي يقولون: إن المجال السياسي لا يختلف أبداً عن المجال الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، فكما يمكن للمرأة الدخول في هذه المجالات، كذلك يمكنها الدخول في هذا المجال دون أدنى فرق.

وكما أن العمل السياسي يترك أثره في الرجل، كذلك يترك أثره في المرأة، فكان لها الحق في رسم أوضاعه والتدخل بشؤونه، وكذلك فإن نوع نظام الحكم يترك أثره في المرأة، فلماذا لا تشارك في رسم أوضاعها العامة.

كما أنه دعا الإسلام المرأة إلى المشاركة في الحياة الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية عبر رسمه لصورة الحجاب، حيث جعل لها زياً خاصاً يمكنها من خلاله أداء أدوارها في مختلف شؤون الحياة، والخوض في شتى مجالاتها.

الحقوق السياسية للمرأة المسلمة

وهناك جملة من الآيات القرآنية تؤكّد أهلية المرأة للعمل السياسي، كما تؤكد حقّها في ذلك، وهذه جملة منها:

الآية الأولى - ما دل على حق البيعة، قال تعالى: (يَا أَيّهَا النّبِيّ إِذَا جَآءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىَ أَن لاّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنّ وَأَرْجُلِهِنّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنّ اللهَ إِنّ اللهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ)([1])، وهذه الآية منحت المرأة حق التصويت والانتخاب، ذلك الحق الضائع للمرأة المسلمة في كثير من بلاد المسلمين، والحق المسروق أيضاً من المرأة غير المسلمة في بقاع أخرى.

الآية الثانية - ما دل على حق الهجرة، قال تعالى:(يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِذَا جَآءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنّ إِلَى الْكُفّارِ)([2])، وقد منحت المرأة حق اللجوء السياسي، الحق الذي منحته الأمم المتحدة عام 1948.

الآية الثالثة - ما دل على منحها حق المشاركة في المؤتمرات السياسية، والهيئات والتنظيمات، وبما يصطلح عليه الآن مسيرات التأييد والرفض والاعتصامات وغيرها، قال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)([3]).

الآية الرابعة- ما دل على تكليف الحاكم الصالح الاستماع إلى شكاوى الرعية، وتمنح المرأة حق المشاركة في صنع القرار عبر إبداء الرأي في القضايا المطروحة والمعاصرة، قال تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيَ إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ إِنّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)([4]).

الآية الخامسة- وقد دلت  على تثبت الأدوار الاجتماعية للمرأة والرجل ومسؤوليتهما الشرعية أمام الإصلاح بكل أنواعه، وتؤكد واجبات المرأة السياسية، قال تعالى: (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)([5]).

هذه حقوق موجودة في الكتاب المبين منحها الله تعالى للمرأة، ولا أدري لماذا سرقت وهمّشت، وأهملت، وبالتالي أسيء فهم الإسلام، وتمرد عليه الكثيرون مع أن الإسلام رافعها إلى عزّ مقام الإنسانية المقدس.

تولّي المرأة لرئاسة الدولة

يبدو أن الفقهاء متسالمون في الجملة على مشروعية قيام المرأة ببعض مهمات اجتماعية واقتصادية، وحتى سياسية محددة بحيث لا يؤثّر ذلك في مهمّتها الأساسية في المجال العائلي، ولكن مجال العمل السياسي للمرأة كتولي المرأة لرئاسة الدولة هو الذي اختلف الفقهاء فيه، فمنهم من جوّزه، ومنهم من يفصل بين أنواع العمل السياسي، ولكنّهم متّفقون ظاهراً على أنه لا يمكن للمرأة شرعاً تولّي رئاسة الدولة، إذ يشترطون فيها الذكورة. وإن كان للنقاش في ذلك مجال واسع.([6])

الأول: الكتاب العزيز

حيث استدل الفقهاء بجملة من الآيات التي تدل على منع المرأة من تولي الرئاسة العامة، ونذكر على سبيل المثال آيتين: الآية الأولى: قال تعالى: (... وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)([7])، فإنّ كون الرجال أعلى درجةً من النساء يقتضي اختصاصهم بالأهلية لرئاسة الدولة، وعدم أهلية النساء لذلك، ولو فرض كون المرأة رئيسة، فهذا يعني أن المرأة لها على الرجل درجة أو درجات.

والآية الثانية: قوله تعالى: (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ)([8])، وقد استدلّوا بها على عدم أهلية المرأة لتولّي الرئاسة بأن الرجال قوامون على النساء، ومن أبرز مصاديق هذه القيمومة تولّي الرئاسة العامة، وقد علّلت الآية هذه القيمومة بأمرين:

أحدهما: أن الله فضّل الرجال عليهنّ بأمور كثيرة...، ولذلك خصّوا بالنبوّة والإمامة والولاية.

وثانيهما: كون الشارع المقدس أوجب نفقة النساء على الرجال([9]).

ولكن الاستدلال بهذه الآية على اختصاص تولي الخلافة بالرجال موقوف على إثبات القيمومة المطلقة لهم على النساء، أما إذا كان مدلول الآية مختصَّاً بالقيمومة في مجال الحياة الزوجية فلا تدل على ذلك إلاّ قرائن أخرى تفيد التعميم.

 الثاني: السنة الشريفة

حيث استدل بجملة من الروايات على المنع من تصدي المرأة للرئاسة، منها ما رواه الحراني في تحف العقول: «لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة»([10])، وما رواه البخاري عن أبي بكرة قال: «لمّا بلغ رسول الله(ص)  أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولُّّوا أمرهم امرأة»([11]).

ومن تلك الروايات ما رواه الشيخ الصدوق في الخصال عن الإمام الباقر (عليه السلام): «... ولا تُولَّّى المرأة القضاء ولا تلي الإمارة...»([12]).

نعم، للمناقشة في مجمل الروايات من سندها ومدلولها مجال واسع، ولكن لا يسع المجال ذكره في هذا المقال.

الثالث: العقل وتولي المرأة لرئاسة الدولة

هناك خصائص في المرأة تحول دون توليها الرئاسة العامة، وهي:

الأولى: التركيب الفسيولوجي، وهي الخصوصية التي تتعلّق بطبيعة المرأة، فإن الرجل والمرأة يختلفان في بعض الخصائص الجسمية والنفسية، وهذه الفوارق تقتضي اختلافهما في مهمّات الحياة والمجتمع، فإن تركيبة المرأة الجسمية والنفسية عادة تجعلها غير مؤهلة لممارسة العمل القيادي في مستوياته العالية والعامة، الذي يحتاج إلى جهد بليغ وصبر كبير، وتحمل المشاق والشجاعة والقدرة، وكل ذلك في المرأة عزيز، بخلاف الرجل الذي يتمتع بذلك في الغالب.

الثانية: الظروف العائلية والاجتماعية التي تعيشها المرأة تمنعها من التصدّي لهذه المسؤولية المهمّة.

مع هذين العاملين الأصليين، هناك عوامل أخرى كصعوبة العمل القيادي التنفيذي لإدارة الدولة الذي يحتاج إلى فراغ بالٍ وقوّة عقل وتدبير بعيد من العواطف والأحاسيس، وحنكةٍ سياسية وثبات في المواقف وجرأة في إبداء الرأي وشجاعة في تطبيق القانون، وهذا – في الأغلب – غير ميسور في المرأة وربما يكون كل ذلك أسباباً في المنع الشرعي من تولّي المرأة الحكم والقيادة.

إذاً، لا يحقّ للمرأة أن تتولّى رئاسة الدولة، ولا يعني ذلك انتقاصها أو أنها إنسان من الدرجة الثانية، بل الدين الإسلامي دين النظام والمسؤوليات، ولكل مسؤولية كادرها الخاص، ففقدان صفة ما في شخص لا يدل على انتقاصه واحتقاره كما هو واضح جداً في سيرة العقلاء، وفي الأنظمة العامة. نعم، يحق للمرأة أن تقوم بمهمّات أخرى في الحياة العامة في المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، إلى جانب مهماتها الأساسية في نطاق الحياة العائلية، ففي مجال العمل السياسي يجوز للمرأة أن تبدي رأيها وتشارك في الانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية، ويحق لها أن تتولّى منصباً تمثيليّاً في المجلس النيابي، وتتولّى مسؤولية أخرى في الأمور الإدارية أو الوزارية، وهناك مجالات كثيرة للمشاركة وحضورها في المجتمع الإسلامي.

وختاماً

ونحن إذ نعيش اليوم في كنف الحكومة الإسلامية برعاية قيادة حكيمة كآية الله العظمى الإمام الخامنئي نجد السبل مهيئة للنمو والتطور في كافة المجالات، السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية، ونجد في ذلك فرصة للنساء للمشاركة والحضور في جميع هذه المجالات، ليبرزن كفاءاتهن وقدراتهن وإبداعهن مع مراعاة القيم الإسلامية ليصلن بذلك إلى المواقع المتقدمة التي تليق بهن، وقد أكد الإمام الخميني الراحل  وسماحة القائد الإمام الخامنئي المشاركة والحضور الاجتماعي والسياسي للنساء، ونحن نشير إلى بعض ما جاء من كلامهما الحكيم، نختم به بحثنا هذا:

يجب أن تشارك النساء إلى جانب الرجال في النشاطات الاجتماعية والسياسية.

الإمام الخميني

يجب أن نطرح اليوم السؤال التالي: لماذا لا تتولى النساء المسؤوليات والمناصب الحساسة، الطريق ممهد أمام النساء... ونحن لا نرى أي مشكلة أمام حضور السيدات.

 الإمام الخامنئي

 

[1]ـ الممتحنة: 12.

[2]ـ الممتحنة: 10.

[3]ـ آل عمران: 59.

[4]ـ المجادلة: 1.

[5]ـ التوبة: 71.

[6]ـ وظهر أخيراً النقاش الفقهي حتى في هذا، وممّن تناول هذا النقاش الشيخ محمد مهدي شمس الدين، في كتابه : أهلية المرأة لتولّي السلطة، والاستاذة منيرة كرجي في مقال لها في مجلة الثقافة الإسلامية العدد 26 تحت عنوان: المرأة وتولّي الحكم، (دراسة لقصة بلقيس تلك الملكة التي حكمت بلادها بالمشورة والعدل).

[7] ـ البقرة: 228.

[8] ـ النساء: 34.

[9] ـ مجمع البحرين، مادة قوم 6: 142.

[10] ـ تحف العقول 435، الخلاف 3: 311.

[11] ـ كتاب المغازي من صحيح البخاري 3: 90،  وفي بحار الأنوار 32: 194.

[12] ـ الخصال: 35، الوسائل 20: 220، مقدّمات النكاح، الحديث الأول.

الإثنين, 25 شباط/فبراير 2019 06:20

شُبهات و تساؤلات حول المرأة(29)

المرأة والمرجعية الدينية العامة...؟!

هل أجاز الإسلام للمرأة التصدي لمنصب المرجعية الدينية، وتقليدها والعمل بفتاواها، كما أجاز ذلك للرجل؟

* * * * *

مرجعية المرأة من  زاوية الفقه والعقل

أولاً: أن كل شيء في الكون يتحرك وفق وظائف له مرسومة، فالشمس تسير في دائرة وظيفتها، وكذا القمر والنجوم، وهكذا النبات والحيوان والإنسان، حتى الذرة، فكل ذلك يدور في إطار وظيفته وشأنه، ولا يتعدى على وظيفة غيره، وعلى ضوء ذلك؛ عدم صلاحيّة القمر للقيام بوظيفة الشمس لا يعد نقصاً فيه؟! كما أن عدم صلاحيّة الشمس للقيام بوظيفة النجوم لا يعتبر نقصاً فيها، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، فإن عدم صلاحيّتها للقيام بوظائف المرجعية لا يُعد نقصاً فيها ما دامت تتحرك في موقع وظيفتها، وهذا ليس مختصاً بالمرجعية، بل يشمل جميع الأدوار والوظائف التي تثبت للرجل ولم تثبت للمرأة كالقضاء مثلاً.

ثانياً: قد ناقش الفقهاء مسألة أهلية المرأة للتصدي للمرجعية والتقليد، بحيث يعتمد الآخرون على فتاواها، وآرائها الفقهية، وتصبح مرجعاً دينياً تؤخذ منها الأحكام الشرعية.

والمشهور لدى الفقهاء، هو عدم جواز تقليد المرأة، وإن اجتمعت فيها كل الشروط والمواصفات، على أساس أن الذكورة شرط في المرجعية، ولكن هذا الرأي السائد وهو اختصاص الإفتاء والمرجعية بالرجال لم يكن من مسلمات فقه الشيعة فقط بل المذاهب الأخرى يعتقدون بذلك وهل يمكن النقاش فيه بالأخص فيما يتعلق بمرجعية المرأة للنساء في الأحكام المختصة بهن؟.

الجواب: أن الإسلام قد جوّز للمرأة أن تتفقه وتجتهد، وتعمل بفتاوى نفسها، فإنه بهذا المقدار لا إشكال فيه، بل هذا يعني أن فتواها تتصف بالحجية، وإلا لما جاز لها أيضاً العمل بها، ولكن هناك موانع من تعميم حجيتها على الآخرين. ومنصب المرجعية من المناصب المختصة بالرجل ولا يمنع اختصاص المرجعية بالرجال من أن تكون المرأة فقيهاً جامعاً، لأن الفقاهة كمال والمرجعية وظيفة.

ثالثاً: أن الله تعالى قد وضع عن المرأة تحمل مثل هذه المسؤولية والأعباء، وهذا تخفيف منه تعالى لها رحمة بها، وليس سلبَ حقٍّ من حقوقها؛ ذلك أن مقام الإفتاء والمرجعية يقتضي الاختلاط بين النساء والرجال ويقتضي الخروج من المنزل، وقد رفع الإسلام هذا الحرج عن المرأة في المجتمع من وظيفة الإفتاء والمرجعية الذي يقتضي العمل التنفيذي والذي يستلزم النقيصة بحق الزوج في المطاوعة وفي عدم الخروج من البيت إلا بإذنه وغيره من الحقوق.

والخلاصة: أن التفقه كمال، والمرأة تستطيع أن تفهم النصوص وتتفقه وتجتهد وتصل إلى ما وصل إليه سائر الفقهاء والمجتهدين؛ لأن التفقه والاجتهاد غير مشروطين بالرجولية، ولكن المرجعية مشروطة بالرجولية، لأنها عمل تنفيذي صعب وأمانة بيد المرجع، وحيث إن المرأة يصعب عليها القيام بهذه المسؤولية فليس بمصلحتها ومصلحة الأمة أن تتصدى للمرجعية، هذا ويحق لها أن تؤم النساء في صلاة الجماعة (على خلاف) وأن تربي الفقهاء والمراجع، هذا بالنسبة إلى مرجعية المرأة على الإطلاق، وأما مرجعية المرأة للنساء فهذه مسألة قابلة للبحث والنقد خصوصاً في الأمور التي تختص بالنساء.

الإثنين, 25 شباط/فبراير 2019 06:09

تصاعد المخاطر النووية بانتظار قرار متهور

واشنطن لم تفوت أي فرصة للنيل من موسكو وتحشيد الرأي العام الداخلي والعالمي ضدها، أحدثها كان سلسلة خطابات لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، منتصف شباط/فبراير الجاري، في جولته الاوروبية ".. محذراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشكل تهديداً للديموقراطيات في انحاء العالم".

تمضي واشنطن بسرديتها وسياساتها متشبثة بموقعها السابق للمتغيرات الدولية باعتبارها الركن الأوحد والأقوى في عالم ما بعد الحرب الباردة التقليدية، وتقاوم مكرهة بروز تعدد القطبية العالمية والتعويل على شحن الداخل الأميركي بخطاب لتهديد متخيل من "روسيا والصين" باعتبارهما يشكلان منافسين صاعدين يتحديان جبروتها.

مراكز القوى الرئيسة الأميركية، مؤسسات عسكرية واستخباراتية وإعلامية، حافظت على مناخ العداء لروسيا بشكل خاص، واستغلت كل ما تملك من فرص وامكانيات وموارد لزيادة انفاقاتها العسكرية علها تسعفها في ازاحة المنافسين الدوليين، وبقائها في مركز القطب الأوحد.

مجيء الرئيس ترامب للبيت الأبيض شكل الحاضنة المناسبة لنزعة سيطرة المؤسسة العسكرية والاستخباراتية على مفاصل القرار السياسي، ودفعه لاتخاذ مواقف معادية لروسيا، ومن ثم الصين بدرجة موازية، في سياق مراهنة المؤسسة استعادة مناخ سباق التسلح و"حرب النجوم" التي أسهمت بانفلاش ومن ثم تفكك الاتحاد السوفياتي لاستدراج روسيا لنفس المصير.

نشطت الركائز الفكرية لصناع القرار، مركز الابحاث المختلفة، في الآونة الأخيرة لتحشيد الرأي الأميركي العام وراء السردية الرسمية بمعاداة ومواجهة روسيا؛ أحدها وربما الأهم كان معهد بروكينغز باستضافته قائمة مطولة من المتحدثين، آخرهم كان عضو مجلس النواب عن ولاية ماساتشوسيتس، سيث مولتون، الذي "شدد على أن ما تحتاجه الولايات المتحدة (يمكن تلخيصه) بعبارة التفكير بعقلية الجيل المقبل؛ لتطوير أسلحة جديدة وذكية وبناء تحالفات وإرساء قواعد للحد من انتشار الأسلحة" بما يخدم الاستراتيجية الأميركية. (12 شباط الجاري).

وبرر مولتون نظريته "الهجومية" بتذكير النخب الفكرية أن "عودة المنافسة بين القوى العظمى كشف الغطاء عن حدود القدرات الأميركية الراهنة .. الصين وروسيا تتفوقان علينا جوهرياً بقيود الانفاق المالي وقيود سياسية أضعف. لذا ينبغي علينا زيادة استثماراتنا بشكل ملحوظ في تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت وأخرى للفضاء الإلكتروني".

واشنطن لم تفوت أي فرصة للنيل من موسكو وتحشيد الرأي العام الداخلي والعالمي ضدها، أحدثها كان سلسلة خطابات لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، منتصف شباط/فبراير الجاري، في جولته الاوروبية ".. محذراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشكل تهديداً للديموقراطيات في انحاء العالم".

موسكو لم تصمت طويلاً، وأتى ردها في مكانة غير معتاد عليها بخطاب رئاسي هو الأول منذ انسحاب واشنطن من معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وتأكيد الرئيس الروسي، قبل ايام، أن الأراضي الأميركية ستكون مسرحاً في الحروب المقبلة وبلاده ".. سترد على أي نشر للأسلحة النووية متوسطة المدى في أوروبا؛ ليس فقط باستهداف الدول التي تُنشر فيها هذه الصواريخ بل باستهداف الولايات المتحدة الأمريكية نفسها".

وشدد الرئيس الروسي أن بلاده "لا يمكن أن تكون البادئة" بحرب نووية كارثية انطلاقاً "من عدم ايماننا بمفهوم الضربة الوقائية. واضاف أن روسيا "لا تعتزم أن تكون الأولى في نشر مثل هذه الصواريخ (كروز) في أوروبا. في حال طوّرتها الولايات المتحدة ونشرتها في أوروبا، فهذا الأمر سيفاقم بشكل كبير الوضع الأمني الدولي، وسيخلق تهديدات جدية لروسيا". وأشار إلى أن بعض الصواريخ قادرة على بلوغ "موسكو خلال 10-12 دقيقة".

الردود الأميركية والأوروبية عكست مدى القلق من تصريحات الرئيس بوتين الذي "يهدد باستهداف أميركا بصواريخ نووية"، كما جاء في عنوان يومية التايمز اللندنية، 21 شباط الجاري، باعتباره "أخطر تهديد من بوتين للولايات المتحدة منذ إعلان إدارة ترامب الانسحاب" من المعاهدة النووية. مسؤول أميركي لم يفصح عن هويته صرح للصحافيين بأن بلاده "تلتزم بشكل تام بمعاهدة الحد من الاسلحة النووية متوسطة المدى." الناطق باسم الخارجية الأميركية زعم أن "الولايات المتحدة لا تسعى لتطوير مماثل لآنظمة جديدة تحمل رؤوساً نووية".

هناك مؤشرات وايحاءات أميركية ضعيفة ترمي لاستعادة تفعيل المعاهدة النووية مع روسيا، أحدثها جاء على لسان وزير الطاقة الأسبق، ايرنيست مونيز، خلال حضوره "مؤتمر ميونيخ للأمن،" 17 شباط الجاري ليومية ديفينس نيوز، معتبراً عودة الولايات المتحدة للالتزام بنصوص المعاهدة مشروطة بتوصل الطرفين لاتفاق على نظام تفتيش للنظم التي يُعتقد أنها تنتهك المعاهدة. وأوضح "بصراحة، فالروس الذين تحدثت معهم أفادوا بأن كل ما هو مطلوب الموافقة على نظام تفتيش متبادل "..

واستطرد معرباً عن اعتقاده أن ما يقض مضجع الجانب الروسي هو نشر منظومة "ايجيس" الصاروخية على شواطيء دول اوروبا الشرقية المحاذية للحدود الروسية وما تمثله من قدرات تدميرية تنتهك نصوص المعاهدة.

خبير علم الصواريخ الأميركي الشهيرفي (معهد ماساتشوسيتس التكنولوجي MIT،) تيد بوستول، مضى محذراً من خطورة تلك المنظومة لقدراتها العالية في إطلاق صواريخ كروز "وينبغي أخذ قلق الجانب الروسي منها بعين الاعتبار".

واستطرد محذراً من خطورة السلاح النووي في مقال نشره بصحيفة نيويورك تايمز، 19 شباط الجاري، أن "صواريخ كروز الحديثة المسلحة برؤوس نووية مفزعة إلى حد بعيد عن ذاك الجيل من الصواريخ المتضمن في المعاهدة النووية الموقعة عام 1987 .. لا سيما في قدراتها الراهنة لتعديل مسار تحليقها تلقائياً والبقاء في حالة تأهب لتنقض على الهدف المرسوم مسبقاً".

وخلص بوستول بمناشدة كل من واشنطن وموسكو عدم الانزلاق لسباق تسلح نووي جديد خاصة "وأن القدرات التدميرية المرعبة لدى الطرفين من شأنها تصعيد احتمالات استخدام الاسلحة النووية الكارثية نتيجة خطأ ما في خضم أزمة غير مرئية في اللحظة الراهنة."

في ذات السياق التحذيري من جانب الخبراء والساسة "العقلانيين" انضم الثنائي ورئيسي منظمة مبادرة التهديد النووي بالشراكة، ايرنيست مونيز والسيناتور الجمهوري الأسبق سام نان، بالقول أن واشنطن وموسكو "تحثان الخطا نحو كارثة نووية .. بالترافق مع غياب الإرادة عند الطرفين لاحتواء المشهد".

وطالب الثنائي المذكور في مقال مشترك في الأول من شباط/فبراير الجاري، نشرته يومية بوليتيكو، صناع القرار في واشنطن "تدارك اندلاع صراع كارثي (عبر) إعادة الانخراط مع روسيا الآن – بدعم من الكونغرس الذي يتعين عليه لعب الدور الأساس".

وناشدا قادة الكونغرس من الحزبين، دون أن يوجها اللوم المباشر للجانب الأميركي، بالمبادرة "لتسهيل انشاء حيز سياسي لقيادة القوتين النوويتين العظميين بعيداً عن النكبة (المحدقة) والتحدي الصريح للفرضيات الراهنة بأن (واشنطن) ليس لديها خيار آخر نحو روسيا باستثناء الشلل المفروض ذاتيا".

في حمأة مناخ التصعيد المعادي لروسيا واستباق الزمن لفرض مزيد من العقوبات الغربية عليها، فضلاً عن "غياب استراتيجية فعالة عند أدارة ترامب لثني روسيا عن انتاج ونشر صواريخ (نووية) متوسطة المدى بمعزل عن المعاهدة الموقعة" من شأنه أن يفاقم الأزمة عند حلفاء أميركا، بل "سيحفز اعضاء حلف الناتو على تصعيد معارضتهم للسياسة الأميركية،" وفق ما جاء في تقرير لمنظمة الحد من انتشار الأسلحة النافذة في القرار الأميركي عبر مرحلة الحرب الباردة.

وناشدت المنظمة في تقرير لها في الأول من شهر شباط الجاري، قادة واعضاء الكونغرس "الامتناع عن تخصيص اي موارد مالية لشراء نظم تسليحية" نووية؛ والذهاب سوية مع روسيا لتجديد العمل بالمعاهدات النووية السابقة "لخمس سنوات إضافية لما بعد عام 2021" بعد انتهاء صلاحياتها.

بيد أن الوقائع الملموسة راهنا تتعارض بشدة مع توجهات "العقلاء" ونصائح الخبراء التقليديين، خريجي مرحلة الحرب الباردة، وتصطدم بعزم الإدارة ومفاصل صنع القرار المضي بخطة تسليح نووية جديدة، رغم إدراكها جميعاً أن ما يتوفر لدى ترسانتها راهنا يكفي لتدمير الحياة على الكرة الأرضية بكاملها.

كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية أن مجلس الشيوخ الأميركي سيناقش هذا الأسبوع مشروع قانون يقضي بالاعتراف بسيادة "إسرائيل" على مرتفعات الجولان السوري المحتل.

وبحسب الصحيفة فإن السناتور تيد كروز وزميله توم كوتن من الحزب الجمهوري بادرا الى هذه الخطوة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتراح يحظى بدعم من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين وزعيم الغالبية في مجلس النواب ستيني هوير.

الصيغة المقترحة بحسب "إسرائيل هيوم" تتحدث عن مشروع قانون ملزم وليس تصريحا أو إعلانا.

قال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأحد، إن تجاهل حل القضية الفلسطينية العادل والشامل، سبب "بؤر توتر واحتقان" في المنطقة، داعيًا إلى وضعها في "صدارة أولويات المجتمع الدولي".

جاء ذلك خلال كلمته في جلسة بالقمة العربية الأوربية المنعقدة، الأحد والإثنين، بمدينة شرم الشيخ شمال شرقي مصر، حسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا".

وقال أمير الكويت: "ندرك أن ما نراه اليوم من بؤر توتر واحتقان في منطقتنا، إنما هو بسبب تجاهل هذه القضية (الفلسطينية) وعدم الوصول إلى الحل العادل والشامل الذي يتطلع إليه أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بل وأبناء الأمة العربية بأسرها".

وأعرب عن تطلعه إلى رؤية "تفاعل ومبادرات أكبر وأكثر مع هذه القضية المركزية".

ودعا أمير الكويت، القادة العرب والأوروبيين إلى وضع القضية الفلسطينية في "صدارة اهتمامات المجتمع الدولي".

وأضاف: "لدينا فضاء مشترك وبحار مشتركة، وتواصل جغرافي على الأرض وكلها عوامل تعزز من تفاعلنا وتوطد من تعاوننا وتمكننا من خلق آليات التنسيق والسعي لشراكة تحقق المصالح المشتركة لدولنا على كل المستويات الاقتصادية والتعليمية والطاقة والاستثمار".

وتابع: "الأخطار والتحديات التي نواجهها لما نمر به من ظروف أمنية وسياسية واقتصادية صعبة تحتم علينا العمل لمواجهتها".

وانطلقت أول قمة عربية أوروبية، مساء الأحد، بمنتجع شرم الشيخ، التي تختتم الإثنين، وسط إدانات دولية واسعة النطاق لتنفيذ القاهرة إعدامات متتالية بحق معارضين، وغياب نصف قادة وزعماء الدول العربية.

وواجه الأوروبيون بصمت رسمي تام، تنفيذ إعدامات بمصر ضد معارضين في فبراير/شباط الجاري، كما تجاهلوا الدعوات الحقوقية لهم بعدم المشاركة في القمة، هو ما انتقدته تركيا.

وفي مقابلة مع محطتي Kanal D وCNN TURK التلفزيونيتين المحليتين، الأحد، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإعدامات بحق معارضين مصريين بأنها "جريمة ضد الانسانية"، متسائلا: " أين الغرب من هذا؟ هل تسمعون صوت الغرب؟ وهل فعل أي شيء حيال هذا الأمر؟".

وسبق القمة، دعوات من معارضين وحقوقيين مصريين، لقادة أوروبا إلى مقاطعة القمة على خلفية الإعدامات التي نفذتها السلطات المصرية مؤخرا بحق عدد من المعارضين.

ومنذ 7 مارس/آذار 2015 وحتى 20 فبراير/شباط 2019، نفذت السلطات 42 حكما بالإعدام دون إعلان مسبق للتنفيذ، أو إصدار السيسي أمرا بالعفو، أو إبدال العقوبة وفق صلاحياته.

فيما رفضت القاهرة، في بيان سابق للخارجية تصريحات مسؤولين بمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول أحكام الإعدام الأخيرة في مصر، معربة عن "الرفض التام لكل ما يمس القضاء المصري".

اشاد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بالخطوة التي قام بها لاعب الشطرنج الايراني آرين غلامي بامتناعه عن خوض مباراة مع لاعب من الكيان الصهيوني دعما للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال استقبال سماحته اليوم الاحد اللاعب آرين غلامي واسرته.

ودعا قائد الثورة الاسلامية، الباري تعالى بان يشمل آرين غلامي وامثاله برعايته وحفظه للاسلام والبلاد، مهنئا والديه وداعيا ان يحفظه الله ويكون قرة عين لهما في الدنيا والاخرة.

واعرب سماحته عن سروره لان البلاد تمتلك هكذا ناشئة وشباب واعتبرهم بانهم يشكلون ذخرا ورصيدا قيما للبلاد.

واعرب غلامي عن الرغبة بتقديم ميداليته التي احرزها في البطولة هدية لقائد الثورة الاسلامية.

فقال سماحته: انني اتقبلها (الميدالية) منك لكنني اعيدها اليك، اذ ارغب بان تكون لديك وتحتفظ بها عندك.

وكان لاعب الشطرنج الناشئ آرين غلامي قد امتنع عن خوض مباراة مع لاعب من الكيان الصهيوني دعما للشعب الفلسطيني خلال بطولة ريلتون الدولية في السويد التي جرت قبل فترة حيث اعتبر خاسرا وفقد نقطة ليحل في مركز الوصافة.

أعلنت قطر، الأحد، المشاركة بقوات بحرية وبرية في تمرين "درع الجزيرة 10" الذي تستضيفه السعودية.

وتعد هذه المشاركة الثانية لقطر في تمرين عسكري بالسعودية منذ اندلاع الأزمة الخليجية يونيو/حزيران 2017؛ حيث شاركت قوات قطرية العام الماضي في تمرين "درع الخليج المشترك 1" الذي استضافته المملكة.

وقالت وزارة الدفاع القطرية، في بيان وصل "الأناضول" نسخة منه، إن تمرين "درع الجزيرة 10" انطلق في المنطقة الشرقية بالسعودية بمشاركة قوات قطرية برية وبحرية، دون بيان تعدادها.

وأوضحت أن "التمرين يهدف إلى تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين قوات دول مجلس التعاون الخليجي لرفع المستوى التدريبي لجميع القوات المشتركة".

وأضاف البيان أن "التمرين يعد من التمارين المتطورة الضخمة؛ لما له من دور كبير في الاستفادة من تراكم الخبرات بصورة مستمرة، وتعزيز الجاهزية العسكرية والأمنية في مختلف الظروف؛ وذلك لحفظ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والعالم".

وأوضح أن التمرين يتضمن 4 مراحل أساسية؛ الأولى هي وصول القوات عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، والثانية "تمرين مراكز القيادة"، حيث يتم تدريب القادة على إدارة العمليات الحربية واستخدام المشبهات للتعامل فيه مع الواقع الافتراضي للعمليات العسكرية.

أما المرحلة الثالثة، حسب البيان، فهي "التدريب الميداني بالذخيرة الحية"، ومن ثم المرحلة الرابعة والأخيرة التي سيتم فيها الحفل الختامي ومغادرة القوات المشتركة.

وانطلق تمرين "درع الجزيرة 10" السبت، وتتواصل فعالياته حتى 12 مارس/آذار المقبل.

وفي وقت سابق، قال خميس محمد دبلان، قائد القوة القطرية المشاركة في التمرين، إنه "يدعم أواصر التعاون والعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويساهم في إبراز التجانس في المجال العسكري، ومواكبة التطور لمواجهة التحديات والأخطار بمختلف أنواعها".

و"درع الجزيرة" هي قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي أُنشئت عام 1982؛ "بهدف حماية أمن الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي، وردع أي عدوان عسكري".

وتأتي مشاركة قطر في هذا التمرين في ظل أسوأ أزمة في تاريخ منطقة الخليج، بدأت في 5 يونيو/حزيران 2017، حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية" بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.