Super User

Super User

انطلقت أول قمة عربية أوروبية، مساء الأحد، بمنتجع شرم الشيخ المصري، وسط إدانات دولية واسعة النطاق لتنفيذ القاهرة إعدامات متتالية بحق معارضين.

ووفق إحصاء للأناضول، يغيب نصف قادة وزعماء الدول العربية، حيث سيكون التمثيل العربي (21 دولة من 22 في ظل تجميد عضوية سوريا) موزعا بين 11 مسؤولا على مستوى القادة والرؤساء، و4 على مستوى رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان أو نوابهما، و 4 على مستوى الوزراء، و2 على مستوى أقل من ذلك.

ومن أبرز المشاركين من القادة الأوروبيين، رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، بخلاف دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وفيدريكا موغريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد.

فيما يغيب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دون أسباب معلنة.

وتأتي القمة تحت شعار "في استقرارنا نستثمر" وستركز وفق بيان سابق للخارجية المصرية، على "كيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومخاطر الإرهاب، وعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب موضوعات الهجرة غير الشرعية، وتدفقات اللاجئين إلى داخل أوروبا".

كما حدد الاتحاد الأوروبي، في بيان سابق، أهداف القمة في نقاط عدة، أهمها "تعزيز العلاقات المشتركة، ودفع التعاون بمجالات التجارة والاستثمار، والهجرة، والأمن، بالإضافة إلى الوضع في المنطقة".

وواجه الأوروبيون بصمت رسمي تام، تنفيذ إعدامات بمصر ضد معارضين في فبراير/شباط الجاري، كما تجاهلوا الدعوات الحقوقية لهم بعدم المشاركة في القمة، هو ما انتقدته تركيا أمس.

وفي مقابلة مع محطتي Kanal D وCNN TURK التلفزيونيتين المحليتين، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإعدامات بحق معارضين مصريين بأنها "جريمة ضد الانسانية"، متسائلا: " أين الغرب من هذا؟ هل تسمعون صوت الغرب؟ وهل فعل أي شيء حيال هذا الأمر؟".

وسبق القمة، دعوات من معارضين وحقوقيين مصريين، لقادة أوروبا إلى مقاطعة القمة على خلفية الإعدامات التي نفذتها السلطات المصرية مؤخرا بحق عدد من المعارضين.

كما حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، السلطات المصرية على وقف جميع عمليات الإعدام؛ وإجراء استعراض لجميع الحالات المعلقة التي تنطوي على عقوبة الإعدام، وفقاً للالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان.

ومنذ 7 مارس/آذار 2015 وحتى 20 فبراير/شباط 2019، نفذت السلطات 42 حكما بالإعدام دون إعلان مسبق للتنفيذ، أو إصدار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمرا بالعفو، أو إبدال العقوبة وفق صلاحياته.

فيما رفضت القاهرة، الأحد، في بيان للخارجية تصريحات مسؤولين بمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول أحكام الإعدام الأخيرة في مصر، معربة عن "الرفض التام لكل ما يمس القضاء المصري".

الإثنين, 25 شباط/فبراير 2019 05:22

ما المراد بالكلمة الطيبة في القرآن؟

  يقول تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون)[1].

 اختلفوا في الآية: أولاً في المراد من الكلمة الطيبة، فقيل: هي شهادة أن لا إله إلا الله، وقيل: الإيمان، وقيل: القرآن، وقيل: مطلق التسبيح والتنزيه، وقيل: الثناء على الله مطلقاً، وقيل: كل كلمة حسنة، وقيل: جميع الطاعات، وقيل: المؤمن.

 وثانياً في المراد من الشجرة الطيبة، فقيل: النخلة وهو قول الأكثرين، وقيل: شجرة جوز الهند، وقيل: كل شجرة تثمر ثمرة طيبة كالتين والعنب والرمان، وقيل: شجرة صفتها ما وصفه الله وإن لم تكن موجودة بالفعل.

ثم اختلفوا في المراد بالحين، فقيل: شهران، وقيل: ستة أشهر، وقيل: سنة كاملة، وقيل: كل غداة وعشي، وقيل: جميع الأوقات. والاشتغال بأمثال هذه المشاجرات مما يصرف الإنسان عما يهمه من البحث عن معارف كتاب الله، والحصول على مقاصد الآيات الكريمة وأغراضها.

 والذي يعطيه التدبر في الآيات أن المراد بالكلمة الطيبة - التي شبهت بشجرة طيبة من صفتها كذا وكذا - هو الاعتقاد الحق الثابت، فإنه تعالى يقول بعد وهو كالنتيجة المأخوذة من التمثيل: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة...)، والقول هي الكلمة ولا كل كلمة بما هي لفظ، بل بما هي معتمدة على اعتقاد وعزم يستقيم عليه الإنسان ولا يزيغ عنه عملا. وقد تعرض تعالى لما يقرب من هذا المعنى في مواضع من كلامه كقوله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون)[2]، وقوله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا)[3]، وقوله: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل والصالح يرفعه)[4].

 وهذا القول والكلمة الطيبة هو الذي يرتب تعالى عليه تثبيته في الدنيا والآخرة أهله، وهم الذين آمنوا ثم يقابله بإضلال الظالمين، ويقابله بوجه آخر بشأن المشركين، وبهذا يظهر أن المراد بالممثل هو كلمة التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله حق شهادته. فالقول بالوحدانية والاستقامة عليه هو حق القول الذي له أصل ثابت محفوظ عن كل تغير وزوال وبطلان وهو الله عز اسمه أو أرض الحقائق، وله فروع نشأت ونمت من غير عائق يعوقه عن ذلك من عقائد حقة فرعية وأخلاق زاكية وأعمال صالحة يحيى بها المؤمن حياته الطيبة ويعمر بها العالم الإنساني حق عمارته، وهي التي تلائم سير النظام الكوني الذي أدى إلى ظهور الإنسان بوجوده المفطور على الاعتقاد الحق والعمل الصالح، والكمل من المؤمنين - وهم الذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فتحققوا بهذا القول الثابت والكلمة الطيبة - مثلهم كمثل قولهم الذي ثبتوا لا يزال الناس منتفعين بخيرات وجودهم ومنعمين ببركاتهم. وكذلك كل كلمة حقة وكل عمل صالح مثله هذا المثل، له أصل ثابت وفروع رشيده وثمرات طيبة مفيدة نافعة. فالمثل المذكور في الآية يجري في الجميع كما يؤيده التعبير بكلمة طيبة بلفظ النكرة، غير أن المراد في الآية على ما يعطيه السياق هو أصل التوحيد الذي يتفرع عليه سائر الاعتقادات الحقة، وينمو عليه الأخلاق الزاكية وتنشأ منه الأعمال الصالحة. ثم ختم الله سبحانه الآية بقوله: (ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون) ليتذكر به المتذكر أن لا محيص لمريد السعادة عن التحقق بكلمة التوحيد والاستقامة عليها.

آية الله الشيخ محمد الريشهري - بتصرّف

[1] إبراهيم: 24، 25.
[2] الأحقاف: 13.
[3] حم السجدة: 30.
[4] فاطر: 10.

الإثنين, 25 شباط/فبراير 2019 05:15

المعنى الأصح للإدارة الإسلامية

 الدور المهم الذي يلعبه الإسلام في نظريات وأساليب الإدارة العلمية هو من خلال تأثير القيم الإسلامية على الإدارة، لهذا فإن المقارنة بين مديرين أحدهما ملتزم بالقيم الأخلاقية تمكننا من معرفة محتوى الإدارة الإسلامية.

في زماننا المعاصر لا تقوم أي من الإدارات في العالم على القيم الإسلامية، ولكن من البديهي أن نجد البعض يعتقد بالديانات الإسلامية أو المسيحية ويظهر في سلوكه القيم الدينية إلا أن هذا العمل لا يعني شيئاً سوى الرغبة الشخصية والذوقية فقط.

نحن نعتقد أن الاسلام يملك نظاماً قيماً وعميقاً وواسعاً ومنسجماً وتقع تحت تأثيره إدارة مدراء المسلمين، ويؤثر على الأساليب العملية لهم ويوجه حركتهم، ويعتبر هذا من أهم الأدوار التي يلعبها الاسلام في الادارة وهو المعنى الصحيح لها أيضاً.

ويمكن تكرار نفس القول السابق في (الاقتصاد الاسلامي)، لا ينكر أي شخص تسلط العلم الميكانيكي على السوق، ولكن المقصود هو أن الدين الاسلامي يشتمل على قيم خاصة تؤثر على جميع الأبعاد الاقتصادية للمسلمين من قبيل: الكمية، الكيفية، الانتاج، نوع البضاعة، هدف الانتاج، القيمة، المنافسة والبيع.

ولا يعني هذا القول وجود تفاوت أساسي في النظام العلمي للاقتصاد بين الاسواق الاسلامية وغير الاسلامية.

الفروع المختلفة للإدارة في مجالات: التجارة، الصناعة، الزراعة وحتى إدارة الدولة لها علاقة بنوع من أنواع المسائل الاقتصادية، وان جميع القيم المؤثرة تقريباً على الاقتصاد يمكنها أن تؤثر على الادارة أيضاً.

إن القصد من طرح بحث القيم الاسلامية في الادارة هو لمعرفة كيفية تأثيرتبلك القيم على الادارة، يعني بدلاً من أن نبدي رأياً حول أساليب العمل المستعملة وطرح المشاكل الفعلية وعرض أراء لحلها، نبحث جذرياً الأسس المؤثرة في هذه التغييرات والتي ستكون عاقبة الاهتمام بها في العمل حل لكثير من المشاكل الاجتماعية. والحقيقة أن هذا الاسلوب في البحث هو لتوجيه الادارة وتبيان أسبابها وأهدافها ومعاييرها.

المقارنة بين إدارتين (فقهية) و(علمية) حسب رأي المثقفين أمر غير معقول. المقصود من الإدارة العلمية هو النظريات الادارية التي تستوحى من الغرب ولا تقوم على القيم الالهية أو قد تكون ناشئة أيضاً من البعض الذي يعتقد بفصل الدين عن الحياة أو (سكولاريسم) وخير نموذج لذلك هو فصل الدين عن السياسية.

وحسب هذه العقيدة، حتى إن كان الاسلام ديناً صحيحاً فهو لا يتعدى رابطة الانسان مع ربه ومكانه الكنيسة، والمعبد أو المسجد ولا يتدخل في حياة الناس في الميدان الاجتماعي، والسوق، والوزارات والدوائر. وإن تكلم حول الادارة فإن خطابه لا يتجاوز حدود حل المشاكل المؤقتة والمعاصرة فقط.

أي ان المجتمع الجاهلي كان بربرياً متوحشاً لا يحكمه القانون كما في مجتمعاتنا المتمدنة حالياً فوضع له حكماً قرآنياً: (النفس بالنفس)[1] وذلك للوقوف أمام الصراعات لقبائل العصر الجاهلي.

وهكذا بالنسبة للمشاكل الباقية والتي كانت سائدة آنذلك، في حين أننا لا نرى أثراً اليوم للخشونة من قبيل (الجلد والتعزير والحد، والسجن والاعدام)، بالإضافة إلى ما سبق لم يدعي الاسلام وجوب إجراء الاحكام على طول العصر وفي جميع الشعوب!! ولهذا يجب على مفكري المجتمع وضع قوانين تنسجم مع احتياجات العصر.

على أي حال إن تجاوزنا جميع ذلك سوف يتضح لنا هذا المفهوم وهو ان الاسلام هو نفس ما جاء في القرآن، والقرآن هو نفسه الذي نزل في عصر البعثة واننا نملك استعداد الفهم الصحيح للقرآن وليس الفهم النسبي والذوقي، ويصل الأمر إلى سماع الأمر الإلهي وتطبيقه عملياً ومن ثم نسأل عما قاله القرآن في (باب) الادارة؟ وبالتأكيد سيكون الجواب، كما ذكرنا أولاً: وضع الاسلام قوانيناً وتدخل في جميع شؤون حياة الانسان من جملتها الادارة الكلية أو الجزئية، وقيادة المجتمع والروابط بين الملل، وقد لعب دوراً مهماً بعنوانه كدين محكم مؤثر عن طريق نظامه الاخلاقي القيم.

وهنا يمتد البحث إلى هذا (النظام القيم) ومعاييره ومبانيه وهنا تطرح أسئلة متعددة من قبيل: ما هي تلك القيم؟ وهل ان هذه القيم التي اكتشفها الاسلام تعبدية أو واقعية أم ذوقية واتفاقية أم أنها ذات قواعد عقلية ثابتة؟

آية الشيخ محمد تقي المصباح اليزدي – بتصرّف يسير

من الملاحظات الهامة والأساسية في القرآن الكريم، أنه لم ينطلق، بادئ ذي بدء، في حثه على التأمل والتفكر، من نظريات علمية معقدة، بحيث يحتاج فهمها إلى الخبراء في أي حقل من حقول المعرفة، للوصول إلى الغاية المنشودة، وإرجاع الناس إلى فطرتهم، فإن لهذا المسلك محاذير كثيرة، قد تؤدي إلى عكس النتائج المرجوة، مما يفضي إلى ضياع الإنسان وتشتته، إذ معنى ذلك أن يتحول الخبراء إلى أرباب من دون الله، يمكن أن ينحرفوا عن جادة الحق، فيتبعهم الناس على ذلك من دون تدبر أو روية، وهو ما حصل مع أهل الكتاب الذين أقفلوا عقولهم، وأحسنوا الظن بأحبارهم ورهبانهم، فظنوا أنهم عاجزون عن إدراك الحقائق بمعزل عنهم، فأوردوهم المهالك لأجل ذلك، قال تعالى: ﴿اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدو إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون[1]. 

مع أن هؤلاء الأحبار والرهبان بشر خطاؤون، يمكن أن ينحرفوا عن الصراط السوي، نتيجة لأهوائهم ومصالحهم، وشهوات أنفسهم، وكثير من الناس يدرك ذلك، فقد بين تعالى حقيقة الأمر، حين قال: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله[2].

وفي مقام الإلفات إلى هذه الحقيقة، وأنها مخالفة لما تقتضيه الفطرة الإنسانية، من السعي الجدي باتجاه الهدف الذي رسمه القرآن الكريم للإنسان، حيث إن أقرب الطرق للوصول إلى الهدف المنشود، هو ما يكتشفه الإنسان بنفسه، فقد بين في عدد من الآيات المباركة أن عاقبة الذين لا يعملون عقولهم، ولا يسعون إلى الوصول إلى الحقيقة بأنفسهم، هي الخسران والعذاب، قال تعالى: ﴿وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبير[3].

وذكر في مقام آخر حوار يجري بين المستكبرين وأتباعهم من المستضعفين، يوم القيامة، يبين أن اتباع الآخرين لا يجدي نفعا، وأن الإعتذار عن ذلك بأنهم كانوا من المستضعفين ليس لهم حيلة ولا خيار، حيث وصف الجميع بالظلم، وإن استضعافه لا يرفع عنه ظلم نفسه، قال تعالى: ﴿ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين، قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين، وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون[4].

إن أقرب شيء إلى الإنسان هي نفسه، ولذلك فإن تأمله وملاحظته الخاصة، من خلال رجوعه إلى نفسه وفطرته، هي أكثر الأمور تأثيرا في نفسه، مهما كانت بسيطة وساذجة، وبالتالي هي التي تعيده إلى جادة الصواب.
 
سماحة الشيخ حاتم اسماعيل

[1] سورة التوبة، آية:31
[2] سورة التوبة، آية: 34
[3] سورة الأحزاب، آية:67-68
[4] سورة سبأ، آية:31-33

في الوقت الذي أخبر فيه إردوغان ترامب بأن القوات التركية ستتحرك إلى داخل سوريا لمحاربة بقايا "داعش"، قال المسؤولون الأميركيون إن ذلك غير محتمل، نظراً لقدراتهم الأمنية المحدودة نسبياً.

نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤولين أميركيين وأجانب أن حلفاء أميركا القريبين قد رفضوا طلب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سد فجوة انسحاب القوات الأميركية من سوريا، بقوات منهم، وذلك مع  مع اقتراب الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية التي تقاتل تنظيم "داعش" في سوريا.

وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية للصحيفة إن الحلفاء "بالإجماع" قالوا للولايات المتحدة إنهم "لن يبقوا إذا انسحبت". وفرنسا وبريطانيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان لديهما قوات على الأرض في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقاتل تنظيم "داعش".

وقد قدمّت بريطانيا وفرنسا إلى جانب الولايات المتحدة، التدريب والمؤن والأمور اللوجستية والمعلومات الاستخبارية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد.

كما تقوم القوات الأميركية الفرنسية والبريطانية باستخدام مدفعيتها الثقيلة وبشن غارات جوية ضد مواقع حاسمو ضد مقاتلي "داعش".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لو دريان الأسبوع الماضي إنه يشعر بالارتباك بسبب سياسة ترامب، وأمس الثلاثاء، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إنه "لا يوجد احتمال أن تحل القوات البريطانية محل الأميركيين" في سوريا.

الرفض الأوروبي للبقاء في سوريا ما لم يغير الرئيس ترامب قراره بالانسحاب وإبقاء جزء من قواته على الأقل هو أحد العوامل العديدة التي قال المسؤولون العسكريون الأميركيون والمشرعون وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية إنه يجب أن يجعل ترامب يفكر بالأمر مرة أخرى.

وتتزامن مخاوف فرنسا وبريطانيا مع فشل الإدارة الأميركية، حتى الآن، في التوصل إلى اتفاق مع تركيا بعدم مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية، التي تقول أنقرة إنها جماعة إرهابية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الجيش التركي، الذي يحتشد على الحدود، مستعد للانتقال إلى شمال شرق سوريا بمجرد رحيل الأميركيين.

أحد الطلبات الرئيسية التي طلبتها الإدارة الأميركية من الحلفاء - بما في ذلك ألمانيا، التي لا تملك قوات في سوريا - هو تشكيل قوة "مراقبة" للقيام بدوريات في "منطقة آمنة" واسعة النطاق بطول 20 ميلاً على الجانب السوري من الحدود، تفصل تركيا عن الأكراد السوريين.

وقال مسؤولون في أنقرة إن وزير الدفاع التركي هولوسي أكار ورئيس أركان الجيش التركي سيتوجهان إلى واشنطن اليوم الخميس لمناقشة قضة سوريا وغيرها من القضايا الإقليمية مع وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان.

من جهتها، ناشدت قوات سوريا الديمقراطية الدول الغربية الحفاظ على قوة تصل إلى 1500 عسكري في شمال شرق سوريا لتنسيق الدعم الجوي ودعم جهودها الرامية إلى إبعاد المسلحين وغيرهم من الخصوم. وتحسبًا لمغادرة نحو 2000 جندي أميركي، يتفاوض الأكراد مع كل من الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا، وهو الداعم الرئيسي الأجنبي للأسد إلى جانب إيران.

في غضون ذلك، اقترحت روسيا أن يسمح لقوات الجيش السوري ببساطة بالاستيلاء على كامل المنطقة التي تسيطر عليها الآن الولايات المتحدة وحلفاؤها. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية: "لا أحد، بمن في ذلك الأكراد والأتراك، يعتقد أن مجيء النظام السوري إلى الشمال الشرقي هو فكرة جيدة".

ولطالما اشتكى ترامب من أن كبار معاونيه والجيش يعيقون تصميمه على الخروج من سوريا بمجرد هزيمة "داعش".

وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قال ترامب إن الهدف قد تحقق وأن القوات الأميركية تغادر "الآن"، وبعد ذلك استقال وزير الدفاع جيم ماتيس.

ووافق ترامب في وقت لاحق على أن الرحيل سيكون "مدروساً ومنظماً". ويخطط الجيش الأميركي لانسحاب كامل بحلول نهاية نيسان – أبريل المقبل.

وبينما قال مستشار الأمن القومي جون بولتون، والسيناتور ليندسي غراهام وآخرون للحلفاء أن بعض القوات الأميركية قد تبقى، فإن هذه التطمينات لم تتم ترقيتها حتى مستوى النظام الرئاسي وصولاً إلى البنتاغون.

وقال مسؤول دفاعي أميركي في رسالة بالبريد الالكتروني لـ"واشنطن بوست": "لن أتحدث عما يريده السناتور غراهام أو مستشار الأمن القومي جون بولتون. الجنرال جوزيف فوتيل كان واضحاً جداً بأننا نركز حالياً على تنفيذ انسحاب كامل من سوريا بأمر من الرئيس. الجنرال فوتيل هو رئيس القيادة المركزية الأميركية وهو يتولى المسؤولية الكاملة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط.

وقد تحدث المسؤولون الأميركيون والأجانب للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم بشأن المناقشات الدبلوماسية الحساسة والعمليات العسكرية الجارية.

في الأسابيع الأخيرة ، قال ترامب إن ما يقرب من 100 في المائة من مساحة العراق الواسعة وسوريا التي شكلت ذات يوم دولة "الخلافة" لتنظيم "داعش" قد تم تحريرها، على الرغم من أن مجموعة صغيرة من المسلحين تتمركز بعناد في جنوب شرق سوريا. وقال ترامب الجمعة إنه يتوقع الإعلان عن "الاستئصال الكامل" للتنظيم "خلال ال24 ساعة المقبلة" ، لكن لم يتم الإعلان عن مثل هذا التصريح.

وقد أشار المسؤولون العسكريون مراراً وتكراراً إلى ما يعتبرونه إخطاراً للانسحاب المتسرع، حتى بعد القضاء على الوجود الإقليمي لـ"داعش". ويتوقع المسؤولون أن تحتفظ المجموعة بقدرة المتمردين وقدرتها على العودة مرة أخرى، كما فعلت بعد مغادرة الولايات المتحدة للعراق في عام 2011، وتقدر أن ما بين 20 ألف و30 ألف متشدد ما زالوا في سوريا والعراق.

وقد طمأن مسؤولون عسكريون أميركيون كبار، بمن فيهم رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد، أن قوات سوريا الديمقراطية تحتاج إلى مساعدة مستمرة لضمان استقرار المناطق المحررة من "داعش".

في الأسبوع الماضي، قال فوتيل بشكل علني إنه لا يدعم قرار انسحاب ترامب من سوريا. واقترح غراهام، الذي يترأس مجموعة من المشرعين المعارضين لخطة الانسحاب، ترك 200 جندي أميركي فى شمال شرق سوريا كوسيلة لتحفيز الحلفاء الأوروبيين على البقاء.

وفي اجتماع مغلق عقد في مؤتمر ميونيخ الأمني الأسبوع الماضي، واجه شاناهان أسئلة صعبة من أعضاء في الكونغرس قالوا إنه فشل في توضيح مبررات جوهرية لخطط انسحاب ترامب من سوريا.

وقد سأل غراهام وزير الدفاع شاناهان، وفقاً لحديث أعطاه غراهام لكاتب صحيفة واشنطن بوست، جوش روجن، "هل تقول لحلفائنا أننا سوف نذهب إلى سحب جميع قواتنا بحلول 30 نيسان أبريل؟". وعندما أجاب شاناهان بأن هذا هو أمر الرئيس، قال غراهام: "هذه هي أغبى فكرة سمعتها". وقال شاناهان إنه وافق على أن العواقب المحتملة للانسحاب تشمل عودة "داعش"، أو وقوع هجوم تركي على القوات الكردية وكونه ميزة لإيران.

وقال اللفتنانت كولونيل جوزيف بوتشينو، المتحدث باسم البنتاغون، إن الاجتماع كان منتجاً و"انتهى بمردود إيجابي لجميع الأطراف".

وقال مسؤول مطلع على وجهة نظر البنتاغون في الاجتماع إن شاناهان كان مستعداً لاقتراحات صعبة من المشرعين لكنه لم يرغب في الظهور وكأنه يشكك في خطة البيت الأبيض. وتوقع مسؤولو البنتاغون أن تكون بعض أجزاء الاجتماع علنية.

وقد أبلغ بولتون الحلفاء أنه حتى لو انسحبوا من شمال وشرق سوريا، ستبقى القوات الأميركية في الحامية الأميركية في التنف، على الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن. بولتون هو المتشدد الرئيسي للإدارة بشأن إيران وهو يعتقد، كما قال للصحافيين في الآونة الأخيرة، أن التنف "لا تزال مهمة للغاية من الناحية الاستراتيجية فيما يتعلق بتصميمنا على أن إيران لا تحقق هذا "هلال السيطرة" من طهران عبر العراق وسوريا ولبنان.

لكن مسؤولين عسكريين قالوا إنهم لم يتلقوا أي تعليمات من ترامب. وامتنع مجلس الأمن القومي عن التعليق على حالة التنف، إلى جانب إحالة المراسلين إلى ملاحظات بولتون السابقة حول هذا الموضوع.

وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية: "هناك بعض الالتباس في الحكومة الأميركية حول التنف"، وسط تزايد الارتباك حول ما يستلزمه مخطط ترامب بالضبط.

ووصف مسؤول أميركي آخر الوضع مع تركيا بـ"الجمود على الجانب الأميركي وأن الكثير من الأطراف لا ترى الأشياء بنفس الطريقة".

وقالت "واشنطن بوست" إنه يبدو أن الحكومتين الأميركية والتركية قد حققتا تقدماً في حل مجموعة فرعية من خلافهما حول الأكراد. فقوات الدولتين تقوم بدوريات عسكرية مشتركة في بلدة منبج السورية، والتي استعيدت من "داعش" في عام 2016، وقد وافق الأميركيون على إبعاد عشرة من مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية" من المنطقة رداً على المخاوف التركية من هؤلاء الأفراد.

لكن مستقبل المنطقة الآمنة أقل وضوحاً بكثير. بالنسبة للمسؤولين الأميركيين، فقد كان يعني التوفيق بين أمر ترامب بالانسحاب وواقع برميل البارود الذي يمكن تركه خلف الانسحاب. وقال المسؤول الأميركي "ليس من الآمن ترك هؤلاء الأعداء هناك، من دون أي حَكم أو قوة وساطة"، مشيرا إلى المقاتلين الأكراد والجيش التركي.

ويوم الثلاثاء، اعتبر أردوغان المنطقة الآمنة المقترحة، حيث تتولى القوات التركية المسؤولة، "الحل الأكثر عملية" لعودة ملايين اللاجئين السوريين الذين استقروا في تركيا ودول أخرى في المنطقة خلال حرب دامت ثمانية أعوام. وقال أردوغان إنها تعتمد على "الدعم المادي واللوجستي لبلدان أخرى" - في إشارة إلى المساعدة الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع التي طلبتها تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، من الولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف.

وفي الوقت الذي أخبر فيه أردوغان ترامب بأن القوات التركية ستتحرك إلى داخل سوريا لمحاربة بقايا "داعش"، قال المسؤولون الأميركيون إن ذلك غير محتمل، نظراً لقدراتهم الأمنية المحدودة نسبياً.

كاري ديونغ وميسي ريان

اعتقلت قوات الاحتلال 14 مواطناً فلسطينياً فجر اليوم الأحد، في حملة مداهمات في الضفة، طالت رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ عبد العظيم سلهب، ونائب مدير الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات من منزلهما في القدس.

وتأتي هذه الاعتقالات في القدس على خلفية فتح مبنى باب الرحمة يوم الجمعة والصلاة فيه، حيث اعتبرته سلطات الاحتلال تجاوزاً لقرار قضائي واعتقلت يوم أمس أحد حراس الأقصى و3 مقدسيين لذات الحجة.

وهددت شرطة الاحتلال في بيان لها تنفيذ المزيد من الاعتقالات خلال الايام القادمة لفتحهم باب الرحمة.

الملك سلمان بن عبد العزيز يصدر أمراً ملكياً بتعيين الأميرة ريما بنت بندر آل سعود سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة بدلاً من خالد بن سلمان، وتعيينه في منصب نائب وزير الدفاع بمرتبة وزير.

أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكيا يقضي بإعفاء خالد بن سلمان من منصبه كسفير للمملكة العربية السعودية في واشنطن، وعيّنه في منصب نائب وزير الدفاع بمرتبة وزير.

وجاء في قرار الملك تعيين الأميرة ريما بنت بندر آل سعود سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة.

يشار إلى أنّ خالد بن سلمان شغل منصب سفير المملكة في واشنطن منذ 22 نيسان/ إبريل 2017، بعد أن عمل لفترة مستشاراً في السفارة.

وقبل ساعات من صدور القرار، غرد خالد بن سلمان على تويتر قائلا "من منطلق توجيهات القيادة بخدمة جنودنا البواسل.تشرفت بلقاء أخواني الأبطال المصابين في ميدان الشرف دفاعا عن الوطن، ممن يتلقون العلاج في الولايات المتحدة. هنيئا لكم هذا الشرف العظيم ياحماة الوطن. اسأل الله النصر المؤزر لجنودنا بكل الجبهات، وان يرحم شهدائنا ويشفي مصابينا عاجل غير آجل".

تظاهرات "السترات الصفر" تنطلق اليوم في عدة مدن فرنسية للأسبوع الخامس على التوالي. والشرطة الفرنسية تعلن في بيان أن التظاهرات انطلقت على شكل تجمعات وستنضم لها تجمعات في بوردو وتولوز.

للأسبوع الخامس عشر على التوالي، يواصل الآلاف من محتجي حركة "السترات الصفراء" تظاهراتهم اليوم السبت في العاصمة باريس ومدن فرنسية أخرى.

وأعلنت الشرطة الفرنسية في بيان لها عن انطلاق عدد من التظاهرات على شكل تجمعات في باريس، فيما ستنضم تجمعات أخرى إليها في بوردو وتولوز.

كما طالبت الشرطة في بوردو بوسائل أكثر فاعلية لمواجهة ما سمّته "حرب العصابات في المدن".

سبق ذلك تحذير وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير من أن "المراهنين على استنزاف الشرطة مخطئون".

وأطلق ناشطون على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي عناوين للتظاهرات مثل "تسونامي أصفر" و"كلنا في الشانزيليزيه لا نتراجع عن شيء"، تنطلقان من قوس النصر  على التوالي، وتعبران جادة الشانزليزيه وحي الأوبرا وتلتفان حول متحف اللوفر لتتوقفا أمام مقر "حركة شركات فرنسا"، وتنتهيان في ساحة تروكاديرو".

وزارة الداخلية الفرنسية قالت من جهتها "إن حجم التظاهرات تراجع في الأسابيع الأربعة الأخيرة".

وتحدث ناشطون على وسائل التواصل عن مقتل 10 أشخاص بالغاز المسيل للدموع من الشرطة الفرنسية، فيما لم تؤكد الشرطة ذلك.

هذا وأعلن أمس الجمعة أربعة آلاف شخص من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن نيتهم المشاركة في هذه التجمعات، وقال أكثر من 18 ألفاً آخرين إنهم "مهتمون" بها.

المئات من "السترات الصفر" احتجوا السبت الماضي في جادة الشانزيليزيه بباريس وعمدوا إلى وقف حركة السير، وفق وسائل إعلام فرنسية محلية.

وكانت الحركة قد دعت إلى التظاهر في مختلف أنحاء فرنسا مع مرور ثلاثة أشهر على بدء التظاهرات.

وناشدت الحركة المواطنين بالنزول إلى الشارع في ما سمته "تحركات عصيان"، فيما أكدت شرطة باريس أنها ستنشر العديد المناسب من القوات لضمان أمن العاصمة.

إن يوم الـ 28 فبراير، يعدّ بلا شك واحداً من أهم الأيام في التقويم العسكري لإيران وذلك لأنه في هذا اليوم انضمت غواصة "فاتح" شبه الثقيلة إلى القوات البحرية الإيرانية، وقامت على الفور بأول مهمة لها في مياه البلاد الجنوبية وذلك لكي تؤكد للعالم أجمع بأنها جاهزة للخدمة.

يذكر أن غواصة "فاتح" تعتبر الغواصة الأولى ذات الحجم المتوسط والمصنّعة محلياً مئة بالمئة والمجهزة بتقنيات فريدة، والتي جرى تصميمها وتصنيعها من قبل كوادر الصناعات البحرية بوزارة الدفاع وتتمتع بأحدث التكنولوجيات في العالم.

غواصة "فاتح": قفزة نوعية للصناعات الإيرانية تصل إلى 5 أضعاف في مجال الغواصات

سعت جمهورية إيران الإسلامية، كدولة ذات خطوط ساحلية طويلة، وخاصة في الجنوب إلى تطوير قواتها البحرية خلال السنوات التي تلت نهاية الحرب التي كانت مفروضة عليها مع العراق. وقبل انتصار الثورة الإسلامية، كان الإيرانيون على وشك استلام غواصة القرش من أمريكا، وفي ذلك الوقت لم يكن بمقدور حكومة طهران الانتقالية تصنيع مثل تلك الغواصات الحربية وبعد انتهاء حرب الثماني سنوات مع العراق، بدأت الحكومة الإيرانية بالعمل الجاد على برنامج إعادة التسلح وقامت بشراء ثلاث غواصات من طراز "كيلو" من روسيا. وترجع أول محاولة جدية لإيران في مجال تطوير الغواصات الحربية إلى مشروع تطوير الغواصة "غدير"، التي تعتبر من الغواصات الحربية خفيفة الوزن، والتي تم تطويرها للقيام بعمليات في المياه الضحلة.

يبلغ وزن غواصة "فاتح" تحت الماء 593 طناً، وسرعتها تحت الماء تصل تقريباً إلى 26 كيلومتراً في الساعة، فيما تبلغ سرعتها فوق سطح الماء 11 عقدة بحرية وأهم ميزة لغواصة "فاتح" تتمثل في تجهيزها بمنظومة إطلاق وتوجيه صواريخ كروز البحرية. ومن الميزات الأخرى التي تتمتع بها غواصة "فاتح" وجود منظومات سونار متطورة، محركات دفع كهربائية، القدرة على إدارة الحروب المركبة بما فيها الحرب الالكترونية وتوفر منظومة اتصالات آمنة ،وفضلاً عن صواريخ كروز البحرية، فإن غواصة "فاتح" يمكن تجهيزها بـ4 طوربيدات و8 ألغام بحرية وطوربيدين احتياطيين، حيث توفر الطوربيدات الأربعة سرعة إطلاق مناسبة للغواصة القادرة على الإبحار 35 يوماً.

لماذا يعتبر تدشين الغواصة "فاتح" مهماً للغاية؟

إن غواصة "فاتح" يمكن اعتبارها أحد أكبر الإنجازات الدفاعية التي قامت بها إيران منذ قيام الثورة الإسلامية فيها وبالطبع إن إلقاء نظرة على البلدان التي لديها تكنولوجيا صناعة الغواصات، ولديها القدرة على تطوير وإطلاق صواريخ كروز من تحت الماء، يعدّ هو الجواب على هذا السؤال ولهذا فإننا سوف نتطرق هنا إلى بعض الأمثلة المثيرة للاهتمام حول هذا الصدد.

تعدّ ألمانيا والسويد، من أشهر الدول المصنعة للغواصات في العالم. ولقد حقق الألمان نجاحاً كبيراً في صادرات الغواصات خلال الفترة الماضية، لكنهم افتقروا إلى تكنولوجيا تركيب الصواريخ المضادة للسفن على غواصاتهم وتستخدم معظم الغواصات الألمانية الصاروخ الأمريكي "هاربون" المضاد للسفن. وفيما يخص الدول القريبة من إيران، فتعتبر الهند وباكستان من بين الدول التي تمتلك الغواصات الحربية. ولقد طور الباكستانيون صواريخ كروز وركبوها على غواصاتهم، ولكنهم لا يملكون أي غواصات محلية الصنع بالكامل. كما تفتقر الهند إلى القدرة على بناء غواصة حربية، كالنماذج الروسية والفرنسية والألمانية وبطبيعة الحال، لقد طوّر الهنود غواصة تحمل صاروخاً باليستياً يمكن إطلاقه من تحت الماء، لكنهم حتى الآن لم يتمكنوا من تركيب صواريخ كروز على غواصاتهم البحرية. وفي شرق آسيا، تعتبر اليابان واحدة من أهم الدول المصنعة للغواصات الموثوق بها، ولكنها لا تزال تفتقر إلى تكنولوجيا صناعة قاذفات الصواريخ من تحت الماء. وبالنسبة للبريطانيين فإن المساعدة الأمريكية هي التي وضعتهم على قائمة الدول المصنعة للغواصات ولسنوات عديدة، استخدم البريطانيون صواريخ كروز الأمريكية من طراز "هاربون" و"تاماهوك".

وفيما يخص الفرنسيين فهم يملكون العديد من الغواصات الحربية التي لها القدرة على إطلاق صواريخ كروز والصواريخ الباليستية من تحت الماء. وتعتبر صواريخ كروز الفرنسية، من عائلة الصواريخ الغريبة الشهيرة "اغزوست" التي يصل مداها إلى حوالي 70 كيلومتراً.

وأما فيما يتعلق بالجيش الأمريكي، فإنه يملك نوعين من صواريخ كروز، أحدهما من طراز "هاربون" والآخر من طراز "توماهوك" ويمكن للغواصات الأمريكية إطلاقهما من تحت الماء ويصل مدى صواريخ كروز الأمريكية الصنع والمضادة للسفن إلى 2000 كم.

وبالنسبة للروس، فإن لديهم مجموعة متنوعة من صواريخ كروز البحرية، كالنماذج المضادة للسفن التي تعتبر من فئة "كلاب" و"خونت". كما أن الروس يملكون العديد من الغواصات مثل "كيلو" و"أكولا" و"أوسكار" و"ياسين" التي يمكنها حمل وإطلاق صواريخ كروز.

والصين تعدّ بلداً آخر يتابع بنشاط التطوّر البحري ولقد قامت بكين خلال السنوات الأخيرة بتطوير العديد من الصواريخ البحرية المضادة للغواصات وفي الوقت نفسه، طوّرت أيضاً نماذج مختلفة من الغواصات النووية والإلكترونية، ونجحت أيضاً في تصدير العديد منها.

وفي النهاية نصل إلى كوريا الجنوبية التي دشنت في سبتمبر 2018 أول غواصة لها من فئة "جنغ بونغ 3" في ميائها الإقليمية وتزن هذه الغواصة حوالي 3500 طن وهي في الواقع أول غواصة تقوم كوريا الجنوبية بصناعتها بالكامل.

وأخيراً، يمكننا القول إنه لا يوجد سوى ستة بلدان في العالم لديها تكنولوجيا إنتاج وصناعة غواصات لها القدرة على إطلاق صواريخ "كروز" ويمكننا القول أيضاً بأنه في 17 فبراير 2019 ، انضمت جمهورية إيران الإسلامية كعضو جديد ورسمي إلى هذه القائمة الصغيرة والاستراتيجية.

الأحد, 24 شباط/فبراير 2019 04:54

وارسو تجاوز فلسطيني وتطبيع عربي

حسَب الفشل المتتالي لجولات المصالحة الفلسطينية، بمثابة تقويض ذاتي للحالة الفلسطينية برمّتها، وهو التقويض المتواصل والذي بدأ منذ اللحظات الأولى للانقسام الفلسطيني، والذي تلته عملية تشويه ممنهج ومتعمّد لكافة الرموز الفلسطينية سواء على مستوى الأشخاص أو مؤسّسات الدولة من اتحادات ونقابات أو منظمات المجتمع المدني.

واصلت الأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية للعام الثالث عشر على التوالي، فشلها المعتاد في إتمام المصالحة الفلسطينية المنشودة. بحث قادة الفصائل في زيارات إلى مختلف قارات العالم عن الحلقة المفقودة في إمكانية التوصّل إلى مصالحة حقيقية قادرة على إعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الشراكة الوطنية القادرة على مواجهة التناقض الرئيس مع الاحتلال ومن خلفه الإدارة الأميركية بقيادة ترامب الساعية، بلا هوادة، إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت مسمّى صفقة القرن الإعلامية. والتي لم تعلن حتى اللحظة ولاتزال الطواقم الأميركية تواصل عملية التشويق الإعلامي لها.

جاء الفشل الفلسطيني لجولة موسكو ضمن سقف التوقّعات الشعبية التي لم تراهن كثيراً على أية نسبة نجاح لهذا الحوار، وذلك لأن الكل الفلسطيني بات على ثقة بأن قرار المصالحة لم يعد فلسطينياً، كما كان قرار الانقسام. خاصة وأن الأحزاب والقوى السياسية وجدت نفسها راضية أو مُرغَمة على الانخراط في لعبة المحاور في المنطقة، وهي اللعبة الاقليمية التي يحاول فيها كل طرف توظيف القضية الفلسطينية حسب أهوائه ومصالحه الذاتية.

يُحسَب الفشل المتتالي لجولات المصالحة الفلسطينية، بمثابة تقويض ذاتي للحالة الفلسطينية برمّتها، وهو التقويض المتواصل والذي بدأ منذ اللحظات الأولى للانقسام الفلسطيني، والذي تلته عملية تشويه ممنهج ومتعمّد لكافة الرموز الفلسطينية سواء على مستوى الأشخاص أو مؤسّسات الدولة من اتحادات ونقابات أو منظمات المجتمع المدني. وباتت المحاولة لضرب مفهوم الهوية الجمعية للشعب الفلسطيني عبر تعزيز لغة المناطقية والانقسام والتشرذم السلاح المتبقّي لتقزيم الأحلام والأماني الوطنية الفلسطينية، في ظلّ فقدان الثقة الشعبوية في القيادات والأحزاب، سواء من خلال خطاب الكراهية والتخوين المتبادل، أو من خلال ممارسات الفساد على المستوى العام.

أمام هذا المشهد جاءت التحرّكات الأميركية لاستنزاف أية بارقة أمل قد يجدها الفلسطينيون في عمقهم العربي، وذلك من خلال مؤتمر وارسو والذي انطلق مباشرة عقب انتهاء جولة المصالحة في موسكو. تأتي محاولات إدارة ترامب في عقد مؤتمر وارسو، بعيداً عن مظلّة الشرعية الدولية، بغرض الابتعاد عن كافة المؤسّسات الدولية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، وخصوصاً الأمم المتحدة، في محاولة للدّفع تجاه تبنّي نهج أحادي لكسر الأساس القانوني الدولي لحل القضية الفلسطينية، وخصوصاً قرارات الشرعية الدولية، وتسريع عملية التطبيع الخليجي والعربي مع إسرائيل من خلال استغلال فرصة القلق والرعب الخليجي من الدور الاقليمي الإيراني في المنطقة لتعجيل وتيرة التطبيع مع دولة الاحتلال.

تتلخّص الحقيقة المرة في هذا الاتجاه في بُعدين. أن المصلحة الإسرائيلية تقتضي بقاء وديمومة إيران كقوّة في المنطقة، لأن ذلك سيساعد إسرائيل في إنجاز وإتمام التطبيع وقيادة المنطقة وفقاً لقدراتها الاستخبارية المتقدّمة والتي يحتاجها العديد من الأنظمة لمساعدتها على البقاء من ناحية، ومواجهة إيران من ناحية أخرى. خصوصاً عقب انهيار النظام العربي الرسمي منذ سقوط بغداد في 2003. في حين يستند النظام الإيراني في مواجهة الأنظمة العربية إلى أرضية شعبوية تتّخذ من دعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين موطئ قدم له في المنطقة العربية، في ضوء تخاذل قيادة العالم العربي عن دعم المقاومة والمطالب التحرّرية للشعوب المُضطهدة والمُستعمرة. حتى أن بيانات الاستنكار والإدانة التي كانت تصدر سابقاً عن تلك الأنظمة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الفلسطينيين باتت عبئاً ثقيلاً عليها، ولا عجب في أنها تُبرّر الآن بأنها "حق إسرائيلي في الدفاع عن نفسها".

أمام هذه المعادلة جاء مؤتمر وارسو، ليعمل على تسريع خطوات كانت بطيئة وخجولة في ما مضى من عُمر الصراع العربي الإسرائيلي، جاء لينتهز الفرصة، ويشهر زواجاً ربما كان سرّياً لسنواتٍ طويلة، ويكشف عقوداً طويلة من الادّعاء بان هناك صراعاً بين الدول العربية وإسرائيل على فلسطين. وأن إسرائيل انتصرت على الجيوش العربية في عدّة حروب، وأن إسرائيل صمدت في وجه إثنتين وعشرين دولة عربية. لقد بات واضحاً الآن، والفضل في ذلك يعود للرئيس ترامب، أن كثيراً من الأنظمة في كثير من البلدان العربية، قد وظّفت "الصراع العربي-الإسرائيلي" من أجل تسويق نفسها، وزيادة شرعيتها، وللاستمرار في بسط هيمنتها على شعوبها.

مجدّداً، يرفع القادة العرب شعارهم القديم الجديد "نحن نقبل بما يقبل به الفلسطينيون" في خطوة استباقية فات زمانها بعد أن أمعنوا في حرمان الفلسطينيين من عوامل التشبّث بحقوقهم، وبات التنافس عربياً على مَن يكون صاحب الجدارة بالتوسّط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إثبات وجود أمام قوى إقليمية صاعِدة في المنطقة.

قد تشهد المرحلة المقبلة تمهيداً لطلاق بائن بين تلك الأنظمة والقضية الفلسطينية، وما السماح لبعض الإعلاميين والمروّجين لشيطنة الفلسطينيين إلا خدمة تصبّ في التشكيك في المفهوم الأوسع للعروبة، وفلسطين، واسترضاء للنظام الإسرائيلي الاستعماري.

لقد أصبحت الأجندات السياسية الناشطة في المنطقة أكثر وضوحاً، والاصطفاف العربي التطبيعي مع إسرائيل لا يترك مجالاً للشك. هذا الفرز بحد ذاته هو خطوة في الاتجاه الصحيح لتحديد مسار جديد لمقاومة سياسات الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والبحث عن مناصرين آخرين يشاركون الفلسطينيين نضالهم ضد الظلم والحرمان والاستبداد والتبعية، والابتعاد عن الأنظمة التي تتشاطر الخبر على موائد أنظمة الظلم والحرمان والاستبداد والتبعية.. لذلك نبقى متفائلين.

طلال أبو ركبة، باحث سياسي من غزة