
Super User
ليبيا بعد ثماني سنوات
سيُحيي الليبيون في 17 فبراير 2019 ذكرى مرور ثماني سنوات على ما يُسمّيه البعض ثورة و ما يُسمّيه البعض الآخر عدوان حلف الناتو على الشعب الليبي. و بغضّ النظر عن اختلاف وجهات النظر في الداخل الليبي حول تقييم فترة الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي حول ما يُسمّيه البعض تدخّلاً في شؤون الدول الأخرى كالتشاد و السودان، وإقحام ليبيا في صراعات دول أخرى مثل تسليح الجيش الإيرلندي و هدر الثروة الليبية في تمويل برامج و مساعدات لدول أخرى.
إلا أن القذافي في عيون البعض الآخر إستطاع توحيد ليبيا بالنظر إلى الخليط القَبلي الصعب الذي تحتوي عليه ، و بالنظر إلى موقعها الجغرافي الاستثنائي الذي يُعتبَر حلقة الوصل بين الشرق الأوسط و المغرب العربي و إفريقيا السمراء. هدأت المعارك ضد نظام العقيد الليبي ليعلو صوت الرصاص مرة أخرى مُعلناً بداية حرب جديدة على المصالح و النفوذ بين أبناء البلد الواحد، حرب أهلية مضى عليها اليوم أكثر من 5 سنوات أضرّت بالاقتصاد وجعلت ليبيا تعيش أصعب سنواتها.
قياساً على تجارب العالم العربي مع التدخّلات الأجنبية و ما أكثرها، يمكن أن نستخلص أن نتائج أيّ تدخّل أجنبي دائماً ما تكون وخيمة مثلما ما تمّ تدمير العراق من أجل "إرساء الديمقراطية". حلف الناتو أيضاً رأى أنه من الواجب التدخّل لحماية الشعب الليبي من خلال القرار الأممي عدد 1973 و الداعي إلى فرض حظر جوي على الطائرات الليبية ، قبل أن يتجاوز الحلف القرار ليشارك في عمليات القصف ، فأحدث دماراً و خراباً في المدن الليبيية ، وأكثر المدن التي تضرّرت بُنيتها التحتية هي مدينة سرت. لم تهدأ المعارك في الداخل الليبي بعد مقتل القذافي إلا لتندلع مرة أخرى من أجل الاستحواذ على السلطة . خمس سنوات مرّت و الليبيون يعيشون لهيب الحرب الأهلية، تمزّق بين حكومة في الشرق (الحكومة المؤقتة) وتتبع البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) ، وحكومة في طرابلس (حكومة الوفاق الوطني التي أفرزها اتفاق الصخيرات) وهي التي تحظى بالاعتراف الدّولي ، نهب مخازن الأسلحة (حيث تقول الإحصائيات أن أكثر من 7 ملايين قطعة سلاح منتشرة في ليبيا منذ 2011 ) تسبّب بطريقة مباشرة في تشكّل ميليشيات أخرى عقب الفراغ الأمني وهم مقاتلو مصراتة و مقاتلو الطوارق من دون الحديث عن الميليشيات الأرهابية التي تنتمي إلى تنظيم أنصار الشريعة و التي تمكّن الجيش الليبي من القضاء عليها. هذا الوضع جعل المعارضة التشادية والتي تنتمي إلى قبيلة التبو (قبيلة كبيرة جداً في الجنوب الليبي) تتمركز في الجنوب و تصبح طرفاً في الصراع ، ما دفع عمدة سبها (مدينة في الجنوب الليبي) ، حميد الخيالي إلى الإعلان في غضب عارِم على التلفزيون الليبي إن "القوات الأجنبية تحتل جنوب ليبيا" ،
من جانب آخر ووفقاً لمجلة أفريقايت نيوز وهي مجلة تُعنى بالشأن الليبي ، فإن العديد من العصابات الإجرامية تستفيد من الوضع الفوضوي في ليبيا ، و باتت تطوّر من أساليبها اللصوصية من خلال إختطاف الأشخاص و طلب فِدية مقابل إطلاق سراحهم ، وقد نشرت حكومة طرابلس تقريراً أكّدت فيه أن أكثر من 676 شخصاً قد اختطفتهم العصابات الإجرامية خلال 2017 قتل منهم 74 شخصاً و أطلق سراح 100 شخص مقابل فِدى.
كما تستفيد العصابات الإجرامية من الوضع الفوضوي في ليبيا ، تسعى الدول الغربية أيضاً إلى الاستفادة من الوضع، فليبيا أصبحت موضوعاً لصراع الوساطات بين فرنسا التي تريد بسط سيطرها على بلد يحتوي على إحتياطي ضخم من البترول يعادل الـ 48 مليار برميل ، و بين إيطاليا التي تعتبر ليبيا منطقة نفوذ تقليدية.
إقتصاديا لا تزال أزمة السيولة تعصف بالاقتصاد الليبي منذ سنوات ، حيث تجاوز النقد خارج المصارف ما يقارب 21 مليار دولار ، و لا يزال سعر العملة يهدّد الاقتصاد الوطني بسبب التباين الكبير بين سعر الدينار الليبي الرسمي وسعره في السوق السوداء (1 دولار يبلغ 1.4 دينار ليبي في الدوائر الرسمية و 7 دينارات في السوق السوداء)، هذه الأزمة جعلت المواطن الليبي يعاني الأمرّين و يقف لساعات في طابور طويل أمام البنك المركزي من أجل الحصول على بعض السيولة لقضاء حاجاته الأساسية. في المقابل يتواصل التجميد على أموال الليبيين المجمّدة في البنوك الأوروبية. في الوقت ذاته يسعى العديد من الدول لنهب هذه الأموال ، فقد كشفت لجنة مجلس الأمن المشكّلة بالقرار 1970 سنة 2011 بشأن ليبيا أن بلجيكا عملت على التصرّف بفوائد أموال الليبيين المجمّدة بالخارج مُتذرّعة بكون التجميد لا يشمل الفوائد ، بينما استغلّت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا جزءاً من تلك الأموال استناداً إلى ثغرة قانونية أخرى تتعلّق بالسماح باستخدام هذه الأموال لأغراض إنسانية. كما تسعى أطراف عدّة إلى إعادة إحياء قضية لوكربي رغم تسلّم عائلات الضحايا لتعويضات ضخمة و ذلك من أجل نهب مزيد من الأموال. كما أثّر الانقسام في ليبيا على البنك المركزي حيث انقسم إلى مصرفين: مصرف البيضاء التابع للحكومة المؤقتة و مصرف طرابلس الذي يتبع حكومة الوفاق، و هذا ما يفسّر نوعاً ما أزمة السيولة.
و يعتمد الاقتصاد الليبي بنسبة 95 بالمائة على إيرادات النفط، و تنتج ليبيا حالياً ما يعادل مليون و 100 ألف برميل يومياً بعدما انخفض الإنتاج في 2012 و 2013 إلى ما يقارب 250 ألف برميل ، كما تعاني منذ سنوات العجز في الميزانية وصل إلى 48 بالمائة أي ما يعادل 7.5 مليار ات دولار ، هذا من دون الحديث عن آفة التهريب التي تُضعِف الاقتصاد الليبي و تُجهِض محاولات تعافي الاقتصاد.
تسبّب التدخّل الغربي في ليبيا في إنتشار السلاح و الميليشيات المسلّحة و إنعدام الأمن، إضافة إلى تفجير حرب أهلية تدور رُحاها منذ 2013 ، حرب حوّلت الاقتصاد الليبي في حال عجز و صعّبت حياة المواطنين . لكن رغم هذه النتائج الوخيمة التي خلّفها إلا أن دولاً مثل فرنسا و إيطاليا لا تزال تحاو ل التدخّل من أجل ضمان مصالحها ونفوذها في ليبيا، و بين التدخّل الغربي و الحرب الأهلية تتواصل مُعاناة المواطن الليبي اليومية من أجل الحصول على بعض المواد الأساسية في بلد يحتوي على مليون موظف.
عبد السلام هرشي، كاتب وصحافي تونسي
بورقة التهديد الإيراني..هل تمر صفقة القرن عبر وارسو؟
ما إن انتهت الجلسة الموسعة لـ"مؤتمر وارسو" حول الشرق الأوسط، قبل أيام، حتى أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس اتفاق المشاركين على أن إيران تشكل "أكبر تهديد" في المنطقة.
ناقش المؤتمر، الذي دعت إليه واشنطن، الأربعاء والخميس؛ النزاعات الإقليمية في الشرق الأوسط، بما فيها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والآثار الإنسانية الناجمة عنها، والقضايا ذات الأولوية في مبادرة السلام الشامل بالشرق الأوسط (صفقة القرن).
كما بحث المجتمعون، وهم من دول عربية وغربية، إضافة إلى إسرائيل؛ الأخطار الناجمة عن انتشار أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب، والتهديدات المرتبطة بالأنظمة المعلوماتية.
وبطبيعة الحال، ركز المؤتمر على التهديدات الإيرانية، فضلًا عن قضايا أخرى ذات اهتمام مشترك تتعلق بالأزمتين السورية واليمنية.
وأولت الولايات المتحدة أهمية كبيرة للمؤتمر من خلال تمثيلها بنائب الرئيس ووزير الخارجية، مايك بومبيو، إضافة إلى المستشار في البيت الأبيض "جاريد كوشنير" (صهر الرئيس دونالد ترامب) المكلف بمبادرة السلام في الشرق الأوسط.
** مواقف طهران والسلطة الفلسطينية
صدرت عن إيران تعليقات على المؤتمر من مختلف المستويات، وقبل وأثناء وبعد انعقاده؛ تعبر عن شجب واستنكار ورفض لـ"الرضوخ".
واعتبرت طهران المؤتمر نواة لتحالف مناهض لها بقيادة الولايات المتحدة، في إشارة إلى فكرة "الناتو العربي" الذي يرتبط بملف التطبيع مع إسرائيل، بحسب مراقبين، طالما أن الفكرة الأساسية تركز على إيجاد آليات التصدي لإيران في المنطقة، وهو هدف تلتقي عليه عواصم عربية مع تل أبيب.
بدورها، أعربت السلطة الفلسطينية عن تخوفها من تحول مؤتمر وارسو إلى منصة للتطبيع العربي الإسرائيلي بعيدًا عن أولويات السلام الشامل الذي يفترض أن يسبق أي خطوات في ذلك الاتجاه.
ويبدو أن السلطة بذلك تفضل رؤية استمرار التهديدات الإيرانية للدول العربية على رؤية التقدم في مسار التطبيع، طالما أن هنالك ترابطًا بين المسارين.
وعلى الرغم من المخاوف الفلسطينية، فالواقع يشير إلى أن أولويات الدول العربية الفاعلة باتت تعطي المواجهة مع إيران اهتمامًا متقدمًا على أولوية التمسك بالمبادرة العربية للسلام، التي حظيت بإجماع قادة المنطقة في قمة بيروت عام 2002.
** نتنياهو والحضور "اللافت"
كان لافتًا حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بصفته وزيرًا للخارجية، إلى جانب وزراء خارجية ومسؤولين عرب.
وحاول نتنياهو قد استطاعته مد جسور التقارب، مستغلا المخاوف المشتركة من الأخطار الإيرانية "المفترضة".
تجسد ذلك في حديثه عن ضرورة مواجهة تلك "الأخطار" وإيجاد فرص للتعاون "تتجاوز الجانب الأمني إلى كل مناحي حياة السكان في المنطقة".
** فرص تحقيق "الأمن والسلام"
لا يبدو أن قضية شائكة ومعقدة مثل السلام والأمن في الشرق الأوسط، الذي يشهد صراعات على أكثر من جبهة؛ يمكن بحثها والوصول إلى حلول واتفاقيات بشأنها في مؤتمر كهذا يرعاه نائب الرئيس الأمريكي وبتمثيل على مستوى وزراء الخارجية.
كما كان واضحًا أن نتنياهو لم يكن معنيًا بهدف المؤتمر الرئيسي، أي "الأمن والسلام"، بقدر ما كان معنيًا بالتقدم خطوات نحو التطبيع مع الدول العربية.
إلا أن وزير الخارجية الأمريكي قال إن هدفه "الخروج بائتلاف عالمي يجري بناؤه لاحقًا للحد من المخاطر طويلة الأمد على دول العالم، جراء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط".
رغم ذلك، فإنه من المستبعد أن تسفر النتائج عن خطوات عملية لإنشاء تحالف إقليمي بهذه الصيغة، على المدى القريب على الأقل، مع مرور عامين تقريبًا على تبشير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتلك الرؤية، في القمة الإسلامية الأمريكية بالرياض، في أيار/مايو 2017.
** مشاركة أم "تطبيع"؟
رغم تمثيل الرياض المتواضع، فقد عكس المؤتمر شراكة إسرائيلية سعودية في أي سياسة مناهضة لإيران، دون أن يُفهم من هذا إمكانية حدوث تطبيع شامل بين الجانبين في المرحلة الراهنة.
ووجد المشاركون المعنيون الرئيسيون بالأزمة اليمنية هامشًا مهمًا لهم في المؤتمر، إذ تلقفوا فرصة لعقد اجتماع رباعي ضم وزراء خارجية الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، دون حضور ممثل عن اليمن رغم مشاركة وزير خارجيته خالد اليماني.
وشارك في المؤتمر أكثر من 30 وزيرًا للخارجية، وممثلين عن نحو 60 دولة، بينها 10 من الشرق الأوسط، هي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والأردن والكويت والمغرب وسلطنة عُمان، إضافة إلى إسرائيل.
لم تُدع طهران بطبيعة الحال، كما أن السلطة الفلسطينية رفضت قبول الدعوة، بينما أرسلت كل من فرنسا وألمانيا دبلوماسيين من الدرجة الثانية، مع غياب روسي، فيما برز حضور وزير الخارجية جيريمي هانت، لكنه ركز في مشاركته على مناقشة الأزمة الإنسانية في اليمن.
كما كان لافتًا مشاركة منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة للنظام الإيراني في الخارج، والتي كانت مصنفة على لائحة المنظمات الإرهابية لدى الولايات المتحدة حتى عام 2012.
الإسلاميون بين ثورتين: مصر وإيران
لماذا نجحت التجربة الإيرانية في الوصول إلى السلطة بينما لم يتمكن إسلاميو مصر من المحافظة عليها؟ وهل من مستقبل للمشروع الإسلامي في مصر؟ أين مكامن القوة والضعف في كلتا التجربتين؟.
مرت أربعون عاماً على ثورة إيران ومرت ثماني سنوات على ثورة مصر في "الربيع العربي". وما بين الثورتين إمتد تاريخ طويل من الأحداث التي غيّرت وجه العالم العربي والإسلامي. إنتهت الحرب الباردة وانتصر الأفغان على الإتحاد السوفياتي وتحرّر لبنان وانتصر في حرب تموز كما انتصرت غزّة ودارت رحى حروب الخليج وانتقلت السلطة وسقطت أنظمة ما سمي بالربيع العربي.
ليس من اليسير على الباحثين مقارنة أبعاد الثورتين: الإيرانية التي أسقطت الشاه وثورة 25 يناير في مصر وتأثيراتها السياسية والإجتماعية والاقتصادية والثقافية، لكننا سنحاول في هذه الورقة أن نفتح المثقف والقارئ العربي على بعض أوجه المقارنة التي تحتاج إلى الكثير من البحث والتمحيص والتأمّل.
لماذا نجحت التجربة الإيرانية في الوصول إلى السلطة بينما لم يتمكن إسلاميو مصر من المحافظة عليها؟ وهل من مستقبل للمشروع الإسلامي في مصر؟ أين مكامن القوة والضعف في كلتا التجربتين؟.
فشلت حركة 25 يناير في مواجهة العسكر الذي تمكّن من مفاصل مؤسّسات الدولة العميقة إعلامياً وأمنياً وإقتصادياً، ووجد حزب الحرية والعدالة صعوبات كبيرة في تأليف المعارضة الليبرالية والعلمانية والقومية. لقد اقتنع الإخوان متأخّرين بأهمية التوافق الوطني والتحالفات غير الإيديولوجية في تأسيس الإستقرار السياسي.
- أزمة الكاريزما "ثورة بلا زعيم":
إفتقدت ثورة 25 يناير للقيادة الكارزمية الواحدة التي يلتف حولها الشعب، والتي توافرت لثورة إيران التي قادها الخميني عالم الدين المنحدر من آل البيت. لقد تمكّن "السيّد الثائر" من قيادة النخبة السياسية بكافة تلاوينها وبفعالية افتقدها الربيع العربي. ورغم أن تاريخ إيران منذ ثورة المشروطة سنة 1906 رسخ مكانة وحصانة المراجع الدينيين إلا أن حركة الإخوان المسلمين افتقدت منذ الشهيد حسن البنا قيادة قوية قادرة متمتعة بمصداقية حقيقية في أوساط المثقفين والنخب السياسية والدينية المصرية.
لم تتمكن ثورة يناير من أن تجد قائدها الرمز، خصوصاً وأن التدخلات الخارجية التي يسّرها الإعلام والعالم الإفتراضي جعلت بعص القنوات تقود الثورات وبعض الشخصيات الإفتراضية تقود الحركة الجماهيرية. لكن يبدو أن طابع "القيادة الجماعية" الذي ميّز العقود الأخيرة من تنظيم الجماعة ونهج التعيين عن طريق توافقات القيادة التاريخية لم يسمح بصعود قادة جُدد.
في هذا السياق أراد الإخوان الخروج سريعاً من حال الثورة إلى الدولة، واتبعوا في ذلك منطق البحث عن التراضي الذي طالما أديرت به الجماعة داخلياً بدل منطق القرارات الثورية الحاسمة. في هذا السياق السياسي النخبوي الذي تحكّمت فيه العوامل الخارجية كثيراً تباعدت مساحة التلاقي بين عموم الثوار والإخوان بسرعة كبيرة.
من جهة أخرى، كان من الصعب على الإخوان المسلمين إقناع خصومهم القوميين والعلمانيين بمشروعهم الديمقراطي وسط ضجيج الشعارات الصريحة المهاجمة للقِيَم الديمقراطية والتي لم يستطع الإخوان السيطرة عليها بسبب هذا الفراغ القيادي، الذي يضمن انسجام القاعدة مع القيادة ويملك صاحبه القدرة على توجيهها والتأثير عليها، بمقابل ذلك لم تعان ثورة إيران من وسائل التواصل ومن تقارب العالم المفتوح، فيما حافظت الشعارات المدروسة بإحكام والتي أذاعها أنصار الخميني على مطالب النخبة وعلى مشاعر الجمهور.
- أزمة الخطاب "مجتمع ثائر .. مجتمع حائر":
كانت ثورة إيران منسجمة مع أنماط التديّن العام في المجتمع، ووفّر خطاب المفكّر علي شريعتي وأمثاله شعارات سياسية مساوقة للدين، لينخرط طلبة الحوزات والجامعات جنباً إلى جنب في الثورة من خلال خطاب لامس عمق الإنتماء القومي والديني في مجتمع "الثورة الحسينية".
مقابل هذا، راهن الإخوان المسلمون على التديّن "الوهّابي" الطارئ على المجتمع المصري، فيما حورب التصوّف وطُرقه داخل المجتمع بسرعة مُريبة، الأمر الذي أسهم في خلق قلق كبير داخل أوساط الثوار حول طبيعة المجتمع الديني المنشود من وراء هذه الثورة.
لقد افتقد الإخوان مرة أخرى لخطاب حسن البنا الجامِع بين الصوفية والسلفية في خطاب ديني مُنسجم ومُعتدل ومقبول إجتماعياً، بل ركّز المتعاطفون السلفيون مع الإخوان على توطيد مظاهر الحياة الإسلامية، وتناسوا عن قصد أو غير قصد أساس الوحدة الذي يضمن التغيير السلمي والسلس.
- أزمة التعامل مع الخارج "حكومة حاكمة أم حكومة محكومة":
فيما حدثت ثورة إيران على حين غرّة من رقابة العالم الغربي اللصيقة كما أثبتت ذلك وثائق الإستخبارات الأميركية المفرج عنها مؤخرا[1]، كانت ثورة 25 يناير ثورة علنية غير مخطّط لها تماماً وحصراً من طرف الإسلاميين.
لعب الضغط الخارجي دوراً كبيراً في التأثير على مجريات الصراع بين الثوار ونظام مبارك كما لعب العسكر دوراً محورياً في السيطرة على المسار الثوري. ثورة إيران كانت مفاجأة كبيرة كما تؤكد ذلك التقارير الأميركية حينها والتي بشّرت الشاه الأخير بطول السلامة، فيما قفزت القوى الإقليمية والقوى الكبرى على مفاصل الثورة المصرية حتى قبل بدئها.
اخترقت الخبرات الغربية عمل الثوار لتصنع زعاماتها الطارئة والسريعة وسط الشباب الغاضب وأثّرت القوى الإقليمية وعلى رأسها السعودية في قرار الإخوان المسلمين. لقد وفّر التحالف مع دول النفط الوهّابية جمهوراً سلفياً واسع التأثير في الإنتخابات.
بمقابل هذا أثّر السلفيون على خطاب الإخوان الديني وعلى موقفهم من المخالفين سواء كانوا صوفية أو مسيحيين أو علمانيين. وبرزت إلى العلن بدلاً من ذلك أشكال هجينة من سلوكات التسامح التي تزيد التوجّس بدل أن تقلّصه.
تبنّى القياديون القطبيون في الجماعة بحماسة كبيرة "الخطاب الطائفي" الذي اجتهدت وسائل الإعلام والدعاية الخاصة الموالية للعسكر ولنظام مبارك في توسيع الشرخ الناتج منه داخل ساحة الثوار.
لقد بدا مبكراً في وسط هذا المسار الثوري أن الإسلاميين ورفقاءهم من الثوار لا يرجمون الشيطان نفسه، وزادت السياسة الخارجية لحكومة الحرية والعدالة من توهين صورة الحكم الجديد أمام الداخل والخارج، كما مسّ الطابع الطائفي والحزبي من القناعة الدولية بفعالية الثوار وقدرتهم على قيادة الشعب المصري بكافة أطيافه.
بمقابل هذا، لازال الإسلاميون في مصر لم يعطوا كلمتهم الأخيرة خصوصاً حين عادوا إلى مجال القمع الذي طالما ألفوه. بالإضافة لهذايوفّر صعود النموذج التركي وإستمرار النظام الإيراني دافعا مهماً لإمكانيات نجاح عودة إسلاميي مصر إلى الحكم، الذين لا زالت تدعمهم جماهير الثوار داخل البلاد وخارجها بعد أن اكتشف المتحالفون مع العسكر وَهْم الإستبداد المتنّور الذي بشّرت به بروبغندا المنقلبين على ثورة يناير.
أحمد فال السباعي، باحث متخصص في الدراسات الاستراتيجية في المغرب
قمّة "المرعوبين" في وارسو: لحربٍ إستباقية على إيران أو لإعادة إنتخاب نتنياهو
وعلى الرغم من "ركاكتها" البادية للعيان فإن قمّة وارسو تحتاج إلى قراءة متأنيّة لمعرفة التموضع الجديد الذي تأتي به إلى الشرق الأوسط، وللوقوف على الإحتمالات أو الإفتراضات التي تحملها في المقبل من الأيام.
ربما لا يعرف بنيامين نتنياهو أن وزير الخارجية اليمني الذي جلس بالقرب منه وقدّم له الميكروفون في قمّة وارسو، سيصبح من الآن فصاعداً شخصاً غير جدير بالمُصافحة من طرف الأغلبية الساحقة من اليمنيين. سيقولون له نخشى من مصافحتك كي لا نصاب بسوء الطالع من أثر اليد التي صافحت بها رئيس الوزراء الصهيوني.
معروفٌ أن المملكة العربية السعودية هي التي صافحتْ بطريقة غير مباشرة ، اليد الإسرائيلية، عبر اليماني المسكين، للقول أولاً أنها جادّة في تأسيس حكم يمني مُصافح للصهاينة ومُحب لهم ، وللقول ثانياً أن دعمها في الفوز بالحرب اليمنية سيكون له هذا المعنى بين معانٍ أخرى شديدة السوء.
لا نحتاج لجهد كبير للقول بعد قمّة وارسو أن "مُصافحة اليماني ــــــ نتنياهو" هي النصر الإسرائيلي الأكبر وبالتالي لا قيمة استراتيجية كبيرة يمكن توقّعها من هذا الجانب. ممثلو الدول العربية الأخرى ظلّوا بعيدين عن الواجهة كعادتهم، فهم يدركون أن شعوبهم ستلعنهم إن صافحوا ، وأن عليهم أن يبقوا علناً على الأقل خارج اللقطات الحميمة مع هذا الرجل القبيح. لا بل إن المملكة العربية السعودية كانت حريصة على استباق القمّة بالقول إنها تنظر إلى حل القضية الفلسطينية عبر بوابة "رام الله" وليس عبر صفقة القرن كما يريد نتنياهو.
وعلى الرغم من "ركاكتها" البادية للعيان فإن قمّة وارسو تحتاج إلى قراءة متأنيّة لمعرفة التموضع الجديد الذي تأتي به إلى الشرق الأوسط، وللوقوف على الإحتمالات أو الإفتراضات التي تحملها في المقبل من الأيام.
الرد على السؤال الأول ليس صعباً فقد شهدت وارسو قمّة للدول الخائفة أو "المرعوبة" من الإنسحاب الأميركي من سوريا ومن إحتمال ألا تتدخّل واشنطن لحمايتها من المدّ العربي ـــ الإيراني الذي ما برح يتقدّم عاماً بعد عام والقادر على الدفاع بجدارة عن المواقع التي وصل إليها أو تلك التي يتحكّم بمسارها عن بُعد. والملاحظ أن الخوف يشمل الدول الخليجية التي نشأت في سياق أو بُعيدَ سايكس بيكو فضلاً عن الأردن، في حين يبدو الحضور المصري والمغربي في القمّة من باب التعاطف الفاتِر أو الحضور المُجامٍل، وأن البلدين لا نيّة لهما لتنظيم جبهة أو الإنخراط في مشروع قتالي ضد إيران، ما دام الهدف المُعلَن من هذه القمّة هو محاربتها.
لقد نشأتْ دول قمّة وارسو العربية برعاية بريطانية بُعيدَ الحربين الأولى والثانية، لكن بريطانيا تراجعت عن حمايتها بسبب تقدّم الولايات المتحدة الأميركية التي قررت بعد حروب العراق وأفغانستان وسوريا ألا جدوى من وجودها في الشرق الأوسط . وبما أن بريطانيا باتتْ قوّة ضعيفة وغير جديرة بالحلول محل واشنطن، فقد ارتأى نتنياهو أنه سّيد المنطقة وأن عليه أن يلعب الدور الذي لعبه "لورانس" من قبل وأن يستخدم حججه بإقامة مملكة عربية جامعة بزعامة آل سعود هذه المرة بدلاً من الهاشميين في المرة الأولى. وبما أن القمّة لا تعد بحل ناجح للقضية الفلسطينية ولا تنطوي على حل عسكري ناجح للحرب اليمنية فأنها ستقتصر على حماية إسرائيل من المد الإيراني الذي وصل إلى العراق وسوريا وغزّة وجنوب لبنان ، فهل يمكن حمايتها وكيف؟؟ من هذا السؤال ننتقل إلى الاحتمالات التي قد تحملها هذه القمّة ويمكن حصرها في خطوط ثلاثة.
أولها أن تُنصِّب إسرائيل زعامتها على المنطقة عبر حرب طاحنة هذه المرة على إيران تلحق بواسطتها أذى كبيرا بهذا البلد وتستدرج تغيير النظام فيه وحمله على التراجع إلى داخل الحدود الإيرانية ، وبالتالي إحداث تغييرات جوهرية في لبنان وسوريا والعراق وضمّها إلى المحور الصهيو خليجي. وإن تم لها ذلك فإنها ستعيد رسم الجغرافية السياسية للمنطقة لمدة قرن مقبل.
يمكن لإسرائيل أن تستند في هذه الحرب إلى رئيس أميركي " مخبول وبلطجي " يقدّم لها المساعدة ويعينها في التصدّي لإجتياح عربي ــــ إيراني لكافة أراضيها اذا ما تجرّأت على قصف المواقع الإيرانية الاستراتيجية. أو تتدخّل أميركا والمجتمع الدولي عموماً لوقف الحرب بعد تصدّع إيران وحصر تأثيرها داخل حدودها. لا معنى كبيراً لقمّة وارسو إن لم يكن هذا هدفها لكن هل تتصدّع إيران ؟ وهل تقف الحرب عند الحدود التي تريدها إسرائيل وأميركا ؟ وهل التهديد باستخدام النووي الصهيوني يوقف الحرب عند النقطة التي تريدها تل أبيب؟ هذه الأسئلة تنطوي على أجوبة إيرانية حاسمة مفادها أن الصراع مع إسرائيل هو قضية حياة أو موت بالنسبة لها ولا شيء حتى النووي، يمكن أن يحمل الإيرانيين على الركوع والإنصياع للإرادة الإسرائيلية في المنطقة ، علماً بأن النووي الإسرائيلي لا يضمن بقاء الدولة العبرية بل ربما يسهل زوالها .
الاحتمال الثاني هو أن تكون قمّة وارسو دفاعية أو قمّة الخائفين المردوعين.. وبالتالي أن تحمي إسرائيل ودول الخليج من المد الإيراني، وربما التركي من بعد، فهذه الدول كانت على الدوام تحتاج إلى ضمانات أمنية من دول عظمى وبما أنها تجتمع مع إسرائيل في سيرورة أمنية واحدة فإنها ترى في العمل معها بديلاً أساسيا يعوّض التراجع الأميركي في المنطقة لكن حتى يتاح لهذه الفرضية أن تستوي على هيئة جدية وفعّالة لا بدّ من إيجاد حل للقضية الفلسطينية يُرضي على الأقل السلطة الفلسطينية في رام الله وهذا ما لا يريده نتنياهو الذي يرى أن الدول العربية الخائفة على أمنها هي في موقع أضعف من أن يتيح لها فرض حل الدولتين وبالتالي عليها أن تهتم بأمنها وليس بالقضية الفلسطينية.
الاحتمال الثالث والأخير يكمن في تحويل هذه القمّة إلى فرصة لإعادة انتخاب بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة العبرية ولعلّ ضعف التمثيل في القمّة وركاكة خطبها وإعلاناتها وابتعاد الأوروبيين عنها وضعف التمثيل فيها وغياب روسيا والصين وعدد من الدول عنها ، حتى الحضور البريطاني لم يكن كاملاً حيث أكدت لندن إنها تحضر القمّة فقط من أجل الجانب الإنساني في الحرب اليمنية. كل ذلك يرسل صورة "مكركبة" عن الرعب الذي يضرب حلفاء أميركا الخائفين من انسحابها من سوريا وعن رعب إسرائيل التي باتت لا تعرف ماذا تفعل لتغيير قواعد الاشتباك على الحدود مع غزّة وجنوب لبنان وقريباً في سوريا.
في وارسو اجتمع الخائفون في قمّة " مفرطعة" والراجح أن يؤدّي خوفهم إلى عمل عسكري استباقي أحمق ضد إيران أو تسهيل فوز نتنياهو بولاية جديدة في إسرائيل وفي الحالين لن يتبدّد الخوف بل قد يظل جاثماً على صدور الخائفين.
فيصل جلول، باحث لبناني مقيم في فرنسا
السيد نصر الله: مؤتمر وارسو هدفه خدمة نتنياهو وإخراج علاقات بعض العرب مع "إسرائيل" للعلن
قال الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء إن "بين قادتنا الشهداء توجد الكثير من الجوانب المشتركة منها التواضع وحسن الخُلق واللهفة لمساعدة الناس والعنفوان والقوة والشجاعة والتقوى والورع بالاضافة إلى وضوح الرؤية والبصيرة".
السيد نصر الله أكد أن "قادة حزب الله الشهداء تحدوا الأعداء رغم الظروف الصعبة آنذاك من سيطرة للاحتلال وعملائه وداعميه، وأن المقاومة ازدادت قوة عاماً بعد عام وخطّ بيانها كان دائما تصاعدياً ولا عودة فيه إلى الوراء"، مشدداً على أن "قوة المقاومة ازدادت رغم العقوبات والحصار والتشويه والاغتيال والقتل والعدوان، ورغم كل جهود أميركا و"إسرائيل" للقضاء عليها على مدى عقود".
وكشف نصر الله أن أي محور من محاورنا الـ40 يمتلك اليوم أكثر مما كانت تمتلكه المقاومة في أيار/ مايو من عام 2000.
وحول العدو الإسرائيلي قال السيّد نصر الله "هناك تشكيك واسع في داخل الجيش الإسرائيلي نفسه باستعداده لشن أي حرب على لبنان أو غزة، فعدونا واثق من أن مجاهدينا قادرون على الدخول إلى الجليل لكنه يشكّك بقدرته على دخول أرضنا".
لا صحة لوجود خلايا لحزب الله في فنزويلا
الأمين العام لحزب الله قال ردّاً على تصريحات بومبيو حول إزدياد قوة الحزب "موقفه صحيح والفضل فيما شهده الأعداء لنا"، لكن "لا صحة لنفوذ أو وجود خلايا لنا في فنزويلا"، مؤكداً أنه "ليس لدينا أي خلايا أو مجموعات أو تنظيم لحزب الله في أميركا الجنوبية أو في الخارج".
ولم يتردد نصر الله في "التضامن مع القيادة السياسية في فنزويلا في مواجهة الأطماع والمؤامرات الأميركية".
مؤتمر وارسو هدف إلى دعم نتنياهو ومحاصرة إيران
وإذّ أكد أن "المشروع التآمري في المنطقة هو هيمنة أميركية واحتلال إسرائيلي والباقي انظمة تابعة خانعة"، فالأعداء يحاولون حشد العالم للتآمر على المقاومة بعد فشل حروبهم في القضاء عليها"، ذكّر أن أميركا جمعت عام 2011 (140) دولة للقضاء على النظام في سوريا وفشلت.
واعتبر السيد نصر الله أن مؤتمر وارسو هدف إلى دعم نتنياهو ومحاصرة إيران واستهداف محور المقاومة، "وهو لا يخيفنا لان ما سبقه كان أكبر وظروفنا اليوم أفضل بكثير"، حيث اعتبره "مؤتمراً هزيلاً وهدف كذلك إلى القضاء على القضية الفلسطينية"، و"هدفه التطبيع وإخراج العلاقات العربية الإسرائيلية من السر إلى العلن".
وذكّر أن "مؤتمر وارسو غابت عنه أي اشارة إلى فلسطين رغم أن إسرائيل هي رأس الإرهاب، وهو استهدف إيران التي تعتبر اليوم "أقوى من أن يستهدفها أحد بحرب، وأن ردّها على التهديدات والعقوبات كان في مشاركة عشرات الملايين في الذكرى الـ 40 للثورة".
نصر الله أردف قائلاً إن "بعض الإعلام الخليجي غيّب تظاهرات ذكرى الثورة في إيران في وقت كان يبرز التظاهرات المعيشية الصغيرة".
وشدد أن "على الشعوب العربية الإعداد لمعركة مواجهة التطبيع من أجل الحفاظ على فلسطين، معتبراً أن "جلوس وزير خارجية حكومة هادي قرب نتنياهو في وارسو كشف أن معركة اليمن وراءها أميركا و"إسرائيل"، فحرب اليمن هي حرب إسرائيلية أميركية تنفذّها السعودية والإمارات".
السيد نصر الله رأى النظام الحاكم في البحرين هو جزء من التركيبة الإسرائيلية الأميركية في المنطقة، وبالتالي فإن "أقل واجب الشعوب العربية والإسلامية هو التعبير ولو شفهياً عن رفض للتطبيع".
الأميركيون منعوا القضاء على داعش وأطالوا عمره 15 شهراً في سوريا
وفيما يتعلّق بالوضع في سوريا، قال السيد نصر الله إن وجود داعش فيها يوشك على الانتهاء، مذكراً أن حزب الله كان جزءاً من المعركة الكبرى في القضاء على داعش.
الأمين العام لحزب الله أكد أن "هناك نفاق أميركي فيما يتعلّق بالقضاء على داعش، قائلاً إن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب "المنافق الأكبر" سيعلن ذلك اليوم، رغم أن الأميركيين كانوا عامل تأخير في معركة القضاء على داعش في العراق وأرادوا أن تستمر لنهب الثروات"، والصحيح أن "الجيش السوري والقوات الرديفة وحلفاؤه من الروس والإيرانيين والمقاومة هم الذين قضوا على داعش".
ورأى أن الأميركيين منعوا القضاء على داعش بعد تحرير البوكمال ودير الزور وأطالوا عمر داعش 15 شهراً، في حين أن من حرر المنطقة ودفع بخطر داعش الإرهابي ومشروعه هو محور المقاومة وليس المنافق الأميركي.
إيران قادرة على مد يد المساعدة للبنان فيما يتعلق بأزمة الكهرباء
وفي الشأن المحلي اللبناني، شدد السيد نصر الله على الحوار في لبنان بعد نيل الحكومة الثقة، وقال نحن "نيتنا صافية كنقاء قادتنا الشهداء"، وحزب الله لا يريد شيئاً من أطماع السلطة ونؤكد رفض إنفاق المال خارج دائرة القانون".
السيد نصر الله أكد أن إيران قادرة على مد يد المساعدة للبنان فيما يتعلق بأزمة الكهرباء، "ونحن قدّمنا لإيران خطة لحل أزمة الكهرباء وهي أبدت استعدادها للمساعدة لكن مسؤولين لبنانيين سابقين رفضوا".
"النكد السياسي الذي اعتمده مسؤولون سابقون حرم اللبنانيين من الكهرباء منذ عام 2006"، أردف نصر الله.
وأكد أن "الخطوات الأولى في معركة حزب الله في مواجهة الفساد المالي والاداري بدأت، ونحن نخوض معركة حماية المال العام وعلى المسؤولين أن يكونوا مؤتمنين على هذا المال".
وفي وقتٍ قال فيه إنه يجب اللجوء إلى القانون الذي يمكّن من خلاله سد أبواب الفساد والهدر، شدد على "تسخير كل إمكانات حزب الله من أجل جمع المعلومات قبل التوجه إلى القضاء".
البشير: السلطة والحكم لم يكونا يوما غاية الحركة الإسلامية
قال الرئيس السوداني، عمر البشير، السبت، إن السلطة والحكم لم يكونا يوما غاية من غايات الحركة الإسلامية، بل "وسيلة لبناء مجتمع الدين والأخلاق والعلم والمعرفة، بالتركيز على الجانب الروحي".
جاء ذلك في خطابه أمام مجلس شورى الحركة الإسلامية القومي بالخرطوم في دورة انعقاده الثانية، حسب وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا).
واعتبر البشير أن "ما يمر به السودان الآن من أزمات ومصاعب هو ابتلاءات ومحطات للتمحيص سيخرج منها أكثر قوة".
وتابع، "طوال مسيرة (ثورة) الإنقاذ (بقيادته عام 1989) ليس هناك ما يخجل أو يتوارى منه أي أحد".
وزاد "رغم الكيد ضد السودان (لم يحدد مصدره) والأزمات التي تواجهه، إلا أنه لم يُهزم ومستمر في مشروعات التنمية".
وقال البشير :"ثورة الإنقاذ فجرت ثورة التعليم لتحرير العقول ومنح مزيد من الحريات للتحرر من قيود الطائفية والقبلية".
ولفت إلى أن "الذين يتحدثون الآن عن الحريات يتظاهرون ضد الحكومة وينظمون مؤتمراتهم الصحفية بكل حرية".
ودعا قيادات وأعضاء الحركة الإسلامية لقيادة "نفرة كبرى" في كل ولايات ومحليات السودان "لتصميم برامج وأنشطة دعوية تزكوية للشباب والطلاب، وقيادة مبادرات داخل المجتمع وتمتين وتقوية وحدة الصف".
وتمثل الحركة الإسلامية المرجعية الفكرية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، ويترأس البشير، الهيئة القيادية العليا للحركة، في حين يتولى نائبه بكري حسن صالح، منصب نائب الأمين العام.
وانشقت الحركة الإسلامية عام 1999 إلى حزبي "المؤتمر الوطني" بقيادة الرئيس البشير، و"المؤتمر الشعبي" بقيادة الراحل حسن الترابي، وذلك بعد عشر سنوات من استلامها السلطة في البلاد.
ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشهد البلاد احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بتنحي البشير، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 31 قتيلا، وفق آخر إحصاء حكومي، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى 40، ويقدر ناشطون وأحزاب معارضة العدد بـ 50 قتيلا.
بادرة تنم عن تحسّن العلاقات بين مصر وإيران
للمرة الأولى منذ عدة سنوات، تقوم سفارة أو مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة بالاحتفال باليوم الوطني للجمهورية الإسلامية في الذكرى الأربعين للثورة يوم 11 شباط/ فبراير 2019، وهي مبادرة طيّبة من الدولة المصرية للسماح بالاحتفال، وربما تبدو مؤشّراً على تحسّن قريب في العلاقات المصرية الإيرانية، ومن الصدف الجيّدة أن يوم 11 شباط/ فبراير يوم مؤثّر في الدولتين، ففي ذلك اليوم من عام 1979 انتصرت الثورة في إيران، وفي نفس اليوم من عام 2011 تمكَّنت الثورة من إجبار الرئيس الأسبق "حسني مبارك" على التخلّي عن الحُكم.
لقد مرّت العلاقات المصرية الإيرانية في العصر الحديث بمُنحنياتٍ تاريخيةٍ، تقاربت أحياناً وابتعدت أحياناً أخرى، شهدت مصر هجرة جالية إيرانية صغيرة لا تتعدَّى 1440 فرداً، وذلك قبل وبعد اغتيال الشاه "ناصر الدين القاجاري"عام 1896 وفي مطلع القرن العشرين، عاشت الجالية الإيرانية في مصر، واختلطت بالسكان، وصاروا نسيجاً واحداً، وأشهر أفراد تلك الجالية السيّدة "تحيّة كاظم" زوجة الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر"، والتي يُحبِّها كل المصريين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم.
لكن الأهمّ هو أن الدولتين شهدتا تقارُباً في العصر المَلَكي، شهدت إيران دستور 1906 بعد ثورة شعبية، وشهدت مصر دستور 1923 بعد ثورة شعبية، وتقاربت الأفكار، وتُوِّجَت العلاقات بزواج الشاه البهلوي "محمّد رضا" بالأميرة المصرية "فوزية فؤاد" شقيقة الملك "فاروق الأول"، ولكن ورغماً عن الملك فاروق الغاضِب جداً، استقبل رئيس وزراء مصر الزعيم "مصطفى النحاس" الدكتور "محمّد مصدق" عام 1951 في القاهرة، لأنها دعمته عندما أمَّم النفط الإيراني، وهو التأميم الذي شجَّع في ما بعد الرئيس "جمال عبد الناصر" في تأميم "قناة السويس"، عام 1956... ولكن بقاء الحال من المحال، فقد قامت ثورة تموز|يوليو 1952 بقيادة "عبد الناصر"، فأسقط المَلَكية وأعلن مُعاداته للاستعمار البريطاني والفرنسي والأميركي، وساعدت مصر الثورات في اليمن والجزائر وأفريقيا وآسيا، وهو الأمر الذي أزعج الدول المَلَكية في المنطقة، بما فيهم النظامان البهلوي والسعودي، أي أن مصر صارت ثوريّة وظلّت إيران رجعية، تتحالف مع المَلكيات الهاشمية والسعودية، ولكن الثورة الناصرية أسقطت "حلف بغداد" عملياً عام 1958، فاحتدمت الخصومة بين البلدين، وخلال تلك الفترة، لم يكن يتحدَّث أحدٌّ عن تشيُّع الشاه وتسنُّن الأميرة فوزية، فلم تكن الفتن المذهبية التي بدأتها ونشرتها الوهّابية ينتبه إليها أحد، كما حدث في ما بعد، هذا إلى جانب أن مصر ليس لها عداء تاريخي سياسي أو ديني مع إيران، ولكن العداء الحقيقي كان من جانب تركيا العثمانية والكمالية على حدٍّ سواء، تركيا السنّية احتلت العرب وأنهكت ثرواتهم ومزَّقت وحدتهم، والمصريون يعلمون جيّداً هذه الحقيقة وثاروا عليها.
على أية حال تحوَّلت مصر بعد انتصارها على العدو الصهيوني عام 1973 إلى المعسكر اليميني أو الرجعي عندما أعاد الرئيس "أنور السادات" العلاقات مع الدولة الأميركية، وساعد الشاه مصر بالنفط، رغم أنه كان يدعم أيضاً دولة إسرائيل، ولكن ومع التحوّل الكامل المصري لما يُسمَّى بالرجعية العربية، كانت بوادر الثورة تهلّ على إيران، وانتصرت الثورة بالفعل وتمّ إسقاط المَلَكية الإيرانية عام 1979، أي أن الدولتين تبادلتا الأدوار، فقطعت إيران العلاقات الدبلوماسية مع مصر عام 1980، وتحوَّلت طهران من حليفٍ للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، إلى أكثر دول المنطقة عداء للغرب، بينما كانت مصر بقيادة الرئيس الأسبق "محمّد أنور السادات" تتهيّأ لإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل، فانحازت إيران إلى ما أسمته "خيار المقاومة" بعد سقوط نظام الشاه.
وكان أيضاً من أسباب قطع إيران للعلاقات مع مصر، استضافة مصر للشاه المخلوع، كما أطلقت إيران إسم "خالد الإسلامبولي" قاتِل الرئيس "السادات"، على أحد الشوارع في طهران، وردّت مصر بإطلاق إسم "رضا بهلوي" على شارع "مصدّق" في حيّ "الدقّي" الراقي في مدينة "الجيزة" في القاهرة، وهذا نوع من أنواع المُكايدة السياسية، ولكن لم تصل الخصومة بين مصر وإيران إلى حد العداء أو التجريح، رغم دعم مصر للعراق أثناء حرب صدَّام " ضدّ الجمهورية الإسلامية ذات الثماني سنوات، وبالتالي عادت العلاقات الدبلوماسية، على مستوى القائم بالأعمال، في عهد الرئيس الأسبق "حسني مبارك"، حيث تتبادل مصر وإيران منذ ذلك الوقت فتح مكاتب رعاية المصالح، في أبريل من عام 1991.
وعندما وصل الإخوان المسلمون إلى الحُكم برئاسة الدكتور "محمّد مرسي"، بدأ التحسُّن يتطوَّر قليلاً في العلاقات، وزار الرئيس "أحمدي نجاد" القاهرة" في يوم 5 شباط|فبراير عام 2013 ، ولكن المؤتمر الذي عقده الرئيس الأسبق "محمّد مرسي" يوم 15 حزيران|يونيو 2013 ، تحت ما يُسمَّى "مؤتمر نُصرة سوريا"، أضاع التقارُب وأعاد العلاقات من جديد إلى نقطة الصفر، رغم أن وزير الدفاع الفريق وقتها "عبد الفتاح السيسي" رفض بشدَّة دخول الجيش المصري ضدّ الجيش السوري، ثم حدث سقوط الإخوان بعدها بقليل، ثم عادت العلاقات الإستراتيجية والمُخابراتية بين مصر وسوريا، وطلبت مصر من كافة الأطراف الداعِمة للإرهابيين في سوريا، الكفّ عن الدعم، وقد أدخلها هذا الطلب مع أسبابٍ أخرى إلى خلافاتٍ مُعلَنة لفترةٍ من الزمن مع الدولة السعودية، الداعِمة لبعض التنظيمات الإرهابية مثل "داعش"، ولكن الموقف المصري ظلّ مُنحازاً للفكرة القومية والرؤية الاستثنائية التاريخية للعلاقات بين الشام ومصر، ومن ثمّ تعدَّدت زيارات اللواء "علي مملوك" رئيس مكتب الأمن الوطني السوري إلى مصر، بما يُعطي الدليل على تحسُّن العلاقات مع الدولة السورية، وعلى وجود دعمٍ سياسي مُخابراتي للشرعية السورية، وهي ضد رغبات بعض دول العالم والمنطقة العربية، ولكنها تتقارب مع رؤية إيران السياسية، ولكنها تبتعد عن رؤية "تركيا رجب طيب أردوغان"، الذي درَّب وموَّل الإرهابيين وأدخلهم من الحدود التركية السورية واحتلّ بعض الأرض، فكان الدور التركي مع الدول الخليجية أكثر دموية، ربما أكثر من الدور الأميركي نفسه.
إن الموقف المصري من الأزمة السورية لم يتغيَّر، منذ سقوط الإخوان عام 2013، وهو مُعلَن ومعروف ورسمي، هو :- "الحفاظ على وحدة التراب السوري – الحفاظ على الجيش السوري لأنه عمود خيمة الدولة - عدم التفاوض مع أيّ فصيلٍ مُعارضٍ حَمَل السلاح في وجه الدولة السورية – الحل السياسي وبقاء النظام من عدمه هو شأن سوري، لا شأن لأحد به"، كما منعت مصر وجود المُعارضة كممثلٍ شعبي في الجامعة العربية، واستضافت مصر اللاجئين السوريين، من دون خيام أو ملاجئ للإيواء على الحدود كما فعلت "تركيا" وغيرها، فسوريا إذن الدولة الوحيدة القادرة، ليس على إعادة العلاقات بين مصر وإيران فقط، بل على الأقل استكمال البعثات الدبلوماسية، بحيث تستطيع مصر في ما بعد التهدئة بين إيران والدول الخليجية الأخرى، ويكون ذلك هزيمة لفكرة وزير خارجية أميركا "بومبيو" "ناتو عربي"، لا يستفيد منه إلا إسرائيل.
علي أبو الخير
مصر تدين هجومًا استهدف "الحرس الثوري" الإيراني
أدانت مصر، السبت، هجوما انتحاريا استهدف الأربعاء حافلة لقوات "الحرس الثوري" الإيراني، واصفة الحادث بأنه "إرهابي".
وفي بيان، قالت الخارجية المصرية "ندين الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة عسكرية بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
وأعربت مصر التي تجمعها علاقات دبلوماسية منخفضة مع إيران، عن خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، مؤكدة على أهمية تكاتف الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب.
وفي وقت سابق السبت، اتهم قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، كلًا من باكستان والسعودية والإمارات، بـ"دعم" الهجوم الانتحاري الذي وقع في سيستان وبلوشستان المتاخمة للحدود الباكستانية.
ولم يصدر تعليقات فورية من إسلام آباد أو الرياض أو أبو ظبي، حول الاتهامات التي وجهها قائد الحرس الثوري الإيراني.
والأربعاء، استهدف هجوم انتحاري حافلة لقوات الحرس الثوري الإيراني في سيستان وبلوشستان، أسفر عن مقتل 27 عنصرًا وإصابة 13 آخرين.
وتبنى "جيش العدل" الهجوم، وهو تنظيم مسلح ينشط جنوبي البلاد؛ يقول إنه يدافع عن حقوق "البلوش" (أقلية عرقية سنّيّة)، فيما تعتبره طهران "إرهابيًا".
لماذا يشكّل الأسطول الصيني كابوساً للبحرية الأميركية؟
كتب ديفيد أكس محرر شؤون الدفاع في مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأميركية دراسة في موقع المجلة تناول فيها واقع الأسطول البحري الصيني وهو أكبر بكثير مما يعتقده معظم الناس، وهو ما يشكّل كابوساً للبحرية الأميركية ويجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في استراتيجيتها البحرية في المحيط الهادي.
وبحسب تقديرات مكتب البحرية الأميركية، فإن جيش التحرير الشعبي الصيني سيضم بحلول عام 2020 ما بين 313 و342 سفينة حربية. وإذا ما قارنا ما تمتلكه البحرية الأميركية فإنه كان لديها 285 سفينة حربية حتى منتصف عام 2018.
ويذهب الباحث ديفيد أكس أن هذا التقدير لا يمثل سوى جزء ضئيل من القوة البحرية الصينية، وفقاً لتقديرات أندرو إريكسون، الأستاذ في كلية الحرب البحرية الأميركية.
فقد كتب اريكسون في منتدى الدفاع الهندي الباسيفيكي يقول: "تتألف القوات المسلحة الصينية من ثلاث منظومات رئيسية، لكل منها عنصر فرعي بحري يعد بالفعل أكبر قوة بحرية في العالم من حيث عدد السفن".
كما تتضمن المنظومة البحرية في بكين، إلى جانب تلك المنظومات، حرس السواحل الصيني والميليشيا البحرية لقوات الشعب المسلحة. ويساعد خفر السواحل والميليشيا البحرية الحزب الشيوعي الصيني في متابعة أهداف سياسته الخارجية.
وكتب إريكسون: إن الصين "لا تسعى إلى الحرب ولكنها عازمة على تغيير الوضع القائم قسراً، تستخدم بكين قواتها البحرية الثانية والثالثة الضخمة في ما يسمّى بعمليات المناطق البحرية الرمادية لتعزيز إدعاءات السيادة المتنازع عليها في البحار القريبة (البحار الصفراء وشرق وجنوب الصين)".
وكشف إريكسون أن حرس السواحل والميليشيا الصينيين نما جنباً إلى جنب مع بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني. وقال إن "القوة البحرية الثانية للصين، أي خفر السواحل، هي الأكبر في العالم، مع هياكل أكثر من تلك التي تملكها جميع جارات الصين الإقليمية مجتمعة"، فبكين تملك 225 سفينة بقدرة حمل أكثر من 500 طن قادرة على العمل في الخارج و1050 سفينة إضافية تقتصر على المياه القريبة، أي ما مجموعه 1275 قطعة بحرية.
إن سفن حرس السواحل الصيني الجديدة أكثر تعقيدًا من السفن التي تحل محلّها. وكتب إريكسون: "من حيث التحسن النوعي، استبدلت الصين الآن سفن الدوريات القديمة الأقدم والأقل قدرة. إنها تطبق الدروس المستفادة من التدقيق في النموذج الذهبي لحرس السواحل الأميركي والياباني، بالإضافة إلى خبرة الحرس السواحل الكندي المتزايدة في التشغيل بعيداً عن الشاطئ لفترات أطول. وتشمل ميزات السفن الجديدة المروحيات والقوارب الاعتراضية ومدافع البحرية ومدافع المياه الفائقة القدرة".
وبالمثل نمت الميليشيا البحرية الصينية وجرى تحديثها. وشرح إريكسون أنه "منذ عام 2015، بدءاً من مدينة سانشا في منطقة باراسلس، طوّرت الصين قوة ميليشيا متفرغة: وحدات أكثر احترافاً وعسكرة وذات رواتب جيدة، بمن في ذلك المجنّدون في الجيش، وتضم طاقمًا يضم 84 سفينة كبيرة تم بناؤها مع مدافع المياه وسكك خارجية للرش والصدم".
وأضاف أن المقاتلين البحارة الصينيين يتدربون في أوقات السلم المتعددة وفي أوقات الحروب، بما في ذلك الأسلحة الخفيفة، وينتشرون بانتظام لخصائص بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها حتى أثناء فترات الوقف الاختياري لصيد الأسماك.
ويمتلك جيش البحرية الصيني وخفر السواحل والميليشيا البحرية مجتمعاً حوالى 650 سفينة كبيرة ذات قدرات عسكرية. لكن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تشرف على العديد من القوات البحرية. تمتلك الولايات المتحدة أيضاً حرس سواحل شبه عسكري، وإدارة مدنية لقيادة النقل البحري العسكرية.
يقول أكس في مقالته إن خفر السواحل الأميركي يضم حوالى 240 قارباً يزيد طول كل منها عن 65 قدمًا. وتشغل قيادة النقل البحري العسكرية الأميركية 120 سفينة لوجستية وسفن شحن وسفن دعم. أضف إليها السفن الحربية التابعة للجيش الأميركي البالغ عددها 285 سفينة، وبذلك نحصل على أسطول أميركي مدمج يبلغ عدده 645 سفينة ذات قدرة عسكرية.
وبعبارة أخرى، فإن أسطولي الولايات المتحدة والصين هما تقريباً بنفس الحجم، من حيث الهياكل. في المتوسط، السفن الأميركية أكبر وأكثر تطوراً، لكن كما أوضح إريكسون، فإن "الأعداد مهمة بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الوجود والتأثير في البحار الحيوية. حتى أكثر السفن تقدمًا لا يمكن أن تكون في أكثر من مكان واحد في وقت واحد".
علاوة على ذلك، فإن المصالح الأميركية عالمية بينما مصالح الصين إقليمية. يتركز خفر السواحل الأميركي بالقرب من المياه الأميركية، بعيداً عن أي نزاعات دولية، بينما يتم توزيع البحرية الأميركية على مستوى العالم، مع فصل العديد من السفن عن بحرية منطقة شرق آسيا عن طريق المسؤوليات والجغرافيا والوقت. وعلى النقيض من ذلك، تظل كل قوات البحرية الصينية الرئيسية الثلاثة متركزة في المقام الأول قرب البحار المتنازع عليها ومداخلها، قرب الوطن الصيني، وتغطية خطوط الإمداد بالجو والصواريخ الأرضية.
يرى الباحث أن حلفاء الولايات المتحدة الأميركية يساهمون بقواتهم الخاصة في الجهود الدولية لاحتواء صعود الصين كقوة عسكرية. لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي على الولايات المتحدة إعادة النظر في استراتيجيتها الخاصة في ضوء الميزة العددية للصين في البحر.
وينصح إريكسون بأنه "يجب على الولايات المتحدة أن تظهر مزيدًا من القيادة الاستباقية في منطقة المحيطين الهادي-الهندي من خلال مشاركة المزيد من المعلومات حول قوات البحر [البحرية الصينية] الثلاثة، مع التأكيد على الطبيعة التعاونية للأمن الجماعي وتشجيع الحلفاء والشركاء على الاستثمار في القدرات التي تكمل تلك الخاصة بالولايات المتحدة".
هيثم مزاحم
وزير خارجية الإماراتي يبرر اعتداءات إسرائيل على سوريا
أكد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن بلاده "ستقوم في نهاية المطاف بإنشاء علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية".
كلام الوزير البحريني جاء رداً على سؤال وجهه له مراسل الصحيفة الإسرائيلية في وارسو حول ما إذا كان يعتقد بأن مثل هذا السيناريو سيحدث.
ورأى أن مواجهة ما وصفه بالتهديد الإيراني تعد أخطر وأهم من القضية الفِلَسطينية في الوقت الحالي، مضيفاً في مقطع فيديو خاص بإحدى جلسات مؤتمر وارسو أنه "في المراحل الأخيرة رأينا تحدياً أكبر هو الأخطر في تاريخنا الحديث وهو تهديد إيران".
وأضاف أن التحدي بدأ منذ عام 1979 (تاريخ انتصار الثورة الإسلامية في إيران)، وهو تحد لا حدود له، متهماً طهران بتهريب أسلحة ومتفجرات كانت قادرة على محو العاصمة البحرينية عن وجه الأرض.
واعتبر أن الخطر الإيراني هو المانع أمام حل القضية الفلسطينية، بسبب تشكيله تهديداً في سوريا واليمن والعراق وحتى في البحرين.
وفي الجلسة نفسها قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إنه من حق "إسرائيل" قصف سوريا للدفاع عن نفسها من خطر إيران.
وفي الفيديو الذي سربه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال ابن زايد إن من حق أي دولة الدفاع عن نفسها حين تتحداها دولة أخرى، وفق تعبير الوزير الاماراتي.
واعتبرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن مؤتمر وارسو الذي تقوده الولايات المتحدة، وحضره آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة البولندية هذا الأسبوع، ووقوف نتنياهو جنباً إلى جنب مع قادة عرب، على أمل أن تساعد جبهتهم المشتركة ضد إيران، يمهد الطريق أمام تطبيع أكبر في العلاقات.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه في حفل العشاء الافتتاحي الذي أقيم ليلة الأربعاء في القلعة الملكية في وارسو، أعرب نتنياهو عن سروره بمخاطبة مسؤولين كبار من السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين والتي لا تعترف أي منها بإسرائيل.
وقال نتنياهو للصحافيين "في غرفة تضم 60 وزير خارجية ممثلين لعشرات الحكومات، وقف رئيس وزراء إسرائيل ووزراء خارجية دول عربية بارزة معاً، وتحدثوا بقوة غير عادية، بوضوح وبوحدة ضد التهديد المشترك المتمثل في النظام الإيراني". وقال "أعتقد أن ذلك يشكل تغييراً وإدراكاً مهماً لما يهدد مستقبلنا، ما علينا فعله لتأمينه، واحتمال أن يمتد التعاون إلى ما وراء الأمن في كل مجال من مجالات الحياة".
وعقد نتنياهو ليلة الأربعاء "لقاء نادراً" وجهاً لوجه مع وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي، بعد أن قام بزيارة نادرة للسلطنة في العام الماضي.
وأكدت الصحيفة أن القادة العرب في الخليج، وخاصة ولي العهد السعودي "صاحب النفوذ" محمد بن سلمان، بدأوا بوضع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أسفل سلم الأولويات مع سعيهم في المقابل إلى "احتواء إيران الخصم التاريخي لهم"، مشيرة إلى أن إسرائيل تربطها علاقات دبلوماسية مع دولتين عربيتين فقط، هما الأردن ومصر.
وأشاد مسؤولون أميركيون كبار هم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ومبعوث البيت الأبيض لدى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بالتفاعلات بين نتنياهو والقادة العرب، بحسب ما أكدت الصحيفة الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن السلطة الفلسطينية لا تشارك في المؤتمر الذي وصفته بالمؤامرة الأميركية، وترفض الحكومة في رام الله الوساطة الأميركية في صراعها مع إسرائيل بعد أن اعترف ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت قبل عدة أيام عن صدور كتاب يحتفل بالتسامح في الإمارات يعترف رسمياً بالوجود اليهودي في البلاد بمناسبة الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس، وكشفت أن الحاخام مارك شناير الذي دعي للمؤتمر الذي شارك فيه البابا، والذي كان قد زار البحرين على رأس وفد من 17 شخصاً في شباط/فبراير من العام الفائت، قد التقى بالجالية اليهودية في الإمارات، وأكد أنه تجري مداولات حول "إقامة كنيس حقيقي في الامارات ومطعم شرعي، وحتى بركة تطهير".
وفي سياق سياستها التطبيعية مع "إسرائيل"، استقبلت دول عربية خليجية وفوداً إسرائيلية في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقال نتنياهو إن "علاقات الدول العربية بإسرائيل الآن هي في الظل، وإن اليوم الذي سيخرج فيه هذا التعاون إلى النور ليس ببعيد".
حيث تزامنت زيارة نتنياهو لسلطنة عمان برفقة زوجته، ورئيس الموساد الإسرائيلي وهيئة الأمن القومي ومدير عام الخارجية الإسرائيلية، بوصول وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف على رأس وفد رياضي إسرائيلي إلى أبو ظبي للمشاركة ببطولة الجودو العالمية والتي كانت تقام في العاصمة الإماراتية، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي في الخليج العربي، بالتزامن أيضاً مع وصول وفد رياضي إسرائيلي إلى قطر للمشاركة في بطولة العالم للجمباز الإيقاعي، أحدهم من ضباط جيش الاحتلال.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تطبع بها دول الخليج مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث سبق وأن طبعت قطر مع إسرائيل عبر نشاطاتها الرياضية، وذلك حين استضافة الدوحة فريق إسرائيلي في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2017 توجه أول وفد بحريني لزيارة الأراضي المحتلة، وزار الأقصى بصحبة الشرطة الإسرائيلية، فقام المقدسيون يومها بطردهم من الأقصى، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ زيارة وفد البحرين يعتبر حدثاً تاريخياً وسيكسر المقولة التي تقول إنّ حل القضية الفلسطينية قبل أي علاقات معها.
المصدر.المیادین