
Super User
في شهرها الثاني، الاحتجاجات الشعبية في السودان... إلى أين؟
يحظى النظام السوداني بدعم تركي واضح؛ نتيجة العلاقات القوية التي أنشأها مع أنقرة، وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية. كما أن قطر لا تدعم أيّ عمل يقود إلى إسقاط النظام الذي رفض الانضمام إلى الحصار على الرغم من الضغط السعودي.
شهدت الأيام الماضية تصاعد حدّة التظاهرات السلمية في السودان واتسع نطاقها. وفي الوقت الذي يسعي فيه البشير إلى الدعم الخارجي، والذى ظهر من خلال زياراته الخارجية حيث كانت لدول عربية بدأت بسوريا ثمّ قطر ثمّ مصر وهناك زيارة مُرتقبة للكويت، وزار وفد سعودي الخرطوم أكّد دعمه للبشير وضخّ استثمارات سعودية في السودان لعلاج الوضع الاقتصادي هناك وفق مصادر وأنباء أكّدت حصول السودان على مليار دولار وديعة من قطر.
وأكّدت مصر على دعمها لاستقرار السودان وأراد البشير أن يكسب دعم مصر لنظامه وتأثير مصر على الاتحاد الأفريقي حيث رئاستها له. في الوقت الذي انضم فيه لحركة الاحتجاج السودانية التي بدأت بالشباب العديد من الأحزاب والحركات منها حزب الأمّة وحركة تحرير السودان للمُطالبة برحيل البشير.
عن أسباب هذه الاحتجاجات التي بدأت منذ 19 من كانون الأول/ديسمبر 2018 (من مدينة "عطبرة" التي تقع إلى الشمال الشرقي، على بُعد 310 كيلومترات من العاصمة الخرطوم)، كانت في جوهرها لأسباب اقتصادية أدّت إلى تدهور قيمة الجنية السوداني (الدولار يساوى 62 جنيهاً سودانياً)، فالدولة التي تعرف بسلة غذاء العرب تستورد كميات كبيرة من القمح؟ والدولة التي مساحتها 1.8 مليون كم متر مربع وعدد سكان 38 مليون نسمة تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة؛ فكانت الأسباب المباشرة للاحتجاجات شكّلت المصاعب الاقتصادية، وتحديداً قرار الحكومة رفع أسعار الخبز، ومُعاناة الشعب السوداني من غلاء الأسعار وعدم وفاء الدخل بالحاجات الضرورية؛ إذ أضيفت إلى مُعاناة الوقوف في طوابير الخبز والوقود، مشكلة الازدحام في المصارف من أجل الحصول على النقود. ورغم كل هذه المآسي كان النظام السوداني مُنصباً على تعديل الدستور، حتى يسمح للبشير بولاية أخرى ابتداء من عام 2020.
وتستمر الاحتجاجات الشعبية المُطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر حسن البشير (هشتاغ #يسقط_بس)، والتي سقط فيها عدد من القتلى (37) برصاص قوات الأمن، بحسب منظمة العفو الدولية، من دون ظهور مؤشّرات على نهايتها أو تجاوب السلطات مع مطالبها. ولقد بدأت الاحتجاجات تتحوّل من مرحلة "العفوية" إلى مرحلة فيها قدر من التنظيم؛ إذ حاول "تجمّع النقابات المهنية" (غير الرسمي)، والذي أعلن عن قيامه بعد اندلاع الاحتجاجات (يشمل الأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين وأساتذة الجامعات والصحافيين وغيرهم)، تنظيم مسيرة إلى القصر الجمهوري، في 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي لتسليم رسالة يُطالب فيها الرئيس بالاستقالة، إلا أن القوات الأمنية فرّقت المسيرة.
أمّا الموقف الدولي من الثورة السودانية فكان توافقاً دولياً بشأن دعم النظام السوداني من كل القوى الإقليمية والدولية. ولكن لا يبدو أن أية دولة تدعم الانتفاضة الشعبية؛ إذ تخشى السعودية والإمارات من سقوط النظام الذي يُقاتل إلى جانبهما في اليمن، والمعروف أن السودان من الدول القليلة التي وافقت على طلب سعودي بإرسال قوات برية إلى اليمن للمُشاركة في القتال . وكذلك خشية الدول العربية من ثورات الربيع العربي بعد أن فشلت هذه الثورات وعانت معظم شعوبها من أوضاع صعبة جعلتهم يتمنّون أوضاع ما قبل 2011م.
من جهة أخرى، يحظى النظام السوداني بدعم تركي واضح؛ نتيجة العلاقات القوية التي أنشأها مع أنقرة، وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية. كما أن قطر لا تدعم أيّ عمل يقود إلى إسقاط النظام الذي رفض الانضمام إلى الحصار على الرغم من الضغط السعودي. ويبدو أن محور روسيا - إيران يؤيّده أيضاً، ولا سيما بعد زيارة الرئيس السوداني الأخيرة لدمشق؛ حيث كان أول زعيم عربي يزور سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية،. يُضاف إلى ذلك أن النظام يتمتّع بعلاقات قوية مع الصين التي وقفت إلى جانبه منذ وصوله إلى السلطة في حزيران/يونيو 1989، في وقت لا تبدو فيه واشنطن مُتحمّسة لأية موجة جديدة من التغييرات في المنطقة، في وقت تحسّنت فيه علاقاتها بالنظام في الخرطوم، بعد حل أكثر القضايا التي دفعتها إلى عزله وفرض عقوبات عليه، وعلى رأسها قضايا دعم الإرهاب ومشكلة الجنوب الذي انفصل عام 2011.
والأمر يتوقّف على موقف الجيش، وعلى إمكانية التوصّل إلى صيغة توافقية يتنازل فيها البشير عن السلطة، وتتشكّل بموجبها حكومة وحدة وطنية (تشارك فيها قوى المعارضة)، تُدير البلاد إلى مرحلة انتقالية، تُعِدّ خلالها لحوار وطني ودستور جديد وانتخابات تمهّد الطريق نحو تحوّل ديمقراطي حقيقي في البلاد. غير أن كل الدلائل تشير إلى أن هذه الشروط لم تتوافر بعد لضمان الوصول إلى هذه النتيجة وتجنيب البلاد المزيد من العنف والفوضى. لأن الانظمة العسكرية لا تقبل بالديمقراطية ولنا في التاريخ عِبَر.
ولكن الثلاثاء الماضي أفرجت السلطات السودانية عن مائة معتقل من مُعتقلي الاحتجاجات الأخيرة لتهدئة الأوضاع في الوقت الذي طالب فيه الشباب بتنحي البشير . ودعوات للزحف نحو القصر الرئاسي وأحزاب سياسية سودانية ترفض ترشّح البشير لفترةٍ رئاسية تالية عام 2020 ولاتزال الساحة السودانية ساخِنة لم تهدأ بعد.
صالح محروس محمد، باحث وكاتب مصري
سوريا: اتفاق بين التحالف وداعش لخروج التنظيم من شرق الفرات
تنسيقيات المسلحين في سوريا تتحدث عن اتفاق بين قوات "قسد" والتحالف وتنظيم داعش، يتضمن خروج التنظيم من آخر مناطقه في شرق الفرات، وخروجه ربما إلى صحراء الأنبار العراقية أو بادية التنف في سوريا.
تحدثت تنسيقيات المسلحين في سوريا عن اتفاق تم إبرامه بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والتحالف الذي تقوده واشنطن من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، من أجل خروج التنظيم من آخر مناطقه شرق الفرات.
وكشفت التنسيقيات عن أن الاتفاق ينص على عدم عودة داعش إلى المناطق التي تسيطر عليها "قسد" في شرق الفرات وعلى إخراج الرحى وعلاجهم وتسليم بعض السجناء للتحالف، وشددت على أن "اليومين المقبلين سيشهدان خروج داعش بشكل نهائي من شرق الفرات عبر الاتفاق وبرعاية التحالف".
وأشارت التنسيقيات إلى أن داعش بدأ بإحصاء مسلحيه والتجهيز للخروج من شرق الفرات، وأن وجهة التنظيم ما زالت غامضة "ولكن من المرجح أن مسلحيه سينقلون إلى صحراء الأنبار أو بادية التنف".
وكانت "قسد" أعلنت قبل بعض الوقت عن إطلاق ما أسمته "المعركة الأخيرة" للقضاء على داعش في ريف دير الزور.
في الذكرى الـ 40 للثورة: الإمام الخميني حين تحدّى الغرب وانتصر
في العام 1987 وكنت وقتها في المراحل الأخيرة من إنهاء رسالتي للدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة القاهرة وكانت عن "الإحياء الإسلامي في مصر وإيران في السبعينات"، سألني وقتها أحد أساتذتي: لماذا تنحاز هكذا للخوميني (هكذا نطقها وكتبها كما كان شائعاً في الإعلام العربي) وثورته، رغم أنها ثورة تخدم المشروع الغربي ولن تُعادي إسرائيل، بل ستكون حليفة لها، كما كان الشاه؟ قلت له بعد أن صحّحت له الإسم _ إسم الإمام الخميني _ "إن تحليلك ونتائجك يا إستاذي غير صحيحة وستثبت لك الأيام ذلك، وأن مقدّمات الثورة وفكر قادتها وفي طليعتهم هذا الشيخ الثائر تؤكّد أن النتائج القادمة ستكون غير ما تفكّر فيه تماماً"، وقد كان.
كانت مصر في تلك الأيام ومعها المنطقة مستقطبة ناحية صدّام حسين وحربه المجرمة التي فرضها على إيران وموّلتها السعودية ودول الخليج والولايات المتحدة في مؤامرة تاريخية لإسقاط الثورة الوليدة في إيران ولاستزافها وشغلها عن الأهداف الاستراتيجية التي قامت من أجلها في العام 1979، ومرّت تحت جسور المنطقة مياه كثيرة وتشعّبت واتّسعت المؤامرات على إيران، لكنها انتصرت وسقط صدّام ومعه مشيخيات الخليج، بل وتحاربوا وتقاتل بعضهم مع بعض طيلة التسعينات والألفية الأولى، ونصعت في سماء المنطقة الرؤية الاستراتيجية والثابتة للثورة الإسلامية في إيران ضد أطماع الغرب وضد الكيان الصهيوني، وخاضت حروباً ودعمت حركات مقاوِمة ضد واشنطن وتل أبيب كان أبرزها حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وما فتئت طيلة 40 عاماً تقدّم الغالي والنفيس من سلاح ومال وتدريب وسياسة من أجل فلسطين، رغم استمرار المؤامرة وتنكّر بعض الحلفاء وإنحراف بوصلة البعض الآخر في زمن الربيع العربي الزائف (2011-2019)، ظلّت إيران قابضة على الجمر، وفيّة للقدس وفلسطين، كل ذلك في تقديرنا له أسبابه السياسية والاستراتيجية، وقبل هذا جميعه له أسبابه العقائدية التي رسّخها ووضع بذرتها الأولي منذ اليوم الأول للثورة، الإمام الخميني من دون خوف أو تردّد أو حسابات مصلحية عابرة.
واليوم ونحن نحتفل بالعيد الـ 40 لهذه الثورة التي غيّرت وجه المنطقة، نتأمّل بعض تلك المبادئ التي قدّمها الإمام ومثّلت نبراساً لمَن أتى من بعده من قادة المقاومة في إيران وخارجها في مواجهة (الشيطان الأكبر؛ أميركا، كما كان يُسمّيها الإمام) أو الشياطين الصغيرة من صهاينة يهود وصهاينة عرب، في هذا السياق دعونا نتذكّر ونُعيد تأمّل بعضاً من كلمات ورؤى هذا الإمام المؤسّس.
يحدّثنا التاريخ بأن الغرب لدى الإمام الخميني إستعماري بطبعه ومُعادٍ للإسلام منذ قرون مضت، وفي هذا المعنى يقول مُخاطباً الحجّاج بمكّة المكرّمة عام 1399هـ "قفوا في وجه أعدائكم المُتمثّلين في أميركا والصهيونية العالمية والقوى الكبرى سواء الشرقية منها أو الغربية من دون خوف أو وجل"، إن الهدف الأصلي للدول الاستعمارية من وجهة نظره هو القضاء على القرآن ومحوه، والقضاء على الإسلام وعلماء الإسلام، "خطة محو الإسلام وأحكام القرآن المقدّسة، وجهازه الجبّار هو الأداة لتنفيذ هذه الخطة المشؤومة، والخطة هي أن يتركوا الوطن متأخّراً، وبإسم تشجيع العلم و"كتائب التعليم" يقمعون المدارس الدينية، والجامعات بإسم الإسلام تُهان أحكامه المقدّسة" رسالة إلى المراكز العلمية في 8 محرم 1387هـ.
إن الغرب لدى الإمام لا يبثّ الفرقة فقط بل يوظّف لصالحه كل شيء حتى الصحافة والتلفزيون والمدارس، وفي هذا المعنى يقول: "إن الأيدي التي تبثّ الفرقة بين المسلمين هي أيد قذرة"،"إن الأيدى القذرة التي تبثّ الفرقة بين الشيعي والسنّي في العالم الإسلامي لا هي من الشيعة ولا من السنّة، إنها أيدي الاستعمار التي تريد أن تستولي على البلاد الإسلامية من أيدينا، والدول الاستعمارية والدول التي تريد نهب ثرواتنا بوسائل مختلفة وحيَل متعدّدة هي التي توجد الفرقة بإسم التشيّع والتسنّن" خطابه في 2 جمادي الأولى، 1384هـ.
وكان لدى الإمام قناعة أثبتت التجارب اللاحقة لقيام الثورة وحتى اليوم -2019- صدقها وهي أن ماضي وحاضر المسلمين ارتبط بالنضال ضد الاستعمار الغربي، بمعنى أن النضال مثَّل سمة أصيلة للإسلام في مواجهة المستعمر حتى في أضعف لحظات العالم الإسلامي. إن اكتشاف هذه الخاصية تطلّبت منه استيعاب كل الخبرة الإسلامية الأولى التي وجدت أيام الرسول ثم الخروج بتصوّر مُتكامِل لظرفيّتها والواقع الذي كانت عليه، وهنا نجده كان مُلماً بكافة جوانب الجغرافية الإسلامية تاريخياً باعتبارها جزءاً من الخبرة التاريخية ومَن يقرأ كتابه الأشهَر (الحكومة الإسلامية – ترجمة حسن حنفي) يكتشف ذلك جيداً.
السمة الأخيرة للغرب عند الإمام أنه يتلخّص في الولايات المتحدة الأميركية وهي تُعتَبر لديه أسّ الفساد (والشيطان الأكبر) حيث كل "المصائب التي حاقت بنا وكل مشاكلنا من أميركا، كل المصائب التي حاقت بنا وكل مشاكلنا من إسرائيل، هؤلاء النواب من أميركا، هؤلاء الوزراء من أميركا، كلهم معيّنون من قِبَلها لقمع هذه الأمّة المظلومة" ورد هذا القول في بيان تاريخي ضد الامتيازات الأجنبية في إيران في كتاب د. إبراهيم الدسوقى شتا : الثورة الإيرانية – الجذور والأيديولوجية، ص144.
أما موقفه من الكيان الصهيوني فهو يرفض وجوده من الأساس ويعتبره (غدّة سرطانية) لا بد من إجتثاثها من الجذور، وفي ندائه إلى حركات التحرير العالمية في 15/11/1979 يقول لهم: "انهضوا ودافعوا عن كيان الإسلام وعن شعوبكم وأوطانكم فإسرائيل قد أخذت بيت المقدس من المسلمين"، "وهو يدعو المسلمين إلى أن ينهضوا ويدافعوا عن الإسلام وعن مركز الوحي بالكفاح المسلّح، وهو يعتبر أن أية إتفاقات مع العدو الصهيوني بمثابة خيانة للإسلام وفي مقدّمة تلك الاتفاقات إتفاقية كامب ديفيد.
ولا ننسى أخيراً أنه أسّس تقليداً نضالياً سياسياً وثقافياً جديداً من أجل فلسطين حين دعا لجعل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كل عام يوماً عالمياً للقدس.
اليوم وبعد رحيل الإمام (رحل في 3/6/1989) وفي الذكرى الأربعين لثورته، نؤكد أن ما زرعه الرجل من أجل فلسطين وفي مواجهة المشروع العدواني الأميركي الغربي ضد العرب والمسلمين؛ قد أثمر وانتصر، رغم الصعوبات والتضحيات، ولعل نظرة هادئة مُحايدة، لإيران والمنطقة، اليوم، ومقارنتها بسؤال إفتراضي هو:
ماذا لو لم يأت الإمام وثورته وكيف كان حالها؟ بالتأكيد كان الأمر سيكون بائساً شديد القتامة.
رحم الله الإمام وحفظ ثورته وقوى المقاومة التي تربّت على مبادئها وروحها العظيمة.
رفعت سيد أحمد
أنباء عن استدعاء المغرب لسفيره لدى الإمارات
ذكرت وسائل إعلام مغربية، السبت، أن الرباط استدعت سفيرها لدى الإمارات، وسط تضارب للأنباء حول السبب.
وقال موقع "اشكاين" (مستقل) نقلا عن مصادره(لم يسمها) إن "المملكة المغربية استدعت سفيرها لدى دولة الإمارات، محمد آيت وعلي، للتشاور".
وأوضح أن "هذا الاستدعاء بحر هذا الأسبوع، بعد تصاعد حدة التوتر بين المغرب وبعض البلدان الخليجية، كالسعودية".
وأشار الموقع أن "استدعاء السفير جاء مباشرة بعد تقرير نشرته محطة تلفزيونية سعودية، قد يكون للإمارات يد فيها".
من جانبه، اعتبر موقع "هبة بريس" المحلي، أن استدعاء السفير جرى لأجل "ترتيبات إدارية" تقتضي منه العودة إلى المغرب.
وأفاد بأن "تواجد السفير في المغرب لا ارتباط له بالعلاقات الإماراتية المغربية، وإنما له علاقة بسلك مساطر(إجراءات) إدارية تقتضي من السفير الحضور شخصيا لأرض الوطن".
ولم تعلق الرباط على تلك الأنباء حتى الساعة 12:10 ت.غ ولم تصدر بيان ينفيها أو يؤكدها.
والجمعة، أكد مصطفى المنصوري سفير المغرب لدى الرياض، استدعاءه من طرف الرباط بعد تقرير لقناة سعودية "ضد الوحدة الترابية"، حسب وسائل إعلام محلية.
وقال المنصوري، إن سبب استدعائه يتعلق بالمستجدات التي طرأت أخيرا على مستوى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد بث قناة "العربية"، لتقرير مصور ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية (إقليم الصحراء)، والذي اعتبر كرد فعل على مرور وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة في برنامج حواري مع قناة "الجزيرة" القطرية.
وذكر المنصوري أنه "جرى استدعاؤه إلى الرباط منذ 3 أيام، قصد التشاور حول هذه المستجدات"، معتبرا أن "الأمر عادي في العلاقات الدبلوماسية حينما تعبرها بعض السحب الباردة".
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في "الصحراء"، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادته، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له، إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.
أوروبا تشعر بالقلق.. شيء ما تغيّر
تواجه أوروبا وضعاً معقداً. للمرة الأولى منذ سبعين عاماً تضطر للتعامل مع رئيس أميركي مع عدد من المواقف العدائية تجاهها. هل هناك بدائل عن أميركا؟ وهل تتقارب بروكسل مع روسيا؟ ماذا عن المصالح المتضاربة في الشرق الأوسط ومسارات الأزمة المعقدة في سوريا؟ عن ذلك يتحدث مارك بيرييني من منظور أوروبي. بيريني شغل سابقاً منصب سفير فرنسا في سوريا خلال حقبة الرئيس حافظ الأسد ولاحقاً الرئيس بشّار الأسد، وحالياً هو أستاذ زائر في معهد كارنيغي بأوروبا، حيث تركز أبحاثه على التطوّرات في الشرق الأوسط وتركيا من منظور أوروبي.
منذ ربيع العام الماضي بات واضحاً لأوروبا أن شيئاً ما تغيّر. للمرة الأولى، أمست تواجه رئيساً أميركياً يشهر بحقها مواقف عدائية. سريعاً أدركت أنها لم تعد تستطيع، كما في السنوات السبعين الماضية، الاعتماد على أميركا لتأمين أمنها.
كان ذلك واضحاً في مواقف دونالد ترامب خلال قمتيّ الناتو، ومجموعة السبع. اضطرت أوروبا إلى التحرّك للقيام بترتيباتها الخاصة. هل هذا واضح سياسياً؟ من السهل نسبياً قول ذلك، لكنّ الواقع أكثر تعقيداً. ليس سهلاً ولا واضحاً التوجّه نحو إعداد جيش أوروبي أو إقامة نوع من التعاون العسكري بين الدول الأوروبية.
يغدو الأمر أكثر تعقيداً مع انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. اعتمادها سيرتكز بشكل كبير على علاقتها مع أميركا، لكنها في الوقت نفسه تريد علاقة دفاعية مع بعض الدول الأوروبية. من المُبكر جداً الحكم إلى أين نحن ذاهبون، لكن بالتأكيد هذا هو شغلنا الشاغل.
نحو روسيا؟
هل تتوجّه نحو روسيا؟ لا تبدو بروكسل معنية بالتحوّل من علاقة عبر الأطلسي إلى علاقة قارية أوروبية بحتة. هناك عدد من الدعاوى القضائية بين أوروبا وروسيا. في الآن نفسه هناك علاقات تجارية هامة للغاية لاسيما في مجال الطاقة. ثلث الاستهلاك الأوروبي من الغاز مصدره روسيا، لذلك سيكون هناك توازن في العلاقة.
الجديد في العلاقة بين أوروبا وروسيا أن الأخيرة أعادت نفسها قوّة عالمية بعد فترة من سقوط الاتحاد السوفياتي. في إطار القوّة الاقتصادية وبمعزل عن الطاقة، روسيا صغيرة جداً. الناتج المحلي الروسي يماثل تقريباً الناتج المحلي الإيطالي. من هنا، لا يوجد تهديد اقتصادي من روسيا التي تجد من مصلحتها أيضاً إقامة علاقات جيدة مع أوروبا.
الشرق الأوسط والمصالح المُتضاربة
واحدة من مواقف ترامب التي فاجأت بروكسل هي انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران. تبقى الاتفاقات المتفاوَض عليها ركناً أساسياً في العلاقات الدولية. بالتالي ستبذل أوروبا جهداً لإبقائه سليماً، لكن الموقف الأميركي يبدو حازماً جداً وينطوي على تهديدات للاتحاد الأوروبي.
كما نعلم، عدد من الشركات الأوروبية انسحب من إيران تجنباً للعقوبات الأميركية. هذا أمر معقد جداً، إذ لا ينحصر فقط في مجال الاتفاق النووي بل يتعداه إلى حرب بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
في الشرق الأوسط يطفو الحديث اليوم عن صفقة القرن. أن يكون لديك في الواقع رئيس أميركي يتحدّث كل الوقت عن الصفقات، فإن ذلك لا يجعل صفقة القرن أمراً مرجّحاً وبالتأكيد ليس في وقت قريب. الوضع سيبقى معقداً للغاية. أفضل ما يمكن أن نتمناه في الوقت القريب هو وضع حد للعنف في سوريا، ومنع هذا العنف من التسرّب إلى الدول المجاورة، تحديداً لبنان.
يقوم الاتحاد الأوروبي على مبدأ نبذ الصراعات داخل أوروبا وإظهار هذا المنظور لمناطق أخرى. القضية الأساس في الشرق الأوسط محورها إحلال السلام في سوريا ومنع امتداد الصراع. لكن لوحة شطرنج هناك معقدة للغاية.
هناك روسيا وإيران، تركيا، والدول الأوروبية، الولايات المتحدة،. ستجد صعوبة في الحصول على نمط ثابت. إذا نظرنا إلى مسار أستانة تجد مواقف متضاربة. لدى روسيا وإيران وتركيا بعض المصالح المشتركة، ولكن ليس هناك تفاهم حول جميع القضايا.
نأمل أن نرى نوعاً من دمج المبادرات لتصبح مجدية أكثر. هناك مباحثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة إلى جانب مسار أستانة ونقاشات ثنائية. جرت قمّة رباعية في إسطنبول، لكن لم نر جميع الشركاء على طاولة واحدة بعد.
هذا مثال على الشكل الجديد للدبلوماسية المعقدة في الشرق الأوسط. أعتقد إذا أريد تحقيق سلام حقيقي فإن مسار أستانة يجب أن يندمج في مسار الأمم المتحدة. بالنسبة إلى أميركا وأوروبا وعدد من الدول الأخرى حول العالم، وحده إطار الأمم المتحدة يمكنه أن يحقّق انتقالاً أساسياً من الوضع الحالي إلى الوضع الذي سيكون فيه اتفاق السلام ممكناً.
الجميع يدرك أن الأسد باق
بمعزل عن ذلك يبدو أننا سنشهد هذا العام انخفاضاً في وتيرة العمل العسكري، على أمل أن يكون المشهد الدبلوماسي أكثر أهمية.
أما بالنسبة إلى الرئيس بشّار الأسد فلا أعتقد أن هناك أدنى أمل في أن يستعيد أية مكانة أو اعتبار مع القادة الأوروبيين. مع ذلك ليس هذا المحك. المسألة ببساطة أنه في مرحلة ما يجب التوصّل إلى اتفاق سياسي. هذا الاتفاق من المرجّح أن يشمل الرئيس الأسد. الجميع يدرك ذلك.
هل يمكن استعادة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق والدول الأوروبية؟
هي حالياً محدودة للغاية. أربعة أعضاء فقط من أصل 28 في الاتحاد الأوروبي لديهم سفراء في دمشق. سيكون هناك مسار طويل قبل رؤية خاتمة لهذا الموضوع. جزء من الإجابة على هذا السؤال تكمن في طبيعة الاتفاق السياسي. كذلك هي تعتمد إلى حد كبير على الاتفاق الدستوري بشكل يؤخَذ بعين الاعتبار مطالب الكرد في الدستور الجديد.
عند تطبيق الاتفاق ستكون بالطبع هناك انتخابات. سوريا غير معروفة بانتخابات شفافة تراعي المعايير الغربية. سنرى. للقيام بانتخابات شفافة تحتاج أولاً إلى سجلّ موثوق للناخبين. هذا الأمر غير متوفر في الوقت الحالي، تحديداً مع وجود ملايين من النازحين والمنفيين. لذلك، قبل أن تأتي إلى انتخابات شفافة وموثوقة، عليك إعادة إنشاء سجل جديد للناخبين. هذه عملية معقدة للغاية.
مصر.. البرلمان يوافق بالأغلبية على مناقشة تعديل الدستور
وافق البرلمان المصري، الثلاثاء، على مناقشة مقترحات تعديلات بالدستور، أبرزها تعديل مدة الرئاسة إلى 6 سنوات بدلا من 4، ووضع أحكام انتقالية بخصوص الرئيس الحالي.
وقال مجلس النواب (البرلمان) في بيان، إن لجنته العامة، برئاسة رئيس المجلس على عبد العال، وافقت على تقرير طلب تعديل الدستور، بالأغلبية المطلوبة قانونياً بما يفوق ثلثي عدد أعضائها (لم يحدد عددهم).
وذكر البيان عددا من المبادئ الأساسية لمسودة التعديل التي تم إقرارها للمناقشة، أبرزها "في مجال إصلاح نظام الحكم والتوازن بين النموذج البرلماني والرئاسي إمكانية تعيين نائب لرئيس البلاد أو أكثر، وتعديل مدة الرئاسة لتصبح 6 سنوات بدلاً من 4 مع وضع ما يلزم من أحكام انتقالية".
كما تنص أبرز المبادئ على "إعادة صياغة وتعميق دور الجيش، وجعل تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى" ، وإلغاء الهيئة الوطنية لكل من الإعلام، والصحافة.
ولم يوضح البيان تلك الأحكام الانتقالية، أو نص الإضافة المتعلقة بتعميق دور الجيش.
غير أن البرلماني المعارض هيثم الحريري، نشر الأحد، عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، مسودة قال إنها للتعديلات المقترحة، تشمل وضع مادة انتقالية تتيح للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي البقاء في الحكم حتى 2034، عبر الترشح مجددا لولاية ثالثة ورابعة.
وتنص المادة الانتقالية، وفق منشور النائب، على أنه: "يجوز لرئيس الجمهورية الحالي، عقب انتهاء مدته الحالية، إعادة ترشحه على النحو الوارد بالمادة 140 المعدلة من الدستور (6 سنوات بدلا من 4 ومدتان رئاستان)".
كما أوضح البرلماني أنه تم إضافة عبارة "صون الدستور والديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها، ومكتسبات الشعب وحقوق وحريات الأفراد" لمهام الجيش في الدستور.
وكانت اللجنة العامة للبرلمان اجتمعت ظهر اليوم وفقا للائحة الداخلية للبرلمان؛ لإبداء رأيها في مسودة تعديل الدستور، والتصويت على مدى استحقاقها للمناقشة في الجلسة العامة، وصياغة تقرير بذلك.
وتتشكل تلك اللجنة، من رئيس البرلمان، ووكيليه، ورؤساء اللجان النوعية وممثلي الهيئات البرلمانية لكل من الأحزاب والائتلافات، إضافة إلى خمسة أعضاء يتم اختيارهم.
ولاحقا، قرر رئيس البرلمان على عبد العال، إتاحة التقرير الذي تمت الموافقة لجميع النواب، قبل أسبوع من مناقشته في جلسة عامة لم يحدد موعدها، مشيرا إلى أن النواب الذين تقدموا بالطلب يبلغ عددهم 155 نائبا.
ووفق لائحة البرلمان، يحق لأعضائه اقتراح تعديل الدستور بناء على طلب كتابى يقدم لرئيس البرلمان موقع من خُمس عدد الأعضاء على الأقل (120 من 596)، ويجب أن يتضمن الطلب تحديدَ مواد الدستور المطلوب تعديلُها وأسبابَ هذا التعديل ومبرراتِه.
وتشمل اللائحة عرض رئيس البرلمان الطلب المقدم باقتراح تعديل الدستور من أعضاء المجلس خلال 7 أيام من تقديمه على اللجنة العامة للنظر فى مدى توفر الأحكام والشروط المنصوص عليها فى المادة 226 من الدستور.
وحسب تلك المادة يلزم موافقة خُمس أعضاء مجلس النواب على مقترحات تعديل الدستور، قبل مناقشتها والتصويت عليها، ويجب موافقة ثلثي أعضاء البرلمان، ثم موافقة الأغلبية في استفتاء شعبي لكي تصبح هذه التعديلات نافذة.
وأعلن مجلس النواب المصري، مساء الأحد، تسلمه طلب لتعديل الدستور تقدم به ائتلاف "دعم مصر"، صاحب الأغلبية البرلمانية (317 نائبًا من أصل 596)، وجاء على رأسها مد فترة الرئاسة إلى 6 سنوات بدلا من 4.
وهذا هو أول طلب نيابي بشأن تعديل الدستور، منذ تفعيل دستور 2014، وانطلاق مجلس النواب الحالي في 2016.
وسبق أن أُجريت تعديلات على الدستور المصري في أعوام 1980، 2005، 2007 و2014، شملت ولاية الرئيس، جعل انتخابه بالاقتراع السري المباشر، واستحداث مواد متعلقة بصلاحياته.
وتزخر منصات التواصل الاجتماعي في مصر بانتقادات من معارضين لتلك التعديلات المقترحة، مقابل تأييد لها في البرلمان ووسائل الإعلام المحلية.
ولم تعلق الرئاسة المصرية على تلك المقترحات، لكن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي قال، لشبكة "CNBC" التلفزيونية الأمريكية في نوفمبر/تشرين ثان 2017، إنه لا ينوي تعديل الدستور، وسيرفض مدة رئاسية ثالثة.
قريباً.. تداعيات الهزيمة على أبواب دمشق
وجه الشرق الأوسط يتغيّر. أمن إسرائيل سيصبح عبءاً على واشنطن. الأميركي ينكفئ عالمياً وسوف ينسحب من منطقتنا. عمّا قريب ستتجلى صورة سوريا المنتصرة بقوة حلفائها الإقليميين والدوليين وستتحوّل الموازين العالمية بناء على الانتصار الاستراتيجي الكبير، تماماً كما حصل في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما هُزمت النازية والفاشية. كيف ذلك؟ وكيف تتجلى ارتدادات الهزيمة داخل المحور المناوئ لسوريا وحلفائها؟ هنا رؤية تعتمد على قراءة الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية الدكتور محمد صادق الحسيني ضمن ملف "عالم مضطرب". المقابلة التي جرت معه قبل قرار ترامب سحب قواته من سوريا نهاية العام الماضي تقدّم بانوراما استشرافية تصلح لنهاية العام وربما لسنوات مقبلة، نعرض جزءها الأول اليوم وغداً الجزء الثاني.
مركز ثقل العالم ينقلب الآن من الغرب إلى الشرق. التحوّلات الكبرى ستطال حلفاء واشنطن. بعض هؤلاء بات صدرهم يضيق بالتبعية لها. دونالد ترامب أهان الأوروبيين كما أهان السعوديين عندما طالبهم بالأموال مقابل الحراسة التي يوفرها لهم. سوف تنكشف الولايات المتحدة الأميركية مالياً أمام العالم عندما تصبح على درجة كبيرة جداً من الضعف. حالياً هي مديونة بـ22 ترليون دولار ولا تستطيع أن تحمي شركاتها. تركتها الأخيرة وهاجرت إلى الصين التي ستصبح أغنى دولة في العالم. هذا في عصر ترامب الذي يطالب بعودة الجنود والرساميل الأميركية من الخارج إلى بلاده، لكنه يجد نفسه مقيّداً نسبياً بالتبعية للاقتصاد الصيني.
"بويينغ" للطيران مؤشر إلى ذلك. اضطرت تلك الشركة العملاقة بدافع المصلحة والاستمرارية أن تلجأ إلى الصين، وتقيم هناك مصنعاً لمدة عشر سنوات، وتتقاسم معها أرباحاً يُتوقع أن تبلغ نحو ترليون و200 مليار دولار.
الانكفاء عن شرق آسيا
سياسياً، معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية تتراجع. تلك المعادلة التي أفرزت هيئات واقعة تحت النفوذ الأميركي مثل هيئة الأمم ومجلس الأمن والبنك الدولي وصندوق النقد، أثبتت فشلها في حل كل أزمات العالم.
عسكرياً، الوجود الأميركي في بحر الصين بات مطوقاً بجزر صينية. الدفاعات الجوية والصاروخية هناك تجعل من أي مناورة عسكرية أميركية بالقرب منها عملية شبه مستحيلة. أميركا مشلولة تقريباً في تلك البقعة.
بلد مكبل بترليونات الدولارات من الديون كيف يستطيع أن يخوض حروباً ويتقدم؟ بدلاً من ذلك يسعى اليوم إلى سحب جنوده ويلغي مناورات عسكرية مع كوريا الجنوبية ويحاول التوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية.
هو عملياً سلم المنطقة للمبادرة الاستراتيجية الصينية وبات شبه منسحب منها. وجوده العسكري هناك لم يعد فاعلاً بسبب دفاعات الصين وجزرها المستحكمة عسكرياً. القوي ليس من يمتلك أسلحة متفوقة فقط، بل من يستطيع أن يفعّل استخدامها.
باتت الصين تزاحم أميركا في مناطق أخرى خارج آسيا وتشارك قوى صاعدة في إخراجها من كونها لاعباً وحيداً في العالم.
انطلاقاً من قاعدتها العسكرية في جيبوتي يحرس نحو 10 آلاف من جنودها استثمارات في أفريقيا بقيمة تصل إلى نحو 300 مليار دولار.
وجه الشرق الأوسط يتغيّر
من الآن وصاعداً، أمن إسرائيل سيصبح عبءاً على الولايات المتحدة الأميركية. عندما تسلم تل أبيب إدارة ميناء حيفا للصينيين بدءاً من العام 2022 ولفترة 10 سنوات فهذا يعبّر عن تراجع القوة الأميركية.
ثلثا القوة الجوية والبحرية الأميركية في حالة شلل اليوم. نحو 733 مليار دولار من ميزانية أميركا مخصصة للبنتاغون، والأخير يعتبر أنها لا تكفيه في أي ظرف استثنائي.
استراتيجية الصين مختلفة عن تلك الأميركية. هي تسعى للوصول إلى كل نقاط العالم والسيطرة عليها بالاقتصاد.
الأميركي ينكفئ عالمياً وسوف ينسحب من منطقتنا يوماً ما. لن يحصل ذلك بين ليلة وضحاها. لكن أفول النجم الأميركي يتسارع في مسار هادئ. أحد أهم المؤشرات إلى ذلك هو انبعاث ترامب من باطن الدولة مع شعار "أميركا أولاً" والمطالبة بعودة الرساميل الأميركية من الخارج كما الجنود المنتشرين في نحو ألف قاعدة عسكرية حول العالم.
لنسجّل نقطة هامة هنا قبل الاستفاضة. أميركا باعتبارها قوة استعمارية امبراطورية لم تخرج نهائياً من الملعب. هي أصيبت في الصميم بجرح عميق وتنزف وتقاتل قتالاً تراجعياً.
في منطقتنا خسارتها أساسية. هي على وشك الخروج من سوريا والعراق وأفغانستان. بريطانيا سترث الوجود الأميركي في الخليج . إرهاصات ذلك بدأت تظهر في قطر والكويت وعمان من خلال قواعد عسكرية وعلاقات اقتصادية متقدمة.
الصراع القائم داخل السعودية لإزالة محمد بن سلمان وإحلال أحمد بن عبدالعزيز بدلاً منه له بعدٌ خلافي بريطاني أميركي. الحكومة البريطانية نظمت مؤتمراً للمعارضة السعودية في لندن بحمايتها. هي من أعاد أحمد بن عبدالعزيز إلى السعودية بعدما كان ممنوعاً من دخول المملكة على خلفية تصريحه المعارض للحرب على اليمن. الآن كل "أمراء الريتز" يلتفون حوله رغم جبروت محمد بن سلمان.
لم تعد أميركا قادرة على فرض إرادتها أينما كان. هي تتراجع أمام الإرادة الإيرانية، في البحار، وأمام حركات المقاومة في البر. نذكر في العراق أنها حاولت أن تفرض حيدر العبادي رئيساً للوزراء ولم تستطع. الرجل أعلن بنفسه أن إيران حرمته من ولاية ثانية بخلاف رغبة السفارة الأميركية ومبعوث ترامب. لم تتمكن واشنطن من قطع طريق طهران بغداد دمشق بيروت والسيطرة عليه عسكرياً. جلّ ما تقدر عليه هو تحريك أدواتها الصغيرة في المنطقة لإيذاء محور المقاومة وهذا دليل ضعف.
في أفغانستان قوة الإيرانيين ونفوذههم السياسي والأمني والمعنوي أقوى بكثير من الوجود الأميركي المباشر.
سوريا.. فصل جديد
ستشهد سوريا هذا العام وضع اللمسات الأخيرة على فشل المشروع الأميركي الكبير بملحقاته الإقليمية. ستتجلى صورة سوريا المنتصرة بقوة حلفائها الإقليميين وفي مقدمتهم إيران وحزب الله، والدوليين وعلى رأسهم الاتحاد الروسي. ستتحوّل الموازين العالمية كلها بناء على هذا الانتصار الاستراتيجي الكبير، تماماً كما حصل في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما هُزمت النازية والفاشية. هذا الأمر يرتب على المحور المهزوم والقوى الملتحقة به أن تدفع الفواتير السياسية والاقتصادية للمنتصر.
أليس في الأمر مبالغة؟ لمن يسأل إذا كانت أميركا تقبل بالخروج مهزومة من سوريا رغم قوتها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية، الجواب هو نعم. تماماً كما حصل في العراق عندما انسحبت تحت ضربات المقاومة.
كما بات معلوماً فإن الدولة العميقة في أميركا ألحّت على ترامب بتمديد وجودها العسكري في سوريا، وذلك خوفاً من طغيان حلف المقاومة وصديقه الأساسي روسيا.
السؤال هو كيف سيخرجون ببعض ماء الوجه من خلال جوائز ترضية تعطى لبعض الشركات العالمية. هناك ثروة كامنة في البحر المتوسط ومصادر طاقة ستكون موضع نقاش واسع وصراع عميق بعد انتهاء الحرب.
ارتدادات الهزيمة
ارتدادات الهزيمة الاستراتيجية في سوريا انعكست على مناوئيها صراعات بينية. كل ذلك بموازة التحوّلات في النظام العالمي مع وجود لاعبين كبيرين كروسيا والصين.
هناك اتجاه في الولايات المتحدة لتفكيك الاتحاد الأوروبي. كبير مستشاري ترامب السابق ومدير حملته الانتخابية ستيف بانون يقيم حالياً في بروكسل. من مكتبه الجديد هناك يسعى إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي، كما أشارت صحيفة بيلد الألمانية، ويحاول السيطرة على البرلمان الأوروبي. شجعت إدارة ترامب سابقاً خروج بريطانيا من الاتحاد وهي تنظر بعين الرضا إلى تولي الشعبويين السلطة في إيطاليا وربما لاحقاً في البرتغال وفنلندا.
لم تجاري أوروبا واشنطن في كل رغباتها. لم تفعل ذلك في نقض الاتفاق النووي مع إيران ولا في محاولة زرع شوكة في الخاصرة الروسية عبر أوكرانيا. لم يتمكن الأميركيون من توريط أوروبا في الحرب الدائرة هناك. لم ينالوا حتى الآن من ألمانيا كقوة اقتصادية وأمنية لديها إمكانية الحفاظ على نواة أوروبية مستقلة كما بدأ يحلم الأوروبيون.
رفضت ألمانيا توريطها في أوكرانيا وبقيت متمسكة بالتعاون مع روسيا. هناك اعتقاد في برلين بأن العلاقة المستقرة مع روسيا وكل دول أوراسيا هي لصالح مستقبل أوروبا.
هذه المواقف تساهم في تفكيك الاتحاد الأوروبي والناتو أيضاً بسبب الضغوط والتناقضات الناتجة عنها.
لكن مهلاً. الحديث عن محور روسي ألماني وعن مصلحة أوراسية يشترك فيها كلا البلدين، تناقضها المواقف التي صدرت سابقاً عن برلين وبروكسل. هذه المواقف ما زالت تعكس تبعية للولايات المتحدة. كيف نفسر ذلك؟
بقايا العصر القديم ما زال موجوداً. نحن نشهد اليوم بداية عصر جديد لن يعود الدولار فيه حاكماً على سبيل المثال في التعاملات بين روسيا والصين وتركيا وإيران والهند. ستتعامل هذه الدول بالعملات المحلية أو عبر تبادل البضائع الاستراتيجية. هذه الآلية سيبدأ تنفيذها هذا العام. الأوروبيون وضعوا من جهتهم نظاماً مصرفياً جديداً يشبه نظام "سويفت" خارج عملة الدولار.
تركيا على ضوء المتغيرات
خرجت تركيا مشتتة من نتائج الحرب العالمية على سوريا. إلا أنها بعكس دول خاسرة في المنطقة مثل إسرائيل وبعض دول الخليج تبدو حاجة ورقماً صعباً. تظهر موسكو كأنها تسعى إلى استمالتها. بين أنقرة وطهران ربط نزاع تاريخي عمره مئات السنين رغم تضارب المصالح في أحيان كثيرة. هل تخرج هي الأخرى من سوريا خالية الوفاض؟
الأكيد أن أردوغان خرج مهزوماً من سوريا. لكن بسبب هذه الهزيمة أجرى الداخل التركي مراجعة وأخذ العبرة. الدولة التركية العريقة أقوى من حزب العدالة والتنمية رغم أهمية اللعبة الديمقراطية في صناديق الاقتراع. تركيا بالنهاية دولة تاريخية وازنة سيختلف التعامل معها عن سائر الدول التي ساهمت في الحرب على سوريا مثل الأردن والسعودية وقطر.
موقعها الجيوستراتيجي هام جداً. هي حارس مرمى الناتو الجنوبي، وتشكل الحد الفاصل بين المنطقة العربية وإيران وبين أوروبا.
ستظل تركيا جزءاً من الناتو لكن لن يمنحها الأخير جائزة الانتماء للاتحاد الاروبي لأنها دولة مسلمة. الصراع القائم بين العالم الغربي من جهة، والعالم الشرقي بقيادة روسيا سياسياً والصين اقتصادياً، سيعطيها دوراً كبيراً سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
طريق الحرير الذي تبني عليه الصين طموحات كبيرة، إضافة إلى عوامل أخرى، سمحت لأردوغان بأن يلعب دور بيضة القبان في موضوع بناء العملية السياسية المستقبلية في سوريا كدور إقليمي خارجي يوازي الدور الإيراني، وذلك بالاعتماد على تفاهم تركي روسي يشمل ميادين عديدة من جملتها الميادين الاقتصادية.
قضايا كثيرة تم التوافق عليها بين أنقرة وموسكو. من أهمها مشروع "نورث ستريم" الذي بوشر العمل عليه في قاع البحر الأسود، وتزويد تركيا بمنظومة اس 400. الاتفاقات التي يمكن أن تحصل عليها لاحقاً ستعزز موقعها عند الغرب وعند الشرق.
بالتالي ستخرج تركيا دولة جديدة وازنة ليس في الإقليم فحسب وإنما في المجتمع الدولي. بمعزل عن سياسات حزب العدالة والتنمية بشخص أردوغان، فإن الوزن التركي يأخذ مكانه بسبب إعادة بناء جغرافية العالم وإعادة كتابة التاريخ الذي يجري في هذه الحقبة.
رئيس وزراء السودان يتمسك بإجراء حوار مباشر مع الشباب المحتجين
أعرب رئيس مجلس الوزراء السوداني، معتز موسى، الثلاثاء، عن تمسكه بضرورة إجراء الحكومة حوارا مباشرا مع الشباب المحتجين.
وخلال زيارته وزارة النفط والغاز والمعادن، شدد موسى على ضرورة إيجاد العذر لبعض الشباب غير المسيسين، الذين خرجوا في احتجاجات، اعتراضا على الأوضاع المعيشية خلال الفترة الماضية.
وأقرّ بوجود صعوبات معيشية يعاني منها الشباب، لاسيما بعد انفصال جنوب السودان، عام 2011، وفقدان السودان لموارده النفطية.
وأضاف أن السودان قبل الانفصال كان يعيش في رخاء واستقرار اقتصادي لأنه كان دولة نفطية.
وتابع أن الحياة بدأت في التغيير عقب الانفصال، بما خلف ظواهر اقتصادية تمثل بعضها في الغلاء.
وأرجع موسى المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها السودان إلى العجز في الميزان التجاري الخارجي المقدر بـ6 مليارات دولار.
وانتقد استمرار ارتفاع واردات السودان منذ الانفصال بنحو 9.5 مليار دولار، مقابل صادرات بحوالي 3.5 مليار دولار، بما فيها الذهب.
ووصل إنتاج السودان من النفط إلى حوالي 120 ألف برميل يوميًا، بعد انفصال جنوب السودان، عام 2011، وذهاب تبعية ثلاثة أرباع الآبار النفطية إلى دولة الجنوب، حيث كان إنتاج النفط قبل الانفصال 450 ألف برميل يوميًا.
ومنذ 19 ديسمبر/ كانون أول الماضي، يشهد السودان احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير.
وسقط خلال الاحتجاجات، التي شهد بعضها أعمال عنف، 31 قتيلا بحسب أحدث إحصاء حكومي، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى 40، ويقدر نشطاء وأحزاب معارضة عددهم بـ50 قتيلا.
"حماس": هنية التقى رئيس المخابرات المصرية بالقاهرة
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن وفد الحركة برئاسة إسماعيل هنية، عقد لقاء مع رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل تناول العديد من القضايا الفلسطينية.
وأضافت الحركة في بيان صحفي وصل الأناضول نسخة منه: "تم اللقاء في أجواء إيجابية".
وأشارت إلى أن اللقاء "أكد ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني (..) ، وبناء مناخ مناسب لحوار وطني فلسطيني شامل، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى التحضير للانتخابات الشاملة، تتصدى لانفصال الضفة عن غزة وتعزز وحدة الكيان السياسي الفلسطيني من جديد".
وتابعت: "تم استعراض الأوضاع السياسية التي تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة".
وأكدت الحركة رفضها لكل المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية.
ولفتت إلى أن اللقاء "تناول الأوضاع الاقتصادية والحالة الإنسانية المتفاقمة في القطاع بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي".
وذكرت الحركة في بيانها، أن مصر أكدت "على ضرورة الالتزام بالتفاهمات مع الإسرائيليين مع ضرورة ضبط الميدان لحماية أرواح الفلسطينيين والحفاظ على الطابع الشعبي للمسيرات العودة واستخدام الأدوات السلمية".
والأحد الماضي، وصل وفدان رفيعان من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، إلى القاهرة، لبحث عدة قضايا.
ومنذ أكثر من شهرين، يجري وفد مصري زيارات متكررة للقطاع والضفة الغربية وإسرائيل، يلتقي خلالها مسؤولين من حركتي "حماس" و"فتح"، والحكومة الإسرائيلية، في إطار استكمال المباحثات التي تقودها القاهرة بملفي المصالحة الفلسطينية و"التهدئة" بغزة.
ومنذ نهاية مارس/ آذار الماضي، ينظم آلاف الفلسطينيين مسيرات عند حدود قطاع غزة، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.
وفي سياق متصل، عبرت الحركة عن شكرها لمصر على استمرار فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين وتسهيل حركة المسافرين.
وبحسب البيان، أكد الوزير المصري عباس كامل، على قرب الانتهاء من تطوير العمل في معبر رفح تسهيلاً على شعبنا في قطاع غزة واستمرار إدخال البضائع إلى قطاع غزة للتخفيف عنهم.
وحتى الساعة 20.45 تغ، لم يصدر عن السلطات المصرية أي إفادة بخصوص اللقاء.
والثلاثاء الماضي، فتحت السلطات المصرية، معبر رفح أمام حركة المسافرين في الاتجاهين، للمرة الأولى منذ انسحاب موظفي السلطة الفلسطينية منه في 7 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي 7 يناير/كانون الثاني الماضي، استلمت وزارة الداخلية بغزة، التي تديرها حركة "حماس" إدارة المعبر، عقب انسحاب موظفي السلطة منه.
وأكدت الحركة على أهمية الحفاظ على أمن مصر وتطوير العمل من أجل حماية الأمن المشترك، وتم استعراض الإجراءات التي قامت بها الأجهزة المختصة في القطاع على طول الحدود الفلسطينية المصرية.
وكيل البرلمان المصري: مقترحات تعديل الدستور لا تشمل شيخ الأزهر
قال مجلس النواب (البرلمان) المصري، الإثنين، إن مقترحات تعديل الدستور لا تشمل حصانة شيخ الأزهر أحمد الطيب.
جاء ذلك في بيان لسليمان وهدان وكيل مجلس النواب، ردا على ما أسماه "حملات تحاول التشويه على التعديلات الدستورية حول مادة شيخ الأزهر".
وتناقلت وسائل إعلامية بالخارج ومعارضون أنباء بشكل مكثف عن وجود مادة مقترحة في التعديلات الدستورية تشمل رفع حصانة شيخ الأزهر.
وتنص المادة 7 من الدستور المصري على أن "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة (..) وهو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية (..) وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء (أكبر هيئة إسلامية بالبلاد)".
وقال وهدان إن "المادة الخاصة باستقلال الأزهر وطرق اختيار شيخ الأزهر غير معروضة بالمرة ضمن التعديلات الدستورية المقترحة".
وعن مناقشة مقترحات تعديل الدستور، أوضح وهدان "سيكون هناك حوار مجتمعي غير قاصر على البرلمان أو الأحزاب فقط، بينما يضم كافة طوائف المجتمع والمفكرين ومن يرغب في إدلاء رأيه بشأن التعديلات".
وشملت التعديلات الدستورية المقترحة، وفق بيان للمجلس، تمديد فترة الرئاسة إلى 6 سنوات بدلا من 4، واستحداث غرفة ثانية للبرلمان باسم "مجلس الشيوخ"، بعد إلغاء مجلس مماثل في 2013، وتعيين نائب أو أكثر للرئيس.
فيما كشف هيثم الحريري عضو تكتل "25/ 30"، الأحد، عن نسخة كاملة للمقترحات تشمل منح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحق في الترشح لولاية جديدة مدتها 6 سنوات، رغم أن الدستور بنصه الحالي لا يسمح له بالترشح سوى لولايتين فقط.
وبحسب الدستور، تلزم موافقة خُمس أعضاء مجلس النواب (120 عضوا من 596) على مقترحات تعديله، قبل مناقشتها والتصويت عليها، ويجب موافقة ثلثي الأعضاء لإقرارها، ثم موافقة الأغلبية في استفتاء شعبي لكي تصبح هذه التعديلات نافذة.
وتولى السيسي، حكم البلاد في يونيو/ حزيران 2014، في ولاية أولى، وفاز بولاية ثانية وأخيرة في يونيو /حزيران 2018، تمتد لعام 2022، ولا يسمح نص الدستور الحالي بالتجديد أو التمديد.
ولم تعلق الرئاسة على ما تضمنته تلك الخطوة، إلا أن السيسي تحدث، في مقابلة متلفزة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أنه لا ينوي تعديل الدستور، وسيرفض مدة رئاسية ثالثة.