Super User

Super User

 قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، السبت، إن الاتحاد الأوروبي أثبت استقلاليته في مواجهة "الغضب" الأمريكي، عبر تدشين آلية التبادل المالي الخاص "INSTEX" التي تجنب الشركات الأوروبية المتعاملة مع طهران، العقوبات الأمريكية.

جاء ذلك في كلمة روحاني لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير الكرواتي الجديد لدى بلاده، دراغا شتانبوك.

وتطرق روحاني للعلاقات الإيرانية الأوروبية في ظل فرض واشنطن عقوبات اقتصادية ضد بلاده.

وأضاف "رغم تأخر الخطوة الأوروبية في إعلان الآلية الخاصة؛ إلا أن الاتحاد الأوروبي أثبت استقلالية أوروبا في مواجهة الغضب الأمريكي"، معربا عن رضاه في هذا الإطار.

واعتبر روحاني أن "العالم يواجه البيت الأبيض في الوقت الراهن"، مبينا أن "العالم والمؤسسات الدولية أدانت العقوبات الأمريكية على إيران".

وقال إن "الممارسات الأمريكية الخاطئة قصيرة المدى، ولن تضر علاقات إيران مع العالم"، مضيفاً "لا شك أننا سنتجاوز هذه المرحلة".

والآلية "INSTEX" تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها، ويديرها مصرفي ألماني، ويراقب آلية عملها دبلوماسي بريطاني.

والخميس، أعلن هايكو ماس، وزير خارجية ألمانيا، تدشين بلاده مع بريطانيا وفرنسا، الآلية المالية (INSTEX) لمساعدة الشركات الأوروبية على تجنب التعرض للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

وقال ماس، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل،: "بحثنا عن طرق للتوصل لهذه الآلية لأننا مقتنعون تمامًا بأنها تخدم مصالحنا الأمنية الاستراتيجية في أوروبا"، وفقا لوسائل إعلامية ألمانية.

وأضاف: "لا نريد أن تخرج إيران من هذا الاتفاق (النووي) وتعود إلى تخصيب اليورانيوم. هذا يتعلق بمصالحنا الأمنية في أوروبا".

والجمعة، رحب الاتحاد الأوروبي على لسان ممثلته للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني بتأسيس ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الآلية الجديدة.

وبدأت الولايات المتحدة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، تطبيق حزمة ثانية من عقوباتها الاقتصادية على إيران، وتشمل قطاعات الطاقة والتمويل والنقل البحري، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو/ أيار من نفس العام.

الأحد, 03 شباط/فبراير 2019 06:05

البيت الحرام بيت عالميّ

إنّ قيمة البيت الحرام، هي في أن الإنسان الذي بناه كان يعيش كل معنى الروحانية التي أفاضها على البيت، حتى يعيش هذا البيت في كل مداه كل هذه الروحانية التي أراد الله للناس أن يغرفوا منها، وأن يعيشوها بكلّ معانيها.

وهكذا رأينا كيف أنَّ الله سبحانه وتعالى، بعد أن بنى إبراهيم البيت، أراد لهذا البيت أن يكون البيت العالمي. قال سبحانه في آية سابقة: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً}. يقال إنّه كانت هناك بيوت للعبادة، لكن ربما كان المقصود بقوله: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} أنّه البيت العالمي. يعني كانت هناك مساجد صغيرة، كما يوجد عندنا مسجد محلّة أو مسجد قبيلة أو مسجد بلد، لكن هذا المسجد ـ أي البيت الحرام ـ هو المسجد العالمي الذي أراد الله للناس من الشرق والغرب أن يأتوا إليه. { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} وبكّة هي لغة في مكة {مباركاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}، فالله أنزل فيه البركة، وأراد للناس أن يهتدوا به {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ} مما حشده الله سبحانه وتعالى فيه من آياته {مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}.

{وَمَن كَفَرَ} مفسّرة ومن لم يحجّ، وليس المراد الكفر العقيدي، بناءً على هذا التفسير، بل الكفر العملي، وأنّ الإنسان الذي يؤمن بالله ولا يعمل بما كلّفه الله هو بمنزلة الكافر، لأن النتيجة واحدة، ذلك أنّ الكافر لا يعمل لأنه لا يؤمن، وهذا مع أنّه يؤمن لكنّه لا يعمل، فالنتيجة في الخطّ العمليّ، هو أنه كافر عملاً، وإن لم يكن كافراً عقيدةً {فإنّ الله غنيٌ عن العالمين}.

وهكذا أراد الله من إبراهيم(ع) أن يبدأ النّداء إلى الحجّ: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}، باعتبار أن الله سبحانه وتعالى يريد للناس أن يجعلوا من الحجّ ساحة منفعة لهم، فقد تكون المنفعة في الجوانب العبادية، وهي الأساس، وقد تكون في الجوانب الثقافية التي يلتقون فيها ليعطي كلّ واحد منهم ثقافته للآخر، أو في الجوانب الاقتصادية أو السياسية أو ما إلى ذلك، حيث إنه المجمع العالمي الذي يلتقي فيه الناس من الشرق والغرب ليتعارفوا، ولينتفعوا من خلال هذا التعارف، وهذا الترابط الذي يمكن أن يؤدّي إلى نتائج كبيرة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والروحي والعبادي.

خلاصة أعمال الحجّ

وهكذا يحدثنا الله سبحانه وتعالى في آياته عن أعمال الحجّ، وعما ينبغي للناس أن ينطلقوا به. ويؤكد سبحانه وتعالى في مسألة الحجّ نقطة أساسية، هي الخلاصة لكل أعمال الحجّ، وهي ذكر الله سبحانه وتعالى، فإنّ الله سبحانه وتعالى أراد للناس أن يخرجوا من الحج بنقطتين؛ إحداهما نتيجة للأخرى "ذكر الله، وتقوى الله"، لاحظوا قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ}. والرفث كناية عن العلاقة الجنسية {وَلاَ فُسُوقَ} والمراد كلّ فسق، سواء بسبّنا بعضنا البعض أو بغير ذلك {وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} يعني الجدال طبعاً في غير الحقّ، الجدال الذي يتحرك ليثير العداوة والبغضاء والتعقيدات وما إلى ذلك، لأن الله أراد للحجّ أن يكون فرصة سلام، لا أن يكون مناسبة يمكن أن تثير البغضاء بين الناس {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} حتى لا يشعر الإنسان أنَّ هناك خيراً يفعله يمكن أن يضيع عند الله {إنَّ الله لا يضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى}.

{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}، ففي الحجّ، كما في غيره، يريد الله للإنسان أن يجعل زاده في الحياة الدّنيا الذي يحمله إلى الآخرة، والذي يرتفع بمكانته عند الله، هو التقوى، لأنها الزاد الذي يحقّق لك السعادة في الدنيا والآخرة، والله يخاطبنا بعد أن يبيّن لنا حقيقة التقوى وقيمتها بقوله: {وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}، وهذه كناية تعني يا أولي العقول، لأن عقل الإنسان يقوده إلى التقوى، ويقوده إلى ما فيه نجاته ومصلحته.

ثم يقول: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ}، فلا مانع من أن تنتفع مادياً هناك بما لا يشغلك عن حجك وعن عبادتك {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} أن تذكر الله عند المشعر الحرام، بحيث يكون وجودك هناك مملوءاً بذكر الله، وأن تذكر الله في قلبك، وأن تذكر الله في إحساسك، وأن تذكر الله في عقلك، وأن تذكر الله بلسانك {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}، يعني اذكروه شاكرين له على أساس نعمة الهداية {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ}، بحيث يشعر الإنسان بأنَّ نعمة الهداية هي في الإيمان وفي توحيد الله، وهي النعمة الكبرى التي لا بدَّ من أن يذكر الإنسان ربَّه عندما يتذكَّره بالشّكر {وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ}...

{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}، ولا تنشغلوا في الحديث الذي يتعلق بأموركم الشخصية أو بلهوكم وبعبثكم، بل انطلقوا من حيث أفاض الناس، في مسيرة ربانيّة تتجه بكم إلى ما يريد الله لكم أن تصلوا إليه من تقواه { وَاسْتَغْفِرُواْ اللهَ}، ولتكن إفاضتكم مملوءةً بالاستغفار {إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ} وانتهيتم من ذلك كلّه {فَاذْكُرُواْ اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}. ويبقى ذكر الله هو الأساس في كلّ حركة من حركات الحج، تذكره وأنت تطوف، وتذكره وأنت تسعى، وتذكره وأنت تقف في عرفات، وتذكره وأنت تفيض من عرفات، وتذكره وأنت تقف في المشعر، وتذكره وأنت تقف في منى، بل تذكره وأنت ترجم الشّيطان. وفي المحصِّلة، أن يكون ذكر الله هو الخطّ الحركي الذي تتحرّك فيه {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ} وجلستم {فَاذْكُرُواْ اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ}، باعتبار العلاقة التي تشدّ الإنسان إلى أبيه، بحيث تجعله يتذكّره دائماً {أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}، لأنَّ علاقتكم بالله هي أعظم من علاقتكم بآبائكم.

دعاء الدنيا والآخرة

ثم يحدّثنا الله تعالى عن الخطّ الذي عندما نذكره فيه، فإنّنا ندعوه، لأننا إذا ذكرنا الله، شعرنا بالحاجة إليه، وشعرنا بالفقر إليه. فكيف تدعو الله سبحانه وتعالى؟ وما هو مضمون الدعاء؟ إنّ الله يقسّم الناس على حسب عمق الإيمان في نفوسهم: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ}، كمن يقول: اللّهمّ أعطني أولاداً، أعطني بيتاً، أعطني مالاً، أعطني صحة، أما أن تقول: اللّهمّ أعطني جنة، أعطني رضواناً، فهذا أمرٌ ثانوي لا يهمّ البعض، بحيث إنه قد لا يفكّر في الآخرة كليةً، لأنه مستغرق في الدنيا، فقد تشغله دنياه حتى وهو بين يدي الله الّذي قال: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم}، فحتى وهو ماثلٌ بين يدي الله، يعيش الاستغراق في الدنيا، بحيث لا يفكّر أن يطلب من الله أن يرضى عنه، وأن يدخله جنّته وما إلى ذلك {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ* وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} فنحن نعيش في الدّنيا، ولنا حاجاتنا، ولنا أمورنا، ولنا قضايانا {وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

وعلى ضوء هذا، فعلى الإنسان عندما يدعوه الله، أن يدعو وهو منفتح عليه، بحيث يضع بين يدي الله دنياه وآخرته، وليطلب من الله أن يعطيه في الدّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وأن يقيه عذاب النار، ليشهد الله على قلبه أنّه لم يستغرق في الدنيا بحيث تشغله عن آخرته، ولم يفهم الآخرة على أنها ابتعاد عن الدّنيا، فللدّنيا مطالبها، وللآخرة مطالبها.

العلامة السيد محمد حسين فضل الله

*من كتاب النّدوة، ج 4.

11 شباط 1979 حدث تاریخی انتصرت فیه الثورة الإسلامیة فی إیران على نظام الشاه الدکتاتوری، أربعة عقود مرّت وما زالت الثورة الاسلامیة محافظة على هویتها، لم تتغیر أی من مبادئها واهدافها، وذلک بفضل القیادة الحکیمة والشعب الثوری الذین ما زالوا یحافظون على مسارها. ورغم حدوثها فی توقیت کانت فیها المنطقة تعیش اضطرابات وتعقیدات کبیرة، وخاصة فی الصراع «العربی - الاسرائیلی»، إضافة الى حدوثها فی زمن کان الصراع «الامریکی - السوفیتی» على أشده وانقسام العالم بشماله وجنوبه انقساماً عامودیاً، بین شیوعیة -اشتراکیة ورأسمالیة -لیبرالیة، وفی خضم هذا الصراع ومن بین هذه التیارات انبلج تیار ثالث رافعاً شعار «لا شرقیة ولا غربیة جمهوریة اسلامیة»، بقیادة الامام روح الله الخمینی الموسوی.

هی أربعون عاماً مضت على ولادة الجمهوریة الاسلامیة فی إیران، أربعون عاما من الصبر والحصار المفروض علیها من أمریکا واذنابها فی المنطقة، انتقلت إیران بفضل عملها الدؤوب واعتمادها على الخبراء والعلماء المحلیین من درک الدول المتخلفة الى مصاف الدول المتقدمة محققة إنجازات نوعیة کان أبرزها على الساحة النوویة والعسکریة. هذه الإنجازات جعلت من إیران قوة یهابها العدو والصدیق، وعزز هذا الحضور انخراطها فی الحرب على الارهاب وخصوصاً فی کل من سوریا والعراق ومدها ید العون والدعم للمقاومات العربیة وخصوصاً اللبنانیة والفلسطینیة قافزة فوق جدار الطائفیة والمذهبیة العفنة.

وفی إطار رؤیة تقییمیة لمنجزات الثورة على مدى 40 عاماً یمکن لنا ان نشیر هنا الى منجزاتها فی الجوانب الطبیة والریاضیة والعسکریة والزراعیة والسیاسیة.

منجزات طبیة

حققت إیران إنجازات نوعیة على المستوى الطبی فهی تعد جزءاً من أکبر 4 دول فی العالم فی علاج العقم، کما انها تعد من اول 10 دول مصنعة لأدویة لأمراض مستعصیة، وتحتل أیضا المراتب الأولى فی علم الوراثة والجنین، وهی واحدة من البلدان الأربعة الأولى فی العالم فی جراحة العظام، وجراحة التجمیل، وزرع الأعضاء.

منجزات ریاضیة

على الصعید الریاضی حققت الجمهوریة الإسلامیة إنجازات نوعیة ایماناً منها بمبادئ ثورتها واهدافها النبیلة، فحققت المراتب الأولى فی ریاضة المصارعة، کما حصلت خلال 3 دورات العاب اولمبیة عالمیة على المراکز الأولى فی ریاضة حمل الوزن الثقیل، وهی تعد أیضا جزء من 5 أقوى دول فی ریاضة التایکواندو، کما انها تعد أیضا من اقوى 8 دول فی ریاضة کرة الطائرة، وعلى صعید کرة القدم داخل الصلات تحتل ایران المرکز الخامس عالمیا، وهی تحتل أیضا المرکز الأول على صعید آسیا و30 عالمیاً فی ریاضة کرة القدم، اما على صعید کرة السلة فهی تحتل المرکز الأول على الرغم من وجود التنین الصینی والیابان ورجال الأرز لبنان.

منجزات زراعیة

تعد الجمهوریة الإسلامیة فی إیران من أبرز البلدان على الساحة الزراعیة أیضا، حیث تحتل المرکز الأول فی زراعة الزعفران والفستق والجوز والتمر والتفاح والحمضیات والخوخ والمشمش والخیار والبطیخ فی العالم، کما انها لدیها اکتفاء ذاتی من القمح والحبوب، اضافة الى احتلالها للمراکز الأولى فی زراعة الازهار والأعشاب الطبیة التی تستخدم فی الطب الاسلامی.

منجزات سیاسیة

لعل من اهم المنجزات السیاسیة للثورة الاسلامیة فی ایران، هو تصدیر الثورة الإسلامیة الى الخارج، حیث تأثرت بلدان فی العالم مثل لبنان والعراق ودول الخلیج الفارسی وافغانستان وباکستان وتونس وفلسطین ودول شمال افریقیا بشکل مباشر بالثورة الإسلامیة، کما وقفت الجمهوریة الإسلامیة فی وجه التسلط والهیمنة الامریکیة على بلدان المنطقة عبر مد ید العون للشعوب المستضعفة فدعمت حزب الله لبنان، والجهاد الإسلامی وحماس فی فلسطین فی وجه العدو الإسرائیلی، کما دعمت جمعیة الوفاق البحرینیة فی مقابل الحکم الظالم لآل خلیفة، ودعمت أیضا الشعب الیمنی فی وجه غطرسة آل سعود، ودعمت المستضعفین فی نیجیریا فی مقابل داعش، ودعمت العراقیین فی حربهم على داعش، ودعمت الفاطمیون فی أفغانستان فی حربهم على امریکا، إضافة الى دعمهم الکبیر للرئیس السوری بشار الأسد فی محاربة الإرهاب والمشروع الأمریکی-الإسرائیلی التقسیمی فی سوریا.

 منجزات عسکریة

ولم تقتصر منجزات الثورة فی إیران على البعد العلمی والریاضی والسیاسی والطبی انما شملت أیضا البعد العسکری حیث شهدت إیران نقلة نوعیة على صعید تطویر الاسلحة لدیها فغاصت فی صناعة الاسلحة کافة بمجهودها الذاتی کصناعة الصواریخ البالستیة فهی تعد من اول سبع دول تمتلک هذه القوة فی العالم، کما انها تعد من اول 5 دول فی صناعة الغواصات وتقع فی المرتبة الثانیة فی مجال صناعة الطوربیدات الفقاعة. وتحتل القوات المسلحة الإیرانیة المرتبة الثامنة من حیث القوة والتجهیزات فی العالم. کما واستطاعت الجمهوریة الإسلامیة بفضل علمائها من تصنیع طائرات بدون طیار، وبناء جمیع أنواع الفرقاطات والدبابات والمروحیات المتطورة.

إنجازات کبیرة لم یتم التطرق الیها فی هذا المقال وذلک لکثرتها وتنوعها، ویمکننا القول ان إیران استطاعت خلال هذه الأعوام القلیلة من قلب الموازین فی المنطقة ومقارعة الدول الکبرى فی شتى المجالات، والمهم فی الامر هو استمرارها فی البحث عن التطور والتقدم وخیر دلیل على ذلک تسعى إیران خلال الأعوام القادمة الى ارسال اول رائد فضاء ایرانی الى سطح القمر بحلول عام 2020.

 

السبت, 02 شباط/فبراير 2019 08:37

فنزويلا وإيران: المربّع المحظور

هكذا، لم تعد فنزويلا كما إيران، قضية دولة مارقة في القاموس الأميركي الصهيوني، بل قضية أمن استراتيجي تستدعي عملاً مكثفاً على مدار السنوات وتوظيف كل القتلة الإقتصاديين والإرهابيين و نشطاء الأنجؤز، لتحويلها من دولة مارقة إلى دولة فاشلة.

من المفهوم أن تحتل سوريا وحزب الله وغيرهما من القوى العربية، الرسمية والشعبية التي تناهض العدو الصهيوني وتقاومه، موقعاً ثابتاً في الاستراتيجية الأميركية الأطلسية – الصهيونية – الرجعية، وعملها الدؤوب ضد هذه القوى، فجوهر القضية الفلسطينية هو ذاته جوهر الصراع العربي الصهيوني، وتجلّياته المباشرة في الاحتلال الكولونيالي لأرض قومية، هي فلسطين، وفي تجلّياته غير المباشرة، ممثلة بالبلدان العربية التابعة وخاصة محميات النفط والغاز.

لكن القوى المذكورة لم تعد الهدف المباشر الوحيد للتحالف المذكور الذي يمتد دوماً ليشمل أية بلدان وقوى أخرى تعبّر عن المربّع المحظور نفسه: القضية الفلسطينية، النفط، السيادة، والحضور الإقليمي في مناطق عالمية حسّاسة للمصالح الإمبريالية، ومن هذه القوى على وجه التحديد: فنزويلا وإيران.

فمع انتصار خط تشافيز في فنزويلا تكامل المربّع المذكور: أولاً بوضع النفط تحت سيطرة الدولة، وثانياً ببرنامج طموح للسيادة وفكّ التبعية، وثالثاً بإعلان فنزويلا كرة ثلج بوليفارية على مستوى القارة اللاتينية، ورابعاً بإغلاق سفارة العدو الصهيوني في كراكاس واستبدالها بسفارة فلسطين وتخصيص آلاف المقاعد في كل التخصّصات للطلبة الفلسطينيين والعرب ودعم هذه القضية في المحافل الدولية.

ذلك ما سبقت إليه إيران أيضاً بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالشاه، وأعادت النفط إلى سيادة الدولة، ودخلت في برنامج واسع للتصنيع وإضافة إيران إلى النادي النووي السلمي وتكنولوجيا النانو، وإغلاق سفارة العدو الصهيوني في طهران واستبدالها بسفارة فلسطين وتخصيص صندوق لدعمها في كل المجالات، بل ودمج الإشتباك مع العدو الصهيوني في استراتيجية الإنبعاث الإمبراطوري، كقوّة إقليمية صاعدة.

ما حدث في فنزويلا وإيران بالنسبة للعواصم والمتروبولات الأطلسية، لم يكن مجرّد تحوّلات عابرة في القشرة، ولم يكن مجرّد سياسات وطنية بزاوية مفتوحة بحذر على الإقليم، بل كان انقلاباً للقواعد الحاكمة ورقعة اللاعبين التقليدية وحركتهم وآفاقهم وأين؟ في مساحتين خطيرتين بالنسبة للشطرنج الأميركي:

من جهة الشرق الأوسط، بأضلاعه الخطرة: النفط والعدو الصهيوني، والجغرافيا السياسية للمياه الدافئة.

ومن جهة أخرى، أرض الأمازون والأنديز والمطاط والنحاس والنفط، وما درج اليانكي (الأميركي الشمالي) على تسميتها بالحديقة الخلفية حسب مبدأ مونرو، وبجمهوريات الموز حسب الروائي أو-هنري، ثم ثالثة الأثافي وهي صعود البوليفارية على مستوى القارة واعتبار فلسطين بالنسبة لها قضية لاتينية كما كانت قضية عربية في اللحظة الناصرية.

هكذا، لم تعد فنزويلا كما إيران، قضية دولة مارقة في القاموس الأميركي الصهيوني، بل قضية أمن استراتيجي تستدعي عملاً مكثفاً على مدار السنوات وتوظيف كل القتلة الإقتصاديين والإرهابيين و نشطاء الأنجؤز، لتحويلها من دولة مارقة إلى دولة فاشلة.

فمنذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة في فنزويلا كما في إيران، تعدّدت أشكال الحصار وأدواته، من الحصار المباشر إلى دور البنك وصندوق النقد الدوليين إلى غرف التجارة المحلية وشرائح متضرّرة من النقابات الصفراء، إلى تهديدات الحدود والجماعات المسلّحة المأجورة.

وقد ترافق كل ذلك مع تداعيات اجتماعية واقتصادية لايمكن نُكرانها، انعكست على العملة المحلية واختفاء سلع أساسية وبيع أخرى في السوق السوداء وأين؟ في مجتمعات تتراوح قدرتها بين الصبر والصمود.

بالمقابل، ورغم الصعوبات الحقيقية في الحياة المعيشية وغيرها، فإن القوى المُناهضة للإمبريالية وتحالفاتها، ليست قوى ضعيفة ولا خائِرة القوى ولن تسلّم بسهولة، بل قوى مُجرّبة  وتمتلك قاعدة شعبية حقيقية، ومؤهّلة لقيادة مقاومة قادرة على الانتصار مهما بلغت التكاليف، وقادرة على النهوض مجدّداً إذا ما انتكست هنا وهناك، بل أن المتروبولات الإمبريالية وجماعات الثورة المضادّة لا تتحرّك على مساحات بيضاء، وليس لديها ما تقدّمه للناس من حقوق سياسية تحفظ السيادة الوطنية، ومن برامج تؤمّن الحد الأدنى من حق الناس في العمل والأجور والطبابة والتعليم وغيرها.

ومن قبل ومن بعد، معركة فنزويلا كما معركة إيران، ليست معركة خاصة، بل تجربة تخصّ كل الشعوب الطامِحة في حياة حرّة كريمة وفي دولة ذات سيادة.

موفق محادين، كاتب ومحلل سياسي أردني

في سياق تزايد مخاوف الكيان الصهيوني على أمنه الهش وتزايد قدرات محور المقاومة في المنطقة بعد انهيار الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل واشنطن والكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعديل مشروع قرار يحثّ الإدارة الأميركية على إجراء مراجعة لقرارها الانسحاب من سوريا وأفغانستان.

وينص التعديل الذي اقترحه زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل على الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر "إسرائيل" وشركاء واشنطن في المنطقة والدول المساهمة في قوات التحالف الأمريكي.

وخلال التصويت الأولي في مجلس الشيوخ، نال التعديل على قانون السياسات في الشرق الأوسط، تأييد 68 عضواً في المجلس مقابل 23 صوتاً عارضه.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية يقول التعديل إن عمليات تنظيم "داعش" في سوريا وأفغانستان لا تزال تمثّل خطراً جديا على الولايات المتحدة، ويحذر من أن سحب القوات الأميركية من البلدين سيتيح للإرهابيين إمكانية إعادة الانتشار وزعزعة استقرار مناطق ذات أهمية حيوية و"سيخلق فراغاً قد تملأه إيران وروسيا"، ما سيعكس سلبياً على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

ومع أن التصويت، الذي جرى الخميس، لا يمنح تعديل ماكونيل قوة القانون ولا يمنع ترامب من المضي قدما في خططه، إلا أن الصحف الأميركية تشير إلى أنه دليل على عدم رضى المشرعين عن سياسات ترامب في الشرق الأوسط ومعارضة شديدة لخططه لسحب القوات من سوريا وتقليص عدد القوات في أفغانستان إلى النصف.

وفي ما تدعي واشنطن ان قواتها حاربت الجماعات الإرهابية ومن بينها تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، تؤكد تقارير موثقة في هذا السياق ان واشنطن ليس فقط لم تواجه هذه الجماعات  فحسب بل هي الداعم الرئيسي لها خاصة في سوريا وأفغانستان.

ما كان يقاسيه الشعب السوداني من صعوبات في المعيشة وسوء إدارة من الحكومة رافقها فساد تغلغل في مؤسسات الدولة، بدأ يظهر على السطح منذ الأربعاء الماضي على شكل مظاهرات عفوية خرجت في محافظات السودان "عطبرة وأم درمان وكردفان" ولا تزال مستمرة حتى كتابة هذه السطور.

الشعب يطالب بتحسين ظروفه المعيشية بعد أن بدأت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها السودان تخنق المواطنين وتحرمهم من حاجاتهم الأساسية ولاسيما الخبز والوقود، وقد ارتفع سعر الخبز في الآونة الأخيرة، وترددت توقعات بارتفاعه أكثر بسبب رفع الدعم الحكومي المتوقع، لدرجة أن أحد المتظاهرين السودانيين صرّح يوم أمس لوكالة رويترز: "لم أتمكّن من شراء الخبز منذ 4 أيام"، نعتقد أن هذه العبارة توصل رسالة واضحة لحجم المعاناة التي يمرّ بها السودان.

رأي السلطات

استخدمت الشرطة في السودان القوة لتفريق متظاهرين، وذلك مع تواصل المظاهرات لليوم الثالث على التوالي في أنحاء متفرقة من البلاد احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز والوقود، وأطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على عشرات المتظاهرين في عطبرة وأم درمان وشمال كردفان، وأفادت تقارير بمقتل متظاهر في عطبرة، وبهذا يكون وصل عدد القتلى إلى 9 على الأقل وجرح المئات في احتجاجات آخذة بالاتساع في أنحاء متفرقة من السودان.

ومع زيادة الاضطرابات، أعلنت السلطات تعليق الدراسة في كل الجامعات وكذلك مرحلتي الأساسي والثانوي بولاية الخرطوم لأجل غير مسمى، كما أعلنت السلطات في ولاية القضارف حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال من السادسة مساءاً وحتى السادسة صباحاً.

أما السلطات فقد اعتبرت أن هذه المظاهرات هي صنيعة "الموساد" الإسرائيلي، وفي هذا الإطار ألقى مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات السودانية صلاح قوش اللوم على "متمردين تربطهم صلات بإسرائيل" في المظاهرات التي تواصلت لليوم الثالث في أنحاء البلاد وسقط فيها قتيل جديد، في حين علّقت السلطات الدراسة بجامعات الخرطوم وعطّلت مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي مؤتمر صحفي قال مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات صلاح عبد الله محمد صالح المعروف أيضاً باسم صلاح قوش إن شبكة في العاصمة الكينية نيروبي جاءت بمتمردين تربطهم صلات بإسرائيل إلى السودان لإثارة أعمال العنف، وكشف أن هؤلاء الأفراد تم تجنيدهم من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وشكلوا "غرف عمل" لهم في كل من الخرطوم ومدني وأم درمان ومدن سودانية أخرى.

وقال: إن الحكومة اتخذت قراراً بتثبيت سعر الخبز بجنيه واحد مع الاستمرار في دعم الخبز والوقود، مشيرة إلى أن الحكومة تبذل الجهود لتوفير السلع وحلّ مشكلة شُح السيولة النقدية.

أسباب المظاهرات

تعود أسباب هذه المظاهرات إلى غياب وجود خطة واضحة للرئيس السوداني عمر البشير في طبيعة علاقاته مع الوسط المحيط، وهنا لا أحد يشكك بسعي البشير لتحسين ظروف معيشة شعبه ولكن سياساته الأخيرة لا يمكن فصلها إطلاقا عمّا يجري حالياً داخل البلاد.

البداية كانت منذ أن قطع البشير علاقاته مع إيران وبدأ بتهديد سوريا حينها بجيش "عرمرم" لدعم المعارضين لحكومة الأسد، ليتبعها بالاتجاه نحو السعودية والإمارات وعقد صفقات معهم لتحسين ظروف بلاده والحصول على مساعدات مالية منهما مقابل مشاركة قوات سوادنية في الحرب الدائرة في اليمن لمصلحة السعودية، فماذا كانت النتيجة؟

أولاً: العلاقة مع السعودية والإمارات كان لها غاية أخرى وهي رفع الحظر الاقتصادي والسياسي عن السودان بعد أن كانت قد وضعتها أمريكا على لائحة الإرهاب، ولكن طوال عامين كاملين منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تعليق العقوبات الاقتصادية الأمريكية على الخرطوم المفروضة منذ 20 عاماً، والاقتصاد السوداني يعيش أسوأ أيامه وسط انكماش حاد، وتضخم كبير، وانهيار في قيمة العملة الوطنية أمام الدولار.

ثانياً: لم تقدّم الإمارات والسعودية أي مساعدات مالية ضخمة للسودان على خلفية مشاركة جنود هذا البلد الفقير في حرب اليمن ومقتل 1000 جندي منهم هناك، على عكس ما حصل مع مصر التي لم تشارك جنودها في هذه الحرب ومع ذلك حصلت على مساعدات بمليارات الدولارات، وبالتالي يمكن القول إن البشير غيّر حلفاءه لأجل لا شيء ولا يمكن فصل زيارته الأخيرة إلى دمشق عما يجري حالياً والتي يمكن اعتبارها أنها تأتي في إطار المحاولة الأخيرة للعودة إلى المسار الصحيح لسياسة البلاد القديمة، ولكن نخشى ما نخشاه أن يكون فات القطار على البشير.

الأزمات اليوم في السودان متراكمة خاصة في الجانب الاقتصادي، من ندرة في الوقود وندرة في دقيق الخبز، والغاز، والحصول على الكاش من البنوك فالبنوك تعجز عن توفير السيولة النقدية لمودعيها بسبب سحب المواطنين لمدخراتهم وتحويلها إلى دولار، لا توجد سوى بضعة صرّافات آلية تعمل بصورة متقطّعة في عاصمة البلاد، بينما البنوك في الولايات تسمح للمواطنين بسحب 10 دولارات يومياً فقط مهما كان نوع الحساب وحجمه.

هذه التطورات تزامنت مع عودة زعيم المعارضة الصادق المهدي إلى السودان ودعوته أمام آلاف من مؤيديه لانتقال ديمقراطي في تقاطع مع مطالبة حزب المؤتمر السوداني برحيل النظام وتشكيل حكومة تصريف أعمال، فهل نحن مقبلون على تغيير جذري في السودان أم سيتمكن البشير من احتواء الأزمة كما فعلها في السابق؟

لا خلاف على أن تنظيم داعش قد خسر جميع مناطق سيطرته في العراق وسوريا، وأنه يشهد حالة تراجع وانحسار غير مسبوقة، إلاّ أنه لم ينهزم بعد، ولم يتم القضاء على تهديداته التي يمتلك التنظيم ما يكفي من المرونة للتكيف مع واقع ما يمرّ به عبر مراحل متعددة بما يكفل ديمومة التهديدات التي يشكلها سواء في العراق وسوريا، أو عموم مناطق تواجد فروعه في قاراتٍ عدّة.

بعد سبع سنوات من انسحاب القوات الأمريكية، وأربع سنوات من الحرب على تنظيم داعش التي قادتها الولايات المتحدة بتحالف دولي من 68 دولة بين عامي 2014 و2018؛ لا يزال التنظيم يشكل تهديدًا جديًا على أمن العراق واستقراره بعد أن تحولت استراتيجيته من السيطرة على المدن وفرض أسلوبه في الحكم إلى ما يُشبه حرب العصابات التي أثبت أنه لا يزال يحتفظ بقدراتٍ عالية على تنفيذ الهجمات على المدن والقرى التي تقلُّ فيها مستويات الحماية الأمنية من القوات الأمنية والحشد الشعبي والحشد العشائري.

ويواصل تنظيم داعش الحفاظ على "جيوب" مقاومة للقوى المحلية، الاجتماعية أو السياسية أو العسكرية، في سياق خططه لإعادة هيكلته والتكيف مع البيئة المحيطة، وهي بيئة معادية في الغالب.

يمكن لتنظيم داعش إعادة هيكلة ما تبقى من مقاتليه ضمن مجموعاتٍ "متنقلة" تكون محصنة إلى حدّ ما من استهداف طيران التحالف الدولي الذي، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، سوف يستمر في الحرب على التنظيم بعد قرار الانسحاب من سوريا.

قد لا يفكر قادة تنظيم داعش بإعادة السيطرة على أراضٍ أو مدنٍ في العراق وسوريا بعد فشله في الحفاظ على مناطق سيطرته خلال أربع سنوات من الحرب التي قادها التحالف الدولي، وحالة "الرفض" المجتمعي للسكان الذين خضعوا لسلطته نتيجة التطبيق الصارم لما يعتقده التنظيم بانها تعاليم الشريعة الإسلامية.

وتُشير تقارير إلى أنّ التنظيم يسعى لإعادة بناء قدراته في مناطق انتشاره في غرب وشمال غربي العراق وسيطرته المؤقتة على بعض الطرق الرئيسية بين المحافظات والمدن واستيفاء أموال على الشاحنات وأموال أخرى يقوم بالحصول عليها من فرض الإتاوات على أصحاب المهن ورجال الأعمال في بعض المدن، أو عمليات الخطف، لتمويل ما يكفي لإعادة هيكلة تنظيمه والسيطرة على ما تبقى من مقاتليه.

يُجدد تنظيم داعش آليات الحصول على الأموال اللازمة لإدامة مستلزمات الحفاظ على وجوده بما يكفي لإعادة بناء هيكلة جديدة تتضمن قيادات الصفوف الأولى بما يتيح لها إمكانيات السيطرة على الأفراد والمجموعات والفروع المرتبطة به في مناطق متفرقة ومتباعدة وتهيئتهم لظهور جديد في العراق أو سوريا، أو في كليهما في مرحلة لاحقة.

إذا كانت الولايات المتحدة تُدرك أنّ القضاء على تهديدات تنظيم داعش بشكل كامل لا يبدو أمرًا واقعيًا لدى الكثير من القادة العسكريين، فإن الأكثر واقعية هي مسألة تحجيم قدرات التنظيم إلى الحد الذي يمكن فيه لقوات الأمن المحلية، من دون دعم أمريكي مباشر، الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع سقوط المدن والمناطق ثانيةً بيد التنظيم.

ومن متابعة العمليات "الأمنية" التي ينفذها مقاتلو تنظيم داعش في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى في العراق، يبدو بشكلٍ واضح أنه يسعى لإعادة بناء هيكلته وقياداته في مختلف الصفوف بالاعتماد على ما تبقى لديه من العنصر البشري والإمكانيات المالية والمعدات القتالية بما قد يشير إلى احتمالات عودته خلال سنوات بشكلٍ أكثر خطورة.

ويحتفظ تنظيم داعش بوجود شبه "مستقر" في مناطق متفرقة من شمال قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، وجنوب كركوك في مناطق الحويجة والرياض والرشاد ومناطق أخرى بالقرب من بحيرة حمرين في محافظة ديالى، إضافةً إلى معاقله الأصلية في نينوى شمال غرب العراق وفي الأنبار غرب العراق على الحدود المشتركة مع سوريا وبالقرب منها.

بما فيها الحكومة الجديدة، حكومة عادل عبد المهدي، لم تلتفت الحكومات العراقية إلى عوامل الخطر ومسببات ظهور وقوة التنظيمات المتطرفة التي من بينها، في مرحلة ما بعد الانتهاء من الحرب على تنظيم داعش، إعادة الإعمار والخدمات الأساسية في المحافظات السُنيّة، وإعادة بناء الثقة بين المجتمع السُنّي والحكومة المركزية من خلال خطوات عملية تبدأ بسحب فصائل الحشد الشعبي من المحافظات السُنيّة واطلاق المعتقلين دون مذكرات قبض قانونية، وهم عدّة آلاف بينهم نساء، وتوزيع عادل للسلطات الأساسية والثروات ومنح تلك المحافظات استحقاقاتها الدستورية في موازنة الدولة، إضافةً إلى توفير فرص عمل للعاطلين وإعادة النازحين الذين لا تزال القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي تحولُ دون عودتهم إلى مدنهم المحررة.

إنّ استمرار انتشار فصائل الحشد الشعبي في المحافظات السُنيّة وسيطرتها على الملف الأمني سيفاقم التوترات الطائفية السنية ـــــ الشيعية، وهي التوترات التي تُشكل عامل جذبٍ للتجنيد في صفوف تنظيم داعش التي تزداد وتيرتها بالتناسب مع زيادة حدّة التوترات الطائفية.

لعبت فصائل الحشد الشعبي دوراً محورياً في هزيمة تنظيم داعش من مناطق سيطرته في المحافظات السُنيّة ما أتاح لها البقاء في هذه المحافظات، ورفض الدعوات التي تطلقها مجالس المحافظات لسحب تلك الفصائل وتسليم المدن والمناطق للقوات الأمنية، وهو ما ترفضه قيادات الحشد الشعبي التي ترفض أيضاً أيّ دعواتٍ لحل نفسها وإدماج مقاتليها بالقوات الأمنية.

إنّ خسارة التنظيم لمناطق سيطرته أتاح له الاستفادة من قوى قتالية كانت "معطلة" لانشغالها بإدارة المدن وحماية المقرات ونقاط التفتيش وتقديم الخدمات، كما أنه سيتمتع بفائض مالي كان ينفقه على تقديم الخدمات ونفقات الإعانة الاجتماعية للسكان الخاضعين لسلطاته من غير المنتمين للتنظيم، ونفقات أخرى، سيوظفها جميعاً في الإنفاق فقط على إعداد المقاتلين وتسليحهم وشراء الآليات والمعدات، إضافةً إلى رواتب مقاتليه.

يمكن القول، مع انتهاء الحرب على تنظيم داعش وإعلان النصر عليه في سوريا والعراق قبل أكثر من عام، إنّ التنظيم نجح في التأقلم مع البيئة التي يتواجد فيها، وهي بيئة معادية في الغالب، حيث تحوَّل من قوةٍ شبه نظامية تخوض حروباً مع جيوش نظامية إلى منظمةِ حرب عصابات تعمل على شكل مجموعات صغيرة متنقلة.

السبت, 02 شباط/فبراير 2019 08:24

واشنطن تعلن وقف مساعداتها للفلسطينيين

أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التابعة للحكومة الفيدرالية، وقف مساعداتها للفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن.

جاء ذلك في بيان أرسلته وزارة الخارجية الأمريكية للأناضول، في قرار يأتي ردا على طلب القيادة الفلسطينية وقف كافة المساعدات، بما فيها الأمنية، التي تقدمها واشنطن للسلطة الفلسطينة، "تجنبا للتعرض لدعاوى قضائية بدعم الإرهاب".

وقال البيان، "بناء على طلب السلطة الفلسطينية، تم وقف جميع المساعدات المقدمة للفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن".

والخميس، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله، طلب من الخارجية الأمريكية وقف المساعدات الأمنية المقدمة للأمن الفلسطيني.

وأضاف أن الطلب يهدف إلى "تجنب التعرض لدعاوى قضائية، بسبب قانون جديد أقره الكونغرس الأمريكي، نهاية العام الماضي، لمكافحة الإرهاب"، ويدخل حيز التفعيل الجمعة.

وتابع عريقات، "لا نريد تلقي أي أموال إذا كانت ستتسبب في مثولنا أمام المحاكم".

وأشار إلى أن القانون المذكور ينص على أن أي حكومة تتلقى تمويلا ستكون خاضعة لقوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية.

أعلن وزير الخارجية الأميركيّ مايك بومبيو تعليق مشاركة واشنطن في معاهدة نزع الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مع موسكو لمدة 6 أشهر بدءاً من يوم غد السبت.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده تدرس الردّ على انتهاك روسيا لمعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.

وقال ترامب إن واشنطن ستبدأ بدراسة خيارات للرد العسكري وستعمل مع حلف الناتو والحلفاء والشركاء الآخرين "كي لا تترك لروسيا أي ميزة عسكرية بسبب سلوكها غير القانونيّ"، على حد تعبيره.

من جهتها اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل روسيا بانتهاك المعاهدة، وشدّدت على أهمية إبقاء باب الحوار مفتوحاً، أما حلف الأطلسي فسارع إلى تحميل روسيا المسؤولية تجاه انتهاء المعاهدة إذا لم تلتزم بها خلال 6 أشهر، ودعا بيان للحلف روسيا إلى الامتثال الكامل للحفاظ على معاهدة الأسلحة النووية.

موسكو وعلى لسان خارجيتها أكدت استعدادها مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة بشأن معاهدة الحد من الصواريخ، ولكنها في الوقت ذاته أكدت احتفاظها بحق الرد في حال تم فسخ المعاهدة نهائياً.

أما رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الدولية، قسطنطين كوساتشوف، فقد شدد على أن قرار واشنطن بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية يدمّر آلية منع نشوب الصراعات النووية.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن عضو في مجلس الدوما قوله إن روسيا لن تدمّر أنظمة صواريخها (729 ام 9) لأنها لا تنتهك معاهدة الأسلحة النووية.

انقسام في الكونغرس حول تأييد قرار ترامب وبيلوسي تحذر من أن يؤدي لسباق تسلح جديد

في الداخل الأميركي انقسم الكونغرس بين مؤيد ومعارض لخطوة ترامب، حيث اعتبرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن إدارة ترامب "تغامر ببدء سباق تسلح وتعريض الأمن والاستقرار الدوليين للخطر".

وقالت بيلوسي في بيان لها "يتعين على الإدارة أن تستنفذ الجهود الدبلوماسية كافة والعمل مع حلفائنا في الناتو خلال الأشهر الستة المقبلة بغية تفادي انخراط الولايات المتحدة في سباق تسلح خطير".

السيناتور الديمقراطي جيف ماركلي حذر أيضاً من تداعيات انسحاب إدارة ترامب من معاهدة INF  قائلاً "إن عصر الاستقرار (الدولي) أضحى معرّضاً لخطر كبير نتيجة قرار ترامب بانسحاب أحادي الجانب من المعاهدة".

وأضاف ماركلي في بيان موقّع من 5 أعضاء آخرين أن "الانسحاب المتهور سيضعف علاقاتنا مع حلفائنا كما أن روسيا ستكون غير مقيدة قانونياً من نشر أعداد كبيرة من صواريخها، وأن بوادر سباق التسلح النووي ستعرض العالم قاطبة للخطر ويهدد كل فرد أميركي في بلدنا، وعلى الكونغرس تقع مسؤولية ضمان عدم قيام الرئيس ترامب بإشعال السباق".

وأشار البيان إلى أن الإدارة لم تستشر الكونغرس في القرار كما ينبغي، وأوضح أن مشروع قانون (منع تمويل نشر الصواريخ الباليستية الأميركية لمديات من 500 كلم إلى 5500 كلم) لعام 2019 سيتم تقديمه، والذي يدعو إدارة ترامب إلى تقديم تقرير للكونغرس يلبي شروطاً معينة من أبرزها تقديم تقارير مفصلة عن كلفة معاهدة الحد من الأسلحة النووية.

أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام فقد أبدى تأييده الكامل لقرار إدارة ترامب الانسحاب من المعاهدة النووية "نظراً لعدم التزام روسيا بها"، معتبراً أن "روسيا انتهكت المعاهدة منذ سنوات ورفضت إدارة اوباما مواجهتها".

رحبت دول عربية وغربية ومنظمات أممية، الجمعة، بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، بعد أكثر من 8 أشهر من المشاورات والتعثر.

والخميس، توصلت القوى السياسية في لبنان إلى تشكيلة حكومية تضم جميع الفصائل السياسية، تقدم بها الحريري إلى رئيس البلاد ميشال عون.

وعقب مراسم التوقيع على التشكيلة الوزارية في القصر الجمهوري بالعاصمة بيروت، أعلن الحريري أن أولى اجتماعات الحكومة ستنعقد السبت.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإعلان تشكيل الحكومة الجديدة.

وأعرب غوتيريش، في بيان، عن تطلعه للعمل مع الحكومة الجديدة لـ"مواصلة معالجة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية العاجلة في لبنان".

وجدد التأكيد على التزام الأمم المتحدة بـ"دعم تعزيز لبنان لسيادته واستقراره واستقلاله السياسي".

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بيان، إن بلاده "وقفت في الأشهر الأخيرة إلى جانب الشعب اللبناني وقادته من أجل تهيئة ظروف التأليف".

وأكد الرئيس الفرنسي التزامه بـ"سيادة لبنان واستقراره وأمنه وأهمية سياسة النأي بالنفس ومكافحة الإرهاب".

بدوره، تعهد الاتحاد الأوروبي بالعمل والتعاون مع الحكومة الجديدة برئاسة الحريري.

وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان، إن تشكيل الحكومة الجديدة "خطوة إيجابية وشيء مهم جدا من أجل تحقيق الاستقرار في لبنان".

وزارة الخارجية الروسية، اعتبرت أن تشكيل الحكومة اللبنانية "خطوة مهمة نحو المزيد من تعزيز وحدة" هذا البلد.

وقال الوزارة في البيان إن "موسكو ترحب بنجاح إنجاز الماراثون السياسي الذي استمر لمدة ثمانية أشهر (...) وتعول على مواصلة الحوار السياسي النشط والتفاعل مع لبنان لمصلحة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".

من جانبها، رحبت الجامعة العربية بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، مطالبة بتوفير الدعم الاقتصادي والسياسي لها.

وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في بيان، إنه "يرحب بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة"، مهنئا الحريري على نجاحه "في إدارة المشاورات وصولا إلى تشكيل الحكومة الجديدة".

وشدد الأمين العام على أهمية "توفير الدعم السياسي والاقتصادي من مختلف الأطراف للحكومة الجديدة، ودعم المؤسسات الدستورية اللبنانية، بما يضمن الحفاظ على أمن واستقرار البلاد".

كما أعربت الخارجية المصرية، في بيان، عن ترحيبها بالحكومة الجديدة، "بما يعزز من أمن واستقرار لبنان ويحقق مصلحة الشعب اللبناني".

أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، وبعث برقيتي تهنئة إلى رئيسي البلاد ميشال عون، والحكومة سعد الحريري، بالمناسبة.

وأعرب عن أمنياته لأعضائھا بـ"التوفیق لخدمة البلد ومزيد من العلاقات التاریخیة والوطیدة التي تربط البلدین"، وفق وكالة الأنباء الكويتية.

كما رحبت طهران بتشكيل الحكومة الجديدة، معربة عن أملها في أن تؤسس لمرحلة جديدة من "التقارب السياسي" في لبنان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في بيان، إن "تشكيل الحكومة اللبنانية يعكس إرادة الشعب ومسؤوليه لرسم معالم مستقبل البلاد بعيدا عن الضغوط والتدخلات الخارجية".

وأشار أن "إيران تدعم تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان وتأمل بأن يكون تشكيل الحكومة بداية لمرحلة جديدة للتقارب بين التيارات السياسية أكثر من أي وقت مضى، مما يمهد لمزيد من تطور لبنان ورفعته".

كما رحبت سفارة الولايات المتحدة لدى بيروت بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

وفي تغريدة عبر "تويتر"، أعربت عن أملها في "أن تلتزم الحكومة الجديدة بتعهداتها تجاه القرارات الدولية، وتلبية تطلعات واحتياجات الشعب اللبناني".