Super User

Super User

السبت, 23 شباط/فبراير 2019 11:13

إرهابيو سيناء إلى أين .. من هنا

مع إطلالة صباح يوم السبت الماضي(16/2/2019) سقط عشرات الشهداء والجرحى من جنود وضباط الجيش المصري في مواجهة جديدة مع إرهابيي داعش شمال سيناء ، ومع وقائع الحادث الأليم ،يتذكّر الخبراء والمتابعون تأكيدات الإدارة المصرية بدايات العام الماضي -2018- بأن ذلك العام سيكون هو عام نهاية تنظيمات الإرهاب في سيناء وأن الخطة العسكرية لتطهير سيناء ستكون مُطبّقة بالكامل ومُحقّقة لأهدافها الاستراتيجية مع نهاية العام 2018 .السؤال اليوم ونحن في العام 2019 هل تحقّق فعلاً ما وعدت به الإدارة السياسية أم لا ؟ وهل انتهت فاعلية وزخم تلك الجماعات الإرهابية ومشروعها الإنفصالي في سيناء ؟

إنه السؤال الأصعب الذي فجّره حادث السبت الماضي ، وهو سؤال لايزال يواجهه المصريون ويقلقهم والذي في سياقه يأتي العديد من القراءات والتوقّعات الاستراتيجية ومنها التقرير الذي أطلقته الحكومة البريطانية قبل فترة وجاء فيه نصاً:(التحذير من زيارة مصر لأن الإرهاب لايزال موجوداً خاصة في سيناء) رغم قول التقرير "إن حملات الحكومة المصرية قد نجحت في بعض المناطق في مواجهة الإرهابيين".

ويؤكّد التقرير أنه في السنوات الأخيرة، تعاملت قوات الأمن المصرية مع 3 هجمات إرهابية على المواقع السياحية. في 14 يوليو 2017 ، قتل 3 سيّاح أجانب وأصيب عدد آخر بجروح إثر هجوم بسكين على مُنتجعات شاطئية في الغردقة. كما وقعت هجمات في الأقصر في يونيو 2015 وفي الغردقة في يناير 2016 ، من دون وقوع خسائر في الأرواح.

إن الواقع في سيناء يقول إن داعش سيناء (المعروفة سابقاً بإسم أنصار بيت المقدس) هي أكثر الجماعات الإرهابية نشاطاً في مصر. في نوفمبر 2014 ، أعلنت تلك الجماعة إنها تعهّدت بالولاء لداعش.

والمعروف أن معظم هجمات داعش سيناء استهدفت مراكز حكومية وقوات الجيش الوطني والأمن والمسيحيين الأقباط ، وتمّ استهداف الأجانب أيضاً. ومنطقة عملياتهم الرئيسية هي مثلّث (رفح-الشيخ زويد-العريش )شمال سيناء، لكن الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات في مناطق أخرى بما في ذلك جنوب سيناء والقاهرة والصحراء.

وهناك سيناريوهات مُتشائمة ترى أن هناك نزوحاً وانتقالاً قد يطيل أمد المعركة، ففي أواخر عام 2017، خلال شهرين تعرّضت مصر لثلاث هجمات إرهابية نوعية تحمل بصمات تنظيم (داعش)، بالتزامن مع هزيمة مريرة تلقّاها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، وفرار فلوله، بعد صفقة رعتها الولايات المتحدة، نحو مناطق عديدة، بينها سيناء المصرية، وفق معلومات متواتِرة وآراء معنيين.

هذا الفرار الداعشي من الجارتين سوريا والعراق نحو مناطق أخرى، بينها مصر، أكّده الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في 24 أكتوبر/ تشرين أول 2017، بعد أربعة أيام من هجوم إرهابي استهدف عناصر أمنية في منطقة الواحات (غرب)، وأسفر عن مقتل 16 شرطياً.

آنذاك قال السيسي في حديث مُتلفَز: "النجاح الموجود في سوريا والعراق ضد داعش سيترتّب عليه انتقال العناصر الإرهابية من هذه الجبهة في اتجاه ليبيا ومصر (الحدود الغربية) وسيناء (شمال شرقي مصر) وغرب إفريقيا".

ووفق معلومات متواتِرة فإن التمكين الأميركي لتنظيم "داعش" من الانسحاب "الآمِن" من معاقله يعتمد ثلاثة مسارات صعبة للتسلّل إلى سيناء، وهي: "التدفّق البرّي مروراً بالأردن، والإنزال الجوي، والتسلّل عبر سواحل سيناء".

بالمقابل هناك سيناريوهات متفائلة، ترى أن الأمور تسير إلى نهاية التنظيمات الإرهابية في سيناء وإنتهاء مشروعها قريباً انطلاقاً من حقيقة أساسية يتبنّاها كاتب هذه السطور وهي أن تنظيمات الإرهاب المسلّح في سيناء وفي مقدّمها داعش قد ولِدَت ميتة لأن جوهر إستراتيجية هذا التنظيم منذ ظَهَرَ في العراق يقوم على قاعدة فكرية وإستراتيجية مُحدّدة وهي ( التمركز في مكان ما) ثم التمدّد من خلاله إلى باقي المدن والمحافظات، وهو ما لم يحدث من الأساس، إذ لم يستطع التنظيم أن يتمركز في سيناء، ولم يتّخذ منها قاعدة للتمدّد كما جرى في العراق وسوريا

يتبقّى أن نؤكّد على أن فاعلية تلك التنظيمات قد ضعفت ، وأن الجيش المصري قد حقّق بالفعل نجاحاً ضدها وإنهاكاً استراتيجياً لها ، وقتل العديد من قياداتها وعناصرها ودمّر بعض القواعد البدوية الحاضنة لها ،ولكنها في الواقع لم تنته تماماً ولاتزال بقاياها حاضرة وكذلك لاتزال أفكارها التكفيرية منتشرة وسط قطاعات من قبائل سيناء ، ولكي يتم القضاء عليها لا بد من إستراتيجية جديدة في العام 2019 لا تعتمد فقط على القوّة المسلّحة ،إذ لا بد من المواجهة الفكرية والعقائدية من خلال الإعلام والأزهر الشريف رمز الوسطية والاعتدال، وفي موازاة ذلك لا بد من التنسيق مع سوريا والعراق وليبيا باعتبارهم أصحاب تجارب في المواجهة وأيضاً من أراضيهم ستنطلق تلك الجماعات إلى سيناء ، وأخيراً لا بد من عمليات تنمية واسعة وعدل إجتماعي وإقتصادي حقيقي وليس عبر شاشات الفضائيات فحسب ، في سيناء ،لأن الفقر يمثل أحد العوامل المهمة في خلق الإرهاب هكذا تؤكّد التجارب التاريخية ووثائقها .إن سيناء تمثل ركناً أساسياً في الأمن القومي المصري وإن لم ينظر إلى ما يجري فيها نظرة استراتيجية شاملة في عام 2019 ، فللأسف ستبقى تلك الجماعات وربما تعود أكثر دموية .حفظ الله مصر من كل سوء .

رفعت سيد أحمد، كاتب ومفكر قومى من مصر. رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث القاهرة.

انطلقت المناورة الكبرى "الولاية 97" التي تحمل شعار "يا زهراء(س)" باستعراض بحري لانواع الوحدات السطحية وتحت السطحية والطيران في بحر عمان.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، بأنه تستمر هذه المناورة ثلاثة ايام حيث تشارك فيها اكثر من 100 قطعة بحرية لسلاح البحر التابع لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية تشمل بارجات هجومية ومدمرات قاذفة الصواريخ ولوجستية وغواصات ثقيلة وخفيفة وبرمائيات وطائرات ومروحيات بقيادة حاملة مروحيات "خارك".

وتجري مناورة ' الولاية 97' البحرية الكبرى للقوة البحرية للجيش في منطقة تبلغ مساحتها مليوني كيلومتر مربع من مضيق هرمز وسواحل مكران وبحر عمان وشمال المحيط الهندي الى مدار 10 درجات شمال هذا المحيط.

وتشارك غواصة "فاتح" ومدمره "سهند" المصنوعتين محليا للمرة الاولي في هذه المناورة.

قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة إن إيران لا تزال ملتزمة بالقيود الرئيسية على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته عام 2015 مع قوى عالمية، برغم الضغوط المتزايدة عليها بفعل إعادة فرض العقوبات الأميركية.

وأضافت الوكالة في تقرير فصلي سري اطلعت عليه وكالة "رويترز" أن إيران لا تزال ملتزمة بحدود تخصيب اليورانيوم وكذلك مخزونها من اليورانيوم المخصب.

وكررت الوكالة أيضاً بيانها المعتاد قائلة إنها أجرت عمليات تفتيش تكميلية، التي عادة يتم الإبلاغ قبلها بوقت قصير، في كل المواقع التي تحتاج إلى زيارتها في إيران.

اصدر قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي اليوم الجمعة، بيانا اعرب فيه عن تعازيه بوفاة آية الله محمد مؤمن عضو مجلس صيانة الدستور ومجلس خبراء القيادة.

واعتبر قائد الثورة، وفاة آية الله محمد مؤمن خسارة للحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، وقال: ان المكانة العلمية وتربية طلاب بارزين الى جانب تقوى واخلاص هذا العالم الجليل وكذلك ولائه والتزامه الثوري، جعلت منه شخصية شاملة.

واضاف سماحته: يعود تاريخ نضاله الى قبل الثورة، واستمرت خدماته الثورية بشكل مستمر طيلة أربعين عاما، وكان ركنا هاما من اركان مجلس صيانة الدستور لعدة دورات متتالية.

واعري قائد الثورة عن مواساته لذوي الفقيد وكذلك العلماء الافاضل في حوزة قم العلمية وخاصة تلامذته واصدقائه، وجميع اهالي مدينة قم المقدسة، سائلا الباري تعالى ان يتغمده بمغفرته ورحمته الواسعة.

تصدّرت الجمهورية الاسلامية الايرانية البلدان الاسلامية والمنطقة في إنتاج العلم كما أفاد مساعد وزير الصحة في شؤون البحوث والتقنيات ملك زاده.

وقال ملك زاده إن خطة آفاق التنمية للبلاد كانت تقتضي بلوغ هذه المرتبة بحلول عام 2022 إلا أنه بفضل جهود الباحثين الايرانيين تم تحقيق هذا الهدف قبل الموعد المقرر.

وأضاف: إن ايران حازت كذلك على المرتبة 15 عالميا في إنتاج العلم خلال العام الماضي ISI وفق وهو مايشكل إنجازاً كبيراً.

واشار الى تصنيف تايمز للجامعات في العام الجاري (2019) وقال إن ايران حازت على المرتبة الاولى بين البلدان الاسلامية بفضل تصدّر 29 جامعة متفوقة فيها فيما بلغت تركيا المرتبة الثانية مع 23 جامعة متفوقة رغم أن الميزانية المخصصة لم تكن كبيرة.

ولفت الى ان عدد الكوادر البحثية الشابة في ايران يفوق تركيا بثلاثة اضعاف حيث يعدون أهم ثروة في البلاد.

وتابع: إن عدد سكان ايران لايتجاوز 1 بالمئة من سكان العالم إلا أن إنتاج العلم في ايران يبلغ 2 بالمئة والاستشهاد بالانجازات البحثية للباحثين الايرانيين يبلغ 3 بالمئة على الصعيد العالمي.

ونوه الى وجود 412 مجلة علمية بحثية طبية في البلاد فيما كان عددها قبل انتصار الثورة الاسلامية 13 مجلة فقط.

واشار الى وجود أكثر من 850 مؤسسة بحثية جامعية ناشطة في الفروع الطبية في البلاد وهو مايعد بين الانجازات الكبيرة التي تحققت في القطاع الصحي بعد الثورة الاسلامية.

السبت, 23 شباط/فبراير 2019 10:44

انطلاق معرض مسقط الدولي للكتاب

افتتح الأربعاء "معرض مسقط الدولي للكتاب" في دورته الــ 24 الذي يقام بمشاركة 882 دار نشر من 30 دولة.

ويقدم المعرض، الذي بدأ في استقبال زائريه صباح اليوم الخميس بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، 523 ألف عنوان كتاب في شتى مجالات الفنون والآداب والمعرفة.

وتحل محافظة البريمي شمال غرب السلطنة ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض الممتد حتى 2 آذار/مارس المقبل.

ويشمل برنامج المعرض أمسيات شعرية وندوات فكرية وورش عمل من أبرزها ندوة (عُمان في الكتابات العربية والأجنبية) وندوة أخرى بعنوان (الطفل وإعلام المستقبل) وحلقة نقاشية تتناول أعمال الشخصيات المكرمة في المعرض هذا العام.

وكرم المعرض في حفل الافتتاح ثلاث شخصيات عمانية هي الكاتبة بشرى خلفان في مجال القصة والرواية، والأستاذ الأكاديمي إحسان بن صادق اللواتي في مجال الدراسات والبحوث، ومسلم بن أحمد الكثيري في مجال الموسيقى.

كما يشمل برنامج المعرض مسابقة لأفضل مبادرة ثقافية مجتمعية تتنافس على جائزتها أكثر من 25 مبادرة.

أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير حالة الطوارئ في البلاد، كمل قرر حل حكومة الوفاق الوطني، ووقف إجراءات تعديل الدستور لترشحه لولاية ثانية، إضافة إلى تعيين حكام جدد للولايات كلهم من السلك العسكري.

وفي كلمة له إلى الشعب السوداني مساء الجمعة أكد البشير أن المطالب الشعبية "مشروعة وقد أكد عليها الدستور"، مجدِداً الدعوة إلى الحوار الوطني لإنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد.

ولفت البشير إلى أن الاستقرار السياسي هو المدخل لتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار الأمني، مضيفاً أن "جلسات الحوار التي خضناها تشكل أساساً للرد على الأسئلة الوطنية بشأن كيفية حكم السودان".

كما شدد على أن "لا بديل عن الحوار الوطني ونحتاج جميعاً إلى الحوار لنتجاوز خلافاتنا".

كذلك قال "نسعى إلى حل للأزمة يضمن وحدة البلاد واستقرارها من دون إقصاء أحد أو عزله"، داعياً في كلمته البرلمان إلى تأجيل البحث في التعديلات الدستورية المطروحة واستكمال الحوار.

منسق المبادرة الوطنية للتغيير محمد حسب الرسول أكد في اتصال مع الميادين أن موقف المبادرة هو تنحي البشير وانتقال سلمي للسلطة.

كما أكد وجود مخاطر حقيقية تعصف بالسودان جراء السياسات الحكومية.

وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني قد كشف أن البشير سيعلن في كلمته، حالة الطوارئ وسيحل الحكومة المركزية وحكومة الولايات.

وأضاف مدير جهاز الأمن والمخابرات إن البشير سيعلن تنحيه عن رئاسة الحزب الحاكم، كما سيوقف إجراءات تعديل الدستور التي تسمح له الترشح لفترة رئاسية جديدة.

إلى ذلك، ذكرت صحف سعودية في وقت سابق أن البشير استدعى جميع ولاة البلاد إلى اجتماع طارئ بمشاركة الآلية التنسيقية العليا للحوار.

يأتي ذلك في أعقاب تمدّد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحّيه وتفاقم الوضع الاقتصاديّ في البلاد.

في هذه الأثناء دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى مواصلة الاحتجاجات السلمية المطالبة بتنحي البشير.

وأطلقت القوات الأمنية في السودان قنابل الغاز لتفريق مئات المحتجّين المناهضين للحكومة في أمّ درمان تنديداً بالأوضاع الاقتصادية، حيث ردّد المتظاهرون هتافات تدعو إلى تغيير النظام.

هذا وأكد ناشطون أن حصيلة القتلى خلال شهرين من التحرّكات بلغت 60، فيما شملت عمليات التوقيف قادةً في المعارضة وصحافيين.

وصل التوتر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و "الکیان الاسرائیلی" إلى ذروته لدرجة دفعت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للتحذير اليوم الأحد من أن "إسرائيل" تسعى للحرب، وقال: "إن تصرفاتها هي وأمريكا" تزيد فرص اندلاع حرب في المنطقة، وذلك ضمن خطاب ألقاه اليوم في مؤتمر ميونيخ.

وأضاف ظريف: "إن إيران موجودة في سوريا استجابة لدعوة من الحكومة السورية لغرض وحيد هو مكافحة الإرهاب، لا لأي سبب آخر".

واتهم ظريف "إسرائيل" بانتهاك القانون الدولي بعد حملات القصف التي شنّتها على سوريا، كما انتقد القوى الأوروبية لعدم انتقادها "إسرائيل" وأمريكا جرّاء تصرفاتهما في المنطقة.

وتابع: "الخطر هائل وربما يكون أكبر إذا واصلنا التغاضي عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي".

"إسرائيل" وشيطنة إيران

يسعى الكيان الصهيوني بكل ما يملك من مقدرات لمواجهة إيران في جميع المحافل الدولية وحشد كل ما يستطيع من دول العالم لشيطنة إيران، لاسيما دول الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص السعودية التي تشاطر "إسرائيل" سياستها في معاداة إيران، وهذا الأمر دفع كيان الاحتلال للولوج إلى العمق السعودي عبر هذا الهدف المشترك، ولذلك بدأت "إسرائيل" تحرّك قطار التطبيع الذي بدأته قبل عقود بشكل أسرع وبحماسة مفرطة نحو بقية الدول العربية التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية، ولاسيما الخليجية منها.

وعكست مضامين حلقات "أسرار الخليج" التي تبثّها القناة 13 الإسرائيلية وتتمحور حول كواليس العلاقات بين "إسرائيل" والدول الخليجية، تطلعات تل أبيب إلى تطبيع العلاقات على قاعدة التنسيق والتعاون الأمني والاقتصادي لتعزيز الحلف مع الدول الخليجية لمواجهة ما تسميه "التهديد الإيراني" للشرق الأوسط.

وتناغمت مضامين كواليس الاتصالات والعلاقات التي أوردتها الحلقات بالاتصالات ما بين البحرين والإمارات وتل أبيب وزيارة رئيس الموساد الأسبق "تامير باردو" للسعودية، مع طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يروّج لقطار التطبيع مع دول عربية وإسلامية كأهم إنجاز للدبلوماسية الإسرائيلية.

وتراهن إسرائيل - وفقاً لباحثين في الشأن والسياسات الإسرائيلية - على شيطنة إيران وتسويقها كتهديد مشترك عبر تعزيز العلاقة مع تحالف الدول "المعتدلة" للحدّ من نفوذها في الشرق الأوسط، وتمرير الإدارة الأمريكية "لصفقة القرن" بعد انتخابات الكنيست -التي ستجرى يوم 9 أبريل/ نيسان المقبل- بغطاء عربي وإسلامي بغية تصفية القضية الفلسطينية، في الوقت الذي تصرّح حتى الدول المهرولة للتطبيع مع تل أبيب بأنها ستوافق على أي خطة يوافق عليها الجانب الفلسطيني.

الاتجاه نحو روسيا

لا يكفي أن يتجه المسؤولون الإسرائيليون نحو الدول الخليجية وتطبيع العلاقات معها، إذ إن هناك حليف استراتيجي لسوريا ولإيران في المنطقة، نتحدث هنا عن "روسيا" التي من المقرر أن يزورها نتنياهو الخميس المقبل، بهدف إقناع الرئيس بوتين بطرد القوات الإيرانيّة من مناطق تعهدت روسيا بإخلائها، وفق ما ذكرت هيئة البث الرسميّة "كان"، مساء الجمعة الماضية.

ووفقاً للقناة، فإن نتنياهو سيسعى كذلك إلى التأكيد مجدداً لروسيا وسوريا بأن إسرائيل "لن تقبل بالتموضع الإيراني المتواصل في سوريا"، بالإضافة إلى الاستفسار عن التحضيرات لتفعيل منظومة صواريخ إس 300 الروسيّة شماليّ سوريا، التي سلّمتها موسكو لدمشق بعد إسقاط الطائرة الروسية قبالة الشواطئ السورية في أيلول/سبتمبر الماضي.

ويكتسي لقاء نتنياهو – بوتين أهميّة خاصّة في "إسرائيل"، كونه الأول منذ إسقاط الطائرة الروسية، التي تتهم موسكو طائرةً إسرائيليّة بالتستّر وراءها ما أدى إلى إسقاطها بالدفاعات الجويّة السورية، وإثر هذا الإسقاط، امتنع بوتين عن لقاء نتنياهو رسمياً، غير أن التنسيق العسكري بين البلدين فوق سوريا لم يتوقف طويلاً.

لكن الموقف الروسي فيما يخص الوجود الإيراني واضح وصريح، إذ صرّح السفير الروسي لدى إيران، ليفان دجاغاريان، قبل عدة أسابيع، أن مسألة انسحاب العسكريين الإيرانيين من سوريا يجب بحثها بين دمشق وطهران والوجود الإيراني في سوريا شرعي.

وقال السفير لوكالة "سبوتنيك": "هذه القضية هي من اختصاص قيادة الجمهورية العربية السورية، وإذا تمّت مناقشتها، فبين دمشق وطهران فقط، لأن الوجود العسكري الإيراني في سوريا شرعي والمستشارون الإيرانيون موجودون بدعوة من الحكومة السورية الشرعية".

فشل في أرض الميدان

من جانبه رأى المؤتمر الدوليّ السنويّ لمعهد دراسات الأمن القوميّ (INSS) أنّ العمليات العسكريّة الإسرائيليّة لن تمنع إيران من ترسيخ نفسها في سوريا، وبالتالي يجب اللجوء إلى الحلول السياسيّة، وروسيا هي العنوان الرئيسي لهذا، وبالتالي يجب على "إسرائيل" أنْ تُروِّج لحركاتٍ تكميليّةٍ تستند أساساً إلى روسيا والدولة السورية، من أجل إقناعهم بأنّ استمرار بناء "البؤر الإيرانية" في سوريا سيضُرّ بالدولة السورية والقدرة على استقرار الوضع فيها والبدء في عملية إعادة الإعمار، كما تستطيع "إسرائيل" تشكيل تحالفٍ مع الدول العربيّة السُنيّة البراغماتية، التي ستكون مستعدّةً لاستثمار الموارد في إعادة تأهيل سوريا في ظلّ ظروف إزالة إيران وتأثيرها هناك.

واختتم التلخيص قائلاً: إنّ طريقة تحسين الموقف الاستراتيجيّ لـ"إسرائيل" هي تعزيز مكانتها الإقليميّة، في ضوء المصالح المُتداخِلة مع الدول العربيّة السُنيّة الرئيسيّة، وذلك أساساً من أجل الحدّ من النفوذ الإيرانيّ المُتزايِد في المنطقة، والمفتاح لهذا هو اختراقٌ في العمليّة السياسيّة مع الفلسطينيين، مُشيراً إلى أنّ تطوراً إيجابياً في هذا الاتجاه لن يكون ذا صلةٍ بهذه الساحة فقط، بلْ سيُساعِد "إسرائيل" أيضاً على مواجهة التحدّيات الاستراتيجيّة الرئيسيّة التي تُواجهها، على حدّ قوله.

الحدود مع ليبيا تمثّل خطراً مباشراً على الأمن القومي المصري، خاصة أن جزءاً كبيراً من العناصر الإرهابية الآتية من عدّة دول في العالم, وتُقاتل حالياً في ليبيا، يحاول الدخول إلى الأراضي المصرية عبر المناطق الحدودية الهشَّة، والمعروف أنه باستثناء السلوم وسيوة، لا توجد مدن أو أية تجمّعات سكانية مصرية على طول الحدود المصرية الليبية.

رغم الرحلات المكوكية للدكتور غسان سلامة إلى ليبيا مبعوثاً للأمم المتحدة لحل إشكاليات الصراع بداخلها حلاً سلمياً ، ورغم التفاؤل الذي يتمنّاه البعض- ونحن منهم - للعام 2019 ،أن يكون عام انتخابات وتشكيل حكومة قوية حاكِمة لكل البلاد ، وأن يكون عام اندحار لجماعات الإرهاب على اختلافها وفي مُقدّمها داعش ؛ إلا أن الحقائق على الأرض تقول بغير ذلك ، وبأننا سنشهد مزيداً من التفكّك للدولة الليبية التاريخية ومزيداً من الإرهاب الدموي والصراع المسلّح بين الفرقاء السياسيين الرئيسيين من جهة سواء أولئك الذين في في طرابلس أو في بنغازي، وبينهم وبين أنصار الشريعة والقاعدة وداعش وأجنحة الإخوان المسلمين المُسلّحة من جهة أخرى ، إن ليبيا تنتظرها للأسف أوقات عصيبة على نقيض الصورة التي تُصدَّر للإعلام ،لأن الجميع متورِّط في عدم حلّها حلاً سلمياً عادلاً . على أية حال إن ما نوّدّ لفت الإنتباه إليه أمام الرأي العام العربي وقوى المقاومة لجماعات الإرهاب المسلّح ، أن أحد أبرز الجبهات التي ستشهد قلاقل وتوتّرات حادّة تصل إلى حد الصراع الدامي هي جبهة الحدود المصرية الليبية ،التي رغم سكونها الحالي الناتج من قوّة القبضة الأمنية والعسكرية المشتركة (جيش حفتر-جيش مصر)؛الإ أن احتمالات تفجّرها وارِدة مع نموّ جماعات الإرهاب من العائدين من سوريا والعراق ؛ الخطر قادِم على مصر من هذه الحدود كما هو قائم ومُزعج في سيناء . فماذا عنه ؟ تُحدِّثنا الحقائق أن طول الحدود بين مصر وليبيا يبلغ نحو 1115 كيلومتراً، ويقع العبء الأكبر في تأمينها على الجانب المصري بسبب ضعف إمكانيات الجيش الليبي في الشرق، وانشغاله بمحاولة فرض الأمن والاستقرار وهزيمة الجماعات الإرهابية داخل عموم ليبيا.

بهذا المعنى فإن الحدود مع ليبيا تمثّل خطراً مباشراً على الأمن القومي المصري، خاصة أن جزءاً كبيراً من العناصر الإرهابية الآتية من عدّة دول في العالم، وتُقاتل حالياً في ليبيا، يحاول الدخول إلى الأراضي المصرية عبر المناطق الحدودية الهشَّة، والمعروف أنه باستثناء السلوم وسيوة، لا توجد مدن أو أية تجمّعات سكانية مصرية على طول الحدود المصرية الليبية. وتُعدّ منطقة بحر الرمال - بمُحاذاة الحدود مع ليبيا - التي يبلغ طولها نحو 150 كيلومتراً وعرضها نحو 75 كيلومتراً، أصعب ممر للعبور إلى داخل مصر، وخلال السنوات الأخيرة الماضية أعلنت مصر عن إحباطها عدداً من عمليات تهريب أسلحة وسيارات دَفْع رُباعي عبر الحدود مع ليبيا . هذه الجغرافيا الواسعة تمثل اليوم مصدراً للتهديد ومُنطلقاً للعمليات الإرهابية من تنظيمات متواجدة بقوّة في المدن الليبية القريبة من الحدود المصرية ، ومن أشهر تلك التنظيمات وفق خريطة توزيعها تأتي داعش والقاعدة والأجيال الجديدة منهم ، وهي جماعات تتواجد في مراكز تدريب عالية الخبرة بالقرب من الحدود مع مصر

إن ليبيا تعاني أيضاً من انتشار أنواع كبيرة من تجارة السلاح التي يرغب أصحابها في استغلال التوتّر الموجود على الحدود، والدخول بقوّة مع سلاحهم إلى مصر وقد وجِدَت بالفعل أنواع نادرة ومهمّة من الأسلحة في أيدي إرهابيي سيناء بما فيها صواريخ مُضادّة للطائرات وصلت إليهم من ليبيا . الأمر الذي يزيد من المخاطر والتهديدات التي تؤثّر على مصر في الجانب السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري.

يهمّنا هنا أيضاً أن نُنبِّه إلى أن الحدود البرية مع ليبيا تُعدّ أطول الحدود المصرية، وهي تتمتّع بطبيعة طبوغرافية تصعب السيطرة المصرية الكاملة عليها ، والمعروف أن مصر تعرّضت لتهريب كميات كبيرة من الأسلحة منذ بداية ما يُسمَّى ب(الثورة) الليبية وعلى مدار السنوات الثماني الماضية . إن المستقبل إذن في هذا العام 2019 يحمل احتمالات تنامي العمليات الإرهابية على الحدود بين مصر وليبيا ، وإن لم تتحرّك مصر وجيش حفتر -تحديداً- لبناء خطّة استراتيجية جديدة تستفيد من أخطاء الماضي وتتفاعل أيضاً مع الحلول السياسية المطروحة وفقاً لمصالح الشعب الليبي وليس وفقاً لأجندات خارجية ؛ إن لم يحدث هذا فإن الإرهاب قادم من غرب مصر كما في شرقها (سيناء ) ومقاومته ستكون صعبة ومُكلِفة والله أعلم.

رفعت سيد أحمد

السبت, 23 شباط/فبراير 2019 10:33

أهلاً بكم في العالم الجديد

في الوقت الذي فكّك فيه الاتحاد السوفياتي حلف وارسو، أبقت الولايات المتحدة حلف الناتو لتصبح القطب الوحيد المهيمن في العالم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً. ولكنّ مؤتمر وارسو لم يرقَ إلى طموحات الولايات المتحدة، وفي النهاية لم يصدر عن هذا اللقاء أيّ بيان مشترك، ولم يتمكنوا من تأسيس حلف ضد إيران أو تهديد إيران بأيّ طريقة. أمّا إيران فقد كانت حاضرة في سوتشي مع روسيا تسهم في هندسة واقع جديد في المنطقة والعالم، غير آبهة بالثرثرة التي اعتاد الإعلام الغربي إطلاقها، آملاً أن يربح الحرب قبل أن تبدأ. فقد كان الرئيس بوتين يترأس قمة سوتشي التي ضمّت روسيا وإيران وتركيا، وفي هذا اللقاء يمكن استقراء الفعل من القول ويمكن أن نتوقع سير المراحل المقبلة لأنّ الصدق واحترام سيادة الآخرين هما سيّدا الموقف هنا.

كان المشهد السياسي الإعلامي الأسبوع الماضي في العالم سريالياً صاخباً بمؤشراته الجيوسياسية واستشرافاته المستقبلية، وبدء وضوح فراقه للعالم القديم الذي كنّا نعيش فيه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى اليوم. وقد أصبح جليّاً أنّنا لا نستطيع أن نفهم ما يجري حولنا إذا ما بقينا نتأبط الأدوات القديمة والمعايير التي ورثناها من القرن الماضي. فقبيل مؤتمر سوتشي وما سمّوه "تجمع وارسو"، اجتمع ممثّلو الفصائل الفلسطينية في موسكو لتضييق حدة الخلافات وإيجاد مسار مشترك يخفف ضرر الهجمة الصهيونية الأميركية عليهم وعلى مستقبل شعبهم وحقوقه المهدورة. وربما تكون مصادفة مرسومة أن يلتقي أعداء الأمس وأصحاب اليوم في وارسو، في الوقت الذي تُعقد فيه قمة سوتشي لضامني مسار أستانة، وقد تكون الولايات المتحدة اختارت وارسو لرمزيتها التاريخية، إذ كان حلف وارسو الذي يترأسه الاتحاد السوفياتي في حينه هو الذي يواجه سياسات حلف الناتو العدوانية في العالم، وكان الاتفاق بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية هو أن يتمّ تفكيك الحلفين العسكريين وارسو والناتو.

ولكن في الوقت الذي فكّك فيه الاتحاد السوفياتي حلف وارسو، أبقت الولايات المتحدة حلف الناتو لتصبح القطب الوحيد المهيمن في العالم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً. ولكنّ مؤتمر وارسو لم يرقَ إلى طموحات الولايات المتحدة، فقد غابت عنه أهم الدول الأوربية: ألمانيا وفرنسا، وكان وزير الخارجية البريطاني هو وزير الخارجية الأوروبي الوحيد الذي حضر هذا اللقاء، وفي النهاية لم يصدر عن هذا اللقاء أيّ بيان مشترك، ولم يتمكنوا من تأسيس حلف ضد إيران أو تهديد إيران بأيّ طريقة.

وتبيّن أن جزرة العداء لإيران كانت تهدف إلى جرّ دول الخليج إلى التطبيع الرخيص مع كيان العدو الصهيوني، حيث ظهر نتنياهو نجم المؤتمر معتقداً أنّ من يلتقون معه من الأعراب قادرون على إجهاض الحقّ الفلسطيني وتسليمه مفاتيح القدس وحقّ الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم. وبدا هذا الوهم في أوجه حين أدلى نتنياهو بتصريحه: "إنّنا هنا نصنع التاريخ"، ناسياً أو متناسياً أنّ التاريخ تصنعه الشعوب، وأنّه والحكام الذين يلتقيهم زائلون، وأنّ القول الفصل سيكون للشعوب وليس لحكامها، أيّ إنّ وارسو كان تظاهرة إعلامية ظاهرها العداء لإيران وباطنها جرّ دول الخليج إلى الحظيرة الصهيونية، وبالتالي إعلان عدائها للقضية الفلسطينية، والسير في ركب من يهدم منازل الفلسطينيين ويعتقل أطفالهم ويدمّر أراضيهم الزراعية ويتنكر لحقوقهم المشروعة. والنتيجة الحقيقية لهذا المؤتمر هي غياب الوحدة الأوروبية وبداية تفكّك أوروبا، إضافة إلى زيادة الشرخ بين الولايات المتحدة وأوروبا.

أمّا إيران فقد كانت حاضرة في سوتشي مع روسيا تسهم في هندسة واقع جديد في المنطقة والعالم، غير آبهة بالثرثرة التي اعتاد الإعلام الغربي إطلاقها، آملاً أن يربح الحرب قبل أن تبدأ. فقد كان الرئيس بوتين يترأس قمة سوتشي التي ضمّت روسيا وإيران وتركيا، وفي هذا اللقاء يمكن استقراء الفعل من القول ويمكن أن نتوقع سير المراحل المقبلة لأنّ الصدق واحترام سيادة الآخرين هما سيّدا الموقف هنا. وقد أصرّ وكلاء الإمبريالية التي هي في حالة أفول مؤكد أن يرسلوا إشارة إلى الرئيس بوتين مفادها أنّ الناتو يتخذ إجراءات من أجل وجوده في البحر الأسود، وأنّ أعضاء الناتو يدعمون أوكرانيا، وخاصة من أجل زيادة وجودها في البحر الأسود.

في الوقت ذاته، يعقد وزير خارجية فنزويلا في الأمم المتحدة مؤتمراً صحافياً محاطاً بممثلي الدول الذين يدعمون الحكومة الشرعية المنتخبة في فنزويلا، حكومة مادورو، بينما يدعو عملاء واشنطن إلى عقد مؤتمر للمعارضة الفنزويلية في واشنطن. وفي الوقت ذاته يطرح مشروع قانون عقوبات أميركية جديدة في الكونغرس ضد شركات النفط الروسية، كما يطرح مشروع قانون سيزر في الكونغرس ضد سوريا، ما يعطي الانطباع بأنّ الكونغرس الأميركي يعتقد بأنّ الولايات المتحدة هي قوّة استعمارية ضاربة كما كانت بريطانيا وفرنسا في القرن التاسع عشر تحتل وتنهب وتعاقب دولاً وشعوباً من دون رادع.

هل أصبحت الصورة جليّة الآن: امبراطورية غربيّة تتهاوى فتمسك بمبدأ العقوبات ضد الدول والأشخاص والشركات وتختلق معارضات من داخل البلدان: من ليبيا إلى سوريا واليمن وفنزويلا، وتنزع الشرعية عمّن يحمون البلاد، وتضفي الشرعية على من اختارتهم من عملاء استخباراتها، وتحاول تنصيبهم بالقوّة الغاشمة في الحكم ليكونوا لها تبعاً وخدماً ضد مصالح شعوبهم وبلدانهم، وبما يكفل نهب الولايات المتحدة الامبريالية لهذه الثروات وإبقاء أهل البلاد في حالات فقر مدقع كما كانت تفعل بريطانيا وفرنسا بمستعمراتها. في كلّ هذه المظاهر الإعلامية والسياسية يغيب عن أذهان البعض أنّ الشعوب وحدها هي صانعة التاريخ، وأنّ هذه الامبراطوريات العدوانية آيلة إلى السقوط، وأنّها سوف تسقط مهما تمظهرت بمظهر القوي المرتاح، ومهما علا صراخها العدواني.

العالم الجديد هو العالم الذي يرفض أن يكون جزء من أبنائه رهينة في أيدي الآخرين، كما يرفضُ أن يملي هذا الجزء نتائج خيانته على بلاده وشعبه، والعالم الجديد هو العالم الذي انكشفت فيه كلّ ألاعيب المستعمرين والمحتلين والإرهابيين... والعالم الجديد هو العالم الذي انكشف فيه المستور في تصرفات بعض الحكّام وتفريطهم في حقوق أبناء جلدتهم وخيانتهم لأقدس مقدسات بلدانهم وشعوبهم... العالم الجديد هو العالم الباحث عن الكرامة الشخصية والوطنية... وهو العالم الذي لا يأبه لقيمة لحظة التقاط صورة الخونة مع القتلة المعتدين، لأنّه يعلم أنّ ما سبقها خواء وما سيليها خواء وأنّها لحظة مصطنعة كاذبة لا علاقة لها بمسار الأحداث ومصير الشعوب... العالم الجديد هو الذي نصنعه نحن الملتزمين بقضايانا والمتمسكين بقرارنا المستقل وبكرامتنا الوطنية وانتمائنا إلى تاريخنا وأرضنا وشعوبنا.

بثينة شعبان، مفكرة عربية