Super User

Super User

استقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الخمیس 06/09/2012 م رئیس و أعضاء مجلس خبراء القیادة، و أوضح أن ظروف البلاد علی العموم آخذة فی التقدّم المنشود، و أشار إلی إقامة مؤتمر رؤساء بلدان حرکة عدم الانحیاز فی طهران باعتباره عرضاً لاقتدار النظام الإسلامی و عظمته مؤکداً: أعداء الشعب الإیرانی حوّلوا بحماقتهم هذا المؤتمر إلی حرب دبلوماسیة ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، و کانت نتیجة ذلک هزیمة فاضحة لهم.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة أن التوفّر علی تلخیص صحیح و منطقی لوضع البلاد أمر ضروری مضیفاً: تقییم القضایا من جهات متعددة یشیر إلی وجود ظروف مناسبة و جیدة فی البلاد لاستعراض عظمة الإسلام.

و لفت آیة الله العظمی السید الخامنئی قائلاً: الإقامة الناجحة لمؤتمر رؤساء عدم الانحیاز فی طهران نموذج للظروف المهیّأة و المُعدّة للنظام الفکری الذی عرضته الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة علی العالم.

و اعتبر سماحته إقامة مؤتمر رؤساء عدم الانحیاز فی طهران عرضاً للاقتدار و العظمة من کل النواحی قائلاً: مصدر هذه العظمة و الجلال هو الفکر الذی أوجده الإمام الخمینی (رض) علی أساس الإسلام فی البلاد، و نمّاه إلی أن نما و أینع.

و أضاف قائد الثورة الإسلامیة: کان یمکن لمؤتمر عدم الانحیاز فی طهران أن یقام کباقی المؤتمرات الدولیة بشکل عادی، لکن الظروف السیاسیة فی العالم و زمان إقامة المؤتمر و مکانه و کذلک الحماقة التی ارتکبها المسیئون للشعب الإیرانی أدّت إلی تبدیل هذا المؤتمر إلی ظاهرة مؤثرة و موضع اهتمام العالم و حربٍ دبلوماسیة مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.

و عدّ قائد الثورة الإسلامیة حضور نحو ثلثی بلدان العالم فی مؤتمر طهران و توفیر أرضیة للإعلان عن مواقف لا تطرح فی المؤتمرات الدولیة الأخری، عدّها من النقاط البارزة الأخری لمؤتمر رؤساء عدم الانحیاز مردفاً: المواقف التی طرحت علی لسان بعض رؤساء البلدان و الوفود المشارکة فی مؤتمر طهران و خصوصاً انتقاد بنیة منظمة الأمم و مجلس الأمن و الدکتاتوریة الدولیة السائدة علی العالم مما لا سابقة له فی المؤتمرات الدولیة المماثلة.

و أوضح الإمام الخامنئی أن من النتائج الأخری لإقامة مؤتمر رؤساء عدم الانحیاز فی طهران إحباط الإعلام و الضجیج بخصوص الحظر و المقاطعات مردفاً: شاهد رؤساء البلدان و الوفود المشارکة فی مؤتمر رؤساء عدم الانحیاز عن قرب تیار الحیاة العادیة و حیویة الناس فی العاصمة و المدن الأخری، و تفاوضوا علی هامش المؤتمر مع مسؤولی البلاد بخصوص مختلف المعاهدات و الاتفاقیات.

و أکد قائد الثورة الإسلامیة أن نتیجة الحرب الدبلوماسیة لخصوم الشعب الإیرانی کانت هزیمة فاضحة لهم موضحاً: نجاح مؤتمر طهران و عظمته کانت بحیث فرضت الانفعال علی معارضی النظام الإسلامی و وسائل إعلامهم و أجبرتهم علی الاعتراف بالواقع.

و أشار الإمام الخامنئی إلی تعابیر وسائل الإعلام الغربیة و منها «صفعة إیران التی وجّهتها لوجه الخصوم» و «خطوة إیران فی لیّ أذن الذین أرادوا فرض العزلة علیها» قائلاً: علی أساس القاعدة القرآنیة فإن أی عمل یدفع العدو إلی الغضب یعتبر حسنة و عملاً صالحاً، و بالتالی فإن إقامة مؤتمر رؤساء عدم الانحیاز فی طهران بنجاح و جلال و عظمة کان عملاً صالحاً.

و أکد سماحته قائلاً: فی القضایا المختلفة بما فی ذلک القضایا الداخلیة یجب أن نحذر من أن تؤدی بنا المغالطات إلی الخطأ فی التحلیل.

و لفت قائد الثورة الإسلامیة: تقییمی للظروف هو أن البلاد عموماً فی حال تقدم و تطوّر منشود.

و أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی: طبعاً قد تکون هناک نقاط ضعف فی بعض القضایا التنفیذیة و الفکریة، لکن تقییم ظروف البلاد یحصل بأخذ جمیع نقاط القوة و التقدم و نقاط الضعف بنظر الاعتبار.

فی بدایة هذا اللقاء تحدّث آیة الله الشیخ مهدوی کنی رئیس مجلس خبراء القیادة فوصف النقاشات و القضایا المطروحة فی الاجتماع الثانی عشر لمجلس الخبراء بأنها قیّمة و قال: اجتماعات مجلس الخبراء مهمة من حیث الشکل و المضمون، ففیها یحضر علماء أعلام و أصحاب نفوذ من کل أنحاء البلاد، و یبدون وجهات نظرهم بخصوص شتی القضایا السیاسیة و الاقتصادیة و الثقافیة و الدولیة.

و تحدّث فی اللقاء أیضاً آیة الله الشیخ محمدی یزدی نائب رئیس مجلس خبراء القیادة فقدّم تقریراً حول أهم المحاور المطروحة فی اجتماع مجلس الخبراء الثانی عشر.

و قال: من الأمور و القضایا التی طرحت و نوقشت فی الاجتماع الثانی عشر لخبراء القیادة تقدیر و تثمین الإقامة الناجحة لمؤتمر رؤساء دول عدم الانحیاز فی طهران، و التأکید علی الإسراع فی إعادة بناء المناطق التی ضربها الزلزال فی محافظة آذربیجان الشرقیة، و الاقتصاد المقاوم و الظروف الاقتصادیة فی البلاد، و القضایا الثقافیة و الاجتماعیة للمجتمع بما فی ذلک الحجاب و العفاف، و أحداث سوریة.

قال نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران أنه في حال شن أي عدوان ضد إيران سنجر الحرب إلى عقر دار الأعداء.

وأشار العميد حسين سلامي إلى مؤامرة الأعداء للهجوم على إيران، مصرحاً: في حال شن أي عدوان ضد إيران، سنجر الحرب إلى عقر دار الأعداء، مضيفاً: إنهم أدركوا قوتنا، فنحن لن نسمح بجر الحرب إلى أراضينا.

وتابع أن العدو لم يترك طيلة السنوات الـ34 الماضية، أي مؤامرة ومخطط إلا ونفذه بكل ما أوتي من قوة ضد إيران، وقد حاول العدو شل الاقتصاد الإيراني من تنفيذ حرب اقتصادية شاملة عبر اتحاد القوى الاقتصادية، إلا أن الجميع شاهدوا أن العدو غرق في الأزمة الاقتصادية، فيما يحقق مجتمعنا كل فترة تقدما جديداً دون الاعتماد على أي قوة خارجية ودون الخشية من التهديدات، وقد تعلمنا عدم الاكتراث بالعدو من الشهداء.

وأردف أن جميع الأعداء اتحدوا بعضهم مع بعض من أجل إفشال قمة عدم الانحياز بطهران، وقد نفذوا واحداً من أكثر الأساليب السياسية مدعاة للسخرية من خلال إرسال الرسائل القصيرة إلى دول عدم الانحياز، يحذرونها من المشاركة في القمة.

هذا وقد نقلت صحيفة "معاريف" معلومات وصفتها بالخطيرة و"سرية للغاية" تفيد بأن نتنياهو يستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية خلال خمسين يوماً.

ونقلت الصحيفة الصهيونية عن الوزير السابق في حزب الليکود الإسرائيلي تساحي هنجبي، الذي سرب الخبر خلال مقابلة مع صحيفة «مكور ريشون» الصهيونية، قوله: " نحن نمر بأخطر خمسين يوماً تـُعدّ مصيرية في تاريخ إسرائيل بعد حرب يوم الغفران - حرب أكتوبر".

وأضاف هنجبي: "إن سلمت إسرائيل بوجود سلاح ذرّي بيد إيران فمعنى ذلك أن هناك سباقاً نوويّاً في كل الدول العربية والشرق الأوسط".

وأوضحت "معاريف" أن هناك غضباً عارماً في مكتب نتنياهو لتسريب تلك المعلومة، مشيرة إلى أن نتنياهو وصف تلك الواقعة "بالمهزلة".

الأحد, 09 أيلول/سبتمبر 2012 06:10

غانتس: إيران فقط من يقرّر امتلاك النووي

أقرّ رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، بني غانتس، بأن تحول إيران إلى دولة نووية لم يعد مرتبطاً بامتلاكها قدرات تُمكِّنها من تحقيق هذا الهدف، بل «بقرارها فقط»، مشيراً إلى أن المشكلة في هذا المجال «ليست إسرائيلية بل عالمية»

شدد رئيس أركان الجيش الاسرائيلي بني غانتس، في مقابلة مع مجلة «المقاتل» التي تصدر عن معوقي جيش الاحتلال، على أن «من يقرر في نهاية الأمر، التنازل عن إنتاج أسلحة نوويّة، هو إيران»، مبرراً ذلك بأن الجمهورية الاسلامية «أمة كبيرة تبلغ عشرات الملايين، لديها جامعات، وقدرات اقتصادية، وقدرات علمية، وقدرات تكنولوجية، ولديها أيضاً طموحات، وبالتالي من غير الممكن سلبها إياها».

وفسر غانتس واقع إيران بأنه يعود إلى «ثقافة مُشبعة جداً»، لافتاً إلى أن الرهان القائم في هذه المرحلة هو على أن «القيادة الإيرانية هي التي ستقرر أن ثمن الالتصاق بالبرنامج النووي العسكري له ثمن مرتفع غير مستعدة لدفعه»، من قبيل العزلة الدولية وأثمان اقتصادية، وعسكرية.

في موازاة ذلك، أكد غانتس أن إيران النووية ستكون «خطرة جداً على العالم، وخطرة على المنطقة، ويوجد إمكانية لتكون خطراً أيضاً على إسرائيل»، معرباً عن ثقته بأن «العالم يفهم هذا الأمر». في المقابل، وجه غانتس رسالة قدم فيها الجيش الاسرائيلي على أنه «أكثر استعداداً، وأفضل من الماضي». ودعا الجمهور الاسرائيلي إلى عدم الدخول في «هيستيريا».

في هذه الأثناء، وبعدما انكسر حاجز السرية، تواصلت التسريبات لما دار في جلسة المجلس الوزاري المصغر أول من أمس، إذ أكدت صحيفة «هآرتس» أن عرض جهازي الاستخبارات العسكري «آمان » والخارجي «الموساد»، في الموضوع الإيراني، كان «متطابقاً تقريباً»، ولم يكن هناك أي خلافات بينهما، سواء في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، أو تطوير العناصر العسكرية، وصولاً إلى التأكيد أن المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، لم يتخذ قراراً إلى حد الآن، بإنتاج القنبلة.

في المقابل، أوضحت «هآرتس» أن الخلاف الذي ساد جلسة المجلس الوزاري المصغر كان سياسياً، وحتى حزبياً، بين الوزراء أنفسهم. ولفتت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم ينجح في هذه المرحلة في تجنيد غالبية تؤيد عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران في التوقيت الحالي، وأنه ليس عبثاً إلغاء نتنياهو في اللحظة الأخيرة، قبل أسبوعين، جلسة لمنتدى وزراء التسعة» للبحث في الموضوع الإيراني، للمرة الاولى منذ ستة شهور.

كذلك، أكدت الصحيفة نفسها أن نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك استشاطا غضباً مما نُشر عن مضمون جلسة المجلس الوزاري، رغم المغالطات التي تضمنه، لأنه، كشف بنظرهما، عن حقيقة وجود خلافات غير بسيطة في ما يتعلق بموقفهما من إيران.

في هذا الوقت، كشفت «هآرتس» عن أن الوزراء بني بيغن، ودان مريدور وموشيه يعلون لم يكتفوا فقط بمعارضة عملية عسكرية إسرائيلية أحادية في التوقيت الحالي، بل يبذلون أيضاً جهوداً جبارة ضد العملية في أوساط رفاقهم في الحكومة. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن رئيس حزب شاس الوزير إيلي يشاي، لا يزال ضمن معسكر المعارضين للهجوم، وهو ما يشير إلى فشل مهمة مستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور، عندما زار الحاخام عوفاديا يوسف قبل أسابيع، في محاولة لإحداث تغيير في موقف «شاس».

الى ذلك، أكدت «هآرتس» أن نتنياهو وباراك، رغم من أنهما لم يجمّدا إجراءاتهما في محاولة كسب تأييد الحكومة للهجوم على إيران، قلَّصاها إلى الحد الأدنى، وضمن هذا السياق يدرسان إمكان «النزول عن الشجرة» من خلال رزمة ضمانات أميركية. ولهذه الغاية يرغب رئيس الوزراء في عقد لقاء مع الرئيس الاميركي باراك أوباما، كي يحصل منه على ضمانات سرية وعلنية تسمح له بعرضها كإنجاز سياسي، كبديل عن عملية عسكرية، بحسب «هآرتس». ورأت الصحيفة أن هذه المستجدات تعود إلى اقتناع نتنياهو بأن الجمهور الاسرائيلي لا يؤيد، في هذه المرحلة، عملية عسكرية ضد إيران من دون تنسيق مع الولايات المتحدة.

هذا إلى جانب معارضة الرئيس شمعون بيريز، وتصريحات رئيس أركان الجيش الأميركي مارتن ديمبسي، حول عدم رغبته في أن يكون جزءاً من هجوم إسرائيلي على إيران، والتحفظ الكبير لدى مسؤولي الأجهزة الأمنية السابقين والحاليين، على هذا الخيار. وهو ما كبح محاولات نتنياهو _ باراك لتجنيد الرأي العام. من جهة أخرى، ذكرت تقارير إسرائيلية أن نتنياهو يدرس إخضاع كل الذين شاركوا في جلسة المجلس المصغر لآلة كشف الكذب، ولهذه الغاية التقى رئيس «الشاباك» يورام كوهين بالمستشار القانوني للحكومة يهودا فينتشاين، من أجل دراسة إمكان فتح تحقيق في هذا الأمر.

 

السبت, 08 أيلول/سبتمبر 2012 05:51

المظاهرات الفلسطينية والاهداف الخطأ!

مظاهرات تعم مدينة رام الله عاصمة السلطة الفلسطينية بشكل يومي احتجاجا على ارتفاع الاسعــار وغلاء المعيشة في الاراضي المحتلة. يرفع خلالها المتظاهرون لافتات تطالب باستقالة رئيس الوزراء سلام فياض باعتباره المسؤول الاول.

المتحدث باسم السلطة السيد نبيل ابو ردينة قال ان الشعب الفلسطيني يدفع ثمن الموقف الوطني الذي يرفض الشروط الاسرائيلية للعودة الى المفاوضات، وقال ان الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيش في ظله الشعب الفلسطيني هو جراء وجود العقوبات الاسرائيلية التي تحول دون انتعاش الاقتصاد الفلسطيني.

ربما ينطوي كلام السيد ابو ردينة على جزء من الحقيقة، وليس الحقيقة كلها، فهو يعرف جيدا ان اكبر خطأ ارتكبته السلطة هو توقيعها لبروتوكول باريس الذي ربط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الاسرائيلي وما يتفرع عنه مثل الاتفاقية الجمركية الموحدة.

السلطة كانت تقول لأهل رام الله انظروا كيف تعيشون في رخاء اقتصادي بفضل السلطة بينما اشقاؤكم في قطاع غزة يعانون من الفقر المدقع بسبب سلطة حماس وفشلها الاقتصادي.

الآن تشابهت الظروف في الجيبين بالسوء، بل ان هناك من يؤكد ان ظروف اهل قطاع غزة المحاصرين افضل كثيرا من ظروف اشقائهم تحت حكم سلطة رام الله لانهم لا يخضعون للاتفاقية الاقتصادية مع اسرائيل وقوانينها الجمركية.

نشعر بالحزن لان الفلسطينيين يتظاهرون بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار وليس بسبب التنسيق الامني، والتغول الاستيطاني الاسرائيلي وتهويد القدس، وفشل حل الدولتين والغارات الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، او عمليات هدم بيوت ابناء النقب.

السيد سلام فياض الذي اعرب عن استعداده للاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء يجب ان يتعرض للمحاسبة والمساءلة لانه وعد الفلسطينيين بالرخاء والسمن والعسل، عندما قال انه يريد سنتين فقط لاكمال البنى التحتية للدولة الفلسطينية، والاقتصادية على رأسها، تمهيدا لقيــام هـذه الـدولة، وهـا هي ثــلاث سنوات تمر ولم تقم هذه الدولة، بل لم يتم الاعتراف الرمزي الشكلي بها من قبل الامم المتحدة.

المسؤولون في السلطة الفلسطينية يجب ان يعترفوا بفشلهم، وان لا يبحثوا عن اعذار تغطي فشلهم بالقاء المسؤولية على الاحتلال، فالاحتلال وجد من اجل ان يقاوم ومن العبث ان نتوقع منه ان يكون رؤوفا بالواقعين تحت احتلاله.

المتظاهرون في رام الله لا يجب ان يتظاهروا فقط ضد الغلاء، وانما ضد السلطة ورأسيها، وان يطالبوا بحلها فورا، ويبدأوا ربيعهم العربي للتخلص من الاحتلال.

عبدالباري عطوان

السبت, 08 أيلول/سبتمبر 2012 05:45

الاسلحة الكيمياوية السورية مرة اخرى

يطل علينا موضوع الاسلحة الكيماوية السورية من حين الى آخر، خاصة على لسان المسؤولين الاسرائيليين والامريكيين معا. مما يعكس قلق هؤلاء العميق وخوفهم من امرين اثنين:

الاول: ان يتم نقل هذه الاسلحة الى حزب الله الحليف الاوثق للنظام السوري في لبنان.

الثاني: ان تتسرب هذه الاسلحة في حال سقوط النظام الى الجماعات الاسلامية الجهادية التي باتت تتواجد بقوة على الارض السورية خاصة في منطقة حلب وادلب وريف دمشق.

الصحف الاسرائيلية سربت انباء يوم امس مفادها ان الاجهزة العسكرية والامنية الاسرائيلية تراقب على مدار الساعة مخازن هذه الاسلحة، وتتحدث عن احتمالات قيام طائرات حربية اسرائيلية بقصف اي محاولة لنقلها الى حزب الله في لبنان.

كل هذه التهديدات تقوم على افتراض اساسي ان اسرائيل تعرف جيدا مكان وجود مخزون هذه الاسلحة، وهو افتراض قابل للجدل، فمن قال ان جميع هذه الاسلحة موجودة في مكان واحد، او بضعة امكنة معروفة جميعا للاستخبارات الاسرائيلية او الامريكية؟

واذا افترضنا ان هناك نية فعلا لدى القيادة السورية لنقل هذه الاسلحة او جزء منها الى حزب الله في لبنان، فمن المحتمل ان تكون اقدمت على هذه الخطوة قبل عام او عامين او ثلاثة؟

ملف الاسلحة الكيمياوية السورية طفا الى العلن في الاشهر العشرين الماضية:

المرة الاولى: عندما استضاف الاردن مناورات 'الاسد المتأهب' قرب حدود سورية الشرقية الجنوبية مع الاردن بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ومشاركة 19 دولة من بينها الدولة المضيفة، وكان الهدف من هذه المناورات التدخل للاستيلاء على هذه الاسلحة.

المرة الثانية: عندما فاجأ الدكتور جهاد مقدسي العالم باسره عندما كشف في مؤتمر صحافي عن امتلاك بلاده هذه الاسلحة وتأكيده بانها لن تستخدمها ضد مواطنيها ولكنها لن تتورع عن استخدامها في حال تعرضها لعدوان خارجي.

الدكتور مقدسي رجل يزن كلماته بعناية ليس باعتباره متحدثا باسم وزارة الخارجية السورية، وانما لانه دبلوماسي منضبط، ينفذ الاوامر التي تعطى له بحذافيرها، وقد لعب دورا نشطا في الدفاع عن حكومته عندما كان يعمل كملحق اعلامي في سفارة سورية لندن.

بمعنى آخر لا بد ان هناك من افراد القيادة، من اوعز له بعقد المؤتمر الصحافي المذكور اولا، وتسريب هذه المعلومات ذات الطابع التهديدي المحسوب بعناية ثانيا.

السيد حسن نصر الله الذي وصفته الصحافة الاسرائيلية بانه بارع جدا في ادارة الحرب النفسية المؤثرة ضد اسرائيل ورأيها العام، اكد ان مقاتلي الحزب لن يستخدموا اسلحة كيماوية في الرد على اي عدوان اسرائيلي لاسباب شرعية.

فتوى السيد نصر الله التي اطلقها في مقابلة مع قناة 'الميادين' الفضائية جاءت مفاجئة، وخارج السياق، وكأنه اراد ان يوصل من خلالها رسالة للقيادة الاسرائيلية لا بد انها تعكف حاليا على محاولة فهم معانيها وفك شفرتها. ولكنها رسالة ملغومة في جميع الاحوال.

القيادة الاسرائيلية قلقة جدا، بل مرعوبة، من هذه الاسلحة، بدليل مناقشتها اكثر من مرة اثناء المجلس الوزاري المصغر الذي يتخذ قرارات الحرب. فهل تقدم على مغامرة عسكرية في سورية في محاولة للاستيلاء على هذه الاسلحة او معظمها في ضربة استباقية؟

السيد نصر الله اجاب على هذا السؤال بشكل مبطن عندما قال ان حزبه، وربما سورية، قادران على امتصاص الضربة الاولى ثم بعد ذلك القيام بالرد الموجع. نأمل ان يكون كلامه دقيقا، مثلما كان الحال في حرب عام 2006 عندما صمد الحزب 34 يوما والحق خسائر كبيرة بالدبابات الاسرائيلية المهاجمة.

الأربعاء, 05 أيلول/سبتمبر 2012 05:56

إرتباك أمريكي ورعب إسرائيلي والسبب إيراني!

من يتابع الإعلام الاسرائيلي هذه الأيام يلمس وجود حالة من الرعب تسود الاوساط الشعبية، وأخرى من الارتباك في دوائر صنّاع القرار، ونحن نتحدث هنا عن المجلس الوزاري المصغّر، صاحب الكلمة الاخيرة في مجالي الحرب والسلام.

الرعب الذي نشير اليه متشعب الأسباب، فهناك عملية التغيير التي تتسارع في مصر بعد سقوط نظام الرئيس مبارك، الصديق الصدوق لتل ابيب، وهناك غموض يتعمّق على الجبهة السورية، بعد ترجيح معظم الآراء ان الصراع المسلح فيها سيطول ربما لأشهر او حتى سنوات، اما الاستقرار في لبنان فقد بات على كف عفريت، والوضع فيه مهدد بالانفجار في اي لحظة.

التهديدات الاسرائيلية بقصف المنشآت النووية الإيرانية بدأت حدتها تخف يوما بعد آخر، وبات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي ملأ الدنيا جعجعة طوال الاشهر الاخيرة، يبحث عن سلم للنزول من الشجرة العالية التي صعد اليها في هذا المضمار.

الجنرال ديمبسي رئيس هيئة اركان الجيوش الامريكية صدم الاسرائيليين الذين يقرعون طبول الحرب ضد ايران عندما قال في تصريحات ادلى بها اثناء توقفه في لندن، ان بلاده لا تريد ان تكون جزءا من اي هجوم اسرائيلي على ايران 'في الوقت الحالي'، وتزامنت هذه التصريحات مع تسريبات صحافية تتحدث عن رسالة بعثت بها إدارة اوباما الى ايران، عبر طرف ثالث، تؤكد عدم المشاركة الامريكية في الهجوم وتطلب عدم ضرب قواعدها العسكرية في منطقة الخليج.

السلم الذي يريده نتنياهو حاليا للنزول عن شجرته هو تحديد الإدارة الامريكية خطوطا حمراء واضحة لإيران: إما ان تمتنعوا عن تخصيب اليورانيوم، او تواجهوا هجوما عسكريا ساحقا، وتحديد سقف زمني لهذا الانذار.

الادارة الامريكية تدرس احتمال الرضوخ لهذا الابتزاز الاسرائيلي، وقبل اللقاء المتوقع بين نتنياهو والرئيس الامريكي باراك اوباما، على هامش دورة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في النصف الثاني من الشهر الحالي.

هناك نظرية رائجة في الغرب تقول ان الامريكان والاسرائيليين يتبادلون الأدوار، وانه لا خلافات بينهم، او ان هذه الخلافات هي بمثابة قنابل دخان مصطنعة، هدفها التضليل وتهيئة الأجواء لإنجاح عنصر المفاجأة في حال تقرر الهجوم.

الرئيس اوباما لا يريد حروبا جديدة، وهو الذي وجد نفسه في تركة ثقيلة تورطت فيها بلاده في كل من افغانستان والعراق، وهذا ما يفسر تردده في التدخل عسكريا في سورية استجابة لضغوط حلفائه الاتراك والعرب، ومشاركته على استحياء في قصف طائرات الناتو في ليبيا التي لعبت الدور الأكبر في إسقاط نظام العقيد معمر القذافي.

من استمع بالأمس الى اقوال السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله، التي وردت في مقابلته مع قناة الميادين الفضائية، وجرى بثها امس الاول، يستطيع ان يتفهم اسباب هذا التردد الامريكي، وحالة الرعب الاسرائيلية.

السيد نصر الله قال بالحرف الواحـــــد، وهو رجل لم نعهد عنه الكذب، انه يعلم علم اليقـــين ان القيادة الايرانية اتخـــذت قرارا بضرب جمـــيع القواعد العسكرية الامريكـــية في منطقـــة الخليــج في حال تعرض ايران لهجوم اسرائيل لتدمير منشآتها النووية. واضاف ان امريكا تتحمل مسؤولية مثل هذا العدوان، لأن اسرائيل لا يمكن ان تقــدم عليه دون موافقة امريكية.

وما لفت النظر ايضا في هذه المقابلة تأكيد السيد نصر الله ان صواريخ الحزب ستصل الى كل نقطة في اسرائيل، في حال شنها اي عدوان على لبنان، ولم يستبعد دخول قواته منطقة الجليل الشمالية، وهذا كلام غير مسبوق، ولم يرد على لسانه او لسان اي مسؤول عربي من قبل.

امريكا تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، ومياه الخليج ستشهد في الايام القليلة القادمة مناورات بحرية امريكية ضخمة، تشارك فيها سفن حربية وغواصات وحاملات طائرات، تتركز حول نقطة اساسية وهي كيفية التعاطي مع اي خطوة لإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في فم الخليج حيث يمر 17 مليون برميل من النفط الى العالم.

ولا نعتقد ان الايرانيين لا يدركون حجم التفوق العسكري الاسرائيلي، والقدرة التدميرية الامريكية الهائلة، وقد تحدث حليفهم الأقوى في المنطقة السيد نصر الله عن هذه النقطة بوضوح عندما قال ان هناك استعدادا لامتصاص الضربة الاولى سواء في لبنان او في ايران، والرد بعد ذلك بالقدر نفسه او اكثر من القوة.

مؤسف ان يقف العرب متفرجين، وينتظرون مصيرهم المظلم مثل شهود الزور، او الزوج المخدوع. فأي حرب ستنفجر سيكونون وقودها، واي اتفاق لتجنبها سيدفعون ثمنه غاليا من أمنهم وسيادتهم وجيوبهم.

جميل ان تقلق اسرائيل، وان ترتبك واشنطن، نتيجة فقدانها لهيمنتها على المنطقة ومقدرات العالم بعد صعود نجم قوى استراتيجية عظمى توقفها عند حدها، وتلغي احتكارها لمنظمة الامم المتحدة ومجلس أمنها، وتعيش عملية إذلال اللجوء الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، تماما مثلما كان يفعل العرب والروس اثناء الحرب الباردة هربا من الفيتو الامريكي ـ الاوروبي المنحاز والحامي لاسرائيل.

أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلة مباشرة على الهواء على شاشة قناة "الميادين" الفضائية عند الثامنة والنصف من مساء اليوم الاثنين بتوقيت بيروت حيث حاوره الاعلامي غسان بن جدو في ابرز مواضيع الساعة، ونُقلت عبر قناة المنار.

السيد حسن نصر الله في المقابلةالسيد نصر الله أكد اننا امام مرحلة تحصل فيها تحولات كبرى على مستوى العالم والمنطقة يرتسم خلالها نظام اقليمي وعالمي جديد. ولفت ان مؤشرات النظام العالمي الجديد تبدأ من مجلس الامن الدولي، مشيرا الى اننا نستطيع كعرب ان نصبح لاعبين كباراً على مستوى العالم وهذا مرهون بالشعوب.

واعتبر انه الى ما قبل التطورات السورية، كانت التحولات التي جرت في المنطقة تصب في خدمة تيار المقاومة.

من اهداف العدو ان تكون قضية فلسطين منسية

السيد نصر الله تطرق الى محاولات التعمية عن التطورات في فلسطين وقال: اقول للجميع ايا تكن التباينات، فلسطين والقدس مسؤولية عقائدية واخلاقية، ولا يجوز ان تمس اي تباينات اصل هذا الاتجاه. ولفت الى ان اي احداث في المنطقة ولو حصلت بفعل ارادة الشعوب يتم استغلالها وادخال المشهد الاسرائيلي ويقال لاسرائيل اغتنمي الفرصة بانشغال العالم كله في مكان اخر.. العدو يقتطع اراضي جديدة في القدس والاستيطان يزداد في القدس الكبرى ولا احد يحرك ساكنا، وما يجري على المقدسيين وعلى المقدسات الاسلامية والمسيحية خارج الاهتمام.

واذ اشار الى ان هناك هدفا للعدو هو نسيان فلسطين والقدس أكد ان دور رجال الدين والنخب والقيادات ان نعمل لتعطيل هذا الهدف ويجب ان نذكر العالم دائما ان قضية فلسطين القضية الاساسية.

كل خياراتنا ستكون مفتوحة

الأمين العام لحزب الله وفي موضوع مجابهة العدو لفت الى ان الاسرائيلي دائما في عقله امر اسمه "الضربة الاولى" في الحرب ويحاول ان تكون الضربة الاولى تدمير منصات الصواريخ. واضاف ان هناك منصات صواريخ ستبقى بعيدا عن فرضيات العدو في الضربة الاولى وحتى لو بقي عدد قليل من الصواريخ -لا سمح الله- بعد الضربة الاولى فهذه الصواريخ قادرة ان تحول حياة مئات الاف الاسرائيليين الى جحيم. وتابع: ما اردت ان اقوله للاسرائيليين هو ان لا تراهنوا على الضربة الاولى.

واضاف السيد نصر الله انه عندما يتحدث العدو عن تدمير لبنان او بنيته التحتية فكلامنا لم يعد فقط عن اهداف عسكرية فقط مشيرا الى ان لدينا اهدافا اسرائيلية واحداثياتها موجودة لدينا وصواريخنا تطالها.

ولفت الى ان "اسرائيل" لديها نقط ضعف خطيرة جدا نعمل عليها ونحاول ان نعطل نقاط قوتها ومن نقاط الضعف الاسرائيلية وجود اهداف ذات طابع اقتصادي او صناعي او كهربائي او كيميائي أو نووي. واعلن انه اذا اراد العدو ان يعمل دون ضوابط فنحن سنعمل دون ضوابط.

 

وشدد سماحته على ان اي هدف على امتداد فلسطين من الحدود الى الحدود يمكن ان تطاله صورايخ المقاومة ونحن نختار الاهداف. واكد سماحته اننا نملك قوة مؤثرة ونسنطيع ان نشكل قدرة ردع حقيقية وقد شكلت ذلك من قبل. واشار الى اننا ليس لدينا سلاح كيمياوي ولا نستخدمه لاسباب شرعية ولسنا بحاجة لسلاح كيمياوي وهناك اهداف لو قصفتها تصل لنفس النتائج.

واعلن السيد حسن نصر الله الى انه اذا اعتدي علينا فكل خيارتنا ستكون مفتوحة وقد لا نكتفي بالدفاع وقد يأتي يوم ندخل فيه الى الجليل.

السيد نصر الله اكد اننا مرتاحون وواثقون بناء على قراءة موضوعية لما يجري بالعالم والمنطقة ، ورؤيتنا للمستقبل متفائلة جداً.

الرد الايراني

الأمين العام لحزب الله اعتبر ان المطلوب ضرب إيران لأن إيران هي الدولة الإسلامية القوية الحديثة المتطورة، التي تزداد قوة وعنفوان وحضوراً على المستوى الإقليمي، والتي تشكل عدواً مطلقاً لإسرائيل. وإذ استبعد ان تقدم "اسرائيل" في هذه المرحلة على ضرب ايران اشار الى ان الرد الايراني على اي عدوان اسرائيلي لن تكون حدوده في كيان العدو فقط بل يشمل القواعد الاميركية في المنطقة.

واضاف : اؤكد وفق ما سمعته من المسؤولين الايرانيين ان قرار الرد على اي عدوان اسرائيلي على المنشآت النووية جاهز.

الموضوع البحريني

في موضوع البحرين اشار سماحته الى انه جرت لقاءات إيرانية سعودية على مستوى عالٍ في الأشهر القليلة الماضية، تناولت ملفات المنطقة، وقال المسؤول السعودي للإيراني ان الحل في البحرين هو أن يُطلب من الشعب البحريني أن يعود إلى بيته وليقل لهم الولي الفقيه "يا شباب" عودوا إلى بيوتكم فيعودون إلى بيوتهم فتنتهي القصة في البحرين، والنظام يبقى مثل ما هو..

أميركا تريد ان تدمَّر سورية

في الموضوع السوري اشار السيد نصر الله الى اننا بنينا موقفنا من النظام في سوريا انطلاقا من ثابتتين: الاولى موقفه من الصراع مع "اسرائيل" والثانية استعداده للحوار والاصلاح. وكشف انه في الاسبوع الاول من الاحداث في سورية ذهب الى سورية حيث التقى مع الرئيس الاسد ، وقال له ان الامور يبدو انها ستكبر وهناك مطالب شعبية وابدى (الرئيس الاسد) جهوزيته للحوار واجراء اصلاحات. واضاف ان المعارضة السورية رفضت الدخول في حوار واجراء اصلاحات واصرت على اسقاط النظام.

ولفت الى ان المطلوب من النظام السياسي في سورية هو ان يبدل خياراته وان يتحول الى نظام تفريط عربي، وفي قلب الازمة السورية ، احدى الدول العربية النافذة وجهات اميركية ارسلت الى الرئيس الاسد رسائل حول قطع العلاقات مع ايران وحركات المقاومة مقابل انهاء الازمة.

واستبعد السيد نصر الله تدخلا غربيا عسكريا في سورية وقال ان صراخ المعارضة السورية نابع من عدم استعداد اميركي وغربي للتدخل في سورية.

ولفت الى ان أميركا تريد ان تطول الحرب في سورية وان تدمَّر سورية وان لا يبقى لا جيش ولا شعب فيها. واضاف ان كثيرا من الانتحاريين الذين فجروا انفسهم في العراق ادخلوا الى ذلك البلد بتسهيل من ضباط اميركيين لان اميركا كانت تريد الفتنة في العراق، وما ارادته اميركا للعراق ولم تنجح فيه بسبب المقاومة والصمود السياسي تريده الان لسورية، واميركا يعجبها هذا المشهد في سورية، مؤكد ان لا حل في سورية إلا بوقف القتال وبالحوار بين الأطراف السورية كافة.

ملفا الازمة السياسية.. والمخطوفين

في الملف اللبناني اشار السيد نصر الله الى ان لدينا ازمة سياسية والمعالجة تكون بتجنب الخطاب المذهبي والطائفي حتى لو استمر الجدل السياسي.

ولفت الى ان المعطيات الداخلية والاقليمية تشير الى انه اذا استقالت الحكومة لا يمكن تشكيل حكومة اخرى في اقل من سنة مؤكدا ان البلد لا يتحمل فراغا حكوميا . وشدد على ان الحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان بنسبة كبيرة متوفر ببقاء هذه الحكومة، وذهابها يعني الذهاب الى المجهول.

وحول قضية المخطوفين اشار سماحة السيد نصر الله الى انه اذا اراد ان يقنعنا احد بموقفه في سورية نحن جاهزون للنقاش أما استخدام ابرياء للضغط على افرقاء سياسيين لتغيير موقفهم فهذا لا يجدي نفعاً. وقال:اذا كان هؤلاء ضيوف أمَا آن لهذه الضيافة ان تنتهي؟ مشيرا الى ان ليس بهذا الشكل تستطيعون اقناعنا بالمستقبل السياسي لسورية. واضاف: اذا كنتم طلاب حرية اطلقوا سراح المسجونين واذا كنتم طلاب عدالة لا تظلموهم.

الثلاثاء, 04 أيلول/سبتمبر 2012 04:59

بلاد الرافدین

ان ارض العراق وبلاد الرافدین ،هی بلد الحضارات والعراقة التاریخیة وهی مصدر انتشار البشریةعلی الارض، حتی نری بعض الروایات تؤکد بان آدم علیه السلام کان یعیش فی العراق وتوفی فیها ودفن فی ارض الغری (النجف الاشرف).وتقول الروایات ایضا بان نوحآً هو الاخر مدفون فی نفس البقعة الطاهرة کما نقرأ فی زیارة امیر المؤمنین ومولی الموحد ین علیه السلام(السلام علی ضجیعیک آدم ونوح)

سنتحدث قلیلاً عن مدینة الغری(النجف الاشرف)ودار السلام والفضل لدی الذین دفنوا فی هذه البقعة المبارکة

ورد عن بعض الائمةعلیهم السلام : انه ما من مؤمن یموت فی شرق الارض وغربها الا قیل لروحه الحقی بوادی السلام قیل له : این وادی السلام؟ قال هو فی ظهر الکوفة . قال الدیلمی فی ارشاد القلوب : ان امیر المؤمنین علیه السلام نظر الی ظهر الکوفة فقال :مااحسن منظرک ، واطیب قعرک، اللهم اجعل قبری بها. من خواص تربته اسقاط عذاب القبر وترک محاسبة منکر ونکیر للمدفون هناک . فالنجف الاشرف مدفن امیر المؤمنین علیه السلام ومهبط الاولیاء ودار هجرة الانبیاء علیهم السلام ، علیها استوت سفینة نوح ومنه تفرقت اولاده، لهذا نری ان الشعراء نظموا اشعار کثیرة لهذه البقعة المبارکة منهم العلامة علی نقی الهندی حیث یقول :

نجف وما ادراک ما نجف           للناس والاملإک معتکف

حرم اذا لاذ الطرید به          یرعاه عن صرف الردی کنف

وحدیقة تزهو الوری طرباً          اذ طاح طیباً روضها الانف

روض سقاه فضل بارئه            بصبیب هاطلة لها وطف

فتهدلت اغصانه وغدت           افنانه اللاجئین تکتنف

واتت لها الاثمار مونعة           برضا المهیمن حیث تقتطف

هذه المدینة المقدسة التی التفت حول مربض الامام علی علیه السلام واحاطته من کل جانب کانت تضم اناساً کثیراً من بلاد شتی ففیها من ایران ، الافغان ،الهند،الحجاز، سوریة ولبنان وغیرها . وعلی رغم من اختلاف هذه العناصر ، فان للنجف طابعا خاصا یجمع

سکانها فی الغالب ویمیزهم عن غیرهم ،هو طابع الدین والعقیدة بفروعه وشعائره ، ففی وسط المدینة یقع الضریح الشریف وتحیط به الاسواق والاحیاء من جمیع الجهات وفی کل حی توجد مدارس دینیة ومساجد عدیدة ،لکل مسجد امام لصلاة الجماعة وفی نفس المسجد حیث تری حلقات متعددة لتدریس العلوم الاسلامیة التی کانت لهاالمکانةالمرموقةفی تاریخ العراق ،لا سیما النجف الاشرف ،هی الحوزات العلمیة فی تلک البلاد،قد تخرج منها ائمة الفقه والدین وفطاحل فقهاء الشیعة والشخصیات العلمیة النادرة النظیر، فالقلم قاصر عن وصف هؤلاء ، منهم زعیمهم ابو الحسن الاصبهانی ،الفقیه الشیخ احمد حرز الدین ، العلامة عبدالحسین الامینی، النائینی ، الخوئی ، الشاهرودی،ومئات الفقهاء والعلماء الذین نشاؤا وترعرعوافی هذه المدینة المقدسة . ومن الشخصیات العلمیة والادبیة فیها ، حیث تری مثیل آل الجواهری ،آل کاشف الغطاء ،آل الشبیبی ،ال مظفر ، ال القزوینی ،آل کبة وووو.

فالنجف فی حقیقتها وواقعها جامعة اسلامیة ،عملت طول الف عام فی خدمة الاسلام ونشر تعالیم القران والسنة النبویة

إعداد : أميرة شكري

الثلاثاء, 04 أيلول/سبتمبر 2012 04:32

عجائب العرب في ربيع الحرية!

وصلتني رسالة في الفايسبوك عجبت لها كثيراً يقول الأخ نصاً: «نحن في فلسطين ومن أهل السنة والجماعة ولا يوجد بيننا شيعي واحد ونقاتل الصهاينة منذ 64 عاماً ولم نر أحداً يحرك جيوشه لنصرتنا من أمة الإسلام كلها؛ أما في سوريا والبحرين فنراهم يتكالبون على شعوبهم مرة بحجة الديمقراطية وأخرى بحماية أهل السنة ونحن أهل سنة ومظلومون معاً»!

انتهت رسالته بتصرف واختصار يسير وهذا يوجب على كل عاقل ومخلص أن يتذكر القضية الكبرى «فلسطين والمسجد الاقصى» لحملها اسباب النصرة كلها.

قبل أيام تواصل معي أحدهم من فلسطين الداخل وذكر لي من المآسي والذل والاضطهاد ما لا يصدق والسؤال: أين حماة العقائد والحريات؟!

قضية فلسطين والمسجد الأقصى اكتملت فيها أسباب الدعم كله وأسباب الثورة كلها من استبداد واضطهاد ومقدسات الخ لماذا تغييب هذا عن الهم العام؟

المسلمون يفرطون فيما يجمعهم كالقرآن والعقل وفلسطين ويقبلون على ما يفرقهم كالمذهبية والمواقف السياسية والعصبية هذا دليل خذلان وعمى، لذلك إن كان ولا بد من الدخول في السياسة فانظروا المسجد الأقصى وإخوانكم في الدين والمذهب والدم والتراب هنا القبلة السياسية والدينية والحقوقية.

إن ما يجمع المسلمين أكثر مما يفرقهم لكنهم حمقى لو كان عند أمة من الامم ما عند المسلمين من المشتركات لكانوا أسرة واحدة، إلههم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، وقبلتهم واحدة، ودينهم واحد، وقائمة واجباتهم واحدة، وقائمة محرماتهم واحدة، وقائمة أخلاقهم واحدة، فماذا يريدون بعد هذا كله؟!

ولو اختلفوا في هذه جميعاً فقضيتهم السياسية واحدة وهي فلسطين فيها الدين والحقوق والمبادئ والأخلاق إنها الشاهد الصارخ على المسلمين.

هل سألتم كيف يعيش فلسطينو الداخل؟ هل علمتم بأنهم أجبروا على أن يكونوا إسرائيليين؟! هل تعرفون روح الأقصى، وحزن حيفا، وسور عكا، ومرج ابن عامر؟

هل تعرفون أن في سجون العدو الصهيوني أكثر من عشرة آلاف أسير وأسيرة؟ هل تسمعون أنينهم وسط حفلاتكم الصاخبة؟ وقنواتكم الناطقة؟ وأغانيكم الثورية؟

لا تحزنوا يا أهلنا في فلسطين من هذا النسيان والخدلان فلستم أول نور تركوه فقد تركوا قبلكم نور القرآن ونور محمد ونور العقل فكنتم رابعاً!

لقد شرفكم الله وشرف فلسطين أن تعيش في قلوب ليس فيها كتابه ولا محمد ولا آل محمد ولا العقل لقد شرفكم الله أن كنتم في هذه السلسلة المهجورة!

إذا أهمل المسلمون فلسطين فالخاسرون هم وإذا أهملوا القرآن فالخاسرون هم وكذا العقل والضمير وحقوق الإنسان فلا تحزنوا واصبروا فأنتم لله وإليه.

ومع هذا الإحباط كله لا ننسى فضائل حركات المقاومة السنية والشيعية والقومية وتضحياتهم حماس وحزب الله والجهاد والجبهة الشعبية فهم خارج السياق، ولا ننسى بعض الشخصيات التي لها بصمة في نصرة فلسطين كالملك فيصل، وجمال عبد الناصر، والامام الخميني رحمهم الله.

ونصيحة للمسلمين اتركوا الأكاذيب لشهر واحد فقط وستتحرر فلسطين قطعا! كونوا مع الصادقين ونكرر كيف ينصر الله «أكذب أمة» على وجه الأرض؟!

لا تطمئنوا أنكم خير أمة أخرجت للناس إلا بالشروط المذكورة في الآية ﴿كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ وهي ثلاث فراجعوها ليس عند الله شعب مختار إذا أهمل أوامره وارتكب معاصيه.

 

عذرا يا قدس

عذرا يا قدس! كم تمنيت لو أكتب عن جدران مسجدك الأقصى وأن أحكي مسار الأنبياء وأروي دعواتهم بمحرابك وأن أواسي كل أسرة وأدون آهات كل أسير!

عذراً يا قدس! كم تمنيت لو يتذكر المسلمون رناد مسجدك المبارك ودماء أبنائك في دير ياسين وهموم سكان دار سلوان وعناتا والعيساوية والعيزرية، والمالحة وبيت مزمل وقالونيا وجبل المكبر والجورة والقسطل وخربة العمور.... عذرا أن أسماء شوارعك وساحاتك وأشجارك لم تعد في ذاكرتنا!

عذرً يا قدس، إن أصبحت لغتنا يهودية حتى في نطقنا لبعض بلداتك وتلالك حتى ونحن نحبك ونحب أهلك! عذرا إن أخطأنا في النطق ققد سبقه الخطأ الأكبر.

عذراً حيفا أيتها المدينة الساحلية التي يتعانق فيها البحر بالشعر! عذرا لأبنائك وشيوخك وعجائزك عذرا لبلداتك الممتمدة من خليج الخياط للمجدل.

عذرا عكا لسورها وحديقتها وطمرتها وكابولها وبروتها وعبلينها وسخنين الأبية والمنصورة والمغار وقمر طبرية المنير ولشجر الصبار الشاكي!

عذرا لجوع عزة وذل رام الله وكبت جنين وعلم نابلس ورمان طولكرم وصبر الناصرة وتاريخ الرملة ونسيم يافا وجرح جنين وأمل صفد والجليل.

عذرا فلسطين وقدسها ومسجدها وأهلها وأسراها عذرا على الاختصار فالكلام في محنتك وحبك قد أصبح تهمة كالكلام في هجر القرآن ومصائب آل محمد!

الشيخ حسن فرحان المالكي