Super User

Super User

الإثنين, 03 أيلول/سبتمبر 2012 06:20

واشنطن تقلّص مشاركتهافي مناورة إسرائيلية

احتدم الخلاف بين حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وما كان مستتراً أصبح يوضع بشكل جلي على الطاولة. فقد قلصت أميركا مشاركتها في المناورة الإستراتيجية الرئيسية للدفاع الجوي مع إسرائيل، المسماة «أوستير تشالينج 12»، بعد إعلان رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي عدم مشاركته في الهجوم على إيران. وشددت إسرائيل من حملاتها على الرئيس الأميركي، في وقت يعتقد فيه الخبراء أن واشنطن منشغلة بقضايا أكثر أهمية من مطالب إسرائيل.

وأشارت جهات عديدة إلى أن أساس الأزمة الراهنة تتمثل في الجهد الإسرائيلي الواضح الذي يقوده نتنياهو، والهادف لخلق نقاش عام في الولايات المتحدة يجبر أوباما على تقديم تعهد صريح بضرب إيران عسكرياً لمنعها من امتلاك سلاح نووي. وفهم البيت الأبيض مساعي نتنياهو لتحويل المسألة إلى قضية خلافية في الحملات الانتخابية، فعمد للرد على ذلك باستخدام المدفعية الثقيلة التي تمثلت بقيادة الجيش، وليس بالسياسيين في واشنطن. وهكذا سكب ديمبسي مياهاً باردة فوق رأس الإسرائيليين، بإعلانه أن لا مصلحة لأميركا في الانجرار خلف إسرائيل، وأطلق الرسالة الصريحة: لا تفعلوا ذلك.

وخرج نتنياهو أمس عن أسلوبه المتحفظ ليرد على الأميركيين، ويقول علنا إن أوباما لا يفعل ما يكفي لمنع تســلح إيـران نووياً. كما أنه لا يقوم بما يلزم لرسم خط أحمر للإيرانيين محظور اجتيازه.

وتقريباً يحاول نتنياهو الإيحاء من طرف خفي بأن عناد إدارة أوباما قد يدفعه للعمل الذي يعتبره الأصوب لإسرائيل، وهو توجيه ضربة عسكرية لإيران. وفي هذا الإطار يبدو أنه حرض بعضاً من أنصاره لتقديم عريضة في الكنيست، وقع عليها عشرة أعضاء كنيست، تعلن تأييدها لأي قرار يتخذه لحماية إسرائيل من إيران. وبديهي أن المقصود بذلك الإيحاء أن هؤلاء يؤيدون قرار نتنياهو بالهجوم المنفرد على طهران.

وأوحت مصادر رسمية إسرائيلية للمراسل السياسي للقناة الثانية بخطورة الوضع الحالي، حين قالت: إن الحجتين الرئيسيتين ضد الهجوم الإسرائيلي المنفرد على إيران تبددتا هذا الأسبوع. والمقصود الوقت والفعل الأميركي. وفي نظر مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى فإن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي صدر قبل أيام، يقرر أن إيران تركض بسرعة أكبر نحو القنبلة. كذلك فإن تصريحات رئيس الأركان الأميركي بأنه لن يشارك في الهجوم تبين حقيقة ما كانت تقوله إسرائيل دائماً، وهي أنها تقف وحيدة في مواجهة إيران.

وقد استخدم المرشح الرئاسي الأميركي ميت رومني تعبيراً أعجب الإسرائيليين، حينما اتهم أوباما بأنه ألقى بإسرائيل تحت عجلات حافلة تسير. وقد راق الأمر لنتنياهو، الذي كان ولا يزال يــرى أهمية كبيرة لإظهار الخلاف مع إدارة أوباما.

ولكن رؤية نتنياهو هذه أثارت خلافات داخل الحكومة وفي الحلبة السياسية الإسرائيلية، وخصوصاً مع أولئك الذين يعتبرون الخلاف مع واشنطن لعبة خطيرة. وتقدم عدد من أعضاء الكنيست بطلب عقد اجتماع عاجل للجنة الخارجية والأمن للبحث في عواقب هذا الخلاف.

وكانت تصريحات ديمبسي، وتقليص المشاركة الأميركية في المناورة المشتركة في إسرائيل، قد أدت إلى أزمة ثقة حادة للغاية بين ديوان نتنياهو والبيت الأبيض. وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أن نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك يريان أن الإدارة الأميركية اجتازت بتصريحات ديمبسي خط الانتقاد المشروع ضد تل أبيب ومست بشــكل كبــير بالردع الإسرائيلي. وقد اختــار ديمبسي إطلاق تصريحــاته علــى الأرض الأوروبية، والتــأثير ليس فقط على الساحة السياســية الأوروبية بل وعلى الرأي العام أيضاً.

وعقبت محافل سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس على قرار البنتاغون أيضاً تقليص مشاركة أميركا في المناورة العسكرية المشتركة مع إسرائيل. وقالت إن هذا يثبت أن الرسالة من واشنطن واضحة: «لن نشارك في هجوم إسرائيلي على إيران». وأضافت هذه المحـــافل إن «الحديث يدور عن رسالة واضحة لإسرائيل، تقول إن الموقــف الأميركي يعارض بشــدة كل هجوم إسرائيلي من طرف واحد قبل الانتخابات الأميركية، فهم لا فقط يعارضون، بل لا يريدون أن يشاركوا في مثل هذا الهجــوم، بل ولا يريــدون لأحد أن يعتــقد بأنهم ســيؤيدون هجومــاً إســرائيلياً على خلفية المناورة المشتركة».

لكن مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية أخرى نفت هذه الادعاءات. وقالت إن العلاقات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة ممتازة. وعلى حد قولها فإن القرار لتقليص حجم القوات الأميركية المشاركة في المناورة مع إسرائيل يرتبط بنقلها إلى هدف آخر في المنطقة يشارك هو أيضاً في المناورة. وأشارت مصادر في الجيش الإسرائيلي إلى أن الدولة العبرية كانت هي التي أجلت الموعد الأصلي للمناورة، التي كان يفترض أن تجري في النصف الأول من العام الحالي.

وكانت مجلة «التــايم» الأميركية كشفت أمر تقلــيص المشاركة الأميركية في المنــاورة التي تجري في تشريــن الأول المقبل، من خمسة آلاف جندي إلى 1500 وربما إلى 1200 جندي. وشددت على أن البعد الإيراني في هذا التقليص واضح، حسبما يرى مصدر عسكــري إسرائيــلي قال للمجلة إن «ما يقــوله الأمــيركيون لنا بذلك هو أننا لا نثق بكم».

حلمي موسی

أعلن مساعد وزير الدفاع والقوات المسلحة الإيرانية، محمد إسلامي، أن بلاده تقوم بتجهيز طائرات من دون طيار محلية الصنع بأنظمة صاروخية.

وقال إسلامي أنه تم اختبار طائرات من دون طيار من طراز "كرار" خلال المناورات الأخيرة للحرس الثوري الاسلامي، مضيفاً أن "عملية تجهيزها بالصواريخ تمضي قدماً وفقاً للخطط المعدة".

وتعتبر طائرة "كرار" أول قاذفة قنابل من دون طيار محلية الصنع، وتتميز بقدرة تحليق لمسافات بعيدة وبسرعة فائقة ويبلغ مداها ألف كيلومتر.

وفي وقت بالغ الحساسية تواجه فيه إيران التلويح بضربة عسكرية على منشآتها النووية، أعلنت طهران أمس أنها ستجري في الأسابيع المقبلة مناورات واسعة النطاق، بحسب ما جاء على لسان قائد قوات الدفاع الجوي فرزاد إسماعيلي. كما كشفت عن تعزيز الصواريخ ووسائل الحرب الإلكترونية على طول الحدود الشمالية الغربية المحاذية لتركيا وأرمينيا وأذربيحان.

وقال إسماعيلي، في حديث لـ«وكالة الأنباء الإيرانية»، إن «كل أنظمة المضادات الأرضية في الحرس الثوري والجيش ستستخدم في هذه المناورات»، المقرّر البدء بها في 21 أيلول الحالي ولغاية 21 تشرين الأول.

وأشار إسماعيلي إلى أن مقاتلات في سلاح الجو ستشارك في هذه المناورات، موضحا أنها ترمي إلى اختبار «قدرة القوات الإيرانية على إدارة الأزمات» لمواجهة «سيناريوهات غير متوقعة».

وبينما شدّد على أن الأولوية بالنسبة للدفاع الجوي في الحرس الثوري هي حماية المنشآت النووية، كشف إسماعيلي أن «القسم الأكبر من قدراتنا منتشر قرب هذه المواقع».

وذكر تلفزيون «برس تي في» نقلا عن إسماعيلي أن مناورات الدفاع الجوي ستتضمن محاكاة لمواقف طارئة، مشيراً إلى ان «الجيش والحرس الثوري سيشاركان في المناورات التي تأتي بعد سلسلة من المناورات العسكرية الضخمة مثل «الرسول الاعظم 7» الصاروخية في تموز الماضي»، مع العلم بأن «أداء الأنظمة تحسن مقارنة بالوضع السابق».

بدورها، نقلت وكالة أنباء «مهر» عن مسؤول عسكري آخر قوله إن إيران عززت قدرات أنظمة الرادار وبطاريات الصواريخ ووسائل الحرب الالكترونية على طول حدودها الشمالية الغربية المحاذية لتركيا وأرمينيا وأذربيجان. وقال المسؤول عن قوات الدفاع الجوي في هذه المنطقة الجنرال رسول رضواني كيا إن «هذه المعدات نشرت في أكثر من 300 نقطة».

من جهة أخرى، شهدت العلاقات الإيرانية مع كوريا الشمالية زخماً إضافياً بعد توقيع اتفاقيات للتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا، في وقت رحّب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي بالاتفاق على قاعدة أن «البلدين لهما أعداء مشتركون».

وأوضحت «وكالة أنباء العمال» الإيرانية أن الدولتين ستتعاونان في مجالات الأبحاث وتبادل الدارسين والمعامل المشتركة وفي مجالات تكنولوجيا المعلومات والهندسة والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة في الزراعة وتكنولوجيا الغذاء.

ونقلت الوكالة عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي قوله إن «الجمهورية الاسلامية الإيرانية وكوريا الشمالية لديهما اعداء مشتركون لأن القوى المتغطرسة لا تقبل الدول المستقلة».

من جهته، أعرب مسؤول كوري شمالي كبير عن «الأمل في تعزيز العلاقات بين بلاده وايران»، وأكد مجددا العداء المشترك للبلدين ضد الولايات المتحدة، وذلك اثناء لقائه مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.

وكان رئيس الجمعية الشعبية العليا في كوريا الشمالية كيم يونغ - نام، الذي يقوم مقام رئيس الدولة، التقى الرئيس الايراني بهدف التأكيد على «الارادة الحاسمة» لبيونغ يانغ في توثيق العلاقات مع ايران، بحسب وكالة الانباء الكورية الشمالية.

وشدد كيم على ضرورة القيام بمزيد من الزيارات الثنائية المتبادلة على اعلى مستوى وعلى تطوير الروابط الاقتصادية والديبلوماسية، بينما رحبت طهران بموقف كوريا الشمالية «الحاسم حيال مناهضة الامبريالية والموقف المناهض للاميركيين»، كما اضافت وكالة الانباء الكورية الشمالية.

وترتبط كوريا الشمالية بعلاقات قوية مع ايران. وكانت برقيات ديبلوماسية أميركية، تعود إلى العام 2010، أظهرت أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون ان ايران حصلت على اجزاء من صواريخ ذاتية الدفع من كوريا الشمالية.

الإثنين, 03 أيلول/سبتمبر 2012 06:01

وزير الدفاع المصري يحيل 70 لواءً للتقاعد

اعلنت مصادر حكومية مصرية ان وزير الدفاع الجديد عبدالفتاح السيسي احال 70 ضابطا برتبة لواء على التقاعد بينهم أعضاء بالمجلس العسكري.

وقالت المصادر إن السيسي أعد قائمة بأعضاء المجلس العسكري الجديد لعرضها على الرئيس محمد مرسي، مشيرة إلى أنه لم يسم لحد الان مدير المخابرات الحربية ليتولى المنصب خلفا له.

واشارت الى ان وزير الدفاع اجرى تغييرات جذرية بالقوات المسلحة واستغنى عن عدد كبير من اللواءات وصل عددهم 70 لواءً من بينهم أعضاء بالمجلس العسكري القديم "ممدوح عبد الحق، وإسماعيل عتمان، ومحسن الفنجري، وسامي دياب، وعادل عمارة، ومختار الملا"، مشيراً إلى أنهم لا يزالون بالخدمة فى القوات المسلحة.

واضافت المصادر أن التشكيل الجديد للمجلس العسكري أبقى اللواء محمد العصار في عمله كمساعد لوزير الدفاع كما ابقى على اللواء ممدوح شاهين ضمن المجلس.

 

تظاهر الاف الاميركيين بعد ظهر الاحد في شوارع "شارلوت" (كارولاينا الشمالية)، حيث يبدأ الثلاثاء المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي، احتجاجا على نظام الحزبين الذي يحكم الحياة السياسية في اميركا.

ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا قرب حديقة "فرايزر" في شارلوت لافتة ضخمة كتب عليها "اهلا بكم في شارلوت، وول ستريت الجنوب" الاميركي، في اشارة الى الفورة الاقتصادية التي شهدتها هذه المدينة الواقعة في جنوب شرق اميركا والتي غالبا ما تقدم كنموذج بسبب نموها الاستثنائي في السنوات الاخيرة.

وتستضيف شارلوت اعتبارا من الثلاثاء المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي الذي سيكرس خلاله الرئيس «باراك اوباما» مرشحه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.

ويأتي المؤتمر الديموقراطي بعد اسبوع من نظيره الجمهوري الذي عقد الاسبوع الماضي في تامبا بفلوريدا واختير خلاله ميت رومني رسميا مرشحه لمقارعة باراك اوباما.

وشارلوت هي ايضا مقر للعديد من كبريات الشركات الاميركية مثل "بنك اوف اميركا" و"ويلز فارغو" و"فيليب موريس" و"ديوك انيرجي" عملاق الطاقة. وشارك في التظاهرة الاف الاشخاص بحسب المنظمين.

ولبى المتظاهرون وغالبيتهم من الشبان، نداء اطلقه العديد من المنظمات والحركات بينها حركة "احتلوا وول ستريت" ومجموعات لحماية البيئة ودعاة سلام ومدافعون عن المهاجرين غير الشرعيين.

وقالت «برايون ريماين» وهي طالبة في الـ 29 من العمر اتت من "تينيسي" (جنوب) للمشاركة في التظاهرات الاحتجاجية على هامش المؤتمر الديموقراطي، في تصريح "لقد جئنا الى مدينة المال الثانية في البلاد للتعبير عن استيائنا من نظام الحزبين الفاسد".

بدوره قال «جاريد هاميل» (25 عاما) ان "30% من الشبان الذين هم في عمري يعانون من البطالة. الناس يتضورون جوعا".

وبحسب كل استطلاعات الرأي يتصدر الاقتصاد اهتمامات الناخبين الاميركيين في ظل تسجيل نسبة البطالة في البلاد 8,3% بحسب الارقام الرسمية.

استقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة عصر یوم الأربعاء 29/08/2012 م السید بان کی مون الأمین العام لمنظمة الأمم المتحدة و الوفد المرافق له و أشار إلی سوابق إیران فی التحضّر و الثقافة منوّهاً: بالنظر للمکانة المهمة و المتفوّقة للشعب الإیرانی فی القضایا الثقافیة و الحضاریة فإن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تعدّ أرضیة جد جیدة لتنمیة الثقافة و الحضارة الإنسانیتین النابعتین من الإسلام. و تابع سماحته حدیثه مشیراً إلی الأمور المشترکة التی تقلق البشریة بما فی ذلک موضوع نزع السلاح النووی مؤکداً: الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تصرّ علی موقف «شرق أوسط خال من السلاح النووی»، و علی منظمة الأمم المتحدة أن تبذل جهوداً جادّة من أجل تبدید القلق القائم فی ما یخصّ الأسلحة النوویة.

و أشار الإمام الخمینی إلی تجهیز أمریکا و بعض القوی الأخری للکیان الصهیونی بالأسلحة النوویة، ملفتاً: هذا الأمر خطر کبیر علی المنطقة، و المتوقع من منظمة الأمم المتحدة أن تتخذ خطوة فی هذا الخصوص.

و أضاف سماحته: للأسف ترکیبة منظمة الأمم المتحدة ترکیبة معیبة، و أکثر قوی العالم تعسّفاً و غطرسة و هی قوی تمتلک الأسلحة النوویة و لها سوابق فی استخدامها، تسیطر علی مجلس الأمن.

و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی کلام الأمین العام للأمم المتحدة بشأن سوریة، و الطلب من الجمهوریة الإسلامیة للمساعدة فی حلّ هذه الأزمة مردفاً: القضیة فی سوریة قضیة جد مریرة و نتیجتها ذهاب الناس الأبریاء فی هذا البلد ضحایا.

و أکد قائد الثورة الإسلامیة: الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة و علی أساس معتقداتها و تعلیماتها الدینیة مستعدة لأی نوع من السعی و الجهد الرامی لحلّ الأزمة فی سوریة.

و أضاف آیة الله العظمی السید علی الخامنئی: لکن حلّ الأزمة فی سوریة له شرط طبیعی هو الحؤول دون إرسال السلاح إلی الجماعات غیر المسؤولة فی داخل سوریة.

و اعتبر سماحته الوضع الراهن فی سوریة نتیجة إرسال السلاح إلی داخل سوریة للجماعات المعارضة من معظم حدود هذا البلد فی ما یشبه السیول، و أردف قائلاً: وجود السلاح فی ید الحکومة السوریة أمر طبیعی لأن الحکومة السوریة مثل أی حکومة أخری لدیها جیش.

و أکد قائد الثورة الإسلامیة: الحقیقة المرّة بخصوص سوریة هی أن مجموعة من الدول تحضّ الجماعات المعارضة للحکومة السوریة علی حرب بالنیابة عنها مع الحکومة السوریة، و هذه الحرب النیابیة هی الواقع الراهن للأزمة السوریة.

و لفت آیة الله العظمی السید الخامنئی قائلاً: هذه الحکومات التی شنّت حرباً نیابیة فی سوریة مانعت من تطبیق مشروع السید کوفی عنان و لم تسمح له بأن یصل إلی نتائجه.

و أضاف سماحته قائلاً: طالما تواصل هذا المخطط الخطیر من جانب بعض الحکومات فی سوریة فإن الوضع فی سوریة لن یتغیّر.

و ألمح قائد الثورة الإسلامیة فی جانب آخر من حدیثه إلی کلام الأمین العام لمنظمة الأمم المتحدة بخصوص الملف النووی الإیرانی مردفاً: الأمریکان لدیهم معلومات کاملة عن أن إیران لا تسعی لامتلاک سلاح نووی، و إنما یریدون التذرّع فقط.

و لفت آیة الله العظمی الخامنئی إلی التعاون الواسع للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مع الوکالة الدولیة للطاقة النوویة منوهاً: الوکالة و علی أساس ضوابطها و مقرراتها من واجبها مساعدة إیران من النواحی العلمیة و التقنیة، لکن الوکالة لم تمتنع عن هذا الشیء و حسب، بل و خلقت العراقیل دوماً.

و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی اعتراف الغربیین بالسعی لممارسة عملیات تخریب أنترنتیة و تقنیة عن طریق بعض أدواتها و برمجیاتهم السیئة و منها (استاکس نت) مردفاً: لماذا لم تتخذ الوکالة الدولیة للطاقة النوویة موقفاً فی هذا الخصوص؟

کما أشار الإمام الخامنئی إلی تهدید إیران تهدیداً نوویاً من قبل الرجل الأول فی الحکومة الأمریکیة، قائلاً لبان کی مون: کان المتوقع من منظمة الأمم المتحدة أن تواجه هذا التهدید بأسرع وقت.

و أکد سماحته مجدداً علی موقف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بخصوص منع صناعة و استخدام الأسلحة النوویة مردفاً: هذا الموقف قائم علی أساس المعتقدات الدینیة و لیس من أجل إدخال السرور علی قلب أمریکا و البلدان الغربیة.

و أنهی قائد الثورة الإسلامیة حدیثه بتقدیم نصیحة خیّرة للأمین العام لمنظمة الأمم المتحدة قائلاً: فی موضوع نزع السلاح النووی لا تأخذوا أیة قوة من القوی بنظر الاعتبار، و استفیدوا من الفرصة المتاحة لکم الآن بشکل صحیح.

و تحدّث فی هذا اللقاء السید بان کی مون الأمین العام لمنظمة الأمم المتحدة فبارک رئاسة إیران لحرکة عدم الانحیاز، و أشار إلی الدور و المکانة البالغة الأهمیة و التأثیر لإیران فی المنطقة قائلاً: بخصوص سوریة فأنا بوصفی أمیناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة أطلب من الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أن تستخدم نفوذها و قدراتها لتوفیر الأرضیة لحلّ الأزمة فی سوریة.

و أردف بان کی مون: نعتقد أن إرسال السلاح للحکومة السوریة و الجماعات المعارضة یجب أن یتوقف.

کما أبدی الأمین العام لمنظمة الأمم المتحدة قلقه من الملف النووی الإیرانی مطالباً إیران بمزید من التعاون مع الوکالة النوویة للطاقة الذریة و جماعة الـ 5 + 1 .

الإثنين, 03 أيلول/سبتمبر 2012 05:27

مرسي 'و تطهير' المؤسسة العسكرية

التغييرات في المؤسسة العسكرية المصرية لم تتوقف منذ تولي الرئيس محمد مرسي السلطة، بعد الانقلاب الناعم الذي اطاح بالمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري والفريق سامي عنان رئيس هيئة الاركان، ها هو وزير الدفاع الجديد الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي حل محل المشير طنطاوي يكمل مهمته التي بدأها بتغيير قادة الاسلحة، باحالة 70 لواء الى التقاعد.

وربما يجادل البعض بان مثل هذه الاجراءات باحالة اعداد من الالوية والقيادات العسكرية هي عمل روتيني يحدث كل عام، ليس في الجيش المصري فقط وانما في جميع جيوش العالم قاطبة سواء في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية، او في دول العالم الثالث الاقل نموا واهمية.

هذه المقولة صحيحة، لكن توقيت هذه الاقالات يضفي طابعا سياسيا عليها، فالمجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الذي حكم البلاد لاكثر من 18 شهرا بعد نجاح الثورة في عزل الرئيس مبارك لم يحل ايا من قيادات الجيش او من هم اقل رتبة منهم الى التقاعد طوال هذه الفترة.

الرئيس مرسي يريد اعادة ترتيب اوضاع القوات المسلحة المصرية وفقا للمرحلة الجديدة، بما في ذلك ابعاد معظم القيادات التي ترهلت او ارتبطت بطريقة او باخرى بالمجلس العسكري من حيث الولاء، ولم يكن من قبيل الصدفة ان يكون من بين الضباط الكبار المحالين الى التقاعد اعضاء سابقون في المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

انها حملة لـ'تطهير' المؤسستين الامنية والعسكرية من معظم، ان لم يكن كل، رجالات النظام السابق، وهذا توجه ضروري يجب ان يسبق العقيدة القتالية لهاتين المؤسستين الاهم في الدولة، لانه بعد عملية التطهير هذه يمكن ترسيخ التوجه السياسي الجديد مثلما يرى معظم الخبراء في هذا الميدان.

نقطة البداية كانت من عملية الهجوم التي استهدفت مجموعة من الجنود المصريين قرب معبر رفح، وادت الى مقتل 16 جنديا وخطف مدرعتين واستخدامهما في الهجوم على مواقع اسرائيلية وجرى تدميرهما وقتل جميع من فيهما فور اختراق الحدود المصرية.

هذا الهجوم كشف عن حالة تسيب في المؤسستين الامنية والعسكرية، فعلى الصعيد الامني تبين ان اللواء مراد موافي قائد جهاز الاستخبارات العامة وخليفة اللواء عمر سليمان وتلميذه النجيب، كان يملك معلومات عن هذا الهجوم، ولكنه لم يرسلها الى رئيس الجمهورية وانما الى المشير طنطاوي قائد المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مخالفة واضحة للتراتبية في الدولة، فما كان من الرئيس مرسي الا اتخاذ هذا الخطأ او الخطيئة كذريعة لاقالته.

اما التسيب العسكري الذي تجلى في ابشع صوره في ترك الجنود لاسلحتهم، وعدم قيامهم بالدفاع عن انفسهم، واتخاذ الاحتياطات اللازمة بالتالي المتبعة في كل الجيوش، فقد اضعف مكانة المشير طنطاوي، ووضعه في موقف محرج امام رئيس الجمهورية والرأي العام المصري معا.

الرئيس مرسي وجد في هذين التسيبين الامنيين الفرصة للاطاحة بكل رموز النظام الفاسد السابق، بالتدريج، وفي خطوات جريئة، والان يكمل هذه المهمة، بتغيير قيادات الصف الثالث بعد ان انهى عملية الاطاحة بقيادات الصفين الاول والثاني.

ولعل توجه وزير الدفاع المصري الجديد الفريق اول السيسي لشراء غواصتين المانيتين هو خطوة تبلور توجها مصريا جديدا بتنويع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد كليا على المصدر الامريكي.

صحيح ان شراء هاتين الغواصتين تقرر منذ بضعة اشهر، ولكن المعارضة الاسرائيلية الشرسة لهذه الصفقة، ما كان يمكن ان تتصاعد بالشكل الذي نراه لو كان نظام الرئيس مبارك ما زال يحكم مصر.

ما انجزه الرئيس مرسي من تغييرات في فترة لا تزيد عن شهر في القوات المسلحة يكشف وجود تصور كامل لديه لمصر التي يخطط لرسم هويتها وشخصيتها، وبغض النظر عما اذا كان هذا التصور يحظى بقبول البعض او معارضة البعض الآخر، وهذا امر مفهوم وطبيعي في الدول الديمقراطية.

مرة اخرى نقول ان مصر تتغير، واللافت ان هذا التغيير جاء بوتيرة اسرع مما توقعه اكثر المتفائلين تفاؤلا، الامر الذي يدفعنا لحبس الانفاس خوفا من محاولات اجهاضه، الداخلية منها او ا لخارجية.

عبدالباري عطوان

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على الرسول الأعظم الأمين، و على آله الطاهرين، و صحبه المنتجبين، و على جميع الأنبياء و المرسلين.
نرحب بکم أيها الضيوف الأعزاء الرؤساء و الوفود الممثلة لبلدان حرکة عدم الانحياز، و سائر المشارکين في هذا المؤتمر الدولي الکبير.
لقد اجتمعنا هنا لنواصل بعون الله و هدايته، و حسب مقتضيات العالم الراهن و احتياجاته، المسيرة و التيار الذي تأسّس قبل ستة عقود بفضل وعي و شجاعة عدد من القادة السياسيين المخلصين ذوي الشعور بالمسؤولية و تشخيصهم للظروف، بل و نبثّ فيه روحاً و حرکة جديدتين.
لقد اجتمع ضيوفنا هنا من مناطق بعيدة و قريبة جغرافياً، و هم ينتمون لشعوب و أعراق متنوعة و ذات ميول عقيدية و ثقافية و تاريخية و تراثية شتى، و لکن کما قال «أحمد سوکارنو» أحد مؤسسي هذه الحرکة في مؤتمر باندونغ المعروف سنة 1955 م فإن أساس تشکيل عدم الانحياز ليس الوحدة الجغرافية و لا العرقية و لا الدينية، بل وحدة الحاجة. في ذلك اليوم کانت البلدان الأعضاء في حرکة عدم الانحياز بحاجة إلى أواصر تستطيع أن تحميها من هيمنة الشبکات المقتدرة و المستکبرة و الجشعة. و اليوم فإن هذه الحاجة لا تزال قائمة مع تطوّر أدوات الهيمنة و اتساعها.
و أريد أن أثير حقيقة أخرى..
لقد علّمنا الإسلام أن للبشر رغم تنوّعهم العرقي و اللغوي و الثقافي فطرة واحدة تدعوهم للطهر و العدالة و الإحسان و التعاطف و التعاون، و هذه الطبيعة المشترکة هي التي إن افلتت بسلام من الدوافع المُضلّلة فستهدي البشر إلى التوحيد و معرفة ذات الله تعالى.
إن هذه الحقيقة الساطعة لها القدرة على أن تکون رصيداً و سنداً لتأسيس مجتمعات حرّة شامخة تتمتّع بالتقدّم و العدالة إلى جانب بعضهما، و تنشر إشعاعات الروح المعنوية على کل الأنشطة المادية و الدنيوية للبشر، و توفّر لهم جنّة دنيوية قبل الجنّة الأخروية الموعودة في الأديان الإلهية. و نفس هذه الحقيقة المشترکة العامة هي التي يمکنها أن تُرسي دعائم حالات من التعاون الأخوي بين شعوب لا شبه في ما بينها من حيث الشکل الظاهري و السوابق التاريخية و الإقليمية الجغرافية. 
متى ما قام التعاون الدولي على مثل هذا الأساس فسوف تشيّد الدول العلاقات في ما بينها لا على رکائز الخوف و التهديد، أو الجشع و المصالح الأحادية الجانب، أو سمسرة الخونة و البائعين لأنفسهم، بل على أساس المصالح السليمة و المشترکة، و فوق ذلك المصالح الإنسانية، و يُريحوا بذلك ضمائرهم اليقظة و بالَ شعوبهم من الهموم.
هذا النظام المبدئي يقف على الضدّ من نظام الهيمنة الذي اطلقته القوى الغربية المتسلّطة في القرون الأخيرة، و روّجت له و کانت السبّاقة إليه، و تفعل ذلك في الوقت الحاضر الحکومة الأمريکية المعتدية المتعسّفة.
أيها الضيوف الأعزاء...
لا تزال المبادئ و الأهداف الأصلية لحرکة عدم الانحياز اليوم قائمة حيّة رغم مرور ستة عقود.. مبادئ مثل مکافحة الاستعمار، و الاستقلال السياسي و الاقتصادي و الثقافي، و عدم الالتزام لأقطاب القوة في العالم، و رفع مستوى التضامن و التعاون بين البلدن الأعضاء. و الواقع في العالم اليوم ليس بالقريب من هذه المبادئ و الأهداف، لکن الإرادة الجمعية و المساعي الشاملة لتجاوز هذا الواقع و الوصول إلى المبادئ و الأهداف تبعث على الأمل و النتائج الإيجابية رغم ما يحفّها من التحديات. 
لقد شهدنا في الماضي القريب انهيار سياسات فترة الحرب الباردة، و ما تلا ذلك من الأحادية القطبية. و العالم باستلهامه العبر من هذه التجربة التاريخية يمرّ بفترة انتقالية إلى نظام دولي جديد، و بمقدور حرکة عدم الانحياز و يجب عليها أن تمارس دوراً جديداً. ينبغي أن يقوم هذا النظام على أساس المشارکة العامة و المساواة في الحقوق بين الشعوب، و تضامننا نحن البلدان الأعضاء في هذه الحرکة من الضروريات البارزة في الوقت الراهن لأجل انبثاق هذا النظام الجديد. 
لحسن الحظ فإن أفق التطورات العالمية يبشّر بنظام متعدّد الوجوه تترك فيه أقطاب القوة التقليدية مکانها لمجموعة من البلدان و الثقافات و الحضارات المتنوعة ذات المنابت الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية المختلفة. الأحداث المذهلة التي شهدناها طوال العقود الثلاثة الأخيرة تشير بوضوح إلى أن انبثاق القوى الجديدة کان مصحوباً بضعف القوى القديمة. و هذا التغيّر التدريجي في القوة يمنح بلدان عدم الانحياز الفرصة لتتولى دوراً مؤثراً و مناسباً في الساحة العالمية، و توفّر الأرضية لإدارة عادلة و مشترکة حقاً للعالم. لقد استطعنا نحن البلدان الأعضاء في هذه الحرکة الحفاظ على تضامننا و أواصرنا في إطار المبادئ و الأهداف المشترکة لفترة طويلة من الزمن على الرغم من تنوّع الميول و التصوّرات، و هذا ليس بالمکسب الصغير أو البسيط. هذه الأواصر بوسعها أن تکون الرصيد للانتقال إلى نظام إنساني عادل.
الظروف الراهنة في العالم فرصة قد لا تتکرّر لحرکة عدم الانحياز. ما نقوله هو أن غرفة عمليات العالم يجب أن لا تُدار بدکتاتورية عدة بلدان غربية. ينبغي التمکّن من تشکيل و تأمين مشارکة ديمقراطية عالمية على صعيد الإدارة الدولية. هذه هي حاجة کل البلدان التي تضرّرت و تتضرّر بشکل مباشر و غير مباشر من تطاول عدة بلدان تسلطية متعسّفة. 
مجلس الأمن الدولي ذو بنية و آليات غير منطقة و غير عادلة و غير ديمقراطية بالمرّة. هذه دکتاتورية علنية و وضع قديم منسوخ انقضى تاريخ استهلاکه. و قد استغلت أمريکا و أعوانها هذه الآليات المغلوطة فاستطاعت فرض تعسّفها على العالم بلبوس المفاهيم النبيلة. إنهم يقولون «حقوق الإنسان» و يقصدون المصالح الغربية، و يقولون «الديمقراطية» و يضعون محلّها التدخل العسکري في البلدان، و يقولون «محاربة الإرهاب» و يستهدفون بقنابلهم و أسلحتهم الناس العزّل في القرى و المدن. البشر من وجهة نظرهم ينقسمون إلى مواطنين من الدرجة الأولى و الثانية و الثالثة. أرواح البشر في آسيا و أفريقيا و أمريکا اللاتينية رخيصة، و في أمريکا و غرب أوربا غالية. و الأمن الأمريکي و الأوربي مهم، و أمن باقي البشر لا أهمية له. و التعذيب و الاغتيالات إذا جاءت على يد الأمريکان و الصهاينة و عملائهم فهي جائزة و ممکن غضّ الطرف عنها تماماً. و لا تؤلم ضمائرهم سجونهم السريّة التي تشهد في مناطق متعددة من العالم في شتى القارات أقبحَ و أبشعَ السلوکيات مع السجناء العزّل الذين لا محام لهم و لا محاکمات. الحسن و السيئ أمور انتقائیة تماماً و ذات تعاريف أحادية الجانب. يفرضون مصالحهم على الشعوب باسم القوانين الدولية، و کلامَهم التعسّفي غير القانوني باسم المجتمع العالمي، و يستخدمون شبکاتهم الإعلامية الاحتکارية المنظمة ليظهروا أکاذيبهم حقيقة، و باطلهم حقاً، و ظلمهم عدالة، و في المقابل يسمّون أي کلام حق يفضح مخادعاتهم کذباً، و أية مطاليب حقة تمرداً. 
أيها الأصدقاء.. هذا الواقع المعيب البالغ الأضرار مما لا يمکن مواصلته. الکلّ تعبوا من هذه الهندسة الدولية الخاطئة. نهضة التسعة و التسعين بالمائة في أمريکا المناهضة لمراکز الثروة و القوة في ذلك البلد، و الاعتراضات العامة في بلدان أوربا الغربية على السياسات الاقتصادية لحکوماتهم تدلّ على نفاد صبر الشعوب من هذا الوضع. يجب معالجة هذا الوضع غير المعقول. 
الأواصر المتينة و المنطقية و الشاملة للبلدان الأعضاء في حرکة عدم الانحياز يمکنها أن تترك تأثيرات عميقة في العثور على طريق العلاج و السير فيه. 
أيها الحضور المحترمون.. 
السلام و الأمن الدوليان من القضايا المُحرجة في عالمنا اليوم، و نزع أسلحة الدمار الشامل المُفجعة ضرورة فورية و مطلب عام. الأمن في عالم اليوم ظاهرة مشترکة لا يمکن التمييز فيها. الذين يخزنون الأسلحة اللاإنسانية في ترساناتهم لا يحقّ لهم أن يعتبروا أنفسهم حملة رايات الأمن العالمي. فهذا لن يستطيع بلا شك توفير الأمن حتى لهم. يُلاحظ اليوم للأسف الشديد أن البلدان المالکة لأکثر مقدار من الأسلحة النووية لا تحمل إرادة جادّة و حقيقية لإلغاء هذه الأدوات الإبادية من مبادئها العسکرية، و لا تزال تعتبرها عاملاً لصدّ التهديدات و مؤشراً مهماً في تعريف مکانتها السياسية و الدولية. و هذه رؤية مرفوضة تماماً. 
السلاح النووي لا يضمن الأمن و لا يحقق تکريس السلطة السياسية، إنما هو تهديد لکلا هذين الأمرين. لقد أثبتت أحداث عقد التسعينات من القرن العشرين أن امتلاك هذه الأسلحة لا يمکنه صيانة نظام مثل النظام السوفيتي السابق. و اليوم أيضاً نعرف بلداناً تمتلك القنبلة الذرية و تتعرّض لأعنف العواصف الأمنیة. 
الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر استخدام الأسلحة النووية و الکيمياوية و أمثالها ذنباً کبيراً لا يغتفر. لقد اطلقنا شعار «شرق أوسط خال من السلاح النووي» و نلتزم بهذا الشعار. و هذا لا يعني غضّ الطرف عن حق الاستفادة السلمية من الطاقة النووية و إنتاج الوقود النووي. الاستخدام السلمي لهذه الطاقة حقّ لکل البلدان حسب القوانين الدولية. يجب أن يستطيع الجميع استخدام هذه الطاقة السليمة في شتى مجالات الحياة لبلدانهم و شعوبهم، و لا يکونوا تابعين للآخرين في تمتّعهم بهذا الحق. لكن بعض البلدان الغربية التي تمتلك هي السلاح النووي و ترتکب هذا العمل غير القانوني ترغب في أن تحتکر القدرة على إنتاج الوقود النووي. ثمة تحرّك غامض مُريب راح يتکوّن لتکريس و استمرار احتکار إنتاج و بيع الوقود النووي داخل مراکز تُسمّى دولية، لکنها في الواقع في قبضة بضعة بلدان غربية.
و السخرية المرّة في عصرنا هي أن الحکومة الأمريکية التي تمتلك أکبر مقدار من الأسلحة النووية و غيرها من أسلحة الدمار الشامل و أکثرها فتکاً، و هي الوحيدة التي ارتکبت جريمة استخدام هذه الأسلحة، تريد اليوم أن تكون حاملة راية معارضة الانتشار النووي! هم و شرکاؤهم الغربيون زوّدوا الکيان الصهيوني الغاصب بالأسلحة النووية و خلقوا تهديداً کبيراً لهذه المنطقة الحسّاسة، لکن نفس هذه الجماعة المخادعة لا تطيق الاستخدام السلمي للطاقة النووية من قبل البلدان المستقلة، بل و يعارضون بکل قدراتهم إنتاج الوقود النووي لغرض الأدوية و سائر الاستهلاکات السلمية الإنسانية، و ذريعتهم الکاذبة الخوف من إنتاج سلاح نووي. و بخصوص الجمهورية الإسلامية الإيرانية فهم أنفسهم يعلمون أنهم يکذبون، لکن الممارسات السياسية حينما لا يکون فيها أدنى أثر للمعنوية، تُجيز الکذب أیضاً. و الذي لا يستحي في القرن الحادي و العشرين من إطلاق لسانه بالتهديدات النووية هل تراه يتحاشى و يستحي من الکذب؟!
إنني أؤکد أن الجمهورية الإسلامية لا تسعى أبداً للتسلح النووي، کما لن تغضّ الطرف أبداً عن حق شعبها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. شعارنا هو «الطاقة النووية للجميع، و السلاح النووي ممنوع على الجميع». و سوف نصرّ على هذين القولين، و نعلم أن کسر احتکار عدة بلدان غربية لإنتاج الطاقة النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار هو لصالح کل البلدان المستقلة بما في ذلك البلدان الأعضاء في حرکة عدم الانحياز. 
تجربة ثلاثة عقود من الصمود الناجح حيال التعسّفات و الضغوط الشاملة لأمريکا و حلفائها أوصلت الجمهورية الإسلامية إلى قناعة حاسمة فحواها أن مقاومة شعب متّحد و ذي عزيمة راسخة بوسعها التغلب على کل الهجمات المخاصمة المعاندة، و فتح طريق الفخر نحو الأهداف العليا. التقدم الشامل لبلادنا في غضون العقدين الأخيرين حقيقة تنتصب أمام أعين الجميع، و قد اعترف بها المراقبون الرسميون الدوليون مراراً، و قد حصل کل هذا في ظروف الحظر و الضغوط الاقتصادية و الهجمات الإعلامية للشبکات التابعة لأمريکا و الصهيونية. حالات الحظر التي سمّاها الهاذرون باعثة على الشلل لم تبعث على شللنا و لن تبعث عليه، و ليس هذا و حسب بل و رسّخت خُطانا، و علّت من هممنا، و عمّقت ثقتنا بصحة تحليلاتنا و بالقدرات الداخلية لشعبنا. لقد رأينا بأعيننا مرّات و مرّات معونة الله على هذه التحدّيات. 
أيها الضيوف الأعزاء...
أرى من الضروري هنا التطرّق إلى قضية جد مهمة. و مع أنها قضية تتعلق بمنطقتنا لکن أبعادها الواسعة تجاوزت هذه المنطقة و ترکت تأثيراتها على السياسات العالمية طوال عدة عقود، ألا و هي قضية فلسطين المؤلمة. خلاصة هذه القضية هي أن بلداً مستقلاً ذا هوية تاريخية واضحة اسمه فلسطين اغتصب من شعبه في إطار مؤامرة غربية مُرعبة بزعامة بريطانيا في عقد الأربعينيات من القرن العشرين، و مُنِح بقوة السلاح و المذابح و المخادعات لجماعةٍ هُجّر معظمهم من البلدان الأوربية. هذا الاغتصاب الکبير الذي رافقته في بداياته عمليات تقتيل جماعية للناس العزّل في المدن و القرى، و تهجيرهم من بيوتهم و ديارهم إلى البلدان المجاورة، تواصل طوال أکثر من ستة عقود على نفس الوتيرة من الجرائم، و لا يزال مستمراً اليوم أيضاً. هذه إحدى أهم قضايا المجتمع الإنساني. و لم يتورّع الزعماء السياسيون و العسکريون للکيان الصهيوني الغاصب طوال هذه الفترة عن ارتکاب أية جريمة بدءاً من تقتيل الناس و هدم بيوتهم و تدمير مزارعهم، و اعتقال و تعذيب رجالهم و نسائهم و حتى أطفالهم، إلى الإهانات و الإذلال الذي مارسوه ضد کرامة هذا الشعب، و السعي لسحقه و هضمه في معدة الکيان الصهيوني المولعة بالحرام، و إلى الهجوم على مخيّماتهم التي تضمّ ملايين المشرّدين في فلسطين نفسها و البلدان المجاورة. أسماء مثل «صبرا» و «شاتيلا» و «قانا» و «دير ياسين» مسجّلة في تاريخ منطقتنا بدماء الشعب الفلسطيني المظلوم. و الآن أيضاً، و بعد مرور خمسة و ستين عاماً، تتواصل نفس هذه الجرائم في سلوکيات الذئاب الصهيونية الضارية بالبقاء في الأراضي المحتلة. إنهم يرتکبون الجرائم الجديدة تباعاً و يخلقون أزمات جديدة للمنطقة. قلّ ما يمرّ يوم لا تبث فيه أنباء عن قتل و إصابة و سجن الشباب الناهضين للدفاع عن وطنهم و کرامتهم و المعترضين على تدمير مزارعهم و بيوتهم. الکيان الصهيوني الذي أطلق الحروب الکارثية، و قتل الناس، و احتلّ الأراضي العربية، و نظّم إرهاب الدولة في المنطقة و العالم، و راح يُمارس الإرهاب و الاغتيالات و الحروب و الشرور لعشرات الأعوام، يُسمّي أبناء الشعب الفلسطيني الثائر المناضل من أجل إحقاق حقوقه إرهابيين، و الشبکات الإعلامية التابعة للصهيونية و الکثير من وسائل الإعلام الغربية و المرتزقة تکرّر هذه الکذبة الکبرى ساحقة بذلك التزامها الأخلاقي و الإعلامي. و الزعماء السياسيون المتشدّقون بحقوق الإنسان يغضّون الأنظار عن کل هذه الجرائم، و يدعمون دون خوف أو خجل ذلك الکيان الصانع للکوارث، و يظهرون في هيئة المحامي المدافع عنه.
ما نقوله هو أن فلسطين للفلسطينيين، و الاستمرار في احتلالها ظلم کبير لا يطاق، و خطر أساسي على السلام و الأمن العالميين. کل السبل التي اقترحها و سار فيها الغربيون و أتباعهم لـ «حلّ القضية الفلسطينية» خاطئة و غير ناجحة، و کذلك سيکون الأمر في المستقبل أيضاً. و قد اقترحنا سبيل حلّ عادل و ديمقراطي تماماً. يشارك کل الفلسطينيين، من مسلمين و مسيحيين و يهود، سواء الذين يسکنون حالياً في فلسطين أو الذين شرّدوا إلى بلدان أخرى و احتفظوا بهويتهم الفلسطينية، يشاركون في استفتاء عام بإشراف دقيق و موثوق، فينتخبون البنية السياسية لهذا البلد، و يعود کل الفلسطينيين الذين تحمّلوا لسنوات طويلة آلام التشرّد إلى بلدهم فيشارکوا في هذا الاستفتاء، ثم تدوين الدستور و الانتخابات. و عندها سيعمّ السلام. 
و أودّ هنا أن أقدّم نصيحة خيّرة للساسة الأمريکان الذين ظهروا دوماً کمدافعين عن الکيان الصهيوني و داعمين له. لقد سبّب لکم هذا الکيان لحد الآن الکثير من المتاعب، و جعلکم وجهاً کريهاً بين شعوب المنطقة، و شريکاً لجرائم الصهاينة الغاصبين في أعين هذه الشعوب. و التکاليف المادية و المعنوية التي فرضت على الحکومة و الشعب في أمريکا طوال هذه الأعوام المتمادية تکاليف باهضة، و إذا استمر هذا النهج في المستقبل فمن المحتمل أن تکون التکاليف التي تتحمّلونها أکبر. فتعالوا و فکّروا في اقتراح الجمهورية الإسلامية بشأن الاستفتاء، و اتخذوا قراراً شجاعاً تنقذون به أنفسکم من هذه العقدة المستعصية. و لا شك أن شعوب المنطقة و کل الأحرار في العالم سيرحّبون بهذه الخطوة. 
أيها الضيوف المحترمون...
أعود إلى کلامي الأول فأقول إن ظروف العالم حسّاسة، و العالم يمرّ بمنعطف تاريخي جد مهم. و من المتوقع أن يکون ثمة نظام جديد في طريقه إلى الولادة و الظهور. و مجموعة بلدان عدم الانحياز تضمّ نحو ثلثي أعضاء المجتمع العالمي، و بوسعها ممارسة دور کبير في صياغة المستقبل و رسمه. و تشکيل هذا المؤتمر الکبير في طهران له بدوره معنى عميق ينبغي أن يُؤخذ بنظر الاعتبار في الحسابات. نحن أعضاء هذه الحرکة نستطيع عبر تظافر إمکانياتنا و طاقاتنا الواسعة ممارسة دور تاريخي باق من أجل إنقاذ العالم من الحروب و الهيمنة و انعدام الأمن.
و هذا الهدف لا يتحقق إلا بالتعاون الشامل في ما بيننا. ليست قليلة بيننا البلدان الثرية جداً و البلدان ذات نفوذ دولي. و معالجة المشکلات بالتعاون الاقتصادي و الإعلامي و تبادل التجارب التقدمية أمور متاحة تماماً. يجب أن نرسّخ عزيمتنا و نکون أوفياء للأهداف، و لا نخشى سخط القوى العاتية، و لا نفرح و نطمئن لابتساماتها، و يجب أن نعتبر الإرادة الإلهية و قوانين الخلقة دعامة لنا، و ننظر بعين العِبرة لانهيار تجربة المعسکر الشيوعي قبل عقدين، و انهيار سياسات ما يسمّى بالليبرالية الديمقراطية الغربية في الوقت الحاضر، و الذي يرى الجميع مؤشراته في شوارع البلدان الغربية و الأمريکية و العقد المستعصية في اقتصاد هذه البلدان. و بالتالي لنعتبر سقوط المستبدين التابعين لأمريکا و المتعاونين مع الکيان الصهيوني في شمال أفريقيا، و الصحوة الإسلامية في بلدان المنطقة، لنعتبرها فرصة کبيرة. بإمکاننا أن نفکّر برفع مستوى الفائدة السياسية لحرکة عدم الانحياز في إدارة العالم، و بمقدورنا إعداد وثيقة تاريخية لإيجاد تحوّل في هذه الإدارة، و توفير الأدوات التنفيذية لها.. بوسعنا التخطيط لحالات تعاون اقتصادي، و إيضاح نماذج التواصل الثقافي بيننا. و لا ريب أن تأسيس أمانة عامة ناشطة و متحفزة لهذه المنظومة ستستطيع المساعدة على تحقيق هذه الأهداف بصورة کبيرة و مؤثرة.
و شکراً.

قال الشيخ المفيد في ( أوائل المقالات ) : "واتفقت الإمامية على أن آباء رسول الله (ص) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطلب مؤمنون بالله عز وجل موحدون له ، واحتجوا في ذلك بالقرآن والأخبار …" .

يستشكل المخالفون على الشيعة هذا الاعتقاد بقوله تعالى :

"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ" .

مدعين صراحة الآية القرآنية بكفر والد إبراهيم عليه السلام !

 

الرد :

أولاً : الأب في اللغة لا تساوي الوالد ، بل يمكن أن تستخدم بمعنى المربي والعم ، قال تعالى "إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ" ، وإسماعيل (ع) هو عم يعقوب (ع) وليس والده أو جده .

 

ثانياً : يدلنا بكل صراحة ووضوح وبلا أدنى شك على أن آزر أبا إبراهيم (ع) ليس والده ، بعض التأمل في آيات الله الحكيم ، يقول عز وجل :

"وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ" .

هذا يعني أن إبراهيم (ع) توقف عن الاستغفار لأبيه آزر بعد أن تبين له أنه عدو الله ولا يرجى منه خير .

 

أما النقطة الحاسمة فهي قوله تعالى على لسان إبراهيم (ع) :

"الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ" .

 

ولا شك أن هذا الكلام كان بعد قصة استغفاره لأبيه وتوقفه عن ذلك ، ولو كان آزر هو والده لما استغفر له إبراهيم كما هو واضح .

الجواب :

إن الزمرة الوهابية تدّعي حرمة ذلك ... فإنها تُضمر الحقد الدفين والعداء البغيض لأولياء الله وقادة الإسلام ، حيث أنها تمنع من إقامة الاجتماعات في مواليدهم ووفياتهم .

يقول الوهابي ((محمد حامد فقي)) رئيس جماعة ((أنصار السنة المحمدية)) – في حواشيه على كتاب الفتح المجيد - :

(( الذكريات التي ملأت البلاد باسم الأولياء هي نوع من العبادة لهم وتعظيمهم )) (1) .

إن العلّة الأساسية في كل هذه الانحرافات هي أن الوهابيين لم يحدّدوا معنى ((التوحيد)) و((الشرك)) و((العبادة)) حتى الآن ، ولهذا فهم يعتبرون كل تكريم لأولياء الله عبادة لهم وشركاً بالله ، وقد قرأت أن المؤلف الوهابي خبّط شعواء فقرن بين كلمتي ((العبادة)) و((التعظيم)) وذكرهما بأزاء الآخر ، ظناً منه أن المعنى فيهما واحد .

وإننا سوف نتحدث عن العبادة ومفهومها – في فصلٍ قادم – وسنبرهن على أن كل تكريم وتعظيم لأولياء الله ليس عبادة لهم أبداً . والحديث الآن حول جواز تكريم مواليد الأولياء ووفيّاتهم ، على ضوء القرآن الكريم .

مما لا شك فيه أن القرآن الحكيم ذكر جمعاً من الأنبياء والأولياء بكلمات المدح والثناء والتجليل والاحترام فمثلاً :

1- يقول بالنسبة إلى النبي زكريا ويحيى وغيرهما :

(( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات وتدعوننا رَغَباً ورَهَباً وكانوا لنا خاشعين )) (2) .

فإذا أُقيم حفل تكريمي لهؤلاء الأنبياء ، ووقف خطيب يتحدّث عنهم بمثل ما جاء في القرآن الكريم من كلمات المدح والثناء لهم ، وذَكرهم بالتجليل والاحترام ، .. فهل ارتكب خطيئة بذلك ، سوى أنه اقتدى بالقرآن الكريم ؟!

2- يقول بالنسبة إلى أهل البيت – عليهم السلام - :

(( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً )) (3) .

فإذا اجتمع شيعة الإمام علي أمير المؤمنين – عليه السلام – في يوم ميلاده الشريف ، وقال خطيبهم : إنّ هذا الإمام هو من أولئك الذين قدّموا طعامهم للمسكين واليتيم والأسير ، فهل يعني هذا أنهم عبدوه ؟!

وهكذا الحال بالنسبة إلى ميلاد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلّم – فإذا أقمنا احتفالاً عظيماً يوم ميلاده السعيد وتحدّثنا فيه عن الآيات القرآنية التي امتدحت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أو ترجمناها من اللغة العربية إلى غيرها – حسب ما يقتضيه ذلك الحفل – أو ذكرنا معنى تلك الآيات في قوالب شِعريّة ، أو ما شابه ذلك ، فلماذا نكون عاصين بهذا العمل ؟!!

إن الوهابية هم أعداء تكريم الأنبياء والأولياء ، ويُلبسون عداءهم هذا بلباس الدين فيقولون : إن التكريم بدعة ، منعاً من إقامته بين المسلمين .

أيّها القارئ الكريم : إن الموضوع الذي تُثيره الوهّابية الشاذة وتهرّج ضده في أبواقها الدعائية هو أن الاحتفال بذكرى الأولياء – بما أنه يُقام باسم الإسلام – يجب أن يُقرّه الإسلام بنصٍّ خاص أو عام ، وإلا فهو بدعة وحرام .

والجواب على هذا واضح جداً ، إذ أن الآيات القرآنية التي تدعونا إلى ضرورة تكريم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كافية في الجواز ، وأن هذه الاحتفالات والمراسيم لا تُقام إلا ((تكريماً)) للأنبياء والأولياء فقط .

فالهدف من هذه المراسيم والاحتفالات – التي تُزاولها كافّة الشعوب في العالم – ليس إلا التكريم والتقدير للشخصيات البارزة ، وأن هذه الاحتفالات متداولة لدى كافة الشعوب الإسلامية ، باستثناء الشرذمة ((النجدية)) المعقّدة فقط ، فلو كان هذا العمل بدعة وظاهرة جديدة ومخالفاً للشريعة الإسلامية لما كان علماء الإسلام – في الأقطار الإسلامية كلها – يقيمون بأنفسهم هذه الاحتفالات ويشتركون فيها بإلقاء الكلمات والقصائد ، مما يزيد الاحتفال بهجة وحيوية وحبوراً .

 

القرآن وتكريم الأنبياء والأولياء

والآن نذكر بعض الأدلة من القرآن الكريم على جواز تكريم الأنبياء والأولياء فيما يلي :

الآية الأولى :

إن القرآن الكريم يُشيد بجماعةٍ كرّمت النبيّ – صلى الله عليه وآله وسلم – فيقول :

(( فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون )) (4) .

إن الكلمات التي وردت في هذه الآية هي :

1- ((آمنوا به)) .

2- ((عزّروه)) .

3- ((نصروه)) .

4- ((اتبعوا النور)) .

هل يحتمل أحد أن تكون هذه الكلمات والأوصاف خاصة بزمن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ؟!

بالتأكيد : لا .

ومع انتفاء هذا الاحتمال قطعاً ، تكون كلمة ((عزّروه)) – التي هي بمعنى التكريم والتعظيم (5) – عامّة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وبعد وفاته ، فالله تعالى يريد أن يكون حبيبه المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – معظّماً مكرّماً حتى الأبد .

ونتساءل : أليست إقامة الاحتفالات في يوم ميلاد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وبعثته ، وإلقاء الخطب والقصائد ، مصداقاً واضحاً لقوله تعالى : ((عزّروه)) ؟!

يا للعجب !! إن الوهابيين يعظّمون شخصياتهم وأمراءهم أكبر تعظيم ، تعظيماً يعتبرون جزءاً منه بدعة وشركاً إذا كان للنبيّ أو لمنبره ومحرابه – صلى الله عليه وآله وسلم - !!

إن الوهابية – بهذه العقائد الجافّة – تُشوه سمعة الإسلام أمام الرأس العامّ العالمي ، وتُعرّفه ديناً عارياً عن كل عاطفة ، وفاقداً للمشاعر الإنسانية ، وناقصاً عن كل تكريم واحترام ، ورافضاً لتكريم عظمائه وقادته ، وبهذا تُنفّر الناس من الإسلام وتتركهم في رفضٍ واشمئزازٍ منه .

تماماً ... بعكس الإسلام الذي جعله الإسلام ديناً سهلاً سمحاً يتجاوب مع الفطرة البشرية ويتماشى مع العاطفة الإنسانية ، ويجذب – بجماله وروعته – الشعوب والأُمم إلى اعتناقه .

الآية الثانية :

إن الزمرة الوهابية – التي تُعارض كل نوع من أنواع العزاء والبكاء على الشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله – ماذا تقول بشأن ما حصل للنبيّ يعقوب – عليه السلام- ؟!

إذا كان هذا النبي الكريم اليوم حياً يعيش بين أهالي ((نجد)) وأتباع محمّد بن عبد الوهاب ، كيف كانوا يحكمون عليه ؟!

لقد كان يعقوب – عليه السلام – يبكي على فراق ولده يوسف ليلاً ونهاراً ، ويستفسر عنه ويترنّم باسمه حتى : (( ابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم )) (6) .

وبالرغم من كل ما كان يعاني منه يعقوب من ابيضاض العين وحُزن القلب وألم الفراق ، فإنه لم ينسَ ابنه يوسف، بل كان يزداد شوقاً إليه كلما قرب الوصال واللقاء به ، حتى أنه شمّ ريح يوسف من مسافة بعيدة .

قال تعالى على لسانه :

(( إني لأجد ريح يوسف لولا أن تُفَنِّدون )) (7) .

فكيف تكون هذه المحبّة والمودّة والتعبير عن العلاقة الشديدة بالمحبوب ((يوسف)) في حياته عملاً صحيحاً ومتفقاً مع توحيد الله تعالى ، ولكنها تنقلب بدعة وحراماً بعد وفاته ؟!!

مع العلم أن فراق العزيز وموته يترك القلب في نيران الأسى والحزن والألم بصورة أكثر من فراقه في حياته .

واليوم ... إذا اجتمع المؤمنون – الذين يشبهون يعقوب في حُزنه – في عزاء وليّ من أولياء الله – كالأئمة الطاهرين الذين يشبهون يوسف في مصابه ، بل مُصابهم أشدّ منه كثيراً – وأحيى المؤمنون ذِكر ذلك الوليّ الصالح ، بالكلمات والخُطب والقصائد ، وردّدوا سيرته وخُلُقه الكريم وخصاله الحميدة وسلوكه الطيّب ، ثم ذرفوا دموع العاطفة والحنان عليه ... فهل معنى هذا كلّه أنهم عبدوا ذلك الولي ؟!!

قليلاً من التفكّر والموضوعية !

قليلاً من الفهم والمعرفة !

الآية الثالثة :

قال تعالى :

(( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القُربى )) (8) .

مما لا شكّ فيه أن مودّة ذي القربى هي إحدى الفرائض الدينية التي نصّ عليها القرآن بكل صراحة (9) فلو أراد شخص أن يؤدّي هذا الواجب الديني – بعد أربعة عشر قرناً – فماذا يجب أن يفعل والحال هذه ؟!

أليس المطلوب أن (( يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم )) ؟!

فلو أقام مراسم خاصة أشاد فيها بشخصية ذلك العظيم وحياته المتلألئة وفضائله الكريمة وتضحياته الجبّارة ، واستعرض جانباً من آلامه وما جرى عليه من المصاعب والمصائب ... فهل ارتكب حراماً بعمله هذا ؟ أم أنه أحيى ذِكر ذلك العظيم وأدّى ((المودّة)) تجاهه ؟!!

ولو أن الإنسان – لمزيد المودّة في القربى – تفقّد من ينتسب إلى ذوي القربى ، وقام بزيارة قبور ذي القربى وأقام تلك المجالس عند مراقدهم ... ألا يحكم العقلاء وأهل البصيرة والدين بأنه يؤدي فريضة (( المودّة في القربى )) ؟!

إلا أن يقول الوهابيون : إن الواجب هو كتمان المودّة في النفوس وعدم إبرازها بأي وجه مما هو ثابت البطلان !.

لقد شهد عصر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – وما بعده من العصور التي عاشت تغييراً في العقائد وتحولاً في الأفكار – شهد إقبالاً عظيماً من الشعوب والأمم المختلفة تجاه الإسلام ، حتى قال تعالى :

(( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً )) (10) .

وكان الإسلام يحتضنهم ويكتفي منهم – في البداية – بالشهادتين ، مع محافظتهم على ثقافتهم وآدابهم وتقالديهم ، ولم يعمل النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ومن جاء من بعده ، على فرض الرقابة على عادات الشعوب وتقاليدها ، وصَهْرها في بوتقةٍ واحدة .

إن احترام كبار الشخصيات وإقامة مجالس العزاء في ذكريات وفاتهم ، والاجتماع عند مراقدهم ، وإظهار الحبّ والمودّة لهم ... كلّ ذلك كان ولا يزال أمراً متداولاً لدى كافة الشعوب في العالم كلّه .

وفي عصرنا الحاضر ... ترى الشعوب الشرقية والغربية تقف ساعات طويلة في الانتظار لزيارة الأجساد المحنَّطة لزعمائها وقبور قادتها القدامى ، ويذرفون دموع الشوق بجوارها ، ويعتبرون ذلك نوعاً من الاحترام والتقدير .

ولم يُعهد من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أن يجري تحقيقاً عن عقائد الناس وآدابهم المعروفة – أولاً – ثم يوافق على دخولهم في إسلامهم ، بل كان يكتفي بتشهّدهم للشهادتين ، ولو كانت هذه العادات محرّمة وعبادة لتلك الشخصيات لاشترط عليهم البراءة والتخلّي من كل ما لديهم من عادات وتقاليد ، ثم الدخول في الإسلام ، ولم يكن الأمر كذلك .

الآية الرابعة :

إن النبي عيسى – عليه السلام – سأل ربه أن يُنزل عليه مائدة من السماء ، ويَعتبر يوم نزولها عيداً له ولأصحابه .

يقول القرآن الكريم – عن لسان عيسى - :

(( ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأوّلنا وآخرنا وآيةً منك وارزقنا وأنت خير الرازقين )) (11) .

فهل – يا ترى – أن شخصية الرسول – صى الله عليه وآله وسلم – أقل شأناً من تلك المائدة التي اتخذ المسيح يوم نزولها عيداً ؟!!

إذا كان اتخاذ ذلك اليوم عيداً لكون المائدة آية إلهية ومعجزة سماوية ... أليس نبيّ الإسلام أكبر آية إلهية ومعجزة القرون والعصور ؟!

تبّاً وبُعداً لقوم يوافقون على اتخاذ يوم نزول المائدة السماوية – التي لم يكن لها شأن سوى إشباع البطون الجائعة – عيداً ، ولكنهم يُهملون يوم نزول القرآن على رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ويوم مبعثه الشريف ، بل ويعتبرون الاحتفال به بدعة وحراماً !!

الآية الخامسة :

قال سبحانه :

(( ورفعنا لك ذكرك )) (12) .

إن إقامة المجالس والاحتفالات هي نوع من رفع الذكر ، والمسلمون لا يهدفون من الاحتفال بميلاد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ومبعثه وغير ذلك من المناسبات الدينية سوى رفع ذِكره وذِكر أهل بيته الأطهار – عليهم السلام - .

فلماذا لا نقتدي بالقرآن ؟!.

أليس القرآن قدوة وأسوة لنا ؟!

هذا ... وليس لأحدٍ أن يقول : (( إن رفع ذِكره – صلى الله عليه وآله وسلك – خاصّ بالله سبحانه ولا يشمل غيره )) لأن ذلك يشبه أن يقول : إن نصْر النبي خاص بالله سبحانه ولا يجوز لأحدٍ من المسلمين أن ينصره وقد قال تعالى :

(( وينصرك الله نصراً عزيزاً )) (13) .

ولعلّ الهدف من هذه الآيات هو دعوة المسلمين إلى نصر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وتخليد ذكراه وإحياء اسمه ورسمه .

__________________________

الهوامش :

(1) الفتح المجيد : ص 154 . في هذه الأيام أنشغل فيها بتأليف هذا الكتاب ، يحتفل المسلمون – في كافة البلاد الإسلامية – بميلاد خاتم الأنبياء ومنقذ البشرية النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وقد أفتى مفتي آل سعود ((ابن باز)) بحرمة الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة واعتبرها بدعة ، ولكن هذا المفتي نفسه خاطب الملك فيصل – في فترة حكومته – بـ ((أمير المؤمنين)) مما أثار السّخط والاشمئزاز في الأوساط كلها ، حتى أن نفسَه أعرب عن عدم استحقاقه لهذا اللقب .

(2) سورة الأنبياء : آية 9 .

(3) سورة الإنسان : آية 8 .

(4) سورة الأعراف : آية 157 .

(5) راجع كتاب مفردات القرآن : للراغب ، مادّة : عزر .

(6) سورة يوسف : آية 84 .

(7) سورة يوسف : آية 94 .

(8) سورة الشورى : آية 23 .

(9)لقد وردت عشرات الأحاديث عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في أن ((القربى)) في الآية هم أهل البيت – عليهم السلام - .

(10) سورة النصر : آية 3 .

(11) سورة المائدة : آية 114 .

(12) سورة الانشراح : آية 7 .

(13) سورة الفتح : آية 3 .

الأحد, 26 آب/أغسطس 2012 07:28

قلب المۆمن عرش الله

اذا كانت النفس صفحة خاليه فلابد ان يسكن فيها مايحركها نحو الخير والصلاح والفلاح وهذا مااشار اليه الامام علي (ع) بقوله (سكنوا في انفسكم ماتعبدون) اي ان يسكن الله في قلوبكم لاغيره من الاموال والشهوات والماديات وذلك لان القلب لايتسع الا لشئ واحد قال تعالى ( ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه) ان نفس الانسان هي مسكن الله تعالى ، اي محل لظهور افعال الله تعالى لالسكنه المادي فانه تعالى منزه عن الماديات فهو( ليس كمثله شئ) ففي الحديث القدسي لم يسعني ارضي ولاسمائي ولكن يسعني قلب عبدي المۆمن.

 

وعن الرسول صلى الله عليه واله ناجى داود ربه فقال الهي لكل ملك خزانه فاين خزانتك فقال تعالى لي خزانة اعظم من العرش واوسع من الكرسي واطيب من الجنه وازين من الملكوت ارضها المعرفه وسمائها الايمان وشمسها الشوق وقمرها المحبه ونجومها الخواطر وسحابها العقل ومطرها الرحمه واثمارها الطاعه وثمرها الحكمه ولها ابواب اربعه العلم والحلم والصبر والرضا الا وهي القلب.

 

وفي الدعاء اللهم املئ قلبي حبا لك وخشية منك وتصديقا لك وايمانا بك وفرقا منك وشوقا اليك ياذا الجلال والاكرام ، واذا اردنا ان نقرب المعنى المتقدم بمثال حسي فلا نجد افضل من الشمس واشعتها عندما تشرق وتدخل الى البيوت فكل فرد يستفيد منها من خلال ارتباطه المباشر باشعتها لابذاتها وبمقدار سعة النافذه وضيقها فكذلك الانسان في علاقته بالله تعالى وهو يرتبط بالله تعالى من خلال النور الذي يدخل الى قلبه ولذا تختلف العلاقه به تعالى من شخص لآخر ومن مذهب لآخر وقد جاء في بعض النصوص بان( قلب المۆمن عرش الرحمن) وكما ان العرش هو محل لصدور الاوامر الألهيه التي تصدر الى عالم الوجود كذلك الحال في بعض العباد الصالحين فانهم يتحولون الى مركز الاراده والمشيئه وفي الحديث قلب المۆمن بين اصبعي الرحمن يقلبه كيف يشاء واذا اتصل العبد ، من خلال الدعاء، بالعرش فان دعائه يرفع الى الله تعالى ولارتباط القلب بالعرش فان مايجري على قلب اليتيم والمهموم والمظلوم ، ينعكس على العرش ولذا ورد ان عرش الرحمن يهتز لبكاء اليتيم ويهتز من الطلاق واذا فرغ القلب من الله تعالى صار محلا لسكن غيره من الامور الدنيويه فقد سئل الامام علي عليه السلام عن العشق فقال قلوب خلت من ذكر الله فاذاقها الله حب غيره، قيل ان شابا عشق فتاة فطلب الزواج بها فاشترطت عليه ان يصلي صلاة الليل اربعين ليله وبعد تمام الاربعين لم يتقدم لخطبتها فبعثت اليه تسأله عن السبب فقال لقد عشقت الفتاة عندما كان قلبي فارغا ولكنه الان امتلأ بحب آخر. وعن السيد المسيح عليه السلام أجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوى ولاتجعلو بيوتكم مأوى للشهوات، اللهم أجعلنا من المتقين بحق محمد وآل محمد وتقبل صيامنا وقيامنا وابعد عنا الشهوات ياارحم الراحمين.