Super User

Super User

استضافت العاصمة الايرانية طهران فعاليات "المؤتمر الدولي للاديان والصحوة المعاصرة"، بمشارکة اساتذة و ممثلین عن الادیان المختلفة، من ١٤ بلدا و ذلك بهدف دراسة دور ومكانة زعماء الدین في الصحوة المعاصرة.

ویتناول المؤتمر عدة محاور اهمها "المفاهیم و القیم الدینیة" و"الدین والتیار والحركات المعاصره" و"التحدیات والاضرار والآفاق المستقبلیة".

وفي بداية المؤتمر قدم الدكتور دهشيري امين المؤتمر ورقة اشار فيها الى ان المؤتمر عقد "لدراسة ظاهرة الصحوة التي يشهدها العديد من دول العالم والتي جاءت نتيجة للتغيير الذي تعيشه هذه المجتمعات".

واعتبر دهشيري ان "قضية الصحوة تناولتها وتحدثت عنها كافة القيادات العربية والعالمية". ورأى ان هذه الظاهرة تستجوب تبادل الاراء ووجهات النظر "من اجل التوصل الى تعريف حقيقي وواقعي لها".

وتابع قائلا "ومن هذا المنطلق اقام مركز حوار الاديان في رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية في الجمهورية الاسلامية الايرانية هذا المؤتمر".

من جانبه لفت محمد باقر خرمشاد رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية في كلمة له بالمناسبة، الى ان هذا المؤتمر "يسعى الى الاجابة على السؤال التالي وهو " ماهي علاقة الاديان بالصحوة التي تشهدها العديد من دول العالم؟".

ورأى خرمشاد ان "القران الكريم وتعاليم الاسلام تدعو الى الصحوة والتحرير من كافة الاغلال التي تمنع الانسان من التحرك والتقدم والازدهار في كافة المجالات". ودين الاسلام كسائر الاديان الالهية يرفض العبودية لغير الله سبحانه وتعالى غير ان هذا الدين يؤكد على ان عملية التغيير والتطور في اي مجتمع لن تحدث من دون ان يريد ويسعى المجتمع والانسان لذلك. وهذه ما تؤكده التعاليم الدينية والقرانية".

واشار الى ان "الجانب الديني في هذه الحركة واضح جدا وانه لا يمكن فصله عنها" موضحا بأنه " لا يمكن تحليل هذه الظاهرة وفق الاطر السابقة للتحركات الاجتماعية الدينية والتي هي بالتحديد الاطر الشيوعية او الراسمالية بل يتعين علينا البحث عن اطار جديد يمكننا من خلاله تحليل وتفسير هذه الحركة".

الى ذلك ذكر خرمشاد ان "المؤتمر يدرس ظاهرة الصحوة، ويشارك فيه ممثلين عن اغلب الاديان ليتحدثوا مبينين موقف دينهم تجاه الصحوة المعاصرة".

من جانب اخر اعتبر " باواجينز " الامين العام لمجلس الاديان العالمية في امیركا، خلال كلمته في المؤتمر ان " الدين يعد احد العوامل الاساسية التي تؤكد هوية اي انسان لذلك فإن اغلب القضايا الهامة التي تحدث في العالم بما فيها الحروب، يرجع اسبابها الكثيرون الى امور دينية".

وتطرق باواجينز الى ظاهرة الصحوة متسائلا " لماذا زعماء وعلماء الدين يلتزمون الصمت تجاه هذه الصحوة ولايطرحون مواقف اديانهم منها"؟ ثم رد قائلا " إما أن هؤلاء لايرون اهمية لما يجري ولذلك لايتحدثون عنه، واما انهم يواجهون ضغوطا سياسية هائلة لاتسمح لهم بالتحدث في الموضوع؛ وإما انهم لا يعرفون ابدا بما يجري حولهم".

على صعيد اخر عبر باواجينز عن تخوفه من التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط قائلا "مع ان هذه المنطقة لاتتحمل وقوع حرب جديدة الا ان سحب هذه الحرب بدأت تظلل اجواءها"؛ لافتا الى ان "الوضع الحالي يستدعي من زعماء الاديان التحرك لتبديد هذه السحب ومنع وقوع حرب جديدة من خلال تبادل الاراء والتشاور".

وخلص الامين العام لمجلس الاديان العالمية في امیركا الى القول بأن الاسلام يواجه حاليا هجمة واسعة تهدف تشويه صورته في اعين الراي العام العالمي مما يتعين على قادة الدين الاسلامي السعي الى تبيين الصورة الحقيقية عن الاسلام والتاكيد على ان هذا الدين يرفض العنف ولايدعمه".

يذكر ان المؤتمر الدولي للاديان والصحوة المعصرة يستمر بأعماله على مدى يومين وسيخرج ببيانه الختامي الثلاثاء.

أكد وزير الدفاع الإيراني العميد احمد وحيدي في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية اليوم الأثنين، أن نشر طائرات أميركية في قاعدة إماراتية يضر ويزعزع الأمن في المنطقة.

وقال العميد وحيدي للعالم أن "نشر طائرات إف 22 الأميركية في قاعدة إماراتية أمر من شأنه أن يضر ويزعزع الأمن في المنطقة"، مشددا على أن "ضمان الأمن في المنطقة يأتي عبر التعاون الإقليمي بين بلدانها".

واشار العميد وحيدي الى تواجد القوات الأجنبية في المنطقة، قائلا : "هذا التواجد بالمنطقة عديم الفائدة وضار ويأتي في الأغلب في اطار الحرب النفسية وخلق أجواء من إنعدام الأمن بالمنطقة. ونحن نعتبرها غير مفيدة ".

وشدد وزير الدفاع الايراني على أن "تواجد القوات الأجنبية في المنطقة لن يؤدي إلا لمزيد من تعقيد الوضع وإنعدام الأمن بالمنطقة ".

واكد تقرير لشبكة "فوكس نيوز" أورده موقع "نهرين نت" أول من أمس السبت، ان وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون" قامت بنشر العديد من أحدث الطائرات الحربية من طراز (إف - 22 إس) في قاعدة "الظفرة" في دولة الامارات لطمانة حلفائها في المنطقة.

واضاف التقرير، ان سلاح الجو الاميركي اوضح بان هذه الخطوة جزء من عملية انتشار روتينية و"التعاون الأمني مع الشركاء الإقليميين".

ولم يكشف سلاح الجو عن عدد هذه الطائرات او مكان انتشارها، ولكن مسؤولين اميركيين صرحوا بان هذه الطائرات موجودة في حظائر في قاعدة "الظفرة " الجوية الإماراتية، حسب التقرير .

جدير بالذكر، ان قاعدة "الظفرة" الامارتية تعد من افضل قواعدها الجوية واكبرها مساحة وتقام لها حراسات مكثفة، وكانت الولايات المتحدة قد نشرت فيها طائرات الجلوبال هوك واليو تو بعد احداث الحادى عشر من ايلول/ سبتمبر .

اكد مرشح الاخوان المسلمين لرئاسة مصر، محمد مرسي ان ولاءه سيكون لكل المصريين دون استثناء اذا انتخب رئيسا للبلاد، وشدد على أنه لا يتلقى الاوامر والتعليمات من احد.

وقال مرسي ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع، واضاف انه لا مجال لوجود اي ديكتاتور في مصر بعد الان.

وحذر من تهديدات تواجه الثورة مؤكدا ان المصريين قادرون على اسقاط المفسدين والمتلاعبين بثورتهم.

ورفض مرسي منح المجلس العسكري وضعا مميزا في الدستور، لكن على الشعب ان يقر دعم المؤسسة العسكرية لانها جزء من الشعب المصري ونفى وجود اي صفقات مع العسكر.

وفي سیاق متصل اطلق حزب الحرية والعدالة الحملة الدعائية لمحمد مرسي باعلان برنامجه، فقد ذكر الحزب في موقعه على الانترنت ان هناك 25 هدفا لمرسي في مقدمتها توسيع قاعدة الانتخاب للمناصب العامة، واطلاق الحريات السياسية واستقلال القضاء، واعادة هيكلة المؤسسات الامنية.

واوضح ان من اهدافه الاجتماعية رفع المستوى المعيشي لستة ملايين مواطن الى ما فوق خط الفقر، وتطوير مؤسسات الرعاية الصحية وتسهيل امر الزواج.

كما تتضمن اهدافه تشجيع مؤسسات وادوات التمويل الاسلامي والادماج التدريجي للاقتصاد الموازي في الاقتصاد الرسمي، والغاء الديون الصغيرة للفلاحين.

ويتنافس 13 مرشحا لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة خلال شهر مایو/ ایار 2012.

ويتوقع كثيرون ان تحظى الاحزاب الاسلامية بنسبة اصوات عالية على غرار انتخابات مجلس الشعب.

تعرّضت مهمة المراقبين الدوليين في سوريا لانتكاسة جديدة عندما ضربت ثلاثة انفجارات انتحارية أهدافاً سكنية وأمنية في مدينة ادلب الشمالية التي يقيم فيها منذ الاسبوع الماضي مراقبان دوليان، تزامنت مع إشارات سعودية وفرنسية حكمت مرة اخرى بالفشل المسبق على خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، ودعت الى درس خطط بديلة.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «التفجيرات الإرهابية» في مدينتي دمشق وإدلب. وقال مكتبه الصحافي في بيان، «يدين الأمين العام التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدينتي إدلب ودمشق وقتلت وأصابت عشرات الأشخاص». وأضاف «لاحظ الأمين العام تحسناً في المناطق التي انتشر بها مراقبو الأمم المتحدة لكنه لا يزال يشعر بقلق بالغ بسبب تقارير عن استمرار العنف والقتل والانتهاكات في سوريا في الأيام الأخيرة».

وشدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على التأكيد، خلال اجتماعه مع رئيس فريق المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود، أن بلاده ستواجه «ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها»، متهماً هذه المجموعات بالقيام «بتصعيد غير مسبوق» منذ وصول طلائع المراقبين، مكرراً التزام دمشق بتنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان.

وفي الرياض، قال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، في بيان بعد اجتماع الحكومة برئاسة الملك عبد الله، إن «مجلس الوزراء استعرض التقارير حول مستجدات الأحداث وتداعياتها في عدد من الدول العربية ومنها الأوضاع في سوريا، مشدداً على ما تضمنته قرارات الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في هذا الشأن، ومجدداً المطالبة للمجتمع الدولي بعدم السماح للسلطات السورية بأن تمارس محاولات المماطلة والتسويف والتنصل من التزاماتها، وألا يقتصر رد فعل المجتمع الدولي على منح المهلة تلو الأخرى على حساب أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق».

وذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن مجلس الأمن القومي التركي شدد، في بيان بعد اجتماعه برئاسة الرئيس عبد الله غول في أنقرة، على «ضرورة وقف حمام الدم في سوريا في أقرب وقت ممكن وإفساح المجال لعملية انتقال ديموقراطي بما يحقق المطالب المشروعة للشعب السوري». وأضاف «جذبنا الانتباه إلى وجوب تنفيذ جميع بنود خطة أنان»، مشدداً على أهمية حماية الشعب السوري وإرسال مساعدات إنسانية إلى البلاد.

وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في لندن، من أن «هناك حدوداً لصبر المجتمع الدولي اذا واصل النظام السوري انتهاكاته للهدنة». وشدد على «ضرورة إرسال المزيد من المراقبين الى سوريا ليتحسن الوضع»، مشيراً إلى أن لندن زادت من مساعداتها «غير القاتلة» للمعارضة.

ووقعت ثلاثة انفجارات في ادلب استهدفت مقرين أمنيين وحياً سكنياً. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن «أكثر من 20 شخصاً، غالبيتهم من عناصر الأمن قتلوا في انفجارين استهدفا مركزاً للاستخبارات الجوية وآخر للاستخبارات العسكرية» في ادلب.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا)، من جهتها، أن «انتحاريين فجرا نفسيهما بسيارتين في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في ادلب، ما أسفر عن استشهاد ثمانية من المدنيين وقوات حفظ النظام»، مشيرة الى إصابة حوالي مئة شخص، معظمهم من المدنيين.

وقالت ان الانفجارين وقعا في «منطقتين سكنيتين مكتظتين، ما أدى الى أضرار بالغة بالمباني وخلّفا حفرتين كبيرتين جدا». وذكرت أن عضوين من المراقبين الدوليين «اطلعا على آثار التفجيرين». وفي ادلب بشكل ثابت منذ الاسبوع الماضي مراقبان من فريق المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف إطلاق النار. وكانت مجموعة إسلامية متشددة تطلق على نفسها اسم «جبهة النصرة» قد تبنت مسؤولية تفجير انتحاري وقع في حي الميادين في دمشق الجمعة الماضي.

وبث التلفزيون السوري صوراً عن مواقع التفجيرين يظهر فيها عدد من الأشخاص وقد تجمعوا حول أبنية متضررة وركام في الشارع. وقال أحدهم للتلفزيون «بيتي أصبح دماراً. هذه هي نهاية الحرية التي ينشدونها». وظهرت في الصور أشلاء بشرية وبقع دماء. وقالت فتاة صغيرة وهي تبكي «دمروا لنا بيتنا»، بينما صرخ آخر «إنهم إرهابيون ... الله يخرب ديارك يا قطر ويا آل سعود».

وقال المرصد ان «انفجاراً ثالثاً هز حي الجامعة في مدينة ادلب وأسفر عن سقوط جرحى». وذكر ان «انفجارا شديدا هز ضاحية قدسيا (قرب دمشق) تبين انه ناجم عن انفجار سيارة». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانفجار استهدف سيارة عسكرية، وان عددا من السكان الذين يقطنون في المكان أصيبوا بجروح. وتابع المرصد ان «ستة مواطنين قتلوا برصاص قوات الامن في محافظات حمص ودير الزور وادلب وريف حلب ودرعا».

وكانت قد أطلقت ليل أمس الأول قذيفة «ار بي جي» على المصرف المركزي السوري في دمشق. وذكرت «سانا» ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بقذيفة ار بي جي دورية لشرطة النجدة أمام مستشفى ابن النفيس في منطقة ركن الدين في دمشق، ما أدى الى إصابة أربعة عناصر من الدورية».

وقال «المجلس الوطني السوري»، في بيان، ان «ما حدث الليلة (الماضية) من تفجيرات هو لعبة دموية إضافية من ألاعيب النظام الصغيرة والمكشوفة يسعى من ورائها لتبرير نشر كتائبه في كل مكان من عاصمتنا، وإرهاب الشعب لمنعه من التظاهر السلمي، متمسكاً مرة أخرى بحجة خيالية مفادها أن دمشق تحت مرمى الإرهابيين». ودان «التفجيرات التي وقعت في دمشق»، نافياً «أي صلة للجيش السوري الحر وقوى الثورة السورية بها».

وقال المقداد، خلال اجتماعه مع مود في دمشق، «التزام سوريا بخطة كوفي أنان واستعدادها لبذل كل الجهود في إطار المساعدة على إنجاح المهمة مع الالتزام بمسؤولياتها في حماية شعبها وأمنه وسلامته».

وأضاف المقداد أن «سوريا ستقف في وجه كل الدول والأطراف التي تعمل على إفشال هذه المهمة، والتي تدعم العنف والإرهاب في سوريا وتقدم السلاح والتمويل للمجموعات المسلحة». وأشار إلى أن «سوريا ستواجه ممارسات المجموعات المسلحة، ومن يدعمها، وخاصة إثر التصعيد غير المسبوق الذي قامت به هذه المجموعات منذ وصول طلائع بعثة المراقبين بالتزامن مع الحملة السياسية والإعلامية التي تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي والتغطية على ممارسات هذه المجموعات الإرهابية على الأرض»، مشيرا إلى «أهمية التحقق من الخروقات التي تحدث عند وقوعها، على اعتبارها المهمة الأساسية للبعثة ونقل ذلك بكل دقة وحيادية إلى الأمم المتحدة».

ونقلت «سانا» عن الجنرال مود «تعبيره عن تعازيه الحارة لأهالي وعائلات الذين سقطوا نتيجة أعمال العنف في سوريا»، مشيرا إلى أنه «يحث جميع الأطراف على مساعدته في إنجاز مهمته لوقف العنف»، مؤكدا أنه «سيبذل مع طاقمه قصارى جهدهم للقيام بمهمتهم على أساس احترام سيادة سوريا وتقييم الحقائق على الأرض، ما يستوجب تعاون جميع الأطراف مع هذه المهمة لتحقيق الأهداف المرجوة».

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن «مطلب قدوم مراقبين إلى سوريا هو بالأساس مطلب سوري قبل أن يكون مطلبا دوليا أو عربيا، وقد طرحه الرئيس بشار الأسد مع زائرين في سوريا قبل حصول هذه المهمة».

وأضاف مقدسي أن «ما تعانيه سوريا حاليا هو سوء نقل لحقيقة الواقع السوري، وبالتالي وجود المراقبين يمكّن سوريا من تطعيم المشهد الدولي بحقيقة ما يجري في سوريا من حيث وجود مجموعات مسلحة، وهذا أمر لم يعد محل نقاش فهو موثق وفق آخر تقرير أصدره فريق الجامعة حيث أكد في تقريره أن هناك جماعات مسلحة في سوريا».

وحول وجود بعثة المراقبين، قال مقدسي إن «نصف الحل بيد سوريا، لكن الأزمة في سوريا أزمة مركبة فهناك من يتدخل، يمول، ويحرض في الإعلام أو مباشرة عبر تكريس العند السياسي مع المعارضة، لذلك من الجانب السوري هناك التزام لا لبس فيه لإنجاح مهمة المراقبين، لكن بواقعية سياسية فإن هذا النجاح لا يتوقف على سوريا فقط، فهناك وزراء خارجية دول يقولون علناً إنهم يسلحون الحراك في سوريا، وهناك دول جارة تستضيف كيانات عسكرية ترفض الانخراط في العمل السياسي». وأضاف «ليس لدينا أي محرمات بالحديث مع أي معارض يرفض التدخل العسكري في سوريا، وأن تكون أجندته سورية وطنية، بحيث لا يكون حصان طروادة لأي دولة أو تيار».

وأكد مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، خلال لقائه وفدا من حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) أن «سوريا أسقطت المؤامرة وأفشلت مخططات الغرب وبعض العرب بفضل صمود أبنائها والتفافهم حول قيادة الرئيس بشار الأسد». واعتبر أن «الخط القومي والفكر العروبي في سوريا هو المستهدف، لثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية وتصديها للمؤامرة الغربية - العربية الهادفة إلى السيطرة على المنطقة بشتى الوسائل والإمكانيات للاستيلاء على مقدراتها وخيراتها».

وفي باريس، نقل عن مصادر سورية مطلعة قولها إن البحث مع أقطاب «أصدقاء سوريا» يجري بشكل رئيسي حول سيناريوهات ما بعد أنان.

ولم يخف دبلوماسي غربي مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من تصرف «الإخوان» والإسلاميين السوريين في قضايا التسلح والإغاثة والدور السياسي: «الإخوان يخطئون كثيرا إذا ما اعتقدوا أنهم قادرون على إعادة سوريا إلى الوراء»، بل لم يمتنع عن وصفهم بـ«المتخلفين الذين نعمل على تطوير نظرتهم إلى الأوضاع»، وهي نظرة ليست على مستوى الأحداث، التي فاجأتهم، كما أنهم لم يكونوا ليتوقعوا عودتهم إلى أداء دور رئيسي في سوريا من دون «الثورة».

وينقل المعارض السوري، العائد من جولة أوروبية، أن صورة تكونت لدى أقطاب «أصدقاء سوريا»، تقول إن ما بعد خطة أنان خياران: إما المجهول والفوضى، وإما التوصل إلى استصدار قرار دولي تحت الفصل السابع يعيد المبادرة إلى الأسرة الدولية ويسمح لها برفع الضغوط على النظام السوري وتهديده بتدخل عسكري.

ويعبر الديبلوماسيون الغربيون في المجموعة عن «استغرابهم الكبير للموقف القطري، والسعودي خاصة». وقال ديبلوماسي غربي إن السعودية لا تولي اهتماما كبيرا لما يجري في المنطقة، والنتائج العامة لمواقفها على سوريا، وان ما يهمها هو إسقاط الرئيس بشار الأسد قبل كل شيء، وبأي وسيلة كانت، بغض النظر عن الوسائل والاعتبارات السياسية والأثمان الجيوستراتيجية أو الشعبية. وقال معارض سوري، بعد لقاء ديبلوماسيين مصريين، إنهم عبروا عن موقف مماثل، ووصفوا موقف بعض الدول الخليجية من الأزمة في سوريا «بالتبسيطي والخطر».

أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، أمس، أنه ستبدأ الخميس المقبل محاكمة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، المتهم بقضايا «إرهاب» والمتواجد حالياً في تركيا.

وقال المتحدث باسم مجلس القضاء عبد الستار بيرقدار، في بيان، إن «محاكمة الهاشمي (غيابياً) وعدد من أفراد حمايته ستبدأ الخميس المقبل عن ثلاث جرائم سيتم التعامل معها في قضية واحدة»، موضحاً أن «القضايا تتعلق باغتيال مدير عام في وزارة الأمن الوطني، وضابط في وزارة الداخلية، ومحامية».

وبحسب مجلس القضاء فان عدد القضايا التي اعترف بها حراس الهاشمي المعتقلون بلغت 150 جريمة قتل. وأوضح بيرقدار أن «هناك جرائم كثيرة يتهم فيها الهاشمي وحماياته وحصلت اعترافات عليها بينها اغتيال ستة قضاة أغلبهم من بغداد». وأشار إلى أن القضاء أطلق سراح 13 متهماً من حمايات الهاشمي لعدم ثبوت الأدلة ضدهم خلال مرحلة التحقيق الابتدائي، موضحاً أن من تبقوا يبلغ عددهم 73 متهما.

وأثارت قضية الهاشمي، الذي صدرت مذكرة توقيف بحقه في كانون الأول الماضي، توتراً بين القوى السياسية، خصوصاً بين «القائمة العراقية» التي ينتمي إليها الهاشمي وائتلاف «دولة القانون» الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء نوري المالكي. ودخل الأكراد على خط الأزمة بعد أن سمحوا للهاشمي المكوث في الإقليم، ورفضوا تسليمه إلى حكومة بغداد.

إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية أن ستة أشخاص قتلوا في اعتداءين منفصلين في بغداد، بينهم أربعة أفراد من عائلة واحدة، قضوا طعناً بالسكين في منطقة الكمالية في شرقي العاصمة.

الإثنين, 30 نيسان/أبريل 2012 05:46

قصة أصحاب الأخدود

الأصحاب هم جماعة الرجل و صحبته، و الأخدود جمع خَدْ، وَ الْخَدُّ هُوَ الشَّقُّ، يُقَالُ: خَدَدْتُ الْأَرْضَ خَدّاً أَيْ شَقَقْتُهَا، و الخد شق في الأرض كالخندق.

و أما أصحاب الأخدود الذين ذمَّهم الله في القرآن الكريم فهم الملك ذو نواس الحميري آخر ملوك حمير باليمن و جماعته، و إنما عُرفوا بأصحاب الأخدود لأنهم شقوا خندقاً مستطيلاً في الأرض ثم أضرموا النار في ذلك الخندق، ثم أحضروا المؤمنين بالله من نصارى نجران و طلبوا منهم ترك ديانتهم و الدخول في الديانة اليهودية المنحرفة التي كان عليها الملك، و كان مصير من يرفض أن يُلقى في النار و هو حي، أما أصحاب الأخدود فكانوا يتلذذون من تعذيب أولئك المؤمنين المستضعفين الذين لم يكن لهم ذنب سوى الإيمان بالله. [1] .

أصحاب الأخدود في القرآن الكريم

ذكر الله عَزَّ و جَلَّ أصحاب الأخدود و أشار إلى قصتهم بإيجاز و شنَّع فعلتهم النكراء و لعنهم فقال: ( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) [2]

قصة أصحاب الأخدود

جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي‏ في تفسير قول الله عَزَّ و جَلَّ: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ قَالَ: كَانَ سَبَبُهُمْ أَنَّ الَّذِي هَيَّجَ الْحَبَشَةَ عَلَى غَزْوَةِ الْيَمَنِ ذَا نُوَاسٍ، وَ هُوَ آخِرُ مَنْ مَلَكَ مِنْ حِمْيَرٍ، تَهَوَّدَ وَ اجْتَمَعَتْ مَعَهُ حِمْيَرٌ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ، وَ سَمَّى نَفْسَهُ يُوسُفَ وَ أَقَامَ عَلَى ذَلِكَ حِيناً مِنَ الدَّهْرِ

.ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّ بِنَجْرَانَ بَقَايَا قَوْمٍ عَلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ، وَ كَانُوا عَلَى دِينِ عِيسَى ( عليه السَّلام ) وَ عَلَى حُكْمِ الْإِنْجِيلِ، وَ رَأْسُ ذَلِكَ الدِّينِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بريامن [ يَامِنٍ‏ ] [ ثَامِرٍ ] [ تَامِرٍ ] حَمَلَهُ أَهْلُ دِينِهِ عَلَى أَنْ يَسِيرَ إِلَيْهِمْ وَ يَحْمِلَهُمْ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ وَ يُدْخِلَهُمْ فِيهَا، فَسَارَ حَتَّى قَدِمَ نَجْرَانَ، فَجَمَعَ مَنْ كَانَ بِهَا عَلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِمْ دِينَ الْيَهُودِيَّةِ وَ الدُّخُولَ فِيهَا، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَجَادَلَهُمْ وَ عَرَضَ عَلَيْهِمْ وَ حَرَصَ الْحِرْصَ كُلَّهُ فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَ امْتَنَعُوا مِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَ الدُّخُولِ فِيهَا وَ اخْتَارُوا الْقَتْلَ، فَخَدَّ لَهُمْ خُدُوداً وَ جَمَعَ فِيهَا الْحَطَبَ وَ أَشْعَلَ فِيهِ النَّارَ، فَمِنْهُمْ مَنْ أُحْرِقَ بِالنَّارِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ بِالسَّيْفِ، وَ مَثَّلَ بِهِمْ كُلَّ مُثْلَةٍ، فَبَلَغَ عَدَدُ مَنْ قُتِلَ وَ أُحْرِقَ بِالنَّارِ عِشْرِينَ أَلْفاً [3] .

وَ رُوِيَ عَنْ الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُسْقُفَّ نَجْرَانَ دَخَلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) فَجَرَى ذِكْرُ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ، فَقَالَ ( عليه السَّلام ): "بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيّاً حَبَشِيّاً إِلَى قَوْمِهِ وَ هُمْ حَبَشِيَّةٌ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَكَذَّبُوهُ وَ حَارَبُوهُ وَ ظَفِرُوا بِهِ وَ خَدُّوا الْخُدُودَ وَ جَعَلُوا فِيهَا الْحَطَبَ وَ النَّارَ فَلَمَّا كَانَ حَرّاً قَالُوا لِمَنْ كَانَ عَلَى دِينِ ذَلِكَ النَّبِيِّ اعْتَزِلُوا وَ إِلَّا طَرَحْنَاكُمْ فِيهَا فَاعْتَزَلَ قَوْمٌ كَثِيرٌ وَ قُذِفَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ حَتَّى وَقَعَتِ امْرَأَةٌ وَ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا مِنْ شَهْرَيْنِ فَقِيلَ لَهَا إِمَّا أَنْ تَرْجِعِي وَ إِمَّا أَنْ تُقْذَفِي فِي النَّارِ فَهَمَّتْ تَطْرَحُ نَفْسَهَا فَلَمَّا رَأَتِ ابْنَهَا رَحِمَتْهُ فَأَنْطَقَ اللَّهُ تَعَالَى الصَّبِيَّ وَ قَالَ يَا أُمَّاهْ أَلْقِي نَفْسَكِ وَ إِيَّايَ فِي النَّارِ فَإِنَّ هَذَا فِي اللَّهِ قَلِيلٌ" [4] .

أصحاب الأخاديد الثلاثة

رَوَى العلامة المجلسي [5] ( رحمه الله ) عن مقاتل أنَّ هناك جماعات ثلاثة يُعرفون بأصحاب الأخدود، قال: كان أصحاب الأخدود ثلاثة: واحد منهم بنجران، و الآخر بالشام، و الآخر بفارس، كلهم إستخدموا أسلوباً واحداً لتعذيب المؤمنين فحفروا الخنادق و ملؤها بالنار ثم قذفوا المؤمنين بها و أحرقوهم بالنار و هم أحياء.

أما الذي بالشام فهو أنطياخوس الرومي، و أما الذي بفارس فهو بختنصر، و أما الذي بأرض العرب فهو يوسف بن ذي نواس، فأما ما كان بفارس و الشام فلم ينزل الله تعالى فيهما قرآنا، و أنزل في الذي كان بنجران، و ذلك أن رجلين مسلمين [6] ممن يقرءون الإنجيل أحدهما بأرض تهامة، و الآخر بنجران اليمن، آجر أحدهما نفسه في عمل يعمله و جعل يقرأ الإنجيل، فرأت ابنة المستأجر النور يضي‏ء من قراءة الإنجيل، فذكرت ذلك لأبيها فرمق حتى رآه، فسأله فلم يخبره، فلم يزل به حتى أخبره بالدين و الإسلام، فتابعه مع سبعة و ثمانين إنسانا من رجل و امرأة، و هذا بعد ما رفع عيسى ( عليه السَّلام ) إلى السماء، فسمع يوسف بن ذي نواس بن سراحيل بن تبع الحميري، فَخَدَّ لهم في الأرض و أوقد فيها، فعرضهم على الكفر، فمن أبى قذفه في النار، و من رجع عن دين عيسى ( عليه السَّلام ) لم يقذف فيها، و إذا إمرأة جاءت و معها ولد صغير لا يتكلم، فلما قامت على شفير الخندق نظرت إلى ابنها فرجعت، فقال لها: يا أماه إني أرى أمامك نارا لا تطفá فلما سمعت من ابنها ذلك قذفا في النار، فجعلها الله و ابنها في الجنة، و قذف في النار سبعة و سبعون.

قال ابن عباس: من أبى أن يقع في النار ضرب بالسياط فأدخل أرواحهم إلى الجنة قبل أن تصل أجسامهم إلى النار [7] .

وَ قد تنبأ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) بما سيجري على حُجْر بن عدي و أصحابه الذين قتلهم معاوية بن أبي سفيان صبراً و شَبَّههم بالمقتولين صبراً في قصة أصحاب الأخدود، فَعَنْ عبدُ الله بن رَزِينٌ الْغَافِقِيُّ أنَّهُ قالَ:

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ: "يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، سَيُقْتَلُ مِنْكُمْ سَبْعَةُ نَفَرٍ بِعَذْرَاءَ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ [8] " فَقُتِلَ حُجْرٌ وَ أَصْحَابُهُ [9] .

وَ عَنْ مِيثَمٍ التَّمَّارِ أنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) وَ ذَكَرَ أَصْحَابَ الْأُخْدُودِ، فَقَالَ: "كَانُوا عَشَرَةً وَ عَلَى مِثَالِهِمْ عَشَرَةٌ يُقْتَلُونَ فِي هَذَا السُّوقِ" [10] .

الشيخ صالح الكرباسي

المصادر:

[1] انظر، مجمع البحرين : 3 / 42 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .

[2] القران الكريم : سورة البروج ( 85 ) ، الآيات : 4 - 8 ، الصفحة : 590 .

[3] تفسير القمي: 2 / 413، و بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 14 / 438 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .

[4] بحار الأنوار: 14 / 439.

[5] العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، صاحب الموسوعة الحديثية الكبرى المُسماة بـ " بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) " .

[6] أي أتباع الديانة الحقة آنذاك.

[7] بحار الأنوار: 14 / 444.

[8] أي مثلهم كمثل الذين قتلهم أصحاب الأخدود الطغاة المتجبرين.

[9] إعلام الورى بأعلام الهدى: 33، لأمين الإسلام الطبرسي ، المتوفى سنة : 548 هجرية .

الإثنين, 30 نيسان/أبريل 2012 05:37

الأمومة مسؤوليّة والبرّ بها فريضة

عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه، مرّ بهم شابّ يرعى غنماً، فقال أحد الجالسين: يا رسول الله، لو أنّ هذا الشابّ أفنى شبابه في سبيل الله؟ فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: فلعلّه في سبيل الله وأنت لا تعلم... ثم دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم الشابّ وسأله: هل لك من تعول؟ فقال: نعم يا رسول الله، أعول أمّي وأرعاها، فقال له الرّسول: الزمها، فإنّ الجنّة عند رجليها، فالجنّة تحت أقدام الأمّهات.

الإسلام يكرّم الأمّ

لقد كرَّم الإسلام الأمّ منذ بزوغ فجره، كرّمها قبل أن تولد، عندما دافع عن حقّها في الوجود كونها أنثى، وحارب عادة وأد البنات، وأكثر من هذا، حدَّد موقعها بين الأولاد، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير أولادكم البنات».

ثم كرَّمها، فدعا إلى رعايتها وتعليمها وتربيتها، وعدم المسّ بإنسانيّتها، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له ابنة فأدّبها فأحسن تأديبها، وربّاها فأحسن تربيتها، وعلّمها فأحسن تعليمها، ولم يفضّل ولده الذّكر عليها، كانت له ستراً ووقايةً من النّار»

وكرَّمها الإسلام كزوجة، عندما رفع دورها إلى مستوى الجهاد: «جهاد المرأة حسن التبعّل»، وحوَّل بيتها إلى مسجد: «مسجد المرأة بيتها»، وكرَّمها كإنسانةٍ فاعلة في المجتمع، لها حقوق وعليها واجبات، فهي ترث وتتملّك وتشارك في العمل السياسي والديني والجهادي وغير ذلك... وساوى بينها وبين الرّجل في الواجبات، فلا تمايز بينهما عند الله إلا بالتّقوى.

ونصل إلى أعلى وسام في تكريم الإسلام للمرأة، عندما كرّمها كأمّ، فرفعها إلى مكانٍ لا يبلغه الرّجل.. وهذا الحديث الّذي نردّده دائماً: «جاء رجل يسأل رسول الله عمّن هو أحقّ ببرّه(بإحسانه)،فقال: أمّك. قال: ثم من؟ قال: أمّك. قال: ثم من؟ قال: أمّك. قال: ثم من؟ قال: أبوك».

وعنه صلى الله عليه وسلم أنَّ: رجلاً كان يحمل أمّه خلال تأديته مناسك الحجّ وهي على ظهره... وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله بعد كلّ هذا الجهد: هل أدّيت حقّها يا رسول الله؟ فقال له النبيّصلى الله عليه وسلم: «لا، ولا بزفرة واحدة».

رسالة الأمومة

لقد قيل الكثير في العظماء، ولكنَّ الأمّ كانت على مرّ العصور صانعة مجد العظماء، تعطي لأنّها تعلّمت العطاء من العطاء، وتجاهد حتّى صارت هي الجهاد، وتصبر حتّى صارت هي الصّبر، وتضحّي حتّى صارت هي التّضحية، ولا تُذكر حتّى تُستحضر معها كلّ هذه المعاني، وكلّ غايتها أن ينهض هذا الكائن الّذي جاور قلبها تسعة أشهر، فينتصر على الجوع والخوف والضّعف وينطلق في معارج الحياة...

والأمومة هي رسالة أكثر منها وظيفة، ولا يمكن أن تؤدّيها الأمّ إلا إذا ضحّت، والأمّ في كلّ عملها لا تنتظر أجراً أو ثناءً أو حمداً، ولكنّ الإسلام لم يترك الأمر، بل أوجب لها حقّاً. ولكن، أنّى يُؤدّى حقّ الأمّ هذا؟ القضيّة ليست مالاً مقابل مال، أو إطعاماً مقابل إطعام، أو كسوةً مقابل كسوة، فالموضوع هو أكبر من هذا.

فالأمومة هي معادلة فريدة غير اعتياديّة؛ هي خلطة سحريّة أوجدها الله غريزةً لتضخّ في الحياة كلّ هذا الفيض من الحبّ والحنان والعاطفة...

وقد حدّد الإمام زين العابدين(ع) في رسالة الحقوق حقّ الأمّ، وعلّل لماذا: «وحقّ أمّك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً، فرضيتْ أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلّلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها وتُلذذك النّوم بأرقها، وكان بطنها لك وعاءً، وحجرها لك حواءً، تباشر حرّ الدّنيا وبردها لك، فإنّك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه».

إنّ الأمومة سلوك ومسؤوليّة يتجسّدان في مهمّات تبدأ بالتغذية والعناية والحماية والاحتضان، ولا تنتهي بالتّربية والتّوجيه والتعلّم والبناء.. وما ستزرعه الأمّ في طفلها، ستظهر مواسمه على بيادر الأسرة والمجتمع، فمستقبله يصبح صنع أمّه، ومهما يفعل الأب، فإنّه لا يستطيع أن يجعل ابنه رجلاً إلا إذا كان للأمّ اليد الطولى في ذلك، فالرّجال الرّجال من صنعتهم أمّهاتهم.

ظاهرةٌ تشوِّهُ دورَ الأمّ

إنّ نظرةً إلى واقع الأمّ اليوم، يرينا أنّ خللاً يعاني منه المجتمع، هو في التّشويه الّذي يطال دورها كأمّ ويطال مفهوم الأمومة تحديداً الّذي صار بحاجةٍ إلى إعادة بلورة، وإلى قناعة من المرأة بدور الأمومة والاعتراف بأهميّته.

نقول هذا في ظلّ ظاهرة عاملات تدبير المنازل، وعدم وجود حدود فاصلة بين دورهنّ ودور الأمّ، حيث نرى في الكثير من الحالات تسليماً من الأمّهات بترك مهام التّربية والرّعاية لأولئك الطّارئات في حياة الطّفل، واللاتي قد لا تكوننّ جديرات بحمل هذه المسؤوليّة، بل قد يصبحن مشكلةً له وللأسرة. إنّنا في ظلّ نمط العيش الحاليّ، والضّغوطات الاقتصاديّة، وعمل المرأة خارج البيت، لا نقف موقفاً سلبيّاً من مساعدات العمل المنزلي، ولا نطلب من الأمّ أن تكون ذات قوّة خارقة، بل ما نقصده، أن تبقى الأدوار مفصولةً ومحدّدة، فتربية الأولاد وبناء شخصيّاتهم هو ما نريده للأم أن تحتفظ به لنفسها، فهي من يمكنها القيام بهذا الدّور، فالطفل فلذة كبدها، ولن يكون أحد أرفق وأحرص على مصلحته منها.. أمّا تخلّيها عن الأدوار الخدماتيّة (غسل وتنظيف وترتيب) فلا مشكلة، بل على العكس، على الأمّ أن تستفيد ممن تساعدها، لا لتُشغل بأمور أخرى، بل لتتفرّغ لدورٍ أساسيّ: التربية ثم التربية ثم التربية..

النّقطة الثانية في موضوع الأمومة، هي صعوبة هذا الدّور اليوم، إذ لم تعد التّربية أمراً سهلاً، ولم يعد بإمكان الأمّ أن تؤدّيه كيفما كان، أو بالأسلوب الّذي اعتادت عليه عند أهلها ومجتمعها، فلا الضّغوط الاجتماعيّة والحياتيّة الّتي تواجهها هي نفسها الّتي كانت تعيشها الأمّهات سابقاً، ولا الأولاد هم ذاتهم أولاد الزّمن الماضي، يؤمرون فيطيعون ويذعنون، ولا الظّروف هي الظروف نفسها، ولا التحدّيات هي التحديات ذاته

لذلك، نجد هذا الشّعور بالقصور والإحباط لدى الكثير من الأمّهات، في عدم قدرتهنّ على فهم أولادهنّ ومتابعتهنّ، أضف إليه قلّة الصّبر.

من هنا، باتت الحاجة ماسّةً إلى أن تقوم الأمّ اليوم بتحديد أولويّاتها، وتأهيل نفسها لأداء هذا الدّور الكبير، كي تعيش عصر أولادها، لكنّ هذا الدّور لا يمكنها أن تقوم به وحدها، فلا بدّ للأب من أن يُشاركها فيه، كونه الشّريك الأساس معها في العملية التربويّة...

تعزيز حضور الأمّ

وتبقى نقطة، وهي المسؤوليَّة العامَّة الّتي تقع على عاتق المجتمع، من مؤسَّسات تربويَّة وجمعيَّات أهليَّة وعلماء دين وموجّهين، ولا سيَّما وسائل الإعلام، وهي تعزيز حضور الأمّ كموقعٍ وكدورٍ ورسالة، عبر التّثقيف والتّوجيه، خشية أن يصيبنا الدّاء الّذي أصاب الغرب بتخلّي أبنائه عن أمّهاتهم عندما يكبرن، حيث بات الكبار بالسّنّ عبئاً على المجتمع، ويعيشون في وحدتهم.

إنّ موروثاتنا الدّينيّة تعيب على مجتمعنا أن تنتقل إليه هذه العدوى، وهي لن تنتقل بإذن الله، حيث تطالعنا نماذج في التّاريخ وفي الحاضر، عن أناسٍ كانوا القمّة في البر لأمّهاتهم في الحياة وبعد الممات، ونحن محصّنون بشكل كبير:

فلا يمكن لمن تربّى على: {وبالوالدين إحساناً} أن يُشعِر الأمّ بأيّ أذى ولو كان كلمة أفّ.

ولا يمكن لمن يدرك أنّ: «الجنّة تحت أقدام الأمّهات» أن يقاطعها حتّى لو كانت بنظرة مخطئة أو غير عادلة..

ولا يمكن لمن يؤمن بأن رضاها من رضى الله أن يخرج من البيت وهي ساخطة عليه.

ولا يمكن لمن يؤمن بأنّ دعاء الأمّ مستجاب بحقّ ولدها، أن لا يبذل أقصى جهده ليبقى يسمع دعاءها له بأن يرضى الله عنه، ويوفّقه ويبعد عنه أولاد السّوء.

لا يمكن لمن يعرف حجم البركة والخير من وجود الأمّ، أن لا يدعو لها بالصحّة وطول العمر، وأن تبقى تظلّله هو وأبناؤه.

مسؤوليّة الأب والدّولة

إنّ الأسرة هي المصنع الأوّل والمدرسة الأولى لإعداد الأمّهات، فحين تتحوّل الأمّ في البيت إلى إنسانة مقهورة تُظلم في حقوقها، ويُساء إليها في إنسانيّتها من قبل الأب أو غيره، فإنّه من الطّبيعيّ أن ينعكس ذلك على الدّور الّذي ينتظر منها

ولهذا، فمن مسؤوليّة الأب الحرص على أسرته وعلى بناء أولاده بناءً سليماً، وأن يعزّز بالدّرجة الأولى مكانة أمّهم في البيت، فلا يمكن لأمّ مقهورة مسلوبة الإرادة، تقضي لياليها وأيّامها في الغمّ والحزن، أن تبني شخصيّات أولادها، كما على الأب أن يكون حريصاً على توقير أمّه، ليشكّل القدوة والنّموذج العمليّ لأولاده، لتنتقل القدوة من جيل إلى جيل بالأسوة الحسنة، والحديث يقول: «برّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم».

وهناك نقطة عمليّة هي من مسؤوليّة الأب تحديداً، أن يضمن للأمّ حياةً كريمةً بعد مغادرته الحياة، وأن يلحظها في وصيّته بعيداً عن الواجبات الّتي فرضها الله عليه (الثّمن أو المهر). عليه هو أن يبرّئ ذمّته تجاه من بذلت حياتها معه، ومن تحمّلته في كلّ الظّروف، وعاشت معه على الحلو والمرّ، فمن حقّها عليه أن لا تضيع من بعده.

وفي هذا الصَّدد أيضاً، ندعو إذا اقتضى الأمر، أن تشرّع القوانين الّتي تضمن كرامة الأمّ في كبرها، وأن تلزم الرّجل بذلك بمقتضى شراكته مع زوجته، لأنّ شراكةً كشراكة الحياة لا يضيرها شراكة الأموال من أجل ضمان مستقبل الأمّهات...

التّكريم الدّائم

لا نريد ليوم الواحد والعشرين من شهر آذار، يوم تكريم الأمّ، أن يكون يوماً يتيماً للأمّ، فيما تعاني الظّلم والقهر والعقوق والنّسيان كلّ السّنة...

أن يكون تكريمها في كلّ يوم، بأن نقبّل يديها الطّاهرتين، أن لا نستحي من ذلك حتّى لو كبرنا، أن لا نبخل عليها بالكلمة الحنون، بنظرة حانية، بمبادرةٍ حتّى لو قست الحياة علينا بظروفها...

أن لا نكلّفها أن تسألنا شيئاً، بل أن نبادر إلى قضاء كلّ حاجاتها، أن لا تشعر الأمّ ولو للحظة بأنّ حنوّ غير أولادها وحتّى الخادمات، هو أكثر من حنوّنا عليها.

أن تبقى الأمّ في نظر أولادها هي الّتي حملتهم وربّتهم، وبفضلها بعد فضل الله وصلوا إلى ما وصلوا إليه.

أن يبقى الدّعاء:»اللّهمّ اجعلني أهابها هيبة السّلطان العسوف، وأبرّها برّ الأمّ الرؤوف، واجعل طاعتي لوالدتي وبرّي بها، أقرّ لعيني من رقدة الوسنان، وأثلج لصدري من شربة الظّمآن، حتّى أؤثر على هواي هواها، وأقدّم على رضاي رضاها، وأستكثر برّها بي وإن قلّ، وأستقلّ برّي بها وإن كثر..

اللّهمّ اخصص أمّي بأفضل ما خصصت به أمّهات عبادك المؤمنين يا ارحم الرّاحمين، اللّهم لا تنسيني ذكرها في أدبار صلواتي وفي كلّ أناء من آناء ليلي، وفي كلّ ساعة من ساعات نهاري، يا أرحم الراحمين..

فی عام الإنتاج الوطنی و علی أعتاب یوم العامل زار سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الأحد معامل (داروپخش) لإنتاج الأدویة، و اطلع عن قرب علی آخر مکتسبات إنتاج الأدویة فی البلاد، و أکد أمام الآلاف من العمّال النموذجیین فی البلاد: التحقیق الواقعی لمختلف أهداف البلاد، و منها الاستقلال السیاسی، بحاجة إلی الاعتماد علی الذات و الاستقلال الاقتصادی. و الاستقلال الاقتصادی مشروط بتکوّن الإنتاج الوطنی، و الإنتاج الوطنی یتحقق بالاحترام الحقیقی و الشامل و العملی للعمل الإیرانی و رأس المال الإیرانی.

تزامناً مع زیارة قائد الثورة الإسلامیة لمعامل (داروپخش) تمّ إنتاج أول دواء حقن لهذه المنظومة بالاسم التجاری انوکساپارین 6000 و جری توزیعه علی الأسواق.

و قدّم فی هذا اللقاء وزراء الصحة و العلاج و التعلیم الطبی، و التعاون، و العمل و الرفاه الاجتماعی، و الصناعة و المعادن، و التجارة، تقاریرهم عن أهم نشاطات وزاراتهم.

و أشارت الدکتورة مرضیة وحید دستجردی وزیرة الصحة و العلاج و التعلیم الطبی إلی مکتسبات معامل إنتاج الأدویة علی الرغم من حالات الحظر المفروضة قائلة: الحظر کفرصة أدی إلی أن یعمل المتخصصون الداخلیون بعزم جاد فی إنتاج الأدویة، و خصوصاً الأدویة ذات التقنیات المتقدمة، و تتحوّل بذلک الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة إلی البلد الأول فی المنطقة من حیث إنتاج الأدویة.

و أضافت: یوجد فی البلاد حالیاً مائة معمل لإنتاج الأدویة منها 14 معملاً تابعاً للشرکات البایولوجیة. و کان إنتاج الأدویة التی لم تکن تنتج إلا فی أوربا و أمریکا، و الاستثمار فی إنتاج الأدویة النباتیة و الأدویة الخاصة بتقنیات النانو و البیوتکنولوجیا، کان جانباً آخر من تقریر وزیرة الصحة و العلاج و التعلیم الطبی.

و أشار السید شیخ الإسلامی وزیر العمل فی هذه الزیارة إلی إنتاج 800 نوع من المنتجات و المواد الأولیة الطبیة فی شرکة معامل (داروپخش) قائلاً: تؤمّن هذه المعامل أربعین بالمائة من منتجات الأدویة فی البلاد، و تصدّر منتجاتها إلی أکثر من خمسین بلداً.

و أکد علی أنه من المقرر فی هذا العام، و هو العام الذی سمّی بعام الإنتاج الوطنی، توزیع سبعة منتجات دوائیة بتقنیات متقدمة لعلاج السرطان و مرض MS .

و تحدث فی الزیارة أیضاً السید غضنفری وزیر الصناعة و المعادن و التجارة فأشار إلی تسمیة هذه السنة بسنة الإنتاج الوطنی و دعم العمل و رأس المال الإیرانی قائلاً: من جملة برامج وزارتنا لهذا العام إتمام 18 ألف مشروع غیر تام، و الاستثمار فی المشاریع ذات الأولویة، و الحیلولة دون الاستیراد المنفلت، و تنمیة الصادرات، و تحسین أجواء الکسب و العمل، و الاستثمار فی التقنیات الحدیثة، و تحسین وضع الإنتاجیة.

و قدم الدکتور نقدی مدیر عام شرکة معامل (داروپخش) تقریراً عن إنتاج مختلف الأدویة فی هذه الشرکة و خططها و برامجها المستقبلیة بما فی ذلک إنتاج مادة أول أنسولین فی الداخل.

کما حضر قائد الثورة الإسلامیة بین جموع العمّال النموذجیین من شتی أنحاء البلاد، و جماعة من عمّال الوحدات الصناعیة الإنتاجیة فبارک أسبوع العامل للعمال الأعزاء و لکل أبناء الشعب الإیرانی الکبیر، و أوضح أن سبب حضوره هذا الیوم بین جموع العمال هو تقدیم الشکر و أداء الاحترام للعمل و العامل الإیرانی مضیفاً: تقبیل نبی الإسلام الکریم لید أحد العمّال درس قیّم لنا جمیعاً، و رمز لقیمة العمل و الطاقات العاملة فی الإسلام.

و اعتبر سماحته العمل بالمعنی الواسع للکلمة بما فی ذلک العمل الیدوی و الفکری و العلمی و الإداری محور الحیاة و الحرکة و التقدم المستمر فی کل مجتمع، و أشار إلی استغلال الحکومات الاشتراکیة و الرأسمالیة للعمال مردفاً: الإسلام خلافاً لهذه المدارس، صادق مع العامل، و یعتبر العمل - فی إطار منطق متین - ذا قیمة و منتجاً للقیم.

و أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی علی ضرورة تجلی منطق الإسلام و مبانیه الفکریة أکثر فأکثر فی التخطیطات و البرامج و الخطوات المتعلقة بالعمل و المجتمع العمالی، و عدّ رأس المال و الطاقة العاملة جناحین للإنتاج الوطنی من أجل التحرک و التقدم مضیفاً: یجب احترام العمل الإیرانی و رأس المال الإیرانی، لیکون الإنتاج الوطنی ممکناً بالمعنی الحقیقی للکلمة.

و لفت سماحته إلی تذکیراته المستمرة طوال الأعوام الأخیرة بشأن ترکیز مؤامرات الأعداء علی القضایا الاقتصادیة مردفاً: علامات و مؤشرات هذه المؤامرة الکبری تتجلی فی الظروف الراهنة أکثر فأکثر کلما تقدم الزمن، لکن الشعب الإیرانی بعزیمته الراسخة التی اجتثت العقبات الأخری من طریقه، سوف یجتث هذه العقبة أیضاً من الطریق.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة الانتصار علی المؤامرة الاقتصادیة للأعداء بحاجة إلی همم العمال و أصحاب الرسامیل و المدراء فی القطاعات الحکومیة و الخصوصیة منوهاً: علی کل أبناء الشعب أیضاً، باستهلاکهم للمنتوجات الداخلیة أن یبدوا عزیمتهم علی مجابهة الأعداء.

و أشار آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی اهتمام الحکومة بقضیة الإنتاج الوطنی مؤکداً: یجب القیام فی هذا المیدان بأعمال جذریة، مضافاً إلی أن قوام اقتصاد البلاد و متانته بحاجة لجهود دؤوبة من قبل السلطات التنفیذیة و التشریعیة و القضائیة.

و أوضح سماحته أن الإشراف و الدعم للحالة الاقتصادیة السلیمة و العمل و الإنتاج و الاستثمار من جملة واجبات السلطات الثلاث، و أضاف شارحاً الخطوات اللازمة فی مجال تعزیز الإنتاج الوطنی و دعم العمل الإیرانی و رأس المال الإیرانی: یجب أن توضع قضایا تعزیز و تقویة المهارات، و تأهیل الطاقات العاملة، و النظرات الإداریة الصحیحة، و توفیر الشعور بالأمن للعمال و المستثمرین، یجب أن توضع ضمن جدول الأعمال.

و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة المواجهة و المکافحة الصحیحة للإخلال الاقتصادی أمراً ضروریاً لتعزیز الإنتاج الوطنی مردفاً: التهریب و إساءة استغلال الرسامیل المالیة و الذخائر و الأرصدة الخاصة بالناس فی البنوک من جملة مصادیق الإخلال الاقتصادی.

و فی معرض إیضاحه لاستغلال الأرصدة الوطنیة و ذخائر الشعب أضاف قائلاً: ما یفعله الذین یحصلون علی تسهیلات مصرفیة هائلة تحت عنوان معین و لأجل عمل معین، لکنهم یستخدمون هذه التسهیلات و الأموال فی مواضع أخری، مصداق للخیانة و السرقة من جیوب الشعب، و یجب مواجهة مثل هؤلاء الأفراد.

و شکر آیة الله العظمی السید الخامنئی الجهود و الأعمال المتمیزة فی حیّز الإنتاج الداخلی، و اعتبر إیجاد أجواء تنافسیة و رفع الجودة و خفض السعر النهائی للمنتوجات الداخلیة من اللوازم الأخری لتعزیز الإنتاج الداخلی مضیفاً: لتساعد الحکومة الوحدات الإنتاجیة فی هذا المجال.

و عدّ الإمام الخامنئی رسم السیاسات بمحوریة الإنتاج، و صناعة ثقافة استهلاک المنتجات الداخلیة، و التحدیث و الابتکار فی المکائن و الآلات و المنتجات، و العملیة الإداریة، من الضرورات الأخری لدعم الإنتاج الوطنی، و أکد فی ختام حدیثه: لتعمل السلطات الثلاث، و الأجهزة الحکومیة المختلفة، و القطاع الخاص، و صنّاع الثقافة فی المجتمع، و الإعلام فی الإذاعة و التلفزیون، و الکل و الکل علی خدمة الإنتاج الوطنی، حتی توجّه بفضل من الله ضربة موجعة لأعداء الشعب السفاحین.

کما التقی سماحة آیة الله العظمی السید الخامنئی قبل حضوره بین العمال مع عدد من عوائل شهداء المجتمع العمالی فی البلاد و تفقد أحوالهم و وضعهم.

و زار قائد الثورة الإسلامیة فی ختام جولته معرض المنتجات الدوائیة المصنعة داخلیاً، و خصوصاً الأدویة ذات التقنیات العالیة، و کذلک المنتجات الدوائیة الخاصة بالتصدیر.

الإثنين, 30 نيسان/أبريل 2012 04:50

جلد تركي للسياسة تجاه سوريا

جلد تركي للسياسة تجاه سوريا: فضيحة، ضعيفة، حربيّة وعثمانيّة جديدة

اختصرت المعارضة التركية، أول من أمس، كل ما يمكن أن يُقال تقريباً ضدّ السياسة الخارجية لحكومة رجب طيب أردوغان إزاء الملف السوري. «الفشل» كان عنوان كلمات نواب المعارضة في جلسة البرلمان في أنقرة، مع خشية من أن حكومة «العدالة والتنمية» توحي أنها تبحث عن ذريعة للتدخل عسكرياً في سوريا، بحسب النائب البارز في أكبر أحزاب المعارضة، «الشعب الجمهوري»، عثمان كوروتورك، الذي حذّر من أن «الدول العربية متشددة جداً حيال المسّ بأراضيها، وهي متشككة في ما يتعلق بتدخل عسكري تركي محتمل عندما يكون هناك شعور بعودة عثمانية جديدة، وهو ما سيخلق مشاكل إضافية لأنقرة».

ووصل الأمر بالنائب العلماني الكمالي إلى الجزم بأنّ السياسة الخارجية لحكومة بلاده غير مقبولة من قبل الدول العربية التي «تفقد الثقة تدريجاً بتركيا» على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً إنّ «هذه السياسات تضع تركيا في موقع يجعل من صداقاتها غير ثابتة»، مشيراً إلى أنّ بإمكان القيادة التركية اليوم أن تسمّي أي زعيم عربي كـ«أخ وصديق»، لافتاً إلى أنّ «من غير الواضح كيف سيخاطبون نفس الزعماء غداً»، في إشارة إلى الودّ الكبير الذي كان أردوغان وبقية أركان حكمه يتعاطون فيه مع الرئيس السوري بشار الأسد والمصري حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي، قبل أن يتحول هؤلاء بعيون حكام أنقرة إلى «أعداء لشعوبهم». وعن الموضوع نفسه، شدّد كوروتورك على خطورة تحوُّل تركيا إلى «دولة لا تبحث عن شرعية دولية، وتواصل الصراخ لإعلان الحرب، وبنتيجة ذلك، بتنا دولة معزولة في المنطقة وخسائرنا الاقتصادية مستمرة». وختم مطالعته بالإشارة إلى أن الدبلوماسية التركية تجاه سوريا «فضيحة حقيقية».

أما النائب محمد شندير، فقد ألقى كلمة حزبه «الحركة القومية التركية» اليميني المتطرف، بصفته رئيساً لكتلته النيابية. واتهم شندير حكومة أردوغان بالعمل تحت إمرة القوى الغربية الكبرى في ما يتعلق بالملف السوري. وخاطب النائب القومي اليميني الحكومة بالقول: «قبل عام، كنا أصدقاء جداً مع النظام السوري. إما أنكم كنتم مخطئين في الماضي، أو أنكم مخطئون اليوم»، متسائلاً عمّا يمكن أن تفعله أنقرة غداً إذا ما بدأت قوة إقليمية ما في المنطقة بتهديدها مثلما يجري تهديد سوريا حالياً؟ وواصل شندير جلد حكومة بلاده؛ إذ إن سياستها «ضعيفة»، بدليل ما حصل غداة جريمة «أسطول الحرية» في أيار 2010، حين قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية 9 مواطنين أتراك من دون أن تتمكن أنقرة من القيام برد فعل كافٍ بالنسبة إلى النائب المذكور. وعن هذا الموضوع، خاطب شندير وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، الذي حضر الجلسة، قائلاً له: «سيد داوود أوغلو، كررتَ مراراً أن إسرائيل ستدفع التعويض وستعتذر، وهو ما لم يحصل. أنتَ ضعيف».

ولم يفوّت نواب حزب «السلام والديموقراطية» الكردي فرصة مهاجمة دبلوماسية أنقرة، وخصوصاً إزاء سوريا، من مدخل الأزمة الكردية التركية طبعاً. وأشار النائب سيري صاكك إلى أنّ «وزارة خارجيتنا تدّعي أنها تدافع عن فكرة السلام، لكن اليوم هناك حرب في الجبال (المناطق التركية الكردية الحدودية)»، متسائلاً عن «كيف يمكن مَن يعجز عن بناء السلام في بلده، أن يبني سلاماً في العالم؟». وكان لسياسة «صفر مشاكل مع الجيران» حصّة في كلمة صاكك، الذي سخر من حكومة بلاده التي «تحارب جميع جيرانها، من سوريا إلى إيران والعراق». وذكّر صاكك بأنه «منذ وقت طويل، هناك حكومة في سوريا، وظلّت تركيا على علاقة جيدة معها قبل أن تقرر القوى الإمبريالية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، فأعطوا لتركيا دوراً للقيام بهذه المهمة».

دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود لدى وصوله الى دمشق الاحد كل الاطراف في سوريا الى وقف العنف.
وقال مود للصحافيين في مطار دمشق "أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات  من اجل انجاح خطة كوفي انان".
واضاف "سنعمل على ان توضع خطة انان المؤلفة من ست نقاط كما وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ". وقال مود "سنعمل مع كل الاطراف على تنفيذ الخطة".
وتابع "لتنفيذ ذلك لدينا الآن ثلاثون مراقبا على الارض. ونأمل بان يتضاعف هذا العدد خلال الايام المقبلة".

 

سينغ

وقد شدد المتحدث باسم المراقبين الاحد على اهمية الوقف الكامل لكل اشكال العنف من كل الاطراف في البلاد مشيرا الى ان هذا الامر يشكل اولوية بالنسبة الى الامم المتحدة.
وقال نيراج سينغ امام الصحافيين صباح اليوم ان رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود سيصل الى مطار دمشق بعد الظهر.
وردا على سؤال حول تقييم عمل المراقبين حتى الآن ان اشار سينغ الى ان الفريق "يرسل ملاحظاته الى موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا كوفي انان والى الامم المتحدة"، مذكرا بان القرار 2043 الصادر عن مجلس الامن والذي اقر مهمة بعثة المراقبين الثلاثمئة ينص على تقديم تقرير الى مجلس الامن كل 15 يوما لفترة التسعين يوما التي اقرها مجلس الامن للمهمة.
وقال سينغ ان اعضاء طليعة المراقبين في حمص ودرعا وادلب "يواصلون عملياتهم وجولاتهم في المناطق التي هم موجودون فيها" مضيفا ان الفريق الموجود في دمشق سيواصل ايضا اليوم "نشاطه من اجل تحضير الارضية للبعثة الموسعة القادمة".
واشار الى ان مهمة المراقبين لا تزال في بدايتها و"من المهم جدا ان نركز على احراز التقدم الذي ينص عليه قرار مجلس الأمن".