Super User

Super User

صوّت مجلس نواب الشعب في تونس (البرلمان)، الإثنين الماضي، بقبول تعديل حكومي واسع اقترحه رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، رغم عدم موافقة الرئيس الباجي قايد السبسي (92 عاما).

التعديل حظي بدعم حركة النهضة (إسلامية- 68 نائبا من 217) وحزب مشروع تونس (ليبرالي- 14 نائبا)، وحزب المبادرة الوطنية الدستورية (وسطي دستوري- 3 نواب).

كما أيد التعديل الحكومي كل من كتلة الائتلاف الوطني (40 نائبا)، وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي (يسار معتدل- لا نواب له).

ويسمح الدستور التونسي لرئيس الحكومة بعرض أي تعديل في حكومته على البرلمان، دون الحصول على موافقة رئيس الجمهورية، ما عدا منصبي وزيري الدفاع والخارجية.

ويُعبِّر الخلاف بين الشاهد والسبسي، بحسب خبراء وسياسيين، عن رغبة الشاهد في القطع مع "وصاية" السبسي، والخروج من الأزمة مع حزبه "نداء تونس" (ليبرالي)، وتشكيل تجربة سياسية خاصة به.

قبل تعيينه رئيسا للحكومة، من جانب السبسي، في أغسطس/ آب 2016، برز اسم الشاهد بشدة، لأول مرة داخل "نداء تونس"، خلال أزمة اندلع في الحزب، عام 2015.

الأزمة اندلعت بين حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس، والأمين العام للحزب آنذاك، محسن مرزوق، وكلف السبسي الشاهد، أواخر نوفمبر/ تشرين ثان 2015، بقيادة لجنة لإيجاد حل.

ونظمت "لجنة الـ13"، بقيادة الشاهد، مؤتمرًا للحزب في مدينة سوسة (شرق)، خلال يناير/ كانون ثانٍ 2016، انتهى بتنصيب حافظ مديرًا تنفيذيًا لـ"نداء تونس"، وإخراج مرزوق من الحزب.

** "نظام رئاسي"

ذهب المحلل السياسي، الحبيب بوعجيلة، إلى أن "سبب الخلاف الرئيسي بين الشاهد والرئيس هو رغبة الباجي قايد السبسي في تأبيد وضع نظام رئاسي غير معلن دستوريًا".

وأضاف بوعجيلة للأناضول: "نجح السبسي في ذلك مع الحبيب الصيد (رئيس حكومة بين يناير/ كانون ثانٍ 2015 وأغسطس/ آب 2016)، ولما عبّر الصيد عن رفضه أقاله السبسي.

وعدد "عوامل ساعدت الشاهد، منها أن الحزب الذي يعتمد عليه السبسي (نداء تونس) ارتكب أخطاء ولم تعد صورته جذابة، وتَشكل مشهد سياسي جديد لا يقبل بنفوذ قرطاج (الرئاسة)".

وتابع أن "رعاة الانتقال الديمقراطي التونسي في الغرب لم يعودوا يقبلون أن تُقاد تونس بشكل تقليدي، حيث سيطرة الرئيس والعائلة".

ويشير بوعجيلة بهذا الوضع إلى حكم الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي (1987: 2011)، الذي أطاحت به ثورة شعبية.

وقال مشاركون في حواري قرطاج الأول والثاني بين قوى سياسية، تحفظوا عن نشر أسمائها، إن الحوارت لم تكن إلا لإقالة رئيس الحكومة، تلبية لرغبة حافظ السبسي، نجل الرئيس.

وأسفر حوار قرطاج الأول، صيف 2016، عن إقالة رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، بينما فشل حوار قرطاج الثاني، الربيع الماضي، في إقالة الشاهد، بعد أن رفضت حركة النهضة ذلك.

** حافظ السبسي

طالب الرئيس السبسي، في أكثر من مناسبة العام الماضي، الشاهد بالاستقالة أو طرح حكومته في اختبار ثقة أمام البرلمان.

وقال الباحث الاجتماعي، هشام الحاجي، إن السبسي وجد في الشاهد ما لم يجده في الحبيب الصيد من رغبة في أن يأخذ مسافة من قرطاج (الرئاسة)

وأردف الحاجي للأناضول أن "الشاهد أراد أن يخرج من تحت سلطة السبسي، ليمارس صلاحياته، ويفكر في مستقبله السياسي".

وتابع أن الشاهد أراد أن يتحرك "بعيدًا عن الأجواء التي تسود في حركة نداء تونس، والتي يرى كثيرون أن أسبابها تعود إلى الصراع بين الشاهد وحافظ السبسي".

تحليل بوعجيلة للقطعية بين الشاهد والسبسي ذهب إليه أيضًا الصحبي بن فرج، النائب بكتلة "الائتلاف الوطني" (40 نائبًا)، وهي قريبة من الشاهد، وتأسست في أغسطس/آب الماضي.

وقال "بن فرج"، في تصريح للأناضول، إن "السبب الوحيد للخلاف بين الشاهد وقايد السبسي هو حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس".

وأضاف أن "حافظ السبسي دمّر نداء تونس، وكان في طريقه إلى تدمير الدولة".

** الرئيس يختار التهدئة

إزاء هذه التطورات، وبينما انتظر البعض أن يُصعد الرئيس تجاه الشاهد، اتجهت تصريحات السبسي، خلال مؤتمر صحفي في قصر قرطاج الخميس الماضي، نحو التهدئة.

السبسي قال إنه "لا وجود لأي خصومة مع رئيس الحكومة، يوسف الشاهد".

وتابع أن "مصير الحكومة اليوم في يد المجلس مجلس نواب الشعب.. ونتصرف حسب ما يقتضيه الدستور وما يقتضيه شرف المهنة والدولة التي نحن فيها".

بحسب بوعجيلة، فإن "السبسي أدرك أنه من الأحسن له ألا يكون في خاتمة حياته السياسية عنوان تأزيم أو هتك الدستور".

ورأى أن "السبسي أقر بطريقة غير مباشرة بأنه لم يعد يملك الأوراق التي كانت لديه زمن حكومة الحبيب الصيد".

** حزب جديد

من خلال التصويت على التعديل الوزري أمام البرلمان، الإثنين الماضي، اتضحت القطيعة النهائية بين الشاهد وحزب "نداء تونس"، حيث غاب نواب "النداء" عن الجلسة.

ورأى الحاجي أن "الشاهد لن يعود إلى النداء، وقد سحب إطارات من الحزب إلى جانبه".

ولم يلب وزراء حزب "النداء" (8 وزراء) دعوة من الحزب وجهت إليهم للانسحاب من الحكومة.

وأعلنت كتلته البرلمانية، الثلاثاء الماضي، إقالة 5 من أعضائها، ليتقلص عدد نوابها من 51 إلى 46؛ وذلك بسبب مشاركتهم في جلسة منح الثقة للتعديل الوزاري.

وتابع الحاجي: "من الصعب أن يغادر حافظ ومجموعته النداء، والشاهد يريد مواجهة مصيره السياسي بتشكيلة جديدة لم يسبق أن مارست الحكم أو ارتبطت بالباجي قايد السبسي كرئيس".

واعتبر "بن فرج" أن "النهاية المؤسفة لحركة نداء تونس، التي تسير نحو الاندثار، تلح على القوى الوسطية التقدمية تأسيس تنظيم سياسي ليمثل الأغلبية في مجلس نواب الشعب".

ورأى أنه "لم تعد هناك إمكانية لإعادة الحياة لنداء تونس أو إيجاد أي علاقة بين أي مكوّن من العائلة الوسطية معه، خاصة بعد أن اتهم الجميع بالانقلاب على الدستور والرئيس".

واعتبر بن فرج أن "المجال مفتوح لتأسيس حزب وطني وسطي كبير جامع يقوم على الكفاءة".

واستطرد: "الوقت حان لجيل يوسف الشاهد (43 عامًا) والأشخاص الذين أعمارهم في 40 سنة و50 سنة كي يحملوا المشعل ويشكروا من سبقهم في تثبيت هوية الدولة".

وختم بأن "من هنا إلى آخر السنة سيكون هذا التشكيل الجديد (حزب الشاهد) ثابت على الأرض لوضع تونس في مدار الدول الصاعدة المتقدمة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا بصفة نهائية".

ويرى سياسيون تونسيون أن الحزب المرتقب برئاسة الشاهد سيكون المنافس الجديد لحركة النهضة في انتخابات برلمانية ورئاسية منتظرة عام 2019.

لم تتوقف مساعي الحكومة السودانية، لبث روح الطمأنينة في نفوس المواطنين، الذين يواجهون مزيدا من الأعباء الاقتصادية، بفعل أزمات شح النقد المحلي والأجنبي وتبعاتهما، ومشاكل اقتصادية أخرى.

رئيس الوزراء السوداني معتز موسى، قال مؤخرا، إن "الأوضاع مطمئنة بالنسبة للوقود حتى نهاية العام الجاري"، في نفس الوقت، أبدى أسفه على أزمة الخبز التي وصفها "بالهزة العابرة".

وتعهد موسى بمضاعفة الجهد لإحكام الإدارة والتنسيق لضمان عدم تكرار أية أزمات جديدة.

في المقابل، يرى محللون اقتصاديون في أحاديث متفرقة للأناضول، أن حكومة الوفاق الوطني الجديدة بالسودان، التي تولت المسؤولية في سبتمبر/ أيلول الماضي، "لم تفلح في إيجاد حلول ناجعة لتوفير إيرادات من العملتين المحلية والأجنبية".

** ثلاث أزمات

يعاني السودان من أزمات خانقة في الخبز والوقود وتوفير السيولة بالعملة المحلية والأجنبية، فضلا عن انخفاض سعر صرف الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية.

وإزاء تلك الأزمات، أعلنت الحكومة السودانية، حزمة سياسيات اقتصادية، في أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، شملت الصادرات والواردات.

وشملت الحزمة، تكوين آلية مستقلة من خارج الحكومة لتحديد سعر صرف الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية لاستقطاب حصيلة الصادرات ومدخرات السودانيين العاملين بالخارج.

وحددت الآلية، سعر شراء الدولار بمبالغ تتراوح ما بين 47.5- 47 جنيها على أن يكون السعر ملزما لمكاتب الصرافة والبنوك التجارية.

وبالتزامن مع السعر المحدد وفقا للآلية، ارتفعت أسعار العملة الخضراء في الأسواق الموازية (السوداء)، ليصل شراء الدولار إلى 52 جنيها عن طريق النقد و57 جنيها عن طريق الشيكات المؤجلة.

وشملت كذلك إجراءات تقشفية تشمل خفض الجهاز التنفيذي للبلاد ومنع شراء المركبات وتجهيزات الأثاث لصالح الحكومة.

وحسب مشاهدات يومية، أغلق عدد كبير من المخابز الأبواب أمام المواطنين "بحجة عدم توفر الدقيق.

كما يعاني أصحاب المركبات في الحصول على الوقود فضلا عن أزمة السيولة، التي ترتفع وتيرتها منذ فبراير/ شباط الماضي، بعد تطبيق الحكومة قرارا لتحجيم الكتلة النقدية بالعملة المحلية في أيدي المواطنين، بهدف السيطرة على أسعار الصرف.

** إيجاد الحلول

يقول الخبير الاقتصادي، محمد الناير (سوداني) إن السياسات التي اتخذتها الحكومة الجديدة، ما "تزال في حاجة لسياسات أخرى مصاحبة حتى تحقق أهدافها".

وأوضح الناير في حديثه للأناضول، أن هناك حاجة "ماسة إلى سياسات بخصوص احتكار بنك السودان لتصدير الذهب، وإنشاء بورصة يتم فيها شراء الذهب بالأسعار العالمية".

ويعد الذهب مصدرا رئيسا للإيرادات المالية للسودان، وللنقد الأجنبي على وجه الخصوص، إذ أنتجت البلاد خلال الشهور الماضية، حتى أكتوبر/ تشرين أول، نحو 130 طنا.

وشدد الناير، أن "مشكلة الأزمات الراهنة جميعها تتلخص في عدم وجود إيرادات من النقد الأجنبي، وهو ما لا يتحقق في ظل السياسات الحالية فقط".

وأكد على أهمية أن يعمل بنك السودان المركزي، على إشراك القطاع الخاص في شراء الذهب بدلا عن احتكاره، لأنه لا يملك السيولة الكافية لشراء الذهب المنتج.

وبلغ انتاج السودان من الذهب 105 أطنان في 2017، واحتل المرتبة الثالثة أفريقيا في إنتاج الذهب بعد جنوب افريقيا وغانا.

** طوق النجاة

استاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم، محمد الجاك يرى في حديثه للأناضول، أن "الأزمات الراهنة تعود إلى عدم وجود إدارة اقتصادية فاعلة، تعمل على توجيه الموارد نحو القطاعات الإنتاجية".

وأكد الجاك أن القطاعات الإنتاجية هي "طوق النجاة" الوحيد للاقتصاد السوداني، كما وصف ما تقوم به المصارف السودانية الآن، من تحديد لسقف السحب وعدم تمكين العملاء من ودائعهم، بأنه "إجراء غير منطقي وخاطئ".

وجففت البنوك السودانية بطلب من البنك المركزي، أجهزة الصراف الآلي، وسمحت بالسحب النقدي وفق سقوف محددة من طرف البنك المركزي، بهدف ما وصفته عدم تدهور أسعار الصرف.

وزارة الخارجية الأميركية تعتبر أن تواجد قواتها في سوريا يأتي بحكم وثيقة دولية وبشكل قانوني، وله دور في تحجيم النفوذ الإيراني هناك، وتشير إلى أن "هدف القرارات الدولية ليس تغيير النظام في سوريا بل تعديل سلوكه".

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "دمشق طلبت من إيران الحضور وينبغي عليها اتخاذ قرار بخروجها كي تستأنف العملية السياسية".

وأضافت أن "القوات الأميركية في سوريا موجودة بحكم وثيقة دولية وبشكل قانوني، وله دور في تحجيم النفوذ الإيراني هناك".

واعتبرت الوزارة إلى أن "العقوبات الأميركية ضد إيران ستسهم في قرار طهران بالخروج سريعاً من سوريا"، مشيرة إلى أن "هدف القرارات الدولية ليس تغيير النظام في سوريا بل تعديل سلوكه".

وتابعت أن الحكومة الأميركية لم تؤخر أو تعيق عودة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم، "موقفنا أن هناك مناطق محدودة جداً تتمتع بالأمن لعودة اللاجئين .. ينبغي على النظام السوري تعديل موقفه من إجبار اللاجئين على العودة كي نمضي في الحل السياسي".

المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري قال من جهته إن إدارة ترامب تأمل أن ينتهي القتال ضد داعش في آخر معاقله شمالَ شرق سوريا خلال أشهر.

وشدد جيفري على أن بلاده تتمنى تأليف لجنة قبل نهاية العام لوضع دستور جديد لسوريا.

كما أكد أن "خروج القوات الإيرانية ليس هدفاً عسكرياً أميركياً، لكن يجب أن يكون نتيجة لعملية إنهاء الحرب وهو السبيل الوحيد للسلام الدائم"، وفق ما قال.

قال الإمام الصادق عليه السلام: "احيوا أمرنا رحم الله من احيا أمرنا"

يصادف الثامن من ربيع الاول ذکری استشهاد الإمام "الحسن بن علي" العسکري وهو المعصوم الثالث عشر والامام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام بعد رسول الله صلی الله عليه وآله سلم.

وهو الإمام الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

كانت ولادته في ربيع الثاني سنة 232 وشهادته سنة 260 مما يعني أن عمره 28 سنة فقط، فهو وجدّه الإمام الجواد من أقصر الأئمة عمرا، فقد استشهد الإمام الجواد وعمره 25 سنة. سمي بالعسکري نسبة إلی محلة العسکر في سامراء - شمال العراق - التي سکن فيها مع ابيه الامام الهادي عليه السلام. نشأ في ظل أبيه الذي عرف بالعلم والزهد والجهاد والعمل، فاکتسب منه مکارم الاخلاق وغزير العلم، وروح الايمان وشمائل أهل البيت عليهم السلام. وصحب أباه وعاش معه ثلاثا وعشرين سنة وأشهرا، استوعب خلالها علوم آل محمد صلی الله عليه وآله وتلقَی ميراث الامامة، فکان کآبائه في العلم والعمل والجهاد الدعوة الی الاصلاح في أمة جده محمد صلى الله علية وآله وسلم.

تحمل الإمام الحسن العسكري عليه السلام، مسؤولية الإمامة بعد والده عام 253 هـ في عصر المعتز العباسي الذي عزله حواشيه من الاتراك عام  255 هـ وحبسوه حتی مات بعد ايام. وولى الخلافة بعده المهتدي العباسي الذي واجه نفس المصير فهجموا عليه وجرح ودعوه الی ان يخلع نفسه ومات بعد يومين في عام 256 هـ. في ظل هذه الاوضاع المأساوية،لم تنسی السلطة العباسية الإمام الحسن العسکري عليه السلام، واحاطته بالرقابة الدقيقة والمستمرة، وأحصت عليه تحرکه، لتشل نشاطه وتحول بينه وبين ممارسة دوره القيادي في أوساط الامة، وهداينتها ورعايتها ... لذلك فقد لجأ الامام الی العمل بکتمان بعيدا عن أعين العباسيين وبناء جهاز من الاتباع والوکلاء واحکم تنظيمه وتفصح الوثائق التاريخية المتوفرة بين ايدينا عن ذلك الاسلوب الدقيق بوضوح کامل.

لقد خاض الإمام الحسن العسکري عليه السلام کآبائه الکرام عليهم السلام ملحمة الکفاح السياسي لمواجهة الظلم والارهاب، ولحفظ المبادیء والقيم والرسالة الاسلامية المقدسة کمهمة أساسية من مهام القيادة والامامة والتي شاء الله سبحانه ان يتحملوها. وقد کلفهم هذه المهمة الصعبة ثمنا باهظا ومعاناة طويلة فتحملوا السجون والملاحقة والقتل والتهم والتضييق عليهم.  وقد عاصر الامام في البداية المعتز والمهتدي والمعتمد من خلفاء بني العباس، وقد لاقی الإمام العنت والتضييق والارهاب والملاحقة من الخلفاء الثلاثة کما تعرض للاعتقال عدة مرات من قبلهم.

کان آخر الذين عاصرهم الامام هو المعتمد، وکان خليعا ميالا الی اللهو واللذات منصرفا الی العزف والغناء واقتراف المحرمات مما اوجب کراهية الناس له. لاقی الإمام عليه السلام علی يدي المعتمد صنوفا مرهقة من الخطوب والتنکيل کما احاطه بقوی مکثفة من الامن تحصي عليه أنفاسه وتطارد کل من يريد الاتصال به. وکان مما يدفع العباسيين الی ذلك حسدهم من مکانة الإمام العسکري عليه السلام في الامة وخوفهم من ولده الامام المهدي المنتظر عليه السلام، والذي کان معلوما لديهم انه من ولد الامام العسکري عليه السلام وقد أشار الامام العسکري (عليه السلام) الی ذلك في رسالة جاء فيها:(زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل، وقد کذب الله قولهم والحمد لله).

ودسَ المعتمد له سما قاتلا تسمم علی أثره بدن الامام عليه السلام ولازم الفراش عدة ايام يعاني آلاما مريرة وهو صابر محتسب حتی استشهد وعمره ثمان وعشرون عاما وکان ذلك في سنة 260 هـ.

من آخر وصاياه عليه السلام قوله:

(اوصيکم بتقوی الله والورع في دينکم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الامامة إلی من أئتمنکم من بر أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله)، صلوا في عشائرکم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم فإن الرجل اذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدی الامانة حسن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي فيسرني ذلك، اتقوا الله وکونوا زينا ولاتکونوا شينا وجروا الينا کل مودة وادفعوا عنا کل قبيح فانه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن کذلك. لنا حق في کتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لايدعيه احد غيرنا إلا کذَاب. اکثروا ذکر الله وذکر الموت وتلاوة القرآن والصلاة علی النبي صلی الله عليه وآله وسلم، فان الصلاة علی رسول الله عشر حسنات، واحفظوا ما وصيتکم به واستودعکم الله وأقر عليکم السلام).  - تحف العقول - .

فسلام عليك يا أبا محمد الحسن بن علي العسکري، مظلوما حيا وشهيدا.

غادرنا قبل يومين الرئيس السوداني الأسبق، المشير عبد الرحمن حسن سوار الذهب، حسب ما أعلن المستشفى العسكري في العاصمة السعودية الرياض، يوم الخميس، عن عمر يناهز 84 عاماً، تاركاً خلفه تاريخاً حافلاً من الإنجازات ودروساً في الكرامة والنزاهة والتواضع لا يمكن أن تُنسى.

ووفقاً للمعلومات الأولية، فإن جثمان سوار الذهب سيوارى الثرى بالمدينة المنورة بناء على وصيته.

من هو المشير عبد الرحمن حسن سوار الذهب؟!

ولد الراحل سوار الذهب بمدينة الأبيض السودانية عام 1935 وتلقى تعليمه العسكري في الكلية الحربية السودانية وتخرّج منها عام 1955، تقلّد عدّة مناصب في الجيش السوداني حتى وصل به المطاف إلى وزارة الدفاع كوزير معين.

واستلم السلطة أثناء انتفاضة أبريل 1985 بصفته أعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات ثم قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي.

وفي أبريل/نيسان 1985، كان سوار الذهب قائداً عاماً للجيش السوداني، حينما ثار الشعب ضد حكومة الرئيس جعفر محمد نميري، التي حكمت البلاد لمدة 16 عاماً في الفترة من 1969-1985، ليعلن سوار الذهب انحيازه الكامل للشعب والإطاحة بنميري، واستلام السلطة لعام انتقالي واحد فقط، أعاد فيه التعددية السياسية في البلاد، وسلم السلطة لحكومة منتخبة واستلم مقاليد السلطة بعد انقلاب عسكري في السودان بأمرة ضباط على رأسهم الفريق تاج الدين واللواء عثمان عبد الله وتقلّد رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين قيام حكومة منتخبة وارتقى لرتبة المشير فوراً.

وسلّم سوار الذهب مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها "الصادق المهدي" ورئيس مجلس سيادتها "أحمد الميرغني" وبعدها خرج من الجيش واعتزل العمل السياسي وتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

ويعُدّ سوار الذهب أول رئيس عربي يرفض التمديد لفترته الانتقالية، وعُرف عنه الزهد والتواضع والتدين، وبعد تخليه عن السلطة تفرغ للعمل الطوعي والدعوي، وصار أميناً عاماً لمنظمة الدعوة الإسلامية التي تنشط في إفريقيا، وحصل على الدعم من الدول الخليجية.

وكان يشغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، ثم أصبح وزير الدفاع وذلك في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وعُرف برفضه لتسليم حامية مدينة الأبيض العسكرية عندما كان قائداً للحامية في أيام الانقلاب الذي تعرّض إليه النميري من قبل الجنرال هاشم العطا سنة 1971، وهو ما أدّى إلى فشل الانقلاب واستعادة النميري لمقاليد الحكم بعد ثلاثة أيام.

وفي سنة 1972 أُبعد من الجيش السوداني ومن السودان تعسفياً، فلجأ إلى قطر حيث عمل مستشاراً للشؤون العسكرية لدى الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حاكم قطر آنذاك، وكان بمثابة قائد للجيش والشرطة، ويُذكر له أنه كان أول من فرز الأرقام العسكرية القطرية وحدد أرقاماً منفصلة للشرطة وأرقاماً أخرى للجيش، وقام بفصل الجيش عن الشرطة وأسس كيانين مستقلين هما شرطة قطر والقوات المسلحة القطرية.

وبفضل حسن أدائه في قطر أُتيح لسوار الذهب العودة إلى السودان والتدرج في سلّم الرتب في الجيش السوداني حتى عُيّن رئيساً لهيئة الأركان ثم عيّن في مارس 1985 قائداً أعلى للقوات المسلحة السودانية لتكون له الكلمة الأخيرة في الإطاحة بالنميري في أبريل 1985.

نشاطات منظمة الدعوة الإسلامية

بعد أن تفرّغ الراحل سوار الذهب لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء، تمكّنت هذه المنظمة من إنجاز العديد من المشاريع التي مثّلت في وقتها نقلة نوعية للبلاد والتي كان من إنجازاتها: 1- تشييد أكثر من 55 مدرسة ثانوية، و150 مدرسة ابتدائية ومتوسطة، 2- تشييد أكثر من 2000 مسجد في إفريقيا وشرق أوروبا، 3- حفر أكثر من 1000 بئر للمياه، وحفر أكثر من 10 محطات للمياه في إفريقيا. 4- تشييد 14 مستشفى عاماً ومتخصصاً، وحوالي 800 مستوصف، و120 مركزاً للطفولة والتغذية ورعاية الأمومة والتحصين، 5- تشييد 6 ملاجئ للأيتام والإشراف عليها في إفريقيا، كما قدّم بحوثاً في مؤتمرات كثيرة عن الإسلام والدعوة إليه، والتحديات التي تواجهه، وذلك على المستوى المحلي، والإسلامي، والعالمي، وهو عضو في إحدى عشرة مؤسسة إسلامية وعالمية، يعدّ المشير سوار الذهب من أبرز الشخصيات الإسلامية ذات الشهرة العالمية، كما يحظى بتقدير عالٍ لمصداقيته في التخلي طواعية عن الحكم برّاً بوعده، ولما قام به من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين.

الأربعاء, 14 تشرين2/نوفمبر 2018 09:29

قيادي في حماس: لقنا إسرائيل درسا قاسيا

قال سامي أبو زهري القيادي في حركة "حماس"، الثلاثاء، إن المقاومة في غزة لقنت إسرائيل "درسا قاسيا وردها مازال في البداية ويتوقف على سلوك الاحتلال".

جاء ذلك في كلمة لأبو زهري، خلال وقفة نظمتها حركة مجتمع السلم أمام مقرها في العاصمة الجزائرية، تضامنا مع غزة.

وأضاف أبوزهري المتواجد بالجزائر حاليا: "المحتل في ارتباك شديد في مواجهة هذه البطولات، الآن هم يقصفون ويدمرون، لكنهم مترددون إزاء هذه البطولات الكبيرة والمفاجآت الكبيرة، وكما أعلنت القسام فإنها مازالت في البداية، وهي قادرة وتمتلك أضعاف وأضعاف هذه الردود".

وأوضح: "هذه رسالة للاحتلال، وموقف المقاومة بعد هذا الدرس القاسي سيتحدد وفق سلوك المحتل".

وحسب أبو زهري، "هناك وساطات وهناك اتصالات ورسالتنا واضحة: الاحتلال هو من فجر هذا العدوان وكانت له رسالة من المقاومة، فإن وعيها فإننا سنقدر موقفنا في ضوء سلوكه وردة فعله".

ووفق القيادي في حماس: "عهد الحسابات قد انتهى واليوم معادلة جديدة هي معادلة الدم بالدم والبناية بالبناية والرد والرعب زيادة بإذن الله تعالى (..)، هذه المعادلة سطرتها المقاومة والتي ستسطر أكبر منها في قادم الأيام إن استمر هذا الاحتلال في العدوان".

وشن الجيش الإسرائيلي الإثنين والثلاثاء، سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي على مواقع متفرقة في القطاع، بينها مواقع مدنية أبرزها مقر فضائية "الأقصى"، التابعة لـ"حماس"، وهو ما ردت عليه الفصائل الفلسطينية بقصف مواقع ومستوطنات إسرائيلية بمئات الصواريخ.

ومنذ مساء الأحد، استشهد 14 فلسطينيا، بينهم 7 أشخاص قتلوا عقب تسلل قوة خاصة إسرائيلية، إلى عمق قطاع غزة، فيما استشهد 7 آخرون، جراء الغارات الجوية.

وفي وقت لاحق مساء الثلاثاء أعلنت الأذرع المسلحة للفصائل الفلسطينية، في القطاع التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بوساطة مصرية.

التقى أعضاء مؤتمر تكريم شهداء محافظة قزوين بالإمام الخامنئي وكان مما جاء في كلمة قائد الثورة الإسلامية حديث سماحته حول أهمية تكريم الشهداء والآثار التي تستتبع هذا التكريم من إيقاظ للضمائر وتنبيه للقلوب ودحر ميول اللجوء للغرب والشرق والكفر والإلحاد.

ابنا: وخلال اللقاء وصف الإمام الخامنئي الشهداء بأنّهم السبب في ازدهار الحياة المعنوية داخل البلاد والحفاظ على السير باتجاه المبادئ وتابع سماحته قائلاً: يُسخّر الشهيد خلال فترة حياته جسده وروحه لخدمة الإسلام ويخدم المجتمع الإسلامي بعد استشهاده بخلقه للأجواء المعنوية.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن صوت الشهداء مصبوغٌ بالصبغة الإلهية وأوضح سماحتع قائلاً: تكريم هؤلاء الشهداء يُبلّغ مسامع الجميع هذا الصوت الموقظ والمُنبّه ويقلب القلوب، وبناء على هذا متى ما تفشّت روحيّة الجهاد والشهادة، فسوف تغادر ميول اللجوء إلى الشرق والغرب والكفر والإلحاد.

وانتقد الإمام الخامنئي أولئك الذين يعملون على محو ذكرى الشهداء من الأذهان أو خدش عظمة العمل العظيم الذي قام به الشهداء وتابع سماحته قائلاً: رغم مرور 30 عاماً على انتهاء مرحلة الدفاع المقدّس إلا أنّه لن تُنسى ذكرى الشهداء فقط بل ستحيا في المجتمع أكثر فأكثر يوماً بعد يوم لأنّ الشهداء أسوة وقدوة.

وشدّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة الانتفاع لأقصى الحدود من ذكرى الشهداء والقيام بأعمال فنيّة ودقيقة تتناول سيرتهم وقال سماحته:أحياناً يبالغ البعض عند الحديث حول الشهداء بينما تخلّى هؤلاء الشهداء عن روحهم وآمالهم في سبيل الله وإنّ عملهم مهمّ وعظيم وكبير لدرجة تجعل المبالغة غير ضرورية.

الأربعاء, 14 تشرين2/نوفمبر 2018 09:26

كيف استقطب الإرهاب النساء في تونس؟

حسب الدراسات لا يمكن اعتبار أن الإرهابيات هن دائماً من الفقيرات مادياً أو الأمّيات بل هن من مستويات تعليمية واقتصادية مختلفة، وكانت النسبة الأكبر من العمليات الإرهابية خصوصاً بالمتعلّمات، كما تشير العرفاوي إلى أنه لا توجد أية أدلّة موثوقة على انتشار ما عُرِف بظاهرة «جهاد النكاح» الذي ذاع عن بعض التونسيات.

تغيّر المشهد العربي عموماً منذ سنة 2011، وتغيّرت معه السياسات والتحالفات وتراجع الأمن وتغيّرت حتى التنظيمات الإرهابية، ذهبت القديمة التي كانت تتّبع أسلوباً كلاسيكياً يقتضي التمركز في دولٍ تعيش فشلاً أمنياً وإقتصادياً واتّخاذها قواعد لمهاجمة دولٍ أخرى، و أتت تنظيمات جديدة أكثر جُرأة مثل ما يُعرَف بتنظيم الدولة الإسلامية والذي سعى إلى إقامة دولة بين العراق وسوريا قبل أن يندثر. قدوم هذه المجموعات الإرهابية الجديدة أحدث تغيّرات كبيرة في العمل الإرهابي، أهمّها الاعتماد على شريحةٍ مجتمعيةٍ جديدةٍ وهي النساء. آخر ضحايا الاستراتيجية الجديدة 20 جريحاً وسط العاصمة تونس بعدما تمكّنت فتاة تبلغ من العُمر 30 سنة من تفجير نفسها قرب حاجز للشرطة، وبغضّ النظر عما شاب هذه العملية من غموضٍ إضافة إلى أنها لاتزال في طور التحقيق، يفيد هذا المعطى بأن التنظيمات الإرهابية لا تزال تعتمد على النساء كعاملٍ مهمٍ لتنفيذ الهجمات الإرهابية إضافة إلى عدّة مهام أخرى.

صباح 29 من تشرين الأول/ أكتوبر تمكّنت فتاة تُدعى "منى قبلة" تبلغ من العُمر 30 عاماً من تفجير نفسها بالقُرب من حاجز للشرطة، خلَّف التفجير 20 جريحاً ومقتل المنفذّة. تفجير إرهابي لأول مرة في الشارع الأكثر رمزيّة لدى التونسيين "شارع الحبيب بورقيبة"، أثار استغراب الجميع حتى أن بعض وسائل الإعلام المحلية قد اختارت التريّث قليلاً قبل نَشْرِ الخبر  بعد اكتشاف أن المنفذّ من جنس النساء. أعاد الحادث إلى أذهان الخبراء والمتابعين العلاقة الجديدة التي تطوّرت كثيراً بعد التطوّرات التي عصفت بالمنطقة العربية منذ 8 سنوات بين النساء والإرهاب. لكن ليست هذه المرة الأولى التي تُشارك فيها النساء في عملٍ إرهابي، فقبلها أكثر من 8 نساء كنّ ينتمين لخلية وادي الليل التي خطّطت لعددٍ من العمليات قبل أن يتم الإيقاع بها من قِبَل القوات الخاصة للحرس الوطني.

لم يقتصر التحاق النساء بالجماعات الإرهابية على تونس فقط، بل أن الظاهرة أخذت بُعداً دولياً ليس آخرها ما أثير حول حسناء داعش ذات الـ16 ربيعاً والتي استقطبتها داعشيّة عبر الأنترنت، ومُغنّية الراب البريطانية سالي جونز التي انضمت إلى داعش والتي قُتِلَت بقصفٍ لطائرة أميركية من دون طيّار. أسماء وأمثلة كثيرة عن نساء شاركنا بطُرقٍ مختلفة إما بالدعم أو الإسناد أو جمع التبرّعات أو المشاركة الميدانية في العمليات، أو ما بات يُعرَف بجهاد النكاح وقد صدرت فتاوى من بعض مُنظّري التطرّف في ذلك، ولكن لا توجد وثائق تثبته. هذا التواتر في انضمام النساء أثار شهيّة البحث لدى عددٍ من الخبراء والمتابعين لتسليط الضوء على هذه الظاهرة.

أهم هذه الدراسات دراسة خرجت للنور بعنوان "النساء والإرهاب: دراسة جندرية" للمؤلّفتين الدكتورة أمال القرامي والصحافية منية العرفاوي، والكتاب جاء نتيجة 5 سنوات من البحث والتمحيص. تقول منية العرفاوي في تصريحها  "الجزء الذي اشتغلت عليه في الكتاب هو دراسة ميدانية لبورتريهات لتونسيات تورّطن في أعمال إرهابية في تونس أو خارج تونس، دور المرأة في الكتاب لم يقتصر على الفعل الإرهابي فقط أو مَن تورَّطن في هذا الفعل، بل كانت هناك قصص وشهادات لأمّهات وشقيقات وزوجات رجال تورّطوا في الإرهاب وقادوا خلايا وتنظيمات داخل وخارج تونس. شهادات من نساء كن ضحايا للفعل الإرهابي ونظرتهن لهذه القضية ". تصنّف النساء في التنظيمات الإرهابية إلى ثلاثة أصناف:

 الصنف الأول: زوجات العناصر المتطرّفة اللاتي وُجدن قسراً داخل التنظيم وأُجبِرن على تقديم الولاء والطاعة وتقديم خدمات كإيصال الأموال أو نقل الأغراض أو إيجاد ملاذ للمُلاحقين أمنياً. ويُذكَر أن منهنّ مَن لم تكُنّ على عِلم بانتماء أزواجهن.

الصنف الثاني: المقتنعات بالفكر المتطرّف ممَن سعين اختياراً للانتماء للتنظيم، ونَشرْ أفكاره، مثل أسماء البخاري زعيمة مجموعة «شباو» الإرهابية التي نسيت مشاعر الأمومة، ورفضت الاستسلام وتبادلت إطلاق النار مع قوات الأمن، ولم تكتفِ بذلك بل كفرّت زوجها وقائد المجموعة، وأصرّت على القتال إلى آخر رصاصة.

الصنف الثالث: المتعاطفات والمتحمّسات للتنظيم وأفكاره وفي غالب الأحيان تُسند لهن مهمة الاستقطاب وجمع الأموال، وتكمن خطورتهن في صعوبة الكشف عنهُنّ لقدرتهن على نَشْرِ الفكر المتطرّف من دون لفت الانتباه.

تُعتَبر بلاد الرافدين نقطة البداية حيث كانت النساء من منطق "المفعول به" كآلة لإنجاب المقاتلين أو رفيقات المخادِع وشدّ أزر الإرهابيين في المعركة، بعد ذلك خرجت النساء من المخادِع لتقوم بأدوار الإسناد في المرحلة الأولى، ثم تحوّل هذا الإسناد إلى نوعٍ من العمليات الصغيرة كتهريب متفجّرات أو أعمال تجسّس إلى عمليات انتحارية -انغماسية نفّذتها نساء في العراق استعان بهن الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي للتضليل ولنقْص الرجال، ليفتح بذلك باب النفير إلى الجنسين، بعد ذلك أتت مرحلة داعش التي غضّت الطّرف على التأصيل الفكري لمسالة جهاد النساء بالنفس. وأصبحت المرأة مع هذا التنظيم وصلب تنظيمات أخرى مثل أنصار الشريعة المنتشرة في عدّة بلدان وخاصة في تونس، يقمن بأعمال مواجهة مسلّحة أو عمليات انغماسية. وحول كيفية الاستقطاب تقول منية العرفاوي "إن الاستقطاب كان أولاً بالأنترنت كوسيلةٍ أوّليةٍ ورئيسيةٍ ثم الخيمات الدَعوية التي كان يقوم بها تنظيم أنصار الشريعة في سنتي 2011 و2012 هذا من دون إغفال العلاقات الأسرية كعاملٍ مهمٍ في الاستقطاب".

من وجهة نظر أخرى تقول براون كاثرين دكتورة مُتخصّصة في الشؤون الجنسية والجهاد ومكافحة الإرهاب، لصحيفة "ديلي بيست" "إن النساء تنضم إلى الجماعات الإرهابية من أجل مجموعة من الأسباب الشخصية أهمها الشعور بالقوّة وإمكانية التأثير وتغيير الواقع المرير الذي تعيشه المرأة، ومن خلال هذه الأعمال تفكّر إنها قادرة على تغيير الواقع. أما بالنسبة للمنظّمات الإرهابية نفسها، فإن استخدامها للمرأة يعود إلى عدّة أسباب أهمها قدرة المرأة التهرّب بسهولة من إجراءات الكشف والأمن، بالإضافة إلى العامل الإعلامي الذي سيقوم بتضخيم الخبر في حال اكتشاف أن المرأة هي المسؤولة عن العملية والمشاركة فيها. في المقابل وحسب العيّنة التي تناولتها الدراسة والتي تتراوح فيها الأعمار بين 16 و35 سنة من النساء المهاجرات لتنظيم داعش وغيره، كانت العاطفة وابتزاز المشاعر حافِزاً رئيساً لهن، ولم يركّزن أو يسألن أو يتساءلن عن تأصيل شرعي أو ما شابه.

حسب الدراسات لا يمكن اعتبار أن الإرهابيات هن دائماً من الفقيرات مادياً أو الأمّيات بل هن من مستويات تعليمية واقتصادية مختلفة، وكانت النسبة الأكبر من العمليات الإرهابية خصوصاً بالمتعلّمات، كما تشير العرفاوي إلى أنه لا توجد أية أدلّة موثوقة على انتشار ما عُرِف بظاهرة «جهاد النكاح» الذي ذاع عن بعض التونسيات.

لم تكتف داعش باستقطاب النساء فحسب، بل إنها نجحت في تكوين كتائب من الأطفال سمّتهم "أشبال الخلافة" والذين وصفتهم وسائل الإعلام الدولية بالقنابل الموقوتة، وهو ما يعني أن الإرهاب لا يفرّق بين الجنس أو الفئة العُمرية، وتقول العرفاوي إنها من خلال هذه الدراسة تُدافع عن فكرة معيّنة لحماية المجتمع ككل وليس المرأة فحسب، وهو عدم الإطمئنان للحل الأمني الذي يمنحنا مسافة أمان مؤقتة والاشتغال على مشروع وطني يرتكز على إصلاحات تروية في المناهج الدينية والخطاب الديني وله صبغة سوسيولوجية نفسية حضارية.

عبد السلام هرشي، كاتب وصحافي تونسي

أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إدخالها صاروخاً جديداً إلى الخدمة العسكرية قصفت به مدينة عسقلان المحتلة في هذه الجولة من التصعيد.

وأشارت سرايا القدس إلى أن الصاروخ الجديد "ذو قوة تدميرية كبيرة واستطاع تحويل مدينة عسقلان المحتلة إلى جحيم".

من جهة أخرى، كشف الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية، أبو مجاهد، اليوم الثلاثاء أن جهوداً مصرية حثيثة بذلت لوقف إطلاق النار.

وإذ أكد أنه جرى إبلاغ المصريين بالتزام لجان المقاومة بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال، بارك أبو مجاهد للشعب الفلسطيني "انتصار المقاومة" وأشاد "بما قدمه الحلفاء في حزب الله وإيران وكل الداعمين".

وأعلنت الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية أن "جهوداً مصرية مقدّرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني".

ولفتت سائل إعلام إسرائيلية إلى أن جميع الوزراء بمن فيهم أفيغدور ليبرمان ونفتالي بنيت وافقوا على وقف الهجمات على غزة.

وأوضح أبو مجاهد أن "الاحتلال تلقى ضربة أمنية كبيرة في عمليته الفاشلة، والمقاومة قادرة على إدارة المعركة بشكل موحد".

وتطرق أبو مجاهد لـكمين العلم قائلاً إنه "يظهر مدى تطور قدرات المقاومة ويثبت أن أي يد تمتد على المتظاهرين ستقطع"، وأضاف "جميع الذين قتلوا وأصيبوا في كمين العلم هم من الضباط ومن وحدة الهندسة في الجيش الاسرائيلي".

وكانت قوى غرفة العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية في غزة أعلنت بدء الردّ على جريمة الاحتلال الأحد في غزة ضد القيادي الشهيد في كتائب القسام نور بركة، وأكدت قصف مواقع ومستوطنات العدو بعشرات الصواريخ.

وشن الاحتلال عدواناً على القطاع أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى.

الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 12:01

همسات في آذان الأزواج

كيف نحرص على القوارير؟
كم نتألّم حين نستمع إلى مشاكل زوجيّة تعاني منها أخوات مؤمنات، ويعود سبب هذه المشاكل إلى قسوة الزوج وتعنّته في اُمور كثيرة، وأشدّ ما يؤلمنا حين نسمع أنّ هذا الزوج حريص على صلاته وعبادته، لكنّه يغفل عن الوصيّة النبويّة: «رفقاً بالقوارير».
وكثيراً ما يطالب الزوج بأن تقوم زوجته بواجباتها كاملة تجاهه، لكنّه في المقابل يغفل عن أداء حقوقها كاملة إليها، أو يظلمها في أحيان كثيرة، وبسبب موروثات سابقة، يعتبر مشاورتها في اُمور حياتهما المشتركة أمراً لا  يليق به، أو عاراً عليه، ناهيك عن تعنّته في اُمور اُخرى، مثل: منعها من الخروج من البيت بالقدر المعقول المتعارف عليه في مجتمعها، هذا إلى جانب إلقاء المسؤوليّة عليها كاملة في رعاية الأبناء، وكأنّها قد غدت مسؤولة الآن وحدها، وأخيراً ذلك الذي يسمح لنفسه أن يضرب زوجته!!
وطالما يدّعي البعض أنّه يتأسّى بالرسول (ص)، غير أنّه يغفل عن التأسّي به (ص) في أخلاقه، خصوصاً مع أهل بيته، وهو الذي يوصي الأزواج قائلاً: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، وحين نقرأ في سيرته (ص)، نقف في عجب وإكبار أمام اُسلوبه في معاملته لزوجاته، وحسن رعايته لهنّ، والكثير الكثير الذي نتمنّى حقيقة لو يحرص عليه الزوج المسلم على التحلّي به اليوم، فالالتزام لا  يكون بالعبادة فقط وأداء الفرائض، ولكن بحسن الخلق الذي يكون مع أهل بيته أوّلاً، ثمّ مع باقي عباد الله، وليذكر أنّ آخر وصاياه (ص) كانت: «استوصوا بالنساء خيراً».
حالة الزوجة النفسيّة.. مفتاحها بيد الزوج
خلق الله المرأة ذات طبيعة خاصّة، فهي رقيقة المشاعر، مرهفة الحسّ ، جيّاشة العواطف، تطرب لسماع الكلمات العذبة، وتعطي بسخاء كلّما شعرت بحبّ الزوج وحنانه.
والواقع أنّ الرجل الكيّس هو ذلك الذي يستطيع استمالة زوجته بقلبها الحنون، لينشر تحت ظلّه عبير الورود، ونفحات الرياحين، فما على الزوج إلاّ أن يعبّر عن الودّ والرحمة لتنطلق الحياة الزوجيّة السعيدة ، وهو ما يتحقّق باتّباع الآتي:
ـ عدم إظهار عيوب الزوجة، سواء في الملبس أو الطعام أو الكلام.
ـ لا  بدّ من مراعاة الزوجة في بعض حالاتها النفسيّة التي قد تطرأ عليها مثل باقي النساء.
ـ يتحدّث الزوج معها في اهتماماتها، وأحوالها، وهواياتها.
ـ يشكرها الزوج إذا بذلت جهداً من أجل راحته.
ـ يقدّم إلى زوجته هديّة، ليست بثمنها، ولكن بقيمتها المعنويّة.
ـ يا لها من راحة نفسيّة عظيمة لو حضرا سويّة بعض الدروس الدينيّة التي تريح النفس، وتزيل التوتّر النفسي الذي تسبّبه الظروف المحيطة بالإنسان.
ـ من الضروري أن يمتدح الزوج زوجته واهتمامها بنفسها، حتّى لا  يتسبّب في تحطيم معنويّاتها.
ـ المرأة تحبّ زوجها أنيقاً مرتّباً في مظهره، يهتمّ بنفسه من أجلها هي فقط.
ـفي كثير من الأحيان يتّفق تفكير الزوج مع تفكير الزوجة في آن واحد، فمثلاً يفكّران في الموضوع ذاته، فيوضّح لها أنّ هذا يُظهر مدى الانسجام الفكري، والتوافق في الأفكار، فيما بينهما، ممّا يشعرهما بالسعادة، وخاصّة الزوجة.
ـحين تتعرّض الزوجة لمحنة المرض، فينبغي أن يقف إلى جوارها ويشعرها بمكانتها عنده إلى أن تُشفى.
ـما أعظم الزوج، حين يرى زوجته مشغولة بأولادها وبيتها، فيأخذ بيدها ويساعدها، يحمل عنها بعض هذا الحمل.
ـكم الرجل بارّ بزوجته، عندما يراها في همّ وحزن، لأنّ أهلها طرأت عليهم ظروف، ويقف هو بجانبهم، وبكلّ رضاً منه، يعطيهم من ماله، ويفرّج عنهم كربتهم.
ـلو رأى الزوج خلافاً بين زوجته وبعض أقاربها، لا  يقف مكتوب الأيدي، بل يصلح بينهم.
خدمة الزوجة.. ضرورة ملحّة
يستصعب الرجل وإن لم يكن كلّ الرجال، أن يساعد زوجته في الأعمال المنزليّة، سواء كانت المرأة عاملة أم ربّة بيت; لأنّه يرى ذلك التواء وانحرافاً عن مسيرته، عن طريقه، عن كونه رجلاً. فهو لم يخلق للعمل داخل البيت بل خلق للعمل خارجه، ونرى كثيراً من الشباب في بيوت ذويهم لا  يرفعون كأساً أو يقدّمون كوباً من ماء لأحد، بل إنّهم يسعدون بمن يخدمهم بحجّة أنّهم رجال، وهذه ليست مهمّتهم.
ولكن نرى هؤلاء الرجال حينما تضطرّهم الظروف للسفر والتغرّب، إنّهم ينسون هذا المبدأ أو يقومون بالطبخ والغسيل والتنظيف لأنفسهم، وقلّما نجد من يؤجّر أحداً للقيام بهذه المهام.
ولسنا نسعى لاتّهام الرجل في شيء، ولا  التأكيد بأنّه أناني بطبعه، ويفكّر بمصلحته فقط، بل نرى أنّ البيت الذي هو ميزان إن اختلّت إحدى كفّتيه لا  بدّ من إعادة توازن الاُمور ليعود كلّ شيء كما كان.
وفي الحياة الزوجيّة أوقات قد يضطرّ فيها الزوج لمساعدة زوجته. ربّما تكون متعبة أو مريضة أو ما إلى ذلك، فما بال الزوج رسول الله (ص) كان يخدم نفسه أحياناً برغم كلّ شيء، ولا  ينتظر تعب زوجاته حتّى يترفق بهنّ ويقدّم لهنّ المساعدة، بل انّه (ص) يقول: «خدمتك زوجتك صدقة»، وهل كان رسولنا الكريم (ص) بحاجة إلى تلك الصدقة؟ لكنّه قدوة لكلّ الأزواج، قدوة بكلّ معنى الكلمة، فما من عمل يقوم به الزوج يراعي فيه امرأته، إلاّ وكان له به صدقة، فتُرى كم من متصدّق في أيّامنا هذه يتصدّق بطيب نفس ولا  يمتنّ على زوجته أنّه قام بهذه الخدمة أو بتلك؟
فما أحوج الأزواج في هذه الحقبة من الزمان، إلى كلّ صدقة لتكون في ميزانهم يوم الحساب؟
كيف يُسعد الرجل زوجته؟
لا  ينبغي أن يهن الرجل زوجته أبداً، فإنّ أي إهانة يوجّهها إليها تظلّ راسخة في قلبها وعقلها، وأخطر الإهانات التي لا  تستطيع الزوجة أن تغفرها له بقلبها، حتّى ولو غفرت له بلسانها، هي أن ينفعل فيضربها، أو يشتمها، أو يلعن أباها أو اُمّها، أو يتّهمها في عِرضها.
فإذا أحسن الرجل معاملة زوجته، تحسن إليه، وليشعرها بأنّه يفضّلها على نفسه، وأنّه حريص على إسعادها، ويضحّي من أجلها، وليتذكّر أنّ زوجته تحبّ أن يجلس ليتحدّث معها وإليها في كلّ ما يخطر بباله من شؤون، ولا  يعود إلى بيته مقطب الوجه، عابس المحيا، صامتاً، فإنّ ذلك يثير فيها القلق والشكوك.
ـ لا  يفرض الرجل على زوجته اهتماماته الشخصيّة المتعلّقة بثقافته أو تخصّصه، فإن كان اُستاذاً في الفلك مثلاً، فلا يتوقّع أن يكون لها نفس اهتمامه بالنجوم والأفلاك.
ـ ليكن الرجل مستقيماً في حياته، حتّى تكون زوجته هي كذلك، ففي الأثر «عفّوا تعفّ نساؤكم»، وحذار من أن يمدّنّ عينيه إلى ما لا  يحلّ له، سواء كان ذلك أمام شاشة التلفزيون، وما أسوأ الفضائيات وما أتت به من مشاكل زوجيّة.
ـ إيّاه أن يثير غيرة زوجته، بأن يذكرها من حين لآخر أنّه مقدّم على الزواج من اُخرى» أو يبدي إعجابه بإحدى النساء، فإنّ ذلك يطعن قلبها في الصميم، ويقلب سكينتها ومودّتها إلى موج من القلق والشكوك والظنون، وكثيراً ما تنقلب تلك المشاعر إلى أعراض جسديّة مختلفة، من صداع وآلام هنا وهناك، فإذا بالزوج يأخذ زوجته من طبيب إلى طبيب.
ـ لا  يذكّر الرجل زوجته بأخطاء وعيوب صدرت منها في مواقف معيّنة، ولا  يعيّرها بتلك الأخطاء، وخاصّة أمام الآخرين.
ـ يعدّل الرجل سلوكه من حين لآخر، فليس المطلوب فقط أن تقوم زوجته بتعديل سلوكها، ويستمرّ هو متشبّثاً بما هو عليه.
ـيتجنّب الرجل ما يثير غيظ زوجته ولو كان مزاحاً.
ـ يكتسب الرجل من صفات زوجته الحميدة، فكم من الرجال من ازداد التزاماً بدينه حين رأى تمسّك زوجته بقيمها الدينيّة والأخلاقيّة، وما يصدر عنها من تصرّفات سامية.
ـ يلتزم الهدوء ولا  يغضب، لأنّ الغضب أساس الشحناء والتباغض والاختلاف.
ـ إن أخطأ الرجل تجاه زوجته يعتذر لها، وليتذكّر أنّ ما غضب منه ـ في أكثر الأحوال ـ أمر تافه لا  يستحقّ تعكير صفو حياتهما الزوجيّة، ولا  يحتاج إلى كلّ ذلك الانفعال.
ـ ليستعذّ بالله من الشيطان الرجيم، ويهدّئ ثورته، ويتذكّر أنّ ما بينه وبين زوجته من روابط ومحبّة أسمى بكثير من أن تدنّسه لحظة غضب عابرة، أو ثورة انفعال طارئة.
متى تحتاج الزوجة إلى المجاملة؟
المجاملة اللطيفة والكلمة الرقيقة أعظم شيء عند الزوجة، ويكلّل ذلك الهديّة، وفي الحديث الشريف: «تهادوا تحابّوا»، فالهديّة رسول محبّة بين الناس، وتأكيد لمعنى الودّ، فتزول آثار التخاصم والتباغض.
فماذا تعني الهديّة بالنسبة للزوجة؟
فعندما تمرّ المرحلة الاُولى من الحياة الزوجيّة، تبدأ بعدها المسؤوليّات تترى، ويثقل عبء الاُسرة، فتحبّ الزوجة أن تستعيد بعض المشاعر الرقيقة حتّى تستأنف بعدها أيّاماً جديدة بهدوء وتركيز، وهذا ما قد يغفل عنه بعض الأزواج، فالهديّة هنا بالنسبة للزوجة تعني أنّها محلّ اهتمامه برغم انشغاله وأعبائه، كما أنّها تزيل ملل الحياة والمشاعر المرهقة.
وليس بالضرورة أن تكون هناك مناسبة ولكن الزوج الفطن يشعر متى يجامل زوجته، فمثلاً قد تتعب الزوجة خلال امتحانات الأبناء في المذاكرة حتّى يتفوّقوا، فيمكنه هنا أن يشتري لها هديّة تقديراً لها.
أمّا أن تكون تلك الهديّة مفاجأة، فإنّ الهديّة في مكونها المعنوي مفاجأة، ولأنّه قد لا  يوفّق الزوج في اختيار هديّة مناسبة للزوجة، أن يستشيرها أو يصطحبها لاختيارها.
وننصح الزوج الذي يريد أن يهادي زوجته بأن يفكّر فيما تحتاجه أو تحبّه، وليس بالضرورة أن تكون الهديّة غالية الثمن، إذ يمكن أن تكون أبسط الأشياء وأقلّها، وتدخل السرور إلى قلب الزوجة.
و مادام الزوج يعامل زوجته بالتي هي أحسن، ويجاملها بعطاياه لها، فالمفروض أن تحرص على ما أن تبادله الهدايا بحسن معاملتها له، وصيانة ماله، وعِرضه، ودينه.