
Super User
أهالي الجولان يقولون كلمتهم في الانتخابات المحلية.. إضراب عام بوجه الاحتلال وتمسك بالهوية السورية
بالتزامن مع دعوة الاحتلال الإسرائيلي إلى المشاركة في "انتخابات المجالس المحلية" بهضبة الجولان السورية المحتلة أعلن أهالي الهضبة السورية المحتلة على الحدود مع فلسطين إضراباً عاماً الأربعاء رفضاً لممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية مؤكدين تمسكهم بالهوية العربية السورية.
وأعلن أهالي الجولان المحتل يوم الأربعاء إضراباً عاماً في قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية رفضاً لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي القمعية التعسفية الرامية إلى تهويد الجولان السوري المحتل وضمه إلى الكيان الإسرائيلي المصطنع.
وخلال اعتصامهم الذي شمل جميع أطياف السكّان المُحتلين من شيوخ ورجال ونساء وشبان وأطفال، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأهالي بالضرب، وبقنابل الغاز السّام، وحاولت تفريقهم بالقوة ما تسبب بإصابة عدد من المعتصمين ووقوع حالات اختناق بين الشيوخ والأطفال والنساء قبل أن يعتقل عشرات منهم.
ويأتي ذلك بعد ثماني سنوات من الحرب المندلعة في سوريا التي راهن الاحتلال الإسرائيلي خلالها على أن يستكين أهالي الجولان المحتلّ فيقبلوا به، ويعطوه اعترافاً يحاول بشتّى السُبُل الحصول عليه، ولكن الحرب التي مزّقت البلد وأهله، لم تستطع أن ترخي عزيمة أهالي الجولان من طائفة الموحّدين الدروز الذين عملوا منذ شهرين بكلّ قواهم على رفض الانتخابات التي حاولت وزارة الداخليّة الإسرائيلية فرضها عليهم وتوّج حراكهم الشعبيّ اليوم، بتظاهرة ضخمة دعت إليها القوى الوطنية والمجلس الديني الأعلى لقرى الجولان الذي أصدر قراراً بالحُرم الديني والمقاطعة لكلّ من يترشّح للانتخابات المحلية أو يشارك في عملية التصويت.
ومنذ صباح الثلاثاء يعتصم أبناء الجولان السوري المحتل أمام المدرسة الثانوية في بلدة مجدل شمس المحتلة رفضاً لإجراء ما تسمى "انتخابات المجالس المحلية" المقررة في هذا اليوم والتي تريد سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضها عليهم وسط انتشار لقوات الاحتلال التي حاولت تفريقهم مؤكدين تمسكهم بالهوية العربية السورية.
وعلى الجانب الآخر، قاطع عدد كبير من أهالي القدس المحتلة الانتخابات المحلية، تأكيداً لموقفهم الرافض لإعطاء أيّ صفة شرعية لمن يسلب أرضهم، ويطردهم من بيوتهم، وقد أعلنت القوى الوطنية في المدينة أن كل من يُشارك في عملية الانتخاب، سواء بالترشّح أم بالاقتراع هو عميل وتتوجّب مقاطعته".
رسمياً أكدت وزارة الخارجية السورية أن الجولان العربي السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها وستعمل على إعادته عاجلاً أم آجلاً معربة عن دعمها للمواطنين العرب السوريين في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي ولإجراء ما يسمى انتخابات "المجالس المحلية" غير الشرعية.
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن ما يسمى انتخابات "المجالس المحلية" التي تريد سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في الجولان السوري المحتل تلقت سانا نسخة منهما اليوم: خلافاً لكل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولاتفاقيات جنيف الخاصة بالأراضي الواقعة تحت سلطة الاحتلال.. تعكف سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إجراء انتخابات في قرى الجولان السوري المحتل " مجدل شمس- بقعاثا- مسعدة- عين قنية" لما يسمى "المجالس المحلية" والتي كانت قد دأبت على تعيينها بالقوة خلال السنوات الماضية وذلك خلافاً لرغبة وإرادة السكان العرب السوريين القاطنين في الأراضي السورية المحتلة حيث حددت سلطات الاحتلال موعد إجراء هذه الانتخابات بتاريخ 30-10-2018.
وشددت الوزارة على أن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترمي إلى إضفاء الشرعية على مؤسسات غير شرعية أصلاً وتمثل سلطة احتلال وهي محاولة تهدف إلى تمرير مخططاتها التهويدية الاستيطانية عنصرية الطابع كما تهدف هذه الخطوة الإسرائيلية إلى شرعنة وتكريس الاحتلال وتطبيق "القانون الإسرائيلي" على الجولان السوري المحتل.
واعتبرت دمشق أن الإجراءات الإسرائيلية العدوانية والاستفزازية ستؤدي إلى مزيد من التوتر والتصعيد للأوضاع القائمة في الجولان المحتل والمنطقة ولهذا فهي تطالب مجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل لحفظ الأمن والسلم الدوليين من خلال إدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان المحتل وإلزام "إسرائيل" باحترام قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة ووقف سياساتها الاستيطانية غير القانونية وإجراءاتها القمعية بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل ووقف كل أشكال دعمها المادي والمعنوي للعصابات الإرهابية المسلحة في سوريا والتوقف عن سياسة ازدراء الشرعية الدولية والمجتمع الدولي.
الاتحاد الأوروبي يبدي حزنه لإعادة فرض واشنطن عقوبات على إيران
أعرب الاتحاد الأوروبي، وألمانيا وبريطانيا وفرنسا عن "حزنهم العميق"، إزاء قرار الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن مفوضة الشؤون الخارجية والسياسية الأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، ووزراء خارجية فرنسا، جان إيف لودريان، وألمانيا هايكو ماس، وبريطانيا جيمري هنت، مساء الجمعة.
وقال البيان المشترك: "نشعر بالحزن العميق إزاء قرار الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران".
وبيّن أن الاتفاق النووي يحظى بأهمية بالغة لأمن أوروبا والمنطقة والعالم بأسره.
وشدد البيان، على أن الاتفاق النووي استطاع أن يحقق الأهداف المرجوة منه، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في تقاريرها الـ12 وفاء إيران بجميع التزاماتها.
وأشار إلى أن استمرار إيران في الالتزام بتعهداتها يعد "تطلعا أساسيا". مذكرا أن الاتفاق رفع عن إيران العقوبات.
وجاء في البيان: "الأطراف ستحمي الجهات الفاعلة الاقتصادية الأوروبية التي تمارس التجارة القانونية مع إيران، وفقا لقوانين الاتحاد الأوروبي".
وأكد على أن الدول الأطراف في الاتفاق النووي ملتزمة بالحفاظ على القنوات المالية مع إيران واستمرارها في تصدير النفط والغاز.
ولفت إلى استمرار الجهود المشتركة مع الدول الداعمة للاتفاق بما فيها روسيا والصين.
وأشار البيان، إلى تسارع وتيرة الجهود في الأسابيع الأخيرة لوضع آلية تجارية خاصة للقضاء على العقوبات الأمريكية، فضلا عن إتاحة الفرصة للشركات الأوروبية لممارسة التجارة مع إيران.
ويأتي ذلك بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة الجمعة، إن"العقوبات (على إيران) قادمة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت واشنطن عزمها إعادة العمل بعقوبات نفطية على إيران، رُفعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015، مع استثناء 8 دول بشكل مؤقت من تطبيق تلك العقوبات.
والعقوبات المقررة هي حزمة ثانية، بعد أولى اقتصادية، دخلت حيز التنفيذ في 6 أغسطس/ آب الماضي، بعد ثلاثة أشهر من إعلان ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.
وفي 8 مايو/ أيار 2018، أعلن ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران في 2015، وقرر إعادة العقوبات الاقتصادية على إيران.
لماذا يقاطع الرجل المرأة أثناء حديثها ؟!
أثبتت العديد من الدراسات العلمية بأن هناك اختلافات ما بين دماغ الذكور والإناث، لكن هذه الاختلافات ليست كما يعتقد الكثير من الناس، حيث خلصت تلك الدراسات العلمية إلى أن دماغ الرجل أكبر بقليل من دماغ المرأة، ولذا فإن الباحثين يرون بأنه لا يمكن دراسة عقل الرجال والنساء على حد سواء وذلك لأنه في الواقع يختلف الرجال والنساء جسدياً، لكن هل يفكر الرجال والنساء بشكل مختلف؟ الإجابة على هذا السؤال هي نعم، ولكن الفرق ليس كما نعتقده وفي العموم عقل الرجل والمرأة من الناحية الفسيولوجية غير متساويين في القدرات والإمكانيات، لكنهما يكملان بعضهما بشكل ممتاز تماماً، بحيث يصبح ما يفعله الرجل غير ممكن للمرأة والعكس أيضاً صحيح، ويتشابهان عند بعض النقاط فقط لا غير.
هل يفكر الرجال والنساء بشكل مختلف؟
أثبتت معظم الدراسات العلمية بأن النساء عموماً يمتلكن أداء أفضل من الرجال فيما يخص المهام اللغوية والكلامية والرجال بدورهم يمتلكون مهارة أفضل من النساء من حيث تنظيم الأشياء، لكن في الواقع، تؤكد العديد من الدراسات بأن الاختلافات بين أعضاء الجنس الواحد قد تكون أكبر من الاختلافات الموجودة بين الجنسين، لكن عندما ننظر إلى الدماغ البشري، فإن هذا الأمر يتغير بشكل كلي وذلك لأن هناك اختلافات واضحة بين دماغ الذكور والإناث وأبرز هذه الاختلافات والأكثر وضوحاً هي أن دماغ الرجال أكبر بنسبة 10٪ من دماغ المرأة، لكن لدى النساء حوالي 15-30٪ من الخلايا الرمادية في الدماغ أكثر من الرجال وهذا الأمر جيد جداً بالنسبة للنساء.
هل الفرق في الحجم فقط؟
في الحقيقة، الإجابة على هذا السؤال سلبية وذلك لأن دماغ المرأة لديه توازن نصف كروي يمين ويسار، بينما الرجال ليس لديهم توازن نصف كروي وإنما يكون في الأغلب الجزء الأيمن من الدماغ أكبر من الجزء الأيسر وفي الواقع لقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية بأن هناك اختلافات في أماكن الدماغ بين الذكور الإناث التي تسيطر على العواطف أو العمليات الحسية ومن حيث الهرمونات، فالرجال لديهم هرمون التستوستيرون أكثر من النساء والنساء يمتلكن هرمون البروجسترون والاستروجين أكثر من الرجال وبالطبع، لا تعمل هذه الهرمونات فقط كهرمونات وراثية وإنما تعمل هذه المواد الكيميائية أيضاً بمثابة ناقل عصبي ولها القدرة على تغيير الطريقة التي نفكر بها، بل إنها تستطيع أن تؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة في مستوى الحمض النووي للإنسان وتؤكد الدراسات العلمية بأن لدى الرجال كروموسوم "Y" لا تمتلكه النساء والخلايا العصبية للرجال لديها طريقة عمل مختلفة عن النساء.
إن الدماغ يعمل بكيمياء داخلية متمثلة في الأغلب من الهرمونات ولهذا فإن الهرمونات الجنسية هي من تطور عقل الرجل والمرأة في طريقين مختلفين تماماً أثناء عملية النمو منذ الصغر، وأي خلل بسيط يؤدي إلى كوارث كبيرة، فنجد مثلاً هرمون التستوستيرون هو الهرمون الذكوري المسؤول عن نمو الجنين ليصبح ولداً بدلاً من كونه فتاة، ومن ثم أثناء البلوغ يعمل على التشكيل الجسدي والبلوغ وبناء العضلات وأيضاً الهرمونات لا تؤثر على اختلاف عقل الرجل والمرأة فقط في طريقة نموهما، بل أيضاً تجعل هناك اختلافاً بين أبناء النوع الواحد بحسب نسب الهرمونات في الدم وغيرها من العوامل المؤثرة، فتمتلك الفتيات بعض قدرات الرجال قبل سن البلوغ من تذكر الكلمات والقدرة على تعلم اللغات، والأمر يحدث للرجال قبل سن البلوغ فيكونون أكثر قدرة على التخيل والتفكير التجريدي فقبل البلوغ لا يكون الاختلاف في الهرمونات كبيراً جداً بين الجنسين.
وفي النهاية وبمشاهدة كل هذه الاختلافات التي تطرقنا إليها أعلاه والاختلافات التي سوف نتطرق إليها أدناه، ستكتشف لماذا يفكر النساء والرجال بشكل مختلف، لقد كشفت العديد من الدراسات العلمية بأن أجزاء من الدماغ البشري لها شكل بلاستيكي وهذه الأجزاء يمكنها القيام بمهام قد لا تكون مصممة لها ولهذا فإن الفكرة المثيرة للاهتمام هنا هي أن لدينا استراتيجيات مختلفة لحل مشكلة ما ومن حيث معدل الذكاء، فإنه من الناحية الفنية نظراً إلى أن لدى الرجال دماغ أكبر، لذا فهم يمتلكون قدر أكبر من الذكاء مقارنة بالنساء ولكن هذه النظرية غير صحيحة وذلك لأن الدراسات العلمية أثبتت بأن الرجال لديهم نفس معدل الذكاء الذي تمتلكنه النساء والسبب هو أن الغشاء الرمادي للدماغ يكون أكثر كثافة عند النساء، لذلك هناك المزيد من الخلايا العصبية في دماغ الأنثى وهذا الأمر يجعل من الممكن استخدام المرأة لاثنتين من الاستراتيجيات المختلفة لحل مشكلة وفي الواقع، إن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالفصام عشر مرات أكثر من النساء وقد تؤدي الاختلافات في الجنس إلى حدوث أخطاء في الآلات الدماغية التي تنشئ توازناً بين القوة الذهنية للذكور والإناث ولعل الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في هذا الأمر هو أننا فقط في بداية دراسة هذه الاختلافات ويلزمنا الكثير من الوقت لدراسة طبيعة العقل عند الرجل والمرأة بشكل كامل.
مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية: من مؤتمر مدريد إلى صفقة القرن
لا يختلف اثنان على أن القضيّة الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي من أعقد الملفات التي بدأت منتصف القرن الماضي ولا تزال مستمرّة حتى يومنا هذا، صراع هو الأطول من نوعه في تاريخ البشرية والأكثر تعقيداً وخطورة استغرق حتى الآن قرناً من الزمن، وسلك فيه الفلسطينيون وإلى جانبهم إخوانهم العرب خيار المقاومة الذي مرّ بمحطات مصيرية في عامي 1967 و1973.
بعد ذلك، شكّل المسار التفاوضي الذي سلكته "إسرائيل" مع مصر، ولاحقاً الأردن، أنموذجاً لمسار مماثل مع الفلسطينيين ساهم قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي صدر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 في تعزيزه عبر معادلة "الأرض مقابل السلام" ( رغم إرجاع الكثيرين خيار الدولتين إلى هذا القرار، إلا أن جذور هذا الأمر تعود إلى العام 1937، هذا الخيار الذي طرح لأول مرة كحل بين المشروعين الفلسطيني والصهيوني، عندما اقترحت لجنة من عصبة الأمم تقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة لليهود وأخرى للعرب تكرس في العام 1947 بقرار التقسيم، وتم وضع أول إطار عملي في اتفاقية كامب ديفيد المصرية –الإسرائيلية).
وفي حين دعا القرار الأممي 242 إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في النزاع الأخير" و "احترام سيادة أي دولة في المنطقة والاعتراف بها وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام في ظل حدود آمنة ومعترف بها بعيداً عن أي تهديدات أو تصرفات باستخدام القوة "، حاول الكيان الإسرائيلي التنصّل من هذه الالتزامات عبر القول بأن صياغة النسخة الإنجليزية تدعو لـ "الانسحاب من أراضٍ"، يعني عدم الانسحاب من جميع الأراضي، مقابل التفسير العربي القائل بأن الانسحاب ينبغي أن يشمل جميع الأراضي التي احتلت عام 67.
في هذه الورقة نرسم صورة كاملة عن المسار التفاوضي بين الفلسطينيين ممثلين بمنظمة التحرير، والكيان الإسرائيلي، لنخلص في نهايتها إلى نتائج المسار التفاوضي والمكاسب والتنازلات التي نتجت عنه.
اتفاقيات كامب ديفيد 1978
لم تكن بداية حلقات التفاوض مع الكيان الإسرائيلي فلسطينية، بل تمثّلت بداية المفاوضات المباشرة والعلنية مع الكيان الصهيوني بين مصر و"إسرائيل" في اتفاقية كامب ديفيد في 17 كانون الأول/سبتمبر 1978 والتي كان فيها إقرار الحكم الذاتي للشعب الفلسطيني على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط .
طرحت عدة خطط سلام بعد حرب 67 لكن لم يحدث شيء إلا أن هذه الحرب هيّأت الأرضية لمصلحة إبرام سلام كما يتجلى في الزيارة التاريخية للرئيس المصري، أنور السادات، إلى القدس في نوفمبر 1977.
استغل الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، الاستعداد العام للسلام بناءً على الأرضية التي تمهّدت للسلام بعد حرب أكتوبر 73 أو حرب يوم الغفران كما تعرف في "إسرائيل"، ليدعو الرئيس الأمريكي الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحيم بيغن، لإجراء مباحثات سلام في المنتجع الرئاسي بكامب ديفيد بالقرب من العاصمة واشنطن، استمرت المفاوضات لمدة 12 يوماً وانتهت بإبرام اتفاقين، "إطار السلام في الشرق الأوسط"، هو عنوان الاتفاق الأوّل الذي وضع أسس السلام بتوسيع القرار رقم 242 وحدد ما كان يأمل أن يكون سبيلاً لحل "المشكلة الفلسطينية"، ونص على ضرورة إبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل ودعا إلى إبرام معاهدات أخرى بين "إسرائيل" وجيرانها، نقطة الضعف في الاتفاق الأول هي الجزء المتعلق بالفلسطينيين، هدفت الخطة إلى إنشاء "سلطة حكم ذاتي" في الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تتبع لاحقاً "بمحادثات الوضع النهائي" لكن الفلسطينيين لم يكونوا طرفاً في الاتفاق.
الاتفاق الثاني هو "إطار كامب ديفيد لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل"، وجاء هذا الاتفاق في عام 1979 بعد انسحاب "إسرائيل" من سيناء، مثَّل الاتفاق أول اعتراف من طرف بلد عربي كبير بإسرائيل بصفتها دولة لها الحق في الوجود، قد تكون المحادثات بين الطرفين الأنجح في عملية السلام برمتها.
تعدّ اتفاقية كامب ديفيد أهم الاتفاقيات في مسار الصراع العربي الإسرائيلي لأنها أول اتفاقية رسمية بين دولة عربية وإسرائيل، وأدت إلى تحييد مصر في الصراع.
مؤتمر مدريد 1991
بعد اتفاقيّة كامب ديفيد، ولاحقاً قرار منظمة التحرير الفلسطينية في بيان الجزائر عام 1988 الاعتراف بالقرار الأممي 242 وبحل الدولتين، والقبول بدولة أصغر بكثير من مساحة فلسطين التاريخية لا تتجاوز مساحتها 22% مقابل التسليم للاحتلال بـ78%، وتكون هذه الدولة قابلة للحياة، متصلة غير مجزأة بطرق الاتفافية وكتل استيطانية وجدار عازل، وشرقي القدس عاصمة لها، تشكّلت الأرضية لانطلاق عملية السلام.
عقد اللقاء الأول وبشكل علني بين الكيان الإسرائيلي والدول العربية في 30 تشرين أول/أكتوبر- 1 تشرين ثاني/نوفمبر 1991 لوضع الخطوات الأولى نحو معاهدة السلام وإقرار الحق الفلسطيني وتم الاتفاق على مواصلة اللقاءات الثنائية لتحقيق السلام الشامل.
كان مؤتمر مدريد، الذي رعته أمريكا والاتحاد السوفيتي، يهدف إلى استلهام المعاهدة بين مصر وإسرائيل من خلال تشجيع البلدان العربية الأخرى على توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، شارك الفلسطينيون أيضاً في هذا المؤتمر من خلال وفد مشترك مع الأردن وليس بوجود ياسر عرفات أو قادة آخرين في منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت إسرائيل ترفض مشاركتها في المؤتمر.
اتفاقية أوسلو 1993
أسس مؤتمر مدريد لمبدأ الأرض مقابل السلام، ليشكّل اتفاق أوسلو الذي عقد سراً في أوسلو (النرويج) ونشرته بعض وسائل الإعلام قبل الإعلان عنه وتوقيعه رسمياً في واشنطن يوم 13 سبتمبر/أيلول، تعتبر اتفاقية أوسلو أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس وبحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.
حاولت مفاوضات أوسلو معالجة العنصر الغائب عن جميع المحادثات السابقة وهو إجراء مباحثات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين مثلتهم منظمة التحرير الفلسطينية، تمثلت أهمية هذه المباحثات في التوصل إلى اعتراف نهائي متبادل بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية.
جرت المفاوضات في سرية تامة تحت رعاية النرويج ووُقِّع الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في البيت الأبيض يوم 13 سبتمبر/أيلول 1993 بحضور الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون. وتصافح كل من الزعيم الفلسطيني، ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق رابين.
نص اتفاق أوسلو على انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل من الضفة الغربية وغزة وإنشاء "سلطة حكم ذاتي فلسطينية مؤقتة" لمرحلة انتقالية تستغرق خمس سنوات على أن تُتوج بتسوية دائمة بناء على القرار رقم 242 والقرار رقم 338.
وتحدث الاتفاق عن وضع "حدّ لعقود من المواجهة والنزاع" وعلى اعتراف كل جانب "بالحقوق الشرعية والسياسية المتبادلة" للجانب الآخر، لكن بالرغم من أن النص على إقامة دولة فلسطينية لم يرد في نص الاتفاق بوضوح، فإن المعنى الضمني يعني إنشاء دولة فلسطينية في المستقبل إلى جانب إسرائيل.
كان ثمة تبادل للرسائل بين ياسر عرفات الذي ذكر أن "منظمة التحرير الفلسطينية تعترف بحق "إسرائيل" في الوجود بسلام وأمن في حين قال إسحاق رابين "قررت حكومة إسرائيل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها ممثل الشعب الفلسطيني".
لم تقبل حركة حماس ومجموعات الرفض الأخرى اتفاق أوسلو وبدأت في شن عمليات انتحارية ضد الإسرائيليين، كما عارضت المجموعات التي يقودها المستوطنون داخل إسرائيل اتفاق أوسلو. نُفذ اتفاق أوسلو بشكل جزئي فقط.
اتفاقية غزة أريحا 1994
شكّلت اتفاقية أوسلو أرضية مناسبة لاستكمال المفاوضات، ليُطلق على الاتفاق التنفيذي لأوسلو الذي وقعه الفلسطينيون والإسرائيليون في 4 مايو/أيار 1994 اتفاقية غزة أريحا (عرف أيضاً باسم اتفاق القاهرة) وتضمن الخطوة الأولى لانسحاب إسرائيل من غزة وأريحا وتشكيل السلطة الفلسطينية وأجهزتها اسم اتفاق غزة أريحا، سبق توقيع هذا الاتفاق إجراءات لبناء الثقة تمثلت في ثلاث اتفاقيات وقعت بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني: إحداها خاصة بالمعابر وأمن الطرق والثانية حول ترتيبات الأمن في الخليل والثالثة بروتوكول للتعاون الاقتصادي، وأتبع الاتفاق باتفاقين تنفيذيين:الأول اقتصادي (يوليو/تموز) ينظم العمالة الفلسطينية والعلاقات المالية والاقتصادية بين الطرفين، والآخر اتفاق تمهيدي لنقل الصلاحيات المدنية في الضفة (آب/أغسطس)، واشتمل على تعريفات خاصة بنقل السلطة وإجراءاتها في مجالات الصحة والتعليم والثقافة وغيرها.
اتفاق وادي عربة 1994
في العام نفسه، بدأ الأردن يشعر بالتهديد من المسار التفاوضي الفلسطيني الإسرائيل لاسيّما فكرة "الأردن الوطن البديل للفلسطينيين" كما يصرّ على طرحها بعض الإسرائيليين، نجح الإسرائيلي في جرّ الجانب الأردني إلى عملية السلام التي وجد فيها الملك حسين حماية لكيانه بضمانة دولية.
الاتفاقية الموقّعة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994 بين المملكة الأردنية الهاشمية والكيان الإسرائيلي، شملت عدة مواد أهم ما فيها أنها ترسي مبادئ عامة من الاعتراف والاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي وتبين الحدود وترتيبات أمنية ضد اختراق الحدود، والإرهاب، والمياه، وإقامة علاقات طبيعية، وأحالت قضية اللاجئين إلى اللجنة متعددة الأطراف، واعترفت للأردن بدوره الخاص في رعاية الأماكن المقدسة في القدس، رغم أن الجانب الفلسطيني لم يكن طرفاً في هذه الاتفاقية، إلا أنها أثّرت بشكل واضح على المسار التفاوضي بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وعزّزت الأوراق الإسرائيلية على طاولة المفاوضات.
اتفاقية طابا أو أوسلو الثانية 1995
توالت حلقات التفاوض فصولاً، ليتمّ التوقيع في 28 سبتمبر/أيلول 1995في واشنطن على اتفاقية جديدة جاءت نتاجاً للمباحثات التي شهدتها مدينة طابا المصرية.
قبيل الاتفاقية، ارتكب جنود ومستوطنو الاحتلال الإسرائيلي جرائم بشعة ضد الفلسطينيين، وخاصة في الضفة الغربية، أشهرها مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة، والتي نفذها المستوطن المتطرف اليهودي باروخ غولدشتاين، كذلك جرى اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين على يد مستوطن يهودي اسمه إيغال عامير.
وعرف هذا الاتفاق باتفاق المرحلة الثانية من انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، قسّم الاتفاق المناطق الفلسطينية إلى (أ) و(ب) و(ج) تحدّد مناطق حكم السلطة الفلسطينية والمناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وغير ذلك، ويقضي الاتفاق بانسحاب الاحتلال من ست مدن فلسطينية رئيسية و400 قرية في بداية عام 1996، وانتخاب 82 عضواً للمجلس التشريعي، والإفراج عن معتقلين في السجون الإسرائيلية.
وتضمن تأكيداً على ما سبق في الاتفاقات السابقة، وعلى الترتيبات الأمنية والمعابر، وجعل للخليل ترتيبات خاصة لحماية 400 مستوطن يهودي، وكان من المفترض أن يكون اتفاق طابا أو (أوسلو 2) هو المرحلة الثانية التي ستتلوها مفاوضات الوضع النهائي، ولكن ذلك لم يحدث حتى اليوم.
اتفاق واي ريفر الأول 1998
ويدعى اتفاق واي بلانتيشن، وقد حدث عدد من المتغيرات قبل هذا الاتفاق إذ اغتالت إسرائيل يحيى عياش يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 فردت حماس بعدة قنابل بشرية عنيفة في إسرائيل، فعقد على أثرها قمة صانعي السلام في شرم الشيخ لمحاربة الإرهاب في 13 مارس/آذار من العام نفسه، وعقد اتفاق مكمل لاتفاق سابق حول الخليل والوجود الدولي المؤقت فيها يوم 9 مايو/أيار 1996. ولكن تجمدت العملية السلمية باستلام بنيامين نتنياهو الحكم في إسرائيل يوم الأول من يونيو/حزيران 1996 ثم استؤنفت باتفاق بروتوكول حول إعادة الانتشار في الخليل يوم 17 يناير/كانون الثاني 1997.
مهد لهذا الاتفاق باجتماع رئاسي في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1998 ضم الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في منتجع واي ريفر.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول تم التوقيع على الاتفاق الذي نصّ على مبدأ الأرض مقابل الأمن أن تقوم السلطة الفلسطينية بتكثيف حملتها ضد "العنف وتنفذ "إسرائيل" مرحلة جديدة من إعادة الانتشار في 13% من الضفة الغربية على أن تتم إعادة الانتشار على ثلاث مراحل: أولاً - المرحلة الأولى والثانية:
وتشمل إجراءات تسهيل تطبيق الاتفاق الانتقالي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة الموقع في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1995 واتفاقات أخرى ذات صلة بينها خاصة تلك المتعلقة بعمليات إعادة انتشار إضافية وبقضايا الأمن.
اتفاق واي ريفر الثاني 1999
وقعه مع السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك على الأساس نفسه الذي عقدت عليه "اتفاقية واي ريفر الأولى".
فقد وقع الطرفان بشرم الشيخ بمصر في يوم 4 سبتمبر/أيلول 1999 اتفاقية سميت "واي ريفر الثانية"، وفي هذه الاتفاقية تم تعديل وتوضيح بعض نقاط "واي ريفر الأولى" مثل إعادة الانتشار وإطلاق السجناء والممر الآمن وميناء غزة والترتيبات الأمنية وغير ذلك.
ورغم الجدية الأمريكية التي كانت بادية آنذاك لإنجاز الحل، فكل ما تحقق في اتفاق واي ريفر لم يتعدَ الاتفاق على تسليم السلطة الفلسطينية ١٣% من أراضي الضفة، وهو القرار الذي لم ينفذ إلا على مراحل في ولاية رئيس الوزراء الإسرائيلي باراك، وسعى كلينتون من جديد في يوليو ٢٠٠٠ إلى عقد محادثات جديدة بين الطرفين عرفت بمحادثات كامب ديفيد.
كامب ديفيد 2000
جولة أخرى من المفاوضات شهدتها قمّة كامب ديفيد، بُذلت محاولات عديدة لتسريع الانسحاب وإقامة سلطة الحكم الذاتي كما نص على ذلك اتفاق أوسلو (بما في ذلك في اتفاقية طابا في عام 1995، اتفاقية وادي ريفير في عام 1998 واتفاقية شرم الشيخ في عام 1999). ثم سعى الرئيس كلينتون إلى معالجة ملفات الوضع النهائي بما في ذلك مشكلة الحدود ووضع القدس واللاجئين التي لم تشملها اتفاقية أوسلو وتركتها ريثما تتم مفاوضات مستقبلية بين الطرفين.
جرت المفاوضات في يوليو/تموز بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود باراك، وزعيم منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، لكنها لم تنته إلى اتفاق معين بالرغم من أنها تناولت قضايا تفصيلية أكثر من قبل، تمثلت المشكلة الأساسية في أن أقصى ما يمكن أن تقدمه إسرائيل يقل عن الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به الفلسطينيون، باءت القمّة بالفشل في إيجاد حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، دامت القمة لمدة أسبوعين دون نتيجة، وقام الإعلام الغربي بعدها بتحميل كل المسؤولية على الرئيس ياسر عرفات لرفضه الاقتراحات الإسرائيلية والأمريكية خصوصاً بعد اندلاع الانتفاضة الثانية بعد هذه القمة بأشهر، وفي إعلام دولة الاحتلال يسمى هذا "العرض السخي" الذي رفضه الفلسطينيون ويكثر ذكرها كثيراً على أنها دليل لرفض الفلسطينيين لسلام دائم.
وكان العرض المقدم من الكيان الإسرائيلي وأمريكا، يتضمن: موافقة إسرائيلية على إقامة الدولة الفلسطينية على حوالي 94 % من مساحة الضفة (عدا القدس) إضافة إلى كامل قطاع غزة بشرط ألّا تتمتع هذه الدولة بجيش يمتلك أسلحة ثقيلة، وأن يسمح لقوات الاحتلال الإسرائيلي بالوجود في أراضي وأجواء هذه الدولة، إضافة إلى بقاء الدولة مقطّعة الأوصال، فيتم فصل الضفة عن غزة، وتقسيم الضفة إلى "كانتونين" كبيرين، مع ربط بعض المناطق بممرات آمنة وطرق التفافية تقع تحت السيطرة الفلسطينية، دون انتزاع السيادة الإسرائيلية عنها.
وفيما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، فيتم حل هذه القضية بتوطين هؤلاء اللاجئين بالبلاد التي يقيمون فيها مع تعويضهم وإعادة جزء بسيط منهم، من دون اعتراف دولة الاحتلال بأي مسؤولية قانونية أو مدنية لتشريدهم، وعلى ألّا يتجاوز عددهم 100 ألف فقط، إضافة إلى السماح للدولة الفلسطينية بإعادة نصف مليون منهم وفق برنامج زمني محدود.
كما يتم إقامة صندوق دولي لتعويض اللاجئين يساهم فيه الكيان الصهيوني وأمريكا وأوروبا، شريطة أن يتضمن تعويض اليهود الذين خرجوا من أماكن سكناهم في الدول العربية بعد قيام الدولة العبرية على أرض فلسطين عام 1948.
وكان من أهم ما أفشل التوصل لاتفاق، المقترحات المتعلقة بالقدس، حيث اشترطت تقسيم مدينة القدس وضم أغلبها إلى سيادة إسرائيل باستثناء بعض الأراضي و "البقع" تحت السيادة الفلسطينية، وضم المسجد الأقصى (في القدس القديمة في القدس الشرقية) إلى السيادة الإسرائيلية.
طابا 2001
رفض كلينتون الاستسلام في مواجهة هذه الصعوبات رغم أنه كان على وشك مغادرة البيت الأبيض، وفي هذا السياق، قدّم "اقتراحاً لردم الهوة" بين الطرفين، حيث أطلق محادثات إضافية في واشنطن والقاهرة ثم في طابا لاحقاً (مصر).
في منتجع طابا عقد الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي جولة ماراثونية من المفاوضات استمرت أسبوعاً كاملاً، عقدوا خلاله سلسلة طويلة من المباحثات الثنائية، ومنذ البداية، وقبل دخول الطرفين في صلب المواضيع المطروحة على جدول الأعمال، تعمد الوفد الإسرائيلي، وبخاصة رئيسه شلومو بن عامي، إشاعة أجواء متفائلة جداً، في حينه، تعامل بعض أعضاء الوفد الفلسطيني مع تصريحات "بن عامي" المتفائلة على أنها تعبير عن رغبة في التوصل إلى اتفاق، وآخرون قدروا أنها استمرار في الدعاية الإعلامية لكنها موجهة هذه المرة بالأساس إلى الناخب الإسرائيلي المحبذ الوصول إلى السلام مع الفلسطينيين بأسرع وقت ممكن.
وأظهرت مناقشات الجولة الأولى في طابا، ومفاوضات أخرى سرية جرت في قناة موازية، أن ما طرحه الرئيس كلينتون في قمة كامب ديفيد بشأن الدولة والأرض واللاجئين والاستيطان والحدود كان موافق عليه إسرائيلياً، ووافق الجانب الإسرائيلي في طابا، حسب رواية أعضاء الوفد الفلسطيني، على الانطلاق في بحث موضوع الأرض من حدود 1967، وأبدى استعداده للانسحاب من نسبة تصل إلى أكثر من 97% من الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967، وضمنها منطقة الغور بالكامل وضمنها شريط البحر الميت، لاحقاً اتضح أن التفاؤل الإسرائيلي كان عرضاً إعلامياً، وأكدت المفاوضات أن أطروحة كلينتون باراك في مفاوضات كامب ديفيد كانت أقل من اتفاق، وما طرح في محادثات طابا يوفر الحد الأدنى المطلوب لتوصل الطرفين إلى اتفاق.
فشلت مفاوضات طابا نظراً لوجود "ثغرات كبيرة" بين إسرائيل والفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص، كانت قضايا اللاجئين والقدس أبعد ما يكون عن التوصل إلى القرار كعهدها السابق.
خطة السلام السعودية 2002
في أعقاب فشل المحادثات الثنائية بين الطرفين واستئناف النزاع، قدم السعوديون خطة سلام في القمة العربية التي انعقدت ببيروت في مارس/آذار 2002، تقوم المبادرة السعودية على نهج متعدد الجوانب وأكدت على أن العالم العربي أجمع تحدوه رغبة في وضع حد لهذا النزاع.
تنص مبادرة السلام العربية على ضرورة انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 67 والسماح بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وإيجاد "حل عادل" لقضية اللاجئين.
وفي المقابل، تعترف الدول العربية بحق إسرائيل في الوجود. وأعادت قمة عربية أخرى عقدت في الرياض في 2007 التأكيد على مبادرة السلام السعودية.
وتكمن قوة هذه المبادرة في الدعم الذي حظيت به مسألة إقامة دولتين في المنطقة في حين تتمثل نقطة ضعفها في أن الطرفين يتوجب عليهما التفاوض على القضايا ذاتها التي فشلا في حلها إلى حد الآن.
خارطة الطريق 2003
فشلت كل الخطوات الأمريكية السابقة، لتضع اللجنة الرباعية التي تضم أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة خارطة طريق، لم تضع الخطة تفاصيل بشأن تسوية نهائية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني لكنها تقترح الطرق الكفيلة بحل المشكلة وكيفية مقاربتها، وتركز هذه الخارطة على نقاط من بينها: إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وعلى أن تتم التسوية النهائية بحلول عام 2005، وهو ما لم يقع.
قبل خارطة الطريق، صدر بيان مهم في يونيو/حزيران 2002 عن الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دابليو بوش، والذي أصبح أول رئيس أمريكي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية، اقترح البيان جدولاً زمنياً متدرجاً يقوم على إقامة الأمن قبل التوصل إلى تسوية نهائية.
المرحلة أ: يصدر الجانبان بيانات تدعم الحل القائم على دولتين. وفي المقابل، ينهي الفلسطينيون العنف ويتصدون "لكل أولئك المنخرطين في الإرهاب"، ويتولون إعداد دستور، وتنظيم انتخابات على أن يوقف الإسرائيليون النشاطات الاستيطانية ويمارسوا ضبط النفس خلال تنفيذ العمليات العسكرية.
المرحلة ب: إنشاء الدولة الفلسطينية "ذات الحدود المؤقتة" في مؤتمر دولي.
المرحلة ج: مباحثات بشأن الاتفاقيات النهائية.
لم تُطبق خارطة الطريق، دعا الجدول الزمني الخاص بها إلى ضرورة التوصل إلى اتفاقات نهائية في عام 2005، وبالرغم من أن الأحداث المتلاحقة غطت على خارطة الطريق، فإنها تظل نقطة مرجعية للمفاوضات.
اتفاق جنيف 2003
لم تنجح خارطة الطرق، وبالرغم من انهيار المحادثات الرسمية بين الطرفين، فإنهما توصلا بطريقة غير رسمية إلى اتفاق بينهما في ديسمبر/كانون الأول وتحديداً بين شخصيتين قياديتين إسرائيلية وفلسطينية وهما يوسي بيلين، أحد مهندسي اتفاق أوسلو، عن الجانب الإسرائيلي ووزير الإعلام الفلسطيني السابق، ياسر عبد ربه، عن الجانب الفلسطيني.
أهم تقدم في الموضوع هو تنازل الفلسطينيين عن "حق العودة" في مقابل الحصول على معظم أجزاء الضفة الغربية ولو أن الاتفاق نص على إمكانية عودة قلة تمثيلية منهم إلى منازلهم، تتنازل إسرائيل عن بعض المستوطنات الرئيسية مثل أرييل لكنها تحتفظ بأخرى بالقرب من منطقة الحدود على أن يقترن ذلك بتبادل الأراضي بحيث تمنح إسرائيل الفلسطينيين أراضٍ في داخل إسرائيل مقابل احتفاظها بأخرى في الضفة الغربية، وكذلك، نص الاتفاق على منح الفلسطينيين حق إقامة عاصمة دولتهم المرتقبة في القدس الشرقية على أن يحتفظ الإسرائيليون بالسيادة على الحائط الغربي من المدينة القديمة.
وتوصل الجانبان إلى اتفاق غير رسمي بحيث مثل إسرائيل الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلي (الشين بيت) عامي أيالون وفلسطين نائب سابق في القدس عن منظمة التحرير الفلسطينية، ساري نسيبة، نص الاتفاق على العودة إلى حدود 67 وجعل القدس مدينة مفتوحة وتخلي الفلسطينيين عن حق العودة إلى منازلهم القديمة.
أنابوليس 2007
لم تنجح مساعي الرئيس الأمريكي جورج بوش في ولايته الأولى، ليعقد بوش في الولاية الثانية من رئاسته مؤتمراً في القاعدة البحرية أنابوليس بماريلاند في محاولة لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس في المحادثات، إلى جانب مسؤولين من اللجنة الرباعية وممثلين عن بلدان عربية عديدة منها السعودية، وسوريا، حماس التي فازت حينها بالانتخابات البرلمانية وسيطرت على قطاع غزة، لم تُدع إلى المشاركة في مؤتمر أنابوليس. وأعلنت بالتالي أنها ليست ملزمة بأي اتفاق يتم التوصل إليه.
وصدر عن المؤتمر بيان مشترك بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين دعا إلى الانخراط في المفاوضات يكون هدفها التوصل إلى اتفاق سلام كامل بحلول نهاية 2008. واتفق الطرفان على أن تطبيق بنود السلام ينبغي أن تسبقه إجراءات بناء الثقة المنصوص عليها في خارطة الطريق، وجرت اجتماعات منتظمة بين أولمرت وعباس والتي قيل إنها حققت تقدماً جيداً بخصوص قضايا الحدود لكنها توقفت فجأة عندما بدأ الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة في أواخر 2008.
وآنذاك اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بفشل 18 عاماً من المفاوضات، مؤكداً أن الرئيس محمود عباس توصل إلى قناعة باستحالة إقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
عهد أوباما
فشل بيل كلينتون وجورج بوش في الولايات الأربع السابقة، ليأتي الدور على الرئيس الجديد باراك أوباما الذي قدّم نفسه كرجل سلام، بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولايته الرئاسية الأولى بحماس شديد للعملية السلمية في الشرق الأوسط، فكان أول نشاط ذي طابع دبلوماسي يقوم به إثر تسلم منصبه هو تعيينه جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً لهذه المفاوضات دون تحقيق تقدّم ملموس.
وفي ولايته الثانية أسند إدارة الملف إلى وزير الخارجية نفسه جون كيري لكنه -رغم جولاته المكوكية الدؤوبة- لم يحقق أفضل من سلفه، عشرات الجولات أجراها مبعوث أوباما إلى تل أبيب والقدس المحتلّة دون التوصل إلى أي نتيجة تذكر، ليلقي الرئيس أوباما في 29 يناير/كانون الثاني 2010 باللوم على ما أسماها سياسات داخلية في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية في تقييد دبلوماسية السلام، داعياً الجانبين إلى تقديم تنازلات لاستئناف مفاوضات السلام، وبينما رفض في الوقت ذاته إدانة الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني واصفاً إسرائيل بأنها أقوى حلفاء واشنطن، أشار إلى "ضرورة التنبّه إلى محنة الفلسطينيين". في 2 أيلول/ سبتمبر من العام نفسه يتم استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، بعد توقفها إثر العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة أواخر عام 2008. ونتنياهو يستبقها بقوله إنه يؤيد إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لكن "بشرط أن تكون منزوعة السلاح"،وفي حين بدأت في 14 سبتمبر/أيلول جلسة التفاوض المباشرة في منتجع شرم الشيخ المصري بلقاء ثلاثي جمع عباس ونتنياهو وهيلاري كلينتون، استضافت القدس الغربية في 15 سبتمبر/أيلول مفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي انطلقت جولتها الثانية في منتجع شرم الشيخ المصري دون أن يتوصل الطرفان لحل خلافاتهما بشأن النشاط الاستيطاني، يتوالى الأخذ والرد والتعنت الإسرائيلي في وقف الاستيطان، ليقدّم مبعوث أوباما الخاص بمفاوضات السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل 13 مايو/أيار2011 استقالته.
يصرّ أوباما بعد الفوز بولاية ثانية على استكمال المسار التفاوضي بطاقم جديد يديره وزير الخارجيّة جون كيري، لينجح الأخير بعد جولات مكوكيّة في حث المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين في - 29 يوليو/تموز على استئناف المفاوضات في واشنطن -برعاية أمريكية- المفاوضات المباشرة المتوقفة بينهما منذ عام 2010 على أن تستمر تسعة أشهر، في 14 يناير/كانون الثاني 2014، يشن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون هجوماً لاذعاً على كيري منتقداً خطته للسلام التي قدمها في جولته الأخيرة بالمنطقة قائلاً إنها "لا تساوي الورق الذي كتبت عليه"، وذلك أثناء محادثات مغلقة جرت بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، مؤكداً أنه "لا توجد مفاوضات مع الفلسطينيين، لأن الجانب الإسرائيلي هو الذي قام بتقديم شيء بينما لم يقدم الفلسطينيون شيئاً"، وواشنطن تستنكر تصريحات يعالون.
في 1 مايو/أيار 2014، يدعو كيري إلى "وقفة لتقييم المفاوضات" الفلسطينية الإسرائيلية بعد فشل مساعيه في التوصل إلى اتفاق سلام بنهاية أبريل/نيسان 2014، واعتبر أن المفاوضات حققت منذ استئنافها قبل تسعة أشهر "تقدماً لا يمكن التراجع عنه، ولهذا السبب أعتقد أن أفضل ما يمكن فعله الآن هو أن نتوقف ونلقي نظرة واقعية على هذه الأمور، ونبحث ما هو ممكن وما هو غير ممكن في الأيام القادمة"، في 4 مايو/أيار2015، يقول الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر-في مقابلة مع صحيفتيْ فايننشال تايمز البريطانية وفرانكفورتر تسايتونغ الألمانية- إن مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية "قضية ميتة"، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو غير مستعد لقبول قيام دولة فلسطينية، وأكد أن "نفوذ أمريكا في القدس ورام الله في أدنى مستوياته الآن"، انتهت حقبة أوباما كسلفيه كلينتون وبوش دون تحقيق الفلسطينيين أيّ مكاسب من المفاوضات، في ظل مواصلة الكيان الإسرائيلي عمليات الاستيطان.
صفقة القرن
وصل الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض في ظل الحديث عن عملية إعادة إحياء لعملية السلام، بدأ الحديث عما يسمى بصفقة القرن، إلا أن الرئيس ترامب من خلال نقل سفارته إلى القدس نسف أي بريق أمل للفريق الفلسطيني المفاوض، لم يعرض ترامب برنامجه كمجموعة محددة أو اقتراح مكتوب، لكن تم تحديد الخصائص والمكونات الأساسية لخطته من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم، وأطلق عليها "صفقة القرن"، وتتضمّن: "إسرائيل" كوطن للشعب اليهودي-الاعتراف بالقدس (أو الأورشليم) كعاصمة لـ"إسرائيل"-تشكيل فلسطين مقطّعة ذات سيادة وأرض محدودتين وعاصمتها "أبو ديس"-الدولة الفلسطينية ذات السيادة المحدودة ونزع سلاح الفلسطينيين-الحفاظ على المستوطنات التي بناها الكيان الإسرائيلي بطريقة غير شرعية وإضفاء الشرعية عليها- لا حقّ عودة للاجئين-الضغط على الفلسطينيين وتهجيرهم إلى سيناء والأردن. ما يقدّمه ترامب لم يكن وليد الساعة، بل نتيجة طبيعية للمسار الذي بدأ في كامب ديفيد 1978، ولاحقاً مدريد1991، فهل هذا ما كان يريده الرئيس الراحل ياسر عرفات من المفاوضات؟
خاتمة
اليوم، اليوم وبعد مرور قرن كامل من الصراع و70 عاماً من قيام الدولة العبرية على أرض فلسطين المحتلة وعقدين ونصف من التفاوض، يبدو جلياً أن مؤتمرات السلام لم تأت بسلام، وحلم الدولة الفلسطينية تاه من مدريد انتهاءً بصفقة القرن، المتأمل بتجربة أكثر من ربع عقد من التفاوض يخلص إلى حقيقة واحدة هي عقم الخيار السلمي مع الكيان الإسرائيلي، مقابل جدوى الخيار العسكري، كما حصل في لبنان، لم تحقّق المفاوضات أي مكاسب للشعب الفلسطيني، بل هناك جملة من المكاسب التي يدّعي البعض أنها نتيجة المسار التفاوضي، هي في الحقيقة ترجمة لخيار المقاومة على طاولة المفاوضات، أيضاً، أثبتت واشنطن التي احتكرت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ أكثر من 20 عاماً فشلها في إدارة المفاوضات، اليوم، تترسّخ القناعة لدى الشعب الفلسطيني، ومن خلفه الشعوب العربية، أن المقاومة هي الخيار الوحيد وأن المفاوضات مضيعة وقت، والوقت في مصلحة الإسرائيليين.
روحاني: اميركا لا تستطيع تحويل 4 نوفمبر الى ذكرى مريرة للشعب الايراني
اكد رئيس الجمهورية "حسن روحاني" ان امريكا لا تستطيع تحويل يوم 4 نوفمبر المقبل الى ذكرى مريرة في اذهان الشعب الايراني.
وشرح رئيس الجمهورية في اجتماع المجلس الاعلى للثورة الثقافية عصر اليوم الثلاثاء، مسار الثورة الاسلامية والاحداث المهمة من نفي الامام الخميني (رض) في 4 نومفبر 1964، واستشهاد عدد من طلاب المدارس ، حركة الطلاب السائرين على نهج الامام في عام 1979، مضيفا: كما ان نفي الامام الخميني (رض) كان بأمر من اميركا الى رئيس وزراء حكومة الطاغوت بسبب خطاب الامام الراحل ضد لائحة الكابيتولاسيون (الحصانة القضائية للاميركيين) ، فان الحكومة الاميركية اليوم بصدد تحويل يوم 4 نوفمبر الى ذاكرة مريرة مع معاناة الشعب الايراني ، والتي ستفشل بالتأكيد مع روح مقاومة الشعب الايراني العظيم والقيادة الشجاعة.
واكد رئيس المجلس الاعلى للثورة الثقافية، ان الثقافة تعد أهم عامل في انتصار الثورة وصون النظام الاسلامي، والحكومة ايضا وفي اطار الثقافة الاسلامية العالية وسيرة اهل البيت عليهم السلام، تبذل قصارى جهدها للتقليل من المشاكل وسد احتياجات المواطنين.
واكد روحاني في جانب آخر من حديثه على اهمية اقامة مراسم اربعين سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام بأروع شكل ممكن، باعتبارها من أهم الشعائر الدينية، وقال: في الاعوام الماضية كانت لجنة الاربعين بالحكومة نشطة جدا، حيث سعت الحكومة بكل طاقاتها في تقديم التسهيلات المتنوعة والمساعدات الخاصة لادارة هذه الحركة العظيمة بأفضل شكل ممكن، واقامة هذه المراسم بهدوء وأمن تام.
تواجد ايران الاستشاري في سوريا جاء بدعوة من دمشق
قال كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الايرانية 'العميد ابو الفضل شكارجي' ان التواجد الاستشاري الايراني في اي دولة يتم بدعوة من حكومة ذلك البلد؛ خلافا للتواجد الامريكي في سوريا الذي يجري دون التنسيق مع دمشق.
واكد العميد شكارجي في حديث خاص لمراسل وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء (ارنا)، ان ايران تقدّم الدعم الاستشاري الي سوريا اليوم تلبية لطلب الحكومة والرئيس السوري بشار الأسد.
وفيما اكد ان الشعب السوري هو من يقاتل اعداءه في ساحات الحرب، قال المتحدث باسم القوات المسلحة، ان الشهداء الايرانيين في سوريا هم في الواقع ذات المستشارون الذين هبّوا الي مساعدة سوريا بدعوة من الحكومة السورية نفسها'.
وتابع القائد العسكري الايراني قائلا، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم ولن تمسّ السيادة في اي دولة؛ لا في اليمن ولا سوريا ولا العراق.
واكد ان هذه البلدان تنعم بحكومات مستقلة ذات سيادة وبناء علي طلب تلك الحكومات جاء تواجد ايران (الاستشاري) هناك.
ولفت العميد شكارجي الي ان زعزعة امن الكيان الصهيوني في المنطقة اليوم يشكل من اهم مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية؛ مردفا ان العدو يسعي الي تعزيز امن الكيان الصهيوني واثارة الفوضي، لكن ايران وانطلاقا من رسالتها ستواصل الجهود لمنع العدو من تحقيق مخططاته، وستواصل دعمها للدول الاقليمية تلبية لمطالب الحكومات التي كرّست طاقاتها علي صون شعوبها في مواجهة بؤر الظلم.
وفي جانب آخر من تصريحاته لمراسل 'ارنا'، قال كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة، ان العدو لن يجرؤ علي مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية عسكريا لكونه علي علم تام بقدرات ايران العسكرية والدفاعية؛ محذرا في الوقت نفسه من الحرب الاعلامية والدعائية التي يخوضها الاعداء حاليا ضد البلاد من اجل تشويه صورة ايران القوية وفي المقابل التغطية علي ثغراتهم ونقاط ضعفهم في خضم المواجهة ضد ايران.
انسحاب ترامب من المعاهدة النووية.. فماذا بعد؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أنه سينسحب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، الموقعة مع روسيا.
وفي ما يبدو أنه انسلاخ من حقبة سلفه باراك أوباما، لكن حساسية المعاهدة النووية التي انسحب منها ترامب تفرض بالضرورة سؤالا مهما: وماذا بعد؟
المعاهدة ابرمت خلال الحرب الباردة وهذا ما تضمنته
الاتفاقية التي أعلن ترامب نيته الانسحاب منها، أبرمت مع موسكو خلال فترة الحرب الباردة، وتحديدا قبل 31 عاما.
ووضعت المعاهدة التي ألغت فئة كاملة من الصواريخ يتراوح مداها بين 500 و5 آلاف كيلومتر، حدا لأزمة اندلعت في الثمانينيات بسبب نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ "إس إس 20" النووية، التي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية.
وأبرم الصفقة الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان، مع الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف في ديسمبر عام 1987، لتكون المعاهدة الأولى والوحيدة من نوعها بين القطبين.
وتعهد الجانبان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وتعهدا أيضاً بتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.
وأجبرت المعاهدة، أو هكذا يفترض، الطرفين على سحب أكثر من 2600 صاروخ نووي تقليدي، من الأنواع القصيرة ومتوسطة المدى.
ماذا يعني انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية؟
ولا يعني الانسحاب من الاتفاق بالضرورة اندلاع حرب نووية بين الشرق والغرب، لكن قرار ترامب أثار مخاوف من تسارع السباق المحموم الرامي إلى تطوير وإنتاج الأسلحة النووية، لدى كلا المعسكرين، فضلا عن حلفاء واشنطن وموسكو.
كما قد يكون للانسحاب من هذه المعاهدة تبعات ضخمة على السياسة الدفاعية الأميركية في آسيا، وتحديدا تجاه الصين منافستها الإستراتيجية الرئيسية التي يخوص ترامب معها حربا تجارية.
والصين ليست طرفا في المعاهدة، وقد أنفقت أموالا كثيرة على الصواريخ التقليدية، في الوقت الذي تحظر فيه معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى حيازة الولايات المتحدة صواريخ بالستية تطلق من الأرض، أو صواريخ كروز يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.
موسكو: الخطوة الاميركية تجعل العالم مكانا أكثر خطورة
وأغضب قرار ترامب موسكو، حيث اعتبر مصدر في الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة "تحلم" بأن تكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على العالم بقرارها الانسحاب من المعاهدة.
وقال المصدر بحسب ما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي" الحكومية، إن "الدافع الرئيسي هو الحلم بعالم أحادي القطب. هل سيتحقق ذلك؟ كلا".
وشدد على أن موسكو "نددت مرارا علانية بمسار السياسة الأميركية نحو إلغاء الاتفاق النووي"، وأن واشنطن "اقتربت من هذه الخطوة على مدار سنوات عديدة من خلال تدميرها أسس الاتفاق بخطوات متعمدة ومتأنية".
وأضاف أن "هذا القرار يندرج في إطار السياسة الأميركية الرامية للانسحاب من الاتفاقيات القانونية الدولية التي تضع مسؤوليات متساوية عليها وعلى شركائها، وتقوض مفهومها الخاص لوضعها الاستثنائي".
واعتبر الكرملين أن خطوة انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة النووية التي أبرمت بين البلدين إبّان فترة الحرب الباردة "تجعل العالم مكانا أكثر خطورة".
لم يكن انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من معاهدة حول الأسلحة النووية مع روسيا "سابقة"، قدر كونها "عادة" مارسها الرئيس الاميركي منذ تولي منصبه قبل أقل من عامين. وأعلن ترامب انسحابه سابقا من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، عام 2015، وأيضا معاهدة باريس للمناخ التي وقعتها 195 دولة في العام ذاته.
وصرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأنهم "يعارضون بشكل قاطع الاتهامات الأميركية بأن روسيا انتهكت معاهدة الأسلحة النووية".
وشدد بيسكوف على أن روسيا "ستضطر للرد واستعادة التوازن إذا طورت الولايات المتحدة أنظمة صواريخ جديدة"، مضيفا في حديثه إلى الصحفيين أنه "إذا كنت تقرأ تصريحات الرئيس [بوتين] ، فهو يقول إن خرق المعاهدة يجبر روسيا على اتخاذ تدابير لضمان أمنها"، مرجعا ذلك إلى قوله: "من أجل استعادة التوازن في هذا المجال".
أوروبا تحذر أميركا من عواقب انسحابها من المعاهدة
وحذر الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأميركية من العواقب المترتبة على انسحابها المحتمل من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى.
وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني - في بيان - إن معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى ساهمت في إنهاء الحرب الباردة، وكانت من أهم دعائم الأمن في أوروبا منذ دخولها حيز التنفيذ قبل 30 عاما.
وأشار البيان إلى أنه بفضل هذه المعاهدة - التي وقعت عام 1987 بين واشنطن وموسكو - تم تدمير ما يقرب من 3 آلاف قذيفة تحمل رؤوسا نووية وتقليدية، ويتعين على الطرفين أن ينخرطا في حوار بناء للحفاظ على المعاهدة وضمان تنفيذها.
وأضاف البيان أن العالم لا يحتاج لسباق تسلح جديد لن يفيد أحدا، بل على العكس سيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار.
وتعتبر المعاهدة أمرا حاسما لأمن أوروبا والعالم، حيث يخشى الاتحاد الأوروبي من العواقب الخطيرة على أمن دوله فيما لو نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده وانسحب من المعاهدة بحجة قيام روسيا بانتهاكها منذ عدة سنوات.
الصين تنتقد "ابتزاز" ترامب بشأن المعاهدة النووية
وحذرت الصين الثلاثاء من أنها "لن تقبل أبداً أي شكل من أشكال الابتزاز" بعد أن قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن قراره الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى مع روسيا مرتبط كذلك بترسانة بكين.
والصين ليست موقعة على المعاهدة التي وقعتها الولايات المتحدة مع ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي في الثمانينات، إلا أن ترامب قال الاثنين أن الصين يجب أن تشارك في المعاهدة.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ في مؤتمر صحافي معتاد "الآن الولايات المتحدة ترغب في الانسحاب أحادياً من المعاهدة، وبدأت تتحدث بشكل غير لائق عن دول أخرى".
وأضافت أن "هذه المقاربة باحالة اللوم على آخرين هو أمر غير مبرر وغير منطقي".
وقالت أن الصين سعت دائماً إلى تبني سياسة دفاع وطني، مضيفة "لن نقبل مطلقاً بأي شكل من أشكال الابتزاز".
ترامب يهدد روسيا والصين بالأسلحة النووية
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستواصل زيادة كمية الأسلحة النووية حتى تعود روسيا والصين إلى رشديهما.
وصرح ترامب للصحافيين الاثنين في البيت الأبيض أنه "حتى يعود الناس الى رشدهم، سوف نستمر بتعزيزها"، في اشارة الى الترسانة النووية الاميركية.
وقال "إنها تهديد لأي جهة تريدون، وهذا يتضمن الصين، وأيضا روسيا، وأي جهة اخرى تريد أن تلعب هذه اللعبة".
هذا واعتبرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية أن خروج واشنطن المحتمل، من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى سيكون كابوسا للصين.
وقالت المجلة في تقرير لها، إن خروج واشنطن من الاتفاقية سيكون كابوس الصين الجديد، مشيرة إلى أن ذلك سيمكن الجيش الأميركي من منافسة الصين في بناء قدرات صاروخية، كانت محظورة، وفقا للاتفاقية.
الخضروات الورقية تحمي من فقدان البصر!
دعت توصيات دراسة أسترالية جديدة من يقتربون من سن الـ50 أو تجاوزوه إلى أكل المزيد من الخضروات الورقية للوقاية من ضعف وفقدان البصر الذي يرتبط بالشيخوخة.
ووجدت الأبحاث أن من يأكلون في اليوم ما بين 100 و142 ملج من نترات الخضروات يقل لديهم خطر الإصابة بفقدان البصر التدريجي في الشيخوخة بنسبة 35 بالمئة مقارنة بمن يأكلون أقل من 69 ملج من هذه النترات.
للوصول إلى هذه النتائج تتبّع فريق البحث البيانات الصحية والغذائية لـ2000 شخص أعمارهم تزيد عن 49 عاماً، واستمرت فترة المتابعة 15 عاماً.
ونُشرت نتائج الدراسة في «جورنال أو ذا أكاديمي أوف نيوتريشن»، وأظهرت النتائج أن أكل ما بين 100 و142 ملج من نترات الخضروات يحقق فائدة وقائية ملحوظة للقدرة على الإبصار، وأن أكل أكثر من 142 ملج لا يزيد من قدر هذه الفائدة.
وتتضمن الخضروات الورقية: السبانخ، والخس، والسلق، والملوخية، والبروكلي، والبقدونس، والشمندر (البنجر).
سوريا والعراق
العراق وسوريا مؤهلان لأداء هذا الدور على الساحتين العربيّة والإقليمية نتيجة ثقلهما الحضاري والمعرفي والثقافي والروحي أولاً، ونتيجة مساهمتهما من خلال صمودهما والتمسك بمبادئهما في تغيير المناخ الإقليمي والدولي لمصلحة أصحاب الحقّ، وضدّ كلّ الأعداء والخصوم الذين استهدفوا هذين البلدين بالذات.
كانت زيارة وزير خارجية العراق والوفد المرافق له الجمهورية العربيّة السوريّة، والروح الإيجابيّة التي أظهرتها هذه الزيارة من كلا البلدين، وافتتاح معبر نصيب في اليوم ذاته، ومعبر القنيطرة، كلّ هذا كان علامة فارقة، سواء في تاريخ الحرب على سوريا، أو في استشراف المستقبل الذي يمكن التطلع إليه والعمل على تحقيقه برغم كلّ ما حلّ بسوريّا والعراق من تخريب وتدمير مقصودين وممنهجين لبلدين مثّلا على مدى التاريخ منطقة للتقاطع الحضاري، وإشعاعاً حضارياً للعالم برمته، وخاصة للأمّة العربيّة ومنطقة غرب آسيا.
فبرغم كلّ الأضرار التي لحقت بالشعب العراقي بعد الاحتلال الأميركي للعراق، وبرغم كلّ التدمير الذي أصاب سوريا في هذه الحرب الإرهابية الكونية عليها، يبقى للعراق وسوريا وقع خاص في وجدان كلّ عربيّ، ويبقى للقاء السوري العراقي أهمية خاصة في احتمال إحياء العمل العربيّ الحقيقي، المبنيّ أصلاً على التضامن القومي المستند إلى وحدة التاريخ والجغرافيا واللغة والمصالح المشتركة والمصير الواحد حكماً. إنّ استعادة العراق عافيته شيئاً فشيئاً برغم كلّ أسس التخريب التي أرساها المحتلّون، وصمود سوريا، وتمسكها بعروبتها وقرارها المستقل، تجعل من إمكانية العمل المشترك بين العراق وسوريا، إمكانية حقيقية تحتاج فقط إلى المبادرات الواعية والمدروسة، وترتكز على مشروعية قضايانا والتمسك بهذه المشروعية مهما كلّف ذلك من أثمان.
والعراق وسوريا مؤهلان لأداء هذا الدور على الساحتين العربيّة والإقليمية نتيجة ثقلهما الحضاري والمعرفي والثقافي والروحي أولاً، ونتيجة مساهمتهما من خلال صمودهما والتمسك بمبادئهما في تغيير المناخ الإقليمي والدولي لمصلحة أصحاب الحقّ، وضدّ كلّ الأعداء والخصوم الذين استهدفوا هذين البلدين بالذات، محاولين كسر شوكة التاريخ وتدمير أمل الأجيال بمستقبل أفضل. لقد كانت العلاقة تاريخياً بين بلاد الشام وحضارة ما بين النهرين هي الأهمّ اقتصادياً ومعرفيّاّ وحضاريّاً. ولكن منذ سريان اتفاقات سايكس بيكو على المنطقة، وزراعة الكيان الصهيوني في قلبها، أصبح ممنوعاً على هاتين الحضارتين التلاقي والتعاون والتنسيق. وغدا واضحاً اليوم أنّ كلّ السياسات التي منعت هذا التلاقي، كائناً من كان منفذوها، كانت تصبّ في خدمة مصلحة أعداء البلدين، وتعمل على إضعافهما والحدّ من مقدّراتهما. فإذا ما آمنّا بأنّ مثل هذا المنع لتلاقي القوى العربيّة يخدم أوّلاً وأخيراً مصلحة الكيان الصهيوني، الذي يستخدم أبواقاً شتى لتمرير مصالحه، نوقن أنّ فتح الحدود والمعابر، والتبادل الاقتصادي والثقافي والمعرفي، والتنسيق السياسي، تخدم جميعها من دون شك مصلحة الشعبين في البلدين، وتقدّم أنموذجاً ونقطة جذب لباقي الدول العربيّة التي يمكن أن تلتحق بهذا الإطار التنسيقي حينما تسمح ظروفها بذلك. وهذا من دون شك يوفر أسلوباً جديداً للتعامل العربيّ المريح الذي يخلق من الأواصر المشتركة عالماً رحباً للعرب إقليمياً، ويعزّز من مكانتهم الدولية من دون أن يحمّلهم أي أعباء.
وقد يكون هذا التعاون وذاك التنسيق اليوم متاحين أكثر من أيّ وقت مضى، لأنّهما يأتيان في توقيت نشهد فيه تفكّك النظم الإقليمية والدولية التي خلفتها لنا الحرب العالمية الثانية من جهة، والسباق من أجل ولادة نظم جديدة تغيّر مراكز القوى لمصلحة أطراف مختلفة، وقد تكون جديدة بوزنها وهويتها وتطلعاتها المستقبلية من جهة أخرى. وهنا علينا الانطلاق من هذه الفكرة المركزية لفهم التصريحات المبطّنة للخصوم والأعداء، التي تحاول منع ولادة هذا العالم الجديد برغم أنّها متأكدة من بداية انهيار العالم القديم. فحين يطلق رئيس وزراء الكيان الصهيوني التصريح تلو الآخر ضد الحضور الإيراني في سوريا، فهو يعلم علم اليقين أنّه يقصد ولادة محور وتحالف جديد لن يكون للاحتلال ولا للإرهاب مكان بين ظهرانيه. وحين تتخذ الدول المانحة الغربية والإقليمية موقفاً يمنع تمويل حزب الله داخل لبنان وخارجه، ويسمح للولايات المتحدة بملاحقته واستهدافه، فإنها بذلك تحاول تقويض طرف من أطراف المحور الجديد، الذي أرعبتها ولادته خلال الحرب على سوريا، التي كان الهدف منها إضعافها وتقسيمها، وإذا بها تصبح طرفاً في تحالف فرض معادلته على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي الاستراتيجية الأميركية الجديدة لإدارة الحرب على سوريا تتحدث واشنطن عن "فرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية المشاركة في إعادة إعمار المناطق السورية"، حيث أعرب جيمس جيفري عن أنّ هذه السياسات تمثل خطراً على المنطقة، ويقصد طبعاً على الكيان الصهيوني والوجود الأميركي في المنطقة. ومن طرف آخر يمثل مايسترو الحرب على سوريا رجب طيب اردوغان طرفاً آخر طامعاً في سورية والعراق من دون أن يخفي ذلك أبداً حين يقول:
"إنّ تركيا قادرة على أداء دور في المسائل الإقليمية، وخصوصاً في سوريا والعراق، وعلى تنفيذ كل التدابير اللازمة لضمان وجودها". كلّ هؤلاء الخصوم إذاً وعلى رأسهم الكيان الصهيوني يسعون لضمان وجودهم على أرض بلاد الشام وحضارة ما بين النهرين، بعدما فشلت حروبهم وإرهابهم وكلّ أساليبهم الإجرامية في كسر إرادة شعبَي هذين البلدين، لا بل وبعدما نجمت عن إرادة الشعبين وصمودهما وحربهما ضد الإرهاب ولادة محور جديد من إيران إلى لبنان، مؤمن بحقّه في أرضه واستقلال قراره وسيادته مهما كلّفه ذلك من ثمن. إذاً التفكير اليوم لا بدّ أن يكون بحجم الإنجاز وبحجم آمال كلّ نبض عربيّ على مستوى الأمّة، وكلّ مؤمن بالحقّ بعيداً عن الهيمنة والاستعمار على مستوى العالم. لقد تحقّق، أو يكاد، الانتصار العسكريّ في سوريا والعراق على الإرهاب والعدوان والاحتلال، والأمل اليوم هو أن تتمكّن سوريا والعراق من استثمار هذا الانتصار من خلال تكوين أنموذج للعلاقة بين شعبين أخوين وبلدين شقيقين وجارين، تؤتي أكلها خيراً ورحابة ويسراً للبلدين في كلّ المجالات، وتمثّل نواة لمن يريد الالتحاق بركب الحقّ والخير واستقلال الرأي والاعتزاز بالكرامة الوطنية.
بثينة شعبان، مفكرة عربية
مخاوف إسرائيلية من اعتراف "صفقة القرن" بالقدس عاصمة لدولتين
ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية أن لدى إسرائيل مخاوف من أن تتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروفة باسم "صفقة القرن" إعلان القدس عاصمة لدولتين فلسطين وإسرائيل.
وقالت الصحيفة إن هذه الخطوة قد تكون محاولة لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لم تذكر اسمه ولا صفته أن "ترامب يريد عقد صفقة وهو جدي بشكل كبير في ذلك"، وأن ترامب يرى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سهل الحل نسبيا.
ويرى المسؤول الإسرائيلي أنه في حالة تراجع تمثيل الجمهوريين بعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس الكونغرس في الولايات المتحدة، فقد يعزز ترامب جهوده لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي كي يكون في رصيده أنجاز كبير على مستوى السياسة الخارجية.
ويرى المسؤول الإسرائيلي أن ضم القدس في "صفقة القرن" قد يؤدي إلى وضع بنيامين نتنياهو في ورطة سياسية، خاصة إذا كان يسعى إلى الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة.
وتوقع أن يبلغ نتنياهو الإدارة الأمريكية أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولتين، سيثير معارضة قوية في اليمين ويورطه مع شركائه في الائتلاف الحكومي.
ومن المرجح أن يطلب نتنياهو من إدارة ترامب على الأقل تأجيل الكشف عن "صفقة القرن" إلى ما بعد انتخابات الكنيست "البرلمان".
ويتوقع أن تعلن إدارة ترامب "صفقة القرن" قبل نهاية العام الحالي، أو بداية العام المقبل.
كما تنقل "يديعوت" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إدارة ترامب تصيغ خطة السلام تقوم على ثلاثة مبادئ هي أن "على من يأتي إلى طاولة المفاوضات التنازل عن شيء، ولن تكون هناك تنازلات أحادية الجانب، وان من يغادر طاولة المفاوضات سيدفع الثمن، وأن من يقول "لا" للخطة التي سيتم عرضها سيجازف بأن تكون الخطة التالية أقل قبولا بالنسبة له.
ووصف المسؤول الإسرائيلي نهج ترامب بأنه نهج تجاري يقوم على أساس "خذ الصفقة التي أقدمها الآن، لأن ما يليها سيكون أسوأ منها".
بالمقابل تنسب "يديعوت أحرونوت" للمسؤولين الإسرائيليين تقديرهم أن في واشنطن عددا من المسؤولين الأمريكيين المؤثرين الذين سيبذلون جهدهم لضمان عدم منح الفلسطينيين وعدا بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولتين، في مقدمتهم السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان.
فضلا عن النفوذ الكبير الذي يتمتع به نتنياهو في البيت الأبيض، وهذا قد يساعده في منع إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة فلسطينية إضافة لإسرائيل.
ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعاطي مع إدارة ترامب منذ قرارها، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في 14 مايو/ ايار الماضي.
وأعلن عباس مرارًا رفضه لـ"صفقة القرن" الأمريكية، التي يقول إنها تسقط القدس واللاجئين وتبقي المستوطنات الإسرائيلية، وتعطي إسرائيل هيمنة أمنية.
وترفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967 أساسًا لحل الدولتين، ما أدى إلى توقف مفاوضات السلام، منذ أبريل/ نيسان 2014.