Super User

Super User

قرر عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الأحد، إلغاء ملحقين خاصين بمنطقتي الباقورة والغمر المؤجرتين لإسرائيل لمدة 25 عاما، بموجب اتفاقية السلام بين البلدين، عام 1994.

وينص الملحقان 1/ب و1/ج من الاتفاقية في البند السادس منهما على سريانهما لمدة 25 سنة من تاريخ دخول معاهدة السلام حيز النفاذ.

كما ينصان على تجديدهما تلقائيا لمدد مماثلة، ما لم يخطر أي الطرفين الآخر بإنهاء العمل بالملحقين قبل سنه من تاريخ التجديد، في 2019.

وقال الملك عبد الله في تغريدة بموقع "تويتر": "لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام انطلاقا من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين".

ويعني هذا إنهاء الأردن تأجير المنطقتين لإسرائيل.

وقال نقيب المحامين الأردنيين الأسبق، عضو مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، صالح العرموطي، للأناضول، إن 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري هو الموعد القانوني الذي لا بد للأردن أن يبلغ فيه إسرائيل بعدم رغبته تجديد الملحقين، قبل عام من انتهائما.

وعادت منطقتا الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية بموجب معاهدة السلام، وتم وضع ترتيبات خاصة بهما في ملحقي المعاهدة.

وتقع الباقورة شمالي الأردن، بينما توجد الغمر في جنوبي المملكة، ويحاذيان الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهما من أراضي وادي عربة.‎

ويأتي موقف عاهل الأردن بعد جدل واسع في المملكة بشأن تجديد تأجير المنطقتين لإسرائيل.

وشهد الأردن وقفات رافضة ومذكرة نيابية وقع عليها العشرات من النواب، الأسبوع الماضي، فضلا عن توجيه نقابة المحامين إنذارا عدليا للحكومة، يطالبها بعدم تجديد تأجير المنطقتين.

وأفادت وكالة سانا نقلا عن مصادر  بأن طيران التحالف الدولي قصف خلال الساعات الـ 24 الماضية منطقة العاليات في قرية السوسة بريف البوكمال ما تسبب باستشهاد قرابة 15 مدنيا بينهم نساء وأطفال في حين استشهد 37 مدنيا وأصيب العشرات بجروح نتيجة غارة لطيران "التحالف" على مسجد عثمان بن عفان.

وأشارت المصادر إلى أن طيران " التحالف"  استهدف في غارة أخرى مسجد عمار بن ياسر في قرية البوبدران تسببت باستشهاد 10 مدنيين على الأقل وجرح آخرين.

وذكرت أن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع نتيجة الإصابات الخطيرة لعدد كبير من الجرحى ووجود العديد من المدنيين تحت أنقاض المنازل التي تهدمت نتيجة الغارات.

وبيّنت  أن طيران " التحالف" يتبع منذ عدة أيام سياسة الأرض المحروقة بزعم استهداف إرهابيي “داعش” حيث يقصف بغاراته المنازل السكنية والمساجد والبنى التحتية في القرى والبلدات.

واستشهد وأصيب العديد من المدنيين الخميس الماضي جراء اعتداء طائرات "التحالف الدولي" على بلدة السوسة نحو 140 كم جنوب شرق دير الزور.

وارتكب طيران التحالف الدولي مجزرة في الثالث عشر من الشهر الجاري حيث قصف عدة مناطق في مدينة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا موقعا ضحايا بين المدنيين.

وتزعم واشنطن التي شكلت "التحالف الدولي" خارج الشرعية الدولية ومن دون موافقة مجلس الأمن منذ آب 2014 بأنها تحارب الإرهاب الدولي في سورية في حين تؤكد الوقائع أنها تعتدي على البنية التحتية لتدميرها وترتكب المجازر بحق المدنيين.

يقترب العراق من تشكيل حكومة جديدة تتطلع لتلبية آمال الشعب العراقي الباحث عن خيط نجاة يقوده نحو رسم خارطة طريق يُحصن من خلالها سيادته الوطنية وينظم بيته الداخلي وفقا لهذه الرؤى، ومن هنا تأتي أهمية تشكيل هذه الحكومة التي يتحمل مسؤولية تشكيلها رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي.

العراق سيكون في الأيام المقبلة أمام استحقاق كبير سيؤثر في مستقبله وسياسته الداخلية والخارجية، ومن المقرر أن يقدم عبد المهدي تشكيلته الوزارية يوم الثلاثاء المقبل، وعلى عبد المهدي أن يلتزم بالتوقيتات الدستورية لتشكيل الحكومة التي تقضي بأن آخر فرصة له لتشكيل الحكومة هي الثالث من تشرين الثاني / نوفمبر 2018.

الجميع اليوم يبحث عن اقتناص الفرصة في هذه الحكومة والحصول على أفضل تمثيل ممكن، حتى أن نواب في البرلمان العراقي كشفوا لـ آر تي عن إصرار كتل نيابية على فرض شروطها على رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي لاختيار أحد مرشحيها للوزارات، ويأتي ذلك في وقت تخلت فيه كتل سائرون والحكمة والفتح عن حصصها بالوزارات داعية إلى اختيار وزراء مستقلين.

مسودة الحكومة الجديدة

المسودة الجديدة ستكون مرضية لبعض الأطراف أكثر من غيرها بطبيعة الحال لكون الموضوع مرتبط بالتمثيل النيابي ومع ذلك يعمل عبد المهدي على محاولة ارضاء جميع الأفرقاء ولا يزال حتى اللحظة يجري اتصالاته مع مختلف القوى السياسية، للخروج بتشكيلة مرضية للجميع.

ويظهر في التشكيلة الجديدة انخفاض مستوى التمثيل لكل من حيدر العبادي واياد علاوي ويمكن اعتبارهما من أبرز الخاسرين، وبعد اجراء عبد المهدي سلسلة اتصالاته ظهرت المسودة الأولى لتشكيل الحكومة، وحصلت جريدة الأخبار اللبنانية على تفاصيل هذه المسودة والتي يمكن أن تتعرض للتعديل في اليومين المقبلين إلا أنها في الوقت الحالي تسير على الشكل التالي:

 أوّلاً: يُرجّح أن يبلغ عدد الحقائب 22، مع احتمال ضئيل بزيادة مقعد جديد.
ثانياً: ينال "المكوّن الشيعي" 12 حقيبة، فيما يحصل "المكوّن السنّي" على ست حقائب (قابلة لأن تزيد إلى سبع)، و"المكوّن الكردي" على ثلاث، والأقليات على واحدة.
ثالثاً: يفترض أن تُوزعّ حقائب "المكوّن الشيعي" وفق أحجام الكتل النيابية، أي ما يعادل وزيراً عن كل 15 نائباً. وعليه، ستقتسم "الكتل الشيعية" في تحالفَي "البناء" و"الإصلاح" تلك الحقائب على قاعدة "رابح - رابح". وفي هذا الإطار، تفيد مصادر مطلعة لـ"الأخبار" بأن ثمة حرصاً إيرانياً على تعزيز ذلك التفاهم، وصيانته من أي "تصدّع"، مُتحدّثة عن دور إيجابي لزعيم "التيّار الصدري"، مقتدى الصدر، تمثّل في "تعاونه وانفتاحه خلال عملية التأليف، وتذليله العديد من العقد".
انطلاقاً مما تقدم، ينتظر أن تُوزّع وزارات "المكوّن الشيعي" على الشكل التالي (مع قابلية التعديل):
1- التيّار الصدري: 3 وزارات هي: الخارجية (سيادية، يسري الحديث عن ترشيح ليث كبة)، والنفط (سيادية)، والكهرباء.

2- الفتح: 5 وزارات هي: الداخلية (سيادية، مع ارتفاع حظوظ قاسم الأعرجي)، والنقل، والاتصالات (يُرجّح أن تكون من حصّة العصائب)، والتعليم العالي، والشباب والرياضة (يُرجّح أن يشغلها النائب أحمد الأسدي). وعلى رغم تصدّر "سائرون" القوائم الفائزة بـ 54 مقعداً، إلا أن "الفتح" استطاع أن يضمّ بعضاً من "الكتل الصغيرة" إلى جانبه (كـ"ائتلاف كفاءات للتغيير" بزعامة هيثم الجبوري، و"حركة إرادة" بقيادة حنان الفتلاوي)، بحيث بات بإمكانه المطالبة بعدد أكبر من الوزارات.

3- دولة القانون: وزارتان هما: التربية والصحة، مع احتمال أن ترتفع حصته إلى ثلاث؛ إذ يسعى زعيم "الائتلاف"، نوري المالكي، إلى ضمّ آخر "المتسرّبين" من كتلة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، حيدر العبادي، عبر جمع تواقيعهم وإعلانهم انضمامهم إلى «دولة القانون»، في وقت تؤكد فيه مصادر المالكي أن "الوزارات المعروضة علينا لم تُحسم بشكل نهائي، لكنها ليست على قدر الآمال".

4- تيّار الحكمة: حقيبة واحدة هي الموارد المائية، علماً بأن مصادر "التيار" تقول إنه لم يطرح علينا ذلك، وقد فوّضنا عبد المهدي اختيار ما يراه مناسباً.

5- فالح الفياض، أو "المنسحبون" من كتلة العبادي: حقيبة واحدة هي البلديات والإسكان.

رابعاً: على صعيد "المكوّن السنّي"، ستكون الدفاع (سيادية)، والعمل والشؤون الاجتماعية، والزراعة، والصناعة، والتجارة، والتخطيط، من نصيب "سُنّة تحالف البناء"، أما "سُنّة الإصلاح" فلن ينالوا أياً من تلك الوزارات، وهو ما سيدفعهم إلى "التكتّل معاً بهدف الضغط على عبد المهدي لمنحهم وزارة".

 خامساً: على صعيد "المكوّن الكردي"، ينصّ الاتفاق على نيله ثلاث حقائب، واحدة سيادية هي المال لـ"الحزب الديموقراطي الكردستاني"، إضافة إلى أخرى قد تكون الهجرة والمهجرين أو العدل، فيما تذهب الثالثة إلى "الاتحاد الوطني الكردستاني".

سادساً: تنال الأقليات حقيبة واحدة هي الثقافة، على أن تُسند إلى قائد "كتائب بابليون" ريان الكلداني، المحسوب على "تحالف الفتح".
سابعاً: منصبا نائبَي رئيس الوزراء لم يُحسما حتى الآن، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الأول سيكون من نصيب حيدر العبادي، فيما الثاني سيكون من نصيب "سائرون".

لم يصطحب فلاديمير بوتين الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي في سيارته الجديدة بمَحْضِ الصدفة. ربما أراد أن يُضفي على جولته السيّارة في شوارع موسكو، بُعداً مسرحياً، يريد بواسطته القول إن بلاده عادتْ إلى الشرق الأوسط بقوّةٍ من أبوابه الرئيسة، واليوم من الباب المصري الكبير، بعد أن خرجتْ منه مُهانة في بداية سبعينات القرن الماضي، في عهد الرئيس الراحِل أنور السادات، الذي طردَ الخُبراء السوفيات في ليلةٍ واحدة، وبما يشبه العداء المجانيّ الذي لا يستحّقهُ بلدٌ ساعدَ مصر على كل صعيدٍ وساهم في رفع شأنها، عندما أدار العالم الغربي ظهره لها ومن ثمّ ناصَبها العداء.

يعود بوتين إلى الشرق الأوسط بعد أن خسِرتْ بلادهُ الحرب الباردة، واضطرت إلى الدفاع عن نفسها داخل حدودها في الشيشان، ومن بعد على أطرافها المباشرة في آسيا الوسطى وجورجيا وأوكرانيا..الخ. هذا إذا أردنا أن نغضّ الطّرفَ عن تهميشها في حروب البلقان ونَصْب قاعدة عسكرية أميركية في كوسوفو أيّ في قلب عرينها السُلافي.

ويعود بوتين إلى الشرق الأوسط في سياق انتقالٍ أميركي استراتيجي من "قلب العالم" إلى المحيط الهندي، بعد أن خسرت واشنطن حربيّ العراق وأفغانستان، وقرّرتْ مع ترامب على الأقل، أن تنشغلَ بقضاياها الداخلية وأن تُعطي الأولوية للتنافُس مع الصين في بحرها، وأن تُنهي الحرب الكورية، وفي السياق أن تُعامل حلفاءها الغربيين بمنطق الدّفع "نقداً وعدّاً" والحماية بالأجرة على طريقة بلاك ووتر.

والعودة الروسية تتمّ أيضاً في ظلّ تراجُع الدول الأوروبية ذات التاريخ الكولونيالي في الشرق الأوسط ونعني بذلك فرنسا وبريطانيا وجزئياً أسبانيا وإيطاليا. هذه الدول التي انكشفت تبعيّتها الأمنية للولايات المتحدة الأميركية عبر تغريدات ترامب المُهينة وانكشف تأثيرها المُنحَسِر والضعيف جرّاء عجزها عن تشكيل قُطبٍ عسكري وسياسي دفاعي مستقل، فبانت برأسٍ إقتصادي عملاقٍ، وقدمين من القشّ في المجالين العسكري والسياسي، وبالتالي صار من الصعب  على دول الشرق الأوسط أن تستجير بها لتحلّ محل واشنطن  جزئياً أو كلياً.

إن متابعة التقدّم الروسي المُتسارِع في المنطقة، تُتيح التحقّق من الأوتاد التي يغرسها بوتين في الشرق الأوسط في أكثر من ملف وأكثر من قضية. التقدّم الأكثر أهمية نراهُ في الملف السوري، الذي أتاحَ لموسكو تحالفاً استراتيجياً لمدّةٍ لا تقلّ عن نصف قرن، مُكرّسة باتفاقات عسكرية واقتصادية وسياسية بالِغة الأهمية. هذا فضلاً عن الفضاء الجيوسياسي الذي انفتح أمام الروس إنطلاقا من سوريا. فموسكو اليوم شريك لتركيا في إقفال الفصل الأخير من الحرب على سوريا، وشريك لتركيا أيضاً في صفقة السلاح الاستراتيجي أس 400 وفي تبادل الطاقة والسياسة والاستثمار، بما يُقدَّر بمليارات الدولارات. وتتشارك موسكو مع إيران في الدفاع عن سوريا وفي مجالات أخرى نووية واقتصادية وصولاً إلى التسوية الأخيرة في بحر قزوين، ناهيك عن التطلّع الإيراني إلى الانخراط في مجموعة شنغهاي بعضويّة كاملة.

في زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى موسكو لاحظنا حجم وأهمية الاتفاقات الموقَّعة بين الطرفين والتي شملت المجال العسكري والمجال النووي والمجالين التصنيعي والسياحي، فضلاً عن استثمارات تحتاج إليها السوق المصرية وتُقدَّر بمليارات الدولارات. هذا فضلاً عن الفضاء الجيوسياسي الذي تُتيحه الشراكة المصرية الروسية. في سوريا أولاً حيث ينعقد رهانٌ على عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية وفتح الحدود العربية السورية. وفي الملف الليبي حيث يتطلّع خليفة حفتر صديق المصريين إلى علاقاتٍ قويةٍ مع الروس، تسمح له بالحصول على السلاح وسط مُقاطعة دولية لتصدير السلاح إلى ليبيا، وتُتيح لروسيا دوراً في الأزمة الليبية سيكون بعد اتفاق الشراكة الاستراتيجية  مع مصر أقوى من ذي قبل.

وحيث لا تكون موسكو شريكاً وحيداً أو شريكاً أساسياً في الشرق الأوسط فهي شريكٌ ثانٍ أو ثالثٍ يمكن اللجوء إليه لتوسيع هامش المناورة مع الحليف أو الشريك الأميركي الأساسي. وتلك حال المملكة العربية السعودية التي تُراهن على علاقاتٍ مع روسيا تتعلّق بالتسليح وبأسعار النفط وبالملفات التي تهمّ الطرفين في العالم العربي. ولعلّ الرِهان الروسي على تعميق الشراكة مع السعودية يُعَدُّ من بين أهم الأسباب التي جعلتْ موسكو تمتنعُ عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذي أعطى شرعية للتحالف السعودي بشنّ الحرب على اليمن ، والرِهان نفسه أدّى إلى أن تلتزم موسكو موقفاً هو أقرب إلى الحياد في قضية جمال الخاشقجي.

وتلك هي أيضاً حال قطر التي تتعرَّض لحِصارٍ سعودي وترغبُ في كَسْرِ هذا الحصار عبر توسيع علاقاتها الخارجية. فقد بادرت إلى شراء  حِصَصٍ في شركة "روس نفط" الروسية بحوالى 15 بالمئة من أسهم الشركة ، وتنوي شراء المنظومة الدفاعية أس 400 في مباردة يبدو أنها مُنافِسة للمبادرة السعودية لشراء المنظومة نفسها. ومن غير المُستبعَد أن تكون زيارة وزير الدفاع الروسي إلى  الدوحة الصيف الماضي قد تمّت في هذا الإطار.

أما في المغرب العربي فالواضح أن روسيا تحتفظ بعلاقاتٍ استراتيجيةٍ تاريخيةٍ مع الجزائر التي تلقّت أول اعتراف عالمي باستقلالها من موسكو السوفياتية، في حين اعترفت الجزائر بالإتحاد الروسي منذ لحظة إعلانه، والتحق آلاف الطلاب الجزائريين بالمعاهد الروسية في مجالات تخصّص متنوّعة. ولعلّ الملفات الأبرز بين البلدين تتصل بالتسليح والنفط والغاز، إضافة إلى تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب، في حين تبدو موسكو أقرب  إلى موقف الجزائر في قضيّة الصحراء الأمر الذي لا يروق للمغرب الأقصى الذي يبحث دائماً عن موقفٍ روسي مُتوازِنٍ في هذه القضية.

لا رَيْبَ في أن الاندفاعة الجديدة في العلاقات المصرية الروسية قد توسّع النفوذ الروسي في إفريقيا، وبالتالي تستعيد موسكو جزءاً مهماً من مراكز نفوذها السوفياتية السابقة، الأمر الذي يتناسب تماماً مع طموحات فلاديمير بوتين فهو لا يتردّد في إبداء الأسف في مناسبات مختلفة على غياب الاتحاد السوفياتي.

ليست الجغرافيا وحدها المسؤولة عن عودة موسكو القوية إلى الشرق الأوسط، فالهزيمة الأميركية في "قلب العالم" والانتقال الاستراتيجي الأميركي إلى المحيط الهندي وبحر الصين، ناهيك عن رغبة العديد من الدول العربية في تنويع علاقاتها الدولية، كل ذلك ساهم ويساهم في فتح أبواب المنطقة أمام الروس الذين ما كانوا يوماً مُستعمرين ولا عملوا يوماً على استتباع دول المنطقة وشعوبها وصولاً إلى المساهمة في حماية سوريا قلب العالم العربي الذي يواصل إيقاعه بفضل المساعدة الروسية .

عندما تُقدِّم لك دولةٌ عُظمى فرصاً واسعة للنمو والتقدّم من دون استتباع ثقافي  أو سياسي فما عليك إلا أن تلتقط هذه الفرصة النادرة.. شرط أن تتخلّى أنت عن ثقافة التابِع مرة واحدة وإلى الأبد.

فيصل جلول، باحث لبناني مقيم في فرنسا

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يعتبر أن المنطقة تترقب أحداث قطاع غزة في ظل الاستنفار المتبادل والتصعيد الإسرائيلي والتهديدات، ويقول لحكام السعودية إن "الوقت المناسب لتتخذوا موقفاً جريئاً وشجاعاً بوقف الحرب على اليمن" قد حان.

قال الأمين العامّ لحزب الله السيد حسن نصر الله إن اليوم هو الوقت المناسب للحكّام السعوديين لاتخاذ "موقف كبير وشجاع في وقف الحرب على اليمن"، مشيراً إلى أن الغطاء الدوليّ للحرب السعودية على اليمن بدأ بالانهيار.

وأضاف نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال باليوبيل الفضي للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم "عليكم أن تأذنوا لليمنيين بالتوجه نحو الحل السياسي.. الغطاء الدولي والعالمي لحربكم على اليمن بدأ ينهار بعد قضية خاشقجي".

وأشار الأمين العامّ لحزب الله إلى أن محور المقاومة بقي في موقع المراقب في قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي على الرغم من أنه يمكن الاستفادة القصوى من هذه الحادثة في الصراع الفكريّ والسياسي، معتبراً أن "حكام السعودية وأميركا في وضع صعب بسبب قضية اختفاء خاشقجي".

واعتبر السيد نصر الله أن المنطقة تترقب أحداث قطاع غزة في ظل الاستنفار المتبادل والتصعيد الإسرائيلي والتهديدات، مؤكداً أن "لا خيار أمام الفلسطينيين في غزة إلا الصمود والمواجهة والمقاومة"، ورأى أن تطورات قطاع غزة "مهمة جداً بالنسبة إلى كل المنطقة".

وفي الملف العراقي أشار السيد نصر الله إلى أن إرادة العراقيين هي التي ساهمت في تشكيل حكومتهم "وليس بناءً على تفاهم أميركي إيراني"، مؤكداً أنّ ما حصل في العراق هو هزيمة سياسية للأميركيين.

تقدم مهم وكبير في تأليف الحكومة اللبنانية وحزب الله لا يتدخل في توزيع حقائبها

وفي الشأن اللبناني الداخلي أكد السيد نصر الله أنّ حزب الله لا يتدخّل في توزيع الحقائب في الحكومة اللبنانية، مشيراً إلى أن هناك تفاؤلاً كبيراً وتقدّماً مهماً حصل على صعيد تأليف الحكومة.

ولفت إلى أن "ما يتردد عن شكل الحكومة اللبنانية فيه مغالطات ولا سيما ما يتعلق منها بربط لبنان بالعراق"، وشدّد الأمين العام للحزب على أن "إيران لا تتدخل في الشأن الحكومي اللبناني لا من قريب ولا من بعيد"، واصفاً من يتحدثون عن تفاهم إيراني أميركي بـ "الأغبياء والجهلة لواقع الأمور".

بالتوازي رأى نصر الله أنه "من الخطأ تحديد مهل زمنية لإعلان الحكومة العتيدة في لبنان"، خاتماً خطابه بالقول إن "هناك تقدماً مهماً وكبيراً في التأليف لكن لا تزال هناك مسائل عالقة تتعلق بالحقائب الوزارية".

قال أكبر تجمع لعلماء الدين بالجزائر، الجمعة، إن النقاب الذي قررت السلطات منعه في أماكن العمل الحكومية محدود الانتشار ولا يشكل مشكلة في البلاد.

وجاء ذلك في أول تعليق لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين (مستقلة)، على قرار حكومي يمنع لأول مرة ارتداء النساء العاملات في الإدارات الحكومية.

وأوضح بيان للجمعية، اطلعت الأناضول على نسخة منه، أنه "لو احتسبنا أعداد المنقبات في المرفق العام وأماكن العمل، كما جاء في التعبير المستخدم، لوجدناه ضئيلا محدودا".

وتساءلت "ما الداعي إلى إثارة الموضوع، وفي هذا الوقت بالضبط؟ ومتى كان النقاب في بلدنا مشكلة من أي نوع كان؛ مهنية، اجتماعية، ثقافية حتى يطرح بهذا الشكل ذي الصبغة المتشددة في المنع؟"

ووفق المنظمة "لو صدقنا في التشخيص والبحث عن الحلول لكان هناك عدد من المشكلات الحقيقية للمرأة الجزائرية في مجال العمل أولى بالطرح والحل، مثل: التحرش الجنسي، والمساومات، والمضايقات من كل نوع".

وأمس الخميس، كشفت إدارة الوظيفة العامة، عن قرار وجتهته لمختلف الوزارات، تحت عنوان "واجبات الموظفين والأعوان العموميين في مجل اللباس"، يمنع لأول مرة ارتداء النقاب من قبل العاملات.

وطالبت إدارة الوظيفة العامة، التي تتبع رئاسة الوزراء، مسؤولي الإدارات الحكومية بـ"منع كل لباس يعرقل ممارستهم لمهام المرفق العام (الإدارة)، لا سيما النقاب الذي يمنع ارتداؤه منعا باتا في أماكن العمل".

وأوضحت أن إصدار هذا القرار، جاء بعد تلقيها عدة مراسلات تستفسر عن واجبات الموظفين في مجال اللباس، خاصة مسألة ارتداء النقاب.

لا يوجد بالجزائر قبل هذا القرار، قانون يمنع النقاب في أماكن العمل، رغم أن ارتداء هذا اللباس، غير منتشر بشكل واضح في الإدارات الحكومية، ويشكل حضورا ضعيفا فقط في المؤسسات التعليمية.

وسبق أن شهدت الجزائر نهاية 2017، جدلا حول قرار لوزارة التربية، يمنع ارتداء النقاب في المؤسسات التعليمية على الطالبات وحتى الأساتذة.

وأعلنت الوزارة في مشروع قرار وزاري يحدد كيفيات تنظيم الجماعة التربوية وسيرها، في المادة 46 منه، أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحول لباس التلاميذ دون التعرف على هويتهم، أو السماح لهم بحجب أي وسيلة تساعد على الغش أثناء الفروض والاختبارات".

وأثار ذلك القرار انتقادات من نقابات في قطاع التعليم، اعتبرته إقصاء ممنهجا لشريحة من الجزائريين بسبب لباسهم.

وُلد الإمام الحسن علیه‌السلام  فی المدینة المنورة فی منتصف شهر رمضان عام ثلاثین من الهجرة.

والده: علیُّبن أبیطالب  علیه‌السلام  ووالدته: فاطمة  علیهاالسلامإبنة رسول اللّه صلی‌الله‌علیه‌وآله وکنیته: أبو محمد.

وأشهر ألقابه: التقیّ والطیّب والزّکیوالسید والسبط والولیّ.

ولقد قال رسول اللّه صلی‌الله‌علیه‌وآله  لأسماء بنت عمیس وأُم سلمة عند ولادة الامام‌الحسن علیه‌السلام :«إحضَروا فاطمة فاذا وقع ولدُها واستهلَّ صارخاً فأذِّنا فيأُذنه اليمنى ،و أقيما فيأذنه اليسرى، فانه لا يُفعل ذلك بمثله إلا عُصِم من الشيطان ولا تُحدثا شيئاً حتى آتيكما».

ثم ان النبی صلی‌الله‌علیه‌وآله  قطع سُرَّته وحنّکه وأطعمه بریقه الشّریف، وضّمه الی صدره، ورفع یدیه بالدعاءله‌قائلاً: «أللّهم: إني أُعيذه بك، وذريّته من الشيطان الرجيم»

ثم سمّاه حَسَناً، وَعقَّ عنه بکبش واحد، ووزع لحمه بین الفقراء.

ولم یُسرّ رسول اللّه  صلی‌الله‌علیه‌وآله  والإمام علیوالسیدة فاطمة  علیهماالسلام حسب بهذا المولود المبارک بل سُرّ به کل أعضاء البیت النبویّ.

لقد عاش الامامُ الحسن علیه‌السلام  مدة سبع سنوات وأشهراًمع جده رسول اللّه صلی‌الله‌علیه‌وآله ،
وآل الیه أمرُ الامامة بعد والده علی علیه‌السلام  وکان له من العمر ثلاثٌ وثلاثون سنة، واستمرت خلافته ( من بعد استشهاد والده أمیرالمؤمنین وإلی یوم مصالحته لمعاویة) مدة ستة أشهر وثلاثة أیام .

ففی السنة الواحدة والاربعین من الهجرة اضطُر الامامُ الحسن علیه‌السلام  للتصالح مع معاویة ثم عاد إلی المدینة من الکوفة، ومکث فی المدینة عشر سنوات ثم استُشهد فی الیوم الثامن والعشرین من شهر صفر ،عام خمسین هجریة.

وکان سبب وفاته علیه‌السلام  أن معاویة أرسل مبلغ مائة ألف درهماً إلی جعده‌بنت الاشعث الکندی(زوجة الامام ) مع سُمّ قاتل لتسم به الامامَ، ووعدها بأن تزوجه من ابنه یزید، وفعلت ماطلبه منها.[329]

 

حبُّ رسول اللّه  صلی‌الله‌علیه‌وآله له

یظهر من الأحادیث الوافرة أن رسول اللّه صلی‌الله‌علیه‌وآله  کان یُکنّ حباً شدیداً لابنته فاطمة الزهراء وولدیه الحسن والحسین علیهاالسلام ولطالما أظهر ذلک الحب.

فعن أبی هریرة، قال: سمعت رسول اللّه  صلی‌الله‌علیه‌وآله یقول: « مَنْ أحبّ الحسنَ و الحسين فقد أحبّني، و من أبغضهما فقد أبغضني».[330]

عن أبی بکرة، قال: بینما النبیُّ  صلی‌الله‌علیه‌وآله یخطب إذ صعد إلیه الحسن فضّمه إلیه و قال:«إنّ ابني هذا سيّد، و إنّ اللّه‏ تعالى يُصلح به بين فئتين من المسلمين عظميتين.».[331]

وعن أبی هریرة قال :مارأیت الحسن بن علی علیه‌السلام  اءلاّ فاضت عینای دموعاً،
وذلک أن رسول اللّه صلی‌الله‌علیه‌وآله  خرج ذات یوم فوجدنی فی المسجد، فأخذ بیدی فاتکأ علیَّ ثم انطلقت معه حتی جئنا سوق بنیقینقاع فما کلمنی فطاف ونظر ثم رجع ورجعت معه وجلس فی المسجد، فأحتبی ثم قال: «أدعُ لي لكع» .

قال: فأتی حَسَن یشتد حتی وقع فی حجره فجعل یُدخل یده فی لحیة رسول اللّه صلی‌الله‌علیه‌وآله ، وجعل رسول اللّه یفتح فمه فی فمه ویقول: «أللهم أُحبه وأُحب من يحبُه » ثلاثاً.[332]

وقال أبو ذر الغفاری: أمرنی رسول اللّه  صلی‌الله‌علیه‌وآله بحب الحسن والحسین فأحببتهما وأناأحب من یحبهما لحب رسول اللّه ایاهما.[333]

   وقال سلمان الفارسی(المحمدی ¨) : سمعت رسول اللّه  صلی‌الله‌علیه‌وآله یقول فی الحسن و الحسین علیهماالسلام:«اللّهم! إني أحبهما فأحِبَّهما و أحبب من أحبّهما».

و قال  صلی‌الله‌علیه‌وآله :«من أحب الحسن و الحسين أُحبّه، و من أُحبه أحبّه اللّه‏، و مَن أحبه اللّه‏ أدخله الجنة، و من أبغضهما أبغضته، و مَن أبغضتُه أبغضه اللّه‏، و من أبغضه اللّه‏ أدخله النار.».[334]

وهناک عشرات الاحادیث نظیر ماأدرجناه ولقد اکتفینا بهذا القدر .

 

النصوص علی إمامته

هناک أحادیث کثیرة صرح فیها رسول الاسلام الکریم  صلی‌الله‌علیه‌وآله بامامة الحسن والحسین علیهماالسلام وقد أوصی الامام علیٌّ قبیل استشهاده - أیضاً- بامامة إبنه الحسن علیه‌السلام .

فلقد قال النبی  صلی‌الله‌علیه‌وآله  حول الحسن و الحسین علیهماالسلام:«إبناى هذان أمامان قاما
أوقعدا».[335]

عن أبی عبداللّه  صلی‌الله‌علیه‌وآله قال:«أوصى رسول اللّه‏  صلى‌‏الله‌‏عليه‏‌و‏آله‌‌  إلى عليّ  عليه‌‏السلام  وحده، و أوصى علي إلى الحسن والحسين جميعاً».[336]

وعن سلیم بن قیس قال :شهدت أمیر المؤمنین حین أوصی الی إِبنه الحسن وأشهد علی وصیته الحسین ومحمد وجمیع ولده وروؤساء شیعته وأهل بیته، ثم دفع الیه الکتاب والسلاح وقال له: «يابني أمرني رسول اللّه‏ أن أوصي اليك وأدفع اليك كتبي وسلاحي كما أوصى اليّ ودفع إليّ كتبه وسلاحه».[337]

وعن شهر بن حوشب أن علیاً حین سار الی الکوفة استودع أم سلمة کتبه والوصیة، فلما رجع الحسن دفعتها الیه.[338]

وقد قال محمدبن الحنفیة للامام علی بن الحسین علیه‌السلام  قد علمت ان رسول اللّه دفع الوصیة والامامة الی امیر المؤمنین ثم الی الحسن ثم الی الحسین.[339]

وقال طارق بن شهاب: قال أمیرالمؤمنین  علیه‌السلام للحسن و الحسین علیهماالسلام:«أنتما إمامان بعدي و سيدا شباب أهل الجنة و المعصومون. حفظكمااللّه‏ و لعنة اللّه‏ على مَن عاداكما».[340]

وکتب الفضل بن الحسن الطبرسی فی کتابه (إعلام الوری ) یقول :تواتر نقل الشیعة  خلفاً عن سلف أن أمیر المؤمنین علیاً نص علی ابنه الحسن بحضرة شیعته واستخلفه علیهم بصریح القول .[341]

 

وخطب الحسن فی صبیحة اللیلة التی قبض فیه أمیر المؤمنین ثم قام عبد اللّه بن العباس فقال، معاشر الناس هذا إبن نبیکم ووصیُّ امامکم فبایعوه. فتبادر الناس إلیه بالبیعة له بالخلافة. [342]

وعن أبی عبد اللّه الجدلی فی حدیث أنه قال: حضرت أمیر المؤمنین علیه‌السلام  وهویوصی الحسن ثم ذکر الوصیة. [343]

و لما ضرب ابن ملجم المرادی أمیر المؤمنین  علیه‌السلام  قال:«دعوني و أهل بيتي أعهد إليهم.».

فقام الناس إلا قلیل من شیعته. فحمداللّه و أثنی علیه وقال:« إنى¨ أوصى إلى الحسن والحسين فاسمعوا لهما واطيعوا أمرهما فقد كان النبى نص عليهما بالامامة من بعدي». [344]

وقال الاصبغ بن نباتة :إنَّ علیّاً  علیه‌السلام لما ضربه الملعون بن ملجم دعا بالحسن و الحسین فقال:«إنّي مقبوض في ليلتي هذه فاسمعا قولي. و أنت يا حسن! وصيّي و القائم بالأمر بعدي. و أنت يا حسين! شريكه في الوصية، فأصمت و كن لأمره تابعاً مابقي. فإذا خرج من الدنيا، فأنتَ الناطق من بعده و القائم بالأمر عنه».[345]

 

عبادته

لقد نُقل عن کمال الدین بن طلحة أنه قسم العبادة الی ثلاثة انواع: بدنیة ومالیة ومرکبة منهما.

فالبدنیة کالصلاة والصوم وتلاوة القرآن وأنواع الذکر.


والمالیة کالصدقات والصِلات والمبرات.

والمرکب منهما کالحج والجهاد والاعتمار.

وقد کان الحسن ضارباً فی کل واحد من هذه الانواع بالقدح الفائز.

أما الصلاة والاذکار وما فی معناهما فقیامه بهما مشهور، وإسمه فی أربابهما مذکور.

وأَما الصدقات فقد صح النقل فی مارواه أبو نعیم بسنده فی حلیته أنه خرج من ماله مرتین، وقاسم اللّه تعالی ثلاث مرات ،وتصدق به حتی أنه کان لیعطی نعلاً ویمسک نعلاً.

وأما العبادة المرکبة فقد نقل الحافظ المذکور فی کتابه :(حلیة الأولیاء) بسنده أنه قال «إني لأَستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته، فمشى عشرين مره‏من المدينة إلى مكة على رجليه وإن النجائب تُساق بين يديه».[346]

وجاء فی التواریخ أنه کان الحسن أشبه الناس برسول اللّه صلی‌الله‌علیه‌وآله  خلقاً وهدیاً وسؤدداً.[347]

وروی الإمام الصادق عن أبیه وهو عن أبیه علی بن أبی الحسین علیهما السلام أنه قال:«کان الحسنُ بن علی بن أبی طالب کان أعبد الناس فی زمانه وأزهدهم وأفضلهم وکان إذا حج حج ماشیاً وربما مشی حافیاًو کان اذا ذکر الموت بکی واذا ذکر القبر بکی وإذا ذکر البعث والنشور بکی وإذا ذکر الممر علی الصراط بکی وإذا ذکر العرض علی اللّه تعالی ذکره شهق شهقة یُغشی علیه منها وکان إذا قام فی صلاته ترتعد فرائصه بین یدی ربه عزوجل وکان إذا ذکر الجنة والنار اِضطرب إضطراب السلیم وسأل‌اللّه الجنة وتعوذ به من النار، وکان لا یقرأ من کتاب اللّه عز وجل «يا أيها الذين آمنوا» إلاّ قال: اللّهم لبيك ولم يُر فى شيى‏ء من أحواله إلا ذاكراً
لله سبحانه وكان أصدق الناس لهجةً».[348]

وعن الرضا عن آبائه قال لما حضرت الوفاة الحسن بن علی بن أبی طالب الوفاة بکی فقیل له: یاابن رسول اللّه أتبکی ومکانک من رسول اللّه الذی أنت به وقد قال، فیک رسول اللّه ما قال، وقد حججتَ عشرین مرة ماشیاً، وقد قاسمتَ ربک مالک ثلاث مرات حتی النعل والنعل ؟

فقال: أبکی لخصلتین لهول المطَّلع وفراق الأحبة».[349]

وکان  علیه‌السلام  إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ویقول: إلهی ضیفک ببابک یامحسن قد أتاک المسی‌ء فتجاوز عن قبیح ما عندی بجمیل ما عندک یاکریم [350]

وکان اذا فرغ من الفجر لم یتکلم حتی تطلع الشمس.[351]

 

سخاؤه وإحسانه

قال الإمام أبوعبداللّه الصادق علیه‌السلام :«إن رجلاً مر بعثمان بن عفان و هو قاعد علی باب المسجد فسأله فأمر له بخمسة دراهم فقال له: أرشدنی.

فقال له عثمان: دونک الفتیة الذین تری، و أو مأبیده إلی ناحیة من المسجد فیها الحسن و الحسین و عبداللّه بن جعفر علیه‌السلام  فمضی الرجل نحوهم حتی سلَّم علیهم و سألهم.

فقال له الحسن علیه‌السلام  یا هذا إن المسألة لاتحلّ إلاّ فی إحدی ثلاث: دمٌ مفجع أو دَینٌ مقرح أو فقر مدقع، ففی أیها تسأل؟

فقال: فی وجهٍ من هذه الثلاث، فأمرله الحسن  علیه‌السلام بخمسین دیناراً، و أمر له
الحسین  علیه‌السلام بتسعة و أربعین دیناراً، و أمر له عبداللّه بن جعفر بثمانیة و أربعین دیناراً فانصرف الرجلُ، فمر بعثمان فقال له: ما صنعتَ؟

فقال: مررتُ بک فسألتک فأمرت لی بما أمرت و لم تسألنی فیما أسأل و إن صاحب الوفرة لما سألتُه قال لی: یا هذا فیما تسأل فإن المسألة لاتحلّ إلاّ فی إحدی ثلاث، فأخبرته بالوجه الذی أسأله من الثلاثة فأعطانی خمسین دیناراً و أعطانی الثانی تسعةً و أربعین دیناراً، و أعطانی الثالث ثمانیة و أربعین دینارا.

فقال عثمان و من لک بمثل هؤلاء الفتیة، أولئک فُطِموا العلم فَطماً، وحازوا الخیر و الحکمة».[352]

و قال سعید بن عبدالعزیز: و سمع رجلاً إلی جنبه علیه‌السلام  فی المسجد الحرام یسأل اللّه أن یرزقه عشرة  آلاف درهم فانصرف إلی بیته و بعث إلیه بعشرة آلاف درهم[353]

و وقف رجل علی الحسن بن علی علیه‌السلام  فقال یا: ابن أمیرالمؤمنین بالذی أنعم علیک بهذه النعمة التی ما تلیها منه بشفیع منک إلیه، بل إنعاماً منه علیک إلا ما أنصفتنی من خصمی فإنه غشومٌ ظلومٌ لایوقر الشیخ الکبیر و لایرحم الطفل الصغیر.

وکان الاما م متکئاً فاستوی جالساً و قال له :من خصمُک حتی انتصِف لک منه؟

فقال له: الفقر.

فأطرق ساعة ثم رفع رأسه إلی خادمه و قال له: أحضر ما عندک من موجود فأحضر خمسةَ آلاف درهم فقال: ادفعها إلیه.

ثم قال: «بحق هذه الأقسام التي أقسمتَ بها عليَّ متى أَتاك خصمُك جائراً إلا
ما أتيتني منه متظلماً».[354]

وروی ابنُ عائشة أن شامیاً رآه راکبا فجعل یلعنُه و الحسن علیه‌السلام  لایرد فلما فرغ أقبل الحسن  علیه‌السلام فسلم علیه و ضحک فقال: «أيها الشيخ أظنك غريباً و لعلك شبّهتَ فلو استعتبتَنا أعتبناكَ و لو سألتنا أعطيناكَ و لو استرشدتنا أرشدناك و لو استحملتنا أحملناكَ وإن كنتَ جائعاً أشبعناكَ و إن كنتَ عرياناً كسوناكَ و إن كنتَ محتاجاً أغنيناكَ و إن كنتَ طريداً آويناكَ و إن كان لك حاجة قضيناها لك فلو حرّكت رَحلك إلينا و كنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعودَ عليك لأن لنا موضعاً رحباً و جاهاً عريضاً و مالاً كثيراً».

فلما سمع الرجل کلامه بکی ثم قال: أشهد أنک خلیفة اللّه فی أرضه، اللّه‌ُ اَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ، و کنت أنت و أبوک أبغضَ خلق اللّه إلیَّ و الآن أنتَ أحبّ خلق اللّه إلیّ و حوّل رَحله إلیه و کان ضیفه إلی أن ارتحل و صار معتقداً لمحبتهم.[355]

 

الامام الحسن بعد والده

استُشهد الامام علی  علیه‌السلام  لیلة الحادی عشر من شهررمضان من عام أربعین هجریة.

ودُفن لیلاً ومن دون علم الناس بناءً علی وصیته  علیه‌السلام ثم خطب ابنُه الحسن علیه‌السلام  صبیحة ذلک الیوم  فی الناس، و بعد الحمد والثناء علی اللّه تعالی اخبرهم بوفاة والده وأشار الی بعض مناقبه وفضائله، وبکی النا س ایضا وتحدث عن فضائل أهل البیت کذلک، ثم نزل عن المنبر وجلس علی الارض، وهنا قام عبد اللّه بن عباس  وقال: معاشر الناس هذا إبن نبیکم ووصی إمامکم فبایعوه .

فاستجاب له الناسُ وبایعوا الامام الحسن  علیه‌السلام  ومنذئذ شغل مسند الخلافة
عملیا، فرتب العمال وأمر الامراء و نصب ولاةً جددا، وأنفذ عبد اللّه بن عباس الی مکان عمله (البصرة).

ولما بلغ معاویة - الذی أقام حکومة قویة فی الشام - موتُ أمیر المؤ منین علی  علیه‌السلام  ومبایعة الناس للحسن  علیه‌السلام  قام بمعارضة الامام فانفذ جاسوسین مجرّبین من جواسیسه الی الکوفة والبصرة لیطلعاه علی الاخبار هناک ویفسدا علی الامام الحسن أمره، فعرف الامام بهما وأمر بالقبض علیهما وقتلهما، فورا، ثم کتب کتابا الی معاویة اعترض فیه علی عمله.

ثم جرت مکاتبات بین الامام  علیه‌السلام  وبین معاویة بعد ذلک، وقدذکر الامام فی رسائله الیه - بعد الاشارة الی فضائله - بأولویته بالحکم وشغل مسند الخلافة.

و لم یکن  معاویة - الذی دأب سنینا عدیدة علی معارضة حکومة الامام علیٍّ الحقة والشرعیة والمنع من استقرارها واتساع رقعتها- لیصغی الی ما یقوله الإمام الحسن  علیه‌السلام  ویخضع للحق، بل قد عزم علی ان یناهض حکومة الحسنَ الفتیة الناشئة، ویزحزحه عن میدان السیاسة بکل وسیلة ممکنة ومهما بلغ الثمن، ولهذا توجه علی رأس جیش عظیم نحو الکوفة.

ولما سمع الامام الحسن بذلک اضطُر لدفع جیش معاویة الی إعداد جیش والتحرک صوب معاویة وبعد اعلان الحرب أمر حجر بن عدیٍّ بأن یعبِّی ء الناس للقتال، ویتوجه الی ساحة الحرب، ولکن أکثر الناس - وللاسف - أحجموا عن نصرة الامام والخروج للقتال، فلم یتوفر نتیجة ذلک العددُ اللازم من الرجال الذین کان الامام یحتاج الیهم لمواجهة معاویة وجیشه الکبیر جدا.

إلا أن الاسوأ من ذلک هو ان هذاالعدد القلیل هوالاخر لم یکن یتصف بالتناسق والتجانس والوحدة الفکریة والانسجام فی الهدف والغایة .

فقد قسم أحد المحققین جیش الامام الحسن  علیه‌السلام  علی النحو التالی:

1-  من  کانوا من شیعته وشیعة أبیه علیه‌السلام .


2-  من کانوا علی عقیدة الخوارج الذین کانوا أعداءً لمعاویة و یؤثرون قتاله بکل حیلة ،لا بهدف الدفاع عن حکومه‌الامام الحسن  علیه‌السلام .

3-  من  کانوا أصحاب طمع فی الغنائم.

4- من کانوا شُکاکا.

5 -  من کانوا أصحاب عصبیة وطاعة لرؤساء قبائلهم، ولا یرجعون إلی دین.[356]

وعلی کل لم یکن للامام الحسن علیه‌السلام  من بُدّ من أن یتوجه مع مثل هذا الجیش لمواجهة العدو، ویسعی لدفعه ومقاومته.

فعمد إلی تنظیمه وترتیبه ،فوجه أوَّلاً أربعة آلاف منهم بقیادة رجل من بنی کندة إلی الانبار وقال له: لا تفعل  شیئا حتی یأتیک أمری.

ولقد استفاد معاویة من حیلته الدائمیة وسلاحه النافذ اذ بعث بمبلغ خمسمائة ألف دینار الی قائد جیش الامام الحسن  علیه‌السلام  وطلب منه أن یعتزل القتال، ویلتحق به، فاستلم الرجل الکندی المال والتحق مع مائتین من رجاله بمعاویة .

ولما بلغ الحسن ذلک  تأسف وأمّر علی الجیش قائدا آخر (من قبیلة مُراد) مکانه، فاشتراه معاویة بالمال أیضا، بخمسمائه درهم، و وعده بامارة إحدی محافظاته بعد القتال ، فاخذ هو الآخر المال والتحق بصاحبه.

ولقد تعرض عددٌ آخر من اصحابه لحیلة معاویة وتطمیعه بالمال والتحقوا به أیضا مثل عبید اللّه بن العباس .

ولقد کتب جمعٌ من روساء القبائل الکوفیة الی معاویة سرا قائلون له بعد ان استحثوه للتوجه الیهم :نحن معک وانا مُسْلموه الیک ، أو قاتلوه ان شاء.

 

مصالحة معاویة

عندما کان  الامام الحسن  علیه‌السلام  مع جیشه البالغ أربعة آلاف فی ( ساباط) أرسل معاویة مابعث به أهل الکوفة ورؤساء القبایل بها الیه وکتب الیه قائلاً: یا ابن عمّ لاتقطع الرحِم الذی بینک و بینی فإن الناس قد غدروا بک و بأبیک من قبلک، فقالوا: إن خانک الرجلان و غدروا بک فإنا مناصحون لک.

ثم اقترح الصُلح وأبدی استعداده له .

ولقد کان الامام الحسن  علیه‌السلام  یراقب بدقة أوضاع جنوده ویدرس أحوالهم باستمرار، وکان علی علم بخیانة بعض قادتهم والتحاقهم بمعاویة و مطلعاً علی عدم وفاء أهل الکوفة وخلافاتهم الفکریة وأهدافهم المختلفة فأحس  علیه‌السلام  فی مثل هذه الظروف ان مواصلة القتال لا ینطوی إلا علی مصرع جمعٍ کبیر من المسلمین، وینتصر معسکر العدو فی المآل وسیواصل مضایقته وأذاه للشیعة بصورة أشد، واکثر قسوة،علی ان المصالحة لیست هی الأخری أمراً سهلاً.

فقرر الامام  علیه‌السلام  أن یختبر أصحابه ویقف علی حقیقة رأیهم من خلال خطبة یلقیها فیهم، فدعا الناس الی الاجتماع وخطب فیهم وذکر اُموراً.

فلم ترق هذه الخطبة لجماعة من الحضور، وظنوا أن الامام یرید مصالحة معاویة وتسلیم الأمر الیه!!.

فقامت جماعة غاضبة وصاحت: أللّه اکبر أشرکتَ یاحسن، کما أشرک أبوک، ثم شدوا علی فسطاطه فانتهبوه حتی أخذوا سجادته من تحته، ثم شدوا علیه واخذوا عباءته من عاتقه.

ولما رأی أن حیاته فی خطر، اضطر الی رکوب فرسه لینجو بنفسه من الموت، واحاط به جماعة من  شیعته وخواص أصحابه، لیحافظوا علیه من کید الأعداء المتظاهرین فی صورة الاصدقاء،


وفی جنح الظلام وفیما کان قدانقضی ردحٌ من لیل ساباط هاجمه رجل فجأة وطعنه بخنجر فی فخذه علیه‌السلام أحدث فیه جرحاً عمیقاً فساعده مرافقوه وأنقذوه من شر ذلک الرجل الخبیث ومساعدیه وأخذوه الی المدائن، ونزلوا فی بیت أحد الشیعة من ولاته وأخذوا فی معالجته.

وعلی أثر هذه الإساءات وارتکاب مثل هذه الإهانات وقف الإمام الحسن علی وضع جنوده بصورة أفضل، فکیف یمکن قتال العدو بجیش فیه أشخاص مثل هؤلاء یکفِّرون قائدهم الأعلی ویسبونه، ویبیحون دمه وینهبون أمواله، وینتصر علیهم.؟

أم هل‌یمکن الاعتماد علی مثل هذا الجیش غیرالمخلص وغیر الخالص؟

فی هذا الوقت بعث  معاویة الی الامام الحسن بکتب أُرسلت إلیه من قِبل بعض رؤساء القبائل من أصحابه وفیها أنهم یضمنون تسلیمه الی معاویة او یفتکوا به، وکتب الیه: أبمثل هؤلاء ترید قتالی، فمن مصلحته ومصلحة الامة تجنیب الامة الحرب والدخول معه فی الصلح، وأنه یقبل أی شرط یشترطه الامام علیه، وأنه سیفی بها جمیعا.

ومع ان الامام کان عارفاً بمکر معاویة وحیله لم یکن له بدٌّ من قبول هذا الاقتراح .

لقد کان الامام الحسن علیه‌السلام  یعلم جیداً انه لایمکنه الغلبة علی جیش معاویة بمن کان معه من الجنود فمن الأفضل ان یقبل بالصلح حقناً للدماء، وحفظاً للنفوس .

ولذا اعلن عن استعداده للصلح واشتر ط الامور التالیة:

1- أن لا یسمی معاویة نفسه بأَمیر المؤمنین.

2- أن لایطلب منه الحضور عنده للشهادة.

3- أن یؤمن شیعة علی علیه‌السلام  ولا یتعرض لأَذاهم فی کل مکان.

4- ان یوزع الف الف درهم بین أبناء الشهداءالذین استُشهدوا فی وقعة الجمل وصفین فی جیش علیّ علیه‌السلام .

5- أن یعمل بکتاب اللّه و سنة رسوله  صلی‌الله‌علیه‌وآله  و سیرة الخلفاء الصالحین.

6- لیس لمعاویة بن أبی سفیان أن یعهد إلی أحدٍ من بعده عهداً، بل یکون الأمر من بعده شوری بین المسلمین .

7-  أن لایبغی للحسن بن علی و لا یکید له، ولأخیه الحسین  علیه‌السلام  و لا لأحدٍ من أهل بیت رسول اللّه  صلی‌الله‌علیه‌وآله غائلة سراً و لاجهراً، و لایخیف أحداً منهم فی أُفق من الآفاق.

وهکذا تم تنظیم وثیقة الصلح هذه والتوقیع علیها من الطرفین.

ولکن معاویة لم یف بالتزامه وتعهده بالعمل طبق تلک الوثیقة بل کشف عن سوء نیته وخیانته فهو عندما نزل (النخیلة) قال بعد الصلاة جماعة - فی خطبته - : إنی و اللّه ماقاتلتُکم لتصلُّوا و لالتصوموا و لالتحجُّوا و لالتزکوا إنکم لتفعلون ذلک، و لکنی قاتلتُکم لأتأمَّر علیکم ،و قد أعطانی اللّه ذلک و أنتم له کارهون، ألا و إنی کنتُ منیّتُ الحسن و أعطیته أشیاء و جمیعها تحت قدمی لاأفی بشیی‌ء منها له!!.[357]

 


[329]  إِعلام الوری ج1 ص402-403 ومناقب آل ابی طالب ج4 ص33، کشف الغمة ج2 ص140-144 بحار الأَنوار ج43 ص255
[330]  کشف الغمة ج2 ص153
[331]  کشف الغمة ج2 ص172
[332]  کشف الغمة ج2 ص 149
[333]  بحار الأنوار ج43 ص 269
[334]  بحار الانوار ج43 ص 275
[335]  إثبات الهداة ج 5 ص 134
[336]  إثبات الهداة ج5 ص126
[337]  إثبات الهداة ج5 ص126
[338]  إثبات الهداة ج5 ص122
[339]  إثبات الهداة ج5 ص123
[340]  إثبات الهداة ج5 ص133
[341]  إثبات الهداة ج5 ص133
[342]  إثبات الهداة ج5 ص134
[343]  إثبات الهداة ج5 ص137
[344]  إثبات الهداة ج5 ص138
[345]  إثبات الهداة ج5 ص140
[346]  کشف الغمة ج2 ص181
[347]  کشف الغمة ج2 ص142
[348]  بحارالأنوار ج43 ص331
[349]  بحارالأنوار ج43 ص332
[350]  بحارالأنوار ج43 ص339
[351]  بحارالأنوار ج43 ص339
[352]  بحارالأنوار ج43 ص332
[353]  بحارالأنوار ج43 ص342
[354]  بحارالأنوار ج43 ص350
[355]  بحارالأنوار ج43 ص344
[356]  کشف الغمه ج2 ص 164 - 165
[357]  بحارالأنوار ج44 ص1-69 وکشف الغمة ص164-169 ومناقب آل ابی طالب، ج4 ص36-40

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن مسؤولي البيت الأبيض يشعرون بقلق بالغ، من أن "قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ورواية السعودية المتغيرة عن مصيره، قد يؤديان إلى عرقلة المواجهة مع إيران".

جاء ذلك في مقالة نشرتها الصحيفة التي تعد واحدة من أبرز الصحف الأمريكية الواسعة الانتشار، الثلاثاء، تحت عنوان "اختفاء خاشقجي قد يعرقل خطط ترامب لحصار إيران"، وتحمل توقيع ديفيد إيل سانغر.

وأضافت المقالة أن التطورات المتعلقة بقضية الكاتب السعودي، لا سيما الرواية السعودية المتغيرة عن مصيره، "قد تعرض للخطر الخطط الأمريكية الرامية إلى تجنيد المساعدة السعودية لتجنب تعطيل سوق النفط".

وبحسب المقالة فإن مسؤولين أمريكيين لم يرغبوا في الكشف عن هوياتهم قالوا، إن "هذه المعضلة تأتي في لحظة مشحونة لإدارة ترامب، التي يتوقع أن تعيد فرض عقوبات قاسية على إيران في 5 نوفمبر / تشرين الثاني المقبل، بهدف قطع جميع صادرات النفط الإيرانية".

واستطردت المقالة "لكن من أجل جعل الاستراتيجية ناجحة، تعتمد إدارة ترامب على علاقتها مع السعوديين للحفاظ على تدفق النفط العالمي دون ارتفاع الأسعار، والعمل معا على وضع سياسة جديدة لاحتواء إيران في الخليج الفارسي".

وأضافت الصحيفة أنه "إذا سارت هذه الخطة المنسقة بعناية، فمن المرجح أن يشهد السعوديون زيادة كبيرة في عائدات النفط، في اللحظة التي يتحدث فيها الكونغرس عن معاقبة المملكة بسبب قضية خاشقجي".

الصحيفة ذكرت أيضا أن "ذلك (معاقبة المملكة) هو أحد الأسباب التي دفعت إلى إرسال وزير الخارجية مايك بومبيو للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي".

وقال مسؤولون أمريكيون إن "جزءا من المشكلة هو صورة السعودية التي تبدو حليفا وحشيا، بما في ذلك قيادتها حملة عسكرية مميتة باليمن، تماما كما كان ترامب وبومبيو يتهمان إيران بأنها البلطجي في المنطقة".

وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية، والذي عمل مع عدد من الرؤساء الجمهوريين: "إنها خدعة رائعة، إذا كان بإمكانك معاقبة بلد والقيام بشراكة معه في نفس الوقت".

وتابع قائلا "فليس من السهل إبقاء التركيز على سلوك إيران عندما يقوم السعوديون بأمور رهيبة للصحفيين والمعارضين، وقصف الأطفال في اليمن".

تجدر الإشارة أن الرئيس ترامب بعد اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي، الثلاثاء الماضي، قال إن حكام المملكة "نفوا تماما معرفتهم بمصير خاشقجي"، وإن ابن سلمان سيوسع التحقيق في اختفاء خاشقجي والاشتباه في قتله قبل أسبوعين.

وقالت نيويورك تايمز إنه في مقابلات أجرتها هذا الأسبوع مع مسؤولين في إدارة ترامب وخبراء خارجيين، قالوا إن التداعيات المحتملة على خطة مفصلة لحصار الإيرانيين قد سيطرت على المناقشات الداخلية الأمريكية حول تداعيات ما حدث لخاشقجي.

وأضافوا أن قضية الحد من مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية، والتي قال ترامب إنها قد تهدد الوظائف الأمريكية، تكتسب أهمية بالغة، مقارنة بقضية خاشقجي.

ومن المتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل، أن أي شركة تتعامل مع إيران ـ في شراء النفط أو تمويل المشاريع أو الاستثمار في البلاد ـ سوف تمنع من ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة، بما في ذلك التحويلات بالدولار عبر النظام المصرفي الأمريكي.

وقالت نيويورك تايمز إن "ذلك من شأنه أن يقدم جبهة مشتركة مع السعوديين، ويجعل إيران مصدرا لجميع حالات عدم الاستقرار تقريبا في الشرق الأوسط".

بدوره، قال نورمان تي. رولي، الذي أشرف على تقييم إيران لعقود قبل أن يغادر وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي.آي.إيه) العام الماضي، في مقابلة من الرياض، إن السعوديين بحاجة إلى التعامل بسرعة وبشفافية مع موضوع خاشقجي.

وأضاف: "لكن نحن والسعوديون بحاجة إلى العودة لأعمال استعادة الاستقرار ومواجهة إيران وبناء شرق أوسط أفضل".

وقال خبراء في شؤون الشرق الأوسط للصحيفة، إن هدف ترامب والسعوديين كان واضحا: أخرج الدور السعودي في اختفاء خاشقجي من العناوين الرئيسية للإعلام، وركّز من جديد على الإيرانيين.

من جانبه، قال غاري سامور مدير مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط في جامعة براندي، وهو مساعد كبير سابق في البيت الأبيض للرئيس السابق باراك أوباما في القضايا النووية: "أعتقد أن لديهم حافزا قويا لطبخ بعض القصص التي ستخرجنا من هذا الحل".

وأضاف: "لا يمكنهم الذهاب مع قصة أن محمد بن سلمان قد أمر بتسليم خاشقجي. لذلك عليهم أن يجدوا قصة أخرى ذات مصداقية، وقد تكون القصة أن عملية التسليم قد تحولت إلى سيئة للغاية، أو إلى عملية مارقة".

واستطرد "والنتيجة هي أنه في الوقت الذي يتحدث فيه الكونغرس عن فرض عقوبات اقتصادية أو عسكرية على الحكومة السعودية، فإن عائدات النفط في الرياض قد ترتفع بالفعل، في الوقت الذي تعوض فيه الرياض الأعمال التي كانت تملؤها إيران في السابق".

نيويورك تايمز قالت كذلك إن "معاقبة ما يهتم به السعوديون أكثر من غيره ـ وهو عائدات النفط ـ سيؤدي إلى تقويض السياسة الأمريكية تجاه إيران، ويرفع سعر البنزين وزيت التدفئة إلى مستويات أعلى بكثير".

واختفت آثار الصحفي السعودي خاشقجي في 2 أكتوبر / تشرين الأول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.

وبينما قال مسؤولون سعوديون إن خاشقجي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس أردوغان المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، وقالت إن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول خاشقجي.

ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك في القضية، وفي سياق ذلك أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الاثنين، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية.

فيما تتواصل، الأربعاء، أعمال فريق التحقيق التركي داخل مقر إقامة القنصل السعودي في إسطنبول.

وأصدرت أسرة خاشقجي، الثلاثاء، بيانا طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف حقيقة مزاعم مقتله بعد دخوله القنصلية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن مسؤولين أتراكا أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وهو ما تنفيه الرياض.

أعلن عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية ماساتشوستس، "جيم ماكغفرن"، أنه تقدم رسميا بمشروع قانون إلى المجلس من أجل وقف بيع الأسلحة وإرسال المساعدات إلى السعودية، على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

جاء ذلك في بيان نشره العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، عبر حسابه بموقع "تويتر".

وقال ماكغفرن إن تقدم رسميا بمشروع قانون يقضي بحظر المساعدات العسكرية والأسلحة إلى السعودية حتى يثبت وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الرياض لم تعط أوامر أو توجيهات تتعلق باختفاء أو مقتل خاشقجي.

وأشار مراسل الأناضول إلى أن مجلس النواب الأمريكي (إحدى غرفتي الكونغرس) لم يشارك الرأي العام بعد بفحوى المشروع الذي حظي حتى الآن بدعم 6 أعضاء من الحزب الديمقراطي وعضوين جمهوريين.

ويحتاج مشروع القانون المقدم إلى لجنة العلاقات الخارجية إلى دعم الجمهوريين الذين يحظون بالأغلبية، كي يتم التصويت عليه وإقراره من قبل اللجنة نفسها ومن ثم مجلس النواب.

وكان أعضاء من الحزب الجمهوري قد انتقدوا موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب، وشددوا على ضرورة الكشف عن ملابسات اختفاء الصحفي السعودي، واتخاذ التدابير ضد الحكومة السعودية إذا تطلب الأمر.

وأرسل ترامب وزير الخارجية بومبيو إلى السعودية بعد مرور أسبوعين على اختفاء خاشقجي.

وبعد إجراء مباحثات رفيعة المستوى في الرياض، جاء بومبيو صباح اليوم الأربعاء إلى العاصمة التركية أنقرة والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قبل أن يغادرها.

وفي وقت سابق أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفضه لمطالب وقف بلاده مبيعات الأسلحة للسعودية، على خلفية قضية الكاتب الصحفي المفقود جمال خاشقجي.

وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، إنه يعارض تخفيض مبيعات الأسلحة للسعودية، محذرا من أنه إذا لم تبع الولايات المتحدة الأسلحة للمملكة، فإن السعوديين سيشترونها من روسيا أو الصين.

واختفت آثار الصحفي السعودي خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.

وفيما قال مسؤولون سعوديون إن خاشقي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس أردوغان، المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، وقالت إن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول خاشقجي.

ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك في القضية، وفي سياق ذلك أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الإثنين، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية.

فيما تتواصل، الأربعاء، أعمال فريق التحقيق التركي، داخل مقر إقامة القنصل السعودي بإسطنبول.

وأصدرت أسرة خاشقجي، الثلاثاء، بيانا طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف حقيقة مزاعم مقتله بعد دخوله القنصلية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مسؤولين أتراكَ أبلغوا نظرائهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وهو ما تنفيه الرياض.

قال المدير العام لدائرة شؤون العتبات المقدسة في منظمة الحج والزيارة الايرانية ان اكثر من مليون شخص سجلوا اسمائهم لحد الآن للمشاركة في مراسم زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام في 20 صفر الجاري.

واضاف مرتضى آقائي، في تصريح ادلى به لمراسل فارس اليوم الاربعاء، ان جميع الراغبين في المشاركة بمراسم الزيارة الاربعينية يجب ان يسجلوا اسمائهم في منظومة "سماح" والتي تعد الجهة الوحيدة الحائزة على التأييد في اصدار تأشيرات الدخول.

وتابع: انه من اجل الحد من أية انتهاكات احتمالية فانه ينبغي التسجيل للزيارة في هذا الموقع ودفع تكاليف اصدار تأشيرات الدخول والخدمات العلاجية وخدمات الضمان بصورة الكترونية. 

ونوه الى ان مليونا و 50 شخص سجلوا اسمائهم لحد الآن في هذا الموقع بهدف المشاركة في الزيارة.

ويشار الى ان ثلاثة منافذ حدودية برية مع العراق قد أعدت لاجتياز الزوار هي مهران وجزابه وشلمجه كما ان المواكب الايراني قد بدأت نشاطاتها منذ الشهر الجاري وتستمر في استضافة الزائرين لغاية 2 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.