Super User

Super User

هَل هُناكَ عَلاقةٌ بين “احتمال” إقالَة ماتيس وزير الدِّفاع الأمريكيّ وقُرب فَرضِ الحَظْر النِّفطيّ على إيران؟ ولماذا نَعتَقِد أنّ بولتون وهيلي ربّما مِن أبرَز المُرشَّحين لخِلافَتِه؟ وما هُوَ دَور نِتنياهو في هذا المَيدان؟

لمَّحَ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب إلى احتمالِ استقالَة، أو إقالَة، وزير الدِّفاع جيمس ماتيس في الأيّام القَليلةِ المُقبِلة، عندما قالَ في مُقابَلة مع برنامج (60 Minutes) التَّلفزيونيّ الشَّهير، أنّ هُناك تغييرات كثيرة قادِمَة في إدارته، ولَفَتَ إلى هَذهِ المَسألة غامِزًا مِن قناة وزير دِفاعِه “قد يَدرُس خيار الانسحاب مِن منصبه فهو دِيمقراطِيٌّ نوعًا ما.. والجميع سيَرحَل”.

وكانَ كتاب بوب وودورد الأخير “الخَوف.. ترامب في البيت الأبيض” قد نقَل عن ماتيس وصفه لترامب بأنّه أخرق وغبيّ ومَجنون، وأكّد أنّ ماتيس رفض طَلبًا مِنه، أي ترامب، لاغتيالِ بشار الأسد.

الرئيس الأمريكيّ لا يُمكِن أن يتطرّق إلى هَذهِ المَسألة (إقالة ماتيس) فَجأةً إلا إذا كانَ قد اتَّخَذ القرار فِعلًا، وجَهّز البَديل، ولا نَسْتبعِد أن يكون جون بولتون، المُستشار الحاليّ للأمن القَوميّ، أو حتّى نيكي هيلي، مَندوبة أمريكا الحاليّة في الأُمم المتحدة، التي أعلَنَت عن عَزمِها الاستقالة مِن هذا المَنصِب.

هَل هُناك علاقة بين استقالة ماتيس بالحربِ على إيران، الإجابة “نعم”، لأنّ الرئيس ترامب يُريد وزير دِفاع قويّ وغير مُترَدِّد، ولا يُجادِله مُطلَقًا في هذا المِضمار، وربّما لن يكون هُناك أفضل من جون بولتون الذي يُعتَبر مِن أبرز قارِعي الحَرب ضِد ايران وأعلاهُم صَوتًا، وأكثَرَهُم تَطابُقًا مع وِجهَة النَّظر الإسرائيليّة التَّحريضيّة في هذا الإطار، ولا ننسى أيضًا نزَعات ترامب الانتقاميّة مِن كُل مَن يَشُق عليه عَصا الطَّاعة في إدارته، ويُخالف قراراتِه، وعلى رأسِ القائِمة ماتيس، أُسْوَةً بِما فَعَلَ مع كثيرين غَيره مِثل ريكس تيلرسون، وزير الخارجيّة، وماكمستر، مُستشار الأمن القوميّ، والقائِمة طَويلة.

اللَّافِت أنّ الرئيس ترامب قَد يُقدِم على هَذهِ الخُطوة مع اقتراب مَوعِد فَرضِ الحَظر على تَصديرِ النِّفط الإيرانيّ في الخامِس مِن الشَّهرِ المُقبِل، أي بَعد حَواليّ أُسبوعَين مِن الآن، الأمر الذي قد يترتّب عليه خُطوات تصعيديّة مِن قِبَل السُّلطات الإيرانيّة مِن بَينِها، أو على رأسِها، إغلاق مضيق هرمز الذي تَمُر عبره نِصف صادِرات مُنظَّمَة “أوبِك” تقريبًا (حواليّ 18 مِليون برميل يَومِيًّا).

لم يَكُن مِن قبيل الصُّدفة أن يُؤكِّد الرئيس حسن روحاني اليوم الأحد في خِطابٍ ألقاهُ بمُناسَبة بِدء العام الدراسيّ الجَديد، على أنّ إدارة ترامب تَسْعَى للإطاحةِ بنظام الحُكم في بِلادِه بعد فَشَلِ حَربَيها النَّفسيّة والاقتصاديّة ضِد إيران، وتَعرُّضِها لهَزيمةٍ قانونيّةٍ وسياسيّةٍ بانسحابِها مِن الاتِّفاق النَّوويّ.

ظُهور بِنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على مِنبَر الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة أواخِر الشَّهر الماضِي وتلويحِه بصُور وخرائِط زَعَم أنّها لمُفاعِل نوويّ إيرانيّ سرِّيّ، وأُخرَى لمصانِع صواريخ لحزب الله في الضاحية الجنوبيّة، وقُرب مَطار بيروت، وزيارَة جون بولتون للقُدس المحتلة بعدها، ومُكوثِه عِدّة أيّامٍ هُناك، ربّما تُفَسِّر جميعها بطَريقةٍ أو بأُخرَى، خُطَط الرئيس ترامب المُقبِلة سِواء بإقالة وزير دفاعِه ماتيس، أو احتمال تعيين مُستشارِه وأقرَب النّاس إلى قَلبِه واستراتيجيّته، أي بولتون، أو أي شَخصٍ آخَر “يَبْصُم” على هَذهِ الخُطَط ويُنَفّذها دُونَ نِقاش.. واللهُ أعْلَم.

“رأي اليوم”

دعا قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، مختلف الاجهزة والمراكز العلمية والنخب والمفكرين لدراسة عميقة لمختلف ابعاد الوثيقة الاساس للانموذج الاسلامي –الايراني للتقدم، وتقديم الآراء الاستشارية لاصلاح واكمال هذه الوثيقة الاستراتيجية والارتقاء بها.

وافاد الموقع الالكتروني لمكتب حفظ ونشر مؤلفات آية الله الخامنئي، ان الدعوة التي وجهها سماحة القائد جاءت اثر صياغة الانموذج الاساس الاسلامي –الايراني للتقدم والتي تم فيها رسم اهم مبادئ واهداف التقدم والافق المتوخى للبلاد خلال العقود الخمسة القادمة والتدابير المؤثرة للوصول اليها.

وطلب قائد الثورة من مركز الانموذج الاسلامي –الايراني للتقدم للعمل عبر المشورة مع المراجع المدرجة في الدعوة لدراسة الآراء والمقترحات المكملة بدقة والاستفادة منها وتقديم النسخة المعدلة للانموذج الاسلامي –الايراني للتقدم في غضون عامين كحد اقصى للمصادقة عليه وابلاغه.

ومن المقرر البدء بتنفيذ الوثيقة في مطلع القرن الخامس عشر هـ. شمسي (اي العام الايراني 1400 ، العام الميلادي 2021)، لتجري شؤون البلاد وفقا لها.

وتوجه سماحته، بالشكر للباري تعالى لتوفيقه للجهود المنتظمة المبذولة على مدى 7 اعوام من قبل الالاف من المفكرين والاساتذة الجامعيين والحوزويين والباحثين والعلماء الشباب لاعدادهم الانموذج الاسلامي الايراني للتقدم في العام الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية.

واضاف، ان هذه الوثيقة صاغت اهم مبادئ واهداف التقدم ورسمت الافاق المتوخاة للبلاد في العقود الخمسة القادمة وصممت التدابير المؤثرة للوصول الى ذلك، حيث ان تحقيق هذا الامر يعد عملا عظيما وصعبا لكنه ممكن وعذب. ستعبر ايران طريق التقدم وستتحقق الطليعة المباركة للحضارة الاسلامية الايرانية الحديثة في ارض ايران.

واشاد قائد الثورة بجهود المفكرين والاساتذة والباحثين الذين تولوا تصميم هذه الوثيقة المهمة وادارة اعدادها وقرر التالي:

1-على مجمع تشخيص مصلحة النظام الاخذ بنظر الاعتبار الوثيقة المرفقة كاطار للسياسات العامة العليا وتقديم المقترحات المكملة للاطمئنان من كونها كافية ومراجعة السياسات العامة للنظام لمطابقتها مع الانموذج الاسلامي الايراني للتقدم بعد ابلاغ نسخته النهائية.

2-ينبغي على مجلس الشورى الاسلامي دراسة الوثيقة الحالية برؤية وطنية واقتراح النقاط الضرورية للرقي بها بعنوان وثيقة عليا للقوانين البرامجية للبلاد ووضع التمهيدات اللازمة لاعداد المشاريع واللوائح البرامجية والمصادقة عليها في اطار النسخة النهائية للوثيقة.

3-لتقم الحكومة بدراسة هذه الوثيقة، بعيدا عن الملاحظات الآنية، من حيث امكانية التنفيذ والتطوير وتقديم المقترحات العملانية للارتقاء بها. ينبغي الاستفادة من الاحتياطي الاداري والخبرائي للحكومة في المركز والمحافظات.

4-على المجلس الاعلى للامن القومي والمجلس الاعلى للثورة الثقافية والمجلس الاعلى للاجواء الافتراضية، دراسة وتقديم المقترحات ازاء هذه النسخة من الانموذج، كل حسب مهامه.

5-لتقم الجامعات والحوزات العلمية والباحثون بدراسة هذه الوثيقة بعمق والعمل عبر تقديم مقترحات محددة للارتقاء بها، في سياق المزيد من المشاركة في رسم الهدف ومسار تطور البلاد.

6-على مركز الانموذج الاسلامي الايراني للتقدم، في ظل المشورة مع المراجع المخاطبة اعلاه، تنظيم برنامج زمني لدراسة نسخة الانموذج الحالية واستلام الآراء والمقترحات المكملة ودراستها بدقة والاستفادة منها، وان تقدم ان شاء الله تعالى النسحة المطورة للانموذج الاسلامي الايراني للتقدم في غضون العامين القادمين كحد اقصى للمصادقة عليه وابلاغه.

7-سيتم بعد ذلك تحديد فترة زمنية، لجهوزية جميع اجهزة البلاد والدعم العام من الشعب لتنفيذ الانموذج، من اجل الانطلاق ان شاء الله تعالى بدءا من القرن الخامس عشر هجري شمسي (2021) بتنفيذ انموذج التقدم الاسلامي الايراني مع المقدمات اللازمة والسرعة المتوخاة وان تمضي شؤون البلاد وفقا لها.

8-على مؤسسة الاذاعة والتلفزيون والاجهزة الاعلامية الرسمية في البلاد نشر انباء الانشطة المذكورة كي لا يتعرض هذا العمل المهم للجدل اليومي.

واعتبر سماحته التقدم بانه يستلزم التطور المتوخى في النفوس الانسانية والسلوكيات والاليات الاجتماعية لذا فانه امر تدريجي وطويل ومتعلق بالايمان والعزم والجهد الوطني والصبر وتضافر الجهود الجماعية والاهم من كل ذلك هو الفضل والعناية الالهية لهذا الشعب في ديمومة الثورة ان شاء الله تعالى.

الإثنين, 15 تشرين1/أكتوير 2018 07:18

سوريا والأردن يعلنان إعادة فتح معبر نصيب

اتفقت سوريا والأردن على إعادة فتح معبر نصيب - جابر الحدودي بين البلدين اليوم الإثنين.

وزير الداخلية السوري محمد الشعار أكد أنه تم "الاتفاق مع الأردن على إعادة فتح معبر نصيب - جابر الحدودي بين البلدين غداً"، وأوضح أن "اللجنة الفنية السورية الأردنية اتفقت على الترتيبات والإجراءات الخاصة لإعادة فتح المعبر".

كلام الشعار أكدته وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في الأردن جمانة غنيمات عندما أشارت إلى أن "اللجان الفنية الأردنية السورية اتفقت على الإجراءات النهائية اللازمة لاعادة فتح المعبر الحدودي بين البلدين يوم غد الإثنين وذلك خلال الاجتماع الذي عقد أمس الأحد في مركز حدود جابر".

وأعلن الأردن في العاشر من الجاري أن معبر نصيب الحدوديّ مع سوريا سيفتح عندما تنتهي اللجان الفنية من الاتفاق على جميع الترتيبات والإجراءات اللازمة بما يخدم المصلحة المشتركة.

وكانت الحكومة الأردنية أعلنت في 17أيلول/ سبتمبر الماضي أن عمان ودمشق اتفقتا على استكمال الإجراءات الفنية لفتح الحدود بين البلدين، في وقتٍ كانت الحكومة السورية قد أعلنت فيه أن معبر نصيب سيفتح يوم 10 من تشرين أول/أوكتوبر الجاري.

وسيطرت الجماعات المسلحة السورية على معبر نصيب الحدوديّ مع الأردن في 2 نيسان/ أبريل عام 2015. وقبل ذلك كان وزير الداخلية الأردنيّ حسين هزّاع المجالي قد أعلن إغلاق معبر جابر أو نصيب الحدودي مع سوريا مؤقتاً وذلك بسبب الإشتباكات الدائرة بين الجيش السوريّ ومجموعات مسلحة.

الإثنين, 15 تشرين1/أكتوير 2018 07:12

حزب الله: الغموض البنّاء أنجع سلاح للمواجهة

لطالما شكّلت السريّة أقوى أسلحة حزب الله في أي معركة يواجهها مع العدو الصهيوني وهذا ما كان يدفع الأخير دائماً إلى أخذ الحيطة والحذر من الغموض الذي يلفّ تفاصيل حزب الله وإمكانياته العسكرية المبهمة والتي يتفاجأ بها عند بدء أي معركة، ولطالما حاول الكيان الإسرائيلي إحباط محاولات حزب الله في الحصول على أسلحة حديثة أو حتى تطوير أسلحة قديمة إلا أنه كان يفشل دائماً بسبب السرية المطبقة والنسيج المتماسك الذي يتمتع به حزب الله.

القلق الصهيوني

من حق الصهاينة أن يشعروا بالقلق والرعب من قدرات حزب الله المتزايدة والتي وصلت بحسب تقارير عالمية إلى أماكن متقدمة جداً من الصعب السيطرة عليها أو حتى الإحاطة بتفاصيلها، لذلك سيبقى الإسرائيلي ينتظر المفاجأة تلو الأخرى، كما حصل في حرب تموز 2006 عندما استخدم حزب الله سلاح "الكورنيت" الذي دمّر أسطورة الميركافا.

 ويمكننا ملاحظة القلق الإسرائيلي في تصريحات المسؤولين الصهاينة بين الفينة والأخرى، وقد كان هذا واضحاً في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسبوعين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة عندما زعم أنه يملك معلومات عن مواقع منشآت المقاومة لتحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة، فأكد الأمين العام لحزب الله أنه "فيما يتعلق بالأمور العسكرية وسلاح المقاومة وإمكانات المقاومة، وعديد وعدة المقاومة وما يتصل بالمقاومة هو خاص بسياستنا التي يقول البعض أنها السكوت أو الصمت، هذا صحيح، ولكن التوصيف الصحيح هو الغموض البنّاء"، واعتبر أن "هذا سكوت هادف من موقع المعركة، ونحن من أجل أن يأخذ كل الناس علماً، كلما خرج ناتنياهو أو غير ناتنياهو بكلام أن حزب الله عنده هيك أو ما عنده هيك أو في المكان الفلاني أو في غيره... فهل على حزب الله أن يقدم إجابات؟ لا، أبداً ليس علينا أن نقدم إجابات ومن الخطأ أن نقدم إجابات لأن هذا يدخلنا بلعبة العدو".

لماذا تصاعد القلق الاسرائيلي

أولاً: شكّلت حرب تموز في العام 2006 ضربة صاعقة للكيان الإسرائيلي وداعميه من خلال النصر الذي حققه "حزب الله" وحالة الذعر والفشل التي أصابت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي لم تستطع الصمود في وجه رجال حزب الله بالرغم من الإمكانات الهائلة التي يمتلكها الكيان الإسرائيلي ناهيك عن الجسور الجوية والدعم الإعلامي واللوجستي، ومع ذلك فرّ جنود الاحتلال هاربين بعد أن أسقط حزب الله زيف ادعاءاتهم بأنهم "لا يمكن أن يخسروا أي حرب يخوضونها".

ثانياً: وجد الإسرائيليون في دخول حزب الله على خط الأزمة السورية فرصة كبيرة للانتقام مما جرى في العام 2006، ومن هنا جاء دعم الجماعات الإرهابية المسلحة من قبل الكيان الإسرائيلي بشكل لا محدود، ولكن ما حصل بعد سبع سنوات من الأزمة جاء مخالفاً لتوقعات الصهاينة مرة أخرى، ليخرج الحزب منتصراً وأقوى من أي وقت مضى فضلاً عن كون جنوده حصلوا على تدريب عالٍ وخبرات لا يمكن إنكارها أو إنكار تأثيرها المستقبلي في أي معركة قادمة.

ثالثاً: لم يكتفِ الحزب عند هذا الحد، بل خرج علينا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الشهر الماضي، ليقول إن الحزب حصل على صواريخ دقيقة ومتطورة على الرغم من محاولات إسرائيل منعه من ذلك، وقال نصر الله: إن ما فعلته إسرائيل من محاولات لمنع الحزب من الحصول على الصواريخ لم يجد نفعاً، فقد بات الحزب يمتلك الصواريخ الموجهة بدقة، إلا أنه لم يقدم أي دليل على امتلاكه لهذه الصواريخ.

وأضاف نصر الله في كلمة متلفزة أن المقاومة باتت تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، ومن الإمكانيات التسليحية ما يسمح إذا فرضت إسرائيل على لبنان حرباً، فإنها ستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام.

السيد نصرالله كشف منذ أكثر من 10 سنوات أن الحزب كان يملك أكثر من 20 ألف صاروخ، بعد حرب تموز قال: إن الحزب يمتلك أكثر من 100 ألف صاروخ.

هذا الخطاب من الطبيعي جداً أن يقلق الصهاينة لأنهم يعلمون بأن السيد حسن نصرالله لا يكذب فيما يقول، وما زاد الخطر أن الجيش السوري أصبح على الجبهة الجنوبية.

رابعاً: القدرات السيبرانية، نشر موقع " The Cipher Brief" الأمريكي المتخصص بالدراسات الأمنية الإلكترونية دراسة جديدة عن نشاط "حزب الله" اللبناني الإلكتروني في السنوات العشر الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أن الحزب سعى طوال السنوات الماضية إلى تطوير قدراته الإلكترونية والرقمية واستباق خصومه وأعدائه لكي يتسنّى له المواجهة الرقمية، كما يحاول الحزب استخدام الإنترنت لتعزيز شهرته من خلال نشر البروباغندا الإعلامية للتجنيد.

واعتبر التقرير أن لدى الحزب اللبناني كل الإمكانيات المطلوبة التي ستساعده على القيام بعمليات هجوم إلكترونية مختلفة ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية وخليجية، وأضاف التقرير إن شركة شيك بوينت الإسرائيلية للأمن السيبراني في العام 2015 قد كشفت عن حملة تجسس انطلقت من لبنان واستهدفت شركات ومؤسسات إسرائيلية ووصلت الحملة التجسسية إلى السعودية.

اعتبر رئيس الجمهورية حسن روحاني ، اليوم الأحد ، انه في تاريخ الثورة الإيرانية ، منذ أربعين عاما وحتى اليوم ، لم نرَ حكومة حاقدة كالإدارة الأميركية الحالية.

برعاية الرئيس الايراني حسن روحاني انطلقت صباح اليوم الاحد مراسم بدء العام الدراسي الجديد حيث شارك في المراسم وزيرا العلوم والابحاث والتقنية، والصحة والعلاج والتعليم الصحي، والمساعد العلمي والتقني لرئيس الجمهورية وعدد من الشخصيات الجامعية وحشد من الطلبة الجامعيين.

وخلال الحفل قدم روحاني التهاني بهذه المناسبة وأضاف بأن هذا الحفل هو بمثابة احترام وتكريم لشأن العلم والمعرفة والأبحاث والتقنية وتعظيماً لشأن الأساتذة والطلاب.

كما أكد الرئيس الايراني على الدور الهام للجامعات في التنشئة الاجتماعية للشباب ولمحورية القانون وللتطورات التي يشهدها المجتمع.

وفي الشأن الدولي اعتبر رئيس الجمهورية ، انه في تاريخ الثورة الإيرانية ، منذ أربعين عاما وحتى اليوم ، لم نرَ حكومة حاقدة على البلاد كالإدارة الأميركية الحالية.

ونوه روحاني ، إلى ان الاميركان بدأوا مخططهم بالحرب النفسية، ثم الحرب الاقتصادية، وهدفهم الثالث النيل من فاعلية النظام، في حين ان هدفهم النهائي هو الاطاحة بالنظام، وذلك من خلال سلب المشروعية منه.

وشدد روحاني على اننا يمكننا تجاوز كل هذه الامور من خلال تمسكنا بالوحدة والتلاحم، ويمكننا في كثير من الحالات ان نهزم أميركا.. وعلى سبيل المثال خلال الاشهر الاخيرة تكبدت اميركا الهزيمة امام ايران وذلك حسب تقييم العالم.

وتابع: لا يوجد أحد في العالم باستثناء دول قليلة، تقول أن اميركا فعلت الصواب في انسحابها من الاتفاق النووي.. حتى الذين يراعون الاحتياط كثيرا، يعربون عن أسفهم، وأما الصريحون فيقولون أن أميركا ارتكبت خطأ، وأما الاكثر صراحة فيقولون انها ارتكبت مخالفة للقانون وتصرفت خلافا للقرارات.

وأشار الرئيس الايراني الى الاجتماع الذي عقده ترامب في مجلس الامن الدولي لتوجيه ضربة الى ايران، الا ان جميع الاعضاء الـ14 الآخرين، أيدوا الاتفاق النووي، ولم يتمكن ترامب من الحصول على النتيجة المرجوة.. وخرج من مجلس الامن خالي الوفاض.

وألمح الى ان أحقيتنا وتدبيرنا في هذه القضية جعلتنا ننتصر.. ففي اليوم الذي انسحبت فيه أميركا من الاتفاق النووي، كانت تتوقع ان تنسحب ايران غداة ذلك اليوم، وماذا كانت النتيجة لو فعلت ايران ذلك؟ لكان ملفها يرفع فورا الى مجلس الامن، ولبدأت العقوبات الدولية ضدنا، ولعادت كل القرارات ضد ايران، ولأصبحنا وحيدين في العالم، ولصار الجميع مؤيدين لإميركا.

وأضاف: ان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يستعجل الامر، وقال اننا نمنحكم مهلة لعدة اسابيع لنرى ماذا يفعل الآخرون. ومازال هذه الاسابيع مستمرة، واذا تضررنا فسيمكننا ان ننسحب من الاتفاق متى ما شئنا.. لأن الانسحاب من الاتفاق يشبه عملية الهدم التي هي أسهل من عملية البناء.. فالاتفاق بحد ذاته ليس مهما، بل المهم هو مصالحنا الوطنية.. وفي السياسة الخارجية ايران هي المنتصرة بالتأكيد، وأميركا هي التي خسرت.

ولفت الرئيس الايراني الى ان ايران حققت نصرين سياسيين في محكمة العدل الدولية، حيث قدمت شكوى ضد اميركا، وصدر الحكم المؤقت لصالح ايران، كما تم رفض الرد الاميركي برفض صلاحية المحكمة. كما اننا حققنا نجاحا آخر في محكمة روما العليا في مجال الاموال الايرانية.

ختاما أضاف روحاني: طبعا لدينا مشكلات في ذات الوقت، ومشكلتنا نجمت من انسحاب اميركا من الاتفاق المتعدد الاطراف خلافا لما صادق عليه مجلس الامن الدولي، والحَكَم هنا الامانة العامة لمنظمة الامم المتحدة والاعلى منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكلاهما يقولان ان الحق مع ايران وأن اميركا أخطأت./انتهى/

وكالة الأنباء السعودية تقول إن الملك سلمان أجرى اتصالاً بالرئيس التركي وشكره على ترحيبه باقتراح السعودية تشكيل فريق مشترك لبحث موضوع اختفاء خاشقجي. ومصدر في الخارجية السعودية يعلن رفض بلاده لأي تهديدات أو محاولات للنيل منها عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية عليها ويتوعّد برد أكبر إذا فرضت هذه العقوبات.

ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان بن عبد العزيز أجرى اتصالاً هاتفياً مساء الأحد مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وقالت الوكالة إن الملك شكر إردوغان على ترحيبه باقتراح السعودية تشكيل فريق مشترك لبحث موضوع اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

كما لفتت (واس) إلى أن العاهل السعودي أكد للرئيس التركي "صلابة" العلاقة بين البلدين.

مصادر الرئاسة التركية قالت من جهتها إن إردوغان والملك السعودي أكدا أهمية فريق العمل المشترك في قضية خاشقجي.

وكانت السعودية أعلنت على لسان مصدر في وزارة خارجيتها رفضها أي تهديدات أو محاولات للنيل منها عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، متوعدة برد أكبر إذا فرضت هذه العقوبات.

وكالة الأنباء السعودية نقلت عن مصدر تشديده على أن الرياض ترفض أيضاً استخدام الضغوط السياسية أو ترديد الاتهامات بعد واقعة اختفاء خاشقجي.

وأكد المصدر أن ما وصفه "بالاتهامات الزائفة"، "لن تنال من المملكة ومواقفها".

وقال المصدر إن "السعودية سترد على أي إجراء ضدها بإجراء أكبر"، مذكِّراً أن لاقتصاد المملكة دوراً مؤثراً وحيوياً في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي.

وكان وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود آل سعود أكد أمس السبت أن "ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتل خاشقجي هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة"، وفق ما قال.

يأتي ذلك بعدما دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السعودية إلى التعاون في تفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول.

وقال أوغلو في تصريحات للصحافيين من بريطانيا إن السعودية لم تتعاون حتى الآن مع تركيا في هذا الشأن،  وأضاف أن التعاون مع مجموعة العمل السعودية لا يعني توقف التحقيقات التي تجريها السلطات التركية بشأن اختفاء خاشقجي.

بدوره، أبدى الرئيس الاميركي دونالد ترامب تشاؤمه حيال مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعد أكثر من أسبوع على اختفائه في القنصلية السعودية في إسطنبول، مستبعداً اللجوء إلى وقف صادرات السلاح إلى الرياض كرد إذا ثبت تورطها.

صحيفة "يني شفق" التركية نشرت الجمعة الماضي تفاصيل تسجيلات مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول، وقالت إن عملية قتله وتقطيعه تمّت على يد الحرس الشخصي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

شرع القضاء العسكري بالجزائر اليوم الأحد في سماع خمسة جنرالات تمت تنحيتهم قبل أسابيع في إطار حملة تغييرات غير مسبوقة في قيادة الجيش وذلك بتهم تتعلق بالفساد، وفق إعلام محلي.

ونقلت فضائية "النهار" المقربة من الرئاسة أن "قاضي التحقيق العسكري بالبليدة (محكمة عسكرية جنوب العاصمة)، شرع اليوم في سماع ضباط سامين، بتهم الفساد".

وأوضحت أن الأمر يتعلق بـ "القائد السابق للدرك الوطني اللواء مناد نوبة، والقائد السابق للناحية الأولى(منطقة عسكرية) اللواء حبيب شنتوف، واللواء سعيد باي القائد السابق للناحية الثانية، ومدير المالية بوزارة الدفاع اللواء بوجمعة بودواور والقائد السابق للناحية الرابعة اللواء عبد الرزاق الشريف".

وحسب مصادر هذه الفضائية التي عادة ما تنشر معلومات حول التغييرات في الجيش فإن التهم الموجهة لهؤلاء الضباط السامين هي "الثراء غير المشروع واستغلال الوظيفة السامية".

ووفق المصدر ذاته فإن قاضي التحقيق العسكري كان قد "سحب شهر سبتمبر/ أيلول الماضي جوازات سفر هؤلاء الجنرالات، بعدما صدرت في حقهم قرارات منع من السفر".

وتعد هذه التطورات غير مسبوقة في البلاد بإحالة هذا العدد من كبار الجنرالات الذين كانوا في الخدمة قبل أشهر إلى القضاء دفعة واحدة بتهم الفساد.

وكان آخر قرار مماثل العام 2015 عندما صدر قرار بالسجن بحق القائد السابق لقوات مكافحة الإرهاب في إدارة المخابرات اللواء حسان آيت أوعرابي لمدة ثلاث سنوات بتهمة إتلاف وثائق رسمية بعد إقالته.

ولم يصدر تعليق من جهات رسمية على الموضوع لكن معلوم أن هذه الأخبار المتعلقة بالمؤسسة العسكرية لم يسبق أن تم نشرها في بيانات أو وسائل الإعلام الحكومية.

ومنذ يونيو/ حزيران الماضي، أجرى الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، تغييرات غير مسبوقة في قيادة الجيش، شملت قادة نواحي، وقائدي الشرطة والدرك الوطني، ومدير أمن الجيش(أقوى جهاز مخابرات في البلاد).

وفسرت وزارة الدفاع تلك التغييرات على أنها "تكريس لمبدأ التداول" في الوظائف العليا للجيش، فيما أثارت وسائل إعلام محلية تساؤلات حول سبب تزامنها مع بداية العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المقررة ربيع 2019.

قرر حزب "الاتحاد الوطني الحر" (ليبرالي)، الأحد، الاندماج في حزب "حركة نداء تونس" (لبيرالي).

جاء ذلك في بيان نشره "الاتحاد الوطني الحر" (12 نائبا من أصل 217) عبر صفحته على "فيسبوك".

وقال البيان إنه "يفوِّض لرئيس الحزب سليم الرياحي اتخاذ جميع التدابير القانونية والإجرائية من أجل إتمام عملية الإندماج".

وشدد الحزب على "عدم دعمه للحكومة الحالية (بقيادة يوسف الشاهد) والمطالبة بتحوير كلي (تغيير كلي للحكومة) بما في ذلك رئيسها".

من جانبها، رحبت حركة "نداء تونس" (43 نائبا) بالخطوة "الهامة" التي اتخذها "الاتحاد الوطني الحر" بشأن الاندماج.

واعتبرت الحركة، في بيان عبر صفحته على "فسبوك"، أن الأمر يتعلق "بالتقاء إرادة الطرفين (الوطني الحر ونداء تونس) من أجل قيام مشروع سياسي وطني ديمقراطي مفتوح".

وجددت دعوتها إلى "التغيير العاجل والشامل للحكومة لإيقاف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وتجاوز الأزمة السياسية التي تهدد الانتقال الديمقراطي".

يذكر أن نواب "الاتحاد الوطني الحرّ" قرروا، نهاية أغسطس/ آب الماضي، حل كتلتهم البرلمانية ( 12 نائبا)، والإندماج في كتلة "الائتلاف الوطني" ليصبح مجموعهم الكتلتين (47 نائبا).

وبانسحاب نواب "الاتحاد الوطني الحر" سيتقلص عدد نواب كتلة "الائتلاف الوطني" إلى 35 نائبا، فيما ينتظر أن ترتفع كتلة "نداء تونس" إلى 55 نائبا بعد التحاق نواب الاتحاد الوطني الحر بها.

جدير بالذكر أن "نداء تونس" فازت في انتخابات 2014، بالمرتبة الأولى بعد حصولها على 86 نائبا (من إجمالي 217)، لكن كتلتها البرلمانية تدحرجت للمرتبة الثالثة إثر انشقاقات وانسحابات، ومع قرار الاندماج اليوم يتوقع أن تحل ثانيا بعد حركة النهضة (68 نائبا).

ورغم فقدانها الأغلبية البرلمانية، بعد الانشقاقات التي شهدها الحزب على فترات، إلا أنها لازالت تحتفظ برئاسة البرلمان (محمد الناصر)، ورئاسة الحكومة (رغم تجميد نشاط رئيس الحكومة يوسف الشاهد داخل الحزب)، فضلا عن أن رئيس البلاد الباجي قايد السبسي نفسه مؤسس الحزب.

الأحد, 14 تشرين1/أكتوير 2018 06:10

موقف الإمام الحسين عليه السلام

ورد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف :"حسينٌ مني وأنا من حسين "ومن الواضح جداً معرفة سبب أن الإمام الحسين ‏عليه السلام هو من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو ابن ابنته الزهراء البتول عليها السلام إلاَّ أن جملة " وأنا من حسين "هي التي قد تكون بحاجة إلى بعض التوضيح لتصبح الصورة بلا التباس أو غموض وحتى يصبح معنى الحديث منسجماً مع بعضه البعض.

فالكل يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد جاء بالشريعة السمحاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وجاهد ما جاهد، وتحمَّل ما تحمل من الأذى والضيق من جبابرة قومه حتى ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: " ما أوذي نبي قط مثل ما أوذيت "، ومع كل ذلك صبر وتوكَّل على الله ومعه المسلمون الأوائل الذين تعذَّبوا وحوصروا وهاجروا، واستشهد البعض منهم بسبب الظلم الاستكباري من عتاة قريش، وكانت نتيجة تحمّل كل تلك التضحيات أن فتح الله أمام نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الافاق الرحبة انطلاقاً من المدينة المنوّرة التي قامت فيها النواة الأولى والركيزة الأساس لدولة الإسلام، ثم توالت الفتوحات، فتمّ‏َ فتح مكة وأعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهاية عصر عبادة الأوثان، وبداية عصر العبودية لله وحده سبحانه وتعالى، ومن بعد ذلك انطلق جنود الإسلام لإيصال الدعوة إلى خارج الجزيرة العربية حتى وصلت كلمة التوحيد إلى أكبر مجموعة بشريَّة من سكَّان الأرض، وعمّ نور الإسلام والهداية والإيمان.

إلاَّ أن مجريات الأمور بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تحصل بالطريقة التي أرادها صلى الله عليه وآله وسلم مما سمح لبعض الخلل أن يتسرّب إلى حياة المسلمين، وهم ما زالوا في بدايات معرفتهم بهذا الدين مما لم تسترع تلك المجريات الانتباه بالدرجة الكافية نظراً لأن المسلم على مستوى نفسه لم ير أي تغيير أو تبديل في ارتباطه بالإسلام، ولم يلحظ التغيير الحاصل على المستوى القيادي، هذا التغيير الذي وعاه البعض القليل جداً من الذين تربّوا على يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلاَّ أنهم لم يكونوا قادرين على النهوض لتصحيح الوضع بسبب طراوة الإسلام التي كانت غالبية الناس عليها.

وهكذا جرت الأمور، إلى أن تمكَّن البعض ممَّن كان قد دخل الإسلام ليحقن دمه وليحفظ مصالحه كأبي سفيان ورهط من عشيرته الذين ما عرف الإيمان طريقاً إلى قلوبهم وسبيلاً إلى عقولهم، وإنما دخلوا فيه لاتخاذه وسيلة لعلَّهم من خلال ذلك يتمكنون ولو بعد حين من الانتقام من هذا الدين الذي أنزلهم من مقاماتهم التي كانوا عليها في الجاهلية، ولعلَّنا لا نغالي إذا قلنا أن المحاولة الأولى للانتقام كانت عندما جاء أبو سفيان ومعه العباس عم أمير المؤمنين عليه السلام ووضع كل إمكانياته بتصرُّف الإمام علي عليه السلام ضد الذين أزاحوه عن موقفه القيادي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال أبو سفيان يومها للإمام عليه السلام:" فوالذي يحلف به أبو سفيان إن شئت لأملأنها عليك خيلاً ورجال "، إلاَّ أن أمير المؤمنين عليه السلام فَهِم مراده وأجابه بأن ما يدعوه إليه هو الفتنة للإيقاع بين المسلمين ليعود لأبي سفيان الأموي ورهطه العز والشرف والرفعة كما كانوا قبل الإسلام.

وتشاء الظروف كما هو مخطط لها أو كما جرت انذاك بأن يتسلَّم معاوية خلافة المسلمين، وهو من هو، يحمل ثارات رهطه ضد الإسلام ويتحيَّن الفرصة تلو الفرصة للوصول إلى ذلك، وقد لاحت أمامه فتلقَّفها وتمسَّك بها وشرع يستغل كل إمكانيات الدولة الإسلامية من أجل تحقيق الهدف الذي لم يستطع أبوه بلوغه من قبل، فقتل أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من أمثال حجر بن عدي وابنه وغيرهما وشرّد الاخرين في بلاد المسلمين خائفين على أنفسهم من الموت والقتل، ولاحق كل أتباع أمير المؤمنين عليه السلام في كل مكان، وابتدع سب أمير المؤمنين عليه السلام من على منابر الإسلام لتركيز ذلك في أذهان الأجيال الإسلامية، كل ذلك كمقدّمات ضرورية لنيل مراده الأقصى وهو إعادة الناس إلى الجاهليَّة وزمن عبادة الأوثان والأصنام وإعادة أمجاد بني أميَّة الغابرة.

ويُشرف معاوية على الموت، والهدف لم يتحقق، مع أنه قام بخطوات كبيرة على هذا الصعيد كما قدَّمنا، وأتبعها بمؤامرته ضد الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام حيث اعتبره لاغياً، وأغرى زوجته بالمال والزواج من ولده " يزيد " فدسَّت السم للإمام عليه السلام فمات منه، وأخذ البيعة من رؤوس الصحابة والتابعين لولده الفاسق الفاجر ليطمئن إلى الخليفة الذي يكمل تنفيذ المخطط الشيطاني الجهنمي الذي قطعوا شوطاً بعيداً للوصول إليه.

وهكذا تسلَّم يزيد من موقع فسقه وفجوره وتهتّكه واستهتاره بالاسلام وأحكامه مركز الخلافة الإسلامية، ومع هذا سكتت الأمة التي لم تكن تشعر بالخطر على دينها ومقدّساتها، لأن يزيد من موقعه المنحرف ذاك كان جاهزاً للوصول إلى المدى الأبعد في مخالفته للطريقة الإسلامية التي ينبغي أن يكون عليها الحاكم المسلم، وعلى عكس والده الذي كان يراعي ولو جزئياً بعض المظاهر التي توحي للمسلمين بأنه لا يخالف حكم الإسلام.

إلى هنا وصلت الأمور، فالخطر على الإسلام كبير جداً وهو قريب، والمجال للمناورة صار ضيقاً لأن يزيداً كان يشعر بأن الإمام الحسين‏عليه السلام ما زال العقبة الكبيرة التي ينبغي التخلص منها لكي تستتب له الأمور توصُّلاً إلى هدف الاباء والأجداد، وجرى الذي جرى بين الإمام عليه السلام ووالي يزيد على المدينة المنوّرة الذي أرسل للإما عليه السلام يطلب منه البيعة ليزيد، وهنا يطلق الإمام عليه السلام كلماته المدوية الصارخة التي أعلن فيها رفضه القاطع لاستجابة ذلك الطلب الخسيس الذي يراد منه إعطاء الشرعية الإلهية لمغتصب الخلافة والمستهتر بها وبمقتضياتها " يزيد الفاسق الفاجر " وقال عليه السلام:" إنا أهل بيت النبوَّة ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة ومهبط الوحي، بنا فتح الله، وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة، ومثلي لا يبايع مثله ".

وتأتي رسل أهل الكوفة ومكاتيبهم داعيةً الإمام عليه السلام ليقودهم ضد السلطة الظالمة التي يترأسها يزيد، وهكذا تواصلت الأمور وانتظمت حتى حطَّ الإمام عليه السلام رحاله في كربلاء مع البقية الباقية المخلصة والوفية لإسلامها وإمامها عليه السلام في موقف عزَّ نظيره وقلّ‏َ أن يقدم عليه أحد سوى الرساليين الذين يحملون عب‏ء الرسالة ويقدّمون في سبيلها الغالي والرخيص.

وتجري الأمور في كربلاء ويستشهد الإمام عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، وتُسبى زينب عليها السلام والنساء من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويُدار بهنّ‏َ في البلاد ليراهنّ‏َ القريب والبعيد والفاجر والمؤمن على أنهن ممّن خرجن عن طاعة الخليفة وبذلك تصوّر يزيد وجلاوزته أنهم قد حقَّقوا الهدف الذي عملوا له طويلاً وأطلق يزيد أبيات الشعر تلك تعبيراً عما يجول في نفسه من الكفر والنفاق:

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل‏

إلى أن يقول:

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل‏

لكن بالتأمل فيما جرى بعد كربلاء، نرى أن الأمة قد قامت من رقدتها، واستيقظت من سباتها ووعت المخاطر التي كانت تحيط بها، وصار الحسين عليه السلام ومصيبته في كربلاء على كل شفة ولسان وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل، وعصراً بعد عصر، ولم تمضِ سنوات قليلة على كربلاء حتى بدأت الثورات تتوالى، واحدة بعد أخرى، وفي كل ثورة كان الحكم الأموي يضعف ويهتز، إلى أن كانت الضربة القاضية التي أزالت حكم أولئك الذين سفكوا الدم الحسيني وإلى الأبد، وكان كل الذين يثورون يرفعون شعاراً واحداً " يا لثارات الحسين ".

وبذلك كله نفهم معنى الحديث النبوي المتقدّم " وأنا من حسين "فالثورة الحسينية هي التي أحيت الإسلام وأبقت له وجوداً في حياة الأمة، وذلك الوجود المبارك الذي ننعم به اليوم كثمرة أساسية وكبرى من ثمرات تلك الثورة الرائدة، التي حمل فيها الحسين عليه السلام كل التراث الإلهي معه إليها لينشره من هناك مع قطرات دمه ومع كلماته الخالدة التي ما زالت تهدي المجاهدين الثائرين عندما يدعوهم الواجب الإسلامي إلى النهوض والقيام دفاعاً عن دين الله.

ومما لا ريب فيه ان استشهاد الامام الحسين عليه السلام أزال الغشاوة عن بصر الأمة وجعلها ترى المؤامرة الأموية على الاسلام والمسلمين، فكذلك نحن نرى أن استشهاد قادة المقاومة وعلى رأسهم سيد شهدائها السيد عباس الموسوي وشيخ شهدائها الشيخ راغب حرب قد لعب دوراً في جعل الشعب يستوضح الأمور ويعرف أن العدو الصهيوني إنما يقتل هؤلاء لأنهم يوضّحون الحقائق المرة عن ذلك العدو الذي احتل الأرض ويدَّعي بأنه يريد تحرير الناس من الأغراب الموجودين على أرضه، لكن عندما فهمت الناس حقيقة الأمور من خلال القادة الشهداء ومن أمثالهم ممن بقوا أحياء لم تصل إليهم يد الغدر والخيانة تغير حال العدو وصارت الناس تحاربه وتقاتله بدلاً من النظر اليه كمنقذ ومخلّص.

*مواقف من كربلاء,نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية,الطبعة الاولى بيروت,2001/1422-ص:11

"دخل الإمام الحسين على عليّ بن أبي طالب عليهما السلام وعنده جلساؤه فقال: هذا سيّدكم سمّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيّد، وليخرجنَّ رجل من صلبه شبهه في الخلق والخُلُق يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً"1.

الثورة المقدّسة:

لاشكّ أنّ شهادة الإمام الحسين عليه السلام ومن كانوا معه بالظروف الملابسة لها رغم طغيان الجانب المأساويّ بل الكارثيّ عليها فهي أيضاً مظهر من مظاهر الشموخ والإباء والبطولة بل الفداء النادر للدّين والقيم الإسلاميّة بل الإنسانيّة ونحن لا ننكر أنّها مثلت حدثاً أليماً كان وما زال وسوف يظلّ مهيّجاً للعواطف ومستدرّاً للدموع وللحسرات والزفرات والأنين.

إلّا أنّنا عندما نقرأ في أكثر من زيارة علّمنا الأئمّة أن نزور سيّد الشهداء به، هذه العبارة وخصوصاً في زيارة وارث: "السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبيّ الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله...".

ندرك أنّ حركة الإمام الحسين عليه السلام هي حركة ثوريّة لها رابط وثيق، بل هي امتداد لكلّ الثورات والحركات المقدّسة التي قادها الأنبياء والأولياء، فهي فعل ثوريّ مقدّس له جذوره الضاربة في القداسة إلى أبعد مداها ولها امتداد في حركة مصلح آخر الزمان الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف فحركة ونهضة وثورة الإمام الحسين عليه السلام هي إحدى أهمّ الثورات والحركات الممهّدة لثورة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.

إضافة إلى ذلك فثمّة أوجه تشابه بين نهضة الحسين عليه السلام وثورته ونهضة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف وثورته ومن ذلك:

1- ثورة وتحرّر، أبطالها أحرار:
إنّ رفض بيعة الإمام الحسين عليه السلام البيعة ليزيد وتعليله بقوله: "... ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله"2، يلاقيها ما ورد عن أئمّة الهدى في سبب غيبة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو: لكي لا يكون في رقبته بيعة، فكما كانت ثورة كربلاء ثورة أحرار في زمن العبيد وقادها سيّد الأحرار عليه السلام لكن في الدولة الإسلاميّة، كذلك فإنّ نهضة المهديّ وثورته هي ثورة الأحرار في عالم ملأه الطغاة ظلماً وجوراً يقودها سيّد الأحرار لكنّها عالميّة.

وكما أنّ الإمام الحسين عليه السلام لم يبايع حتّى لا يعطي أي شرعيّة لملك بني أميّة وخصوصاً يزيد، كذلك فإنّ الإمام المهديّ أضيف إلى أسباب عدم بيعته للظالم أمانة دماء الحسين عليه السلام وأصحاب الحسين لكيلا يبايع ظالماً.

2- معركة الإسلام والإنسانيّة:
ممّا جاء عن الإمام الحسين عليه السلام أنّه قال: "... وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمّة براع مثل يزيد"3.

إنّ الإمام الحسين عليه السلام بخروجه رافضاً البيعة ليزيد وهو بقيّة أهل الكساء وسبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يجد بدّاً من أن يضحّي بنفسه وصحبه وعياله حتّى يسلب الشرعيّة عن حكم الطاغية الباغي. وذلك حفظاً للإسلام وحتّى لا يكون على الإسلام السلام.

فهو عليه السلام أبقى بذلك الجهد والجهاد والشهادة والأسر والسبي جسد الإسلام وروحه بل أمدّه بأسباب البقاء.

والإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف سيعمل على تحرّر الإنسانيّة وبناء مجدها ليملأ جوانب وجودها عدلاً وقسطاً بعد الظلم والجور، وذلك على أساس الإسلام.

فلولا دم الشهادة الحسينيّة ما بقي في الإسلام بقيّة حياة حتّى ينفذ وعد الله لنبيّه: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ...4.

وصحّ القول إنّ الحسين عليه السلام خاض في زمنه معركة الإسلام للإبقاء عليه وعلى معالمه، والإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف سيخوض ويقود معركة الإنسانيّة متّكلاً على الإرث الحسينيّ وعلى أساس الإسلام الذي استمدّ بقاءه من دم الشهادة الحسينيّة.

3- المظلوميّة وتحقيق الأهداف المقدّسة:
لا يختلف اثنان على أنّه إنّما كان لحركة الإمام الحسين عليه السلام وقضيّته هذا الوقع وهذا الأثر المتجاوز للزمان والمكان بسبب وضوح مظلوميّته، وهذا البعد أوضح الأبعاد وأكثر الأبعاد قدرة على الجذب والاستقطاب إلى الحسين عليه السلام ومبادئه، نعم لقد كان الحسين عليه السلام بطل التوحيد، وبطل الأحرار، وبطل الأباة لكنّه أيضاً أسير الكربات، غريب الغرباء، مظلوم وعطشان كربلاء، ولذا أمرنا أئمّة آل البيت أن نحمل قضيّة مظلوميّة الحقّ وأهله بإحياء ذكراه في كلّ فرصة، لاسيّما في العاشر من المحرّم من كلّ عام، ولتتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل لنوافي يوم الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف وقد تربّينا في كنف الحسين عليه السلام وصنعنا على عينه كما علّمنا الإمام الرضا عليه السلام إذ يقول: "يا ابن شبيب، إن سرَّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين، فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً"5.

فلا غرو أن يكون شعار أنصار المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف يا لثارات الحسين ويكون الراسخ في النفوس أنّه عجل الله تعالى فرجه الشريف: "الطالب بدم المقتول بكربلاء" كما في دعاء الندبة.

فحركة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف تقوم على استنهاض النّاس على خلفيّة المظلوميّة الحسينيّة والإنسانيّة.


خاتمة:


في ضوء ما سلف فإنّنا نستطيع القول إنّ الإمام الحسين عليه السلام بفدائيّته وإباء نفسه وجهاده وشهادته المقدّسة قدّم للإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف المنبت الصالح للممهِّدين له ولأنصاره.

وإضافة إلى كون الإمام المهديّ امتداداً جسديّاً للإمام الحسين عليه السلام فكذلك هو امتداد روحيّ له ولثورته وحركته ونهضته.

وأخيراً نقول: إنّنا عندما لا نكون لائقين بنصرة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بسبب ذنوبنا فمعنى ذلك أنّنا نطيل فترة غيابه ونزيد من غربته ومظلوميّته.

فالحقيقة أنّ الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف هو الذي ينتظرنا لنكون جاهزين لنصرته والجهاد بين يديه حتّى تحقيق الأمل المنشود في اليوم الموعود.
 

* كتاب زاد عاشوراء، إعداد معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

1- التشريف بالمنن للسيّد ابن طاووس، ص 286.
2- بحار الأنوار، ج 44 ص 325.
3- بحار الأنوار، ج 44 ص 326.
4- سورة التوبة، الآية 33.
5- بحار الأنوار، ج 44، ص 286.