
Super User
خطاب السيد حسن نصر الله في اليوم العاشر من محرم
الحرب القادمة على لبنان ستضع إسرائل أمام مصير يفوق التصور
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
التوجه بالعزاء إلى رسول الله وآله (ص)
في البداية نتوجه جميعاً بالعزاء إلى رسول الله(ص) في يوم عاشوراء،ونقول له: السلام عليك يا سيدي يا رسول الله، عظم الله لك الأجر والعزاء باستشهاد حبيبك وحفيدك وفلذة كبدك أبي عبدالله الحسين(ع)، من كنت منه وكان منك.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا سيدتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء، عظم الله لكما الأجر والعزاء، باستشهاد حبيبكما وعزيزكما أبي عبدالله الحسين(ع) والعديد من أحبائكم وأعزائكم وفلذات الأكباد.
السلام عليكم يا سادتي وأئمتي، عظم الله لكم الأجر والعزاء باستشهاد حبيبكم وعزيزكم أبي عبدالله الحسين(ع).
والسلام عليك يا سيدي ومولاي وإمامنا يا صاحب الزمان، يا بن الحسن (الحسن العسكري "ع") يا صاحب العزاء في هذا الزمن، عظم الله لك الأجر والعزاء باستشهاد أبيك وحبيبك وجدك أبي عبدالله الحسين(ع).
والعزاء لكل المحبين على إمتداد التاريخ، ولكم أنتم أيها المجتمعون اليوم في هذا الميدان وفي هذه الساحات.
التوجه بالشكر للحضورالأوفياء
والشكر لكم إخواني وأخواتي على هذا الحضور الكبيرطوال الليالي الماضية والأيام الماضية، واليوم من ساعات الصباح الأولى، وأنا كنت أشاهد على شاشات التلفزة الكثير من الشباب والصبايا خصوصاً، كانوا واقفين لساعات في المربعات التي ستنطلق في المسيرة، ويستمعون إلى السيرة الحسينية وقوفاً وعلى مدى ساعات.
اليوم أنتم هنا تعبرون عن مواساتكم وعزائكم وحضوركم الكبير والمخلص والوفي لسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(ع).
شكراً لكم وأجركم الله وسلام الله على تعبكم وسهركم ودموعكم وآهاتكم ومشيكم وجوعكم وعطشكم وجهادكم، وسلام الله على دماء شهدائكم وجرحاكم ومجاهديكم وأبطالكم، الذين يعبرون دائماً عن هذه الروح وعن هذا الموقف.
أيها الإخوة والأخوات، نحن اليوم في اليوم العاشر نلتقي مجدداً، على مدى سنوات كنا نلتقي، في هذا الميدان أو في غيره هنا في الضاحية الجنوبية.
النهج الحسيني نهج الحرية الكرامة
في الحد الأدنى كنت أقف فيكم خطيباً، منذ 1992 إلى اليوم، سنوات طويلة مضت ونحن نمشي في هذا الطريق الحسيني، ومسيرتنا تكبر وحشدنا يتعاظم وإيماننا يترسخ وإرادتنا تقوى وقوتنا تشتد يوماً بعد يوم، في هذا الطريق الحسيني أنا وأنتم نشهد اليوم ونعرف اليوم أننا لم نرى في طريق سيرنا خلف أبي عبدالله الحسين(ع) إلا النصر والعزة والكرامة والحرية وصنع التحريروالسيادة، وهذا الحضور في لبنان وفي المنطقة وهذا التقدم وهذا التطور في مسيرتنا وفي حياتنا على كل صعيد.
السبب الحقيقي هو التزمنا بهذا النهج وبهذا الطريق الحسيني، وبهذه الكلمات الحسينية وبهذا الشعار الحسيني وبهذه المبادىء الحسينية.
اليوم نجدد التزامنا بنهج الحسين "ع"
نعم نحن خلال هذه العقود عشرات السنين في مسيرتنا، التي أثبتم أنتم أنكم الأوفياء، الأوفياء بالدم والأوفياء بالمال والأوفياء بالجراح والأوفياء بالحضور ، بكل أشكال الحضور، لم يخلو منكم جبهة ولم يخلو منكم ميدان ولا ساحة ولا ساعة تحتاج إلى موقف، هذه نتاج هذا الإلتزام الحاسم والقاطع بمدرسة أبي عبدالله الحسين(ع)، التي تعلمناها في اليوم العاشر، ونرددها اليوم لنؤكد التزامنا بهذه المدرسة، كما قال أبي عبدالله الحسين(ع) ورسم لنا هذا النهج طوال التاريخ، عندما وضعه يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن بين خيارين بين السلة أو الذلة، كان يقول: " ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ، ورسوله والمؤمنون ، وحُجور طابت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"، منذ أن فتحنا في لبنان عيوننا على الدنيا وعلى الحياة، وتعرفنا على الحسين (ع) سرنا في هذا الطريق، ونقول له دائماً: لن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، إن مصارع كرامنا وقادتنا وشهدائنا هي دليلٌ على وفائنا وعلى التزامنا هذا.
الدم الحسيني ينتصر اليوم على السيف الأميركي والصهيوني والتكفيري
أيها الإخوة والأخوات، هذه الحشود اليوم في الضاحية الجنوبية وفي بعلبك وفي الهرمل وفي صور وفي النبطية وفي مجدل سلم وفي بنت جبيل وفي البقاع الغربي وفي أماكن كثيرة من لبنان، في كل قرنا ومدنا، اليوم وعلى مدى الأيام والليالي الماضية، وكذلك هذه الحشود في كل أنحاء العالم، هي دليلٌ ساطع على إنتصار الحسين(ع) في مثل هذا اليوم ، في الليالي الماضية قد يغلب طابع الحزن والأسى والمأساة والمواساة، فيشتبه الموقف على بعض الناس.
في هذا اليوم كانت الصلابة وكانت الشجاعة وكانت الشهامة، وكان الإيثار وكان حب الآخرة وعشق لقاء الله سبحانه وتعالى، وكانت الصلابة الحسينية والعباسية والزينبية صلابة الكبار والصغار والرجال والنساء، في مثل هذا اليوم كان اليقين والإيمان والإحتساب والتوكل وطلب الرضا من الله سبحانه وتعالى وقبول القربان.
في هذا اليوم إنتصر الدم على السيف، وهذا الدم الذي يجري في عروقكم، وعلى مدى الأجيال، ينتصر على السيف، وفي جيلكم صنع دمكم دم الحسين الجاري في عروقكم أكبر إنتصاراتٍ على السيف الأمريكي والصهيوني والتكفيري، الذي أراد إذلال هذه الأمة وطعن هذه الأمة والسيطرة على هذه الأمة.
العاشر من محرم يوم تثبيت المواقف
أيها الإخوة والأخوات أنا اليوم لن أطيل عليكم. عادة يوم العاشر؛ الناس متعبون وتحت الشمس، وكل ما نريد التحدث عنه بالسياسة غالبيته تحدثنا به ليلاً، ولكن لأن يوم العاشر يوم تثبيت المواقف فقط، أنا وأنتم نجدد التزامنا بالمواقف التالية لنؤكدها أمام العالم في المرحلة القادمة والمقبلة وعلى مدى العام كما في كل عام.
أ ــ نجدد إلتزامنا الإيماني والجهادي بقضية فلسطين
أولاً: نجدد إلتزامنا الإيماني والعقائدي والجهادي بقضية فلسيطن وقضية القدس ووقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم والمضطهدون والمحاصر، وإلتزامنا بدعمه ومساندته والوقوف إلى جانبه من أجل الحصول على حقوقه المشروعة، وخصوصاً في مواجهة صفقة القرن الظالمة، ونحيي مسيرات العودة في غزة والأعمال البطولية في الضفة، وهذا الإلتزام القاطع السياسي والشعبي لدى الفلسطينيين برفض الإستسلام والخضوع للإرادة الأمريكية ولصفقة القرن الظالمة.
ب ــ نجدد وقوفنا إلى جانب الشعب اليمني المظلوم
ثانياً: نجدد وقوفنا إلى جانب الشعب اليمني المظلوم المعذب المقاوم والمجاهد، والذي يعيش في كل يوم منذ ما يقارب الأربع سنوات يعيش في كل يوم وعلى مدى الساعات كربلاء متواصلة، كربلاء العصر هي التي تجري الآن في اليمن بكل ما للكلمة من معنى، لأنك في معركة اليمن عند هذا الشعب المظلوم ستجد مظلومية كربلاء وغربة كربلاء وحصار كربلاء وعطش كربلاء وحصار العالم لكربلاء وتخلي الأمة عن كربلاء، وهذا هو الذي يجري اليوم في اليمن.
• مأساة اليمن اليوم كربلاء هذا الزمن
طبعاً المشهد الآخر من كربلاء الصلابة، والشهامة، والشجاعة، والبطولة، والصبر، والثبات، أيضاً تجده في اليمن، نحن في يوم الحسين عليه السلام نرى أنه من أوجب الواجبات على الشعوب العربية والإسلامية وعلى كل عربي ومسلم وعلى كل إنسان شريف وحر في هذا العالم أن يخرج عن صمته إزاء هذه المجزرة البشعة اليومية التي تنفذها قوى العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني، هذا الصمت يجب أن يُكسر وهذا السكوت يجب أن ينتهي، ويجب أن يتحرك كل العالم، وهذه المسؤولية مسؤولية إنسانية وأخلاقية ودينية واللهِ سيسأل الجميع عنها يوم القيامة، لأن هذا السكوت ولأن هذا الصمت يشجع هؤلاء المجرمين القتلى على مواصلة مجازرهم وعلى مواصلة توحشهم بحق الأطفال والنساء والمدنيين والبشر والحجر في هذا اليمن المظلوم وهذا اليمن العزيز والغريب.
ج ــ نجدد وقوفنا إلى جانب شعب البحرين المسالم
ثالثاً: نجدد وقوفنا إلى جانب شعب البحرين المسالم، والذي تحمل بصدره وبسلميته كل الحراب وكل الطعن وكل الظلم وكل الخناجر من السلطة ومن دول الجوار، حيث يقبع الآلاف من علماءه ورموزه ورجاله وشبابه في السجون، وحيث يواجه هذا الشعب مظلومية كبيرة وعظيمة، نحن معه كنا وسنبقى إلى جانبه في خياراته، في طريقه، في إلتزامه وفي سعيه إلى الحرية والكرامة والسيادة وحقوقه المشروعة، وبقاء البحرين لشعب البحرين، وهي التي يتم تغيير هويتها من خلال تجنيسها بمن لا ينتمي لا إلى حاضرها ولا إلى تاريخها.
د ــ من واجبنا اليوم أن نقف إلى جانب الجمعهورية الإسلامية
رابعاً: من واجبنا اليوم أن نقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية في إيران والتي بعد أسابيع قليلة ستدخل إلى استحقاق كبير وخطير وهو بدأ تنفيذ العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية في إيران.
وكلنا يعرف أن الإدارة الأمريكية تعمل على مدى الساعة، وتذهب إلى كل عواصم العالم لتحاصر الجمهورية الإسلامية لتمنع دول العالم من شراء النفط الإيراني، وكلنا يعرف أن الجمهورية الإسلامية إنما تعاقب من قبل أمريكا بسبب واضح وجلي جداً، لأنها أولاً تلتزم وتحرص ومتمسكة بدينها وبإسلامها وبجمهوريتها وباستقلالها وبسيادتها وبحريتها، لأن الجمهورية الإسلامية في إيران قائداً وحكومة وبرلماناً وشعباً ترفض أن تصبح عبداً عند السيد الأمريكي، وترفض أن يصادر أحد قرارها أو أن ينهب أحد ثرواتها أو أن يسرق أحد أموالها، كما يحصل مع دول أخرى في المنطقة، لأن إيران تريد أن تكون دولة مستقلة وسيدة وحرة وكريمة وعزيزة، هي تعاقب وتحاصر، ولأن إيران تقف إلى جانب شعوب المنطقة، وتساعد بقوة من خلال حضورها ومساندتها ودعمها في إسقاط مشاريع الهيمنة والإحتلال والتكفير والتسلط تعاقب وتحاسب.
الجمهورية الإسلامية يجب أن نستحضر فضلها في هذا الصراع العربي الإسرائيلي، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني، وببركة دعمها المتواصل استطاعت المقاومة في لبنان أن تحرر الأرض في لبنان وأن تستعيد الأسرى في لبنان وأن توجد توازن الردع مع العدو الإسرائيلي في لبنان.
الجمهورية الإسلامية كانت أول من لبى نداء الشعب العراقي عندما جاءت داعش لتجتاح كل المحافظات والمدن المقدسة في العراق، الجمهورية الإسلامية وقفت إلى جانب سورية عندما شنت الحرب الكونية عليها، الجمهورية الإسلامية في إيران الملتزمة بقضايا المظلومين والمستضعفين وخصوصا شعوب المنطقة لها حق علينا، أن نقف إلى جانبها سياسياً، وإعلامياً، وشعبياً، ومعنوياً وعلى كل صعيد في مواجهة الحصار والعقوبات والضغط وهذا أضعف الإيمان.
هـ ــ في لبنان: ندعو إلى الهدوء والحوار وتشكيل الحكومة
خامساً: في لبنان أؤكد ما أكدت عليه ليلة الأمس من الدعوة المتواصلة إلى الهدوء والحوار والتواصل وتشكيل الحكومة وتفعيل المجلس النيابي وتحمل الجميع للمسؤوليات في مواجهة كل الملفات القائمة والمطروحة.
الإسرائيليون قلقون وغاضبون: فلنبقى على حذرنا الدائم
سادساً: في الموضوع الإسرائيلي، يجب أن نبقى دائماً في دائرة الحذر.
أيها الإخوة والأخوات: الإسرائيليون غاضبون، الإسرائيليون قلقون وغاضبون لأن مشروعهم في المنطقة سقط، الإسرائيليون علقوا أمال كبيرة على ما كان يجري في سورية وعلى ما كان يجري في العراق، علقوا آمال كبيرة في السابق على ما كان يجري في لبنان، ولكن كل هذه الأوهام ذهبت أدراج الرياح.
الإسرائليون يعرفون أن محور المقاومة عائد أقوى من أي زمن مضى. الإسرائليون يعرفون أن هناك دول جديدة أصبحت جزءاً من محور المقاومة، وأن شعوباً كانت خارج دائرة الصراع مع العدو الإسرائيلي أصبحت اليوم داخل دائرة الصراع مع العدو الإسرائيلي وبقوة وبفعالية وبانسجام.
الإسرائيلي غاضب والإسرائيلي قلق. ولذلك يجب أن نكون جميعاً على حذر، أنا لا أتحدث عن احتمالات هنا أو هناك، ولكن أعرف أن هذا العدو لا يجوز أن يطمئن له أحد ولا حتى أن نطمئن للتحليلات وإن كان هو - كما كنت أؤكد لكم دائماً - هو يتهيّب أي معركة في المنطقة وأي معركة خصوصاً مع لبنان. وهو يعلم أن أي معركة أو حرب قد يشنها قد تكون لها تداعيات كبيرة جداً في المنطقة، هو يدرك جيداً أنه بات يملك أو باتت نقاط ضعفه مكشوفة ويعرف جيداً أيضاً نقاط القوة التي نمتلكها.
أ ــ متغيرات كبرى في المنطقة خلافا لما يشتهي العدو
قبل أيام قليلة قال وزير الحرب الإسرائيلي بمناسبة حرب 73، قال يجب أن نفهم أنه في الشرق الأوسط حصل هناك تغييران إستراتيجيان حقيقيان:
الأول، أعداؤنا - يعني نحن وحلفاؤنا - أعداؤنا امتلكوا صواريخ دقيقة. طبعاً هذه الصواريخ هو ما زال ليس لديه حل لها، وهذا سيؤخر الحرب ويؤجل الحرب بحسب المنطق.
والأمر الثاني، هو أن الجبهة الداخلية - عندهم في داخل الكيان - أن الجبهة الداخلية تحولت إلى الجبهة الأساس في الحرب المقبلة، فإذا ما حارب الجنود في حرب 73 على الجبهة وهنا في تل أبيب جلس الناس مع القهوة والصحيفة، يعني في حرب 73 كان القتال على الجبهة، على الحدود، أما الناس في تل أبيب جالسين يرتشفون القهوة ويقرأون الصحف. يقول لهم الآن كل شيء تغير - هذه الآن جميلة جداً - الآن كل شيء تغير. نعم، الآن كل شيء تغير. هذا ما يجب أن ندركه نحن أيضاً كما يدركه العدو. العدو يعرف أن هناك متغيرات كبرى حصلت في هذه المنطقة ما كان يتوقعها وما كان يأمل أن تصل الأمور إليها.
ب ــ الصواريخ الدقيقة أصبحت في حوزة المقاومة
في موضوع الصورايخ الدقيقة ومحاولاته في سوريا لقطع الطريق على هذه القدرة وعلى هذه الإمكانية. أود أن أقول له اليوم وهو يعرف ولكن أقول هذا بالإعلام ليعرفه شعبه فيحذر ويعرفه شعبنا فيثق؛ أقول له: مهما فعلت في قطع الطريق لقد انتهى الأمر وتم الأمر وأنجز الأمر. وباتت المقاومة تملك من الصورايخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانيات التسليحية ما إذا فرضت إسرائيل على لبنان حرباً ستواجه إسرائيل مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام. هذا هو الواقع.
ج ــ الواقع النفسي والمعنوي للجندي الإسرائيلي ضعيف
وأيضاً من الأمور التي تغيرت في جيشهم، أنا عندما خطبت في مدينة الهرمل في ذكرى التحرير الثاني تحدثت عن الواقع المعنوي والروحي والنفسي للجيش الإسرائيلي. تقريباً لم يبقَ في الكيان أحد إلا وردّ عليّ: رئيس الكيان، رئيس الحكومة، وزير الحرب، وزراء آخرين، نواب، صحافيين؛ كلهم ردّوا، بالإسم وبغير الإسم. لكن كان واضحاً أنهم يردون عليّ. لأنه أنا كنت أضيء على حقيقة مؤلمة بالنسبة لهم وبالنسبة لشعبهم وبالنسبة لمستقبلهم. وهم يعرفون أن التكنولوجيا وحدها لا تستطيع أن تحسم معركة بعد الآن، وأن العنصر البشري هو عنصر حاسم في المعركة، وهذه ما أثبتته التجارب عام 2000 و2006 ومجريات السنوات القليلة الماضية.
شاهدوا هزال الإسرائيليين، بماذا خرجوا يردون عليّ؟ خرجوا مثلاً يقولون ـ شاهدوا نقاط ضعفهم ـ أنه عندما يهدد لبنان ماذا يقول؟ من قبل، قبل الـ 82 كان يهدد باجتياح بيروت، أتسمعون الآن شيء اسمه اجتياح بيروت!؟ أتسمعون!؟ من 2000 إلى اليوم، يا أخي من 2006 إلى اليوم، هل هناك يوم الإسرائيلي قال نحن سنجتاح لبنان ونصل إلى بيروت!؟ هذه انتهت، لماذا؟ لأن اجتياح لبنان والوصول إلى بيروت يحتاج إلى قوات برية، هذا لا يعمله سلاح الجو ولا يعمله الصواريخ ولا يعمله البوارج، هذا الجيش الذي يجتاح لبنان ليصل إلى بيروت لم يعد موجوداً، هو لم يعد موجوداً وفي لبنان أصبح موجوداً شيءٌ آخر، ولذلك كل الرد علينا ماذا؟ سندمر لبنان، سنمسح لبنان. يعني هو يستقوي بالنار ولا يجرؤ أن يستقوي بالعنصر البشري.
• ردودهم على كلامي دليل ضعف أيضا
هذه إسرائيل التي تدّعي أنها قوية كيف ردّت عليّ أنا؟ قامت تشتمني؛ فقط. هذا دليل ضعف، أو قامت تسخر مني. ولذلك العجيب أن هذا الوصف كلهم استخدموه تقريباً، أن فلان يخطب ويهددنا من ملجئه. جيد من ملجئه، وجودي أولاً في الملجأ أو في غير الملجأ - طبعاً أنا غير موجود في ملجأ - لكن وجودي في مكان ما والله سبحانه وتعالى حتى الآن مدّ في عمر هذا العبد الفقير وفي أجل هذا العبد الفقير الذي تسعون في الليل وفي النهار لقتله هو دليل على فشلكم وهو دليل على عجزكم وليس المهم أن أخطب من الملجأ أو ليس من الملجأ. المهم ما هو خارج الخطاب عندنا. وأنتم تعرفون أن ما أعده حزب الله من قوى ومن عتاد ومن إمكانات ومن صواريخ ومن أعداد هائلة من المقاتلين، المقاتلين المؤمنين أصحاب العزم، أصحاب الكفاءة، والذي تحدث عنها على كلٍ في بعض جوانبها كتاب الخوف المنتشر الآن في أميركا، أنتم تعرفون جيداً أن حزب الله ليست مسألة أن فلان من حزب الله موجود في المخبأ، المسألة أكبر من هذا بكثير. اللجوء إلى هذا التوصيف برأيي هو دليل هزالة المنطق الإسرائيلي وضعف الإعلام الإسرائيلي وهوان الحجة الإسرائيلية.
نعم أيها الأخوة والأخوات. نحن اليوم وصلنا إلى هذه النقطة الفعلية؛ النقطة المهمة والحساسة جداً، وأننا بحق في موقع القوة وفي موقع الإنتصار وفي موقع الردع. وهذا كله أخذنا معنوياته وعزمه وإرادته وعنفوانه وحماسه من أحداث هذا اليوم قبل 1380 عاماً.
من موقع الجهاد والتضحيات نجدد إنتمائنا إلى الحسين"ع" ونهجه
اليوم نحن من موقع الجهاد والتضحيات وأيضاً من موقع الإنتصارات نجدد إنتماءنا إلى خط انتصار الدم على السيف، نجدد انتماءنا إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام ونقول له أيً تكن المخاطر الآتية، وأنا أقول لكم المخاطر الأضخم والأصعب والأعظم والأخطر هي التي عبرناها والمخاطر الآتية لن تكون بسوء وعظمة ما جرى علينا خلال السنوات الماضية وخلال العقود الماضية، ولكننا أيً تكن المخاطر الآتية سنواجهها بنفس العزم.
أيها الإخوة والأخوات، نحن خلال السنوات الماضية أيضاً دخلنا في امتحان، امتحان يتصل بزينب عليها السلام وبالإلتزام مع زينب عليها السلام ومنذ اليوم الأول قلنا كلنا عباسك يا زينب، وأثبتنا خلال كل السنوات الماضية بدماء شهدائنا وجرحانا وتضحيات مجاهدينا أننا بحق كنا عباسك يا زينب، نعم كنا عباسك يا زينب.
اليوم، للحسين ولزينب وللإسلام وللمظلومين وللمقدسات وللغرباء وفي مواجهة كل طواغيت الأرض نحن نجدد موقفنا وإلتزامنا. عندما نتوجه اليوم إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام، الحسين الذي جدّد نداءه بعد شهادة كل أصحابه وأهل بيته، وقف وحيداً في كربلاء، غريباً في كربلاء، أمام أجساد أحبائه وأصحابه المقطعة ونادى ذاك النداء الذي ما زال يتردد صداه وسوف يبقى يتردد صداه إلى يوم القيامة هل من ناصر ينصرني، هل من ذاب يذب عن حريم رسول الله.
نعم، نحن نقول له يا سيدنا اليوم كما في كل يوم عاشر وكل أيامنا عاشوراء وكما في كل كربلاء وكل ميادين جهادنا كربلاء، قلنا له بالدم، قلنا له بالشهادة، قلنا له بدموع الأمهات والزوجات والبنات، قلنا له بصر الأسرى وأنين الجرحى، قلنا له لبيك يا حسين.
واليوم أيضاً نقول له، يا أبا عبد الله هذه الساحات، هذه الميادين، هذه التضحيات التي لم نرَ منها إلا العزة والإنتصارات، لن نغادرها، لن نتركها لو اجتمع كل العالم علينا، والله يا أبا عبد الله لو أنا نعلم أنا نقتل، ثم نحرق، ثم ننشر في الهواء، ثم نحيا، ثم نقتل، ثم نحرق، ثم ننشر في الهواء، ما تركتك يا حسين.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، جميعاً أيها الإخوة في هذا اليوم نتوجه إلى كربلاء، إلى حيث الحشود المليونية، نتوجه إلى كربلاء ونقول، السلام علي الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
عظم الله أجوركم وجعلنا وإياكم إن شاء الله من المتمسكين بنهج الحسين والمبايعين بصدق لحفيد الحسين صاحب الزمان، الممهدين له الأرض، المنتظرين في ركابه وفي جبهاته وفي ميادينه لينتهي كل طاغوت وليصبح اسم الإسلام والعدل والإنسانية والكرامة فوق كل عنوان ومنبر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن سيناريو اختفاء جمال خاشقجي
قد يكون جمال مطلوباً للمحاكمة في بلده. قد يكون مُذنباً أو مُخطئاً بحق جهةٍ ما. لكن أيّاً من تلك التّهم لا تبيح شرعيّة إخفائه القسري.
مع كلّ صباح جديد في عالمنا العربي، نتساءل ما هي أكثر قصّة درامية مُثيرة للحزنِ أو البؤس؟ فالمواطن العربي ليس بحاجةٍ لمتابعةِ أفلام هوليوود كي يعيش قصصاً مُستعارة غريبة وطريفة تثير الحزن أو تحفّز البكاء من أجل الإثارة في عالمٍ من الرتابة القاتِلة.
واقعنا اليومي بتفصيلاته المُملّة كفيل بأن يقوم بهذا الدور. والبحث عن البسمةِ الحقيقيةِ النابعةِ من أعماقنا هي النادر حقاً في عالمنا.
كم هو مسكين الإنسان العربي! بل كم هي مسكينة الصحافة العربية! فهي لم تعد مهنة المتاعب فقط، بل مهنة التصفيات الجسدية والمعنوية، المهنة التي لا تكتفي بتهديد صاحبها وحسب بل بتهديد عائلته وكل معارفه.
أضحى الصمت ريبة، وثمن إبداء الرأي الحرّ الموت، والقانون هو الغائب دوماً في تحديد المُذنب وفي محاكمته.
نقول هذا من واقعِ المأساة التي تحفّ باختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
قد يكون جمال مطلوباً للمحاكمة في بلده. قد يكون مُذنباً أو مُخطئاً بحق جهةٍ ما. لكن أيّاً من تلك التّهم لا تبيح شرعيّة إخفائه القسري.
لم يقل الرجل يوماً عن نفسه أنه معارض لنظام الحُكم في بلاده، بل كان مدافعاً شرِساً عن سياسات السعودية في كل شيء تقريباً، ولم يرتفع منسوب النصح عنده إلاّ في السّنتين الأخيرتين.
كان فعله كلّه نصحاً أكثر ممّا كان نقداً سياسياً حقيقياَ لشخصيّة سياسية مُعارضة. فجلّ ما كان يقدّمه هو نصائح عبر الصحافة الغربية للحاكم الفعليّ في السعودية الأمير محمّد بن سلمان، حيث تمحورت نصائحه حول ضرورة التخفيف من التضييق على أصحاب الرأي والعلماء في الشأن الداخلي وإعادة النظر في العلاقات الخارجية والتحالفات الاقليمية للدولة السعودية.
السعودية تنفي تورّطها في هذا الفعل رغم اعترافها بدخول جمال خاشقجي إلى قنصليتها في اسطنبول. بعض من أتباعها حمل على قطر والأخوان وتركيا واعتبرهم متآمرين في قتله بهدف تشويه سمعة السعودية عالمياً.
الأتراك يقدّمون للصّحافة كلّ يوم مُعطيات جديدة كادت أن تجزم بسيناريو مقتل الرجل في القنصلية لولا تناول الرئيس التركي للمسألة في خطابه الأخير.
تصريحات أردوغان أثارت الجدل أكثر مما حدّت منه. فعادت الشائعات والسيناريوهات الإفتراضية للتداول حول غياب الرجل بين مَن يجزم بمقتله ومَن يراهن على بقائه حيّاً.
إردوغان أعاد النقاش إلى مربّعه الأول، وطرحت تصريحاته علامات استفهام حول الهدف الذي يسعى إليه من القضية.
في ظاهر الأمر، ترك الحُكم في القضية للمدّعي العام التركي. وهذا وجه قانوني وسلوك سياسي مُعتبر. لكنّ من ناحيةٍ أخرى، كثرة التصريحات من جهاتٍ تركيةٍ مسؤولةٍ للصحافة الغربية حول الحادثة قبل خطاب إردوغان وبعده، اشتمّ منها البعض رائحة صفقة سياسية ما، تُطبخ على نارٍ حامية، كباشها سعودي تركي بين الترغيب والتهديد لنَيْلِ امتيازات وتقديم تنازلات سعودية تصبّ في دائرة المصالح التركية.
كان يمكن للرجل تغيبه قسرياً في الولايات المتحدة حيث يقيم. أو في أيّ بلد أوروبي، فالرجل سبق له قبل وصوله إلى اسطنبول أن تجوّل في عددٍ من العواصم الأوروبية وشارك في مؤتمرات وندوات معروفة، لمَن يتابع تحرّكاته.
الفاعِل لم يتجرّأ على هذا الفعل إلاّ في تركيا لاعتباراتٍ مُحدّدة طبعاً. فتركيا في نهاية المطاف بلد شرقيّ، وإمكانية عقد الصفقات معها، أو الاعتقاد أنهم لن يتمكّنوا من كشف المتورّطين أو الرِهان على سكوتها وفي أسوء الأحوال اللامُبالاة بمستقبل العلاقات معها، جميعها سيناريوهات منطقية عند الجهة المُخطِّطة للعملية.
الملابسات المُصاحِبة لاختفائه كثيرة. من الرواية السعودية المثقوبة في أكثر من مكان إلى الرواية التركية غير المُكتمِلة والمُتدرّجة والمُتضارِبة أحياناً في تقديم المعلومات وتسريبها. فقد تحوَّل اختفاء الرجل إلى مادّة للاستثمار السياسي والاستخباراتي عبر تصفية الحسابات ونشر الشائعات والغمْز واللمْز من حركة مضطهدة أو امرأة محصّنة، أو نظام غير محبّب للنمط السائد عربياً.
لا يهمّنا هنا الانتصار لرواية من دون أخرى.. المؤكّد أن الرجل اختفى في ظروفٍ غامضةٍ وغريبةٍ. وسيناريو اختفائه القسري يدلّل أن الجهة التي تقف خلف الأمر هي أقرب إلى المافيا منها إلى دولةٍ أو جهاز أمني محترف.
والثابت في كلّ هذا الفعل هو غياب المنطق في الحُكم. غياب المنطق في التعامُل مع الأخطاء. غياب القانون.
ربما قد يكون مفيداً في مناسبة هذا الفعل المُحزِن أن نقول: كفى، بصوتٍ عالٍ.
فنحن في واقعنا العربي لا نحتاج إلى التذكير بأهمية ثقافة الاختلاف، وأهميّة نشرها. ما نحتاجه ليس ثقافة التفاهُم والتسامُح والانفتاح على الآخر والقبول به. فالعرب قد ينظّرون لساعاتٍ حول غنى موروثنا الدينيّ والأدبيّ والفكريّ بثقافة الصفح وتقبّل النقد.
ما ينقصنا في حقيقة الأمر هو الإيمان بهذه الثقافة، وليس التنظير بها وحولها..
ما ينقصنا هو أن نعيش ثقافة التسامُح والنقد، وتقبّل الاختلاف سلوكاً في منازلنا وبين عائلاتنا وفي الفضاء الإجتماعي العام.
إنّ أمّة لا ترقى إلى مستوى الصراحة في تقبّل النقد لذاتها وممارسته هي أمّة ضائِعة مهما زَخرَفت لنفسها الواقع الذي تعيشه.
مجزرة إسرائيلية جديدة بحق الفلسطينيين في مسيرة إنتفاضة الأقصى
وزارة الصحة الفلسطينية تؤكد استشهاد 7 فلسطينيين وجرح 140 آخرين، من بينهم 45 طفلاً، برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرات العودة، ووزارة الصحة تقول إن الإصابات كانت قاتلة ومعقدة وتشير الى نية الاحتلال الاسرائيلي ارتكاب مجزرة جديدة.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد 7 فلسطينيين وجرح 140 آخرين، من بينهم 45 طفلاً و5 إصابات خطرة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرات العودة في غزة الجمعة.
واعتبرت الوزارة أن الإصابات كانت قاتلة ومعقدة و تشير إلى نية مبيتة لدى الاحتلال لارتكاب مجزرة جديدة.
وشارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، في المسيرة التي حملت عنوان "انتفاضة القدس"، بالتزامن مع مرور ثلاث سنوات على انطلاقتها.
واعتبرت الحركة في بيان لها اليوم، أنّ "مسيرات العودة وكسر الحصار في جمعة انتفاضة القدس، قد رسخت مفهوماًَ نضالياً عظيماًً، وأكدت على تلاحم وتعاضد وطني فريد، وعبدت طريق الحرية والانعتاق من الاحتلال، وتحشيد كل قوى شعبنا الحية في مواجهة الظلم والحصار".
ورأت الحركة إنّ "المواجهة الكبرى التي قادها أبناء شعبنا على طول السلك الزائل شرق قطاع غزة/ مثلت قفزة نوعية في ترجمة تحدي الاحتلال والاشتباك معه من نقطة الصفر، وفي كسر جبروته وإشعاره أنه في طائلة الثورة الشعبية التي تتعاظم يوماً بعد يوم".
وأضاف البيان: "نؤكد في حركة حماس بكل قوة وعزم، حرصنا على الحفاظ على كل قطرة دم من أبناء شعبنا"، مهنئاً "الشهداء بفوزهم وكسب مقعدهم في سماء عالية، والجرحى الذين ارتدوا وسام الحرية، وهنيئاً لكل من شارك في مسيرة الفخر والتضحية والعطاء".
ومن ناحيته، دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، في اتصال مع "الميادين"، الشعب الفلسطيني إلى "محاصرة حواجز الاحتلال"، مؤكداً أنّ "الضفة الغربية حاضرة ببنادقها وسكاكينها".
ورأى البطش أنّه "لدينا مساران للرد على العدوان، وهما استمرار المسيرات وبندقية المقاومة لحماية المسيرات"، مشدداً على أنّه "لم نعد ندفع ثمن الحصار وحدنا، وانّما سيدفعه المستوطنون في غلاف غزة أيضاً".
ومن جهتها، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، "الجريمة الإسرائيلية البشعة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الشجاع، الذين لبوا نداء القدس بمسيرة العودة وكسر الحصار السلمية".
وأكدت الجبهة أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي حوّلت جمعة انتفاضة القدس السلمية إلى ميدان للقتل والإعدام بالرصاص الحي، دون تمييز بين طفل وامرأة وشاب، وبين صحفي ومسعف".
ورأت الجبهة أن "التصعيد الدموي الإسرائيلي وجريمة الإعدام الميدانية، محاولة بائسة من الاحتلال الإسرائيلي للتغطية على فشله في إرهاب شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة ووقف مسيرات العودة وكسر الحصار"، وأكدت أن "شعبنا الفلسطيني وقواه المقاومة في القطاع، سيواصل مسيرته النضالية حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها تلك المسيرات".
وطالبت الجبهة "الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة تلك الجريمة الإسرائيلية البشعة واتخاذ موقف رادع ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإجبارها إلى الانصياع القرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني بفك الحصار ووقف كافة أشكال العدوان على القطاع".
كما وصف مسؤول المكتب الاعلامي في حركة الجهاد الاسلامي داوود شهاب، ما حصل اليوم بأنّه "عدوان صهيوني خطير على أبناء شعبنا خلال المسيرات الشعبية السلمية شرق محافظات قطاع غزة"، مبرزاً إن "ما جرى هو محل تقييم ودراسة ، فقتل المدنيين بدم بارد، والتغوّل الصهيوني على العزل والأبرياء، هو عدوان وارهاب غاشم يتحمّل العدو كامل المسؤولية عنه".
ومن ناحيتها، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، أنّ الجمعة القادم سيحمل اسم "معًا غزة تنتفض والضفة تلتحم".
وأكد مراسل الميادين، ارتفاع حصيلة شهداء مسيرات العودة الى 205، مع ارتقاء 7 اليوم باعتداءات الاحتلال عند سياج غزة".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت مؤخراً، أن عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء اعتداء قوات الاحتلال على المشاركين في مسيرات العودة، قد وصل إلى 198 شهيداً بينهم 37 طفلاً.
وكشفت الوزارة، في تقرير لها بعنوان "الاعتداءات الإسرائيلية بحق المشاركين في مسيرات العودة السلمية"، أن عدد الجرحى وصل إلى 22 ألف و267 جريحاً.
مُعضِلَة شرق الفُرات
إذا كانت تركيا تبحث عن تعاونٍ مع موسكو وطهران في شرق الفرات، وثمة توافق موضوعي بينها وبين دمشق حول الكرد، إذ تبدو عوامل التقارُب الراهِنة أكبر وأكثر من عوامل التنافُر، فلماذا قال إردوغان إنه لن يغادر سوريا "قبل أن يجري السوريون انتخاباتهم"، هل هذا تعبير عن موقف أنقرة الفعلي تجاه دمشق، أم تعمية على تفاهماتٍ أعمق في إدلب والشمال، أم رفع لسقف المداولة والمساومة في المشهد السوري؟
تتعاطى أنقرة مع ملفّاتها ورهاناتها في شمال سوريا بالتوازي وليس بالتتابع، ولن تنتظر إنهاء مُعضلة إدلب حتى تباشر التعاطي مع مُعضلة شرق الفرات، جاعِلةً من دورها في عملية إدلب ورقة مساومة حول وضع الكرد في شرق الفرات.
أظهرت التطوّرات أن اتفاق سوتشي والتفاهُمات التي أدّت إليه لا تقتصر على إدلب، ثمة اتفاقات أو تفاهُمات موازية لم يتمّ الإعلان عنها حول الكرد وإعادة الإعمار وربما دور وموقع أنقرة في شكل التسوية وفي سياسات ما بعد الحرب في سوريا.
وقد أخذ موضوع شرق الفرات يحتلّ موقعاً متقدّماً في الحدَث السوري، ليس بين دمشق وكردها فحسب، وإنما بين موسكو وواشنطن، وكذلك الأمر بين أنقرة والإدارة الكردية، وثمة مؤشّرات مُتزايدة على انخراط مُتزايد للرياض ولندن وباريس في الصراع على تلك المنطقة.
ثمة تقديرات بأن تركيا تتّجه لنقل مسلّحين وعوائلهم من إدلب إلى شرق الأناضول لاستخدامهم في المواجهة مع قوات حزب العمال الكردستاني في المنطقة، وهذا أمر لا قيود عليه تقريباً؛ وقد تدفع بهم في معركة ضدّ الكرد شرق الفرات وخاصة في القامشلي ومناطق الحدود، على غرار ما فعلت ضدّ عفرين، وثمة مؤشّرات مُتزايدة على ذلك في الخطاب السياسي والإعلامي، ولو أن ذلك يتطلَّب توافر شروط مناسبة، إذ إن التدخّل في منطقة الجزيرة السورية ومناطق الحدود تحكمه عوامل مُتناقِضة، تعمل أنقرة على الموازنة بينها، ما أمكن.
لعلّ أول أوراق التدخّل لدى تركيا هو الكرد أنفسهم، الذين يتّجهون لتقديم خدمةٍ جليلةٍ لتركيا، وتحقيق مُعجزة سياسية بالفعل، وهي أن يدفعوا خصومهم للعمل ضدّهم، أطراف لم يمكن جمعها في المشهد السوري قبل ذلك وهي موسكو وطهران وأنقرة ودمشق، وربما واشنطن كما حدث في اتفاق منبج بينها وبين أنقرة. وإن حدث ذلك فلن تكون المرة الأولى. وقد كان سوء تقديرهم للأمور وخطأ رهانهم على واشنطن أحد أهم الأسباب التي أدّت لخسارتهم عفرين.
من العوامل التي قد تيّسر التدخّل التركي ضدّ الكرد في شرق الفرات، هو اختلال العلاقة بين الكرد ودمشق، ويمكن ملاحظة تشابُه المفردات في كلام الرئيس بشّار الأسد والرئيس أردوغان حول الكرد وشرق الفرات، إذ يمثّل الكرد بالنسبة لهما "ورقة" بيد واشنطن، ولدى قياداتهم خطط وسياسات انفصالية، ويمكن أن يكونوا رأس حربة أميركية وربما سعودية وإسرائيلية ضد دمشق وأنقرة وحتى ضدّ طهران. ويمثّل وجود القوات الأميركية هناك مصدر تهديد جدّي لوحدة سوريا، ولوحدة تركيا بطبيعة الحال. وهذا يفترض أن يدفع أنقرة لأن تفعل شيئاً يُقرّبها من دمشق وحليفيها الرئيسين موسكو وطهران.
غير أن الأمور أكثر تعقيداً، ذلك أن مخاوف أنقرة حيال الكرد تختلط بأطماعها في شمال سوريا، وبين المخاوف والأطماع تتشكّل أمور كثيرة، وتريد أنقرة أن تحوّل الكرد في شرق الفرات من مصدر تهديد إلى فرصة، وهنا قد لا يكون الوجود الأميركي هناك شراً كله، ويمكنها أن تلوّح به في مواجهة موسكو وطهران، فبما لو اتجهت الأمور بينها وبينهما للتوتّر والافتراق.
لا ننسى أن تركيا كانت آخر طرف غادر شرق سوريا، حتى بعد اتفاقات سايكس بيكو والاحتلال الفرنسي لسوريا في عشرينات القرن الماضي، وإنها حاولت تكييف وتهجين حزب الاتحاد الديمقراطي منذ بدايات الأزمة في سوريا، ومنحت قيادات كردية جوازات سفر خاصة، ومكّنتها من تحريكِ صفقاتٍ تجاريةٍ عبر الحدود، وتحاول أنقرة خلق فواعل كردية موالية لها في سوريا، ولا يُخفى أنها وسّطت البرزاني لهذا الغَرَض، ولكنها أصابت قدراً ضئيلاً من النجاح.
إذا كانت تركيا تبحث عن تعاونٍ مع موسكو وطهران في شرق الفرات، وثمة توافق موضوعي بينها وبين دمشق حول الكرد، إذ تبدو عوامل التقارُب الراهِنة أكبر وأكثر من عوامل التنافُر، فلماذا قال أردوغان إنه لن يغادر سوريا "قبل أن يجري السوريون انتخاباتهم"، هل هذا تعبير عن موقف أنقرة الفعلي تجاه دمشق، أم تعمية على تفاهماتٍ أعمق في إدلب والشمال، أم رفع لسقف المداولة والمساومة في المشهد السوري؟
يتحمّل الأمر تقديرات وتأويلات مُتداخِلة، تتطلَّب إعادة مراجعة على الدوام، وليس من السهل على أنقرة حساب الفُرَص والمخاطر في شرق الفرات، أو الموازنة بينها من خارج مظلّة أستانة وسوتشي، وأما اللعب على الموازنة بين موسكو وواشنطن فيبدو أكثر حساسية وخطورة. وهكذا سوف تبقى سياسة أنقرة حول شرق الفرات بين-بين، إقدام وإحجام، بانتظار الفرصة السانِحة.
يل سعيد محفوض، دكتوراه في العلاقات الدولية - باحث وكاتب وأكاديمي سوري. له دراسات وأوراق بحثية عديدة عن سوريا وتركيا، والشرق الأوسط.
آية الله خامنئي يوجه بضرورة حل مشكلات النظام المصرفي والتضخم في إيران
بحث قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي، مع كبار المسؤولين الإيرانيين وجهات نظرهم وآراءهم حول القضايا الاقتصادية، مؤكدا ان ايران ستتغلب على جميع جميع المشاكل التي تواجهها، وليس هناك مشكلة ليس لها حل.
وأضاف آية الله خامنئي لدى استقبال لرؤساء السلطات الثلاث (القضائية والتشريعية والتنفيذية) : لاتوجد مشاكل غير قابلة للحل في البلاد وأن ايران ستتغلب على المشاكل الداخلية والمفروضة عليها، ووجه رؤساء السلطات الثلاث بضرورة اتخاذ اجراءات لحل مشاكل النظام المصرفي والعملة والتضخم.
و اشاد سماحته باهتمام رؤساء السلطات الثلاث واعضاء المجلس الاعلى للتنسيق الاقتصادي لمشاركتهم الفاعلة في الاجتماعات والنقاشات، واعتبر المسؤولية الرئيسية لهذا المجلس بانها تتمثل في اتخاذ القرارات الاساسية والموفرة للحلول في مجال الاقتصاد واضاف، ان حل المشاكل الاقتصادية القائمة في البلاد وتوفير الحاجات العامة للمواطنين بحاجة الى عمل جهادي وجهود استثنائية لان هذه المشاكل خاصة مشكلة الغلاء وانخفاض القدرة الشرائية قد خلقت مصاعب لمعيشة شريحة كبيرة من المواطنين خاصة الطبقات الضعيفة.
واعتبر آية الله خامنئي ان مشاكل ايران الاقتصادية تنقسم الى قسمين هما "التحديات الداخلية وهيكلية اقتصاد البلاد" و"القضايا الناجمة عن اجراءات الحظر الامريكية الظالمة" واضاف، انه وفي مواجهة اي من هذين القسمين، استخدموا سبل الحل الحكيمة التي تؤول الى الحل المستديم لمشاكل المواطنين المعيشية وبث اليأس لدى العدو من تأثير اداة الحظر.
واكد ضرورة تضافر جهود السلطات الثلاث والاجهزة المختلفة في البلاد وقال، ليس هنالك اي طريق مغلق ومشكلة غير قابلة للحل في البلاد، وسنتمكن من التغلب على المشاكل الداخلية والمفروضة بالتاكيد بفضل الباري تعالى وعزم وارادة المواطنين والمسؤولين وفي ظل الاستفادة من الطاقات منقطعة النظير للشباب والنخب الاكفاء في ايران العزيزة وتفعيل طاقات البلاد ومصادرها الممتازة.
وفي هذا اللقاء الذي حضره ايضا النائب الاول لرئيس الجمهورية والنائب الاول لرئيس السلطة القضائية، قدم الرئيس الإيراني حسن روحاني تقريرا عن اجتماعات المجلس الاعلى للتنسيق الاقتصادي وقراراته لحل مشاكل المواطنين.
السيد نصر اللّه ينتقد الصمت العربي إزاء إهانات ترامب
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول إنه كان للحاجة أم عماد مغنية دور تأسيسي في العمل المقاوم المؤسساتي والمنظم، ويشير إلى دور الراحلة الاستثنائي وحضورها القوي بعد استشهاد الحاج عماد، ويشيد بدورها على مستوى عوائل الشهداء ولم يقعدها المرض وكبر السن، ويتطرق إلى تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة ويقول إن مطالبة ترامب الدول الغنية بالدفع مقابل الحماية تذكر بوصف الإدارة الأميركية بأنها "ناهبة الشعوب".
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إنه كان للحاجة أم عماد مغنية دور تأسيسي في العمل المقاوم المؤسساتي والمنظم، مشيراً إلى أن ما يسجل لأم عماد هو نجاحها في صنع الإنسان المجاهد والمقاوم والثابت.
وفي كلمة له في تأبين والدة الشهداء الحاجة أم عماد مغنية الجمعة، لفت السيد نصرالله أن "عندما نتحدث عن أم عماد نتحدث عن أم قدمت في حياتها كل أولادها شهداء راضية بمشيئة الله"، مضيفاً أنها قدمت للمقاومة قائداً استثنائياً بفعل التربية والتنشئة النفسية وبناء الشخصية.
وأوضح السيد نصرالله أنها واكبت شخصية الشهيد عماد بشكل دائم وكانت حاضرة في مختلف القرارات والخيارات المصيرية التي اتخذها، مشيداً بدور الراحلة الاستثنائي وحضرها بقوة بعد استشهاد الحاج عماد رغم كبر سنه.
ولفت السيد نصر الله إلى دورها الخاص على مستوى عوائل الشهداء، منوهاً إلى أنها كانت تعتبر نشاطها استمراراً لمسيرة أبنائها الشهداء ولم يقعدها المرض والتعب وكبر السن.
كما شدد السيد نصرالله على أن الراحلة أم عماد كانت فاعلة في معركة التثبيت في مقابل تثبيط العزائم، مضيفاً أن العزم والتثبيت والإرادة تحد أساسي في مسير أي حركة مقاومة أو مجتمع في مواجهة الحرب النفسية
وأكّد على أن المعركة الآن في معركة الوعي والخيارات، مشيراً إلى أن خيار المقاومة هو الثبات والإرادة وهو من النوع المكلف الذي تبذل فيه الدماء وتقدم فيه خيرة الشباب.
السيد نصر الله: عين إدارة ترامب على كل أموال دول الخليج
في سياق منفصل، تطرق الأمين العام لحزب الله لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة تجاه منح واشنطن الحماية لدول الخليج مقابل المال، وتصريحاته بأن إيران كادت تسيطر على المنطقة خلال 12 دقيقة، وقال إن "مطالبة ترامب الدول الغنية بالدفع مقابل الحماية تذكر بوصف الإدارة الأميركية بأنها ناهبة الشعوب"، لافتاً إلى أن عين إدارة ترامب على كل أموال دول الخليج، وأنه "لا حدود لجشعها ولطمعها".
وأشار إلى أن كل معايير ترامب هي معايير مالية ولا مكان لا للديمقراطية ولا لحقوق الإنسان في كل خطاباته، منوهاً إلى أن ترامب يوغل في اللغة المهينة المذلة لحلفائه وهناك سيل من الإهانات الشخصية وللحكومات وللشعوب، مضيفاً أنه "مقابل إذلال ترامب اليومي لحلفائه هناك صمت رهيب وابتسامة"،
واعتبر السيد نصر الله أن "حديث ترامب عن قدرة إيران على السيطرة بدقائق على المنطقة دليل على عظمة إيران بنظره"، مضيفاً أن جزء من كلام ترامب هذا تهويلي لكنه يظهر نظرة إدارته لتلك الدول التي أنفقت المليارات على التسلح
وقال إن الرئيس الأميركي من خلال هذا التهويل يريد ابتزاز هذه الدول وسحب الأموال منهم وبيعهم مزيداً من السلاح، مشيراً إلى أن ترامب في حقيقة الأمر يأخذ من تلك الدول جزية مقابل بقاء زعمائها في سدة الحكم
وتساءل الأمين العام لحزب الله "على مَن يراهن هؤلاء الحكام؟ على ترامب والإدارة الأميركية التي تأخذ أموالهم وتهينهم كل يوم؟"، داعياً حكام الخليج إلى إعادة النظر في خياراتهم بين إهانات ترامب والعيش في عزة
كما دعا حكام دول الخليج إلى المصالحة والتعاون والاستماع إلى مطالب شعوبهم ومعالجة المشاكل.
السيد نصر الله: ما قامت به وزارة الخارجية كان بمبادرة منها
وبخصوص المزاعم الإسرائيلية بوجود مصانع صواريخ للمقاومة قرب مطار بيروت الدولي، قال السيد نصر الله إن الغموض البناء والصمت الهادف من موقع المعركة هو سياسة الحزب بكل ما يتصل بالمقاومة، معتبراً أنه من الخطأ تقديم نفياً أو إجابات على كل ما يطرحه نتنياهو أو غيره.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن ما قام به وزير الخارجية اللبناني خطوة دبلوماسية متقدمة ويشكر عليها، مؤكداً أن ما قامت به وزارة الخارجية كان بمبادرة منها.
وأشار إلى أن العدو كان يهدف من نشر الصور الجوية لبعض الأماكن في لبنان إلى إثارة الهلع والخوف بين الناس، داعياً وسائل الإعلام إلى الحذر في التعامل مع ما يثيره وينشره العدو.
وفي ما يخص تشكيل الحكومة في لبنان، دعا السيد نصر الله إلى المسارعة لما فيه مصلحة المواطنين وليس من منطلق حزبي،مشدداً على ضرورة تحمل الوزارات المعنية مسؤولياتها حتى وإن كانت حكومة تصريف أعمال.
كما دعا إلى بذل كل الجهود وبإخلاص وبعيداً عن التأثير الخارجي لتشكيل الحكومة في لبنان، مؤكداً بشكل قاطع أن سوريا لا تتدخل أبداً بتشكيل الحكومة في لبنان وتعتبره شأناً داخلياً مطلقاً.
واشنطن تعلن عن استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب... فماذا خلف الستار؟
أعلن البيت الأبيض مؤخراً عن استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، وذلك في خطوة تعتبر كإعادة صياغة للاستراتيجية السابقة التي وضعت في عهد الرئيس أوباما عام 2011. الاستراتيجية الجديدة التي تم الإعلان عنها في 4 اكتوبر/تشرين الأول، جاءت على لسان المستشار الأمريكي للرئيس الأمريكي جون بولتون، والذي أوضح رؤية الإدارة الأمريكية حول التعاطي مع "التهديدات الإرهابية" سواء داخل أمريكا أم خارجها.
كثيرة هي المشتركات بين الصيغة السابقة والصيغة الجديدة للاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الارهاب، إذا تنص كلتا الصيغتين على تجفيف منابع الإرهاب المالية والحيلولة دون وصول الإرهابيين إلى الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية المشعة، إلا أن الجديد في الصيغة التي أقرّت مؤخراً والتي أعلن عنها بولتون، هي التركيز على "الإرهاب الإسلامي المتطرف" كتهديد أساسي للمصالح الأمريكية واعتبار إيران "المصدر الأساسي لتمويل الإرهاب" حول العالم، في حين أن الصيغة السابقة كانت تتمحور حول "تنظيم القاعدة" كممثل للإرهاب العالمي.
إلا أن الجدير بالذكر هو التناقض الذي بدا واضحاً بين ما تضمنه إعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمكافحة الإرهاب، وبين الشعارات التي أطلقها ترامب في حملته الانتخابية والتي انتقد فيها التكلفة العالية المترتبة على حروب أمريكا في منطقة غرب آسيا تحت شعارات "مكافحة الإرهاب"، الأمر الذي يترتب عليه قراءة ما بين السطور، لمعرفة الأسباب الحقيقة التي دعت أمريكا لإعلان استراتيجيتها الجديدة، خلافاً لما كان قد أعلن عنه ترامب سابقاً.
أهداف داخلية
مع مجيء ترامب إلى السلطة ممثلاً عن تيار المحافظين الجدد لكن مع صبغة شعبوية، شهدت أمريكا على الصعيد الداخلي تنفيذاً جزئياً لسياسات مثيرة للجدل في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي كان من شأنها تعميق الشرخ في المجتمع، بدءاً من إقرار قانون الهجرة الذي يستهدف المسلمين من بعض دول الشرق الأوسط، مروراً ببناء الجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك، وصولاً إلى طرد المهاجرين غير الشرعيين.
كما تبنت حكومة ترامب شعار "أمريكا أولاً"، ودعت إلى تشديد الرقابة على المعابر الساحلية، ورفع شعار "نحن أمة في حالة حرب"، لذلك فإن ترامب بحاجة إلى تبني خطاب يبرر هذه التصرفات، والسياسات المناهضة للإسلام والمهاجرين، وذلك من خلال نشر "الإسلام فوبيا"، وإعلان أن الخطر الاستراتيجي على أمريكا يأتي من "الإرهاب الإسلامي المتطرف".
الهروب إلى الأمام
يريد ترامب من إعلان الاستراتيجية الجديدة لمكافحة الإرهاب أن يتخذها ذريعة لتبرير التدخل الأمريكي في غرب آسيا، خاصة بعد انكسار وانهيار "خلافة داعش" في سوريا والعراق، في الحقيقة إن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي بعد انهيار داعش ظل دائماً هدفاً أساسياً لأمريكا وفق المحللين والمراقبين.
وفقاً للاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمكافحة الإرهاب، فإن حكومة ترامب ستكمل نهج سلفه أوباما في محاربة داعش، وستبقي على انتشار القوات الأمريكية في كل من العراق وسوريا وأفغانستان وغرب إفريقيا.
الجديد بالذكر أن أمريكا تحتفظ اليوم بحوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا تحت ذريعة مكافحة داعش، في حين أنه بعد انهيار داعش بواسطة محور المقاومة وروسيا، بقيت عناصر ونواة التنظيم الإرهابي محافظين على وجودهم في منطقة العمليات الأمريكية، وسط أنباء روسية تحدثت عن تعاون مستمر ومتكرر بين القوات الأمريكية وقوات التنظيم الإرهابي، وهذا ما دعا دول إيران وروسيا والصين والباكستان لعقد اجتماعات عدة خلال الشهور الماضية لمناقشة النوايا الأمريكية لنقل عناصر التنظيم الإرهابي من سوريا إلى مناطق أخرى كآسيا الوسطى أو جنوب آسيا، لذلك فإن إعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمكافحة الإرهاب من قبل البيت الأبيض في ظل الانتقادات للوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي على الأراضي السورية، هو نوع من الهروب إلى الأمام.
خطاب تعبوي
إن خطاب مكافحة الإرهاب، شكّل المعنى الذي تمحورت حوله السياسة الخارجية الأمريكية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق، إذ كان لا بدّ من عدو تقوم بذريعته الإدارة الأمريكية بالتحشيد على كل المجالات من أجل تثبيت سيطرتها أحادية القطبية على العالم، ومن ثم تقوم بعد ذلك بنشر جيوشها في أنحاء مختلفة من العالم ولاسيما منطقة غرب آسيا الحيوية.
بالرغم من أن المساعي الأمريكية قد اصطدمت بمقاومة شعوب المنطقة ولا سيما حلف محور المقاومة، إلا أن واشنطن لا تزال تسعى للإفادة من هذه الوسيلة أي خطاب "مكافحة الإرهاب"، من أجل تعزيز مطامعها الاستعمارية في التحكم والسيطرة على منابع الطاقة في المنطقة، لتحقيق هذا الهدف، كان لا بدّ لواشنطن من تجديد عهدها مع خطاب "مكافحة الإرهاب" من خلال إعلان الاستراتيجية الجديدة، بحيث تُخرج منها جماعات القاعدة وأخواتها التي ضعف وجودها إلى حد كبير، وتُدرج فيها بشكل أساسي القوى الشريكة في محور المقاومة.
تعريف الإرهاب وفق المصالح الأمريكية
إن أمريكا وبعدما تلقت صفعات متعددة من قوى المقاومة في ميادين الشرق الأوسط المختلفة تسعى للتعويض عن خسائرها من خلال إلصاق تهم واهية بدعم الإرهاب بها وفرض عقوبات عليها، حيث إن تصريحات جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي تبرهن على هذا الاتجاه، حيث وصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بـ "أكبر ممول للإرهاب الدولي" متهماً إياها بدعم حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي المدرجة على قائمة الإرهاب في أمريكا، مضيفاً إن أمريكا ستسعى ألّا تكون هناك أي استثناءات من الحظر على استيراد النفط الإيراني حتى تتقلص واردات إيران النفطية إلى الصفر.
في الحقيقة إن التعريف الأمريكي للإرهاب، والمفارقة الفجة باعتبار إيران وقوى المقاومة التي كان لها الفضل الأساس في مكافحة الإرهاب، بأنهم منشأ الإرهاب، يشكّل في حدّ ذاته دليلاً على أن أمريكا تعرّف الإرهاب وفق مصالحها.
وللمفارقة فإن بولتون لم يأتِ على ذكر التمويل السعودي للإرهاب الذي جاء موثّقاً ضمن التقرير الأخير لمنطقة FTFA الذي انتشر في 24 سبتمبر من العام الحالي.
لكن الرأي العام العالمي يميل اليوم وبشدة لتكذيب أمريكا وعدم التساوق مع تعريفها الكاذب للإرهاب، حيث إن مطالبات المنظمات الحقوقية الدولية، لمحاكمة أمريكا على جرائمها المتعددة في الجنائية الدولية، تمثّل أكبر دليل على أن أمريكا ستواجه تحدياً كبيراً يتعلق بصورتها ومصداقيتها أمام العالم.
ماذا بعد سَحْب الفصائل المُسلّحة أسلحتها من إدلب؟
تزامُناً مع الانسحاب، بدأت تركيا بإرسالِ أسلحةٍ وسياراتٍ مُدرَّعة استعداداً لتنفيذ دوريات في مناطق الفصائل المسلحة، بموازاة ما ستقوم به القوات الروسية في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
خلال اليومين الماضيين سحبت الفصائل المعارضة المُسلّحة الخاضِعة للنفوذِ التركي في الشمالِ السوري أسلحتها الثقيلة مثل راجمات الصواريخ ومدافع الهاون، مع الإبقاء على عناصرها مع أسلحتهم الخفيفة والمتوسّطة من المنطقة التي يُفترَض أن تكون عازلة بعُمقٍ يمتدّ من 15 إلى 20 كيلومتراً في إدلب تطبيقاً لاتفاق سوتشي بين الرئيسين الروسي والتركي.
تزامُناً مع الانسحاب، بدأت تركيا بإرسالِ أسلحةٍ وسياراتٍ مُدرَّعة استعداداً لتنفيذ دوريات في مناطق الفصائل المسلحة، بموازاة ما ستقوم به القوات الروسية في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
لكن تطوّرات الأحداث لا تحمل المراقب على الجَزم بأن الاتفاق سيمضي إلى نفس الخواتيم التي تشتهيها جميع الأطراف المُنخرِطة فيه. فلكلّ طرفٍ تفسيراته وتأويلاته الخاصة لبنود الاتفاق. فموسكو كانت واضِحة على لسان وزير خارجيتها بضرورة عودة إدلب إلى كَنَفِ الحكومة السورية في نهاية المطاف. أمّا الرئيس التركي فبدا جازِماً أن قواته لن تخرج من سوريا قبل إجراء الانتخابات الرئاسية فيها، بما لا يتّفق ومُقرّرات سوتشي. في حين كل فصيل مُسلّح في إدلب لديه تفسير مختلف أو مُتباين عن تفسيرات الفصائل الأخرى في فَهْمِ بنود الاتفاق. بدوره الرئيس الأسد كان صريحاً أن الاتفاق هو إجراء مؤقّت وليس نهائياً.
وكانت عدّة مؤشّرات دلّلت على المصاعِب التي تواجه تركيا في تنفيذ اتفاق سوتشي في إدلب:
منها نفي "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تضمّ عدداً من الفصائل المُقاتِلة وجود أيّ بندٍ في اتفاقِ سوتشي يقضي بتسليم المجموعات المُسلّحة سلاحها لأية جهة كانت.
ومنها أيضاً، مطلب "جيش العزّة" الذي ينشط في ريف حماة الشمالي، أن تكون المنطقة العازِلة مُناصَفة، حيث تشمل مناطق تقع تحت سيطرة القوات الحكومية. ورفضه تسيير دوريات روسية داخل الأراضي الخاضعة للمُعارضة.
وخِلافاً لكل الفصائل المُسلّحة، لم يصدر عن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة المُرتبطة بالقاعدة سابقاً) منذ توقيع الاتفاق ما يُحدِّد موقفها من الاتفاق. المؤكَّد أنها تجري مُحادثاتٍ داخلية مُكثّفة قبل صدور بيانها الرسمي. والراجِح أنها ستذعن للانسحاب وإن لم تباركه. فهي تفضّل المُداراة على المواجهة في هذه الحال.
ليس من المُبالغة، إذا قلنا إنّ الكرة لم تعد في ملعب تلك الفصائل بل هي في ملعب الأتراك حصراً. اعتراض فصيل على بعض بنود الاتفاق أو ذهاب آخر نحو تأويله لن يكون بذي الأهمية. فهي – أيّ الفصائل المُسلّحة - ليس لديها رفاهية الخيارات في رفض الاتفاق من الأساس.
الاتفاق التركي الروسي في قراءته الأولى وضِعَ على سكّة التنفيذ، وكلّ المؤشّرات على الأرض تشي بذلك.
ربّما العقبة الجدّية أمام تنفيذ تركيا كامل بنود الاتفاق، تكمُن في موضوع المُقاتلين الأجانب المُختَلف حول حجم أعدادهم. وقد يتسنّى لنا لاحِقاً الحديث عن السيناريوهات المطروحة تركياً للتعامل معهم.
حالياً، تركيا التي تتهيّأ لعقدِ القمّة الرُباعية (تركيا – روسيا – فرنسا – ألمانيا) في إستنبول في النصف الثاني من الشهر الجاري لا تمتلك سوى إنجاح الاتفاق كون مصالحها المشتركة مع الروس وغيرهم أضحت على المِحكّ. فهي تُجاهِد الوقت للحدّ من حجم خسائرها في سوريا في سبيل الحفاظ على ما تبقّى لها من نفوذ، بغية استثماره في المفاوضات السياسيّة الجديّة التي ستعقب الحلّ العسكري في عموم سوريا. وهذا ما يُفسِّر ربط أردوغان توقيت خروج قواته من سوريا بالانتخابات الرئاسية فيها.
بكل الأحوال، لا يرغب أردوغان الظهور حالياً بصورة الرجل المُخفِق أو العاجِز أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين. فقد منحت روسيا تركيا الفُرَص العديدة للحفاظ على التفاهُم القائم بينهما في سوريا، وطمعاً في تطوير العلاقة إلى شراكة استراتيجية تكفل تحييد أنقرة عن حلف الأطلسي في علاقات الأخير مع موسكو.
لا يطيق الأتراك طرح سيناريو فشل الاتفاق في إدلب. ولا يتحّملون حتى تخيّل هذا السيناريو. فالمسؤولون الأتراك وصحافتهم المحلّية تتجنّب طرح السؤال: ماذا لو فشل الاتفاق؟ ماذا لو لم ننجح في ضَبْطِ الفصائل المُسلّحة جميعها هناك؟
في المُحصّلة، يترقّب الأتراك بيان هيئة تحرير الشام، ويراهنون على انخراطهم في تطبيق بنود الاتفاق مع ضريبةٍ أو صفقاتٍ مُرّة الهَضْم ستمرّر. ويسعون في تخفيف هواجس المُسلّحين لجهة بعض بنود اتفاق سوتش الطريق الدولي الممتد من شمال سوريا إلى جنوبها إحدى تلك الهواجس، حيث لا ترغب الفصائل المُسلّحة بأيّ وجودٍ أو سيطرةٍ للقواتِ الحكوميةِ السوريةِ على تلك الطريق السريع. ويفضّلون – وهذا ما تدعو إليه تركيا- أن يكون الإشراف عليه بيدِ الأتراك أو بالشراكة مع الروس في أماكن سيطرة المُعارضة.
ما قضاه الله للمؤمن فهو خير
الإمام الصادق (عليه السلام): إن فيما ناجى الله به موسى بن عمران أن: يا موسى، ما خلقت خلقا هو أحب إلي من عبدي المؤمن، وإني إنما أبتليه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي، وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي (4).
رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما ضحك ذات يوم حتى بدت نواجذه -: ألا تسألوني مم ضحكت؟
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عجبت للمرء المسلم إنه ليس من قضاء يقضيه الله عز وجل له إلا كان خيرا له في عاقبة أمره (5).
عنه (صلى الله عليه وآله): في كل قضاء الله عز وجل خيرة (خير - خ ل) للمؤمن (6).
الإمام الباقر (عليه السلام): في قضاء الله كل خير للمؤمن (7).
رسول الله (صلى الله عليه وآله): عجبا للمؤمن لا يقضي الله عليه قضاء إلا كان خيرا له، سره أو ساءه، إن ابتلاه كان كفارة لذنبه، وإن أعطاه وأكرمه كان قد حباه (8).
الإمام الصادق (عليه السلام): عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله عز وجل له قضاء إلا كان خيرا له، وإن قرض بالمقاريض كان خيرا له، وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له (9).
الإمام الكاظم (عليه السلام): المؤمن بعرض كل خير لو قطع أنملة أنملة كان خيرا له، ولو ولي شرقها وغربها كان خيرا له (10).
الإمام الصادق (عليه السلام): ما قضى الله لمؤمن قضاء فرضي به إلا جعل الله له الخيرة فيما يقضي (11).
عنه (عليه السلام): إن بني إسرائيل أتوا موسى (عليه السلام) فسألوه أن يسأل الله عز وجل أن يمطر السماء عليهم إذا أرادوا ويحبسها إذا أرادوا، فسأل
الله عز وجل ذلك لهم، فقال الله عز وجل: ذلك لهم يا موسى، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا شيئا إلا زرعوه ثم استنزلوا المطر على إرادتهم وحبسوه على إرادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والآجام، ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا! فضجوا إلى موسى (عليه السلام) وقالوا: إنما سألناك أن تسأل الله أن يمطر السماء علينا إذا أردنا فأجابنا ثم صيرها علينا ضررا! فقال:
يا رب إن بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: ومم ذاك يا موسى؟ قال: سألوني أن أسألك أن تمطر السماء إذا أرادوا وتحبسها إذا أرادوا فأجبتهم ثم صيرتها عليهم ضررا! فقال:
يا موسى، أنا كنت المقدر لبني إسرائيل فلم يرضوا بتقديري فأجبتهم إلى إرادتهم فكان ما رأيت (1).(انظر) البلاء: باب 412.
(١) نهج السعادة: ٣ / ٢٩٨.
(٢) كنز العمال: ٣١٤٥٢.
(٣) نهج البلاغة: الخطبة ١٥٠.
(٤) البحار: ٨٢ / ١٣٠ / ١٠.
(٥) أمالي الصدوق: ٤٣٩ / ١٥.
(٦) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ١ / ١٤١ / ٤٢.
(٧) التمحيص: ٥٨ / ١١٨.
(٨) تحف العقول: ٤٨.
(٩) الكافي: ٢ / 62 / 8.
(10) التمحيص: 55 / 109 و 59 / 123.
(11) التمحيص: 55 / 109 و 59 / 123.
لماذا استقالت نيكي هايلي؟
القليل من الدبلوماسيين الذين عملوا مع نيكي هايلي توقعوا منها أن تبقى في دور الأمم المتحدة طوال السنوات الأربع كاملة من فترة ترامب الرئاسية. لقد كان ينظر إليها عالمياً على أنها سياسية تستخدم منصب الأمم المتحدة لصقل صورتها وتأخير وقتها بينما كانت تخدم طموحاتها الرئاسية.
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً تناول أسباب استقالة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي من منصبها. والآتي ترجمة نص التقرير:
استقالت نيكي هايلي من منصبها كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وستترك منصبها في يناير كانون الثاني المقبل، في خطوة أثارت دهشة دبلوماسيي الحلفاء وغيرهم من كبار المسؤولين.
وأعلنت هايلي ودونالد ترامب عن رحيلها في المكتب البيضاوي. وجاء التوقيت بمثابة مفاجأة لزملائها في وزارة الخارجية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقد أشاد كل من الرئيس والمبعوثة المنتهية ولايتها ببعضهما البعض، للتأكيد على أنها لم تغادر في ظروف قاسية.
وصوّرت هايلي رحيلها كعمل موظف عام ذي ضمير. وقالت: "أعتقد أنه يجب عليك أن تكون غير أناني بما فيه الكفاية لتعرف متى تتنحى جانباً وتسمح لشخص آخر بالقيام بهذه المهمة".
وحين سُئل ترامب عن خليفة هايلي، قال إن هناك "عددًا من الأشخاص الذين يرغبون بشدة في القيام بذلك"، قائلاً إن هالي جعلته "موقعًا أكثر سحراً".
ويبدو أن تكهنات سابقة بأن إيفانكا ترامب قد تشغل هذا المنصب ستتوقف بعد تغريدة من ابنة الرئيس، قائلة إنها لن تتولى المنصب.
وقال ترامب للصحافيين في طريقه إلى تجمع في ولاية نبراسكا إن لديه قائمة مختصرة من خمسة متنافسين ليحلوا محل هالي.
وكان الاسم الوحيد على القائمة التي ذكرها هو نائبة وزير الأمن القومي السابق دينا باول، التي قضت نهاية الأسبوع الماضي مع هالي وعائلاتهما في قارب في كارولينا الجنوبية. وقال ترامب: "دينا ستحب المنصب".
ريتشارد غرينيل، سفير الولايات المتحدة في ألمانيا الذي أمضى ثماني سنوات في بعثة الأمم المتحدة، قد تم ترشيح نفسه كمنافس من قبل المعلقين المحافظين. وقال ترامب إن غرينيل لم يكن في قائمته، لكنه كان على استعداد للنظر في ترشيحه.
وقال الرئيس: "إن غرينيل يقوم بعمل جيد في موقف مهم للغاية. فهو يعمل جيدًا لدرجة أنني لا أريد نقله. أنا شخصياً سأحافظ على ريك أين هو ".
وقد ورد أن وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، قد أُخذا على حين غرة. لكن الرئيس ادعى أنه قد تم إبلاغهم بشكل جيد مقدمًا.
وقال ترامب: "لقد أخبرتني على الأرجح قبل ستة أشهر. قالت: "أنت تعرف، في نهاية العام، في نهاية فترة عامين، أريد أخذ بعض الوقت، أريد أن أستريح."
ومن غير الواضح لماذا أدلت هايلي بهذا الإعلان قبل الانتخابات النصفية للكونغرس. ورفضت التكهنات بأنها ستغادر كي تترشح للرئاسة، قائلة إنها لا تخطط للترشح في عام 2020 وستقوم بحملة لصالح ترامب. وفي خطاب استقالتها الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست، قالت هالي إنها عادت إلى القطاع الخاص، على الرغم من أنها قالت إنها تتوقع "التحدث من حين إلى آخر حول مسائل مهمة تتعلق بالسياسة العامة".
وكانت رسالة الاستقالة مؤرخة في 3 أكتوبر / تشرين الأول، بعد يوم من ظهور ترامب في تجمع سياسي في مسيسيبي، وسخر من الدكتورة كريستين بلاسي فورد، التي اتهمت مرشح ترامب لرئاسة المحكمة العليا بالاعتداء الجنسي. وصوّرت هايلي نفسها كمدافعة عن حقوق المرأة، رغم أنه لا يوجد دليل على أن سخرية ترامب من فورد كانت هي الدافع المباشر لقرارها.
وكانت هايلي، وهي حاكم سابق لولاية ساوث كارولينا، أحد أبرز مساعدي ترامب، وكانت بمثابة الوجه الدولي للإدارة. ومع ذلك، فقد اتبعت توجهًا سياسيًا صريحًا كان في بعض الأحيان على خلاف مع البيت الأبيض، وخاصة حول موضوع روسيا.
وبينما كان ترامب متحفظاً بشأن انتقاد الكرملين، كانت هايلي ناقدة دائمة للسياسة الروسية في سوريا وأوكرانيا، وللهجوم بالأسلحة الكيمائية ضد جاسوس روسي سابق في المملكة المتحدة في آذار / مارس 2018. وفي إبريل / نيسان، تعرضت للإذلال عندما أعلنت عن عقوبات وشيكة تتناقض مع البيت الأبيض، الذي أشار إلى أنها كانت تعاني من "ارتباك لحظوي".
وأطلقت هايلي النار رداً على ذلك: "مع كل الاحترام الواجب، لا أشعر بالحيرة".
كما تحدثت عن قضايا حقوق الإنسان بشكل متكرر ومتزايد أكثر من غيرها في وزارة الخارجية.
وحول قضايا أخرى - مثل الدعم غير المشروط لإسرائيل (اتخذ الجيش الإسرائيلي خطوة غير عادية من التغريد شاكراً "خدمتها")، العداء الثابت لإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا - كانت هي الأكثر تميزًا في المواقف المتشددة.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت هايلي أن الولايات المتحدة كانت تنسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي وصفته بأنه "بالوعة التحيّز السياسي".
لقد فاجأ توقيت مغادرة هايلي الدبلوماسيين في الأمم المتحدة. ويبدو أنها لم تقدم أي إشارة إلى نواياها لزملائها في مجلس الأمن.
لكن القليل من الدبلوماسيين الذين عملت معهم توقعوا منها أن تبقى في دور الأمم المتحدة طوال السنوات الأربع كاملة من فترة ترامب الرئاسية. لقد كان ينظر إليها عالمياً على أنها سياسية تستخدم منصب الأمم المتحدة لصقل صورتها وتأخير وقتها بينما كانت تخدم طموحاتها الرئاسية.
"ظننت أنها ستذهب بعد عامين. وقالت دبلوماسية كبيرة: "لماذا ستذهب قبل الانتخابات النصفية للكونغرس؟"
وتكهن دبلوماسي أن هايلي قد تضع عينها على مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الجنوبية، أو أن رحيلها كان يمكن أن يتأثر بالمطالب الأخيرة بالتحقيق في استخدامها للطائرات الخاصة العام الماضي الذي قدمه رجل أعمال من ولاية كارولينا الجنوبية، لكنه أعرب عن شكه بشأن ما إذا كان كانت الادعاءات خطيرة بما فيه الكفاية لتحريك رحيل مبكر.
وسيؤدي رحيلها إلى رفع مستويات القلق لدى حلفاء الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. وعلى الرغم من خطابها الحاد، فقد حذرت أي دولة صوتت ضد الولايات المتحدة بأنها "أخذت أسماء" - ونجحت في إقناع ترامب بأن الأمم المتحدة خدمت غرضًا مفيدًا للمصالح القومية الأميركية.
ومع ذلك، كان موقعها النسبي داخل الإدارة يتضاءل منذ وصول بومبيو على رأس إدارة الدولة. وتحت قيادة ريكس تيلرسون في عهد بومبيو، كانت هايلي يدًا حرة، حيث اتخذ تيلرسون منهجًا ضعيفًا في وظيفته وكثيراً ما كان على خلاف مع ترامب الذي غالبًا ما تجاهله.
على النقيض من ذلك، سرعان ما أصبح بومبيو المتحدث الرئيسي باسم سياسة ترامب، وتلاشت أهمية هايلي. وفي الوقت نفسه يقال إن بولتون اشتبك مع هايلي عندما حاولت الدفاع عن الأمم المتحدة كمؤسسة. وخسرت هايلي أيضاً معركة مع ستيفن ميلر المتشدد في البيت الأبيض حول سياسة إدارة شؤون اللاجئين.