Super User

Super User

أنشد همّام بن غالب بن صعصعة، المكنّى بأبي فراس، والملقّب بالفرزدق قصيدة رائعة بحق الإمام علي بن الحسين بن علي ابن ابي طالب عليهم السلام أمام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك.

وفيما يلي قصة القصيدة الشعرية :

- مناقب ابن شهرآشوب : الحلية * والأغاني * وغيرهما : حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام من الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين وعليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة ، بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز ، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له ، فقال شامي : من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا أعرفه ، لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق وكان حاضرا : لكني أنا أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس ؟ فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في الأغاني ، والحلية ، والحماسة ، والقصيدة بتمامها هذه :

يا سائلي أين حل الجود والكرم ؟         عندي بيان إذا طلابه قدموا

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته        والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم           هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا الذي أحمد المختار والده        صلى عليه إلهي ما جرى القلم

لو يعلم الركن من قد جاء             يلثمه لخر يلثم منه ما وطئ القدم

هذا علي رسول الله والده             أمست بنور هداه تهتدي الأمم

هذا الذي عمه الطيار جعفر          والمقتول حمزة ليث حبه قسم

هذا ابن سيدة النسوان فاطمة     وابن الوصي الذي في سيفه نقم

إذا رأته قريش قال قائلها             إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته            ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

وليس قولك : من هذا ؟ بضائره         العرب تعرف من أنكرت والعجم

ينمى إلى ذروة العز التي قصرت         عن نيلها عرب الاسلام والعجم

يغضي حياءا ويغضى من مهابته         فما يكلم إلا حين يبتسم

ينجاب نور الدجى عن نور غرته         كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم

بكفه خيزران ريحه عبق              من كف أروع في عرنينه شمم

ما قال : " لا " قط إلا في           تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم

مشتقه من رسول الله نبعته       طابت عناصره والخيم والشيم

حمال أثقال أقوام إذا فدحوا          حلو الشمائل تحلو عنده نعم

إن قال قال بما يهوى جميعهم         وإن تكلم يوما زانه الكلم

هذا ابن فاطمة إن كنت               جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا

الله فضله قدما وشرفه                   جرى بذاك له في لوحه القلم

من جده دان فضل الأنبياء            له وفضل أمته دانت لها الأمم

عم البرية بالاحسان وانقشعت            عنها العماية والاملاق والظلم

كلتا يديه غياث عم نفعهما           يستو كفان ولا يعروهما عدم

سهل الخليقة لا تخشى بوادره         يزينه خصلتان : الحلم والكرم

لا يخلف الوعد ميمونا نقيبته          رحب الفناء أريب حين يعترم

من معشر حبهم دين وبغضهم         كفر وقربهم منجى ومعتصم

يستدفع السوء والبلوى بحبهم         ويستزاد به الاحسان والنعم مقدم

بعد ذكر الله ذكرهم في                كل فرض ومختوم به الكلم

إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم          أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم         ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت         والأسد أسد الشرى والبأس محتدم

يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم      خيم كريم وأيد بالندى هضم

لا يقبض العسر بسطا من أكفهم     سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا

أي القبائل ليست في             رقابهم لأولية هذا أوله نعم ؟

من يعرف الله يعرف أولية               ذا فالدين من بيت هذا ناله الأمم

بيوتهم في قريش يستضاء بها          في النائبات وعند الحكم أن حكموا

فجده من قريش في أرومتها             محمد وعلي بعده علم

بدر له شاهد والشعب من أحد      والخندقان ويوم الفتح قد علموا

وخيبر وحنين يشهدان له                وفي قريضة يوم صيلم قتم

مواطن قد علت في كل نائبة         على الصحابة لم أكتم كما كتموا

فغضب هشام ومنع جائزته وقال : ألا قلت فينا مثلها ؟ قال : هات جدا كجده وأبا كأبيه واما كأمه حتى أقول فيكم مثلها ، فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال : اعذرنا يا أبا فراس ، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به ، فردها وقال : يا ابن رسول - الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله ، وما كنت لأرزأ عليه شيئا ، فردها إليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك ، فقبلها ، فجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس ، فكان مما هجاه به قوله : أيحبسني بين المدينة والتي إليها قلوب الناس يهوي منيبها يقلب رأسا لم يكن رأس سيد وعينا له حولاء باد عيوبها فأخبر هشام بذلك فأطلقه ، وفي رواية أبي بكر العلاف أنه أخرجه إلى البصرة

- رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد بن مجاهد عن الغلابي محمد بن زكريا ، عن عبيد الله بن محمد بن عائشة ، عن أبيه مثله .

السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2018 07:07

«بلومبرغ» تتنبأ بنهاية عصر الدولار

هيمن الدولار الأمريكي على الأسواق العالمية لعقود طويلة، إلا أن هيبته بدأت بالتصدع والانهيار، فيما يسعى قادة العالم الآن للتخلي عن العملة الأمريكية.

وصف رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، في سبتمبر، إجبار الأوروبيين على شراء سلعهم الخاصة بالدولار بـ”السخيف”، في الوقت الذي صرح فيه وزير المالية الفرنسي، برونو لو ماير، بأنه يريد أن تكون حكومته المالية غير مرتبطة بالدولار ومستقلة عن الولايات المتحدة الأمريكية.

وتشير “بلومبرغ” التي نشرت الخبر، إلى أن روسيا تقلص أصولها المالية من الدولار لارتفاع المخاطر المرتبطة بالعملة الأمريكية في التعاملات الدولية، بالإضافة لتحدي الصين لهيمنة العملة الأمريكية في أسواق الطاقة العالمية، فبدأت بإدخال عملتها المحلية ”اليوان“ في تعاملات الطاقة الخاصة بها.

وبحسب الموقع: فإن مثل هذه المتغيرات تعتبر إنذارا سيئا للولايات المتحدة الأمريكية، وبأن استخدام الدولار في العقوبات المالية الأمريكية بما يخص حلفاءها أيضا يعتبر بادرة سيئة.

وأضافت الوكالة بأن قادة الاتحاد الأوروبي يسمحون لشركاتهم بالتعامل مع شركات من الدول النامية بنظام دفع يجعلهم يتهربون من العقوبات الأمريكية وهم يقومون بذلك بشكل علني.

وتحدث ”بلومبرغ“ عن أن أحد عوامل قوة الدولار الأمريكي في الوقت الحالي هو ضعف العملات التنافسية الأخرى، فمنطقة اليورو تعاني من مشاكل، والصين حذرة من مسألة تدفق رؤوس الأموال المفتوحة و التجارة العالمية.

يذكر بأن العلاقات الأمريكية الأوروبية شهدت خلافا حادا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، بالإضافة للرسوم الجمركية التي فرضتها أمريكا على الألمنيوم والفولاذ، بالإضافة لتهديد عدد من الشركات الأوروبية من التعامل مع إيران مع تطبيق الحظر عليها.

وبدورها تسعى روسيا للتخلص من الدولار عن طريق شراء الذهب وبيع السندات الحكومية الأمريكية.

كما أن الحرب التجارية بين أمريكا والصين تزداد نارها بين البلدين وبخاصة بعض فرض البلدين عددا من الرسوم والإجراءات بحق بعضهما البعض، الأمر الذي يقوض الحركة التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم.

إنه مضيق هرمز، حيث كانت البداية قبل نهاية 2011، عندما أجرت إيران تمارين بحرية قرب المضيق، وصرَّحت أنها قد تعمد إلى إغلاقه، في حال قرّر الغرب فرض المزيد من العقوبات عليها بسبب برنامجها النووي.

حذَّر حينها نائب الرئيس الإيراني محمّد رضا رحيمي من أن "نقطة نفط واحدة لن تمر عبر مضيق هرمز" في حال تشديد العقوبات على إيران. وأن الأعداء لن يتخلّوا عن مؤامراتهم إلا عندما نضعهم في مكانهم الطبيعي. وصرَّح حينها قائد البحرية الإيرانية بأن إغلاق مضيق هرمز أمام حركة ناقلات النفط يُعتبَر بالنسبة لإيران "أبسط من ارتشاف قدح ماء" إذا قدَّرت الحكومة الإيرانية أن اغلاقه ضرورياً.

مؤخراً صرَّح "محمّد علي جعفري" قائد الحرس الثوري الإيراني مُتحدِّثاً أن قواته مُستعدّة لتنفيذ تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز، وقد يأتي ذلك بعد شدٍّ وجذبٍ مع الجانب الأميركي، وبعد إعلان ناطق باسم القيادة المركزية الأميركية أن البحرية الأميركية مُستعدّة لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة في المضيق، رداً على تهديد روحاني بمنع شحنات نفط الدول المُجاورة من عبور المضيق، إذا استجابت لطلب واشنطن بعدم شراء النفط من إيران. وسبق أن قال جعفري إذا لم تتمكَّن إيران من بيع نفطها نتيجة ضغوط الولايات المتحدة، سنجعل العدو يُدرِك أنه إما أن يستخدم الجميع مضيق هرمز، أو لا أحد يستخدمه.

هنا يأتي الرئيس الإيراني حسن روحاني ليكسب دعماً مُفاجئاً من المُحافظين المُتشدّدين الذين هاجموه قبل أشهر، بعد دعوته إلى وحدة وطنية، حيث قام بالتشكيك بقدرة واشنطن على منع إيران من تصدير نفطها. ويسير خلف روحاني إعلامه فنجد الصحف الإيرانية قد خصّصت تغطية واسعة لرسالة قائد فيلق القدس "قاسم سليماني"، إذ عنوَنت صحيفة (جوان) المُقرَّبة من "الحرس" صفحتها الأولى بعبارة (نراكم في المضيق)، مع صورةٍ لروحاني وسليماني يتصافحان أمام خريطة لمضيق هرمز. وأن مقاومة العدو وصون استقلال البلاد يفرضان علينا تناسي خلافاتنا إلى وقتٍ لاحق. فيما احتلت صورة سليماني كامل الصفحة الأولى لصحيفة "سازاندغي"، التي حملت عنوان "وحدة بين الحرس الثوري والحكومة". كذلك جاءت تصريحات روحاني لتُلهب الموقف أكثر، ففي معرض تعليقه على العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران ومحاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حَظْر صادرات إيران النفطية، بأنها ستكون "شرارة حرب".

ليس من أجل التهدئة، ولكن من منطق الصيد في الماء العَكِر، الإمارات جاءت على الخط، فسبق أن بحث وليّ عهد أبوظبي محمّد بن زايد آل نهيان مع وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو في أبوظبي، علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين وأكّدا حرصهما على تعميقها والتنسيق المشترك بينهما، وشدَّد بومبيو على "التزام الولايات حماية خطوط تصدير النفط عبر مضيق هرمز وإنهاء التهديدات الإيرانية لدول المنطقة"، مؤكّداً الاستمرار في هذا الالتزام، ذلك في أول زيارة له إلى دولة الإمارات منذ تولّيه منصبه.

إن الحقيقة الواضحة هنا هي أن التهديدات (أميركية-إماراتية) صريحة، فوزير الخارجية الأميركي أّكد أن السياسة الأميركية في المنطقة تهدف إلى الحدّ من التدخُلات الإيرانية. وأنهم محظوظون بوجود شركاء لهم في المنطقة مثل السعودية والإمارات والبحرين، التي تشاركهم التزامهم "إنهاء -كما يدّعي- التهديدات الإيرانية لدول المنطقة ومنع إغلاق مضيق هرمز". وشدّد على التزام الولايات حماية خطوط تصدير النفط عبر مضيق هرمز، مع الاستمرار في هذا الالتزام. مؤكّداً تعاون الولايات المتحدة مع السعودية والإمارات لإنهاء تهديد الحوثيين في اليمن ودول المنطقة. وجدَّد التأكيد أن الولايات المتحدة تعمل على تحجيم التدخّلات الإيرانية. وأن العقوبات الأميركية ضد إيران، تهدف إلى حرمانها من القدرات المالية التي تستخدمها للتدخّل في شؤون دول المنطقة، وأنها لا تستهدف الشعب الإيراني. فواشنطن تُدرِك أن بعض الدول ستطلب إعفاءها من التقيّد بالعقوبات على إيران.

يعلم الجميع أن إغلاق مضيق هرمز ربما يُشعِل شرارة الحرب التي تسعى إليها بعض الدول، وتكون ذريعة ومبرّراً لغزو دول وشنّ عدوان عليها، فوقف صادرات النّفط الإيرانيّ يعني الكثير، منها وقف معظم الواردات اللازمة لاستمرار عمل المفاصل الأساسية في البنى التحتية للدولة والاحتياجات الأساسية للشعب، ناهيك عن الجوع والفقر والغلاء الفاحش. فقطْع النفط الإيراني مثل قطْع الأعناق، إن لم يكن أخطر منه. وهنا قد يكون الرئيس روحاني قد كشف عن بعض الحقيقة، وخلع عباءة وعمامة رجل الدين والرئيس، فمثل هذه التهديدات هي منطقية، فالنفط لن يتوقّف، ودول الجوار تعرف كيف تسنجد بمن تحميها نفسها، وتمتلك كافة الإمكانات لحماية شحنات نفطها.

الوهم الأميركي العربي في أن إيران لن تتهوّر وتغامر بإغلاق مضيق هرمز كما هدّدت، قد لا يتحقّق، فترامب يستعد للتفاوض، وللأوضاع المقبلة، فهو -كرجل أعمال قبل أن يكون رئيساً لأميركا- يدرك حجم خسائر الاقتصاد العالمي وخاصة الأوروبي والأميركي جراء تلك المواجهات مع إيران. فيكفي لإغلاق المضيق أن يتم إغراق باخرة نفطية إيرانية في قلب المضيق لتجميد صادرات ثلث نفط العالم لشهور أو سنوات.. فهل يدرك العالم ذلك جيّداً؟.. ويعطي اهتماماً نحو تفاهم بين دول المنطقة.. بدلًا من الاستعانة بالخارج الذي جاء قبل ذلك ليحصد من ضعاف الدول في المنطقة، مدّعياً أنه جاء لحمايتها لا لجبايتها.

محمد عبد الرحمن عريف  كاتب وباحث في تاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية

هكذا انتهى انتصار تشرين الأول/ أكتوبر 1973، بشبه الجزيرة مكتوفة السلاح. وإن كانت المصالح تتحدّث ورغم المخاوف الإسرائيلية السابقة، إلا أن المصلحة الإسرائيلية تحتّم عليها الموافقة على الخطوات نحو التعاون، نظراً للفوائد التي ستعود على الجانب الإسرائيلي أيضاً من وراء القضاء على التنظيمات في سيناء. لذلك قامت ببناء سياج عازل على الحدود مع مصر بطول 227 كيلو متراً، مزوّدة بأحدث أجهزة المراقبة والاستشعار عن بُعد، موصولة بقاعدة لتحليل الصوَر والبيانات التي ترصدها تلك الأجهزة، وبلغت تكلفة هذا الجدار نحو 1.4 مليار دولار. ذلك على اعتبار أن إقامة هذا الجدار من شأنها أن تقلّل إلى حد كبير من استخدام الصواريخ والقذائف المُضادّة للدبابات ضد الدوريات الإسرائيلية ومعدّاتها إذا ما فكّر أي تنظيم من داخل سيناء في استهدافها.

في محاولة تحليل ما تم الاتفاق والتوقيع عليه في 17 أيلول/ سبتمبر 1978 بين السادات وبيغن، بعد 12 يوماً من المفاوضات، حيث كانت تحت إشراف كارتر. وحيث توجد مطالب لم يتم الإفصاح عن تفاصيلها، وعليه تبقى سرّية حتى اليوم، كما أنّها لم تُعرَض على البرلمان المصري.. هي الكارثة التي بدأت في 1978، وصولاً إلى  20 آذار/ مارس 1979، حيث وقّع السادات وبيغن على "اتفاقية السلام"، والتي بدأت باعتراف القاهرة بوجود دولة إسرائيل، مع انسحابها من سيناء، والتأكيد على حق السفن والشحنات الإسرائيلية المرور في كل من قناة السويس وخليج العقبة ومضيق تيران من دون عوائق، وهنا كانت بداية الكوارث نحو تعاون عربي-إسرائيلي بدأ من هذه المضائق، ليكون الحصاد بعد 40 عاماً، ذلك بوصوله لباب المندب.

لقد جاءت "كامب ديفيد" و"اتفاقية السلام" بموجة استياء عربي واسعة، رحل فيها السادات قتيلًا، فيما ظّلت سيناء مُقسّمة إلى مناطق أمنية ثلاث بحُكم اتفاقية السلام، تلزم مصر بتسليح مُحدّد ومعروف مسبقاً فيها، ولا يجوز رفعه إلا باتفاق الطرفين. فبالأحرف الأشهر في الأبجدية (العربية والعبرية والإنكليزية)، جاءت خريطة سيناء بعد 40 عاماً، بتحديد عدد أفراد الجيش المصري فيها، فجاءت بالمنطقة "أ" في غرب سيناء، ليسمح فيها بقوات مصرية لا تزيد على 22 ألف مقاتل، ومنطقة "ب" في الوسط ليس فيها إلا أربعة آلاف جندي من حرس الحدود بأسلحة خفيفة، ثم منطقة "ج" في شرق سيناء على الحدود مع إسرائيل وهذه ليس فيها إلا قوات شرطة فقط، ومنزوعة من قوات الجيش.

نعم قد يكون عقب أحداث "25 كانون الثاني/ يناير" المصرية، حدثت حزمة من التفاهمات الأمنية بين القاهرة- تل أبيب، على إثرها أدخل المزيد من القوات والمعدّات العسكرية التي لم تكن "كامب ديفيد" تسمح بها. فسبق وأعلنت إسرائيل في 14 آب/ أغسطس 2011، أنها توصّلت لتفاهُمات أمنية مع الجانب المصري، بموجبها تم إدخال قوات مسلّحة إلى سيناء، فقد تم السماح بدخول 2000 جندي، بالإضافة إلى عتاد من الدبابات ومعدّات ثقيلة إلى شمال سيناء، وإن جاءت هذه الخطوة بمثابة اتفاق ثنائي بين البلدين على تخطّي حاجز بنود "كامب ديفيد".

الحقيقة أنه نظراً للمصالح المشتركة، وفي الخفاء وبعد عام، في 16 آب/ أغسطس 2012، قام الجيش المصري بإدخال عددٍ كبيرٍ من القوات المصرية إلى سيناء بالتنسيق مع إسرائيل، لكن إسرائيل اكتشفت أنه تم إدخال أعداد أخرى، ومعدّات عسكرية منها دبابات ومُقاتلات من دون التنسيق معها، لكنها رفضت التعليق على هذه المعلومات، واكتفت بالقول "إن التنسيق الأمني مع مصر متواصل على أساس "كامب ديفيد". وحفاظاً على ماء الوجه، نقلت "هاآرتس" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها "إن هناك أماكن في سيناء، ممنوع دخول الدبابات إليها، لا سيما إذا كان مدى نيران هذه الدبابات يُهدّد أمن إسرائيل".

منذ 2013 بدأ مسلسل اختطاف واغتيال العسكريين المصريين في سيناء، هنا جاء التنسيق المصري- الإسرائيلي مرة أخرى، من أجل إدخال عدد من القوات إلى سيناء. ذكر بعدها المُحلّل الإسرائيلي في مجلة "يسرائيل ديفنس" المُتخصّصة في الشؤون العسكرية، عامي روحكس دومبا، "أن إسرائيل من جانبها سمحت لمصر بإدخال قوات كبيرة من الجيش إلى سيناء بشكلٍ يكفي للسيطرة على الأحداث، وعلى الرغم من ذلك، فإن حجم القوات المصرية في سيناء غير واضح".

قد يكون وفقاً لرؤية عدد من المُراقبين للأحداث، تعتبر إسرائيل أمن الحدود مع مصر مصلحة استراتيجية لأنها تمنع تسلّل الأفارقة وتجّار المخدّرات والرقيق الأبيض. وسبق وعلّقت صحيفة "كلكليست" الإسرائيلية الاقتصادية على الجدوى الاقتصادية للأمن في سيناء والتنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل، بالقول "إن الهدوء على الجبهة الجنوبية يُعتبر بشرى خير للاقتصاد الإسرائيلي، واضطلاع مصر بمواجهة الأوضاع في سيناء سيخفّف عن إسرائيل من تكلفة وضع المزيد من القوات على الحدود مع مصر، وما يترتّب عليه، كما أن استقرار الجبهة الجنوبية سيتيح لإسرائيل التركيز على جبهات أخرى مشتعلة مثل الجبهة السورية والجبهة اللبنانية، وجبهة قطاع غزّة".

هكذا انتهى انتصار تشرين الأول/ أكتوبر 1973، بشبه الجزيرة مكتوفة السلاح. وإن كانت المصالح تتحدّث ورغم المخاوف الإسرائيلية السابقة، إلا أن المصلحة الإسرائيلية تحتّم عليها الموافقة على الخطوات نحو التعاون، نظراً للفوائد التي ستعود على الجانب الإسرائيلي أيضاً من وراء القضاء على التنظيمات في سيناء. لذلك قامت ببناء سياج عازل على الحدود مع مصر بطول 227 كيلو متراً، مزوّدة بأحدث أجهزة المراقبة والاستشعار عن بُعد، موصولة بقاعدة لتحليل الصوَر والبيانات التي ترصدها تلك الأجهزة، وبلغت تكلفة هذا الجدار نحو 1.4 مليار دولار. ذلك على اعتبار أن إقامة هذا الجدار من شأنها أن تقلّل إلى حد كبير من استخدام الصواريخ والقذائف المُضادّة للدبابات ضد الدوريات الإسرائيلية ومعدّاتها إذا ما فكّر أي تنظيم من داخل سيناء في استهدافها.

وسط كل ما سبق من تفاهم مصري- إسرائيلي، يرقى لدرجة التعاون المشترك. يبقى السؤال عما سيحدث بعد انتهاء هذا الأحداث في سيناء، فلا تُعرَف له إجابة، فهل ستظلّ القوات المصرية في سيناء تمثل أداة تأمينه في مواجهة إسرائيل، في حال إذا فكّر أي شخص بتل أبيب في أية تطلّعات إقليمية؟ على الرغم من كل ما سلف.. تبقى سيناء في الذكرى الـ40 معزولة يرتع فيها إرهاب لا يُعرَف مصدره. وقد باتت أشبه ببيتٍ يسكنه الجان، يعبث فيه متى شاء وكيفما شاء. فإلى متى تبقى "كامب ديفيد" تعزل مصر الآسيوية عن مصر الإفريقية أيضاً؟

محمد عبد الرحمن عريف  كاتب وباحث في تاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان اميركا هزمت في العراق وسوريا ولبنان وافغانستان وستمنى بالمزيد من الهزائم لاحقا في مناطق اخرى.

وفي كلمة له اليوم الخميس في ملتقى اقيم بحضور مائة الف من التعبويين في استاد "آزادي" بطهران قال سماحته بان الشعبين الايراني والعراقي والكثير من الشعوب الاخرى تتحضر لاقامة ملحمة مراسم الاربعين الحسيني.

واكد قائد الثورة، ان اقتصادنا الوطني سيكسر الحظر المفروض وسيوجه شعبنا بذلك صفعة اخرى لاميركا.

وقال، ان العدو لو شاهد فينا الوحدة والعزم والارادة وحضور الشباب المؤمن في الساحة فانه سيتراجع، ولكن فيما لو راى فينا التفرق والشتت وحدوث بون بين المسؤولين والحكومة فانه سيتجرأ.

وفي مستهل كلمته اشار قائد الثورة الى مسيرة الاربعين وقال، ان شعبنا والشعب العراقي والكثير من ابناء الشعوب الاخرى تتحضر لاقامة ملحمة مراسم اربعينية الامام الحسين (ع)، التي تعد ظاهرة استثنائية حدثت بفضل الباري تعالى حينما كان العالم الاسلامي احوج ما يكون الى مثل هذه الملحمة.

واضاف، ان التجمع الكبير للشباب المؤمن والتعبوي والمتحمس يذكّر بالتجمع الكبير في هذا الاستاد (في عقد الثمانينات من القرن الماضي خلال الحرب المفروضة من قبل نظام صدام ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية) حيث توجه الشباب الى ساحات القتال وحققوا الانتصارات وستحققون انتم ايضا الانتصار الكامل في الساحات المقبلة امامكم.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية هذا التجمع الكبير بانه يعقد في مرحلة حساسة جدا  للبلاد والمنطقة والعالم واضاف، ان حساسية الاوضاع نابعة من جانب من عربدة قادة الاستكبار وسياسات اميركا الناهبة لثروات العالم ومن جانب اخر استعراض قدرات الشباب المؤمن والانتصارات المتتالية في مختلف الساحات.

واضاف، هنالك من جانب اخر مشاكل البلاد الاقتصادية والضائقة المعيشية لقسم كبير من ذوي الدخل المحدود في البلاد ومن جانب اخر شعور نخب البلاد بالحساسية تجاه هذا الوضع وبذلهم الجهود الفكرية والعملية لمعالجة ذلك.

واعتبر سماحته ان من اقتدار الجمهورية الاسلامية انها اخرجت البلاد من هيمنة بريطانيا واميركا حيث كان الاجانب القساة والمتكبرون مهيمنين على مقدرات البلاد واضاف، انه في اقتدار الجمهورية الاسلامية يكفي انها انقذت البلاد من هيمنة الظالمين.

واضاف، انها المرة الاولى في تاريخ البلاد خلال القرن الاخير تتمكن ايران في حرب من الحيلولة دون تقسيم البلاد حيث استطاع الشعب الايراني خلال الحرب المفروضة من دحر جبهة العدو الواسعة والحفاظ على وحدة وسيادة اراضي البلاد.

واكد بان الشعب الايراني عصي على الهزيمة ببركة الاسلام واضاف، انه يمكن مشاهدة هذا الامر في انتصارات الشعب الايراني في الثورة الاسلامية الكبرى وانتصار الشعب في مرحلة الدفاع المقدس والصمود على مدى 40 عاما امام مؤامرات الاعداء.

واكد سماحته دور الشباب في حل مشاكل البلاد وقال، ان البعض يوحي وكأن الشباب هم مشكلة البلاد لكنني على العكس من ذلك اعتقد بان الشباب هم طريق الحل للمشكلة.

واضاف، ان الكثير من المقترحات التي تصلنا لحل مشاكل البلاد الاقتصادية والتي يعود الكثير منها للشباب هي مقترحات ناضجة وقيمة وان شبابنا يحملون افكارا تجاه قضايا البلاد وحوافز وشعورا بالمسؤولية.

الرئيس الروسي يعتبر أن قرارات أميركا بشأن إيران غير قانونية وتضر بالاقتصاد العالمي، ويؤكّد أنه يهدف إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا في نهاية المطاف بما فيها القوات الروسية.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قرارات أميركا بشأن إيران غير قانونية وتضر بالاقتصاد العالمي، معتبراً أن أوروبا متأخرة في محاولاتها تخفيف أثر العقوبات الأميركية على إيران.

بوتين وفي كلمة له في أسبوع الطاقة الروسي، قال إن أمام واشنطن إما الحصول على تصريح من دمشق للوجود في سوريا أو من الأمم المتحدة ولا طريق ثالثاً لها.

وأعلن بوتين أنه يجب على الأطراف المشاركة في الصراع السوري أن تسعى لضمان مغادرة جميع القوات الأجنبية للبلاد بعد هزيمة الإرهاب، قائلاً "يجب أن نسعى جاهدين لضمان عدم وجود قوات أجنبية من دول ثالثة في سوريا على الإطلاق، يجب أن نتحرك في هذا الاتجاه".

ورداً على سؤال حول إن كانت القوات الروسية من بين تلك القوات، أجاب بوتين "نعم، بما في ذلك روسيا، إذا قررت الحكومة السورية ذلك".

وكان الرئيس الروسي قد تبلغ من وزير الدفاع سيرغي شويغو أنّ القوات الروسية أنجزت مهمّة نقل منظومة "اس- 300" للدفاع الجويّ إلى سوريا بالكامل، كما كانت دمشق أكدت قبل أيام أن "وجود القوات الأمريكية والفرنسية والتركية على الأراضي السورية احتلال، وسيتم التعامل معها على هذا الأساس، ولذلك عليها الانسحاب فورا ودون قيد أو شرط".

قدّمت المرجعية الدينية العليا في العراق والمتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني خلال الفترة الأخيرة دوراً مصيرياً في سياق دعم العملية السياسية العراقية والمتمثل حالياً في نصائحها بشأن انتخاب رئيس الوزراء القادم.

آية الله السيستاني تمكّن عبر إصدار البيانات أو على لسان ممثليه خلال صلاة الجمعة في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف أن يحدد المعايير والمتطلبات العامة للأحزاب والتيارات السياسية المطروحة على الساحة في سياق اختيار رئيس الوزراء الجديد في هذا البلد.

المرجعية الشيعية العليا في العراق ورغم إيجابية المواقف في إطار تحديد المعايير الضرورية لانتخاب رئيس الوزراء القادم، لكنها تحمل قناعة سلبية من بعض الشخصيات المطروحة لتؤكد على عدم اختيار المرشحين الذين سبق لهم وأن تسلموا منصب رئاسة الوزراء دون أن يحركوا ساكناً في حل المعضلات والأزمات التي يمر بها هذا البلد، الأمر الذي أدّى عملياً إلى إغلاق ملف إعادة انتخاب رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي لهذا المنصب.

إن ما أبدته التيارات السياسية بما يشمل السنية والشيعية في العراق من احترام وإجلال حيال مواقف المرجعية الدينية منذ سقوط الطاغية وحتى يومنا الحاضر أسهم بشكل كبير في تعزيز دورها على صعيد العملية السياسية داخل العراق.

حزب الدعوة الإسلامي الذي يمسك حالياً بمقاليد رئاسة الوزراء في العراق، كان له موقف واضح في هذا السياق حيث أصدر بياناً اثنى فيه على دور المرجعية الدينية وتحديداً آية الله العظمى السيد علي السيستاني في حماية العراق وصون المقدسات والوحدة الوطنية، مؤكداً: أن مجلس قيادة حزب الدعوة الإسلامي التقى آية الله السيستاني وقد أكد سماحته ضرورة التسريع في إجراءات انتخاب رئيس وزراء جديد يحظى بتأييد شعبي واسع.

وأردف البيان" إن "اتباع رأي المرجعية ينبع من مسؤوليتنا الدينية والوطنية".

على غرار ذلك، جاءت مواقف باقي التيارات الشيعية بما فيها التيار الصدري والمجلس الأعلى وتيار الحكمة الوطني، والتي أبدت جميعها تأييداً لمواقف المرجعية بشأن موضوع انتخاب رئيس الوزراء الجديد.

ولا يخفى أن سنة العراق أيضاً يكنون احتراماً كبيراً للمرجعية الشيعية ويعيرون أهمية لمواقفها، وعلى سبيل المثال تجدر الإشارة إلى تصريحات رئيس البرلمان العراقي المنتخب حديثاً "محمد الحلبوسي" بوصفه شخصية سنية، والذي أكد ضرورة انتخاب رئيس الوزراء الجديد في العراق وفق المعايير والشروط التي تحددها المرجعية الدينية العليا.

طبعاً هناك جماعات سنية متطرفة محسوبة على فلول حزب البعث البائد والسعودية التي ساندت داعش في هجماته على العراق، والتي لا تخفي قلقها من اتساع دور المرجعية البنّاء والفاعل في العملية السياسية العراقية، فهي لا تستطيع نسيان فتوى المرجعية التي قضت على داعش والإرهاب في هذا البلد.

أكراد العراق أيضاً ينظرون بإيجابية واحترام إلى دور المرجعية الدينية الشيعية، والدليل على ذلك يكمن في البيان الصادر عن الزعماء السياسيين في إقليم كردستان العراق الذين أعربوا عن تأييدهم لمشروع آية الله السيستاني حول مخطط الاستفتاء والانفصال من البلد الأم.

وقد أكد هؤلاء الزعماء في بيانهم أن مشروع المرجعية شكّل خطوة مهمة في سياق الدفاع عن المبادئ وانطلاقة لدعم السلام وأمن المجتمع وتجنّب العنف والتهديد.

وبطبيعة الحال معارضة المرجعية الدينية العليا في العراق لمشروع فصل إقليم كردستان عن العراق وضع تيار مسعود البارزاني الانفصالي أمام تحديات وقيود كبيرة، فالجميع يعرف أن اتخاذ مواقف مناهضة للمرجعية الدينية في العراق إجراء مرفوض من جانب كل التيارات والطوائف العراقية، والأكراد على علم تام بأن معارضة المرجعية ستؤدي بهم إلى العزلة والمواجهة مع أنصار هذا التيار العظيم الذي بإمكانه تغيير كل المعادلات والحسابات في هذا البلد.

موقف اللاعبين الأجانب من المرجعية الدينية في العراق يشكّل أمراً في غاية الأهمية لتحديد مستقبل العملية السياسية في العراق؛ ومن أبرزهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية نظراً للمشتركات المذهبية والثقافية العديدة التي تجمعها بالمرجعية الدينية في هذا البلد.

إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تؤكد هذه الحقيقة حيث إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمجدّ على الدوام شخصية آية الله السيستاني ودوره المؤثر في حلّ قضايا العراق الرئيسية ومنها اختيار رئيس الوزراء للمرحلة القادمة.

من جانب آخر، تقف أمريكا التي كرّست جهودها منذ العام 2003 حتى اليوم لتعزيز وجودها في العراق، عاجزة عن تجاهل دور المرجعية الدينية في هذا البلد.

وينبغي الإشارة هنا إلى المقال الذي نشره السفير الأمريكي السابق في العراق "زلماي خليل زاد" في مجلة "بوليتيكو"، مؤكداً أنه لا يمكن معالجة مشكلات العراق دون رأي المرجع الديني الشيعي (آية الله السيستاني(.

يأتي ذلك وسط العديد من مواقف الرفض التي صدرت عن المرجعية الدينية العليا في العراق ضد سياسات وإجراءات أمريكا في هذا البلد، والتي أرغمت واشنطن على التراجع في قضايا عديدة.

طبعاً لا يخفى أن واشنطن تواصل جهودها وسياساتها رغم معارضة المرجعية الدينية للتدخل في شؤون العراق السياسية، وتأتي في السياق نفسه مساعي أمريكا لإعادة انتخاب رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، جهود وصفت على لسان العديد من المراقبين بأنها فاشلة قطعاً.

كما يظهر دور السعودية المخرّب في العراق والتي ترى في المرجعية الدينية حجر عثرة كبرى أمام أهدافها في هذا البلد، إن دعم السعودية لفلول حزب البعث البائد والجماعات التكفيرية بما فيها داعش شكلت أبرز المؤامرات التي باءت بالفشل إثر فتاوى المرجعية الشيعية في العراق.

ولكن السعودية لا تعلن عن معارضتها لدور المرجعية الشيعية لكونها على علم تام بمكانة آية الله العظمى السيستاني بين مكونات الشعب العراقي بمن فيهم الشيعة والسنة.

جارة العراق الشمالية تركيا أيضاً تتخذ جانب الاحتياط مع المرجعية الدينية في العراق وذلك رغم معارضة آية الله السيستاني لسياسات ومواقف هذا البلد من العراق.

وعلى سبيل المثال كانت المرجعية قد أكدت خلال العام 2015 رفضها لوجود القوات العسكرية التركية في هذا البلد، مطالبة الحكومة العراقية بعدم السماح في أي شرط كان المساس بسيادتها واستقلالها من جانب أي بلد.

تؤكد الشواهد أن توجيهات آية الله السيستاني فيما يخص القضايا السياسية العراقية ومنها موضوع تأسيس الحكومة واختيار رئيس الوزراء في العراق لا تتقيد بحزب أو تيار معين، كما أن سماحته لم ولا يتطرق إلى شخصيات محددة وإنما يكتفي بالإعلان عن المؤهلات والميّزات الضرورية لبعض المناصب القيادية بما فيها رئاسة مجلس الوزراء والعضوية في مجلس النواب العراقيين.

الشجاعة والنزاهة والحزم والعزيمة في مكافحة الفساد والتحلي بروح تواقة لخدمة الشعب وتوفير الرخاء المجتمعي و... هي من أبرز الصفات التي ينبغي لرئيس الوزراء القادم أن يتميز بها وفق رأي المرجعية الشيعية.

ختاماً.. إن المرجعية العليا الشيعية في العراق والتي يقودها آية الله العظمى السيد علي السيستاني تتمتع بمكانة مرموقة لدى كل الشرائح والمذاهب والأديان والتيارات بما يشمل الشيعة والسنة والعرب والأتراك والكرد،؛ بل حتى اللاعبين الأجانب وإن لم يحتكموا بأوامره لكنهم يكنون احتراماً كبيراً لسماحته ولن يجرؤوا على اتخاذ موقف مناهض أو معارض لمواقفه.

في المقابل، فإن آية الله السيستاني يضطلع بدور الأب الحريص على أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته وشرائحه كما يتجنب التدخل مباشرة في القضايا السياسية وإنما يدأب على اتخاذ مواقف عابرة للتيارات والأحزاب وينطلق بتوجيهات ونصائح تخدم مصالح الشعب والمنطقة أجمع.

إن الفتاوي الحكيمة وبعد البصيرة التي يتميز بها سماحة آية الله السيستاني ولا سيما خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق وأيضاً فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها ضد تنظيم داعش الإرهابي، قررت مصير العراق وأحبطت أخطر المؤامرات التي خطط لها الأعداء وقوى الاستكبار.

وفي المرحلة الراهنة أيضاً حيث التطورات الأخيرة في البصرة ومسار العلمية السياسية وانتخاب رئيس الوزراء القادم، فقد أبدت المرجعية الدينية الشيعية موقفاً في غاية الأهمية وقد طالب سماحة آية الله السيستاني بالتسريع في إجراءات تأسيس الحكومة وانتخاب رئيس وزراء نزيه وكفوء ليقود العراق في مرحلة ما بعد داعش وإعادة الإعمار نحو التقدم واجتياز الأزمات ومواجهة التحديات.

المصدر: الوقت

محكمة العدل الدولية تقبل دعوى تقدّمت بها إيران ضدّ الولايات المتحدة بشأن إعادة فرض العقوبات عليها، ووزارة الخارجية الإيرانية ترحّب بالقرار وتقول إنه يشير بشكل واضح إلى أحقية إيران وعدم شرعية العقوبات الأميركية ضدّ شعبها.

اعتبر السفير الاميركي لدى هولندا أن قرار محكمة العدل الدولية بشأن إيران "لا قيمة له". المحكمة كانت أكدت أنها تملك الاختصاص للنظر في شكوى إيران المقدّمة ضدّ الولايات المتحدة بشأن إعادة فرض العقوبات، وبالتالي أعلنت قبولها الدعوى الإيرانية ضدّ واشنطن.

وأمرت المحكمة أميركا بضمان ألّا تؤثر العقوبات في السلع الإنسانية لإيران وألّا تعرّض الطيران المدني الإيراني للخطر، ودعت الجانبين الأميركي والإيراني إلى الكفّ عن تصعيد الصراع.

رئيس جلسة محكمة العدل الدولية القاضي عبد القوي يوسف أشار إلى أن التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة لديها القدرة على تعريض سلامة الطيران المدني في إيران وحياة مستخدميه للخطر.

وتعليقاً على قرار محكمة الجنايات الدولية، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الجمهورية الإسلامية ترحب بقرار المحكمة الجنائية.

واعتبرت أن إصدار القرار المؤقت الذي اتخذ بالإجماع ضدّ الإجراءات غير القانونية الأميركية في إعادة فرض العقوبات بشكل أحادي بعد انسحابها من الاتفاق النووي، يشير بشكل واضح إلى أحقية إيران وظلم وعدم شرعية العقوبات الأميركية ضدّ شعبها.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قرار محكمة العدل الدولية "هزيمةً أخرى للحكومة الأميركية وانتصاراً لحكم القانون".

ظريف وفي تغريدة على "توتير" دعا المجتمع الدولي إلى الوقوف بصورة جماعية أمام الأحادية الأميركية.

الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن الولايات المتحدة تلقت هزيمةً سياسيةً كبرى، وأصبحت أكثر عزلةً في العالم منذ البدء بإجراءاتها ضد طهران، وفي اجتماع مجلس الوزراء شدد روحاني على أن كل الضغوط التي تفرضها واشنطن هدفها تحقيق إنجاز سياسي داخلي.

وكان إيران أعلنت عن تقديم شكوى إلى محكمة لاهاي ضدّ الولايات المتحدة بسبب انتهاكها معاهدة المودة والعلاقات الإقتصادية والقوانين القنصلية التي أبرمها البلدان عام 1955، وإثر ذلك قامت المحكمة في 24  تموز / يوليو بتوجيه رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حذّرت فيها حكومة واشنطن من القيام بأي إجراءات جديدة تنتهك هذه المعاهدة.
وتنص معاهدة المودة المبرمة بين البلدين عام 1955 على لجوء البلدين إلى محكمة لاهاي الدولية عند عدم نجاحهما في تسوية القضايا العالقة الواردة في نطاق المعاهدة عبر الطرق الدبلوماسية.
ومازالت هذه المعاهدة سارية المفعول رغم قطع البلدين العلاقات السياسية بينهما، إذ لم يعلن أياً منهما انسحابه من المعاهدة رسمياً.

بومبيو يعلن إلغاء معاهدة الصداقة مع طهران ويتهمها باستغلال محكمة العدل الدولية

وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اعتبر قرار محكمة العدل الدولية بشأن العقوبات على إيران "هزيمةً لطهران"، مشيراً إلى أنّ القرار رفض  بشكل قاطع كلّ طلبات إيران لرفع العقوبات الأميركية بشكل شامل.

وقال بومبيو إنّ إيران تستغلّ محكمة العدل الدولية لأغراض سياسية، معلناً إلغاء معاهدة الصداقة الموقعة عام 1955 مع إيران.

هذا واعتبر بومبيو تسليم روسيا منظومة الدفاع الجوي إس 300 لسوريا "تصعيداً خطراً".

مجلس النواب العراقي انتخب برهم صالح رئيساً للعراق بعد فوزه بـ 219 صوتاً، ومعلومات تتحدث عن أن تكليفه بتشكيل الحكومة قد يتم اليوم.

أفاد مراسلون اليوم الثلاثاء بأن مجلس النواب العراقي انتخب برهم صالح رئيساً للعراق، وأدى اليمين الدستورية بعد فوزه بـ 219 صوتاً.

وأشارو إلى أن عادل عبد المهدي موجود في البرلمان العراقي، موضحاً أن معلومات تتحدث عن أن تكليفه بتشكيل الحكومة قد يتم اليوم.

وأعلن التلفزيون الرسمي العراقي أن "الرئيس برهم صالح كلّف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة".

وأّكدت مصادر لـ"الميادين"، حصول توافق وتفاهم بين إئتلافيّ الإصلاح والبناء لتكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة.

وبعد انتخاب الرئيس العراقي الجديد برهم صالح ألقى الأخير كلمة أمام أعضاء البرلمان ، أكّد فيها أنه سـ"يحافظ على وحدة العراق واستقلاله، وسيكون رئيساً للعراق وليس لفئة أو جهة معينة، وسيعمل من أجل دولة المواطنة".

وبعد أن أكّد أن "الشعب العراقي يستحق أن نبذل جميع الجهود لتوفير الخدمات له"، أوضح أنه سـ"يعمل وفق النظام الديمقراطي الاتحادي، معتبراً أن العراق لا يحتمل أزمات أخرى".

وبارك رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي للرئيس برهم صالح حصوله على ثقة مجلس النواب، كما هنئ السفير الإيراني في بغداد الرئيس العراقي الجديد.

وكان مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني فؤاد حسين انسحب من الجولة الثانية للتصويت على انتخاب رئيس الجمهورية العراقي، وهيئة رئاسة البرلمان تعتبر انسحابه "غير مقبول" وتؤكّد "استمرار المنافسة".

وأشار المراسلون في وقت سابق إلى بدء الجولة الثانية من الاقتراع في انتخابات الرئاسة العراقية بين المرشحين برهم صالح وفؤاد حسين، وذلك بعد عدم حصول أيّ من مرشحي الرئاسة على ثلثي الأصوات.

وفشل اليوم الثلاثاء، اجتماع كتلتي الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين، للاتفاق على اختيار مرشح واحد لمنصب رئيس العراق، ما دفع الحزبين الكرديين بالذهاب بمرشحيهما برهم صالح وفؤاد حسين إلى البرلمان.

وكان الاتّحاد الوطنيّ الكردستانيّ قد دعا إلى "ترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية الاتّحاد"، وناشد في بيان له "البرلمان العراقي اعتبار صالح مرشحاً وحيداً للاتحاد الوطنيّ الكردستاني".

وشدد البيان على أنَّ "رئيس الجمهورية يمثّل كلَّ أطياف الشعب العراقيّ، وليس ممثّلاً لمكوّن أو طائفة أو حزب محدّد وهو يمثّل رمز العراق وسيادته".

والجدير بالذكر أن وسائل إعلام كردية نقلت عن مفوضيّة الانتخابات أن "نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 57%".

يشهد "معرض الشارقة الدولي للكتاب" في دورته السابعة والثلاثين التي تنطلق نهاية تشرين الأول/أكتوبر الجاري مشاركة 1874 دار نشر من 77 دولة تعرض 1.6 مليون كتاب منها 80 ألف كتاب جديد.

أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب المنظمة للمعرض، قال في مؤتمر صحفي أمس الاثنين "تشهد الدورة الجديدة تزايداً ملحوظاً في أعداد دور النشر، ومشاركة بلدان للمرة الأولى، وتنوع غني على مستوى المؤلفات المعروضة، والفعاليات القائمة"، مضيفاً أن دور النشر المشاركة "تتصدرها دور النشر المصرية بواقع 276 داراً، تليها الدور الإماراتية بواقع 150 داراً".

وتقام الدورة الحالية في الفترة من 31 تشرين الأول/أكتوبر إلى العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر في "مركز إكسبو الشارقة".

واختارت هيئة الشارقة للكتاب "قصة حروف" شعاراً للدورة الجديدة فيما تحل اليابان ضيف شرف المعرض.

ويشمل برنامج المعرض لهذا العام 1800 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية بمشاركة 472 ضيفاً من مختلف دول العالم.

ومن أبرز ضيوف المعرض الجزائرية أحلام مستغانمي والمصري أحمد مراد والسوداني أمير تاج السر والكويتي طالب الرفاعي واللبنانية علوية صبح والإماراتي سلطان العميمي والشاعرة الإماراتية خلود المعلا.