
Super User
وفاة السيد عبد العظيم الحسني (عليه السلام) (15/ شوال/ السنة 252 هـ)
عبد العظيم الحسني ينتهي نسبه الشريف بوسائط أربع إلى سبط خير الورى الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) فهو عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
ولد في الرابع من ربيع الثاني عام (173هـ) في المدينة المنورة، وتوفي في النصف من شوال عام (252 هـ) ([1]). ومرقده الشريف في مدينة «ري»، معروف ومشهور، وعلوّ مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشمس فإنه من سلالة خاتم النبيين وهو مع ذلك من أكابر المحدثين واعاظم العلماء والزهّاد والعباد وذوي الورع والتقوى وهو من أصحاب الإمام الجواد والهادي(عليهما السلام) ، وقد روى عنهما أحاديث كثيرة، وهو المؤلف لكتاب خطب أميرالمؤمنين(عليه السلام) وكتاب اليوم والليلة.
وقد عرض عبد العظيم الحسني دينه على إمام زمانه الإمام الهادي(عليه السلام) ، فأقرّه وصدّقه، وقال له (عليه السلام) :«يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه فاثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الدنيا والآخرة».
وفي كتاب (الرجال) للنجاشي أنه خاف من السلطان المتوكل العباسي فطاف بالبلدان ثم ورد إلى ري وسكن سرباً في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي وكان يعبد الله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله وكان يخرج مستتراً فيزور القبر المقابل لقبره ويقول هو قبر حمزة من ولد موسى بن جعفر(عليه السلام) فلم يزل يأوي إلى ذلك السرب ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد (عليه وعليهم السلام) حتى عرفه أكثرهم (رجال النجاشي: برقم 653).
وقال المحقق الداماد في كتاب الرواشح إن في فضل زيارة عبد العظيم روايات متضافرة، وروي أن من زار قبره وجبت له الجنة.
وروى ابن بابويه وابن قولويه بسند معتبر عن رجل من أهل الري عن الإمام علي الهادي النقي (صلوات الله عليه) قال: دخلت عليه فقال: أين كنت؟ فقلت: زرت الحسين(عليه السلام) . قال: أما لو أنك زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) ([2]).
([1])راجع منتخب التواريخ للخراساني وكتاب الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية، للإمام فخر الرازي.
([2]) كتاب ثواب الأعمال: 99. وبحار الأنوار 99: 268. وكتاب وسائل الشيعة 14: 575.
ردّ الشّمس للإمام علي (عليه السلام) في مسجد الفضيخ (15/ شوال/ السنة 3 هـ)
إنّ حادثة ردّ الشّمس لعلي(عليه السلام) وردت في مصادر كتب الفريقين وصحّحها بعض من علماء أهل السنة، قال ابن حجر في کتاب فتح الباري: وقع في (الأوسط) للطبراني من حديث جابر أن النبي أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار، وإسناده حسن. ووجه الجمع أن الحصر محمول على ما مضى للأنبياء قبل نبينا(ص)، فلم تحبس الشمس إلا ليوشع، وليس فيه نفي أنها تحبس بعد ذلك لنبينا(ص) .
وروى الطحاوي والطبراني في (الكبير) والحاكم والبيهقي في (الدلائل) عن أسماء بنت عميس أنه (ص)، دعا لما نام على ركبة علي ففاته صلاة العصر. فردت الشمس حتى صلى علي ثم غربت وهذا أبلغ في المعجزة([1]).
وقال ابن حجر الهيثمي في كتابه (الصواعق المحرقة) عند ذكر فضائل علي(عليه السلام) : ومن كراماته الباهرة أن الشمس ردت عليه لما كان رأس النبي(ص)، في حجره والوحي ينزل عليه وعلي لم يصل العصر فما سري عنه (ص)، إلا وقد غربت الشمس فقال النبيn: «اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فأردد عليه الشمس فطلعت بعدما غربت»([2]).
ويعتبر ابن كثير أن فعل علي(عليه السلام) وحده حجة وهذا دأب كل من يحسن الأدب أمام أمثال الإمام علي(عليه السلام) ، فعلى قول رسول الله(ص)،: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فأردد عليه الشمس. فهذا إقرار لعلي(عليه السلام) على فعله.
ولكن مع ذلك كله فالرواية الأسلم من مصادر الشيعة أن علي(عليه السلام) صلى من جلوس إيماءاً وردّت الشمس لكي يصلي صلاة تامة من الركوع والسجود، فقد قال الشيخ المفيد في (الإرشاد): ومما أظهره الله تعالى من الأعلام الباهرة على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ما استفاضت به الأخبار ورواه علماء السيرة والآثار ونظمت فيه الشعراء الأشعار: رجوع الشمس له (عليه السلام) مرتين: في حياة النبي(ص)، مرة وبعد وفاته مرة أخرى.
وكان من حديث رجوعها عليه في المرة الأولى ما روته أسماء بنت عميس وأم سلمة زوج النبي(ص)، وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد الخدري في جماعة من الصحابة: أن النبي(ص)، كان ذات يوم في منزله وعلي(عليه السلام) بين يديه إذ جاءه جبريل(عليه السلام) يناجيه عن الله سبحانه فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين(عليه السلام) فلم يرفع رأسه عنه حتى غابت الشمس فاضطر أمير المؤمنين(عليه السلام) لذلك أن يصلي صلاة العصر جالساً يومئ بركوعه وسجوده إيماءاً فلما أفاق من غشيته قال لأمير المؤمنين(عليه السلام) : أفاتتك صلاة العصر؟ قال له: لم أستطع أن أصليها قائماً لمكانك يا رسول الله والحال التي كنت عليها في استماع الوحي، فقال له: ادع الله حتى يردد عليك الشمس لتصليها قائماً في وقتها كما فاتتك فإن الله تعالى يجيبك لطاعتك الله ورسوله، فسأل أمير المؤمنين(عليه السلام) الله في رد الشمس فردت…([3]).
ثم ذكر المرة الثانية قائلاً:
وكان رجوعها بعد النبي(ص)، أنه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم فصلى (عليه السلام) بنفسه في طائفة معه العصر، فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفاتت الصلاة كثيراً منهم وفات الجمهور فضل الاجتماع معه، فتكلموا في ذلك فلما سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى أن يرد الشمس عليه لتجتمع كافة أصحابه على صلاة العصر في وقتها فأجابه الله في ردها عليه([4]).
وكذلك نقل العلامة المجلسي في (البحار) قول الشيخ الصدوق تعليقاً على رواية ظاهرها أنه لم يصل: ولعله صلى إيماء قبل ذلك أيضاً([5]).
وهذه الحادثة (ردّ الشمس) نظمها السيد الحميري في شعر له، فقال:
ردّت عليه الشمس لما فاته |
|
وقت الصلاة وقد دنت للمغرب |
مراحل الحمل
أقدم اليكم أجمل مراحل تعيشها الأم
أتمنى أن تستمتعوا بالمتابعة
الشهر الأول
1_ يحدث الإخصاب والإباضة بعد 14 يوم تقريبا من اليوم الأول لآخر فترة حيض .
2_ بعد 10 أيام، تغرز البويضة المخصبة في جدار الرحم وتبدأ دورة الدم في المشيمة الرحمية .
3_ في الاسبوع الثالث، يبدأ انبوب النخاع الشوكي وانبوب القلب ودماغ بدائي والعيون والكلية بالتشكل .
4_ بعد حوالي شهر من الإخصاب، يصل طول البويضة إلى حوالي 5 ملم .
5_ يمكن أن تشعر الأم الحساسة ببعض الأعراض ( أعراض مشابهة لنزلة البرد العادية ) في موعد الحيض التالي، ويجب الحرص على عدم تناول الدواء في هذه الفترة .
ما تشعر به الأم
انقطاع الطمث - الدورة الشهرية -
إحساس بالغثيان والقئ
اختبار البول للحمل يصبح ايجابياً في الشهر الاول
ولتأكيد الحمل ينصح بعمل تحليل للدم
العوارض الجسمانية
غياب الدورة الشهرية وقد تظهر بقعة دم خفيفة عند موعد الدورة.
تكرار عملية التبول.
تعب ونعاس.
غثيان مع قيء وزيادة في إفراز اللعاب .
حرقة في المعدة وصعوبة في الهضم.
انتفاخ في البطن و شعور بالامتلاء .
نفور للطعام أو اشتهاء نوع معين من الطعام .
شعور بألم أو ليونة في الصدر أو قد تصبح هالة الثدي غامقة اللون كما قد تظهر خطوط زرقاء تحت جلد الصدر بسبب ازدياد كمية الدم المتدفق له.
العوارض الانفعالية
شعور بعدم الاتزان كتلك الحالة التي تسبق الدورة الشهريةتحول سريع في المزاج .
قلة الصبر والتوتر والحيرة والقلق.
أو قد تشعرين بخوف وفرح وروح معنوية عالية.
ارشادات
التوقف نهائياً عن تناول أية عقاقير أو أدوية أو التعرض لأشعة أكس دون استشارة الطبيب
التوقف تماماً عن التدخين أو تناول الكحوليات
متابعة الحمل في المستشفى
حالة الجنين
في نهاية الشهر الأول يكون الجنين صغيرا جدا بحجم حبة أرز.
بعد أسبوعين تبدأ النواة العصبية بالتكون وكذلك القلب والجهاز الهضمي وأجهزة الحس.
تبدأ الأيدي والأرجل بالتشكل.
الثورة الحسينيّة: المقوِّمات والنتائج
ثار الإمام الحسين عليه السلام ليكشف للأمّة الوجه الحقيقيّ للحكّام الّذين يحكمون باسم الدِّين، وليفضح للمسلمين حقيقة الطواغيت الّذين حكموا الناس باسم خلافة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وكانت واقعة الطفّ صورة متكاملة للصراع بين الحقّ والباطل، ففيها المعصوم الّذي لا يُخطىء، والمجرم الّذي لا يتورّع عن فعل أدنى الأفعال وأبشعها. في معسكر الإمام الحسين عليه السلام المرأة والطفل الرضيع والصبيّ والشيخ العجوز وكلّ مظاهر السموّ والرفعة بخلاف المعسكر المقابل.
وجاءت واقعة الطفّ كقضيّة مأساويّة مثيرة للأشجان، لتحرِّك في الأمّة ضميرها وتعيدها نحو رسالتها وتبعث شخصيّّتها العقائديّّة من جديد. وكان من اللازم أن يقوم بهذا الدور مجموعة من الناس تمتلك قدرات ومقوّمات تجعل دورها فاعلاً ومؤثّراً في حياة هذه الأمّة الميتة، وكان أهمّ هذه المقوّمات - الّتي اجتمعت في ثورة الإمام الحسين عليه السلام - ما يلي:
1- المقوّمات الشخصيّة للثائر: فالثائر الّذي يقود جبهة الحقّ كان إماما معصوماً يمتلك كلّ المواصفات القدسيّة بنصّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذا ما كانت تدركه الأمّة، خصوصاً مع وجود عدد غير قليل من الصحابة الّذين عاصروا الرسولصلى الله عليه وآله وسلم وسمعوا منه تلك الأحاديث بشأن الإمام عليه السلام.
2- قيام الحجّة: لكي لا تكون الثورة هامشيّة، فلا تعطي ثمرتها المرجوّة، فقد كان الثائر يمتلك الوثائق الكفيلة بإضفاء المشروعيّة على هذه الثورة، وأنّها الحلّ الوحيد والخيار الّذي لا بديل له. فقد كانت رسائل زعماء العراق إلى الإمام عليه السلام تطلب منه القدوم بإلحاح، كقولهم: "أمّا بعد، فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار فإذا شئت فأقبل على جندٍ لك مجنّدة"1.
ولا شكّ أنّ عدم تلبية الإمام عليه السلام لهذه الطلبات سيُلزمه عليه السلام الحجّة في تفويت الفرصة، وبالعكس فإنّ المجيء سيُلزم الأمّة الحجّة إن هي خانت.
وكذلك الحال بالنسبة إلى التهديد الأمويّ للإمام عليه السلام إن لم يبايع، ولو بايع فإنّه في مثل هذه الحالة سيُعطي الوثيقة الشرعيّة للحكّام الأمويّين.
3- الشعار: ولكي لا تشوّه هذه الثورة ـ خصوصاً وأنّ الإمام عليه السلام قد علم بخيانة أهل الكوفة ـ أعلن الإمام عليه السلام عن أهدافها وطرح شعاراتها ابتداءً من المدينة حتّى يوم الملحمة الكربلائيّة. ثمّ إنّه وضع الأمّة أمام الخيارات الّتي لا مناص منها ليجعل من ثورته الأسلوب الوحيد أمام التحدّيات الكافرة.
4- المقوّم العاطفيّ: أي عمليّة إثارة المشاعر في نفوس المسلمين الّذين لم تحرِّك الأفكار المنطقيّة عقولهم. ويُلاحظ المقوّم العاطفي لهذه الثورة من خلال أسلوبين:
أوّلهما: إشراك العقائل من الهاشميّات في الثورة بالإضافة إلى الأطفال، ممّا أثار في النفوس العطف وفي القلوب الانكسار مهما كانت تلك النفوس متوحّشة والقلوب قاسية.
ثانيهما: هو أسلوب التذكير والوعظ الّذي استخدمه الإمام وصحبه، فلقد ذكّر الإمام القوم بقوله: "انسبوني من أنا، ألست ابن بنت نبيِّكم؟" ثمّ يقول: "لمَ تحاربونني، ألسنّةٍ غيّرتها أم لبدعةٍ ابتدعتها؟".
نتائج الثورة وآثارها
إذا أردنا أن نعرف مدى نجاح الإمام الحسين عليه السلام في تحقيق أهدافه فإنّنا نلمس انتصاره في يوم عاشوراء نفسه حيث استطاع أن يستقطب جمعاً ممّن خرج لقتاله وانضوى تحت لواء الجيش الأمويّ، وتوالت الاستجابة لنداء الإمام الحسين عليه السلام بعد عاشوراء حيث استطاعت هذه النهضة أن تُزلزل عروش الظالمين وتُسقط عنهم كلّ الأقنعة أوّلاً ثمّ تؤدّي بهم إلى الانهيار والزوال.
ولم يستطع الحكم العبّاسيّ الغاشم أيضاً أن يتخلّص من شرر هذه الثورة المقدّسة. وأصبحت الثورة على الظلم هي الشعار الأوّل لأهل البيت عليهم السلاموأتباعهم ومحبّيهم، واستطاع المسلمون أن يصمدوا بوجه الاستعمار الصليبيّ الّذي عمّ العالم الإسلاميّ بعد سقوط الخلافة العثمانيّة. وما الثورة الإسلاميّة في إيران إلّا أثرٌ واحدٌ من آثار تلك النهضة المقدّسة. وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذا لم يمنع الكثير من المؤرّخين والحاقدين من اتّهام الثورة الحسينيّة بالفشل، بحجّة أنّها لم تحقّق نصراً سياسيّاً آنيّاً يطوّر الواقع الإسلاميّ إلى حالٍ أحسن ممّا كان عليه قبل هذه الثورة.
ولكي نفهم ثورة الحسين عليه السلام علينا أن نفتّش عن أهدافها ونتائجها في غير النصر الآنيّ الحاسم، وفي غير الاستيلاء على مقاليد الحكم، وأن لا نبحث فيما تعوّدناه في سائر الثورات، وإنّما نلتمس نتائجها في الميادين التالية:
1- تحطيم الإطار الدينيّ المزيّف: الّذي كان الأمويّون وأعوانهم يحيطون به سلطانهم، وفضح الروح اللادينيّة الجاهليّة الّتي كانت أطروحة الحكم آنذاك، وخاصّة بعد أن شاعت هذه الروح في جميع طبقات المجتمع، وكان الإمام عليه السلام هو الشخص الوحيد الّذي يملك رصيداً من المحبّة والإجلال والقادر على فضح الحكّام وكشف حقائقهم.
2- الشعور بالإثم: أثار استشهاد الإمام الحسين عليه السلام موجة عنيفة من الشعور بالإثم في ضمير كلّ مسلم استطاع نصره فلم ينصره، خصوصاً أولئك الّذي كفّوا أيديهم عن نصره بعد أن عاهدوه على الثورة.
وقد قُدِّر لهذا الشعور بالإثم أن يبقى مشتعلاً في النفوس وحافزاً دائماً على الثورة والانتقام، وقدّر له أن يدفع الناس إلى الثورات على الأمويّين كلّما سنحت الفرصة لهم.
3- الأخلاق الجديدة: كان لا بدّ لثورة الإمام الحسين عليه السلام من أن تدعو إلى نموذج من الأخلاق أسمى ممّا يُمارسه المجتمع وأن تغيّر نظرة الإنسان إلى الحياة وإلى نفسه وإلى الآخرين، ليمكن إصلاح المجتمع.
ولقد قدّم الإمام الحسين عليه السلام وآله وأصحابهم - في ثورتهم على الأمويّين - الأخلاق والقيم الإسلاميّة العالية بكلّ صفائها ونقائها، ولم يقدّموا إلى المجتمع الإسلاميّ هذا اللون من الأخلاق بألسنتهم، وإنّما كتبوه بدمائهم وحياتهم.
لقد اعتاد الرجل العاديّ إذ ذاك أن يرى الزعيم القبليّ أو الدينيّ يبيع ضميره بالمال، وبعرَض من الحياة الدنيا، وأن يرى الهامات تنحني خضوعاً لطاغية حقير... وأصبح همّ المسلم دُنياه وحياته الخاصّة، يعمل لها ويكدح في سبيلها ولا يفكّر إلّا فيها.
أمّا أصحاب الإمام الحسين عليه السلام فقد كان لهم شأن آخر حتّى قال فيهم عليه السلام: "... أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي".
4- انبعاث الروح الجهاديّة: كانت النهضة الحسينيّة السبب في انبعاث الروح الجهاديّة في الإنسان المسلم من جديد بعد فترة طويلة من الخمود أو الخنوع والتسليم، فقد حُطّمت كلّ الحواجز النفسيّة والاجتماعيّة الّتي حالت دون الثورة.
فواقع الإنسان المسلم كان يدعوه إلى الاستسلام والمساومة والدعة، فجاءت ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وقدّمت للإنسان المسلم أخلاقاً جديدة لتقول له: لا تستسلم، لا تساوم على إنسانيّتك، ناضل قوى الشرّ ما وسعك، ضحّ بكلّ شيء في سبيل مبدئك.
ونلاحظ انبعاث الروح الجهاديّة في الأمّة بعد الثورة في كلّ الثورات الّتي حملت شعار الثأر لدم الإمام الحسين عليه السلام والّتي جاءت صدى لثورته، وكذلك في ردود الفعل الّتي بدأت بالظهور مع دخول السبايا إلى الكوفة. فبالرغم من القمع والإرهاب اللذين مارسهما ابن زياد مع كلّ من كان يُبدي أدنى معارضة ليزيد فإنّ أصواتاً بدأت ترتفع محتجّةً على الظلم السائد2.
وظهرت في الشام أيضاً بوادر السخط والاستياء، الأمر الّذي جعل يزيد ينحو باللّائمة في قتل الإمام الحسين عليه السلام على ابن زياد.
إلّا أنّ أشدّ ردود الفعل كانت تلك الّتي برزت في الحجاز، حيث انتقل عبد الله بن الزبير إلى مكّة واتّخذها قاعدة لمعارضته للشام، وقام بتوظيف فاجعة كربلاء للتنديد بنظام يزيد.
الإمام السجّاد عليه السلام وإكمال مسيرة النهضة
ذكر المؤرّخون أنّ موكب السبايا سار به ابن سعد، من كربلاء إلى الكوفة، وعلى رأس الموكب الإمام عليّّ بن الحسين عليه السلام الّذي استطاع أن يواجه القتلة والمجرمين ويقف متحدّياً جبروتهم وطغيانهم كما حصل في المواجهة بينه عليه السلام وبين ابن زياد والّتي قال في نهايتها الإمام عليه السلام: "أبالقتل تهدّدني يا بن زياد؟ أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة؟"3. فأمر ابن زياد بنساء الإمام الحسين عليه السلام وصبيانه وبالإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام ثمّ سرّح بهم في إثر الرؤوس وحملهم على الأقتاب، وساروا بهم إلى الشام، تلك المدينة الّتي خضعت منذ فتحها بأيدي المسلمين لحكّام مثل خالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان، فلم يشاهد الشاميون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يسمعوا حديثه الشريف منه مباشرة، ولم يطّلعوا على سيرة أصحابه عن كثب. أمّا النفر القليل من صحابة النبيّصلى الله عليه وآله وسلم الّذين انتقلوا إلى الشام وأقاموا فيها فلم يكن لهم أثر في الناس بقدر ما كان يقوم به معاوية من دور لتمثيل الإسلام ورسم معالمه كما يحلو له لدى الشاميّين.
لذا كان على الإمام السجّاد عليه السلام أن يقوم بتعريف أهل الشام إلى ما جرى في كربلاء، وإلى حقيقة أهل بيت النبي ّصلى الله عليه وآله وسلم الّذين سُفكت دماؤهم في الطّف، وإلى السبايا من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم الّذين عندما دخلوا الشام اعتقد أهلها أنّهم من الخارجين على الإسلام. وليس أدلّ على ذلك من تلك الحادثة الّتي اقترب فيها شيخ شاميّ من الإمام السجّاد قائلاً له: الحمد لله الّذي أهلككم وأمكن الأمير منكم، فجرى حوار بينهما كانت نهايته أن بكى ذلك الشيخ ورمى عمامته ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال: "اللّهم إني أبرأ إليك من عدوّ آل محمّد". وحين استقبل إبراهيم بن طلحة الإمام السجّاد عليه السلام قال: يا عليّ بن الحسين، من غلب؟ والإمام عليه السلام مغطٍّ رأسه وهو في المحمل، فقال له عليه السلام: "إذا أردت أن تعلم من غلب، ودخل وقت الصلاة فأذّن ثمّ أقِم"4.
لقد كان جواب الإمام عليه السلام: إنّ الصراع إنّما هو على الأذان وتكبير الله تعالى والإقرار بوحدانيّته والإقرار بنبوّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وليس على الرئاسة، وإنّ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام والصفوة من أهل بيته وأصحابه هو سبب بقاء الإسلام المحمّديّ وثباته أمام جاهليّة بني أميّة ومن حذا حذوهم ممّن لم يذوقوا حلاوة الإيمان والتسليم لشريعة الله سبحانه.
هذا بالإضافة إلى المواجهة العنيفة في ذلك الحوار الّذي جرى بين الإمام السجّاد عليه السلام والطاغية يزيد عندما أدخلوا عليه في قصره رأس الإمام الحسين عليه السلام ونساءه وأهل بيته وهم مقرّنون في الحبال والإمام زين العابدين عليه السلام مغلول، وفي ذلك المجلس وأمام أهل الشام وبفضل بيان الإمام السجّاد عليه السلام وكلماته تبيّن للناس أنّ بني أميّة غارقون في الإثم، وأنّ الحكم الأمويّ قد جهد في إغوائهم وإضلالهم.
الثورات بعد كربلاء
كان من نتائج النهضة الحسينيّة - كما ذكرنا - انبعاث الروح الجهاديّة في الأمّة، وبدأت الأمّة ترقب زعيماً يقودها. وكلّما وُجد القائد وُجدت الثورة على الظلم الأمويّ. هذا فضلاً عن الدور الّذي قام به الإمام السجّاد عليه السلام والسيّدة زينب عليها السلام في تعريف وبيان حقيقة ما جرى بعد أن أوهم الحكم الأمويّ الأمّة الإسلاميّة - خصوصاً في الشام - أنّ أصحاب الثورة هم من الخارجين عن طاعة الأمير وما شاكل ذلك.
فالثورة وتحرّكات الإمام السجّاد عليه السلام كان لهما الصدى الكبير في إشعال الروح الجهاديّة لدى الأمّة الّتي أطلقت العديد من الثورات الّتي حملت شعار الثأر لدم الإمام الحسين عليه السلام، ونذكر من هذه الثورات:
1- ثورة أهل المدينة
أراد عثمان بن محمّد بن أبي سفيان أن يكسب رضا أهل المدينة فأرسل وفداً من أبناء المهاجرين والأنصار إلى دمشق ليشاهدوا الخليفة وينالوا نصيبهم من هداياه. إلّا أنّ الوفد رأى من سلوك يزيد ما يشين ويقبح.
ولمّا رجعوا إلى المدينة أظهروا شتم يزيد وعيبه، وقال عبد الله بن حنظلة (غسيل الملائكة): لو لم أجد إلّا بنيّ هؤلاء لجاهدته بهم... فخلع الناس يزيد وبايعوا عبد الله بن حنظلة وولّوه عليهم5. كما أنّهم أخرجوا عامل يزيد على المدينة وحاصروا بني أميّة وأتباعهم.
ولمّا بلغ أمر الثورة إلى مسامع يزيد أرسل مسلم بن عقبة - السفّاك - ليقضي على ثورة أهل المدينة. وبعد قتالٍ عنيف مع أهلها قُتِل فيه أغلب الثوّار ومنهم عبد الله بن حنظلة ومجموعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفّذ قائد الجيش أوامر يزيد باستباحة المدينة، فهجم الجند على البيوت وقتلوا الأطفال والشيوخ واستباحوا النساء.
قال ابن كثير: "... ووقعوا على النساء حتّى قيل إنّه حبلت ألف امرأة في تلك الأيّام من غير زوج"6. وذكر المؤرّخون أنّ الإمام السجّاد عليه السلام كفل في واقعة الحرّة أربعمائة أسرة من عبد مناف، وظلّ ينفق عليها حتّى خروج جيش ابن عقبة من المدينة.
2- ثورة ابن الزبير وثورة التوّابين
صعّد عبد الله بن الزبير بعد واقعة كربلاء معارضته للأمويّين ودعا الحجازيّين لمبايعته، فاستجابت له الأكثريّة الساحقة منهم. وشهد العراق أيضاً تحرّكاً جديداً بعد الندم الّذي أخذ يقضّ مضاجع الكوفيّين نتيجة شعورهم بالإثم إذ خذلوا الإمام الحسين عليه السلام، وتركوا نصرته بعد أن استدعوه بكتبهم إلى الكوفة. فرأوا أن يغسلوا عارهم بالانتقام من قتلته عليه السلام فكانت ثورتهم سنة 65 للهجرة.
3- ثورة المختار
استنهض المختار ابن أبي عبيدة الثقفيّ أهل العراق لأخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين عليه السلام، وبدأ بإعداد الشيعة للثورة بعد فشل ثورة التوّابين، وكاتب الإمام السجّاد عليه السلام الّذي لم يُعلن عن تأييده الصريح له، لكنّه عليه السلام أمضى عمله عندما ثأر من قتلة أبيه الإمام الحسين عليه السلام.
وأرسل المختار رأسي عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد إلى الإمام عليه السلام فسجد عليه السلام شكراً لله تعالى وقال: "الحمد لله الّذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى الله المختار خيراً"7.
ويقول بعض المؤرّخين: إنّ الإمام زين العابدين عليه السلام لم يُرَ ضاحكاً منذ أنّ استشهد أبوه إلّا في اليوم الّذي رأى فيه رأس ابن مرجانة.
هذه نماذج من الثورات الّتي تأثّرت بوضوح بروح الثورة الّتي بثّها الإمام الحسين عليه السلام في الشعب المسلم، والّتي استمرّت طيلة الحكم الأمويّ، حتّى قضت عليه بثورة العبّاسيّين، والّتي لم تكن لتنجح لو لم تعتمد على إيحاءات ثورة الإمام الحسين عليه السلام واستغلالها لشعار "الرضا من آل البيت عليهم السلام".
انهيار الحكم السفياني وانشقاق البيت الأمويّ
هلك يزيد في ربيع الأوّل من سنة 64 هجريّة وهو في الثامنة والثلاثين من عمره. وكانت صحيفة أعماله في مدّة حكمه - الّذي استمرّ ثلاث سنوات وبضعة أشهر ـ سوداء بسبب قتله ابن بنت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأسر أهل بيت رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم في السنة الأولى والقتل الجماعيّ لأهل المدينة في السنة الثانية وهدم الكعبة في السنة الثالثة من حكمه.
ثمّ بايع أهل الشام ولده معاوية، إلّا أنّ حكمه لم يستمرّ أكثر من أربعين يوماً، إذ أعلن تنازله عن العرش، ومات بعدها في ظروف غامضة حتّى قيل إنّه مات مسموماً. فانشقّت القيادة المؤيّدة لبني أميّة على نفسها إلى كتلتين:
كتلة أيّدت زعامة مروان بن الحكم، وقد مثّل هذا الاتجاه القبائل اليمانيّة، بقيادة حسّان الكلبيّ، بينما أيّدت قوى القيسيّين بقيادة الضحّاك بن قيس الفهري، عبد الله بن الزبير.
وإبّان خلافة يزيد القصيرة امتدّت أيدي الكلبيّين تدريجيّاً إلى مراكز السلطة فمارسوا ضغوطاً شديدة على القيسيّين، الأمر الّذي أزعج الضحّاك كثيراً فانتهز الفرصة بعد موت يزيد ليبايع ابن الزبير، واشتبك الكلبيّون والقيسيّون في "مرج راهط"8 في معركة أسفرت عن انتصار الكلبيّين، فأصبح مروان بن الحكم خليفة، واستقرّت الأوضاع المضطربة في الشام نسبيّاً.
الخلاصة
- تقوّمت ثورة الإمام الحسين عليه السلام بقائد جعله الله إماماً للمسلمين بنصّ من الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يمتلك كلّ الأدلّة الكفيلة بإثبات مشروعيّة ثورته.
- كانت الشعارات الّتي رفعها الإمام منذ بداية حركته صريحة واضحة؛ بحيث لا تقبل التشويه والتزييف على مدى العصور.
- كان من نتائج هذه الثورة الّتي كان رائدها الحقّ وعدل السماء:
1- تحطيم الإطار المزيّف الّذي كان الأمويّون يحيطون به سلطانهم.
2- أثارت موجة عنيفة من الشعور بالإثم في ضمير كلّ مسلم لم ينصر الإمام الحسين عليه السلام.
3- بعثت نموذجاً من الأخلاق أسمى ممّا يمارسه المجتمع.
4- بعثت الروح الجهاديّة في الإنسان المسلم من جديد.
- أكمل الإمام السجّاد عليه السلام مسيرة الثورة وفضح بني أميّة خلال تنقّل موكب السبايا من الكوفة إلى الشام
- كان من نتائج الثورة الحسينية حصول العديد من الثورات بعدها، ومنها: ثورة أهل المدينة، وثورة التوّابين، وثورة المختار.
- انهيار الحكم السفيانيّ مع موت يزيد سنة 64 هجرية، بعد أن ترك صحيفة سوداء من الأعمال السيّئة الّتي مارسها خلال حياته.
* بحوث في الحياة السياسية لأهل البيت عليهم السلام, سلسلة المعارف الإسلامية , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة، السيّد عبد الحسين شرف الدين: 190.
2- ومن الأمثلة على ذلك أنّ ابن زياد صعد على المنبر وأثنى على يزيد وحزبه وأساء إلى الإمام الحسين عليه السلام فقام عبد الله بن عفيف الأزدي وقال له: يا عدوّ الله إنّ الكذّاب أنت وأبوك والّذي ولاّك وأبوه. يابن مرجانة، تقتل أولاد النبيّين وتقوم على المنبر مقام الصدّيقين؟! فقال ابن زياد: عليّ به، فأخذته الجلاوزة فنادى بشعار الأزد فاجتمع منهم سبعمائة فانتزعوه من الجلاوزة. فلّما كان الليل أرسل إليه ابن زياد من أخرجه من بيته فضرب عنقه وصلبه. الإرشاد، الشيخ المفيد: 244.
3- أعيان الشيعة، السيّد محسن الأمين: 4/146، دار التعارف، بيروت، ط 2، 1418هـ ـ 1997م.
4- أمالي الطوسي، أبو جعفر، محمّد بن الحسن: 677، تحقيق مؤسسة البعثة، دار الثقافة، قم، ط1، 1414هـ.
5- الكامل في التاريخ، م.س/4/3.
6- البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، تحقيق علي شيري: 8/220، دار الفكر، بيروت، 1398هـ.
7- بحار الأنوار، م. س: 45/386.
8- منطقة في شرق دمشق.
المعايير المزدوجة لأمريكا في الشرق الأوسط، كيف تدعم واشنطن الإرهابيين والمتطرفين؟
انتقد موقع غلوبال ريسيرش الكندي في مقال له السياسات المتعاقبة للقادة الأمريكيين في المنطقة والتي تقوم على أساس دعم الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط.
حيث قال الموقع: لا يهم من يعمل في المكتب البيضاوي، فإن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط لم تتغير منذ عقود، وسواء أكان جورج بوش أم باراك أوباما أم دونالد ترامب، فإن الفكرة الأساسية هي نفسها - العراق وسوريا وليبيا يشكلون تهديداً وشيكاً للمصالح الوطنية لأمريكا.
وهذه الآلية في السياسة الأمريكية لم تظهر مؤخراً، ففي عام 2002، ظهرت من خلال القرار المشترك الخاص بتفويض الإجراءات العسكرية الأمريكية ضد العراق: "إن استمرار العراق في امتلاك وتطوير قدرة أسلحة كيميائية وبيولوجية مهمة يشكّل تهديداً للأمن القومي لأمريكا".
وتابع الموقع بالقول: وقبل تنفيذ الضربات الجوية على سوريا، 14 أبريل، 2018، استخدم البيت الأبيض نفس المبررات، وتصرف الرئيس الأمريكي ضمن سلطته القانونية كقائد أعلى "لحماية المصالح الوطنية الحيوية، ووقف انتشار الأسلحة الكيماوية ومنع كارثة إنسانية"، ومع ذلك، إذا تم في عام 2002 تمرير قرار مجلس النواب من قبل الكونغرس الأمريكي القانون العام رقم: 107-243، لم يطلب الرئيس ترامب هذه المرة أي تصريح من مؤسسات حكومية أخرى.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد شهر من العدوان على سوريا، قالت وزارة العدل الأمريكية إن ضربات الرئيس ترامب الصاروخية على سوريا في إبريل لم تكن تتطلب موافقة الكونغرس جزئياً لأن العمليات العدائية "لم ترتقِ إلى مستوى الحرب بالمعنى الدستوري ".
"هذا هراء"، قال السناتور الأمريكي تيم كين، "هل هناك أي شكّ في أن أمريكا سوف تنظر إلى دولة أجنبية تطلق صواريخ على أهداف في الأراضي الأمريكية كعمل حرب؟"
وهنا قال الموقع إذن ماذا لدينا في النتيجة؟ نفذت أمريكا ضربات صاروخية على سوريا، في حين لم يقدّم التحالف الدولي ولا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أي دليل حقيقي على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا حتى الآن، لا شيء يمكن أن يقال عن "منع كارثة إنسانية" أيضاً، المنظمات الإرهابية المختلفة بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية ترتكب جرائم ضد المدنيين في سوريا بمساعدة سلاح أمريكي، تم الكشف عن ذلك من خلال تقرير جديد لأبحاث التسلح.
يواصل التحالف الدولي بدوره قصف المناطق المدنية في سوريا ما يجعل الوضع الإنساني في البلاد أسوأ. واستطرد الموقع بالقول: لا يبدو دونالد ترامب الذي يعبّر مراراً عن التعاطف مع المدنيين السوريين في الفترة التي سبقت العملية العسكرية بأنه غير صادق بالنظر إلى حقيقة أن السوريين غير مسموح لهم بدخول أراضي أمريكا وفقاً للأمر التنفيذي 13769 الذي يشار إليه في كثير من الأحيان على أنه حظر إسلامي.
"إذا كان الرئيس ترامب يهتم حقاً بالشعب السوري، فإن أمريكا لن تقصفهم. قال السناتور الديمقراطي كريس ميرفي في هذا الصدد: "سننقذهم".
جميع الإجراءات الأمريكية التي تهدف إلى تسوية الأزمة السورية ليست ذات أهمية مطلقة وليست فعّالة، وبدلاً من دعم الحكومة الشرعية، تدعم واشنطن الإرهابيين والمتطرفين، وبدلاً من تقديم المساعدة الإنسانية، يقوم الأمريكيون بشنّ ضربات جوية ضد المدنيين، لسوء الحظ، فإن كل الوعود بمساعدة وإنقاذ سوريا أبعد ما تكون عن الخطوات الحقيقية التي تنفذها أمريكا
عقودٌ من الفشل الأطلسي-الإخواني في سوريا
كان الأطلسي كله في المعركة، الأميركيين والأوروبيون، وكذلك النفط كله، حتى أن محميات الغاز والنفط المتورّطة دخلت في أزمة مالية جرّاء ذلك، سبع سنوات عِجاف ولم ترضخ سوريا مدعومة من قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن روسيا وإيران وحلف المُمانعة. وها هي تحصد هذا الصمود الأسطوري قوّة اقليمية قادمة وجيش لا يُقهر..
منذ تمزيق سوريا الطبيعية إلى دويلاتٍ في سايكس – بيكو وتحويل الخرائط الجديدة إلى هويّاتٍ كيانية، ظلّت سوريا في عين العواصف الأطلسية الرجعية، ولم يسمح للمؤتمر السوري الكبير أن يُترجم قرارته في شكلٍ من الحُكم والسلطة الواحدة، بالرغم من إرادة ممثّلي ومندوبي المناطق المختلفة من سوريا الحالية ولبنان والأردن و فلسطين.
بل أن ما تبقّى من سوريا بعد وضع اليد البريطانية على فلسطين لغايات تهويدها تعرّض لعمليات سلخٍ متواصلةٍ على يد الاستعمار الفرنسي، وذلك بضمّ أجزاء إلى لبنان الكبير، ثم بضمّ الإسكندرون وكيلكيا وأروفا وماردين، إلى تركيا عشيّة الحرب العالمية الثانية.
ومنذ الإعلان عن حلفِ الأطلسي ودَمْج تركيا في الأطلسي الجنوبي، وسوريا في قائمةِ الاستهدافاتِ ومحاولات الترويض والإلحاق مُجدّداً بالمتروبولات الرأسمالية.
لكن سوريا بعد الجلاء والاستقلال، ظلّت عصيّةً على كل هذه المحاولات، ولم تشهد دولة في العالم الثالث هذا الإصرار الأطلسي، الرجعي على إسقاطها مثل سوريا.
كما تميّزت سوريا عن البلدان المُستهدَفة الأخرى بصمودها، وبالفشل الكبير، الذي كان من نصيبِ القوى الأطلسية والصهيونية والتركية والرجعية العربية:
- في خمسينيات القرن الماضي وبالإضافة إلى قيام الكيان الصهيوني على أرض سوريا الجنوبية (فلسطين) فقد كانت سوريا الهدف المباشر لحلف بغداد (الذراع العسكرية للأطلسي الجنوبي) ولجماعة الأميركيين في لبنان (كميل شمعون). وقد خرجت سوريا من معركتها ضد الحلف والعهد الشمعوني مُنتصرةً وقوية، بفضل تلاحُم القوى الوطنية والقومية والتقدمية فيها، كما بفضل الالتفاف الشعبي العربي حولها وبفضل الثورة الشعبية في لبنان التي أطاحت حكم شمعون.
- في العقد نفسه، تعرّضت سوريا لتهديدات كبيرة واعتداءات مباشرة من قِبَل الجماعة الإسلامية الحاكِمة في تركيا بإسم (الحزب الديمقراطي) الذي دشنّ أول قاعدة عسكرية كبيرة للأميركيين في المنطقة، وفتح الشرق الأوسط أمام برامج البنك وصندوق النقد الدولي، ونجح في شقّ وحدة صغيرة من الجيش السوري بإسم (الجيش الحر) شمال سوريا، لكن صمود الشعب السوري والوقفة التاريخية للرئيس جمال عبد الناصر، أفشلت المحاولات التركية، وارتد الصمود السوري على تركيا نفسها بالانقلاب العسكري الذي أرسل رئيس الوزراء عدنان مندريس إلى حبل المشنقة.
- ولم يكن عقد الستينات أقل صعوبة على سوريا والسوريين، فمن الانفصال 1961 إلى العدوان الصهيوني 1967، لكن سوريا لم تسقط أبداً في أيدي الأميركيين والرجعية.
- مقابل حرب تشرين 1973 والاستقرار الذي عرفته سوريا في عقد السبعينات، فإن عقد الثمانينات، كان مريراً ودامياً على خلفيّة كامب ديفيد في مصر والمحاولات الأميركية – الصهيونية لتعميم هذه المعاهدة وإسقاط الحلقة السورية، التي كانت العائِق الأساس لـ (بقية الراغبين العرب) في الالتحاق بكامب ديفيد.
- وبالإضافة إلى الخصوم والأعداء التقليديين لسوريا (قوى الاستعمار الجديد، الأميركي والقديم، الفرنسي - البريطاني، والكيان الصهيوني وتركيا الأطلسية والرجعية العربية والإخوانية)، فقد وصل الحد بالعراق وسط التوتّر المعروف مع سوريا إلى التقاطع مع القوى المذكورة، بعد أن كان قد تم استبدال خطوط النفط عبر الموانىء السورية واللبنانية بالموانىء التركية 1976 كجزءٍ من استحقاقات الصفقة الموقّعة مع شاه إيران 1975 والتي تنازل بموجبها عن الأراضي في شط العرب، مقابل وقف دعم الشاه للبرزاني في كردستان العراق.
وقد بدأت السنوات الصعبة في عقد الثمانينات برفض سوريا للمبادرة السعودية لتصفية القضية الفلسطينية، والتي عُرِفت بمبادرة الأمير فهد أو فاس الأولى، فجاء العدوان الصهيوني 1982 على الجيش السوري في البقاع والمقاومة الفلسطينية اللبنانية، وما تلاه من إنقضاء قمّة فاس الثانية بعد أن أصبح الأمير فهد ملكاً، حيث مرّرت القمة المبادرة المذكورة.
ومع إصرار دمشق على رفض العدوان الصهيوني ونتائجه وأهدافه مُتسلّحة بدعم الزعيم السوفياتي آنذاك، أندروبوف، صعّد التحالف الأميركي، الصهيوني، الرجعي من عدوانه الإجرامي على سوريا بتسليح ودعم الذراع العسكرية الإخوانية التي بدأت جرائمها المُبكرة في مذبحة مدرسة المدفعية بالتزامن مع إعلان دمشق رفض كامب ديفيد، وقد تحوّلت كل ساحات الجوار (العراق، تركيا، لبنان عبر الكتائب، الأردن، بالإضافة إلى العدو الصهيوني) إلى جبهة خلفية لدعم الإرهاب الإخواني بالسلاح والمال والتحريض الإعلامي.
ويُشار هنا إلى عاملٍ آخر وشديد الأهمية في هذه الحرب على سوريا، وهو نجاح موسكو رداً على كامب ديفيد في بناء أكبر محور استراتيجي في التاريخ المُعاصِر للشرقَيْن العربي والإسلامي، يبدأ من أفغانستان بعد الانقلاب اليساري مروراً بإيران بعد الثورة التي أطاحت الشاه، وانتهاء بإعلان الميثاق السوري – العراقي بين الرئيسين البكر وحافظ الأسد، ولكن هذا النجاح سُرعان ما تبدّد بعد الإطاحة بالبكر وإشعال الجبهة مع إيران ودعم الإخوان في سوريا.
بالمقابل، وكما في كل مرة، نجحت سوريا في صدّ هذا العدوان ودحره والانتقال من الدفاع إلى الهجوم، وتنسيق العمل مع المقاومة اللبنانية لإسقاط اتفاق (7) أيار الذي فرضه العدو الصهيوني على لبنان، وفرضَ معه بالتعاون مع الرجعية النفطية رئيسين من حزب الكتائب.
وفي السياق نفسه لم تنفع وحدات الإنزال الأميركية – الفرنسية في وقف تحالف دمشق مع المقاومة اللبنانية، بل خسرت نخبتها القتالية في عمليات فدائية استهدفت هذه النُخَب في بيروت وقُتِل فيها حوالى 500 عسكري منها، كما تلقّى العدو الصهيوني ضربات مُماثلة.
ورداً على الهزائم العسكرية للتحالف الأميركي – الفرنسي – الصهيوني - الرجعي – الإخواني، وعلى فشل (الجبهة الشرقية) في إسقاط إيران، وبسبب هشاشة مجلس التعاون الخليجي، ومن أجل إنقاذ مصر كامب ديفيد، جرى الإعلان عن (مجلس التعاون العربي) من مصر والعراق والأردن واليمن، لكن هذا المجلس سُرعان ما سقط في قلب التناقضات الداخلية لقوى (الجبهة الشرقية) نفسها، كما أن الإنتفاضة الفلسطينية أعادت القضية إلى مربّعها الأول بالتصادُم مع كامب ديفيد وموقع مصر فيها.
- في العقدين التاليين، العقد الأخير من القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الجديد، تمكّنت سوريا في ظروفٍ اقليمية ودولية قاسية من الصمود والحفاظ على سيادتها وخياراتها الوطنية، ويبدو أن الأميركيين كانوا ينتظرون غير ذلك، بعد الإنهيار السوفياتي، الجدار الدولي لسوريا، وبعد معاهدات واتفاقيات، وادي عربة وأوسلو، وبعد أن أصبحت الإمبريالية الأميركية على حدود سوريا لا إمبراطورية وراء البحار.
إن الانتظار الأميركي الطويل لسقوط سوريا، دفعهم آخر الأمر، إلى الحشد وتجميع كل الأوراق الممكنة ودفعها جميعاً ومرة واحدة في مواجهة دمشق، فكان ذلك أكبر حشد عسكري ومالي وإعلامي وسياسي ضد دولة في العالم (نصف مليون إرهابي مُدجّجين بالسلاح وأكثر اللوجستيات تطوّراً على الأرض، من قِبَل الأقمار الصناعية، وآلاف المواقع والمنابر الإعلامية ومبالغ خيالية تكفي لتسليح جيوشٍ جرّارة)..
كان الأطلسي كله في المعركة، الأميركيين والأوروبيون، وكذلك النفط كله، حتى أن محميات الغاز والنفط المتورّطة دخلت في أزمة مالية جرّاء ذلك، سبع سنوات عِجاف ولم ترضخ سوريا مدعومة من قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن روسيا وإيران وحلف المُمانعة.
وها هي تحصد هذا الصمود الأسطوري قوّة اقليمية قادمة وجيش لا يُقهر..
وفي كل ما سبق، ثمة قواسم مشتركة تصل إلى حد الثوابت طيلة العقود التي مرت على سوريا وهي في عين العاصفة..
1- إن سوريا عصيّة على الكسر والرضوخ بالرغم من كل الظروف الاقليمية والدولية.
2- إن الإخوان المسلمين في سوريا كانوا شُركاء في كل محطات العدوان والتدخّل الخارجي وخاصة الأميركي.
3- إن لبنان إما أن يكون خاصِرة رخوة أو خاصِرة قوية لسوريا.
4- إن أحزاب اليمين التركي وخاصة التي تتّخذ من الإسلام غطاء لها من عدنان مندريس إلى أوزال إلى أردوغان، هي من أخطر أدوات الأطلسي ضد سوريا.
موفق محادين ، كاتب ومحلل سياسي أردني
كلمة الإمام الخامنئي في لقائه جمعاً من أساتذة الجامعات والنخبة
كلمة الإمام الخامنئي في لقائه جمعاً من أساتذة الجامعات والنخبة والباحثين الجامعيين بمناسبة شهر رمضان المبارك_10/6/2018
إيران وقضية فلسطين: الحل في استفتاءٍ عامٍ يشمل كل من هو فلسطيني
محاور رئيسة
• نتانياهو يتباكى: إيرن تريد القضاء علينا
• الجامعيون؛ الأجدر لحل مشكلات البلاد
• لتربية الطلبة بما يؤهلهم لقيادة المجتمع
• لتخريج طلاب متفائلين بمستقبل بلادهم
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
إهتمام ملحوظ للشريحة الجامعية بقضايا البلاد
أرحّب بكم كثيراً أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات. لقد كانت هذه الجلسة والحمد لله جلسةً جيدة جداً. وبهذه الآراء التي طرحها الأعزاء هنا ـ وقد تعاقب على الحديث ثلاثة عشر شخصاً ـ تحققت لحسن الحظ إحدى النقاط التي دوّنتها لأطرحها في هذه الجلسة وهي تصدي الجامعة لقضايا البلاد والتحديات التي تواجه البلاد. وهذه توصيتنا الأكيدة ولربّما أتطرّق للكلام عن الموضوع بعض الشيء. بمعنى أنني أرى أنّ الأساتذة الذين تحدّثوا في هذه الجلسة غالباً ما طرحوا واهتموا بقضايا البلاد الرئيسية والتحديات التي تواجه البلاد، وتحدثوا عنها. افترضوا مثلاً قضية السينما ـ وهي قضية مهمة ـ وقضية الاتفاق النووي، وقضية الآفات الاجتماعية، هذه الكلمات التي ألقاها السادة هنا كانت طرحاً ومناقشة لهذه القضايا، وهذه هي توصيتنا. أو قضية الأسرة والزواج وإنجاب الأولاد، وقضية الصناعات الجوية والفضائية، وقضية الجو والفضاء وهي قضية على جانب كبير من الأهمية. وقضية الدبلوماسية العلمية، أو قضية المياه وهي قضية مهمة للغاية، ولاحظت أنَّ السادة هنا أولوها أهمية . أو قضية التجديد والإبداع ـ والتي ربما أشير لها في معرض حديثي ـ وقضية الاقتصاد وقضايا من هذا القبيل. وهذه أمور حسنة والحمد لله.
عندما أنظر وأقارن جلستنا هذا العام ببعض الجلسات [التي عقدناها] قبل سبعة أو ثمانية أو عشرة أعوام أجد أنَّ الفارق كبير جداً؛ هذا يدل على أن الشريحة الجامعية قد قامت بحركة فكرية متقدمة ومحفّزة خلال هذه الأعوام. أي إنني أرى اليوم أن حراك الشريحة الجامعية ومشاعرها ودوافعها واهتماماتها وشعورها بالآلام والأوجاع أفضل مما كان عليه الوضع قبل عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً. وهذه نقطة على جانب كبير من الأهمية. طبعاً لا ندّعي أن هذه المجموعة المتواجدة في هذه الجلسة هي كل الشريحة الجامعية لكنها تُمثِّل نموذجاً لتلك الشريحة وعَيِّنة منها، بمعنى أنها تدلُّ على أن هذا التفكير وهذا الشعور موجود لدى شريحتنا الجامعية. حتماً، لقد ضاق الوقت بنا، وقد كنت مستعداً للكلام لوقت أكثر، لكن لم يعد ثمة مجال، وأنا مضطر للاختصار.
أهمية الجامعة للبلاد: إعداد القوة العاقلة
أيها الإخوة الأعزاء أيتها الأخوات العزيزات: الجامعة مركزٌ مهمٌ جداً. نقول هذا عن إيمان قلبي عميق. ولديّ دليلي على هذه القضية. لماذا؟ لأن الجامعة هي إحدى المراكز المهمة لإعداد وتخريج القوة العاقلة في البلاد. [نعم] إعداد القوة العاقلة في البلاد. فما من بلد يمكن أن يُدار ويتقدم من دون وجود قوة عاقلة. لاحظوا أنَّ هاتين المقدمتين تعطيان نتيجة وهي أن الجامعة الجيدة ذات أهمية حيوية بالنسبة للبلاد. حسنٌ، للأساتذة دور استثنائي في الجامعة. أي إن للأستاذ دوراً خاصّاً في هذه العمليّة؛ عملية صناعة القوة العاقلة وإعدادها لإدارة البلاد. ولذا، فمكانة الأساتذة مهمة وحساسة وخطيرة جداً...
مستلزمات الجامعة للقيام بدورها
إذا أرادت الجامعة ممارسة هذا الدور ـ دور إيجاد وإعداد وتخريج القوة العاقلة للبلاد ـ بشكل صحيح فإنَّ لهذا مستلزماته التي ينبغي لها بالتأكيد التنبه لها ومراعاتها. سجَّلت هنا ثلاثة من هذه المستلزمات سأتحدث عن كل واحد منها باختصار.
إحدى هذه المستلزمات هي التصدي لقضايا البلاد والخوض فيها. بمعنى أن لا تعدّ الجامعة نفسها منفصلة عن قضايا البلاد، وأن تكون قضايا البلاد والتحديات التي تواجهها قضايا واقعية وحقيقية وأصلية للجامعة.
ثانياً: الاهتمام بتربية الطلبة الجامعيين من حيث الثقافة والأخلاق والهوية. أي أنَّ قضية التربية تفوق قضية التعليم. وطبعاً التربية ذات التوجه الأخلاقي والمعنوي والتلطيف الروحي وبث روح الشعور بالهوية في شريحة الطلبة الجامعيين الشباب.
ثالثاً: أن تكون هناك حال حراك وصيرورة دائمة في الأجواء الجامعية؛ حال تحول مستمر ودائم في البيئة الجامعية. والسبب هو [أولًا] أن كل مؤسسات العالم تحتاج إلى التحول والتطور، ولأنّ البشرية في حال تحول وتقدم وحركة. لذا على كل المؤسسات البشرية أن توجد في داخلها القدرة على التحول المستمر وأن تكون هذه الحال همَّاً تحمله هذه المؤسسات. ثانياً جامعاتنا ـ ونقولها بصراحة ـ تأسست بشكل خاطئ؛ أرسيت أسسها منذ البداية بشكل خاطئ. وليس معنى هذا أن الأجواء الجامعية أجواء فاسدة وسيئة. لا، فلحسن الحظ كانت لجامعاتنا نتاجات جيدة جداً. لكن أسس الجامعة وضعت في زمن الحكم الطاغوتي من قبل أناس غير موثوقين وبسياسات غير موثوقة، ولا يزال هذا البناء قائماً. لقد أسسوا الجامعات على أساس تنحية الدين واجتثاثه، وأرسوا دعائمها على أساس التقليد العلمي وليس الابتكار والإنتاج العلمي. هكذا تأسست الجامعات ولا تزال بعض آثار ذلك مستمرة إلى اليوم. لذلك لا بُدَّ من إصلاح وتحول وصيرورة داخلية للجامعة بشكل مستمر. وقد سجَّلت هنا نماذج من ذلك سوف أشير إليها. هذه ثلاثةٌ من المستلزمات، وثمة بالطبع مستلزمات أخرى.
أولًا، الجامعيون هم الأجدر لحلّ مشكلات البلاد
فيما يتعلق بالتصدي لقضايا البلاد والذي من حسن الحظّ لاحظنا نموذجاً عنه اليوم. وقد سُررت حقاً لأنني شاهدت إخوتنا وأخواتنا يطرحون هذه القضايا. إنني أشكر الله حقاً لأن هذا الشيء الذي نتوقعه موجود لحسن الحظ في أذهان مجموعةٍ من جامعيّينا الأعزاء على الأقل. لماذا نقول يجب التصدي لقضايا البلاد؟ حسنٌ، بالنهاية لكل بلد قضاياه ومشاكله، ولدينا اليوم أيضاً قضايا ومشاكل، وسيكون لنا غداً أيضاً مشاكلنا. هكذا هي كل بلدان العالم وكل مجتمعات العالم، لديهم مشاكل يجب أن تُحل. وينبغي لهذه المشاكل أن تحل بشكل علمي.
إذا خضنا هذه المشاكل بطريقة غير علمية وغير حكيمة ومن دون تفكير وتعقل فإنها لن تحل بل ستزداد تعقيداً وستستمر وتتفاقم وتزداد. إذن، ينبغي حلُّ المشكلات بشكل علمي. حسنٌ، إذا كان من المقرر أن تحل بشكل علمي فمن الذي يجب أن يحلها ويعالجها؟ العلماء، أي الجامعيون الذين هم من جملة علماء البلاد والذين يشكّلون القطاع الأوسع من علماء البلاد. وعليه، على الجامعة أن تعدّ مشكلات البلاد مشكلاتها وتبحث لها عن حلول.
أ ــ إصلاح أساليب إدارة الإقتصاد وغيرها
حسنٌ، لنضرب مثلاً القضية الاقتصادية، الاقتصاد اليوم واحدٌ من قضايا البلاد. يُقال مراراً وقيل في هذه الجلسة أيضاً: إن بعض أساليبنا في إدارة الاقتصاد ـ ما ينفَّذ ويجري في البلاد عملياً في الوقت الحاضر ـ أساليب ضعيفة أو خاطئة. حسنٌ، هذا شيء يجب إصلاحه، فمن الذي يجب أن يصلحه؟ ومن الذي ينبغي أن يتصدّى لهذه القضية؟ الجامعة. لقد أوصيت بعض المسؤولين رفيعي المستوى عدة مرات إلى الآن وقلت: اطلبوا أن تُجمع لكم هذه الآراء الاقتصادية التي ينشرها أساتذة الاقتصاد الجامعيون في الصحف ـ والتي غالباً ما أطلع عليها ـ وليؤتَ بها إليكم لتعلموا أنه بالإضافة إلى تلك القرارات التي تُتّخذ في المؤسسات الحكومية المعنية، توجد مثل هذه الآراء والأفكار أيضاً؛ فهي مفيدة وحلالة للمشاكل، والنظر فيها والاستماع إليها يعالج الأمور. إذاً، قضية الاقتصاد من القضايا التي تحدَّث أحد السادة هنا اليوم حولها وذكر بعض النقاط في هذا المجال.
ب ــ التقنيات النفطية والكهربائية
وفي الصناعة؛ تعاني صناعتنا من مشاكل، وبوسع الجامعات أن تلعب دوراً في هذا المجال. طبعاً من اللازم أن أشير إلى أن بعض هذه الجامعات طبقاً للتقارير التي رُفعت إلي، قد عملت بطريقة جيدة في مجال الصناعة، لكن بعض الجامعات لم تعمل بطريقة جيدة، ولم تدخل في هذا المجال ولم تعمل بشكل جيد. سمعت مؤخراً أنه تم التخطيط لمنح الأساتذة فُرصاً بحثية في مجال الصناعة لمدة سنة، وقد صودق على هذا المشروع في قنوات ومراكز المصادقة والتصويب. هذا شيء حسن جداً. افترضوا أن فرصة بحثية تمنح للأساتذة المختصّين بالصناعة ليخوضوا في عُمق الصناعة ويتعرفوا إلى مشكلات الصناعة في البلاد عن كثب. لدينا مشكلات في الصناعة في البلد، ويجب على الجامعات أن تعالج هذه المشكلات. بالطبع، يشتكي بعض أصحاب الصناعات ويقولون إن التواصل مع الأجهزة الجامعية لم يساعدنا في شيء، ولكن تستطيع الجامعات مبدئياً أن تساعد على تقدم الصناعة وازدهارها ورفعتها، وذلك لكي لا نعلّق الآمال في صناعتنا النفطية مثلاً أو صناعتنا الكهربائية أو صناعاتنا الأخرى على الأجانب، وبأنّه لا بدّ وأن يأتي أجنبي ونبرم معه عقداً ليمنحنا التقنية. هذا كلام يُطرح الآن، لأننا نتصور أننا مضطرون ونحتاج لأن نبرم عقداً مع الشركة النفطية الفلانية الأجنبية لكي نستطيع مثلاً زيادة معدّل إنتاجنا للنفط ونصل به على سبيل المثال من 25 بالمائة إلى 50 بالمائة. وعندها قد تفرض علينا هذه الشركة بعض الأشياء.
إذا خاضت جامعاتنا في هذا المضمار فاعتقد أنها تستطيع بالتأكيد [القيام بعمل ما]. كيف استطعنا ونجحنا في بعض المجالات. كل العالم المعني بالقضية كان يحسب نجاحنا في تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المائة مستحيلاً. لم يكونوا ليصدقوا أبداً أن مثل هذا الشيء يمكن أن يحدث في البلاد، لكنه حدث. كانوا يضعون الشروط لبيعنا اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمائة، وكان بعض مسؤولينا للأسف يميلون إلى منح هذه الامتيازات [للأجانب] . حصل بعض الإصرار قليلاً، وحصل بعض الثبات والمقاومة وبذل شبابنا بعض الجهود والمساعي وشاهد العالم فجأة أننا لا نحتاج إلى [شراء] اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمائة من أميركا وروسيا وأظن فرنسا. وهو ما كان مطروحاً على بساط البحث آنذاك. فقد استطعنا نحن إنتاج العشرين بالمائة. حسنٌ، تلك المواهب التي تستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير ـ ويعلم المختصون أنَّ المهم في قضية التخصيب هو الانتقال من الثلاثة في المائة والأربعة في المائة إلى العشرين فيالمائة، وإلا فالانتقال من العشرين بالمائة إلى التسعة والتسعين بالمائة أسهل ـ ونحن الذين استطعنا القيام بذلك العمل ـ لِمَ لا نستطيع رفع مستوى إنتاج آبارنا النفطية؟ لِمَ لا نستطيع إنجاز أعمال تخدم في تقدم صناعاتنا؟ إذاً، تستطيع الجامعة المساعدة في هذا المجال الصناعي.
ج ــ الآفات الإجتماعية على إختلافها
وفي خصوص قضية الآفات الاجتماعية، قضية الطلاق، والإدمان على المخدّرات، والأحياء المحيطة بالمدن [السكن العشوائي]، والجرائم، والفضاء الافتراضي وما شاكل مما تمّت الإشارة إليه من قبل الإخوة؛ بالطبع، منذ مدة ـ وقد قال [أحد الأساتذة] مدة أربعة أعوام، والظاهر أن المدة ليست أربعة أعوام، ويبدو أنها ما بين السنتين والثلاث سنوات ـ أشركنا كل أجهزة البلاد في هذه القضية، أشركنا الأجهزة المعنية من السلطات الثلاث في قضية الآفات الاجتماعية، وتم عقد جلسات جيدة و[المسألة] تتابع ويتم إنجاز أعمال كثيرة. وهذه بالطبع، من الأعمال والأمور الطويلة الأمد والتي لا تلاحظ آثارها ونتائجها بسرعة. يمكن للجامعة أن تساعد في هذا المضمار أيضاً. الاقتراحات التي قدّمها الإخوة كانت جيدة جداً، وأنا الآن أوصي القيّمين في مكتبنا بأن يجمعوا هذه الاقتراحات التي قُدِّمت في شتّى المجالات، وليعقدوا حولها الجلسات، وليفكّروا فيها، ويجدوا سُبلاً لتنفيذها وتطبيقها.
د ــ الوصل الصحيح بين "الإنتاج" و"الإستهلاك"
أو قضية عجلة الإنتاج والاستهلاك وقضية التجديد والإبداع التي أشاروا إليها، أولاً يجب أن يكون لنا تجديدنا وإبداعنا؛ بمعنى إيجاد الفكرة، ثم الإنتاج، ثم التسويق وما شاكل. وتسويق العرض والاستهلاك هذا إنما هو سلسلة، وينبغي للسلسلة أن تتحرك بشكل صحيح. بمعنى أن توجد سلسلة تصل بين قطاع الإنتاج وقطاع الاستهلاك، وعلى هذه الحلقات أن تنقل الإمكانيّة بعضها إلى بعض بصورة صحيحة ليتم العمل بشكل صائب. وإذا كان ثمّة عيب وخلل في هذه العجلة فمن الذي يجب أن يرد الميدان ويدخل المضمار؟ الجامعة. فالجامعة هي من يجب أن ينظر أين يكمن الخلل، وهي التي ينبغي أن تزيل الإشكال لنستطيع إنجاز العمل.
هـ ــ إنتاج البضائع المحلية وتسويقها
أو قضية دعم البضائع الإيرانية والتي شاهدت لحسن الحظ أن أحد السادة أولاها اهتماماً وفكَّر فيها وعمل في خصوصها. وقد تضمّنت كلمته النقاط نفسها التي دوّنتها هنا تماماً. افترضوا أننا ننظر في عقبات إنتاج البضائع ذات الجودة العالية. المسألة الأولى هي أنّه يجب علينا في الداخل أن ننتج بضاعة ذات جودة عالية ليكون لها زبائنها وتُباع. ما هي موانع وعقبات إنتاج البضاعة الجيدة، ثم كيفية التسويق، ماذا علينا أن نفعل ليمكننا إيجاد أسواق لمنتجاتنا في الداخل والخارج. [ايجاد أسواق] في الخارج قضية أخرى مستقلة، [أما] القضية الداخلية فهي قضية فكريّة وثقافية كما أشاروا لذلك، وهي صحيحة تماماً. أي يجب أن تُدرس في الجامعات، في الأقسام المختلفة لعلم الاجتماع وعلم النفس أسباب ميل بعض شرائح الشعب لاستهلاك البضائع الأجنبيّة وقلة ميلهم للبضائع الوطنيّة، وما هو سبيل العلاج. بالطبع، ذُكرت سُبل للعلاج لكنها غير كافية، فهذه القضية بحاجة إلى دراسة علمية. حقاً، يمكن العثور على سبل وطرائق وحلول. وسترون فجأة خلال سنتين أو ثلاث سنوات أو أربع سنوات أن الأمر انقلب تماماً، كما يحصل في الوقت الحالي وبهذا العمل الدعائي الذي تم إلى حد ما، حيث راح بعض الباعة يعرضون البضائع الأجنبية على أنها بضائع وطنيّة! هذا ما لدينا علم به ـ لدي اطلاع على ذلك وقد رفعوا إليّ تقريراً به ـ أي إن الشخص يذهب ويطلب من البائع بضاعة ما والبائع يملك النوع الأجنبي منها ولأنه يعلم أن الزبون يحتاج إلى النوع الوطني منها لذا يقول له كذباً إنها إيرانية! هذا شيء جيد جداً. الكذب حتماً شيء سيّئ، ولكن من الجيّد جداً أن يضطر البائع من أجل بيع بضاعته إلى القول إنها وطنيّة. ينبغي ترويج هذه الثقافة. فكيف تشاع هذه الثقافة؟ لهذا الأمر أسلوبه العلمي، وأنتم من يجب أن يقوم بهذه المهمة. أو نقل المكتسبات العلمية الجديدة إلى القطاعات الإنتاجية، هذه كلها من أعمال الأقسام المختلفة في الجامعات.
وعليه ينبغي على الجامعات أن تعثر على القضايا والمشاكل في البلاد ـ وقد وجدت في كلمات السادة لحسن الحظ وسجَّلت هذا هنا وهو أمر لافت جداً، لاحظت أنهم واقعاً جلسوا وقاموا بتشخيص القضايا والمشكلات، لنضرب مثلاً إنّهم يقولون: إنّها لمشكلة حين تقولون بأنّ على المرأة أن تكون ربة منزل وفي الوقت نفسه تكون من أهل الدراسات العليا، فكيف تجتمع هذه مع تلك. حسناً هذه واحدة من القضايا، لاحظوا، تشخيص القضايا والمشاكل شيء مهم جداً، بأن نعكف على تشخيص القضايا والعثور عليها ـ وبعد ذلك نعالجها ونحلّها. إذن، تستطيع الجامعة أن تعثر على المشاكل والقضايا وأن تساعد كذلك في حلها. والكلام كثير طبعاً في هذا الخصوص. لقد دونت هنا بعض النقاط لكن الوقت ضيّق.
• الحكومة مدعوة للإهتمام بقضية ارتباط الجامعة بقضايا البلاد
بالطبع، ينبغي للمديرين أن يريدوا ويرغبوا بهذا الشيء. إنني من هذا الموقع أطلب من السادة أعضاء الحكومة الحاضرين هنا أن يطرحوا في اجتماعات مجلس الوزراء هذه القضايا وقضية ارتباط الجامعة بقضايا البلاد بشكل جدي ليكتسب الجميع الدوافع والحوافز والرغبة بالمتابعة. ونحن نقول ذلك لكل واحد من الوزراء طبعاً. في فترة من الفترات كان لدينا وزير طاقة وكان أخاً صالحاً جداً درس في جامعة أمير كبير. كان يتحدث معي حول إحدى القضايا ويقول إنَّ لدينا مشكلة فيها. فقلت له يا أخي، اسبق هيئة الحكومة بخطوة واذهب إلى هذه الجامعة التي درست أنت فيها واطرح هذه القضية هناك وسوف يجدون حلّها. وكانوا سيحلّونها بالتأكيد، فأنا لا أشكُّ في ذلك. أي إن تصدي الجامعة لقضايا البلاد إذا أُخذ حقاً على مأخذ الجد من قبل المديرين ـ وهذا هو الأصل ـ فسوف تسير الأمور قدماً برأيي. أي إنَّ على المدير أن يذهب إلى باب بيت العالم، هذه هي القاعدة الأساسية. ولا ينبغي للعالم أن يقف وراء باب مكتب المدير. على المدير أن يذهب إلى باب بيت العالم ويطلب منه المساعدة.
ثانيًا، لتربية الطلبة بما يؤهلهم لقيادة المجتمع (في الأخلاق والثقافة والهويّة)
وفيما يتعلق بالأمر اللازم الثاني الذي أشرت إليه، تربية [الطلبة الجامعيين] من حيث الأخلاق والثقافة والهوية: إعداد القوة العاقلة. فما هي القوة العاقلة؟ وما هو العقل؟ العقل في الأدبيات الإسلامية ليس مجرد ذلك الجهاز الذي ينجز لنا الحسابات المادية، لا؛ «اَلعَقلُ ما عُبِدَ بِهِ الرَّحمٰنُ وَاكتُسِبَ بِهِ الجنان» (2). هذا هو العقل. «اَلعَقلُ يهدي وَينجي» (3). هذا هو العقل. ينبغي للعقل أن يستطيع التسامي بالإنسان. العقل في مستوى من المستويات هو ذلك العامل الذي يوصل الإنسان إلى مقام القرب ومقام التوحيد، وبمستوى أدنى منه، العقل هو ذلك الشيء الذي يوصل الإنسان إلى نمط الحياة الإسلامية. وبمستوى آخر العقل هو ذلك الشيء الذي ينظم العلاقات المادية للحياة الدنيا. هذا كله من عمل العقل. العقل والقوة العاقلة هي تلك القوّة التي يمكن أن تتوفر على كل هذه الأشياء، لذا فهي بحاجة إلى التربية المعنوية. ربّوا الطلبة الجامعيين تربية معنوية. هؤلاء شباب، والشاب لطيف بنحو طبيعي وطاهر نسبياً وله قابليّة السير بالاتجاه المعنوي، وهذا ما يجب توفيره في الجامعة. «لا يستَعانُ عَلَى الدَّهرِ إلّا بِالعَقل» (4). الحياة غير ممكنة من دون العقل. لذا ينبغي أن يكون الجانب التربوي لهذه القوة العاقلة قوياً. وينبغي على الجامعة أن تربي شباباً ذوي إيمان وشرف ومبادرة وغير كسالى ومن أهل الجد والسعي والثقة بالنفس وممن يقبلون الحق ويطالبون به. هذه خصال الإنسان السامي؛ هذا هو الإنسان الذي يريده الإسلام، وهذا هو الإنسان الذي لو تولّى إدارة المجتمع لاستطاع توجيه المجتمع نحو الصلاح والفلاح. وإلا افترضوا مثلاً أنه من الشائع الآن في الفضاء الافتراضي أن يسيء الناس إلى بعضهم البعض، وأن يتّهم هذا ذاك، وذاك يتهم هذا، وأن يضخِّموا نقطة ضعف صغيرة، ويريقوا ماء وجه إنسان مؤمن ولا يُعلم من هو، طبعاً هذا شيء سيء جداً. ثمة مثل هذه الأشياء بين شبابنا ويجب الحؤول دونها، وهذا الشيء ممكن بالتربية المعنوية.
أ ــ لتربيتهم على أخلاق الحياة الإسلامية
في مجلس الرسول (ص) نال شخصٌ من عرض مؤمن وأراق ماء وجهه ـ ولم تذكر الرواية بأي شكلٍ نال منه ـ ودافع شخص آخر عن ذلك المؤمن الذي جرى النيل منه. فقال الرسول (ص) إن هذا الذي فعلته ـ حيث دافعت عن حرمة مؤمن ـ حجاب دون نار جهنم. هذا حجاب دون نار جهنم. هذا هو نمط الحياة الإسلامية. يعني «ارحَم تُرحَم» (5). ارحم لكي يرحمك الله تعالى. هذا ما يجب تعليمه ونشره بين شبابنا. ينبغي لشبابنا أن يكونوا «أشِدّاءُ على الكفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم» (6) ـ هذه الآية التي تُليت هنا ـ يجب أن يتربّى [الشابّ] بهذه الطريقة. أن يقف بوجه الظلم، ويقف بوجه المعتدي، لكنه يتعامل بعطف وتسامح مع أخيه المؤمن. يجب أن نُعلِّم شبابنا العفو والتجاوز. إذا لم يجر تهذيب هذا الشاب اليوم وأصبح غداً مسؤولاً عن قطاع ما فسوف ينجز الأعمال بطريقة ضعيفة أو غير موثوقة أو خاطئة. الذي يكون اليوم على استعداد للنيل من شخص ما بدافعٍ من المزاح أو تمضية للوقت أو لإشباع حس داخلي، عندما يكون غداً في تنافس انتخابي مثلاً سيكون على استعداد من أجل الفوز أن يسحق إنساناً مؤمناً بالكامل. هذا ما سيصبح عليه [غداً]. وسيكون لهذا أثره هناك أيضاً.
ب ــ لتربيتهم على الإحساس بالهوية
هناك أيضاً قضية انعدام الهوية. ربّوا الشاب وخرِّجوه بحيث يكون صاحب هوية. إذا لم يشعر المجتمع بالهوية فإن الأصوات القوية المتعسفة سوف تهزمه بسهولة. والذي يصمد هو الذي لديه إحساس بالهوية. أحياناً تكون هذه الهوية هوية وطنية وأحياناً هوية دينية وأحياناً هوية إنسانية وأحياناً تكون "الشرف". مهما يكن، يجب أن يتربوا [الشباب] وينشأوا على هوية. ومن حسن الحظ فإن مجتمعنا الإسلامي ـ الإيراني اليوم له هويته المتجذرة والتاريخية والقوية والقادرة على الاستقامة، وهذا ما أثبته [بالفعل]. هذا ما يجب أن ننقله إلى شبابنا. بالنهاية، القضية الثقافية قضية مهمة، وعلى القطاعات الثقافية أن تشعر بالمسؤولية وأن تعمل في هذا المجال.
ثالثا، تصحيح وإصلاح أمور الجامعات
القضية الثالثة التي أشرنا إليها هي الصيرورة [التحول] الدائمة في الجامعات. سجلت عدة قضايا ونقاط سأقوم بعرضها. إن تصحيح وإصلاح أمور الجامعات له اليوم مصاديق واضحة.
أ ــ من إستهلاك العلم إلى إنتاجه
من هذه المصاديق الواضحة أن نبدل توجّه استهلاك العلم إلى توجّه إنتاج العلم. إلى متى يجب أن نجلس ونكون مستهلكين للعلم؟ إنني لا أعارض أبداً تعلُّم العلم من الآخرين، وهذا ما قلته مراراً والكل يعلمه، قلت إننا لا نشعر بالعار من أن نتعلم من شخص يحمل علماً ونتتلمذ على يده، لكن التتلمذ شيء والتقليد شيء آخر! إلى متى نتبع علم هذا وذاك؟ لماذا عندما يُقال في مجال العلوم الإنسانية [تعالوا] لنجلس ونفكر ونستخرج العلوم الإنسانية الإسلامية، ترى البعض يضجّون ويثورون فوراً ويقولون «يا سيدي هل هذا علم»؟ ... في العلوم التجريبية التي يمكن اختبار علميتها ونتائجها في المختبرات، بدأ يثبت خطأ الكثير من المكتشفات والمعطيات العلمية يوماً بعد يوم، وتتوقعون أن لا تكون هناك أخطاء في العلوم الإنسانية؟ كم توجد في الاقتصاد آراء متعارضة ومتضادة؟ في الإدارة وفي شتى قضايا العلوم الإنسانية، وفي الفلسفة، توجد كل هذه الآراء المتعارضة، أي علم؟ العلم هو الشيء الذي تتوصل أنت له وتستطيع فهمه ويترشح من داخل ذهنك الفعال النشط. يجب أن نسعى إلى أن ننتج العلم بأنفسنا، فإلى متى نستهلك علوم هذا وذاك؟ نعم، لا مانع لدينا من أن نستفيد من علوم الآخرين مثلما نأخذ البضاعة التي لا نمتلكها من الآخر الذي يمتلكها ونستفيد منها، لكن هذا لا يمكنه أن يكون بشكل دائم ويستمرّ إلى الأبد. أحياناً لا ينتقل علم الآخرين إلينا بصورة صحيحة، وأحياناً لا يعطوننا الجزء الإيجابي الجيد منه، وأحياناً لا يعطوننا النسخة المستحدثة منه، وهذا ما حدث مراراً في بلادنا للأسف خلال سنوات حكم الطاغوت. علينا أن لا نكرر التجارب. لذا، ينبغي أن ننتج العلم.
• بعض الداخل ينكر تقدم البلاد العلمي!
وبالطبع فقد سمعت مؤخراً أن البعض يكتبون ويقولون دائماً أشياء تفيد إنكار حالات التقدم العلمي في البلاد والتي تؤيدها المؤسسات الدولية المختصة، إنني أرفض هذا الكلام مائة بالمائة... فحالات التقدم العلمي في البلاد حالات واقعية حقيقية وليست حالات فقاعية [وهمية] كما يدّعي البعض. لقد تقدمنا في تقنيّة النانو، وتقدمنا في الخلايا الجذعية، وتقدمنا في الطاقة النووية، وتقدمنا في التكنولوجيا الحيويّة، وتقدمنا في مجالات مختلفة من الطب، تقدمنا في كثير من المجالات المتنوعة، وهذه الحالات من التقدم واقعية، حقيقية وموجودة.
وكما أشاروا فذات يوم كنا إذا خرجنا من المدن الكبيرة واجهنا شحاً في الأطباء الإيرانيين. وقد كنت أنا نفسي في زاهدان وفي إيرانشهر، وقد كان الأطباء هناك هنوداً، وقد راجعتهم بنفسي، ولم يكونوا سيئين طبعاً لكن البلاد كانت [حينها] تحتاج إلى أطباء أجانب. وفي بدايات الثورة كانوا يعطون لأمراض القلب مواعيد مؤجلة تمتد لثمانية أعوام وتسعة أعوام وعشرة أعوام؛ أي إنَّ مريض القلب كان يراجع المستشفى فيعطونه موعداً لعملية جراحية بعد عشرة أعوام، وإلى حينها كان معظمهم يموتون! هكذا كنا. واليوم يُجري الأطباء المتخصصون عمليات قلب مفتوح في المدن النائية. هذه الحالات من التقدم حالات واقعية، فلماذا يريد البعض بثَّ اليأس لدى الشرائح الجامعية الإيرانية ولدى المتخصصين والعلماء الإيرانيين؟ لا، فحالات التقدم حالات واقعية فعلاً، لكن ينبغي تنميتها.
ب ــ لإنتاج دراسات علمية هادفة
الخطوة الأخرى ترشيد الأبحاث وتوجيهها. لدينا في الوقت الحاضر أبحاث. محورية المقالات والدراسات العلمية في جامعاتنا هي بحدِّ ذاتها قضية ومسألة، البعض يخالفون هذه المحورية، والبعض يقولون لا بُدّ منها. وزيادة عدد المقالات والدراسات العلمية بحد ذاتها ـ وخصوصاً المقالات التي يُرجع إليها ـ تمثل سمعة حسنة للبلاد ولا ضير فيها، لكن ينبغي إنتاج دراسات ومقالات هادفة وموجهة. هذا ما سبق أن أشرنا إليه، وهو ليس موضوع اليوم، فقبل سنوات قلت أنا وتحدَّث بعض الأساتذة المحترمين هنا وكرروا بأنّه ينبغي للبحوث أن تكون هادفة؛ لاحظوا ما هي حاجة البلاد، وما هي الفراغات، فلتعمل تلك البحوث على ملء هذه الفراغات وسدها، فهذا شيء على جانب كبير من الأهمية. ينبغي إخراج البحوث غير الهادفة من دائرة العمل. وبالطبع فإن هدف البحث يفترض أن يتمثّل بشيئين: الأول تحقيق المرجعية العلمية والتواجد بين مجموعة رواد العلم والتقنية، والثاني حل قضايا البلاد ومشكلاتها الحالية والمستقبلية. وهذان الهدفان لا يتعارضان مع بعضهما البعض. سمعت أن البعض يقول: «كيف لا يتعارضان يا أخي؟ هل هذا الهدف صحيح أم ذاك؟» كلاهما صحيح. فالبحث ينبغي أن يكون من أجل الارتقاء إلى قمة العلم وتحقيق المرجعية العلمية ـ وسنصل نحن في المستقبل حتماً إلى هذه النقطة فنُعدّ مرجعية علمية في العالم ـ وأيضاً لحل مشاكل البلاد الراهنة.
ج ــ التقسيم الوطني للأعمال بين جامعات البلاد
قضية أخرى ينبغي بالتأكيد إيلاؤها الأهميّة ومتابعتها في الجامعات هي قضية تنظيم وإعداد التعليم العالي، وهذه أيضاً قضية أولاها أحد السادة هنا اهتمامه وذكرها لحسن الحظ. وقد تمت المصادقة على مشروع [التنظيم] هذا في العام 95 [2016 ـ 2017 م] في المجلس الأعلى للثورة الثقافية، لكنه لم يشهد تقدماً ملحوظاً. وهذا معناه أن يُصار إلى تقسيم وطني للأعمال بين جامعات البلاد في خصوص المجالات والبحوث المتنوعة المطروحة على الصعيد العلمي. وهذا مؤثر جداً في التخطيط؛ سوف يُسهِّل عملية التخطيط ويسهّل تقويم الوضع العلمي في البلاد، وسوف تحصل بالطبع، حالة من التعاضد والتآزر [بين الجامعات]. ويبدو أنَّ وزارة الصحة كان لها في هذا المجال حراك أفضل، بحسب ما رفع إليّ في التقارير.
د ــ التطبيق الكامل للخطة العلمية الشاملة للبلاد
القضية الأخرى التي تهم الجامعات هي تطبيق الخطة العلمية الشاملة للبلاد. ولقد تمَّ تطبيق وتنفيذ جزء من الخطّة العلمية الشاملة لكنها لم تُطبّق كلها. ومن المشكلات التي سبق أن طرحتها في هذه الجلسة (7) هي أن كثيراً من الجامعيين الإيرانيين لم يقرأوا الخطّة العلمية الشاملة للبلاد وهم غير مطلعين عليها أصلاً. لقد تمَّ العمل على الخطة العلمية الشاملة للبلاد بشكل كبير، كل هؤلاء العلماء والمتخصصين والخبراء العلميين والجامعيين عملوا على إنجاز هذه الخطة فتمَّ إنتاج شيء شامل جامع وجيد، فيجب تطبيق وتنفيذ هذه الخطة الشاملة في الجامعة. من الذي يجب أن يطبقها؟ الجامعات والجامعيون في البلاد أنفسهم، والأساتذة أنفسهم، هم من يجب أن يقرأوا هذه الخطة الشاملة ويطلعوا عليها ويعلموا ما هي وما المطلوب في هذه الخطة العلمية الشاملة. ولتُعقد جلسات بحث من أجل تطبيقها بين الأساتذة والطلبة الجامعيين في المستويات العليا، ولتلاحظ آثارها في الأجواء التعليمية وفي قطاعي التعليم والبحث في البلاد.
هـ ــ لمعالجة ظاهرة الإحجام عن بعض الإختصاصات
القضية التالية هي عدم التوازن فيما بين الاختصاصات الجامعية، فبعض الاختصاصات والحقول تعاني من عزلة وغربة. الإحصائيات التي رفعت إليّ تشير إلى أن معدّل المتقدمين لامتحانات القبول الجامعي في فرع الرياضيات، وهو فرع مهم للغاية، قد انخفض بنسبة خمسين في المائة، وهذا شيء خطير بالنسبة لمستقبل البلاد. إننا بحاجة إلى هذه الاختصاصات العلمية الأساسية ـ وخاصّة الرياضيات والفيزياء ـ من أجل المستقبل. وإذا انخفض عدد المتقدمين في هذه الاختصاصات وحصلت حالات إقبال واسعة وهجوم على الفروع ذات العائدات المالية الكبيرة التي توفر للإنسان مالاً وشغلاً بنحو فوري سريع، فهذا ما سيؤدي إلى مشكلة. وينبغي على الأجهزة الجامعية بالتأكيد تعويض وتلافي وإصلاح مستتبعات عدم التوازن هذا.
و ــ لعدم جعل "المقالات" معيارًا وحيدا لترقية الأساتذة
ومن المسائل أيضاً قضية محورية المقالات العلمية التي أشرت إليها حيث ينبغي أن تكتب المقالات باتجاه حلِّ مشكلات البلاد. والطريق السهل الذي يشكله إنتاج المقالات من أجل رفع مستوى الأساتذة هو بحد ذاته من المشكلات. في النظام الداخلي لترفيع مستوى أساتذة الجامعات تلعب المقالات دوراً كبيراً جداً في ترقية الأساتذة، وهذا طريق سهل، ينبغي إنجاز العمل بشكل أدق قليلاً؛ أي إنَّ الترقية يجب أن لا تقوم على أساس [تقديم] المقالات فحسب، فهناك أعمال أهم يمكن أن تكون معياراً (8). (جيد جداً هذا يدلُّ على أنكم تؤيدون هذا الكلام وأنّكم أيضاً قد تعبتم (9) لذلك اختتم كلمتي).
لتخريج طلابا متفائلين بمستقبل بلادهم
أيها الأعزاء، على الجامعة أن تخرِّج طلاباً متفائلين بالمستقبل وأصحاب نظرة إيجابية لوضع البلاد والمستقبل. هذه هي القضية الأهم. على الطالب الجامعي اليوم أن يكون واثقاً من أنه في الغد عندما يصل الدور إليه في الإدارة والكفاءة والتدبير والإصلاح وما شاكل، فإن ما سيستلمه هو بلد أفضل من اليوم. ينبغي منح الطالب الجامعي هذا الأمل. وهذا هو واقع القضية أيضاً. لقد تقدمنا اليوم كثيراً بالمقارنة بما قبل عشرة أعوام وعشرين عاماً وأربعين عاماً. وبعضكم مطلع على الأمر، ولكن الكثير منكم شباب؛ أي إنكم لا تتذكرون ما قبل ثلاثين عاماً ـ لا تتذكرون وضع البلاد ولا تتذكرون وضع الجامعات ـ لكنني أقول لكم إن تقدم البلاد وتقدم الأجواء الجامعية خلال هذه الأعوام العشرين أو الثلاثين كان تقدماً مثيراً للإعجاب وجديراً بالثناء حقاً. إذن، ينبغي إعداد الطالب الجامعي وتربيته على هذا النحو: أن يكون مؤمناً بقدرات البلاد، ومؤمناً بنجاحات البلاد ـ سواء النجاحات على المستوى الداخلي أو الخارجي ـ ومؤمناً بتقدم البلاد وبقدراتها وقدرة البلد على صناعة المستقبل، يجب أن يكون مؤمناً [بهذا] ويعرف مكانة البلاد في العالم.
• أعداء الجمهورية الإسلامية كلهم سيُهزمون
نحن اليوم في العالم بلدٌ له أكثر الأعداء بين الحكومات المستكبرة وبين العتاة عديمي القيمة، ولنا أكثر الأنصار بين جماهير الشعوب في الكثير من البلدان، ولا أقول في كل البلدان، ولكن في الكثير من البلدان. السمعة الحسنة التي للجمهورية الإسلامية في الكثير من هذه البلدان ـ في البلدان المجاورة والأبعد منها ـ لا يمتلكها أيُّ بلدٍ من البلدان الأجنبية. قد يكون هناك ميل وانجذاب نحو البلد الفلاني المتقدم علمياً ولكن من دون أي حب ومودة. للجمهورية الإسلامية مثل هذه المكانة ولها مثل هذا الموقع ولهذا فإنَّ لها أعداء خبثاء ألداء، وسوف ينهزم كل هؤلاء الأعداء بتوفيق من الله أمام الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية، ولن يستطيعوا فعل شيء.
نتانياهو يتباكى: إيرن تريد القضاء علينا
وافترضوا الآن أن شَمِر العصر رئيس وزراء الكيان الصهيوني القاتل للأطفال (10) يذهب إلى أوروبا ويتظاهر بأنه مظلوم ويقول إنَّ إيران تريد القضاء علينا وما شاكل من كلام ـ حسنٌ، أولاً إنهم هم الشَمِر بالمعنى الحقيقي للكلمة؛ أي إنهم أشخاصٌ فاقوا من حيث الظلم والجور كلَّ ظلمة التاريخ ـ ومخاطبه [مستمعه] الأوروبي يستمع ويهز رأسه ويقول له نعم نعم ولا يشير أبداً إلى "أنكم ترتكبون في غزة كل هذه الجرائم، وترتكبون في القدس هذه الجرائم"، هؤلاء لا يتحدثون عن هذا الشيء أبداً. هذا يتحدث وأولئك يهزون الرؤوس.
إيران وقضية فلسطين: الحل في استفتاء عام يشمل كل من هو فلسطيني
حسنٌ هذا العالم عالم سيّئ. وقد تحرّكت الجمهورية الإسلامية بشكل منطقي في كل المجالات. ففي قضية الكيان الغاصب هذه كان جمال عبد الناصر (11) قبل أربعين أو خمسين سنة يرفع الشعارات ويقول سنرمي اليهود في البحر؛ أي إنه عندما كان يريد التحدث ضدَّ إسرائيل كان يقول سنرمي اليهود في البحر، أمَّا الجمهورية الإسلامية فلم تقل هذا الكلام منذ اليوم الأول، بل قدَّمنا مشروعاً منذ البداية وقلنا إن الديمقراطية واستطلاع الرأي العامّ وآراء الشعب تمثّل اليوم الأسلوب الحديث والعصري المتقدم ويقبل بها العالم كله. جيّد جداً، فلتستطلعوا آراء الشعب الفلسطيني من أجل تحديد نوع الحكومة في دولة فلسطين التاريخية، ولتجروا استفتاءً عامّاً. هذا ما قيل قبل سنوات في الأمم المتحدة باعتباره رأي الجمهورية الإسلامية وفكرة الجمهورية الإسلامية، وتم تسجيله هناك. هذا هو رأينا: لتُستطلع آراء هؤلاء الذين هم حقّاً فلسطينون ـ افترضوا مثلاً، أولئك الفلسطينيين الذين يدخلون في عداد الشعب الفلسطيني منذ ثمانين عاما، ومئة عام وأكثر. لقد كان في فلسطين مسلمون وكان فيها يهود وكان فيها مسيحيون هم فلسطينيون ـ وليُستفتوا أينما كانوا، سواء كانوا في الأراضي المحتلة أي في كل الأراضي الفلسطينيّة، أو في خارج فلسطين. وأي نظامٍ يُحدده هؤلاء لأرض فلسطين سيكون هذا هو النظام المقبول الحاكم، مهما كان ما أرادوه. فهل هذا الرأي رأي سيئ؟ أليس هذا الرأي رأياً تقدمياً؟ الأوروبيون ليسوا على استعداد لفهم هذا الكلام، ثم ترى ذلك الرجل القاتل للأطفال الخبيث الظالم الشبيه بالشمر، يذهب إلى هناك ويتظاهر بالمظلومية ويقول إن إيران تريد القضاء علينا والقضاء على عدة ملايين من السكان.
اللهم اجعل ما قلناه وما في قلوبنا وعقولنا وما سمعناه لك وفي سبيلك. اللهم قرِّب بلادنا يوماً بعد يوم من ذروة الرفعة والرُّقي الذي ينشده الإسلام. اللهم اشمل بنظرك ولطفك وعنايتك وحمايتك أجواءنا الجامعية، والجامعيين الإيرانيين، والأساتذة المحترمين، وطلبتنا الجامعيين الأعزاء، ووفقهم لما ترضاه، واحشر الروح الطاهرة للإمام الخميني العظيم وأرواح الشهداء الطاهرة مع أوليائهم، وألحقنا بهم.
والسّلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
1 ـ في بداية هذا اللقاء الذي أقيم في يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك 1439 هـ ق تحدَّث ثلاثة عشر أستاذاً من أساتذة الجامعات الإيرانيين عرضوا آراءهم واقتراحاتهم في شتى القضايا.
2 ـ الكافي، ج 1، ص 11.
3 ـ غرر الحكم ودرر الكلم، ص 124.
4 ـ بحار الأنوار، ج 75، ص 7.
5 ـ أمالي الصدوق، المجلس السابع والثلاثين، ص 209.
6 ـ سورة الفتح، شطر من الآية 29.
7 ـ كلمة الإمام الخامنئي في لقائه أساتذة الجامعات بتاريخ 04/07/2015 م.
8 ـ صلوات الحضور على محمد وآل محمد.
9 ـ ضحك الإمام الخامنئي والحضور.
10 ـ بنيامين نتنياهو.
11 ـ رئيس جمهورية مصر الأسبق.
هل الأمومة وظيفة واحدة؟
لا شك أن الأمومة وظيفة سمتها الأساسية العطاء وهى لا تقدر بثمن، ولكن هل فكرت من قبل أن تحسبى كم النقود التى يمكن أن تتقاضاها الأم لو احتسبنا كم الأعمال التى تقوم بها؟
قامت إحدى المواقع بحساب الأجر الذى يرى الموقع أن الأم المتفرغة تستحق أن تتقاضاه عن مجمل ما تقوم به من أعمال حيث رأى أن الأجر الذى تستحقه الأم المتفرغة حوالى 134 ألف دولار سنوياً! هذا الأجر المرتفع الذى لا يحصل عليه غير أصحاب المراكز المتميزة فى المجمتع يعبر عن مدى الجهد الذى تقوم به هذه الأم!
كيف تم حساب هذا الأجر؟ قام الموقع بإحصاء كم الوظائف التى يمكن على أساساها حساب أجر الأم: مديرة منزل، مدرسة حضانة، طباخة، موظفة بمحل تنظيف ملابس، حارس، مديرة، سائق ميكروباص، وأخصائية نفسية.
قررت أن أقوم بعمل دراسة مشابهة، لكننى أرى أننا إذا كنا بصدد تقييم ما تقوم به الأم من أعمال، فالدراسة السابقة تكون مجحفة بالأم وغير دقيقة، فهناك الكثير من المهام الأخرى التى يجب أن توضع فى الاعتبار أيضاً:
o مديرة مالية: قد يكون الأب هو الذى يتقاضى الراتب كل شهر، لكن الأم هى التى تقوم بعمل الميزانية الخاصة بالبيت. إن إدارة دخل الأسرة وإنفاقه بالشكل الأمثل ليست مهمة سهلة بل تحتاج إلى عقلية حسابية متميزة.
o مدرسة خصوصية: كل من أعرفن من الأمهات تقريباً تجلسن بجانب أطفالهن بعد عودتهم من المدرسة كل مساء للتأكد من أنهم يقومون بعمل واجباتهم المدرسية. جزء من الوظيفة هى التأكد من أن الطفل يقوم بعمل واجبه كله، والجزء الآخر هى مساعدته على فهم مسائل الحساب، مراجعة الكلمات، ... الخ.
o وظيفة التسلية والترفيه: أغلب الأمهات تقمن بدور الترفيه عن أطفالهن بالغناء لهم أغانى الأطفال وحكاية حواديت لهم قبل النوم واللعب معهم بلعبهم.
o وظيفة المتفاوض: فض المشاجرات بين الأطفال مهمة لا تنتهى للأم. تتطلب هذه المهمة أعصاب حديدية كما تحتاج إلى الحكمة وحسن التصرف: فض الشجار، تشجيع الأطفال على السلوك الجيد، أو حتى عقابهم العقاب المناسب مثل إرسالهم إلى غرفهم على سبيل المثال.
o منظمة حفلات: مع وجود 30 طفل وأمهاتهم وأحياناً آبائهم، يكون من الصعب تنظيم الحفلات. كيف تستطيعين إسعاد وتسلية 30 طفل - تتراوح أعمارهم من سنتين إلى 12 سنة تقريباً - لمدة 3 ساعات على الأقل؟ ما هو أنسب برنامج لتسليتهم؟ هل سيستطيع الأراجوز إضحاكهم؟ والأكل أيضاً يمثل مشكلة أخرى، ما هو شكل التورتة؟ ما هو أنسب وقت لتقديم التورتة وبقية الحلويات؟ وبعد انتهاء الاحتفال سيكون على الأم تنظيف المكان وترتيبه وإعادة كل شئ إلى مكانه!
دعونا نلقى نظرة على قانون العمل المصرى، ونحسب معدل الزيادة السنوية فى المرتبات التى تتراوح من 8 - 12% - مع الوضع فى الاعتبار العمل لساعات إضافية، المكافآت نتيجة العمل فى الأجازات الأسبوعية والقومية، بالإضافة إلى الأجازة السنوية مدفوعة الأجر التى لا نستطيع الحصول عليها لأننا لا نستطيع التخلى عن أمومتنا ولو ليوم واحد.
وبحساب كل هذا، يتضح أن الدخل السنوى الذى تستحقه الأم المتفرغة تبعاًَ لحساباتى أنا حوالى 1324650 جنيه (يزيد أو ينقص 500000 جنيه تبعاً للخبرة)! هى وظيفة مربحة على أية حال، لكن من يسدد لنا كل هذه المستحقات؟!
كيف تنام الحامل؟
لا توجد امرأة لا تشكي من مشاكل في النوم أثناء فترة الحمل، وبالذات في الشهر الثلاثة الاخيرة قبل موعد الولادة.
وليس هناك حل سحري قد يريح الام الحامل من هذه المعاناة انما هناك مجموعة من الخطوات التي قد تساعد في تخفيف هذه المعاناة وتقليصها الى أقل الحدود، وما على المرأة الحامل الا ان تتبع بعض هذه الارشادات:
1- تتجنب النوم على الظهر أو البطن. فهو بالاضافة الى متبعا في كونه فترة الحمل مع وضع الطفل داخل الاحشاء فانه ثبت خطورته صحيا على الجنين لآنه يقل تدفق الدم وبالتالي الاوكسيجن الى الطفل ماقد يتسبب في مشاكل صحية خطيرة له، لذلك على الحامل التي اعتادت النوم على البطن أو الاستلقاء على الظهر، تغيير هذه العادة من الاشهر الاولى من الحمل وليست في الاشهر الاخيرة منه فقط.
2- من الشائع أن النوم على الجانب الايسر أفضل للحامل، ولكن هذه المقولة ليس لها ما يدعمها، فالنوم على أي من الجانبين هو الوضع الامثل بالنسبة للمرأة الحامل، انما من المريح بلنسبة لها وضع وسادة خفيفة بين الركبتين مع ثنيهما قليلا ناحية البطن من أجل ضمان وجود نوع من التوازن بين مستوى الرجل والظهر من ناحية، وبين بروز البطن من ناحية أخرى.
3- التنميل الذي يصيب الرجلين من أبرز المشاكل التي تواجه المرأة الحامل فور استلقائها على الفراش ليلا، هذه المشكلة قد تعود الى نقص في نسبة الحديد للحامل والتي يجب أن تعالج وفق ارشادات الطبيب، أو قد تكون ببساطة نتيجة للاجتهاد أثناء فترة النهار مع ضغط ثقل الجسم على عضلات الظهر والرجلين، ومن الضروري أن تقوم الحامل ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة لعضلات الرجلين مع ممارسة بعض التدليك بعد الرياضة مباشرة.
4- تعاني الحامل احيانا من الاختناق أثناء النوم ويصاحبه شخير مرتفع، ويعود ذلك بسبب ضغط البطن على الجهاز النتفسي أثناء النوم مما قد يسبب نوعا من الصعوبة في التنفس وربما الاختناق الذي قد يوقظ المرأة من نومها أحيانا، ليوجد حل جذري لهذه المشكلة إلا أن استخدام أكثر من وسادة أسفل الرأس مع الاحتفاظ بمستوى الرأس مرتفعا نسبيا قد يخفف من مشكلة الاختناق عن طريق التخفيف عن الجهاز التنفسي من الضغط الذي قد يسبب انتفاخ الاحشاء.
5- أحيانا كل ما تحتاجه الحامل من أجل الحصول على نوم هادىء هو قليل من الاسترخاء العصبي وليس والجسدي.
الرضاعة الطبيعية .. جسر امان ضد الامراض والاضطرابات
بسم الله الرحمن الرحيم
(والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) صدق الله العلي العظيم
ان الحديث عن الرضاعة الطبيعية وفوائدها للطفل وللام كثيرة لأنها تعتبر جسر امان وخط الدفاع الاول ضد الامراض النفسية وضد اضطرابات الشخصية المختلفة التي تحدث للطفل وللأم ايضاً فهي تقوم بدور حيوي وهام في الوقاية وكذلك لها دور كبير في توثيق العلاقة بين الطفل والأم فتجعلها علاقة قوية ومتماسكة وهذا يساعد الطفل على الشعور بالراحة النفسية والسعادة وهذا ايضاً يؤثر بدوره في نمو جسمه نمو طبيعي ومتوازن فلابد من الرضاعة الطبيعية التي لا تقل عن حولين كاملين كما ذكر في كتاب الله المجيد.
حيث ان الرضاعة الطبيعية لا تكلف شيئاً وهي مأمونة لكنها تحتاج الى الصبر والجهد من قبل الأم فهي تساهم في النمو السليم للطفل وهي وقاية للطفل من النزلات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي والجهاز البولي والتهابات الاذن ومرض السكري وبعض لأورام السرطانية.
ولذلك فإن الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية يكون أقل عرضة للموت الفجائي الذي يصيب الاطفال وهم نيام في المهد. فإن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان ووفر له سبيل العيش. فالطفل في رحم امه يأخذ ما يحتاجه من غذاء عن طريق المشيمة والحبل السري (وان كان قليلاً لدى الأم مثل الحديد) وبعد الولادة يوفر حليب الأم ما يحتاجه رضيعها في كل مرحلة من مراحل حياته فالرضاعة الطبيعية هي الحصن والامان لسلامة فلذة اكبادكم وان حليب الأم هبة من الله عز وجل.
لبن الأم، فوائد مزدوجة
للطفل وللأم على حد سواء.... فبالنسبة للأم له فوائد عديدة منها:
1- يساعد على عودة الرحم الى حجمه الطبيعي.
2- يحمي الأم ويقلل من احتمال الاصابة بالامراض الخطيرة ومنها سرطان الثدي وعنق الرحم.
3- يساعد الأم على استعادة نشاطها ورشاقتها بسرعة.
4- يحافظ على وزنها اثناء الرضاعة.
5- يساعد الام على التحكم بتأخير وتنظيم الحمل من خلال الرضاعة السليمة.
6- تنمي الالفة بين الأم وطفلها.
اما بالنسبة للطفل فله فوائد عديدة منها:
1- يحمي الطفل من امراض كثيرة ويقوي مناعته ويزيد من مقاومته للامراض وخصوصاً الاسهالات والنتانات.
2- يجعل الاطفل يشعر بالدفء ويقوي رابطة الحنان بين الأم والطفل.
3- يساعد الطفل على النمو السليم حيث يوفر له غذاء متكامل ومتناسب مع عمره.
4- يحتوي حليب الام على كمية من الماء تغني عن ماء الشرب للطفل.
5- يحتوي على المواد الغذائية لنمو الطفل وغني بالفيتامينات وخصوصاً فيتامين ((D)) الذي يذوب بالماء ما يساعد على امتصاصه والاستغناء عن الفيتامين المضاف.
6- ذو درجة حرارة مثالية ومناسبة للطفل ولا يسبب له الحساسية.
7- يحتوي على عناصر المناعة الضرورية لحماية طفلك من كثير من الامراض وخاصة في شهوره الاولى.
ارشادات للام المرضع:
ارضعي طفلك بعد الولادة مباشرة كلما اراد ذلك بصورة متكررة ليلاً نهاراً دون فصل بين الرضعات لفترات طويلة وهذا سوف يزيد من ادرار الحليب بمجرد مص الطفل الحليب ويزيد هذا ايضاً ادرار الحليب بزيادة رضعات الطفل وكذلك فإن الغذاء المتوازن ضروري جداً للأم المرضع ولطفلها ويجب على الأم تناول الاطعمة الغنية بالبروتين والحديد والكالسيوم والفيتامينات وتتوفر هذه العناصر في الحليب ومشتقاته والخضار والبقول والفواكه واللحوم والبيض والاسماك والسوائل الاخرى ومن الضروري ان تعلم الأم المرضع ان الطفل لا يحتاج الى اضافة اي شيء الى الحليب خلال الاشهر الاربعة الاولى من عمره.
الرضاعة الطبيعية تقلل من ضغط الدم
ان قلوب الاطفال الذين يرضعون اثداء امهاتهم اكثر صحة وعافية من قلوب الاطفال الذين يرضعون القناني البلاستيكية وهذا ما بينته دراسة علمية جديدة اظهرت ان الاطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لديهم مستويات ضغط الدم اقل من تلك التي للأطفال القناني. وان انخفاض مستوى ضغط الدم نسبياً يؤدي الى ان يعمل القلب بارتياح ودون تعب او اجهاد.
ان رعاية الطفل بالتغذية الجيدة تبدا من الايام الاولى من عمره اي وهو جنين في الرحم مروراً بالسنتين الاوليتين من عمره ثم فترة الشباب وهو ما يدعو اليه الاطباء والعلماء من اهل الاختصاص تبعاً لما افرزته ابحاثهم وتجاربهم العلمية فالاطفال الذين تمتعوا بالرضاعة الطبيعية هم اقل عرضة للصدمات الدماغية واقل اصابة بأمراض القلب واقل عرضة للسمنة ومشاكلها ويبدو ان التغذية المتنوعة الكاملة في السنوات الاولى من العمل تجعل الاعضاء الداخلية متناغمة في عملها الفسيولوجي مما يقلل من الاضطرابات اللاحقة في الكبر.
ويفسر الباحثون ان انخفاض ضغط الدم لدى الاطفال الذين يرضعون من امهاتهم عائد الى قلة الملح في حليب الام ووجود احماض دهنية من نوع (عديدة عدم التشبع طويل السلسلة الكربونية)) في حليب الأم وهذا النوع من الاحماض الدهنية له دور في تطور الاوعية الدموية وغيرها في جسم الرضيع الا ان هذا النوع من الاحماض الدهنية غير متوفر في حليب القناني. كما ان الرضاع من القنينة يصاحبه زيادة في التغذية المؤدية للسمنة النسبية والتي ترفع الضغط وتزيد من مقاومة الانسولين. مما يساعد على ظهور داء السكري لاحقاً في الكبر.
متى تعطي الأم طفلها اكلاً غير الحليب:
لابد من التأكيد على اهمية الرضاعة الطبيعية واهمية الحليب لما يحتويه من فوائد لكل الاعمار لذلك يؤكد الاخصائيون على اهمية استمرار اعطاء الاطفال كمية كافية من حليب الأم. وعادة تبدا الام باعطاء طفلها الأكل في السنة الاولى وتعطيه ما يلي:
1- عصير البرتقال الطبيعي في سن الاربعة اشهر
2- الحبوب من ارز الشوفان في سن خمسة اشهر.
3- الخضار والفواكه المسلوقة في سن ستة اشهر.
4- البيض لا ينصح باعطاءه للطفل قبل عمر التسعة اشهر.
ولكن يجب على الام ان تعلم ان طفلها لم يتعود على هذه الاغذية. وان معدته صغيرة. فعليها اتباع الآتي:
1- جعل الاغذية سائلة. ثم زيادة كثافتها بالتدريج.
2- اعطاء الطفل كمية صغيرة ثم زيادتها بالتدريج.
3- اطعام الطفل نوع واحد في كل مرة. إدخال نوع آخر بعد عدة اسابيع.
4- لا يضاف السكر او الملح او البهارات الى غذاء الطفل.
الرضاعة في الليل:
ان كانت الام المرضعة ترضع طفلها في الليل فيجب ان تحرص على ان يرضع الطفل كل الحليب قبل منتصف الليل. او ان تقوم بشفط الحليب ووضعه بالفريز. لأن افراز هرمون البرولاكتين في الليل يعتمد على كمية الحليب الموجودة في الام. أما اذا نامت الام وكان الثديان ملآنين بالحليب فان ذلك يقلل من افراز هرمون البرولاكتين وبالتالي سينقطع ادرار الحليب مبكراً.
وهناك من المرضعات من يرضعن اطفالهن جزءاً من حليبهن وابقاء جزء آخر للرضاعة المقبلة اي كأنها تقنن الصرف في الحليب حتى لا ينتهي ولكنها لا تعلم انها بهذه الطريقة تؤدي الى ايقاف ادرار الحليب مبكراً.
الرضاعة على الام وتوابعها على الاب:
لا شك اان كثيراً من الآباء يشعرون مع زوجاتهم في السراء والضراء وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها ولكن من المفيد احياناً ان تذكر ان الاب عليه ان يشارك الام اعباء فترة رضاعة الطفل اذ ان رضاعة الطفل لا تمثل الا جزءاً من احتياجات المولود الجديد اليومية في هذه الفترة وهناك توابع تحتاج الى من يؤديها حتى تتوازن المهمات في عش الزوجية فالمولود الجديد يحتاج الى جانب الرضاعة الى رعاية خاصة وحساسة في هذه الفترة. وفي الوقت الذي تكون فيه الام قد خرجت من معركة مع الولادة منهكة القوى فاذا بها تجابه المساومة عليها ومنها ما هو خاص بزوجها وبيتها. الامر الذي قد يؤدي الى الشعور بالاحباط امام كل هذه الواجبات وقد يؤدي الى ارباك نمط الحياة اليومية مما يثقل على الام بتراكمها. وقد يؤدي الى احساسها بالقلق او شعورها بالكآبة وشعورها بعدم استطاعتها على القيام بكل هذه الواجبات. وهنا يأتي دور الزوج المخلص لزوجته من التراكمات المنزلية والنفسية. فالزوج يستطيع المشاركة في القيام بأعباء كثيرة في هذه الفترة الصعبة. ان مساعدة الزوج لزوجته يجعلها تحترمه كثيراً وتخلص له كثيراً. وتقوي رابطة المحبة بينهما فيشعر المولود الجديد بالدفء ويشعر بان الحب يحيط به من كل جانب.