Super User

Super User

يوم 26 حزيران/يونيو 2013، انتشر الجيش المصري في كل المدن والساحات، أي سيطر بالفعل على الدولة، وحاول الإخوان والسلفيون السيطرة على الميادين في المدن المختلفة، ولكنهم فشلوا بسبب قلّة عددهم، هذا إلى جانب تصدّي الجماهير لهم، وبعد أربعة أيام، خرج الملايين ورفضوا العودة إلا بعد سقوط الجماعة، وليس الرئيس فقط، وتدخّل الجيش واصطدم من جديد بالجماعة التي لا تتعلّم من دروس الماضي، فسقطوا رغم أنهم دائماً يردّدون "لا يُلدغ المؤمن من الجُحر مرتين"، ولكنهم لُدِغوا، ثم سقطوا، ولكنهم بالطبع لم يموتوا، فالفكرة دائماً لا تموت، البشر فقط هم مَن يموتون، والباقي هو الله الحق.

سيظلّ يوم 30 من حزيران/يونيو 2013، يوماً فارِقاً في تاريخ الدولة المصرية، وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين في وقتٍ واحدٍ، ففي هذا اليوم خرج ملايين الشعب المصري في تظاهرات تفوق بكثيرٍ تظاهرات ثورة كانون الثاني/يناير 2011، وكانت التظاهرات ضد الرئيس محمّد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، بعد حُكمهم لمصر لمدة عامٍ واحد فقط، بعد أن ظلّوا في المعارضة طوال حوالى ثمانين عاماً، اصطدموا خلالها بكل الحكومات في مصر الملكيّة والجمهورية، تعاطف معهم الكثيرون من المصريين وغير المصريين، انتشروا في البلاد المختلفة، واصطدموا بالحكومات، حتى في داخل البيت السعودي الذي احتضنهم، وعمل ونجح على وَهْبَنتهم، فتوَهْبنوا بالفعل، ولأن المسلمين رؤوهم مظلومين بسبب خطبهم من فوق المنابر وفي الإعلام الداخلي والخارجي، وبسبب هذا التعاطف الشعبي فقد سيطروا على النقابات العمالية والمهنية، ولكن هذا التعاطف تلاشى خلال عام واحد من الحُكم، وهو من أغرب الأمور في الساحة الشعبية الإسلامية عندما تصطدم بالإسلام السياسي الجماعاتي.

وللبحث عن أسباب الانهيار السياسي السريع والمُفاجئ للجماعة، نجد أسباباً كثيرة أهمها أن أعضاء الجماعة أوصلوا رسالة إلى الشعب المصري بأن مجرّد انتمائهم إلى الجماعة هو "جهاد في سبيل الله"، وأن الحفاظ على هذه الجماعة هو هدف وغاية في حدّ ذاته، وقد تحوّل هذا المفهوم بعد وصولهم إلى السلطة إلى عنصر ضعفٍ، لأن القناعة أصبحت عامل انغلاق وعزلت أعضاء الجماعة عن باقي أفراد المجتمع، وتحوّلت في فترةٍ قليلةٍ إلى عاملٍ رئيسي في كراهية الناس لهذا التنظيم، الذي رأوه يحرص على مصلحة أعضائه قبل المجتمع، كما تحوّلت الرابطة التنظيمية والتربية الدينية لدى الجماعة إلى شعورٍ بالتمايُز والتفوّق على الآخرين، أي عنصرية إخوانية، ثم تحوّلت الطاقة الدينية، التي حافظت على تماسُك الجماعة حين كانت في المعارضة، إلى طاقة كراهية وتحريض على المُنافسين والخصوم، وتسبّبت بانغلاق الجماعة وعَزْلها عن باقي المجتمع.

هذا بالإضافة إلى اصطفاف القوى السلفية الوهّابية إلى جانب الجماعة، فظهر إرهابيون سابقون على الملأ فخورين بأنهم قتلوا الرئيس أنور السادات، كما قتلوا الأقباط في الصعيد ورحلّوهم من المدن الكبرى فيها، كما كان لهم دور في قتل الدكتور فرج فودة المُفكّر والاعتداء الدامي على أديب نوبل نجيب محفوظ، وظهر منهم مَن قال "إن الحضارة الفرعونية حضارة نَجِسة وعَفِنة"، ومنهم مَن طالب بهدم أضرحة أهل البيت في مصر، وهشّم بعضهم تمثال الدكتور طه حسين في مدينة "المنيا" في الصعيد، ومنهم مَن وضع نِقاباً على وجه تمثال "أمّ كلثوم" في مدينة المنصورة، ومنهم مَن ألقى تماثيل مصرية قديمة في نهر النيل بحجّة أنها أصنام، كما بدأت الفِتَن الطائفية بين المسلمين والأقباط في مدنٍ مختلفة، ونادى الإخوان بتفعيل المجالس العرفية بدلاً من المحاكم، أي العودة بالدولة إلى العصور القبلية، فخلص الضمير المصري إلى أن السلفية والإخوان لا يمثّلوهم، في وسطيّة الأزهر والمزاج المصري المُتسامِح، ثم ظهر الرئيس الإخواني محمّد مرسي يوم 15 حزيران/يونيو 2013 أي قبل السقوط بأسبوعين فقط لا غير، في مؤتمر ما يُعرَف بمؤتمر نصرة سوريا، وطلب فيه من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح السيسي أن يُدرّب عناصر من المعارضة السورية تمهيداً لدخول الجيش ضد الرئيس بشّار الأسد، وألقى خطاباً في وجود عناصر إخوانية وسلفية وهّابية مثل محمّد حسن ومحمّد عبد المقصود، الذين طالبوا بدخولِ حربٍ طائفيةٍ في سوريا مُدّعين أن الشيعة روافِض كُفّار، وهو ما رفضه الجيش وباعَد بين الفريقين للموعد القريب.

نظرَ المصريون للجماعة التي كانوا يعتبرون عناصرها من أولياء الله، أنهم ليسوا بأكثر إسلاماً منهم، وأنهم لا يهتّمون إلا بالجماعة وأعضائها فقط، الأهل والعشيرة، وإحياء مُصطلحات أهل الذمّة والولاء والبراء وغيرها من أدبيّات الجماعات التكفيرية.

وهنا ظهرَ الرّفض الشعبي للإخوان، ثم الأهّم هو العَداء الإخواني للجيش المصري، وهو ما يعني صِدام شديد مثلما حدث عام 1954، مع الرئيس جمال عبد الناصر، وهو ما حذّر منه قادة الجيش ومعهم الكاتب الصحفي الراحل محمّد حسنين هيكل.

في الاحتفال بذكرى النصر الذي حقّقه الجيشان المصري والسوري في حرب 6 تشرين أول/أكتوبر 1973، قام الرئيس الإخواني بتجاهُل كل قيادات الجيش في ذكرى الحرب يوم 6 تشرين أول/أكتوبر 2012 فلم يدع أحداً منهم، وتجاهل ذكرهم في خطابه، وفي عنادٍ منسوبٍ إلى مكتب إرشاد الجماعة، تمت دعوة مَن شارك في قَتْلِ الرئيس السادات، عبود الزمر – طارق الزمر – عاصم عبد الماجد – محمّد عبد المقصود – أشقاء عمر عبد الرحمن، وهم من أعضاء الجماعة الإسلامية التي قتلت أنور السادات، وقتلت أكثر من 100 بعد مصرع السادات في مدينة أسيوط.

وقد شكّل وجودهم صدمة للوجدان الشعبي المصري، الذي في كل بيتِ منه شهيد في الحرب ضد العدو الصهيوني، ولذلك غضب المصريون وغضب معهم الجيش المصري وعوائلهم، وهم بالملايين يمثّلون كل طوائف الشعب المصري، ومن هنا بدأ الرفض المُبكر للجماعة ثم توالت الأمور، حيث بدأت شبه جزيرة سيناء تمتلئ بالإرهابيين من كل دول العالم، ودخل سلاح متنوّع من ليبيا المُنهارة، وانتشرت الفوضى، وكان من المتوقّع أن ينتشر الإرهاب شرق قناة السويس بما يُهدّد الملاحة فيها، ومنها وجود عناصر إرهابية تنتقل بأزياء عسكرية مُشابهة لملابس الجيش المصري من ليبيا إلى شمال غرب مصر، والسيطرة على مدينة السلّوم في الحدود الغربية.

واعتبارها مدينة مُحرّرة وأنهم الجيش المصري الحر، وكان لانتشار هذه الأخبار عامل يأس، فطالب الجميع الإعلام والقُضاة، المُفكّرون والسياسيون، إنهاء حُكم الإخوان، وطالبوا الجيش بالتدخّل، مع اليقين أن الجيش المصري لم يحدث أن تدخّل وضربَ النار في الشعب، لم يحدث على الإطلاق، ولذلك يُجلّه المصريون كثيراً، فلا هو جيش ديني أو عِرقي أو طائفي، ولكن رأى المصريون مُرشد الإخوان المسلمين محمّد بديع يصف هذا الجيش بالفأر، كما سمعوا الرئيس محمّد مرسي يسبّ الرئيس جمال عبد الناصر بشعبيّته المستمرة، كل هذا جعل المصريين يرتابون في حقيقة الجماعة، ومن ثم انساق الجميع في حملة "تمرّد"، التي بدأها شباب ثائِر، ففتحت الأحزاب والنقابات والنوادي والجمعيات أبوابها للتوقيع على استمارة تمرّد، ووصل عدد الموقّعين عليها أكثر من 20 مليوناً، وطالبوا بالخروج الشعبي يوم 30 حزيران/يونيو 2013، وهو اليوم الأخير في عام حُكم الجماعة ومحمّد مرسي.

في يوم 26 حزيران/يونيو 2013، انتشر الجيش المصري في كل المدن والساحات، أي سيطر بالفعل على الدولة، وحاول الإخوان والسلفيون السيطرة على الميادين في المدن المختلفة، ولكنهم فشلوا بسبب قلّة عددهم، هذا إلى جانب تصدّي الجماهير لهم، وبعد أربعة أيام، خرج الملايين ورفضوا العودة إلا بعد سقوط الجماعة، وليس الرئيس فقط، وتدخّل الجيش واصطدم من جديد بالجماعة التي لا تتعلّم من دروس الماضي، فسقطوا رغم أنهم دائماً يردّدون "لا يُلدغ المؤمن من الجُحر مرتين"، ولكنهم لُدِغوا، ثم سقطوا، ولكنهم بالطبع لم يموتوا، فالفكرة دائماً لا تموت، البشر فقط هم مَن يموتون، والباقي هو الله الحق.

علي أبو الخير  كاتب مصري.

أظهرت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا 24 حزيران/يونيو قابليتين أو استعدادين متعاكسين تقريباً حيال سوريا، الأول هو ما عبرت عنه قوى المعارضة من استعداد لتغيير الموقف من سوريا بالتمام، وبناء علاقات قوية معها؛ والثاني هو ما عبرت عنه الحكومة من استمرار في التورط العسكري والسياسي في الأزمة السورية. لكن القابليتين أو الاستعدادين ليسا سواء، إذ إن فوز أردوغان في الانتخابات كشف أن القوامة فيهما هي –حتى الآن- للعداء والتورط، وربما السعي لضم أجزاء من الجغرافيا إن أمكن ذلك. 

ثمة في السياسة التركية أمر مُلغزُ بالفعل، إذ إن فارقاً نسبته 2 بالمئة في نتائج الانتخابات يُمكِّنُ –مع عوامل أخرى- أردوغان من مواصلة الحكم والسيطرة على المجتمع والدولة والسياسة الخارجية، فيما تكاد المعارضة تغيب عن صنع السياسة في تركيا، داخلياً وخارجياً! هل ان فارق الـ 2 بالمئة المذكور يخص سوريا بالذات؟ وهل مثَّلَ السوريون "الورقة" التي رجحت فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ ثمة تقديرات بأن نعم، من وجهين على الأقل: الأول حالة الاستقطاب الاجتماعي والديني والمذهبي وحتى القومي داخل تركيا، جراء الأزمة السورية، يُجَيّرُها أردوغان لصالحه؛ والثاني هو دور السوريين المُجنسين، وحتى غير المجنسين البالغ عددهم حوالي مليونين ونصف، الذين استُخدموا في "أغراض انتخابية" مثل التصويت بشكل غير قانوني لصالح أردوغان وحزبه، وخاصة في محافظات أورفا وعنتاب وكلس ولواء اسكندرون، أو استُخدِموا في أعمال الترهيب للناخبين المؤيدين لخصوم أردوغان. (زمان، 26-6-2018).

كثيراً ما يستعيد أردوغان في خطابه وسياساته ما حدث قبل مئة عام في المنطقة، لحظة الانهيار العثماني وموت السلطنة والخلافة، ويرى في فوزه بالانتخابات الأخيرة "تفويضاً" من "الشعب" و"الأمة" لمتابعة برنامجه لاستعادة أمجاد السلطنة المفترضة أو المتخيلة.

يحاول أردوغان "تصحيح" ما اعتبره "خطأ تاريخياً" وقع منذ مئة عام تقريباً، عندما انسحب الترك من سوريا في أعقاب هزيمة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى 1914-1918، ثم إعلان الجمهورية التركية عام 1923، هنا سِرُّ تركيزه على اتفاقية لوزان عام 1923، وحديثه المتكرر عن ضرورة مراجعة ما كان في تلك الفترة، ولا بد أن الأطماع باقتطاع أراض في شمال سوريا والعراق يأتي في هذا السياق.

صحيح أن أردوغان لا يجد حتى الآن أي موانع أو عقبات جدية أمام مشاريعه الاستعمارية في شمال سوريا والعراق، إلا أن تطلعاته ورهاناته ليست حصينة أو آمنة بما يكفي، كما أن مكاسبه في شمال سوريا هشةٌ، ويمكن أن تذهب بها أو تقوضها تطورات غير محسوبة، مثل: تغير الموقف مع موسكو وطهران؛ أو بروز عداء متزايد يمكن أن ينفلت في وجهها من قبل الرياض وأبو ظبي؛ أو رغبة تل أبيب في معاقبة أردوغان والتضييق عليه والحد من اندفاعته الإقليمية؛ وتراجع المواجهة بين الرياض وطهران؛ وأن يقوم تفاهم مديد بين موسكو وواشنطن. كما أن استعادة دمشق لقوتها يمكن أن يغير المشهد بالتمام.

أدت المخاوف من التورط في سوريا إلى نمطين متعاكسين من الاستجابة:

- الأول لدى المعارضة التي تريد الانفتاح على دمشق، ليس حباً بالرئيس الأسد ونظامه، ولا نكاية بأردوغان، ولو أن هذا وارد على أية حال، إنما إدراكاً للمخاطر، وضرورة التوصل إلى مقاربة تركية-سورية، ومقاربة إقليمية أو مشرقية تجمع تركيا مع كل من إيران وسوريا والعراق، على ما قال كمال كيليشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض. (زمان، 27-6-2018).

- الثاني هو أن مدارك التهديد تزيد الميل للمخاطرة، على ما يقول عالِمُ الاجتماع والسياسة أولريش بيك، إذ ان التراجع من قبل تركيا يمكن أن يجعل المنعكس الكردي السوري، والسوري عموماً، أكثر تأثيراً على تركيا نفسها، بالإضافة إلى المنعكسات الأخرى.

تبدو تركيا أكثر اهتماماً بإقامة بنى سلطة بديلة في مناطق سيطرتها في شمال سوريا: خدمات التعليم والصحة والبريد والاتصالات والأمن والبنى التحتية والشؤون المدنية والأوقاف والضرائب، وحتى الإشارات ودالّات الطرق مكتوبة باللغة التركية، وهذا يتجاوز –كما هو معروف- دعم المعارضة ضد النظام السياسي إلى تهيئة الظروف لإقامة كيانية جغرافية يكون لها وضع خاص ضمن الدولة السورية.

وسوف يكون لما تقوم به تركيا، ما بعده. ما لم تتبدل الأحوال بتمكين الدولة السورية من استعادة السيطرة على كامل جغرافيتها، ووقف التدخل الخارجي في شؤونها. وحتى ذلك الحين، وجب على دمشق وحلفائها أن يعملوا للحيلولة دون تمكن تركيا من سلخ جزء آخر من الأرض السورية.

يطمح أردوغان بأن يتمكن من إتمامِ مراجعةِ اتفاقية لوزان عام 1923 في مئويتها في العام 2023، انطلاقاً من البوابة السورية، إلا أن المنطقة مقبلة أيضاً بعد عامين، أي في العام 2020، على ذكرى مئوية اتفاقية أخرى هي اتفاقية سيفر 1920، التي مثلت كارثة غير مسبوقة في التاريخ والمخيال التركي، وحلماً مُجهَضَاً لعدد من شعوب المنطقة وفي مقدمهم الكرد والأرمن واليونانيين، وحتى العرب. وقد لا يتطلب العمل على تغيير أجندة أردوغان تجاه سوريا والمنطقة أكثر من "تشجيع" الشعوب في تركيا على تجاوز عتبة الـ 2 بالمئة المذكورة أعلاه!

الإثنين, 02 تموز/يوليو 2018 10:12

كيف تواجه إيران الحرب الأميركية؟

الحرب الاقتصادية التي تشنّها الإدارة الأميركية ضد إيران، تستهدف تخريب الاقتصاد ــ الاجتماعي بما يؤدي إلى احتجاجات ومطالب معيشية مشروعة وإلى اضطرابات غير مشروعة لزعزعة الاستقرار والتدخلات الخارجية الغربية. لكن هذه الحرب يمكن أن تحوّلها إيران إلى فرصة في العمل على بناء اقتصاد مقاوم بحسب دعوة المرشد السيد علي خامنئي وهي :

لم يعد خافياً على الملأ أن انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي، ليس سببه البرنامج النووي الإيراني كما جرى التداول في هذا الشأن بل من أجل محاولة زعزعة الاستقرار في إيران. فالحصار الخانق الذي تضربه أميركا على المعاملات التجارية وعلى الشركات الأجنبية، يؤدي سريعاً إلى انخفاض سعر الريال الإيراني مقارنة بسعر العملات الصعبة.

الغلاء الفاحش في أسعار البضائع والسلع المستوردة من السوق العالمية، هو الذي يشكل متاعب لإيران في غلاء المعيشة الذي يدفع لاحتجاج قسم واسع من سكان المدن، واحتجاج قسم من تجار البازار الذين يعتمدون على الاستيرار والتصدير بالعملة الصعبة. وهذا المناخ من التوترالاجتماعي يشكل عادة بيئة ملائمة لتدخل أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والغربية ومحاولة زعزعزة الاستقرار السياسي.

الإدارة الأميركية تحاول أن تنفض يديها من مسؤوليتها عن هذه الحرب الاقتصادية والسعي إلى تجويع الشعب الإيراني في المراهنة على استغلال المتاعب لمصلحتها خدمة لحلفائها في اسرائيل والخليج الفارسي. فهي تتعمّد إغفال حجم الثروة الإيرانية التي تصادرها في أميركا والغرب منذ الثورة الإيرانية في مصارفها المركزية، وتغفل أيضاً  حجم الخسائر الفادحة التي تتحملها إيران نتيجة العقوبات الجائرة وخرق الاتفاقيات التجارية المتعارف عليها في السوق الدولية، فتسعى إلى إشاعة خطاب صاحب دكان صغير بشأن انتاج الثروة الوطنية وعدالة توزيعها.

وزير الخارجية الأميركية مايك بوبيو، يشيح بوجهه عن أسباب الأزمة الاقتصادية التي تفرضها حكومته على إيران لمنعها من انتاج ثروة وطنية مرموقة بحسب قدراتها ومجهودات شعبها، فيدّعي أن الحكومة الايرانية تهدر الثروات الوطنية في سوريا ولبنان وفلسطين واليمن وفي العمل على تطوير برنامجها النووي. وعلى هذا المنوال في رؤية ساذجة مقصودة بشأن انتاج الثروة وتوزيعها، يدلو نتانياهو بدلوه في المعنى نفسه ويكتب ليبرمان الكلمات عينها باللغة الفارسية. لكن أنور قرقاش يضيف إليها " التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العربية".

هذه الحملة الأميركية التي تنخرط فيها إسرائيل ودول خليجية وأجهزة أخرى، "لا يوجد إيراني واحد يقبل الخضوع لها أو الاستسلام أمام الضغوط الخارجية الاميركية" وفق تأكيد الرئيس حسن روحاني. فهو يتعهّد "التقليل من دفع الأثمان إلى الحد الأدني وتحمّل المصاعب  وعدم المساومة على السيادة". فالحكومة تعمل على برنامج مؤلف من 5 بنود من ضمنها مواجهة البطالة، بحسب إعلان الرئيس حسن روحاني.

لكن الحرب التي تشنّها أميركا لتخريب الاقتصاد الإيراني وزعزعة الاستقرار، قد تكون المخرج الذي تتبناه أميركا وإسرائيل أمام عجزهما عن الحرب العسكرية والذهاب إلى النهاية في حرب اقتصادية خانقة. ولعل الحكومة الإيرانية تجد من الضروري إعادة النظر بخطة التنمية الخمسية السادسة لفترة 2016 ــ 2021 التي تستند إلى اصلاحات اقتصادية بحسب ما يصفه البنك الدولي بعوامل السوق في زيادة الاستيراد والتصدير والاحتكام إلى شروط السوق الدولية وسعر الصرف في العملات الصعبة.

السيد علي خامنئي الذي يدعو إلى التصدي بحزم للفساد والمفسدين، يطالب بأن تكون أوضاع العمل والمعيشة آمنة في ظل التعبير عن المطالب. فالمرشد الذي يتحفظ على عوامل السوق، اقترح منذ العام 2012 السعي لبناء اقتصاد مقاوم لتحصين الاقتصاد الاجتماعي من الخضوع للضغوطات الخارجية. وذلك في الاعتماد على تعزيز الانتاج المحلي مقابل ما يسمى الانفتاح والاعتماد على الاستيراد من السوق الدولية.

ففي مقابل وصفات البنك الدولي في حرية السوق والاستثمار الاجنبي المباشر، يقترح المرشد تعزيز الاستثمار المحلي وفرض ضوابط على الرأسمال. فإيران بلد يتوفر فيه معظم القدرات الطبيعية والبشرية لضمان الأمن الغذائي كما يصف أبعاده جان زيغلير الذي يواجه أسطورة ما يسمى "الثورة الخضراء" اعتماداً على حرية الرأسمال والشركات الكبرى متعدية الجنسية. وهي البلد الذي ينعم بالمعرفة والطاقة لمواجهة الغزو الاقتصادي الخارجي الذي يندد بآفاتها الخطيرة على الشعوب، صاحب جائزة نوبل في الاقتصاد الأشهر جوزيف ستيغليز.

قاسم عز الدين

أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، بان الصمود امام الاعداء له اثمان الا ان فوائده تفوق اثمانه مئات المرات.

وأوضح سماحته في كلمة ألقاها صباح اليوم خلال حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط الحرس الثوري بجامعة "الامام الحسين (ع)" في طهران، ان التزام الصبر والتقوى من شانه ان يمنع العدو بكل احقاده من ارتكاب اي حماقة ضد الشعب الايراني، وقال،  ان الصبر يعني البقاء في الساحة وعدم التخلي عنها، ولو صمدتم فان الاجيال القادمة ستصل الى القمة وسيكون الفخر فيه لكم. 

واعتبر قائد الثورة الاقتدار الوطني بانه لا يعني منح اموال البلاد لبلد اخر وشراء الاسلحة منه لان هذا التصرف يعد حماقة كما ان الاقتدار الوطني لا يعني ان تاتي دولة من اقصى العالم وتقيم قواعد لحماية دولة ما وان تمتص دماء شعب لتوفير الاقتدار لاسرة حاكمة، فهذا لا يعد اقتدارا بل ذلة لان الاقتدار ينبع من قلب الشعب.

واعتبر ان المؤشر الاكبر لاقتدار الشعب الايراني هو تقدمه ولم تتمكن اميركا من ارتكاب اي حماقة واضاف، لو لم يكن الشعب قويا ومقتدرا لكان عُشر جهد العدو كافيا للاطاحة بالنظام الشعبي للجمهورية الاسلامية. 

وتابع سماحته، ان احد مؤشرات قوة الجمهورية الاسلامية هو التحالفات التي شكلتها اميركا في المنطقة ولو كانت اميركا قادرة على الاطاحة بالجمهورية الاسلامية لما كانت بحاجة للتحالف مع دول مفضوحة في المنطقة لاثارة الاضطرابات والفوضى وزعزعة الامن في ايران.

واكد بان عداء اميركا لايران يتصاعد يوما بعد يوم وبالمقابل فان كراهية الشعب الايراني لاميركا تزداد ايضا واضاف، ان مخطط العدو بعد الياس من السبل الاخرى هو خلق الفجوة بين الدولة والشعب في ايران الا انهم يرتكبون حماقة لانهم لا يعلمون بان الدولة لا تعني سوى الشعب.

وقال سماحة القائد، ان 6 رؤساء للجمهورية في اميركا قد حاولوا جاهدين الا انهم لم يصلوا الى مآربهم الشيطانية، اذ انهم يمارسون الضغوط الاقتصادية لفصل الدولة عن الشعب لكننا وبعون الباري تعالى سنعزز اواصرنا مع الشعب ونصون تضامننا القاهر للاعداء.

واضاف، انه على جيل الشباب ان يعلم بان العدو يعارض استقلاله وعزته وتقدمه وحضوره في سوح العلم والسياسة، ولكن ينبغي التيقن الى ان اجراءاته سوف لن تفلح ولن تحقق له اي نتيجة شريطة ان ينتهج الشعب سبيل الصمود والصبر والتقوى المترافقة مع الوعي والحكمة والتلاحم الوطني.

وتابع قائد الثورة، ان البعض يقولون بانه علينا ان نستسلم من اجل ان يكف العدو عن اذاه لنا الا انهم لا يعلمون بان ثمن الرضوخ اكبر بكثير من الصمود، فالصمود له اثمان الا ان الفوائد المتاتية منه تفوق الاثمان مئات المرات.

واعرب سماحته، عن امله بان تتبوأ الجمهورية الاسلامية الايرانية المكانة التي لا يستطيع الاعداء معها بتوجيه التهديدات العسكرية والاقتصادية لها بعون الباري تعالى. 

واعتبر قائد الثورة الاسلامية الاقتدار الحقيقي بانه نابع من صلب الشعب وعلى اساس الحرية والاستقلال واضاف، ان الاقتدار لا يعني ان يعطي البعض الاموال للاجانب ويشتروا السلاح منهم ويقومون بتخزينه لكنهم لا يستطيعون حتى استخدامه، او ان ياتوا من الجانب الاخر من العالم وينشئوا قواعد عسكرية لهم في بلد ما ويمتصون دماء شعبه ليحفظوا اقتدار اسرة حاكمة، فهذه امثلة للحماقة والذلة وليس الاقتدار.

واكد سماحته بانه على الشعب الايراني ضمن تقوية عناصر اقتداره والحفاظ عليها ان يستفيد منها في الوقت المناسب ايضا واضاف، ان الحرس الثوري يعد احد عناصر الاقتدار والذي يتوجب الاعتلاء به نوعيا يوما بعد يوم والاستفادة من طاقاته الوفيرة.

واعتبر ان الدليل الاكبر لاقتدار الشعب الايراني هو ان واحدة من اكثر القوى العالمية اجراما وقساوة اي اميركا، لم تال جهدا خلال الاعوام الاربعين الماضية عن القيام باي جهد وعمل شرير لمواجهة الشعب الايراني الا انها لم تستطع ان ترتكب اي حماقة، فيما الشعب الايراني اصبح اكثر تطورا.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية احد الامثلة الاخرى لاقتدار الشعب الايراني هو تشكيل التحالفات الاقليمية من قبل اميركا لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف، انه لو كانت اميركا قادرة على الوصول الى اهدافها لوحدها لما كانت بحاجة الى تشكيل تحالفات مع الدول المفضوحة سيئة الصيت والرجعية في المنطقة.

واوضح انه وبسبب تقدم الجمهورية الاسلامية الايرانية فقد تصاعد عداء اميركا لها الان ان عداء الشعب الايراني لاميركا قد ازداد ايضا يوما بعد يوم.

ونوه الى مخطط الاعداء في الظروف الراهنة واضاف، ان مخطط الاعداء هو خلق الشقاق والفصل بين الدولة والشعب وهو مخطط يدل على حماقتهم لانهم لا يعلمون بان الدولة في الجمهورية الاسلامية لا تعني سوى الشعب وانهما لا يفترقان عن بعضهما بعضا.

واشار الى فشل محاولات اميركا السابقين في مواجهة الجمهورية الاسلامية واضاف، ان الهدف من وراء الضغوط الاقتصادية الراهنة هو جعل الشعب يشعر بالتذمر الا اننا بحول الله وقوته سنعزز آصرتنا مع الشعب وسنعمل عبر صون تلاحمنا القاهر للاعداء على تقوية شبابنا المؤمن والمقدام والزاخر بالحوافز.

واكد سماحة القائد بانه ليس ببعيد ذلك اليوم الذي سيتبوأ فيه الشعب الايراني المكانة التي لا يجرؤ معها الاعداء على شن الهجمات العسكرية والاقتصادية والامنية والسياسية، وسيرى الشباب ذلك اليوم.

دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى المشاركة فى فعالية حاشدة غداً الاثنين وسط رام الله، رفضا لـ”صفقة القرن” ودعما للشرعية الفلسطينية.

وشددت القوى الوطنية الفلسطينية -فى بيانها أمس السبت- على المشاركة فى الاعتصامات المتواصلة لحماية منطقة الخان الأحمر فى القدس المحتلة من خطر الهدم والترحيل من قبل الاحتلال، لتفريغ المنطقة من سكانها فى إطار سياسات التطهير العرقى.

ودعت إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل يوما للمسيرات والفعاليات الكفاحية على نقاط الاحتكاك والتماس مع الاحتلال، حيث ستكون الفعالية أمام حاجز “بيت إيل” الاحتلالى المقام على المدخل الشمالى لمدينة البيرة، بعد صلاة الجمعة.

وأعلنت الحملة الوطنية الفلسطينية لإسقاط صفقة القرن اليوم أنها أتمت المرحلة الأولى من عملها بنجاح كبير وطنيا وعالميا، بعد أن تفاعل معها عبر شبكات التواصل الاجتماعى أكثر من ثلاثة ملايين شخص، هذا التفاعل الذى عبرت عنه الجماهير الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضى عام 48 ومخيمات اللجوء فى سوريا ولبنان والأردن والجاليات العربية والإسلامية ومناصرو حقوق الشعب الفلسطينى فى كافة أنحاء العالم، مهم جدا ويحمل دلالات عديدة أهمها انحياز كافة شعوب الأرض إلى جانب حقوق شعبنا.

وأشارت الحملة إلى أن هذا التفاعل معها بمثابة مجابهة علنية للإدارة الأمريكية وإسرائيل، فى رفض صفقة القرن التى تتجاوز حقوق شعبنا، التى ثبتت عبر قرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية.

وأشارت إلى أن قضية شعبنا هى قضية سياسية بامتياز، وحقوق تاريخية سلبها احتلال غاشم لا يقيم للعدالة الدولية وقراراتها وزنا، وليست قضية تسهيلات إنسانية أو امتيازات اقتصادية.

وأكدت الحملة أنها ستتوسع فى المرحلة جديدة من عملها، فى قطاع غزة، والضفة الغربية، وأراضى عام 48، وفى الخارج بأنشطة وفعاليات متنوعة حتى تحقق الحملة أهدافها.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيثير "قضية تدخل روسيا المزعوم" في الانتخابات الأميركية خلال اجتماعه المزمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 16 تموز/ يوليو المقبل في هلسنكي.

وأضاف ترامب في حديث للصحفيين على متن طائرة الرئاسة في الطريق إلى نيوجيرسي أنه سيبحث أيضاً الصراعات في أوكرانيا وسوريا وقضايا دولية أخرى.

وسائل إعلام إسرائيلية قالت من جهتها إن ترامب يريد أن يتحدث مع نظيره الروسي خلال القمة الأولى التي تجمعهما عن صفقة شاملة في سوريا، وذلك وفق تقارير أميركية تنص على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة "مقابل إخراج الإيرانيين من سوريا مقابل خروج القوات الأميركية من سوريا".

واعتبرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن هناك من الآن انتقادات في الولايات المتحدة الأميركية لترامب لأنه سيقترح إخراج القوات الأميركية من سوريا، ومعنى ذلك هو تركها لإيران عبر الروس، بحسب تعبير القناة العبرية، وأضافت "بغض النظر عن الاتفاق في هلنسكي بالنهاية هم (الأميركيون) سيخدعون".

وتوقعت القناة العبرية أن يكون اجتماع بوتين – ترامب في هلسنكي "حاسماً لناحية المصالح الإسرائيلية في سوريا".

كما نقلت القناة الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع جداً أنه لا فرق بالرغبة بين الروس والأميركيين في "إخراج إيران من سوريا لكن الفرق بأسباب فعل ذلك والهدف النهائي للطرفين أن لا تكون إيران هناك".

واعتبرت القناة أن السؤال الأكبر هو هل يمكن إخراج الإيرانيين من سوريا؟ وتابعت "ترامب لا يريد ذلك فعلاً ولا بوتين قادر على فعل ذلك".

وكانت روسيا قد نفت تقييماً لوكالات المخابرات الأميركية يفيد بأن موسكو سعت للتدخل في الانتخابات الأميركية عام 2016 لتعزيز فرص ترامب ليصبح رئيساً.

وبعد أن التقى ترامب مع بوتين لفترة وجيزة في فيتنام في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، تعرض لانتقادات في الولايات المتحدة بعدما نفى التدخل الروسي وقال إن موسكو لم تضغط عليه.

 الجامعة العامة للتعليم الثانوي في تونس تعلن عن إيقاف عملية تصحيح امتحانات البكالوريا في مدينة القصرين على خلفية إدراج اسم "إسرائيل" في امتحان مادتي التاريخ والجغرافيا. ورئيس هيئة مقاومة التطبيع أحمد الكحلاوي يقول إن هذه الخطوات تشير إلى توجه السلطات العليا نحو التطبيع والاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي.

أساتذة في الجامعة العامة للتعليم الثانوي في تونس رفضوا إدارج اسم (إسرائيل) من دون وصفها بالاحتلال

أعلنت الجامعة العامة للتعليم الثانوي في تونس عن إيقاف عملية تصحيح امتحانات البكالوريا - الدورة الثانية - في مدينة القصرين على خلفية إدراج اسم "إسرائيل" في امتحان مادتي التاريخ والجغرافيا، بعد أن شهدت الجامعة احتجاجاً من قبل الأساتذة رفضاً لذلك.

ونشرت صفحة "توانسة ضد التطبيع" صورة لامتحان التاريخ "ورد فيه الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة".

الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي في تونس "لسعد اليعقوبي" إن "محاولات إدراج (إسرائيل) في ثقافتنا لم تتوقف، وهذه الممارسات المتعلقة بالتاريخ والجغرافيا محطة خطيرة وستكون لدينا جملة من الخطوات".

وأضاف "تيار مقاومة التطبيع عاد بعد الثورة وهذا يعكس تمسك التونسيين بقضيتهم الأم وهي فلسطين، وواهم من يعتقد أن بإمكانه فرض التطبيع واختراق ثقافتنا المناصرة لفلسطين والمقاومة". 

بدوره قال رئيس هيئة مقاومة التطبيع أحمد الكحلاوي إن "الأساتذة عبّروا عن إدانتهم لهذا التطور الخطير ومن يقف وراءه، وهم يعلمون أن السلطات العليا ذاهبة نحو التطبيع والاعتراف بالعدو الإسرائيلي ولكنهم خائفون من إعلان هذا القرار".

وأضاف "السلطات تحاول التعبير عن قرارها بالتطبيع مع (إسرائيل) عبر هذه الخطوات"، مشيراً إلى أن "برنامج شالوم، الذي يفضح شخصيات تونسية، بينها سياسيون ورجال أعمال، أبدت استعدادها للتعامل مع (إسرائيل)، خير دليل على ذلك".

كما أكد أن هئية مقاومة التطبيع "ستكشف المزيد مما يؤكد اتخاذ السلطة هذا المنحى".

وفي السياق أيضاً، مورست ضغوط لمنع بثّ برنامج "كاميرا خفيّة"، حيث كشف الإعلامي التونسي وليد الزريبي عن تعرضه وعائلته وإدارة قناة التاسعة التلفزيونية الخاصة لتهديدات كي لا تبث برنامج الكاميرا الخفية "شالوم".

وقدم الإعلامي التونسي لإذاعة "شمس أف أم" قائمة بالذين قبلوا بالتعامل مع الاحتلال وأولئك الذين رفضوا الأمر تماماً.

ويذكر  أن تونس شهدت تظاهرات شعبية في شهر شباط/ فبراير الماضي للضغط على نواب الائتلاف الحاكم لتمرير قانون يجرّم التطبيع مع "إسرائيل" الذي أخفقت لجنة التشريع في مجلس نواب الشعب حتى الآن في مناقشته.

وشهدت تونس أيضاً الإعلان عن تأسيس المرصد المغاربيّ لمناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ودعم المقاومة.

النائب في مجلس نواب الشعب التونسي مباركة البراهمي قالت في شهر أيار/ مايو الماضي إن الشعب التونسي لن يتخلى عن القضية الفلسطينية رغم المحاولات الرسمية لطمسها، واعتبرت أن التطبيع مع "إسرائيل" أصبح على المكشوف، وأن الموقف الرسمي يزداد صفاقة، داعية الحكومة التونسية إلى تجريم التطبيع.

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الجمعة، أن انهيارات كبيرة حصلت في صفوف الجماعات المسلحة جنوب سوريا، مشيراً إلى أننا أمام انتصار كبير في جنوب سوريا على الجماعات التي تم دعمها من أمريكا و"إسرائيل" وبعض الدول الإقليمية.

وأضاف سماحته في خطاب بث عبر شاشة المنار حول آخر التطورات على الصعيدين المحلي والإقليمي، إن كل المعطيات تشير إلى انهيارات كبيرة في الجماعات المسلحة هناك، وتخلي البيئة الحاضنة إذا كان هناك فعلاً بيئة حاضنة، مضيفاً إن المعطيات تؤكد أن الجماعات المسلحة ليس فقط الجزء الغربي من منطقة درعا بل لعل كل المنطقة في الجنوب في درعا والقنيطرة بحالة الانهيار والهزيمة وكثير منها بدأت تعيد حساباتها وتطلب الدخول في المصالحات.

وتطرق الأمين العام لحزب لله إلى ما حصل عند الحدود السورية العراقية قبل أيام حيث قامت طائرات معادية بقصف بعض مواقع فصائل المقاومة العراقية ما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من كتائب حزب الله في العراق معلناً أننا نعبّر عن مساندتنا لأي قرار تتخذه هذه الفصائل المقاومة والمجاهدة. وأضاف: آمل أن يوفق الأخوة في فصائل المقاومة العراقية لتحديد هوية الجهة المعتدية واتخاذ الإجراء المناسب، وأكد السيد نصر الله أنه في كل مكان يعتدى فيه على المقاومين لا يجوز أن يبقى هذا العدوان بلا ردّ وبلا عقاب وأعداؤنا لا يفهمون إلا هذا المنطق.

كما دعا السيد نصر الله إلى الاستعجال في هذا الأمر معتبراً أن المشكلة الحقيقية التي حالت دون تشكيل الحكومة حتى الآن هي ضياع المعايير، وأعلن السيد نصر الله أننا ندعو لتمثيل كامل في إطار تشكيل الحكومة، وأضاف سماحته أننا ندعو إلى حكومة وحدة وطنية موسعة وندعو إلى اعتماد معايير واضحة على ضوء ما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية وأن تقوم الأمور بالنسبة والتناسب.

وحول تطورات اليمن نفى السيد نصر الله ما أعلنته قوى العدوان على اليمن عن سقوط 8 شهداء لحزب الله أو أسر 8 من حزب الله، وقال: سواء أكنا موجودين أم لا أنا أنفي هذا الخبر بشكل قاطع وليست هي المرة الأولى الذي يتحدث فيه الإعلام السعودي عن شهداء وأسرى لحزب الله في اليمن، واكد أنه لو افترضنا أنه في يوم من الأيام كان هناك شهداء فإننا لا نخفي ذلك ونرفع رؤوسنا بهم.

وأكد أن ما شهدناه في معركة الحديدة هو فضيحتان: فضيحة عسكرية ميدانية وفضيحة إعلامية لقوى العدوان، وقال: عندما نزلوا إلى الميدان كانت هزيمة نكراء وما جرى في الساحل الغربي اليمني أشبه بالمعجزة لأن القتال يجري بين أقوى أسلحة الجو واجهزة استعلام قوية وتقنيات وجيوش وقوات وبالمقابل شعب مجاهد يملك إمكانيات متواضعة لكن يملك إيماناً كبيراً وثقة بالله.

وقال السيد نصر الله: في التجربة الأخيرة بالساحل الغربي يجب أن ننحني إجلالاً لهؤلاء المقاومين الأبطال ولقياداتهم الشجاعة مضيفاً: أنا خجول لأنني لست مع المقاتلين اليمنيين في الساحل الغربي وأقول يا ليتني كنت معكم وكل أخ من المقاومة يقول ذلك.

لليوم الثالث على التوالي، شهد المغرب، الجمعة، احتجاجات ضد أحكام قضائية بحق نشطاء "حراك الريف"، وُصِفت بـ"القاسية".

وشملت الاحتجاجات مدينتي وجدة (شمال شرق)، وخنيفرة (وسط)، وشارك فيها العشرات، مطالبين بالإفراج الفوري عن المعتقلين، وإلغاء الأحكام الصادرة بحقهم.

كما شهد محيط السفارة المغربية لدى العاصمة الفرنسية باريس، وقفة شارك فيها عشرات المواطنين المغتربين، رفعوا خلالها شعارات تطالب بـ"إنهاء حالة الاحتقان في الريف (منطقة شمالي البلاد)، وإطلاق سراح المعتقلين.

والثلاثاء الماضي، أصدرت محكمة الاستئناف في مدينة الدارالبيضاء، جنوب غرب العاصمة الرباط، أحكامًا بالسجن تراوحت بين سنة واحدة و20 سنة، بحق قادة ونشطاء في احتجاجات شهدتها البلاد منذ نهاية 2016، تركزت في مدينة الحسيمة (شمال)، وعُرفت بـ"حراك الريف".

وفي سياق متصل، قال ناشط حقوقي، للأناضول، فضل عدم الكشف عن هويته، إن الأمن المغربي أوقف، منذ إصدار الأحكام، عدة نشطاء آخرين في منطقة الريف، خاصة بمدينة إمزورن.

وأضاف أن ناشطين حقوقيين اثنين على الأقل، هما "ناصر أهباض"، العضو بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر جمعية حقوقية مستقلة في البلاد)، و"محمد المحدالي"، ستتم إحالتهما إلى النيابة العامة بمدينة الحسيمة، السبت.

وفي وقت سابق الجمعة، تقدمت أحزاب معارضة في البرلمان بمقترح قانون للعفو العام الشامل عن المعتقلين.

ويحق للبرلمان في البلاد إصدار عفو عام، إلا أن أحزاب الائتلاف الحكومي (239 من أصل 395 مقعدًا) فضّلت النأي عن التدخل في عمل القضاء، ما قد يقوض المقترح.

وجاء في بيان للائتلاف أن المحاكمات "دامت حوالي 9 أشهر، وعرفت تمكين الدفاع من عرض وجهات نظره في الموضوع وفقا لما يخوله له القانون".

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد فلسطينييْن، بينهما طفل، وإصابة 415 آخرين، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتهم في مسيرات "العودة" على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في بيان صحفي، وصل وكالة الأناضول نسخة منه إن شهيدين، بينهما طفل ما زال مجهول الهوية، وصلا مستشفيات القطاع، فيما أصيب 415 آخرين، برصاص الجيش وبالاختناق.

وأوضح أن الشاب محمد فوزي الحمايدة (24 عاما)، قد استشهد بعد تعرضه لرصاص إسرائيلي في منطقة البطن والساق شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع، فيما استشهاد طفل، (ما زال مجهول الهوية) يبلغ من العمر 13 عاما، بعد إصابته في رأسه برصاص الجيش.

وذكر القدرة أن 415 فلسطينيا، أصيبوا بجراح مختلفة وبالاختناق، جرّاء استهداف الجيش الإسرائيلي للمتظاهرين السلميين.

وذكر أن 279 مصابا تم علاجهم ميدانياً، في النقاط الطبية المقامة قرب الحدود، فيما وصل 136 جريحا للمستشفيات.

وقال إن من بين الإصابات 3 مسعفين، و11 طفل، وامرأتين.

ومع مقتل الفلسطينييْن اليوم، يصل عدد الشهداء الذين قضوا منذ بداية المسيرات، نهاية مارس/آذار الماضي، إلى 135، فيما أصيب الآلاف بجراح مختلفة.