
Super User
الإمام الخامنئي يستقبل عوائل شهداء السابع من تير و حشداً من عوائل شهداء محافظة طهران
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية عصر يوم السبت 27/06/2015 م عوائل شهداء حادثة السابع من تير و حشداً من عوائل شهداء محافظة طهران، و اعتبر أن البلاد و الشعب الإيراني مدينان للشهداء و لعوائل الشهداء، و أشار إلى النداء الزاخر بالتفاؤل و الكاشف للحقائق و المفعم بالابتهاج المعنوي و العزيمة الراسخة للشهداء في كل حقبة من الحقب، مؤكداً: البلد اليوم بحاجة إلى العزيمة الراسخة و معرفة العدو و الاستعداد لمواجهته في مجال الحرب الناعمة سواء على الصعد الثقافية أو السياسية أو الحياة الاجتماعية، و الذين يحاولون التغطية بمساحيق التجميل على الوجه المتغول للعدو الخبيث يعارضون مصالح الشعب.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من مكتسبات الثورة الإسلامية إعادة إنتاج المعارف الإسلامية الأساسية و تحقيقها عياناً في المجتمع مضيفاً: من هذه المعارف الأساسية منظومة المعارف المتعلقة بالشهادة و التي تحققت في مجتمعنا بحيث خاض الشهداء غمار الساحة بتحفز و الحيوية، و كانت مساعيهم الصادقة مصحوبة بالثواب الإلهي الكبير المتمثل بالشهادة، فساروا من دون أي حزن أو خوف إلى ملاقاة ربهم، و انعكست الآثار المعنوية لحالات الشهادة و التضحية هذه على المجتمع.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن خلق الشعور بالعزة لدى عوائل الشهداء و إيجاد حالات الابتهاج و الحيوية المعنوية و العزيمة الراسخة بين أبناء الشعب من جملة خيرات و بركات الشهداء في المجتمع، و أشار إلى حادثة السابع من تير سنة 1360 هـ ش [28 حزيران 1981 م] قائلاً: حدث كبير مثل السابع من تير الذي استشهد فيه آية الله السيد محمد بهشتي و عدد من الوزراء و نواب مجلس الشورى الإسلامي و الناشطين السياسيين و الثوريين، كان يجب أن يؤدي في الظروف الطبيعية إلى انكسار الثورة الإسلامية و فشلها، و لكن ببركة دماء هؤلاء الشهداء حدث العكس تماماً مما كان متصوراً، فاتحد الشعب بعد ذلك الحدث و سارت الثورة الإسلامية في طريقها الحقيقي الصحيح.
و أكد سماحته على أن من البركات الأخرى لدماء شهداء السابع من تير فضح وجه منفذي هذه الجريمة، و أضاف قائلاً: بعد حادثة السابع من تير انفضح للجماهير و الشباب الوجه الحقيقي للمنفذين المباشرين لهذه الجريمة الكبرى الذين حاولوا لسنين طويلة طرح أنفسهم بشكل آخر، و التحق نفس هؤلاء الإرهابيين بعد مدة بصدام و اتحدوا معه لمواجهة شعب إيران و كذلك شعب العراق.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية فضح الوجه الحقيقي للأيدي الداخلية و الخارجية التي تقف وراء حادثة السابع من تير، و كذلك بعض من التزموا الصمت المصحوب بالرضا، اعتبره من جملة الآثار الإيجابية لدماء شهداء هذا الحادث مردفاً: بعد حادثة السابع من تير، استفاد الإمام الخميني الجليل (رحمه الله) من هذه الحادثة الاستفادة المناسبة و أنقذ الثورة الإسلامية التي كادت تنحرف عن مسارها الأصلي، و عرض أمام أنظار الشعب الدرب الأصيل للثورة.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الابتهاج المعنوي للمجتمع بعد حادثة السابع من تير مضيفاً: كشف هذا الحدث للأعداء قدرة الثورة و رسوخها في أعماق المجتمع، و تنبهوا إلى أن التعامل بعنف غير مجد مع الثورة الإسلامية.
و عدّ سماحته فضح الوجه الواقعي للقوى الاستكبارية المتشدقة بحقوق الإنسان من جملة ثمار الدماء الزاكية لشهداء السابع من تير، ملفتاً: نفس الذين ارتكبوا جريمة السابع من تير ينشطون الآن بحرية في أوربا و أمريكا و يلتقون بالمسؤولين في تلك البلدان، بل و تقام لهم اجتماعات خطابات و محاضرات بموضوع حقوق الإنسان!
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن مثل هذا التعامل دليل على ذروة النفاق و الازدواجية و الخبث لدى أدعياء حقوق الإنسان، مضيفاً: في بلادنا سبعة عشر ألف شهيد راحوا ضحية الاغتيالات و الإرهاب، و معظمهم من الناس العاديين مثل كسبة السوق و المزارعين و الموظفين و أساتذة الجامعات و حتى النساء و الأطفال، لكن منفذي كل تلك الاغتيالات يتواجدون بكل حرية في البلدان التي تزعم مناصرة حقوق الإنسان.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن من الآثار المباركة الأخرى لدماء الشهداء بث روح الصمود و القوة في المجتمع و تعزيز معنويات الشعب، و أشار إلى التشييع الأخير لجثامين 270 شهيداً عثر عليها مؤخراً، في طهران، و الحماس و الهياج الذي بعثه هذا التشييع مردفاً: هذا الحدث العظيم و الحراك و الجهوزية و الشوق و العشق و النزعة المبدئية النابعة منه هي على الضد تماماً من البرود و اليأس و الركود.
و تابع الإمام الخامنئي حديثه بإبداء أسفه للضعف و قلة النشاطات في تعريف الشهداء و الترويج لهم، بما في ذلك عدم التعريف بالحقائق الكبيرة لشهداء السابع من تير باعتبارهم مظهر عظمة الشعب الإيراني و استقامته و صبره، ملفتاً: الشباب في التيار الثقافي المتدين و الثوري و الشعبي و التلقائي يجب عليهم تصوير هذه الشخصيات الممتازة بطريقة فنية و باستخدام الأدوات الحديثة في الفن.
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الحق الكبير الذي لا يوصف للشهداء و عوائل الشهداء على الشعب الإيراني مضيفاً: عوائل الشهداء تنقل روحيتها و معنوياتها و عزيمتها العالية إلى المجتمع، و هذه المعنويات و العزيمة الراسخة هي ما يحتاجه بلدنا اليوم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية معرفة العدو من الاحتياجات الأساسية في الوقت الراهن، و حذر من بعض المحاولات لتجميل الوجه الإجرامي للعدو في الإعلام، مشيراً إلى نماذج من الأعمال الإرهابية لأمريكا و عملائها ضد شعب إيران.
و ذكّر قائد الثورة الإسلامية بأحداث «السابع من تير سنة 1360 هـ ش» و «القصف الكيمياوي لمدينة سردشت في السابع من تير سنة 1366 هـ ش» و «اغتيال الشهيد صدوقي في الحادي عشر من تير سنة 1361 هـ ش» باعتبارها نماذج من الممارسات الإرهابية لأمريكا أو عملائها، مردفاً: يعتقد البعض أنه ينبغي تسمية أيام شهر تير هذه باسم «أسبوع حقوق الإنسان الأمريكية».
و شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي مجدداً على ضرورة معرفة العدو ملفتاً: على الشعب بمعرفته العميقة لعداء العدو أن يتجهز و يستعد لمواجهته في ميادين الحرب الناعمة بما في ذلك الساحات الثقافية و السياسية و الاجتماعية.
و انتقد سماحته بعض الأفراد الذين يحاولون تبرير الوجه العنيف و المرعب و المتغول لأمريكا موضحاً: الذين يريدون التغطية على العداء الخبيث لأمريكا و بعض أتباعها بمساحيق التجميل الإعلامية يعملون في الواقع على خيانة الشعب و البلد.
و في الختام اعتبر قائد الثورة الإسلامية الشعب الإيراني بحاجة إلى نداء الشهداء الباعث على التفاؤل و كشف الحقائق و المفعم بالبهجة قائلاً: الشعب الإيراني مدين للشهداء و عوائل الشهداء و الذين ينكرون هذا الواقع أجانب على مصالح الشعب، و هم في الواقع أجانب رغم حملهم للبطاقة الهوية الإيرانية.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين شهيدي محلاتي ممثل الولي الفقيه و رئيس مؤسسة الشهداء و المضحين فحيى ذكرى شهداء السابع من تير قائلاً: على الرغم من إرادة أعداء الإسلام و الثورة فإن ذكرى شهداء السابع من تير حية دائماً في البلاد.
و أضاف مساعد رئيس الجمهورية و رئيس مؤسسة الشهداء و المضحين: لقد أثبت تاريخ الثورة الإسلامية أن حادثة السابع من تير و الأحداث المشابهة لها و اغتيال آلاف الشهداء من خيرة أنصار الثورة لم يتسبب في أي ضعف، بل و كان عامل استقامة و مقاومة و صمود و صلابة مطردة لدى شعب إيران.
الإمام الخامنئی یستقبل مسؤولی الدولة و یشیر إلی نقاط بالغة الأهمیة بخصوص المفاوضات النوویة
ستقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة عصر یوم الثلاثاء 23/06/2015 م مسؤولی الحکومة و مدراء الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی لقائه السنوی بهم بمناسبة شهر رمضان المبارک، و أوضح فی کلمته فی هذا اللقاء الآثار الإیجابیة للاقتصاد المقاوم و التحدیات التی یواجهها و سبل تحقیقه، و أشار إلی نقاط حاسمة و بالغة الأهمیة فی خصوص المفاوضات النوویة، و أعلن عن الخطوط الحمراء لإیران فی الملف النووی و شرحها مؤکداً: الأمریکان یسعون لتدمیر الصناعة النوویة الإیرانیة، و فی المقابل فإن کافة المسؤولین الإیرانیین یشددون علی الخطوط الحمراء و یسعون فی الوقت نفسه لإبرام إتفاق جید، أی اتفاق منصف و عادل یحفظ العزة و یتطابق مع المصالح الإیرانیة.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی أن نموذج الاقتصاد المقاوم قد طبق فی بعض بلدان أخری و ظهرت تأثیراته الإیجابیة، و اعتبر المحور الرئیسی فی الاقتصاد المقاوم التدفق الداخلی و النظرة إلی الداخل مضیفاً: هذا التدفق الداخلی لا یعنی المیل للعزلة بل یعنی الاعتماد علی الإمکانیات و القدرات الذاتیة بالنظر فی الوقت نفسه إلی الخارج.
و تابع قائد الثورة الإسلامیة یقول: قد یتصور البعض أن نموذج الاقتصاد المقاوم نموذج جید لکنه غیر ممکن التطبیق، لکننی أقول بکل تأکید أن تطبیق نموذج الاقتصاد المقاوم ممکن تماماً فی الظروف الحالیة للبلاد و بالنظر للإمکانیات و الطاقات المتوافرة.
بعد ذلک استعرض آیة الله العظمی السید الخامنئی الإمکانیات الکبیرة التی تتمتع بها البلاد و التی یمکن أن تکون أساساً لتطبیق سیاسات الاقتصاد المقاوم، و منها الطاقات الشبابیة و الإنسانیة الکفوءة الهائلة و المکانة الاقتصادیة لإیران فی العالم (المرتبة العشرون) و احتیاطیات النفط والغاز الضخمة و الموقع الجغرافی و مجاورة 15 بلداً عدد سکانها 370 ملیون نسمة مضافاً إلی البنی التحتیة للبلاد فی مجالات الطاقة و النقل و الاتصالات و محطات الطاقة و السدود، و التجارب الإداریة المتراکمة.
و أکد الإمام الخامنئی علی أن بعض المشکلات ناجمة عن تحدیات داخلیة قائلاً: التحدی الکبیر الذی تواجهه البلاد هو التساهل و التماهی فی العمل و النظرة التبسیطیة السطحیة للأمور.
و فی جانب آخر من کلمته أدلی الإمام الخامنئی بنقاط بالغة الأهمیة حول الملف النووی الإیرانی و ذکر ثلاث نقاط قبل الخوض فی شرح بعض تفاصیل المفاوضات النوویة و الإعلان الصریح عن المطالب و الخطوط الحمراء الإیرانیة.
النقطة الأولی هی أن کل ما تقوله القیادة فی الجلسات العامة هو بعینه ما تقوله فی الجلسات الخاصة لرئیس الجمهوریة و سائر المسؤولین المعنیین.
النقطة الثانیة هی التأکید علی أمانة و غیرة و شجاعة و تدین أعضاء الفریق الإیرانی المفاوض.
و کانت النقطة الثالثة موجهة لمنتقدی المفاوضات النوویة حیث قال: لا أعارض النقد بل أراه ضروریاً و مساعداً و لکن من الواقع أیضاً أن النقد أسهل من العمل لأن مشاهدة عیوب الطرف المقابل أسهل لکن استیعاب الصعوبات و حالات القلق التی یواجهها أمر صعب.
ثم عمد آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی استعراض موجز لتاریخ المفاوضات مع الأمریکیین مما یساعد علی استیعاب سیاق المفاوضات أکثر.
و قال سماحته: قضیة التفاوض مع الأمریکیین تعود إلی الحکومة الإیرانیة السابقة و إلی إرسال واسطة إلی طهران لطلب التفاوض.
و أوضح قائد الثورة أکثر فقال: فی ذلک الحین جاء أحد الشخصیات المحترمة فی المنطقة للقائنا و قال بصراحة إن رئیس جمهوریة أمریکا ترجاه بزیارة طهران و طرح طلب الأمریکان بالتفاوض مع إیران. و کان الأمریکان قد قالوا لهذا الوسیط إننا نروم إلی جانب الاعتراف بإیران کقوة نوویة معالجة الملف النووی و إلغاء الحظر خلال ستة أشهر. و قد قلنا لذلک الوسیط إننا لا نثق بالأمریکان و کلامهم، و لکن بإصرار الوسیط وافقنا علی اختبار هذه القضیة مرة أخری و هکذا بدأت المفاوضات.
و لفت سماحة السید القائد إلی نقطة مهمة فی النزالات العالمیة قائلاً: فی أیة مواجهة دبلوماسیة هناک ساحتان یجب الاهتمام بهما الساحة الأصلیة هی ساحة الواقع و العمل و إنتاج الأرصدة، و الساحة الثانیة هی ساحة المدراء الدبلوماسیین و السیاسة و هی ساحة تبدیل الأرصدة إلی امتیازات و تأمین المصالح الوطنیة.
و أضاف سماحته: الید الخالیة لأی بلد فی الساحة الأولی تقلل من قدرته علی العمل والمناورة فی الساحة الثانیة و فی ضوء هذا المنطق دخلت إیران ساحة المفاوضات بمکاسب و أرصدة مهمة و قویة منها قدرتها علی إنتاج الوقود النووی المخصب بنسبة 20 بالمائة.
و أردف سماحته قائلاً: فضلاً عن الوقود المخصب بنسبة 20 بالمائة کانت لنا مکاسب واقعیة و میدانیة أخری و الواقع أن استراتیجیة إیران فی الصمود بوجه الضغوط کانت مجدیة و توصل الأمریکان إلی نتیجة أن الحظر لا یفضی إلی نتائجهم المرجوة و ینبغی علیهم سلوک طریق آخر.
و أشار الإمام السید الخامنئی إلی النظرة المرتابة لإیران بالطرف الأمریکی قائلاً: علی الرغم من ذلک کنا علی استعداد إذا بقی الأمریکان عند وعودهم و أقوالهم لذلک الوسیط الإقلیمی، بأن ندفع التکلفة، ففی المفاوضات یمکن علی أساس العقل والحسابات أن تکون هناک حالات تراجع، لکنهم بعد فترة وجیزة من المفاوضات بدأوا جشعهم و نکثهم للعهود.
و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی أن الاتفاق الجید من وجهة نظر إیران یعنی الاتفاق العادل و المنصف مردفاً: فی سیاق المفاوضات غیر الأمریکان مدة الشهور الستة التی وعدوا بها لرفع الحظر إلی سنة، و بعد ذلک راحوا یمارسون جشعهم و طمعهم فأطالوا المفاوضات بل و هددوا بمزید من الحظر و تحدثوا عن النزعة العسکریة و الخیارات علی الطاولة و تحت الطاولة.
و لخص الإمام الخامنئی سیاق المفاوضات مؤکداً: التأمل و الدراسة فی سیاق مطالبات الأمریکان تدل علی أن هدفهم استئصال الصناعة النوویة الإیرانیة و القضاء علی الماهیة النوویة للبلاد و تبدیلها إلی کاریکاتیر و لوحة دون محتوی.
وأشار سماحته إلی الحاجة الحقیقیة و المؤکدة للبلاد إلی 20 ألف میغاواط من الکهرباء النووی مردفاً: إنهم إلی جانب سعیهم للقضاء علی الصناعة النوویة و حرمان الإیرانیین من المنافع العدیدة لهذه الصناعة یهدفون إلی مواصلة الضغوط و الإبقاء علی الحظر بشکل من الأشکال.
ثم أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی نقطة مهمة أخری فی سیاق استعراضه لواقع الساحة المعقدة الخاصة بالمفاوضات مع الأمریکان و هی حاجة الحکومة الأمریکیة إلی الاتفاق النووی.
و قال سماحته: إذا استطاعوا التوصل إلی أهدافهم فی المفاوضات فقد حققوا نصراً کبیراً لأنهم جعلوا شعب إیران الطالب للاستقلال یستسلم و یکونوا قد هزموا البلد الذی بوسعه أن یکون نموذجاً لسائرالبلدان، و کل نکثهم للعهود و مماطلاتهم من أجل تحقیق هذه الأهداف.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی المطالبات المنطقیة الإیرانیة منذ بدایة المفاوضات إلی الآن قائلاً: لقد قلنا منذ البدایة إننا نروم رفع الحظر الظالم و مستعدون فی مقابل ذلک إلی إعطاء أشیاء شریطة أن لا تتوقف الصناعة النوویة الإیرانیة أو تتضرر.
و تابع الإمام الخامنئی کلمته بالإشارة إلی الخطوط الحمراء النوویة الإیرانیة قائلاً: إننا بخلاف الأمریکان لا نقبل القیود الطویلة لمدة 10 أو 12 عاماً، و قد ذکرنا لهم المدة التی نقبلها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة مواصلة البحث و التنمیة و البناء حتی خلال فترة التقید الخط الأحمر الثانی لإیران مضیفاً: إنهم یقولون لا تفعلوا أی شیء خلال مدة 12 عاماً لکن هذا منطق قوة مضاعف و حماقة مضاعفة.
و أکد الإمام الخامنئی فی إیضاحه للخط الأحمر الثالث: الحظر الاقتصاد و المالی و البنکی سواء المتعلق منه بمجلس الأمن أو الکونغرس الأمریکی أو الحکومة الأمریکیة یجب أن یلغی فوراً عند توقیع الاتفاق، کما یجب أن ترفع حالات الحظر الأخری خلال فترات معقولة.
وأضاف سماحته: یطرح الأمریکان بخصوص رفع الحظر معادلة معقدة و متعددة الطبقات و عجیبة غریبة لیس من المعلوم ما الذی ینتج عنها، لکننا نعلن عن مطالبنا بصراحة.
و تابع سماحته: إلغاء الحظر ینبغی أن لا یناط بتطبیق إیران لالتزاماتها، فلا یقولوا طبقوا أنتم التزاماتکم ثم تشهد الوکالة الدولیة للطاقة النوویة بذلک حتی یرفع الحظر، فنحن لا نوافق هذا الشیء علی الإطلاق. و أکد قائد الثورة الإسلامیة: تنفیذ إلغاء الحظر یجب أن یتناظر مع تنفیذ إیران لالتزاماتها.
کما أکد آیة الله العظمی السید الخامنئی: إننا نعارض إیکال تنفیذ الطرف المقابل لالتزاماته بتقریر الوکالة لأن الوکالة أثبتت مراراً و تکراراً أنها غیر مستقلة و غیر عادلة لذا فنحن لا نثق بها.
و تابع یقول: یقولون ینبغی أن یحصل الاطمئنان لدی الوکالة. أی کلام غیر معقول هذا؟! و کیف یمکن للوکالة أن تطمئن إلا إذا فتشت أرض إیران شبراً شبراً.
و أعلن قائد الثورة الإسلامیة عن أن حالات التفتیش غیر المألوفة و استجواب الشخصیات الإیرانیة و تفتیش المراکز العسکریة خط أحمر آخر.
و أکد الإمام الخامنئی بصراحة: الجمیع فی إیران بما فی ذلک شخصی و الحکومة و مجلس الشوری الإسلامی و الجهاز القضائی و الأجهزة الأمنیة و العسکریة و کل المؤسسات تروم اتفاقاً نوویاً جیداً یمتاز بالعزة و الإنصاف و یتطابق مع المصالح الإیرانیة.
لقاء سري تركي إسرائيلي في روما
بعد مضيّ خمس سنوات على قضية سفينة "مرمرة"، وفي أجواء الحديث عن توجه قافلة جديدة نحو غزة، كشف موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، عن لقاء سري بين المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، مع نظيره التركي فريدون سينيرلي، في محاولة لفحص إمكانية إنهاء القطيعة المفترضة بين الدولتين. ويأتي هذا اللقاء بعد أيام على لقاء علني مع شخصية سعودية رفيعة، الجنرال أنور عشقي.
وبحسب موقع "يديعوت"، توجه غولد قبل يومين، بشكل سري الى روما، لعقد اللقاء الذي تم تحديده مسبقاً مع سينيرلي الذي ينسق في تركيا الاتصالات من أجل إنهاء الأزمة مع إسرائيل.
ولفت الموقع الى أن غولد توجه الى إيطاليا من دون معرفة مستشار الأمن القومي يوسي كوهين، الذي أدار في الفترة الأخيرة الاتصالات من أجل التوصل الى مصالحة مع "دولة رجب طيب أردوغان". وأضاف الموقع إن غولد لم يطلع أيضاً المبعوث الخاص لرئيس الوزراء للشؤون التركية. وتابع الموقع إن لقاء غولد وسينيرلي جرى بعد فترة طويلة نسبياً من القطيعة بين إسرائيل وتركيا، في محاولة لإنهاء الأزمة التي بدأت قبل خمس سنوات لدى سيطرة القوات الخاصة للبحرية الإسرائيلية على سفينة مرمرة.
ووفق التقديرات، يريد غولد من خلال هذه المحادثات، كما أشار موقع "يديعوت"، اكتشاف ما إذا كان بالإمكان إنهاء الأزمة مع تركيا. أضف الى عقد لقاء تعارف مع نظيره التركي، الذي تولى في الماضي منصب السفير التركي في اسرائيل. ويعتبر سينيرلي موضع ثقة قادة الدولة التركية، ومسؤولاً عن قناة التواصل مع إسرائيل. وربط الموقع بين التقديرات التي سادت في اسرائيل بعد الانتخابات التركية الأخيرة، حول نضوج ظروف انهاء الأزمة مع تركيا، وبين هذا اللقاء. ونقل أيضاً عن وزارة الخارجية الإسرائيلية تأكيدها سفر غولد الى روما، لكنهم رفضوا التطرق الى لقاءاته في المدينة الايطالية.
وختم موقع "يديعوت" خبر الكشف عن اللقاء السري التركي الاسرائيلي، بالإشارة الى أنه بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما، إسرائيل، قبل سنتين، تحدث بنيامين نتنياهو في حينه مع اردوغان هاتفياً، بهدف التوصل الى حل وسط وإنهاء الأزمة. لكن المحاولة لم تنجح في حينه في تبريد الأجواء بين الطرفين واستمرت القطيعة. أما الآن، وبالتزامن مع قافلة جديدة على وشك الانطلاق باتجاه غزة، يمكن أن تنتهي هذه القطيعة.
1000 آلية أميركية إلى أوروبا... «للتدريب»
أعلن سفير الولايات المتحدة لدى الحلف الأطلسي، دوغلاس ليوت، يوم أمس أن بلاده تخطط لنشر أكثر من 1000 آلية عسكرية في أوروبا قبل نهاية العام الجاري.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن ليوت قوله إن «بعض الآليات من الفرق الموجودة وصلت إلى المكان... والهدف هو نشر كل شيء قبل نهاية العام الجاري، وأعتقد أنها تشمل بضع مئات من المدرعات، بالإضافة إلى كمية أكبر بثلاث أو 4 مرات من الآليات المدولبة، وعربات الدعم؛ الحديث يدور بشكل عام عن نشر أكثر من 1000 آلية عسكرية من الطرازات المختلفة».
وأوضح ليوت أن بلاده «ستنشر في 7 دول أوروبية 250 دبابة وعربة مصفحة وغيرها من التقنيات العسكرية، وأنها ستنشر وحدات على مستوى كتائب وألوية بالحد الأقصى في بلغاريا وأستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا وألمانيا».
وقال ليوت إن نشر لواء من المعدات العسكرية الثقيلة في أوروبا لا ينتهك المعاهدة الأساسية بين روسيا و«الأطلسي»، معتبراً أن الحشود العسكرية هذه تدابير لتسهيل التدريبات فقط، قائلاً «نحن نعتقد أنه ينبغي النظر إلى هذا كإجراء ضروري لتدريبات أكثر فعالية، وهو ما يتوافق مع جميع التزاماتنا الدولية، بما في ذلك المعاهدة الأساسية بين روسيا والناتو». وأضاف ليوت إن «واشنطن لا تنظر في أي قرار بشأن إعادة الأسلحة النووية إلى أوروبا، التي كانت هناك منذ نحو 30 عاماً».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، أمس خلال زيارة لتالين، عاصمة أستونيا، أن دول البلطيق (أستونيا وليتوانيا ولاتفيا)، بالإضافة إلى بلغاريا ورومانيا وبولندا، وافقت على استقبال عتاد عسكري أميركي ثقيل، مشيراً إلى أن بعض هذا العتاد سينشر أيضاً في ألمانيا. ويهدف القرار الأميركي بتخزين عتاد ثقيل على مقربة من الحدود الروسية إلى تسريع نشر القوات الأميركية في المنطقة، في الوقت الذي يكثف فيه الحلف الأطلسي مناوراته في أوروبا.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم أمس أن سفناً عدة تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي ستدخل إلى المحيط الأطلسي قريباً «لتنفيذ مهمات محددة». وأوضح النقيب فياتشيسلاف ترخواتشييف، رئيس وحدة الدعم الإعلامي في أسطول البحر الأسود، أن «مفرزة من سفن أسطول البحر الأسود، تضم سفينة للحراسة، «موسكفا»، وأخرى للمراقبة، «بيتلافوي»، وقاطرة إنقاذ، «شاختيار»، تستعد للدخول إلى مياه المحيط الأطلسي خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال ترخواتشييف إن دخول السفن المذكورة إلى مياه الأطلسي هدفه «تنفيذ مهمات محددة»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
«الشورى» يحصّن النووي الإيراني
قذفت إيران الكرة النووية في اتجاه ملعب الغرب، عبر إقرار قانون في البرلمان، سيتسلح به وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، «ملزماً» في المباحثات النووية. قانون فرضه مجلس الشورى الإيراني راسماً أساسيات أي اتفاق نووي ببنود غير قابلة للنقاش:
أولاً: ضرورة رفع العقوبات بشكل تام وكامل فور توقيع الاتفاق. ثانياً: عدم السماح بإجراء عمليات تفتيش للمراكز العسكرية والأمنية والدفاعية، كذلك فإنه لن يسمح بأي عمليات تفتيش غير «متعارف عليها». ثالثاً: عدم السماح بمقابلة أو استجواب العلماء النوويين أو الحصول على دراسات ووثائق نووية. رابعاً: عدم فرض أي قيد أو شرط على مشاريع الأبحاث والتطوير العلمي النووي.
القراءة المتمعّنة للبنود المفروضة تسمح بتوسيع دائرة التحليل للوصول إلى خلاصة مفادها أن ما أقرّه مجلس الشورى هو عملية استباقية تهدف إلى الرد على أي مطالب بفرض موضوع (PMD)، وهو الاصطلاح الخلافي (Possible Military Dimensions) أي «الأبعاد العسكرية المحتملة»، الذي تطرحه واشنطن على الطاولة، فيما يعارض الجانب الإيراني هذه التسمية ويصرّ على طرحها تحت عنوان (PPI)، أي مواضيع الماضي والحاضر (Past Present Issues ).
الخلاف في المصطلاحات نابع من اقتناع إيراني بأن ما يجري الحديث عنه ليس أبعاداً عسكرية للملف، بل مواضيع مبنية على فبركات تحاول إدخال الملف النووي في متاهة (PMD)، وهو ما يسمح للبروتوكول الإضافي في حال إقراره بتفتيش منشآت تدور حولها شبهات عسكرية نووية، ويسهّل الدخول إلى قواعد عسكرية تحت طائلة فرض عقوبات أو استخدام الفصل السابع في مجلس الأمن.
يعود التشدد الإيراني في رفض التسمية إلى «عملية مرلين»، وهي عملية قامت بها الاستخبارات الأميركية، ابتداءً من عام 1998 حتى عام 2000، في عهد الرئيسين الأميركيين السابقين، بيل كلينتون وجورج بوش الابن.
تفاصيل «عملية مرلين»، التي سُرّبت عبر أحد العملاء الفدراليين ونشر تفاصيلها الصحافي الأميركي جيمس ريزن عام 2006 في كتابه «state of war»، تظهر حجم التورط الأميركي في ضرب البرنامج النووي والإعداد لضرب إيران عسكرياً، وفرض عقوبات عليها عبر تزوير وثائق وقلب الحقائق، خدمة لمصالح واشنطن ضد طهران.
في عام 1997، قام العميل الفدرالي الذي يعمل في الملف الإيراني جفري سترلينغ بدراسة اللغة الفارسية، بهدف تجنيد أشخاص إيرانيين في الخارج، للعمل لمصلحة الاستخبارات الأميركية، إضافة إلى مشاركته في «عملية مرلين». ثم تواصلت الاستخبارات الأميركية، في عام 1998، مع عالم نووي روسي أطلق عليه اسم «مرلين»، وقامت بتزويده بتصاميم لصناعة قنبلة نووية ليسلّمها إلى الإيرانيين. التصاميم كانت تحتوي على معلومات وأرقام مغلوطة، حيث قامت وحدات الهندسة النووية في الاستخبارات الأميركية بوضع مخطط ناقص لصناعة قنبلة نووية، ليتم نقله إلى العلماء الإيرانيين، عبر العميل الروسي. وكانت الخطة تقضي بأن تتسلّم طهران المخطط وتقوم بتجربته، فإما يقع انفجار نووي يدين طهران بالتجربة، أو ينجح الخبراء الإيرانيون في كشف الثغر فيطلبون مساعدة العميل الروسي الذي يطالبهم بدفع مبالغ مالية، ما يقدّم دليلاً قاطعاً وملموساً، بالوثائق، على تورّط إيران في السعي إلى امتلاك قنبلة نووية، مع العلم بأن توقّعات الاستخبارات الأميركية كانت تشير إلى قدرة الإيرانيين على اكتشاف وتصحيح الخلل في التصميم، في مدة تصل إلى أكثر من خمسة أشهر كافية لإدانة طهران. ولكن حصل ما لم يتوقعه المخططون للعملية، فقد رفضت إيران التعامل أو حتى الإجابة على اقتراح العميل الروسي، ولم تعر أهمية للموضوع، بل تجاهلته.
ردّ الفعل الإيراني دفع بالعميل الروسي إلى إرسال نسخة عن المخطط، عبر البريد الإلكتروني، إلى ممثلية إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، إلا أنه لم يلقَ جواباً من الجانب الإيراني الذي لم يكن يعلم، مطلقاً، بالمخطط الأميركي الهادف إلى توريطه في صناعة قنبلة نووية.
مفاجأة أخرى دخلت على خط إفشال العملية وكشفها، تمثلت في قيام أحد عناصر الاستخبارات الأميركية بإرسال رسالة إلكترونية مشفرة إلى عميل إيراني يعمل لمصلحة واشنطن، كان فيها بعض التفاصيل عن أسماء عملاء للـ«سي آي إيه» في إيران. العميل الإيراني كان مزدوجاً، سلّم المعلومات إلى الاستخبارات الإيرانية التي قامت، بصمت، باعتقال عدد من العملاء، ما أدى إلى كشف هوية مشغليهم، وبالتالي شكّل فشلاً مضاعفاً لواشنطن في حربها على إيران.
خلاصة القول أن الخلافات حول الاتهامات بالمساعي الإيرانية لصناعة قنبلة نووية مبنية على معلومات استخبارية، فلا دليل مقنعاً على نيات عسكرية في الملف النووي الإيراني، وهو ما يؤكد إمكان أن يكون الحاسوب المحمول ــ الذي وجدت عليه بعض التصميمات النووية عام 2003 ونقله عناصر من المعارضة الإيرانية إلى الغرب ــ قد احتوى فبركات، كالوثائق المفبركة التي قادت إلى حرب العراق. وإن كان ذلك يعني شيئاً، فهو دليل إضافي على احتمال وجود شهود زور ضللوا الرأي العام العالمي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، من خلال الترويج لسعي طهران لامتلاك قنبلة نووية مزيّفة، صمّمتها واشنطن وقدمتها لطهران، لإيهام العالم بأن الخطر الإيراني بات كبيراً، وللقول إنه «لن ينقذكم من رستم* الإيراني إلا السوبرمان الأميركي».
فرنسا: على دول جنوب أوروبا أن تتحمل عبء المهاجرين وحدها
أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، يوم أمس أن بلاده ستستمر في إعادة اللاجئين الذين يصلون إليها من إيطاليا، محملاً الأخيرة مسؤولية اللاجئين الذين يصلون إلى شواطئها، وداعياً إياها لالتزام قوانين دبلن التي تُلزم أول دولة يصلها اللاجئون في الاتحاد الأوروبي مسؤولية رعايتهم.
«قوانين دبلن يجب أن تُحترم، وعندما يصل المهاجرون إلى فرنسا، فهذا يجري عبر إيطاليا بعد أن يسجّلوا هناك؛ وفي هذه الحالة يسري عليهم القانون الأوروبي، وتجب إعادتهم إلى إيطاليا... لا يحق لهم الانتقال، وبالتالي يجب أن تتولى إيطاليا أمرهم»، قال كازنوف لمحطة تلفزيونية أوروبية. وعلِق مئات المهاجرين الأفارقة عند معبر حدودي في شمال إيطاليا، بعدما رفضت فرنسا إدخالهم. ودعا رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينتسي، أول أمس إلى تغيير القواعد الاوروبية التي تحكم التعامل مع اللاجئين، مشيراً إلى أن «المجتمع الدولي» يتحمل المسؤولية عن مئات الآلاف من المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط بالقوارب إلى شواطئ بلاده، بعد إطاحة الزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011. وقال رينتسي إنه سيناقش المسألة هذه مع نظيره البريطاني، ديفيد كاميرون، ومع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، لدى زيارتهما إيطاليا هذا الأسبوع.
وتشكو إيطاليا منذ فترة طويلة من تنصل شركائها الأوروبيين من مسؤولياتهم، وتركهم دول جنوب البحر المتوسط، كإيطاليا واليونان، لتتعامل وحدها مع مشكلة المهاجرين، من دون تقديم أي دعم فعلي. وذكر مكتب الاحصاء الأوروبي، «يوروستات»، أن نحو 170 ألف مهاجر
غير شرعي حاولوا عبور المتوسط من أفريقيا إلى أوروبا في عام 2014 وحده.
الأخبار
موسكو ترد على التهديدات الأميركية: لم تعد أيدينا مكتوفة
«إذا ظهرت الأسلحة الأميركية الثقيلة فعلاً في دول أوروبا الشرقية والبلطيق، فسيُعد ذلك الخطوة الأكثر عدوانية من قبل البنتاغون والناتو منذ انتهاء الحرب الباردة في القرن الماضي... وفي هذه الحال، لن يبقى أمام روسيا خيار سوى تعزيز قواتها ووسائلها العسكرية على الاتجاه الغربي الاستراتيجي». هذا ما أكده يوم أمس الجنرال يوري ياكوبوف، منسق مديرية المفتشين العامين لدى وزارة الدفاع الروسية، وفق وكالة «انترفاكس».
كلام ياكوبوف جاء على خلفية سلسلة من التقارير الصحافية التي تحدثت خلال الأسابيع الماضية عن خطط لدى وزارة الدفاع الأميركية لنشر صواريخ مجنحة وبالستية في أوروبا، وأسلحة نووية في بريطانيا، وتزويد 5 آلاف جندي أميركي في شرق أوروبا بدبابات وعربات مصفحة وغيرها من المعدات العسكرية الثقيلة.
ورجح ياكوبوف أن تكون الخطوة الروسية الأولى في سياق الرد على التصعيد العسكري «الأطلسي»، تعزيز القوات الروسية المنتشرة على الحدود الغربية البلاد، بما في ذلك الدبابات والمدفعية والطائرات. وأضاف ياكوبوف أن روسيا ستعمل أيضاً على تسريع وتيرة تسليح لواء الصواريخ المرابط في مقاطعة كالينينغراد، المطلة على بحر البلطيق، بمنظومات صواريخ «اسكندر» الحديثة، القادرة على إصابة أهداف أرضية بدقة عالية. ونقلت «روسيا اليوم» عن ياكوبوف قوله إن روسيا «خرجت نهائياً» من معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، «علماً بأن العديد من الدول الأوروبية لم تكن ملتزمة (المعاهدة)، ولم تعد أيدينا مكتوفة لدى اتخاذ إجراءات جوابية ترمي إلى تعزيز (أمن) حدودنا الغربية».
في المقابل، امتنع حلف «الأطلسي» عن التعليق على التقارير الصحفية المذكورة، مبرراً موقفه بأن مبادرة الولايات المتحدة إلى نشر أسلحتها الثقيلة في شرق أوروبا غير مرتبطة بالحلف.
من جهتها، أكدت وارسو أول من أمس إجراءها محادثات مع الولايات المتحدة لبحث إمكانية تخزين أسلحة ثقيلة على الأراضي البولندية. وأعلن وزير الدفاع البولندي، توماس شيمونياك، أن هذه المحادثات جزء من مناقشات حول زيادة التواجد العسكري الأميركي في بولندا وغيرها من الدول الأعضاء في حلف الأطلسي في شرق أوروبا، موضحاً أنه ناقش هذه المسألة مع نظيره الأميركي، آشتون كارتر، خلال زيارته لواشنطن في أيار الماضي.
ونقلت «روسيا اليوم» عن شيمونياك قوله إن وزارته «تعمل منذ فترة على زيادة الوجود العسكري الأميركي في بولندا وعلى الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي»، مضيفا أنّ «من السهل نسبياً نقل الجنود، ولكن سيكون من الجيد وجود معدات قريبة من مناطق الخطر». وقال شيمونياك، في مقابلة صحافية نُشرت يوم أمس، إن قرار نشر مخازن عسكرية أميركية في أراضي بولندا سيُتخذ في القريب العاجل. وأضاف أن وارسو تأمل أن يكتسب الوجود العسكري الأميركي في أراضيها صفة دائمة، مرجحاً أن تكون دوافع الأميركيين في هذا السياق مرتبطة بإدراكهم «الطابع الطويل الأمد للأزمة الأوكرانية». وفي الوقت نفسه، أعرب شيمونياك عن قناعته بأن هذه الخطوة، في حال اتخاذها، لن تُعد انتهاكاً للاتفاقية الموقعة مع روسيا عام 1997، والتي تحظر نشر قوات تابعة لحلف «الأطلسي» بالقرب من الحدود الروسية.
إيران: ستبقى أميركا العدو الأكبر
تستذكر إيران، في هذه الأيام، السنوات الثماني من الحرب التي خاضتها مع النظام البعثي العراقي السابق، في ثمانينيات القرن الماضي، ذلك أن طهران تستعد لتشييع أكثر من 175 رفات لجنود إيرانيين سقطوا في عملية أطلق عليها اسم «كربلاء 4» وأعيدوا إلى الوطن، بعدما نجحت لجنة البحث عن مفقودي الحرب في العثور عليهم في منطقة أبوفلوس جنوب العراق، على مقربة من الحدود الإيرانية.
هذه العملية العسكرية، قبل 29 عاماً، شكلت أقسى ضربة للقوات الإيرانية في حربها مع العراق، سقط خلالها الآلاف نتيجة انكشاف أمر العملية من قبل القوات العراقية، التي حوّلت أرض المعركة إلى كرة من اللهب، ما أدى إلى فشل الهجوم الإيراني الذي كان يهدف إلى كسر خطوط الدفاع العراقية والتوغل باتجاه مدينة البصرة للضغط على النظام العراقي. العملية التي شارك فيها نحو 50 ألف جندي، كُشفت عبر مجموعة من الجواسيس المزروعين في صفوف القوات الإيرانية، إضافة إلى المساعدة الأميركية التي تمثّلت في تصوير تحركات الإيرانيين، عبر طائرات الـ«أواكس»، ونقل المعلومات إلى الجانب العراقي حيث لعبت منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة دوراً بارزاً في تقديم تفاصيل عن وجود القوات الإيرانية على الأرض.
المهمة كانت تقضي بتوغل قوات خاصة عبر ألوية من الغواصين تجتاز نهر أروند جنوب إيران، لتفتح الطريق أمام القوات الخلفية للتقدم والسيطرة، إلا أن انكشاف العملية مسبقاً، أدى إلى تفخيخ أرض العمليات من قبل العراقيين ومن ثم دكّها بمختلف الأسلحة الثقيلة والمدفعية وتمشيطها بالطائرات المروحية، ملحقةً خسائر فادحة بالقوات المهاجمة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير منهم أسرى.
القصة انتهت حينها، لكن تفاصيل هذه العملية عادت إلى الأذهان بعد نحو ثلاثة عقود. ورغم أن الكشف عن رفات الأسرى في مقابر جماعية جنوب العراق أمر عادي، ذلك أن إيران ما زالت حتى اليوم تبحث وتسترجع رفات جنودها بين الفينة والأخرى، إلا أن الصدمة كانت بالكشف عن أجساد بعض الغواصين الذين دفنوا أحياء ببذلات الغوص مكبلي الأيدي.
وفي هذا الإطار، أشار الطبيب الشرعي إلى عدم وجود آثار لإطلاق النار أو لمقذوفات على الجثث، الأمر الذي يعني دفنهم أحياءً تحت التراب. هذا الخبر أشاع جواً من الغضب لدى الشارع الإيراني بأطيافه كافة، وزاد الشعور بالعداء اتجاه الولايات المتحدة التي تعتبر العامل الأساسي في كشف هذه العملية.
لكن على الجانب الآخر، أدت المصادفة إلى اكتشاف رفات الجنود الإيرانيين، مع اقتراب المهلة النهائية للاتفاق النووي نهاية الشهر الحالي، خصوصاً في الوقت الذي تطلب فيه واشنطن من طهران تفتيش منشآتها العسكرية، وهو ما يعتبره الإيرانيون إهانة لاستقلالهم وسيادتهم، خصوصاً بعد التعبئة النفسية التي حصلت بالكشف عن الرفات المدفونة حية على يد النظام العراقي السابق.
عندما كان الوفد النووي الإيراني في بغداد، في 23 أيار عام 2012، جلس كبير المفاوضين النوويين حينها، سعيد جليلي، في وجه ممثلي السداسية الدولية، قبل افتتاح الجلسة الرسمية، وفي خضم أقوى عاصفة رملية تضرب بلاد الرافدين منذ عقود، وقال لهم: «ما هو تاريخ اليوم؟»، فنظروا إليه بتعجب ليجيب أحدهم باستغراب: «اليوم هو الأربعاء الواقع فيه 23 من شهر أيار». أجابهم سعيد جليلي: «هو أيضاً الثالث من خرداد*»، ذكرى تحرير مدينة خرمشهر ــ تعرف بـ«المحمرة» ــ من يد النظام العراقي قبل ثلاثين عاماً. علامات التعجب والاستغراب بدت واضحة على الأطراف الغربية، ليكسر جليلي الصمت بالقول إن هذه المدينة احتلها صدام حسين في الحرب المفروضة، وقد احتلها بدبابات «ايوبارد» الألمانية و«تشيفتن» البريطانية إضافة إلى طائرات «ميراج» الفرنسية وبصواريخ «سكود» وطائرات «ميغ» الروسية، وعبر «القنابل الكيميائية» الألمانية والبريطانية وبمساعدة الـ«أواكس» الأميركي ودولارات خليجية.
أضاف: «لقد استطعنا في خضم هذا الهجوم الدولي علينا أن نصبر وننتصر». وأكمل سعيد جليلي كلامه قائلاً: «اليوم نجلس في أحد القصور لنتباحث معكم، فالحكم في العراق عاد لأهله، لقد حاربنا العالم ووقف ضدنا ولم نستسلم وعليكم أن لا تتوقعوا منّا ونحن في أوج قوتنا أن نستسلم لكم ولمطالبكم غير القانونية والمتسلطة».
كلام كبير المفاوضين النوويين السابق في مضمونه لم يتغيّر على صعيد السياسة الإيرانية، فجليلي أراد إيصال رسالة مفادها أن «من يحاوروننا اليوم هم من حاربونا بالأمس وانتصرنا عليهم». الثوابت بقيت كما هي، وكذلك النظرة الضمنية التي لا تثق بالغرب، أما المتغير الوحيد فهو اللغة الدبلوماسية المرنة، فيما الأهداف الإيرانية والخطوط الحمراء لا تزال قائمة.
قد تشي بعض التفاصيل بتراجع إيراني في مكان ما، ولكن العكس هو الصحيح، فقد حيّدت إيران نفسها عن التزام وقت محدّد لإنهاء المفاوضات. هذه الدولة التي فاوضت على مدى 12 عاماً، ستنتظر أشهراً إضافية، لأن المعطيات على الطاولة ليست كما تشتهي، ولأن الصبر الإيراني الطويل قادر على تحمل هذه الفترة الحساسة التي يحتاج فيها الجميع إلى الاتفاق الجيد.
*(خرداد: اسم الشهر الثالث في التقويم السنوي الايراني)
الأخبار
12 عاماً مع غول»: هزّة أخرى لعرش «العدالة والتنمية»
بعد نكسة حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات التشريعية، دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحزاب البرلمانية إلى «تحمل مسؤولية الاستقرار في البلاد»، بعد ازدياد المخاوف إزاء وضع أسواق المال التركية. وفي وقتٍ لم يستبعد فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد داود أوغلو أن تكون جميع الخيارات مطروحة لتشكيل حكومة جديدة، أكد أردوغان أول من أمس، أنه يعتزم تكليف «العدالة والتنمية» بتشكيل الحكومة الجديدة.
إذاً، سيطرق داود أوغلو أبواب أحزاب المعارضة الثلاثة من أجل تشكيل حكومة ائتلافية، بالتزامن مع السعي إلى تحميلها مسؤولية الأزمة الاقتصادية المحتملة، إذا ما استمرت («الشعب الجمهوري»، «الحركة القومية» و»الشعوب الديموقراطي») بشروطها وبسقوفها العالية من أجل تشكيل الائتلاف. في هذا الوقت، يلوّح أردوغان باحتمال اللجوء إلى الانتخابات المبكرة، في ابتزاز واضح للقوى المناوئة له، حتى تذعن لشروطه وتخفض مطالبها، ليبدو أردوغان بذلك أنه لم يستخلص أي درسٍ من نتائج الانتخابات الأخيرة، وأنه سيواصل عمله لتحميل أحزاب المعارضة مسؤولية عدم تشكيل حكومة خلال 45 يوماً المقبلة، وسيذهب الى انتخابات مبكرة، على أمل أن يستعيد أمجاد فوزٍ غير مؤكد.
في هذه الأثناء، أحدث خروج كتاب «12 عاماً مع عبد الله غول»، للمستشار الإعلامي للرئيس السابق عبد الله غول، أحمد سفير، هزّة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية التركية. الكتاب يميط اللثام عن كواليس تحالف غول وأردوغان وعلاقاتهما منذ أكثر من عقد، شارحاً مضامين الخلافات والصراعات الأخيرة التي خاضها أردوغان ضد غول، إلى جانب التضارب في وجهات النظر بين الحليفين اللدودين، ولا سيما بعد فضيحة الفساد التي طاولت الوزراء الأربعة في حكومة أردوغان في كانون الأول عام 2013.
يصدر الكتاب في الوقت الذي يثير فيه حزب «العدالة والتنمية» تساؤلات حول أسباب تراجعه شعبياً ــ وفي ظلّ تجاهل أردوغان لعملية الإصلاح والنقد الذاتي داخل الحزب، ما يعرّض الحزب الذي حكم تركيا 13 عاماً لاختلالات وأزمات بدأ طيفها يلوح. ويصف الكتاب بدقة شخصيتَي غول وأردوغان وتناقضهما في السياسة المتبعة، ولا سيما في قضايا السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط، في سوريا ومصر خصوصاً، موضحاً كيف تصرّف كلٌّ من أردوغان وداود أوغلو كأنهما مسؤولان في الدولتين المذكورتين، لا في تركيا. ويشير سفير إلى نصيحة غول للرجلين حول ضرورة استقالة الوزراء الأربعة المتهمين بالفساد، ومحاسبتهم، بالإضافة إلى نصحهم بشأن كيفية التعامل مع تظاهرات حديقة غيزي واستيعابها، كذلك تشجيع حرية الرأي بدلاً من سياسات كمّ الأفواه، وتعزيز الديموقراطية. ويقول صاحب الكتاب إن الرئيس غول، في اجتماعه مع مستشاريه قبل وصول أردوغان إلى الرئاسة، كان يؤكد أنه إذا تسلّم رئاسة الوزراء فسوف «يصحح الأخطاء السياسية التي ارتكبها كل من أردوغان وداود أوغلو»، وأنه سوف «يصحّح السياسة الخارجية التركية ويحاسب الوزراء على عمليات الفساد ويرسلهم إلى المحكمة العليا، ويخفّف من حدة الاستقطاب داخل البلاد». لكنه يعلم أن أردوغان سوف يعترض على هذه السياسة، وأنهما سيختلفان في الرأي، ما سينعكس سلباً على استقرار البلاد. لكن أردوغان كان يعي التناقض بين سياساته ورؤية غول، لذلك اتخذ قراراً في 27 آب من العام الماضي، بإبعاده عن رئاسة الحزب ورئاسة الوزراء وعن المشهد السياسي برمته.
يبدو أن صدور هذا الكتاب الذي راجعه غول نفسه قبل النشر، سوف «يفجر» العلاقة الشخصية والحزبية بين الرجلين، كما أنه سيؤذي داود أوغلو وأردوغان في هذا الوقت بالذات، حيث يحاول الرجلان إنقاذ ما تبقى من سلطاتهما وسلطات حزبهما المهدّد بالتصدّع. وتأتي هذه المعلومات بالتزامن مع حديثٍ أثير عن إمكانية عودة غول إلى زعامة الحزب وربما رئاسة الحكومة، في إطار «محاسبة» أردوغان لداود أوغلو على الفشل الانتخابي الأخير. فهل يقطع الكتاب الطريق على عودة غول إلى الحياة السياسية، أم من الممكن أن يؤدي الرئيس السابق دوراً سياسياً من خارج الحزب؟ وهل يمكن أن تسبب مواقفه انشقاقاً حزبياً؟ هذه الأسئلة قد يوضحها أداء أردوغان ومواقفه في الأيام المقبلة.
الأخبار
الإسراء والمعراج (25)
المشهور بين المؤرخين أنه في السنة الثالثة عشر للبعثة النبوية الشريفة، وقبل الهجرة إلى المدينة المنورة بستة أشهر تقريبا، كان الإسراء والمعراج.
وقصة الإسراء والمعراج كما ترويها النصوص الدينية التاريخية، هي أن النبي (ص) وبينما كان ذات ليلة نائما في دار أم هاني بنت أبي طالب جاءه جبرائيل ومعه راحلة يقال لها "البراق".
الرسول يلتقي بالأنبياء ويصلي بهم :
وانطلق جبرائيل بالنبي (ص) من مكة باتجاه المسجد الأقصى المبارك في القدس.
وبعد وصولهما إلى بيت المقدس بسرعة قياسية التقى النبي (ص) هناك بالأنبياء (ع) الذين سبقوه بالنبوة، كإبراهيم الخليل وموسى وعيسى وغيرهم، وصلى بهم. وبعد الصلاة انطلق به جبرائيل إلى السموات في رحلة في الأفاق اطلع فيها النبي (ص) على مظاهر قدرة الله وأسرار عظمته سبحانه، وعجائب مخلوقاته مما خفي على أهل الأرض وعجزت عنه عقولهم.
وتذكر الروايات أن هذه الرحلة استغرقت ليلة واحدة حيث عاد النبي في الليلة نفسها، إلى مكة قبل طلوع الفجر. ويقول المؤرخون أن خبر هذه الرحلة انتشر في صبيحة اليوم الثاني في مكة. فبادر المشركون إلى تكذيب رسول الله (ص) وإنكار حدوث ذلك معه، لأنهم لم يستوعبوا امكانية قطع النبي (ص) تلك المسافات في ليلة واحدة.
ولم يستطيعوا فهم وجه الاعجاز في ذلك. رغم أن النبي (ص) أخبرهم أنه مرّ في الطريق بقافلة تجارية لهم وأعطاهم علاماتها وأوصافها، حيث جاءت مطابقة تماما لحقيقة هذه الرحلة. كما يذكر المؤرخون أن أشخاصا من المسلمين ضعاف الإيمان ارتدوا عن الإسلام بعدما سمعوا برحلة الإسراء والمعراج للنبي (ص)، لأنهم لم يتعقلوا ذلك. هذه خلاصة قصة الإسراء والمعراج، كما يذكرها المؤرخون في السيرة التاريخية.
ونحن نريد التأكيد في مجال الحديث عن الإسراء والمعراج على عدة أمور:
أولا: إن القرآن الكريم ذكر حادثة الإسراء والمعراج في بداية السورة القرآنية المعروفة باسم سورة "الإسراء" وكما أن القرآن الكريم أشار إلى حادثة المعراج بناء على ما جاء في تفسير آيات سورة النجم التي تقول :"علّمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ..".
وجاء في تفسير هذه الأيات الكريمة أن الضمير فيها يرجع إلى النبي (ص) لا إلى جبرائيل. فعندما تقول الأية :"وهو بالأفق الأعلى"، فإن هو هنا تقصد الرسول (ص) وتشرح حادثة معراجه إلى السماء، وتشير إلى بعض الأمور التي حصلت معه أثناء الرحلة.
ونحن نؤمن بالمعراج استنادا إلى ما جاء في تفسير هذه الأيات القرآنية وأيضاً استنادا إلى الأخبار والنصوص الكثيرة الواردة المتواترة حول هذه الحادثة.
وهذا النصوص نقطع بصدورها عن النبي (ص) وأكدت وقوع الإسراء والمعراج بما لا يدع مجالا للشك في حصولها.
ثانيا: من المعروف والمشهور بين المسلمين أن الإسراء والمعراج كانا بالروح والجسد معا، وأنهما حدثا في حال اليقظة وليس في المنام أو مكاشفة روحية. ومما يدل على هذه الحقيقة أن الأيات التي تتحدث عن الإسراء والمعراج عبرت بكلمة "العبد". تقول أية الإسراء "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا .."،
وتقول أية أخرى حول الإسراء :"وأوحى إلى عبده ما أوحى.." ومن المعلوم أن لفظ العبد إنما يطلق على كينونة الشخص كله، بروحه وجسده. ولو كان الإسراء والمعراج مجرد منام أو ما شابه لما بادر المشركون إلى إنكاره ولما ارتد عن الإسلام جماعة، كانت قد أسلمت من قبل، عندما أخبرهم النبي (ص) بذلك.
إذ ما الغرابة أن يرى الإنسان في منامه أنه انتقل في ليلة واحدة إلى مكان بعيد أو أنه صعد إلى السموات وشاهد ما شهد حتى تستبع القضية كل هذا الضجيج والإنكار الشديد؟!.. هذه الشواهد تدل على أن الإسراء والمعراج حقيقة واقعية حصلت بالفعل مع النبي (ص) تمّت في حال اليقظة بالروح والجسد معاً.
ثالثاً: إذا كان قطع المسافات البعيدة بهذه السرعة القياسية المذهلة ليست أمراً مستحيلا على هذا الإنسان المحدود الذي بقي سنوات طويلة يفكر ويستعد ويجمع الخبرات والإمكانيات ويهيئ الوسائل فهل يستحيل على الله سبحانه خالق الإنسان والكون وصاحب القدرات المطلقة أن يوفر وسيلة لرسوله الأكرم ينطلق بواسطتها ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وإلى ملكوت السموات ثم يعيده إلى مكانه الأول في مكة ؟!.. إننا على يقين بأن الله عزّ وجل وضع في تصرف رسول الله مركباً مناسباً لذلك اسمه "البراق".
رابعاً: إن هدف الإسراء والمعراج لم يكن ليتجول النبي (ص) في السموات للقاء الله سبحانه وتعالى، كما يظن البسطاء من الناس، أو كما يعتقد بعض الغربيين والمستشرقين. بل كان الهدف ما أشارت إليه الأية الأولى من سورة الإسراء المباركة بشكل صريح "لنريه من آياتنا"، وأيضاً ما أشارت إليه الأية الثمانية عشر من سورة النجم "لقد رأى من أيات ربه الكبرى".
فالهدف من هذه المشاهدة الكونية هو أن يشاهد الرسول الكريم بعض مظاهر قدرة الله ويطلع على بعض أسرار عظمته سبحانه في أرجاء الكون كي تمتلأ روحه (ص) أكثر بدلائل العظمة الإلهية وآيات الله في السموات والكون. ولتجد روحه السامية في هذه الأيات الكونية زخماً إضافيا يوظفه في هداية الناس إلى الله سبحانه.
ولقد جاء في رواية منقولة عن الإمام الصادق (ع) أنه اجاب عن سؤال حول الإسراء والمعراج:"إن الله لا يوصف بمكان ولا يجري عليه زمان ولكنه عزّ وجل أراد أن يشرّف به ملائكته وسكان سمواته ويكرّمهم بمشاهدته ويريه من عجائب عظمته حتى يخبر به بعد هبوطه".