
Super User
مطالبات بإقالة وزير السياحة التونسي بعد ظهوره على قناة إسرائيلية
ظهور وزير السياحة التونسيّ روني الطرابلسي في لقاء متلفز على القناة الإسرائيلية "آي نيوز 24" يثير غضباً وجدلاً واسعاً في تونس، ودعوات لإقالته.
أثار ظهور وزير السياحة التونسيّ روني الطرابلسي في لقاء متلفز على القناة الإسرائيلية "آي نيوز 24" جدلاً واسعاً لإدراجه ضمن إطار التطبيع مع "إسرائيل".
وفي مقتطفٍ نشرته القناة على صفحتها على "فايسبوك" ردّ الطرابلسي على سؤال عن إمكانية إرساء علاقات ديبلوماسية رسمية بين تونس و "إسرائيل" قائلاً إنه "يتّبع إرادة الحكومة".
وأكد عضو المجلس المركزيّ في الجبهة الشعبية التونسية محسن النابتي للميادين أنّ "تصريحات وزير السياحة روني الطرابلسي لقناة "آي نيوز 24" تعكس شيئاً خطراً حيال التعامل مع الاحتلال".
وكان حزب التيار الشعبيّ قد دعا إلى إقالة الطرابلسي من منصبه.
وفي بيان رأى الحزب أنّ "الحكومة الحالية بكلّ مكوّناتها متواطئة في التطبيع، وتحاول إخضاع تونس وشعبها للإرادة الصهيونية"، على حدّ تعبيره.
وطالب كلّ القوى الوطنية بالانخراط في معركة السيادة الوطنية.
مؤتمر وارسو تعويض عن فشل العقوبات
في إطار التحريض المستمر ضد إيران، بدأ الإعداد لعقد مؤتمر دولي في بولندا، محوره استهداف إيران بإجماع دولي، قد يعضد الجهود الأميركية، في الحصول على دعم يقوّي حظوظها في مواجهة إيران، بعد استنفاد الأمل في فعالية العقوبات الاقتصادية المسلطة عليها.
اختيار تاريخ انعقاد المؤتمر يومي 13 و14 شباط 2019، يؤكّد أنّه متعلّق مباشرة بالذكرى الـ40 لانتصار الثورة الإسلامية، وقيام النظام الإسلامي في إيران، والتي تصادف 11/2/1979، وفي إطار من التشويش عليها.
في الحركة الدبلوماسية الإيرانية حيال هذا المؤتمر، المزمع عقده في العاصمة البولندية "وارسو"، نشر وزير الخارجية الإيراني على صفحته في تويتر تذكيراً بالمؤتمر الذي عُقد سنة 1996 بشرم الشيخ المصرية تحت عنوان: التسوية في الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب. وبعد أن نشر صورة للمشاركين فيه كتب: "أذكّر مَن سيستضيف وسيشارك في المؤتمر ضد إيران: هؤلاء الذين حضروا العرض الأميركي الأخير الموجّه ضدّ إيران إما ماتوا أي وُصِموا بالعار أو هُمّشوا، في وقتٍ أصبحت فيه إيران أقوى من أيّ وقتٍ مضى".
وحتى لا تمرّ إجازة الحكومة البولندية لإقامة المؤتمر في عاصمتها من دون ردّ مناسب، ثنّى محمّد جواد ظريف ما أدرجه على صفحته، بنشر صوَر للاجئين بولنديين، فارين من القوات النازية، إبّان الحرب العالمية الثانية، قد احتضنتهم محافظة أصفهان في مخيّم، وكتب تعليقاً في الصميم، بين الواجب الذي حدا بالشعب الإيراني القيام به إنسانياً، وبين ما تقوم به بولندا باستضافتها لمؤتمر يُسيء للشعب والنظام الإيراني: "بولندا لن تمحو عارها: هي تستضيف سيركاً موجهاً ضد إيران، فيما كانت إيران تنقذ بولنديين إبان الحرب العالمية الثانية".
أميركا تسعى في هذا الإطار جاهدة، وقد سخّرت طواقمها الدبلوماسية، متنقّلة من عاصمة إلى أخرى، للحصول على موافقة أكبر عدد ممكن من حكوماتها، على المشاركة في المؤتمر المذكور، كأنّما لسان حال دبلوماسييها يرثي العقوبات، التي لم تفلح في فعل الكثير ضدّ إيران، يثنيها عن المضيّ قدماً نحو أهدافها في النموّ والإعداد، وتحقيق معادلة القوّة والرّدع، في مواجهة أعدائها.
وقد علّق أمين المجلس الأعلى لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، على المسعى الأميركي بقوله: "إن تبديل الحظر من أعلى مستوى من الضغوط، إلى ندوة أو مؤتمر فمعنى ذلك الفشل".
ويبدو أن بولندا ستبقى في المربّع الذي اتّخذت منه مغنماً، قليل العوائد- بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تمرّ بها، في مقابل ما ستخسره من جانب إيران، في صورة احتضان المؤتمر، وقد ألمح وزير الخارجية الإيراني، أنه عار على بولندا، وعلى كل مَن سيشارك فيه، طمعاً في ما ستتفضّل به أميركا على كل منهم من عطاء.
أميركا تعمل دبلوماسياً لحشد أكبر عدد من دول العالم، من أجل مواجهة إيران، وإدانتها وفق الرؤية الأميركية المعادية لها وضبط مواقف الدول المُستجيبة للمؤتمر، على أساس موقفها، وهو مسعى لا يخفي نوايا أميركا العدائية، من أجل تغيير النظام الإسلامي، أو بما أطلقوه من تغيير سلوكه، ولا قصد لها من كل ذلك، سوى ثنيها عن هدفها الأساس، إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، الرازِح تحت نير كيان موغل في عنصريّته، لا قيمة للإنسان لديه، ما لم يكن صهيونياً.
محمد الرصافي المقداد، كاتب تونسي
أهداف الحرب الناعمة في كلمات الإمام الخامنئي (دام ظله)
إنّ الهدف النهائيّ في الحرب الناعمة هو نفس الهدف في الحرب الصلبة يعني لجمَ نظامٍ سياسيّ والإطاحة به. لكن تختلف أدوات وأساليب هذه الإطاحة. فإذا كانت الإطاحة بنظامٍ ما في الحرب الناعمة تتمّ عبر احتلال الأرض، وانهيار النظام الدفاعيّ والأمنيّ لهذا البلد. ففي الحرب الناعمة، تُبذَل الجهود في سبيل إثارة الشكوك والأزمات للفكر والنموذج الإداريّ للبلاد واللذَين يشكّلان الهويّة للنظام السياسيّ. وفي حال نجح العدوّ في الإطاحة الناعمة، فهو في الواقع يكون قد وصل إلى هذه النتيجة عن طريق مشروع إسقاط الاعتبار وإزالة الثقة عن النظام السياسيّ. إذن، الحرب الناعمة أسلوبٌ لفرض الإرادة وتأمين المصالح عن طريق غلبة طرف على طرفٍ آخر، وذلك دون اللجوء إلى القوّة العسكريّة وأساليب العنف. والأداة الأصليّة لهذه الحرب، خصوصًا القوّة الناعمة وقوّة الإقناع والتطويع، والتي تعتمد على استخدام الوسائل التواصليّة والإعلاميّة والعملياّت النفسيّة بهدف إيجاد الشكّ والترديد في الهويّات الفكريّة والثقافيّة. فمجال عمل هذه الحرب هو الأفكار، الاعتقادات، القيم، العلاقات، وميول المجتمع المستهدَف الذي خطّط له المهاجم ليحتلّه، وفي النهاية ليوجد تغييرٍ في بُناه عبر السيطرة على أذهان وقلوب الناس. بعبارةٍ أخرى، الحرب الناعمة هي حرب تخريب النموذج؛ إذ يقوم المُهاجم في هذه الحرب بجعل نموذج نظامٍ ما غير فعّالٍ في الميادين الاجتماعيّة المختلفة عبر إيجاد الشكّ في المباني والقيم الأساسيّة لهذا النظام.
واعتبر كلًّا من كرمي (1387) وساندرس (1382) وميشل (2008) والياسي (1388) أنّ أهمّ أهداف الحرب الناعمة لأمريكا والعالم الغربيّ في سائر الدول هو تغيير الإيديولوجيا الحاكمة، وتخفيض المشاركة السياسيّة للناس، وإلقاء عدم فعّاليّة الحكومة، وتغيير الهويّة الدينيّة والوطنيّة للمواطنين من خلال تخريب سوابقهم التاريخيّة، ثمّ تغيير الرأي العامّ فيما يلبّي إرادته ضدّ النظام الحاكم، تخفيف الإنسجام الاجتماعيّ، وتخفيض الإنسجام على مستوى الحكم، بعدها تغيير قيم المجتمع وإيجاد استحالة ثقافيّة، وتغيير النموذج السياسيّ الحاكم وتشديد وتقوية الإنقسامات والتباينات القوميّة. ويتمتّع تشخيص الأهداف الأساسيّة في بحث الأمن الناعم أهميّة خاصّة.
ومن أهمّ الأهداف الأساسيّة في إطار الأمن الناعم يمكن الإشارة إلى: إيديولوجيّة الدولة، المشاركة السياسيّة، فعّاليّة الدولة، الهويّة، الإنسجام الاجتماعيّ والرأي العام. ومن أهداف الحرب الناعمة من وجهة نظر قائد الثورة الإسلاميّة عبارة عن:
1- سلب اعتقاد الجيل الجديد بالدين والأصول الثوريّة[1].
2- جرّ الجيل الجديد نحو الابتذال والفساد الأخلاقيّ[2].
3- حذف التفكير الفعّال الذي يُلقي الغرب ونطاق قدرته في الخطر[3].
4- تضعيف الثقافة الإيرانيّة الوطنيّة والإسلاميّة[4].
5- حرف الشباب المؤمن عن تمسّكهم بإيمانهم واعتقاداتهم[5].
6- تغيير ذهن الناس بالنسبة للإسلام[6].
7- إحباط المجتمع في نضاله ضدّ النظام المتسلّط[7].
8- جعل الثقافة الغربيّة مكان ثقافة الناس، قيمهم واعتقاداتهم[8].
9- إخماد الروحيّة الجهاديّة في ميادين الثورة والبناء[9].
10- جعل المجاهدين يندمون على جهاداتهم السابقة[10].
13- استهداف ثقافة الإسلام المحمديّ الأصيل، التي أُسّست عليها الثورة الإسلاميّة[11].
15- إحباط عشّاق الحاكميّة الإسلاميّة في العالم[12].
16- إهماد همّة وعزم الشباب داخل البلد[13].
17- إيجاد صورةٍ مظلمة حول مستقبل البلد لدى الناس[14].
18- إزالة اعتبار المقاومة في الوسط الإيرانيّ[15].
19- إیجاد استحالة داخليّة في إيران[16].
20- تضعیف روحیّة وإیجاد انفعال في إيران[17].
21- إیجاد اختلاف بين النشطاء السياسيّين[18].
22- إفراغ الثورة من مضمومنها الإسلاميّ والدينيّ والروحيّة الثوريّة[19].
23- سلب الثقة، المشاركة والمشروعيّة[20].
26- إضعاف الاعتقادات السياسيّة، العادات الحسنة وثقافة الإسلام الأصيل[21].
27- إيجاد الإنفعال في مواجهة العدوّ[22].
28- إيجاد ثغرة بين إيران ومؤيّدي الثورة الإسلاميّة الإيرانيّة[23].
30- استحالة التفكّر الشيعيّ[24].
31- السيطرة على جبهة الثورة الشعبيّة، يعني الشعب[25].
32- إلقاء الشكّ في عمل المسؤولين الرسميّين[26].
المصدر: معرفة الحرب الناعمة من وجهة قائد الثورة الإسلاميّة – بتصرّف يسير
[1] لقاء القائد مع وزير وموظّفي وزارة التربية والتعليم في 25 دی 1370.
[2] لقاء القائد مع أعضاء مجلس شورى الثورة الثقافيّة؛ 19 آذر 1371.
[3] لقاء القائد مع وزير وموظفي وزارة التربية والتعليم في 25 دی 1370.
[4] لقاء القائد مع قادة كتائب عاشوراء في التعبئة في 22 تیر 1371.
[5] لقاء القائد مع وزير وموظفي وزارة التربية والتعليم في 21 مرداد 1371.
[6] لقاء القائد مع الموظّفين والمثقّفين بمناسبة يوم العمّال ویوم المعلّم في 15 اردیبهشت 1372.
[7] المصدر نفسه.
[8] لقاء القائد مع طلّاب جامعات محافظة أذربيجان الشرقيّة في 9 مرداد 1372.
[9] المؤتمر العاشر لكافّة أئمّة الجمعة في 21 شهریور 1373.
[10] المصدر نفسه.
[11] لقاء القائد مع عوائل شهداء محافظة خوزستان في 18 اسفند 1375.
[12] المصدر نفسه.
[13] نداء القائد إلى حجّاج بيت الله الحرام في 23 اسفند 1378.
[14] خطاب القائد في خطبة صلاة الجمعة في طهران في 23 اردیبهشت 1379.
[15] لقاء مع عوائل شهداء القوات المسلّحة في 4 مهر 1380.
[16] خطاب القائد في خطبة صلاة الجمعة في طهران في 23 آبان 1382.
[17] لقاء القائد مع طلّاب جامعات يزد في 13 دی 1386.
[18] لقاء القائد مع طلّاب المدارس والجامعات في 8 آبان 1387.
[19] خطبة الجمعة في 29 خرداد 1388.
[20] المصدر نفسه.
[21] لقاء القائد عوائل شهداء محافظة خوزستان في 18 اسفند 1375.
[22] لقاء القائد مع عوائل الشهداء القادة في محافظة طهران في 17 اردیبهشت 1372.
[23] نداء القائد إلى حجّاج بيت الله الحرام في 23 اسفند 1378.
[24] لقاء القائد مع أعضاء مجلس الخبراء في 27 بهمن 1379.
[25] لقاء القائد مع مسؤولي النظام في 23 مرداد 1370.
[26] لقاء القائد مع طلّاب المدارس في ذكرى 13 آبان في 12 آبان 1388.
التخبط الأميركي بين الانسحاب والتأجيل
مهد بومبيو الاجواء بعنوان مضلل لكلمته "قوة من أجل الخير: أميركا تسترد قوتها في الشرق الأوسط"، مبشراً بتوجه "جديد" يرضي غرائز عواصم الخليج بالتركيز على استمرار محاربة ايران.
القرار الرئاسي بالانسحاب من سوريا نال شبه إجماع رافض من قبل الأقطاب السياسية الأميركية المتعددة، واكبه ضغوط مكثفة على الرئيس ترامب أسفرت عن "تراجعه" مؤقتاً وإبطاء الوتيرة بتمديد المهلة الزمنية المطلوبة.
بيد أن الأمر كشف عن خروج الخلافات العميقة في صنع القرار الأميركي إلى العلن، عززتها الرسائل والتصريحات "المتضاربة" لعدد من كبار المسؤولين أظهرت مدى عدم الانسجام بين مختلف مؤسسات الدولة، لعل أبرزها كان "تعهد" مستشار الأمن القومي جون بولتون بعدم مغادرة القوات الأميركية سوريا "ما دامت القوات الإيرانية خارج حدود ايران" أتبعه الرئيس ترامب بتصريح مناقض خلال أيام معدودة دفاعاً عن قراره بالانسحاب بأن "ايران تستطيع أن تفعل ما تشاء" في سوريا.
تلك الرسالة وغيرها، واكبها استقالة (وصفها لاحقاً ترامب بما يشبه الإقالة) وزير الدفاع جيمس ماتيس، دفعت يومية واشنطن بوست، الخامس من الشهر الجاري، القول بأنها ".. تعكس صورة التقلبات الدراماتيكية التي تطبع سياسة (ترامب) الخارجية، مما يدفعنا الى التساؤل عما إذا كان كبار مستشاري (الرئيس) ينفذون سياساته أم أنهم يتبعون أجنداتهم" الخاصة.
كما سلطت الصحيفة الضوء على "أجندة بولتون .. لاستخدام سوريا ورقة ضغط على ايران، من ناحية، طمعاً في نفض يديه من تحمل مسؤولية قرار شن الحرب" حين اتخاذه.
وشرعت الإدارة باحتواء ردود الفعل الدولية الرافضة قيام أبرز اقطابها، وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتن، ترؤس وفود رسمية جالت على عدد من العواصم الإقليمية بغية "طمأنة" المخاوف من تداعيات انسحاب أميركي.
بالمقابل، لم يكترث العديد لتصريحات الإدارة الأميركية منذ مطلع العام المنصرم تشير فيها إلى عزمها الانسحاب قريباً من سوريا، وطلبت مشورة عدد من المؤسسات الفاعلة والمؤثرة في بلورة القرار الرسمي، مما ينفي اتهام البيت البيض بالمفاجأة، خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار تصريحات وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي، بالتزامن، قبل نهاية العام المنصرم فحواها أن الرئيس ترامب "لم يصادق على خطة أميركية موسعة لمواجهة ايران في سوريا".
"شعبية" الرئيس ترامب كانت أحد الأسباب التي حثت فواصل المؤسسة الحاكمة على تأييد قرار الانسحاب "ولو بشروط"، ومن ثم الانقضاض عليه؛ عززها تراجع حدة تصريحات المسؤولين، لا سيما داخل الحزب الجمهوري، عقب صدور نتائج استطلاعات للرأي، 8 الشهر الجاري، تشير الى تأييد أغلبية من الأميركيين قرار الانسحاب من سوريا وافغانستان، 56%، ومعارضة ضئيلة لا تتعدى 27%.
الغموض الذي يكتنف حقيقة قرار واعلان الانسحاب، والذي بدأ على قدم وساق منذ مطلع الشهر الجاري، لا سيما مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن إرسالها المزيد من "القوات البرية" لسوريا "لتأمين الانسحاب" إلى القواعد الخلفية في العراق، كما يعتقد، أبرزها قاعدة عين الأسد الجوية التي يرجح أن توازي أهمية قاعدة "باجرام" الأميركية في افغانستان.
بين المشككين في حقيقة الانسحاب الأميركي من سوريا، رغم إعلان الرئيس ترامب، كانت صحيفة نيويورك تايمز، 7 ك2/يناير الجاري، بالإشارة الى تضمين شروط لقرار الانسحاب، كما دل عليه تصريح لجون بولتون خلال زيارته تل أبيب مؤكداً بأن القوات الأميركية "ستبقى في سوريا حتى يتم القضاء على بقايا تنظيم داعش".
وأوضحت أن "بولتون ومسؤولون كبار آخرون في البيت البيض يقفون وراء حملة تجري خلف الكواليس لإبطاء مفعول قرار ترامب .. عبر تضمين عبارة انسحاب مشروط" من سوريا.
بدورها أكدت يومية واشنطن بوست، 7 ك2/ يناير، أن التطورات الميدانية في سوريا تشير إلى أن الانسحاب الأميركي لن يتقيد بفترة زمنية محدودة، وانما "سيكون مفتوحاً إلى حد ما". وذهبت أبعد من ذلك بالإشارة إلى هوية المسؤولين الكبار الذين يعرقلون عملية الانسحاب منهم "وزير الخارجية مايك بومبيو، مستشار الأمن القومي جون بولتون، والمبعوث الرئاسي الخاص لسوريا جيمس جيفري"، مشيرة إلى تصريحات مماثلة تؤكد هدف التواجد العسكري الأميركي في سوريا بأنه "لا يقتصر على محاربة (داعش) بل يشمل التصدي للنفوذ الايراني في سوريا".
بل صرح وزير الخارجية عشية قيامه بجولته في عواصم المنطقة بأن "الحملة الأميركية لمحاربة النفوذ الإيراني ستظل مستمرة حتى في حال انسحاب القوات الأميركية من سوريا".
بالتزامن الاعلامي أيضاً، كشفت يومية وول ستريت جورنال، 7 كانون الثاني/يناير الجاري، عن محتوى ما في جعبة الوفد الأميركي لأنقرة برئاسة مستشار الأمن القومي جون بولتون ووضع شروط جديدة على النفوذ التركي طمعاً في حماية التشكيلات الكردية المسلحة، وبرفقته "خريطة ملونة" أعدها عضو الوفد جيمس جيفري تحدد فيها مناطق النفوذ الممنوع لتركيا الاقتراب منها، والتي "تشبه اتفاقية سايكس - بيكو" القرن المنصرم.
هذه الشروط "المستجدة في خطة بولتون وفريقه لم تكن عنصراً أو مكوناً أساسياً من مكونات خطة الرئيس بالانسحاب؛ مما دفع الرئيس ترامب على تفنيد ما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية بشأن تركيا، مؤكداً على نشرها "تقارير تعوزها الدقة فيما يتعلق بالنوايا (الرئاسية) حول سوريا .. سياستنا لا زالت على ما هي عليه، سنخرج (من سوريا) وفق وتيرة مناسبة، وفي الوقت عينه الاستمرار في قتال داعش .."
بشأن "استراتيجية المرحلة المقبلة" سارع وزير الخارجية مايك بومبيو للقاء "حلفاء" واشنطن في المنطقة واطلاعهم على الخطوط العريضة للسياسة الأميركية وتوجهاتها المقبلة، قوامها الاستمرار في محاربة ايران وتقليص النفوذ التركي، وأداتها تشكيل حلف أمني عنوانه مواجهة ايران بمسمى "التحالف الاستراتيجي"، تجديداً لمقولة روّجت لتحالف الناتو العربي سابقاً.
مهد بومبيو الاجواء بعنوان مضلل لكلمته "قوة من أجل الخير: أميركا تسترد قوتها في الشرق الأوسط"، مبشراً بتوجه "جديد" يرضي غرائز عواصم الخليج بالتركيز على استمرار محاربة ايران؛ وايلاء دور أكثر فعالية لتلك الدول في سياق ركائز استراتيجية المرحلة المقبلة، والاعداد لما بعد الانسحاب الأميركي، جزئياً من افغانستان.
اقتصرت جولة بومبيو على دول الخليج والاردن ومصر، ومن ثم العراق لاحقاً، مؤكداً فيها على ان "الانسحاب من سوريا قرار لا رجعة فيه." بيد أن غياب "التسوية للقضية الفلسطينية" كان من أبرز القضايا مما اعتبر بأن المشروع الوحيد عند الإدارة هو ترتيب التحضيرات لـ "صفقة القرن"، بطي القضية برمتها وتسريع وتيرة التطبيع الرسمي مع إسرائيل.
الميادين
البنية الأساسية للإصلاحات الاجتماعية
تشتمل الإصلاحات على جزءين أساسيين وهامّين: الفردي والاجتماعي، ويساعد الإصلاح في كل جزء منهما في تحقق الاصلاح في الجزء الآخر. وتعتبر التقوى والتزكية الأرضية المناسبة للاصلاحات الاجتماعية، والاصلاحات الاجتماعية هي الأرضية المناسبة لنمو الفضائل الأخلاقية.
لا يمكن أن تتحقق الاصلاحات الاجتماعية من دون تربية للنفس والفرد، وتفتح الاصلاحات الاجتماعية الطريق العام أمام التديّن ونمو الفضائل الأخلاقية.
أهمية الاصلاحات الأخلاقية
تتألف أرضية الاصلاح الاجتماعي من إصلاح الأفكار والاعتقادات واصلاح المثل والأهداف والتوجهات، وإصلاح المعنويات، واصلاح العادات والسلوكيات، واصلاح اللسان والقلم. وتعتبر التربية الأخلاقية مقدَّمة على أي محاولة للاصلاح الاجتماعي، لا بل تعتبر التقوى والتزكية مقدمة على عملية تنظيم الاصلاحات القومية والوطنية.
ينقل الشيخ الكليني (رحمه الله) عن الإمام الصادق(ع) قوله: «من صدق لسانه زكى عمله»[1] ونقرأ في غرر الحكم الحديث التالي: «الصدق صلاح كل شيء والكذب فساد كل شيء»[2].
لا يمكن أن تتحقق الاصلاحات الحقيقية من خلال توسيع الشبكات الخبرية ووكالات الأنباء وزيادة عناوين الصحف والمجلات. جاء عن الإمام باقر العلوم (ع) قوله: «تعلموا الصدق قبل الحديث»[3].
ولذلك وقبل التخطيط لتوسيع الاعلام وتقديم الإمكانات الخبرية ووضع الميزانيات يجب العمل على التربية الأخلاقية ونشر المعنويات والصدق...
لا يمكن أن تتحقق الاصلاحات الاجتماعية بواسطة الكذب والخداع... وكلما ازداد حجم ومقدار مراكز إنتاج وتوزيع الكذب ازداد غبار الجهل وعدم العلم وأصبحت الحياة أكثر اضطراباً، عندها تظلم العدالة والحرية والمعرفة. لا بل يمكن القول ان البشر اليوم هم ضحايا وسائل اعلام الاستكبار الذين يضيقون الخناق بحجة الاعلام.
الصدق هو الاساس الأول للعدالة، ويظهر عدم العدالة دائماً في هالة من الجهل والكذب. ومن هنا كان ادعاء الاصلاح من قبل غير الصادقين مجرد نفاق لا أكثر.
الصدق عبارة عن أمانة تتعلق بحقوق البشر والكذب ليس إلا جريمة بحقهم. إن الذين يخونون الناس بأقوالهم فلن يتعاملوا معهم بصدق في سلوكياتهم. وهنا نتذكر قول الإمام أمير المؤمنين(ع): «الصدق أمانة والكذب خيانة»[4].
محمود مهدي بور
[1] الكافي، ج2، ص104، ح3.
[2] غرر الحكم، الحديث 1119.
[3] الكافي، ج2، ص104، ح4.
[4] ميزان الحكمة، ح10175.
البرلمان البريطاني يرفض بالأغلبية خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي
صوّت مجلس العموم البريطاني بالأغلبية على رفض خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ورفض 432 نائباً مشروع القرار المسمى "بريكست"، فيما أيده 202 فقط، واعتبر زعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربين التصويت ضد خطة بريكست "هزيمة كارثية لحكومة ماي"، داعياً لسحب الثقة من الحكومة الحالية.
وكانت ماي حذّرت قبيل جلسة التصويت معارضي الاتفاق بأنهم "سيخيّبون آمال الشعب"، وقالت إنه "لا بديل لصفقة بريكست الحالية"، وأن الاتحاد الأوروبي لن يعرض "اتفاقاً بديلاً".
واعتبرت ماي أن الواجب يفرض على النواب تطبيق ما صوّت من أجله البريطانيون في الاستفتاء الذي أجري العام 2016، وأضافت أن "المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد منا في هذا التوقيت كبيرة جداً، لأنه قرار تاريخي سيحدد مستقبل بلادنا لأجيال".
وكان حزب العمال المعارض أكد قبل الجلسة أنّ ماي ستواجه "هزيمةً نكراء".
البرادعي يحذر من محاولات تعديل الدستور في مصر
حذر محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق (عدلي منصور)، الثلاثاء، من أي محاولات لإدخال تعديلات على الدستور في مصر.
وقال البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر: "في الأنظمة القمعية يهدر الحاكم الدستور ويفصل الترزية "الشرفاء" دستورا على مقاس الحاكم".
وأضاف: "وينتهي الأمر غالبا بسقوط الدستور وفشل الحاكم".
وأشار إلى أنه "منذ قيام الثورة (يناير / كانون الثاني 2011) محاولات لا تنتهي ليكون الدستور أداة للسيطرة، وليس لضمان حقوق الشعب وحرياته. وما زال العبث مستمرا".
وانتشرت مؤخرا دعوات طالت ساحات القضاء ووسائل الإعلام (عبر مقالات ومواد صحفية)، تطالب بإدخال تعديلات على الدستور، أبرزها زيادة مدة ولاية رئيس البلاد، ما أثار جدلا واسعا في الشارع السياسي.
وينص الدستور على أنه "ينتخب رئيس الجمهورية لمدة 4 سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة".
وتولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حكم البلاد في يونيو / حزيران 2014، كولاية أولى، فيما فاز بولاية ثانية وأخيرة في يونيو /حزيران 2018 والتي تمتد لعام 2022، ولا يسمح نص الدستور الحالي بالتجديد أو التمديد.
وتحدث السيسي في مقابلة متلفزة سابقة أنه لا ينوي تعديل الدستور.
آداب التعامل مع الجيران
لا تنس أن الله تعالى قد أوصى بالجار ، حتى ظن أنه سيورثه ، و قيل أنه قد يرث في حالات قليلة .
جيرانك كأنهم أرحامك ، بل قد تعيش مع الجيران أكثر مما تعيش مع الأرحام ، فتعرف عليهم ولو إجمالاً .
حسن العلاقة مع من تراه مناسباً منهم ، و على الأقل ، عليك بالحد الأدنى من حسن العلاقة مع الجميع كإلقاء التحية ، و الابتسام ، و السؤال عن الحالة و الصحة و بعض الأمور العامة المعروفة .
إن لم يكن بينكم تزاور ، فعليك المبادرة إلى ذلك خاصة عند الأحداث الطارئة المحزنة كالوفاة ، و المرض الشديد ، و عند المفرحة منها .
من المناسب جداً أن تخص جيرانك بين الحين و الآخر بهدية خفيفة خاصة :
بعض الثمار أو الخضار من بساتينك أو قريتك .
إذا كنت في سفر .
بعض الحلوى أو طعام نادر أو مميز .
لا تفعل مطلقاً ما يزعجهم من قبيل :
جعل الماء أمام باب دارهم أو على شرفاتهم .
إلقاء شيء على غسيلهم أو سيارتهم .
وضع القاذورات بشكل مكشوف و مقزز عند مدخل المبنى أو الدرج أو المصعد .
توقيف سيارتك بحيث لا تترك مجالاً لتوقيف أخرى بجانبها .
إذا رأيت أحدهم محتاجاً لمساعدة أو مرتبكاً ، فاعرض عليه مساعدتك مباشرة :
فإن كان يحمل أغراضاً كثيرة ، خذ بعضها و احملها بنفسك ، خاصة الكبير في السن أو المرأة الحامل أو التي تمسك ولدها .
إن كان مريضاً أو مصاباً يحتاج لدخول المستشفى ، أحضر سيارتك أو سيارة أجرة فوراً ، لأنه قد لا يستطيع قيادة سيارته بأمان ، بل قد يتسبب بكارثة أكبر .
إذا شب حريق في بيت الجيران ، ساعدهم على إخراج الأطفال و العجائز أولاً ، ثم تعاونوا على إطفاء الحريق ، أو استدعاء المختصين .
إذا قرع بابك في أي وقت مضطراً ، تفهم اضطراره و ساعده قدر استطاعتك بلطف و اهتمام ظاهرين ، فربما تمر بنفس الحال يوماً .
إذا كانت علاقتكما متينة ، لمح أمامه بأوقات راحتك حتى لا يزعجك و لا تزعجه
تعاونوا دائماً على الأمور الحيوية ، خاصة فيما يتعلق بالماء و الكهرباء و نظافة المبنى . . ، فإن في ذلك اليسر لكما و لن يستغني أحدكما عن الآخر.
1315نهج الفصاحة
الجار أحقّ بشفعة جاره ينتظر بها و إن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا.
1339 نهج الفصاحة
الجيران ثلاثة: فجار له حقّ واحد و هو أدنى الجيران حقّا و جار له حقّان و جار له ثلاثة حقوق فأمّا الّذي له حقّ واحد فجار مشرك لا رحم له له حقّ الجوار و أمّا الّذي له حقّان فجار مسلم له حقّ الإسلام و حقّ الجوار و أمّا الّذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حقّ الإسلام و حقّ الجوار و حقّ الرّحم.
نهج الفصاحة 1359
حرمة الجار على الجار كحرمة دمه.
نهج الفصاحة 1387
حقّ الجار إن مرض عدته و إن مات شيعته و إن استقرضك أقرضته و إن أصابه خير هنّأته و إن أصابته مصيبة عزّيته و لا ترفع بناءك فوق بنائه فتسدّ عليه الرّيح.
نهج الفصاحة 1371
حسن الجوار يعمّر الدّيار و ينسئ في الأعمار.
نهج الفصاحة 2383
ليس المؤمن الّذي لا يأمن جاره بوائقة.
نهج الفصاحة 2640
ما زال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه.
نهج الفصاحة 2761
من سعادة المرء المسكن و الجار الصّالح و المركب الهني ء.
نهج الفصاحة 2774
من كان يؤمن باللَّه و اليوم الآخر فليكرم جاره.
الاحادیث
- الكافي - الشيخ الكليني ج 3 ص 217 :
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ينبغي لجيران صاحب المصيبة أن يطعموا الطعام [ عنه ] ثلاثة أيام .
- الكافي - الشيخ الكليني ج 4 ص 174 :
عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : سألته عن صدقة الفطرة اعطيها غير أهل ولايتي من فقراء جيراني ؟ قال : نعم الجيران أحق بها لمكان الشهرة .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
علامة الجائر فأربعة : عصيان الرحمن ، وأذى الجيران ، وبغض القرآن ، والقرب إلى الطغيان
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 69 ص 54 :
قال أمير المؤمنين عليه السلام : الفقر خير للمؤمن من حسد الجيران ، وجور السلطان ، وتملق الاخوان
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 71 ص 155 :
عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قال : الجيران ثلاثة : جار له ثلاثة حقوق : حق الجوار ، وحق القرابة ، وحق الاسلام ، وجار له حقان : حق الجوار وحق الاسلام ، وجار له حق الجوار : المشرك من أهل الكتاب .
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 108 ص 97 :
البراء بن عازب قال : كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله صلى الله عليه آله في منزل أبي أيوب الانصاري وسؤاله عن : " يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا " ، وقوله صلى الله عليه وآله : تحشر عشرة أصناف من امتي أشتاتا قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم ، فبعضهم على صورة القردة ، وهم : القتات ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وهم : أهل السحت ،..... وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم و هم الذين يؤذون الجيران
آداب التعامل مع الإخوان و الأصدقاء
تذكر أن لك إخوانا لم تلدهم أمك ، و أن الأخوة قي الله لا انفصام لها في الآخرة كما في الدنيا ، و أن المرء كثير بإخوان الصدق ، و أنها أمتن علاقة بين بني آدم .
لا تتهاون بحق أخيك عليك في نصحه و نصرته و إعانته .
تغاض عن أخطائه إن فعل ، فكلنا خطاءون . . .
لا تتركه وحيداً عند الضائقة و البلاء و المصيبة . . . و إن طلب ذلك تخفيفاً عنك
إذا غاب عنك على غير عادته ، فاسأل عنه مطمئناً عليه ، و قم تجاهه بما يلزم .
أطلعه على أهم المستجدات المفصلية ، و الأحداث الهامة في حياتك . . .و لا تجعله يعرف ذلك صدفة أو من الآخرين .
لا تتوقع و لا تنظر من علاقتك معه ثمناً مادياً .
لا ترفض له دعوة لطعام و لا هدية اختصك بها .
تعامل معه في منزلك و خصوصياتك كما تحب أن يعاملك في منزله و خصوصياته .
مهما بلغت علاقتكما من المتانة و وحدة الحال . . فلا تتخل في تعاملك معه عن الأدب و الحشمة .
ميز بين من يحبك في الله تعالى و من يحبك لمصلحة آنية .
أحب الصديق الصدوق الذي يرشدك إلى عيوبك ، لا الذي يغطيها .
إذا وقع بينكما ما يقع بين أعز البشر ، من سوء تفاهم أو مشكلة :
فلا تؤجج النار بينكما .
لا تتعامل بحدة أو تحد مع المسألة .
كن في تعاملك مع المشكلة كأنك حكمٌ و ليس طرفاً .
تصرف و كأن الحق كله عليك ، و إن كان الحق معك برأيك .
لا تفضح أسراره ، و لا تحدث غيره بما حصل معكما ، و لا تتجاوب مع من يحدثك بالموضوع ، إلا في حالات نادرة و مع أشخاص معينين .
لا تتكلم أو تتصرف بما يكون حجة عليك لا لك .
تأكد أن الأمور إلى سترجع إلى نصابها مهما طال الزمن .
كن المبادر إلى اتصال أو هدية أو زيارة عند أول فرصة سانحة .
وأخيراً :
أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان ، و أعجز منه من خسر من ربحه منهم
لماذا يكرهون المقاومة؟
لعلّ من أبرز وأشهر مشاريع المقاومة العربية التي أصلّت قِيَم المقاومة الحقّة وغير المرتبطة بمخطّطات الغرب يأتي المشروع الناصري في زمن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويأتي مشروع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ أسّسها الشهيد القائد فتحي الشقاقي، ثم يأتي – كما سبق وأشرنا_حزب الله كأحد أبرز تلك المقاومات وأكثرها نصوعاً وتأثيراً. هذه النماذج وغيرها ممَن ركّز على استراتيجية المقاومة المسلّحة ولم يناور أو يزاوجها مع السياسة بمعناها المبتذل استحقت أن تنتصر وأن تبقي حية في ضمير أمّتها.
إن من نعنيهم هنا بـ(الكارهين للمقاومة) هم كل مَن يقف اليوم مع الحروب الطائفية والمذهبية في المنطقة العربية، وكل مَن يؤيّد التطبيع مع العدو الصهيوني، ويبارك الإرهاب الأميركي ومخطّطاته في تفجير البلاد المركزية في المنطقة بإسم ثورات الربيع، وفي مقدمها العراق وسوريا وليبيا وربما تلحق بهم مصر؛ كل هؤلاء من حيث يعلمون أو لا يعلمون، يعدّون بحكم الدور والوظيفة، كارهون للمقاومة العربية والتي قلبها فلسطين وأجنحتها في لبنان وسوريا، حول دلالات تلك الكراهية ومآلاتها ينبغي أن نتوقّف ونتأمّل الواقع العربي بكل مراراته. إن التاريخ يحدّثنا أن ثمة لحظات تاريخية تتميّز بأنها كاشفة ويتحقّق بها قدر كبير من الفرز على النقيض من مراحل تاريخية أخرى، تتداخل فيها الخيوط وتصبح الصوَر غائمة فتكون المناورات بها ممكنة وتكون اللحظات التاريخية بها مُلتبسة والمواقف – حتى ولو كانت مُخزية- سيجد أصحابها من المهزومين داخلياً، تبريراتها وتستخدم لها الغطاءات اللازمة، أما المراحل الحاسمة مثل المرحلة التي تمر بها الأمّة حالياً، فعلى الرغم من حدّة وتشابك الصراعات فإن الصوَر والحقائق المتّصلة بالمقاومة مفهوماً وقيماً، واضحة ولا تجوز فيها المناورات ولحظاتها التاريخية من النوع الكاشف فلا يوجد سماح لأي قدر من الإلتباس أو المبرّرات فالاستقطاب حاد، إما (مع) وإما (ضد) ونظراً لأن العدو الصهيوني والأميركي أصبح في قمّة فجاجته في العدوان، فإن الأمّة تبدو ضعيفة ومُستكينة وفاقدة لقدرتها حتى على الاستنكار والشجب، إلا من بؤر مُضيئة هي البؤر المقاومة والتي تحظى رغم محاولات شيطنتها، بتأييد غالبية الشعوب المقهورة تحت نير الاستبداد، إن الفرز الآن وبعد إنتصار سوريا على داعش الموظّفة من قِبَل تل أبيب وواشنطن، أصبح بين معسكرين، إما معسكر المقاومة وإما معسكر التخاذل وربما التواطؤ ولا يوجد طريق ثالث.
إن المقاومة الآن (2018) في منطقتنا العربية تعني بالأساس التمسك بالثوابت والحقوق العربية في فلسطين وتعني استكمال مشروع مواجهة داعش وأخواتها ومَن يقف خلفهم من أنظمة عربية ودولية، وتعني أيضاًعدم الرضوخ لأية قوة مهما كانت شدّة ضغوطها للتخلّي عن هذه الثوابت وتلك الحقوق. والمقاومة تاريخياً- وبخاصة المقاومة العربية- تتنوّع أساليبها وأدواتها بداية من المقاومة السلمية والممانعة ووصولاً إلي المقاومة المسلّحة ومجابهة القوّة بالقوّة حتى في حال تفاوت موازين القوى ، وهناك اصطلاح سبق وأصّله الكاتب الراحل "محمّد حسنين هيكل" يختصّ بـ "الحروب غير المتوازية" ويتعلّق بأنه مهما تفاوتت موازين القوى فهناك أساليب في يد القوى الصغيرة يمكن من خلالها إيلام القوى الكبرى والجيوش المسلّحة بأرقى وأقوى الأسلحة التكنولوجية والفتاكة وربما دحرها وهزيمتها، ولعل حزب الله في قصة جهاده الطويلة ضد العدو الصهيوني منذ 1982 وحتى اليوم ، خير مثال على ذلك . وقد عرف التاريخ على مداره الأشكال المتنوّعة للمقاومة لأن الصراعات من الثوابت التاريخية ، وهناك دائماً قوى مهاجمة وغاصبة تتحرّك بدافع الطمع وغرور القوّة للاستيلاء على حقوق الغير ، وهناك دائماً قوى ممانعة ومقاومة تعمل على مقاومة تلك المطامع، وتدافع عن الحقوق والثوابت مهما ضحّت في سبيل هذه الحقوق وتلك الثوابت ، ومهما اختلفت أيديولوجياتها ومهما اختلفت أدواتها .إن تاريخ الإنسانية يؤكّد عبر تجاربه أنه كما أن هناك أنصاراً للقوى الغاصبة من الغاصبين أمثالهم للدفاع عن المشروع الغاصب والإمبريالي كمشروع فى حد ذاته أو للحصول على منافع ووجود مصالح مشتركة،هناك دائماً أنصار لمشروع المقاومة ، وكما أن ثمة صغاراً متحالفين مع المشاريع الاستعمارية كما جري في الربيع العربي الزائف وكما تبدّى واضحاً في قطاع واسع ممَن أسموا انفسهم بالمعارضة السورية ، وكانوا في الوقت نفسه يمدّون اليد في خنوع لفضلات إحسان أنظمة ملكية خليجية فاسدة ، ومخابرات غربية تعمل لصالح الكيان الصهيوني . في المقابل كان لمشروع المقاومة أنصاره من الشرفاء الذين أرادوا الإصلاح والتغيير ولكن ليس عبر البوابة الخليجية والأميركية والإسرائيلية ، فاستحق هذا المشروع المقاوم وأنصاره أن ينتصروا على عدوين في آن واحد ،العدو الصهيوني والعدو الداعشي.
ولعلّ من أبرز وأشهر مشاريع المقاومة العربية التي أصلّت قِيَم المقاومة الحقّة وغير المرتبطة بمخطّطات الغرب يأتي المشروع الناصري في زمن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويأتي مشروع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ أسّسها الشهيد القائد فتحي الشقاقي، ثم يأتي – كما سبق وأشرنا_حزب الله كأحد أبرز تلك المقاومات وأكثرها نصوعاً وتأثيراً .هذه النماذج وغيرها ممَن ركّز على استراتيجية المقاومة المسلّحة ولم يناور أو يزاوجها مع السياسة بمعناها المبتذل استحقت أن تنتصر وأن تبقي حية في ضمير أمّتها، ولذلك كرهها أنصار التبعية ومشاريع التسوية في وطننا العربي؛ لماذا ؟لأن مقاومتها كانت صافية وجذرية ومتطهرّة من دنس التسوية البائسة والسلام المدّنس، وطبيعي أن هكذا مقاومة حتماً تخلق لنفسها أعداء ، وهؤلاء هم أعداؤها وسيظلّون كذلك، لأن تلك المقاومة النقية، تعرّيهم وتفضح ألاعيبهم وتناقضاتهم، ولأنها وهذا هو الأهم دائماً تنتصر رغم التضحيات والأثمان. وهل تحرّر فلسطين وتحمي الأوطان، من غير ثمن؟
رفعت سيد أحمد، كاتب ومفكر قومى من مصر