emamian

emamian

رئيس وزراء باكستان يكشف أن ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي طلبا منه التواصل مع الرئيس الإيراني من أجل التهدئة في الخليج.

 

عمران خان: إبن سلمان وترامب طلبا مني التواصل مع روحاني للتهدئة في الخليج

كشف رئيس وزراء باكستان عمران خان أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب طلبا منه التواصل مع الرئيس الإيراني حسن روحاني من أجل التهدئة في الخليج.

وأشار خان إلى أنه يؤدي دور وساطة، رافضاً الكشف عن المزيد.
خان أضاف "قبل إجتماعي مع ترامب أمس الإثنين توقفت في السعودية بسبب هجوم المسيرات على منشآت النفط، وتحدثت مع ولي العهد السعودي، وهو أيضاً طلب مني التحدث إلى الرئيس الإيراني لأنه عرف أنني سأقابله.

وتابع رئيس وزراء باكستان "إبن سلمان طلب مني تهدئة الوضع، وربما الخروج بصفقة جديدة، وبدوري نقلت ذلك ونعم نحن نبذل قصارى جهدنا".

وأكد "هذا أمر مستمر ولا أستطيع كشف المزيد".

الإعلام الباكستاني كشف أن خان غادر إلى نيويورك للمشاركة في الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، السبت الماضي على متن الطائرة الخاصة لولي العهد السعودي.
ونقلت تقارير صحفية باكستانية عن مصادر ذات صلة أن خان الذي كان في زيارة للسعودية، أراد أن يستقل الطائرة التجارية العادية، إلا أن مضيفه ولي العهد السعودي أصرّ على أن تكون الرحلة على طائرته الخاصة. في حين لم يصدر عن أي جهة رسمية تعقيب على هذه الرواية.

وقام رئيس الوزراء الباكستاني بزيارة رسمية للسعودية استمرت يومين، التقى فيها الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، ناقش خلالها خان القضايا السياسية والاقتصادية والاستثمارية.

وبالتزامن، كشفت مصادر مطلعة للميادين عن مبادرة عراقية للوساطة بين الرياض وطهران.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الوساطة العراقية تهدف إلى لقاء يجمع قادة إيران والسعودية في العاصمة العراقية بغداد.

قبل بضعة أيام، نفّذ سلاح الجو المسير التابع لقوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" هجوماً مفاجئاً على عدد من منشآت النفط السعودية ولقد أدّت تلك الهجمات إلى توقف إنتاج السعودية من النفط الخام وتسبّبت أيضاً بإحداث أضرار اقتصادية كبيرة للاقتصاد السعودي وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، بذل المسؤولون السياسيون والعسكريون الأمريكيون والسعوديون الكثير من الجهود وبالاستعانة بوسائل الإعلام التابعة لهم، لإقناع الرأي العام العالمي بأن طهران هي من قامت بشنّ تلك الهجمات على حقلي "بقيق" و"خريص" التابعين لشركة "أرامكو" السعودية.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن النظامين الأمريكي والسعودي صرحا في بداية الأمر أن تلك الطائرات من دون طيار التي ضربت منشآت النفط السعودية انطلقت من العراق ومن ثمّ عادا وصرّحا مجدداً بأن تلك الطائرات انطلقت من الأراضي الإيرانية.

ومع ذلك، أعرب المسؤولون الأمريكيون قبل عدة أيام بأنهم ينتظرون التقرير الرسمي الذي سوف تصدره الحكومة السعودية حول تلك الهجمات، قبل أن تتخذ أي إجراءات، لكن السعودية رفضت الإشارة بشكل مباشر إلى إيران ولم تقم باتهامها بأنها هي التي كانت وراء تلك الهجمات، سواءً على لسان المتحدث العسكري السعودي أم في رسالتها إلى مجلس الأمن.

يذكر أن الرياض دعت في رسالتها لمجلس الأمن، الخبراء الدوليين إلى المشاركة في التحقيق في تلك الهجمات، زاعمةً أن "جميع الدلائل تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة في الهجوم على شركة أرامكو كانت إيرانية الصُنع".

 

السعودية.. من التخفي وراء ستائر المظلوم إلى الأمل في نشوب نزاع عسكري إيراني أمريكي

لقد عانى السعوديون بلا شك من الضربة القاسية التي نفّذتها مقاتلات الجو المسيرة التابعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، وذلك لأنهم لم يتخيلوا أبداً أن ذلك الهجوم سوف يتسبّب في حدوث ضرر كبير لصادراتهم من النفط.

ولتفادي هذه الصدمة، أعلن عدد من المسؤولين السعوديين بعد الهجوم، بأنه تمت السيطرة على الحادث في اللحظات الأولى وأن المهندسين تمكّنوا من إعادة عجلة العمل في تلك الحقول النفطية إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الهجوم.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن القلق المتزايد للاقتصادات الرئيسة في العالم، وخاصة الدول الغربية، بشأن ارتفاع أسعار النفط وعجز السعودية عن الوفاء بالتزاماتها النفطية تجاه عملائها، دفع الرياض إلى توجيه أصابع الاتهام ولو بشكل خجول نحو إيران وذلك من أجل تخفيف العواقب السياسية لفشلها في حماية مصالحها النفطية وإخفاء ضعفها العسكري الكبير على الرغم من امتلاكها أسلحة متطورة وإنفاقها العسكري الكبير بالإضافة إلى عجزها في اليمن.

في الواقع، يقول الآن المسؤولون الإعلاميون والسياسيون في السعودية والدول المتحالفة معها: إن الجيش اليمني واللجان الشعبية "أنصار الله" لا يستطيعان التخطيط لهجوم دقيق ومحسوب بهذا الحجم المدمّر، وأن هناك قوة عسكرية كبيرة هي التي قامت بتلك الهجمات ولكن جميع هذه الادعاءات لم تكن تملك أي أدلة موثّقة، سوى أنها قالت بأن الجيش اليمني واللجان الشعبية يفتقرون إلى التكنولوجيا العسكرية اللازمة لتنفيذ مثل هذا الهجوم.

ووفقاً لعدد من المحللين السياسيين، فإنه إذا أكدت السعودية على مثل هذا الادعاء الأمريكي، فسيكون هذا بمثابة إعلان حرب على طهران وسوف يصبح من الضروري على الرياض الرد على هذا الهجوم، لكن التطورات في المنطقة ليست في مصلحة السعودية ولا يمكن للسعوديين الدخول في صراع آخر في المنطقة.

ويعتقد المحللون السياسيون أن تلك الهجمات أثبتت بأن القدرة العسكرية السعودية في اليمن ضعيفة، وأثبتت أيضاً بأن الرياض وحلفاءها فشلوا في حربهم العبثية التي شنّوها قبل خمس سنوات على أبناء الشعب اليمني المظلوم على الرغم من امتلاكهم أسلحة متطوّرة، وفشلوا أيضاً في تحقيق انتصارات على أرض الواقع ولهذا فإنهم اليوم لا يريدون الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران. ولقد أقرّ المسؤولون السعوديون أيضاً خلال الفترة الماضية بعدم قدرتهم على الرد عسكرياً على إيران، وكما قال المجلس الاستشاري السعودي في بيان أصدره يوم الاثنين الماضي، بأن الهجوم على منشآت النفط السعودية يعتبر هجوماً على موارد الطاقة العالمية ودعا الدول الصديقة إلى الرد على هذه الهجمات التي تسبّبت بأضرار جسيمة على شركة "أرامكو" السعودية.

 

أمريكا والمخاطر الكبرى لهجومها على إيران

لقد كانت الهجمات على المنشآت النفطية السعودية بمثابة تحدٍ كبيرٍ للمصالح الأمريكية وذلك لأن أمريكا التزمت خلال السنوات الماضية بتأمين تدفق النفط من المنطقة، وخاصة السعودية، إلى الأسواق العالمية، ولهذا فلقد نشرت الكثير من معداتها وسفنها العسكرية في الخليج الفارسي وتحت هذه الذريعة، تمكّنت واشنطن بشكل كبير من بيع الكثير من الأسلحة وعقد العديد من الصفقات التجارية والنفطية مع الدول العربية في المنطقة.

يذكر أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أجبر العديد من الدول العربية وخاصة السعودية، خلال السنوات القليلة الماضية على دفع الكثير من الأموال للحكومة الأمريكية ولكن فشل البيت الأبيض حتى الآن في دعم الأمن السعودي، سوف يؤدي إلى حدوث شرخ في العلاقات بين واشنطن والدول العربية الخليجية وسوف تقلّ ثقة هذه الدول بالقادة الأمريكيين.

ومن ناحية أخرى، تعلم أمريكا أن القدرة العسكرية الإيرانية الرادعة تتنامى يوماً بعد يوم، وأن محاولات ولي العهد السعودي لجرّ أقدام واشنطن للدخول في حرب مع طهران، سينعكس سلباً على المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة وسوف يتسبّب في نهاية المطاف بنهاية مستقبل "ترامب" السياسي، ولهذا فإن الرئيس الأمريكي اختار فرض عقوبات جديدة على طهران بدلاً من الدخول في حرب قد تحرق الأخضر واليابس

المصدر.الوقت

نانسي بيلوسي، قالت في كلمة متلفزة إن "ترامب اتصل بدولة أجنبية من أجل التدخل في شؤون بلدنا وهذا خرق للقانون"..

واشنطن/ الأناضول

أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، الثلاثاء، بدء إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه رسميًا.

جاء ذلك في كلمة لـ"بيلوسي" بعد اجتماع مع نواب ديمقراطيين لبحث قرار بدء التحقيق مع ترامب على خلفية اتصاله بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أجل حث الأخير على فتح تحقيق بشأن عائلة منافسه الديمقراطي في رئاسيات 2020 "جو بايدن".

ويزعم ديمقراطيون أن ترامب مارس ضغوطا على "زيلينسكي" في اتصال هاتفي، للتحقيق في أعمال يديرها نجل "بايدن" في أوكرانيا.

ويعد بايدن أحد المرشحين الديمقراطيين الأوفر حظا لمنافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.

وقالت بيلوسي في كلمة متلفزة "أعلن اليوم أن مجلس النواب سيمضي قدما في تحقيق رسمي مع ترامب، يجب محاسبة الرئيس، ولا يوجد أحد فوق القانون".

وأضافت أن "ترامب اتصل بدولة أجنبية من أجل التدخل في شؤون بلدنا وهذا خرق للقانون".

وقبل كلمة "بيلوسي"، جدد "ترامب" نفيه حث الرئيس الأوكراني على فتح تحقيق بشأن نجل بايدن.

غيّر أنه في المقابل أقر بذكره بايدن ونجله الذي عمل مع مجموعة أوكرانية لإنتاج الغاز اعتبارا من 2014، في اتصال هاتفي مع زيلينسكي خلال صيف 2019.

وحتى الساعة 21:35 تغ، لم تصدر السلطات الأوكرانية أي تعليق على هذا الأمر.

الإعلام الرسالي هو الجهر بالقيم التي يدعو إليها الوحي . ولعل الكلمة المرادفة له في المنطق الإسلامي الأذان . وإذا كانت الدعوة إلى اللـه هي الركيزة الأولى لرسالات اللـه ، فإن الإعلام جانب أساسي منها .
ولقد كانت واقعة الطف الرهيبة الفجيعة واحدةً من أعظم الإثارات الإعلامية . أولم يقل السبط الشهيد أنا قتيل العبرة ؟. أولم يتواتر عن أئمة أهل البيت (ع) فضلُ البكاء على الحسين (ع) وزيارة قبره ، والدعاء تحت قبته ؟.
وهذا الدور الإعلامي الذي كان الهدف من استشهاد الإمام الحسين (ع) اضطلع به الإمام زين العابدين (ع) ، ومعه البقية العائدة من كربلاء ، وبالذات عقيلة الهاشميين زينب الكبرى (ع) .
وبقي الإمام (ع) خمساً وثلاثين سنة قائماً بهذا الدور حتى رسَّخ في ضمير الأمة قواعدَ الإعلام الحسيني المبارك على النحو التالي :
ألف : كان أول وأعظم هدف لوسائل الإعلام الحسيني ، إظهار الجانب المأساوي لواقعة الطف ، لتبقى راسخة في ضمير الأجيال المتصاعدة ، ولتكون شعلة متقدة في أفئدة المؤمنين ، تستثير فيهم حوافز الخير والفضيلة ، وتدعوهم إلى الإجتهاد والإيثار ، وليقولوا على مدى العصور : يا ليتنا كنَّا معك فنفوز فوزاً عظيماً ، وليكونوا أبداً جنود الحق المتفانين في سبيل اللـه لكي لا تتكرر فاجعة الطف مرة أخرى ؛ أو ليكونوا . إذا وقعت مشاركين فيها بسهم واق ، ومدافعين عن الحق بكل قواهم .
ومن هنا نجد الإمام زين العابدين (ع) واحداً من البكَّائين الخمسة في عداد آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد عليهم جميعاً صلوات اللـه وسلامه .
لقد بقي باكياً بعد واقعة الطف ثلاثاً وثلاثين عاماً ، ما وُضع أمامه طعام إلاّ وخنقته العبرة وقال : لقد قتل ابن بنت رسول اللـه جائعاً ، فإذا جيء إليه بشراب انهالت دموعه فيه وقال : لقد قتل ابن بنت رسول اللـه عطشاناً . وإذا مرّ على جزّار استوقفه وسأله : هل سقى الشاة ماءً ، ثم طفق يبكي ويقول : لقد قتلوا سبط رسول اللـه ظامئاً على شط الفرات .
وقد ضج لبكائه مواليه وأهل بيته . قال له أحد مواليه مرة : جُعلت فداك يابن رسول اللـه ، إني أخاف أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو حزني إلى اللـه ، وأعلم من اللـه مالا تعلمون . إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خنقتني العبرة [40] .
باء : ولم يكن البُكاء الرسالة الوحيدة التي حملها الإمام زين العابدين (ع) إلى التاريخ ، فقد كانت رسالة الكلمة الثائرة هي المشكاة الصافية التي تشع من خلالها رسالة الكلمة . فمنذ الأيام الأولى لملحمة كربلاء عملت كلماتُ آل البيت (ع) وفي طليعتهم الإمام السجاد والصديقة زينب الكبرى (ع) في هدم جدار الصمت والتردد والخوف ، في الكوفة ، وفي الشام ، ثم في المدينة المنورة .
وحينما فرّق عامل يزيد الأشدق أهل البيت في البلاد الإسلامية خشية انتفاضة أهل المدينة حسب بعض الروايات التاريخية ، رُفِعَ لظُلامة الحسين (ع) في كل حاضرة منبر وجهاز إعلامي مقتدر .
ومن أشهر خطب الإمام (ع) تلك الرائعة التي أوردها في مسجد الشام ، والتي تحتوي على منهاج المبنر الحسيني الذي لو اتَّبعناه ، لكان أبلغ أثراً وأنفذ في أفئدة الناس . وها نحن نتدبر في مفردات هذا المنهج قبل أن نستوحي معاً نص الخطاب :
ألف : حدد الإمام أهداف المنبر إذ قال للخاطب الذي سبقه إلى المنبر : اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ، فتبوَّأ مقعدك من النار .. وتوجه إلى يزيد وقال له : أتأذن أن أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلام فيه لله رضاً ولهؤلاء الجلساء نفع وثواب .
إذاً لابد أن تكون توجيهات الخطيب خالصة لوجه اللـه ، وأن يبحث عما يرضي اللـه ، حتى ولو أسخط الطغاة ، وأن ينطق بما ينفع الناس لا بما يضرهم .
باء : ثم بدأ الحديث بذكر اللـه سبحانه ، وحذَّر الناس عقابه ، وذكَّرهم بالموت والفناء ، ولا أبلغ من الموت موعظة ولا من الفناء رادعاً .
وجاء في بعض الروايات أن الناس قد أجهشوا بالبكاء عندما أكمل الإمام (ع) حديثه عن الآخرة ، مما جعل قلوبهم خاشعة تستقبل ما بيَّنه بعدئذ من البصائر السياسية .
جيم : وبيَّن الإمام (ع) خطه السياسي الأبلج الذي ينتهي إلى سيد المرسلين محمد وأهل بيته المعصومين ( صلَّى اللـه عليه وعليهم اجمعين ) ، وأسهب في بيان صفاتهم التي هي المثل الأعلى في اليقين والإستقامة والجهاد .
دال : وأشهر الإمام (ع) ظُلامة السبط الشهيد ، وحملها راية حمراء تدعو الضمائر الحرة إلى الجهاد من أجل اللـه وفي سبيل نصرة المظلومين .. وهذه هي أشد محاور المنبر الحسيني : إثارةً للعواطف وتهييجا لكوامن الحزن والأسى .
هاء : وبعد أن أمر يزيد بأن يقطع عليه المؤذن حديثه لم يترك الإمام (ع) المنبر كما كان معهوداً ، وإنما استوقفه عند الشهادة الثانية وحمّل يزيد مسؤولية قتل والده ، مما يعني - في لغة العصر - وضع النقاط على الحروف . فلا يكفي للخطيب الحسيني أن يشير من بعيد إلى الحقائق السياسية ، بل لابد أن يصرّح بها بوضوح حتى يتبصر الناس وتتم الحجة عليهم .
وهكذا استطاع الإمام السجاد (ع) عبر هذا المنهاج الرائع أن يزلزل عرش يزيد زلزالاً حتى تنصَّل من جريمته النكراء ، وتوجه إلى الجماهير الغاضبة التي كادت تبتلعه قائلاً : أيها الناس ، أتظنون أني قتلت الحسين ، فلعن اللـه مَن قتله عبيد اللـه بن زياد عاملي بالبصرة [41] .
اما خطاب الإمام (ع) الذي ينبغي أن يُتخذ مثلاً للخطَب الحسينية ، فهو التالي :
أيها الناس أحذركم الدنيا وما فيها ، فإنها دار زوال ، قد أفنت القرون الماضية ، وهم كانوا أكثر منكم مالاً ، وأطول أعماراً . وقد أكل التراب جسومهم ، وغيَّر أحوالهم . أفتطمعون بعدهم ، هيهات هيهات ، فلابد من اللحوق والملتقى . فتدبَّروا ما مضى من عمركم وما بقي ، فافعلوا فيه ما سوف يلتقي عليكم بالأعمال الصالحة قبل انقضاء الأجل وفروغ الأمل ، فعن قريب تؤخذون من القصور إلى القبور ، وبأفعالكم تحاسبون . فكم - واللـه - من فاجرٍ قد استكملت عليه الحسرات ، وكم من عزيز قد وقع في مهالك الهلكات ، حيث لا ينفع الندم ، ولا يُفات من ظَلم .. ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربُّك أحداً [42] .
قالوا : فضج الناس بالبكاء لبالغ أثر مواعظه في أنفسهم ثم قال :
أيها الناس ، أُعطينا ستّاً وفُضِّلنا بسبع :
أُعطينا العلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين .
وفُضِّلنا بأن منَّا النبيَّ المختار محمداً ، ومنّا الصدّيق ، ومنّا الطيار ، ومنّا أسد اللـه وأسد رسوله ، ومنّا سبطا هذه الأمة .
مَن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي .
أيها الناس ! أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن مَن حَمل الرُّكن بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حجَّ ولبَّى ، أنا ابن من حُمل على الْبُراق في الهواء ، أنا ابن من أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلَّى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمد المصطفى ، أنا ابن علي المرتضى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا : لا إله إلا اللـه .
أنا ابن مَن ضرب بين يدي رسول اللـه بسيفَين ، وطعن برمحَين ، وهاجر الهجرتَين ، وبايع البيعَتين وقاتل ببدر وحنَين ، ولم يكفر باللـه طرفة عَين .
أنا ابن صالح المؤمنين ، ووارث النبيين ، وقامع الملحدين ، ويعسوب المسلمين ، ونور المجاهدين وزين العابدين ، وتاج البكائين ، وأصبر الصابرين ، وافضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين . أنا ابن المؤيد بجبرئيل ، المنصور بميكائيل ، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين ، وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين ، المجاهد أعداءه الناصبين ، وأفخر من مشى من قريش أجمعين ، وأول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين ، وأول السابقين ، وقاصم المعتدين ، ومبيد المشركين ، وسهم من مرامي اللـه على المنافقين ، ولسان حكمة العابدين ، وناصر دين اللـه ، وولي أمر اللـه ، وبستان حكمة اللـه ، وعيبة علمه .
سمحٌ ، سخيٌّ ، بهيٌّ ، بهلولٌ ، زكيٌّ ، أبطحيٌّ ، رضيٌّ ، مقدامٌ ، همامٌ ، صابرٌ ، صوام ، مهذبٌ ، قوامٌ ، قاطعُ الأصلاب ، ومفرقُ الأحزاب ، أربطهم عناناً ، وأثبتهم جَناناً ، وأمضاهم عزيمة ، وأشدهم شكيمة ، أسد باسل ، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنَّة وقربت الأعنَّة طحن الرحا ، ويذروهم فيها ذرو الريـح الهشيم ، ليث الحجاز ، وكبش العراق ، مكيٌّ مدنيٌّ خيفيٌّ عقبيٌّ بدريٌّ أحديُّ شجريٌّ مهاجريٌّ . من العرب سيدها ، ومن الوغى ليثها ، وارث المشعَرين وأبو السبطَين : الحسن والحسين ، ذاك جدي علي بن أبي طالب .
ثم قال : أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيدة النساء ...
فلم يزل يقول : أنا أنا ، حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب ، وخشي يزيد ( لعنه اللـه ) أن يكون فتنة ، فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام . فلما قال المؤذن : اللـه أكبر قال علي : لا شيء أكبر من اللـه ، فلما قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللـه ، قال علي بن الحسين : شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ، فلما قال المؤذن : اشهد أن محمداً رسول اللـه ، التفت من فوق المنبر إلى يزيد فقال : محمد هذا جدِّي أم جدُّك يا يزيد ؟. فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت ، وإن زعمت أنه جدي فَلِمَ قتلتَ عِترَته ؟ قال : وفرغ المؤذن من الأذان والإقامة وتقدم يزيد فصلَّى صلاة الظهر [43] .


الدعاء مدرسة ومنبر

لقد بعث اللـه تعالى إلينا رسالته ، ترى كيف نستجيب له . ونرد إلى ربِّنا الرحمن التحية ؟.
نردُّها بالدعاء . فإنه منهج حديث العبد مع ربِّه عزَّ وجلَّ ، كما أن الوحي ذروة حديث الرب مع عباده .
والدعاء مخ العبادة ، ولباب التواصل ، وجوهر الصلاة . وكل دعاء حميد إلاّ أن اللـه تعالى أنعم علينا بأن هدانا لتعلم أدعية أوليائه ، وبما أورثنا من أدعية النبيِّ وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام . ويبدو أنها جميعاً أدعية تَوارثها عباد اللـه من الأنبياء ، ومن ثم من الوحي الإلهي ؛ أولا أقل هي تجليِّات الوحي على أفئدة الهداة من عباد اللـه المقرَّبين ، وانعكاسٌ لمعارف الوحي على قلوبهم الزكية وألسنتهم الصادقة .
فالأدعية المأثورة - إذاً - هي الوجه الآخر للوحي ، وهي ظلاله الوارفة ، وأشعته المنيرة ، وتفسيراته وتأويلاته .
وهكذا كانت الأدعية كنوز المعارف الربانية ، وتلاد الحكم التي لاتنفذ ، وفي طليعتها أدعية الصحيفة السجادية التي جمعت من كلمات الإمام زين العابدين (ع) .
فإلى ماذا كان يهدف الإمام من تلك الأدعية ؟. لا ريب أنها كانت شعاعاً من قلبه المنير بالإيمان ، وفيضاً من فؤاده المتقد بحب اللـه ، وكانت كلماتُها تتزاحم على شفاه رجل كاد يذوب في هيام ربِّهِ ، ولم تكن تَكَلُّفاً منه .
بلـــى ، قد حققت أهدافاً عديدة أبرزها تعليم عباد اللـه كيف يدعون ربَّهم العظيم ، وكيف يتضرعون إليـــه ، ويتحببون إليه ، ويلتمسون رضاه . ويتوافون على أسمائه الحسنى .. وكيف يطلبون منـه حوائجهــــم ، وماذا يطلبون ؟.
وهذا الهدف الرباني تفرّع بدوره إلى عدة أمور حياتية يذكرها المؤرخون عادةً عند بيان حكمة الصحيفة السجادية ، ونحن نشير إليها باختصار شديد .
أ : أن الضغوط كانت بالغة الشدة في عهد الإمام السجَّاد (ع) إلى درجة أن عقيلة الهاشميين زينب الكبرى (ع) أصبحت لفترة ، وسيطة في شؤون الإمامة بين الإمام والمؤمنين . وفي مثل تلك الظروف العصيبة كان من الطبيعي أن يبث الإمام بصائر الوحي وقيم الرسالة عبر الأدعية التي مشت في الأمة ولا تزال كما يمشي الشذى عند نسيم عليل !!
ب - والإمام كثائر رباني لم يدع معارضة الطواغيت والوقوف بوجه الفساد الذي أوجدوه بسبب الظروف الصعبة ، بل عارضهم بالأدعية التي لم تستطع أجهزة النظام برغم قوتها صد الإمام عنها .
وهكذا أتم اللـه سبحانه الحجة علينا ، كي لاندع الوقوف بوجه الطغاة بأية وسيلةٍ ممكنة ، حتى في أشد العصور إرهاباً وقمعاً .
ج : وكانت الأدعية - إلى ذلك - وسيلة تربية الناس على التقوى والفضيلة والإيثار والجهاد وذلك بما تضمنت من مفاهيم متسامية ، ومواعظ ربانية ، فكان النخبة من أبناء الأمة يتغذون عليها كما يتغذى النبات الزاكي من أشعة الشمس . فإن حركات المعارضة تحتاج إلى زخم ثوري يدفع أبناءها قُدُماً في طريق المعارضة كالنشرات السرية والجلسات الخاصة ، والشعارات والبيانات ، فإن تلك الصحف المطهرة كانت غذاءً رساليّاً لتلك النخبة المؤمنة في مواجهة النظام الأموي .
ولا تزال أدعية الإمام (ع) التي جمعت في الصحيفة السجادية ، لاتزال هذه الأدعية ذلك الزخم الإيماني الذي يوفر لنا الروح الإيمانية في الأيام العصيبة . ولا أظن - بعد القرآن - أنَّ كتاباً يكون تسلية لفؤاد المحرومين ، وثورة في دماء المستضعفين ، ونوراً في افئدة المجاهدين وهدى على طريق الثائرين كالصحيفــــة السجاديـة ، فسلام اللـه على تلك النفس الزكية التي فاضت بها ، وسلام اللـه على من تبتـَّل بها مع كل صباح ومساء .

الشعر منبر سيَّار

تناغم الحياة ينعكس في ضمير الإنسان بحبك أوزان الشعر ومعانيه البديعة . وكانت العرب في الجاهلية وفي العصور الإسلامية الأولى ، بالغة الإهتمام بالشعر . وقد مدح ربُّنا سبحانه في سورة الشعراء أولئك المؤمنين منهم الذين ينتصرون للمظلوم . وقد اهتم أئمة الهدى (ع) بالشعر كمنبر سيار يمشي بين الناس بانسياب . كما أن الطغاة بدورهم استخدموا الشعراء مطية لإعلامهم المضلَّل . وقد قيل إن الإمام زين العابدين (ع) نظم الشعر . واشهر ما ينقل عنه تلك الرائعة التي يقول فيها :

نحن بنو المصطفى ذوو غصص يجرعها في الأنام كاظمنا***عظيمة في الأنام محنتنا أولنا مبتلى و آخرنا
يفـــرح هذا الورى بعيدهمُ و نحن أعيادنا مآتمنا***و الناس في الأمن و السرور،و ما يأمن طول الزمان خائفنا
و ما خصصنا به من الشرف الطا ئل بين الأنام آفتنا***يُحْكم فينا ، و الحكم فيه لنا جاحدُنا حقَّنا و غاضبنا [44]

ونسب إليه ابن شهر اشوب في المناقب قوله :

لكم ما تدَّعون بغير حَقٍّ إذا مِيز الصحاحُ من الْمـِراضِ***عرفتمْ حقَّنا فجحدتمونا كما عرف السواد من البياضِ
كتابُ الله شاهدُنا عليكم وقاضينا الإله ، فنعم قاض [45]

أما تأييده للشعراء المدافعين عن الحق ، فنعرفه من خلال قصة مع الفرزدق الذي كان محسوباً على بلاط الأمويين ، إلاّ أنه كان ينتمي تاريخيّاً إلى البيت العلوي . فلما وجد فرصة فاضت قريحته بالرائعة المعروفة . فلما غضب عليه هشام بن عبد الملك والسلطة الأموية واعتقل ، بادر الإمام بجائزته . وبقي إلى آخر حياته يعيش في ظل الإمامة الإسلامية حسبما يذكر بعض المؤرخين .
أما رائعته وقصتها . فهي التالية :
رواها السبكي في طبقات الشافعية بسند متصل إلى ابن عائشة عبد اللـه بن محمد عن أبيه ، قال : حج هشام بن عبد الملك فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه ، فنُصب له منبرٌ وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام ، إذ أقبل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وكـــان من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً ، فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحَّى له الناس حتى يستلمــه ، فقال رجل من أهل الشام مَن هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة ؟. فقال : هشام لا أعرفه ، مخافة أن يرغب فيه أهل الشام . وكان الفرزدق حاضراً فقال الفرزدق : ولكني أعرفه. قال الشامي : من هو يا أبا فراس ؟. فقال الفرزدق ( وقد توافقت روايتا سبط ابن الجوزي والسبكي إلاّ في أبيات يسيرة ، وهذا ما ذكراه ) :

هذاالذي تَعرف البطحاءُ وطأتهُ والبيت يعرفه والْحِلُّ والحَرمُ***هذا ابنُ خير عبادِالله كُلِّهمُ هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلَمُ
يكادُ يَمْسِكُه عِرفانُ راحَته ركنُ الحطيم إذا ما جاءَ يَستلمُ***إذا رأتْهُ قريشٌ قالَ قائِلُها إلى مَكارمِ هذا يَنتهي الكــرَمُ
إنْ عُدَّ أهلَ التُّقى كانواذوي عددٍ أو قيل مَن خيرُ أهلِ الأرضِ قيلَ هُمُ***هذاابنُ فاطمةٍ إن كنتَ جاهلَهُ بِجَدِّه أنبياءُ الله قدخُتِموا
وليـسَ قولُك مَنْ هذا بِضائِرهِ أَلْعرْبُ تَعرف مَن أنكرتَ والعجَمُ***يُغضي حَياءً ويُغْضمِنْ مَهابَتِهِ فَمَا يُكلَّمُ إلاّ حينَ يَبتسمُ
يُنْمَى إلى ذروةِ العزِّ التي قَصُرَتْ عنهاالأكفُّ وعن إدراكِهاالقدَمُ***من جدَّه دان فضل الأنبياءلهوفضل أمته دانت له الأممُ
ينشقُّ نورُ الهدى عن صَبْحِ غُرَّتِهِ كالشمس تَنْجابُ عن إِشرافِها الظُّلَمُ***مشتقَّةٌ من رسولِ اللـه نبعتُه طابتْ عناصرُه والْخيمُ والشِّيَمُ
الله شرَّفَهُ قِدْماً وفضَّله جرى بذاك له في لوحِهِ القلَمُ***كِلتا يَديهِ غيـاثُ عمَّ نفعُهما يَستوكَفانِ ولا يَعروهما العدَمُ
سهلُ الخليقةِ لا تُخشى بوادرهُ يَزينه اثنانِ حُسْنُ الْخُلقِ والكرَمُ***حمّالُ أثقالِ أقوامٍ إذا فُدِحوا رحبُ الفِناء،أريبٌ حين يَعتزمُ
ما قال : لا ، قطُّ إلاّ في تشهّدهِ لولا التشهدُ كانتْ لاؤه نَعَمُ
عَمَّ البريةَ بالإحسان فانقشعتْ عنه الغيابةُ لا هلقٌ ولا كَهَمُ***مِنْ مَعشرٍ حبُّهمْ ديٌ ، وبُغضُهُمُ كفرٌ ، وقربهمُ ملجاً ومُعْتَصَمُ
لا يَستطيـع جوادٌ بَعْدَ غايتِهم ولا يُدانيهمُ قومٌ وإن كَرُمُوا ***همُ الْغُيـوثُ إذا ما أزمةٌ أزمتْ والأسْدُ أُسدُالشرىوالرأي ُحْتدِمُ
لايُنقص العسرُبَسْطاًمن أَكُفِّهم سِيَّانِ ذلك إن أَثْرَوْاوإنْ عُدِمُوا***يَستدفع السوءُ والبلوى بحُبِّهـِمْ ويُستربُّ به الإحسانُ والنّعَمُ
مَقّدَّمٌ بعدَذِكَرِالله ذِكْرُهُمُ في كلِّ بَدْءٍ،ومَختومٌ بِهِ الْكَلِمُ***يَأبَى لهمْ أن يَحُلَّ الذمُّ ساحتَهم خيمٌ كريمٌ،وأيدٍ بالنَّدى هُضُمُ
أيُّ الخلائــقِ ليستْ في رقابهمُ لأَوَّلِيَّةِ هَذا أولهُ نَعَمُ***مَن يَعُـرِفِ الله يَعْرِفْ أَوَّلِيَّة ذا أَلدِّيْنَ مِنْ بَيْتِ هَذا نَالَهُ الأُمَمُ
هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة ، فبعث إليه علي بألف دينار فردها وقال : إنما قلت ما قلت غضباً لله ولرسوله ، فما آخذ عليه أجراً . فقال علي : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما أعطينا ، فقبلها الفرزدق وهجا هشاماً فقال :

أَيحسبنـي بيـن المدينةوالتي إليها قلوبُ الناس يَهوي مُنِيبُها***يًقَلِّـبُ رأساً لم يكن رأسَ سَيْدٍوعَيناً له حولاءَبادٍ عُيـوبُها

فأُخبر هشامُ بذلك فأطلقه . ولكنه قطع راتبه من الديوان ، وكان ألف دينار سنويّاً ، فاشتكى إلى الإمام فأعطاه أربعين ألف دينار وقال له : لو كنت تحتاج إلى أكثر لأعطيتك . فعاش الفرزدق أربعين عاماً ثم مات رحمه اللـه تعالى .

 

______________________


([43]) ناسخ التواريخ : ( ج 2 في حياة الإمام زين العابدين ص 241 ) .
([44]) بحار الأنوار : ( ج 45 ، ص 138 - 139 ) .
([45]) في رحاب أهل البيت : ( ج 3 ، ص 249 ) . 

الأربعاء, 25 أيلول/سبتمبر 2019 07:52

تنزيه موسی (علیه السلام) عن العصيان بالقتل

نص الشبهة:
فإن قيل: فما الوجه في قتل موسى عليه السلام للقبطي وليس يخلو من أن يكون مستحقا للقتل أو غير مستحق، فإن كان مستحقا فلا معنى لندمه (علیه السلام)، وقوله:﴿ ... هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ... ﴾ وقوله:﴿ ... رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ... ﴾ ، وإن كان غير مستحق فهو عاص في قتله، وما بنا حاجة إلى أن نقول إن القتل لا يكون صغيرة لأنكم تنفون الصغير والكبير من المعاصي عنهم عليهم السلام.

الجواب:
قلنا مما يجاب به عن هذا السؤال إن موسى عليه السلام لم يعتمد القتل ولا أراده، وإنما اجتاز فاستغاث به رجل من شيعته على رجل من عدوه بغى عليه وظلمه وقصد إلى قتله، فأراد موسى (علیه السلام) أن يخلصه من يده ويدفع عنه مكروهه، فأدى ذلك إلى القتل من غير قصد إليه، فكل ألم يقع على سبيل المدافعة للظالم من غير أن يكون مقصودا فهو حسن غير قبيح ولا يستحق عليه العوض به، ولا فرق بين أن تكون المدافعة من الإنسان عن نفسه، وبين أن يكون عن غيره في هذا الباب والشرط في الأمرين أن يكون الضرر غير مقصود، وأن يكون القصد كله إلى دفع المكروه والمنع من وقوع الضرر. فإن أدى ذلك إلى ضرر فهو غير قبيح.
ومن العجب، أن أبا علي الجبائي ذكر هذا الوجه في تفسيره، ثم نسب مع ذلك موسى (علیه السلام) إلى أنه فعل معصية صغيرة، ونسب معصيته إلى الشيطان. وقد قال في قوله ﴿ ... رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ... ﴾ (1) أي في هذا الفعل الذي لم تأمرني به، وندم على ذلك وتاب إلى الله منه، فيا ليت شعري، ما الذي فعل بما لم يؤمر به، وهو إنما دافع الظالم ومانعه، ووقعت الوكزة منه على وجه الممانعة من غير قصد.
ولا شبهة في أن الله تعالى أمره بدفع الظلم عن المظلوم، فكيف فعل ما لم يؤمر به، وكيف يتوب من فعل الواجب؟ وإذا كان يريد أن ينسب المعصية إليه فما الحاجة به إلى ذكر المدافعة والممانعة، وله أن يجعل الوكزة مقصودة على وجه تكون المعصية به صغيرة.
فإن قيل: أليس لا بد أن يكون قاصدا إلى الوكزة وإن لم يكن مريدا بها إتلاف النفس؟.
قلنا: ليس يجب ما ظننته، وكيف يجعل الوكزة مقصودة، وقد بينا الكلام علي أن القصد كان إلى التخليص والمدافعة، ومن كان إنما يريد المدافعة لا يجوز أن يقصد إلى شئ من الضرر، وإنما وقعت الوكزة وهو لا يريدها، إنما أراد التخليص، فأدى ذلك إلى الوكزة والقتل.
ووجه آخر: وهو أن الله تعالى كان عرف موسى عليه السلام استحقاق القبطي للقتل بكفره، وندبه إلى تأخير قتله إلى حال التمكن، فلما رأى موسى (ع) منه الإقدام على رجل من شيعته تعمد قتله تاركا لما ندب إليه من تأخير قتله. فأما قوله: ﴿ ... هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ... ﴾ (2)  ففيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد أن تزيين قتلي له وتركي لما ندبت إليه من تأخيره وتفويتي ما استحقه عليه من الثواب من عمل الشيطان.
والوجه الآخر: أنه يريد أن عمل المقتول من عمل الشيطان، مفصحا بذلك عن خلافه لله تعالى واستحقاقه للقتل.
وأما قوله ﴿ ... رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ... ﴾ 1، فعلى معنى قول آدم عليه السلام ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ (3) والمعنى أحد وجهين: إما على سبيل الانقطاع والرجوع إلى الله تعالى والاعتراف بالتقصير عن حقوق نعمه وإن لم يكن هناك ذنب، أو من حيث حرم نفسه الثواب المستحق بفعل الندب. وأما قوله ﴿ ... فَاغْفِرْ لِي ... ﴾ 1 فإنما أراد به: فاقبل مني هذه القربة والطاعة والانقطاع.
ألا ترى أن قبول الاستغفار والتوبة يسمى غفرانا؟ وإذا شارك هذا القبول غيره في معنى استحقاق الثواب والمدح به جاز أن يسمى بذلك، ثم يقال لم ذهب إلى أن القتل منه (علیه السلام) كان صغيرة، ليس يخلو من أن يكون قتله متعمدا وهو مستحق للقتل، وقتله عمدا وهو غير مستحق، أو قتله خطأ، وهو مستحق.
والقسم الأول يقتضي أن لا يكون عاصيا جملة والثاني لا يجوز مثله على النبي (علیه السلام)، لأن قتل النفس عمدا بغير استحقاق لو جاز أن يكون صغيرة على بعض الوجوه جاز ذلك في الزنا وعظائم الذنوب، فإن ذكروا في الزنا وما أشبهه التنفير، فهو في القتل أعظم. وإن كان قتله خطأ غير عمد وهو مستحق أو غير مستحق، ففعله خارج من باب القبيح جملة. فما الحاجة إلى ذكر الصغيرة؟ (4).

المصادر :
1. a. b. c. القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 16، الصفحة: 387.
2. القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 15، الصفحة: 387.
3. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 23، الصفحة: 153.
4. تنزيه الأنبياء عليهم السلام للسيد مرتضى علم الهدى، دار الأضواء: 100 ـ 102.

المصدر : مركز الاشعاع الاسلامي

الرئيس الإيراني يعلن أن الخطوة الإيرانية الثالثة بشأن تخفيض الالتزامات النووية ستبدأ يوم الجمعة المقبل، ويشير إلى أن الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ستنفذ ما يلزم في مجال الأبحاث وتطوير التقنية النووية، وذلك بعد استبعاده التوصل إلى اتفاق قريباً مع الاتحاد الأوروبي.

 

روحاني يمهل الاتحاد الأوروبي شهرين كحد أقصى لانقاذ الاتفاق النووي

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني مساء الأربعاء أن الخطوة الإيرانية الثالثة ستنطلق بدءاً من يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ستنفذ ما يلزم في مجال الأبحاث وتطوير التقنية النووية.

وقال روحاني إن إجراءات ايران ستكون ضمن إطار قرارات المنظمة الدولية للطاقة الذرية. وأشار إلى أن لدى الأوروبيين مهلة الـ60 يوماً، مؤكداً "عندما يعودون لالتزاماتهم نعود إلى التزاماتنا أيضاً".

وأضاف أن الخطوة المقبلة لإيران في برنامجها النووي تشمل تطوير أجهزة الطرد المركزي.

وكان روحاني قد استبعد التوصل إلى اتفاق قريباً مع الاتحاد الأوروبي بشأن الحفاظ على الاتفاق النووي.

وقال إن "إيران ستعلن خطوة ثالثة مهمة جداً في مضمونها الذي سيجري الكشف عنه اليوم أو غداً".

وأضاف أن "طهران ستمهل أوروبا شهرين كحد أقصى لإنقاذ الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن بلاده تفاوض فرنسا كممثل للاتحاد الأوروبي في إطار زمني لخمسة أشهر.

روحاني أعلن في وقت سابق أن بلاده لم تتخذ قراراً بالتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، وأكد أنه "في حال التزام أوروبا بجزء من تعهداتها فمن الممكن أن تعيد إيران النظر بتخفيض التزاماتها".

الرئيس الإيراني كان قد لوّح خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستنفذ المرحلة الثالثة من إجراءاتها إذا لم تلتزم أوروبا بتعهداتها حيال الاتفاق النووي، في حين أكد ماكرون لروحاني أن "استمرار الحوار وحل المشكلات عبر التفاوض قرار صائب".

نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، قال من جهته اليوم أن بلاده لن تعود للإلتزام بالإتفاق النووي إلا إذا حصلت على 15 مليار دولار من مبيعات النفط في 4 أشهر. 

وبحسب وكالة فارس قال عراقتشي: "موقفنا بشأن العودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة الشاملة تعتمد على تلقي 15 مليار دولار في 4 أشهر. وإلا، فإن عملية خفض الالتزامات ستستمر".

عرفت النمسا طويلا بأنها واحدة من أكثر الدول انفتاحا واستيعابا للمسلمين، لكنها اشتهرت خلال السنوات الأخيرة بسمعتها السيئة بسبب الدعاية المعادية للمسلمين في سياساتها الحزبية.

Salzburg

سالزبورج / د. فريد حافظ / الأناضول

لطالما عُرفت النمسا منذ وقت طويل بأنها واحدة من أكثر الدول انفتاحا واستيعابا للمسلمين وممارستهم لشعائرهم الدينية.

وفي ظل "قانون الإسلام" لعام 1912، الذي يعود إلى عائلة هابسبورغ المالكة حينذاك، كانت النمسا واحدة من الدول الغربية المعدودة التي اعترفت قانونا بالإسلام دينا.

بيد أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تحولا كبيرا وباتت النمسا فجأة تشتهر بسمعتها السيئة على خلفية الدعاية المعادية للمسلمين في سياساتها الحزبية، في ظل الحكومة الائتلافية السابقة.

وكانت الحكومة مؤلفة من حزبي "الحرية" اليميني المتطرف و"الشعب" المحافظ، والتي حجب البرلمان الثقة عنها في مايو / آيار الماضي، وقرر الذهاب لانتخابات مبكرة في سبتمبر / أيلول المقبل.

وكان حزب الشعب، بقيادة زيباستيان كورتس، هو قوة الدفع الرئيسية لاستصدار تشريعات معادية للمسلمين.

ومنذ وصول الحزبين للحكم عبر ائتلاف حكومي تشكل أواخر 2017، اهتز بعمق القبول السابق للإسلام في البلاد، وأطلق العنان لاستهداف المسلمين من خلال قوانين ومبادرات جديدة، مثل حظر الحجاب في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، ومحاولات لإغلاق مساجد.

غير أن التطور اللافت كان دخول أجهزة الأمن النمساوية، لاسيما جهاز الأمن التابع لوزارة الداخلية، للمرة الأولى، على خط الخطاب المعادي للمسلمين.

وفي السابق كان يُنظر إلى منظمة "المجتمع الإسلامي في النمسا"، وهي المنظمة الإسلامية الرئيسية في البلاد، كشريك ضد التطرف، إلا أن ذلك بدا أيضا أنه في طريقه للتغيّر بشكل كبير.

وبعد تولي الائتلاف اليميني مقاليد الحكم، أغلق مكتب حماية الدستور (الاسم الرسمي لوكالة الأمن) هذا الفصل من التعاون مع "المجتمع الإسلامي" واعتمد أجندة اليمين لتجريم الأطراف المسلمة الفاعلة.

وفجأة أصبح يتم تصوير منظمة "المجتمع الإسلامي في النمسا" على أنها خطر يهدد المجتمع، ولم تعد تحمل صفة صديق كما كانت من قبل.

بل إن الخدمات التي تقدمها المنظمة، بدعم من الدولة نفسها، مثل التعليم الديني في المدارس العامة، أصبحت الآن ضمن نطاق الأنشطة الإسلامية التي تعتبر "خطرة".

وبالتالي فإن المنظمة الدينية المعترف بها قانونا تحولت في دوائر رسمية نمساوية من صديق إلى عدو بعدما بات ينظر إليها على أنها "تهديد إسلامي".

يأتي ذلك فيما العديد من المؤسسات في جميع أنحاء العالم الغربي تتحدث عن التنوع والإدماج باعتبارهما من القيم المهمة التي يجب تعزيزها من أجل تقوية التماسك الاجتماعي، بينما تتحدث المؤسسات الأكثر تقدمية عن التمكين بل والتمييز الإيجابي لصالح أقليات معينة.

ولكن هذا ليس هو الحال مع وكالة الأمن النمساوية، التي يبدو أنها تبنت الآن مقاربة سلبية جديدة تمامًا.

وكانت الوكالة قد أصدرت مؤخرا تقريرا قالت فيه إن من أسمتهم "الإسلاميين" يستخدمون التعليم وخدمات الرعاية الاجتماعية وتنظيم الحياة الثقافية من أجل خلق "مجتمع مضاد"، زاعمة أن هدفهم هو منع "الاستيعاب والاندماج" في المجتمع.

ولم يسبق لأي وكالة أمنية حكومية في النمسا أن تطرقت إلى مثل هذه المسألة في وثيقة رسمية.

وبفعلها هذا، باتت وكالة الأمن تتجاوز اختصاصها، حيث لم تعد تناقش فقط التهديدات الأمنية في المجتمع، ولكنها أيضًا تضع أجندة اجتماعية.

وبزعمها أن الإسلاميين لديهم أجندة لإنشاء "مجتمع بديل"، يبدو جليا أن الوكالة الرسمية تتبع الآن خطة لجعل المسلمين كيان غير ملحوظ في المجتمع، أي بدون أي ملامح تميزهم.

** إلى أين سيؤول ذلك في النهاية؟

بعد العرض العام لهذا التقرير الجديد، أعلن حزب "الشعب" على الفور مجموعة من التدابير لمنع ما يسمونه "الإسلام السياسي".

عمليا يعني هذا تبني قانونا جديدا على وجه التحديد لحظر "الإسلام السياسي"، وإنشاء مركز لمراقبة الأنشطة ذات الصلة وتوسيع صلاحيات وزارة الثقافة لتشمل "التعامل" مع منظمة "مجتمع الدين الإسلامي في النمسا".

وكانت الحكومة الائتلافية السابقة بقيادة كورتس قد انهارت في مايو / أيار الماضي على وقع شبهات فساد طالت نائبه هاينز كريستيان شتراخه، من حزب الحرية اليميني المتطرف.

ويستعد كورتس لخوض الانتخابات الجديدة المقررة في 29 سبتمبر / أيلول المقبل، وصرّح في يوليو / تموز الماضي، إنه لا يستبعد تحالفا آخرا مع اليمين المتطرف إذا فاز بولاية ثانية.

وإذا تحقق ذلك، فإن مستقبل المسلمين في البلاد سيظل على المحك.

ويصل عدد المسلمين في البلاد إلى 700 ألف شخص على الأقل من إجمالي عدد السكان البالغ 8.773 ملايين نسمة، حسب إحصاءات رسمية.

* تحليل للدكتور فريد حافظ، عالم سياسي وباحث بجامعة جورج تاون الأمريكية.

أحزاب طالبتها بالاقتداء بتجارب دول أخرى على غرار السودان، وقائد الأركان يرد "الجزائر هي القدوة وليس العكس"

 

الجزائر / عبد الرزاق بن عبد الله / الأناضول

أعلنت قيادة الجيش الجزائري، الأربعاء، رفضها القاطع مطلب بعض الأحزاب مشاركتها كطرف محاور للخروج من الأزمة على غرار ما حدث في دول أخرى آخرها السودان.

جاء ذلك في كلمة جديدة لقائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، خلال اليوم الثالث من زيارته إلى المنطقة العسكرية الرابعة (ورقلة / جنوب شرق) وفق بيان لوزارة الدفاع.

وقال قايد صالح، "بعض الأحزاب السياسية تطالب بالتحاور، بل التفاوض مباشرة مع المؤسسة العسكرية، اقتداء بتجارب بعض دول المنطقة في التعامل مع الأزمات".

واستدرك "أنها (الأحزاب) تعلم علم اليقين موقفنا الثابت من هذا الأمر، الذي أكدنا أكثر من مرة بخصوصه على أن الجيش الوطني الشعبي، سيضل متمسكا بالحل الدستوري للأزمة، انطلاقا من إيمانه بأن الدولة العصرية هي دولة المؤسسات، والتمسك بالدستور عنوان أساسي للحفاظ على كيان الدولة واستمراريتها".

وأضاف أن أصحاب هذا المطلب "تناسوا أن الجزائر بتاريخها العريق وبشعبها الأبي وبمواقفها الريادية الثابتة هي من تكون دائما القدوة وليس العكس".

ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في انتفاضة شعبية مطلع أبريل / نيسان الماضي، تطالب عدة أحزاب معارضة بضرورة مشاركة الجيش كطرف في الحوار كضامن لتنفيذ مخرجاته باعتباره صاحب القوة على الأرض.

ويرى أصحاب هذا المطلب أن الجزائر يجب أن تأخد بتجارب دول أخرى في حل الأزمة، وآخرها السودان، أين تم اقتسام السلطة بين الجيش وممثلي الشارع.

وأكدت قيادة الجيش الجزائري، في عدة مناسبات، أن هذه الدعوات "جزء من مخطط خبيث هدفه الوصول إلى تقييد أو تحييد دور الجيش" في تسيير الأزمة الراهنة.

وجدد قايد صالح، الأربعاء، الدعوة إلى ضرورة تنظيم انتخابات الرئاسة قبل نهاية العام، لأن "الوضع لا يحتمل التأخير".

إن الدفاعات الجوية تعتبر مفهوماً متعدد المستويات وواسعاً للغاية وله العديد من التعاريف المختلفة.

وفي السنوات الأخيرة، ومع ظهور صواريخ كروز والقنابل الموجهة الثابتة والطائرات من دون طيار من مختلف الأحجام، ولا سيما نماذج الأعمال الصغيرة، واجهت الدفاعات الجوية تحديات خطيرة ومختلفة. 

ويعتقد العديد من الخبراء أننا سنشهد خلال السنوات القليلة القادمة حروباً جوية بين الطائرات من دون طيار، والتي لحسن الحظ، تعتبر إيران إحدى الدول الرائدة في صناعة وإنتاج مثل هذا النوع من الطائرات في العالم.

يذكر أن وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية تمكّنت خلال السنوات القليلة الماضية من صناعة أنواع مختلفة من الطائرات من دون طيار الانتحارية والكثير من الصواريخ والقاذفات وتمكّنت أيضاً من دخول عالم الحرب الإلكترونية، وتمكّنت من تزويد قوات الدفاع الجوية والقوات المسلحة بمعدات وقواعد عسكرية مجهزة للقيام بمهمات محددة وحساسة.

 

طائرة بدون طيار من فئة "سرير"

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية أزاحت الستار في عام 2014 عن إنجازات جوية وصاروخية وتجهيزات عسكرية جديدة خلال أسبوع الدفاع المقدس، ومنها طائرة من دون طيار اعتراضية مزوّدة بصواريخ مضادة للجو وتنتمي إلى عائلة "مهاجر-4" وهي طائرة استطلاعية لها القدرة على إجراء المسح الجوي بدقة وفعالية متناهية، وهي صالحة للاستخدام العسكري وغير العسكري، ولها قابلية كشف الأهداف وتحديدها على بعد 150 كلم. 

وتتميز هذه الطائرة بامتلاكها جناحين مركبَين في وسط الهيكل. وجسم هذه الطائرة يشبه الصاروخ، ويحمل في الذيل محرّكاً قوياً.

والسؤال الذي قد يطرحه الكثير من الناس هو، لماذا تبذل إيران الكثير من الجهود للوصول ولصناعة مثل هذه الأنظمة المتطورة؟ وهنا يمكن القول بأن أحد الأسباب المهمة لهذه الخطوة، تتمثل في الحاجة إلى وجود طبقة دفاع جوية متطوّرة للتعامل مع التهديدات الخارجية مثل الطائرات من دون طيار والمروحيات المقاتلة المتطورة.

تعتبر الطائرات من دون طيار أحد الخيارات المهمة والمفيدة للتصدي للعديد من التهديدات وذلك لما تتمتع به من صغر في الحجم وسرعة في الأداء وقدرتها على التخفّي وحمل صواريخ موجّهة ومن أنواع الصواريخ المناسبة لهذا النوع من الطائرات من دون طيار، يأتي اسم منظومة الصواريخ "ميثاق" وهو صاروخ أرض جو  موجّه حرارياً ويمتاز هذا الصاروخ بقدرته على التمييز بين البالونات الحرارية التي تطلقها الطائرات وبين حرارة الطائرة  نفسها مما يَصعُب خداعه والتخلص منه وهذه الصواريخ هي من الأسلحة المتطورة التي تُستخدم في مجال الدفاع الجوي وبإمكانها تعقب وتدمير الأهداف الجوية للعدو في مناطق الظل التي لا تكشفها الرادارات ومع استخدام هذا السلاح المتطوّر من قبل قوات الحرس الإيراني، أدّى ذلك إلى رفع القدرات الرادعة لطهران بشكل كبير. كما وباستطاعة هذه الصواريخ العمل بفاعلية في مجال الحرب الالكترونية وهي لا تنخدع بالأهداف الوهمية ونظراً لتفوق إيران في الحرب غير المتكافئة فإن هذا السلاح يمنح قواتها المزيد من المرونة في التحرك.

طائرة "كيان" المسيرّة.. تدشّن المرحلة الأولى من عمل رصد هذه الطائرة من دون طيار

أماطت وحدة الصناعات العسكرية التابعة لقوات الجيش الإيراني يوم الأحد الماضي الستار عن طائرة "كيان" المسيرة، وذكرت أنها صُممت وصنعت وتم اختبار أدائها العسكري الأخير خلال عام واحد فقط، وذلك بعد أن سبق لها وأعلنت إنتاج عدد كبير من الطائرات المسيرة المحلية، واستنساخ الطائرة الأمريكية "RQ-170" التي استولت عليها عام 2011. 

وخلال الاحتفال بالإعلان عن الطائرة الجديدة، قال قائد قوة الدفاع الجوي في الجيش الإيراني العميد "علي رضا صباحي"، إنها "صممت بخبرات محلية لمهام التصويب بدقة عالية، وأنها تتمتع بقدرة عالية السرعة لمهام الاعتراض والاستطلاع واستمرارية التحليق على ارتفاع خمسة آلاف متر".

وذكر "صباحي" أن الطائرة "كيان" قادرة على التحليق "لأكثر من ألف كيلومتر وتحديد هدفها بدقة، وبإمكان القوات المسلحة الإيرانية إصابة الأهداف في عقر دار العدو وتأمين الدفاع الجوي في أراضيها".

 

ازاحة الستار عن طائرة "كيان" المسيرّة

وأكد "صباحي" أن "الطائرة إيرانية الصنع بالكامل، وأنتجتها وحدة الطائرات المسيرة في الدفاع الجوي للجيش الإيراني، بأمر من قائده العام".

ووفقاً للعديد من المصادر الإخبارية، فإن الطائرة المسيرة الجديدة "ذات محرك نفاث"، وصمّمت في نوعين يتميّزان بألوانهما البرتقالي والأبيض، وستضطلع بمهام الرصد والاستطلاع ومهاجمة الأهداف بدقة عالية، وهي قادرة أيضاً على حمل أنواع مختلفة من الذخيرة. 

ويأتي هذا الإعلان في خضمّ توترات بين طهران وواشنطن على إثر الانسحاب الأحادي الجانب لأمريكا من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات أمريكية قاسية تخنق الاقتصاد في إيران.

إعطاء جزء من المهام القتالية للطائرات الحربية الإيرانية للطائرات من دون طيار

إن طائرة "كيان" المسيرة تختلف كثيراً عن الطائرات المسيرة التي تمكّنت وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية من صناعتها خلال السنوات الماضية.

يذكر أن طائرة "كيان" المسيرة تتميّز بحجمها الصغير وسرعتها الكبيرة وقدرتها على التخفي وحمل صواريخ موجهة ولديها العديد من الأنظمة المتطورة التي لا تملكها الطائرات المسيرة الأخرى ولهذا فإن لهذا النوع من الطائرات المسيرة القدرة على التعامل والتصدي للكثير من التهديدات الجوية التي قد يقوم بها العدو.

وفي سياق متصل، يذكر العديد من الخبراء العسكريين بأن عملية التصدي للطائرات دون طيار، خاصة الصغيرة منها، تواجه صعوبات وتحديات مختلفة، حيث يتعذّر كشفها أو رؤيتها بواسطة العين المجردة، كما أن رادارات الدفاع الجوي مصممة أساساً للطائرات الكبيرة، علاوة على التكلفة الباهظة التي تتطلبها أنظمة التصدي للطائرات الحربية المأهولة والصواريخ الباليستية عند اللجوء الاضطراري إليها.

فعلى سبيل المثال، فإن أنظمة باتريوت المصممة للتصدي للصواريخ الباليستية يكلف الواحد منها مليون دولار أمريكي، فيما قد تبلغ قيمة الطائرة دون طيار نحو 500 دولار أمريكي فقط.

لقد قدّمت تقنية الطائرات دون طيار، حلولاً لكثير من المخاطر والتكاليف البشرية والمادية ذات الصلة بالعمليات العسكرية، التي تقوم بها الجيوش في البر والبحر والجو، علاوة على ما وفّرت من ميزات قتالية تتعلق بالحصول السهل، والوافر، والسريع، على المعلومات، بواسطة ما تحمله من مستشعرات، وكاميرات، يعمل، الكثير منها، بدقة متناهية.

وفي هذا الوقت، يمكن القول إن جمهورية إيران الإسلامية قد أصبحت في السنوات الأخيرة دولة رائدة ومتقدّمة على الكثير من بلدان العالم في هذا المجال، خاصةً بعدما كشفت طهران عن عدة نماذج من الطائرات بدون طيار التي تمكّنت من صناعاتها وانتاجها خلال الفترة الماضية. 

ونظراً لقلة عدد البلدان التي لها القدرة على صناعة مثل هذه الأنواع من الطائرات المسيرة المتطورة، واستمرار وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية بصناعة وإنتاج العديد من الطائرات المسيرة الحديثة، فإنه يمكن القول بأن إيران سوف تصبح الدولة الأولى عالمياً في مجال صناعة مثل هذه الطائرات المتطورة.

بحسب ما صرح به للأناضول القيادي بقوى التغيير محمد ضياء الدين، الذي كشف أن اجتماعا ما زال منعقدا بين حمدوك والمجلس السيادي لاعتماد الترشيحات بصوراتها النهائية

بهرام عبد المنعم  

أعلنت قوى الحرية والتغيير بالسودان، الخميس، تشكيل الحكومة الجديدة، الخميس، عقب اكتمال المشاورات حول القوائم الوزارية.

وقال القيادي بقوى التغيير محمد ضياء الدين، للأناضول، إن "رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، سيعلن حكومته غدا (الخميس) خلال مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء".

وكشف أن اجتماعا ما زال منعقدا حتى الساعة 16:30 ت.غ، بين حمدوك والمجلس السيادي "لاعتماد الترشيحات الوزارية بصورتها النهائية"، دون مزيد من التفاصيل.

والثلاثاء، قال محمد الفكي، المتحدث باسم مجلس السيادة في السودان، إن إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية سيكون في غضون 48 ساعة "على أقصى تقدير".

جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها الفكي عقب اجتماع استثنائي عقده المجلس بالقصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم، بحضور رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وبشأن تأخر تشكيل الحكومة، أوضح الفكي أن الاجتماع استمع إلى شرح من حمدوك حول الأسباب والصعوبات التي تواجه التشكيل فى بعض الوزارات، التي أوجزها فى رغبته فى أن تكون الحكومة أكثر تمثيلا لولايات السودان وللأجيال التي قامت بالثورة، بالإضافة إلى مقتضيات التوازن الجندري.

والثلاثاء الماضي، تسلم حمدوك قوائم ترشيحات الوزراء المقدمة من قوى إعلان الحرية والتغيير، حيث بلغت الترشيحات "49 مرشحا ومرشحة لـ 14 وزارة، و16 مرشحا ومرشحة لـ 5 مجالس وزارية متخصصة".

وفي 22 أغسطس/ آب الماضي، أدى حمدوك اليمين الدستورية رئيسا للحكومة السودانية، خلال المرحلة الانتقالية التي تستمر 39 شهرا، وتنتهي بإجراء انتخابات.

ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية، الموقع في أغسطس/ آب الماضي، اضطرابات متواصلة في البلد منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 أبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989 - 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.