emamian

emamian

كان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هدد بمهاجمة أهداف إسرائيلية، إثر سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين بالضاحية الجنوبية فجر الأحد ..

القدس/ سعيد عموري/الأناضول

أوعزت إسرائيل، الثلاثاء، إلى ممثلياتها في الخارج باتخاذ الحيطة والحذر، في أعقاب تهديدات حزب الله اللبناني الأخيرة، وذلك حسب مصدر أمني عبري.

وهدد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بمهاجمة أهداف إسرائيلية، إثر سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين، في الضاحية الجنوبية فجر الأحد وانفجار إحداهما.

ونقل موقع صحيفة "ذي إنديبندنت" البريطانية عن مصدر أمني إسرائيلي، بأن "تل أبيب" طلبت من سفرائها والممثلين الكبار لها التزام بيوتهم خلال الأيام المقبلة وعدم الإكثار من التنقل، خاصة في دول الشرق وأمريكا الجنوبية.

وأشار المصدر إلى أنها أوعزت أيضًا بتعزيز الحراسة على الكنس والمدارس والمؤسسات اليهودية في عدد من الدول.

وقال المصدر إن "إسرائيل تأخذ تهديدات حزب الله (اللبناني) على محمل الجد، إلا أنها لا تتوانى عن القيام بما يلزم للحفاظ على أمنها".

وأضاف أن تقنيات إسرائيل المتطورة تؤهلها للقيام بخطوات وعمليات لا يستطيع الحزب ولا غيره مواجهتها أو التصدي لها.

وحتى الساعة 18.50 تغ، لم يصدر أي تعقيب من السلطات الإسرائيلية بخصوص ما ذكره المصدر.

قاسم عزالدين

التحركات الاماراتية باتجاه تخفيف تواجدها العسكري في اليمن وباتجاه التقارب مع إيران، يدل على انهيار تحالفها مع السعودية في العدوان على اليمن وفي معسكر الحرب ضد إيران. لكن مساعي التخفّف من الخسائر قد لا تحميها من الغرق، إذا لم تقفز من القارب قبل فوات الآوان.

 

ما هي أسباب انهيار التحالف بين السعودية والامارات؟

الانسحابات التي تقوم بها الامارات في اليمن، لا يتم تنسيقها مع محمد بن سلمان في السعودية ولم تعلنها الامارات تفادياً لزيادة حدّة الخلاف بين الطرفين كما تقول صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر موثوقة. فمقال الصحيفة بقلم ديكلان والش وديفيد كيركباتريك يستعرض إحباط السعودية التي تتخلى عنها الامارات في اليمن، لكنه لا يتناول أسباب انهيار التحالف مع السعودية في محاولة الامارات لانقاذ ما يمكن انقاذه بعد فشل العدوان على اليمن والمراهنة على حرب أميركية حاسمة ضد إيران.

قائد الحرس الإماراتي مايك هندر مارش وهو جنرال أسترالي متقاعد، يوضّح الهلع الاماراتي المتزايد بسبب نمو قدرات الردع اليمنية وإمكانية تهديدها المرافق الحيوية الاماراتية، ما يدلّ على أن استمرار العدوان على اليمن يهدّد الامارات بمخاطر الأفول تحت وطأة ما يسميه الجنرال "فيتكونغ اليمن" في إشارة إلى ثوار فيتنام الذين هزموا العدوان الأميركي. فهذه المخاطر أخذت بتوسيع الشرخ بين حاكم أبو ظبي محمد بن زايد وبين حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم وأمراء الفجيرة والشارقة المعترضين على ما يصفونه "السياسة الفاحشة" التي يطمح إليها ابن زايد، فضلا عن تعرّض الامارات إلى ضائقة اقتصادية على شفا أزمة خانقة نتيجة كلفة العدوان بحدود 100 مليار دولار.

الامارات تفوق خشيتها خشية السعودية مما تسميه إريك كنينغام في واشنطن بوست، الخوف من أن تجد نفسها في الصفوف الأمامية لأي حرب بين أميركا وإيران. فالكاتبة المقيمة في دبي تحاول الاشارة إلى قلق دبي على وجه خاص، في معرض حديثها عن "دول الخليج التي لا تعرف ماذا تريد في المواجهة مع إيران"، وهو القلق الذي طالما عبّرت عنه إمارة دبي في رسائلها إلى إيران كما كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني في قوله قبل ثلاث أشهر "في داخل الامارات حكام يرسلون إلينا رسائل تعاون لتذليل سوء التفاهم بيننا".

لكن مأزق الامارات في اليمن وفي أمن الخليج، تجاوز دبي والفجيرة والشارقة إلى أبو ظبي ومحمد بن زايد نفسه الذي يأخذ احتمال تفكّك الامارات على محمل الجدّ بسبب مخاطر تداعيات الحرب في مياه الخليج. فوزير الخارجية عبد الله بن زايد يحاول التقرّب من إيران في اختلافه مع السعودية بشأن أحداث الفجيرة، كما يسعى إلى توسيط روسيا أثناء زيارته إلى موسكو بتاريخ 25 حزيران/ يونيو الماضي لكن طهران ترفض إنقاذ الامارات التي "تجاوزت الخطوط الحمر" في مركب يتهدده الغرق في مياه الخليج.

الوفود الأمنية الاماراتية التي تعرض في طهران تطبيع العلاقات والموافقة على تأمين حماية مشتركة للممرات المائية ومغادرة اليمن، لا تلقى أذناً صاغية ولا ترحيباً بالوساطة الروسية بحسب المصادر المطّلعة. ففي مقابل محاولة ترامب إنشاء تحالف دولي لمرافقة وحراسة السفن التجارية في الخليج، وفق قائد الأركان المرشّح مارك ميلي وقائد الأسطول الخامس جيم مالوي، تعرض إيران على دول الخليج ضمان الأمن الاقليمي من دون قوات أجنبية "لا تهتم في استتباب الأمن والاستقرار" بحسب المتحدث باسم الخارجية عباس عراقجي. وفي هذا الصراع على الامارات أن تختار ضمان أمن الخليج في اعتماد دول المنطقة على نفسها، أو التدويل الذي يهدّد أمن المنطقة واستقرارها.

المحاولة الاميركية للتدويل تقتصر على بريطانيا وحدها، من دون موافقة دولة أوروبية أخرى. وهي تدلّ على اعتراف ترامب باضطرار أميركا للتنازل عن احتكارأميركي تاريخي لأمن الخليج، إلى روسيا والصين اللتان ترفضان مدّ يد العون لإنقاذ ترامب من المستنقع. ولا يحمي الامارات في هذا المطب الوعِر انهيار تحالفها مع السعودية بل يحميها عدم انزلاقها إلى هذا المنزلق الاميركي الوخِم.

المصدر:المیادین

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول إن المقاومة مازالت أقوى من أي زمن مضى وتطورت وتقدمت، ويؤكد أن تطور القوة الصاروخية للمقاومة والصواريخ الدقيقة تثير هاجس الاسرائيلي.

 

السيد نصر الله: اي حرب جديدة ستضع اسرائيل على حافة الزوال

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن المقاومة مازالت أقوى من أي زمن مضى وتطورت وتقدمت، مؤكداً أن تطور القوة الصاروخية للمقاومة والصواريخ الدقيقة تثير هاجس الإسرائيلي.

ولفت السيد نصر الله في مقابلة تلفزيونية مع قناة المنار إلى أن كل محاولات قادة "إسرائيل" لترميم الثقة بالجيش بعد "حرب تموز" لم تنجح وهناك تراجع بالقوة البرية.

كما أكّد السيد نصر الله أن المقاومة قادرة على استهداف كل "إسرائيل" حتى ايلات، مضيفاً أن المقاومة قادرة على تدمير جميع مراكز "إسرائيل" الموجودة من نتانيا من الى اشدود بطول 70 كم وبعرض 20 كم.

كذلك شدد السيد نصر الله على أن "المقاومة قادرة على إعادة إسرائيل إلى العصر الحجري بتدمير هذه المنطقة التي هي تحت مرمى صواريخنا".

وتابع السيد قائلاً "ليس لدي الكلمة للتعبير عن الدمار الذي سيحصل لإسرائيل في حال اندلعت المواجهة"، مشيراً إلى أن اقتحام الجليل جزء من الخطط في حال وقعت الحرب.

وأوضح السيد أن أي حرب جديدة ستضع "إسرائيل" على حافة الزوال، مضيفاً أن حزب الله ليس مرتبطاً بشخص وهو يعمل كمؤسسة ولكل شخص له تأثيره.

ورأى السيد أنه "على يقين بالنصر على إسرائيل إن وقعت الحرب".

وخلال المقابلة قال السيد نصر الله إن "الأعمار بيد الله ولكن برأيي بحسب المنطق أنا سأصلي في القدس".

أما عن "صفقة القرن" فقال "نحن نؤمن أن صفقة القرن إلى فشل"، مضيفاً أن عدم توقيع الفلسطينيين وصمود إيران وانتصار سوريا والعراق واليمن من أبرز أسباب فشلها.

كما لفت السيد إلى أن الاستكبار الأميركي أطلق رصاصة الرحمة على الصفقة حين اعتبر أن القدس عاصمة لـ"إسرائيل".

أما في مسألة ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة فقال السيد نصر الله إن "إسرائيل تريد أن تكون أميركا راعية مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بدلاً من الأمم المتحدة"، مؤكداً أن "حدودنا البرية مرسمة وهناك نزاع تقني وعلى بعض الأمتار".

السيد نصرالله أوضح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يصر على تلازم الترسيم البري والبحري من نقطة الناقورة لكونها توضح الحدود البحرية، مشدداً على أن الرئيس بري صاحب قضية وقرار وليس بحاجة لتفويضنا في قضية الحدود.

 

السيد نصرالله: هناك التقاء كبير في الرؤية الايرانية - الروسية في سوريا

وتابع السيد قائلاً "نحن موجودن في جميع المناطق السورية التي كنا فيها ولكن خففنا الأعداد على نحو كبير"، مضيفاً أن تخفيف الأعداد في سوريا ليس له علاقة بالعقوبات الأميركية والتقشف المالي ومستعدون للعودة بأعداد كبيرة.

وأشار السيد نصر الله إلى أن حزب الله يشارك في بعض الاجتماعات بين الروس والإيرانيين والسوريين مؤكداً أن روسيا ليس من مصلحته خروج إيران من سوريا.

وخلال المقابلة شدد السيد نصر الله على أنه لم يحصل أي صدام أو اشتباك بين الروسي والإيراني في سوريا.

كما أوضح أن هناك التقاء كبيراً في الرؤية الايرانية - الروسية في سوريا.

وعن العدوان الإسرائيلي على سوريا علق السيد نصر الله قائلاً "ليس هناك أهداف إسرائيلية نوعية في سوريا وضرباته بلا هدف"، مشيراً إلى أن "نتنياهو يلعب سياسة حافة الهاوية بضرباته على سوريا واقول له إن إيران لن تخرج".

كما أكّد أن "محصلة القصف الإسرائيلي على سوريا نتيجته "لا شيء" بالمنطق العسكري، وأن "معادلة الرد على إسرائيل إذا استهدفت اي عنصر لنا في سوريا ما زالت سارية".

 

نصرالله: إيران هي أول من سيقصف إسرائيل في حال اندلاع الحرب عليها

وفي سياق متصل قال السيد نصر الله أن "فرضية التدحرج إلى حرب بين أميركا وإيران مستبعدة والدليل إسقاط إيران الطائرة الأميركية المسيرة"، لافتاً إلى أن "طهران أرسلت رسالة للأميركيين عبر دولة ثالثة.. مفادها إذا قصفتم أي هدف في إيران سنقصف أهدافاً أميركية".

وقال "الإيراني سيكمل في خطواته التصعيدية في المسار النووي، والأوروبي يجب أن يجد حلاً".

وأردف "إيران منفتحة على أي حوار مع السعودية لكن المشكلة في الطرف الآخر الذي حسم خياراته"، مشيراً إلى أن "الرياض ألحقت الأذى بالمقاومة ومع ذلك لم نفتح معركة إعلامية معها سوى في القضية اليمنية". 

وشدد نصر الله على أن "مسؤوليتنا جميعاً في المنطقة العمل لمنع حصول الحرب الأميركية على إيران لأنها ستكون مدمرة، وإن حصلت لن يستطيع أحد ان يكون بمنأى عنها"، محذراً من أن "كل دولة ستكون شريكة في الحرب على إيران أو تقدم أرضها للاعتداء على إيران سوف تدفع الثمن".

كما قال "إذا تم تدمير الإمارات عند اندلاع الحرب هل سيكون ذلك في مصلحة أهل الإمارات وحكام الإمارات؟".

أمين عام حزب الله أكد أيضاً أن "قوى أساسية في المحور لديها نفس الرأي أن اندلاع الحرب على إيران سيشعل المنطقة". وكشف أن "إيران هي أول من سيقصف إسرائيل في حال اندلاع الحرب عليها".

 

نصرالله: إدارة ترامب تسعى لفتح قنوات اتصال مع حزب الله من خلال وسطاء

وقال السيد نصر الله رداً على العقوبات الأميركية على حزب الله إن أميركا ”الآن تفرض علينا عقوبات، لكن هل تعرف أن إدارة ترامب تسعى إلى فتح قنوات مع حزب الله في لبنان عبر وسطاء“، مضيفاً أن العقوبات الجديدة ”نحن نعتبرها جزءا من المعركة, هذا شرف لنا وهذا وسام على صدورنا“

ولفت أن الجديد في الأمر أن العقوبات طالت نائبين لبنانيين منتخبين من الشعب وما يشكل ”إساءة للمجلس النيابي وللدولة اللبنانية ولمؤسسات الدولة اللبنانية“

وردا على سؤال حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على تحمل هذا الضغط قال السيد نصر الله ”ينبغي أن يتحملوا, لا يوجد خيار ثان, فحزب الله شريحة كبيرة في البلد... والحكومة اللبنانية كما في السابق يجب أن تقول للأميركيين -وهي تقول لهم- إن هؤلاء شريحة كبيرة ومنتخبين ونحن لا نستطيع ان نتجاهلهم". 

نور الدين اسكندر

في المقابل، يبدو الوقت عامِلاً مُحايداً في هذه المسألة، فهو مثلما يلحّ على طهران، يُلحّ بالمِثل على باريس ولندن وبرلين وواشنطن وغيرها. بل إنه يمكن أن يكون أكثر إلحاحاً على الدول الغربية، نظراً للفروقات في طبيعة الأنظمة السياسية بين إيران وبينهم.

 

من لقاء سابق بين روحاني وماكرون

تبدو الصورة المُستجدّة لتطوّرات الاتفاق النووي الإيراني أكثر وضوحاً منها خلال الأشهر الماضية، ويعود هذا الوضوح المُتزايد إلى الموقف الأوروبي من التطوّرات الأخيرة تحديداً. ففي وقتٍ سابقٍ كان تحليل الموقف الأوروبي يُعيد الازدواجية بين الموقفين الأوروبي والأميركي إلى ضعف الأوروبيين وعدم قدرتهم على مواجهة الخيارات الأميركية واندفاعة ترامب الجنونية. لكن نقاطاً عديدة تكشّفت خلال الأسابيع الأخيرة توضح أن الأوروبيين ليسوا غير قادرين على التأثير بقدر ما هم غير راغبين بتغيير الموقف الأميركي من الاتفاق، وأن كل دورهم في العملية الجارية يتلخّص بتكتيف إيران عبر التزاماتها في الاتفاق النووي ومنعها من ردود فعلٍ موجِعة لأميركا، وفي المقابل تتابع العقوبات الأميركية خنقها رويداً رويداً، طمعاً بتقويض سلطة القيادة الإيرانية على الإمساك بالحُكم، وبالتالي انفجار الفوضى المُدمِّرة للبلاد، تمهيداً لتطبيق الرؤية الواسعة بخصوص مشروع كوشنر للشرق الأوسط، وعنوانه الأول تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حقوق العرب في صراعهم التاريخي مع العدو الإسرائيلي.

لقد بدا في السابق أن الدول الأوروبية كانت عاجزةً عن تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي مع إيران، وأنها كانت تُراهِن على أن يؤدّي عدم انخراطها مع ترامب في معسكر الحرب، إلى إيجاد مخرج بين أميركا وإيران. لكن هذا المخرج لم يتحقّق، فيما تصرّ إيران على إلزام الأوروبيين بما يخصّهم هم من الاتفاق، وهي لم تطالبهم بدور معيّن لإقناع ترامب أو ثنيه عن موقفه تجاهها. بل بتنفيذ تعهّداتهم بشراء النفط منها، وآلية للتبادلات المالية، وهم الذين سارعوا بشراهةٍ للاستثمار فيها يوم أعلن عن الاتفاق عام 2015، حيث فتحت لهم إيران أبوابها ورحّبت بشركاتهم التي وصل حجم استثماراتها المُعلنة عشرات مليارات الدولارات التي كانت ستغيّر بالتأكيد من حال معظم دول أوروبا المُتأزّمة اقتصادياً، والتي يخرج مواطنوها إلى الشارع مُطالبين بفُرَصِ عملٍ وتقديماتٍ اجتماعيةٍ، وأبعد من ذلك، مُطالبين باستقلالية دولهم في قراراتها السيادية المُترجمة بمعاهداتٍ اقتصاديةٍ هدفها المواطن الأوروبي وليس الأفكار الأيديولوجية التي تتوالى على البيت الأبيض.

ومع اتّضاح الموقف الأوروبي اليوم، يتزايد الضخّ الإعلامي في وسائل الإعلام الأوروبية ضدّ إيران، الذي يتضمَّن مُغالطاتٍ حادّة تعبّر عن بروباغندا مُنظّمة تستهدف تغيير الحقائق ووضع طهران في موقف الخارج عن القانون، فيما الحقيقة تقول عكس ذلك تماماً.

تقوم البروباغندا الجديدة على ترويج أن تجاوز إيران للتخصيب بنسبة 3،67 % يُعدّ خروجاً عن القانون الدولي وكأن إيران أصبحت كياناً سياسياً يعيش خارج القوانين التي تحكم علاقات الدول، وأنها تعمل على بناء مشروع نووي مُتفلِّت من كل الضوابط والقيود. فيما الحقيقة تقول أن إيران قامت حتى الآن بتخفيف التزامها بالاتفاق بخطوةٍ واحدةٍ فقط، بينما هي ملتزمة ببقية النقاط. وحين فعلت إيران ذلك، قامت القيامة في أميركا والآن في أوروبا، وأدان ماكرون الخطوة، فيما عبّر قادة دول أوروبية آخرين عن قلقهم منها ودعوا إيران إلى العودة عنها.

وفي المقابل، لم يظهر الأوروبيون الموقف نفسه من الولايات المتحدة الأميركية التي خرجت من الاتفاق برمّته، وتسبّبت بتوتّراتٍ إقليمية ومُخاطرة بالأمنين الإقليمي والدولي. وهذا الخروج الأميركي هو المُسبِّب الأول لكل الحال الراهنة التي يحدث الجدل حولها الآن. وبالتالي فإن موقف أميركا هو الذي يجب أن يُشار إليه على أنه تراجُع عن التزامات صدرت بقرارٍ أممي واكتسبت قوّة القانون الدولي، وقد أراحت الأجواء في المنطقة حين أعلنت.

لكن المُغالطة الأكبر تخفي حقيقة أن إيران لم تخرج من الاتفاق حتى، بل تحاول إعادة الآخرين إليه، وإلزامهم بتنفيذ ما ألزموا أنفسهم به في الاتفاق. والأهم من ذلك أنه حتى لو خرجت إيران نهائياً من الاتفاق النووي فهي مُلتزمة بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وهذه ناحية يتمّ التعتيم عليها في الإعلام الغربي الموجّه للتعتيم على التزام إيران بالقانون الدولي، فيما يتلذَّذ ترامب بالانسحاب من المُعاهدات الدولية الواحدة تلو الأخرى، وليس مع إيران فقط، بل مع روسيا ومع ما يُسمَّى بالمجتمع الدولي برمَّته، ومنها على سبيل المثال معاهدة الحدّ من الأسلحة الاستراتيجية التي وقّعت لتخفيف التوتّر ومَنْع العودة إلى سباق التسلّح بين القوى العالمية الكبرى، وهي مُعاهدات فائِقة الأهمية للأمن والسلم الدوليين.

وتثير دوافِع الأوروبيين لعدم الالتزام بتعهّداتهم تجاه الاتفاق مع إيران الريبة من المصالح المُتشابكة بين القيادات السياسية في الغرب برمّته ومجالس إدارة الشركات العابرة للقارات التي التقت مع ترامب على مصلحة تقويض النظام الدولي. فإجراءات ترامب المُتراكِمة منذ وصوله إلى السلطة تحمل في مضامينها العميقة اتجاهاً لتقويض النظام الدولي برمَّته، والعودة إلى نظامٍ عالمي يرفض التعدّدية ويحتكم إلى القوّة العارية الفجّة التي لا تقيم لكل ما حقّقته الإنسانية من معايير وزناً.

وإن كان نقاش مصلحة أميركا في هذا الخيار مفهوماً كونها القوّة العظمى عسكرياً واقتصادياً ولها مكانتها المُتقدّمة علمياً وتكنولوجياً، فهو غير مفهوم في الحال الأوروبية، حيث أنهم بحُكم المنطق الصريح متضرّرون من الأحادية الأميركية كدولٍ وكشعوب، إنما المصلحة التي يراها حكّامهم المتحالفون مع الشركات الكبرى تقول غير ذلك، وتنفّذ غير الذي ترى فيه الشعوب مصلحة لها.

هذه الحال من الإنكار الواضح لمسار التاريخ التي يقودها ترامب، ويتبعه فيها القادة الأوروبيون الذين جلسوا مع إيران واتفقوا معها على عناوين تحقّق الاستقرار في الشرق الأوسط وتُريح الاستقرار العالمي، لا تبدو قابلة للاستمرار طويلاً، فإيران لديها مقوّمات كبيرة تستطيع من خلالها الحفاظ على حقوقها المُتماهية مع مضامين القوانين الدولية، والمُستندة إلى مطالباتٍ شعبيةٍ في الداخل، توحّدت حولها التيارات المختلفة كما لم تفعل من قبل.

والسؤال المطروح في مواجهة السلوكين الأوروبي والأميركي حيال إيران اليوم، لماذا تمّ الانتقال من الحديث عن اتفاقٍ نوويٍ متعلّق ببرنامج إيران النووي، إلى الحديث عن نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط، وقُدراتها العسكرية؟ ربما يكون الجواب مُرتبطاً بالدور الإيراني في إفشال المُخطّطات الأميركية في غير دولة في المنطقة. فالدور الإيراني كان له دور أساس في إفشال التصوّرات الأميركية لمستقبل سوريا، وتقسيمها، والقضاء على المقاومة التي هي عنوان سياستها الخارجية، وخنق المقاومة اللبنانية عبر قطع إمداداتها بالسلاح والمال. وهو كان له الدور الأساس أيضاً في إفشال المُخطّطات الأميركية والإسرائيلية للقضاء على المقاومة الفلسطينية، ومثل ذلك في اليمن والعراق وأماكن أخرى وصولاً إلى تركيا التي تبدو الخيارات الأميركية فيها فاشلة. وهذا ما جعل ترامب يُعيد النظر بالاتفاق الذي يرى فيه راحة لإيران مَكّنتها من التفرّغ لدعم قوى المقاومة التي تلتقي معها على العداء لإسرائيل ومواجهة الصفقات الأميركية المُتكرِّرة في الشرق الأوسط.

وربما يلتقي بعض القادة الأوروبيين اليوم مع ترامب على ضرورة إضعاف إيران من أجل تصفية القضية الفلسطينية، والوصول إلى "صفقة" على حساب الشعب الفلسطيني، وإراحة القوى الغربية من مسؤولياتها التي التزمت بها بحُكم المقاومة العربية التي ثبتت في الكثير من القرارات الدولية، والتي لا الغربيين يسعون إلى دعم تطبيقها، ولا هم قادرون على التراجع عنها أمام العالم، فيأتي الحل وفق تصوّرهم بدعم الصفقة التي أمّنوا لها بعض الدعم العربي لتمريرها في زحمة الملفات المُشتعِلة، مع مُسهّلات مالية عبَّر عنها جاريد كوشنر في مؤتمر المنامة قبل أيام.

ويعود السؤال المُلحّ على الأوروبيين إلى واجهة الاهتمام اليوم، فهم اليوم يقفون في زاويةٍ حادّةٍ أمام العالم، تطلب منهم إيران فقط الالتزام بالجانب المُتعلّق بهم من الاتفاق الموقَّع معها، وهم لا يستطيعون الإجابة عن ذلك بصورةٍ مُقنِعة. فيهربون إلى التركيز على خطوة إيران بتخفيف التزامها بالاتفاق ورفع التخصيب إلى فوق 3،67%، ويلوّحون في إعلامهم بلازِمةٍ واحدة سياسية غير قانونية تقول: إذا خفَّفت إيران من التزاماتها فهي تُخاطر بثقتها معنا، وتدفعنا إلى التعاطُف مع ترامب. وفي ذلك انتهاك صارِخ للمنطق البسيط للأمور، حيث الأوْلى أن يقوم الأوروبيون بوضع آلية للتبادلات المالية مع إيران تحقّق مصلحتهم بالدرجة الأولى وتتّفق مع تعهّداتهم، وأن يشتروا من جانبهم النفط الإيراني أيضاً وفق ما التزموا به. فالسلوك الذي ينتهجونه حيال هذا الملف يضرب ثقة الدول الأخرى بهم وبالتزاماتهم ويؤثّر على مستقبل علاقاتهم مع العالم.

ودول الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) التي لا تزال تتحدّث عن مناقشة خطوات لإنقاذ الاتفاق وأهمها آلية "أنستكس" المالية والتجارية التي لم تتقدَّم خطوة واحدة منذ أكثر من سنة حين حاولت أوروبا تأسيس آلية مدفوعات، لا تبدو جدّية على الإطلاق في الإفراج عن هذه الآلية التي لا تحتاج إلى الكثير من الجهود لتتم. إلا إذا كان الأوروبيون خاضعين لإرادة ترامب من دون نقاش، وهو ما لا يبدو أكيداً في ملفات أخرى وهو الذي هدَّدهم عبر مبعوثه الخاص بإيران براين هوك حين وضعهم بين احتمالين: "الاختيار بين التعامل مع أميركا أو التعامل مع إيران"، لكن يبدو الأقرب إلى الحقيقة أن نقول إنهم سعداء بأداء ترامب حيال الاتفاق الإيراني.

وقد أبرزت الخطوة البريطانية بالإعلان عن توقيف ناقلة نفط تعمل لصالح إيران في جبل طارق تطوّراً لافتاً في سياق الموقف الأوروبي، ومع أن فوارِق عديدة يمكن لحظها بين الموقف البريطاني الأقرب إلى الموقف الأميركي، وبين المواقف الأوروبية الأخرى التي تختار كلماتها بدرجةٍ أعلى من العناية، إلا أن النوعين المُختلفين من المواقف يخدمان نتيجةً واحدة، وهي محاولة حَشْر إيران وإضعافها من خلال المُراهنة على الوقت.

في المقابل، يبدو الوقت عامِلاً مُحايداً في هذه المسألة، فهو مثلما يلحّ على طهران، يُلحّ بالمِثل على باريس ولندن وبرلين وواشنطن وغيرها. بل إنه يمكن أن يكون أكثر إلحاحاً على الدول الغربية، نظراً للفروقات في طبيعة الأنظمة السياسية بين إيران وبينهم. فقدرة المجتمع الإيراني على مواجهة الضغوطات أكبر بكثير من قدرة المجتمعات الغربية. ومراهنة إيران على الوقت قد تكون أكثر نجاعةً من مُراهنة ترامب عليه على سبيل المثال. وهو الذي تنتظره معركة انتخابية في خريف 2020 وهي تبدو محمومة منذ الآن. وقد يكون الموقف الأوروبي المُراعي للموقف الأميركي على حساب الاتفاق النووي مُحرِجاً له في هذه الانتخابات، لأنه يدفع بالأزمة إلى المزيد من التصعيد، وهو أمر يستبطن مخاطر كبيرة، منها اندلاع مواجهات عسكرية فُجائية وغير مُخطَّط لها في الخليج.

لذلك، فإيران تقول إنها سترفع نسبة التخصيب إلى حدود 5%، وستُعيد في مراحل مقبلة تفعيل معمل "آراك" للمياه الثقيلة، وهي خطوات ستترك أثرها في الموقف الأوروبي لأنه يؤشِّر إلى عودة الأمور إلى نقطة الصفر، الأمر الذي يؤزِّم المواقف الداخلية لترامب والقادة الأوروبيين ويضعهم أمام مسؤولية ما قد ينجم عن توتّرات "غير محسوبة"، وهذه الصفة الأخيرة ، ومن غير صدفة، تلازم سياسات ترامب جميعها.

المصدر : الميادين نت

الأربعاء, 10 تموز/يوليو 2019 13:48

مفهوم القيم بين الإسلام والغرب

يقوم الإسلام على أساس التوحيد وسيادة الإنسان تحت حكم الله والتقاء القيم الروحيّة مع القيم المادّيّة، وقيم الإسلام هي تطبيقيّة قابلة التحقيق والتكيّف مع كلّ مستجدّات التقنيّة والتطوّر والنظام، وهي قيم تنظّم حياة الفرد مع ذاته ثمّ مع الجماعة التي ينتمي إليها، تحمل نظرة متوازنة شموليّة للمجتمع وحركته، ولا تمييز فيها لقيمة على أخرى وهدفها تحقيق النموّ المتكامل في شخص الفرد وهويّة المجتمع ككلّ. وعندما نقرأ القيم الإسلاميّة ورؤيتها للعلم في سلبه وإيجابه، نراها تندرج تحت مصطلح الفضائل والأخلاق والآداب وتعود كلّها إلى مفهوم العدالة، ويتباين ترتيب القيم داخل الهرم القيميّ في الإسلام عن غيره نظرًا لتباين الاهتمامات والأولويّات وموقع الجانب الروحيّ فيها تحديدًا.

ويمكننا تقسيم القيم إلى قيم نظريّة، اقتصاديّة، جماليّة، اجتماعيّة، سياسيّة وتربويّة وهي تتّخذ أبعادًا ستّة: روحيّة، بيولوجيّة، عقليّة، انفعاليّة، اجتماعيّة وسلوكيّة. أمّا خصائص القيم الإسلاميّة فهي إلهيّة المصدر، وسطيّة، متوازنة، شاملة، إنسانيّة، ثابتة ومستمرّة.

وفيما أكّد الإسلام على أنّ القيم ثابتة وأنّها مرتبطة بالطبيعة البشريّة ذات البعدين المادّيّ ومعه أبعاد عقليّة وروحيّة تتأكّد معها علاقة القيم بالواقع[1]، تنطلق غالبيّة الفلسفات الغربيّة إلى تفتيت القيم وتجعل من المجتمع المصدر الوحيد للقيم وتعتبرها نسبيّة تزيل عنها قدسيّتها وقوّتها الإلزاميّة وتعتبر أيضًا أنّ الواقع هو مصدر القيم، فهي مقبولة  إذ عادت بالمنفعة للصالح العامّ ومذمومة إذا لم تؤتِ ثمارها المحسوسة. فالمذاهب النفعيّة تعود بمعياريّة القيم إلى الميول والرغبات وتعتبر أنّ الطبيعة البشريّة تنحى باتّجاه أكبر قدر ممكن من اللذّة والمنفعة والأمر نفسه للمذهب البراغماتيّ الذي اعتمد المردود العمليّ معيارًا للخير والشرّ، أمّا علماء الاجتماع فقد جعلوا المجتمع مصدرًا للأخلاق.

ففي النظام الرأسماليّ، الناس متساوون أمام القانون حتّى ولو كانت أوضاعهم الاجتماعيّة مختلفة. وفي النظام الاشتراكيّ، فالاقتصاد مصدر القيم كلّها ولا سيّما الأخلاقيّة، وبالتالي، فالقيم لدى النظامين المذكورين هي قيم انتماء ذاتيّة فيما هي هي في النظام الإسلاميّ تخصّ الذات البشريّة في علاقتها مع الله ومع الآخرين وموقف الإسلام من القيم هو تعبّديّ عقائديّ لا مجرّد احترام وانتماء للجماعة، والله تعالى مصدر القيم ونموذجها الأسمى. مفاهيم العلم في الإسلام بالتالي هي كونيّة ملزمة، ولا تكون كذلك إلّا إذا استمدّت وجودها وإلزاميّتها من مصدرٍ متعالٍ. وإلى اليوم، لا زالت البيئة الثقافيّة والفكريّة في الغرب تعتبر أنّ الغرب وطن العلوم والمعارف وأنّ تاريخ العلوم هو تاريخ التجربة الغربيّة البايكونيّة والديكارتيّة، وكلّ ما عدا ذلك جهل وتصادم مع العلم بل ظلاميّة وغيبيّة تائهة...

بالمقابل، فلقد برهنت الفيزياء الحديثة منذ بداية القرن العشرين وإلى اليوم وبكلّ وضوح وجلاء أن لا وجود لحقيقة مطلقة في المادّة وأنّ كلّ النظريّات والمفاهيم التي أنتجها العلم هي محدودة وتقريبيّة، وقوّضت الاعتقاد بالحقيقة العلميّة الوحيدة من قبل أنصار ما اصطلح عليه العلمويّة النموذجيّة للحضارة الغربيّة، كما أكّدت أن لا إمكانيّة للفصل بين المادّة والروح، فيما قالت فيزياء الكمّ بشراكة العقل ومسؤوليّته في التسبّب في التجربة حيث تحصل لأنّ العقل معها وهو ليس بمعزل عنها.

 لكنّ العلاقة بين مثلّث: العلم والدين والفلسفة علاقة تكامل لا تناقص ذلك أنّها جميعًا تحاول تفسير الوجود لكن على مستويات متعدّدة. فالدين يتناول الوجود على مستوى الماهية: ما هو الوجود، بدايته، نهايته، ماذا يترتّب على كلّ ذلك. والعلم يتناول الوجود على مستوى كيفيّ: البحث في ضوابط الحركة في الكون واتجاهاتها، والفلسفة تتناول الوجود على مستوى لماذا: أي لماذا العلاقة بين الوجود المطلق الماهويّ والوجود المحدود الكيفيّ.

وبالخلاصة، من السهل أن نلاحظ أنّ ثمّة اضطرابًا كبيرًا بين المفهوم الإسلاميّ حول القيم وسائر المفاهيم المتداولة عالميًّا، ويعود السبب في ذلك إلى التفاوت في فهم العلم وظيفة وهدف حيث أراد الغرب العلم أداةً للمنفعة ولم يفصل المسلمون العلم عن بُعده الإنسانيّ، ويزداد الاضطراب مع دعوات البعض لمسايرة الركب العالميّ في المضمون والشكل والاستفادة ممّا وصل إليه الغرب واعتبار أنّ قيم الإسلام اليوميّة باتت استثناءً في هذا المجال. ففي حين يعتبر البعض أنّ العولمة تسعى إلى فرض مجالٍ واحد من العلاقات الأخلاقيّة عن طريق سيطرة الاقتصاد الغربيّ وسيطرة تقنيّات العلم وفتح قنوات التواصل بين كلّ البشر، يؤكّدون على رياديّة القيم الإسلاميّة كمدخل للخلاص من أزمة الأخلاق التي تجتاح العالم ويبقى التسامح والتكتّل والتضامن والتعاون على البرّ والتقوى قيمًا نغربل وننتقي من خلالها القيم الواصلة إلينا دون إرادتنا، من فكر اقتصاديّ غربيّ علمانيّ إقصائيّ لا يقبل بمشاركة الآخر له ولا يمارس النقد على ادّعاءاته ولا يخدم إلّا أغراض القوى المهيمنة، مشكلته تبدأ من مصداقيّته التي يظهر ضعفها من خلال الشرخ بين القول والفعل وبين العلم والأخلاق.
 
أخلاقيّات العلم عند الإمام الخامنئي - د. عبد الله زيعور

[1]  د. حاتم السعدي، القيم التربويّة من وجهة نظرة الفلسفة الإسلاميّة (مكتبة العتبة الحسينيّة المقدسة، موقع دار العراق).

الأربعاء, 10 تموز/يوليو 2019 13:45

ما معنى أنه تعالى حيٌّ وقيوم؟

قال تعالى: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255].

في التعبير السائد، نقول للكائن إنّه حيٌّ إذا كان يتَّصف بالنموّ والتغذية والتكاثر والجذب والدفع، وقد يتَّصف بالحسّ والحركة. ولكن لا بدَّ من الانتباه إلى أنّ بعضاً من السذّج قد يحسبون حياة الله شبيهة بهذه، مع علمنا بأنّه لا يتّصف بأيّة واحدة من هذه الصفات. هذا هو القياس الذي يوقع الإنسان في أخطاء في حقل معرفة الله، حين يقيس صفات الله بصفاته.

«الحياة» بمعناها الواسع الحقيقي هي العلم والقدرة، وعليه، فإنّ من يملك العلم والقدرة اللامتناهيتين يملك الحياة الكاملة.

حياة الله هي مجموعة علمه وقدرته، وفي الواقع، بالعلم والقدرة يمكن التمييز بين الحيّ وغير الحيّ. أمّا النموّ والحركة والتغذية والتكاثر، فهي صفات كائنات ناقصة ومحدودة، فهي تكمل نقصها بالتغذية والتكاثر والحركة، أمّا الذي لا نقص فيه، فلا يمكن أن يتّصف بمثل هذه الصفات.

«القيوم» صيغة مبالغة من القيام. لذلك، فالكلمة تدلّ على الموجود الذي قيامه بذاته، وقيام كلّ الكائنات بوجوده. وبعباره أخرى: جميع كائنات العالم تستند إليه.

بديهيّ أنّ القيام، كما هو الشائع في الكلام اليوميّ، هو الوقوف وبالهيئة المعروفة، ولكن بما أنّ هذا المعنى لا يتّفق مع الله المنزّه عن الصفات الجسمية، لذلك فالمقصود به هو القيام بالخلق والتدبير والتعهّد، فإنّه هو الذي خلق المخلوقات كلّها، وتعهّد بتدبيرها وتربيتها وإدامتها، ولن يغفل عنها لحظةً واحدة، فهو قائم دائماً وأبداً وباستمرار دون توقّف.

ويتّضح من هذا، أنّ «قيّوم» هي في الواقع أساس كلّ صفات الفعل، وهي الصفات التي تبيّن علاقة الله بالموجودات، مثل الخالق، الرزاق، الهادي، المحيي، وأمثالها..

فالقيام بالخلق وتدبير أُمور العالم يشمل كلّ هذه الأُمور، فهو الذي يرزق، وهو الذي يحيي، وهو الذي يميت، وهو الذي يهدي. وعليه، فإنّ صفات الخالق والرازق والهادي والمحيي وأمثالها تتجمّع كلّها في «القيّوم».

ومن هنا، يتّضح أن تحديد البعض لمفهوم هذه الجملة بالقيام بأمر الخلقة، أو القيام بأمر الرّزق وأمثال ذلك، هو في الواقع إشارة إلى أحد مصاديق القيام، في حين أنّ مفهومه واسع ويشمل كلّ ذلك، لأنّ مفهومه، كما قلنا، يُعطي معنى القائم بالذّات، وغيره متقوّم به ومحتاج له. وفي الحقيقة، أنّ (الحيّ) يشمل جميع الصّفات الإلهيّة، كالعلم والقدرة والسّميع والبصير وأمثال ذلك، و(القيّوم) تتحدّث عن احتياج جميع المخلوقات إليه، ولذا قيل إنّ الاسم الأعظم الإلهي هو مجموع هاتين الصّفتين .ثمّ تضيف الآية ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾.

(سنةٌ) من مادّة (وَسَنَ)، وتعني كما يقول كثير من المفسِّرين، أنّها الإغفاءة والاسترخاء الّذي يكون في بداية النوم. وبعبارة أخرى، أنّه النّوم الخفيف، و(نوم) يعني الحالة الّتي تركد فيها بعض حواسّ الإنسان المهمّة. وفي الواقع، أنّ (سنة) عبارة عن النوم العارض للعين، ولكن عندما يتوغّل كثيراً في الإنسان، ويتعمَّق ويعرض على العقل، فيقال له (نوم). وجملة ﴿لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نوم﴾، هي في الواقع تأكيدٌ لصفة القيّوم التي يوصف بها الله، لأنَّ القيام الكامل والمطلق بتدبير عالم الوجود، يتطلّب عدم إغفال ذلك حتّى للحظة واحدة، أي أنّ الله لا يغفل طرفة عين عن حكمه المطلق على عالم الوجود وإدارته.

لذلك، فكلّ صفة لا تتفق مع قيّومية الله، تنتفي من ساحة قدس الله تلقائياً، بل إنّ ذاته منزّهة حتّى عن أتفه عامل يمكن أن يؤدّي إلى أيّ تهاون في عمله، مثل «السِّنَة».

أمّا سبب تقديم «السِّنَة» على «النوم» في الآية، مع أنّ القويّ يُذكر عادةً قبل الضعيف، فيعود إلى التتالي الطبيعي في عملية النوم، إذ تنتاب المرء «السِّنَة» أوّلاً، ثمّ تزداد عمقاً حتّى تورده في النوم العميق. وتشير هذه الآية إلى حقيقة استمرار فيض اللّطف الإلهيّ وديمومته وعدم انقطاعه عن وجوده لحظة واحدة، فهو ليس كعبادة الّذين يغفلون عن الآخرين بسبب النوم أو أيّ عامل آخر.

يلاحظ أنّ تعبير (لا تأخذه) تعبير رائع يؤدّي الغرض بدقّة، وهو يصوّر استيلاء النوم على الإنسان تصويراً مجسّداً، وكأنَّ النوم كائن قويّ ذو مخالب تمسك بالإنسان بقوّة وتأسره، إنّ ضعف أقوى الناس أمام سلطان النوم أمر لا اختلاف فيه.

مالكيّة الله المطلقة ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾، لا يكون هناك قيام بشؤون العالم بغير ملكية السماوات والأرض وما فيها. لذلك، فهذه الآية ـ بعد ذكر قيّومية الله ـ تشير إلى حقيقة كون العالم كلّه ملكاً خاصّاً لله، وأنّ كلّ تصرّف يحدث فيه فبأمر منه.

وعليه، فإنّ الإنسان ليس المالك الحقيقي لما عنده ولما يقع تحت تصرّفه، بل إنّه يتصرّف فيه لمدّة محدودة ووفق شروط معيّنة قرّرها المالك الحقيقي. لذلك، فعلى هؤلاء المالكين المؤقّتين أن يلتزموا تمام الالتزام بالشروط التي وصفها المالك الحقيقي، وإلاَّ فإنَّ مالكيّتهم المؤقّتة هذه تصبح باطلة وتصرّفهم غير جائز.

الشروط المطلوبة للتصرّف بملك الله هي التي وردت في الشرع وأبغت للناس.

من الواضح أنّ التقيّد بهذا يعتبر في الواقع عاملاً مهمّاً من عوامل التربية، إذا اعتقد الإنسان أنّه ليس المالك الحقيقيّ لما يملك، وإنما هو يتصرّف به لفترة قصيرة من الزّمن، فسيمتنع ـ دون شكّ ـ عن الاعتداء على حقوق الآخرين، وعن الحرص والطمع والاحتكار والبخل وأمثالها ممّا يتولّد في الإنسان نتيجة التصاقه بالدنيا، فيكون ذلك مدعاةً لتربيته تربية تجعله قانعاً بحقوقه المشروعة.

تفسير الأمثل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

ممثل الرئيس الروسي الخاص لسوريا الكساندر لافرنتييف، يؤكد أنّ بلاده أبلغت واشنطن وتل أبيب بموقفها الواضح بخصوص "الوجود الإيراني الشرعي في سوريا"، كما أبلغتها معارضتها لـ"فرض الضغط الأقصى على إيران"، ويعتبر أنّها "غير مجدية".

 

لافرنتييف يستبعد بقاء إيران في الاتفاق النووي بشكل أحادي / أ.ف.ب

أكد ممثل الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، الكساندر لافرنتييف، أنّ بلاده أبلغت واشنطن وتل أبيب بموقفها الواضح بخصوص "الوجود الإيراني الشرعي في سوريا". 

لافرنتييف أوضح خلال لقائه أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم الثلاثاء في طهران، أن روسيا أبلغت واشنطن وتل أبيب أيضاً معارضتها لـ"فرض الضغط الأقصى على إيران"، معتبراً أنّ هذه الضغوطات "غير مجدية".

وأضاف لافرنتييف "قلنا بصراحة في الإجتماع الثلاثي أنّ إيران بلد قوي في المنطقة وهي صديقة وشريكة استراتيجية لروسيا"، مستبعداً بقاء إيران في الاتفاق النووي بشكل أحادي "دون الاستفادة منه ودون التزام باقي الأطراف بتعهداتهم". 

كما أجرى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا محادثات مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي، بحثا خلالها آخر التطورات على الساحة السورية

المصدر:المیادین

 بيّن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) للأمة الإسلامية وعلى الخصوص لأتباع أهل البيت دروساً اخلاقية مستلهمة من القرآن الكريم.

 فبيّن (عليه السلام) في بعض لقاءاته مع بعض المنتسبين لآل البيت بأنه لا يكفي الإنتساب بدون العمل لله تبارك وتعالى فعليهم بإصلاح النفس قبل فوت الوقت.
 
1. نقاش تربوي مع زيد بن موسى
روى الصدوق في العيون بسنده عن ياسر انه خرج زيد موسى أخو أبي الحسن (عليه السلام) بالمدينة وأحرق وقتل وكان يُسمّى زيد النار، فبعث اليه المأمون فأسر وحُمِل إلى المأمون.
 فقال المأمون إذهبوا به إلى أبي الحسن. قال ياسر: فلمّا ادخل إليه قال له أبوالحسن: يازيد أغرّك قول سفلة أهل الكوفة: إن فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرّم الله ذريّتها على النار، ذلك للحسن والحسين خاصة. إن كنت ترى إنك تعصي الله عزوجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفر (عليه السلام) أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذاً اكرم على الله عزوجل من موسى بن جعفر (عليه السلام)، والله ماينال أحد ما عند الله عزوجل إلاّ بطاعته، وزعمت أنك تناله بمعصيته، فبئس ما زعمت.
 فقال له زيد: أنا اخوك وابن أبيك.
 فقال له أبوالحسن (عليه السلام): أنت أخي ما أطلعت الله عزوجل، إن نوحاً عليه السلام قال: ربّ إنّ ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. فقال الله عزوجل: يا نوح إنه ليس من اهلك إنه عمل غير صالح فأخرجه الله عزوجل من أن يكون من أهله بمعصيته[1].
 
2. ليس بين الله وبين أحد قرابة
وروى في العيون أيضاً بسنده عن ابراهيم بن محمد الهمداني، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من أحبّ عاصياً فهو عاص ومن أحبّ مطيعاً فهو مطيع، ومن أعان ظالماً فهو ظالم ومن خذل عادلاً فهو ظالم؛ انه ليس
بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله إلاّ بالطاعة ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لبني عبدالمطلب ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾[2].
 
3. خير منّي من كان أتقى لله وأطوع
وروى أيضاً عن الحاكم الحسين بن احمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدّثني أبوعبدالله محمد بن موسى بن نصر الرازي قال: سمعت أبي يقول: قال رجل للرضا (عليه السلام): والله ما على وجه الأرض أشرف منك أباً. فقال التّقوى شرّفهم وطاعة الله أحظتهم. فقال له آخر: أنت والله خير الناس.
فقال له: لا تحلف يا هذا، خير منّي من كان أتقى الله تعالى وأطوع له والله ما نُسخت هذه الآية: وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ[3].
 
4. العفو عن محمد بن خالد
روى العياشي عن صفوان قال: أستأذنت لمحمد بن خالد على الرضا (عليه السلام) أبي الحسن وأخبرته أنه ليس بقول بهذا القول، وأنه قال: والله لا أريد بلقاءه إلاّ لأنتهي إلى قوله.
فقال: أدخله، فدخل، فقال له: جعلت فداك إنه كان فرط منّي شيء وأسرفت على نفسي، وكان فيما يزعمون أنه كان يعيبهُ. فقال: وأنا أستغفر الله ممّا كان منّي؛ فأحبُّ أن تقبل عذري وتغفر لي ما كان منّي، فقال: نعم أقبل، إن لم أقبل كان إبطال مايقول هذا وأصحابه ـ وأشار إليّ بيده ـ ومصداق ما يقول الآخرون يعني المخالفين، قال الله لنبيّه عليه وآله السلام: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر، ثم سأله عن أبيه فأخبره أنه قد مضى واستغفر له»[4]
ولا شك ان المقصود من قول الإمام إن لم أقبل كان إبطال مايقول هذا وأصحابه، اي قول صفوان واصحابه في حق الإمام بأنه صاحب حلم وعفو و... بحيث لو لم يعفه الامام لقال المخالفون فأين خلق الإمام لماذا لم يعفو عن محمد بن خالد وقد قدّم عذره إليه وطلب منه العفو.
 
5. هات إسمه ودع عنك هذا
روى الصدوق في العيون عن البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن محمد بن يحيى بن أبي عباد قال حدثني عمي قال سمعت
الرضا (عليه السلام) يوماً ينشد وقليلاً ما كان ينشد شعراً:
كلنّا نأمل مداً في الأجل
  والمنايا هُنّ آفات الأمل
 لا تغرنّك أباطيل المنى
 والزم القصد ودع عنك العلل
 إنما الدّنيا كظلٍ زائل
 حلّ فيه راكب ثم رحل

 
فقلت لمن هذا أعزّ الله الأمير؟ فقال لعراقي لكم. قلت أنشدنيه أبوالعتاهية لنفسه. فقال: هات اسمه ودع عنك هذا، إنّ الله سبحانه وتعالى يقول: ولاتنابزوا بالألقاب ولعلّ الرجل يكره هذا[5].
 
6. أحسن الظن بالله
روى الكليني عن سهل عن عبيدالله عن أحمد بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن الرّضا (عليه السلام) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة. فقلت له: جعلت فداك إنّا كنّا في سعة من الرزق وغضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغيير فادع الله عزوجل أن يردّ ذلك إلينا، فقال أيّ شيء تريدون تكونون ملكاً؟ أيسرّك أن تكون مثل طاهر وهرثمة[6]. وانك على خلاف ما أنت عليه؟ قلت لا والله ما يسرّني أن لي الدنيا بما فيها ذهباً وفضة وأني على خلاف ما أنا عليه.
قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر الله، إن الله عزوجل يقول لئن شكرتم لأزيدنكم وقال سبحانه وتعالى: اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور، وأحسنوا الظن بالله. فإن أبا عبدالله (عليه السلام) كان يقول: مَن حَسُنَ ظنّه بالله كان الله عند ظنّه به ومن رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته وتنعّم
أهله وبَصَّره الله داء الدنيا ودواءها وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام. ثم قال: ما فعل ابن قياما. قال: قلت والله إنه ليلقانا فيحسن اللقاء. فقال: وأيّ شيء يمنعه من ذلك ثم تلا هذه الآية: لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبةً في قلوبهم إلاّ ان تقطع قلوبهم.
قال: ثم قال: تدري لأيّ شيء تحيّر ابن قياما؟[7]
قال: قلت لا، قال: إنه تبع أبا الحسن (عليه السلام) فأتاه عن يمينه وعن شماله وهو يريد مسجد النبي صلى الله عليه وآله، فالتفت إليه أبو الحسن (عليه السلام) فقال: ماتريد حيّرك الله، ثم قال: أرأيت لو رجع إليهم موسى فقالوا: لو نصبته لنا فاتبعناه وأقصصنا أثره، أهم كانوا أصوب قولاً أو من قال: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى.
قال: قلت: لا بل من قال: نصبته لنا فتبعناه واقصصناه أثره.
قال: فقال: من ها هنا أتى ابن قياما ومن قال بقوله.
قال: ثم ذكر ابن السراج فقال: إنه قد أقّر بموت أبي الحسن وذلك أنه أوصى عند موته فقال: كلّ ما خلّفت من شىء حتى قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن (عليه السلام) ولم يقل هو لأبي الحسن (عليه السلام). وهذا إقرار ولكن أيّ شيء ينفعه من ذلك وممّا قال ثم أمسك[8] .

السيرة القرآنية للامام الرضا - محمد جواد الطبسى

[1] عيون اخبار الرضا ج 2 ص 234.
[2] سورة المؤمنون اية 101.
[3] نفس المصدر ص 236.
[4] سورة آل عمران اية 159.
[5] عيون اخبار الرضا ج 2 س 177.
[6] امّا طاهر فهو طاهر بن الحسين من اكبر قواد المأمون العباسى وكان من اصحاب الرضا كان متشيعاً، وامّا هرثمة هو هرثمة بن اعين كان ايضاً من قواد المأمون وكان معروفاً بالتشيع ومحباً لأهل البيت.
[7] الكافي ج 8 ص 346.
[8] هو الحسين بن قياما رجلاً واقفياً خبيثاً وقيل برجوعه من الوقف.

- "بن مبارك": "دول الاستبداد العربي تخشى أن تحتذي شعوبها بالتجربة التونسية حين تمر عبر الانتخابات المقبلة من الانتقال الديمقراطي إلى الاستقرار"
- "البوعزيزي" يتهم الإمارات والسعودية بـ"تزعم حربًا ضد الديمقراطية التونسية" و"المساهمة بتدمير اليمن وتخريب المشهد السّياسي الليبي ودعم الانقلابيين بالسودان"
- باسل الترجمان: "من يريد أن يتهم أي دولة عليه أن يثبت ذلك"
- الترجمان: "أطراف مرتبطة بالإسلام السياسي سعت لتأجيل الانتخابات"، و"داعمو التطرف في شمال إفريقيا هم المسؤول الأول عن الإرهاب"

مرّة أخرى تعصف بتونس عمليات إرهابية في وقت يستعد فيه المواطنون لخوض ثالث استحقاق انتخابي منذ الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (1987 - 2011).

توقيت تلك العمليات دفع كثيرين إلى اتهام أطراف إقليمية بالوقوف خلفها؛ خوفًا من استقرار التجربة الديمقراطية التونسية، عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية، في 6 أكتوبر/ تشرين أول و17 نوفمبر/ تشرين ثانٍ المقبلين على التوالي.

ويقول محللان سياسيان ، إن جهات أجنبية لا يروق لها أن تكون تونس نموذجًا يحتذى به عربيًا هي التي تقف وراء محاولة "إرباك" المسار الانتقالي.

بينما يرى محلل ثالث، أن ذلك التحليل يتطلب إثباتًا وأدّلة، معتبرًا أن طرفًا آخر يستخدم تنظيم "داعش" الإرهابي لتأجيل الانتخابات.

‎وشهدت تونس ثلاث عمليات إرهابية متزامنة، منهما تفجيران انتحاريان تبناهما "داعش" استهدفا وسط العاصمة تونس، وأسفرا عن مقتل شرطي ومدنيين اثنين وإصابة خمسة عناصر الأمن ومدنيين آخرين.

وأعلنت الداخلية التونسية، الأربعاء، أن إرهابيًا مطلوبًا على خلفية تفجيرين انتحاريين، فجّر نفسه بإحدى ضواحي العاصمة، باستخدام حزام ناسف، أثناء إطلاق قوات الأمن النار عليه.

** رسائل سياسيّة

وبهذا الخصوص، يرى جوهر بن مبارك، أستاذ القانون الدستوري، أن "العمليات التّي شهدتها تونس مؤخرًا فاشلة، رغم أن المناخ الذي وقعت فيه مربك للغاية، بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة، مقابل موسم سياحي واعد، وهذا أمر مريب".

ويضيف "بن مبارك أن "الأحداث تتزامن مع الوعكة الصحية لرئيس الجمهورية الباجي قائد السّبسي، والمناخ السياسي المتوتر حول الانتخابات والدعوات إلى تأجيلها.. كما أن ما يحدث في ليبيا والجزائر والسودان واليمن ليس بمعزل عما يحدث في تونس".

ويتابع: "من بيده أدوات الإرهاب لديه رسائل سياسية يريد تبليغها".

ويردف: "هناك دول اشتغلت على ملف الربيع العربي (ثورات شعبية بدأت أواخر 2010)، واستطاعت تدمير وإجهاض كل التجارب في العالم العربي، بفعل تدخل خليجي إماراتي سعودي معلن ومكشوف"، وفق تعبيره.

ويشدد على أن "تونس ليست بمعزل عن هذا المخطط، فهي الوحيدة التي بقيت صامدة، وهذا لا يروق لدول الاستبداد العربي التي استعانت بسياسيين وإعلاميين، وتشتغل منذ سنتين أو ثلاث وفق أجندة لإرباك المسار الانتقالي في تونس".

ويُنظر إلى تونس على أنها التجربة الديمقراطية الوحيدة الناجحة بين دول عربية أطاحت ثورات شعبية بأنظمتها الحاكمة، بينها مصر واليمن وليبيا.

ويعتقد "بن مبارك" أن "هذه الشبكة (الدول) تدرك أن انتخابات 2019 ستنقل تونس من مرحلة الانتقال الديمقراطي إلى الاستقرار".

ويلفت إلى أن تلك الشبكة "تخشى أن تترسّخ التجربة التونسية، وتحتذي بها شعوبها".

ويستدرك: "إلا أن التجربة الديمقراطية ستتواصل وستزداد زخمًا.. الشعب والقوى الحية متفطنة لذلك، وهي محاولة ليست الأولى وتعود وتتكرر.. هناك فطنة كبيرة من الجزء الكبير من الشّعب التونسي".

ويرى "بن مبارك" أن "من نفذ العمليات الإرهابيّة هم شّباب يتم غسل أدمغتهم في صلب المنظمات الإرهابية".

ويتابع: "هم ينفذون العمليّات في إطار توجهاتهم الأيديولوجيّة، لكن الأوامر تأتي من خارج الحدود، فهم مجرد أداة".

ويرجح "أن تكون الضربات القادمة بالطريقة نفسها.. مخابرات تلك تمتلك أذرعًا كي تنفذ وتربك الوضع أكثر في تونس".

** أطراف إقليمية

فيما يقول الأمين البوعزيزي، وهو ناشط حقوقي تونسي، إن "الأحداث لا تُفهم إلا في سياقها.. وأطراف إقليمية تحارب الديمقراطية التونسية، وتعتبر أن ثورات الربيع العربي هي مؤامرة وفوضى خلّاقة وربيع عبري".

ويتهم البوعزيزي كلًا من الإمارات والسعودية بتزعم "هذه الحرب"، والمساهمة في "تدمير اليمن وتخريب المشهد السّياسي في ليبيا، ودعم الانقلابيين في السودان".

كما يعرب عن اعتقاده أن هدف المتورطين في العمليات "هو التشويش على الانتخابات القادمة، ومحاولة اللعب في هذا التوقيت لإجهاض المسار الانتخابي".

ويفسّر ذلك بـ"العداء للديمقراطية في تونس، فهي تعتبر بالنسبة لهم شاذة في غابة من التوحش الاستبدادي العربي".

ويشدد البوعزيزي على أن "الثورة في تونس باقية ودؤوبة ولها أنصار وأعداء".

ويضيف: "هم (من يستهدفون تونس) لم ولن ييأسوا، لكن ما انتظروه لم يحصل، بفضل وحد الصف التونسي (..) وهذا يحصل في تونس لأول مرة منذ الثورة".

** من يحرك "داعش" ؟

أما باسل الترجمان، وهو محلل سياسي تونسي، فيذهب إلى أن "من يريد أن يتهم أي دولة عليه أن يثبت ذلك".

ويقول الترجمان: "نعرف من تورط في نقل الإرهابيين، ومن ينقلهم حاليًا، ومن جعل عاصمته عاصمًة للجماعات (الإرهابية)".

ويلفت إلى أن "هذا المخطط الداعشي جاء بعد أربع سنوات من عمليّة إرهابية ضربت (مدينة) سوسة (شرقي تونس)، وأودت بحياة عشرات السياح".

ويتابع: "واليوم تستخدم الجماعات الإرهابية الذّكرى والتاريخ للتأكد من أنها لم تتزحح عن رؤيتها ومنهجيتها في ضرب أمن واستقرار تونس".

ويرى أن "هناك متغيرات إقليمية خطيرة متمثلة أساسًا في عودة مئات الإرهابيين من داعش وجبهة النصرة ووضعهم في الغرب الليبي وتحالفهم المكشوف مع حكومة فائز السراج (معترف بها دوليًا)، ومقتل عشرات منهم في معارك بليبيا"، على حد قوله.

ويعتبر أن "هؤلاء يستغلون عودتهم لتنفيذ مخطط لضرب أمن واستقرار تونس.. والسؤال هو: من الذي سهّل لهم مغادرة معاقل داعش شمالي سوريا والانتقال إلى طرابلس ومصراته وغيرهما؟"، وفق تعبيره.

ويرى الترجمان أن: "داعمو الإسلام المتطرف في شمال إفريقيا هم المسؤول الأول عن الإرهاب".

ويختم بأن "أطراف مرتبطة بالإسلام السياسي (لم يحددها) سعت إلى تأجيل الانتخابات في تونس.. تلك الأطراف تخشى الهزيمة في الانتخابات، ولم تستطع أن تقنع الأطراف الأخرى بمصداقيتها في العمليات الديمقراطيّة".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستقبل اليوم في البيت الأبيض أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ويشكره على تقديم بلاده 8 مليارات دولار لتوسعة القاعدة العسكرية الأميركية في قطر.

 

ترامب يشكر أمير قطر على دفعه ثمانية مليارات دولار لتوسيعِ قاعدة "العديد"

استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم في البيت الأبيض أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وقبل اللقاء الرسمي شارك ترامب والأمير في حفل عشاء أقيم في وزارة الخزانة الأميركية أعرب خلاله الرئيس الأميركي عن شكره لأمير قطر على تحمل الدوحة كامل تكلفة توسيع قاعدة "العديد" الجوية العسكرية، والتي بلغت 8 مليارات دولار.

كما أكّد ترامب في كلمة ألقاها أن الولايات المتحدة لم تدفع شيئاً في هذه العملية.

من جهته أكّد أمير قطر التزام بلاده الاستثمار في المجالين العسكري والأمني، مشيراً إلى أنّ التعاون مع واشنطن يعزز الاستقرار في المنطقة.