
emamian
ترامب: لماذا علينا حماية حدود سوريا التي تبعد عنا 7 آلاف ميل
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبرر قراره بالانسحاب من شمال سوريا وعدم دفاعه عن الأكراد في سوريا على بعد 7 آلاف ميل عن الولايات المتحدة، متسائلاً لماذا يجب أن يقاتل الأميركيون من أجل سوريا والرئيس بشار الأسد، معلناً ترامب: أنه "مستعد تماماً لتدمير اقتصاد تركيا سريعا اذا واصل القادة الأتراك مسارهم المدمر والخطير".
الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أ ف ب)
غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء اليوم قائلاً: "بعد هزيمة خلافة داعش 100%، قمت بنقل قواتنا إلى حدّ كبير من سوريا، دعوا سوريا والأسد يحميان الأكراد ويحاربان تركيا من أجل أرضهم، قلت للجنرالات، لماذا يجب أن نقاتل من أجل سوريا والأسد لحماية أرض عدونا؟ كل من يريد مساعدة سوريا في حماية الأكراد هو جيّد معي، سواء كانت روسيا أو الصين أو نابليون بونابرت، آمل أن يفعلوا كل شيء رائع، فنحن على بعد 7000 ميل!".
وأضاف: "يريد بعض الناس من الولايات المتحدة أن تحمي الحدود السورية على بعد 7000 ميل، برئاسة بشار الأسد، عدونا. في الوقت نفسه، فإن سوريا وأيّا كان من اختاروا المساعدة، تريد بطبيعة الحال حماية الأكراد".
ترامب أعلن وقف المفاوضات التجارية مع أنقرة والسماح بفرض عقوبات على مسؤولين أتراك.
وقال إن الأمر الرئاسي سيشمل عقوبات على مسؤولين اتراك سابقين وحاليين وأي شخص يساهم في افعال تركيا المزعزعة للاستقرار في شمال شرقي سوريا بالإضافة الى زيادة الرسوم الجمركية على واردات الحديد التركي بنسبة 50٪".
وإذا أعلن في بيانٍ له أننا "سنوقف مفاوضاتنا مع تركيا المتعلقة بصفقة قيمتها 100 مليار دولار على الفور".
وأضاف ترامب "أنا مستعد تماماً لتدمير اقتصاد تركيا سريعاً، اذا واصل القادة الأتراك مسارهم المدمّر والخطير".
وتابع ليقول إن "أفضل التركيز على حدودنا الجنوبية التي تتاخم الولايات المتحدة الأميركية وتشكّل جزءاً منها وبالمناسبة، الأرقام في طريقها إلى الأسفل ويتم إنشاء الجدار!".
من جهته، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: "أشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث الأخيرة في سوريا واستجابتنا لها".
وأضاف ماكونيل أن"هجوم تركيا على شركائنا الكرد السوريين يعرّض سنوات من التقدم الذي تحقق بشق الأنفس في الحرب ضد داعش للخطر".
ورأى ماكونيل أن انسحاب القيادة الأميركية من هذه المنطقة المحورية لن يخدم مصالح أمتنا على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل، ومن شأنه أن يجعل الوضع أسوأ بكثير، ليس فقط للشركاء الإقليميين مثل إسرائيل والأردن بل للولايات المتحدة أيضاً".
وأضاف:"أتطلّع مع زملائي الآخرين في مجلس الشيوخ إلى مناقشة ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لتجنب وقوع كارثة مأساوية خلال لقاء مع مسؤولين في إدارة ترامب هذا الأسبوع".
المصدر : الميادين
الولاية في مدرسة الحسين (عليه السلام)
قال الله تعالى في كتابه المجيد: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾1.
طاعة الله
إنّ عقل الإنسان كما يدلّه على معرفة الله تعالى يدلّه على وجوب طاعته في كلّ شؤون حياته، وبهذا يتحقّق معنى العبوديّة التي يترك الإنسان فيها ما تستهويه نفسه من ذوق خاصّ يبعده عن طاعة ربّ العالمين، فينساق لأمر الله منطلقاً من معرفته بأنّه العليم الحكيم.
وبهذا يتجنّب الإنسان أن يقع في مشكلة إبليس الذي انجذب لهواه بعيداً عن طاعة ربِّه. وقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): «أُمر إبليس بالسجود لآدم، فقال: يا ربّ وعزِّتك إن أعفيتني من السجود لآدم (عليه السلام) لأعبدك عبادة ما عبدك أحد قطُّ مِثلَها، قال الله جلَّ جلاله: إنّي أحبّ أن أُطاع من حيث أريد»2.
طاعة الرسول
وأراد الله أن تكون طاعته عبر طاعة خاتم الأنبياء محمّد (صلى الله عليه وآله) التي تنطلق من الإيمان بعصمة النبيّ الكريم التي أخبر الله عنها بقوله: ﴿ومَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾3، وقد أخبر الله تعالى عن إرتباط المؤمنين بالرسول الأكرم، وإطاعتهم له بأبلغ تعبير في ما قال تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ﴾4.
وقد سُئل النبيّ (صلى الله عليه وآله): «ما هذه الولاية التي أنت أولى بها من أنفسنا؟ فأجاب: السمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم»5؛ لأنّ طاعة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ليست طاعة لشخص تنطلق أوامره من ذاتيّاته، بل من إرادة الله سبحانه وتعالى، من هنا فإنّ أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ونهيه مقدَّمان على ما تهوى النفس وتميل إليه، وهذا ما أكَّده صلوات الله عليه وآله حينما قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به»6.
طاعة أولي الأمر
وفرض الله على الناس إطاعة أولي الأمر منهم بعد طاعة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وقد روى جابر بن عبد الله الأنصاري أنه «لما أنزل الله عزّ وجلّ على نبيه محمّد (صلى الله عليه وآله) ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾ قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن «أولي الأمر» الذين قرن طاعتهم بطاعته؟
فقال (صلى الله عليه وآله): «هم خلفائي يا جابر، وأئمّة المسلمين من بعدي، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثم الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سَمِيِّي محمّد وكُنِيِّي حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكرُه على يديه مشارق الأرض ومغاربها...»7.
وقد حدَّد النبيّ (صلى الله عليه وآله) وظائف أولي الأمر بعده التي منها:
الأولى: وهي تدخل في إطار التشريع وإكمال تبليغ الدين، وعن هذه الوظيفة قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): «إنّي تارك فيكم الثَّقَليْن كتاب الله وعترتي أهل بيتي (ما إن تمسكتم بهما لن تَضِلّوا بعدي أبداً)، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»8. وقد تحدّثت عن هذه الوظيفة في المحاضرة الأولى.
الثانية: تدخل في إطار قيادة الأمّة والحاكميّة في المجتمع، ولتحديد وليِّ الأمر الأوّل، وإعلان قيادته على الناس أوقف النبيّ (صلى الله عليه وآله) عشرات الآلاف من المسلمين بعد رجوعه من الحجّ في منطقة غدير خُمّ، وأمر أن يُصنع له منبر في جوٍّ شديد الحرّ في وقت لو طُرح اللّحمُ فيه على الأرض لانشوى9. وصعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) المنبر ورفع عليّاً إليه وقال: أيّها الناس، من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله، فقال (صلى الله عليه وآله): ألا من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللَّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأنصر من نصره، واخذل من خذله»10.
الخلفاء اثنا عَشَر
ولم تغمض عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى حدَّد للأمّة المرجعيّة الدينيّة والقيادة السياسيّة إلى يوم القيامة فقال (صلى الله عليه وآله): - كما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وهما أوثق كتابين عند أهل السُّنَّة بعد القرآن الكريم، والنصُّ لمسلم-: «لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش»11.
وكما تعدَّدت صيغ هذا الحديث في صحيح مسلم، تعدَّدت في مُسند أحمد بن حنبل الذي فيه عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): «لا يزال هذا الأمر مؤاتى أو مقارباً حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش»12.
وفيه أيضاً عن جابر بن سَمُرَة: جئت أنا وأبي إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «لا يزال هذا الأمر صالحاً حتى يكون اثنا عشر أميراً، ثمّ قال كلمة لم أفهمها، قلت لأبي ما قال: قال: قال: كلّهم من قريش»13.
دور الولاية في الدنيا والآخرة
وشدَّد النبيّ (صلى الله عليه وآله) وخلفاؤه (عليه السلام) على أهميّة ولاية أئمّة أهل البيت (عليه السلام) ودورها في حفظ الدين والأمّة في الدنيا وآثارها في الآخرة.
في الدنيا
فها هو أمير المؤمنين (عليه السلام) يتحدّث عن دور الولاية في الأمّة فيقول: «مكان القيِّم من الأمر مكان النِّظام من الخَرَز يجمعه ويضمّه، فإذا انقطع النظام تفرَّق الخرز وذهب، ثمّ لم يجتمع بحذافيره ابداً»14.
فالإمامة في قول الإمام هي كالسِّلْك الذي ينظِمُ الخرز، فإذا انقطع السلك تفرَّق الخرز وضاع.
عند الموت
وأخبر النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) المسلمين أنّ عدم معرفة الإمام توجب الكفر عند الموت، فقال في الحديث المشهور عنه عند كلّ المسلمين: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة«.
في القبر
وللولاية دور في قبر الإنسان، كما رُوي عن أحد الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام): «إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستُّ صور، فيهنّ صورة أحسنهنَّ وجهاً، وأبهاهُنَّ هيئة، وأطيبِهِنَّ ريحاً، وأنظفِهِنَّ صورةً، فتقف صورة عن يمينه، وأخرى عن يساره، وأخرى بين يديه وأخرى خلفه وأخرى عند رجله، وتقف التي هي أحسنُهنَّ فوق رأسه، فإن أتى عن يمينه منعته التي عن يمينه، ثمّ كذلك إلى أن يؤتى من الجهات السِّتّ، فتقول أحسنُهنّ صورة: ومن أنتم جزاكم الله عنّي خيراً؟
فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول التي عن يساره: أنا الزكاة، وتقول التي بين يديه: أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحجُّ والعُمرة، وتقول التي عند رجليه: أنا بِرُّ من وصلت من إخوانك، ثمّ يقلن: من أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً وأطيبنا ريحاً وأبهانا هيئة؟ فتقول: أنا الولاية لآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين»15.
يوم القيامة
ونطق القرآن الكريم بدور الولاية يوم القيامة حينما قال: «يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم»16، فكلّ إنسان يُحشر يوم القيامة مع الإمام الذي كان يتولّاه في الدنيا، فإن كان إمام حقّ فارتباطه به ينفعه في ذلك اليوم، أمّا إن كان إمام باطل فقد أعطى القرآن نموذجاً عن مصير المرتبطين به في حديثه عن فرعون حينما يَقْدُمُ يوم القيامة مَنْ كان يتولّاه في الدنيا نحو مصير واحد: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴾17.
ولاية عليّ (عليه السلام) في صدر الإسلام
ورغم كلّ هذا التركيز والتشديد على أهميّة الولاية ودورها ومكانتها وعقوبة مخالفتها، فقد تخلَّفت الأمّة بأغلبها عن ولاية الإمام عليّ (عليه السلام)، ثمّ جاء عليّ (عليه السلام) ليتولّى سدَّة الحكم بعد مقتلِ عثمان، وكانت التجرِبة المريرة في صفّين، وأغلب الناس كانوا مضلَّلين على المستوى الفكريّ أو تابعين لأهوائهم على المستوى العمليّ، فلم يتوقّفوا للإرتباط الحقيقيّ بالولاية الإلهيّة المتمثّلة بالإمام عليّ (عليه السلام)، وعانى عليّ (عليه السلام) في ذلك المجتمع المعاناة المريرة حتى قال لأصحابه في صفّين: «صاحبكم - يعني نفسه - يطيع الله وأنتم تعصُونه وصاحب أهل الشام يعصي الله وهُم يُطيعونه، لَودِدْتُ والله أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ منّي عشرة وأعطاني رجلاً منهم»18.
نعم ثلُّةٌ قليلة كانت تفهم عليّاً وقد ارتبطت به الإرتباط بالمعصوم فعلمت أنّ إطاعته كإطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تتمّ بتسليم مطلق، وقسم من هؤلاء لم يكونوا في «صفّين»، إذ توفّاهم الله قبل ذلك، منهم سلمان الذي أجرى حواراً مع أبي ذرّ الغفاريّ ينطوي على فهم عميق لعصمة الإمام عليّ (عليه السلام)، فقد قال سلمان لأبي ذرّ: يا أبا ذرّ، هَبْ أنَّك دخلت على عليّ (عليه السلام) في المسجد ووجدته يشرب الخمر، ماذا تفعل؟
فأجاب أبو ذرّ بأنّه لا يمكن له أن يتصوّر هذا المشهد حتى يجيب، فأصرَّ عليه سلمان وأبو ذرّ يرفض تصوُّر المشهد.
فقال له سلمان: سلني أنت هذا السؤال، فسأله أبو ذرّ: يا سلمان هب أنك دخلت على علي (عليه السلام) في المسجد ووجدته يشرب الخمر، ماذا تفعل؟
فأجاب سلمان: أجلس وأشرب معه..
لم يرد سلمان أن يقول أنا أفعل الحرام إذا فعله علي (عليه السلام) والعياذ بالله، بل أراد أن يقول إنّ عليّاً لا يمكن أن يشرب الخمر وهو الإمام المعصوم بالعصمة الإلهية، أجلس وأشرب معه لأنّ ما يشربه ليس مما حرَّمه الله تعالى.
ولاية الحسن والمعاناة
وقُتل علي (عليه السلام) بسبب تخلّف الأمّة الفكري والعملي، وجاء الإمام الحسن (عليه السلام) ليقود المجتمع المتفتّت المتخلّف، لكنّ الظروف لم تتح له فرصة الإصلاح، واضطرّ - كما هو معروف - إلى صلح معاوية.
وجاء أحد أصحابه إليه ليعطي الصورة الواضحة على عدم فهم المسلمين لعصمة الحسن (عليه السلام) ووجوب طاعته، فسلَّم عليه قائلاً: السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين، لكنّ الإمام (عليه السلام) أخبره بهدوء عن سبب الصلح ليعود ذلك الصاحب إلى نفسه معتذراً إلى الإمام19.
ولاية الأمر في كربلاء
وتولَّى الحسين (عليه السلام) الإمامة بعد أخيه الحسن (عليه السلام) ليَرِدَ كربلاء حيث سجَّل التاريخ معاناة الحسين (عليه السلام) مع المجتمع المضلَّل والمفتَّت والمهزوم باستثناء ثلَّة من أصحاب الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الذين كتبوا بدمائهم أرقى لوحة ولاء للإمام الحسين (عليه السلام).
وفي العاشر من المحرَّم يستوقفني موقف حدث بعد استشهاد الحسين (عليه السلام) وهو موقف العقيلة زينب (عليه السلام) التي وصفهاالإمام زين العابدين(عليه السلام) بأنّها عالِمة غير مُعلَّمة، فبعد قتل الحسين (عليه السلام) جاءت زينب العالمة البصيرة صاحبةَ التجربة الطويلة في الحياة، وهي قد تجاوزت الخمسين من العمر، جاءت إلى ابن أخيها الصغير الإمام عليّ زين العابدين (عليه السلام) لتسأله: ماذا نصنع يا ابن أخي؟ لماذا سألته زينب (عليه السلام) وهي عقيلة بني هاشم وأفضل نسائهم وهي ربيبة علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ سألته لأنّه هو وليُّ أمرها، إنّه الإمام الذي تجب عليها طاعته، لقد أعطت زينب (عليه السلام) في موقفها هذا درساً في الولاية لوليّ الأمر.
وعانى الإمام زين العابدين (عليه السلام) ما عانى آباؤه من المجتمع الذي لا يدرك حقّ الولاية، وتبعه ولده الباقر (عليه السلام) فحفيده الصادق (عليه السلام).
الإمام الصادق (عليه السلام) وولاية الأمر
واستلم الإمام الصادق (عليه السلام) منصب الولاية بعد وفاة أبيه الباقر (عليه السلام) في ظرف احتضار الدولة الأمويّة، وانصبَّت أعين الناس على الإمام الصادق (عليه السلام) ليقود الثورة ضدّ الأمويّين، وكتب أبو مسلم الخراساني - أحد قادة الثورة - كتاباً للإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه: «إنّي أظهرت الكلمة ودعوت الناس عن موالاة بني أميّة إلى موالاة أهل البيت، فإن رغبت فلا مزيد عليك»20
فكان جواب الإمام الصادق (عليه السلام): «ما أنت من رجالي ولا الزمان زماني»21.
وكانت محاولة ثانية من أبي سَلَمة الخلاَّل - وهو أحد نقباء الدولة العبّاسيّة - فبعث إلى الإمام (عليه السلام) رسولاً يحمل معه كتاباً يذكر فيه للإمام استعداده للدعوة إليه وتخلِّيَه عن بني العباس، فكان جواب الإمام (عليه السلام): «ما أنا وأبو سلمة؟ وأبو سلمة شيعة لغيري»22.
وما يُفهمنا موقف الإمام هو ما جرى له مع صاحبه سدير حينما جاءه قائلاً: والله لا يسَعُكَ القعود، أي لا بدّ أن تقوم لقيادة الثورة، فقال له الإمام الصادق (عليه السلام): ولِمَ يا سدير؟ قال سدير: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك، فقال (عليه السلام): وكم عسى أن يكونوا؟ فقال: مائة ألف.. فقال (عليه السلام): مائة ألف! قال: نعم ومائتي ألف، قال: مائتي ألف! قال: نعم ونصف الدنيا، فسكت الإمام ثمّ ذهبا معاً إلى «ينبع» فقال له الإمام وهو ينظر إلى قطيع من الجِداء: «والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجِداء ما وسِعَني القعود»23.
علم الأئمَّة أنّ في الأمّة مشكلة عقائديّة لا بدّ من أن يركَّز عليها وهي مسألة الولاية فأخذوا يركِّزون عليها لينشأ الجيل المؤمن بها المستعدّ للتضحية من أجلها في سبيل الله تعالى.
الولاية في عصر الغيبة الكبرى
وكان نظر المعصومين (عليه السلام) يتركَّز على جيل الغيبة الكبرى الذي سيحمل الولاية بإيمان عميق بها، وأرادوا سلام الله عليهم أن يستمرّ ذلك الجيل بموالاته للنبيّ وأئمّة أهل البيت عبر موالاتهم للعلماء الذين ذابوا في خطّ الولاية.
والبداية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي رُوي عنه قوله: «اللهمّ أرحم خلفائي (ثلاث مرّات) قيل: يا رسول الله، ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون بعدي، يروون حديثي وسنّتي فيعلِّمونها الناس من بعدي»24 .وهذا الحديث يعطي العلماء المجتهدين دور القيادة والخلافة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بشكل واضح25.
وجاء الإمام الصادق (عليه السلام) يركِّز في أحاديثه على منصب الحاكمية في المجتمع الإسلامي، وعلى شروط الحاكم والقائد السياسيّ الذي يجب على الأمّة اتّباعه، فأجاب من سأله عن رجلين يريدان أن يتحاكما: «ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثَنا، ونظرَ في حلالنا وحرامنا وعرَفَ أحكامَنا.. فليرضَوْا به حَكَماً، فإنّي جعلته عليكم حاكماً»26.
وأكّد صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) على قيادة العلماء الفقهاء في غيبته حينما أجاب من سأله: «أمّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حُجَّة الله»27.
وفي القرن العشرين خرج الإمام الخميني (قده) من قُمّ، يجدِّد دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار في انقياد الأمّة للفقهاء، وحقّق حلم الأنبياء والأولياء بإقامة دولة الإسلام التي يحكمها الفقيه العادل الذي نظر في حلالهم وحرامهم وروى أحاديثهم فكان الحجّة منهم على الأمّة، وكان الاستحقاق من جديد مع نائب المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، لكنّ جيل الغيبة هذه المرّة كان قد وعى أبعاد الولاية فنصر الإسلام بنصرة الإمام.
وبرزت من جديد بعد رحيل الإمام، ولاية عليٍّ الإمام (عليه السلام) في عليّ القائد المفدَّى (حفظه المولى) ليقود الأمّة التي تعلّمت من أصحاب الحسين في كربلاء كيف يكون الولاء.
سماحة الشيخ د. أكرم بركات
1- سورة النساء، الآية: 59.
2- الراوندي، قصص الأنبياء، تحقيق اليزدي، منشورات مجمع البحوث الاسلامية، مشهد، ط1، ص43.
3- سورة النجم، الآية: 3.
4- سورة الأحزاب، الآية: 6.
5- انظر: التبريزي، المراقبات، منشورات دار السلام، بيروت، ص249.
6- انظر: مغنية، التفسير الكاشف، منشورات دار العلم للملايين، بيروت، ج6، ص193.
7- المشهدي، تفسير كنز الدقائق، ج2، ص493.
8- الطبري، المسترشد، ص56، وكذا انظر كتاب «حديث الثقلين» منشورات دار التقريب بين المذاهب الاسلامية، القاهرة.
9- انظر المراقبات، ص251.
10- انظر المصدر السابق، ص252.
11- صحيح مسلم، منشورات دار الفكر، بيروت 1992 ج2، ص184.
12- مسند الامام احمد بن حنبل، منشورات دار احياء التراث العربي، بيروت 1994م، ج6، ص122.
13- المصدر السابق.
14- بيضون، تصنيف نهج البلاغة، منشورات مكتب الاعلام الاسلامي، قم 1408هـ، ص327.
15- شبرَّ، تسلية الفؤاد، ص93.
16- سورة الإسراء، الآية: 71.
17- سورة هود، الآية: 98.
18- نهج البلاغة، شرح عبده، ص216.
19- انظر: ياسين، صلح الحسن، منشورات خسر، بيروت، ط3، ص276.
20- انظر: الأديب، الأئمة الاثنا عشر، منشورات الدار الاسلامية، بيروت، ط1، ص182.
21- المصدر السابق.
22- المسعودي، مروج الذهب، منشورات مؤسسة دار الهجرة، قم، ج3، ص254.
23- الكليني، اصول الكافي، ج2، ص243.
24- انظر: الامام الخميني رحمه الله، الحكومة الاسلامية، منشورات مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام، طهران، ط1، ص91.
25- انظر المصدر السابق، ص100 - 101.
26- المصدر السابق، ص135.
27- المصدر السابق، ص120.
الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد يعلن التزامه الدفاع عن القضية الفلسطينية
التلفزيون الرسمي التونسي يعلن المرشح قيس سعيّد رئيساً لتونس، حيث فاز بنسبة 76.9% من الأصوات، بحسب نتائج سبر الآراء. الرئيس التونسي أكّد الحفاظ على الدولة بتشريعاتها وقوانينها وقال إنه سيحرص على إعادة تنظيم العلاقات الداخلية بين الحكام والمحكومين ودعم القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
قيس سعيد فاز بنسبة 76.9% من أصوات الناخبين بحسب نتائج سبر الآراء (ا ف ب)
أعلن التلفزيون الحكومي التونسي أن المرشح للانتخابات الرئاسية قيس سعيّد فاز في الانتخابات وأصبح رئيساً لتونس بنسبة 76.9% بحسب نتائج سبر الآراء.
فيما قال سعيّد عقب إعلان فوزه "كنت أتمنى أن يكون العلم الفلسطيني حاضراً إلى جانب العلم التونسي"، وأضاف "تونس تدخل مرحلة جديدة في التاريخ وسنرفع كل التحديات خاصة الاقتصادية".
وكانت شركتان لسبر الآراء في تونس قالتا إن "سعيّد يتقدم على منافسه القروي ويحقق نسبة تتجاوز الـ70% من الأصوات"، حيث أكدت شركة "سيغما كونساي" أن سعيد حقق نسبة 72.28% من الأصوات، فيما أشارت شركة "أمرود" إلى أنه حقق نسبة 71.29%.
وأغلقت في تمام الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي صناديق الاقتراع، فيما أكد مصدر في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات للميادين أن نسبة التصويت تجاوزت 60% في الداخل، و23.5% في الخارج.
الاحتفالات تعم تونس بفوز سعيّد
وعمت الاحتفالات المدن التونسية عقب الإعلان عن فوز سعيّد، حيث نزل مؤيدوه إلى الشوارع للاحتفال بفوز مرشحهم.
وعبر التونسيون عن اعتزازهم بالتجربة الديمقراطية الأولى من نوعها في العالم العربي، التي أفرزت انتخابات حرة وديمراطية.
الحكومة الجزائرية تصادق على مشروع قانون يمنع العسكريين من الترشح للانتخابات
وإن كان يبقي على حقهم في التصويت في الانتخابات المجاز بقانون الانتخاب منذ سنوات.
الجزائر / عباس ميموني
صادق مجلس الوزراء الجزائري على مشروع قانون يمنع العسكريين المتقاعدين، من الترشح للانتخابات أو ممارسة نشاط سياسي لمدة 5 سنوات بعد إنهاء الخدمة، وإن كان يبقي على حقهم في التصويت في الانتخابات.
وقدم نائب وزير الدفاع الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، مشروع القانون الذي تم المصادقة عليه تمهيدا لإحالته لمجلس النواب لإقراره بصورة نهائية، خلال اجتماع لمجلس الوزراء عقد، الأحد، برئاسة رئيس البلاد المؤقت، عبد القادر بن صالح، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.
وذكر البيان أن مشروع القانون يقترح في المادة الـ30 مكرر "منع العسكري المقبول لإنهاء الخدمة بصفة نهائية في صفوف الجيش الوطني الشعبي من ممارسة أي نشاط سياسي حزبي أو الترشح لأي وظيفة انتخابية عمومية لمدة خمس سنوات".
وفي معرض سرده للأسباب التي أدت إلى صياغة مشروع القانون، قال صالح، إن "العسكري المقبول للتوقف نهائيا عن الخدمة، يوضع في الاحتياط ويحال على وضعية الاستيداع لمدة خمس سنوات".
وأضاف: "في هذه الوضعية، يبقى العسكري تحت تصرف الجيش الوطني الشعبي لمدة خمس سنوات، يمكن أثناءها إعادة استدعائه في أي وقت".
وتابع: أنه "طوال فترة الاستيداع فإن العسكري العامل المقبول للتوقف نهائيا عن الخدمة، يمارس بكل حرية الحقوق والحريات التي تكفلها له قوانين الجمهورية (بما فيها حق التصويت في الانتخابات) مع إلزامه بواجب الاحتراس والتحفظ (عدم الخوض في السياسة وحفظ أسرار المؤسسة العسكرية)".
وأفاد بأن "ممارسة نشاط سياسي حزبي أو الترشح لوظيفة انتخابية عمومية يترجم كلاهما في تصريحات ونقاشات حرة قد يترتب عنها خرق واجب الاحتراس والتحفظ كما هو منصوص عليه في القانون الأساسي للعسكريين الاحتياطيين".
يأتي ذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة عقدها في البلاد بتاريخ 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
يشار أن قانون الانتخابات في الجزائر يسمح منذ سنوات للعسكريين بالتصويت في الانتخابات، سواء في الثكانات أو في الخارج عبر توكيلات.
المصدر.الاناظول
نتائج سبر الآراء: قيس سعيّد رئيساً لتونس بنسبة 77%
التلفزيون الرسمي التونسي يعلن المرشح قيس سعيّد رئيساً لتونس، حيث فاز بنسبة 76.9% من الأصوات، بحسب نتائج سبر الآراء.
قيس سعيد فاز بنسبة 76.9% من أصوات الناخبين بحسب نتائج سبر الآراء (ا ف ب)
أعلن التلفزيون الحكومي التونسي أن المرشح للانتخابات الرئاسية قيس سعيّد فاز في الانتخابات وأصبح رئيساً لتونس بنسبة 76.9% بحسب نتائج سبر الآراء.
فيما قال سعيّد عقب إعلان فوزه "كنت أتمنى أن يكون العلم الفلسطيني حاضراً إلى جانب العلم التونسي"، وأضاف "تونس تدخل مرحلة جديدة في التاريخ وسنرفع كل التحديات خاصة الاقتصادية".
وكانت شركتان لسبر الآراء في تونس قالتا إن "سعيّد يتقدم على منافسه القروي ويحقق نسبة تتجاوز الـ70% من الأصوات"، حيث أكدت شركة "سيغما كونساي" أن سعيد حقق نسبة 72.28% من الأصوات، فيما أشارت شركة "أمرود" إلى أنه حقق نسبة 71.29%.
وأغلقت في تمام الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي صناديق الاقتراع، فيما أكد مصدر في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة التصويت تجاوزت 60% في الداخل، و23.5% في الخارج.
وعمت الاحتفالات المدن التونسية عقب الإعلان عن فوز سعيّد، حيث نزل مؤيدوه إلى الشوارع للاحتفال بفوز مرشحهم.
المصدر.المیادین
ملابسات استهداف ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر
نور الدين اسكندر
هذا الاستهداف يجد تفسيراً منطقياً له إذا ما ربطناه بالمحاولات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر لتفجير المنطقة، وتهشيم حالة الحذر الهشّة التي تمر بها.
ملابسات استهداف ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر
في اللحظة التي اشتعلت فيها ساحة جديدة في المنطقة، مع دخول تركيا إلى شرق الفرات واقتحامها مناطق الكرد في الشمال السوري، شهد البحر الأحمر حدثاً بالغ الخطورة والدلالة.
استهداف طال ناقلة نفطٍ إيرانية كانت تبحر في مياه البحر الأحمر، وأدى إلى أضرارٍ فيها أرغمتها على الإبحار ببطء نحو مياه الخليج.
في المكان، وقع الحدث في مياه البحر الأحمر بالقرب من مدينة جدة السعودية. وفي دلالة المكان، وإلى جانب قربه من السعودية، فإن مياه البحر الأحمر ظلّت في الآونة الأخيرة مجالاً لتركيز أميركي وإسرائيلي على حركة العبور فيه، مع محاولاتٍ دائمة لمنع أي تواجد إيراني هناك، إن كان عن طريق العلاقات الثنائية مع الدول المشاطئة له، أو حتى من خلال العبور المريح الذي يعتبر حقاً للدول في المياه الدولية.
هذه المحاولات أكدها الجمعة المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي حين أعلن أن ناقلات النفط الإيرانية تعرضت خلال الأشهر الماضية لعمليات تخريبية في البحر الأحمر.
وما يعزز المعاني المتضمنة في هذا الحدث، إعلان الولايات المتحدة بعد ساعاتٍ من استهداف ناقلة النفط الإيرانية عن إرسال قاذفات وطائرات إلى السعودية "لتعزيز الردع ضد إيران"، كما صرّح وزير الدفاع الأميركي.
خطوة أميركية تصعيدية في المنطقة قال عنها المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران براين هوك، إنها "تحمي مصالحنا ومصالح حلفائنا وتردع إيران"، معتبراً أن إرسال المعدات العسكرية والجنود إلى السعودية سيجعلها في موقع أفضل.
الإشارات التي يحملها خبر إرسال المعدات والجنود إلى السعودية، وتلك التي يحملها تفجير ناقلة النفط الإيرانية، تعبّر عن حاجة السعودية المستمرة إلى الحماية الأميركية، واستنادها إليها في تأمين أمنها، ومشروعها في المنطقة، وذلك بخلاف ما تروج له في المنطقة على أنها قادرة على الدفاع عن نفسها، بل الانتصار في حربٍ تشنها ضد اليمن.
ومن جانبٍ آخر، فإن هذا الاستهداف يجد تفسيراً منطقياً له إذا ما ربطناه بالمحاولات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر لتفجير المنطقة، وتهشيم حالة الحذر الهشّة التي تمر بها، وتحويلها إلى حربٍ طاحنة بين أميركا والسعودية من جهة، وإيران من جهةٍ أخرى.
ففي الأشهر الماضية حاولت إسرائيل دفع الجميع نحو الحرب من خلال أعمال أمنية عدائية نفذتها في العراق وسوريا ولبنان، وهي لم تتمكن من جر إدارة ترامب إلى الحرب من خلال حلفائها داخل إدارته، بل انقلب السحر عليهم، فأقيل جون بولتون، وتم ترويض مايك بومبيو، وفهم الآخرون خطورة الخيار العسكري.
يتعزز هذا المنطق بالنظر إلى المحاولات الإسرائيلية الدائمة لتكريس نفوذها في وسيطرتها على البحر الأحمر، ومنع أية قوة معادية من التواجد فيه. بالإضافة إلى معطيات مستجدة تحدثت عنها الصحف الإسرائيلية في اليومين الماضيين، مفادها أن الإسرائيليين خائفون من تخلي الأميركيين عنهم، كما فعلوا بحلفائهم الكرد. وبالتالي فإن من مصلحة "إسرائيل" السعي إلى خلط الأوراق وزج واشنطن في خياراتها الخاصة من خلال تفجير حربٍ مع إيران.
لكن تفجير ناقلة النفط الإيرانية يؤشر أيضاً إلى انزعاج محور الحصار على إيران الذي تقوده واشنطن من استمرار قدرة طهران على تصدير نفطها على الرغم من وصول استراتيجية الضغوط القصوى التي تمارسها واشنطن عليها إلى أقسى ما يمكن لها أن تفعله. وبالتالي فإن استمرار ناقلات النفط الإيرانية بالعمل والإبحار عبر الممرات الدولية يعتبر فشلاً أميركياً يحرج الرئيس دونالد ترامب من جهة، ويساعد طهران على التأقلم مع مرحلة الضغوط القصوى الجديدة من جهةٍ أخرى، مع دخول ولاية ترامب عامها الأخير خلال الشهر الجاري، ما يعني وقوع الرئيس الأميركي تحت ضغط الحاجة إلى قطف ثمرة ضغوطه ضد إيران قبل انتهاء ولايته، خصوصاً وأنه يواجه مساراً داخلياً متصاعداً لمحاكمته وعزله، الأمر الذي قد يشكل تهديداً لفرصه بولايةٍ ثانية.
لكن الجانب الأكثر إثارة للغرابة في هذه المسألة، هو إصرار الإدارة الأميركية على ممارسة القوة متفلتةً من كل الضوابط الأخلاقية والقانونية، وبعيداً من الأعراف الدولية وآليات حل الخلاف المعتمدة.
فإلى جانب الشكوك التي يمكن إدراجها حول الطرف المستفيد من تفجير ناقلة النفط الإيرانية، يصرّح هوك بأن رسالة بلاده لإيران هي الدعوة للتصرف مثل باقي الدول أو مشاهدة اقتصادها ينهار. هي اذن ممارسةٌ للبلطجة العلنية من قبل واشنطن، واعتراف مباشر باستخدام سلاح تجويع الشعوب لتطويع مواقفها الخارجية. فماذا يعني "التصرف مثل باقي الدول"؟ بالنسبة إلى الأميركيين هذا يعني التصرف وفق الرغبة الأميركية.
هوك الذي قال إن زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى واشنطن "مهمة جداً"، أوضح المسألة بقوله هذا. السعودية تستأجر تهديداً جديداً من إدارة ترامب لإيران، تمت ترجمته من خلال إرسال المعدات والجنود الى السعودية، كما من خلال تصريحات هوك، أما الحاجة إليه فهي متصلة بفشل الرياض في كل مكان حاولت فيه مواجهة طهران.
قائد الثورة: مسيرة الاربعين تجسيد لقوة الاسلام وجبهة المقاومة
اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي مسيرة اربعينية الامام الحسين (ع) تجسيدا لقوة الاسلام وجبهة المقاومة الاسلامية.
جاء ذلك في كلمة لسماحة القائد خلال رعايته صباح اليوم الاحد مراسم تخريج دفعة جديدة من ضباط الحرس الثوري بجامعة "الامام الحسين (ع)".
واعتبر جامعة "الامام الحسين (ع)" جامعة مهمة ومن البركات الالهية واشار الى ضرورة تركيز مسؤولي الحرس الثوري على الارتقاء بها واضاف، اننا نفخر بنجاحات هذه الجامعة لكننا لسنا قانعين بذلك ونعتبر من الضروري مواصلة التقدم في جميع المستويات والابعاد.
ونوه الى عزة الحرس الثوري في داخل البلاد وخارجها وقال، ان الاميركيين بسلوكهم العدواني تجاه الحرس الثوري قد جعلوه اكثر عزة لان عداء اعداء الله يجعل المؤمنين اكثر عزة.
واشار الى الآية الكريمة "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" واضاف، ان هذا الامر الالهي يجب ان يكون درسا ضمن اولويات الحرس الثوري دوما.
واعتبر سماحته الهدف من هذه الاية الكريمة هو ضرورة تحقيق المزيد من الجهوزية لترهيب اعداء الله واعداء المسلمين واضاف، ان الترهيب الذي يامر الباري تعالى بايجاده في قلوب الاعداء هو ترهيب رادع اي ان نعمل بحيث يشعر الاعداء بالرهبة من هيبة رجالنا الشباب والمؤمنين والمضحين وهو ما يعد اهم عامل للردع.
وفي تبيينه للنقاط المهمة والبارزة للامر الالهي الخالد حول تعزيز الجهوزية اكد سماحته، ان معنى "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" هو تعزيز القدرات التنظيمية والعلمية والتخصصية والتحرك الى الامام في مجال القدرات التكتيكية والاستراتيجية وجعل القدرات العملانية مترافقة مع اليقظة والجهوزية الدائمة للعمل وتجنب الغفلة حتى لحظة واحدة وترسيخ القدرات الايمانية للحرس الثوري من خلال اعداد شباب مؤمنين وخالصين وذوي عزم وحوافز.
وحول الجهوزية من ناحية المعدات اكد سماحته بان الباري تعالى يامر في القرآن المجيد بامتلاك كل الجهوزية والمعدات الدفاعية والعملانية والاستخبارية اللازمة "وان هذه المعدات يجب انتاجها وابداعها في الداخل وان تكون متنوعة بحيث تغطي جميع الحاجات في البر والجو والبحر والحدود والفضاء وبطبيعة الحال فان الاجواء الافتراضية تعد اليوم من ضمن هذه الادوات".
واشار الى ان النظام الملكي البائد كان قد ملأ المستودعات بالاسلحة الاميركية وجعلبذلك مصانع الاسلحة الاميركية مزدهرة ولم يكن يحق للايرانيين من دون ترخيص من اميركا استخدامها او حتى التعرف عليها والتحكم بها، لافتا الى ان ذلك النظام الفاسد والعميل كان يفخر بامرين؛ الاول مستودعات الاسلحة والثاني تنفيذ اوامر اميركا ولعب دول شرطي المنطقة واسكات اي صوت معارض لاميركا واضاف، ان الاوضاع اليوم بطبيعة الحال قد اصبحت على العكس من ذلك وتغيرت مائة بالمائة حيث ان الشعب الايراني يعمل بارادته ويتخذ القرار ويبادر لما فيه مصلحة البلاد.
واكد من جديد ضرورة امتلاك كل الادوات الناعمة والصلبة واعتبر مسيرة الاربعين من امثلة القدرة الحقيقية واضاف، ان التجمع العظيم والمليوني للزوار في مسار التحرك نحو كربلاء يعني التحرك نحو ذروة الفخر والتضحية والشهادة ومن شانه تجسيد قوة الاسلام وجبهة المقاومة الاسامية.
واعتبر سماحته "الاربعين" في اول ظهور له في تاريخ الاسلام "وسيلة اعلام قوية جدا لعاشوراء" واضاف، انه وخلال الاربعين يوما من ملحمة عاشواء حتى عودة اهل البيت (ع) الى كربلاء ، كانت خطابات السيدة زينب (س) والامام السجاد (ع) وام البنين (س) في الشام والكوفة وسيلة اعلام حقيقية لعاشوراء وفي ظل تحقق سيادة منطق الحق في الاجواء الظلامية لحكم بني امية وال ابي سفيان فقد ظلت عاشوراء حية وجارية في التاريخ.
ولفت الى عاصفة حركة اهل البيت (ع) في الفترة من عاشوراء الى الاربعين في فترة القمع الرهيبة في ذلك العهد ادت الى تغيير الاوضاع وبالتالي سقوط آل ابي سفيان واضاف، ان هذا الامر جار في الوقت الحاضر ايضا.
واعتبر مسيرة الاربعين العظيمة التي تجري بمشاركة المسلمين من مختلف الدول وبمختلف طوائفهم وحتى من بعض الاديان الاخرى صرخة مدوية ووسيلة اعلام منقطعة النظير في عالم الاعلام المعقد وعالم البشرية الصاخب اليوم واضاف، ان شعار "الحسين يجمعنا" الزاخر بالمعاني حقيقة اصيلة لان الحسين (ع) هو من اطلق هذا التجمع العظيم وحرّك الجميع نحو نبع القيم المعنوية والتحرر.
واكد على المزيد من تعزيز وتعميق القيم المعنوية والفكر والمعرفة في مسيرة اربعينية الامام الحسين (ع) واضاف، انه على اصحاب الحكمة والعلم العمل وبذل الجهد في هذا المجال.
وتابع آية الله الخامنئي، انه مثلما اكد الامام الحسين (ع) بان السبب في نهضته هو اداء الواجب في مواجهة الظلم والظالم ، فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعمل بالواجب على هذا الاساس وستعمل بذلك في كل الاحوال.
واشار الى ان جبهة الكفر والصهيونية واميركا تمص دماء الشعوب وتثير الحروب وترتكب الفضائع وتمارس الظلم والجور بحق الشعوب واضاف، ان الشعب الايراني وبناء على فلسفة حركة سيد الشهداء تعتبر من واجبها التصدي لهم وان عدم التنازل امام اميركا وضغوط الاعداء المختلفة ياتي على هذا الاساس.
وخاطب سماحته شباب ايران داعيا اياهم للعمل بمسؤوليتهم الالهية بايمان وعزم وارادة وان يعلموا بان الصمود امام اعداء الدين والبشرية يترافق مع النصر الالهي مثلما كان الامر عليه خلال الاربعين عاما الماضية وسيكون الامر كذلك في الخطوة الثانية للثورة (الاربعين عاما القادمة) والخطوات اللاحقة بفضل الباري تعالى.
قائد الثورة : انهاء حرب اليمن بشكل صائب سيترك اثارا ايجابية على المنطقة
أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قدمت منذ فترة طويلة مبادرة من أربع نقاط لوقف الحرب في اليمن ، وأن انهاء هذه الحرب بشكل صائب بامكانه ان يترك اثارا ايجابية على المنطقة .
ووصف سماحته لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والوفد المرافق له اليوم الاحد، العلاقات الإيرانية الباكستانية بأنها عميقة للغاية ومتجذرة بين الشعبين، مؤكدا ضرورة توظيف هذه الارضية لتعزيز التعاون بين حكومتي البلدين وقال ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قدمت منذ فترة طويلة مبادرة من أربع نقاط لوقف الحرب في اليمن ، وأن انهاء هذه الحرب بشكل صائب بامكانه ان يترك اثارا ايجابية على المنطقة .
ونوه آية الله السيد الخامنئي في هذا اللقاء الى بعض الأمثلة على العلاقات العميقة والوثيقة بين الشعبين الإيراني والباكستاني مؤكدا إن رؤية الجمهورية الاسلامية الايرانية لباكستان هي رؤية اخوية لبلد جار وفي ضوء هذه الفرصة الفريدة ، يجب أن تكون العلاقات بين البلدين اكثر دفئا وودية وافضل مما هي عليه الان كما ينبغي النهوض بالامن على الحدود وان يجري اكمال المشاريع العالقة مثل خط انبوب الغاز .
وأشاد قائد الثورة الإسلامية باهتمام الحكومة الباكستانية بارساء دعائم السلام والأمن ، واعتبر منطقة غرب آسيا بأنها حساسة للغاية ، مؤكداً على ان يحذر الجميع من وقوع اي حادثة معربا عن اسفه للدور الهدام لبعض دول المنطقة في دعم الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا واثارة الحرب واراقة الدماء في اليمن واضاف انه ليست لدينا دوافع لمعاداة هذه الدول ، ولكنها واقعة تحت هيمنة الولايات المتحدة وتعمل وفقا لارادتها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية .
وقال ان الجمهورية الإسلامية الايرانية قدمت منذ فترة طويلة مبادرة من أربع نقاط لإنهاء الحرب في اليمن ، وإذا انتهت هذه الحرب بشكل صائب ، يمكن أن تكون لذلك آثار إيجابية في المنطقة.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن الجمهورية الإسلامية الايرانية لم تكن البادئة باي حرب ، وبالطبع ، إذا شن أي احد حربًا عليها ، فلا شك انها ستندم .
بدوره وصف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال اللقاء الذي حضره الرئيس روحاني ، إيران وباكستان بانهما بلدان شقيقان ، مؤكدا ضرورة تطوير التعاون بين طهران وإسلام آباد وقال اننا نفتح حسابًا خاصًا للعلاقات مع إيران ، لأننا نعتبر إيران شريكا هاما ، ولاسيما على الصعيد التجاري .
الوساطة بين إيران والسعودية.. الأرضيات والتحديات
- وصل رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" إلى إيران، في زيارة قصيرة لطهران وإجراء محادثات مع المسؤولين السياسيين.
هدف عمران خان الرئيس في زيارته الثانية لإيران هو التوسط بين طهران والرياض، ووفقاً للإعلان الذي صدر عن وزارة الخارجية الباكستانية، فإنه سيسافر أولاً إلى إيران وسيبقى فيها ليلةً واحدةً، ثم يزور الرياض للقاء القادة السعوديين نهاراً.
القضية المهمة في هذه الزيارة هي، هل يأتي قرار رئيس الوزراء الباكستاني بناءً على طلب الحكومة السعودية أم لا؟
وكان عمران خان قد أعلن في وقت سابق على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أنه يعتزم التوسط بين إيران والسعودية للحدّ من التوترات.
ويقال إن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" قد طلب منه المساعدة في تخفيف التوترات مع إيران خلال زيارته الأخيرة للسعودية قبل ذهابه إلى الأمم المتحدة.
ومع ذلك، فقد أصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بياناً نفت فيه تقارير إعلامية تفيد بأن السعوديين وحتى محمد بن سلمان قد بعثوا برسالة إلى رئيس الوزراء الباكستاني لتسليمها إلى طهران.
لكن إيران قد أبدت استعدادها لقبول الوساطة والاستماع إلى مبادرات عمران خان وحتى التفاوض مباشرةً مع المسؤولين السعوديين.
جهود باكستان السابقة للوساطة
محاولة باكستان للتوسط في الخليج الفارسي ليست بجديدة، إذ كانت هناك أربع مبادرات كبيرة وصغيرة على الأقل منذ الثمانينات، فقد كانت جهود الوساطة الأولى لباكستان خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفي وقت لاحق من عام 1997، استضافت "إسلام أباد" قمة القيادة الإيرانية السعودية على هامش قمة منظمة المؤتمر الإسلامي.
وفي الفترة 2003-2004، جرت محاولات للوساطة بين طهران والرياض بمبادرة من الرئيس الباکستاني السابق "برويز مشرف"، لكنها فشلت بسبب قرب مشرف من أمريكا وتماشيه مع خطط واشنطن في المنطقة.
وجاءت الوساطة الأخيرة لباكستان في عام 2016 بمبادرة من رئيس الوزراء آنذاك "نواز شريف" والقائد العام للجيش الجنرال "رحيل شريف" لإنهاء التوتر في علاقات البلدين بعد إعدام "الشيخ باقر النمر" الزعيم الشيعي السعودي البارز.
دوافع وتحديات الوساطة
بالنظر إلى مستوى الخلافات بين طهران والرياض حول مختلف القضايا والملفات الإقليمية والآراء المختلفة للجانبين حول نظام الأمن الإقليمي، هناك سؤال مثير للشكوك ألا وهو إلى أي مدى يمكن للمرء أن يأمل في نجاح وساطة عمران خان؟
في هذا الصدد، قد يكون من المبشر بالخير أن قادة البلدين قد أظهروا علامات استعدادهم للتفاوض وتخفيف التوترات في مواقفهم، الأمر الذي قد يكون بسبب عدم رغبة الجانبين في خوض الحرب التي ستكون مكلفةً لكلا البلدين.
لقد تم التعبير بوضوح عن استعداد إيران لتخفيف التوترات من خلال استعدادها الصريح للتفاوض مباشرةً، وكذلك الاقتراح المبتكر لاتفاق "هرمز" للسلام وإبرام معاهدة عدم الاعتداء، كما يمكن تتبع هذه الإشارات من قبل السعودية، بما في ذلك موقف ولي العهد الأخير مع شبكة "پي بي إس" الأمريكية، فضلاً عن تصريحات وزير الخارجية السابق عادل الجبير.
وبطبيعة الحال، فإن تفكك خطة الضغط القصوى التي وضعها ترامب ويأس ابن سلمان من انسحاب البيت الأبيض من الاستعداد للهجوم على إيران، وكذلك تفكك تحالف الحرب على اليمن مع انسحاب أبو ظبي من الحرب، كلها عناصر مؤثرة في تليين لهجة السعوديين بشأن الحوار وبالطبع الوساطة.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام طريق وساطة باكستان والتوصل إلى اتفاق، وأحد هذه العوامل هو انعدام الثقة العميق بين الجانبين وخوف السعوديين من زيادة نفوذ محور المقاومة، والاستسلام الكامل في لعبة القوة الإقليمية لمصلحة إيران.
من ناحية أخرى، فإن الحرب اليمنية واستمرارها يمثلان تحدياً مهماً في أي جهد للحدّ من التوترات بين الجانبين، فالسعودية التي فقدت القدرة على مواجهة اليمنيين، للحفاظ على صورتها داخلياً ودولياً تنسب إلى إيران ردود الفعل اليمنية المشروعة على القصف واستمرار الحصار عليهم.
لذلك، فإن حرب اليمن هي عنصر مهم في نجاح أو فشل الوساطة، وإذا كانت الرياض تسعى إلى السلام مع طهران، فيجب أن توافق على إنهاء الحرب اليمنية؛ لذلك، من المتوقع أن يركّز "عمران خان" في لقاءاته بطهران والرياض على إيجاد حل لحرب اليمن حصرياً.
كذلك، لا ينبغي تجاهل دور أمريكا وتأثيرها في السعودية، والتي يمكن أن تمنع أي نجاح في هذا المشروع، فقد نجحت أمريكا عبر سياسة "إيران فوبيا" في انتزاع الكثير من عائدات النفط في الدول الخليجية، من خلال بيع الأسلحة أو بحجة توفير الأمن لهم.
من الطبيعي أن تعتبر واشنطن وتل أبيب تقليص الخلافات بين الدول الخليجية وطهران إضراراً بمصالحهما، وذلك بالنظر إلى أن أساس وجهة نظر إيران في توفير أمن الخليج الفارسي هو انسحاب القوات الأجنبية وخاصةً أمريكا.
زيارة عمران خان إلى طهران تأتي في وقت تعرّضت فيه ناقلة نفط إيرانية يوم الجمعة على ساحل بحر العرب لهجوم يعتقد أنه صاروخي، وعلى الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن منفّذ الهجوم، إلا أنه يمكن الافتراض بأن تزامن هذين الحدثين ليس بالصدفة، وأن هناك أطرافًا مثل الكيان الإسرائيلي لا تريد أن تنجح جهود الوساطة التي يقوم بها عمران خان
المصدر.الوقت
وزراء الخارجية العرب يقررون النظر بإجراءات ضد تركيا
وزراء خارجية جامعة الدول العربية يعلنون في بيان مشترك النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي، وخفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكري مع تركيا.
مجلس جامعة الدول العربية يعقد اجتماعاً حول العملية التركية في سوريا اليوم
أعلن وزراء خارجية جامعة الدول العربية في بيان مشترك عن قرارهم النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي، وخفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكري مع تركيا.
وأضاف البيان "قررنا مراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية"، لافتاً إلى أن العدوان التركي يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين.
وشدد على أن كل جهد سوري للتصدي لهذا العدوان والدفاع عن الأراضي السورية هو تطبيق لحق مبدأ الدفاع الشرعي عن النفس
ودعا البيان تركيا إلى وقف العدوان والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد قال إن العملية العسكرية التي "تقوم بها تركيا في سوريا ليست سوى غزو".
ولفت أبو الغيط إلى أن استخدام ورقة النازحين في الأيام الأخيرة يعكس "انحداراً غير مسبوق"، مضيفاً أن "العدوان التركي على سوريا سيفضي إلى أزمات جديدة ويعد خطراً حقيقياً على الأمن والسلم الدوليين".
وحث أبو الغيط مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته من أجل التوصل لموقف دولي موحد يدين العدوان التركي ويوقفه، محملاً تركيا المسؤولية الكاملة عن التبعات الإنسانية والأمنية التي ستترتب عن عدوانها على سوريا.
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن تركيا تدشن عدواناً على سيادة سوريا، مشيراً إلى أن "تركيا تدعم وتحتضن الجماعات الإرهابية".
كما لفت شكري إلى أن النظام التركي يريد التعمية على استخدامه الإرهاب ضد دول المنطقة، مضيفاً أن "العدوان التركي على سوريا محاولة للتخفي بذريعة محاربة الإرهاب".
كذلك اعتبر شكري أن "العدوان التركي على سوريا يمثل تهديدا للأمن القومي العربي والسلم العالمي ومحاولة لإجهاض الانتصارات التي كلفت الكثير من التضحيات في مواجهة داعش".
من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير إن العملية العسكرية شرق سوريا عدوان على أراض عربية، مضيفاً أن "العدوان التركي يقوض محاربة تنظيم داعش ويهدد أمن المنطقة".
أما وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قال "حان الوقت لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية"، مشيراً إلى أن "إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية يجب أن يكون أول رد على العدوان التركي".
وأضاف باسيل أنه يجب عقد قمة عربية طارئة تكرس المصالحة.
يذكر أن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية يعقد بناءً على العملية العسكرية شمال شرق سوريا التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أشار إلى أن بلاده ستقضي في هذه العملية على التهديد الإرهابي الموجّه ضدّها. في وقت أكّدت فيه سوريا تمسكها بسيادتها وشددت على استعدادها احتضان "أبنائنا الضالين إذا عادوا إلى جادة العقل والصواب".
أبو الغيط يعلق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم السبت، أن استعادة المقعد السوري بالجامعة العربية مسألة معقدة وتحتاج لإجراءات وثمة حاجة لاجتماع بشأنها.
وقال أبو الغيط إن "هناك إجراءات، فمثلما اتخذت إجراءات في السابق يستدعي الأمر إجراءات لاستعادة المقعد، وهذا أمر معقد للغاية".
وتابع، "هناك دول تطالب بإجراءات من السلطة السورية لكي تتحرك الأمور... الجانب السوري عليه مسؤوليات وأعباء".
وأضاف أمين عام الجامعة العربية، "هناك حاجة لاجتماع محدد له هدف حول استعادة المقعد السوري".